رواية موسى الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون الاخير للكاتبه فريده الحلواني حصريه
رواية موسى الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون الاخير للكاتبه فريده الحلواني حصريه
روايه موسي البارت الرابع و العشرون بقلم فريده الحلواني
الطمع حين يتملك من الإنسان يعمي بصيرته قبل بصره
صرخ منعم بغضب جم رافضا كل ما قيل: انتو اتجنيتو ولا جرى لنفوخكم حاجه؟ عايزنا نرجع عالحديده؟ ده على جثتي
نظر لأخيه الذي كان لا يجرؤ أن يرفع عينيه فيه ثم قال: بقولك ايه يابن ابويا.. انا مياكولش معايه شغل الدروشه بتاعك انت وابنك ده احنا نفوضها سيره ونقسم الورث بيني ما بينك وكل واحد حر في ماله..ااامين؟
نظر له محمد بقوة لم يهزمها المرض والحزن ثم قال: على تلاته
تطلع له منعم بعدم فهم فأكمل: انا وانت واختك ولا نسيتها؟ ده غير حق شهد في ورث ابوها الله يرحمه ولا هنكلوه عليها؟
منعم بجنون: اااه.. قول كده بقى, دلوقت انا فهمت الفوله.. عاملي فيه شيخ عشان تلهف كل حاجه في كرشك انت وعيالك وترميلي الفتافيت زي طول عمرك ما بتعمل
رد عليه محمد بهدوء قوي: مش محتاج اعمل ده كله, شكلك كبرت وخرفت يا خويا.. كل حاجه اصلا مكتوبه باسمي من ايام ابوك
نظر له بغضب ثم أكمل: يعني مش محتاج اعمل حونكيشه عليك.. ببساطه ممكن ارميك زي الكلب بره وملكش حاجه عندي
حل الصمت على المكان مع شحوب وجه هذا الحقير فقد نسي تلك النقطة الهامة والتي لا يعلمها الكثير من المتواجدين
صرخت لواحظ بغل: يا نهااار اسود.. انا اول مره اعرف الكلام ده.. يعني ايه هنطلع مالمولد بلا حمص؟
موسى: لا هتاخدو الحمص كله يا مرات عمي.. الله الغني عنه
منعم: يعني ايه؟
محمد: يعني انا ميلزمنيش غير التلت دكاكين الي هنا.. هتاخد قصادهم التلاته بتوع المنشيه وباقي المحلات والمخازن هنقسمها قسمه عدل.. تاخد نصيبك واحنا بقي حرين في نصيبنا..تمام كده؟
منعم بطمع: ميت فل وعشره.. هروح اجيب المحامي عشان يكتب العقود ونخلص.. أكمل بداخله: قبل ما حد يلعب فدماغك
اتجه ناحيه الباب ثم خرج منه ولحقت به زوجته وسمر
وقف السيد منتويا الخروج هو الآخر وشعوره بالخزي يملأ مكانه
أوقفه موسى قائلا: رايح فين يابني؟ أكمل بشك: انت معاهم؟
السيد بحزن: لا طبعا.. بس كده انا مليش مكان ولا هنا ولا هناك ربك كريم بقى
محمد: اترزع يا واد بدل ماديك بالعكاز على دماغك.. بلاش كلام اهبل
السيد: ليه يا عمي بس وانا قولت ايه غلط؟
علاء: اقعد بقى متطلعش زرابينه
جلس بخجل فسمع محمد يقول بحسم: دلوقت انا هقسم الي معانا عليكم قسمه عدل عشان اريح ضميري.. انتو اختارتو طريق الشقا الله يقويكم عليه وانا عارف انكم رجاله وقدها.. التلت محلات هيتكتبو باسماميكم انتو الاربعه.. موسي وحسين وعلاء والسيد أما الستات فليهم في رقبتكم كل واحده مليون جني, حياة وشهد وياسمين وماجدة وتهاني
قاطعته ماجده سريعا: والله ماخد مليم احمر.. هعمل بيهم ايه ياخويا؟ انا عايشه في خيرك وخير عيالي
تهاني بحسم: ورحمه امي ما يلزموني وانت عارف لما احلف بالغاليه.. كفايه الي عيالي اخدوه انا مش عايزه حاجه
قبل أن تدخل الفتيات قال بحسم: خلاااص بس البنات مفيش راجعه في حكمي
نظر للشباب وأكمل: كل ما ربنا يكرمكم بقرشين زياده تحطوهم للبنات فالبنك لحد ما تكملو حقهم, مصروف البيت...كل واحد مسؤول عن بيته طبعا بس هنرجع نعيش تاني هنا ونتلم على طرابيزه واحده كفايانا فرقه بقى.. الله يعينكم ويقويكم.. حد عنده اعتراض على اي حاجه قولتها؟
_لا يا حاج
_عداك العيب
_تمام ياخويا
تلك الجمل التي تفوه بها الجميع إلا موسى سأله باهتمام: وانت يابا؟
محمد برضى: انا كل الي طالبه منكم لما ربنا يكرمك
أدمعت عيناه وهو يكمل بتمني: طلعوني عمره انا وامك.. بس مش عايز حاجه من الدنيا غير كده
توجه موسى وخلفه الشباب والفتيات ليقبلوا يده تباعا بإجلال ويدعون له بطول العمر والصحة وكانت آخرهم آخر عنقود العائلة التي جلست على عقبيها أمامه ثم قبلت يده وقالت بدموع: بابا, انت عارف انك فعلا ابويا.. محدش دلعني قدك ولو ابويا نفسه كان عايش مكنش عمل معايه زيك
بكت بحزن وأكملت: مش عايزاك تزعل مني ولا تقول عليا وحشه من يوم ما اتجوزت ابنك وبرغم كل الي حصل وزعلي منك عالي عملته في موسى بس مقدرتش اكرهك.. الحلو بتاعك معايا يشفعلك عندي يابا بس عايزه اقولك متزعلش مني.. انا مش خطافه رجاله وربنا.. انا حبيته بجد وقلوبنا مش بادينا.. انت بالذات كان لازم اقولك الكلام ده.. بكت بقوة وأكملت: والله العظيم ما طلبت منه يطلقهاوكنت هقبل يبقى لينا احنا الاتنين بس هي الي طلبت والله سامحني يا بابا.. غصب عني وربنا مكنش بايدي ولا كنت هعرف اكون لغيره
أدمعت عيناه وقام بضم رأسها داخل صدره بحنو وقال: بس يا عبيطه بطلي عياط.. انا مقدرش ازعل منك دانت صغنن العيله أبعدها برفق وأكمل مازحا: بيني وبينك.. انا كنت بتمناكي ليه اصل مكنش حد هيقدر يشكمه غيرك
ضحكت من بين دموعها ثم غمزت له وقالت: متخافش.. حكماه وشكماه.. الصغنن مسيطر يابا الحاج
صرخ موسى بغضب مفتعل: نعم يا ختي؟
لفت رأسها ثم رفعت حاجبها وقالت بشر لا يليق بحجمها الصغير: اايه عندك اعتراض؟
موسى ممثلا الخوف: لا يا حبيبي.. انت تقول الي عايزه
أخيرا ولأول مرة تنطلق ضحكاتهم خارجة من قلب أصبح نظيفا
حسين بشماتة: الله يرحمك يا رجوله
موسى بوقاحة: اترحمت عليها قبلك لما العسليه كانت مبهدلاك وراها يا شق
سحب علاء السيد من ذراعه وقال بمزاح هو الآخر: تعالى معايا هنا.. احنا فالسليم مفيش حريم بهدلتنا
صرخت كل من حياة وياسمين باسم زوجها فمثلا الارتعاد وقال السيد: هتودينا في داهيه الله يحرقك
نظر علاء بخوف مصطنع وقال: بنحاول.. بنحاول يعني
**
أخيرا انتهى كل شيء.. قسمت التركه بالحق واستلم منعم ما يخصه بفرحة عارمة ولكن كل ما كان يغضبه هو رفض ابنه الوحيد للعمل معه ولكنه حقا لم يهتم كثيرا فقد صور له شيطانه استطاعته بالعمل وحده با سيثبت نجاحه وقوته بدونهم.. أما باقي التركة والتي كانت من مال حرام تم بيعها جميعها وأيضا مجوهرات النساء كافة وسلمو المال لبيت الزكاة والصدقات واعلموهم بمصدره حتى يتصرف فيه أهل العلم بالشكل المضبوط.. وها هم الأربعة شباب يقفون على قلب رجل واحد كي ينقلوا تلك الأخشاب الثقيلة المحملة على عربة نقل كبيرة كي يضعوها بالداخل متوكلين على الله حق توكل أن يرزقهم حلالا طيبا مباركا فيه.. وفي ظل انشغاله وجد شريف يلقي السلام عليه.. وضع لوح الخشب الكبير الذي كان يحمله أرضا ثم توجه له ومد يده ليصافحه برجولة وهو يقول: حبيبي يا استاذنا
شريف بخجل: ربنا يخليك يا زعيم.. اسف عطلتك
موسى: متقولش كده يا راجل المكان مكانك.. تعاله نتكلم جوه
تقدم معه إلى الداخل ثم جلسا على مقعدين من الخشب
بدأ موسى الحديث قائلا: تاخد واجبك وبعدين نتكلم.
شريف: ولا اي حاجه كتر خيرك
موسى: عيب عليك انت كده بتستمني, ولاااا احمو.. اتنين شاي وصايه بسرعه
نظر إلى شريف وأكمل: الجماعه حكولي الي حصل
شريف دون مراوغة: والله انا شاريها ومن زمان مش من دلوقت
لمعت عيناه بعشق وهو يكمل: انا بحبها من وهي في اعدادي.. استنيت كل السنين دي وانا على امل تكون ليا, روحت لابوها بدل المره عشره وجبتلو ناس يتوصتولي عنده بس بردو مصمم عالرفض مش عارف ليه.. اخر ما يأست لجأتلك, الصراحه انت اخر امل ليه
ربت موسى فوق ركبته بمؤازرة وهو يقول: متشغلش بالك مقضيه بأذن الله
شريف بفرحة يشوبها الأمل: بجد.. يعني هتقدر تقنعه؟
رغما عنه تحكمت فيه شخصيته القديمة فأخرج صوتا مقززا من حنجرته ثم قال بهمجية: اايه الي اقدر ده؟ طب يكش يرفض بس وانا اجوزهالك غصب عنه.. قال اعرف اقنعه قال
زفر بحنق ثم قال: استغفر الله العظيم.. لازم تطلعو الصايع الي جوايا يعني!
بعد ذهاب شريف الذي لا تسعه الأرض من الفرحة أرسل موسى لمعوض وحينما حضر له قال دون مواربة: انت رافض الاستاذ ليه؟
قلب معوض عينه بملل وقال: ايووه.. هو جالك انت كمان؟ قوله يفتح الله معنديش بنات للجواز..
أعقب قوله بالوقوف منتويا المغادرة إلا أنه تخشب مكانه حينما رأى موسى يدفع المقعد بقدمه ويقول: معوووض..
نظر له برعب فأكمل: انت نسيت نفسك ولا ااايه؟ لو وحشك الزعيم ارجعهولك
كاد أن يرد عليه مبررا ما فعله إلا أنه لم يعطه الفرصة وأكمل بأمر: تعالالي عالدوغري وقولي عالفوله.. انا فاهم دماغك منمر على مين يا معوض؟
زاغ الرجل ببصره ثم قال: اااا..الصراحه كده انا حاجزها لابن عمها.. هو الوحيد الي معاه شهاده عاليه فالعيله
نظر له بغيظ بل كاد أن يدق عنقه.. عن أي ابن عم يتحدث ذلك الأحمق؟ فالشاب المشار إليه مرتبط بإحدى الفتيات بل ينوي التقدم لها
موسى بمكر: هو طلبها منك يعني؟
معوض: هاااا.. لا بس اكيد هيطلبها ماهي بت عمه
جز على أسنانه بغيظ ثم قال بوقاحة: تصدق انك راجل كبير بس دماغك مفوت, بتوقف حال بتك على وهم ايش عرفك انه عايزها؟
لم يجد ردا عليه, أخرج موسى هاتفه ثم طلب رقما ما وحينما جاءه الرد قال بأمر: عم مدبولي.. هات اسامه ابنك حالا وتعلالي
وفقط أغلق الهاتف دون أن ينتظر ردا
معوض بوجل: عايزهم في ايه يابني؟ اوعى تكون هتفاتحهم في موضوع اسامه وريهام, لازم هما الي يطلبوها حتى لو ابن اخويا انا مش هرخص بتي
نظر له باستخفاف ولم يكلف نفسه عناء الرد عليه وفي غضون بضع دقائق كان الاثنان يأتيان مهرولين
مدبولي بوجل: خير يابني كفى الله الشر؟
موسى: خير ان شاء الله اقعد خد نفسك بس
اسامة: قلقتنا يا زعيم
موسى: في ايه يا جدعااااان؟ انا عايزكم في خير متقلقوش
نظر لمعوض بتهديد أن ينفي كلامه ثم قال: اصل في عريس متقدم للانسه بت اخوك وقصدني اتوصتلو عندكم ولما كلمت عم معوض قالي لازم اخد راي اخويا الاول فانا قولت اجيب الناهيه واجبلو اخوه وابنه وممكن الجيران بالمره
اول من تكلم بفرحة كان أسامه حينما قال: احنا واثقين في رايك يا زعيم ادام قررت تدخل يبقى اكيد شخص محترم ويستاهلها
نظر له معوض بذهول ولكن ما صدمه حقا هو قول أخيه: مبارك عليها.. بس هو حد نعرفه؟
نظر موسى لمعوض باستخفاف مبطن ثم قال: الاستاذ شريف مدرس العربي بتاعها
أسامه بصدق: والله يا بختها لو بقى من نصيبها.. انسان محترم واهله ناس طيبين
مدبولي: مبارك عليها يا خويا.. بس حاول تعمل خطوبه عالديق عشان البت متتشغلش عن الثانويه ربنا ينجحها ويسعدها
استأذنا ثم تركا المكان بهدوء.. قال موسى بغيظ: لو كنت قولتلك ان ابن اخوك منمر على بت ورايح يخطبها مكنتش هتصدق, جبتهم لحد عندك عشان تسمع بودنك ان بتك مش على بالهم.. حرام عليك كنت هتظلم بتك وتعيشها تعيسه بقيت عمرها
معوض بحزن: اتا كان قصدي مصلحتها.. قولت ابن عمها ومعاه شهاده كبيره زيها.. يلا كل شيء نصيب
**
أما ذلك الحسين الذي لا تسعه الدنيا من الفرحة ذهب إلى عسليته كي يراها كما اعتاد في الآونة الأخيرة بعدما رضيت عنه بل شجعته على السير في طريقه الجديد.. اندثرت ابتسامته حينما كاد أن يدخل المحل.. تصنم مكانه حينما وجد وجهها متجهم أمام أحد الشباب الذين يدلفون إليها لا بنية الشراء وإنما لمضايقتها.. لم ينتظر ولم يفكر بل في خطوتين كان يقف خلف الشاب ويسحبه من ثيابه كي يواجهه وقبل أن يتفوه بحرف كان يتلقى عدة لكمات مصاحبة معها سبابا لازعا
لطمت وجنتيها وقالت بصراخ: سيبو يا حسين.. الوااد هيموت في ايدك..
تجمع بعض المارة وفصلوه عنه بشق الأنفس.. ظل يسب ويتوعد له إلى أن أخذوه للخارج وقبل أن تنطق بحرف وجدته يصرخ بها بغضب أخافها حقا: هاااتي مفتاح الزفت
أعطته سريعا مفاتيح المحل التي تعمل به.. سحب حقيبة يدها من فوق المكتب ثم ألقاها عليها بهمجية وسحبها من يدها إلى الخارج وقام بإغلاق الباب جيدا من الخارج
صرخت به حينما لم تستطع مجارات خطواته السريعة: انت ساحب بهيمه وراك؟ هتوقعني يا غبي..
لم يهتم بما تقول بل وقف فجأة وقال بوعيد: انا مش طاايق نفسي عدي يومك وخليني اروحك واشوفلي صرفه مع الي جابوكي
ردت عليه بغضب مماثل: هو ايه اصله ده؟ ودكان الراجل الي مستأمني عليه
حسين بهمجية: هوصلك واروح ارمي المفتاح في وش امه
شيماء: يا لهووي كده هيكرشني حرام عليك
نظر لها بشر ثم قال: ومين قالك انك هتخطيها برجلك تاني؟
شيماء بذهول: يعني ااايه؟
حسين بإقرار: يعني تترزعي فالبيت ورجلك متخطيش الشارع لحد ماخدك على بيتي.. سااامعه؟
ظهرت الصدمة جلية على محياها جمعت قواها وقالت بذهول: انت بتقول ايه يا وااد؟
ابتسم بعشق وقال: بقول هتجوزك يا بت.. الي انتي عايزاه حصل وربنا تاب عليا يبقى ايه بقى؟ مش فاضل غير الشربات بقى ايووه يا جدعان
ضحكت بحلاوة وفرحة ثم قالت: قول والمصحف؟ بالله هتتقدملي؟
حسين بغيظ: انتي ليه محسساني انك متفاجأه؟ اشحال مانتي مرمطاني وراكي وكل اما اتقدم ترفضيني زي الكلب الجربان
ضحكت بسعادة وقالت: فشرر.. دانت سيد الرجاله كلهم.. بس الاول حاجه ودلوقت حاجه تانيه
تنهدت بارتياح ثم أكملت: يا فرحه قلبك يا عسليه
اقترب منها غير مكترث بالمارة الذين يتطلعون له وقال بحب: احلى واطعم عسليه اقسم بالله
ماذا سيحدث يا تري
رواية موسي الفصل الخامس والعشرون والاخير بقلم فريده الحلواني
روايه موسي البارت الخامس والعشرون والاخير بقلم فريده الحلواني
زينت الحارة بأنوار مبهرة خاصة فوق البناية التي تقطن بها شيماء تلك الفتاة الخلوقة التي لم تطمع في عيشة رغدة أصلها من حرام دعست على قلبها العاشق لابن الجيران منذ أن كانت طفلة حينما أصر على ألا يترك طريق الشيطان وبرغم ذلك بداخلها لم تيأس منه بل جعلت كل دعائها له.. بكت كثيرا في سجودها وتوسلت لله القادر على كل شيء أن يهديه إلى الطريق المستقيم وبعد سنوات أراد الله أن يجبرها ويراضي قلبها الطيب بهدايته.. هي اليوم أسعد نساء الأرض.. اليوم ستكتب على اسمه في حفل خطبة جمع أفراد العائلتين فقط رغم أنه كان يصر على إقامة حفل كبير لها إلا أنها كانت أكثر إصرارا أن تدبر له الأمر ولا تجعله ينفق مبلغا كبيرا من المال على أشياء ليس لها قيمة بالنسبة لها
تشاجرا وقتها وقال لها بغضب: ليه يا بومه انا عايز افرح؟
ردت عليه بغضب أكبر: لم نفسك يا حسين القرشين الي حارقينك وعايز تصرفهم عالفشخره احنا اولى بيهم, الفرحه فالقلب يا حبيبي وها هو حسين الآن يجلس أمام أبيها الذي يمسك بكف خاله محمد كبير العائلة والذي كان وكيلا له.. لم يرفع عينيه عن هذا المشهد الذي جعل قلبه ينبض بجنون خاصة حينما سمع الشيخ يقول: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم بالخير
هنا انتفض بهمجية منطلقا نحو غرفتها دون استئذان.. لم يهمه صدمة الجميع بفعلته بل كل ما كان يحلم به ويراه عناق ساحق يثبت أنها حقا أصبحت زوجته.. لم يعطها فرصه للانتفاض ولم يبالي بصرخات الفتيات بل اختطفها بين ذراعيه رافعا إياها من فوق الأرض وهو يصرخ بجنون: بقيتي مراتي يا عسليه بحبك يا بت.. بحبببببك
لفت ذراعيها حول عنقه ودفنت رأسها في كتفه كي تداري خجلها خاصة من أبيها الذي نظر له بغيظ وقال شاكيا لمحمد النجار: عاجبك كده يا حاج احنا بتوع الكلام ده؟
رد موسى بوقاحة بدلا من أبيه: مرااته.. هااا مراته و لو عايز هياخدها ويروح بيها.. نظر له بتهديد ثم أكمل: ليك شوق في حاجه
لم يستطع الرد عليه وقد أنقذته منه شهد حينما سحبت زوجها من أمامه وقالت بغيظ: يموت الزمار وصباعه بيلعب, انت لو مطلعتش البلطجي الي جواك تتعب؟
رد ببرود: والله بحاول ابقى محترم بس هما الي بيخرجوه من جوايا.. غمز لها بمغزى ثم أكمل: اصل بيوحشهم
غمزت له هي الأخرى وردت بوقاحة لا تقل عنه: بيوحشني انا بس.. اقولك خرجهولي انا اثناء المعركه.. مااشي
ضحك بصخب وهو يضمها تحت ذراعه ويقول بقلة حيلة: ربنا كتب عليا احب واتجوز واحده صايعه ولسانها اطول منها عشان يكفر عن سيئاتي.. رفع وجهه للأعلى وأكمل بغلب: انا راضي والله يا رب.. براحتك
ضحكت بحلاوة ثم قالت: مفكر اني هزعل من كلامك ده؟ تؤ تؤ ده اكتر مدح واحلى وصف بحبه, انا عارفه نفسي صايعه ولساني متبري مني.. اكدب يعني وانا واحده بتصلي؟ طبعا لاااا
قبّل رأسها أمام الجميع بإجلال ثم قال بجدية: انتي اكبر نعمه ربنا انعم عليا بيها يا عسل
لفت ذراعها حول خصره وقالت: قلبها وربنا
اقتربت منهما ريهام وحياة وقالت الأخيرة بغيظ: يا بت اتهدي الله يهدك.. نفسي اشوفك مره مكسوفه ولا مراعيه ان حواليكي ناس
ريهام بضحك: شهد ومكسوفه طب والله ما ينفعو ابدا مع بعض
نظرت لها بغيظ وقالت: امال فكراني خيبه شبهك؟ قهرتي الواد يا عيني يوم قرايه فتحتك, قال ايه حرام يلبسني الخاتم واخته الي تلبسهولي.. يا لهوووي
موسى: طب ما عندها حق جدعه يا بت
شهد بإحراج زائف: ايه ده بجد؟ يا كسفتك يا حازم..
نظرت له بخبث ثم قالت: طب بقولك ايه.. انا هرجع بيت ابويا وانت اتقدملي بقى وكده عشان عايزه اجرب كهن البنات ده ايه رايك؟
نظر له بمكر وقال: طب بزمتك انتي مصدقه بوقك؟ هتعرفي تعملي كده وحتى ممسكش ايدك؟
ردت عليه بمنتهى البساطة: لا طبعااا
**
في اليوم التالي كان يقف موسى وحسين أمام أحد المحال المملوكة لهم
قال الأول: انا هطلع عالدكان بتاعي ابص بصه وارجعلك
حسين بنزق: طب متطولش عشان عكاشه جاي ياخد الدفعه بتاعه الخشب الي اصلا مش كامله وانا معنديش استعداد اسمع منه كلمتين يفورو دمي
أصدر صوتا مقززا ثم قال: كلمتين ايه إن شاء الله؟ محدش ملتزم في اقساط البضاعه فالسوق كله زينا, مجتش على مره عجزنا معاه بص انا هروح اشوف الدنيا هناك ولو لقيت الدنيا متظبطه هكمل باقي الدفعه منهم
*
بالأعلى كانت النساء مجتمعة كعادتهن القديمة والتي عادت مجددا بعدما هداهم الله وانفصل عنهم منعم ومعه لواحظ وسمر
تهاني: يا بنتي كفياكي موالح رجلك عماله تورم
حياة: مش قادره يا عمتي لو ماكلتش كيلو لمون احس اني هتجنن
شهد: ابنك هيطلع وحش ويموع النفس لو اكلتي فدان لمون ريحي نفسك
ماجدة: اتلمي يا بت وسيبي اختك في حالها ما صدقنا ربنا كرمها
شهد: انتي ليه محسساني انها حبلت بعد شوقه؟ الله اكبر في عيني دي بعد شهرين مالي حصل طلعت حامل متجلطوناش بقى
ياسمين: اما نشوفك انتي يا قرشانه هتعملي ايه؟
شهد بتفاخر: انا جوزي حبيبي اللهي يجبره ويخليه ليا صمم ناجل سنه لحد ما اخلص من ام الثانويه الزفت الي هتجيب اجلي
تهاني: والله عين العقل انا متوقعتهاش منه الصراحه
ماجدة: ربنا يهدي سرهم يا رب.. دانا بسمعه بالليل وهو عمال يزعقلها عشان تذاكر
ضحكت حياة ثم قالت بشماتة: ااه ومخصصلها خرزانه بيضربها عالتوته بيها
قذفتها شهد بالوسادة ثم قالت بغيظ: ابو الي يقولك علي حاجه تاني عيله فتانه
**
أما في الطابق الأعلى كانت الحرباء وابنتها تأكلان في حالهما وهما تسمعان أصوات الضحك الآتيه من الأسفل
لواحظ بغل: سامعه الي فشتهم عايمه وصوت ضحكهم جايب لاخر الشارع ازاي؟
سمر بغل: بيغيظونا.. بس علي مين.. أمسكت أطراف شعرها وقالت بسوقية: وحيااات مقاصيصي دول لاندمهم على كل ده بس يكش ابويا ينصفنا وميوكسناش
لواحظ: اهو طلع الساحل انهارده يتفق مع تاجر جديد
سمر بغضب: ماهو التجار القدام مرضوش يتعاملو معاه.. قالولو هات الزعيم معاك واحنا نديلك الي عايزه
لواحظ: انا نفسي افهم ليه مصممين على كده مع ان ابوكي هيشتري كاش.. ده ساعات موسى مكنش يبقى معاه سيوله كافيه كانو بيبقولو فلوس
سمر: الناس دي ياما الامان عندها اهم مالفلوس وعشانه كان دماغه سم وعمر ما بضاعه اتمسكت منه كانو بيطمنو للشغل معاه انما هما متعاملوش مع ابويا.. يخافو ميعرفش يأمن البضاعه كويس ويتمسك ويقر عليهم فهمتي؟
لواحظ بهم: الصراحه عندهم حق.. ابوكي بوق عالفاضي انما وقت الجد دماغه بتقف
سمر بحقد: ربنا يستر بقى ماهو بطوله ياما.. ابنه الحيله باعه واشترى اهل مراته
لواحظ: ااه ياختي ومحمد الخبيث خلاه شريك مع عياله وابن عمتك عشان يضمنهم تحت جناحه
نظرت سمر للأمام ثم قالت بشر: لو ابويا مسلكش فالشغلانه لوحده.. انا هنزل معاه وساعتها هعرفهم مين احنا وهندمهم على كل حاجه عملوها معانا.. واولهم الشيطانه الصغيره خطافه الرجاله
**
كانت تجلس أمامه على المقعد وترد عليه بهدوء استفز أعصابه التي تثار بمجرد رؤيتها أمامه.. ظل ينظر لها وهو يدخن بشراهة سيجارة تلو الأخرى ليحاول التحكم في أعصابه والغالية تجيد كيد النساء فمنذ أن ذهب إليها وباح بالقليل مما يكتمه داخله علمت وقتها أن ذلك المتجبر بداخله طفل صغير يحتاج فقط من يربت عليه بحنو فقررت وقتها أن تقلل عنادها معه قليلا فقط ولكن ستعامله ببرود حتى تجبره على الانفجار
غالية: صحتك يا باشا دي خامس سيجاره في اقل من نص ساعه
نظر لها بغيظ وقال: دانتي متابعه بقى وقاعده تعدي
ردت عليه ببرود أشعله: لا مش الفكره, الطفايه كانت فاضيه ولما بصيت فيها بالصدفه لقيتهم خمسه
رفعت كتفها بلامبالاة ثم أكملت: بس كده
طرق فوق المكتب بقوة أفزعتها وهو يصرخ قائلا: اانتي الي بس كده بقى؟ الله يحرقك يا شيخه زي مانتي حرقاني
كادت أن تملأ الدنيا ضحكا على هذا الطفل الأربعيني الغاضب ولكنها تمالكت حالها بشق الأنفس ثم قالت ممثلة الغضب: لو سمحت يا ريس.. احنا اتفقنا على هدنه صح؟ انا ملتزمه بيها لكن حضرتك ديما بتخترقها
قال باستهزاء: انتي ليه ديما بتحسسيني اننا قاعدين على طاوله مفاوضات؟ فوقي ياماااا! لو عايز اولعها حرب هحرق الدنيا حواليكي
ابتسمت بكيد ثم قالت: الحمد لله حواليه.. نظرت داخل عينيه وأكملت بثقة: مش بيا
عض أصبعه ليكتم صرخته التي إذا خرجت ستضيع هيبته أمام الجميع وغاليته لم تستطع كتمان ضحكتها الحلوة أكثر من ذلك بل أطلقت لها العنان كي تنزل بردا وسلاما على قلبه لتطفئ لهيب اشتياقه واحتياجه إليها فهل يعترف أم سيظل هكذا؟!
**
في يوم ما ليلا.. كان يأخذ حماما منعشا ليزيل عن جسده آثار الإرهاق بعد يوم عمل شاق ترك هاتفه كالعادة داخل غرفة نومه وكانت عسله تجلس فوق الفراش تراجع إحدى المواد المقررة عليها فسمعت هاتفه يرن فألقت ما بيدها جانبا ثم مدت جسدها كي تلتقطه وهي تقول: ده لسه طالع يا غجر ل...
قطعت حديثها بعد أن رأت اسم سونيا ينير شاشة الهاتف.. لم تتردد وقامت بفتح الخط, احمر وجهها غضبا حينما سمعت صوتا مائعا يقول: زعيم قلبي والمنطقه.. وحشتني والنعمه
فار الدم داخل رأسها فردت بسوقية: وحش اما يلهفك يا بت.. ايه الي حدفك علينا يا بت؟
سونيا: انتي مين يا قطه؟ احنا هنقطع على بعض ولا ايه؟ لاااا فوقي دانا سونيا والاجر على الله.. اديني سيدك يا بت
انطلق لسان شهد السليط يسمعها سبابا لازعا وبعدها قالت: مش انتي يا بت سونيا مرااكب؟ مش كنتي محبوسه اداب طلعتي ازاي؟
ضحكت سونيا وقالت: يوه تكونيش سمر؟ بس صوتك متغير يا بت.. يوه جاتك ايه! مالك داخله حاميه عليا ليه؟ الله يرحم لما كنا بنتفق سوا عالزعيم
بمنتهي الذكاء حينما لمحته يدخل الغرفة قامت بفتح مكبر الصوت والذي جعله يتصنم موضعه ملقيا المنشفة أرضا بعدما سمع هذا التصريح
شهد بذكاء: ايووه انتي لسه فاكره؟
سونيا بتهديد: ومش بنسى يا قطه.. نتلم بقى عشان لو طلعت المستخبي انتي الي هتلبسي اسود مش انا.. يلا من غير سلاام
أغلقت الهاتف في وجهها دون إضافة حرف آخر.. نظرت للواقف مكانه بغضب وقالت بخوف من هيئته: دي فكراني سمر اقسم بالله مش انت سمعت؟
هز رأسه بهم وقال: وحتى لو مسمعتش.. انا عارف ان الكلاب عليها
شهد باستغراب: ازاي؟ انت كنت عارف ان مراتك ورفيقتك بيتفقو عليك وساكت؟
تحرك تجاه الفراش ثم جلس فوقه بإهمال وقال بحزن من نفسه: لا مكنتش اعرف غير قبل الي حصلك بحاجه بسيطه
قفزت فوق الفراش وقالت بغضب نابع من غيرتها عليه: ايه؟ انت كنت بتخوني وانا بحبك يا موسى؟
رفع قبضته في الهواء كأنه سيلكمها ثم قال: يا بت اتهدي بقى, افهمي الاول
ضربت باطن كفها بظهر الآخر وقالت بغيظ: اشجيني.. رفعت إصبعها السبابة أمامه وقالت بتهديد: بس عارف لو حورت عليا انت حر
عض شفته السفلى بغيظ ثم تغاضى عن تهديدها الواهي وقال بصدق: بعد ما اعترفتيلي فالاول اااه كنت بعرف نسوان بس بعد ما حبيتك ملمستش غيرك.. وسونيا الوقت ده كانت مسافره الغردقه مكنتش تعرف اني بطلت رمرمه, بعد اما رجعت فضلت تزن عليا عشان اروح اسهر معاها.. قومت قولتلها ماشي بس مكنش في نيتي غير اخلص من زنها
رأى الغضب يشتعل داخل عينيها فأكمل سريعا: والحمد لله اني قولتلها كده, تاني يوم لقيت البت الشغاله جيالي متنقبه عشان محدش يعرفها بتحذرني اني مروحش
شهد باستغراب: ليه بقى؟
موسى: بت عمي الاصيله اتفقنت معاها تحطلي بودره فالخمره او اي حاجه اشربها
ضربت شهد على صدرها وقالت بفزع: يا نهاار اسود! وبعدين؟ طب ليه دانت جوزها وابو عيالها!
موسى: عشان مخي يتلحس وتبقى بعدها تمسك هيا الدنيا مكاني.. كانت عايزه تقلد مرات ادهم, هو يبقى صوره قدام الناس بس الكل عارف انها هي الي مدوره الدنيا
شهد بصدمة: معقول؟ طب ليه معملتش كده بنفسها؟
موسى: تؤ.. هي اجبن من ان تعمل كده بنفسها عشان كده ضحت بقرشين وتبقى في امان
شهد: ايه ده بجد؟ هو في كده يخربيتها! دانا هشرب من دمها
كادت أن تتحرك من أمامه إلا أنه أمسكها بسرعة وهو يقول: اهدى يا وحش ...
فركت بين يديه وهي تقول بتوعد: سيبني يا موسى وربنا لقطعها
أحكم وثاقه عليها وهو يقول بتعقل: اهمدي بقى واسمعي.. ليها روقه وكل واحد اكل هيحاسب عالفتوره
هدأت قليلا وسألته باهتمام: ازاي بقى؟ طب قولي عشان ناري تبرد بدل مانزل افتح كرشها
شاهد ايضا
لف جسدها كي تكون في مواجهته ثم ملس على وجهها بحبثم قال: سيبك من كل الهري ده.. وحشتيني يا بت
أغمضت عينيها ثم زفرت بحنق وقالت: انت بشتغلني؟ هتسبلي وتعمل فيها تامر حسني عشان اتلهي ومنزلش صح؟
هل يكسر رأسها أم يقطع لسانها؟ حسنا سيبدأ بالاختيار الثاني أفضل.. في لحظة كان يقبّلها بقوة وكأنه يعاقبها إلا أن عشقه لها أنساه العقاب وتحوّلت قبلته من العنف للرقة والعشق.
وجدت حالها تقول بوله: انا بحبك يا موسى وعندي استعداد اقتل اي حد يفكر يمسك بسوء
كوّب وجهها وقال حروف خرجت مع نبرة تقطر عشقا: وانا بعشقك يا عسل موسى الي حلى ايامه المره, متشغلش بالك يا صغنن.. انا الي عليا الحمايه والامان.. انا سندك يابت, تفتكري هخليكي تتسندي على حيطه مايله؟
كادت أن ترد عليه إلا أنه أكمل بحسم: الكلام ده ولا كانك سمعتيه.. انتي كل شغلتك فالدنيا مذاكرتك ونجاحك بمجوع يفرحني..
ملس على وجنتها وأكمل: وتحبيني.. تحبيني وبس يا شهدي
ردت عليه بيقين: انا بعشق التراب الي بتخطي عليه يا حبيبي.. كلمه حب دي قليله عالي جوايا ليك
قربها منه حد الالتصاق ثم قال بوقاحة: دقت ساعه المعركه وكل واحد بقى وشطارته, مين هيقدر يثبت عشقه للتاني اكتر
ضحكت بدلال أهلكه ثم قالت بوقاحة: يلااااا بينا بس الجدع الي ميقولش اي فالاخر
تمت بحمد الله وفضله
الي اللقاء في الجزء الثاني غاليتي
تكملة الرواية الجزء الثاني اضغط هناااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الاول من هناااااااااا
الرواية كامله الجزء الثانى من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق