القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية موسى الفصل العشرون والحادى وعشرون للكاتبه فريده الحلواني حصريه

التنقل السريع


    رواية موسى الفصل العشرون والحادى وعشرون للكاتبه فريده الحلواني حصريه




    رواية موسى الفصل العشرون والحادى وعشرون للكاتبه فريده الحلواني حصريه




    روايه موسى البارت العشرون بقلم فريده الحلوانى


    رواية موسى


    الفصل العشرون


    بقلم فريده الحلواني 



    الله يمهل ولا يهمل.. يمهلنا كثيرا علنا نرجع عما نحن فيه ولكن حينما يجدنا نصر على السير في طريق الشيطان يأخذنا أخذ عزيز مقتدر. 


    كانت فاطمة تشعر ببعض التعب وبطبيعة الحال محمد لا يتحمل عليها شيء فهو يعشقها حقا وإن لم تكن تبادله.. قرر أخذها إلى إحدى المستشفيات كي يطمئن عليها وبعد أن تم فحصها من جهة الطبيب قال باهتمام: يعني هي كويسه يا دكتور؟ 


    الطبيب: ايوه يا حاج هو الضغط بس واطي شويه والنقط الي هكتبلها عليها هترفعه 


    محمد: الحمد لله كنت خايف تكون حاجه كبيره 


    خرج معها يسحبها بتمهل أشعرها بالحنق فقالت ساخطة: خلاص يا حاج في ايه؟ حد قالك اني اتشليت! 


    محمد بلهفة: بعيد الشر عنك.. انا ماشي بالراحه عشان متدوخيش يا بطه 


    فاطمة بعدم اهتمام: متخافش انا زي القرده اهو انت بس الي بتكبر المواضيع 


    بمجرد أن خطا بها خارج باب المشفى وقف ينظر لها ويقول: ده جزاتي ان خايف عليكي يا بطه؟ 


    وقبل أن يكمل حديثه كانت تلوح بيدها أمامه عينيه بلامبالاة بل وتمر من امامه كي تتركه يقف وحيدا ويشاء القدر أن تنقذه بتلك الفعلة من موت محتم دون قصد منها وتلقت هي الرصاصة التي اخترقت قلبها وأودت بحياتها في الحال! 


    انقلب محيط المشفى رأسا على عقب, الجميع يهرول.. منهم مَن يصرخ لطلب المساعدة ومنهم مَن لمح الذي قام بفعل ذلك فصرخ بمَن حوله حتى يسرعوا خلفه ويمسكون به.. أما الذي كتب له عمر جديد كما يقولون فكان في حالة صدمة جلية أفاقه منها المسعفون الذين حضروا سريعا كي يحاولوا إنقاذها 


    أحدهم قال: وسع يا حاج خلينا نرفعها 


    تمالك حاله بشق الأنفس كي يتحرك إلى الخلف.. وضعوها فوق فراش نقال وأسرعو بها إلى الداخل أما سائقه الذي شاهد كل هذا قام بالاتصال على أحد رفاقه وحينما رد عليه قال بجزع: ديشا اجري قول للزعيم مرات ابوه اضربت بالنار 


    ديشا بذعر: يا نهار اسود! انتو فين وازاي ده حصل؟ 


    السائق: انت لسه هتحقق روح بلغ الجماعه بسرعه احنا في مستشفى .... 


    هرول الشاب تجاه البناية ثم بدأ يهتف باسم موسى ويقول: يا زعيم.. يا ريس موسى الحق في مصيبه 


    بينما الآخر ترك آمه وأخذ يقفز فوق الدرج بقلب وجل وبمجرد أن فتح الباب الخارجي قال: في أي؟ 


    ديشا: الحاجه ام شهد.. اضربت بالنار 


    جحظت عينا موسى بصدمة ودون تفكير رفع رأسه للأعلى كي يتأكد أن صغيرته لا ترى ما يحدث من شرفتها.. زفر بهم وقال بعدما بدأ يتحرك ويخرج هاتفه: تعالى معايا قولي ايه الي حصل 


    ديشا: معرفش اكتر من الي قولته يا زعيم 


    قام بمهاتفه إخوته وإخبارهم بما حدث وقد أخبره علاء أن أباه كان معها وقد حاول الاتصال به طوال الطريق ولكنه لم يتلقَّ ردا منه.. وصلوا جميعا إلى المشفى وعلموا ما حدث.. وجدوا الشرطة أيضا قد حضرت كي تعاين مكان الحادث بعدما ألقوا القبض على الفاعل وقف مع أبيه التائه وإخوته أمام غرفة العمليات والتي لم تغلق أكثر من ساعة ثم خرج الطبيب إليهم وقال بأسف: البقاء لله, شدوا حيلك 


    قبل أن يمتصوا الصدمة كانوا يتلقون واحدة أخرى إذ وضع محمد يده فوق قلبه حينما شعر بألم رهيب فيه ومن ثم وقع فاقدا وعيه في الحال.. انتفض موسى ومن معه ذعرا عليه 


    صرخ بوجل: دكتوور..شيل معايا يا علاء.. ابوك وقع 


    انتشر الخبر مثل النار في الهشيم.. خيم الحزن على الحي مراعاة لتلك العائلة المكلومة أو خوفا من بطشهم 


    جلست ريهام وحياة ومعهم ياسمين يحاولن أن يهدئوا تلك التي انهارت من الحزن والبكاء وتصرأ تذهب لترى اأها التي ماتت دون أن تصالحها 


    حياة بتعقل: اهدي يا حببتي مش هينفع تنزلي لوحدك.. الدنيا مقلوبه والحكومه هناك 


    شهد بانهيار: انا عايزه اشوف امي.. عايزه امي.. طب هي كده غضبانه عليا؟ عايزه اقولها تسامحني بس انا معملتش حاجه وربنا هي الي سابتني.. بس انا مسمحاها, عايزه اشوفها.. الله يخليكم ودوني ليها 


    اتصلت ياسمين بزوجها عدة مرات إلى أن رد عليها قائلا: ايه.. في ايه لكل ده؟ 


    ياسمين: لو موسى عندك قوله شهد مصممه تيجي المستشفى ومحدش قادر عليها 


    علاء بغلب: قوللها تسيبه في حاله وتترزع في ام البيت.. مش وقت دلع.. ابويا وقع من طوله وجاتله ازمه قلبيه وجلطه فالمخ.. 


    ضربت ياسمين على صدرها وقالت بفزع وصوت عالٍ جعلهن ينتبهن لها: يااااا مصيبتي! استرها معانا يا رب.. طب هو حالته ايه دلوقت؟ 


    علاء بحزن: الدكاتره لحقو الازمه القلبيه ودلوقت بيحاولو يدوبو الجلطه عشان جامده 


    أغلقت معهم وقالت: عمي جاتله جلطه وازمه قلبيه 


    ريهام: لا حول ولا قوه الا بالله.. ايه الي بيحصل ده يا ربي؟ 


    التفتت لصديقتها وقالت بحكمة: شهد حببتي كلنا حاسين بيكي وعارفين الي جواكي, بلاش عشان خاطرنا احنا.. عشان خاطر جوزك يا حببتي زمانه بيلف حوالين نفسه دلوقت وربنا الي اعلم بيه.. اصبري وهو اكيد هايجي ياخدك عشان تودعيها 


    ** 


    وزوجها يقف مع الضابط وعلى وجهه غضب العالم بعدما علم هوية القاتل 


    الضابط: الحمد لله ان السواق بتاع الحاج لمحه وصرخ عشان الناس تلحقو قبل ما يهرب.. كان مستخبي ورا كشك قديم وكان قاصد الحاج مش المدام 


    موسى بشر: هو فين؟ 


    الضابط: راح القسم عشان النيابه تبدا تحقيق معاه وحاليا.. انا اسف بس لازم نتحفظ على الجثه لحد ما الطب الشرعي يشرحها ويطلع التقرير 


    موسى: طب لازمته ايه بس يا باشا؟ ماهو كل ده معروف 


    رد عليه بعملية: دي اجراءات لازمه عشان التحقيق والمجرم ياخد جزاؤه 


    هز رأسه بعدم اهتمام لآخر كلمة وهو ينظر لإخوته الذين فهموا ما ينوي عليه وبالطبع سيكونون معه قلبا وقالبا 


    اقترب منه علاء بعد رحيل الضابط وقال: الجماعه خاربين الدنيا فالبيت وعايزين ييجو 


    نظر له باستفهام فأكمل: عيالك الجداد يا زعيم انت توهت ولا ايه! 


    قال بقوة وهو يخرج هاتفه من جيبه: لا فايق واوي كمان.. لما نجيب حق الي راحت وابوك الي وقع من طوله نبقى نتوه براحتنا بقى 


    ظل يتصل بها ولم يجد ردا فاتصل على هاتف أخته وبمجرد أن ردت عليه قال: اديني البت 


    حياة ببكاء: ابويا عامل ايه؟ طمني ياخويا والنبي 


    موسى: كويس.. اخلصي عشان معايا ناس 


    مدت يدها لشهد وهي تقول: خدي جوزك عايز يكلمك 


    التقطت الهاتف سريعا ثم وضعته فوق أذنها وقالت بهمس باكٍ: موسى.. امي! 


    أغمض عينيه حزنا على نبرتها التي فطرت قلبه ثم قال بمهادنة: الله يرحمها.. لو ليا خاطر عندك يا حبيبي اهدي واقعدي لحد ما اطمن على ابويا واجيلك.. الدنيا مقلوبه هنا حكومه ورجاله جايه تقف معانه.. مش هينفع حريم تيجي خالص 


    شهد بانهيار: كنت عايزه اسلم عليها 


    موسى: هخليكي تشوفيها والله بس مش انهارده.. لسه مش هتدفن دلوقت 


    شهد بوهن: انت هتيجي امتى؟ انا خايفه 


    رد سريعا: هخلص واجي.. متخافيش انا معاكي وهفضل جنبك.. خلي تليفونك في ايدك وانا كل شويه هكلمك.. عشان خاطر حبيبك يا صغنن اهدي واجدعني عشان اعرف اركز فالي انا فيه 


    لم تفهم معنى حديثه بل ردت عليه بشجاعة واهية: خلاص والله مفيش حاجه.. انا هسكت اهو وهستناك تكلمني 


    بعد أن أنهى معها حديثه كان يتمنى أن يترك كل شيء ويهرول لها كي يأخذها داخل أحضانه يطمئنها أنه معها ولكن تطلع حوله ليرى كم الرجال الذين أتوا كي يكونوا معهم في ذلك الموقف العصيب كعادة المناطق الشعبية.. وفي ظل ازدحام رأسه بالكثير مما ينتوي فعله وجد الطبيب يخرج إليهم من غرفة العناية المركزة التي يقبع داخلها أبوه.. وقف قبالته وسأله بوجل: ايه الاخبار يا دكتور؟ 


    الطبيب بأسف: للاسف احنا حاولنا ندوب الجلطات بس لان عددها كان اكبر من احتماله خاصه مع سنه الكبير اثرت على الجزء الايسر من الجسم 


    موسى بنفاذ صبر: هات من الاخر عشان افهمك.. ابويا جراله ايه؟ 


    الطبيب: شلل نصفي 


    نزل الخبر على الجميع كالصاعقة.. كان منذ ساعات قليلة يقف على قدميه بمنتهى التجبر بل طغى على أقرب الناس إليه.. يا الله ما أضعفك يا ابن آدم! 


    هز رأسه بهم ثم قال: طب مفيش علاج؟ هيفضل كده طول عمره! 


    الطبيب: اكيد هيمشي على علاج ده غير جلسات العلاج الطبيعي بس مع تقدم السن ممكن ميرجعش زي الاول.. وفي النهايه احنا بنعمل الي علينا وكله بايد ربنا 



    مر يومان لم يذق أحد طعم النوم.. الشباب مقيمون داخل المشفى بجوار كبير العائلة والنساء اتشحت بالسواد وفتحت أبواب المنزل كي تتلقى واجب العزاء.. أما شهد فقد كانت حبيسة بيتها.. لم تقوَ على رؤية أحد.. مازالت تحت تاثير الصدمة.. لا تصدق أن أمها ماتت دون حتى كلمة وداع أو حتى مسامحة ولكن السؤال هنا مَن كان يجب عليه أن يسامح مَن؟ 


    اصطحب معه حسين كي يذهبا إلى النيابة العامة كي يطّلعا على ما وصلت إليه التحقيقات وايضا يستلمان تصريح الدفن بعد أن أمرت النيابة بذلك 


    الضابط: الي كان مقصود الحاج مش المدام وانا بلغتك بده من الاول في التحقيق المبدأي 


    موسى بغل مكتوم: واعترف ولا شال الليله لوحده؟ 



    زم الضابط شفتيه بغيظ ثم قال: حاولنا معاه كتير بس هو صمم على اقواله 


    حسين باستهزاء غاضب: وايه السبب الي خلاه يفكر يقتل الحاج؟ كان مستلف منه فلوس ومرجعهاش؟ ولا كرشو من الشغل الي مكانش شغاله عندنا اصلا؟ 


    الضابط بوجل فهو يعلم تفكيرهما جيدا: مش عارف.. بس انا من راي تقفلوا الحكايه على كده.. الي قتل اهو محبوس وهياخد جزائه يبقى ملوش لازمه تفتحوا نار محدش هيعرف يطفيها البلد مش ناقصه 


    نظر له موسى ببرود ثم قال وهو يهم بالمغادرة: طبعا امال ايه! بعد اذنك عندنا ميت لازم يدفن.. مش اكرام الميت دفنه ولا ايه 



    ها قد حانت اللحظة الأصعب بالنسبة إليه.. توجّه إلى البيت كي يبدل ثيابه التي بقيت عليه يومين ويعود بعدها ليقيم مراسم دفن فاطمة والأهم هو اصطحاب حبيبته معه كي تودع أمها قبل أن تذهب إلى مثواها الأخير. 


    بمجرد أن دلف البيت وجدها تجلس بشرود وسط الفتيات ومن الواضح أن دموعها جفت.. رفعت بصرها حينما سمعت اسمها يخرج منه بشجن.. نظرت له بحزن واحتياج وصراخ مكتوب يأبى الخروج.. انسحب الجميع بهدوء تاركين له المجال كي يواسيها بل  ويحتويها.. اقترب تجاهها بتمهل بعدما سمع الباب يغلق.. جلس على عقبيه أمامها 


    كوب وجهها بحنان ثم قال: عيطي, اصرخي, انا جتلك وحضني مفتوحلك يا شهدي.. ارمي كل الي جواكي فيه, انا جنبك وهنعدي كل ده سوا 


    لم تفكر مرتين.. هذه هي اللحظه التي كانت تنتظرها بل تحتاجها أكثر من الهواء.. دفنت رأسها داخل صدره.. أمسكت ثيابه بقوة وظلت تصرخ بقهر وحزن وهي كاتمة كل ذلك داخل ضلوعه.. ضمها بقوة واحتواء.. لم يتفوه بحرف بل تركها تخرج كل ما بداخلها علها ترتاح.. ظلت هكذا فترة حتى بح صوتها.. ابتعدت قليلا ثم نظرت له وقالت من بين دموعها: عايزه اشوفها.. هطلب منها تسامحني حتى لو كانت هي الي مزعلاني, كان نفسي احضنها يا موسى.. بس اصلا طول عمرها حرماني من حضنها كنت كل ماكون محتجالها اعمل نفسي بهزر واحط راسي على صدرها 


    شهقت بقوة وأكملت: عارف كانت بتعمل ايه؟ تزقني بعيد وتقولي غوري صدري واجعني.. لو عايزه فلوس ادخلي خدي من الدرج مش لازم المحلسه.. ببقى نفسي اصرخ واقولها انا محتجالك انتي, محتاجه امي.. بس مكنتش بقدر, مكنتش هتفهمني 


    ظل يمسح دموعها بحنان ويستمع لها باهتمام وبعد أن صمتت قال هو بعشق خالص: الله يرحمها ويسامحها, ربنا عوضك بحضن مش هيساع غيرك يا شهدي.. انا امك وابوكي واخوكي حتى هكون ابنك الي هيدلع عليكي.. وعد مني قدام ربنا مش هخليكي تحتاجي لحد ولا تحسي ان ناقصك حاجه طول مانا عايش 


    نظرت له بشكر وامتنان فأكمل: يلا يا حبيبي عشان تلحقي تودعيها انا سبتهم يغسلوها فالمستشفى وجيت اغير واخدك معايا 


    تمت مراسم الدفن وسط صراخ النساء وانهيار شهد التي ودعتها بكلمات انفطر لها قلب حبيبها.. وها هم آل النجار يقفون صفا واحد أمام سرادق عزاء كبير يستقبلون المُعزيين الذين أتوا من كل حدب وصوب. 


    وقف شامخا وكأنه يرسل رسالة للجميع مفادها موسى الزعيم لم ولن يتغير مهما حدث.. وقد وصلتهم الرسالة جيدا 


    أما بالأعلى فقد اضطرت شهد رغما عنها أن تجلس وسط النساء كي تستقبل التعازي في أمها فهي ابنتها الوحيدة.. لم تهتم بنظرات تلك الحقيرة والتي لم تكف عن التهامس مع النساء ومن الواضح للجميع أن الحديث عليها هي 


    اقتربت تهاني منها وقالت بغضب مكتوم: لمي نفسك يا سمر.. الي بتعمليه ده عيب الناس جايه تعزي وتمشي.. ليه تخليهم يطلعوا يجيبوا سيرتنا؟ هو احنا ناقصين؟ كفايه المصايب الي اتحدفت علينا فجاه 


    ردت عليها بغل دون أن تهتم لصوتها المسموع للجميع وقد وجدتها فرصة كي تنتقم من غريمتها: انا متكلمتش يا عمتي, بدل ما تلوميني انا عشان قهرانه على خراب بيتي.. روحي لمي الي كانت السبب في كل البلاوي دي 


    هل تتحمل تلك الشرسة ما يحدث؟ لا فقد ساقها الله إليها كي تخرج ما بداخلها من غل وحزن.. في لحظة كانت تنتفض من مجلسها وتنقض عليها ساحبة إياها من شعرها.. لا تعلم من أين جاءت بكل ذلك السباب الذي خرج من فمها.. حاولوا الجميع فصلها عنها ولكنها كانت متشبثة بها بقوة.. أما تلك الحقيرة لم تجد حلا لتدافع به عن نفسها غير ضربها بقوة فوق رأسها مستخدمة الجبيرة الصلبة الملتفة حول ذراعها الذي قارب على الشفاء كسلاح لها.. 


    في نفس اللحظة كانت تخرج من شهد صرخة متألمة مع نزيف دمها الذي خرج من رأسها بغزارة.. وتزامنا مع كل هذا كان موسى يقف أمام أدهم ينظر له بوعيد تاركا يده الممدودة في الهواء 


    نظر لكفه الممدود ثم نظر له وقال: ...... 




    ماذا سيحدث يا تري 



    سنري






    رواية موسي البارت الواحد و العشرون بقلم فريده الحلواني



    ليس معنى التوبة أن نصبح ضعفاء أو نترك حقنا.. لا ننكر أن بعدها يتملكنا بعض الهدوء والتعقل.. نصبر كثيرا على مَن يعتقد أنه تطاول علينا ولكن إن زاد عن الحد المسموح به لا يلومن إلا نفسه.. هو مَن حضّر العفريت وعليه أن يصرفه! 


    نظر إلى يد أدهم الممدودة إليه بارتعاش ثم نظر له ببرود خرج من الجحيم ثم قال: متوضي, مينفعش المس حاجه نجسه.. ثبت نظره بقوة وقال بتهديد صريح: بس حرقها 


    ارتعب أدهم مما قيل.. فهو اعتقد بما أن رجله الذي كلفه بقتل محمد لم يعترف عليه بعدما وعده بالتكفل بعائلته غير أنه سيحضر له أكبر المحامين للدفاع عنه.. هكذا أنقذ حاله من براثن الوحش فأراد أن يأتي ليقدم واجب العزاء ظنا منه أنهم سيتقبلوه وبهذا يطمئن ولو قليلا أنه لم يطاله بطش الزعيم.. ولكن هيهات! هو مَن أخرج الوحش الكامن بداخله 


    أدهم برعب حاول أن يخفيه وأيضا أراد ان يستدر عطف الجميع الذين يشاهدون ما يحدث بوجل 


    قال بمعاتبة: ليه كده يا زعيم؟ ده جزاتي ان جاي اقف جنبكم فالمصيبه دي؟ أكمل بشماتة مبطنة: دانا لسه كنت ناوي اروح المستشفى ازور الحج بعد ما سمعت انه اتشل 


    لن يثير أعصابه ولن يعطيه الفرصة كي يخرب عزاء زوجة أبيه فالذي يجهزه له أكبر من أن يلكمه أو يبرحه ضربا أمام الجميع 


    موسى بهدوء خطر: ثانيه, لو لقيتك لسه قدامي متلومش غير نفسك 


    أعقب قوله بتجاهله تماما وقام بمصافحة أحد المعزين الذي حضر توا 


    تحرك أدهم بغضب جم خارج السرادق مع رجاله الذي كان يصطحبهم 


    مال حسين عليه وقال بهمس: ناوي على ايه؟ 


    رد ببساطة دون توضيح: هحرقه 


    انتهى اليوم العصيب والذي أرهقهم كثيرا بعدما انفض المعزّون 


    رغم وقوفه بكل شموخ وهيبة طوال اليوم إلا أن قلبه كان يؤلمه من شدة قلقه على صغيرته.. بمجرد أن صعد إلى بنايته توجه أولا إلى أمه كي يطمئن عليها.. يعلم أن موقفها صعب للغاية.. هي حزينة على حالها يعلم ذلك, يعلم أن كل ما يدور بداخلها الآن.. هل كان يعشقها إلى ذلك الحد؟ 


    لم يلتفت إلى المتواجدين حينما لم يجد شهد معهم, اتجه إلى أمه وقبّل رأسها أمام الجميع بإجلال ثم قال بمغزى فهمته جيدا: عامله ايه يام الزعيم؟ شكلك تعبتي انهارده, بس انا عارف انك طول عمرك جدعه وبت اصول وهتشيلي الدنيا من غير حتى ما تقولي اي 


    سالت دموعها بعدما فهمت ما يقصده ولدها البكر.. هزت رأسها بحزن ثم قالت: اطمن يابني.. كل حاجه هتمشي زي ما اتعودنا 


    ومن بكره بإذن الله هقعد في العزا لحد العصر كده وبعدها حد فيكم يوديني لابوك 


    تهاني: متشغليش بالك يا ماجده.. في بدل الوحده خامسه يستقبلو النسوان.. لو عايزه تروحي لجوزك من بدري روحي يا حببتي 


    قبل أن توافقها الرأي وجدت لواحظ تقول بشماتة: تلاقيها قهرانه مالي حصل.. حقها جوزها اتشل من زعله على ضرتها 


    نظر لها موسى بغضب ثم قال: كلمه تاني تتوجه لامي هقطع لسانك ساااامعه؟ 


    ارتعبت من صراخه ولم تتفوه بحرف واحد والعجيب أن تلك الحرباء تجلس منكمشة رعبا من يبلغه أحد أنها قامت بضرب شهده بل أصابت رأسها بجرح رغم أنه ليس غائر إلا أنها تعلم أنه لم يقبل أبدا أن تمس ولو بخدش صغير 


    نظرت لها ياسمين بغيظ ثم مالت عليها قائلة بشماتة: وشك اصفر من الرعب دلوقت؟ احمدي ربنا ان البت دماغها متفتحتش.. كان زمانه شقك نصين وكويس ان صوت القران كان عالي ومحدش اخد باله من الصويت 


    سمر برعب وغل: ماهي المزغوده هتقوله.. معقول تفوت فرصه زي دي من غير ما تبخ سمها 


    نظرت لها ياسمين بغيظ ولم ترد عليها عاملة بالمثل الدارج قلة الكلام مع الغبي راحة 


    صعد إلى بيته بقلب لهيف, وجدها تجلس بحزن وشرود مع صديقتها وحياة.. نظر لهما بمعنى أن يتركاهما لحالهما تحركا بهدوء مغلقين خلفهما بهدوء. 


    تقدم منها ثم جلس جانبها وسحبها بحنو لداخل أحضانه فانكشمت مثل الطفل الذي يشعر ببرودة وسقيع ينخر في عظامه.. ضمها بقوة حانية.. قبّل رأسها بعشق ثم قال: عارف ان حقك تحزني.. خصوصا انها ماتت وانتو متخاصمين بس يا حبيبي مينفعش تشيلي نفسك الذنب.. هي الي موقفتش جنبك في اكتر وقت كنتي محتجالها فيه 


    شهقت بحزن ثم قالت: عارف.. انا عماله اراجع حياتي من وانا صغيره بدور على اي موقف حسستني فيه انها امي.. انت وبابا محمد الي كنتو مسؤلين عني.. دلعتوني.. محستش ابدا اني يتيمه الاب.. فالوقت الي هي كانت مشغوله انها ثتثبت مكانها وانها كبيره البيت وبابا اداها كل الحق في ده من حبه فيها.. كان فاكر انه هيكسبها ويخليها تحبه 


    بكت بقهر ثم أكملت: لا دي كمان لما لاحظت ان بقيت قريبه من عمتو وبكلمها ديما بهدلتني ومنعتني اني احكلها حاجه.. طب انتي مخدتيش مكانها ليه طيب؟ يعني ولا انتي صاحبتيني ولا سابتني اقرب من عمتو.. لقيت نفسي تايهه يا موسى.. طول الوقت قاعده في اوضتي ماسكه الفون.. ادخل في جروبات ناس غريبه, اتفاجات ببنات بتتكلم عن حاجات مكنتش اعرفها وانا فضوليه حبيت اجرب الي بيتكلموا عنه وجربت فعلا لحد ما بقيت مش عارفه انا بعمل كده عشان حابه الموضوع ولا عشان افرغ شحنه الغضب الي كان جوايا 


    ضحكت بقهر رغم دموعها المنهمرة وهي تكمل: تصدق بالله.. في مره قولت لنفسي يا بت كلميها.. اعملي نفسك بتساليها فروحت قولتلها يا ماما في بنات في المدرسه بيتكلمو عنها هي دي ايه؟ بدل ما تفهمني وتوعيني ضربتني بالقلم عى وشي! لحد دلوقت صدي صوته بيرن فوداني.. قالتلي ايه الفجر الي بقيتي فيه ده يا بت؟ انتي عايزه تشمتي مرات ابوكي فينا؟ يبقى هي ربت بتها وانا معرفتش اربيكي؟ اياكي تنطقي الكلام ده تاني.. وفعلا من يومها منطقتش الكلام ده ولا غيره معاها.. عشت حياتي قافله على نفسي بعمل الغلط واتباها بيه قدام حياة وريهام, كنت لما بكلمك وانت فالسجن كنت عارفه انك فاهمني.. بس كنت بستعبط, كنت حابه احساس الحمايه الي فرضته عليا حتى وانت بعيد, بقيت اعد الايام عشان ترجع تاني وتبقى معايا مش عشان اعترفلك بحبي بس لاااا عشان كنت واثقه انك هتحميني حتى من نفسي.. بكت بقوة وهي تكمل: كنت خايفه اوي يا موسى.. كنت محتاجه حد يطمني.. حد يقولي انا معاكي.. حد يعلمني الصح من الغلط, عامله نفسي شبح ولساني اطول مني.. بس من جوايه اجبن من الجبن, اجبرتني عالمذاكره.. انا اصلا بحب التعليم.. بس كان نفسي اكون بعمل كده بمزاجي مش اجبار منها ويا ريتها كانت بتجبرني عسان مصلحتي لا عشان تحقق حلمها فيا.. مره قولتلها يا ماما انا بحب الرسم هدخل ادبي عشان انا عايزه ادخل فنون جميله, كنا فوق السطح كنت في اولى ثانوي, مسكت شعري لفته حوالين ايديها وضربتني اكني عدوتها وكل الي طالع عليها هتبقي دكتوره يا هتبرى منك أمسكت ثيابه بقوة وكأنها تحتمي به ثم قالت: انا مش وحشه يا موسى.. انا عارفه اني غلط كتير بس بقول يمكن لو كانت وجهتني ومسابتنيش لشيطاني ودماغي يمكن مكنتش غلط كل الغلط ده.. متسبنيش يا موسى.. انا مليش غيرك 


    ضمها بقوة نابعة من عشقه لها.. كان صامتا كي تخرج كل ما في جوفها علها ترتاح قليلا.. قال بنبرة تقطر عشقا: حد يسيب روحه يا عسلي؟ دانتي الي رديتي فيا روحي يا بت, كلنا بنغلط محدش اتولد ملاك بس الغلط اننا منعترفش ونكمل فالغلط.. تعبك كان قلم جامد فوقنا كلنا يا شهد.. فيه الي اتعظ ورجع عن غلطه وفي الي لسه تايه مش لاقي بر يرسى عليه وفيه الي عمل نفسه مش اخد باله عشان عاجبه الحال الي هو فيها 


    أبعدها عنه بتمهل وكوّب وجهها كي يمسح دموعها التي أغرقته وهو يقول: ربنا بيحبنا يا بت.. والا مكنش ادانا الفرصه ديه عشان نرجع عن الطريق الهباب والدنيا الي كانت وخدانا 


    ثبت نظره داخل عينيها المليئتين بالحيرة ثم أكمل بيقين: هنكمل سوا وايدي مش هتفلت ايدك ابدا.. هتذاكري عشان انتي عايزه كده مش عشان حد جبرك.. هتنجحي, انا واثق فيكي.. انتي قويه يا عسلي.. هتكملي وهتقدري وبعدها شاوري.. بس شاوري على اي كليه نفسك فيها حتي لو بالفلوس هتكوني اول واحده مكمله فيها هنربي عيالنا بالحلال يا بت.. هتجبلهم اخوات شبهك ياخدو جنانك وشقاوتك وحلاوتك الي جننت امي ووقعتني على بوزي.. انتي توبتي الشيطان يا شهد, عشان انتي ملاك كان مستخبي وسط جهنم 


    ابتسمت.. حقا كل ما فيها يبتسم فرحا وعشقا وفخرا بحالها لأنها لأول مرة في حياتها تحسن الاختيار.. فإذا كان قلبها أجبرها على عشقه.. فكان للعقل القرار بالمحارة للوصول إليه 


    تنهدت براحة ليس فقط لإخراجها كل ما كانت تكتمه بل لمؤازرته لها واحتوائه وهي في أضعف حالتها.. أخذ بيدها بل وبثها القوة التي تحتاجها كي تكمل الطريق معه.. لفت ذراعها حول عنقه وطبعت قبلة عاشقة جامحة  ممتنة ثم قالت: الحاجه الوحيده ال عملتها صح فحياتي هو عشقي ليك يا قلب عسلك.. اوعدك هكون قد ثقتك فيا.. انا انهرت في حضنك وطلعت كل الي جوايا وبردو اخدت القوه من حضنك 


    ابتعدت وكان دورها كي تحاوط وجهه بيدها الصغيرة وهي تنظر له بفخر وتقول بيقين: هنكمل سوا ومش هنسمح لحد يرجعنا تاني لورا ولا يفرقنا ابدا.. بعشقك, ولو هفضل افتخر بحاجه باقي عمري هتكون انت الحاجه دي يا موسى, هيكون عشقي ليك الي بيكبر مش بيقل 


    ابتسم ورد مازحا: انا بقول تدخلي الكليه الي بيطلعو منها شعرا دي مش عارف اسمها.. قرص خصرها وأكمل: طلعتي اجمد من نزار يا صغنن 


    ضحكت بهدوء ثم قالت: لا كفايه علينا نزار.. غمزت بشقاوة ثم أكملت بوقاحة: وانا بقى هرسم اشعاره الشمال 


    ضحك معها وقال: والله ما حد شمال غيرك.. طب وترسمي ليه سيبي الحكايه دي عليا 


    حملها برفق وهو كله رضا عن حاله لنجاحه في إخراجها من تلك الحالة التي كانت عليها واتجه نحو غرفتهم وهو يقول بغيظ مازح: طبعا لو قولتلك تعالي نرسم حاجه جديده هتفضحيني وتقوليلي.. قلد صوتها وهو يكمل: مفيش دم! امي دمها مبردش في تربتها وانت عايز تقل ادبك 


    نظرت له بذهول وهو يضعها فوق الفراش وقالت: هااا.. عرفت ازاي اني هقول كده؟ 


    رد عليها بغيظ: عشان عارف بختي المنيل وحافظ دماغك يا حبيبي قبّل جبينها برفق ثم سحب الغطاء فوقها وقال بحنو: نامي يا حبيبي انتي تعبتي اوي انهارده.... 


    أمسكت يده وقالت بخوف لا تعرف سببه: وانت رايح فين؟ 


    ربت على كفها وقال: هروح اخد دش بسرعه واجيلك.. انا اصلا جسمي مدغدغ مش قادر اقف على رجلي بس مش هعرف انام بعرقي كده 


    بمجرد أن أغلق عليها الباب بعد ما اقتنعت بما قاله تحول وجهه إلى شيطان ينوي حرق العالم أجمع.. أخرج هاتفه ثم ضغط على شاشته كي يجد اسما ما.. ضغط على زر الاتصال بعدما وقف داخل الشرفة وأشعل سيجارة وبمجرد أن جاءه الرد قال: ايه الاخبار؟ 


    _.......... 


    موسى: حلو اوووي.. زي الفل, اثبت مكانك وعينك متغفلش لحظه لحد ما اتصل بيك 


    _............. 


    نظر موسى أمامه وكأنه يرى ما ينوي فعله وقال: بكره.. بكره هخلص كل حاجه عشان اقطع الصفحه دي من حياتي واحرقها جوه النار الي هتولع 


    ** 


    بعدما تأكدت من خلود أهلها إلى النوم أخرجت هاتفها الذي تخبئه بعيدا عن أبيها واتصلت بحبيبها الذي كاد يجن من عدم قدرته على الوصول إليها منذ عدة أيام 


    شريف: ينفع كده؟ انتي مش عارفه اني هموت من قلقي عليكي 


    ريهام بهمس: انا اسفه والله غصب عني.. مانت عارف الي حصل 


    شريف: عارف وكنت في العزا من شويه.. بس بردو عالاقل كنتي ابعتي رساله تطمنيني عليكي فيها 


    ريهام: غصب عني والله.. الفون كان هنا وانا بقالي يومين ببات مع شهد.. مكنش ينفع اسيبها في الظروف دي 


    شريف: الله يكون في عونها بلغيها سلامي وتعازيه, وحشتيني يا ريمو 


    ردت بخجل: وانت كمان 


    شريف: انا عارف ان الوقت مش مناسب بس حبيت اقولك عالي عملته 


    ريهام بقلق: خير عملت ايه طمني؟ 


    شريف: كلمت معلمين كبار فالمنطقه عشان ييجو معايا لابوكي للمره الي مش عارف عددها 


    ردت عليه بأسف: حقك عليا.. بس مش كنا متفقين تكلم موسى؟ 


    شريف بتعقل: انا سايبو اخر كارت هقدمو لابوكي.. عايز اجيب اخره عشان ميفكرش اني بهدده بصاحب الشغل وكمان الظروف الي هو فيها متسمحش ابدا ان افاتحه في حاجه زي كده 


    ريهام: عندك حق, خلاص اصبر اسبوعين بس تكون الدنيا هديت وروحلو وانا هصلي وادعي ربنا يهديه 


    ** 


    أتى اليوم التالي.. كان صباح مختلفا عن سابقه.. الكل يتحرك دون روح إلا هو.. كان يسير وسط الحي مصطحبا معه إخوته وكأنه ملك قد حرر أرضه من الاحتلال ولأنه الزعيم كان يضع خطة محكمة كي يأخذ حقه ممن انتوى بهم الشر. 


    وقف أمام أحد المحال المملوكة لهم وقال بصوت جهوري: كل الي داخل على جواز وظروفه مش سامحه بعفش ولا جهاز كل ده عندي وبلوشي كمان 


    ذهل الجميع مما سمعوا وقال أحدهم بعدم تصديق: الكلام ده جد يا زعيم؟ 


    موسى بثقة: من امتى الزعيم قال كلمه مكنش قدها ولا رجع فيها؟ 


    أخذ الناس يهللن له ويدعون بالكثير 


    وجّه حديثه لإخوته بمغزى فهموه سريعا: يلا يا ولاد النجار.. جه الوقت الي نعمل فيه حاجه صح, هاخد حسن ونطلع عالمخزن عشان نفرز البضاعه الي هتتوزع 


    نظر للجميع ثم أكمل: علاء والسيد هيسجلو اسامي العرسان على ما ارجعلكم 


    أنهى حديثه وانطلق مع حسين إلى وجهة مغايرة تماما لما قال 

     تكملة الرواية من هناااااااا 

    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله  من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

    مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





    تعليقات