القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية شيخ في محراب قلبى الفصل الثامن والتاسع بقلم رحمه نبيل

التنقل السريع

     


    رواية شيخ في محراب قلبى الفصل الثامن والتاسع بقلم رحمه نبيل 





    رواية شيخ في محراب قلبى الفصل الثامن والتاسع بقلم رحمه نبيل 




    8-9___

    كادت تتقدم منه برعب شديد و قد تأكدت أنها وبالفعل شخص منحوس ...لكن حظها العثر ذاك لا يظهر سوى مع ذلك الممدد ارضًا يصرخ متأوهًا ..


    تحرك لؤي سريعًا صوب ابنه يبعد الأواني عنه بينما زكريا شعر كما لو أن رأسه لم تعد تستقر أعلى كتفيه ..تحرك ببطء مستجيبا ليد والده التي تجذبه بينما صوت تأوهات خافتة جدا مازال يخرج من حلقة كل ثانية .


    ركضت له وداد وهي تمسكه مربتة على كتفه بحنان :


    _ حبيبي إنت كويس ؟؟ دماغك لسه في مكانها ؟؟


    رمق زكريا والدته بحنق مجيبا تساؤلها :


    _ ايوة يا امي دماغي لسه مكانها الحمدلله .


    زفرت وداد براحة ليخرج زكريا من حنجرته صوت متذمر من حديث والدته وكأنه أصبح بلا عقل بسبب سقوط الطنجرة على رأسه ...


    سار زكريا مع والديه وهو ما زال يتحسس رأسه بألم شديد لتركض وداد تحضر له بعض الثلج فوجدت فاطمة تقف في المطبخ وحدها بخوف وشعور بالذنب ...تفهمت وداد ما تشعر به لذا اقتربت منها ببطء مربته على كتفها بحنان :


    _ اللي حصل قدر ومكتوب متحمليش نفسك أي ذنب ...


    نظرت لها فاطمة بأعين دامعة ..ماذا تقول لها ؟؟؟ أنها ليست مرتها الاولى التي تكاد تقتل ابنها فيها ؟؟حسنا بالطبع هي لن تقول ذلك فيكفيها نظرات الشيخ التي تخبرها وبوضوح بأن موته سيكون على يدها يوما ما ......


    خرجت وداد تاركة فاطمة وحدها لتعطي ابنها الثلج وتعود لها فيبدو أنها حساسة للأمر كثيرا.....


    _ آه بتعمل ايه يا حاج انت ؟؟؟


    كان ذلك صوت زكريا المتوجع بسبب يد والده التي ما تنفك تضغط على رأسه المتورمة....أجاب لؤي ببساطة وهو يعيد الكرة :


    _ بضغط على البوقليلة يمكن تفس .


    نظر له زكريا ثوانٍ دون ردة فعل ثم قال بعد تفكير ساخرا :


    _ طب ما تجيب دبوس و تخرمها وبكده تفس بسرعة 


    ابتسم لؤي باتساع وقد لاقت الفكرة استحسانه ليترك ابنه ويركض لغرفته سريعا يحضر دبوس من عند وداد ليقوم بالأمر بينما زكريا نظر في أثره بصدمة ...هل صدق الأمر حقا ؟؟؟ فزع وهو يرى والده يعود ركضا ببسمة متحمسة بلهاء يشهر أحد الدبابيس الخاصة بوداد قائلا ببسمة تبدو مرعبة كما افلام الرعب :


    _ متخافش دي شكة دبوس ........


    _________________


    كانت الأجواء مشتعلة والنظرات المتبادلة تكاد تحرق الجميع ....ابتسمت ماسة بخبث شديد تسمع صوت خطوات رشدي يقترب من غرفة شيماء بسرعة أعقبها صوته القلق هاتفًا :


    _ في ايه يا ماسة ؟؟؟ شيماء حصلها حاجة ؟؟؟


    ابتسمت ماسة بخبث وهي تحرك حاجبيها لبثينة دون أن يراها غيرها ....

    ثم استدارت سريعا وهي تغير ملامحها بشكل متقن قائلة بقلق مصطنع وكأنها تلقت للتو صدمة عمرها :


    _ ازاي متقوليش حاجة زي دي يا رشدي ؟؟؟ انت عارف كويس اوي إن هادي اكتر من أخ ليا .


    رمقها رشدي بعدم فهم ...بينما كانت بثينة على وشك السقوط ارضا من كثرة الخوف الذي احتل قلبها للتو .


    _ هادي ؟؟؟ ماله هادي ؟؟؟


    كانت تلك كلمات رشدي قبل أن يستدير لبثينة يسألها بريبة :


    _ ماله هادي يا بثينة حصله حاجة  ؟؟؟


    هزت بثينة رأسها بسرعة وهي تكاد تتحدث محاولة تدارك الأمر لولا تلك الشهقة التي خرجت من ماسة بجانبها ...


    شهقت ماسة برعب شديد وهي تتجه لرشدي تقول بحزن مصطنع مكوبة وجهه بين يديها :


    _ انت كمان متعرفش ؟؟؟ اه يا مسكين يا رشدي...يعني لولا بثينة الله يجحمها قالتلنا كنا فضلنا نايمين على ودانا 


    اشتعلت نظرات بثينة لماسة بينما شيماء كانت تراقب الجميع بخوف من معرفة اخيها فكما يبدو أنه يجهل حقيقة رفيقه .....


    نظر رشدي بشر لماسة وهو يهمس من بين أسنانه بغيظ :


    _ ماسة بطلي رغي وقولي ماله هادي ...


    _ مدمن ...


    كانت كلمة سريعة وبدون اي مقدمات خرجت من فم ماسة ببساطة شديدة وكأنها تبلغه بحالة الطقس، ليس أن رفيقه وأقرب شخص لقلبه مدمن .


    ثوانٍ عم فيها الصمت المكان كله بشكل مريب والجميع يحدق في ملامح رشدي التي لا توحي ابدا بما يفكر ليطول هذا الصمت ويزداد معه توتر وخوف بثينة التي ابتلعت ريقها وهي تفكر في طريقة للرحيل بها من هنا والخروج من هذا المأزق الذي وضعتها به تلك الماكرة ماسة ...متوعدة لها في داخلها بالويل ...تفكر في طريقة لقتلها وتخليص الجميع منها ...


    _ مين قال كده ؟؟؟ أنتِ ؟؟؟


    كان ذلك حديث رشدي الذي وجهه لبثينة بنظرات غامضة لم تعلم منها بثينة هل يتساءل فقط أم يتهمها ؟؟؟


    ابتلعت ريقها وكادت تجيب سريعا بأي شيء يأتي في بالها لولا صوت منقذتها الذي خرج سريعا مدافعا عنها :


    _ لا يا رشدي ده احنا سمعناه وهو بيكلم واحد وعايز منه مخدرات .....


    ضيق رشدي عينه بشك :


    _ سمعتوه ؟؟؟؟


    هزت شيماء رأسها سريعا وهي تقص عليه كل ما حدث غير منتبه لتلك التي كانت تود أن تنهض وتقبلها لإخراجها من ذلك المأزق.....


    انتهت شيماء من قص كل شيء على رشدي الذي ابتسم متفهما للأمر لكن و قبل أن يتحدث بكلمة واحدة كانت ماسة تتدخل سريعا تتساءل بتعجب مصطنع :


    _ وأنتِ يا بثينة يا حبيبتي محاولتيش تساعديه؟؟؟ ده حتى ابن عمك ومتربيين سوا يا شيخة .


    _ لا هي حاولت تساعده وواجهته وهو زعق فيها وقالها ملهاش دعوة بيه وإنه مش هيبطل ....


    حسنا هل قالت منذ قليل أنها ترغب في تقبيل شيماء ؟؟؟ الآن تود حقا أن تنهض وتخنقها حتى تخرج روحها بين يديها تلك الغبية تستحق كل ما تفعله بها ...تقسم أن تذيقها الويل هي وابنة خالتها الخبيثة التي ترمقها الان بنظرة وكأنها تخبرها " رديها إن استطعتي " 


    تحدث رشدي موجها نظرات مخيفة لبثينة يتساءل :


    _ أنتِ واجهتي هادي وهو قالك إنه مش هيبطل؟؟؟؟


    ابتسمت ماسة باتساع ثم قالت وهي تضرب ضربتها القاضية في مرمى بثينة :


    _ انا رأيي تتصل بهادي يارشدي ويجي بنفسه يوضح الموضوع، اظن هو صاحب الشأن ولازم يكون موجود ......

    __________________________


    _ تمام يا مدام عاليا اهم حاجة تقطعي تواصل نهائي مع اي حد من طرفة ....


    ابتسمت تلك الفتاة التي يبدو أنها في نهاية عقدها الثاني متمتمة بامتنان كبير :


    _ بشكرك جدا يا استاذ هادي على وقفتك جنبي .


    هز هادي رأسه لها بهدوء وبسمة هادئة عملية :


    _ ده شغلي يا مدام ...دلوقتي حضرتك كل ما عليكِ تقفي وتتفرجي لغاية معاد الجلسة 


    نهضت عاليا وهي تبتسم بسعادة فها هي حريتها تلوح لها في الأفق ...تلك العزيزة الغائبة التي ظنت أنها بعيدة بُعد المشرق والمغرب...


    _ بشكرك تاني يا استاذ هادي ... هنتظر من حضرتك تبلغني بميعاد الجلسة ابتسم لها هادي وهو ينهض مودعا إياها ثم جلس مجددا على مقعده بارهاق شديد منبعه ذلك الغبي الذي يتوسط صدره وشريكه الآخر الذي يحتل رأسه .....هذان الأحمقان وكأنهما تعاهدا على جعله يعيش حياته كلها في تعب وشوق ...


    خرج من شروده بها ومن سواها ملاكه الصغير....على صوت رنين هاتفه الذي يصدح في المكان...نظر له لينتفض سريعا يلمح اسم رشدي ليظن أن شيماء حدث لها ...لذا سريعا رفع هاتفه وهو يجيب بلهفة :


    _ الو رشدي ......ايه عايزني دلوقتي ؟؟؟؟.....مش فاهم ...طيب طيب خلاص خمس دقايق وتكون عندك ...تمام تمام .


    زفر هادي على غباءه الذي يتلبسه كلما تعلق الأمر بشيماء ...حتى وإن كان حدث لها شيء لما سيحدثه رشدي ؟؟ هل هو وليّ أمرها ؟؟؟


    حمل هادي هاتفه وخرج من مكتبه متجها لمنزل رشدي وهو يشير لمساعده :


    _ مرتضى عندي مشوار سريع .....خلص الاوراق اللي في ايدك واقفل المكتب .


    أنهى حديثه يخرج من المكتب كله متجها للاسفل ...يفكر فيما يريده رشدي .....


    _________________


    كان زكريا يقف أعلى الأريكة وهو يصرخ كالمجنون حينما رأى الدبوس بيد والده الذي كان مصرًا على أن يضعه في تورم رأسه ....


    _ يا حاجة وداد ....يا حاجة وداد اغيثيني ....


    ارتفع صراخ زكريا وهو يحاول الهرب بعيدا عن متناول يد والده صارخا به أن يدعه وشأنه ....


    زفر لؤي بغيظ شديد وهو يشير لابنه بحزم أن يقترب :


    _ اقف متبقاش زي العيال الصغيرة خليني افس البوقليلة .....


    _ تفس بوقليلة ايه يا حاج لؤي والله كنت بهزر معاك ....امـــــــــــــاه اغيـــثيــنـي ......


    ركضت وداد بفزع شديد جهة صراخ ابنها وهي تحمل مكعبات الثلج بيدها متسائلة بفزع :


    _ فيه ايه يا زكريا يابني بتصرخ كده ليه ؟؟؟ 


    أشار زكريا لوالده برعب والذي كان يبتسم بشكل يشبه ابطال افلام الرعب حينما يواجهون ضحاياهم...


    _ شوفي جوزك عايز يفسني 


    ضربت وداد صدرها برعب وهي ترمق زوجها :


    _ يفسك ؟؟؟ فيه ايه يا لؤي ؟؟؟


    ابتسم لؤي بسمة صغير ثم قال بهدوء شديد وملامح بريئة :


    _ فيه ايه يا وداد ابنك بيخرف من الضربة شكله كده ...افسه ايه ؟؟؟


    _ وتكذب أيضا ؟؟؟ ويحك يارجل اتقي الله ..لقد كنت على وشك وخزي منذ ثوانٍ لولا صراخي .


    نظر له لؤي بعينه يتوعده ثم ألقى الإبرة ارضا ورفع يديه في وجه زوجته :


    _ بصي مش معايا حاجة بس هو ابنك اللي بدأ يخرف...


    اقترب قليلا من وداد هامسا :


    _ بقترح يروح لدكتور نفسي و يشوف دماغه لاحسن بقى يتخيل حاجات كتير .....


    تحدث زكريا والذي كان يستمع له ولكل كلمة نطقها :


    _ رباه..... من بين جميع رجال العالم كنت أنت أبي...


    _ عشان محظوظ .


    وكان هذا رد لؤي الذي أجاب بكل بساطة وبسمة واسعة ....


    كانت فاطمة تقف في الخلف تشعر أن وجودها لم يعد مهما ....لمحها زكريا ولمح وقفتها المتوترة لذا تحرك بهدوء يهبط من فوق الأريكة ثم اتجه لوالدته وهمس بحرج وخجل فهو لأول مرة يتحدث عن فتاة حتى لو كان حديثه عاديا :


    _ ماما معلش روحي شوفي الآنسة فاطمة بلغيها اني كويس و محصلش حاجة لاحسن شكلها خجلانة


    ابتسمت له وداد مربته على كتفه بحنان ثم اتجهت صوب فاطمة لتحدثها ببعض الكلمات التي لم تصل لزكريا والذي ادعى أنه غير مهتم بهم لكنه للحق كانت أذنه ترهف السمع لهم حتى وصل لمسامعه صوت بكاء فاطمة ...انتفض من مكانه ينظر لها بتعجب ليجد والدته تضمها وهي تبكي في احضانها وتكرر نفس الكلمة :


    _ مش قصدي والله أنا اسفة والله مش قصدي.....


    زفر زكريا بتعب وهو يردد بخفوت لكن وصل لها :


    _ خلاص يا انسة فاطمة حصل خير ....بس ممكن نأجل الباقي لبكرة معلش ؟؟؟


    هزت فاطمة رأسها بإيجاب ثم نظرت له وهي تخلع نظارتها تمسح دموعها عنها مرددة بحزن :


    _ انا اسفة والله مش قصدي ....


    و للحظة لم ينتبه زكريا أنه شرد في ملامحها ليتنحنح بضيق شديد مما فعل وهو يردد باقتضاب :


    _ خلاص حصل خير ولا يهمك .....


    ابتسمت وداد وهي تربت على كتف فاطمة وما كادت تتحدث لتراضيها حتى صدحت صرخات عالية في المكان كله ......

    _________________


    فتح ابراهيم الباب لهادي ببسمة واسعة وهو يدعوه للدخول فالجميع في انتظاره بالداخل ...فقد أخبره رشدي منذ قليل أنهم في انتظار هادي ...


    عدلت شيماء من وضع حجابها واعتدلت في جلستها لينظر لها رشدي يطمأن أن كل شيء بخير ثم أذن لهادي الذي يقف على الباب في انتظار إذنه :


    _ تعالى يا هادي ..


    دخل هادي بهدوء شديد يضع عينه ارضا محمحما ثم رفع نظره ببطء شديد لتقع عينه عليها هي... ولولا وجود الجميع لكانت ارتسمت اكبر بسمة بلهاء على وجهه الآن...حاول ابعاد نظره عنها بصعوبة كبيرة لتقع عينه على وجه بثينة التي كانت تبدو كطالبة مذنبة تنتظر العقاب ....


    _ في ايه يا رشدي حصل حاجة ؟؟؟


    كان هذا صوت هادي الذي كسر الصمت بين الجميع يشعر بوجود خطب كبير فالصمت المنتشر مقلق بشدة ...أشار رشدي لبثينة وشيماء قائلا :


    _ مش كنت تقولي يا هادي إنك مدمن ؟؟؟ ده احنا حتى صحاب يا اخي .


    لثواني لم يستوعب هادي الأمر وبقي ينظر له دون ردة فعل ينتظر أن يضحك رشدي عاليا مخبرا إياه أنه يمزح معه لا أكثر...لكن رشدي لم يضحك ولا احد في هذه الغرفة ضحك على هذه المزحة السخيفة ليردد بعدم فهم :


    _  مدمن ايه ؟؟؟ إنت هتكدب الكدبة و تصدقها ؟؟؟


    ابتسم له رشدي بسمة لكن لم تكن تلك البسمة هي نفسها ما كان ينتظرها هادي في البداية ... أردف رشدي بهدوء :


    _ والله قول الكلام ده لبثينة وشيماء لأنهم مصدقين و مقتنعين إنك مدمن كبير وصاحب مزاج ...


    لم يستمع هادي لأيا مما قال من بعد كلمة شيماء ....هل تعتقد شيماء أنه مدمن ؟؟؟؟ استدار سريعا لها وهو يسألها ناسيا جميع من معه :


    _ أنتِ مفكرة اني مدمن ؟؟؟


    بهتت شيماء من سؤاله المفاجئ فهي لم تتوقع أن يحدثها هي أو يوجه لها شيء، ابتلعت ريقها وهي تشير لبثينة قائلة بتقطع :


    _ احنا سمعناك وانت .....


    لم تكمل حديثها بسبب حديث هادي المنفعل :


    _ سمعتوا ايه دي كانت تمثيلية اساسا واخوكي كان معايا في الاوضة وقتها وكمان زكريا وناس تانية ....


    كان يتحدث بانفعال شديد لا يصدق أنها كل هذا الوقت تراه مدمنا ....أشار لرشدي بغضب غير متوقع :


    _ ما تقولها يارشدي انك كنت معايا ....


    وكان رجاء أكثر منه سؤال ليهز رشدي رأسه مؤيدا احدث رفيقه وهو يتحدث :


    _ ما ده اللي كنت هقوله فعلا ...هادي مش مدمن ولا حاجة دي مجرد لعبة عملناها كلنا عشان أوقع واحد بيوزع مخدرات فقولت لهادي يمثل دور مدمن عشان يبقى الطعم وكل اللي سمعتوه ده كان هادي بيمثل قدامنا مش اكتر ولو كنتم استنيتوا ثانية كنتم هتسمعوا صوتنا .....


    أنهى رشدي حديثه ثم توقف قليلا وبعدها نظر لبثينة وقال :


    _ بس بثينة كانت بتقول حاجة تانية عشان كده جبتك بنفسك توضح الموضوع ....


    سريعا ألتفت لبثينة والتي كانت تشعر بأن نهايتها قد اقتربت ...تحرك هادي جهة بثينة ببطء مخيف ثم همس لرشدي دون أن ينزع عينه من على بثينة :


    _ وهي بثينة قالت ايه ؟؟؟


    _ قالت إنها لما وجهتك بالموضوع ده إنت زعقت فيها وقولتلها ملهاش دعوة ومش هتبطل ...


    وكان ذلك صوت ماسة التي أرادت المشاركة في هذه الحرب ضاربة بسهمها الذي اخترق قلب بثينة للتو جاعلا إياها تتوعد لها بالجحيم ......


    صمت هادي وهو ينظر لبثينة ثوان ...كانت الثواني كساعات طويلة بالنسبة لبثينة ..حتى اخترق صوت هادي هذا الصمت مبددا إياه قائلا بهدوء مخيف :


    _ ايه يا بثينة مكنتش اعرف إنك بتصدقي بسرعة كده ؟؟؟


    نظر له الجميع بعدم فهم ليبتسم هادي بسمة ظهرت للجميع ممازحة لكن ظهرت لبثينة وكأن موتها يسكن بها .....


    تحدث رشدي لا يفهم قصد صديقه :


    _ يعني إنت فعلا قولتلها كده ؟؟؟


    هز هادي رأسه ببسمة لم تصل لعينيه :


    _ أنا كنت بهزر معاها مش اكتر بس مكنتش اعرف انها هتاخد الموضوع جد كده ...فيه ايه يابثينة ؟؟ ده انا ابن عمك حتى يا شيخة تصدقي اني ممكن اعمل كده ؟؟؟؟


    كان لوم وعتاب مبطن من هادي الذي خاب أمله في ابنة عمه التي رباها منذ طفولتها ولم يتوانى يوما عن تقديم كل ما يملك لها ...لو كانت طلبت منه حياته لقدمها لها سعيدا والآن تأتي هنا وامام الجميع تنشر عنه اكاذيب بشعة ..... 

    ابتلعت بثينة ريقها وهي تود لو تنشق الأرض وتبتلعها :


    _ اصل ...اصل إنت كنت بتتكلم جد ففكرتك ....يعني هو 


    ضحك هادي بصخب ضحكة لا روح لها استشعرها رشدي ...


    _ معلش الظاهر هزاري جه بايخ شويتين خلاص معلش من النهاردة مش ههزر معاكِ تاني ابدا .....


    ثم نظر الجميع وتحدث ببسمة :


    _ اظن ده كان مجرد سوء تفاهم مني يا جماعة معلش ...


    تحدثت شيماء ببسمة صافية :


    _ ولا يهمك ...مبسوطة انك مش مدمن ..


    نظر لها هادي ثواني ثم ابعد عينه عنها سريعا وبعدها أشار لرشدي :


    _ معلش يا رشدي تعالى خرجني عشان عندي شغل مهم سايبه ...


    تنفس رشدي بتعب ثم أشار لهادي أن يتبعه، لكن قبل خروجه ألقى نظره سريعة على شيماء...وبعدها تبع رشدي لباب المنزل ....


    _  لا حول ولا قوة إلا بالله .. معلش يا بوسي ظلمناكِ ...اقبلي اعتذاري يا قلبي .


    انهت ماسة كلماتها تقترب من بثينة سريعا ثم ضمتها بعنف مربتة على ظهرها تهمس في أذنها بنبرة مخيفة :


    _ دي بس قرصة ودن صغير عشان تبقي تسرحي بخيالك بعد كده وتفكري تقربي من بنت خالتي يا عقربة....المرة الجاية مش هتكون ابدا قرصة ودن ... المرة الجاية هقطعها خالص يا بوسي .


    انهت حديثها وهي تبتعد عن بثينة مبتسمة بسمة ظنتها شيماء بسمة عادية لكن وحدها بثينة من فهمت مقصد ماسة من تلك البسمة ....


    مدت ماسة يدها للحقيبة التي أحضرها رشدي للتو وأخذت منها علبة عصير واعطتها لبثينة قائلة ببسمة :


    _ خدي يا بوسي اشربي يا قلبي زمان ريقك نشف يا حبة  عيني ...


    لم تبدي بثينة أي ردة فعل وهي مستمرة في رمق ماسة بشر كبير لتبتسم لها ماسة وتمسك يدها واضعة علبة العصير بها :


    _ اشربي ياقلبي خلي الدموية ترد في وشك كده لاحسن يا حبة عيني...وشك مخطوف ...


    انهت حديثها تختطف شيء من الحقيبة وهي تقول بحماس شديد :


    _ هروح اجهز الفشار عشان السهرة... طبعا يا بوسي مش محتاجة عزومة عشان تقضي السهرة معانا .


    انهت كلماتها وهي تخرج تاركة شيماء تبتسم براحة لما عرفته منذ قليل فهي حقا شعرت بخيبة الأمل عندما ظنت هادي مدمنا لكن الحمدلله ظهرت براءته ....


    كانت بثينة في غير عالم تفكر فيما ستواجهه عند عودتها للمنزل فلو كان هادي جذبها من شعرها وضربها أمام الجميع لكان اهون عليها من نظرات هادي وما ستلاقيه منه عند عودتها  .....


    كان هادي يقف أمام باب المنزل مع رشدي يغمض عينه بتعب شديد ...وشعور بالخيبة قد تلبسه ...ابنة عمه تفعل به كل هذا، لكنه لم يكن يوما ليجعلها تظهر أمام الجميع بمظهر المخادعة أو الكاذبة ...لم يكن ليرضى لها يوما أن يشار إليها بإصبع اتهام أو احتقار للافتراء عليه في أمر كهذا ...في النهاية هي ابنة عمه وشرفه وأمانة والده له .....


    خرج من شروده على حديث رشدي الذي كان لا يصدق كلمة مما قالها هادي في الداخل فهو أكثر من يعرف هادي ويعرف أنه حتى وإن قالت بثينة ذلك وهي تعلم الحقيقة ما كان ليؤكد على ذلك فهو أكثر الناس معرفة بحرص رفيقه على نساء منزله .....


    _ بقولك مش مركز معايا ليه ؟؟؟


    كاد هادي يجيب لولا صوت الصراخ الذي ارتفع في المكان مثيرا الرعب في قلوب الجميع ......


    ركض الاثنان للاسفل برعب شديد ليجدوا زكريا يركض في مظهر مخيف خلف رجل ما وسيدة تخرج رأسها من إحدى نوافذ بنايته تصرخ بقهر شديد ودموع  :


    _ اوعى تسيبه يا زكريا يابني ابوس ايدك اوعى تسيبه .....


    ودون لحظة تفكير كان رشدي و هادي يسرعون في الركض خلف ذلك الرجل مع رفيقهم دون معرفة حتى سبب ركض زكريا خلفه أو من المذنب لكن في قانونهم ( عدو صديقي عدوي ) دون حتى معرفة السبب ......


    كانت الحارة كلها في استنفار وصرخات تلك السيدة وبكاءها يعلو في المكان ليخرج الجميع لنوافذه يراقبون ما يحدث بفضول شديد ......


    _ دخل شارع القهوة يا رشدي ....


    كانت تلك الصرخة تنطلق من فم ماسة التي كانت تشاهد ما يحدث من الاعلى.... واختفاء الرجل من أمام الثلاث رجال ...لكن تمركزها في نقطة عالية كشقة رشدي جعلها ترى جيدا أين ذهب الرجل ....


    وبالفعل ركض الثلاثة رجال يتبعهم أربعة آخرين من رجال الحارة خلف ذلك الرجل .....


    كان فرج يجلس على مقعده المفضل أمام القهوة وهو يحمل في يده ورقة وقلم يحاول إيجاد كلمات مناسبة لكتابتها غير واعي بما يحدث في الحارة حوله ......


    ركض الرجل نحو القهوة سريعا يحاول التخفي بين الرجال قبل أن يلحق به أحد لكن للأسف لحق به زكريا ورفاقه  ......


    دار الرجل سريعا حول مقعد فرج الذي كان ينظر للورقة بتفكير مرددا :


    _ حبيبتي ام اشرف ......


    صمت قليلا لا يستحسن الكلمة :


    _ لا ممكن يقع في ايد ابنها ويتقمص من الكلمة ....نخليها عزيزتي ام اشرف اخف شوية  .


    تحرك الرجل حول القهوة وهو يحمل المقاعد ويلقيها على من يلحق به يحاول التمسك بأى امل للهروب ...والجميع يتجنب المقاعد عدا رشدي الذي اصيب بأحد المقاعد في وجهه ليسقط جوار فرج الذي كان ما يزال في عالمه الخاص :


    _ لا اعرف ماذا اكتب لكِ في هذا الخطاب يا قلب فرج فروجك فراريجو  


    صرخ رشدي في وجهه وهو ينهض بحنق :


    _ ولما  انت متنيل على عين اهلك مش عارف تكتب بتكتب ليه ؟؟؟ ما تقوم تعمل حاجة بدل عشة الفراخ اللي انت قاعد فيها دي ...


    لم يهتم له فرج كثيرا حتى أنه لم يكلف خاطره ويرفع عينه لرؤية ما يحدث واكمل كتابة خطابه المسائي  ....


    تركه رشدي وقد ازداد غضبه من ذلك الرجل ليخرج سلاحه بعنف شديد ورفعه في وجهه الرجل صارخا فيه بغضب كبير لدرجة أن عروق وجهه كانت بارزة بشكل مرعب :


    _ ايـــــــــــــدك فـــــــوق يـــا لا 


    كان هادي يتربص بالرجل مستغلا انشغاله بكل من حوله وسريعا انقض عليه من الخلف وكاد يقيده لولا أنه ضربه بعنف في قدمه ...صرخ هادي وهو ينحني ارضا بوجع شديد تاركا ذلك الرجل يهرب من يده مجددا بعد أن تمكن من الفرار من جميع الرجال المحيطين به فهو كان يقذف الجميع بالحجارة حتى كاد يتسبب في إصابة أكثر من شاب .....


    _ يا من سهرتيني الليل ...يا من شربتيني الويل ...حلوة دي هتعجب ام اشرف اوي  .


    أخذ فرج يدون ما يأتي في باله غير واعيا للقهوة التي تدمرت حوله ولا الصرخات التي تنطلق من الجميع حوله ..... لكنه رأى هادي ينحني ارضا وهو يضغط على أسنانه بغضب شديد ليقول سريعا :


    _ واد يا هادي خلص لعب مع صحابك وابقى فوت عليا اكون خلصت الجواب عشان توديه لام اشرف ...


    نظر هادي جهته وهو يمسك قدمه بوجع ثم بصق ارضا :


    _ تمام هحلص وارجعلك يا فراريجو و مش بس الجواب هو اللي هيوصل لام اشرف ....


    تجاهله فرج وهو يكمل تأليف قصيدته التي من شأنها سرقة لُبّ أم اشرف لتسقط صريعة هواه ..وكأنها 

    ليست مغرمة به بالفعل ....


    _ اه يا حبيبة الفؤاد حبيني زي ما بحبك.... فأنا أكثر العاشقون وجعا 


    استفز حديثه زكريا وجعله يفتح عينه بصدمة ولو كان في موقف آخر لكان ذهب واقتلع لسان فرج على ما أقترفه في حق اللغة ...بحق الله لقد جعل المضاف إليه _ العاشقين _ مرفوعا ليهمس بغيظ راكضا حلف الرجل :


    _ مش هادي اللي هيرجعلك بس يا فرج ...صبرا .


    كان الجميع ما يزال يركض خلف ذلك الشاب الذي دخل لأحد الأزقة الضيقة وبشدة لدرجة لا تسمح باثنين للسير سويا بها ...لكن فجأة اصطدم بجسد يسد عليه طريقه أثناء ركضه ...رفع ذلك الرجل وجهه ليجد رجل يرمقه ببسمة مخيفة وفي ثواني كان يلكمه لكمة قوية أطاحت به ارضا ....


    استغل هادي انشغال الرجل بالجميع وسريعا أخذ يدخل شوارع كثيرة متداخلة حتى يقابل الرجل من الجهة الأخرى وبالفعل وصل للشارع الذي كان يركض به وتوقف له في منتصفه متوعدا له ....ودون أن يسمح له بقول كلمة واحدة كان يلكمه بعنف شديد مسقطا إياه ارضا ...صارخا به :


    _ ده انا هعلقك على باب الحارة يا زبالة 


    نظر هادي الجميع وهم يتوقفون لالتقاط أنفاسهم قائلا بعدم فهم وبصوت هادي لا يمت لصراخه بصلة  :


    _ ألا هو احنا كنا بنجري وراه ليه ؟؟؟؟؟


    ______________________


    دخلت فاطمة منزلها ببطء وهي تتنفس بتعب فعندما سمعت صراخ يرج جدران البناية الخاصة بالشيخ ارتعبت بشدة وركضت للمنزل بخوف شديد ....تشكر الله أن لا أحد انتبه لذهابها فهي لا تعلم كيف ستواجهم بعد ما حدث معها ...وما تسببت به لذلك الشيخ حتى وإن أخبرها أنه لا بأس فهي كانت ترى دائما نظرات عينه والتي تجعلها تشعر بالخوف ...حديثه الجاد والصارم يجعل فرائضها ترتعش .....


    بمجرد دخول فاطمة للمنزل تحدث بتعب شديد :


    _ ماما انا جيت ...هدخل استريح جوا شوية ...


    _ اهلا اهلا بالهانم ..واخيرا شرفتي يا ختي ؟؟؟


    رفعت فاطمة نظرها برعب لذلك الصوت لتبتلع ريقها مرددة وفرائضها ترتعد  عائدة للخلف حتى اصطدمت في الباب قائلة برعب وكأنها رأت نمر على وشك الانقضاض عليها :


    _ عمتي ؟؟؟؟؟


    _____________


    بعتذر عن فصل يوم الخميس لاني هكون في الجامعة و هيكون صعب جدا ليا إني اكتب بس هعوضكم يوم السبت بفصل كبير اكبر من باقي الفصول تعويضا عن إلغاء فصل الخميس ...ارجو تعذروني .


    الجاي في الأحداث اكبر باذن الله والجد بدأ في كل القصص سواء زكريا وفاطمة أو هادي وشيماء أو ماسة ورشدي أو بثينة و.........


    مستنية منكم توقعات القادم 


    رأيكم في الأحداث حتى الآن 


    دمتم سالمين ❤️

    التاسع

    تفاعل على البارت لانه بداية الأحداث الجد ❤️


    صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم...

    ________________

    نظر هادي للرجل المسطح ارضا ثم وضع يده في خصره متسائلا بعدم فهم :


    _ ألا هو إحنا كنا بنجري وراه ليه ؟؟؟


    أجاب أحد شباب الحارة الذين كانوا يركضون خلف الشاب معهم :


    _ والله ما نعرف احنا لقيناكم بتجروا وراه قولنا اكيد سرق حاجة فجرينا معاكم .


    ربت رشدي على كتف الشاب وهو يهز رأسه  ثم انحنى وأمسك بتلابيب ذلك الرجل جاذبا إياه ليقف جواره ثم نظر الجميع حوله مبتسما :


    _ متشكرين يا رجالة احنا هنتصرف معاه من هنا ...


    انصرف الشباب كلا لعمله وهم يتحدثون فيما حدث منذ قليل بينما اتجهت أنظار رشدي وهادي لزكريا الذي كان ينظر للرجل باشمئزاز واضح يكاد ينقض عليه مكيلا له الضربات ...


    _ خلينا نرجع البيت وهناك نفهم اللي حصل .


    انتبه هادي لحديث زكريا ليفتح فمه بصدمة مرددا وهو لا يفهم ما يحدث :


    _ لا wait كده ....هو إنت كمان متعرفش كنا بنجري وراه ليه ؟؟؟؟


    هز زكريا كتفه بعدم معرفة مؤكدا حديث رفيقه ليبتسم هادي بعدم تصديق بينما تحدث رشدي وهو يجذب الرجل لخارج الزقاق ساخرا من صديقه :


    _ تلاقيه حس إن رجله نملت شوية فقال ينزل يجري ورا اي حد 


    تحرك زكريا خلف صديقيه وهو يضحك ضحكة سمجة ساخرة من حديث رشدي :


    _ يا لهوي على دمك الخفيف ...ده عمي ابراهيم كان لازم يسميك اسماعيل ياسين مش رشدي أباظة .


    أنهى كلماته وهو يأخذ الرجل من يده ثم تحرك أمامه سريعا بعدما لاحد نظرات الشر على وجه رشدي والتي ازدادت سوادا بسبب ضحكات هادي عليه ...توقف هادي عن الضحك وهو يضم رشدي من كتفه يتبع زكريا عائدين للمنزل :


    _ خلاص يارشدي متزعلش منه... اعذره برضو غيران من اسمك الفني ...ده جواه سواد كده اكمنك اسمك رشدي وهو اسمه زكريا .


    توقف زكريا قليلا ثم نظر خلفه لهما وقال باستهزاء :


    _ ما به زكريا يا أهدى خلق الله ؟؟؟؟ على الاقل هو اسم نبي الله زكريا ....كما أنه اسم قديم وجديد أيضا ليس كمن سُميّ بلقب هو أبعد ما يكون عنه ....وكأن والدك سماك هادي نكاية بك .


    أنهى حديثه ثم سار بالرجل بخيلاء وهو يرفع رأسه التي كانت تحتوي ضمادة بسبب الأواني التي سقطت عليه .....بينما كان هادي ينظر له بتشنج ومعه رشدي الذي كان يضحك مربتا على كتفه بتشفي :


    _ معلش يا هادي مش اول مرة يا اخي يخلي منظرك زبالة .


    ابعد هادي يده بغضب وهو يتبع زكريا بغيظ شديد يرغو ويزبد...


    __________________


    _ عمتي ؟؟؟؟


    تراجعت فاطمة للخلف وهي ترتعش خوفا من تلك السيدة التي كانت تجلس وهي ترميها بنظرات وكأنها على وشك الانقضاض عليها ....


    ابتسمت عمتها وهي تنهض تنظر لها من أعلى لاسفل بسخرية :


    _ تو أما شرفتي يا سنيورة ؟؟؟؟


    ابتلعت فاطمة ريقها ولم تجب عليها بل نظرت سريعا لوالدتها تستغيثها بعينها لتنجدها من تلك المرأة التي تمثل لها أكبر كوابيسها ....


    اقتربت منيرة سريعا من ابنتها كقطة تحامي عن ابنتها :


    _ فيه ايه يا نحمده ؟؟؟ بتكلمي البت كده ليه ؟؟؟


    نظرت لها المدعوة نحمده بسخط وتهكم شديد :


    _ جرا ايه يا منيرة ؟؟؟ هو عشان اخويا جابكم هنا هتسيبي البيت تصيع ولا ايه ؟؟؟ ازاي واحدة محترمة ترجع البيت في وقت زي ده ؟؟؟


    _ بنتي محترمة غصب عن عين أي حد يا نحمده .....واللي يقول غير كده اديله بالشبشب فوق دماغه ....بعدين بنتي كانت عند شيخ بتحفظ قرآن.


    انهت منيرة حديثها الهادي نوعا ما والذي يحتوي تهديدا مبطنا فهي أكثر من تعرف أخت زوجها وجبروتها وما تسببت به لابنتها ...والعقد التي كونتها لدى طفلتها .


    ابتسمت نحمده بسخرية ثم نظرت لفاطمة التي كانت تختبئ في والدتها كقط مبتل ينشد الدفء ...


    _ وهو الشيخ ده مش عارف يخلي التحفيظ الصبح ؟؟؟؟


    نظرت لها منيرة بتأفف ثم أشارت بالدخول لغرفتها لتنفذ فاطمة الأمر سريعا تهرب من أعين عمتها التي تبدو وكأنها تطلق نيران مستعرة منها ....


    بمجرد دخول فاطمة لغرفتها حتى أغلقت الباب سريعا وهي تتنفس الصعداء تحاول منع دموعها من الهبوط وتلك الذكريات تتدافع في عقلها بعنف شديد ...


    **لا لا يا بابا والله ما عملت حاجة ...يا بابا بالله عليك خليها تسيبني ...يا ماما الحقيني.....ابوس ايدك يا عمتي والله ما عملت حاجة اقسم بالله ما عملت حاجة ....يا بابا.


    ** بنتك لازم تندفن حية يا مرسي ....دلعك فيها هو اللي وصلها لكدة.....


    خرجت فاطمة من ذكرياتها بفزع على صوت معها في غرفتها ...نظرت حولها بسرعة وهي تمسح دموعها لتجد ابنة عمتها تتوسط فراشها وهي تضع سماعة أذنها وترمقها بعدم فهم لما تفعله .....تمالكت فاطمة نفسها وهي تعدل من وضعية وقوفها ثم نظرت لمنار ببسمة صغيرة :


    _ معلش يا منار ما اخدتش بالي إنك هنا ...


    تجاهلتها منار وهي تعيد تشغيل الأغنية مجددا ثم هزت رأسها متحدثة بخفوت :


    _ و لا يهمك معلش بقى لو هشاركك اوضتك بس هي فترة هقضيها معاكي ونرجع تاني البلد .


    فزعت فاطمة من حديثها ...هل تقصد أن عمتها ستظل هنا فترة ؟؟؟ ليست مجرد زيارة صغيرة كعادتها ؟؟؟


    _ فتــ ....فترة ؟؟؟ انتم هتقعدوا هنا كتير ؟؟؟؟


    لم تجيبها منار فهي لم تستمع لها من الأساس بل كانت أعينها شبه ملتصقة بالهاتف لا تعير تلك التي أوشكت على الاحتراق أي اهتمام ........


    ابتلعت فاطمة ريقها وهي تفتح باب غرفتها بهدوء وحذر ثم خطت للخارج وماكادت تتحرك حتى وصل لمسامعها صوت عمتها :


    _ وانا بقى قولت بدل ما أجر شقة زي كل مرة ...بيت اخويا مفتوح ...خليني اوفر القرشين لمدرسة منار .


    ابتسمت منيرة بسمة صغيرة وهي تجيبها بضيق شديد حاولت اخفاءه :


    _ وماله يا حبيبتي تنوري انتِ ومنار .


    دخلت فاطمة لغرفتها مجددا وهي تغلق الباب بهدوء ثم تحركت لفراشها بآلية وتسطحت عليه بتعب شديد وجسدها كله يرتحف وجعا وذكرى بعيدة تراودها وكأنها كانت البارحة ...اغمضت عينها بعنف شديد وهي تهمس :


    _ امنت بيك يارب .....امنت بيك يارب ....فاللهم عوض ينسيني احزاني وكأنها لم تكن ...واللهم عوض يربت على قلبي وكأنه لم يحزن يوما ...


    سقطت دمعة بعدما انتهت من دعاء جدتها الذي كانت تردده دائما في انتظار ذلك العوض الذي سينسيها جميع أحزانها ....في انتظار ذلك النور الذي سينير حياتها بعد عتمة طويلة ....


    _____________


    صعد زكريا يجذب الرجل من ثيابه بعنف وخلفه هادي ورشدي ...حتى وصل لتلك الشقة الذي كانت السيدة تصرخ من نافذتها وبمجرد دخوله حتى وجد السيدة تركض له ثم أخذت تكيل الضربات للرجل الذي يمسكه بكل وجع وقهر وهي تصرخ في وجهه :


    _ حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا اخي ... إنت ايه شيطان ؟؟؟ حسبي الله ونعم الوكيل ....


    كانت تضربه وهي تبكي بقهر و قلة حيلة تصيح في وجهه بوجع امرأة رأت من الحياة ما اثقل كاهلها وكأنها أضحت في الثمانين من عمرها رغم أنها لم تتجاوز الاربعين ...


    _ كنت هتموت ابنك في ايدك ...يا شيخ منك لله ...منك لله هو الوحيد اللي قادر ينتقملي منك .


    اهتز قلب زكريا لتلك الدعوات وآه لو يعلم ذلك الذي بيده أن دعوة تلك السيدة ليس بينها وبين الله حجاب لكان خر ارضا متوسلا باكيا ....لكنه كان يبدو غير مهتما لما يحدث ..


    تدخل رشدي يحاول أن يفهم ما يحدث :


    _ براحة بس يا ست فهميني ايه اللي حصل ؟؟؟


    نظرت له السيدة وتعرفت عليه سريعا فأخذت تحدثه وهي تبكي :


    _ الراجل ده يا باشا كان هيموت ابنه في أيده ...


    قالت كلماتها مشيرة لطفل يسكن احضان أخته الكبيرة ورأسه تحتوي ضمادة بينما هناك طفل ثالث يجلس ارضا يلعب ببعض الأشياء أمامه وكأن لا شيء يحدث  حوله ....


    أشار هادي للسيدة بالجلوس وقص عليهم ما حدث فيبدو أنها على وشك الأنهيار وبالفعل تحركت السيدة لتجلس جوار رجل يضع رأسه بين يديه وقد كان على وشك خسارة أخته وعائلتها للتو ....أشارت السيدة للرجل الذي يحتجزه زكريا بين يديه :


    _ الراجل ده يبقى جوزي وبيتعاطى مخدرات وكل يوم يرجع البيت متدهول زي ما انت شايف كده يابني وينزل فينا ضرب وشتيمة وقل قيمة ...حتى شغله مبقاش يروحه لما حاله وقف والورشة اتقفلت فنزلت ودورت على شغل....وكل ما كنت بجيب قرشين بطلوع الروح يجي ويخادهم بالقوة ...


    صمتت تكفكف دموعها بوجع :


    _ وزي ما انت عارف يابني المدارس قربت والعيال لازمها لبس وشنط وحاجات كتير فلما جبت القبض خبيته منه على كام قرشين استلفتهم من اخويا ..


    قالت مشيرة للرجل الذي يجلس جوارها يشعر بالعجز ...


    _ قام هو جه وقعد يزعق ويكسر في البيت عايز فلوس عشان يشرب بيه الهباب اللي بيطفحه ولما رفضت اديه ليه قعد يخبط رأسه في الحيط ويضرب في اللي يقابله ومسك ابنه وكان هيموته في أيده لو معطتش ليه الفلوس ..و اول ما عطيته الفلوس رمى ابنه وخبط راسه في الحيط وجري ..


    نظر رشدي باشمئزاز للرجل الذي كان يبدو كمن لا طاقة له حتى ليفتح فمه يدافع عن نفسه بكلمة واحدة ....


    هز هادي رأسه وقد استوعب الآن طاقة ذلك الرجل الذي كاد يقتل الجميع لابد أنه أخذ نوع مخدر ما وأعطاه تلك الطاقة الهائلة التي كانت تساوي جيشا كاملا ...والان بالنظر للرجل يبدو أن طاقته قد فنت في محاولة الهرب ....


    تحدث زكريا بعد تفكير طويل يحاول إيجاد كلمات :


    _ حضرتك تحبي نساعدك ؟؟؟ 


    نظرت له السيدة بتعجب قليلا ...اعتدل زكريا في جلسته ثم تحدث بهدوء كبير وهو لا ينزع نظره من على زوجها :


    _ أقصد يعني تحبي نتصرف معاه ؟؟؟


    تدخل رشدي في الحوار سريعا وهو يشير للرجل بعدائية كبيرة :


    _ ما اظنش إن الموضوع في ايدها دلوقتي ...ده سارق ومتعاطي وكان بيحاول يقتل يعني الراجل ده مصيره السجن أو مصحة ادمان 


    أنهى رشدي حديثه بنبرة جادة صلبة كعادته رغم نظرات زكريا المحذرة له والتي كان يخبره بها أن يتريث ولا يتحدث بجمود مع السيدة يكفيها ما تعانيه بالفعل ....


    ضمت السيدة ابنها الصغير الذي كان يلعب ارضا جوار قدمها ثم قالت بهدوء وهي لا تشيح بنظرها عن ابنها :


    _ اعملوا اللي انتم عايزينه المهم بعيد عني وعن عيالي .....


    انهت المرأة حديثها والذي كان واضحا به وصولها لنهاية تحملها من هذا الرجل ..لكن من تلوم فهذا اختيارها، وقد اسائت الاختيار وكان عقابها لهذا الخطأ كبير كادت تفقد به أحد أطفالها ...


    بعد مرور ساعة تقريبا كان الثلاث شباب يراقبون سيارة الشرطة التي أخذت الرجل بعد أن حادثهم رشدي ليأخذوه ثم يرى ما يفعله معه لاحقا ...


    ألتفت هادي لزكريا ليلاحظ أخيرا تلك الضمادة التي تزين رأسه :


    _ ايه ده يا زكريا ؟؟؟ مالها راسك ؟؟؟


    رفع زكريا عينه لأعلى رأسه وهو يردد بسخرية :


    _ لا دي مجرد بوقليلة متاخدش في بالك ..


    _ بوقليلة ؟؟؟؟؟


    همس هادي بعدم فهم ليضحك رشدي من خلفهم وهو يشير بيده مودعا :


    _ طب يا شباب اشوفكم بكرة لاني تعبان نوم وعندي شغل كتير غير الراجل اللي هيجي بكرة عشان شيماء ...


    كان يتحدث وهو يتجه صوب منزله لولا أنه شعر فجأة بيد تمسك ثيابه بعنف من الخلف وتجذبه ليعود مكانه مجددا حيث رفاقه وصوت هادي يتردد بضيق :


    _ تعالى هنا إنت رايح فين ؟؟؟ راجل مين ده اللي جاي عشان شيماء ؟؟؟ هيعمل ايه ؟؟؟


    نظر له رشدي ثم ليده التي تمسك ثيابه وكأنه أمسك به متلبسا وهو يسرقه ليردد بسخرية لاذعة  :


    _ لا ابدا اصل شيماء كانت بتسرب فكان جاي يعاين .... إنت عبيط ياض راجل جاي عشان شيماء ...هيكون جاي ليه؟؟؟ جاي ياخد صورة تذكار معاها يعني ؟؟؟


    لم يهتم هادي لكل تلك السخرية التي خرجت دفعة واحدة من فم صديقه ليقترب منه يهسهس بشر من بين أسنانه :


    _ ايوة ما هو ده سؤالي ؟؟؟ جاي ليه عشان شيماء ؟؟؟


    شعر زكريا باحتدام الأمر بين الاثنين ليتدخل سريعا وهو يبعد رشدي عن يد هادي الذي كان على أعتاب فقدان سيطرته على نفسه :


    _ ايه يا هادي يا حبيبي راجل جاي عشان الآنسة شيماء ...اكيد جاي طالب حلال يعني .


    كان يتحدث وهو يقف بين الاثنين يفصل بينهم وجهه لهادي وظهره لرشدي ....كان زكريا يلقي بنظرات محذرة لذلك الغبي الذي سيكشف نفسه بسبب تسرعه وغباءه ...لكن يبدو أن هادي قد اتخذ قراره وانتهى الأمر وقد تسلم الغباء عقله حتى اشعار اخر :


    _ طالب حلال ؟؟؟؟ اول مرة اسمع طالب حلال دي ؟؟؟ انا اسمع عن طالب علم ...طالب ستر ..إنما طالب حلال دي جديدة .


    ضحك زكريا بصخب وهو ينظر لرشدي  :


    _ اضحكني ذلك المعتوه ...اضحك الله سنك يا هادي  


    ازاحه رشدي جانبا وهو بضيق عينه بشك :


    _  انتظر قليلا أيها الضاحك .... عايز بس اعرف ماله القمور وعايز ايه ؟؟؟


    نظر له هادي وقال بهدوء ليس من شيمه :


    _ انا عايز اعرف حاجة واحدة بس .....


    نظر له رشدي بترقب ينتظر حديثه حتى انطلقت كلمات هادي الغبية والغير مستوعبة :


    _ مين ده اللي جاي ؟؟؟


    تساؤل قد يبدو فضولي للبعض، لكن لــ زكريا كان واضحا تماما بأنه يحمل في طياته إعصار سيقتلع كل ما يواجهه ...


    تعجب رشدي من الغباء الذي تلبس هادي فجأة فهو منذ خمس دقائق تقريبا يسأله نفس السؤال وهو يجيبه بنفس الجواب وللمرة المائة بعد المليون يكرر رشدي حديثه :


    _ عريس يا حبيبي ....عريس لشيماء هو اللي جاي .


    ابتسم هادي بسمة مخيفة وهو يتخيل في رأسه طريقه مؤلمه لقـــتــ.ـل رشدي فهو في النهاية رفيقه لا يود أن يعذ.بـــــه .....


    _ اه وياترى بقى هنستقبل العريس ده امتى ؟؟


    _ نستقبل ؟؟؟ اسمها هستقبل .


    ابتسم له هادي بسمة مخيفة وهو يربت على كتف رشدي بتهديد :


    _ لا ازاي هنستقبل سوا هو احنا مش صحاب ولا ايه ؟؟؟


    ابتسم رشدي ببرود شديد وهو ينظر في عين هادي بنظرات غامضة :


    _ لا يا حبيبي احنا صحاب وعيلة واخوات كمان ...واكيد لازم تكونوا موجودين في يوم زي ده ده انتم اخوات شيماء برضو ..


    ربت زكريا بيده على صدره مغمضا عينه ببسمة خافتة :


    _ حبيبي يا رشدي اعز الله قدرك يا اخي ..


    رغم تلك الكلمات التي حرقت هادي إلا أنه ابتسم وهو رأسه ثم تحدث بهدوء شديد :


    _ تمام عن اذنكم بقى هروح اكوي البدلة بتاعة بكرة ...


    أنهى حديثه وهو يرحل وعروقه نافرة بشكل مرعب والغيظ قد تملك قلبه تاركا خلفه زكريا ورشدي الذي كان يشيعه بنظرات غامضة وبسمة ترتسم على فمه بشكل مخيف ....


    انتبه زكريا لنظرة رشدي ليقول ببسمة قلقة :


    _ وها هي الحرب قد اشتعلت ....


    _______________________


    تحرك هادي متجها لمنزله بغضب كبير وهو يتمتم بسخرية وغيظ شديد :


    _ عريس جاي لشيماء ....ماشي يا رشدي ماشي ...


    أثناء حديثه اصطدم فجأة في جسده ليسمع صوت تأوه وتمتمات غاضبة ...رفع هادي عيونه لذلك الشخص ليجد أنه لم يكن سوى فرج الذي عندما رأى هادي ابتسم باتساع وهو يتحدث بلهفة :


    _ كويس اني لقيتك يا هادي يلا بقى روح وصل لام اشرف الجواب ...انا سيبتك تلعب مع صحابك براحتك اهو .


    _ كتر خيرك والله .


    ابتسم له فرج وهو يخرج الرسالة من جيب بنطاله الواسع بعض الشيء يحمد الله أنه قابل هادي أثناء عودته للمنزل فهو قد يأس من عودته بعدما انتظره في القهوة كثيرا ...


    على عكس المتوقع ابتسم هادي لفرج وأخذ منه الرسالة بكل طاعة ووضعها في جيبه متحدثا ببسمة وهو يضم كتف فرج له :


    _ حبيبي يا فرج ده انا هوصل الأشواق والحب والعشق وكل حاجة بص لو عايز هجبلك ام اشرف تقعد جنبك على القهوة واللمون عليا لو عايز وخلي بس اشرف يفتح بقه ...


    ابتعد فرج قليلا عن هادي يرمقه بشك لهذا الرضا الغريب والمخيف فهادي لم يكن يوما يتقبل ما يريده بنفس راضية كما يرى الآن، اذا ماذا حدث ؟؟؟؟


    ابتسم له هادي وقد لاحظ تعابيره المندهشة ليسارع بالقول :


    _ بص هعملك كل اللي عايزة ويوم فرحك باذن الله لما ربنا يفتحها عليك ويكرمك إنت وام اشرف وابنها اشرف يوافق.... بدلتك عليا يا عم .


    حسنا الأمر أصبح مخيف بحق ...فهادي لا يبدو طبيعيا البتة لذا ابتسم له بريبة متراجعا للخلف يردد بخوف :


    _ هو إنت قتلت حد وعايزني اداري جثته معاك ولا ايه ؟؟؟


    ابتسم هادي بسمة مخيفة :


    _ لا بس هيحصل....


    ________________


    وصل زكريا لشقته ...دخل بهدوء شديد حتى لا يزعج أحد ثم تحرك بخفة لغرفته لكن توقف فجأة على ذلك الصوت القادم من أحد الأركان وهو يردد بحنق شديد وكأنه طفل فقد لعبته المفضلة :


    _ شوف دماغك ورمت ازاي مش كنت سيبتني فسيتها ....


    زفر زكريا وهو يستدير لوالده ببسمة صغيرة ليجد أن والدته تجلس جواره وهي تنظر له بقلق حتى تطمأن نفسها أنه بخير  :


    _ اشكرك أبي...لكن كما ترى أنا بخير حال .


    تحرك لؤي جهته يرسم ملامح الخوف بمهارة على وجهه وهو يضع يده على كتف ابنه :


    _ بني ....ارجوك دعني افس.......


    صمت قليلا وكأنه يفكر في شيء ما ثم قال يتساءل :


    _ هي افس مش لغة عربية فصحى صح ؟؟؟


    نظر له زكريا باستياء وهو يشعر أن والده يسخر منه :


    _ ابي ارجوك اريد النوم فأنا متعب لذا ...اذا سمحت دعني اذهب للنوم ..


    تركه زكريا واتجه للغرفة تاركا والده خلفه يحاول جاهدا ايجاد كلمة تساوي كلمته في الفصحى ...توقف زكريا فجأة واستدار لوالدته وقال بخفوت وخرج :


    _ صحيح يا امي كلمي الآنسة فاطمة وخليها تيجي بكرة العصر لأن بعد المغرب عند مشوار مهم ..


    أنهى حديثه متجها لغرفته يفكر فيما سيحدث غدا مع هادي ورشدي :


    _ ربنا يستر بكرة ...معركة العصر وواحدة بليل ...شكل هتفس بقاليل كتير يا حاج لؤي ...ده انا بكره هرجع مبقلل من كل حتة ....


    وفي الخارج كان لؤي مازال يفكر في الأمر بجدية كبيرة وكأنه هذه الحادثة أثارت انتباهه لهذا السر الخطير ...لذا تحرك بشرود صوب زوجته وهو يفكر في كلمة مقابله لكلمته في الفصحى ........


    ألقى زكريا بجسده على الفراش وهو يتنهد بتعب شديد يغمض عينه محاولا النوم دون التفكير في أي شيء حدث اليوم ......وما كاد يسقط في النوم الا وتناهي لمسامعه صوت خافت يبدو وكأنه يأتي من النافذة التي تعلوه فتح عينه بحذر ورفعها حيث النافذة والتي يتخللها بعض الضوء القادم من الخارج وعلى هذا الضوء كان هناك جسد صغير يتحرك على قضبان النافذة ...فتح زكريا عينه يحاول التحقق مما وصل إليه ليسقط فجأة ذلك الشيء عليه جاعلا صراخه يرج المكان كله .....


    _فــــــــــــــــــــــــــــــــــار .........


    ______________________


    تحرك رشدي لداخل منزله بهدوء شديد فكما يظهر ...الجميع نائم لكن بمجرد دخوله حتى سمع صوت اغاني يصل لاذنه قادم من غرفة شيماء ....


    اغمض عينه يمسح وجهه وهو يتنهد بتعب فأكيد ليست شيماء صاحبة القدم المصابة هي من ترقص الآن على تلك الموسيقي الغربية والتي يصور له عقله الان أشياء كثيرة ليس بريئة ابدا ....


    رمى رشدي مفاتيحه على الطاولة ثم تحرك بهدوء لغرفة أخته وفتح الباب بحذر ليجدها ...بلاء حياته و مصدر مصائبة تقف في منتصف الغرفة ترتدي ثيابه كعادتها وهي تتمايل بشكل جعله يبتلع ريقه بصدمة فليست اول مرة يراها ترقص لكن اول مرة يراها ترقص بتلك الطريقة لذا سريعا دخل الغرفة وهو يرمقها بحنق شديد :


    _ خلصتي النمرة بتاعتك ؟؟؟


    وعلى عكس المتوقع لم تتوقف  ماسة عن الرقص بل استمرت في الرقص أكثر..... فماسة لم تخجل يوما من رشدي وكيف ذلك وهي تقريبا قد تزوجته من سنين طويلة بعد أن قضت طفولتها هائمة به وهو يبادلها هذا العشق الطفولي بعشق يضاهيه .......دون أن يقدم على قول كلمة واحدة لها أو حتى يلمح لها بالأمر حتى أصبح الاثنان في مرحلة الثانوية لتذهب له وتخبره أن هناك شاب يزعجها ويحاول التودد لها وبعد عراك كبير بين رشدي والشاب  ... ذهب مباشرة لوالده يخبره أنه يريد الزواج بها في الحال وبالطبع مراهق في الخامسة عشر من عمره حينما يطلب هكذا طلب سيتلقى العديد من السخرية والاستهزاء لكن رشدي كان لا يمزح وقتها وأصر بشدة حتى أدرك الجميع أنه جاد في طلبه ليعده والده أنه إن حصل معدل كبير في الثانوية سيطلبها له ويزوجهم ...وبالفعل انهى رشدي الثانوية بمعدلات متدنية جدا ورغم ذلك تزوجها رغم انف الجميع ليجعلها وبعد سنوات من الحب الصامت الخجول... زوجته أمام الجميع .


    اتجهت ماسة صوب رشدي...وضعت يدها حول عنقه وهي مستمرة في الرقص بكل صخب وفرح وكأنها تحتفل بانتصارها الصغير على غريمتها التي تركت المنزل بوجه محمر من الغضب ...


    اقترب رشدي منها هامسا بحنق رغم بسمته التي يجاهد لكبتها وهو ينظر لشيماء :


    _ الله يسامحك هتبوظي عقل البنت 


    ضحكت ماسة بشدة وهي تقترب منه هامسة :


    _ لا متخافش اختك عارفة اني قليلة الادب ..


    صدم رشدي لكلمتها وابتعد عنها يهز رأسه يائسا منها ثم نظر لشيماء التي كانت تدعي انتباهها بالهاتف ليقول رشدي ببسمة قبل أن يسحب ماسة :


    _ احم شيماء حبيبتي فيه بكرة عريس جاي ليكِ ..


    رفعت شيماء عينها بصدمة لرشدي وهي تتساءل عن هوية ذلك الشخص الذي جاء لخطبتها ليوضح رشدي سريعا :


    _ هو زميلي في الشغل وكلمني عليكِ وبكرة جاي هو وعيلته .....بصي اديني خمس دقائق وهاجي اقولك كل حاجة ...


    أنهى حديثه وهو يسحب ماسة خلفه والتي انقلبت ملامحها فجأة لسماع هذا الخبر ....تفكر ماذا عن هادي ؟؟؟ ذلك الغبي الذي لا ينطق بكلمة ...


    أخذ رشدي يد ماسة حتى وصل للشرفة التي تقع في الصالون ودخل إليها معها ثم ترك يدها مربعا يده بحنق وهو يرمقها بغيظ ...


    _ اقدر اعرف ايه اللي عملتيه انهاردة ؟؟؟


    _ كنت برقص .


    وكانت هذه إجابة بسيطة من ماسة على سؤال رشدي الذي انقلبت ملامح وجهه بغيظ :


    _ ماسة .....انتِ فاهمة كويس اوي أنا قصدي ايه ؟؟؟ اوعى تفكريني اهبل ومكنتش واخد بالي باللي عملتيه مع بثينة .


    اعتدلت ماسة في وقفتها ثم قالت متجاهلة كل حديثه السابق :


    _ هو إنت بجد هتجوز اختك لصاحبك ؟؟؟


    ورغم انتباهه لتغيريها محور الحديث إلا أنه أجاب بهدوء شديد :


    _ الموضوع ده يرجع لشيماء لو هي وافقت تمام ...ايه المانع ؟؟؟


    _ طب وهادي ؟؟؟؟


    نظر رشدي بغموض لماسة وهو يقترب منها مرددا سؤالها :


    _ ماله هادي ؟؟؟


    اخرجت ماسة صوتا ساخرا من حنجرتها وهي تنظر للشارع في الاسفل :


    _ متقوليش انك مش عارف اللي فيها ....انا عارفة وانت عارف وزكريا عارف والعقربة بثينة عارفة وفرج عارف حتى أم اشرف عارفة ...الحارة كلها عارفة ماعدا اختك الهبلة إن هادي بيحبها....


    ابتسم رشدي وهو يهز رأسه ساخرا :


    _ طب اعمل ايه اروح اقوله بالله عليك يا هادي تعالى اخطب اختي ؟؟؟


    صمتت ماسة ولا تعرف ماذا تقول فهي حقا حتى الآن لا تفهم سبب تردد هادي في التقدم بطلب يد شيماء :


    _ اكيد لا بس .....


    صمتت ولم تتحدث لتشعر برشدي يجذبها لاحضانه بحب وهو يستند بذقنه على رأسها مرددا بشرود :


    _ انسي يا ماسة ومتشليش هم واللي فيه الخير ربنا يقدمه ....


    ______________________


    صباح يوم جديد يحمل الكثير والكثير ...


    انتهى زكريا من فطوره كعادته ثم تحرك للمدرسة التي يعمل بها بسبب استدعائه إليها....وفسر الأمر لقرب بداية الدراسة وأنهم لربما يحتاجونه في شيء ما .....


    بينما هادي بمجرد استيقاظه تحرك سريعا صوب منزل عمه ....فهناك أمر عليه القيام به قبل أي شيء ..


    توجهت مروة صوب الباب الذي يطرق منذ دقائق وتلك الكسولة ابنتها لم تكلف نفسها عناء رؤية الطارق حتى ....بمجرد فتحها للباب حتى ابتسمت باتساع وهي تحدق بهادي ..تتنحى جانبا مرحبة به :


    _ هادي ؟؟؟ اتفضل يا بني ادخل ..نورت يا حبيبي .


    تنحنح هادي وهو يخطو داخل منزل عمه بهدوء شديد يخفض وجهه ارضا تحسبا لوجود بثينة على راحتها في منزلها أو بدون حجاب لكن زوجة عمه والتي يبدو أنها أدركت ما يفكر به سارعت لاخباره :


    _ خد راحتك يابني بثينة في أوضتها.....


    ابتسم هادي وهو يتجه صوب الأريكة التي تتوسط المنزل ثم تحدث ببسمة مريبة بعض الشيء :


    _ معلش ممكن تناديها يا مرات عمي ...محتاجها في حاجة ضروري .


    ورغم تعجب مروة لحديثه وفضولها لمعرفة سبب رغبته في التحدث مع ابنتها إلا أنها هزت رأسها بإيجاب تتحرك سريعا لغرفة ابنتها تخبرها أن هادي في انتظارها ثم خرجت له تخبره ببسمة أنها قادمة واضافت بهدوء متجهه صوب المطبخ :


    _ هروح اجهز الفطار عشان نفطر سوا 


    لم يعترض هادي على حديثها خاصة أنه يود الحديث مع بثينة على انفراد وبالفعل رأى بثينة تخرج من غرفتها بوجه شاحب وكأنها تُساق لموتها ....


    لم يبدي هادي ردة فعل أو يتحرك حتى بل اكتفى بالجلوس ومراقبتها بهدوء شديد حتى وصلت عنده وجلست على مقعد بعيد عنه بعض الشيء وهي تتحدث بصوت خافت قليلا وبسمة متوترة :


    _ اهلا يا هادي ....ماما قالتلي إنك عايز تتكلم معايا خير ؟؟؟


    اعتدل هادي في جلسته وهو يرمقها بنظرات مبهمة :


    _ خير يا بثينة بس يعني أنتِ مقولتليش إنك شيفاني حيوان اوي كده ؟؟؟ طب كنتِ بلغيني يا بثينة وانا اغير من نفسي لو مش عاجبك مش تروحي وتفضحيني برة .


    ابتلعت بثينة ريقها وقد علت ضربات قلبها من صراحته ...وقد أتت اللحظة التي كانت تحاول الترتيب لها منذ البارحة لكن كل ما خططت له قد تبخر تماما ......


    وأمام صمتها تحدث هادي بنبرة مخيفة وهو ينظر لها بشر :


    _ أنتِ عارفة مين البنت اللي بحبها يا بثينة  ؟؟؟؟


    قد يبدو سؤالا غبيا للبعض لكن لبثينة هي تعرف جيدا ما يقصد هادي من وراءه لذا اجلت حلقها بتوتر وهي تجيبه بخفوت :


    _ شيماء .....


    _ ولما إنتِ عارفة اني بحب شيماء وعايز اتجوزها ...ملقتيش غيرها من بين كل الناس عشان تهزري معاها الهزار البايخ عني ده .


    _ هي اللي .......


    كادت تفتح فمها لولا صرخة هادي التي خرجت دون إرادته مما جعل مروة تخرج بفزع من المطبخ وهو يصرخ كالمجنون :


    _ هـــــي الــــلي ايـــــه ؟؟؟؟؟هـــــا ؟؟؟ هي اللي ايه يا بثينة !؟؟؟ 


    صمتت بثينة برعب شديد لم تتوقع هجومه هذا عليها ليكمل هو متجاهلا كل شيء يهدر بقهر شديد وحزن  :


    _ هان عليكِ تتهميني اتهام زي ده وقدام البنت الوحيدة اللي بحبها ؟؟؟ وأنتِ عارفة كويس اوي اني بحبها ....يا شيخة ده أنتِ اول واحدة جريت عليها وقولتها اني بحبها ومستني تكوني حلالي .


    سقطت دموع بثينة بعنف وهي تنكمش على نفسها بخوف كبير من تهوره...هي تعلم أنه ابدا لن يقدم على ضربها لكن في حالته تلك هي لا تضمن شيء .....


    تنفس هادي بعنف يحاول أن يهدأ نفسه لكن تلك الهيئة التي يشعر بها تكاد تدفعه للجنون لا يصدق أنها فعلت به هذا وهو من اعتبرها أكثر من اخت وذهب إليها سريعا كغبي يخبرها أنه يحب شيماء وينتظر ذلك اليوم التي تكون ملكه وماذا فعلت هي ؟؟؟ حاولت التفريق بينهم ....


    اغمض عينه بوجع شديد ثم همس :


    _ اتمنى بس تكوني مش قاصدة اللي قولتيه يابثينة وإنه كان مجرد هزار لاني لو اتأكدت إنه غير كده ردة فعلي مش هتعجبك ...


    انهت كلماته محذرا إياها بنبرة مخيفة ثم اتجه سريعا للباب لكن قبل الخروج توقف وقال بخيبة أمل وانكسار :


    _  مرة تانية  متجبيش سيرتي لا بخير ولا بشر لأن وقتها أنتِ عارفة كويس أنا ممكن اعمل ايه .


    أنهى حديثه وخرج من المنزل يفكر فيما فعله ....لقد تغاضى سابقا عن أفعال بثينة الكثيرة و غفر لها الكثير والكثير لكن لن يسمح لها بالتجاوز في حقه أمام أحد........وخاصة شيماء .


    نظرت بثينة للباب الذي اغلقه هادي بقوة خلفه وهي لا تبدي أي ردة فعل خاصة لحديث والدتها التي تحاول فهم ما حدث لكنها تركتها ببساطة ودخلت لغرفتها دون أي كلمة ......


    ______________


    جاء المساء وجاء المعاد المحدد لقدوم العريس المزعوم لشيماء ....تجهز هادي وهبط من البناية الخاصة به وهو يتجه لمنزل رشدي بعد أن أجرى اتصالا بفرج ليؤكد على ما اتفق معه عليه .....


    خرج كلا من زكريا ووالدته من البناية الخاصة بهم واتجه زكريا صوب منزل رشدي بينما اتجهت وداد صوب منزل فاطمة للأطمئنان عليها ...فهي لم تأت اليوم في ميعادها رغم أنها أكدت على والدتها صباحا بشأن الميعاد الجديد الذي حدده زكريا ....


    تقابل زكريا أثناء طريقه مع هادي الذي كان مبتسما بشكل يثير الرعب في القلوب ليتمتم زكريا في سره برعب :


    _ استرها يا ستار .


    اتجه الإثنان صوب المنزل الخاص برشدي ليستقبلهم رشدي ببسمة أثارت سخط هادي وبشدة....ليدفعه بغيظ شديد متجها للداخل وخلفه الباقيين وهناك بسمة خبيثة تتوسط فم رشدي ولم ير تلك البسمة التي ترتسم على فم هادي والتي كانت تضاهي خاصته خبثا 


    كان فرج يجلس كعادته على القهوة في مقعده المميز يحاول إيجاد كلمات مناسبة لخطاب اليوم :


    _ عزيزتي ام اشرف ... إنه أنا مجددا يا حبيبة القلب ...ومن سيكون غيري ؟؟؟ فلا أحد سواي يتذكرك يا عزيزة....


    صمت فرج قليلا مضيفا :


    _ هو انا كده شكلي بذلها ولا ايه ؟؟؟ 


    قطع فرج الورقة والقاها جواره حيث كومة كبيرة من الورق الذي قطعه ....


    _ عزيزتي ام اشرف ...كيف حالك وحال اشرف ؟؟؟


    صمت مجددا لا تعجبه تلك المقدمة زفر بضيق وهو يقطع الورق بضيق مفكرا :


    _  استغفر الله مش لاقي مقدمة للخطاب ....انا ادخل في الموضوع على طول .


    ولم يكد يكتب خطاب جديد للمرة المائة حتى انتبه لسيارة تدخل للمنطقة ويبدو أنها المطلوبة لمهمته التي كلفه بها هادي مقابل ارسال رسائله دون تذمر ....


    انتبه فرج لتوقف السيارة قرب القهوة وهناك شاب يخرج رأسه منها وهو ينظر حوله كأنه يبحث عن شيء ليتجه له فرج سريعا محاولا التظاهر أنه يمر صدفة ....وبالفعل تحرك فرج من جانب السيارة يتصنع أنه لا ينتبه لها .....لكن الشاب لم ينادي عليه أو شيء من هذا القبيل لذا استدار وعاد يسير جوارها مجددا دون اهتمام ليتجاهله الشاب مجددا مما أثار حنق فرج الذي اتجه لنافذة الشاب وهو يطرق عليها بانزعاج :


    _ انت يا جدع انت مش شايفني رايح جاي جنبك ؟؟؟


    نظر له الشاب بعدم فهم :


    _ نعم ؟؟؟


    _ عايز ايه ؟؟؟


    تفاجئ الشاب من لهجة فرج تلك وما كاد يتحدث حتى قاطعه فرج :


    _ انت شكلك كده عايز بيت رشدي صح ؟؟؟


    صدم الشاب من حديث ذلك الرجل وتحدث :


    _ عرفت منين ؟؟؟؟


    _ ياراجل باين على وشك اهو ...المهم اساسا بيت رشدي مش هنا ...


    ارتاب الشاب من حديث الرجل الذي يبدو عليه الخبث ...أو الغباء لا يعلم :


    _ ايوة ازاي مش هنا ؟؟


    _ بص يا سيدي ... الشارع الرئيسي اللي برة جنب المقلة اللي على الناصية هتلاقي هناك شارع صغير هتدخله وتمشي لاخره وتحود يمين في شمال هتلاقي هناك قهوة هو بقى عند القهوة دي .


    نظر له الشاب بشك بالفعل رشدي أخبره أن منزله جوار القهوة ....لكن هو ظن أنه في هذا الشارع ....


    ابتسم رشدي وهو ينادي أحد الصبية من الشارع :


    _ واد يا محمد ...


    أتى المدعو محمد إلى فرج سريعا ليمد فرج يده ويفتح باب السيارة مشيرا له بالركوب :


    _ روح يا محمد يا حبيبي وريه بيت رشدي ...


    ابتسم الطفل وهو يصعد للسيارة قائلا بفرحة :


    _ هو ده عريس أبلة شيماء ؟؟؟


    هز فرج رأسه مشيرا للشاب بالتحرك ...


    وبالفعل تحرك الشاب وهو يتنهد بتعب فقد نسي العنوان الذي اخبره به رشدي وهو فقط كان يحاول تذكر الشارع بالنظر للطرق وربما يكون ذلك العجوز محقا وقد علم بمجيئه لمعرفته برشدي مثلا ...فهم على ما يبدو على معرفة به وبمجيئة لأجل شيماء كما قال الطفل ....كما أنه دخل لهذا الشارع دون معرفة بالطرق ولم يكن متأكدا أنه شارع رشدي من الأساس 


    استدار الشاب بسيارته يسير حسب حديث الصبي الذي كلفه هادي لتضليله قليلا ...... تاركا فرج ينظر في أثره مبتسما وهو يخرج هاتفه ويرسل رسالة لهادي يخبره بنجاح تشتيته للشاب.....


    انتبه هادي بهاتفه لتتسع بسمته بشكل يثير الريبة في قلوب من حوله وهو يهمس بخبث :


    _ ده شكل الليلة هتبقى فل اوي .....


    دمتم سالمين ❤️


    تكملة الرواية من هناااااااا 

    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله  من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

    مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




    تعليقات