رواية شيخ في محراب قلبى الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم رحمه نبيل
رواية شيخ في محراب قلبى الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم رحمه نبيل
14-15___
ضغط رشدي على شفتيه تحت أسنانه حتى كاد يقطعهم من غباء ذلك الذي يقف جواره .....
تحدثت وداد وهي تركض صوب الباب حيث كان لؤي ما يزال يقف وهو لا يعي شيء مما يحدث هل ما سمعه صحيح ؟؟؟ عقد قرآن زكريا ؟؟؟ ابنه هو ؟؟؟
_ بتقول ايه يا هادي ؟؟؟ انت بتهزر ولا ايه يابني ؟؟؟
كانت تلك الكلمات التي انطلقت من فم وداد تزامنا مع وقوفها أمام الجميع في انتظار توضيح لذلك المزاح الثقيل الذي سمعته منذ قليل لكن حديث رشدي والذي قاله بعدها لغى كل شكوكها تجاه الأمر :
_ اهدي شوية يا خالتي واسمعيني الموضوع مش زي ما انتم فاهمين ....
نظر له لؤي بصدمة فإن كان هادي يمزح ...فرشدي لا :
_ يعني بجد ؟؟؟
_ ايوة بس معلش خليني افهمكم الموضوع بسرعة
....
________________
استدار زكريا بعدما أنهى مكالمته مع هادي داعيا الله أن يستخدم عقله لمرة واحدة كشخص طبيعي دون أن يتسبب في مقتله ... وأن يتحدث رشدي هو أمام والديه وليس هادي المندفع حتى لا يخرب كل شيء ...
بمجرد استدارة زكريا وجد منيرة تقف أمامه ومازالت دموعها لم تنضب بعد وتحمل في عيونها نظرات كثيرة مختلطة استطاع فقط تمييز نظرة الامتنان له ليأتي له صوتها وهي تتحدث بهدوء :
_ انا عارفة انك ملكش ذنب في كل اللي بيحصل وانك انظلمت في الحوار ده كله بس ...
صمتت قليلا تحاول ابتلاع غصتها ثم أكملت بنشيج بسبب البكاء :
_ بس إنت املي الوحيد عشان أنقذ بنتي من أيدهم، لو المرة دي عرفت أخرجها من الموضوع المرة الجاية مش هعرف وفي مرة من المرات الكتير دي هلاقي نفسي بزف بنتي لشخص قد ابوها أو مدمن او غيره ....
صدم زكريا من حديثها يتساءل داخله ما الذي يدفع تلك العائلة لمحاولة التخلص من ابنتهم بتلك الطريقة فهو للحق لا يرى بها عيب قد يدفعهم لذلك ...
انتبهت منيرة لنظرات الحيرة التي تعلو وجهه لتبتسم في المقابل بسمة مقهورة مكسورة :
_ عارفة إنت بتفكر في ايه...بس انا مليش الحق اني اقولك حاجة والوحيدة اللي ممكن تقولك هي فاطمة نفسها ...
حسنا هي لم تفيده بشيء بل على العكس زادت حيرته بشكل كبير جدا فما هو الشيء الذي فعلته فاطمة وقد يدفع عائلتها لمحاولة التخلص منها بأي ثمن ؟؟؟ فهي لا تبدو من تلك الفتيات العابثات التي قد ترغب عائلتهن في التخلص منهن مخافة جلب العار ...الموضوع كبير وكبير جدا .....
كل ما استطاع زكريا التفوه به في ذلك الأمر :
_ هو الموضوع ليه علاقة بالحالة اللي كانت فيها ؟؟؟
كان يقصد بحديثه تلك الحالة التي وجدها عليها سابقا حينما كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة، ليصل له جوابه بإيماءة صغيرة من رأس منيرة وهي تضيف على حديثها السابق :
_ كل اللي اقدر اقوله ليك إن الحالة دي بتيجي ليها لما تحس بزعل أو خوف، وقتها كل اللي عليك تعمله إنك تطمنها بوجودك وأنها مش لوحدها قولها انك جنبها وهي شوية شوية هترجع لحالتها الطبيعية ...
اه يا فاطمة كم سر تحملين ؟؟؟؟؟
______________________
_ مش فاهم يعني ايه نطب على الناس كده بدون مقدمات ونقولهم عايزين بنتكم لابني ؟؟؟ مفيش دم خالص ؟؟؟
كان ذلك صوت لؤي الحانق وهو يسير جانب زوجته ورشدي وهادي ...
نظر رشدي لهادي مخرجا من حنجرته صوتا ساخرا وهو يضيف على حديث لؤي :
_ يا عمي على الاقل رايحين بليل والناس قاعدة عادي بلبسها وانتم رايحين لابسين كويس ...غيركم استقبلوا العريس بالبيجامات والبوكسر ..
هز هادي رأسه مدعيا الغضب من تصرف زكريا مرددا :
_ إمبوسيبل ياربي.....مش معقولة كمية الوقاحة اللي في ابنك دي يا لؤي ...انت معرفتش تربي ..إمبوسيبل.
كان هادي يتحدث وهو يلوح بيده مغمضا عينه يعبر عن سخطه لتصرف رفيقه الوقح ذاك ...لا يعلم كيف اقدم زكريا على مثل هذا الفعل ؟؟؟
ضحك رشدي بغيظ وهو يقول رامقا هادي بحنق :
_ مش هو لوحده اللي متبرباش يا حبيبي ...
_ لا لا أباظة متقولش كده ...اي نعم عم إبراهيم أيده فرطة وعايش مراهقة متأخرة بس متنكرش إنه رباك .
توقف رشدي ونظر بشر لهادي الذي كانت الجدية تعلو ملامحه بشكل كبير ثم أكمل طريقه متمتما بحنق شديد على ذلك عديم الاحساس الذي يجاوره....تحدث هادي وهو يلاحظ ضيق رفيقه الكبير ذاك :
_ مش فاهم إنت مضايق نفسك ليه ؟؟؟ عشان يعني جيت الصبح وانتم بالبيجامات وكان شكلكم عرة ؟؟؟
نظر له رشدي بشر ليكمل هادي دون الاهتمام بنظراته :
_ متقلقش يا حبيب اخوك انا عارف انكم عيلة مهزقة فمش هتفرق معايا ولا تخليني اغير رأيي فيكم ...انا مش غريب برضو .
مد رشدي يده وفي ثواني كانت صفعته تهبط على رقبة هادي من الخلف متحدثا ببسمة مستفزة :
ولما ...احنا ....عيلة ...مهزقة ...جاي ..تتجوز ...من عندنا ...ليه ؟؟؟
كانت يده تصفع رقبة هادي ما بين كل كلمة والأخرى ليبعد هادي يده بغيظ شديد ثم وفجأة لكمه بعنف وهو يقول ببسمة :
_ عشان انا مهزق انا كمان وبحب اختك الهبلة ...
مسح رشدي جانب فمه ليتأكد إن كان نزف أم لا من ضربة ذلك الغبي وبعدها انطلق فجأة جهة هادي وهو يجذبه ناويا ضربه حتى يطلب الرحمة ذلك الأحمق يتحدث أمامه بكل وقاحة مخبرا إياه أنه يحب أخته ....وهادي كان يقف متحفزا له لولا صوت لؤي المتأفف من افعالهما الصبيانية :
_ الاستاذة المهزقين....مش لازم كل الشارع يعرف انكم مهزقين ومتربتوش .
نظر الاثنان للؤي بحنق حتى تحدث رشدي بضيق :
_ يا عمي هو....
_ ولا كلمة قدامي منك ليه جاتكم البلا في صحوبيتكم الغبية دي .
نظر هادي بضيق لرشدي ثم تقدمه سريعا لينظر له رشدي بشر وقام بالاسراع من سيره حتى يسبقه وخلفمها لؤي يضرب كفه بالآخر ....
نظر هادي لرشدي ليجد أنه أصبح أمامه ليسرع هو من سيره أكثر حتى أصبح الأمر سباق بين الاثنين حتى منزل هادي وكان الاثنان يركضان في الشارع كالمجانين .....
وصل هادي اولا لباب المنزل الذي يجاور منزله وهو يتنفس بعنف شديد جراء الركض حتى هنا وخلفه رشدي الذي كان على وشك الفوز في ذلك السباق الأحمق لولا أن هادي غشه وأخبره أنه رأى ماسة ....
مد هادي يده ورن الجرس بسرعة وهو يبتسم بانتصار محركا حاجبيه لاستفزاز رشدي الذي تقدم ليقف جواره ....
ثوانٍ وفتح الباب ليقابلهم وجه امرأة ترمقهم من أعلى لاسفل بنظرات متأففة تزامنا مع وصول لؤي و وداد للمنزل :
_ نعم اتفضلوا عايزين مين ؟؟؟
اعتدل رشدي في وقفته ثم نظر باحترام للؤي الذي تقدمهم متحدثا بهدوء وتهذيب :
_ مساء الخير ..انا والد زكريا ودول اخواته .
عرف لؤي عن نفسه في انتظار أن تسمح لهم تلك السيدة بالدخول والتي لم تكن سوى نحمده التي تحركت بتأفف :
_ ايوة اتفضلوا .
نظر هادي لرشدي بغيظ شديد هامسا :
_ مالها الولية الحيزبونة دي ؟؟؟
هز رشدي كتفه بعدم فهم فهو بالطبع لاحظ ضيق وتأفف السيدة من رؤيتهم ...
تحركت نحمده للداخل يتبعها الجميع بهدوء شديد ليجدوا الجميع يجلس في البهو بشكل يوحي أنهم في جنازة وليس عقد قرآن....
نظر هادي حيث يجلس زكريا بصمت شديد حتى أنه لم يشعر بدخولهم أو بنظرات والده الحارقة التي وجهها له ...تحرك لؤي خلف نحمده وجلس على أحد المقاعد ...حينها شعر به زكريا الذي رفع نظره لوالديه بخجل شديد ونظرات الاسف تملء عينيه .
اشاحت وداد بنظرها للجهة الأخرى حيث منيرة تتجاهل ابنها فهي لا تود أن تظهر أمامه أنها تقبلت الأمر حتى وإن كانت سعيدة لاختياره فاطمة بعد أن كان عازفا عن الزواج، لكن يكفيها أنه لم يكلف خاطره ويخبرهم .
تنحنح لؤي ليخرج من هذا الجو المشحون ثم نظر حيث يجلس مرسي الذي كان يدور بانظاره على وجوه الجميع بحنق شديد لصمتهم، حتى قطع كل ذلك الصمت صوت لؤي وهو يقول بهدوء :
_ طبعا بعتذر من حضرتك على أننا طبينا عليكم كده بدون معاد ولا غيره بس زي ما انت عارف طيش شباب....
أنهى كلمته ببسمة يحاول بها إذابة الجليد .....
بمجرد انتهاء لؤي من الحديث حتى نظر هادي لزكريا لاويا شفتيه بتهكم شديد كسيدة عجوز رأت فتاة ترتدي ثياب كاشفة ...كان ينظر لزكريا من أعلى لاسفل بحنق شديد وهو يهز رأسه بخيبة أمل وكأن زكريا قد خيب ظنه .
ابتسم رشدي بسخرية على حركات هادي ..ليس وكأنه قام بالأمر ذاته منذ يوم ....ثم أعاد نظره للؤي الذي أكمل حديثه :
_ فعشان كده خلينا أطلب الموضوع بشكل لائق ....انا يا استاذ يشرفني اني اطلب بنتك لابني على سنة الله ورسوله ..
اهتز قلب زكريا ولا يعلم السبب لتلك الكلمة ...يا الله هو حتى كان يرى الزواج أمر بعيد جدا عنه ..لم يفكر يوما في الزواج أو في الفتاة التي يريدها زوجة وكأنه قد حذف ذلك الجزء من قاموسه والان جاء القدر وأهداه قاموسا جديدا صُنع خصيصا لأجل تلك التي تختفي في غرفتها في الداخل .
ابتسم مرسي بسمة متسعة وهو ينظر لزكريا ثم للؤي مجددا وبعدها قال سريعا دون أن حاول حتى يخفي لهفته :
_ تمام نكتب الكتاب دلوقتي ؟؟؟؟
شعر لؤي بشيء خاطئ في الأمر هو حتى لم يخرج ابنته ليروها أو لتجلس مع زكريا كما يحدث ...حتى لم يعيشوا فترة تعارف ..ترجم لؤي قلقه وافكاره تلك على هيئة نظرات محتارة وجهها لزكريا الذي نظر ارضا بخجل من الجميع ثم قال بعد صمت قصير :
_ بعد اذنك يا بابا انا حابب بس اكتب على فاطمة عشان اقدر اتعامل معاها براحة وفي إطار شرعي .
إن كان يظن بهذه الكلمات أنه خدع والده فهو لن يخدع والدته بها ابدا التي نظرت له بشك وقد تأكدت أن شيئا ما حدث .... و لولا أنها تعلم جيدا من هو زكريا ابنها الذي تربى على يدها لكانت ظنت بالأمر الظنون .
____________
بهذه السهولة ...انتهت حكايتها ...باعها والدها بالمجان .
أيا ليته باعها بالرخيص كما يقال، لا بل هو باعها بالمجان وحط من قيمتها أمام الجميع ...ولولا حديث زكريا بالخارج أنه كان يود سابقا أن يتزوجها لكانت رفضت الأمر حتى لو قتلها والدها...لكن نار زكريا ولا جنة ذلك العجوز الذي أحضره والده ...هي طامعة في كرمه أن يطلقها بعد فترة ويتركها لحال سبيلها .
أغمضت عينها بوجع شديد وهي تضع رأسها على الفراش بتعب لتشعر فجأة بالباب يفتح ويدخل والدها وخلفه عمتها ...ثوانٍ وصدح صوت والدها حاملا الدفتر بيده :
_ قومي امضي .
رفعت فاطمة عينها لوالدها ولم تجب لتقترب عمتها منها وتجذبها بعنف جاعلة إياها تجلس مستقيمة على الفراش ثم وضعت القلم في يدها متمتمة بغيظ شديد :
_ مش فاهمة هتموتي نفسك على ايه ؟؟؟ ده شاب وحليوة ماشا والله خسارة فيكِ ...اتنيلي امضي اخلصي .
رفعت فاطمة عينها التي امتلئت دموع وهي تنظر لعمتها بوجع شديد وقد ذكرتها بذكرياتها السوداء لتمضي بأصابع ترتعش وسمعت صوت والدها يخبرها أن تضع حجاب حتى يدخل الشهود لأخذ موافقتها ....
فعلت فاطمة ما طلب والدها ودخل كلا من رشدي وهادي ليستمعوا لموافقة العروس ...التي شردت قليلا في نقطة بعيدة حتى خرج صوتها وكأنه يأتي من بئر سحيق :
_ موافقة .....
__________________
_ ماسة ....
رفعت ماسة رأسها باعياء من على وسادتها وهي تستمع لصوت شيماء المنادي، لكنها شعرت وكأنه شاحنة قد مرت عليها جاعلة من جسدها يأن وجعا بمجرد تحريك اصبع .....
فزعت شيماء من مظهر ماسة لتركض لها وهي تتحدث برعب شديد عليها :
_ ماسة مالك كده ؟؟؟؟
بكت ماسة بوجع وهي تنظر لشيماء برؤية مشوشة :
_ هموت يا شيماء حاسة إن فيه عربية عدت عليا .
ابتلعت شيماء ريقها برعب شديد ثم اخرجت هاتفها بسرعة تحاول الاتصال برشدي لكن كان هاتفه مغلق..لذا خرجت سريعا من الغرفة وهي تصرخ باسم والدها :
_ بابا ...يابابا تعالى بسرعة ماسة تعبانة اوي ...
خرج ابراهيم من الغرفة سريعا برعب بسبب نداء ابنته وهو ينظر لها بفزع شديد لحديثها ثم ركض جهة الغرفة ليجد وجه ماسة قد احمرّ بشدة وعيونها تذرف الدموع بلا توقف وتأوهاتها تملء المكان كله .
_ يا ستار يارب ...مالك يا ماسة يابنتي حصل ايه ؟؟؟
رفعت ماسة عينها بتعب شديد لابراهيم وهي تحاول التحدث لكن لا شيء فقط تُحرك شفتيها بصعوبة شديدة ...
حملها ابراهيم سريعا وهو يحدق بشيماء التي تبكي جواره :
_ شيماء حطي طرحة على رأسها بسرعة يابنتي خليني اخدها لاي مستشفى ....
ركضت شيماء سريعا واحضرت حجاب ماسة الذي كان ملقيا على الأرض ووضعته على رأسها ثم تحركت خلف والدها بسرعة وخلفهم سحر التي فزعت من مظهر ابنتها تاركين في المنزل اسماء التي تحتضن ابن اختها الذي يبكي بخوف على أخته .
تحرك ابراهيم سريعا لسيارته وهو يضع ماسة في الخلف وجوارها تجلس شيماء التي كانت تبكي بشدة ...ثم صعد لمقعد السائق وهو يتحدث بسرعة :
_ كلمي اخوكِ يا شيماء خليه يجلينا على المستشفى اللي في الشارع الرئيسي ...
اخرجت شيماء هاتفها تحاول مجددا التحدث مع رشدي لكن لا رد :
_ تليفونه مقفول يابابا ومش عارفة أوصله.....
________________
_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير......
أنهى المأذون كلماته المعتادة التي تقال في نهاية تلك المناسبة السعيدة عادة لكن في هذ الحالة كانت الوجوه ما بين متجهمة وحاقدة ومترقبة ومرتاحة .....
ابتسم هادي بغباء وهو ينظر لرشدي بعيون مترجية :
_ بقولك يارشدي بما انك جيت من الشغل بدري اهو اروح اجيب امي والخلاط ونيجي نكتب الكتاب زي زكريا ؟؟ عشان نبقى احنا التلاتة كاتبين الكتاب ايه رأيك في الفكرة دي !؟؟؟؟
ادعى رشدي التفكير ثم قال :
_ انا عندي فكرة حلوة ...انت تفضل سنجل كدة خمس ست عشر عشرين سنة عشان تغزي العين عننا ..اصل لو احنا التلاتة اتجوزنا ناخد عين يا بني ..
_ يبقى أشغل الرقية الشرعية ...ها قولت ايه اروح اجيب جاتوه وورد والخلاط ؟؟؟
ابتسم رشدي بسمة سمجة ثم هز رأسه بلا ليضغط هادي على شفتيه بغيظ كبير ثم انتبه على صوت لؤي وهو يتحدث ببسمة وهدوء :
_ طب يا جماعة باذن الله بكرة نيجي نقعد كلنا سوا ونتفق على كل حاجة ....دلوقتي استأذنكم عشان معاد دوا الضغط .
أنهى حديثه يرمق ابنه بشر كبير ثم رحل من وداد التي لم تتحدث كلمة واحدة منذ بداية الجلسة تاركين زكريا يكاد يحترق محله بسبب الغضب الواضح الذي كان يسكن أعين والديه ...
نظر لهم زكريا ثوانٍ ولم يعرف ماذا يفعل هل يدخل ويجلس معها أم يرحل ام ماذا ؟؟؟
لكن كل ذلك اختفى حينما سمع صوت منيرة تناديه بهدوء شديد وهي ترمق زوجها ونحمده بجمود كبير :
_ زكريا يابني ادخل خد مراتك معاك لو سمحت .....
_____________________
خرجت شيماء من الغرفة التي ترقد بها ماسة وهي لا تشعر بشيء حولها منذ سقطت مغشي عليها في المنزل ..تقدم لها ابراهيم سريعا بخوف فهو انتظر في الخارج بينما دخلت ابنته وسحر معها :
_ ها يا شيماء يابنتي هي كويسة ؟؟؟
ابتسمت له شيماء وهي تربت على كتفه ثم ارشدته للمقعد حتى يجلس ثم تحدثت وهي تطمئنه :
_ أهدى يا بابا هي كويسة الحمدلله الدكتور قال حمى شديدة شوية بس هتاخد أدوية وتكون كويسة والحمدلله أننا لحقناها ....بس
صمتت شيماء وهي تلوي شفتيها بضيق :
_ بس هي عمالة تنادي على رشدي جوا وبتخرف باسمه وهو موبايله لسه مغلق ومش عارفة اوصله و....
صمتت فجأة وقد خطرت لها فكرة غبية قليلا لكنها سبيلها الوحيد لذلك ...انتبهت لصوت والدها وهو ينادي عليها :
_ ايه يابنتي روحتي فين ؟؟
_ ولا حاجة يابابا بس انا بعد اذنك هكلم هادي هو الوحيد اللي يقدر يروحله ويجيبه من الشغل بعد اذنك .
هز ابراهيم رأسه بارهاق وهو يشير لها بيده أن تفعل :
_ تمام بس بسرعة يابنتي .
اخرجت شيماء هاتفها سريعا وهي تبتلع ريقها بخجل ثم أحضرت رقمه الذي سجلته حينما ارسل لها رسالة وضغطت على زر الاتصال في انتظار أن يجيب عليها ....
_____________
كان يجلس رفقة رشدي بعدما أخذ زكريا زوجته للمنزل مع والديه حتى تنتهي منيرة من أمر زوجها ثم يعيد زكريا فاطمة مجددا فهو رفض أن يستضيفها في منزله بشكل دائم قبل أن يُشهر زواجهما في المسجد ويقيم لها زفافا كأي فتاة ..لتقترح منيرة أن يأخذها معه الان فقط حتى تنتهي من أمر زوجها وبعدها هي ستذهب لأخذها ولاحقا يتناقشون في أمر زفافهما وغيره من التفاصيل ...
وقتها دخل زكريا بعدما طرق الباب ليجدها تنام على فراشها بكل براءة وهدوء وعلى وجهها أثر دموع ...حسنا زكريا لا بأس فهي زوجتك وحلالك الآن ينقصك أن يعلم الجميع بزواجكما حتى يصبح صحيحا مائة بالمائة ....دخلت منيرة على زكريا لتجد أن ابنتها نائمة بهدوء وزكريا ينحني قبالتها في هدوء ينافس هدوء نومها ....
لذا تراجعت للخلف قليلا وهي تتنحنح بخفوت متحدثة سريعا وهي تخرج :
_ معلش يا ابني شيلها لان شكلها تعبان ومش هتصحى....
تحدثت وهي تكاد تخرج لولا كلمة زكريا التي اوقفتها ولا يعلم كيف حديث ذلك :
_ طب معلش لبسيها أي حاجة واسعة عشان وهي نايمة ممكن ...يعني قصدي هو إني .....
اه يا الله لما الأمر صعب هكذا؟؟؟ ابتلع ريقه وهو يرفع نظره لمنيرة يتأمل أن تكون قد فهمت عليه ..ابتسمت منيرة وهي تهز رأسها متفهمة ثم توجهت سريعا لدولاب ابنتها وأخرجت إسدال الصلاة وهي تطلب منه رفعها حتي تتمكن من جعلها ترتديه ...
حسنا هذا كثير عليه في يوم واحد ...اقترب منها زكريا ببطء وهو يرفعها جيدا وبحرص شديد لتصبح تقريبا بين أحضانه لتلبسها منيرة الاسدال سريعا ثم قبلتها بحب وهمست لزكريا :
_ معلش يابني خدها معاك ولما ابوها يمشي هاجي انا أخدها عشان متسمعش حاجة تزعلها كفاية اللي سمعته لغاية دلوقتي ...
هز زكريا رأسه مبتلعا ريقه بتوتر ينظر لتلك التي تستوطن أحضانه للمرة الثانية، لكن هذه المرة وهي زوجته ...لا يعرف لماذا لكن عندما رأى والدتها تنحني مقبلة إياها اراد هو الآخر أن يقبلها قبلة صغيرة وشعور في داخلها أنه يحمل طفلته لا ينفك يتركه كلما اقترب منها .....
تحرك زكريا للخارج وهو ينظر لرشدي وهادي نظرة فهم الاثنان معناها ليتحركوا أمامه سريعا يراقبون له الطريق فلا أحد يعلم أنها زوجته وقد تتكاثر الأقاويل عليهما.....
سار زكريا بها حتى وصل البناية الخاصة بها ليتركه كلا من هادي ورشدي بعد أن ألقى عليهما كلماته المقتضبة :
_ هادي بلغ الشيخ ساجد اني هعمل اشهار لعقد زواجي بعد صلاة الجمعة بكرة ....
أنهى حديثه وهو يصعد الدرج بها تاركا خلفه رشدي وهادي ينظران لبعضها البعض بتعجب ومازالت الصورة لم تتضح بعد ....
ذهب الشابان حتى القهوة ليجلسا عليها بهدوء شديد ليتبعهم بعد دقائق زكريا الذي جلس وهو يتنفس بعنف شديد وكأنه كان يركض لاميال....
رفع زكريا نظره للاثنين بتعجب لتلك النظرات التي يرمقونه بها :
_ فيه ايه ؟؟؟ بتبصوا كده ليه ؟؟؟
ابتسم رشدي وهو يضرب هادي بمشاكسة غامزا له بقصد اغاظة زكريا :
_ هو ده بقى الموضوع يا شيخنا اللي قولتلي هكلمك فيه !؟؟؟
نظر له زكريا بملل وهو يقلب عينه عالما بداخله أنه لن يسلم من حديثهما وقد تحققت مخاوفه وهو يصله صوت هادي الممازح :
_ مقولتلناش يعني انك مدلوق بالشكل ده ؟؟؟
حتى هو لم يكن يعرف ذلك هكذا فكر زكريا في نفسه وهو يستمع لصوت رشدي الجاد :
_ لا بجد يا زكريا ازاي تتجوز بالشكل ده ؟؟؟ ده هادي الاهبل آخره كان يدخل بخلاط ...إنما أنت ما شاء الله داخل بمأذون على طول .
حسنا ماذا يخبرهما أنه لم يكن حتى في أكثر أحلامه جموحا ليفعل شيئا كهذا دون دراسة طويلة وتفكير طويل جدا .... وأنه ذهب لهناك حتى يلحق بها وعندما وجد والدها سيضربها تدخل سريعا وبدأت الأمور تتعقد منه ...هو حتى لم يكن يفكر في الزواج ليس الان على الاقل ...لكنه قال ما قاله بشأن رغبته السابقة في الزواج منها فقط لوقوف فاطمة وسماعها كل ما يحدث وعرض والدها لها عليه بهذا الشكل ...فهو إن كان عرض عليه الأمر بشكل شخصي وحدهما كان سيفكر وقد يرفض فهو بالطبع لم يقع في حبها بهذه السرعة التي تؤهله للزواج منها دون تفكير أو حتى سؤال عائلته والمقربين منه ...لكن ذلك الذي يدعى والدها بكلامه عنها وعرضها بذلك العرض الوضيع وعلى مسامعها لم يدع له فرصة للرفض حتى لا يجرحها أكثر ...بل تحدث وقال أنه كان يرغب في الزواج به من الأساس حتى لا يخجلها أمامه ...رغم عدم إنكاره أن هناك جزء داخله قد بدأ يميل لها وهذا سبب رفضه تحفيظه لها وقفل أي باب للشيطان ليأتي القدر ويجعلها بين ليلة وضحاها زوجته ...
_ عادي يعني انا اساسا كنت بفكر في الموضوع ده من فترة لاني بحب اكون واضح وانتم عارفين ...
هكذا برر زكريا الأمر أمام أصدقاءه فهو إن رفض كسرها أمام نفسها فلن يفعل أمام أحد حتى لو كان ذلك الأحد أصدقاءه الذين لا يملك اغلى منهم ولا يوجد أقرب منهم لقلبه ....
ابتسم هادي وهو يحرك يغمز له :
_ زيدي يا زيدي قال والاستاذ كان بيهزقني على اللي عملته
قاطع حديثهم ذلك رنين هاتف زكريا برسالة أتت له من والدته تطلب حضوره حتى لم تهاتفه ..يبدو أن الأمر لن ينتهي بهذه السهولة .
تنهد زكريا بتعب وهو ينهض مبتسما :
_ حسنا استأذنكم فقد اشتعلت الحرب في الأعلى...سأقابلكم غدا في محل والدي ونجلس سويا ونكمل حديث .
أنهى حديثه راحلا سريعا وهو يدعو ربه داخله أن ينتهى الأمر على خير ....
ليله صوت هادي وهو يتحدث بصوت عالي :
_ حدثني إن احتجت الدعم أمام الحاج لؤي .....اشهر سلاحك يا فتى فلن ينفعك لسانك مع والدك
نهض رشدي وهو يشير لداخل القهوة متحدثا بملل :
_ هشوف الاستاذ اللي جوا أخر المشاريب ليه ؟؟؟
رفع هادي حاجبه بتهكم واضح :
_ هو الاستاذ مش مستعجل كالعادة ليه ؟؟ اتخانقت مع ماسة صح ؟؟
هز رشدي رأسه متجها للداخل :
_ موضوع طويل هجيب المشاريب واجيلك ....
رحل رشدي تزامنا مع ارتفاع رنين هاتف هادي الذي لم يصدق عينه وهو يرى اسم " دبدوبي الصغير " يعلو شاشته مفكرا ببسمة أن شيماء إن رأته ستخنقه ....
رفع الهاتف سريعا على أذنه قبل أن تغلق المكالمة وهو يتصنع الغضب منها بسبب آخر موقف لهما معا :
_ نعم عايزة ايه ؟؟؟
صدمت شيماء من لهجته وكادت تتحدث لولا صوته الذي قاطعها بحنق شديد :
_ اوعك تكوني فاكرة إن لما تتصلي تعتذري هرضى على طول ؟؟؟ لا يا هانم مش اقل من خمس ست سبع اتصالات عشان ارضى .
ابتسمت شيماء من الجانب الآخر بيأس عليه وهي تحاول التحدث :
_ انا اساسا مش .....
قاطعها هادي بحزم وضيق :
_ متبرريش لو سمحتي انا شوفتكم بعنيا الاتنين ...
_ يابني اسمعني ر.....
قاطعها هادي مجددا متقنا دوره الغاضب :
_ لا يا شيماء مش بالسهولة دي اسامحك لا يا ماما .....مش اول ما تتصلي اقولك خلاص سامحتك ومحصلش حاجة .
نفخت شيماء بضيق وهي تصمت ليكمل هو حديثه بتذمر كطفل صغير :
_ يعني مثلا طالما أنتِ اتصلتي بيا يبقى حسيتي بالذنب .....كان ممكن تتعبي نفسك شوية وتقولي كلمتين حلوين تجبري خاطري بيهم لاني زعلان اوي على فكرة ...
صاحت شيماء بحنق شديد من حديثه :
_ يا بني انا متصلة عشان عايزة رشدي وهو فونه مقفول ...
_ اصلا ؟؟؟يا واطية.
_ مين دي اللي واطية ؟؟؟
كان ذلك صوت رشدي الذي خرج يحمل في يده صينية المشروبات الخاصة به وبهادي وزكريا ...استدار هادي وهو يجيب بغيظ يمد يده بالهاتف له :
_ اختك ....اتفضل كلمها ومعلش ابقى اتعب شوية في تربيتها عديمة الشعور دي وقولها إن الجفا بيعلم القسوة .
أنهى حديثه وهو يزم شفتيه كطفل و ينأى بنظره بعيدا عن رشدي الذي كان يفتح فمه بصدمة لما يقوله هادي متسائلا عن سبب اتصال شيماء به وعن سبب حديث هادي الغبي متوعدا له بالضرب بعدما ينتهي من حديثه مع أخته ...
مد هادي يده وانتزع مشروبه ثم جلس بهدوء جوار رشدي يدعي عدم الاهتمام رغم حواسه المتحفزة لكل كلمة تخرج من رشدي ...
_ ايوة يا شيماء فيه ايه ؟؟؟
تحدثت شيماء سريعا وبعدم تصديق فهي ظنت أن اخيها في العمل وليس مع هادي ....لذا سارعت سريعا في التحدث بما جعل دماء رشدي تجف في عروقه :
_ رشدي كنت فين بقالي ساعة بكلمك وتليفونك مقفول ....ماسة تعبت اوي واخدناها على المستشفى ............
_______________
بمجرد دخوله للمنزل حتى استقبلته شرارات الغضب التي تخرج من والده و نظرات خيبة الأمل التي تصوب إليه من والدته ...ابتلع ريقه يفكر جيدا في طريقة لارضائهما دون أن ينزل من قدر زوجته أمامهما .....
_ ممكن الاول ادخل استحمى واغير هدومي لاني تعبان جدا وبعدها أخرج ونتكلم براحتنا ...
هذا كل ما استطاع التحدث به محاولا الحصول على فرصة أخرى للتفكير في مخرج لما وقع به ...لكن كل ما وصله منهما هو صمت شديد ونظرات حانقة لينهض سريعا متجها صوب غرفته داعيا الله أن يلهمه القوة لحل هذا الأمر ....
دخل غرفته سريعا وحمل ثيابه ثم اتجه صوب مرحاضه سريعا غافلا عن تلك التي تتوسط فراشه ...فهو حينما جاء بها وضعها على الأريكة تبعا لأوامر والدته ثم هبط سريعا لأصدقاءه ليقوم والده سريعا بعدما تأكدت وداد أنها بخير بإدخالها لغرفة ابنه فهي بالنهاية زوجته .....
كان زكريا يقف أسفل المياة وهو يتنفس بعمق محاولا التفكير في شيء لكن وبعد دقائق لم يصل لحل لذا فكر أن يخبرهم نفس السبب الذي أخبره لأصدقاءه رغم علمه أنهم لن يتركوه بسهولة.....
خرج من المرحاض وهو يتنهد بتعب شديد مرتديا شورت قصير نسبيا و يجفف شعره بمنشفة صغيرة،
لم يرى تلك التي كانت أعينها تتسع بعنف شديد لما تراه فهي ترى أمامها رجل عاري الجذع دون أن تستطيع تمييز ملامحه من المنشفة لذا سريعا شعرت بالهواء يسحب من الغرفة وبجسدها يتيبس ....
ابعد زكريا المنشفة من على وجهه وهو يتجه لخزانة ملابسه لكن توقف فجأة وهو يرى تلك التي تتوسط فراشه ليسرع ويحاول اخفاء جذعه عنها برعب شديد فهو لم يعتد يوما أن يظهر عاري الجذع أمام فتاة أو امرأة حتى والدته منعها منذ كان طفل في العاشرة من رؤية حتى جزعه العلوي عاري بسبب خجله الشديد من الأمر ...ليدرك زكريا في هذه اللحظة أن تلك الفتاة التي يحتضنها فراشه بهذا الشكل خُلقت لتكسر حدوده واسواره واحدا تلو الآخر .....خرج زكريا من شرودن على صرخة فاطمة التي صمّت آذان الجميع ليفتح عينه بفزع وهو يرى تلك الحالة تعود إليها مجددا وجسدها يُشل تقريبا وقد أصبح تنفسها بطئ بشكل مرعب لذا ودون تفكير ركض لها زكريا وهو يصرخ باسمها في فزع كبير جاذبا اياها لاحضانه بقوة ثم...........
___________________
كانت الأجواء ساخنة وبشدة وكأن أحدهم أشعل للتو في المنزل وهذا ما حدث بالفعل فكانت منيرة تقف في منتصف المنزل بتحفز شديد أمام نحمده تستعد للانقضاص عليها ولن يمنعها شيء عن ذلك حتى زوجها الذي يتوسط الأريكة بكل أريحية وكأنه تخلص من عبء كبير بزواج ابنته .....
_ تمام يا منيرة بس مترجعيش تندمي لما الاستاذ اللي جريتي عليه تجوزيه بنتك يرميها بعد ما يعرف اللي هي عملته ...على الاقل الراجل اللي جابه مرسي عارف اللي فيها وراضي
كانت تلك كلمات نحمده الحاقدة والتي لا تقبل حتى الآن أمر زواج فاطمة من هكذا شاب ...وابنتها حتى اليوم كل من تقدم لها كان أقل من مستواها .
ابتسمت منيرة بسخرية متسائلة :
_ وياترى بقى ايه اللي عملته بنتي يا ست نحمده يمنعها تتجوز من واحد كويس ومحترم وتعيش زي بقية خلق الله ؟؟؟
أطلقت نحمده ضحكة عالية ساخرة وهي ترمي بكلمات كالسم على مسامع اخيها وزوجته غير مراعية أن من تتحدث عليها هي في النهاية ابنة اخيها وليست غريبة، لكن حقدها قد اعماها عن رؤية الأمر :
_ متعشيش الدور يا منيرة الله يكرمك لان انا وأنتِ والعيلة كلها وكل الناس عند بيتكم القديم عارفين كويس اوي إن......
صمتت ثم تحدثت موصبة هدفها لمنتصف قلب منيرة :
_ بنتك مش بنت بنوت يا عنيا ....
حسنا هنا ويكفي ..ثوانٍ وكان خد نحمده يستقبل كف منيرة في لطمة عنيفة أودعت بها كل الذل الذي تعرضت له مع ابنتها من أشخاص نُزعت الرحمة من قلوبهم ...لتصرخ بصوت عالي رجّ جدران المنزل :
_ اخرســــــــــــــي ....بنتي اشرف منك ومن اللي خلفوكي ..
_ منيــــــــــرة.
ألتفتت منيرة لزوجها الذي هرع سريعا ليبعد بينهما تهدر في وجهه بعنف شديد غير عابئة لشيء :
_ ايه وجعتك الكلمة اوي يا مرسي ؟؟؟ وكلامها على بنتك مش هامك ؟؟؟
رفعت نحمده عينها بشر لمنيرة وهي تصرخ في وجهها بغضب شديد اعماها :
_ بتضربيني يا زبالة عشان بقول الحقيقة ؟؟؟ وياترى لو سكتيني دلوقتي هتسكتي بقيت الناس ازاي ؟؟؟
صرخت منيرة بقهر وحسرة على ابنتها التي ذاقت من الدنيا ما يكفي لينهار جبل :
_ عنهم ما سكتوا ...كفاية اني عارفة كويس اوي إن بنتي مغلطتش .
صمتت قليلا لتكمل بدموع ونحيب عالي :
_ لان زي ما قولتي أنتِ الكل عارف اللي حصل يا نحمده وعارفين كويس أوي إن بنتي شريفة وأنها مش بنت بنوت فعلا بس مش بمزاجها.....الكل عارف يا نحمده إن بنتي تم اغتصابها بس الظاهر إنك أنتِ اللي مصرة على تجاهل الموضوع وماشية تتهمي بنتي أنها لوثت شرف العيلة .....
صمتت قليلا تحاول التنفس من بين شهقاتها العالية لتكمل :
_ عمري في حياتي يا نحمده ما هنسالك كلامك ده وجوز بنتي انا بنفس هقوله ....
كاد مرسي يزجرها عن التحدث لتقاطعه منيرة وقد وصلت لأقصى حد من تحملها صارخة بهم :
_ مش ده اللي عايزينه ؟؟؟ هروح اقوله يا مرسي يمكن يكون احن عليها من اللي منها ... هروح اقوله إن مراته تم اغتصابها وهي لسه بنت ١٧ سنة..........
_____________________
دمتم سالمين ♥️
شيخ_في_محراب_قلبي
الخامس_عشر
شعور أنها مراقبة لا يكاد يتركها كلما خرجت من منزلها ...وكأن هناك شخص يسير خلفها في كل مكان كظلها.
ابتلعت بثينة ريقها بخوف وهي تسرع من خطوات قدمها تدخل أحد الشوارع وكل ثانية وأخرى تنظر خلفها برعب شديد وكأن شبحا يلحق بها ..حسنا لن تكذب وتقول أنها لم تفكر لثوانٍ في هذا الاحتمال، أن يكون المراقب لها من الأشباح فهي كلما التفتت فجأة لم تجد أحد خلفها مما عزز تلك الفكرة داخل رأسها ..
توقفت فجأة على جانب أحد الأزقة الضيقة تنظر حولها بريبة شديدة وكأنها على وشك السرقة لكن توقف قلبها عن الخفقان وهي تستمع لصوت جوار أذنها يتحدث بهمس :
_ الجميل ماله خايف كده ؟؟؟
صرخت بثينة برعب وهي تلتفت سريعًا لذلك الذي يشرف عليها بطوله وجسده الضخم ...تضع يدها على صدرها بفزع شديد تحاول تنظيم تنفسها ثم نظرت حولها بخوف قبل أن تدفعه بعيدا عنها بغضب جحيمي :
_ انت غبي !؟؟ كنت هتوقف قلبي ...
صدرت قهقهات من ذلك الرجل وهو ينظر لها بنظرات ساخرة محتقرة :
_ اللي يشوفك وأنتِ مرعوبة كده ما يشوفكيش وأنتِ ماشية تخبطي في خلق الله .
قلبت بثينة عينها بغيظ شديد وهي تتحدث بضيق :
_ قُصره ...طلبت تقابلني ليه ؟؟ مش قولت إن أخري معاك كان إني اجبلك الرقم بتاعها ؟؟؟
التوى ثغر الرجل ببسمة جانبية ساخرة ثم قال وهو يلقي قنبلته :
_ الاستاذ جوزها بيدور ورايا فقولت اقولك تاخدي بالك من حركاتك الايام الجاية لاحسن تتقفشي و....
أنهى حديثه بغمزة من عينه وهو يضحك للرعب الذي ملء وجهها وهي تتحدث بتقطع وخوف شديد :
_ رشدي ؟؟؟ وهو ...هو عرف منين ؟؟؟
_ يمكن عشان ظابط مثلا ؟؟؟ عموما هو معرفش حاجة عني بس هو بدأ يدور ورا الرقم عشان يعرف أصله فأنا ببلغك تاخدي بالك .
هزت بثينة رأسها وهي تفكر في تلك الورطة التي أوقعت نفسها بها، بسبب تسرعها ورغبتها في الانتقام من ماسة بعدما عرفت أن ماسة تعرف الكثير عنها مما تخفي عن الجميع ...
_ تمام اسمعني انا معرفكش ولا انت تعرفني ...انت كنت حابب حد يوصلك ليها وانا بس عطتك رقمها يعني لو وقعت انا مليش فيه ..إنت فاهم ؟؟؟
هز الرجل رأسه ومازالت تلك البسمة الساخرة والخبيثة في نفس الوقت مرتسمة على فمه لتستدير بثينة سريعا وهي ترحل قبل أن يلمحها أحد رغم حرصها على مقابلته خارج الحارة ...
نظر الرجل لاثرها بنظرات مقززة وهو يمرر أنظاره على جسدها من أعلى لاسفل عاضا شفتيه بنبرة شهوانية :
_ وماله ياقمر بكرة يجي اليوم اللي تعرفيني كويس ..
____________________________
كاد لؤي يركض سريعا لغرفة ابنه لسماع صوت صراخ فاطمة لولا يد وداد التي منعته من ذلك متحدثة بهدوء :
_ سيبه مع مراته يا لؤي أيا كان اللي بيحصل هو هيتصرف ولو احتاج مساعدة هتلاقيه بينادي ...
توقف لؤي محله قليلا وهو ينظر بتردد للباب وقد هدأت الصرخات فجأة ثم بعدها تحرك بعدم اهتمام مصطنع جهة الأريكة يشغل التلفاز ببرود شديد ...
في الداخل :
انتبه زكريا لتلك الحالة التي عادت مجددا لزوجته وحدث مثلما حدث المرة السابقة فقد تيبس جسدها وكأنها شُلت وأصبح تنفسها بطئ بشدة وكأنها على وشك لفظ أنفاسها الأخيرة لذا ودون تفكير ثانية كان يركض جهتها جاذبا إياها لاحضانه في عناق كبير ثم أخذ يهدهدها كطفلة صغيرة وهو يقرأ على مسامعها بعض الآيات القرآنية وهي فقط تتنفس بعنف بين أحضانه وهو مازال يتلو الآيات على مسامعها ويشدد على عناقها أكثر واكثر حتى كاد يدخلها لاحضانه متذكرا حديث والدتها له بأنها في تلك الحالة تحتاج فقط للشعور بأن أحد جوارها وأنها ليست وحدها لذا كان يشدد على عناقها يدفن وجهها في رقبته وهو مستمر بتلاوة الآيات ...
بينما فاطمة بمجرد رؤية رجل ذو جذع عالي حتى عادت لرأسها تلك الذكريات السوداء بعدما أفاقت من أغمائها و وجدت أحد الرجال يخرج من المرحاض وهو يجفف شعره متحدثا بنبرة مقززة مبتسما بخبث :
_ صباحية مباركة يا قمر ....
أغمضت فاطمة عينها بشدة تشتم رائحة غريبة عليها وصوت حنون اجش يقتحم غيمتها السوداء وهو يقرأ عليها بعض آيات القرآن بلطف وصوت ملائكي لتبدأ بالهدوء شيئا فشيء و بعض الشهقات تخرج من فمها كل فترة ..
شعر زكريا بارتخاء جسد فاطمة ليبدأ في التحدث إليها بهمس حنون بشدة وكأنه يتحدث مع ابنته الصغيرة :
_ اششش انا هنا معاكِ متخافيش ...انا جانبك دايما.
مدت فاطمة يدها دون وعي تحيط بها عنق زكريا بشدة وكأنها تخشى رحيله وعودة تلك الذكريات السوداء إليها مرة أخرى ..لتخرج همسة صغيرة من بين شفتيها ودون شعور بأي شيء سوى ذلك الدفء الغريب عليها والذي لأول مرة تشعر به :
_ متسبنيش..
ومجددًا تلك الكلمة تكررها على مسامعة تستفز بها كل ذرة مسؤلية داخله تجاهها وكأنه لم يتزوج للتو بل حصل على طفلته الأولى التي يشعر جهتها بمسؤولية كبيرة جدا ولا يعلم لماذا هذا الشعور معها هي بالتحديد ؟؟؟ ربما لأنها زوجته، لكنه شعر أيضا بنفس الشعور قبل زواجه منها، أو ربما بسبب نظراتها الحزينة التي يراها دائما ...حسنا لا يهم كل ذلك المهم أنه بالفعل يشعر تجاهها بمسؤولية كبيرة إلى جانب بعض المشاعر الغريبة والتي لا يود حقا تفسيرها .
انتبه زكريا لانتظام انفاس فاطمة بجانب عنقه وقد علم منها بنومها، لذا اعتدل قليلا وهو يحاول جعلها تتسطح على فراشه لكن بمجرد أن مدّ يده ليبعدها عن أحضانه حتى تشبثت به فاطمة أكثر وهي تبكي في نومها متمتمة بخوف :
_ لا خليك معايا ..متسبنيش .
ابتلع زكريا ريقه وهو ينظر إليها قليلا قبل أن يعتدل بجسده يستند على ظهر الفراش خلفه جاذبًا اياها بين ذراعيه في وضعية افضل ثم نظر لها ببسمة لا يعلم مصدرها أو سببها حتى ...يقترب منها محققا حلمه الذي أراده منذ رؤيته لمنيرة تقبلها ...فــ اقترب مقبلا إياها بحنان شديد من وجنتها وبعدها جذب الغطاء عليهم ...فأصبح هو يستند بظهره على الفراش خلفه وهي تنام قريرة العين بين أحضانه ...زوجته الصغيرة والتي كاد يفتن بها لولا طلبه من والدته أن تحفظها هي لكن ها هو القدر يصر على جمعهما معا وتحت مسمى جديد ...زوجته، كرر زكريا الكلمة بتعجب شديد من وقعها عليه فها هو قد تزوج بعدما كان يبعد تلك الفكرة عن رأسه رافضا إياها في ذلك الوقت، لكن ها هو يجلس على فراشه يضم بين أحضانه زوجته التي لا تتخطى معرفته بها ايام فقط .
تنهد زكريا وهو يغمض عينه تاركا كل شيء لحتى يستيقظ ناعما بذلك الدفء الجديد على فراشه وتلك الاحضان الغريبة عليه ..ارتسمت بسمة ساخرة على جانب فمه وهو يتذكر حساسيته الشديدة تجاه جميع النساء ورفضه حتى لمجرد لمسة عابرة ولو بالخطأ ها هو يحتضن امرأة غريبة تقريبا وكأنه عاشق لها وليس شخص عرفها من ايام فقط وقد كانت غريبة عليه ...و ها قد أضحت تلك الغريبة امرأته .
_______________________
ركض رشدي بجنون في طرقات المشفى يتبعه هادي الذي فزع لحالته حينما أنهى اتصاله مع أخته ...كان يسير رشدي في ممرات المشفى وهو يبحث بعينه عن رقم الغرفة الذي علمه من أخته ...
داخل الغرفة كانت ماسة تضحك بتعب شديد على تذمرات شيماء من هادي :
_ مش فاهمة هو شايف نفسه ايه ؟؟؟ قال مفكرني اتصلت عشان سواد عيونه ..
صمتت قليلا ثم أخذت تتحدث بنبرة خشنة بعض الشيء مقلدة هادي :
_ طالما اتصلتي يبقى حاسة بالذنب ...يلا راضيني بقى ..
ازدادت ضحكات ماسة وهي تضع يدها على صدرها بوجع بينما سحر كانت تنظر لهما بيأس ثم قالت وهي تنهض :
_ هروح اجيب اي حاجة اشربها بدل القعدة اللي كلها تنمر دي .
انهت حديثها تاركة كلا الفتاتين تنظران في اثرها ببسمة حتى تحدثت ماسة بمشاغبة ومازالت نبرتها مجهدة وبشدة. :
_ سيبك من سحر يابت وقلديلي هادي شكلك مسخرة وأنتِ بتقلديه ..
ابتسمت شيماء بغباء وحماس وهي تنهض من الفراش الخاص بماسة التي تحسنت قليلا وأصبحت قادرة على التحدث بعدما كانت تتنفس بصعوبة ...
توسطت شيماء الغرفة وهي تنفخ صدرها بشدة، تقف وهي تفتح قدميها بشكل مثير للضحك ثم تحركت في الغرفة كبطريق متحدثة بصوت رخيم اجش تحاول منه تقليد صوت هادي :
_ اسمع يا رشدي انا هروح اجيب امي والخلاط وهاجي اتجوز اختك ..
عند هذه اللحظة لم تتمكن ماسة من التحمل فصرخت من الضحك تراقب مشية شيماء وهي تفتح قدميها بغباء شديد نافخة صدرها حتى كادت تفقد أنفاسها ..
استمرت شيماء في تقليد هادي وهي تركض ومازالت تفتح قدمها بغباء تقلد هادي أثناء نداءه لرشدي :
_ رشدي ...رشدي ااااا
كانت تتحدث وهي تمثل وكأنها تركض خلف رشدي بهيئة هادي لكن وأثناء ذلك استدارت فجأة لتجد أن رشدي وهادي يقفان على باب الغرفة والبلاهة هي كل ما يظهر على ملامحهما .
كان هادي يرمش بعدم استيعاب يرى تلك الغبية تقلده بهذا الشكل المضحك ...بحق الله هو حتى لا يسير بهذا الشكل البشع الذي تقوم به .
رفع رشدي حاجبه وهو يمرر أنظاره على زوجته واخته ...يا الله ما هذا الغباء الذي يحاط به ..
ابتلعت شيماء ريقها بصدمة وهي تعتدل في وقفتها وتجلي حلقها بتوتر مشيرة لماسة التي فور رؤيتها لرشدي حتى ادعت الإغماء وهي تلقي يديها جوارها مخرجة لسانها وكأنها للتو ماتت خنقا :
_ ماسة هي اللي قالتلي .
__________
_ تمام يا مرسي مش انت عملت اللي انت عايزة ؟؟؟
ممكن بقى تسيبني انا وبنتي في حالنا ؟؟
صدم مرسي من حديث زوجته هل تمنعه الآن من ممارسة حقه كأب وزوج ؟؟؟ ويبدو أن منيرة ادركت فيما يفكر لتتحدث بهدوء وحيادية تحاول أن تتحكم في غضبها قليلا فبالنهاية هذا زوجها ويجب عليها احترامه حتى وإن لم يستحق ذلك :
_ هتفضل اب لبنتك دايما يامرسي ..انا مش بقولك اني بمنعك تكون ليها اب ...بالعكس أنا بتمنى أنك تكون اب ليها ولو ليوم واحد يا مرسي .
صمتت تراقب ملامح الاستنكار التي تعلو وجه زوجها وكأنها رمته للتو بأتهام باطل سخرت في نفسها وهي تسمع صوت نحمده التي اكتفت مما تقوله زوجة اخيها :
_ قصدك ايه يا منيرة ؟؟؟ محسساني إنه ماسك الكرباج ونازل جلــ.د في بنته ...مش كل اللي بيعمله عشان مصلحتها ؟؟؟ واديكي شايفة اهو جوزها لواحد ماشاء الله
_ ياريته كان جلــــ.دها ...ياريته، بس هو معملش كده هو دبحها يا نحمده ...بعدين مين ده اللي جوزها ها ؟؟؟
كانت توجه نظراتها الحادة لوجه نحمده قائلة بغضب مجنون :
_ جوزها مين معلش ؟؟؟ ده كان جايب واحد عجوز يجوزها ليه ولا أنتِ مكنتيش معانا ؟؟؟ ولو زكريا اتجوزها فده كرم ورجولة منه هو مش فضل من اخوكِ .
صدمت نحمده من حديث منيرة التي تخطت به كل الخطوط الحمراء وهي التي لم ترفع يوما صوتها على أحد وكانت دائما تختبأ إذا ما سمعت مواء قطة بالقرب ...ها هي ذا تنتفض أمامهم وكأنها على وشك الهجوم عليهم .
صمتت نحمده ولم تتحدث بكلمة أخرى فهي لا تضمن ردة فعل منيرة قد تطردها وابنتها من المنزل ولا تجد مكان تذهب إليه، بينما كان مرسي صامت صمت مريب يستمع لكن ما تقوله زوجته عنه دون حتى كلمة اعتراض من جهته ...
نظرت منيرة لهما ببسمة سعيدة بسيطرتها على الأوضاع هنا لتتحدث بعد صمت طويل عن المكان :
_ من انهاردة محدش فيكم هيتدخل في حياة بنتي ولا حد ليه الحق يتحكم فيها غير جوزها وبس .
____________________
كانت تغمض عينيها ناعمة بدفء غريب ..دفء ودت لو تعيشه طوال حياتها ..ابتسمت أثناء نومها وهي تتشبث أكثر بذلك الشيء الذي يضمها ثم اقتربت اكثر وهي تقبل ذلك الشيء بحب وراحة شديدة ..
بينما كان زكريا يكاد ينفجر خجلا مما تفعل فهي تلتصق به بشكل خطير جدا...وهو لم يعتد على أن يلمس امرأة غير والدته والآن تأتي هذه وتلتصق به بهذه القوة ؟؟؟ بل وتقبل صدره أيضا .
حاول أن يتنفس ليهدأ نفسه، ثم مد يده بتردد وهو يربت على رأسها بحنان هامسا بصوت خافت :
_ فاطمة ..
لم تجبه فاطمة رافضة أن تخرج من تلك الغيمة التي تحيطها بكل راحة، لكن زكريا عاد مجددا ونادى عليها وهو يحاول تهدأته ضربات قلبه التي تكاد تخرج من صدره :
_ فاطمة اصحي ...
فتحت فاطمة عينيها قليلا لا تعي شيء حولها و دون شعور منها أو حتى تعلم سبب فعلتها اقتربت من زكريا وهي مازالت تغلق عينها بعض الشيء ثم كوبت وجهه قليلا واقتربت منه وقبلته في خده وبعدها أحاطت رقبته واكملت نومها وكأنها كانت بحلم أو ما شابه تاركة زكريا يكاد قلبه يتوقف عن الخفقان وانفاسه تتسارع وهو يهمس :
_ ربــــــــاه...سيتوقف قلبي .
حاول زكريا الابتعاد عنها بعدما فشل في جعلها تستيقظ وللحق هو في هذه اللحظة لا يتمنى ابدا أن تستيقظ وتراه بهذا الشكل .
وبمجرد أن نزع رأسها من على صدرها ووضعها على الفراش حتى انتزع جسده من الفراش بسرعة وهو يغادره ببطء حذر يبتعد للخلف بظهره موجها نظره لها يود ارتداء ثيابه قبل أن تستفيق، لكن ليست كل الاماني تتحق فبمجرد ابتعاده عنها حتى شعرت فاطمة وكأنها سحبت فجأة من ذلك الدفء والقيت ارضا بعنف لتفتح عينها بانزعاج تنظر حولها لترى الشيخ أمامها ينظر لها بشكل غريب متراجعا للخلف وكأنه لص وكان فقط يرتدي شورت قصير ولا شيء آخر ...
توقف زكريا عن التحرك وهو ينظر لها بصدمة وهي تبادله نفس النظرات ...استمر الوضع لثوانٍ دون أن يقدم أحد على التحرك انشا واحدا وكأنهما تجمدا .
قطعت فاطمة تلك اللحظات من الصمت المريب بصرختها التي صدحت في المنزل كله .....
___________________
_ ماسة هي اللي قالتلي ..
تحدثت شيماء بخجل تكاد تبكي مما وضعت فيه نفسها بسبب الغباء مشيرة لماسة التي تدعي الإغماء بشكل مثير للضحك مخبرة إياهم أن ماسة هي صاحبة الفكرة .
اقترب هادي وهو يلوي شفتيه لأعلى بتشنج ناظرا لشيماء ثم تحدث بسخرية كبيرة :
_ هو انا بمشي زي ما بتعملي كده ؟؟؟
نظرت له شيماء بخجل شديد لينظر لها هادي بحنق وهو يتحدث بغيظ :
_ بعدين انا بمشي فاتح رجلي بالمنظر ده ؟؟؟ ليه عندي تسلخات ؟؟
احمر وجه شيماء بشدة من حديثه تنظر له بحنق، لكن ليس هادي من يصمت ليكمل حديثه بسخرية لاذعة :
_ بعدين بتجيبي سيرة الخلاط بتاعنا ليه ؟؟؟ ده شاهد على خطوبتنا
تأفف رشدي مما يحدث ليتحرك جهة زوجته التي تدعي الموت تقريبا فهذا ليس مظهر مريضة نائمة ابدا ...وقف رشدي أمام الفراش وهو يهز ماسة بسخرية :
_ ماسة يا حبيبتي أنتِ عندك حمى ...مش ميتة محروقة .
استمرت ماسة في ادعاء الإغماء ليقترب منها رشدي مبتسما بسخرية وهو ينحني مقتربا منها بشكل كبير مستغلا انشغال شيماء بشجارها مع هادي الحانق :
_ طب على الاقل دخلي لسانك بدل ما أنتِ شكلك زي المخنوقة كدة.
لم تتحرك ماسة سنتي واحد أو ترمش حتى ليبتسم رشدي وهو يقترب مقبلا وجنتها بحنان شديد لعدة ثوانٍ قبل أن ينتبه أحد، ليجد ماسة تستدير للجانب الآخر وهي تعطيه خدها الآخر ليقبله...
اطلق رشدي ضحكات عالية وهو يضرب جبينها بخفة ثم نظر لهادي وهو يتحدث بضيق :
_ زفت يا هادي خلاص خلصنا .
رمقه هادي بحنق شديد وهو يهدر معترضا ملوحا بيده :
_ يا عم اسكت شوية خلينا نشوف حكاية نفخة الصدر دي ....ايه ياختي شايفاني ماشي نافخ صدري ولا فاتح رجلي ولا كأن عندي البواسير ؟؟
خجلت شيماء بشدة من حديثه ليرمقه رشدي بغيظ شديد صارخا في وجهه أن يكف عن حديثه الوقح ..
ثم نظر لماسة التي استفاقت واخيرا وهي تجلس معتدلة على الفراش ليقترب منها بحنان شديد يضع يده على وجهها مربتا عليه بحنان :
_ حبيبي عامل ايه ؟؟؟
ادعت ماسة الغضب فهي لا تنسى صراخه بها ابدا لذا نظرت للجهة الأخرى قائلة بحنق :
_ مش بكلمك .
ضحك رشدي عليها ثم جذب وجهها مجددا له وهو يقترب منها بشدة هامسا بحب :
_ واهون عليكِ
_ ما انا هونت عليك يا أباظة
اقترب رشدي منها أكثر وأكثر حتى كاد وجهه يلامس وجهها قائلا بحب شديد :
_ قلب وروح أباظة
كان رشدي ينظر بعشق لماسة وهو يهمس لها بكلماته المعتذرة عما بدر منه أثناء غضبه وما كاد يضيف كلمة حتى وجد هادي يطل عليهم من الاعلى وهو يقول ببسمة غبية :
_ بمناسبة اللحظات السعيدة دي والمود الرايق ده يا أباظة ...اروح اجيب امي والخلاط وتجوزني اختك ؟؟؟
رفع كلا من رشدي وماسة وجههما لهادي الذي كان بسمته البلهاء تزين وجهه مضيفا :
_ متجوزني اختك يا أباظة وخليك جدع .
انتفض رشدي نافضا ذراع هادي عن كتفه وهو يتحدث بحنق شديد :
_ يا بني ارحم امي يابني ...
دخل في ذلك الوقت ابراهيم وهو يحمل بعض الطعام ليفاجئ بحضور الجميع وينتبه لرشدي الذي ركض عليه سريعا وهو يقبل يده متوسلا إياه أن يخلصه من هادي الذي أضحى كالعلقة :
_ ابوس ايدك ...ابوس ايدك خلصني منه يا حاج ...اقولك منك ليه يعني اعتبرني معرفش شيماء دي ولا اقربلها اصلا خلي كلامه كله معاك ...خليه يعتقني ابوس ايدك
صمت قليلا ثم قال ببسمة مجنونة :
_ اقولك حاجة احسن خده وخد بنتك واطلع على اي مأذون وجوزهم واديها ليه يروح بيها .
_ رشدي .
تحدثت شيماء بخجل شديد لحديث أخيها ليتجاهلها رشدي وهو ينظر باستجداء لأبيه الذي نظر له بسخرية ثم تحدث بدرامية كبيرة :
_ يا اما قولتلك يا بني وحذرتك ...إياك وصداقة الهبل بس انت عملت ايه ؟؟؟ روحت وصاحبت اعبط اتنين في الحي كله ....اشرب بقى .
أنهى ابراهيم حديثه وهو يضع حقائب الطعام ارضا ثم خرج وهو ينظر لابنه بتأثر شديد :
_ إياك والعبط يا بني ...إياك والعبط .
نظر رشدي لاباه بغيظ وهو يتبعه صارخا بحنق :
_ خد يا حاج هنا لسه مخلصناش كلام ...
نظر هادي لرحيل رشدي وابراهيم ثم تحرك خلفهم فاتحا قدمه كما كانت تفعل شيماء راكضا بنفس الطريقة التي كانت تركض بها وهو ينادي رشدي بصوت رخيم جدا وبنفس طريقة شيماء :
_ رشدي ....رشدي .
________________
فزع زكريا من صراخ فاطمة الذي صم اذان الجميع...لينطلق دون شعور منه منقضا عليها يكتم فمها وهو ينظر للباب برعب :
_ اششش اسكتي ...استري عليا ابوس ايدك هيفتكروني بعمل حاجة غلط ..
نظرت له فاطمة برعب وهي تراه عاري الجذع لتدفعه بعنف شديد ثم انتفضت من الفراش وهي تصرخ متجه صوب الباب لكن وقبل أن تفتحه شعرت بزكريا يجذبها من الخلف مانعا إياها من الخروج وهو يتحدث لها :
_ يرضيكِ يعني تفضحي جوزك ولؤي يشمت فيا ؟؟؟ ده لو شافني بالشورت هيصورني ومش بعيد يفرجها للناس بعد صلاة الجمعة ابويا وانا عارفة
توقفت فاطمة عن التحرك وهي تنظر له بتعجب شديد لما يقول متعجبة طريقة حديثه معها فهي اعتادت منه الجمود واللامبالاة ..هل يحدثها هي الان ؟؟
انتبه زكريا لهدوء فاطمة بين ذراعيه لذا ابتعد عنها يتنحنح بخجل شديد من الوضع الذي كان عليه ليحمر وجهه دون شعور وهو يفرك عنقه بخجل :
_ اسف مكنتش اقصد ..
كانت فاطمة تنظر له دون وعي ثم همست وكأنها انتبهت الان :
_ مراتك ؟؟؟
لم يفهم زكريا قصدها لتعيد هي حديثها بشكل اوضح :
_ إنت قولت مراتك ؟؟؟
ابتسم لها زكريا وهو يهز رأسه :
_ اممم مراتي هما خدروكِ ولا ايه ؟؟؟ مش فاكرة أننا اتجوزنا؟؟
_ وانت بقى ما صدقت تتجوز عشان تقل ادبك و تقلع قدامي؟؟؟ وانا اللي كنت مفكراك محترم ...طلعت زيك زي كل الرجالة بتحرككم رغباتكم .
تشنج زكريا بصدمة من حديثها ليجدها تفتح الباب وتخرج تاركة إياه في صدمته ...
خرج زكريا من صدمته على فتحها للباب وخروجها منه ليهرع سريعا ويرتدي ثيابه ثم خرج خلفها ليجدها تقف مع والدته وهي تخبرها أنها راحلة لذا ركض سريعا ممسكا إياها من ثيابها من الخلف وكأنه امسك بلص صغير يسرق حذائه ...
نظرت فاطمة بصدمة لفعلته لتبدأ التحرك بين يديه بغيظ شديد هاتفه من بين أسنانها :
_ اوعى كده سيبني خليني اطلع .
_ تطلعي ايه طلعت روحك ...هتطعلي كده ؟؟؟
نظرت له فاطمة بعدم فهم ليشير هو بعينه جهة شعرها ...فزعت وهي تتحسس رأسها تهدر به أن يغمض عينه ليسخر بها زكريا وقد اكتشف جانبا به جديد لا يخرج سوى مع تلك الفتاة بين يديه :
_ ايه يا ختي خايفة اشوف شعرك وأنتِ مراتي ؟؟ ما أنتِ من شوية كنتِ هتوريه لأمة لا إله إلا الله ولا هو حرامٌ على بلابه الدوح حلال على الطير من كل لون ؟؟؟
فتحت فاطمة فمها ببلاهة لا تفهم ما قال للتو وما كادت تستفسر حتى صرخ بوجهها :
_ ادخلي يابت غطي شعرك .
فزعت منه فاطمة وهي تركض سريعا لغرفته باحثة عن حاجبها برعب من صراخه ...
انتبه زكريا لنظرات والده و والدته المتعجبة لتصرفاته، لكنه تجاهل الأمر الآن يراقب تلك التي خرجت من غرفته ثم تخطته جهة الباب مودعة والدته دون حتى أن توجه كلمة له ...وماكادت تغلق الباب خلفها حتى تحدثت بحزم :
_ لو سمحت هما اسبوعين ونطلق .
_ وليه اسبوعين ؟؟ طب ما انا ممكن البضاعة مثلا تعيش معايا لشهر ...لازم يعني أبدلها بعد الاسبوعين ؟؟؟ مينفعش اعمل طلب إمداد وقت .
نظرت له بحنق ثم اردفت بعصبية :
_ انا مش بهزر على فكرة ...بعد اسبوعين هتطلقني .
دفع زكريا رأسها بعيدا عن الباب وهو يتحدث بغيظ شديد منها :
_ اسرحي يا عسل يلا عند بيتك
ثم اغلق الباب في وجهها بحنق شديد واستدار ليجد نظرات والديه ازدادت تعجبا من تصرفاته ليتحدث وكأنه لم يفعل شيء :
_ فيه ايه ؟؟؟ بتبصوا كده ليه ؟؟؟
_________________
استيقظ زكريا في الصباح على صوت والدته وهي تنكزه في كتفه لينهض ..فتح زكريا عينه بانزعاج شديد لاستيقاظه مبكرا فاليوم هو الجمعة وليس أي جمعة بل الجمعة الأخيرة من الإجازة..ثم سيعود للتدريس مجددا :
_ نعم يا وداد ابوس ايدك سيبيني انام شوية قبل ما
لؤي يفتكرني ويقولي انزل المحل .
لم تجبه والدته بل استمرت في نكز كتفه بغيظ شديد ليفتح عينه بانزعاج شديد وهو يزفر بضيق :
_ نعم يا وداد اؤمري فيه ايه !؟؟
لم تجبه دلال بل أشارت على ثيابه أن ينهض ويعطيها لها ...ضيق زكريا عينيه بتفكير ثم همس بينه وبين نفسه :
_ هدوم وصمت ؟؟؟ البداية دي انا عارفها كويس ...اتخانقتي مع لؤي ؟؟؟
أدارت وداد وجهها للجهة الأخرى معبرة عن حقيقة ما قال ...لطم زكريا بحنق شديد :
_ يا مرارك يا زكريا ...يا مرارك ....يعني انتم مش بيحلى ليكم تتخانقوا غير الجمعة ؟؟؟ مش فاهم عشان يعني البركة تحل في الخناقة ولا ايه ؟؟؟
أشارت له وداد بحزم أن ينهض ويعطيها ثيابه ليتحدث بحنق شديد :
_ فالحين بس تتخانقوا وكله يجي على دماغي انا ...
ولا يا وداد مش هديكِ حاجة عشان اكيد اخدتي دولابي كله .
صمت وهو ينهض من فراشه بضيق شديد متجها صوب الحمام متمتما بضيق شديد :
_ والله بعد كده لاخبي هدومي عند الواد هادي ..
نظرت وداد الحمام بحنق وهي تفتح عينها بصدمة من فعلة ابنها ليصلها صوته وهو يقول بغيظ شديد :
_ مش هتستريحوا انتم غير لما انزل الشارع ببوكسر والناس تعايركم إن ابنكم كان ماشي ببوكسر وهو طول الباب ...
كان لؤي يجلس في الخارج يبتسم بسخرية وهو يرى وداد تتحرك من أمامه ونظراتها تكاد تحرقه ...
خرج زكريا من غرفته بضيق وهو يتمتم مغتاظا من ذاك الزوج :
_ افضلوا أنتم خلفوا عيال وبهدلوهم معاكم بخناقكم مش فاهم انا الخناقة الصامتة دي ؟؟ يعني الواحد يعرف الخناقة اللي تقفل بطلاق أو قلمين ....إنما انتم لا ازاى لازم لما تتخانقوا تنكدوا على الدنيا معاكم .
_________________
كاد هادي يخرج من المنزل سريعا ليلحق برفيقيه في محل لؤي فاليوم هو موعد تجمعهم في المحل سويا لكن بمجرد أن فتح الباب حتى تفاجئ بوجود بثينة في وجهه وهي تبتسم له بسمة غريبة عليه ...
تراجع هادي سريعا مفسحا لها طريق الدخول :
_ اتفضلي امي جوا.
أنهى حديثه وكاد يخرج سريعا لولا أنها أوقفته وهي تقول بحزن شديد لجفاءه معها :
_ برضو لسه متضايق يا هادي ما انا اعتذرت ليك كتير ...
توقف هادي بتعجب وهو يعود للباب ناظرا لها بعدم فهم ...هل تظن أن ما فعلته كان سهلا ؟؟؟ يبدو أنها جنت اكيد .
_ هو ايه اللي اعتذرتي عنه ؟؟؟ انك روحتي تشوهي صورتي قدام شيماء ؟؟؟ ولا انك افتريتي عليا زور ؟؟؟
كادت بثينة تفتح فمها لكن اقتراب هادي بسرعة منها جعلها تشهق بقوة ورعب :
_ احمدي ربك إن اخرك معايا كان إني امنع الكلام ...لان صدقيني لو سبت الموضوع لشياطيني هيكون ليا كلام تاني معاكِ .
أنهى حديثه ثم رحل بسرعة قبل أن يعود ويصفعها مؤدبا إياها ...
بينما هي نظرت له بغيظ شديد ثم اخرجت هاتفها متحدثه بهدوء شديد :
_ الو يا شوشو ....أنتِ في البيت ؟؟؟ طب تمام انا جيالكم....ومتخليش فاطمة تمشي لما نشوف حوارها هي كمان .
انهت حديثها وهي تنظر بغيظ حولها ثم خرجت من المنزل بحنق فهي من الأساس جائت لأجل أن ترى هادي و ها هو يرحل تاركا إياها دون حتى أن يسامحها ...والان لترى أمر السيدة فاطمة والتي علمت بزواجها صدفة من خلال حديث شيماء معها بالأمس والذي اخبرها رشدي بكل ما حدث ...
همست بثينة بغيظ شديد وهي تغلق الباب خلفها بعنف :
_ والله شكل الهبل بس هما اللي بينفعوا مع صنف الرجالة...شيماء و كمان فاطمة وانا قاعدة أزمر .
_____________________
_ يابني ركز الله يكرمك هما شعرتين بس هتشيلهم في أيدك
زفر هادي بحنق وهو ينظر في المرآة لوجه فرج بغيظ شديد :
_ بقولك ايه يا فرج انا لو عليا هشيل راسك نفسها فاهدى كده لاني على اخري منك .
صمت فرج برعب وهو يناظر عيون هادي التي تقدح شرار...
همس زكريا وهو يضع الطعام على الطاولة يجهز الفطور للجميع :
_ قوم يا رشدي إنت شوف فرج لاحسن مش بيسلك مع هادي ..
هز رشدي كتفيه بعاد شديد وكأنه طفل صغير :
_ مليش فيه ...ده دوره هو، انا لسه حالق لواحد .
أصدر زكريا صوتا ساخرا من حنجرته على طفولة رفيقيه ليستفيق على صوت هادي الذي غمزه في المرآة بخبث :
_ ها بقى يا كازانوفا احكيلنا ايه اللي وصلك للجواز بالشكل ده ؟؟؟
_ يابني انت لو مركزتش هتوصلني للرفيق الأعلى ابوس ايدك انا لسه حتى ممسكتش ايد ام اشرف .
ضحك هادي بصخب وهو ينحني قليلا لفرج هامسا :
_ مش عيب لما تبقى خلبوص كبير كده ولسه ممسكتش ايد ام اشرف ؟؟؟ يا جدع ده انا قولت انك وصلت لمرحلة البوس بس شكلك زي حالاتي لسه مستني الفرج ..
هز فرج رأسه وهو يتنهد بتعب وملل موافقا حديث هادي ....
ابتسم زكريا وقد استمع لحديثه هادي فهو الاقرب له من رشدي ...
تحدث رشدي وهو ينظر لزكريا بتعجب يتناول بعض الطعام سريعا حتى ينتهي هادي :
_ مقولتليش يا زكريا هتعمل فرحك امتى ؟؟؟
انتبه هادي والجميع لحديث رشدي ليبتلع زكريا ريقه بتوتر فهو حتى لا يعلم مصير علاقته بفاطمة :
_ ربنا ييسر لسه معرفش ...
تحدث هادي بغيظ شديد :
_ لا يا خويا اعرف بسرعة لاني ناوي والنية لله نتجوز سوا في نفس اليوم ...واياك اسمع كلمة اعتراض ..
ضحك رشدي بصخب وهو ينهض يضم هادي من الخلف متحدثا بمشاكسة :
_ أنتِ صغنونة هتتجوزي ..
شعر هادي بيد رشدي تبدأ في زغزغته ليبدأ الضحك دون التحكم في نفسه :
_ رشدي لا ....بس ...بواخة بقولك ...بس
ضحك رشدي بشدة على ضحكات هادي التي ملئت المكان ليبتسم لهم زكريا بحب شديد شاكرا الله في نفسه على هؤلاء الأصدقاء الذين يعشقهم .
انتبه رشدي وهادي لنظرات زكريا ليتغامزا ثم وفي ثوانٍ كان الاثنان يهجمان على زكريا الذي صرخ بفزع قبل أن تصدح ضحكاته مختلطة بضحكاتهم في منظر مبهج للقلب ...
هتف هادي بفرحة شديد :
_ ايه رأيكم نعمل التلات افراح مع بعض ؟؟؟ هيكون حلو اوي .
سمع الجميع فجأة صوت يقتحم المحل متحدثا بثقة كبيرة :
_ فعلا حلو، والأحلى بقى لو كانوا اربع افراح وجوزتني بثينة بنت عمك ............
دمتم سالمين ♥️
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق