القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية رحيل العاصي الفصل التاسع والثلاثون والاربعون للكاتبة ميار خالد حصريه

التنقل السريع

     


    رواية رحيل العاصي رواية رحيل العاصي الفصل التاسع والثلاثون والاربعون  للكاتبة ميار خالد حصريه اتاسع والثلاثون والاربعون  للكاتبة ميار خالد حصريه





    رواية رحيل العاصي الفصل التاسع والثلاثون والاربعون  للكاتبة ميار خالد حصريه





    #رحيل_العاصي

    #الكاتبة_ميار_خالد

    #الفصل_التاسع_والثلاثون


    نظر له أحمد للحظات بخوف ثم فتح فمه وبدأ في الكلام.. 

    أردف: 

    - أكيد أنت عارف إن كان في طرفين ورا اللي بيحصل مع عاصي، الطرفين دول كانوا أنا وشريف! هو كدب عليا في البداية لما قالي سبب كُرهه لعاصي وغدر بيا لما عمل كل ده عشان متكلمش ومقولش حاجه عنه، وهو اللي كان بيخطط وينفذ وهو اللي دبر موضوع الصور وكان عايز يدبس عاصي في موضوع تهريب السلاح عشان يبلغ عنه يوم التسليم وكل حاجه تدمر 

    نظر له عز للحظات وكان الصدق يملئ عيون الآخر فصدقه رغماً عنه ولأنه لم يصدق في شريف هذا يوماً لم يشك بكلماته، قال: 

    - ليه بيعمل كل ده إيه السبب 

    - هو قالي أن عاصي كان سبب في موت أمه وأبوه اللي رباه، بس هو على كلامه أنه متربي في ملجأ وواحد أسمه أدهم هو اللي تكفل بيه 

    - هو شريف سنه أد إيه ؟ 

    - حوالي ٢٥ سنه 

    - يعني أصغر من عاصي بأربع سنين، بس أنا مش فاهم حاجه برضو 

    - ولا أنا بس صدقني ده اللي أعرفه، ارجوك ساعدني أنا نويت اتغير والله أنا معترف أني عملت حاجات غلط كتير، بس والله فوقت لنفسي وناوي أغير كل ده صدقني 

    نظر له عز للحظات ثم ربّت على كتفه وقال: 

    - أنا هحترم حتة أنك جيت وقولتلي كل حاجه، وده يبين حسن نيتك فعلاً وعشان أنت ساعدتني أنا هساعدك 

    - ازاي 

    - ممكن اخليك شاهد في القضية، ده طبعاً لو مفيش أي دليل ضدك 

    - أنا مش عايز بنتي تعرف أن أبوها وحش بس، عايز أكون شخص كويس عشانها، عايز أصلح كل حاجه 

    - كل حاجه هتتصلح بأذن الله أنت أرتاح بس ولو احتاجت معلومات تاني هجيلك 

    أومأ أحمد برأسه ثم خرج عز من الغرفة وقد ترك أحد العساكر على بابه حتى يحميه من أي محاولة أخرى لقتله.. 

    الكاتبة ميار خالد 

    في اليوم التالي.. 

    كان عاصي في الشركة ينتظر قدوم شريف، الذي جاء إليه بعد ساعة من وصول الآخر إلى المكان، دلف بابتسامة  فنهض الآخر من مكانه بابتسامة هادئة وسلّم عليه، ثم جلس أمامه وظل يتحدث معه عاصي حول أموره وأمور عمله، حتى قال: 

    - صحيح أنا معرفتش مجال شغلك إيه، يعني قولتلي كان عندك شركة استثمارات، ليه كان هي خسرت؟ 

    أبتسم شريف بغيظ وقال: 

    - نصيب، مفيش حاجه بتكمل 

    - عشان كده كملت في موضوع الكتابة صح، عندي فضول أشوف حاجه من كتاباتك 

    ثم أخرج ورقة وقلم من درج مكتبه ووضعهم أمام شريف وقال: 

    - اكتبلي حاجه كده، عشان اقيمك يمكن اغير رأيي في موضوع المقابلة 

    أومأ شريف برأسه وأمسك الورقة والقلم وترجل أي جملة وكتبها له، ابتسم له عاصي وأخذ الورقة وعندما قارن خطه مع الرسالة التي أتت لمريم وجد أنها مكتوبه بخط شريف وليس أحمد! إذا الآخر كان محق في كلماته.. 

    أبتسم له عاصي وأبدى إعجابه على ما كتبه، ولكنه عاد إلى موضوعهم الاصلي وقال: 

    - طيب ورد فعل أهلك على الشركة بتاعتك كان إيه؟ 

    كان الآخر ذكي، يفهم ما الذي يحاول عاصي أن يفعله، لذلك ظل يراوغه ويخفي عنه الحقيقة فقال له أن عائلته قد ماتت منذ طفولته وأنه يعيش بمفرده، وأثناء حديثهم هذا أتصل به عز الدين، أستأذن عاصي ونهض من مكانه حتى يرد عليه فاقترب من النافذة وحدثه، ووقتها قال عز بسرعه: 

    - في حاجه حصلت لازم تعرفها! 

    - أتكلم؟ 

    قالها عاصي بفضول فتحدث عز وأخبره بكل شيء عن شريف حسب كلام أحمد وعندما ربط عاصي كلمات عز مع مراوغه الآخر منذ قليل ومع الكلام الذي قد توصّل إليه من بحثه خلف شريف وخصوصاً منذ لحظات عندما لم يكن يرد على اسئلته بصراحه أدرك أن شريف هو رأس الحيه!! 

    قال عاصي: 

    - هو عندي دلوقتي في المكتب، أنت عارف الباقي 

    أومأ عز برأسه ثم أنهى المكالمة مع عاصي وتحرك من مكانه، عاد عاصي إلى شريف الذي كان يجلس بتوتر نوعاً ما، ابتسم له بثقة وقال: 

    - أتأخرت عليك معلش، كنا بنقول ايه؟ اه قولتلي أن أهلك اتوفوا قبل سنين ربنا يرحمهم 

    أبتسم له شريف بتوتر فأكمل عاصي: 

    - شركتك كان أسمها إيه؟ 

    نظر له شريف بقلق ثم قال مغيراً الموضوع: 

    - أنا لازم أمشي دلوقتي عندي مشوار مهم 

    فنهض من مكانه ولكن قبل أن يتحرك أسرع عاصي وأمسكه من كتفه وقال: 

    - كلامنا لسه مخلصش، أقعد 

    ثم ضغط على كتفه فأجلسه بالقوة، عاد عاصي إلى مكانه وقال بثقة: 

    - الأدهم، مش كده؟ 

    نظر له شريف بصدمة وعيون متسعه ثم أومأ برأسه، أكمل عاصي: 

    - بس غريبة أنت قولتلي إنك أهلك متوفين، مع أن الشركة دي بتاعت أبوك حسب الكلام اللي وصلي، ده قبل ما يموت بسبب أنه خسر صفقة المول التجاري اللي مع شركة الرحاب، اللي أنا أخدتها.. 

    نظر له بذهول ثم قال: 

    - أنت عرفت كل ده منين؟! 

    أبتسم عاصي بسخرية وصمت للحظات وقال: 

    - أنت بتعمل كل ده؟ عملت موضوع الصور عشان تدبسني في حوار أكبر وتخليني أخسر كل حاجه، ليه كل الغل ده؟ 

    ووقتها كان استنفذ شريف أخر ذرة لطف وطيبة بداخله، فتحولت عينه إلى الغضب والغل وقال: 

    - نسيت فعلاً أني بتعامل مع عاصي القاضي 

    - تعالى دوغري وبلاش لف ودوران، خليك راجل وجاوبني ليه بتعمل كل ده أنا عملتلك إيه؟ وليه بتقول أني كنت سبب في موت أبوك وأمك، وليه كذبت وقولت أنك اتربيت في ملجأ والكلام ده غلط! 

    رفع شريف حاجبيه بأعجاب وقال: 

    - حتى دي عرفتها، المفروض اسقفلك فعلاً 

    لم يرد عليه، فوقف شريف مكانه ثم أبتسم بسخرية وقال: 

    - عشان أنت تقوم وتقف على رجلك في شغلك دوست عليا وعلى أمي، أنت كان عندك كل حاجه بس إحنا مكنش عندنا غير الشقة اللي قاعدين فيها، الشقة اللي أنت أديت أمر أنها تتهد عشان تبني على الأرض دي مشروع من مشاريعك 

    ثم ترقرقت الدموع في عينيه وهو يقول: 

    - أمي جت لحد عندك واترجتك عشان تسيب البيت اللي ملكنا، وأنت حتى مسمعتهاش وطردوها من باب الشركة 

    تغيرت نظرات عاصي فجأة ونظر له بعيون متسعه، فأكمل شريف: 

    - أمي اتقهرت على شقتنا اللي اتهدت وأننا بقينا في الشارع، وفي الآخر جيتوا رميتوا لينا شوية فلوس ميجوش تلت تمن الشقة أصلا، بحجة أنها كده كده كانت هتتهد عشان مخالفة، أمي ماتت على أيدي وأنا مقدرتش أعمل حاجه ماتت مقهورة بسببك! 

    ظل يطالعه عاصي بصدمة من كلماته تلك، ثم ابتسم الآخر بسخرية وأقبل: 

    - مستغرب ليه بقول إني اتربيت في ملجأ، أني أقول كده أحسن ما أقول إني اتربيت في الشارع وكنت باكل من الزبالة، وفي يوم حياتي اتغيرت لما قابلت أدهم اللي كان بنسبالي أحسن من أبويا، مد أيده ليا ووقفني على رجلي وساعدني لحد ما بقيت إنسان تاني، وتاني أنت جيت ادتني قلم على وشي لما مات بسببك وبسبب صفقة المول، شركة أبويا كانت بتخسر وقرب يفلس والبنك كان هيستولي على كل حاجه، صفقة المول الوحيدة اللي كانت قادرة تخرجه من كل المشكلة دي، لحد ما شركة الرحاب سحبت الصفقة مننا وأنت اللي أخدتها، أدهم مقدرش يستحمل كل ده ومات بقهرته برضو! 

    قال عاصي بسرعه: 

    - بس ده شغل! أنتم لو كنتوا مكاني كنتم هتعملوا نفس اللي أنا عملته 

    قال شريف بصياح: 

    - لا!! ادهم كان أنسان قبل ما يكون رجل أعمال لكن أنت عمرك ما كنت ولا هتكون أنسان، وبتسألني ليه بكرهك، أنا لو اطول اقتلك بأيدي كنت عملتها 

    قال عاصي بانفعال: 

    - موضوع والدتك أنا مش فاكرُه أصلاً، وأكيد لو أنا كنت أعرف كنت هوقف كل ده، لكن مش أنا اللي نزلت الموقع كل الشغل كان مع السمسار اللي رشحلي الأرض وموقعها 

    قال شريف بإصرار: 

    - مهما تقول هتفضل أنت المذنب الوحيد، وللأسف لحد دلوقتي مقدرتش اسببلك أذي، لحد دلوقتي معرفتش ادوقك نص اللي أنت دوقتهولي، بس الدنيا دوارة وهتتوجع يا عاصي في أقرب الناس ليك وهتحس بيا وبالنار اللي جوايا 

    - أنا سبق وتأذيت، أنا قولتلك أني مليش ذنب في كل ده وأنت مصمم إني سبب كل حاجه برضو 

    - بيني وبينك الايام! 

    وقبل أن يخرج من المكتب أمسكه عاصي وقال: 

    - مفيش خروج من الشركة دي! وأنت فاكر أني هسمحلك تمشي بعد كلامك ده 

    أبتسم شريف بثقة وقال: 

    - لازم تخليني أمشي، غصب عنك لو عايز حبايبك يكونوا بخير 

    نظر له عاصي بعدم فهم وتساؤل فأكمل الآخر: 

    - خلال ربع ساعه لو مخرجتش من هنا، رحيل هيتم اغتيالها، وهي قلبها مش ناقص ومش هيستحمل أي وجع اضافي، فأحسنلك تخليني أخرج 

    ترك عاصي يده وعيونه متسعه على أخرها، فأكمل شريف: 

    - هي دلوقتي بتدور على فستان مع أختها، بلاش الفرح يتقلب عزا.. 

    وعلى الجانب الآخر.. 

    خرجت رحيل مع أختها حتى يبحثوا معاً على فساتين لخطبة داليا، ظلوا يبحثون كثيراً ويتنقلوا من اتيلية إلى الآخر وفي نهاية الأمر قرروا أن يذهبوا إلى اتيلية والدة فارس وقد تشجعوا للذهاب لأنهم علموا أن نسرين ليست في المكان، فيصبح الفستان مفاجأة لفارس وعائلته.. 

    ظلوا يبحثوا لوقت أيضاً حتى استقروا على فستانين رقيقين وهادئين واشتروهم ثم خرجوا، ولكن رحيل قد تعبت قليلاً فجلست هي وداليا في إحدى الكافيهات حتى ترتاح قليلاً، ولم ينتبه الاثنان أن هناك من يلتقط لهم بعض الصور، وتلك الصور وصلت إلى شريف فوراً فأمسك هاتفه وعرضه على عاصي! أكمل شريف: 

    - لو عربية من غير نمر خبطتها ومشت محدش هيعرف يوصلها وهات دليل بقى ضدي 

    نظر له عاصي بغضب وانفعال ثم قال: 

    - أنت حسابك معايا أنا بتدخلها ليه!! 

    - أنت اللي مصمم تتأذي بسببها، ما أنت لو بعيد عنها هتكون هي بعيدة عن كل حاجه 

    أمسكه عاصي من ملابسه بعنف وفي تلك اللحظة وصل عز الدين إلى الشركة ومعه دعم من المديرية حتى يقبضوا على شريف، بتهمه محاولة قتله لأحمد وخطفه لرحيل كما أنه قد هدد عاصي بتلك الصور وكان يريد إجباره على تهريب السلاح، فتح عز باب المكتب ليجد عاصي يمسك شريف من ملابسه، وعندما دلف عز الدين أبتعد عنه، وفي تلك اللحظة فتح شريف هاتفه بسرعه وكتب رسالة إلى الشخص الذي أرسل إليه الصور وكتب بها " نفذ " ثم ضغط على شيئاً ما بهاتفه تم مسح كل شيء بعدها، أمسك به العساكر وأخذوا الهاتف من يده، ولكنه قبل أن يخرج من المكتب نظر إلى عاصي بشماته وسخرية، ولكن عاصي كانت تملئ نظراته الخوف والقلق.. 

    نظر له عز وقال: 

    - في إيه؟ قالك حاجه ؟ 

    - رحيل في خطر لازم أتحرك دلوقتي، الحيوان ده هددني بيها 

    - متقلقش رحيل في أمان! 

    نظر له عاصي بدهشة وذهول ورد: 

    - إزاي في أمان؟ 

    - رحيل من ساعة ما خرجت هي وأختها وفي حرس حواليهم تبعي بس هما مش عارفين ولا واخدين بالهم ولا هيلاحظوا حتى، اطمن أنا عامل حساب كل حاجه ومكنتش مرتاح للي اسمه شريف من البداية 

    ولكن عاصي ظل يشعر بالقلق لذلك قرر أن يذهب لها أيضاً وقد تركه عز الدين وأخذ شريف إلى قسم الشرطة ليتم احتجازه والتحقيق معه.. 

    خرج عاصي من الشركة واتصل برحيل الذي ردت عليه فوراً وأخبرته بمكانهم وتحرك هو من مكانه وذهب إليهم، وعندما علِمت رحيل أنه قادم إليهم نهضت من مكانها وسارت هي وداليا ببطيء حتى وصلوا إلى البوابة الخارجية للمول وساروا قليلاً ثم انتظروا عاصي على الشارع، وتركت سيارتها في جراچ المول حتى تعود لأخذها لاحقاً، وصل عاصي إلى المكان وترجل من سيارته ليرى رحيل وأختها على الجانب اليمين من الشارع وكان هو على جانب اليسار، فأشار لها بيده أن يظلوا مكانهم ولا يتحركوا، وسار هو في طريقهم ولكن رحيل لم تفهم إشارته تلك وتحركت مع داليا بحماس باتجاهه.. 

    وفجأة ظهرت شاحنه كبيرة في منتصف الطريق، كانت تسير بسرعه لدرجة أنها كادت أن تهد الأرض تحتها، وعندما نظر عاصي بجانبه ورأى تلك الشاحنة صرخ برحيل حتى تقف مكانها!! فتوقفت الأخرى بسرعه ونظرت بجانبها لترى الشاحنة التي تأتي مسرعة في اتجاههم، فأمسكتها داليا من يدها وتحركت بها بسرعه بعيداً عن الطريق ولكن تلك الشاحنة كانت تقصدهم تحديداً فانحرفت معهم، ووقتها ظهروا رجال عز واطلقوا النار على عجلات الشاحنة فانحرفت أكثر.. 

    نظرت داليا الى رحيل بخوف ثم دفعتها بقوة بعيداً عن الشاحنة وتلك الدفعة قد أبعدت رحيل عن موقع الحادثة، تلك الحادثة التي لم تقدر داليا على تفاديها فوقعت ضحية جنون شريف القاتل، وتسرع رحيل الغير مدروس، وعدم سرعة رجال عز في التصرف، وبرغم أنها قد ابتعدت عن الشاحنة إلا أنها لم تقدر على تفاديها فصدمتها في جانبها والقت بها على جانب الطريق، ووقع منها فستان خطبتها على الأرض فتلوث بالطين، ثم انقلبت الشاحنة رأسا على عقب بمن فيها.. 

    صرخ عاصي بانفعال بسبب تلك الحادثة التي حدثت في ثواني فقط، وعندما التفتت رحيل كانت أختها على الأرض تنزف دماً من رأسها، ظلت واقفة مكانها بعدم تركيز واستيعاب لما حدث، وكان عاصي هو أول من ركض نحوها، أمسك رأسها بين يديه وفحص نبضات قلبها ليجدها في وضعها الطبيعي فاطمئن نوعاً ما، وأثر تلك الحادثة تجمع الكثير من الناس ولحسن الحظ كان من ضمنهم طبيب فاتجه إلى داليا بسرعه وفحص بؤبؤ عينها ثم نبضات قلبها والجرح الموجود برأسها وقال لعاصي: 

    - الحمدلله جرحها سطحي مفيش حاجه، بس لازم نتأكد أن مفيش نزيف داخلي، نبضات قلبها معدلها كويس وبؤبؤ عينيها بيستجيب للضوء 

    تنفس عاصي الصعداء وحمد ربه بشده وكانت رحيل واقفة على مسافه منهم تنظر حولها بصدمة وعيون متسعه فنهض إليها عاصي بسرعه، أردف: 

    - داليا كويسة أهدي مفيش حاجه، اتنفسي صدقيني مفيش حاجه خلاص 

    نظرت له بعيون دامعة وكانت تستغيث به أن ينقذها من هذا الكابوس، ظل يهون عليها وفي تلك الأثناء وصلت الإسعاف وأخذت داليا الى المستشفى وانطلق خلفها عاصي ورحيل، والحمدلله لم يكن جرح داليا عميق وفقدان الوعي هذا كان مجرد إغماء ليس أكثر من كثرة التوتر 

    الكاتبة ميار خالد 

    وبعد ساعتين.. 

    كانت داليا استعادة وعيها مرة أخرى وجاء إليها فارس بهلع عندما وصل إليه الخبر ولم يخبروا بدر أو أمينه حتى لا يقلقوا أكثر، كانت عيونه قد أدمعت وهو يجلس أمامها على السرير ويده ظلت بيدها لم يتركها للحظات، وكانت هي تنظر له بابتسامه وتحاول أن تجعله يهدأ قليلاً ولا يقلق عليها، قالت: 

    - أنا كويسة صدقني مفيش حاجه 

    - والكدمات اللي في وشك دي إيه 

    - دي حاجات بسيطة الحمدلله، العربية كانت قصدانا كويس أننا قدرنا نفلت منها بأقل الخسائر كده، المهم رحيل كويسة ومحصلهاش حاجه أنا استحملت الخبطه لكن هي مكنتش هتستحمل 

    قال فارس بدموع وقلق: 

    - ولو كان جرالك حاجه أنا كنت هعمل إيه 

    - أنا على قلبك أهو مش رايحه في حته 

    أبتسم الآخر وظل يطالعها بقلق، وفي الخارج كان عاصي يجلس بجوار رحيل ويحدثها أن الآن داليا بخير، قال: 

    - شريف هو اللي ورا كل حاجه وهو الطرف التاني اللي كنا بندورة عليه، بس دلوقتي هو اتمسك وهياخد جزاؤه، وداليا كويسة أهي وأنتِ كلها أيام وهتعملي العملية وتبقي زي الفل، كل حاجه وحشه بتخلص أهي 

    نظرت له بدموع وقالت: 

    - وأنت هتمشي.. 

    ظل يطالعها للحظات ثم أمسك يدها وقال بابتسامه: 

    - وأنتِ فاكره إني هعرف أمشي بعد كل ده 

    نظرت له بتساؤل وعدم فهم، فاتسعت ابتسامته أكثر وقال: 

    - في كلام كتير لازم تعرفيه، بس ده لا وقت ولا مكان مناسب عشان أتكلم فيه 

    - ليه مش مكان مناسب، أتكلم! 

    - صدقيني هتعرفي كل حاجه، بس حالياً لازم نروح البيت عشان داليا ترتاح 

    - أنا عايزه أشوف ليلى بقالي كتير مروحتش أشوفها 

    طالعها بذهول وقال: 

    - أنتِ بجد والله!! مش كفاية أحداث اليوم كده عليكِ عايزه تروحي لليلى كمان 

    - أيوة عشان متزعلش مني 

    أومأ عاصي برأسه بقلة حيلة ودلفت رحيل إلى أختها وقد أخذتها في أحضانها أكثر من خمسة دقائق وبكوا الاثنان من تلك الفاجعة التي حدثت لهم، وبعد وقت خرج الاثنان وعادت داليا إلى بيتها وكان فارس معها، وطلبت منه أن يظل أمر تلك الحادثة سر بينهم، وإذا سألتهم أمينه ما تلك الكدمات والضمادة يخبروها أي شيء مثلاً أن داليا قد وقعت من أعلى السلم في المول، وقرروا أن تتم الخطبة في معادها في اليوم التالي، وتلك الكدمات سوف تختفي بالمكياج، وفي يومنا هذا لم يترك المكياج شيء إلا وأخفاه، وكانت داليا تحتاج إلى الراحة لأنها تشعر وكأن جسدها كله ثقيل وتؤلمها كل عظمه به.. 

    وتحرك عاصي مع رحيل إلى بيته حتى ترى ليلى، وعندما وصلوا كانت أول من فتحت لهم هي سلمى، طالعت عاصي بابتسامة وقالت: 

    - حمدالله على السلامة 

    أبتسم لها عاصي وأردف: 

    - الله يسلمك 

    ثم دلف إلى الداخل ورحيل خلفه وبعدها ألقت عليها التحية بفتور، وبعد لحظات دلفت رحيل إلى ليلى وقالت بمزاح: 

    - هو من لقى أحبابه أنسى صحابه بجد ولا إيه 

    انتفضت ليلى من مكانها بحماس وهتفت بإسمها ثم دلفت إليها رحيل وعانقتها ورحبت بها مريم التي كانت تجلس بجوار ابنتها، فنهضت وابتسمت لرحيل ثم خرجت من الغرفة وتركت الاثنان سوياً يتناقشون بحماس، وذهبت مريم إلى عاصي حتى تتحدث معه، فوجدته في غرفته فدلفت إليه وتركت الباب مفتوح، تقدمت منه وقالت: 

    - حصل إيه ؟ 

    - شريف اللي مكتوب في الرسالة هو اللي ورا كل حاجه، وهو اللي بعت الرسالة كمان عشان يحسن من صورته، الغبي بعتها بخط أيده كمان 

    - طب وهو بيعمل كل ده ليه؟ 

    - ده موضوع كبير المهم أن كل حاجه خلصت دلوقتي، نقدر نركز في حياتنا بقى 

    نظرت له مريم بصمت، وفي تلك اللحظة خرجت رحيل من غرفة ليلى وكانت تبحث عن عاصي لتخبره أنها تريد الذهاب لأنها قد شعرت ببعض التعب، حتى وجدت غرفته بابها مفتوح وكانت تقف مريم وهو بها وكان يعطيها ظهره، وقبل أن تدق على الباب توقفت وتسمرت مكانها حين قالت مريم: 

    - مش ناوي تنفذ الوعد اللي أنت اديتهولي زمان وتتجوز سلمى.. 

    نظر لها عاصي بصدمة وقال: 

    - الكلام ده عدى عليه كتير أوي 

    - بس أنت وعدتني! ولا أنت مبقتش تحبها ؟! 

    فصمت عاصي ولم يرد عليها، ترقرقت الدموع في عيون رحيل وشعرت أن قلبها قد كُسر من تلك الكلمات، فدقت على الباب قبل أن يرد عليها والتفت هو إليها وعندما تلاقت عيونهم نظر لها بتفاجئ وعيون متسعة .. 


    قد وقعت أسيرة الحيرة، هل أصدق كلمات عيونك إلى قلبي أم كلمات فوهتك إلى عقلي، كلمة واحدة منك قادرة على تحريري من هذا السجن، كلمة واحدة منك سوف تنتزعني من الجانب الرمادي وتستقر بي في الجانب الابيض 

    كلمة واحدة.. 

    ميار خالد 


    جهزوا نفسكم لفصل بكره كله مفاجآت فعلاً، وهينزل فيه فيديو برومو جديد للشخصيات تابعوه

    توقعاتكم ؟؟ آراءكم ؟؟

    ايه هيكون رد فعل رحيل ؟؟



    #رواية_رحيل_العاصي

    #الكاتبة_ميار_خالد

    #الفصل_الاربعون


    فصمت عاصي ولم يرد عليها، ترقرقت الدموع في عيون رحيل وشعرت أن قلبها قد كُسر من تلك الكلمات، فدقت على الباب قبل أن يرد على مريم والتفت هو إليها وعندما تلاقت عيونهم نظر لها بتفاجئ وعيون متسعة ..

    حاولت أن تتمالك نفسها فقالت: 

    - أسفه سمعتكم من غير قصد، أنا عايزه أمشي حاسة إني تعبانة شوية، ولازم أرتاح عشان بكره 

    صمت هو للحظات ونظر لها بتوتر ثم قال: 

    - طيب استنيني في العربية وأنا جاي 

    فتراجعت رحيل بصدمة وذهبت إلى السيارة، وما أن خرجت من البيت حتى انفجرت في البكاء، لعنت حظها ألف مره الذي يكسر قلبها دائماً، أصبحت الشاشة سوداء أمامها ولا يوجد أي أمل لها، وفي تلك اللحظة اعترفت لنفسها أنها تحب عاصي بالفعل! نظرت إلى الدبلة الموجودة بيدها اليمين ودققت بها ثم ابتسمت بحزن وقالت: 

    - معقول بعد كل ده منكونش لبعض، معقول بعد كل ده أمشي وأسيب الدنيا وأنت تتجوز سلمى زي ما وعدت أختك، أو أعيش وتسبني برضو زي ما قولتلي من فتره، معقول بعد كل ده أسمي واسمك مش هيتكتبوا جنب بعض..

    ثم صعدت إلى السيارة بصمت ولكن دموعها لم تتوقف، وفي غرفة عاصي عاد إلى مريم التي قد طالعته بدهشه وقالت: 

    - هي عيطت ليه؟ 

    مسح رأسه بيده وقال بتنهيدة: 

    - كان لازمته إيه الكلام ده دلوقتي

    - أنا كنت عايزه أفهم بس 

    - أنا مش هتجوز سلمى ولو وعدتك بحاجه فده كان زمان، دلوقتي حاجات كتير اتغيرت وأهمهم رحيل !

    ابتسمت مريم بمكر وقالت بمزاح: 

    - قول كده بقى ده اللي أنا كنت عايزه اوصله، إيه حكاية رحيل دي 

    - طب بالنسبة للبنت اللي مستنيه في العربية دي إيه؟

    وقبل أن يتحرك أمسكته من يده وقالت: 

    - بتحبها صح ؟؟

    أبتسم عاصي ونطق أخيراً: 

    - بحبها دي كلمة قليلة عليها، لو في حاجه بعد الحب هكون وصلت ليها، عشان كده مش هفرط فيها ولا هخسرها، أنا بقالي فتره كبيرة في معركة مع عقلي لحد ما اعترفت لنفسي، أني بحب رحيل، وربنا ما عارف إزاي وامتي في البداية مكنتش بطيق أسمع اسمها، بس رحيل الوحيدة اللي قدرت تكون ليا دوا ونجحت تعالجني فعلاً 

    اتسعت ابتسامة مريم وقالت بفرحه: 

    - يا سلام يا سلام ده العاصي وقع ومحدش سمى عليه 

    أبتسم عاصي ثم قبلّها من رأسها وخرج من غرفته واتجه إلى السيارة ليجد رحيل تجلس في الأمام بشرود وأصابع يدها اليسار تمسك بالدبلة الموجودة بإصبعها، استقل السيارة بجوارها وانطلق بصمت، وأثناء الطريق كانت هي تنظر من النافذة بشرود وصمت، كان عاصي يختلس النظر إليها من وقت للآخر حتى قال: 

    - مش متعود منك على السكوت

    قالت بدون أن تنظر له: 

    - اتعود عليه من دلوقتي

    صمت بضيق ثم فكر للحظات وقال بانفعال: 

    - على فكره أنا وسلمى مفيش بينا حاجه، ومش هتجوزها زي ما سمعتي ده كان وعد قديم جداً، ودلوقتي كل حاجه اتغيرت 

    قالت بنفس الهدوء: 

    - بس أنا مسألتكش، أعمل اللي يريحك واللي أنت عايزُه

    ضحك عاصي بغموض وقال: 

    - بس اللي أنا عايزُه مش هيعجبك على فكره، متأكدة 

    نظرت له بعيون منتفخة وقالت بإصرار: 

    - قولت أعمل اللي يريحك واللي أنت عايزُه خلاص!

    وفي ثواني أوقف عاصي السيارة ثم ترجل منها والتف إلى جانب رحيل وفتح الباب ثم أنزلها هي أيضاً وسط نظراتها المذهولة، كانوا يقفون في منطقة خالية من الناس على الطريق، نظرت له بدهشه وقالت: 

    - في إيه! 

    ظل يطالعها للحظات بدون كلام، ثم ابتسم وقال: 

    - مش أنتِ قولتيلي أعمل اللي يريحك 

    طالعته بدهشه فأكمل: 

    - أنا راحتي معاكي 

    طالعته بتوتر ثم ابتعدت عنه قليلاً وقالت: 

    - مش فاهمه تقصد إيه 

    وقف عاصي أمامها عنوة ثم أمسك يدها وأردف: 

    - إيه اللي مش مفهوم في كلامي

    نظرت له رحيل بضيق ثم سحبت يدها منه وقالت بانفعال: 

    - لو عندك كلام تقوله سمعاك لو معندكش خلينا نتحرك عشان تعبانة عايزه أرتاح 

    طالعها الآخر بصمت فابتسمت هي بحزن وتأكدت أنه ليس لديه أي كلمات ليقولها، فتحركت من مكانه وعندما وصلت إلى السيارة وقبل أن تفتح بابها نطق عاصي وأخيراً: 

    - أنا بحبك..

    توقفت مكانها فجأة، تشعر وكأن تلك الكلمة جاءت من أعماقه، أيعقل أن يكون العاصي قد وقع في حبها! التفتت إليه بعيون دامعة واقتربت منه فأكمل عاصي بابتسامة عريضة: 

    - أنا مش مصدق أني بقولك الكلام ده دلوقتي وخصوصاً ليكِ، مش عارف إزاي حبيت واتغيرت، أنا عامل زي اللي مضروب على دماغه مش فاهم ولا مستوعب أي حاجه، الحاجه الوحيدة اللي مدركها هي أنتِ..

    بكت رحيل وهي تقول: 

    - أنت بتضحك عليا عشان أعمل العملية، أنا سمعتك بتقول لبابا أني لما أخف هتمشي من حياتي وكل واحد مننا هيروح في طريقه 

    شدد قبضته على يدها واقترب منها قليلاً وقال بانفعال: 

    - أنتِ فاكره أنه سهل عليا إني أقولك الكلام ده دلوقتي، أنا بقالي فتره كبيرة في حرب بيني وبين نفسي، غير كده أنا بكلمك دلوقتي وبقولك الكلام ده وأنا لأول مره أكون خايف، خايف من رد فعلك خايف أنك ترفضي كلامي ده 

    صاحت به رحيل:

    - وارفض ليه كلامك!

    - عشان غبيه مثلاً؟ زي دلوقتي أهو كان ردك عليا إني بضحك عليكِ عشان العملية، يا ستي أنا كنت بكذب على نفسي وعليكم لما قولت الكلمتين دول 

    نظرت له بدموع في عيونها وقالت: 

    - يعني أنت مش هتمشي؟

    وضع عاصي يده على وجهه بقلة حيلة ثم صرخ بها: 

    - مستحيل أمشي بقولك بحبك! أنا بحبك همشي إزاي وأنا بحبك !

    ضحكت رحيل رغماً عنها ومسحت دموعها ثم قالت بحزن: 

    - مش خايف أني أنا اللي أمشي

    ضحك الآخر بمزاح وقال: 

    - لا أنتِ بتحبيني فأكيد مش هتمشي

    نظرت له بحاجبين مرفوعين وقالت: 

    - والله؟ إيه الثقة دي أنا لسه مقولتش حاجه على فكرة 

    ضحك عاصي بمكر وخبث وقال: 

    - رحيل أنتِ باين عليكِ من فتره خليني ساكت، فاكره الشركة ولما كنتِ هتجيبي الموظفة من شعرها، وبعدها غيرتك من سلمى، ودلوقتي زعلك من الكلام اللي سمعتيه، وقبلها مواقف كتير 

    حمحمت بإحراج وقالت: 

    - احم، كان للدرجادي بجد

    أمسك عاصي رأسها بين كفيه وقبلّها في جبينها ثم قال بابتسامة: 

    - كل حاجه وحشه خلصت، من النهاردة مفيش بُعد ولا في حزن ولا زعل، بمجرد ما تعملي العملية وتقومي بالسلامة هنعمل كتب كتابنا على طول وإحنا أصلاً مخطوبين 

    نظرت له بذهول وقالت: 

    - بس الخطوبة دي كانت كده كده 

    ثم غمزت بعينها وهي تقولها فضحك الآخر وقال: 

    - بالنسبالك، لكن بالنسبالي لا 

    طالعه بمكر ثم ضربته على كتفه بخفه وقالت: 

    - يا لئيم 

    ضحك عاصي عليها وظل محتفظ بيدها بين كفيه، قال: 

    - دلوقتي لازم تروحي عشان ترتاحي، بكره خطوبة داليا أنا كمان عايز أبدأ أجهز في الجنينة عندي ولو احتاجتي أي حاجه أبقي كل..

    ولم يكمل جملته لأن الأخرى قد عانقته بقوة واردفت: 

    - وأنا كمان بحبك..

    ضحك الآخر بسرور ثم أمسك كف يدها وقبّلها به، وتحرك معها إلى بيتها، وعندما وصل أسفل البيت ودعها وانتظر حتى تترجل ولكنها كانت تطالعه بعيون لامعه وقالت: 

    - هو أنا قولتلك أني بحبك؟

    ضحك عاصي وقال: 

    - أنا اللي جبته لنفسي، قولتيها خلال الطريق عشرين مره 

    ضحكت وقالت بمرح:

    - كده بقوا واحد وعشرين، كلك نظر بقى يعني أنت قولتها مره لكن أنا واحد وعشرين إيه بقى

    ضحك عاصي من كلماتها المجنونة، ثم قال: 

    - تحبي أنتِ تقولي لعمي بدر ولا أقوله أنا؟ 

    - لا قوله أنت أنا هتكسف

    ثم أحست بدوار فجأة وزاد معدل تنفسها فنظر لها الآخر بقلق، وترجل من سيارته وانزلها من السيارة وتركها حتى تهدأ قليلاً، نظرت له بوجه شاحب وقالت: 

    - أنا كويسة متقلقش

    ظل يطالعها بخوف وقلق ثم صعد بها إلى منزلها وتركها بعدما اطمئن عليها، وخرج من المكان وذهب إلى عز الدين فوراً ليعرف التطورات التي حدثت معه ومع شريف..

    في غرفة داليا..

    دلفت رحيل بحماس لتجد الأخرى ترتاح في سريرها بتعب، فذهبت إليها واطمأنت عليها، فكانت الأخرى بحال أفضل فظلت تطالع رحيل بصمت ثم قالت بصمت: 

    - عينك بتلمع كده ليه احكيلي؟

    نظرت لها بعيون لامعه وتشع بالحب والخجل ووجه شاحب وقالت: 

    - قالي أنه بيحبني 

    نظرت لها داليا بعدم فهم واقبلت:

    - هو مين ده؟ 

    - عاصي!

    قالتها رحيل بفرحه وخجل فنظرت لها داليا بصدمة كبيرة وقالت بذهول: 

    - عاصي!! أبو الهول نطق يعني 

    ضحكت رحيل بقوة فتابعت داليا بحماس: 

    - لا أنتِ تحكيلي كل حاجه حصلت بالتفاصيل 

    فتنهدت رحيل وبدأت في سرد ما حدث لها..

    الكاتبة ميار خالد 

    وفي القسم..

    وأثناء التحقيق مع شريف الذي قد أنكر كل شيء وصل عاصي ودلف إلى مكتب عز الدين، كان الآخر يجلس بقلق فقال له عاصي: 

    - حصل حاجه جديده؟

    - مش عارف أقولك إيه 

    جلس عاصي أمامه وقال بقلق: 

    - في إيه قلقتني!

    - للأسف مضطرين نفرج عن شريف

    نهض الآخر من مكانه بصدمة وصاح به: 

    - نعم!! تفرجوا عنه إزاي 

    - مفيش ولا دليل ضده، حتى رجالته محدش فيهم يعرفوا لأنه مكنش بيظهر قدامهم واللي كانوا بيظهروا قدامهم مش عارفين نوصلهم، موضوع الصور والتهريب والشركة كل ده مفيش ولا دليل في أيدينا يثبت ده، حتى الموبايل بتاعه لما فتحناه لقينا ممسوح من عليه كل حاجه حتى المحادثات والرسايل، حتى مكالماتك معاه معرفتش تسجل ولا واحده منهم

    - بس أنا عندي الدليل! 

    نظر له عز فجأة فأكمل عاصي: 

    - كل اوضة في شركتي فيها كاميرا مراقبة مع سماعه وكمان مكتبي، وهو قال كل حاجه في مكتبي يعني الفيديو ده لوحده دليل ضده؟ صح

    نظر له عز الدين بدهشه وهب من مكانه ثم قال: 

    - متأكد من كلامك ده؟

     أومأ عاصي برأسه فتحرك الاثنان بعدها وذهبوا إلى الشركة ولكن كما هو متوقع وجدوا أن هذا التسجيل حتى تم حذفه من سجل التسجيلات، فهم عاصي أن هناك شخصاً ما يساعد هذا الخائن من داخل شركته، فترك عز الدين ليحقق مع كل الموظفين بالشركة، ولكن مهلا!! 

    لا أحد يعرف عن تلك الكاميرات الموجودة في كل غرفة سوى شخص واحد! وهو رامي مساعده الشخصي، مهلاً أين رامي؟ دلف إلى غرفته فلم يجده بها ولكنه لاحظ رسالة فقط على مكتبه، ذهب إليها بسرعه وامسكها ليقرأها فوجد بها تلك الكلمات..

    " أنا آسف جداً أني خونتك بس والله كان غصب عني، هما هددوني بعيلتي وأنا كان لازم أساعدهم واديهم أخبار عنك، بس أنا مش هقدر اخونك بعد كده عشان كده أنت مش هتشوفني تاني، أنا آسف بجد على الاذية اللي كنت سبب فيها، أنا آسف على كل حاجه، أنا مش هقدر ابص في عينك تاني أنت وثقت فيا وكنت سايب الشركة في امانتي وأنا طلعت مش جدع، بس والله كان غصب عني"

    ضرب الأرض بغضب عارم ودلف إليه عز الدين فقال عاصي: 

    - رامي اللي عملها 

    - رامي مين؟

    - مساعدي الشخصي، اقرأ

    ثم مد يده بتلك الرسالة إليه، وقرأها عز الدين فأصابه نفس الغضب، نظر إلى عاصي وقال: 

    - أنا آسف، بس مضطر أفرج عن شريف

    نظر له عاصي بغضب وقال بصراخ: 

    - بس هو اللي عمل كل ده!! ده كان هيقتل رحيل النهاردة إزاي يخرج!! 

    - مفيش دليل، مقدرش أعمل حاجه

    ضرب الأرض مجدداً بغضب وظل يتنفس بغضب كبير، ثم نظر أمامه وأدرك أن رامي هو مفتاح هذا اللغز الآن، بالتأكيد معه دليل ضد شريف، لذلك أقسم بالله أن يصل إلى هذا الخائن بأي ثمن!! وفي نهاية هذا اليوم كان شريف قد تم الإفراج عنه فنظر إلى عز الدين بشماته وسخرية..

                                       ***

    الكاتبة ميار خالد 

    في اليوم التالي..

    بدأت التحضيرات في بيت عاصي على قدم وساق حتى ينتهوا قبل المساء وكانت تساعد في التحضيرات مريم بكل حماس وفرحه وكأنه زفاف أختها هي وليست أخت رحيل، وكانت رحيل متواجدة في المكان أيضاً ولكن عاصي لم يتركها للحظات، ظل يسير خلفها حتى يتأكد أنها لا تفعل شيء يتعبها واهتم براحتها، وفي الصبح جاءت نسرين إلى داليا ومعها خبيرة تجميل كما أنها أحضرت لها فستان رقيق من الاتيلية الخاص بها بدل الآخر الذي قد تم تدميره أثر الحادثة، وظلوا معاً وسط جو يكسوه الفرحة والبهجة، واستطاعت خبيرة التجميل أن تُخفي كل الكدمات الموجودة في وجه داليا عن طريق المكياج لتظهر في النهاية بشكل مبهر ولكن المكياج كان مبالغ به نوعاً ما حتى تُخفي كل الكدمات ولكن النتيجة في النهاية كانت رائعة..

    في بيت عاصي..

    كانت رحيل تريد أن تزين الكراسي الذي سوف يجلسون عليها في المساء، ولكن عاصي كالعادة رفض بشدة، قالت بضيق: 

    - أنت هتفضل ماشي ورايا كده أنا مش عيلة صغيرة 

    - رحيل مش عايز نقاش قولت لا، أنا سمحت أنك تيجي بس عشان تفرحي بالتحضيرات، أنتِ العملية بتاعتك بكره مشي الدنيا بالله عليكِ، وخليكي فاكره أننا بعد الخطوبة هنطلع على المستشفى عشان هتتحجزي من بليل لحد ما يخلصوا التحاليل بتاعتك

    أكملت بضيق:

    - إحنا بدأنا تحكمات من دلوقتي ولا إيه ؟

    أبتسم ببرود واقترب منها قليلاً وقال: 

    - أنا لو عليا مش عايز اخرجك من البيت ده وأنتِ تقوليلي تحكمات 

    نظرت له بخجل واشاحت بوجهها عنه وفي تلك اللحظة جاءت إليه والدته حتى تسأله عن شيئاً ما فاستغلت رحيل الوضع وهربت من أمامه، ضحكت بفرحه وكانت تود أن تتجه إلى غرفة ليلى ولكنها قبل أن تصل إليها أوقفتها سلمى، نظرت إليها بابتسامة وقالت: 

    - مبروك

    طالعتها رحيل بتساؤل ودهشة فأكملت الأخرى:

    - أقصد عشانك أنتِ وعاصي، مريم قالتلي أنه بيحبك أنتِ أكيد قالك يعني 

    ابتسمت لها رحيل بضيق وحنق وقالت: 

    - الله يبارك فيكِ، النصيب بقى 

    وقبل أن تتحرك قالت سلمى بنفس الابتسامة: 

    - أتمنى المرة دي ينفذ وعده بجد، أنتِ تستاهلي كل خير 

    وقفت رحيل مكانها ونظرت لها بعيون متسعه وقالت: 

    - يعني إيه ينفذ وعده؟

    - يعني أقصد أنه كان واعدني برضو قبل سنين وفي الآخر منفذش وعده، أكيد هو قالك بعد العملية بتاعتك هتتجوزوا فبقولك يعني أتمنى أنه ينفذ وعده ليكِ ومتحصلش أي حاجه، لأن لولا اللي حصل مع مريم كان زماني أنا وهو متجوزين من زمان وخلفنا كمان لكن النصيب 

    - مش فاهمه هو مش أنتِ كنتِ صاحبتهم وزي أختهم كمان يعني مكنش فيه حاجه بينك وبينه؟!

    - ده اللي كان يعرفوا كل الناس، لكن في الحقيقة كان في مشاعر لطيفة بيني وبين عاصي ووعد مريم أني هبقى مراته وكلنا هنبقى عيلة بجد، لحد اللي حصل بسبب الحيوان اللي اسمه أحمد ده 

    كادت رحيل أن تشعر ببعض الضيق ولكنها نفضت كلامها عن رأسها وقالت بابتسامة جميلة: 

    - زي ما قولتلك النصيب، اللي مكتوبلك مش هيروح لغيرك، يعني أكيد مكنش مكتوبلك أصلاً 

    قالت سلمى ببعض الغل: 

    - بس أنا استنيت كل السنين دي في كندا على أمل أني لما أرجع هنتجوز، محدش هيضحي بسنين عمرُه كده زي ما أنا ضحيت 

    قالت رحيل بنفس الابتسامة: 

    - والله دي مشكلتك أنتِ مش مشكلتي، وعاصي أنا بثق فيه وعارفه أنه مش هيخذلني ولا هيتخلى عني، زي ما قولتلك هي مسألة نصيب

    ثم ظهرت ابتسامة صفراء على وجهها وتخطتها وذهبت إلى غرفة ليلى لتجلس معها لدقائق ثم تعود وترى التجهيزات، وعادت سلمى إلى غرفتها بضيق..

    وفي المساء..

    كان كل شيء مزين ومرتب على أكمل وجه، وقد خرجت سيارات عائلة فارس وبدر حتى تأتي بالعروس والعريس إلى بيت عاصي حيث يقام الأحتفال، وقد بدأ المعازيم في الحضور، كانت رحيل ترتدي فستانها الذي قد أحضره لها عاصي بدل الآخر في غرفة مريم، ومعها الأخرى أيضاً تحضر نفسها، كان فستانها اللون الأحمر المطفي الذي قد أضاف إلى لون بشرتها البيضاء جمال من نوع خاص، وكان ذو تصميم مميز محتشم للغاية ضيق نوعاً ما من الأخرى وواسع للغاية من الأسفل وقد ظهر خصرها الصغير في هذا الفستان بشكل مثالي، اكتفت بوضع ملمع شفاه أحمر اللون وحددت عيونها بالكحل واضافت بعض مساحيق التجميل على بشرتها واطلقت شعرها للعنان وانزلت غره من أحد الجانبين ورفعت الغره الأخرى بزينه على شكل اللؤلؤ، كان شكلها في النهاية مبهر ليس جميل فقط، طالعتها مريم بأعجاب وقالت: 

    - ما شاء الله عليكِ شكلك حلو أوي 

    قالت رحيل بابتسامة: 

    - دي عيونك بس اللي حلوة عشان كده شيفاني جميلة 

    ابتسمت لها مريم وعندما سمعت رحيل صوت السيارات خرجت من الغرفة بحماس فاصطدمت بعاصي الذي ظل ينظر لها بعيون متسعه وذهول لمدة خمسة دقائق على الاقل، ظلت تطالعه بدهشه ثم لوحت بيدها أمامه ووقتها انتبه لها، كان عيونه تشع بالحب والاعجاب من شكلها، كانت فاتنه ليست جميلة فقط، قال بحشرجة: 

    - إيه رأيك في الفستان ؟

    ابتسمت رحيل وقالت: 

    - جميل اوي حبيته 

    - وأنا حبيتك.. أحم أقصد يعني حلو عليكِ

    ضحكت بخجل وقبل أن تتحرك أمسك يدها وقال: 

    - ما تخلينا واقفين شوية مستعجله على إيه يعني 

    - العربيات وصلت عايزه أنزل 

    - ما توصل وفيها إيه

    - تلاقي بابا جه كمان هيدور عليا 

    - يدور

    ضحكت رحيل بخجل وظل ينظر في عيونها بحب حتى خرجت مريم فقطعت تلك اللحظة الرومانسية بابتسامة، ثم أمسكت رحيل ونزلت بها إلى الأسفل، ضحك عاصي وتنهد بحب وقبل أن يتحرك جاءه إتصال مهم فرد عليه فوراً ليتغير وجهه الضاحك إلى العبوس والغضب!! ثم تحرك من مكانه وخرج من البيت بأكمله واستقل سيارته وذهب بها!

    وعند شريف..

    وعندما علم بأمر تلك الخطبة قرر أن يفاجئ عاصي بهدية صغيرة ولكن على طريقته..

    ترا ماذا سوف يفعل؟ 


    رأيكم في فصل النهاردة ؟؟ 

    رأيكم في فيديو البرومو ؟؟

    توقعاتكم ؟؟ آراءكم ؟؟ 

    فصل كله رومانسية اهو مش حرماكم من حاجه 😂😂♥️



    تكملة الرواية من هناااااااا 

    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

    مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





    تعليقات