رواية غفران العاصى الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية غفران العاصى الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
23/24
لايقين علي بعض اوووي!!!!!
قالتها وهي تتحرك وتوليهم ظهرها وترتسم ابتسامه ساخره علي ملامحها الرقيقه بعدما رمقتهم معاً بنظره مستنكره !!!!
اقتربت من جدها الذي لمحها منذ دخولها وظل يتابعها بعينيه ، وقد تأكد حدثه ان غفران حفيدته الرقيقه قد تغيرت ، فهو شعر في اخر كام محادثه بينهم قبل وصولها انها ليست هي ، يوجد بها لمحه من التمرد والجرآه !!!!
وما حدث امامه منذ دقائق خير دليل ….
وقفت امامه تتطلع اليه في شوق وثواني وكانت ترتمي داخل احضانه الواسعه التي اغلقها عليها يضمها بحمايه واحتواء ….
اغمضت عينيها وهي تضم نفسها بقوه لاحضانه تنعم بدفئها ، وحمدت الله ان هذا المكان الدافيء لازال مكانها كما كان من قبل ولم يتم سلبه منها هو الاخر يكفي حضن واحد سُلب منها !!!!
قاومت رغبه ملحه في البكاء وخرجت من حضن جدها تنظر له وهي ترسم ابتسامه امتنان علي شفتيها الرقيقه بادلها الجد باخري حانيه وهو يربط يكف يده المجعده علي وجنتها الرقيقه هاتفاً بحنان : عرفتي بقي كنت رافض رجوعك ليه اليومين دول بالذات!!!!
ابتسمت بمرح تداري وجع روحها: عادي يا جدو مش فارقه كتير … هتفرق ايه امبارح من انهارده من بكره … كده كده كان هيحصل ….
وبعدين ما انا قدامك اهو كويسه وزي الفل ولا انت نظرك ضعف يا رجل يا عجوز ؟؟؟
قالتها بمرح هي بعيده كل البُعد عنه تخفي به نزيف قلبها ولكن وجعها هذا لا يخفي علي جدها الذي يعلم ما تمر به حفيدته من آلم رهيب يدمي قلبها ولكن كل ما يطمئنه انها مسأله وقت وستزول كل جراحها ، والاهم من ذلك انها اصبحت هنا معه وتحت حمايته وهذا اهم من اي شيء اخر …
واخد يدعو الله ان يحفظها هي وعاصي وابنهم وييعد عنهم كل من يحاول ان يأذيه فيهم وان تمر الايام القادمه الصعبه علي خير…
هتف الجد بحنان:يا رب اشوفك علي طول كويسه وزي الفل يا حبيبت جدك انتي …
ثم تابع يسالها مستتفهماً: اومال عمر فين ، انتي ما جبتيهوش معاكي ولا ايه؟؟
اجابته بسعاده وقد تحولت ملامحها الي ملامح مشرقه عند ذكر صغيرها: فوق في اوضتي مع نعمات ..
هتف الجد بعاطفه صادقه: هتجنن واشوفه .. بيوحشني اوي!!!
ابتسمت غفران بحب ووضعت راسها علي صدر جدها : اطمن يا جدو مش هيبعد عنك تاني ابداً وهيعيش في حضنك وتغرقه في حنانك زي ما طول عمرك بتعمل معايا…
حبيبت جدك انتي: قالها وهو يضمها طابعاً قبله حانيه علي مقدمه رأسها وشعور يالراحه والامان بتسرب الي قلبيهما …
كل ذلك تحت نظرات عاصي الذي يتمني لو كان هو مكان جده يضمها في عناق قوي يسحق فيه عظامها يروي شوقه اليها وبعدها يعطيها علقه ساخنه تفتت عظامها معاقباً اياها علي ما فعلته فيه وفيها ….
اما نسرين المتشبسه بذراع عاصي ، لو كانت النظرات تقتل لكانت غفران مفترشه الارض غارقه في دماؤها يخرجون الرصاصات من جميع انحاء جسدها …!!!
فنسرين كانت تغلي وتتفتت من الغضب منذ رؤيتها وكذلك دريه التي غالباً ارتفع ضغطها الي اقصي درجاته من شده كبتها لغيظها وحقدها علي غفرانً..!!!
همست نسرين في اذن عاصي بحقد وغيره لم تعد تستطع السيطره علي نفسها : هي ايه اللي رجعها تاني مش كنا خلصنا منها ومن قرفها ، ليها عين ترجع بعد كل اللي عملته فيك .. صحيح قادره وفاجره!!!!
التفت لها عاصي يرمقها بنظرات شرسه مشتعله وهسهس بفحيح مرعب جعلها تبتلع في رعب: نسرييين !!! الموضوع ده انتهينا منه ، ومش عاوزه يتفتح تاني حتي لو بينك وبين نفسك …..
غفران خط احمر !!!!
اذا كانت الاول بنت عمي ومراتي ، هي دلوقتي كمان ام ابني … فاهمه يعني ايه ام ابني …
يعني اللي يفكر مجرد تفكير انه يمس شعره واحده منها انا امحيه من علي وش الدنيا وانتي عارفه كده كويس ….!!!!
صمت لثواني يهديء من روعه ثم تابع يضيف بنبره حانيه خدرتها : انا عارف يا نيسو انك غيرانه عليا ، بس انا مش عاوزك تقلقي من حاجه ، المهم دلوقتي انا مع مين…. انا معاكي انتي … خطيبتي … وكلها كان شهر ونتجوز وتبقي حرم عاصي الجارحي بجلاله قدره …مش كده ولا ايه؟؟!!!
اتسعت ابتسامه نسرين حتي كادت ان تتلامس اذنيها وهمست بنبره عاشقه: كده طبعاً يا حبيبي ، انا غصب عني يا عاصي .. انا بحبك بجنون ..ولما شوفتها تاني اتجننت وخايفه انها تشغلك وتاخدك مني بحجه ابنها…
ابتسم عاصي ساخراً وهو يربط علي كف يدها المتعلق بذراعه: ماتخافيش من اي حاجه .. انا عاوزك تطمني علي الاخر …..!!
اقترب منها وجلس بجانبها يرمقها بنظرات معاتبه قائلاً: جيتي ليه يا غافي يا حبيبتي ؟؟
نظرت له وهي ترتشف من كأس العصير امامها ، ثم اجابته بنبره جاده: وايه اللي يخاليني ماجيش؟؟
نظر لها هاتفاً بنبره ذات مغذي: انتي عارفه انا اقصد ايه كويس ….
اجابته بنفس الهدوء: اطمن انا كويسه ، وكده كده كنت هاجي وهواجه ، فمش فارقه كتير دلوقتي او بعدين النتيجه واحده …
ثم تابعت تنهي النقاش: عن اذنك ، في ناس اعرفهم هقوم اسلم عليهم …
قالتها وتحركت تنهض من جانيه دون ان تعطي له فرصه للتحدث بأكثر من ذلك…!!
في نفس الوقت ، اقتربت دريه من نسرين وهمست بالقرب من اذنها بغل: شايفه اللي انا شيفاه!!!!
هي ايه اللي رجعها ، احنا مش كنا خلصنا منها ..
جايه ليه تاني ؟؟؟
اجابتها نسرين من بين اسنانها: معرفش .. معرفش
انا خايفه يا انطي لا تشغل عاصي بحجه ابنها ويسبني تاني وانا ما صدقت اخيراً اننا بقينا لبعض..
ابتسمت دريه بمجامله في اوجه الحضور المسلطه عليهم وهتفت بنيره قويه : متخافيش مش هتقدر تعمل حاجه ..
ولو فكرت تعمل شغل المسكنه والسهوكه بتاع امها ده انا بقي اللي هقف لها المره دي بنت جميله ومحدش هيقدر يلومني ساعتها …..
كانت غفران تتحرك في الحفل بحريه وانطلاق وهي تخفي وجعها خلف قناع الابتسام والاندماج مع الاخرين وهو الامر الذي تعجب له معظم الحضور ، فكانت تتحدث مع هذا وذاك ، وتضحك مع هذه وتلك …!!!
والكل متعجب ومصدوم من حضورها حفل خطوبه طليقها …!!!!
فغالبيه الحضور قد علم بانفصالهم عن بعض خاصه بعد اعلان عاصي لخطوبته من نسرين الراوي…
ابنه خالته ..والبعض فسر حالتها علي انها تمثل وتدعي القوه لمحاوله جذب نظرات طليقها لها مره اخري..
والبعض الاخر فسر ذلك علي انها فعلاً قد تخطته وما عاد يمثل لها اي شيء، …
اندمجت وسط الحضور بشكل كبير دون ان تلتفت اليه مره اخري وكانه غير موجود بالمكان …
علي عكسه فهو كان يتابع كل حركه تصدر عنها والنيران تشتعل بداخله ، نيران اشتياقه اليها الذي تعدي كل الحدود خاصه وهو يراها امامه كالفاكهة المحرمه التي يعجز عن الاقتراب منها ..!!!
ونيران غيرته عليها التي تحرق قلبه وتغلي كالحمم في شراينه خاصه وهو يري نظرات الرجال لها وهي ترتدي ذلك الثوب الفاضح الذي يكشف عن ذراعيها ونحرها ، وساقيها الجميله الممشوقه ويلف جسدها الرشيق والذي ازداد وزنه بشكل مغري مما جعلها اكثر انوثه واغراء …!!!!
شتم في سره فهو يقف عاجزاً مقيداً ، يريد ان يذهب اليها يسحبها من شعرها الغجري الطليق الذي كلما حركته بيدها تبعده عن عينيها تتحرك معه دقات قلبه ، ثم يخفيها داخل ضلوعه يحجبها عن عيون الناس ..!!!!
لا لن يتحمل سيصاب بنوبه قلبيه بسببها ، لذلك استغل انشغال نسرين بالرقص مع صديقاتها وذهب خلفها عندما وجدها تقف في ركن بعيد نسبياً عن صخب الحفل…
كانت تقف تعطيه ظهرها تنظر الي البحر حالك السواد امامها وقد اشتاقت لمنظره ورائحته الجميله التي تنعش روحها …
اخدت نفس عميق تمليء رئتيها بيود البحر ولكنه اختلط برائحه عطره التي تحفظها عن ظهر قلب …
خفق قلبها بقوه وقد استشعرت وجوده حولها من رائحته التي تسبقه ومن صوت حفيف خطواته فوق الحشيش الاخضر ،ولكنها كانت اجبن من ان تلتفت له …
خافت ان يفضحها الشوق وتغلبها نظرات عينيها المشتاقه اليه ، فظلت كما هي تعطيه ظهرها وتحضن نفسها بذراعيها تداري بهم ارتجاف جسدها ….
اقترب منها حتي اصبح خلفها ودقات قلبه الهادره تقرع داخل صدره كطبول الحرب، جسده ينتفض رهبه وشوقاً اليها …
داعبت انفه رائحه عطرها الجديد ذات المذاق الحار القوي عكس رائحه عطرها الهاديء القديم …
ولكنه اعجبه بشده واثاره خاصه وهو مختلط برائحه جسدها التي اشتاق لها حد الجنون …/
منع نفسه بقوه يحسد عليها من ان يضمها داخل احضانه في عناق قوي مشتاق متطلب يسحق عظامها .!!!
حمم يجلي صوته المتحشرج من زخم المشاعر المختلطه داخله وهمس يناديها بصوته الاجش ذو البحه الرجوليه الجذابه : غفران !!!!
صعقه كهربائيه اصابت قلبها وانتقلت شحناتها الي جسدها جعلته يرتجف بقوه فور سماعها لاسمها منطوق بهذه الطريقه من بين شفتيه …
تلك الطريقه التي طالما نداها بها ، نفس الدفء، نفس النطق وكانهم لم يفترقوا منذ عام واكثر …
صمتت … صمتت ولم تستطع الرد ، صوتها هرب منها واحبالها الصوتيه تعاندها …
نداها مره اخري بنفس الطريقه ولكنها اشد حراره واقوي ، مما جعل جسدها يرضخ لاراده قلبها واستدارت ببطء تنظر له ….
واخيراً استدارت …..!!!!!
ُحبست الانفاس ، وارتجفت الاجساد ، ودقات القلوب تهدر بعنفوان ، والعيون بينهما حوار غير منطوق ،
اشتياق ،لوم ، عتاب ، اشتياق ، اسف ، ندم ، اشتياق ، اشتياق ، اشتياق!!!
قطعت هي حوار النظرات بينهم عندما هتفت تحدثه بسخريه وهي ترتدي قناع الجمود مره اخري: ايه يا عريس ، في حد يسيب عروسته برضك في وسط الحفله كده …مش معقول تكون زهقت بالسرعه دي..
اجابها وهو يقف واضعاً يديه في جيب بنطاله مائلاً بجزعه الي الخلف دون ان يحيد بنظراته عن وجهها الجميل: صدعت من الدوشه قلت اشم هوا شويه ويعدين شوفتك فقلت اتكلم معاكي شويه..
مطت شفتيها الصغيره بامتعاض مما جعل نظراته تنحدر طلقائياً نحو شفتيها يطالعها بجوع وهو يحارب وحوشه بقوه حتي لا ينقض عليها يشبعها تقببلاً حتي يزهق روحها …
هتفت تتحدث بزقن مرفوع: وعاوز تتكلم معايا في ايه؟؟ اظن ان احنا خلاص مفيش بينا اي حاجه ممكن تتقال … خلاص …بح …!!!
اجابه بنبره قاطعه وهو لايزال علي نفس وضعه: احنا اللي ببنا عمره ما انتهي ولا هينتهي يا غفران ….
رفعت حاجب جميل وتحدثت بكبرياء: يمكن بالنسبه لك انت ، لكن بالنسبه لي انا مفيش …!!!
ضحك ضحكه صغيره وهو يمسد علي طرف لحيته المشذبه الانيقه: اتغيرتي !!!
ابتسمت بحلاوه قائله بنبره ذات مغذي :البركه فيك …!!!
نظر لها مطولاً يشبع عينه من حسنها البهي ، ثم هتف مغيراً الحديث: عمر فين ؟؟
اجابته بمراوغه: بتسال ليه؟؟
اجابها بنبره مستنكره: علي حد علمي اني ابوه!!
هتفت تجيبه بنبره ساخره : امممم عندك حق ، فاتتني دي ، عموماً اطمن عمر نايم فوق في اوضتي القديمه…
تحدث مسرعاً بلهفه مشتاقاً لقطعه منه: عاوز اشوفه.
نظرت في ساعه يدها ثم تحدثت بصدق: الوقت متاخر زمانه نايم ، الصبح ان شاء الله تقدر تشوفه …
ثم تابعت بسخريه: ومش معقول هتسيب عروستك وحفله خطوبتك علشان عاوز تشوف ابنك ..!!!
نظر لها بصمت ولم يرد ، غيرتها عليه التي تحاول ان تداريها خلف قناع الجمود والسخريه ، تنعش قلبه وتناغش رجولته …
شعرت بلسعه برد من هواء البحر ، فمسدت علي زراعيها بحركه سريعه لتدفئتهمً…
خلع ستره بدلته بدون تردد وفي لحظه باغتها ولفها حول كتفيها وظلت يديه معلقه علي طرفي الستره ، واصبحت اسيره احضانه دون ان يلمسها ، يحاصرها بانفاسه الساخنه ونظراته الملتهبه داخل عرينه!!!!
تلاقت عيناهم من جديد وسكنت كل الاصوات حًولهم فقط اصوات انفاسهم الهادره هي المسموعه ونسمات هواء الصيف العليل ورائحه البحر وهدير امواجه تحت ضوء القمر تحيط بهم وكانهم انعزلوا عن العالم حولهم في كبسوله سحريه !!!
انفاسه الساخنه تلفح بشرتها تحرقها ، ورائحه عطره الاخاذ تطيح بثباتها ، وقوه جسده المحيطه بها تفقدها توازنها ….
هدرت فيه بعصبيه تخرج نفسها من هاله سيطرته وهيمنته عليها : اوعي ايدك ، انت بتعمل ايه؟؟
هتف بحشرجه وهو يلتهمها بنظراته: بدفيكي!!!
تلوت بين ذراعيه تحاول ابعادهم وازاحه الستره من فوق كتفيها هاتفه بغضب : شكراً مش عاوزه ، انا مش بردانه…
هدر فيها بنبره قويه اجفلتها: بطلي عند ، الدنيا ساقعه وانتي مش بتستحملي البرد …
ثم تابع يضيف بغيره ونظرات الرجال لجسدها تتراقص داخل عيناه:وبعدين كل ده بسبب الزفت اللي لبساه ، من امتي وانتي بتلبسي عريان كده يا هانم…
صوته العالي ونبره التحكم فيه اغضبتها ، فهدرت فيه بتحدي: وانت مالك انا حره اعمل اللي انا عاوزاه محدش له حاجه عندي …
تراقص الجنون داخل عينيه وهتف بنبره شرسه: لا انتي مش حره ، اولاً انت ام ابني وتخصيني ، ثانياً انتي بنت الجارحي يعني لازم تخالي بالك من تصرفاتك كويس اوي وتحترمي نفسك قبل ما تحترمي اسم عيلتك..
هدرت بغضب وقد انفك عقال جمودها ومحاصرته لها بجسده ورغبته في التحكم فيها كما كان يفعل من قبل جننتها : انا محترمه غصب عنك وانا ما اخصكش في حاجه وابعد عني والزم حدودك وانت بتتعامل معايا.
هتف من بين اسنانه وقد نجحت في اثاره جنونه: الزم حدودي !!!!!
طب امشي انجري قدامي علي اوضتك وقسماً بالله العظيم يا غفران لو ما سمعتي الكلام واتعدلتي لاكون مطلع جناني عليكي وشايلك علي كتفي زي الشوال قدام الكل وانتي عارفه انا مجنون واعملها ….
وقفت تتفتت من الغضب امامه وهي تعلم انه قادر علي تنفيذ تهديده لها ، فقررت رغماً عنها تنفيذ اوامره…
نفضت ذراعيه واسقطت سترته ارضاً وتحركت تغادر تدب الارض بقدميها الصغيره بغيظ ، وبعد ان خطت خطوين بعيده عنه ، جاءها صوته الهادر من خلفها يآمرها بغضب : استني !!!!
وقفت متكتفه تهز ساقها اليسري بغيظ دون ان ترد عليه …
اقترب منها وهو يحبس ابتسامه متسليه تريد الظهور علي وجهه مستمتعاً باستفزازها فهي تبدو شهيه وهي غاضبه..
مد يديه يحيط كتفيها بسترته وهو يرسل لها نظره محذره من ان تخلعها ….
نظرت له بامتعاض دون رد ، فتابع يضيف بعناد وغرور: اتفضلي معايا علي فوق علشان هشوف عمر دلوقتي مش هستني للصبح …!
قالها وهو يسبقها بخطواته يدلف الي داخل القصر من احد الابواب الجانيه البعيده عن الحفل الصاخب ، وسط ذهولها وغيظها منه ومن نفسها ….!!!!!
…………………….
بعد دقائق كانت غفران تفف تستند بظهرها علي باب غرفتها تتطلع في ملامح عاصيها الذي يحمل طفلهم بين ذراعيه يهدهده ويمطره بوابل من القبل المشتاقه …
صغيرها الذي استيقظ فور ان حمله والده وكأنه كان في انتظاره ويشتاق اليه هو ايضاً…/
انفجرت دقات قلبها تهدر داخل صدرها وهي تري حنانه علي صغيرها ، اغمضت عينيها تحبس صورته داخل مقلتيها وهي تتمني لو يتوقف بهم الزمان عند هذه اللحظه ، وهما ثلاثتهم معاً ، اسرتها الصغيره التي طالما حلمت بها !!!
نظر اليها عاصي بمقلتين تلتمع فيهم الدموع وهمس بنيره متحشرجه من فرط تأثره: عمر ابني .. ابننا!!!
اومأت له غفران بصمت وهي تمنع دموعها من الانهمار بقوه…
تحدثت بنبره حانيه تحوي كل مشاعر عشقها له: شبهك .. نسخه منك…!
ضم الصغير الي احضانه مخرجاً تأوهاً ملتاعاً حزيناً ، نادماً علي تهوره وعصيبته والتي تسببت في بعده عنهم وحرمانه من الشعور به وتواجده معهم في فتره حملها وحتي بعد ولادتها …
كان يتمني ان يسجل كل لحظه وكل حركه وكل صوت يصدر عنه ، ولكن الله كان رحيماً به عندما حمله بين ذراعيه لحظه ولادته وكان معها حتي ولو لم تكن تعلم…
ولكنه اقسم ان يعوضهم عن كل آلم شعروا به وكل لحظه كانوا فيها بعيداً عنه…
توحشت نظراته بشراسه وهو يتوعد بالحجيم لمن تسبب في كل ما عاشوه وعانوه بسببهمً…
عليهم ان يتحملوا ثلاثتهم قليلاً ، فهو قد قارب من الوصول الي هدفه وبعدها يكون لكل حادث حديث…
نظر الي صغيره الذي غفي بين ذراعيه ، فوضعه برفق في فراشه طابعاً قبله حانيه فوق جبينه بعد ان دثره جيداً بالغطاء….
اعتدل في وقفته واستدار ببطء يتطلع فيها بنظراته التي تكاد تلتهمها …
تكتفت غفران وشمخت بذقنها تتحداه بنظراتها …
تحرك بخطوات كسوله حتي وقف امامها دون ان يحيد بنظراته عنها….
هتفت غفران بنبره قويه متحديه حتي تخرج من مجال سيطرته عليها : ياريت تتفضل من غير مطرود، واللي حصل ده ما يتكررش تاني …
مالكش دعوه بيا اوبأي حاجه تخصني ، والاوضه دي ممنوع تدخلها مره تانيه ولا حتي علشان ابنك ..مفهموم !!!
اقترب بوجه منها حتي لفحت انفاسه الساخنه وجهها وشعرت انه علي وشك تقببلها بسبب نظراته الملتهبه المسلطه علي شفتيها وهتف بنبره هامسه بجانب اذنها: انا اعمل اللي انا عاوزه في الوقت اللي انا عاوزه ومفبش قوه في الكون هتمنعني عن ابني …
“وعنك” همس بها في داخله وتمني ان ينطق بها ولكنه اجلها حتي لا تفسد مخطاطاه ..
فالعبه القط والفاأر بينهم تعجبه وتساعده علي تنفيذ خطته بشكل صحيح..!!!
تصبحي علي خير يا … يا بنت عمي …!!!!
قالها وخرج من غرفتها مسرعاً قبل ان بضعف امامها اكثر من ذلك وهو يحارب وحوشه التي تنهش داخله من التهامها كلها خاصه وهي امامه بتلك الهيئه المهلكه لاعصابه ورجولته….
تنفست غفران اخيراً وقد اكتشفت انها كانت تحبس انفاسها داخل صدره طوال وجوده معها هنا …
سارت بخطوات مرتعشه حتي رقدت بجوار رضيعها تاخده في احضانها تتلمس دفيء لمساته فوق جسد صغيرها …
الا هنا ولم تستطع الصمود اكثر من ذلك ، فقدت قدرتها علي المقاومه وتمثيل دور اللامباليه وانهارت تبكي كما لم تبكي من قبل ، فهي لم تتوقع ان يكون الامر صعباً وشاقاً عليها الي هذه الدرجه …..
بكت حتي انهكها البكاء وغفت في احضان صغيرها والدموع تغرق وجهها الجميل…./
دلفت نسرين الي داخل القصر بملامح متجهمه تبحث عن عاصي الذي إختفي فجأة من الحفل ، وجدته ينزل الدرج بذهن شارد فاقتربت منه مسرعه وهي تتطلع حولها تبحث عن غفران والتي اختفت هي الاخري ..
سالته بنبره مغلوله: كنت فين ؟؟
نظر لها عاصي وبوادر الغضب يلمع داخل مقلتيه من طريقه حديثها التي لم تعجبه، هاتفاً بنبره غاضبه: وطي صوتك !!!!
رمشت نسرين بعينها بارتباك وحجمت انفعالاتها وهمست برقه مصطنعه: مش قصدي يا بيبي ، اصل انت اختفيت فجأة من غير ما تقولي والناس اخدت بالها …!!!
تحدث بعضب وهو يطحن دروسه : ما تولع الناس ، وبعدين هو انا هستأذن منك قبل ما اتحرك ولا ايه؟؟
تابعت برقه وهي تمسد علي دزاعه بطريقه حسيه: اسفه يا حبيبي مقصدش انا بس قلقت عليك….
اجابها بسخط: متقلاقيش ، انا كويس …
انا بس صدعت من الدوشه ودخلت علشان اخد مسكن …
هتفت بلهفه: الف سلامه عليك يا حبيبي…خلاص لو كده انا هقول لانطي تقفل الحفله وتعتذرللناس ، اصلاً في ناس كتير مشيت…
اومأ لها براسه براحه: يا ريت لاني تعبان وعاوز اطلع نام ..
هتفت بنبره مستنكره: تنام !!!!
اجابها ببرود: وايه الغريبه في كده ، هو المفروض منامش ولا ايه!!
هتفت بدلع واغراءوهي تتحسس صدره الظاهر من فتحه قميصه بعد ان تحرر من رابطه عنقه: لا مش القصد، انا اصلي كنت محضره لنا العشا فوق في اوضتي علشان نسهر لوحدنا شويه انا وانت نحتفل بخطوبتنا سوا…!!!!
نظر الي يدها القابعه علي صدره وتشنجت عضلاته بنفور من لمساتها وقد فهم ما ترمي اليه ، فانتابته موجه من القرف والنفور منها ولكنه اخفي مشاعره خلف وجه جامد بلاستيكي : مره تانيه يا نيسو ، الايام جايه كتير ، بس انا تعبان وعاوز انام … تصبحي علي خير
قالها وهو ينزع يدها من علي صدره ببعض الخشونه…
ثم استدار يعطيها ظهره يصعد الدرج تشيعه نظراتها المحبطه …
ولكنه توقف في منتصف الدرج واستدار لها يناظرها من علو وسألها وهو ينظر له بنظره غامضه: نسرين!!!
تهللت اساريها وظنت انه غير رايه وقرر تمضيه الليله معها ويبدو انه لم يقاوم تأثير لمساتها الجريئه له.: نعم يا حبيبي!!!
سالها عاصي بجمود: فين الايصال استلام التبرع اللي دفعتيه لدار الايتام اللي قلتي لي عليه؟؟؟
سالته نسرين بغباء : ايصال ايه ودار ايتام ايه؟؟
ابتسم ساخراً وهتف يسالها بنبره ذات مغذي: دار الايتام اللي قلتي لي عاوزه تتبرعي له وانت اديت لك شيك علشانه…!!
شحب وجه نسرين وقد تذكرت امر المبلغ الذي سحبته من رصيده وحولته الي حساب مازن خارج البلاد…
هتفت بلجلجه: ااااه افتكرت….
هو .. هو انا لازم اخد منهم ايصال..
اجابها بنبره مؤكده: طبعاً…
هتفت كاذبه: اصل انا وزعت الفلوس علي اكتر من مكان ومركزتش اني لازم اخد منهم ايصال..!!
هو انت بتسأل ليه ؟؟
اجابها متسائلاً :هو مش من حقي اسال ولا ايه؟؟
هتفت تنفي مسرعه: لا لا طبعاً مقصدش، انا بس عاوزه افهم …
جاوبها بثبات يحسد عليه: بسأل علشان اشوف اضحك عليكي ولا لاء، وبعدين علشان عاوز الايصال علشان كل جنيه بيطلع من حسباتي لازم يدخل في حسابات الضرائب ، شكليات كده يعني ما تشغليش بالك بيها …
ثم اضاف بنبره قاطعه: الايصالات تكون عندي في خلال يومين …
ولو محرجه تروحي تجبيهم ، قوليلي اسماءهم وعناوينهم وانا هخالي جسار يتصرف معاهم…
هتغت مسرعه تنفي برعب: لا لا جسار لا… انا يومين كده وهروح اجيب لك الايصالات اللي انت عاوزهم بنفسي…
نظر لها نظره اربكتها وزعزعت ثباتها هاتفاً بجمود: وانا مستني …
تصبحي علي خير يا … يا نيسو …!!!
قالها واستدار صاعداً لغرفته وقد ارتسم تعبير شرس علي وجهه وهو يتوعد لها بالجحيم …
اما نسرين فرفعت اناملها المرتعشه ككل جسدها تمسد بها جبهتها المتعرقه من شده الخوف والرعب وعقلها يعمل كالمكوك لايجاد حل سريع للورطه التي اوقعها فيها عاصي ، وهي لا تعرف من اين تأتي اليه بهذه الوصولات التي يريدها ….
اخذت تلعن مازن وغباؤها والذي جعلها تتورط معه وتصبح في مواجهه عاصي …!!!
عاصي الذي لو علم انها لها يد فيما حصل لغفران سيمحوها من علي وجه الدنيا دون ان يرف له جفن …!!!
……………………………..
يتبع…رواية غفران العاصي الحلقة الرابعة والعشرون
مع شروق شمس يوم جديد، فتحت غفران عينيها تتطلع حولها لثواني حتي ادركت اين هي…
انها هنا في غرفتها القديمه التي تركتها قبل عام ونصف …
اعتدلت تتطلع في الغرفه حولها والتي كان بها كل شيء كما تركته ، ولكن شتان بين غفران التي تركت هذه الغرفه من قبل وبين غفران التي عادت اليها من جديد…!!!!
نظرت الي نفسها فوجدت انها لازالت بفستانها ، تذكرت ما حدث ببنها وبين عاصي وتذكرت انهيارها امس حتي سقطت نائمه من كثره البكاء…
نهضت بتكاسل ودلفت الي حمام غرفتها الخاص ، تاخد حماماً دافئ تستعيد به نشاطها…
بعد قليل ، كانت تحمل صغيرها الذي استيقظ هو الاخر فحممته وبدلت له ملابسه باخري نظيفه وخرجت من غرفتها قاصده جناح جدها ، فهي تعلم انه يستيقظ مبكراً لصلاه الفجر وبعدها يظل جالساً يقرأ في مصحفه حتي موعد الافطار …
طرقت علي باب الجناح ودلفت بعدما سمعت صوته يأذن لها بالدخول…
ابتسمت باشراق وهي تراه يقرأ في مصحفه كعادته هاتفه بمحبه: صباح الخير يا جدو …
اغلق الجد مصحفه واشرفت ملامحه المجهده بابتسامه فرحه لرؤيته حفيدته الغاليه وصغيرها الغالي :صباح الفل والورد والياسمين علي حبايب قلب جدو من جوه ..قالها وهو يقبلها علي وجنتيها ثم حمل منها الرضيع يهدهده بحنان …
ابتسم الجد بسعاده : الحمد الله ان ربنا طول في عمري لحد ما شيلت ولادك يا غافي …
بادلته الابتسامه هاتفه بحنو: ربنا يخاليك لينا يا حبيبي وتعيش لحد ما تجوزه ان شاء الله…
ضحك الجد بخفه قائلاً : اجوزه كمان .. ربنا يبارك في عمر ابوه هو بقي اللي يجوزه …
اومأت غفران برأسها دون رد …
سألها الجد وهو يتفرس في ملامح وجهها الصبوح: ايه اللي مصحيكي بدري كده ، ولا الواد الشقي ده هو اللي صحاكي ، ما تلاقيه طالع عصبي ومزعج زي ابوه….
هتفت غفران وهي تداعب وجنه صغيرها : حرام عليك يا جدو ده حبيب قلبي ما تقولش عليه كده…
سألها الجد بمكر : مين فيهم هو ولا ابوه؟؟
نظرت له غفران واجابته بنبره قاطعه وهي تعتدل في جلستها: ابني طبعاً .. انا ماليش غيره وعايشه علشانه وبس …
نظر لها الجد مطولاً عله ينفذ الي داخل عقلها ويقرأ افكارها ، ثم سألها بوضوح دون مراوغه: وعاصي؟؟
احتدت ملامحها وقد فهمت المغذي من سؤال جدها واجابته بجمود: ماله عاصي …
ثم تابعت تضيف وهي تؤكد علي كل حرف تنطق به:
عاصي ابن عمي وابوابني وبس …
ضغط عليها الجد اكثر بسؤاله: ولما هو كده .. ايه اللي خالاكي ترجعي القصر امبارح وانتي عارفه ان خطوبته كانت امبارح علي نسرين ، وآدم اكد عليكي انك ماتجيش!!!
اجابته ببعض الحده وقد بدأت تفقد هدؤها: انا مش فاهمه يعني اصراركم علي عدم رجوعي يوم خطوبته ولا جوازه حتي …/
كده كده ده بقي امر واقع ، هو اتخطي اللي حصل وشاف حياته وهيكملها بالطريقه اللي تريحه …
وانا كمان هعمل زيه واعيش حياتي بالطريقه اللي انا عاوزاها فمش فارقه ارجع قبل خطوبته ولا بعدها …
صمتت لثواني تستجمع نفسها وقد لاحظت ارتفاع صوتها واكملت تضيف بنبره اقل حده: وبعدين لو حضرتك وهو هتبقوا مش مرتاحين لوجودي هنا خصوصاً انه هيتجوز هنا في القصر ويعيش فيه ، فانا احب اطمنكم اني وجودي هنا في القصر هيكون وضع مؤقت مش اكتر…
زوي الجد بين حاجبيه وسالها بنبره حاده: يعني ايه وضع مؤقت مش فاهم …
اجابته غفران بتصميم: يعني انا هفضل هنا في القصر لحد ما الاقي بيت جديد ليا ولابني نعيش فيه براحتنا بعيد عن القصر ، ده غير ان انا من انهارده هرجع انزل المجموعه من تاني واشوف شغلي ، ده بعد اذنك طبعاً …
هتف الجد بنبره غاضبه: وليه بعد اذني ، ما انتي مقرره ومرتبه كل حاجه وجايه تديني خبر…
شعرت غفران بالحرج فقد تمادت كثيراً في الانفعال ، فهتفت تعتذر بنبره هادئه: انا اسفه يا جدو مقصدش.
هتف الجد بنبره حاسمه: اسمعي يا غفران …
موضوع شغلك انا معنديش مشكله فيه ،ومكانك في المجموعه زي ما هو ، اما بقي موضوع انك تسيبي القصر وتعيشي في بيت تاني لوحدك فده موضوع مرفوض وغير قابل للنقاش اصلاً ….
انتي هتفضلي عايشه هنا انتي وابنك معززه مكرمه ده بيتك وبيت ابوكي وبيت ابنك من بعدك …
ولاد الجارحي كلهم اتولدوا في القصر ده واتربوا فيه وعاشوا فيه ، ومش هسمح لاي حد مهما كان انه يغير نظامه اللي عيشنا فيه سنين طويله حتي لو الحد ده كان انتي يا غافي…
………………………….
بعد مده ، دلفت غفران تتهادي في خطواتها الي غرفه الطعام تحمل صغيرها علي ذراعها …
تعلقت انظار عاصي بها فور دخولها والتي لمعت باعجاب شديد لهيئتها الجديده…
فقد كانت ترتدي بدله انيقه مكونه من بنطال وستره باللون البيچ تركتها مفتوحه وتظهر من تحتها قميص ابيض ذو حمالات عريضه واسع من ناحيه الصدر مما اظهر عنقها وبدايه نحرها بسخاء….
وجمعت شعرها في تسريحه عصريه للخلف مما اعطاها مظهر انثوي انيق وعملي في نفس الوقت…
ضغط علي اسنانه بقوه يطحن دروسه بغيره شديده عليها ولكنه اثر الصمت مقنعاً نفسه بانها في المنزل ولا يوجد احد غيرهم سوف يراها بهذا المنظر …
بينما طالعتها نسرين بكره شديد ، اما دريه فلم تكلف نفسها عناء النظر لوجهها الذي تمقته بشده…
ابتسم عاصي بحنو وهو ينظر الي صغيره الذي يصدر اصوات مناغاه ويلعب ببديه في شعر والدته …
نهض من كرسيه وتقدم منها يحمله هاتفاً بسعاده: صباح الجمال يا عمر باشا…. كل ده نوم !!
ثم طبع سيل من القبلات علي وجنتيه الحمراء الممتلئه…
هتف الجد بسعاده: لا الباشا صاحي من بدري وجيه صبح علي جدو وقعد يلعب معاه …
صاح عاصي متذمراً وهو يقبله مره اخري: بقي كده يا باشا تصبح علي جدك وابوك لا…
ماشي هعديها المره دي علشان خاطر جدك ..
يالا تعالي يا باشا علشان تفطر معايا….
قالها وهو يعود يجلس علي مقعده مره اخري واضعاً صغيره علي قدميه..
كانت ابتسامه غفران تتسع غصباً عنها وهي تري صغيرها يناغي والده ويتلمس لحيته الكثيفه بانامله الصغيره ، وعاصيها يبتسم باتساع والسعاده واضحه علي وجهه الحبيب …
اجفلت عندما وجدت دريه تنهض من علي كرسيها بقوه هاتفه بنبره ممتعضه: الحمد الله شبعت عن اذنكم ..
رفع عاصي نظراته اليها شاعراً بالالم من تصرفاتها ، وما احزنه اكثر انها لم تلتفت لصغيره وكانه ليس موجود ، فهي تراه لاول مره ولم تتلهف عليه كأي جده تتلهف لرؤيه احفادها….
صدح صوت الجد يحدثها بنبره جامده ذات مغذي: ايه يا دريه مش هتسلمي علي حفيدك ابن ابنك الوحيد..
هتفت بتلعثم وهي تتحاشي النظر الي عاصي الذي يناظرها بجمود: اصل .. انا حاسه اني داخل عليا دور برد وخايفه اعديه…
ابتسمت غفران بسخريه لحجتها الواهيه واخذت تقلب في هاتفها دون ان تعطيها اي اهتمام ..
بينما هتف الجد بسخريه: لا الف سلامه !!!
هتف نسرين بمحبه زائفه وهي تلاعب وجنه الصغير : الله ده جميل اوي .. هات اشيله يا بيبي شويه..
هتفت غفران بنبره حاده قاطعه وهي تتوجه ناحيه عاصي تلتقظ منه صغيرها قبل ان تصل اليه يد نسرين: لا معلش ، اصل عمر مش بيحب حد غريب يشيله…
كتم عاصي ابتسامته بصعوبه علي رد فعلها الشرس مع نسرين ، ببنما نسرين وقفت متكتفه تهز قدميها بعصبيه وهي تطالع غفران بغل …
هتفت بدلال ماسخ وهي تتعلق بذراع عاصي : شايف يا بيبي مش عاوزاني اشيل عمر ازاي ..
رمقته غفران بنظره متحديه وغصب عنها انحدرت نظراتها نحو ذراعه المتعلقه بها نسرين ، فاشاحت بنظراتها سريعاً قبل ان يلمحها …
اجابها عاصي وهو يسحب ذراعه من بين يديها بعدما لاحظ نظرات غفران : معلش يا نسرين قالت لك الولد مش بيحب حد غريب يشيله…
جحظت عين نسرين من رده وهتف باستنكار وهي تشير علي نفسها باصبعها: هو انا حد غريب …
رنين هاتفه انقذه من الاجابه عليها ، ففتح الخط يجيب عليه وهو يبتعد بخطواته بعيداًعنهم …
تحدثت غفران موجهه الحديث الي جدها : انا همشي بقي يا جدو عاوز حاجه …
اجابها الجد بحنانه المعتاد: لا يا قلب جدك ، خالي بالك من نفسك …
ثم تابعت تكمل حديثها : انا خاليت السواق يطلع عربيتي من الجراج علشان اتحرك بيها …
تحدث الجد بحنو: ماشي يا حبيبتي اعملي اللي يريحك بس علي مهلك وطمنيني عليكي لما توصلي الشركه …
قبلته علي وجنته قبل ان تغادر : اطمن يا حبيبي ….
سلام ….
تبادلت نسرين ودريه النظرات بعدم فهم ولكنهم استعادوا هدؤهم بعد رحيلها…
بعد قليل كانت تجلس خلف المقود تقود سيارتها بثقه متجهه نحو مقر شركات الجارحي وفي الخلف يجلس صغيرها برفقه نعمات والتي حرصت علي اصطحابه معها فهي لا تأمن ان تتركه وحده في القصر بدونها…
عاد عاصي بعد ان انتهي من مكالمته فلم يجد غفران،
جلس في مقعده مره اخري وهو يسأل عن صغيره بدلاً ان يسأل عنها حتي لا تظهر لهفته عليها وحتي لا يثير شك نسرين ووالدته: اومال عمر باشا طلع ينام ولا ايه؟؟
نطقت دريه تجيبه بملامح ممتعضه وهي تشير بيدها بقرف : الهانم خدته ومشيت ، مش عاوزاه يقعد معانا.
هوي قلب عاصي بين قدميه وقد ظن انها رحلت وتركته مره اخري ، فهتف متسائلاً بملامح شاخبه: مشيت !!! مشيت ازاي وراحت فين ؟؟
هتفت نسرين من خلفه بغيره شديده: وانت مالك مهتم بيها اوي كده ليه ، ما تمشي ولا تروح في اي حته وانت مالك…
ضرب عاصي بقبضته بقوه علي الطاوله امامه مما جعل نسرين ودريه ينتفضون بفزع وهدر بصوت عالي : نسرييييين … ما تدخليش في اللي مالكيش فيه ….
ثم نظر الي جده يسأله بنبره قلقه: غفران اخدت عمر وراحت فين يا جدي./
نظر له الجد نظره لائمه لعدم قدرته التحكم في انفعالاته التي تفضح مشاعره ناحيه غفران واجابه بنبره هادئه: اهدي يا عاصي .. عمر مع امه في الشركه..
زوي عاصي بين حاجبيه يساله بعدم فهم: شركه !! شركه ايه؟؟
تابع الجد بنفس النبره الهادئه: غفران رجعت لشغلها من تاني في المجموعه واخدت معاها عمر ونعمات علشان عمر مش هتقدر تسيبه لوحده لحد ما تلاقي له مربيه كويسه ….
غلت الدماء في عروقه وهتف من بين اسنانه المطبقه: وانت ازاي تسمح لها بكده يا جدي… ده تهريج…
هدرت دريه بغل لم تستطع السيطره عليه: طبعاً الهانم راجعه علشان تضمن حقها وتكوش علي كل حاجه هي وابنها ….
نظر لها عاصي بسخط والجنون يتراقص داخل عينيه ..:!!!
ولم ينفعل الجد عليها ولكن تحدث بنبره بارده كادت ان تصيبها بجلطه ثلاثيه الابعاد: اديكي قلتيها يا دريه بعضمه لسانك حقها هي وابنها ، وابنها ده اللي هو حفيدك هو اللي هيقش كل حاجه في الاخر لانه هيبقي معاه نصيب امه وابوه بعد عمر طويل .!!!!
قالها الجد ونهض مغادراً يستند علي عصاه بعدما رمقها بنظره مذدريه قبل ان يصعد لجناحه ….
اما عاصي فاسرع يلتقط هاتفه ومفاتيحه مغادراً يخطوات مسرعه ذاهباً خلف المجنونه التي يعشقها والتي سوف تصيبه بالجنون بسبب تحديها له …
اسرعت نسرين تهرول خلفه مناديه عليه بصوت عالي : عاصي… استني انت رايح فين … عاصي.
ولكنه لم يلتفت اليها بل انه لم يسمعها من الاساس وسؤال واحد يشغل باله : هل غفران بدلت ثيابها قبل ذهابها للشركه ام ذهبت بتلك البدله التي ترسم قدها المياس بشكل مذهل اشعل صدره بنيران الغيره؟؟
وقف جسار يفتح له باب السياره فعاجله عاصي هاتفاً بنبره مستفهمه خاصه بعدما وجد السائق موجود: السواق ده هنا بيعمل ايه ، هو مش المفروض يكون مع غفران هانم؟؟؟
اجابه جسار بقلق من رده فعله علي ما سيقوله: احم ، الهانم خرجت لوحدها يا ياشا…
سأله عاصي بغباء:لوحدها ازاي يعني …!!
تحدث جسار موضحاً : الهانم خرجت بعربيتها ياباشا…
جحظت عين عاصي حتي كادت ان تخرج من محجرها هاتفاً بجنون وهو يقبض عليه من تلابيبه: وانت ازاي ما تقوليش، ازاي تسيبها تخرج لوحدها لا وكمان هي اللي سايقه!!!
تحدث جسار يطمئنه: اطمن يا باشا ، في عربيه حرس طلعت وراها وماشيه وراها زي ضلها وهما لسه مديني التمام ان الهانم والباشا الصغير وصلوا المجموعه بالسلامه…
دفعه عاصي في صدره بخشونه ،واستقل سيارته يدعس علي دواسه البنزين يقود مسرعاً ذاهباً التي تلك العنيده المجنونه التي سوف تقضي عليه لامحاله.: هتجننيني يا غفران اكتر ما انا مجنون بيكي ….
اما نسرين فوقفت تتفتت من الغضب وهي تشاهد عاصي يخرج بسيارته مسرعاً ومن خلفه سياره جسار ، فاسرعت تقفذ داخل سيارتها وقادتها مسرعه لتلحق به وهي تهتف بغل ونظراتها تزداد غلاً وكرهاً لغفران: مش مكفيكي البيت كمان رايحه وراه علي الشركه ، بس انا بقي مش هسيبك تنحجي في اللي
بتخططي له يا بنت جميله ويا انا يا انتي …
………………………..
وصلت غفران الي مقر شكركات مجموعه الجارحي ، شعرت ببعض الرهبه والارتباك في باديء الامر ولكنها شحذت همتها مقويه نفسها عازمه علي الا تستسلم او تضغف …!!!
سحبت نفس عميق تستجمع به نفسها وتحركت بخطوات واثقه تدلف الي داخل الشركه…
استقبلها العالمين باحترام ممزوج بالدهشه لظهورها المفاجيء امامهم خاصه عندما لمحوا الخادمه التي تحمل طفل صغير علي يدها خمنوا انه ابنها هي وعاصي ، فالجميع يعلم انها طليقته وام ابنه الوحيد..
علي باب المصعد ، استقبلتها مديره مكتبها ترحب بها بلباقه : حمد الله علي سلامه خصرك يا غفران هانم ، الحج منصور بلغني بوصول حضرتك وكل حاجه زي ما حضرتك آمرتي ….
اومأت له غفران بابتسامه مجامله وهي تدلف الي داخل المصعد: الله يسلمك .. شكراً …
بعد دقائق كانت تقف وسط مكتبها تطلع اليه ، فوجدته كما هو كما تركته ولكن يزيد عليه ، ذلك الركن الصغير البعيد نوعاً ما في اخر الغرفه والذي خصصه الجد لحفيده الصغير ، فوضع له كل ما يمكن ان يحتاجه طفلها !!!!
ابتسمت بحنان ممتنه ان الله منحها جد مثله..
ثم تحركت تجلس خلف مكتبها وتفتح حاسوبها وهي لم تعرف من اين تبدأ ولكنها ستبدأ!!!!!؟
بعد قليل كان يدلف من باب المجموعه كالاعصار وعلامات الغضب واضحه علي وجهه وجسده المتشنج مما جعل الجميع يناظرون بعضهم بقلق داعيين الله ان يمر اليوم علي خير وان يجنبهم شر جنون عضبه!!!!
نهضت مديره مكتب غفران احتراماً له فور دخوله مكتبها ولكنه تحدث بنبره مقتضبه دون ان ينظر لها وهو يهم بدخول مكتب غفران: مفيش مخلوق يدخل علينا المكتب ..!!!
رفعت غفران نظراتها من علي الاوراق امامها مجفله عندما انفتح باب مكتبها بقوه …
توترت من ملامحه الغاضبه فكان يقف امامها كالمارد بجسده الضخم المتشنج وفكه العريض الذي يطحنه بقوه وما زاد رهبتها منه تلك الحله السوداء ذات القميص الاسود الذي يرتديه فاعطي له مظهر شرس .. مخيف … ووسيم ..وسيم جداً!!!!
نفضت راسها بقوه تقاوم تأثره به وطالعته بنظرات متحديه ، بادلها اياها بنظرات تشتعل بجنون…
هتف بين اسنانه المطبقه دون ان يزيح بنظراته عنها: نعمات خدي عمر واستني في مكتب السكرتيره باره …
اومأت نعمات براسها موافقه واسرعت تخرج وهي تحمل الصغير بين يديها وهي تدعو الله ان تمر الامور ببنهم علي خير!!!!
ظلت حرب النظرات دائره بينهم حتي هتف عاصي بنبره غاضبه: ممكن اعرف ايه اللي انتي عملتيه ده؟؟
اجابته غفران بعدم فهم : عملت ايه بالظبط !!!
تحدث بنفس النبره الغاضبه: ايه اللي خالاكي تسوقي العربيه لوحدك ومن غير ما يكون معاكي السواق لا وكمان معاكي عمر وانتي لسه مش بتسوقي كويس…
اجابته بنبره بارده: ومين قالك اني مش بعرف اسوق!!
وبعدين اكيد يعني انا مش هخاطر بحياتي وحياه عمر اللي هو بالمناسبه ابني انا ، واتهور واسوق العربيه وانا مش واثقه مليون في الميه اني بعرف اسوق…
اغتاظ من ردها البارد الذي اشعل غضبه اكثر واكثر :ولما انتي عاوزه تيجي الشركه مقولتيش ليه وانا كنت جبتك معايا في عربيتي…
سخرت تجيبه باستخفاف: واقولك ليه !!!
هو انا محتاجه اخد منك الاذن علشان اجي شركتي !!!
وبعدين اركب معاك ليه وانا عندي عربيتي …
ثم انت مالك بتدخل في حاجه ما تخصكش ايه اصلاً…
اروح الشركه ، اسوق عربيتي ، انت ماااالك ، دي حياتي وانا حره فيها ، ومالكش الحق انك تدخل في حياتي زي ما انا مش بدخل في حياتك ..!!!!!
جن جنونه من ردودها المستفزه وود لو يطبق علي شفتيها الرقيقه التي تتفوه بكلمات غبيه تثير جنونه
يقبلها بوحشيه حتي يدميها ويقضم لسانها الطويل الذي يستفزه حتي تحرم اثاره جنونه…
وقف يتنفس بانفعال شديد والدماء تغلي داخل اوردته وهدر بنبره قاطعه لا تقبل مجال للشك: قلت لك قبل انك تخصيني…
احتدت نظراتها المغتاظه من غروره وثقته بنفسه وهدرت فيه بغضب : اسمع يا عاصي ، مش علشان انت ابن عمي وابو ابني ده يديك الحق انك تتدخل في حياتي وتتحكم فيا…
الكلام ده كان زمان لما كنت عيله هبله كل هدفها في الحياه انها تفضل جنبك ، لكن دلوقتي كل حاجه اتغيرت ….
ومن غير دخول في تفاصيل مش هتقدم ولا هتاخر ، احنا اللي بيربط بنا هو عمر وبس !!!
ولازم كل واحد فينا يلزم حدوده مع التاني ويحترمه علشان خاطر عمر يتربي بطريقه سليمه وتفسيته ما تتاثرش باللي بيحصل …
وزي ما انت اختارت الطريقه اللي تكمل بيها حياتك ، انا كمان من حقي اختار الطريقه اللي تناسبني واكمل بيها حياتي بعيد عن دايره عاصي باشا الجارحي!!!
انهت كلامها وهي تنهت بانفعال وصدرها يعلو ويهبط بجنون وهو يقف امامها لا يقل عنها انفعالاً بل ان غضبها لا مثل ذره من الغضب الذي يموج بداخله..!!
في نفس الوقت كانت نسرين تدلف الي داخل تقتحم مكتب سكرتيره غفران وهي تهتف فيها بغضب بعدما علمت ان عاصي في مكتب غفران: يعني ايه مش هدخل ..انت مش عارفه انا مين ولا ايه ..
انا نسرين هانم الخوفي خطيبه عاصي باشا الجارحي اللي مشغلك هنا…تقوليلي مش هدخل !!!
تحدثت السكرتيره باحترام وهي تقف امامها تمنعها من الدخول: اسفه يا هانم بس اوامر عاصي باشا بنفسه…!!
اشتعلت نظرات نسرين بغل ولم تعرف كيف ترد عليها وازداد جنونها عندما لمحت نعمات ترمقها بنظره متشفيه مما جعلها تود ان تقتلها ….
فخرجت مسرعه من امامهم كما دلفت مسرعه..!!
نظر لها عاصي بجنون ولا يعرف كيف يتصرف معها ، هل يخبرها بكل شيء الآن حتي تعلم انه يحميها ويخاف عليها وانها لازالت ملكه وتخصه؟؟؟
وحتي لو تحدث، هل ستسمعه؟؟ هل ستصدقه؟؟
خاصه مع عنادها وتحديها له فهي لن تعطي له فرصه للتحدث مطلقاً …
زفر انفاسه بغضب وهتف بحدثها بنبره اقل حده محاولاً اقناعها بهدوء: شوفي يا غفران ..
في حاجات كتيره اوي انتي ما تعرفيهاش..
ولسه مجاش وقتها علشان اقولهالك .. بس كل اللي اقدر اقولهولك ، اني مش بتحكم فيكي او عاوز اتدخل في حياتك …
لانت نبرته وهو يقول بصدق: انا بعمل كده من خوفي عليكي ، انا بخاف عليكي بجنون …
انا عارف اني عصبي ومجنون ومش بعرف اتحكم في عصبيتي بس ده غصب عني ، انا كده …
وانتي اكتر واحده عارفاني وفهماني كويس!!!
شعرت بنغزه قويه تؤلم قلبها ولكنها غالبتها وهتفت بكبرياء : وفر خوفك لنفسك ، انا مش محتاجه حد يخاف عليا…
نظر اليها مهموماً بيأس معقود اللسان ، ومن الواضح انه سيعاني كثيراً من اجل الحصول علي غفرانها ..!!!
طرقت السكرتيره علي باب الغرفه بخفه ثم دلفت بعدما سمحت لها غفران بالدخول : غفران هانم .. الاجتماع هيكون جاهز في خلال عشر دقايق …
اومأت لها غفران دون رد ، فانصرفت السكرتيره بهدوء…
نظر لها عاصي مستفهماً: اجتماع ايه ده؟؟
اجابته غفران بجديه: اجتماع لمديرين شركات المجموعه ….
قطب حاجبيه الكثيفين يعتصر ذهنه يبحث عن وجود اجتماعات اليوم ، ولكنه متاكد انه لا يوجد وهو لم يطلب منهم الاجتماع …!!
هتف يسالها بعدم فهم : اجتماع ايه ومين اللي حدده.
اجابته بنظره متحديه : انا !!!
سالها بعدم فهم وهو يقف امامها متخصراً : انتي … ليه ان شاء الله
اجابته بنفس النبره المتحديه وهي تقف نفس وقفته المتخصره : علشان عاوزه اعرف كل حاجه عن الشغل في الفتره اللي غبت فيها عن المجموعه….
وبعدين ده من اختصاصي بحكم اني المدير التنفيذي للمجموعه يا بشمهندس ولا نسيت!!
كانت شهيه حد الجنون وهي تقف امامه متخصره تتحداه بنظراتها وملامحها البهيه ، كان يلتهمها بنظراته ويود ان يخفيها داخل ضلوعه حتي يحجبها عن عيون الناس ولا يري حسنها وفتنتها احداً سواه…
رمقها بنظره ذكوريه خالصه يمشط جسدها الممتلئ باغراء في اماكنه الصحيحه يعانق جسدها بنظرات مشتاقه حد الوجع ….
اظلمت نظراته واشتعلت بها نيران غيرته عندما التفت لما ترتديه ، طحن دروسه بغيظ فجميع من بالشركه قد رأوها بهذا المنظر ، ولا يكفيها هذا بل تريد اجتماع مع كل مدراء المجموعه بل وتجلس معهم بهيئتها تلك وجميعهم من الرجال وهي المرأه الوحيده بينهم !!! هل جنت !!
والله لن يكون ابن الجارحي اذا تركها تجلس معهم بهذا الشكل السافر .. الساحر .. والمثير!!!!
هدر صوته بغضب مكبوت: وحضرتك ان شاء الله ناويه تحضري الاجتماع بالشكل ده!!
لم تفهم مقصده وسالته مستفهمه: ماله شكلي..
اشار بحركه من راسه علي جسدها وخاصه صدرها الظاهر امامه بسخاء بسبب تلك الستره المفتوحه علي مصراعيها: انتي مش شايفه البدله ضيقه ازاي ومحدده شكل جسمك ، ده غير صدرك اللي كله باين.
غمغمت بوجنتين محمرتين خجلاً من حديثه ومن نظراته الجريئة لجسدها وهي تضم طرفي الستره تداري جسدها : احترم نفسك .. وبعدين دي الموضه وجسمي مش ياين ولا حاجه …
مسح علي وجهه عده مرات مستغفراً مهداً من جنونه بدلاً من ان يدق عنقها الجميل الذي يغويه لتقبيله ووضع صك ملكيته عليه…
تحدث بنبره اقل حده ولكنها حاسمه لا تقبل للنقاش: شوفي يا غفران ، قدامك حلين مالهمش تالت…
يا تغيري الزفته اللي انتي لبساها دي او تعملي اي حاجه تقفليها بيها تداري بيها جسمك ، يالا مفيش اجتماعات وهتروحي علي القصر علي طول…
كادت ان تنطق وتتحداه كعادتها ، الا انه رمقها بنظره خطره ارعبتها قائلاً بتحذير: وده اخر كلام عندي ، ولو ما اتسمعش ما تلوميش الا نفسك …
انا ماسك نفسي بالعافيه ….
رمقته بنظرات مشتعله وتحركت من امامه تدب الارض بخطوات غاضبه وهي تدلف الي داخل الحمام الملحق بمكتبها وهي تتمتم بكلمات غاضبه…
استدارت له ترمقه بغيظ هاتفه من بين اسنانها : مستبد !!!! ثم اغلقت الباب في وجهه بقوه…
انارت الابتسامه وجه اخيراً وهو يضحك علي جنونها وطفولتها فهي مهما اظهرت له من عند وتحدي ستظل بداخلها تلك الطفله الجميله البريئه…!!
بعد دقائق كانوا يسيروا في الرواق المؤدي الي غرفه الاجتماعات وهي ترمقه بنظرات مغتاظه حانقه ، بينما هو يسير بجانبها بخيلاء مبتسماً بزهو ، بعدما عدلت من ستره بدلتها واغلقتها بالكامل.!!!!
اعترضت نسرين طريقهم تهتف بغيره لم تستطع التحكم بها وهي تراهم يسيرون معاً بعدما امضوا ما يقرب من ساعه في مكتبها بمفردهم: رايحين فين.
اجابها عاصي الذي تفاجيء من وجودها: عندنا اجتماع مهم …
هتفت مسرعه وهي ترمق غفران بنظرات كارهه: تمام هحضر معاكم ..!!
نظرت لها غفران تحادثها بحاجب مرفوع: تحضري فين …. ده اجتماع خاص بمديرين المجموعه كلهم
ومش مسموح للموظفين العاديين الحضور .
متهيأ لي ان مديرك هيحضر الاجتماع …
ثم وجهت حديثها الي عاصي الذي يكبت ابتسامه سعيده بقوتها وشخصيتها الجديده: يالا علشان ما نتاخرش عليهم اكتر من كده../
قالتها وهي تتخطاها تكمل سيرها يتبعها عاصي دون ان يتفوه بحرف تاركين نسرين خلفهم تتفتت من الغيظ والقهر ….
دلفت نسرين الي مكتبها وهي تشعر برغبه قويه في خنق غفران والضغظ علي عنقها بشذه حتي تخرج روحها في يدها….
ظلت تزرع الغرفه ذهاباً واياباً بعصبيه ، ثم اخرجت هاتفها تتصل بمازن الذي اختفي منذ ان حولت له الاموال ….
وضعت الهاتف تنتظر رده عليها ولكنها هدرت فيه بجنون اول ما فتح الخط: انت فين يا بني ادم انت ؟؟
اجاءها رده ساخراً كعادته: اهلاً اهلاً بعروستنا الحلوه.. مبروك عرفت انك اخيراً وصلتي للي انتي عاوزاه …عقبالي انا كمان لما اوصل للي عاوزه….
صرخت به وقد فقدت السيطره علي اعصابها: توصل لايه وزفت ايه وانت قاعد عندك تسكر وبس..
هو البيه يعرف ان الكونتيسه غفران رجعت مصر يوم فرحي ولا لاء…
وراجعه نافشه ريشها وراكله الجو هي وابنها وعلي طول لزقت لعاصي ونزلت الشركه من اول يوم علشان تفضل ملحقاه في البيت والشغل../
هتف مازن بغضب : انتي بتقولي ايه!!!
مين دي اللي في مصر … ده انا في المطار وطالع علي سويسرا…
وانتي ازاي ما تبلغنيش اول ما هي وصلت.\
اصدرت ضحكه متهكمه قائله : سويسرا!!!!
وبعدين هو انا لحقت اتنفس ، دي طبت علينا زي القضا المستعجل ومن ساعتها وانا مش عارفه اتلم علي عاصي ، ماشي في ديلها زي العيل الصغير…
وقف مازن يشد شعره بجنون وهو يشعر بالعجز : والعمل ، انا لازم اتصرف وارجع مصر بأي شكل ..
بس الباشا بتاعتك رجالته في كل مكان هيوصل لي اول ما اوصل…
هتفت نسرين بحزم : اتصرف يا مازن ، لازم ترجع كده كل اللي عملناه هيروح علي الفاضي .، انا ما صدقت اني وصلت لعاصي في النهايه ومعنديش استعداد اني اخسر اللي وصلت له ده مهما حصل .
اجابها مازن وهو يفكر في طريقه تمكنه من العوده الي مصر : اطمني انا هلاقي طريقه ارجع بيها ، علشان عاصي حسابه تقل اوي معايا ….!!!!
اغلقت نسرين معه وهي تتوعد للغفران : اما ندمتك يا غفران علي تحديكي ليا مابقاش انا نسرين…
غافله عن جسار الذي استمع الي كل مكالمتها وسجلها لها بعدما قام بربط جهازها بجهازه عن طريق تطبيق مشترك بينهم يمكنه من سماع مكالمتها
وتسجليها ، بعدما قام عاصي بألهائها في احد المرات حتي يسهل له الحصول علي هانفها.!!!!!
……………………………..
يتبع…
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااا
تعليقات
إرسال تعليق