القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية رحيل العاصي الفصل الحادى والأربعون والثانى والاربعون للكاتبة ميار خالد حصريه

التنقل السريع

     



    رواية رحيل العاصي الفصل الحادى والأربعون والثانى والاربعون  للكاتبة ميار خالد حصريه






    رواية رحيل العاصي الفصل الحادى والأربعون والثانى والاربعون  للكاتبة ميار خالد حصريه





    #رواية_رحيل_العاصي

    #الكاتبة_ميار_خالد

    #الفصل_الحادي_والاربعون

    قراءة ممتعة ♥️


    ضحك عاصي وتنهد بحب وقبل أن يتحرك جاءه إتصال مهم فرد عليه فوراً ليتغير وجهه الضاحك إلى العبوس والغضب!! ثم تحرك من مكانه وخرج من البيت بأكمله واستقل سيارته وذهب بها! 

    وما حدث هو أن عز الدين قد اتصل به وأخبره أن شريف يعبث في أمر ما وأنه سوف يخرب تلك الخطوبة بأي طريقة، فما كان من عاصي سوى الخروج فوراً من البيت وذهب بسيارته إلى بيت شريف، الذي هو في الأساس البيت الذي قد اختطف به أحمد ليلى، وبعد بحث عاصي قد وصل لكل تلك الامور، وصل إلى بيت شريف وترجل من السيارة ودلف إلى الداخل بغضب، وقد تفاجئ شريف عندما وجده أمامه فنظر له بسخرية وقال: 

    - إيه المفاجأة دي، للدرجادي مش صابر على هديتي 

    صاح به عاصي: 

    - أنت حسابك معايا أنا! بطل تخلط الأمور واتعامل زي الرجالة بلاش الشغل ده 

    أبتسم الآخر بشماته وقال: 

    - عاصي أنا لو عايز أدمرك هدمرك، لكن أنا لحد دلوقتي سايبك

    أبتسم عاصي بتهكم وقال: 

    - والله؟ ولا عشان بتحسب خطواتك أوي عشان خايف تسيب وراك دليل

    - خالص والله أنا لو مش عايز اخرجك من هنا حي مش هخرجك أصلاً، لكن أنا عايز اقهرك زي ما قهرت أمي وماتت بسببك! 

    طالعه عاصي بصمت ثم قال: 

    - وأنت فاكر أنها هتكون مبسوطة بيك وأنت بتدمر حياتي؟ هتكون مبسوطة وهي شايفاك بني آدم مؤذي كده، هتبقى مرتاحه في تربتها؟ 

    ترقرقت الدموع في عيون شريف وقال: 

    - أيوة على الأقل هتكون فخورة بيا وتعرف أن ابنها مسابش حقها 

    ظل يطالعه عاصي بتهكم ثم رد: 

    - ده على كده بقى المفروض تنتقم من اللي هدوا البيت، والسمسار ورجالة الأمن اللي خلوها تمشي من الشركة، كل اللي كان ليه سبب في أنها تتوفي، أنت مش مركز أن ده قدرها وده عمرها، حتى لو كان الموضوع بعيد عني هي كانت هتموت 

    بكى شريف رغماً عنه، فأكمل عاصي: 

    - أنا لحد دلوقتي متعاطف معاك، أنا هقدملك عرض، أنسى الانتقام ده صدقني مفيش منه فايدة والنتيجة هتكون الخسارة وبس، أنا هنسى كل حاجه عملتها وهساعدك تقف على رجلك تاني وتبني شركتك من أول وجديد وهسندك، بس أنت تتغير وتسيب السواد والغل ده كله 

    ثم مد يده إليه ونظر الآخر له للحظات وفكر بكلماته ولكنه في نهاية الأمر ضرب يده بقوة ورفض كلماته تلك، وهكذا قد أرتاح ضمير عاصي حتى إذا رد إليه الأذى بالأذى لا يشعر بأي أسى..

    قال شريف بابتسامة باردة :

    - أنا شايف إنك المفروض دلوقتي تكون في بيتك عشان هديتي على وصول مش معقول حد غيرك اللي يستقبلها 

    نظر له عاصي بغضب مكتوم ثم قال وهو يجز على أسنانه: 

    - صدقني لو حد حصله حاجه من عيلتي مش هرحمك

    ضحك شريف ببرود ثم خرج عاصي وعاد إلى بيته بتوتر وقلق، وعندما وصل وجد رحيل عند الباب الخارجي تستلم أحد الطرود المقفولة فأسرع إليها وصرخ: 

    - لا!! 

    نظرت له بفزع وقالت: 

    - في ايه؟!

    أخذ عاصي الطرد من يدها وتحرك عامل التوصيل وذهب من مكانه، أمسك عاصي الطرد بخوف وقلق وفتحه ببطيء وتوتر، وكانت رحيل تطالعه بعدم فهم، وكان الطرد عبارة عن تهنئة مع هديه من أحد الشخصيات الهامة لبدر فتنهد عاصي براحه، قالت رحيل: 

    - في إيه؟ واختفيت فجأة ليه كنت فين 

    - جالي شغل مهم، أنتِ كويسة؟

    - أنا كويسة بس إحنا كل ده معطلين تلبيس الدبل عشانك عايزينك تكون موجود

    - حصل حاجه وأنا مش هنا ؟

    - لا كله زي الفل 

    وقبل أن يتحرك معها فجأة صدع صوت انفجار بسيط في الداخل فشهق بقلق وركض بسرعه ولكن هذا الصوت كان لإحدى مفرقعات الحفلات والذي قد أطلقها ضياء بفرحه، نظرت رحيل إلى عاصي بقلق وامسكت وجهه بين يديها وقالت: 

    - في إيه وشك مصفر كده ليه !!

    - خليكِ جنبي متتحركيش بعيد عشان لو حصل حاجه 

    - أهدى طيب مفيش حاجه 

    وفي تلك اللحظة جاءه إتصال من شريف فرد عليه ليقول الآخر: 

    - شوفت إحساس أنك تكون عايش في توتر عامل ازاي، خليك مش عارف ولا متوقع الأذى هيجيلك منين، خليك عمال تبص حواليك بقلق وخوف، وصحيح مبروك عليك أنت ورحيل الدبلة في إيدك تحفة، يا خسارة والله 

    ثم أنهى المكالمة في وجهه، أغمض عاصي عينيه بغضب ثم نظر إلى رحيل ليجدها تطالعه بقلق، فلم يريد أن تشعر بالضيق من كل تلك الأحداث فابتسم لها، وأمسك يدها ثم قبّلها في كفها وقال: 

    - بلاش تتوتري مفيش حاجه، أنا بس قلقان أن حاجه تحصل 

    شددت قبضتها على يده وقالت بابتسامة مطمئنه: 

    - مش هيحصل حاجه صدقني

    أبتسم لها عاصي ثم تنهد براحه وقال: 

    - أنا محضرلك مفاجأة النهاردة على فكره 

    نظرت له بعيون لامعه وقالت: 

    - بجد!

    أمسك يدها ثم عاد معها إلى الاحتفال، وبمجرد ظهورهم اتجه إليهم بدر بتوتر وقال : 

    - أنتم كنتوا فين كل ده؟! الفرح كله متعطل عليكم 

    أعتذر منه عاصي بأسف وأخبره أنه قد ظهر إليه عمل ضروري لذلك اضطر أن يذهب، فقال بدر: 

    - مش مشكله خلاص بس يلا عشان عايزين نلبس الدبل 

    أومأ عاصي برأسه ولكنه قبل أن يتحرك طلب من بدر أن يتحدث معه قليلاً على انفراد وعادت رحيل إلى داليا التي كانت تجلس مكانها بتعب، كل جسدها به ألم أثر تلك الحادثة، ولكنها تقاوم من أجل رحيل وفارس حتى لا تكسر فرحتهم، نظرت إلى رحيل بابتسامة ولاحظت أن دبلتها ليست في يدها فقالت بتساؤل: 

    - فين دبلتك؟؟

    نظرت رحيل إلى يدها بعفوية فلم تجد بها الدبلة بالفعل! فقالت لها بذهول: 

    - كانت في أيدي من شوية معقول وقعت مني!! 

    - أنتِ كنتِ فين طيب من شوية 

    - كنت عند البوابة، هروح أدور عليها هناك وراجعه طيب لو عاصي سأل عليا قوليله أني في الحمام أو أي حاجه 

    أومأت داليا برأسها وعادت إلى فارس الذي كان يجلس بجوارها ويطالعها بحب، قالت بقلق: 

    - أنا خايفه حازم يعمل حاجه في يوم زي ده 

    أبتسم لها فارس وقال: 

    - متقلقيش أنا عامل احتياطي لكل حاجه ومفيش أي حاجه هتحصل النهاردة، اطمني وارتاحي بس 

    - حليت موضوع الرقصة ؟

    - أيوه مش هتكون في الفقرات متقلقيش أنا عارف إنك تعبانة جداً 

    - أنا مش قادرة أتحرك، بس كله عشان رحيل 

    أمسك يدها وطبع عليها قبلة ثم قال: 

    - نعوض كل حاجه في الفرح بقى، عشان يكون في علمك الخطوبة دي مش هتطول أوي، يادوب هخلص الشقة ونكمل العفش ونعمل كتب الكتاب والفرح علطول 

    - وهي الشقة فاضل عليها أد إيه ؟ 

    - يعني شهرين كده 

    - بس دي مدة صغيرة أوي لا! اديني فرصة استوعب شهرين إيه!

    ضحك فارس وقال: 

    - مش وقت الكلام ده طيب اضحكي للكاميرا 

    وفي تلك الأثناء كان المصور يلتقط لهم بعض الصور مع تصوير الفيديو، تحركت رحيل ووصلت إلى البوابة وظلت تبحث عن الخاتم ولكنها لم تجده فتنهدت بضيق وقبل أن تتحرك وتعود الى الداخل شعرت بأحد يمسكها من ذراعها فالتفتت بسرعه إليه لتجده حازم! قال: 

    - قولي للأمن يدخلوني! 

    سحبت يدها بقوة وقالت: 

    - لا! مستحيل أنت بتعمل إيه هنا أصلاً 

    - جاي أحضر فرحها، هو حرام ولا إيه 

    - بعد المصيبة اللي عملتها في الاتيلية المفروض منشوفش وشك تاني أمشي بقى 

    وكادت أن تتحرك ولكنه أمسكها بقوة مرة أخرى وأخرج سكين من ظهره فنظرت له بعيون متسعه، طالعها الآخر بسخرية وقال: 

    - متخافيش مش هعملك حاجه، السكينة دي كانت لأختك بس ملهاش نصيب، عرفيها أني لو سيبتها النهاردة مش هسيبها بكره، والسكينة دي هتكون من نصيبها دلوقتي أو بعدين 

    نظرت له رحيل بصمت وخوف وفي تلك اللحظة جاء عاصي راكضاً عندما رأى هذا المشهد عن بعد، فما كان منه سوى إعطاء هذا حازم لكمة قوية توقعته أرضاً، ولكنه نهض بابتسامة باردة ثم رحل من أمامهم، نظر عاصي إلى رحيل بقلق وقال: 

    - عملك حاجه؟ 

    قالت بسرعه: 

    - أنا كويسة متقلقش

    طالعها بغضب ثم صاح بها: 

    - أنا مش قولتلك متتحركيش من جنبي! بتعملي إيه هنا ؟!

    - كنت بدور على حاجه بس ملقتهاش 

    ثم تحركت من أمامه بضيق وعادت إلى الداخل، ووقفت بجوار داليا التي قد سألتها عن دبلتها مجدداً ولكنها لم تجدها أيضًا، وفي تلك الدقيقة سمعت صوت عاصي وهو يتحدث في الميكروفون، نظرت له بدهشه وذهول وتقدمت قليلاً فقال هو بابتسامة وهو يقف في المنتصف..

    قال: 

    - طبعاً أنا مبسوط جداً بوجودكم النهاردة، وألف مبروك لفارس وداليا أتمنى ليكم كل خير وإن ربنا يتمملكم على خير، بس أنا أناني شوية وحابب النهاردة بدل الفرحة تكون اتنين، طبعاً أنتم عارفين أني أنا ورحيل أعلنا من فتره أننا اتخطبنا بس مسمحتش الظروف أننا نعمل حفلة صغيرة، عشان كده أنا هستغل الليلة دي وهجدد خطوبتي مع رحيل بس المرة دي وكلكم معانا 

    وصاحب كلماته تلك صوت تصفيق عالي على رأسهم بدر الذي كان يصفق بضحكة واسعه وعيون دامعه، ثم اتجه عاصي إلى رحيل وأمسك يدها وتحرك بها حتى وقفوا في المنتصف على الاستيدچ، نظرت له بصدمة وهي فارهه فمها فقال لها بضحك: 

    - إيه الريأكشن ده 

    - ده بجد!! اللي بيحصل ده بجد 

    ثم نظرت إلى والدها لتجده يطالعها بابتسامة عريضة وكذلك أمينه، نظر لها بدر بحب وتذكر كلمات عاصي إليه قبل لحظات..

    الكاتبة ميار خالد 

    فلاش باك..

    تحرك عاصي مع بدر وحدثه وهم بمفردهم، قال عاصي: 

    - أنا هكلمك بصراحه وهختصر كلام كتير 

    نظر له بدر باهتمام فأكمل عاصي: 

    - أنا بحب رحيل وعايز اتجوزها

    ضحك بدر بصوتٍ عالٍ للحظات فنظر له عاصي بذهول من رد فعله هذا، وفي النهاية صمت بدر وقال: 

    - وأخيراً يا أخي حرام عليك، شوفت الموضوع سهل إزاي 

    طالعه عاصي بعيون متسعه وإحراج وقال: 

    - هو للدرجادي كان باين؟ 

    - هو شعري الأبيض ده مش بيوضحلك حاجه؟ أنا من ساعة ما قولتلي على موضوع الخطوبة دي حتى لو لعبه عشان الصور وأنا فاهم كل حاجه 

    أبتسم عاصي ثم قال: 

    - أعمل إيه، مجنونه وجننتني معاها الله يسامحها 

    ضحك بدر ثم ربّت على كتفه وعاد الاثنان إلى الداخل..

    باك..

    طالعها بحب ثم قال بابتسامة: 

    - فين دبلتك؟ 

    نظرت له رحيل بعيون متسعة ثم خبأت يدها خلف ظهرها بسرعه وقالت: 

    - ليه؟

    تغيرت نظراته وهو ينظر إليها ثم قال: 

    - ضيعتيها! 

    قالت بتوتر وبسرعه: 

    - لا أنا بس، هو وقع مني هنا هلاقيه متقلقش 

    وفجأة تغيرت نظراته من الغضب والذهول إلى الضحكة وأخرج الخاتم من جيبه ووضعه أمام عينيها فنظرت له بذهول وقالت: 

    - أنت لقيته فين؟!

    أبتسم الآخر وقال: 

    - يعني، ممكن أكون سرقته من إيدك من غير ما تحسي

    ضربته بخفه على كتفه وقالت: 

    - يا أخي خليت قلبي يقع حرام عليك خوفت يكون ضاع مني 

    ضحك الآخر ثم وضع الدبلة في يدها وسط تصفيق حاد من الحاضرين وكذلك هي وضعت دبلته في يده مجدداً ثم اقترب منها وصدع صوت أغنية حولهم فرقصوا عليها وسط جو من الرومانسية والانسجام..

    من أول مقابلة سحر عينه ناداني..

    بالطريقة شد قلبي بالطريقة ..

    دوبت فيه سلمت من أول دقيقة..

    وأعمل إيه كان لازم أضعف في الحقيقة..

    دي عيون ثبتوني نص ساعه في مكاني..

    عاودت عيني.. على الضحكة دي

    وأنا زاد حانيني.. المرادي 

    يوهم يا عيني.. لا مش عادي 

    بحلم يكون جنبي ومعايا ..

    حبيبي ...

    حبيبي ...

    حبيبي ...

    وقد بكت رحيل رغماً عنها بسبب تلك الأجواء، كان عاصي ينظر في عيونها بحب وعشق، كادت عيونه أن تخرج من مكانها من كثرة مشاعره اتجاهها، وعندما ضحكت رحيل زادت اللمعة الموجودة بعيونه، ليست عيون محبه فقط بل عيون غارقة في العشق..

    أقترب منها ثم قال لها: 

    - بحبك 

    فبادلته هي بنظرات عشق وخجل وظلت تضحك بسعادة..

    وبعدها تم الاحتفال بداليا وفارس والبسوا بعض الدبل في جو كساه الفرحة والبهجة، وهكذا انتهت تلك الليلة بسعادة كبيرة من كل الأطراف، وعندما انتهى الاحتفال صعدت رحيل وخلعت الفستان عنها ولبست ملابس عادية ثم نزلت وودعت كل أهلها وسط دموع وخوف، ثم أمسك عاصي يدها وتحرك بها واستقلوا سيارته وذهب بها إلى المستشفى حتى يتم احتجازها للغد حتى تتم عمليتها..

    كانت تلك الليلة صعبه جداً على عاصي وكذلك رحيل، كانت تطالعه بخوف وقلق لم يقترب النوم من عيونهم، وظل هو بجانبها حتى غفل مكانه رغماً عنها، وكذلك هي، شعروا وكأن الوقت يركض بسرعه كبيرة، يقطع أشواطاً واسعه حتى جاء الصباح وأتت تحاليل رحيل وقد تأكدوا أن ليس لديها أي حساسية من أي نوع مخدر أو دواء معين، وفي الصباح جاءت كل عائلتها حتى يكونوا معها وقت العملية، وكذلك حنان والدة عاصي، كان يجلس بجانبها ويمسك يدها بتشبث، حتى قالت رحيل بتعب: 

    - أنا خايفه 

    طبع قبلة على يدها وقال: 

    - أنا معاكِ وكلنا معاكِ أنتِ مش لوحدك متقلقيش، هتخرجي وتكوني زي الفل 

    تنفست رحيل بخوف وقلق، ودلف إليها كل عائلتها، كانوا يقفون أمامها بابتسامه صغيرة ولكن قلوبهم ترتجف برعب، كانوا يبعثون بها الطمأنينة وهم يشعرون بالخوف أكثر منها، دلفت الممرضات التي سوف يجهزونها للعملية وظلت هي متشبثة بيد عاصي لا تتركها، كانت تقبض عليها بقوة حتى مالت يدها للون الازرق، ولكنه سحب يده منها بصعوبة وخرج من الغرفة وأثناء تلك الأحداث صدع هاتفه رنيناً برقم عز الدين الذي كان عند أحمد في المستشفى والآخر قد تحسنت حالته قليلاً، تحدث عز الدين مع عاصي وأخبره ببعض الأمور فسمعه الآخر بتركيز، وبعد وقت من الحديث خرجت الممرضات وهم يحركون سرير رحيل التي تنام فيه، أسرع عاصي وأمسك يدها وظل يقول: 

    - خليكي قوية وارجعي لينا تاني، كلنا مستنينك وكلنا عايزينك وسطنا، بلاش تخافي كلنا معاكِ

    نظرت له رحيل بابتسامة جميلة وشددت قبضتها على يده، ثم استدار السرير وصار رأسها أمام غرفة العمليات فوقفوا بها الممرضات ثواني، ونظرت هي لكل عائلتها الواقفين أمامها بابتسامة حزينة، ثم لوحت لهم بيدها وتحرك عاصي الذي كان على رأسهم وأمسك يدها مجدداً فقالت هي: 

    - عايزه لما أخرج تكون أنت أول واحد أشوفه 

    طبع قبله على يدها وقال: 

    - هستناكي، بلاش تتأخري عليا 

    ابتسمت له رحيل ثم طبعت قبله على يده أيضاً وتحركوا بها الممرضات واختفت عن أنظارهم حين دلفت إلى غرفة العمليات..

    وبمجرد دخولها جاء إتصال لعاصي من رقم معين فرد عليه، قال الطرف الآخر: 

    - هوصلك لرامي، أنا عارف مكانه أكيد هو معاه أدله هتفيدك

    أومأ عاصي برأسه ثم قال: 

    - اجيلك فين؟ 

    وأخبره الآخر بمكان معين حتى يذهب إليه، وما أن أنهى المكالمة حتى تحرك من مكانه بسرعه واتجه إلى هذا المكان..

     وذهب أولاً إلى أحد المحلات واشتري شيئاً ما، ثم خرج وذهب إلى وجهته، وصل عاصي إلى المكان المطلوب، فوجده عبارة عن منزل قديم نوعاً ما وبجانبه أحد المشاريع التجارية التي هي من إنجازاته خلال السنين الماضية، دلف من بوابة البيت ليجد العديد من الرجال الذين وبمجرد أن وقعت أعينهم عليه حتى أمسكوا به بعنف، ثم دلفوا به إلى البيت ليجد شريف أمامه وبيده مسدس.. 

    وواضح من الشر المتجسد بعيونه ما ينوي فعله ..

    الكاتبة ميار خالد 


    يا ترا ايه اللي هيحصل مع عاصي ؟

    النهاية تقترب خلاص 😥


    #رحيل_العاصي

    #الكاتبة_ميار_خالد

    #الفصل_الثاني_والاربعون


    وصل عاصي إلى المكان المطلوب، فوجده عبارة عن منزل قديم نوعاً ما وبجانبه أحد المشاريع التجارية التي هي من إنجازاته خلال السنين الماضية، دلف من بوابة البيت ليجد العديد من الرجال الذين وبمجرد أن وقعت عينيهم عليه حتى أمسكوا به بعنف، ثم دلفوا به إلى البيت ليجد شريف أمامه وبيده مسدس.. 

    وواضح من الشر المتجسد بعيونه ما ينوي فعله..

    ظل عز الدين يتصل به ولكن بدون فائدة لم يرد عليه عاصي، ثم جلس بقلق وشعر أن عاصي يفعل شيئاً ما بدون علمه فحاول أن يتعقب مكانه عن طريق هاتفه، وقد نجح في هذا فقد تتبع مكانه وهو يتحرك بسيارته حتى وقف في موقع معين وقد تم رصده فنهض من مكانه بسرعه وجهز دعم احتياطياً لأنه لا يضمن الظروف..

    اتجه شريف إلى عاصي بغضب مكتوم، ثم ضربه بقوة بالمسدس في وجهه فسالت الدماء من فمه، نظر عاصي إليه بسخرية وتهكم وقال: 

    - نفسي مره تتعامل زي الرجالة وتيجي دوغري، لو متعرفش حاجه غير اللف والدوران قولي هعلمك 

    نظر له شريف بغضب وقال: 

    - يعني أنت مش خايف؟

    قال الآخر بسخرية: 

    - أخاف منك أنت؟ أنت ليه عاطي نفسك حجم أكبر منك

    فضربه مرة أخرى في وجهه، فأكمل عاصي بسخرية: 

    - مكنتش محتاج تقولي كل ده ولا تسحبني بموضوع رامي، أنت فاكرني زيك جبان بضرب واجري 

    صرخ به شريف: 

    - أخرس!! ده أنت بجح يا أخي مش كفاية اللي عملته فيا! 

    - أنا معملتش حاجه، أنت اللي واحد مريض، وياريت عارف تأذيني حتى

    طالعه شريف بغضب عارم ثم قال: 

    - هأذيك، بلاش تستعجل على رزقك، آه موضوع صفقة السلاح باظ ومعرفتش ادمرك ولا أكون سبب في موت رحيل، بس صدقني مش هتخرج من هنا أنا هندمك على كل كلمة قولتها دلوقتي

    - أنا لما بقول حاجه بكون قدها مش زيك، أنت واحد جبان 

    وتلك المرة قد زاد جنون شريف فضربه بالمسدس ضربة قوية على رأسه فظهر جرح بها و وقع أثرها على الأرض فاقداً الوعي ولم يشعر بأي شيء بعدها..

                                       ***

    الكاتبة ميار خالد 

    في غرفة العمليات..

    تم تخدير رحيل بالكامل حتى يبدأوا في العملية، حتى غابت هي عن الوعي وذهبت إلى عالم اللاوعي..

    رأت نفسها جالسة على شط البحر وتداعب المياه بأقدامها، ولكنها عندما سمعت صوته ينادي عليها التفت بسرعه فلم تجده أمامها، فعادت إلى جلستها ليتكرر صوته مرة أخرى وعندما نظرت باتجاه الصوت لم تراه، انتابها الفضول فنهضت من مكانها ونفضت يدها عن الرملة، وتحركت ببطيء نحو صوته الذي يناديها، حتى وصلت إلى بيت يشبه بيت عاصي أو قد شبهته هي إليه، وبرغم أن البيت مزين من الخارج ومبهج ومرتب بشكل جميل إلا أنها عندما دلفت إليه وجدته مظلم للغاية واثاثه قديم ويكسو الغبار الأسود كل شيء..

    وضعت يدها على فمها حتى لا تتنفس الغبار، وتحركت حتى تكتشف الغرف واحدة تلو الاخرى، حتى وصلت إلى إحدى الغرف ودخلت إليها لتجد عاصي أمامها ينظر لها بابتسامة عريضة، ابتسمت رغماً عنها وارتاحت عندما رأته أمامها ولكنها قالت بعتاب: 

    - أنت كنت فين بدور عليك من بدري 

    - أنا موجود طول الوقت، بس معرفتش اجيلك 

    - أنا خايفه اوي من المكان ده، ضلمة وكله تراب وعنكبوت إيه البيت ده

    تحرك عاصي من مكانه وأمسك يدها وطبع قبلها في كفها كعادته ثم تحرك بها حتى يخرجوا من المنزل، وطوال هذا الطريق ظهر لهم بعض الثعابين والفئران الموجودين بالمكان وكانت رحيل تشعر بالرعب ولكن وجوده بجوارها هون عليها الكثير فظلت متشبثة بيده ترفض أن تتركه أو تبتعد عنه، حتى وصلوا إلى خارج المنزل، ترك هو يدها ثم التفت حتى يعود إلى الداخل فأوقفته وقالت: 

    - أنت رايح فين؟!

    - لازم أرجع تاني، ده مكاني أنا حياتي هنا

    قالت رحيل بسرعه: 

    - لا! المكان هنا وحش اوي وكله تعابين وفران لو فضلت هنا هتموت! 

    أبتسم لها عاصي وقال: 

    - أنا هبقى كويس صدقيني، خلي بالك من نفسك 

    رفضت أن تتركه وقالت: 

    - لا أنت هترجع معايا، أنت وعدتني تفضل معايا، مش هسيبك هنا لو فضلت هتموت

    وظلت متشبثة بيده ورفضت أن تتركه وكان هو يحاول أن يبتعد عنها بابتسامة ولكنه لم يستطيع، وظلوا هكذا حتى ظهر شريف أمامها وقد خرج من هذا البيت أيضاً وبيده مسدس ثم أطلق الرصاص على عاصي لتستقر أحد الطلقات في رأسه وسقط ميتاً، وصرخت رحيل بفزع وهلع..

    وفي تلك الأثناء في العملية انتفضت هي بين أيديهم وزاد معدل تنفسها وكذلك نبضات قلبها، وقد جعل هذا حياتها بخطر فحقنها الطبيب بأحدى الابر لتعود نبضات قلبها إلى معدلها الطبيعي 

                                 ***

    الكاتبة ميار خالد 

    وبسبب تحسن حالة أحمد سمح له الطبيب أن يخرج من المستشفى وذلك بعد قرار عز الدين بالإفراج عنه لأن عاصي قد سحب شكوته ضده، وأول مكان فكر في الذهاب إليه هو بيت عاصي ليرى ابنته، كان شادي في المنزل أيضاً وذلك بناءً على طلب مريم لأنها خافت أن تتواجد بمفردها، لأن جميعهم ليسوا في البيت وسوف يأتي عُمال ليزيلوا كل الأضواء والزينة المتراكمة من ليلى أمس، كان شادي يقف مع العُمال وأتت لهم مريم ببعض العصائر ثم وقفت بجانبه وتحدث معه قليلاً ولكن بعد ثواني تغيرت نظراتها عندما رأت أحمد يتجه نحوها بتعب، وبحركة لا إرادية منها اختبأت خلف شادي، قال أحمد بسرعه: 

    - صدقيني مش هعمل حاجه أنا عايز أشوف ليلى بس وهمشي علطول

    قالت بانفعال: 

    - لسه فاكر دلوقتي أن عندك بنت، مش دي اللي أنت رميتها زمان ولا سألت فيها حتى، أنسى مستحيل

    قال أحمد برجاء: 

    - أنا اتغيرت والله وبحاول أكون إنسان كويس أنا زهقت من حياة القرف اللي كنت فيها، وأول حاجه هصلحها هي علاقتي مع بنتي أرجوكِ

    - قولت لا! أمشي بعد أذنك مش عايزه أشوفك ولا بنتي تشوفك تاني أعتبرها ماتت من اليوم اللي رفضتها فيه، مش كنت مش قد المسؤولية برضو إيه اللي حصل دلوقتي؟!

    - كل واحد فينا اتغير، لو مش عشاني عشان ليلى على الأقل بلاش تكبر من غير أهلها أكتر من كده

    وقبل أن تتكلم مريم قال شادي للآخر: 

    - تسمحلنا نتكلم على انفراد طيب؟

    نظر له أحمد بتساؤل وقال: 

    - أنت مين ؟

    وقبل أن يرد شادي قالت مريم بسرعه: 

    - ده شادي خطيبي، وهنتجوز بعد فتره يعني من حقه يقرر مصير ليلى زيي زيك

    نظر لها شادي فجأة وعيونه قد لمعت من ردها هذا ولكنه تمالك نفسه وتحرك بها ليقف معها بعيداً عن أحمد، قال بهدوء: 

    - أنتِ ليه رافضة يشوف بنته ده حقه

    قالت بانفعال وصوتٍ عالٍ: 

    - عشان هي مش بنته! لسه فاكر دلوقتي حق إيه اللي بتتكلم فيه 

    قال شادي بانفعال: 

    - ممكن توطي صوتك! أيوة من حقه، هو أتغير وعايز يكون إنسان كويس عشانها أنتِ إيه المانع

    نظرت له بضيق وصمتت فأكمل هو: 

    - مش عايزه تشوفيه صح؟! أنا عارف ومقدر أنك مش طايقة تبصي في وشه بس عشان بنتك، فكري في ليلى بس طول ما هو معاها يا ستي مش شرط تكوني موجودة، خلي البنت تعيش سنها ويخرجها ويفرح بيها وتفرح بأبوها برضو، غير كده ليلى حباه أصلاً ومحتاجاه فى كده هيكون حرام لو منعتيه ولا انتِ شايفه إيه 

    - أنا شايفه أنه ظلمني وجه عليا وعلى ليلى 

    - بس أتغير وعايز يكون أحسن، اديله فرصه لأن أنتِ في يوم كنتِ محتاجه الفرصة دي برضو بلاش تكوني قاسية أوي كده 

    ظلت تطالعه بصمت وتفكر بكلماته وبعد دقائق تحركت من مكانها وعادت إليه لتجده يطالعها بترقب، طالعته بغضب مكتوم ثم قالت: 

    - هسمحلك تشوفها النهاردة بس، يكون عاصي فاق من اللي هو فيه وتتكلم معاه بقى أنا مليش دعوة 

    أومأ برأسه وقبل أن يتحرك معها قال: 

    - ألف مبروك، ربنا يتمملكم على خير أنتِ تستاهلي كل خير، وأنا مكنتش خير 

    نظرت له مريم بطرف عينيها ثم زفرت بضيق وتحرك الثلاثة حتى وصلوا إلى غرفة ليلى، دلفت إليها مريم أولًا حتى ترى ما الذي تفعله ولكن كعادتها كانت تمسك الهاتف بملل وتلعب إحدى الألعاب الخاصة بالبنات، كانت تشعر بالملل الشديد بسبب جلوسها المستمر بهذه الجبيرة الطبية، وعندما رأت مريم ضحكت لها فابتسمت الأخرى وجلست بجوارها وقالت: 

    - بتعملي كده 

    - بلعب باربي، بصي فستانها حلو إزاي 

    طبعت مريم قبلة على رأسها وقالت: 

    - أول ما تخفي هجبلك فستان أحلى منه بكتير، بس دلوقتي في حد عايز يشوفك 

    نظرت لها ليلى بتساؤل ووقتها دلف أحمد إلى الغرفة وعيونه على وشك البكاء، نظرت له ليلى بعيون متسعة وفرهت فمها، وصرخت من فرحتها فجلس أحمد بجوارها وعانقها برفق ولكنه شعر بألم في صدره بسبب تلك الطعنه، شعرت بسعادة كبيرة وهي تراه أمامها وظلت تحاوره بفرحه وعيون لامعه، فنهضت مريم من مكانها وعادت بجوار شادي، فطالعها الآخر وقال: 

    - شوفتي كنتِ هتحرميها من فرحه أد إيه، متركزيش ليه هو ركزي في مصلحة ليلى

    ناظرته مريم قليلاً ثم أومأت برأسها وعادت بنظرها اليهم..

                                  ***

    الكاتبة ميار خالد 

    وصل عز الدين إلى المكان الذي قد رصده من هاتف عاصي، ترجل ببطيء من سيارة الشرطة وتحرك معه بعض العساكر ودلف إلى المكان ليجده عبارة عن بيت قديم ولكنه فارغ!!

    تقدم نحو البيت حتى وصل إلى الباب ودق عليه ومر دقائق ثم فتح له رجل كبير في السن، سأله عز: 

    - عاصي موجود؟

    قال العجوز بعدم فهم:

    - عاصي مين؟ مفيش حد بالاسم ده والله

    نظر له عز الدين بشك، كيف يمكن هذا وسيارة عاصي مازالت مكانها أمام البيت! بالتأكيد هناك شيئاً آخر، فأخرج إذن بالتفتيش وقال: 

    - أنا لازم أفتش البيت ده 

    طالعه العجوز بدهشه ثم قال: 

    - اللي تشوفه يا ابني اتفضل 

    وبالفعل دلف عز الدين وفتش البيت بأكمله ولكن لم يكن هناك أي أثر لعاصي، أعتذر من العجوز ثم خرج من البيت ونظر حوله بعدم تركيز وشرود ثم قال: 

    - روحت فين يا عاصي

    مرت ساعات..

    كان الجميع يشعر بالقلق بسبب اختفاء عاصي المفاجئ وأكثر ما يرعبهم هو سؤال رحيل عليه عندما تخرج، ولكن الطبيب قد أخبرهم أنها سوف تستغرق وقت حتى تستعيد وعيها، كانت عمليتها صعبة للغاية لذلك قد استغرقت أكثر من ثمانِ ساعات، وأخيراً خرج إليهم الطبيب وبعث الطمأنينة بهم عندما أخبرهم أن عمليتها قد نجحت وأنها الآن بخير!

    حمدوا ربهم كثيراً وشكروه، ولكن زاد القلق في قلب حنان على أبنها الذي لا يرد على هاتفه وشعرت أن مكروهٍ ما قد حدث إليه، لأنه من المستحيل أن يترك رحيل بتلك الحالة، تم نقل رحيل إلى غرفة عادية لترتاح إلى أن تستعيد وعيها، كانت الغرفة مريحه بها أريكة وتلفاز وثلاجه صغيرة فقررت أمينه أنها ستبقى معها تلك الليلة، وتحول قلقهم على رحيل إلى توتر وخوف على عاصي، تكلم بدر أمام الغرفة محدثاً حنان: 

    - ازاي متعرفيش حاجه عنه؟

    قالت حنان بتوتر: 

    - أنا حاسة أنه فيه حاجه، قلبي مش مرتاح

    طالعها بدر بقلق ثم اتصل بعز الدين فوراً وعندما رد عليه قال: 

    - عاصي فين؟!

    قال عز الدين بصوت يكسوها القلق: 

    - أنا مش ساكت وبدور عليه في كل حته بس ملهوش أثر

    صاح به بدر بغضب:

    - يعني إيه ملهوش أثر! عاصي فين؟!! أبني فين!!

    قال عز في محاولة منه لتقليل غضب الآخر: 

    - أنا عايزك تهدي وأنا هوصل لعاصي صدقني، أهم حاجه دلوقتي رحيل متعرفش أي حاجه لما تخرج من العملية وتفوق، أنا مستني يعدي ٢٤ ساعه عشان آخد إجراءات تانية عايزك تفضل واثقة فيا بس..

    - يا الله، خليك معايا أول بأول طيب 

    وافق عز الدين ثم أنهى المكالمة فنظر بدر إلى حنان التي كانت تبكي عندما فهمت وأدركت كلماته تلك، وسألت نفسها سؤال واحد، ترا أين هو عاصي..

                                    ***

    وبعد خروج عز الدين من منزل ذلك العجوز، وبعد مرور دقائق دق شخصاً آخر على الباب ففتح له الرجل المسن وكان هذا الشخص هو شريف، ابتسم إليه ثم دلف الي المنزل، وقال: 

    - شكرًا أوي على المساعدة دي يا عم رجب والله مش هنساها

    قال رجب بابتسامة: 

    - عيب يا أبني متقولش كده، دي الحجه والدتك كانت غالية عليا اوي، بس عايزك تفهمني في أيه؟ ومال إيدك اتعورت من إيه 

    هرب شريف بنظراته عنه للحظات ثم طالعه بغضب وقال: 

    - بنتقم لأمي

    - يعني إيه مش فاهم؟

    - الشخص اللي أنت شوفته فاقد الوعي لما جيت ده السبب في قتلها

    نظر له رجب بعدم فهم وقال:

    - يا أبني هي مش الحجه فريدة ماتت بسكته قلبية الله يرحمها، السبب إزاي 

    - وده كان بسبب إيه؟ إحنا شقتنا اتهدت بسببه 

    طالعه رجب بضيق وقال: 

    - لا أنت كده هتزعلني منك، حتى لو كان سبب عند ربنا يا شريف، هو ربنا بيسيب حق حد يعني، ربنا قال للناس فيما معناه ارتاحوا أنتم وأنا هجبلكم حقكم 

    - هو آذاني كتير! 

    - ربنا اللي هيحاسبه، أنت ملكش دعوة، كده فريدة مش هتسامحك، هو فين دلوقتي ؟

    طالعه شريف بغضب ثم قال: 

    - سايبه مع الرجالة، وأنا مش هقدر اسيب حقها وربنا هيجعلني سبب أني ادمره! ولو معرفتش ادمره هخلص منه، مينفعش أنا وهو نكون عايشين في نفس الدنيا 

    ثم خرج من المنزل بغضب عارم..

    في المديرية..

    كان يجول غرفته بتوتر ويحاول أن يصل لأي خيط يجمعه بعاصي، وفجأة دلف إليه أحد العساكر وعلى وجهه علامات القلق، قال عز الدين: 

    - في إيه؟!

    تقدم نحوه العسكري وقال: 

    - إحنا لقينا كيس قدام المديرية، عربية سابته وجرت

    - ماله يعني؟

    - فيه قميص عليه دم! وأكيد عليه بصمات برضو 

    تغيرت نظرات عز الدين إلى القلق والصدمة، ثم خرج بسرعه وذهب إلى هذا الكيس وفحصه قبل أن يذهب به إلى معمل التحاليل، وكان للأسف الشديد ذلك القميص هو آخر قميص كان يرتديه عاصي، حتى أنه مازال يحمل عطره، تحرك الآخر بسرعه وأرسل القميص للتحليل، وبعد فتره طويلة ظهرت النتيجة وبمجرد ظهورها تحرك عز الدين وقارن البصمات الموجودة بالتحليل مع البصمات الموجودة في سجل شريف ليجدها متطابقة تماماً! 

    ووقتها ابتسم وقال: 

    - وقعت..

    ثم تحرك بسرعه وأخذ دعم معه واتجه إلى بيت شريف الذي كان يجلس فيه بضيق، فكر بكلمات هذا العجوز ولكنه رفض أن يحرر عاصي، فلم يشعر إلا بمن يدق الباب عليه بقوة فنهض من مكانه على مضض وذهب ليفتح الباب، واتسعت عيونه عندما وجد عز الدين أمامه، نظر له بضيق وحنق وقال: 

    - خير في إيه

    - أنت مطلوب القبض عليك بتهمة قتل رجل الأعمال عاصي القاضي!!

    نظر له شريف بتوتر وصدمة ثم قال: 

    - نعم!!


    توقعاتكم ؟؟ آراءكم ؟؟

    عاصي اختفي فين؟؟

    هيحصل ايه معاهم؟؟

    تكملة الرواية من هناااااااا 

    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

    مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





    تعليقات