القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية انتقام عبر الزمن الفصل التاسع عشر والعشرين بقلم إلهام عبد الرحمن كامله

 رواية انتقام عبر الزمن الفصل التاسع عشر والعشرين بقلم إلهام عبد الرحمن كامله 



رواية انتقام عبر الزمن الفصل التاسع عشر والعشرين بقلم إلهام عبد الرحمن كامله 



الفصل19 و 20

في منزل بسمة كانت بسمة تستعد بارتداء ملابسها للذهاب مع كرم إلى الطبيب حين سمعت رنين هاتفها.


بسمة:« ألو ازيك يا حبيبتي عاملة إيه؟» 


جنة:« انتى فين يا حيوانة بقالك يومين مختفية ولا بتيجي ولا بتسألي أنا زعلانة منك أوي على فكرة أنا عندي كلام كتير كان نفسي أحكيهولك بس انتى مش موجودة عشان أكلمك سايباني وما بتسأليش عليا.


بسمه بصراخ:«إييييه هو خدوهم بالصوت ليغلبوكم ولا إيه يا ست ة طب لاقيتيني ما سألتش عليكي اسألي انتى ولا هي الكونتيسة ما بتحبش تسأل على الجواري بتوعها؟» 


جنة:«ما تتلمي يا زفتة إيه ماسورة كلام واتفتحت بجد قوليلي كنتى فين بقالك يومين انتى وحشتيني أوي محتاجة أتكلم معاكي في حاجات كتير حصلت وعاوزة أحكيهالك.» 


بسمة:« أنا كمان في حاجات كتير عاوزة أحكيهالك بس لما أرجع من عند الدكتور هبقى أكلمك.»


جنة بلهفة وقلق:« ياساتر يارب دكتور إيه مالك يا حبيبتي فيكى إيه خير انطقي يا بت قلقتيني عليكى؟!»


بسمة:« يا حبيبتي اطمني أنا كويسة والله بس حصلتلى حاجة تافهة كدا أنا  فقدت الذاكرة ياجنة.»


جنة بدهشة:« نااااعم فقدتى إيه يا عينيا فقدتى الذاكرة دا اللي هو ازاي وانتى أهو بتكلميني وعارفاني انتى بتشتغليني يا بسمة يا بنت نعمات.»


بسمة:«هو إيه حكاية بنت نعمات اللي كل واحد فيكم يقولهالي دي شوية كرم وشوية انتى يا بنتي افهمي أنا وقعت على السلم وأنا كنت جاية أقعد معاكي ودماغي اتخبطت جامد ففي تفاصيل يوم رايحة مني مش فاكراها وأديني أهو رايحة للدكتور عشان يشوف في إيه فهمتي؟!»


جنة:« ياحبيبتي كل دا حصلك وأنا معرفش  ألف مليون سلامة عليكى طيب أنا هلبس بسرعة واجي معاكي مش هسيبك لوحدك رجلى على رجلك أنا كمان عاوزة أطمن عليكي.»


بسمة:«يا حبيبتي ما لوش لزوم وبعدين ما هو كرم معايا ما تتعبيش نفسك يا قلبي.»


جنة بحزن:« تعب إيه يا حمارة انتى احنا اخوات هو أنا ليا غيرك وبعدين أنا استحالة أسيبك تروحي لوحدك يلا يلا ما تعطلنيش خليني ألحق ألبس واستأذن عمو قاسم اوعي تمشي انتى وكرم والله أزعل منكم.» 


أغلقت جنة الهاتف وذهبت سريعاً إلى عمها قاسم واستأذنت منه ثم استعدت وذهبت إلى منزل بسمة وتركت الباب ففتح لها كرم ووقف أمامها ينظر لها وتعلو على ثغره ابتسامة هادئة فألقت عليه السلام ولكنه لم يجب وظل ينظر لها وكأنه مسحوراً بها فحركت يدها أمام وجهه ونادته برقة وابتسامة خجلة  فانتبه على نفسه ودعاها للدخول.


كرم:« تعالي يا جنة ادخلي ثواني لحد ماالكونتيسة بسمة ماتجهز.»


جنة بابتسامة:« هي لسة ما جهزتش دي بالها طويل أوي.»


كرم بضحك:« الحمد لله مش طالعالي أنا برئ من تصرفاتها.» 


جنة بضحك:« الحمد لله أومال عمو محسن فين؟!»


كرم بامتعاض:« نايم في أوضته ولا داري بحاجة ولا كأن اللي تعبانة دي بنته.»


جنة:«معلش يا كرم اللي مر بيه مش سهل بردو اعذره وما تنساش إنه باباك ربنا يهدي الحال بينكم ويهدي بسمة وتقدر تتقبله في حياتكم.»


كرم بندم:«يظهر إني غلطت لما جبته يعيش معانا تاني يا جنة والله لولا الملامة أنا كنت أجرتله شقة بعيد عننا يعيش فيها، بسمة صحتها في النازل ومابقتش عجباني من يوم ما عاش معانا ما هو أنا مش هصلح حاجة وأبوظ حاجة تانية أنا مش حابب أخسر أختي الوحيدة.»


جنة بهدوء:« إن شاء الله مفيش خساره ولا حاجة الأمور هتبقى تمام يلا بقا استعجل الكونتيسة خلينا نمشي.»


بعد مدة كان كرم وبسمة وجنة في عيادة الطبيب والذي طمأنهم بأن ما تعانيه بسمة شيء طبيعي بسبب أنها تعاني من  ارتجاجاً بسيطا في المخ إثر اصطدام رأسها وأن هذا العرض الذي تعانيه من فقدان ذاكرة مؤقت سيزول خلال أيام مع الراحة بعد ما اطمأن كرم على بسمة أخذها هي وجنة وذهبوا إلى منازلهم جلست جنة في حجرتها تمسك هاتفها وتنظر إلى رسالة خالد تريد بشدة أن تتحدث معه ولكنها أيضاً تخاف من تحذير علا فها هي الآن تعيش بين نارين نار ارضاء علا التي ربتها وتهتم لأجلها ونار مشاعرها التي سيطرت عليها لأول مرة بحياتها فقررت أخيراً عدم الرد عليه لحين طلوع الصباح والذهاب لبسمة والحديث معها وأخذ رأيها في هذا الموضوع.


حل الصباح بنسماته الرائعة واستيقظت جنة من نومها وأعدت طعام الإفطار واستأذنت عمها وزوجته بالذهاب لبسمة للاطمئنان عليها وبعد قليل ذهبت إلى منزل بسمة فكان كرم في ذلك الوقت في عمله ووالده محسن ذهب خارجاً بعد أن سلم على جنة جلست جنه مع بسمة في حجرتها وقصت عليها كل ما حدث مع خالد وزوجة عمها ونصيحة علا لها بعدم الإنصات لذلك الشاب والإبتعاد عنه كما أخبرتها عن رسالته التي أرسلها وقرأتها ولكنها لم تجب عليه حتى الآن. 


بسمة:« طيب لو هنفترض إنه إنسان كويس زي ما إحساسك بيقولك يبقى ليه يستنى شهرين طيب ما ييجي ويتقدم ويقول إنه مش هيلبسك دهب إلا بعد شهرين لكن لا هو إنسان مش تمام والدليل إنه من البداية ما كانش حابب يتقدم كان عاوز يفضل يكلمك من ورا أهلك ولما ضغطتي عليه وقولتيله إنك مش هتكلميه تاني دخلك من سكة إنه عاوز يتقدملك بس مفيش معاه فلوس دلوقتي وهو عارف ومتأكد إنك قلبك طيب وهتتعاطفي معاه وتفضلي تكلميه يعني من الآخر كدا زي ما طنط علا قالتلك ابعدي يا جنة الواد  دا مش من مقامك ولا قيمتك  انتى إنسانة نضيفة من جوا وبرا لكن هو واحد حابب يتسلى.»


جنة بحزن وبكاء :«طيب ليه قلبي بيدق أوي كدا لما أسمع صوته أو أشوف رسايله ليه حابة أكلمه ليه متعلقة بيه كدا ومش قادرة أبعد؟!»


بسمة بعقلانية:« لأنك بكل بساطة عمرك ما عشتى مشاعر حب مع أي حد ما حسيتيش إحساس كلمة حلوة بتطلع من راجل لست فلما خالد سمعك كلامه الحلو حسيتى بفرحة فرحة طفل صغير جاله لبس العيد ودي فرحة مؤقتة يا جنة عشانكدا  بلاش يا حبيبتي تمشي ورا قلبك وعواطفك حكمي عقلك أقولك أنا هثبتلك إن الواد دا مش تمام عشان نقطع الشك باليقين إيه رأيك؟»


جنه بتساؤل:«ودا هتعمليه ازاي يا ست بسمة؟!»


بسمة بجدية:« هاتيلي اسم الأكونت بتاعه وأنا هتصرف وهثبتلك إن هو شيطان في صورة بني آدم وبعدين يا هبلة هو انتى مستعجلة على إيه دا انتى لسة 21 سنة يعنى لسة صغيرة مش يمكن ربنا شايلك نصيب أحسن راحة يا أختي تحبيلي واحد كان متجوز ليه كنتى بايرة ولا بايرة ويا ريته حتى حب.» 


جنة:« خلاص بقا يا بسمة مش مستاهلة تقطيم مشاعرنا مش بإيدينا ويمكن اتأثرت واتعلقت بيه عشان هو أول واحد اهتم بمشاعري وكلمني بطريقة لطيفة ما انتى عارفة إن أقرب طريقة لقلب البنت ودنها ولا إيه طول عمري عايشة ما بسمعش غير أصعب كلام بيأذي مشاعري جه خالد وسمعني أحلى كلام عشان كدا اتعلقت بيه حتى وأنا مصدقاكم وعارفة إنه مش مناسب بس أنا عاملة زي الطفل اللي جابوله لعبة وفرح بيها وبعد شوية قالوله لا إحنا هنرجعها ونجيبلك غيرها لأنها مكسورة وممكن تأذيك ففضل متمسك بيها لأنه خايف، خايف اللعبة الجديدة ما تجيش وساعتها يبقى خسر اللعبة المكسورة.»


بسمة بدهشة:« انتى مختلفة يا بنتي يعني ترضي بحياة ما فيهاش كرامة عشان بس خايفة إن ربنا ما يبعتلكيش نصيب كويس يراعي ربنا فيكى انتى عارفة إنك لو كملتي مع شخص زي دا مش هتبقي مبسوطة ولا مرتاحة في حياتك حتى لو هو صدق واتقدملك دا إنسان مريض ما سترش على بنت خالته وطلعها هي الغلطانة وهو الملاك البريء تاني حاجة بلسانه حكالك إن هو لما كان بيتضايق منها كان بيكدب عليها ويقولها إنه مسافر تبع الشغل عشان ما يقعدش معاها ويريح دماغه منها يعني أصلاً واحد مش بيتحمل المسؤولية فازاي كنتى مفكرة كدا إنه هيبقى واحد مختلف معاكي اذا كان اللي من لحمه ودمه ما فرقتش معاه.»


جنة بحزن:«غصب عني يا بسمة قلبي مش راضي يسمع كلام عقلي وخايفة أضعف المهم سيبك مني أنا قوليلي لسة مش عاوزه تسامحي عمو محسن؟ ليه مش عاوزة تديله فرصة؟ يا حبيبتي دا باباكي بردو.»


بسمة بغل:«مش عارفة حاسة إن وراه مصيبة مش مرتاحاله خالص يا جنة وكفاية إنه السبب في موت ماما بعد ما قهرها أنا عمري ما هسامحه أبداً.»


جنة وهي تحتضنها:« خلاص يا حبيبتي اهدي وإن شاء الله ربنا يهدي الحال ما بينكم قوليلى عملتي إيه في شغلك كلمتي مستر يونس عشان يعرف إنك تعبانة بدل ما يخصملك من مرتبك؟!»


بسمة بابتسامة هائمة:«يونس لا ما هو أنا أصلاً لما تعبت هو وصلني بعربيته لحد البيت ولما اتصل امبارح يطمن عليا وعرف اللي حصلي اتخض أوي لدرجة إنه كان عاوز ييجي يطمن عليا لكن طبعاً ما كانش ينفع لأن الوقت كان متأخّر أوي.» 


جنة بخبث:« هو أنا ليه شايفة قلوب طايرة من عينيكى يا بت انتى؟!»


بسمة بخجل:«ولا قلوب ولا حاجة الراجل بس كان ذوق معايا وغير وقفته معايا قبل كدا لما واحد ضايقني في السنتر بصراحة تحسى كدا إنه جنتلمان وكيوت وقمر وكاريزما حاجة كدا ولا في الأحلام.»


جنة بضحك:«وإيه كمان يا ضنايا دا شوية شوية هتقوليلي عريس يا أماي جوزهولي يا بوي زى مسعدة اللى فى فيلمالبحث عن فضيحة.»


بسمة بضحك:« يخرب بيت شيطانك إيه يا بت الخفة اللي بقيتي فيها دي بقولك إيه قومي يلا روحي على بيتك عشان تلحقي تساعدي طنط علا في تجهيز الغدا بدل ما تقول إني عطلتك وتزعل مني وهي زعلها وحش وأنا مش قد زعلها بصراحة.»


ذهبت جنة إلى منزلها وحل المساء وأتى رجال مصطفى وقاموا بالحفر من داخل بدروم المنزل وبالفعل استطاعوا التوصل إلى مفتاح المقبرة والذي أخذه كرم واحتفظ به معه لحين الذهاب وفتح المقبرة كما اتفق مع مصطفى.


محسن:«ما تجيب يا كرم يا ابنى المفتاح دا أخبيهولك لحد ما نعرف الميعاد اللي هيفتحوا بيه المقبرة.»


كرم بجمود  «الموضوع دخ ما يخصكش وأظن أنا قولتلك قبل كدا انت كل اللي ليك نسبتك وبس أما المفتاح إنك تاخده انسى خالص إن حاجة زي دي تحصل.» ثم تركه وصعد إلى شقته.


بسمة بنعاس:« إيه ياكرم إيه الخبط والدق اللي تحت دا أنا حاسة إن دماغي هتنفجر وبعدين دا الوقت متأخّر أوي كدا ممكن الجيران يشتكوا.»


كرم:«معلش يا بسمة كان في ماسورة بتسرب تحت وكان لازم ألحقها قبل ما تغرق الدنيا وتضرب أساس البيت.»


بسمة:« طيب الحمد لله إنك لحقتها ثم اقتربت منه ونظرت له بتمعن وأكملت: مالك يا كرم شكلك متغير في حاجة مضايقاك يا حبيبي؟!»


كرم بجمود:«مفيش حاجة يا حبيبتي أنا كويس ادخلي نامي وارتاحي انتى.»


أومأت بسمة برأسها وهمت بالذهاب إلى حجرتها ولكن استوقفها صوت كرم وهو يسألها بتردد. 


كرم:« هي جنة عندها مشكلة يا بسمة يعني في حاجة مضايقاها؟» 


بسمة بتردد:« ها... لا... أبداً مفيش حاجة مضايقاها ليه بتقول كدا؟!»


كرم وهو ينظر لها نظرة ثاقبة:« أصل رجعت النهاردة بدري عشان نسيت ورق مهم وسمعت صوت عياطها وهي قاعدة معاكي فقولت يمكن في حاجة مضايقاها وبما إن عمها قاسم بقا كويس معاها وطنط علا أصلاً عمرها ما زعلتها يبقا أكيد فى حاجة تانية وأنا حبيت أعرف منك يمكن أقدر أساعدها.»


بسمة وعينيها تنظر في جميع الاتجاهات ما عداه:« لا... لا أبداً هو بس مفيش حاجة يا كرم اطمن يا حبيبي.»


كرم:« أول مرة تكدبي عليا يا بسمة كان نفسي انتي اللي تحكيلي من نفسك بما إنك عارفة مشاعرى ناحيتها ها بقا قوليلى مين خالد يا بسمة اللي ظهر في حياة جنة وفي إيه بينهم وبقالها قد إيه بتكلمه؟!»


بسمة بدهشة:«انت سمعتها وهي بتحكيلي؟!»


كرم بحزن:« للأسف ويا ريتني ما سمعتها بس يمكن ربنا عمل كدا عشان أخرجها بره قلبي صحيح أنا الوحيد اللي هتعذب لكن دا أحسن ليا وليها.» 


بسمة بحزن على أخيها كرم:«صدقني جنة بنت خام عشان كدا اتضحك عليها بسهولة وانت كمان غلطت لما فضلت تحبها من بعيد لبعيد كان ممكن تحتويها وتحسسها بحبك لكن خوفك ادى فرصة لغيرك يقدر يوصل لقلبها، الواد دا مش سهل دا دخلها من سكة الاستعطاف هي متعاطفة معاه بس وفاكرة كدا إن دا حب هو فضل ملاحقها بإهتمامه ووقعها في شباكه بلاش تظلمها  يا كرم وما تبعدش عنها.» 


كرم بتساؤل:« وانتى طلبتى الأكونت بتاعه ليه أوعى يكون اللى فى دماغى صح؟»


بسمة بتوجس:«بصراحة... بس بالله عليك ما تزعل مني أنا كنت ناوية...يعنى...ناوية إنى أكلمه وأثبتلها إنه إنسان مش كويس عشان تبعد عنه بدون راجعة.)


كرم بحدة:«واللهكان قلبى حاسس إنك ناوية على كدا  انتى اتجننتي يا بسمة كنت هتكلمي شاب عشان تبعديه عن صاحبتك افرضي قلبك مال ليه انتى كمان غصب عنك ماهو على رأى المثل تيجى تصيده يصيدك.»


بسمة بلهفة:«لا والله يا كرم أنا عارفة ومتأكدة إنه لعبي وبعدين أنا بس كنت هوريها إنه هيقبل يتكلم مع اي حد غيرها عادي لكن ما كنتش هكلمه يعني وأتمادى في الكلام معاه.»


كرم بجدية:« خلاص انتهينا هاتيلي اسم الأكونت بتاعه وأنا هتصرف وعلى الله أعرف إنك كلمتيه وكمان ما تقوليش لجنة إني عرفت فاهمة يا بسمة؟»


بسمة:«حاضر... حاضر مش هقول لها والله.» 


مر يومان لم يتصل مصطفى بكرم ليعلمه بميعاد فتح المقبرة وتحسنت حالة بسمة الصحية وعادت إلى عملها ولكن لا تزال لا تتذكر شيء عن سبب وقوعها واصطدام رأسها وازداد تعلقها بيونس الذى يظهر اهتمامه بها طوال الوقت  أما جنة فحدث ولا حرج فكان خالد يحاصرها برسائله واتصالاته المستمرة والتي كانت تتهرب من الرد عليه وأحياناً كانت تنكث بوعدها وترد فظلت تعاني من تأنيب الضمير وحاولت جاهدة الإبتعاد وانتظرت حتى تقوم بسمة بكشفه واثبات لها أنه بالفعل يتسلى بها وظل الحزن مسيطراً عليها وكأن السعادة ليست من نصيبها أبداً وفي نهاية اليوم الثاني قام مصطفى بالإتصال على كرم وقام بإبلاغه أن المقبرة لن يستطيعوا فتحها إلا وقت اكتمال القمر ليصبح بدراً وذلك لن يحدث إلا بعد ستة وعشرون يوماً فهم في السابع عشر من الشهر الهجري وفي خلال تلك المدة استطاع كرم أن يتواصل مع خالد من أكونت مزيف وكأنه فتاة واستدرجه بالكلام واستخدم برنامج لتغيير الأصوات حتى يستطيع اقناع خالد بأنه فتاة وبالفعل تجاوب خالد معه وفعل كما فعل مع جنة واعترف بحبه ليستدرجها ظناً منه أنها فتاة وحينما حصل كرم على ما أراد أغلق الأكونت المزيف وأعطى الدليل لبسمة والتي بدورها أخبرت جنة فثارت وشعرت وكأن قلبها تمزق فكيف لها أن تسمح لقلبها بالتحكم بها بذلك كيف لها أن تهين نفسها وتصغرها هكذا كيف سمحت له بالتلاعب بمشاعرها لقد حذروها جميعاً ولكنها لم تنصت لأحد حاولت التماسك بشدة أمام بسمة لحين ذهابها وبعد أن ذهبت بسمة تركت لنفسها العنان فظلت تبكي بشدة وقامت بوضع الوسادة فوق وجهها لتكتم صرخاتها حتى لا يستمع أحد لها ثم قامت فجأة ونظرت لنفسها بالمرآة وحدقت بصورتها المنعكسة ثم قامت بمسح دمعاتها المنسابة على وجنتيها بقوة وتحدثت من بين أسنانها بحدة.


جنة بحدة:« والله لأندمك على كل لحظة شغلت قلبي وخدعتني فيها وحياة كل دمعة نزلت من عيني وحياة كل إحساس ذنب حسيته بسببك لأعرفك مين هي جنة، جنة الطيبة المنكسرة هدفنها واللي هتشوفها دلوقتي جنة جديدة جه وقت الإنتقام هنتقم لكل سنين عمري وانتقامى هيبقى فيك انت يا خالد وانت اللي ولعت نار الإنتقام جوايا.»


ثم ذهبت باتجاه المكتبة ووقفت أمام رف الكتب وأمسكت الكتاب السحري ونظرت له والغل يملأ أوصالها ثم قامت بفتحه على صفحة المنتصف وبدأت بقراءة تلك الكلمات التي بدورها فتحت لها البوابة السحرية لتعود إلى ذلك العالم السحري مرة أخرى ولكنها دخلته هذه المرة بقلب ملئ بالغل والحقد بدلاً من النقاء والطيبة تُرى ماذا سيحدث لها داخل ذلك العالم؟! هل سيتمكن منها الانتقام أم ستعود جنة الطيبة النقية أم ستفقد حياتها كما أخبرتها الفراشة بيرهات سابقاً إن عادت إلى هذا العالم السحري؟!»


الفصل 20


حينما فتحت البوابة السحرية لم ترى جنة ما رأته سابقاً ولكن تغيرت منامتها كالسابق رأت أمامها ممراً ملئ بالأشجار كأنها حلقات تكسوها زهور خلابة يشع منها أضواء جميلة



سارت جنة في هذا الممر وهى منبهرة بهذا المنظر الخلاب ظلت تسير وتسير وكأن هذا الممر لا ينتهى إلى أن رأت إحدى الأشجار تنير بشدة ويوجد عليها شيء غريب اقتربت من تلك الشجرة لترى هذا الشيء فوجدته جنية صغيرة لها أجنحة تتناثر عليها قطرات من الضوء وردائها من أوراق الشجر تضع زهرة أرجوانية بجانب شعرها تطير حولها فراشات رقيقة ويتدلى من تلك الشجرة شيء غريب وكأنه مصباح يتناثر منه الضوء وهي تمد يدها إليه وكأنها تستمد طاقتها من ذلك الضوء، اقتربت منها جنة بهدوء حتى لا تفزعها فتحدثت جنية دون أن تلتفت لها. 



الجنية:« مرحبا بكِ مرة أخرى في عالمنا السحري أيتها الفتاة جنة.»


جنة بتوجس وحذر:« مرحبا بكِ أيتها الجنية الجميلة.»


التفتت لها الجنية وابتسمت برقة ثم طارت اتجاهها ووقفت أمامها وتحدثت بهدوء. 


الجنية:« أشكرك فتاتي على اطرائك لي وبالمناسبة لي اسم تستطيعين مناداتي به وهو رميزان.» 


جنة بتساؤل وتعجب:« رميزان! وما معنى ذلك الاسم؟!»


الجنية رميزان:«هذا الاسم يعني المرشدة أو الدليلة فأنا سأكون مرشدتك في رحلتك داخل عالمنا ولكن كوني حذرة فتاتي الجميلة فالعالم السحري خلاب من الخارج ولكن يحوي في باطنه بعض الشر فحذاري أن تضيعي بين طياته.»


جنة:« وكيف يحدث ذلك؟!»


الجنية رميزان:«اذا استسلمتِ إلى الحقد داخل قلبك ورغبتك بالإنتقام.»


جنة و قد تجهم وجهها:«ولكني عشت حياة مريرة وجاء هو وخدعني علق قلبي به واستغلني كان يريد أن يطمس ملامح روحي البريئة،ثم اختنق صوتها بالبكاء وأكملت: كنت سأتركه وشأنه اذا تحدث إلى فتاة أخرى ولكنه تحدث إلى صديقتي، صديقتي التي هي أكثر من أخت لي تحدث إليها بكل كلمات الحب التي قالها لي جعلني أشعر وكأني شيء عديم القيمة هشة لن ارتاح أو يهدأ لي بال إلا اذا علمته درساً لا ينساه لابد وأن يعلم أن الفتيات ليست لعبة بين يديه.»


الجنية رميزان:« إذاً لن يستطيع مساعدتك غير العرافة هيڤين أي الليل وذلك لارتدائها الأسود دائما هي من تستطيع تحقيق رغبتك وأنا سأساعدكِ للوصول إليها.» 


جنة:« وكيف سنصل إليها؟ وهل سيستغرق هذا وقتاً؟!»


الجنية رميزان:«سنذهب أولاً إلى الجهة الجنوبية حيث توجد الغابة الفطرية وهي غابة متشابكة الأشجار ولابد أن تكوني حذرة وانتِ سائرة بها ولا تنخدعى بأي شيء جميل في تلك الغابة حتى لا تختفي بداخلها أرجو منكِ أن تسيري خلفي ولا تفعلي شيئاً دون علمى.»


جنة:« حسناً سأنفذ كل ما تأمرينني به ولكن ماذا سنفعل بعد ذلك؟ هل العرافة هيفين موجودة داخل تلك الغابة الفطرية؟!»


لم ترد الجنية رميزان وإنما طارت أمامها وتتبعتها جنة دون أن تتحدث مرة أخرى واتجهوا إلى الجهة الجنوبية وظهرت أمامهم معالم الغابة الفطرية، نظرت لها جنة بانبهار فرغم تشابكها إلا أنه يوجد بها سحر خفي يخلب الأنظار، فقد كان الفطر بها يبدو عملاقا كما كان يوجد فطر صغير الحجم وكانت تنتشر الأزهار ويوجد مياه أسفل تشابك الأشجار، كان يوجد طائر برتقالى اللون على إحدى الأشجار



ظلت تنظر له جنة وكأنها مسحورة، وفجأة توقفت عن السير وبدأت في مد يدها تحاول لمس ذلك الطائر ولكن لحسن حظها رأتها  الجنية رميزان فاتجهت لها مسرعة وأمسكت يدها ووضعت عليها بعض قطرات من الضوء فاستفاقت جنة ونظرت لها باستغراب.


جنة:« ماذا حدث لماذا توقفنا أبلغنا وجهتنا؟!» 


الجنية رميزان بحدة:« ألم أحذركِ بأن لا تتأملي شيئاً وتنبهري به لقد كدتى تواً أن توقظي تنين الغابة.»


جنة بخوف:«ماذا؟! تنين الغابة!! كيف ذلك؟! أنا لم أفعل شيئاً.»


الجنية رميزان:«كيف ذلك وقد كدتِ تلمسينه بيدك ثم أشارت إلى الطائر البرتقالي.»


جنة:«اه أتقصدين ذلك الطائر الصغير أيلقب بالتنين؟ لا تخافي أيتها الجنية رميزان لقد أعجبني شكله ولونه الساطع فأردت لمسه فقط.»


الجنية رميزان بقلة حيلة:« وهذا بالظبط ما حذرتكِ منه لا تنبهري بشيء أرجوكِ ولا تلمسي شيء فهذا الطائر الذي تظنينه أنه صغير ما هو إلا تنين ضخم شرس وهو الآن في وقت سباته إذا لم ألحقك وأمنعك من لمسه كان استيقظ وابتلعكِ بداخله وتختفين إلى الأبد وستظلِ حبيسة كغيرك.» 


شعرت جنة بالخوف وتحركت مسرعة بعيداً عنه وهي تردد.


جنة بخوف:« لا لا لا لا لن ألمس شيئاً أعتذر حقا أيتها الجنية هلمي بنا نبتعد عن هنا فأنا لا أريد البقاء في ذلك المكان هيا هيا أسرعي.»


طارت أمامها الجنية رميزان حتى توصلت إلى بركة مياه فتوقفت الجنية ونظرت لها.


الجنية رميزان:« والآن ستعبرين تلك البركة بمفردك وحينما تصلي إلى نهايتها ستجدين منزلاً داخل شجرة ضخمة هذا هو منزل العرافة سأنتظرك هنا فتاتي حتى تنتهين وتعودين إليَّ.»


جنة:« أسأذهب بمفردي ألن تأتي معي؟! إني خائفة جداً.»


الجنية رميزان بابتسامة:« لا تخافي عزيزتي فأنتِ فتاة شجاعة ولكن هنا نهاية مطافي فالجنيات أمثالي محرم عليهم عبور تلك البركة هيا عزيزتي لا تضيعي وقتك.»


نظرت إليها جنة وهي تشعر بالخوف ثم التفتت وأخذت نفس عميق ونزلت إلى البركة والتي لم تكن عميقة وظلت تسير بعض الوقت بها إلى أن وصلت لجزء منها فشعرت ببعض الاجهاد فجلست على إحدى الصخور فانتشرت حولها الكثير من الفراشات المضيئة وكأنها تنير دربها في ذلك الليل فتنهدت جنة وتمنت أن تستطيع تحقيق أمنيتها وتعود بسلام لعالمها اقتربت منها إحدى الفراشات المضيئة وتحولت إلى زهرة فأمسكتها جنة وأخذتها بين يديها وكأنها مصباح سينير دربها لمنزل العرافة 



وأكملت سيرها إلى أن وصلت إلى منزل العرافة فوقفت أمام الباب وأخذت نفس عميق واستجمعت شجاعتها وطرقت الباب فَفُتح ولم تجد أحد أمامها فدفعته بتوجس ودخلت إلى المنزل. 



جنة:«أيوجد أحد هنا؟! أيتها العرافة أين أنتِ؟»


فجأة أُغلق الباب خلفها وسمعت صوت يناديها فاتجهت ناحية الصوت فوجدت سيدة جميلة وكانت ترتدي الأسود كما أخبرتها الجنية رميزان وأمامها كتاب صفحاته سوداء تنتشر الكثير من الشموع حولها فنظرت لها تلك السيدة بجمود ولم تتحدث.



جنة بتساؤل وخوف:«انتِ العرافة هيڤين أليس كذلك؟» 


العرافه هيڤين:«اجلسي أيتها البشرية فاليوم ستحققين رغبتك ولكن...... صمتت العرافة وتحركت باتجاهها وتحسست وجهها  بأصابعها ذات الأظافر الطويلة.»


جنة:«ولكن ماذا؟»


العرافة هيڤين:«لابد أن تخسري شيئاً مقابل تحقيق رغبتكِ.»


جنة بقلق:«أخسر! أخسر ماذا؟ ولماذا أخسر؟.»


العرافة وهي تتجه باتجاه الكتاب:« الكتاب هو ما يحدد الخسارة أما لماذا تخسرين فهذا هو قانون عالمنا للحصول على أمنية لابد أن تخسري شيئاً في المقابل أو تنفذين أمراً يُطلب منكِ وليس لكِ سوى ثلاثه أمنيات.» 


جنة:« هل لي الخيار في ذلك؟!»


العرافة هيڤين:« لا فالكتاب هو من يحدد أتخسرين شيئاً أم تنفذين أمراً.»


جنة بتساؤل:«وهل هذا سيحدث قبل أم بعد تحقيق الأمنية؟»


العرافة هيڤين بسخرية:« وهل حينما تشترين سلعة أتدفعين بعد استعمالها أم قبل ذلك؟!»


جنة بخجل من نفسها:« فهمت عليكِ إذاً قومي بعملك ولكن انتظري اذا طلب مني الكتاب شيئاً مستحيلاً هل أنا مجبرة على تنفيذه؟!» 


العرافة:«اذا تنازلتِ عن أمنيتك فأنتِ لستِ مجبرة على شيء.»


جنة بحزم:« حسناً اذاً هيا افعلي ذلك.»


قامت العرافة بفتح إحدى صفحات الكتاب وقالت بعض الكلمات الغير مفهومة فازدادت النيران من الشموع وتراقصت أوراق الكتاب بشدة وكأن الهواء يداعبها ثم توقف كل شيء وظهر قصران على جانبي الكتاب فاقتربت جنة ونظرت بتمعن ثم رفعت رأسها للعرافة ونظرت لها بعدم فهم فوجدت العرافة تنظر بذهول وتردد.



العرافة هيڤين بذهول وهمس:«  ليس معقولاً ليس معقولاً أيعقل أن تكون تلك الفتاة هي المختارة؟!»


جنة بحذر:« أيتها العرافة ماذا بك بماذا تهمسين؟ ماذا يعني ما حدث؟! أنا لا أفهم شيئاً.»


أخذتها العرافة وجلسوا سوياً على الأريكة وأمسكت يد جنة بين يديها وتحدثت بهدوء. 


العرافة:« كنت أعتقد أنك مجرد بشرية حمقاء تسعين وراء تحقيق أمنياتك فقط ولكن اتضح أنك خلاص هذا العالم من الشر.»


جنة بدهشة وصدمة:« أنا!! كيف ذلك؟!» 


العرافة هيڤين:«القصران اللذان شاهدتهما الآن هما قصران لملكتان هذا العالم إنهما أختان ولكن كُتب عليهم الإفتراق وأصبحت لكل ة مملكه خاصة بها فإحداهما هي ملكة النور وتحكم بحكمة وعدل وتنشر السلام والثانية ملكه الظلام تحكم بقوة وشدة وتسعى للسيطرة بينهما عداوة شديدة نشأت منذ الصغر وذلك بسبب نبوءة قالت إن إحداهما ستقضي على الأخرى.»


جنة:« ومن قال هذه النبوءة؟!»


العرافه هيڤين:« إنها ساحرة النار وهي تظهر عند ميلاد أبناء الملوك فحينما وُلدت ملكة النور تنبأت لها ساحرة النار بأنها ستحكم المملكة بعدل وسلام ولكن حينما ولدت أختها تنبأت ساحرة النار بأن إحداهما ستقضي على الأخرى خافت الملكه الأم كثيراً وحاولت أن تزرع المحبة في قلب الأختين ولكن حينما كبرت الأخت الصغرى وعلمت أن أختها ستحكم مملكة بمفردها بدأت تشعر بالغيرة ومن هنا ظهرت الكراهية فاضطر الملك إلى إبعاد الفتاتين عن بعضهما وأن تحكم كل منهما مملكة ولكن الأخت الصغرى ظلت حاقدة على أختها فقد اعتقدت أن والدها فعل ذلك لحل الموقف وليس لأنها تستحق ذلك وظلت العداوة بينهما حتى بعد وفاة والديهما وقد ظهرت نبوءة في كتب السحر لدينا أن هناك من سيأتي وسيصلح كل شيء ويوحد المملكتين ويعيد الحب والصفاء بين الأختين ولكن لم أتوقع يوماً ما أن هذا الشخص مجرد فتاة صغيرة تسعى بدورها للإنتقام مجرد بشرية هذا شئ عجيب فعلاً.»


جنة:«ولكن كيف سأفعل ذلك أنا مجرد فتاة بسيطة كيف لي أن أجعل مملكتين تتحدا مع بعضهما مرة أخرى أنا لن أستطيع فعل ذلك سوف أتنازل عن أمنيتي وأذهب إلى عالمى.»


العرافه هيڤين:« سبق السيف العزل فتاتي الصغيرة فهذا طلب الكتاب وليس الخسارة فلو كنت ستخسرين شيئاً في مقابل أمنيتك وقتها فقط تستطيعين التنازل عن الأمنية أو اذا طُلب شيئا مستحيلاً لا تستطيعين تنفيذه أما هذا فليس طلباً أو أمراً أو حتى خسارة إنها نبوءة ولابد من تنفيذها وليس لك الخيار في ذلك فلن تستطيعين العودة إلى عالمك قبل تنفيذ النبوءة.»


جنة بخوف:«ولكني خائفة ولن أستطيع حُسن التصرف.»


العرافة:« اذن اطمئني فتاتي الصغيرة كل من في الغابة سيعاونك لتحقيق تلك النبوءة فقد تشتت منا الكثير وتفرق الأحباب بسبب الصراع الدائم بين الملكتين أرجوكِ أنتِ آخر أمل لنا أرجو منك أن تساعدينا أعلم أن الطريق صعب ولكن نقاء قلبك سيهون كل صعب.»


جنة بحزم:« حسناً اذاً سأنفذ ما طلبه الكتاب وسيكون الله في عوني فهذا في النهاية عمل خير وأرجو من الله أن أكون سبباً في نهاية عذابكم وأن يعم السلام في عالمكم مرة أخرى.»


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله  من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع