رواية رحيل العاصي الفصل التاسع عشر والعشرين للكاتبة ميار خالد حصريه
رواية رحيل العاصي الفصل التاسع عشر والعشرين للكاتبة ميار خالد حصريه
#رواية_رحيل_العاصي
#الكاتبة_ميار_خالد
#الفصل_التاسع_عشر
- جه الوقت اللي هحتاجها فيه
قال بدر:
- هي مين ؟
قالت رحيل:
- ورد
قال بدر ولم يتذكر بعد من تقصد:
- ورد مين؟
- ورد صاحبتي من الحارة القديمة أنت نسيت، أيام ما كنت مع بابا وماما في الحارة القديمة قبل ما يتوفوا مش أنا حكيتلك أنه كان عندي صاحبتي وجارتي أسمها ورد وعندها أختين ريم وبسملة
- ده أيام لما أنا كنت عايش في البلد قبل ما اجي هنا ؟
- بالظبط وقتها كان بابا هيسافرلك البلد ولما الحادثة حصلت أخدت البيت ده وكلنا عيشنا هنا وبدأت شغلك حتى
- أيوة افتكرتها دي اللي قابلتيها مرة وأنتِ معايا ؟
- أهي دي كانت أول مرة أقابلها فيها بعد السنين دي
قال عاصي بنفاذ صبر:
- ما علينا من التفاصيل دي، اشمعنا هي يعني ؟
قالت رحيل:
- أخر مرة كلمت ورد عرفت فيها أنها لسه عندها الشقة بتاعتها اللي كانت في الحارة، لو طلبت منها مفتاح الشقة مش هترفض خالص ورد جدعه وفي نفس الوقت معتقدش أن حد هيتوقع المكان ده خالص
قال عاصي:
- طب ما أنتِ طلعتي بتفكري ومخك كويس اهو
- اومال أنت فاكر إيه
قال عز:
- دي فكرة كويسة جدًّا ياريت تعرفي توصلي لورد في أسرع وقت
- اتصل بيها دلوقتي؟
قال عز:
- ياريت
وقبل أن تتحرك حتى تأتي بهاتفها قال بدر:
- بس ده مستحيل يحصل أنا مستحيل أقبل إن بنتي تفصل في شقة مع واحد غريب عنها !
قال عز وقد أدرك تلك النقطة:
- فعلاً عندك حق، بس لازم نلاقي حل ده لو أنت خايف على بنتك فعلاً
صمت بدر للحظات ثم قال:
- تمام أنا موافق، بس رجلي على رجلي أنا مش هسيبها لحظة ولو اختفوا في أي مكان هختفي معاهم كده هكون مطمن عليها غير كده هي مش هتتحرك لوحدها
نظر له عاصي وقد أدرك أن معنى كلماته تلك أنه سوف يضطر أن يظل مع الرجل الذي يُذكره بوالده تحت سقف واحد!!
***
الكاتبة ميار خالد
وقفت هي مكانها وقد تجمدت، موقف لا يحسد عليه لا تعرف كيف تتصرف، قال أحمد:
- بكلمك على فكرة ؟!
أغمضت هي عينيها بخوف ثم التفتت ببطء، وفي تلك اللحظة نادى أحدهم على أحمد فالتفت إليه ويده مازالت أمامها، فاستغلت الموقف بسرعه وخطفت البطاقة من يده والتفتت لتركض بعيداً وعندما انتبه لها واستدار ليراها كانت قد سارت إلى الأمام بخطوات واسعه، لم يعطيها اهتمام وذهب في طريقه واستقلت هي أول تاكسي ظهر أمامها، ثم ذهبت إلى بيت فريدة والذي يبعد عن بيت عاصي بحوالي ثلاث شوارع في المجمل كان قريب نوعاً ما لذلك لم تود أن تنتقل إليه فور وصولها ولم تكن تريد أن تنتقل إليه في الأساس ولكن حادثة أحمد تلك قلبت تفكيرها..
في بيت عاصي..
نظرت ليلى إلى الصورة بتفحص واتسعت عيونها بتفاجئ..
قالت:
- إيه ده
ثم دققت في وجه إحدى الفتاتين وشعرت أنها قد رأتها سابقاً، وأخذت نحو الخمسة دقائق حتى تذكرت أنها نفسها الفتاة التي قابلتها في حمام المطعم عندما كانت بصحبة رحيل فصاحت:
- دي اللي قالتلي شعرك جميل، تيتا قالتلي أن ماما شعرها زيي بالظبط يعني أكيد ماما من الاتنين دول، بس الاتنين لابسين طرحه هعرف إزاي
زفرت الطفلة بضيق ثم فكرت للحظات و قالت:
- أكيد البنت اللي قالتلي شعرك حلو مش هي ماما عشان لو هي كانت عرفت إني ليلى وحضنتني يبقى أكيد ماما التانية
ثم أخذت الصورة وخبأتها في ملابسها وعادت إلى غرفتها بسرعه..
***
قال عاصي:
- أنا شايف أنه ملهوش داعي أن رحيل تختفي معايا أصلاً وأنها تفضل هنا بس متخرجش من البيت
نظر عز إليه واردف بصوت خفيض:
- وأنت تصدق أنها تقعد في مكان من غير ما تعمل مصايب
قالت رحيل:
- ها قولت إيه ؟
صمت عز ولم يرد، فكر عاصي للحظات ثم قطب حاجبيه وقال:
- طيب اتصلي بورد دي الأول نشوف هينفع الموضوع ولا لا
اومأت رحيل برأسها ثم تحركت من مكانها واحضرت هاتفها وبحثت عن رقم ورد للحظات حتى وجدته واتصلت بها..
وبعد لحظات جاء صوت ورد بطلتنا المتمردة من رواية وردتي الشائكة، قالت:
- الو
قالت رحيل بابتسامة:
- عاملة إيه يا ورد فكراني؟
قالت ورد بابتسامة:
- طبعاً يا حبيبتي فرحت إني سمعت صوتك والله أنتِ اللي عاملة إيه
وأثناء حديثها معها كانت ابنتها زهرة تُحدث ضوضاء عالية فصاحت بها ورد حتى تهدأ قليلاً، قالت رحيل:
- شكلك مشغولة كلمتك في وقت مش مناسب ولا إيه؟
- لا طبعاً أنتِ تتصلي في أي وقت بس زهره مجنناني أوي بقت شقية أوي
ضحكت رحيل وقالت:
- مش جايبه الشقاوة دي من بره ده كفاية خالتها بسملة
ضحكت ورد بسبب كلماتها ثم قالت:
- أنتِ طمنيني محتاجه حاجه؟
- بصراحه آه، فاكره الشقة بتاعتك اللي كانت في الحارة؟
- أيوة مالها
- لسه موجوده ؟
- آه لسه بس بقالي فترة كبيرة مروحتش
- طيب أنا كنت محتاجاها ينفع تديني مفتاحها؟
- أكيد بس خير طمنيني؟
تنهدت رحيل وقالت:
- ده موضوع طويل أوي لما اجي أخد منك المفتاح هحكيلك، ينفع اجيلك دلوقتي؟
- اتفقنا يلا مستنياكي
ثم أنهت معها المكالمة وركضت خلف زهرة التي كسرت إحدى التحف، تنهدت رحيل ونظرت لهم فقال عز:
- وافقت؟
- أيوة ودلوقتي هروح أخد المفتاح
وفي تلك اللحظة رن هاتف عز برقم ملك فرد عليها، قالت:
- عز أنت فين؟ مالك تعبان مني أوي ورايحه بيه للدكتور
قال عز بقلق:
- ماله في إيه؟
- معرفش صدره قافل من امبارح وعمال يكح وبيتنفس بصعوبة
- طب خليكي أنا جايلك
- ماشي متتأخرش
ثم أنهى معها المكالمة وقال:
- أنا مضطر أمشي دلوقتي
أردف عاصي:
- في حاجه ولا إيه؟
- أبني تعبان ولازم اوديه للدكتور، المهم لازم تتحركوا دلوقتي من رأيي أنك أنت وأستاذ بدر تتحركوا مع رحيل وبمجرد ما تاخد المفاتيح تختفوا علطول، وياريت تتأكدوا أن مفيش حد بيراقبكم
قال عاصي:
- محتاج حاجه طيب أبقى طمني على إبنك
ابتسم له عز ثم خرج من المنزل، تنهدت رحيل وذهبت إلى غرفتها لتجهز لها بعض الملابس وأخذت أغراضها المهمة وذهبت أمينه وحضّرت ملابس لزوجها وهي تبكي، وجلس عاصي على إحدى المقاعد بينما ذهبت داليا لتجهز له فنجان قهوة، دلف بدر إلى غرفتهم ليجد أمينة ترتب ملابسه والدموع تغرق عيونها فاقترب منها بدر وقال:
- طول عمرك بتقفي معايا على الحلوة والمرة، الأزمة دي هتمر وكل حاجه هتبقى كويسة
قالت أمينه بدموع:
- ياريتك ما كنت خليتها تمسك الصفقة دي شوفت اخرتها، أنا قولتلك رحيل مفيش فايدة فيها أنت قولتلي إنك بتثق فيها
- وده وقت الكلام ده يا أمينة غير كده البنت ذنبها إيه!
- ذنبها أنها لو مكانتش موجودة مكنتش هتتورط وتورطنا معاها في المصيبة دي!!
نظر لها بدر بعيون متسعة ثم قال:
- إيه اللي أنتِ بتقوله ده اوزني كلامك!!
وفي تلك اللحظة كانت رحيل تقف أمام باب غرفتهم وسمعتهم رغماً عنها وتجمعت الدموع في عيونها بدون أن تشعر..
نهض عاصي من مكانه وانتظر حتى أتت إليه داليا وقال:
- بعد أذنك هو فين الحمام؟
- أخر الطرقة على اليمين
ابتسم لها عاصي بِشُكر ثم تحرك من مكانه وتركت هي القهوة له وعادت إلى المطبخ، ذهب عاصي إلى الطرقة وعندما وصل إلى نهايتها وجد رحيل متجمدة على شماله أمام إحدى الغرف وصوت أمينه وبدر يصدع من داخل الغرفة خصوصاً وهي تقول:
- مش كفاية المصايب اللي هي كل شوية تجيبها على دماغنا، قولتلي أخويا ومراته اتوفوا والبنت دي بقت يتيمه قولت وماله زيها زي داليا تعيش معانا شوفت سكوتك على هزارها ومقالبها والعالم الوردي اللي هي عايشه فيه قولت مش مشكلة البنت شافت كتير لكن لحد هنا خلاص تعبت
صاح بها بدر بصوت خفيض:
- طيب ممكن توطي صوتك ولا عايزاها تسمعك
- تسمع ولا متسمعش بقى مش فارقة ودي بتحس بحاجه، أنا كمان من حقي أنا وبنتي نعيش بهدوء مش توتر كل شوية واهي دلوقتي هتاخدك وتمشي أنت كمان أنا هعمل إيه أنا وبنتي
التفتت رحيل وعيونها غارقة بالدموع فتلاقت عيونها بعيون عاصي، مسحت وجنتها الغارقة بالدموع وتحركت بسرعه وعادت إلى غرفتها، شعر عاصي بغصة في قلبه عليها واتجه إلى الحمام بذهن شارد، وفي غرفة بدر طالعها هو بحزن وقال:
- يا خسارة يا أمينه وأنا اللي كنت فاكرك بتحبيها فعلاً بتضحكي عليا
- أنا بحبها وهي بنتي مقولناش حاجه لكن أنا تعبت منها يا بدر حس بيا
- وأنا مش هسيبها لوحدها في المصيبة دي واديها ضهري وهروح معاها في أي حته، لو لآخر الدنيا مش هسيبها لوحدها
- طب وأحنا حقنا عليك فين؟
- لو أنتم اللي كنتم مكانها كنت هديكم حقكم برضو وأفضل معاكم، بلاش أنانية يا أمينه أرجوكِ بلاش تخلي الشيطان يدخل ما بينا استهدي بالله كده وتعالي أحضني بنتك قبل ما نمشي وادعي الأزمة دي تمر على خير
نظرت له امينه للحظات ثم اشاحت بوجهها عنه وهي تتنهد، كانت رحيل في غرفتها تبكي بصمت حتى نهضت ووقفت أمام مرآتها وسرحت للحظات في وجهها الباكي وهُنا تذكرت والدتها التي كانت تقول لها دوماً..
فلاش باك..
نظرت والدة رحيل إليها وقالت:
- نعم ربنا كتير، ونعمة ربنا عليكِ هي الضحكة الجميلة دي بلاش تسمحي لحاجه أنها تمحيها عن وشك اوعديني إنك تفضلي مبسوطة دايماً وبتضحكي حتى لو هموم الدنيا كلها فوق دماغك
ابتسمت رحيل وقالت:
- أوعدك
- حبيبة أمها تعالي في حضني يلا
باك..
ابتسمت رحيل رغماً عنها ومازالت عيونها تبكي بقهرة وذلك عندما تذكرت كلمات والدتها، دق أحدهم على الباب وكانت تظنها داليا فقالت:
- أدخلي يا داليا
ولكن الذي دخل كان عاصي، نظر إليها وقال:
- أنتِ كويسة ؟
ضحكت رحيل ضحكة واسعة وقالت ومازالت الدموع في عينيها:
- في أحسن حال الحمدلله
- مش باين عليكِ
قالت بضحكة واسعه ولكن عيونها لم تعترف بتلك الضحكة فمازالت تبكي بطريقة لا إرادية:
- نعم ربنا كتير ونعمة ربنا عليا هي ضحكتي الجميلة عشان كده مش هسمح لحاجه أنها تمحيها عن وشي ومهما حصل هسعى عشان أكون مبسوطة دايماً وبضحك حتى لو هموم الدنيا كلها فوق دماغي
نظر لها عاصي بعيون حزينة، شعر بغصة في قلبه بسبب كلماتها تلك التي أجبرته أن يشعر بها، دلف إلى الغرفة وترك بابها مفتوح ورغماً عنه وجد نفسه يمسك يدها ويقول بابتسامه :
- كله هيعدي وهتكوني مبسوطة وأنا موجود متقلقيش
ابتسمت رحيل بتعجب ودهشه وآفاق الآخر من لحظة الضعف تلك ثم قال بجمود:
- لو خلصتي ياريت تشوفي أستاذ بدر ونتحرك
وعندما خرج الإثنان من الغرفة انتظروا للحظات ثم جاء إليه بدر وخلفه امينه وداليا، اقتربت داليا من رحيل وقالت بتوتر :
- أنتِ مش زعلانه مني وهترجعي صح ؟
عانقتها رحيل بقوة وقالت:
- أكيد هرجع اومال مين هيولع فيكِ غيري
نظرت لها داليا بحده فقالت رحيل:
- أقصد يعمل مقالب، خلي بالك من نفسك اتفقنا
ابتسمت لها داليا ثم نظرت رحيل إلى أمينة فعانقتها الأخرى وقالت:
- خلي بالك من نفسك ومتنسيش تأكلي وتاخدي العلاج بتاعك
ابتسمت رحيل بتوتر ثم تحرك الثلاثة من البيت واتجهوا إلى فيلا كريم صابر حيث تقيم ورد، دلفت رحيل بمفردها إليها وتركت بدر مع العاصي في السيارة في جو يكسوه التوتر، استقبلتها ورد بحرارة وفرحة وجلسوا سوياً للحظات، قالت رحيل:
- فرحت جدًّا إني شوفتك
- وأنا كمان والله في بالي دايمًا بس أنتِ عارفه الدنيا بتلهي
- اومال فين ريم وبسملة ؟
- ريم يا ستي في الكلية عندها سكاشن متأخر وبسملة خارجه شوية مع صحابها، أنتِ احكيلي إيه اللي بيحصل معاكي
- والله ما عارفه أقولك إيه ولا إيه، كل ما أمشي أعمل مصيبة أنا زهقت
ضحكت ورد وقالت:
- أنتِ لسه برضو!
قالت رحيل وهي تلوح بيدها:
- مش عارفه من جمالي يعني النحس ماسك فيا وحالف ما يسيبني
- احكيلي طيب عشان أفهم
تنهدت رحيل ثم قصت عليها كل ما حدث معها منذ أن دخلت تلك الشركة حتى ما وصلت إليه في النهاية، وعندما انتهت انفجرت ورد بالضحك، فضحكت رحيل رغماً عنها، قالت ورد:
- وأنا اللي كنت فكراني حظي وحش أنتِ الله يعينك
صرخت رحيل بطريقة مضحكة وقالت:
- يا ستي أنا ناقصة وربنا هقوم أروح
توقفت ورد عن الضحك بصعوبة وقالت:
- خلاص يا ستي امسكي
ثم أعطتها مفتاح البيت، وقالت:
- أنا عرفاكي قوية بس في الوقت ده بالذات لازم تكوني أقوى وتحاربي عشان توصلي لبر الأمان، هتلاقي الشقة زي الفل أنا مخليه واحده تروح تنضفها كل فترة ولو محتاجه أي حاجه كلميني اتفقنا ومتقلقيش مش هقول غير لكريم بس أنكم هناك وهو مش هقول لحد
- أنا مش عارفه أقولك إيه بجد
- ولا حاجه بس خلي بالك من نفسك
ابتسمت لها رحيل ثم ودعتها الأخرى، عادت إلى السيارة وتحركوا بها وقبل أن يذهبوا إلى الشقة اشترى عاصي بعض الملابس له والطعام للجميع..
الكاتبة ميار خالد
وبعد ساعتين وعندما جاء المساء كانوا جميعاً في شقة صغيرة بأحدي الحواري الشعبية ذات الأصوات العالية وكان عاصي يشعر بالانزعاج نوعاً ما، قالت رحيل بسخرية:
- مش متعود على الأماكن دي مش كده
قال عاصي ببرود:
- كفاية أنتِ متعودة
ثم تحرك من أمامها وتركها تنظر له بصدمه بسبب رده هذا، قال بدر بتعب:
- أنا ممكن ادخل أرتاح شوية حاسس إن ضغطي عالي شوية خليكي جنبي أنا نومي خفيف ولو احتاجتي أي حاجه اندهيلي أنا
- حاضر
ثم دلف إلى إحدى الغرف لينام فيها وعندما دخل صدع هاتفه رنيناً برقم غريب فنظر إليه بتساؤل، بحثت رحيل عن عاصي الذي اختفى فجأة لتجده يقف في إحدى الزوايا ويمسك هاتفه بيده، وقبل أن تتحرك من مكانها فكرت أن تحضّر لوالدها كوب عصير عله يهدئ من ضغطه قليلاً فذهبت إلى المطبخ لتحضره وتعطيه لوالدها ثم تعود إلى عاصي..
كان عاصي سوف يغلق هاتفه ولكنه رن برقم شادي، رد عليه:
- في حاجه مهمه؟
- جدًّا، هي بدأت تستجيب لينا وبدأت تفكر في مستقبلها كمان هي بنفسها قالتلي أنها هتتغير وهتبدأ من جديد، لسه برضو شايف أنها متخرجش من المصحة
قال عاصي بغضب مكتوم:
- أيوة مش شايف
- أنت كده بتظلمها بجد لو أنت مسمحتش أنها تخرج أنا اللي هقف لك وقتها وأنا اللي هخرجها بمجرد ما تتحسن نهائياً!
صاح به عاصي:
- وأنا بس اللي أقرر إذا كانت تخرج من المصحة ولا لا!! وطول ما أنا موافقتش هتفضل موجودة في المصحة انتهى الكلام!
ثم أنهى المكالمة في وجهه والتفت بضيق ليجد رحيل أمامه وتنظر له بصدمه، ثم قالت:
- مين اللي في المصحة؟!
ايه رأيكم في رد فعل امينه وكلامها ؟؟
ايه اللي هيحصل؟؟
توقعاتكم؟؟ آراءكم ؟؟
#رواية_رحيل_العاصي
#الكاتبة_ميار_خالد
#الفصل_العشرون
ثم أنهى المكالمة في وجهه والتفت بضيق ليجد رحيل أمامه وتنظر له بصدمه، ثم قالت:
- مين اللي في المصحة؟!
نظر لها عاصي بعيون متسعه ثم قال:
- وأنتِ مالك
ثم تحرك من مكانه فذهبت الأخرى خلفه ووقفت أمامه وقالت:
- رد عليا مصحة إيه اللي كنت بتتكلم عليها ومين اللي هناك
نظر لها عاصي بحده وقال بعنف:
- اوعى تفتكري أن الوضع اللي إحنا فيه يديكي الحق إنك تدخلي في حياتي، ياريت تلزمي حدودك معايا
ظلت تطالعه رحيل وتفكر بشيء ما ولا تعرف لماذا ظهرت سلمى في ذهنها فوراً وتذكرت كلام حنان والدة عاصي عنها حين قالت " محدش يعرف اختفت فجأة هي كمان .. بيقولوا سافرت معرفش هي كمان اتأذت أوي " زفر عاصي بضيق وتحرك من أمامها حين وجد عيونها تتسع بصدمه حتى لا يسمع شيء آخر منها، وقبل أن يبتعد عنها سمعها تقول:
- سلمى اللي في المصحة مش كده
تسمر عاصي مكانه بصدمه! كيف عرفت من هي سلمى وكيف أدركت أنها هي الموجودة في المصحة! التفت لها بعيون متسعه وقال:
- أنتِ تعرفي سلمى منين؟!
- مامتك حكيتلي عنها هي ومريم وإحنا في المطعم، رد عليا هي اللي في المصحة؟!
طالعها الآخر بتفاجئ للحظات ثم حاول أن يتمالك نفسه وقال:
- خليكي في نفسك وأنا مش مجبر اجاوبك
امسكته رحيل من ملابسه بعنف وقالت بعيون بغضب عارم:
- رد عليا! سلمى هي اللي في المصحة مش كده
- قولتلك مش عايز أرد!
صرخت به رحيل:
- سلمى هي اللي هناك في المصحة رد عليا
صرخ بها عاصي:
- أيوة، عرفتي خلاص ياريت تسكتي بقى
شهقت رحيل بصدمه وابتعدت عنه بخطوتين..
في غرفة بدر، صدع هاتفه رنيناً برقم غريب فنظر إليه بتساؤل ثم رد عليه وكان هذا الشخص هو فارس الذي قد اتصل به وقت اختفاء رحيل وقد نسى هو أن يعاود الاتصال به، رد عليه:
- الو مين معايا ؟
- واضح أن حضرتك مسجلتش رقمي مش كده
- مش واخد بالي معلش
- أنا فارس زميل داليا اللي كلمت حضرتك
ضرب بدر رأسه بكف يديه بنسيان ثم قال:
- أنا محرج منك والله بعتذر جدًّا بس عندنا ظروف صعبه اليومين دول
- لا والله يا عمي أنا بطمن على حضرتك بس عشان أخر مره قولتلي أن عندك مشكله
- ربنا يخليك يا أبني فيك الخير
ضحك فارس وقال:
- ربنا يخليك، طبعًا لو فاتحت حضرتك في الموضوع اللي كلمتك فيه هتقول عليا معنديش دم
ضحك بدر وقال:
- والله مش هقول لا بس الوقت اللي إحنا فيه صعب جدًّا فعلاً بنمر بأزمة صعبه
- طيب خير في حاجه أقدر أساعد حضرتك بيها
- فيك الخير والله
- أنا مش بقول كلام وخلاص بجد، اجيلك طيب وموضوعي أنا وداليا سيبه على جنب دلوقتي
- ربنا يخليك بس أنا مش في البيت أصلاً
- مسافر يعني؟
- تقدر تقول كده
- طيب الجماعة في البيت مش محتاجين حاجه؟
- أنا مش عارف أقولك ايه إيه والله بس شكراً يا فارس وعموماً لو احتاجت حاجه هكلمك
- في أي وقت والله
- فيك الخير تسلم
ثم أنهى المكالمة معه وهُنا انتبه لصوت رحيل التي تصرخ ومن الواضح أنها تتشاجر مع عاصي فتحرك من مكانه بسرعه وخرج إليهم ليجد رحيل تضع يدها على فمها بصدمه وعاصي أمامها، قال وهو يتجه إليهم:
- في إيه ؟!
نظر له عاصي وقال ببرود :
- مفيش حاجه، بس ياريت تخلي بنتك ولا بنت أخوك متدخلش في اللي ملهاش فيه
نظر له بدر بضيق ثم تحرك من مكانه وسحب رحيل خلفه ولكن الأخرى توقفت مكانها بإصرار وقالت:
- بابا بعد أذنك أنا وعاصي لسه مخلصناش كلامنا
الكاتبة ميار خالد
لم يسمع بدر كلامها وسحبها خلفه إلى غرفته وأغلق عليهم الباب، زفر عاصي بضيق ثم خرج إلى الشرفة حتى يستنشق بعض الهواء وعندما كان يقف في الشرفة والتي كانت تطل على البيت المقابل له تماماً خرجت فتاة من الشرفة المقابلة له حتى تنشر بعض الملابس ولكنها عندما وجدت عاصي أمامها شهقت بفزع وقالت:
- عفريت ده ولا إيه أنت مين يا جدع أنت!
نظر لها عاصي بنفاذ صبر ثم عاد إلى الداخل، دخلت الفتاة فوراً واتجهت إلى والدتها وقالت:
- هي شقة البت ورد اتباعت يا اما؟
- لا بتسألي ليه؟
- اومال مين الراجل اللي كان واقف في بلكونتهم ده؟
- تلاقيه حد من قرايبها إحنا مالنا
- بس البت ورد معندهاش قرايب
- ملكيش دعوة وروحي خلصي اللي قولتلك عليه عشان تخلصي معايا الأكل
- يا اما ليكون حرامي ولا حاجه مش لازم نتطمن مع أنه مش باين عليه ده زي القمر يخربيته
زفرت والدتها بضيق ثم قالت:
- عايزه إيه يعني
ابتسمت الفتاة بخبث وقالت:
- يعني يا اما لو طلع قريبها فعلاً مش المفروض نروح نزوره كده ونشوف لو محتاج حاجه ده من باب الواجب يعني عشان لما يكلمها لو طلع قريبها يعني يقولها أننا عملنا الواجب أنتِ شوفي دلوقتي ورد بقت فين وإحنا فين
نظرت لها والدتها للحظات ثم قالت:
- طيب خلصي الأول بعدين بقى نشوف ماشي
فابتسمت الأخرى بخبث وذهبت لتكمل عملها، أغلق بدر عليهم الباب ثم التفت لرحيل وقال:
- ممكن أفهم في إيه
ضحكت الأخرى بعفوية وقالت:
- بيحصل إيه في إيه
- والله؟! إيه صوت الزعيق اللي كان برا ده في إيه
قالت رحيل بتأكيد:
- لالا مفيش حاجه إحنا بنتناقش بس ما لو في حاجه هقولك أكيد، أنت مش كنت هترتاح؟
زفر بضيق وقال:
- كنت هنام بس فارس أتصل بيا
- فارس مين ؟
- زميل داليا لحقتي تنسي، وقت ما حصلت المشكلة بتاعتك كان هو أتصل بيا و..
قالت رحيل بانفعال:
- وإيه قول!!!
- وطلب أيد داليا مني
صرخت رحيل بفرحة ثم تحركت من مكانها بحماس وصعدت على السرير و قالت بصوت عالي:
- بجد!! طلب ايديها منك!! وربنا أنا حسيت من أول مره شوفته فيها وهو عينه بتخرج قلوب
- طب انزلي طيب واهدي
نزلت رحيل وحاولت أن تتمالك نفسها قليلاً ثم قالت:
- احم آسفة، طيب وهي قالت إيه ؟
- لسه معرفتهاش أصلاً
وقبل أن تتكلم رحيل تذكرت الوضع الذي هم فيه لذلك صمتت بإحراج، قالت:
- طيب نام وأنا هروح المطبخ أكُل أي حاجه وهاجي أنام برضو يلا
أومأ لها برأسه ثم ذهب ليرتاح قليلاً وخرجت رحيل من غرفته ولكنها لم تتجه إلى المطبخ، بل إلى غرفة عاصي..
***
كانت حنان تجلس في غرفتها وتحاول الإتصال بعاصي ولكن بدون فائدة، دلفت إليها ليلى واقتربت منها فأخذتها الأخرى في أحضانها وقالت:
- حياتي أنتِ لسه صاحية ليه كل ده
نظرت لها ليلى لتظهر عيونها المليئة بالدموع:
- مش جايلي نوم
شهقت حنان ونظرت لها باهتمام وقالت:
- إيه الدموع دي بتعيطي ليه
قالت الطفلة بحزن:
- هو أنا ليه لوحدي، ماما مش معايا وممكن تكون مش عايزاني حتى بابا كمان عُمره ما جه يشوفني يعني هو كمان مش عايزني، حتى خالوا اللي كان دايماً جنبي سابني ورحيل كمان هو ليه كله بيسيبني وبيمشي
نظرت لها حنان بقهره على حال تلك الصغيرة ثم اخذتها في أحضانها بقوة وقالت:
- لا يا حبيبتي خالوا موجود دايماً هو بس عشان..
قاطعتها ليلى وقالت:
- مشغول مش كده، طب ورحيل
- رحيل كمان أكيد مشغولة مينفعش نعطل البنت صح وهي غريبة عننا
- لا رحيل مش غريبة عني
ثم اعتدلت في جلستها وقالت:
- عارفه رحيل بتفكرني بماما مع أن ماما عمرها ما حضنتني بس لما رحيل بتحضني بحس ماما جنبي، عارفه أنا مش عايزه ماما بعد كده بس خلوا رحيل جنبي
- طيب ممكن تنسي الكلام ده دلوقتي وتنامي وبكره نكمل كلامنا
صمتت ليلى وقبل أن تنهض من مكانها قالت حنان:
- إيه رأيك لو تنامي جنبي بعد كده في حضن تيتا
ابتسمت ليلى وقالت:
- بجد ينفع
- طبعًا يا عيوني ينفع تعالي
ثم نامت ليلى في أحضان جدتها وكانت حنان تبكي بصمت وقهره وقلق في نفس الوقت..
***
الكاتبة ميار خالد
نهض شريف من مكانه بدهشه وقال:
- اختفوا إزاي يعني أنا مش قولتلك خليك متابعهم
رد عليه أحد رجاله:
- أنا آسف دي غلطه من عندي هما بعد ما اتحركوا من المستشفى طلعلي مشوار مهم ونسيت أخلى حد يراقبهم بدالي
قال الآخر بغضب:
- أعمل إيه بآسف دي! أنت متخيل ضيعت عليا شغل كام يوم
- أوعدك إني هلاقيهم صدقني
- تمام أقفل دلوقتي
ثم أنهى معه المكالمة وزفر بضيق ثم فتح هاتفه مرة أخرى واتصل بأحمد فرد عليه الآخر:
- في إيه؟
- أنت فين؟
- بغير جو شوية ليه في إيه؟
- خمس دقايق وتكون قدامي
وانتهت المكالمة بعد أن قال تلك الجملة وما هي إلا ثلث ساعة وكان أحمد أمامه، قال:
- في إيه قلقتني؟
- شكلهم هربوا
- هم مين دول؟
- عاصي والبنت
ضحك أحمد وقال:
- طب ما طبيعي وأنت عايز بعد ما هي اتخطفت يفضلوا أكيد اختفوا فتره بعدين يظهروا
ضرب شريف قدمه في الأرض وقال:
- مكنتش عامل حساب كل ده
- طيب هتعمل إيه دلوقتي ؟
- جه دورك أنت اللي تعمل
- قصدك إيه؟
- قصدي أننا لازم نعمل أي حاجه تجبرهم أنهم يظهروا
- زي؟
- أعتقد جه الوقت أننا نستفاد من بنتك بقى ولا إيه؟
تغيرت نظرات أحمد وقال:
- أنا قولتلك بنتي هتفضل برا الموضوع ده! لو اتأذت هتزعل مني
- أنت غبي؟
- اومال قصدك إيه؟
- قصدي أنك لازم تخش بيت عاصي بأي طريقة وتاخد حاجه من حاجات البنت أو تعرف أي علامه قريبة ليها
- عشان إيه؟
- أعمل كده وبس
نظر له أحمد للحظات ثم قال:
- حاضر..
***
الكاتبة ميار خالد
دقت رحيل على باب غرفة عاصي فنهض من مكانه وفتح لها الباب، وعندما وجدها أمامه زفر بضيق فقالت هي بابتسامة ماكره:
- وماله انفخ كمان
قال عاصي:
- عايزه إيه؟
- كلامنا مخلصش هو إيه اللي عايزه إيه!
خرج عاصي واغلق الباب خلفه وجلس الاثنان على الأريكة في غرفة المعيشة، قالت رحيل:
- أنا عارفه أنه مليش حق إني أتدخل في حياتك وعارفه أن الفترة الأخيرة أنت وقعت في مشاكل كتير بسببي بس ..
نظر لها عاصي وقال:
- بس إيه؟
- بس أنا مش بيكون قصدي أي حاجه صدقني، عارف أنا أكتر واحده حظها وحش في الدنيا مع كل خطوة بمشيها بعمل مصيبة
- واضح فعلاً
ثم ضحكت ضحكة واسعة وقالت:
- بس عارف برغم ده أنا مش بخلي ضحكتي دي تروح عن وشي أبداً مهما يحصل في العالم بفضل أضحك كده، عارفه أن تصرفاتي عفوية حتى أنت في البداية كنت فاكرني بمثل مش صح
- كنت فاكرك عبيطة ومازلت
ابتسمت رحيل وصمتت للحظات ثم نظرت له و قالت:
- انت رافض أن سلمى تخرج ليه؟
- رحيل أرجوكِ مش عايز أتكلم في الموضوع ده
شردت به للحظات ثم قالت وهي تنظر إلى عيونه بتمعن:
- أنت مقبرة أسرار ليه؟ عارف نفسي اسألك أنت مش بتحب باباك ليه ونفسي أسألك ليه بتعامل نفسك كده قبل الكل، نفسي اسألك ليه شايف الدنيا معقده أوي كده
- عشان هي كده فعلاً
- إحنا اللي بنعكس التعقيد ده مش الدنيا ..
نظر لها عاصي بصمت ولم يرغب في الرد عليها، حتى قالت رحيل:
- أنت ليه بتعاقبها على حاجه هي معملتهاش، مش عدل أنها تكون في مصحة ومريم هي اللي بره البلد حتى لو مش مسموحلها ترجع مصر على الأقل بتخرج وتتنفس لكن سلمى محبوسة
وهُنا خرج عاصي من صمته حين قال:
- كان لازم مريم تبعد تماماً عن هنا حتى لو العقاب غير مُرضي بالنسبالك
- طيب وسلمى
توتر عاصي قليلاً وقال:
- سلمى خبت عليا!! هي مكنتش صريحه معايا وعشان كده هي كمان اتأذت زي مريم وخسرت شغلها وحياتها حتى أهلها تخلوا عنها بسهوله وسافروا هما كمان
- تسمحلي أشوف سلمى مره واحده بس..
نظر لها عاصي ثم قال:
- روحي نامي الوقت قرب يتأخر
ثم نهض من مكانه وهرب هو إلى غرفته، تنهدت رحيل بملل وقالت:
- ما هو أنا لازم أعرف إيه اللي حصل هنام إزاي دلوقتي
لذلك نهضت وذهبت أمام غرفته ثم دقت على بابها وقالت بضحكة:
- أستاذ عاصي، متأكد إنك مش عايز تحكيلي خالص؟
- لا مش عايز
- طب ما تفكر طيب ما يمكن عايز تحكيلي حاجه ومكسوف
صاح بها:
- روحي نامي يا رحيل
- طب احكيلي سر واحد بس
- قولت نامي
قالت بسرعه:
- اللي تشوفه حاضر
ثم ذهبت إلى غرفة بدر لتنام هي أيضاً، ابتسم عاصي رغماً عنه ثم قال:
- مخها في عالم موازي والله
ثم نام هو أيضًا فكان هذا اليوم حافل بالنسبة لهم..
وفي اليوم التالي أستيقظ الجميع بفزع على صوت دق قوي على باب الشقة! نهض الجميع بقلق ووقف بدر وعاصي وخلفهم رحيل وهم ينظرون إلى الباب لا يعرفون ماذا عليهم أن يفعلوا ولكنهم إذا انتظروا لحظة سوف يُكسر الباب عليهم ..
يا ترا ايه اللي هيحصل؟؟
رأيكم في شخصية أحمد ايه ؟؟
آراءكم ؟؟ توقعاتكم ؟؟
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق