رواية رحيل العاصي الفصل الحادي وعشرون والثانى وعشرون للكاتبة ميار خالد حصريه
رواية رحيل العاصي الفصل الحادي وعشرون والثانى وعشرون للكاتبة ميار خالد حصريه
#رحيل_العاصي
#الكاتبة_ميار_خالد
#الفصل_الحادي_والعشرون
وفي اليوم التالي استيقظ الجميع بفزع على صوت دق قوي على باب الشقة! نهض الجميع بقلق ووقف بدر وعاصي وخلفهم رحيل وهم ينظرون إلى الباب لا يعرفون ماذا عليهم أن يفعلوا ولكنهم إذا انتظروا لحظة سوف يُكسر الباب عليهم ..
تقدم عاصي إلى الباب وفتحه بحذر ليجد أمامه إمرأة وأخرى خلفها فاطمئن قليلاً وفتح الباب حتى يراهم بدر ورحيل، وكانت تلك الفتاة هي نفسها الفتاة التي رآها عاصي في الأمس ففهم ماذا سوف تقول، كانت الفتاة تنظر له بأعجاب واضح في حين قالت والدتها بغضب:
- أنت مين؟! وقاعد في شقة البت ورد ليه وسع كده خلينا ندخل
أفسح لها عاصي الطريق ووضع يديه في جيوبه ثم التفت لرحيل، نظرت المرأة والتي كانت تُدعى حليمة إلى رحيل وبدر بتساؤل وقالت:
- تطلعوا مين أنتم كمان
نظر عاصي إلى رحيل وعقد ذراعيه أمام صدره وقال:
- اتفضلي قولي إحنا مين
حمحمت رحيل بابتسامه ثم قالت:
- أنا صاحبة ورد أسمي رحيل
- وقاعدين هنا ليه؟
قالت رحيل بعفوية:
- أوه معقول كده يعني، دي ورد معروفه أنها جدعه حتى أنا وقعت في مشكله تفتكري ورد هتسيبني يعني
ثم تحركت من مكانها بسرعه واحضرت مفتاح الشقة واتجهت إليها وقالت:
- حتى بصي أنتِ أكيد عارفه المفتاح بتاعها يعني، اهو
أمسكت حليمة المفتاح ودققت به ثم قالت:
- اه بالله هو صح
وكانت الفتاة والتي هي ابنتها عيونها على عاصي لم تزاح أبداً حتى لاحظ هو نظراتها تلك وزفر بضيق، قالت حليمة بإحراج:
- لمؤاخذه بقى أنا اتخضيت لما لقيت حد في الشقة، طب أنتِ وعرفنا أنتِ مين، مين دول بقى؟
وكانت تقصد بدر وعاصي، التفتت رحيل بسرعه وقالت:
- ده يبقى أبويا أستاذ بدر وده...
ثم توقفت وهي تنظر إلى عاصي بابتسامه واصبعها يشير إليه، رفع الآخر حاجبيه وانتظر ردها عليها، ابتلعت رحيل ريقها ثم ضحكت ببلاهة وقالت بتوتر:
- ده اا ده أستاذ عاصي
- أيوة يقربلك إيه يعني ؟
وقبل أن تتكلم رحيل قال بدر:
- يبقى إبن عمها
نظرت له رحيل بسرعه وقالت:
- أيوة إبن عمي أبوه وابويا اخوات
نظر لها عاصي بدهشة ثم تحرك من مكانه بضيق عندما سمع سيرة والده وقد فهم بدر سبب انسحابه هذا، قالت حليمه بإحراج:
- معلش يا بنتي على قلة الذوق اللي عملناها دي بس أصل البت ورد غالية عليا اوي قلقت لما البت ابتسام قالتلي أن في راجل غريب في الشقة
ضحكت رحيل وقالت:
- لا ولا يهمك طبعاً نورتينا
- بس أنتِ شكلك مش غريب عليا
قالت رحيل:
- ما أنا كنت ساكنه هنا برضو بس من زمان أوي
- ماشي لو احتاجتي حاجه نادي عليا ها أنا البلكونة اللي في وشك على طول
الكاتبة ميار خالد
اومأت رحيل برأسها ثم خرجت حليمة ومعها ابنتها، دلف عاصي إلى غرفته بضيق واغلق بابها خلفه بقوة، وجلس على سريره وبعد لحظات دق أحدهم على الباب ثم فتحه بهدوء وطل منه وعندما نظر عاصي ناحية الباب وجد بدر امامه، قال بدر:
- تسمحلي أدخل؟
- عايز أقعد لوحدي بعد أذنك
كرر بدر سؤاله وقال:
- تسمحلي أدخل؟
نظر له عاصي بإحراج ثم اعتدل في جلسته وقال:
- اتفضل
دلف بدر وترك باب الغرفة مفتوحًا، جلس أمامه وقال:
- اضايقت ودخلت الاوضة ليه، عشان جت سيرة أبوك بس
- مش عايز أتكلم في الموضوع ده
- هتفضل تهرب منه لحد أمتى؟ زي ما بتقفل الموضوع معايا دلوقتي متأكد أن كل ما حد بيحاول يكلمك في الموضوع بتقفله برضو
- مفيش موضوع عشان نتكلم فيه
زفر بدر وقال:
- مش هقولك أن ابوك كان راجل عظيم وأنه مفيهوش غلطه، كان بني آدم بيغلط ويتعلم من غلطه بس هي حاجه واحده اللي ضيعته
نظر له عاصي باهتمام كان يريده أن يُكمل، أكمل بدر:
- إنه كانت ودنه خفيفة يعني بيسمع لأي حد، ممكن يكون مقتنع بالحاجة مليون في الميه ولو حد جه قاله حاجه عليها يغير رأيه كان بني آدم مذبذب بس رغم كل ده كان طيب جدًّا وغلبان
قال عاصي بسخرية:
- غلبان؟! فعلاً اللي يضيع فلوس مراته على الأرض واللي يرجع بيته كل يوم مدمر بسبب القرف اللي ادمنه يبقى غلبان فعلاً
ثم صمت للحظات وأكمل بانفعال:
- أنا وصّلت الشركة للمرحلة دي بتعبي وجهدي أنا!! صاحبك اللي بتقول عليه غلبان ده ضيع شغلنا وسابنا مفلسين بعد ما توفي، أنا اللي سهرت وتعبت وبنيت بنفسي وشركتي من أول وجديد بسببه وضع بيتنا اتلغبط بسببه أختي طلعت بني أدمه ضعيفة واتظلمت وأنا اتظلمت معاها
- قبل ما ترمي اللوم عليه فكر إيه اللي وصله لكده
قال عاصي بغضب:
- تقصد إيه بكلامك مش فاهم؟
- أقصد أن ممكن حد لعب في دماغ ابوك وخلاه يبعد عن الطريق الصح ما يمكن حد هو اللي حط الزفت ده قدامه عشان يدمن وحياته تبوظ
- حتى لو؟ كل واحد كبير وعارف هو بيعمل إيه ربنا حط جوانا مخ عشان نفهم وندرك ونقرر، مفيش أي حاجه تبرر اللي هو عمله مستحيل وبطل تدافع عنه
- أنا مش بدافع عنه أنا عارف أنه غلطان ومش بقولك تحبه وتنسى اللي فات بس على الأقل سامحه، سامحه لوجه الله وكمّل حياتك
وفجأة تحول عاصي من هذا الشخص القوي الغاضب ذو النفوذ والعيون الحادة إلى شخص في غاية الضعف والوهن وقد تغيرت نظراته إلى الحزن والانكسار وكأن بدر استطاع بكلماته تلك أن يصل إلى أعماق عاصي وخصوصاً تلك المنطقة التي لا يصل لها احد، قال عاصي وقد ترقرقت الدموع في عينيها:
- مش عارف اسامحه.. مش قادر
نظر له بدر بحزن ثم أخذه في أحضانه بسرعه، ظلت يدى عاصي بجانبه للحظات لم يعرف كيف يتصرف، ولكنه أغمض عيونه وترك الإختيار لقلبه تلك المرة فوجد نفسه يرفع يديه ويعانق بدر وأخيرًا، قال بدر :
- سامحه لوجه الله هو في النهاية أبوك
ابتعد عنه عاصي لتظهر بعض الدموع في عينيها وقال بحده:
- ياريت نقفل الموضوع ده
ثم نهض من مكانه وعندما وصل عند باب الغرفة وجد رحيل أمامه تنظر له بعيون دامعه، نظر لها بعيون متسعه ثم تخطاها بسرعه وجلس في الخارج، دلفت رحيل إلى والدها وقالت بدهشه:
- أنت تعرف أبو عاصي منين وليه هو بيكرهه أوي كده
- اقفلي الموضوع ده دلوقتي طيب هو مش ناقص
- عايزه أفهم طيب
زفر بدر بضيق ثم شرح لها وضع عاصي مع والده المتوفي فحزنت الأخرى وبشدة بسبب كل ما مر به وقالت:
- عشان كده عنده مشكلة مع الفقر، بسبب اللي أبوه عمله وأنه هو ومامته اتجوزوا برغم فرق المستويات اللي بينهم وفي الآخر كسرهم كده
زفر بدر وقال:
- خلاص بقى اقفلي الموضوع، أنتِ فتحتي تليفونك ولا لسه قفلاه
- آه فكرتني هفتحه دلوقتي وهقول لعاصي برضو يفتح تليفونه
وقبل أن تتحرك أوقفها بدر وقال:
- حاولي تهوني عليه شوية، العقدة اللي جواه صعبه جدًّا ووجعها كبير ربنا العالم بيه
ابتسمت له رحيل وأومأت برأسها ثم ذهبت وفتحت هاتفها وذهبت لعاصي حتى تخبره أن يفتح هاتفه ايضًا ولكنه وبمجرد أن طلت عليه نهض من مكانه بسرعه واستدار حتى لا ترى دموعه التي سالت على وجنته رغماً عنه، اقتربت منه وقالت:
- أفتح موبايلك ممكن نسيته زيي
أومأ الآخر برأسه بدون أن يستدير لها، قال رحيل بضحكة:
- بس حلو جو فيلم أبو على اللي إحنا عايشينه ده
مسح عاصي عينيه وأخذ نفساً عميقاً ثم استدار لها وقال:
- ودي حاجه حلوة دول كانوا هربانين!
اتسعت عيون رحيل وهي تقول بضحكة:
- أنت عارف ناقصنا إيه ؟!
نظر لها عاصي باهتمام مصطنع فقالت الأخرى:
- تعبان يقرصني زي ما حصل مع منى زكي
رفع عاصي حاجبيه بدهشه وقال:
- أنا كنت شاكك إنك مجنونه بس دلوقتي تأكدت
ثم أمسك هاتفه وفتحه ليجد مكالمات كثيرة من والدته، كانت رحيل تود التهوين عليه لذلك قالت بعفوية:
- أنا مش بكلمك؟ هات موبايلك ده
وجاءت لتسحبه من يده ولكنه أمسك هاتفه بقوة وقال:
- رحيل سيبيه عندي مكالمات مهمه لازم اعملها
- مش وقته دلوقتي أنا بتكلم معاك
وفي تلك المشادة وأثناء سحب الهاتف بقوة من كلا الطرفين وقع الهاتف على الأرض وتكسرت شاشته تماماً واعطت الوان كثيرة دلالة على احتراقها ..
نظر عاصي إلى رحيل بعيون متسعة لتنظر هي له بخوف وقلق..
***
الكاتبة ميار خالد
في بيت بدر..
قالت داليا:
- محتاجه حاجه تاني ولا أجيب دول بس
قالت أمينة:
- لا جيبي دول بس ومتتأخريش
أخذت داليا مفاتيحها ومحفظتها ونزلت حتى تشتري بعض الأغراض وفي رحلة عودتها كانت الأغراض بيدها ثقيلة فوجدت فجأة من يأخذهم من يدها وكان فارس، نظرت له بابتسامه وقالت:
- فارس؟! بتعمل إيه هنا
- جاي اطمن عليكم بصراحه امبارح كلمت عمي بدر وعرفت منه أنه مسافر فقولت اجي اطمن عليكم واشوفكم لو محتاجين حاجه كنت هروح تحت البيت واتصل بيكِ بس شوفتك أهو
- شكراً بس مكنش ليه داعي تعبك ده
- تعب إيه بس إحنا أهل مفيش بينا الكلام ده
- أهل؟
ضحك فارس وسار الاثنان باتجاه البيت وكان على بُعد مسافه منهم يوجد حازم والذي كان ينتظر الوقت المناسب حتى يتقرب فيه من داليا حتى جاء فارس، نظر لهم بغضب وقال:
- أنا حبيتك بجد وكنت مستعد أبيع الدنيا وأهلي عشانك، بس أنتِ واحده متستاهليش فعلاً ولو فاكره إنك ممكن تخلصي مني بمكالمة ولا مقابلة تبقي غلطانه، ماشي يا داليا
وفجأة تحرك من مكانه واتجه إليهم ليقف أمامهم!! نظر له فارس بتساؤل وقال:
- خير ؟
قال حازم ببرود:
- عايز داليا في كلمتين
وقبل أن ترد داليا قال فارس:
- ده على أساس أنها واقفة مع عيل صغير؟! تطلع مين أنت أصلاً
أبتسم الآخر باستفزاز وقال:
- في إيه يا حبيبتي ساكته ليه ما تردي على الأخ وتعرفيه أنا أبقى مين
نظر فارس إلى داليا بحده وصمت ينتظر ردها عليه وكانت تطالعه الأخرى بخوف وتردد..
***
كانت ليلى تجلس في غرفتها بملل وبيدها صورة عاصي مع مريم وسلمى، كانت تحفظ ملامح الاثنان حتى إذا رأتهم تتعرف عليهم فوراً، تركت الصورة على سريرها وخرجت حتى تلعب في جنينة المنزل قليلاً..
كان يقف عند بوابة المنزل ينتظر اللحظة المناسبة حتى يدخل إليها، ولكنه عندما دلف من البوابة وجد حارس العقار يتجه إليه وقال:
- خير حضرتك ؟
قال أحمد بثبات:
- خير إن شاء الله أستاذة حنان كلمتني عشان اجي أشوف الغسالة بقالها فترة مش بتشتغل كويس، هي مقالتلكش ولا إيه؟
- لا والله مدتنيش عِلم بس اتفضل
أبتسم له أحمد ودلف إلى الداخل ولكنه لم يدخل إلى باب الشقة بل تسلل من الحديقة الخلفية للبيت، وبحركة خفيفة استطاع أن يتسلق الحائط بالاستناد على المواسير الموجودة على الحائط حتى دلف إلى أحد الغرف، زفر بحماس ثم بحث عن غرفة ليلى بهدوء حتى وصل إليها، دلف إليها بسرعه وفتح دولابها وأحضر فستان صغير من ملابسها ثم اتجه إلى النافذة حتى يخرج كما دخل ولكنه توقف فجأة عندما لاحظ شيئاً ما على سطح السرير، توقف وعاد خطوتين إلى الوراء واقترب قليلاً وأمسك الصورة بين يديه، اتسعت عيونه وهو ينظر إلى الصورة وعاد بذكرياته منذ أن تعرف على مريم، كانت فتاة جميلة ذو خصلات ذهبية مميزة ضحكتها جميلة كانت تضحك دوماً ووجها الذي يكاد يضيء من توهجه، انبهاره هذا قاده إلى أن يقترب منها أكثر فوجدها طيبة وبسيطة تكاد تصدق كل ما يقال لها بدون أن تشك، تثق بأي شخص بسرعه لذلك استطاع هذا الخبيث أن يتسلل إلى قلبها، حتى تكونت تلك الروح الصغيرة بداخلها، مازال يتذكر ذلك اليوم عندما أخبرته أنها حامل..
الكاتبة ميار خالد
فلاش باك..
- أنت لازم تيجي تكلم أخويا وماما في أسرع وقت
قال أحمد ببرود:
- ليه يعني في إيه؟
نظرت له مريم بخوف وقالت:
- أنا حامل
انتفض أحمد من مكانه ونظر لها بصدمه وقال:
- متأكدة؟
- أيوة، بص تعالى كلم أخويا وأنا هدعمك في أي حاجه وهقف جنبك، غير كده أنت عملت إيه في المشروع اللي أنا اديتك فلوسه؟
تهرب أحمد بعيونه منها وقال:
- شغال أهو بس لسه مجابش ربح بفكر افركشه
- ده المشروع الكام اللي هتفركشه؟ المهم دلوقتي كلم ماما على الأقل
- اكلمها وأنا مش معايا أي حاجه لا شقة ولا فلوس ولا حاجه
- أنا هديلك فلوس كل حاجه بس كلمها، فكر في ابننا اللي جاي الدنيا أنا مش عايزاه يتأذي من قبل ما يجي
- حاضر متقلقيش هلاقي حل، في حد يعرف الموضوع ده غيري؟
- سلمى بس، أنت هتتصرف أمتى؟
- قولتلك متقلقيش، بتثقي فيا صح
نظرت له مريم بدموع وقالت:
- بثق فيك أكتر من نفسي
- خلاص متقلقيش، روحي أنتِ دلوقتي
اومأت له برأسها ثم تحركت من مكانها وعادت إلى منزلها، وما أن تحركت حتى تغيرت نظرات أحمد إلى القلق الشديد ثم ضرب الأرض بقدمه وأيقن وقتها أنه لا يوجد حل آخر سوى الهروب من تلك المصيبة..
وبالفعل في مساء هذا اليوم كان قد اختفي عن الوسط، وفي نفس المساء أيضًا كان عاصي قد عرف كل شيء عندما سمع حديث مريم مع سلمى، وعندما استقر أحمد في مكان بعيد أتصل بسلمي وعندها ردت عليه قال:
- قولي لمريم أني مش قد المسؤولية دي أنا مش هقدر أتحمل مسؤولية طفل دلوقتي
صاحت به سلمى:
- هتوقع إيه من واحد حيوان زيك، حسبي الله ونعم الوكيل أقسم بالله ما هسيب حقها كده وبما إن عاصي أخوها عرف كل حاجه أنا هخربها على دماغك، ومهما كنت فين عاصي هيدور عليك وهيجيبك !
قال أحمد بسخرية:
- والله ويطلع مين عاصي ده
- عاصي القاضي، ولا صحيح أنت هتعرفه منين أنت مش هتعرف غير الأشكال الزبالة اللي زيك
نهض أحمد من مكانه وقال:
- يعني مريم تبقى أخت عاصي القاضي؟!
- والله ده على أساس إنك مكنتش تعرف أومال الفلوس اللي كنت بتاخدها منها دي مسألتش نفسك بتجيبها منين
- هي قالتلي ده ورث؟!
- ضحكت عليك عشان تخبي حقيقة عيلتها، خليك عارف إنك انتهيت
ثم أنهت المكالمة في وجهه، وقد ندم أحمد بعدها لأن مريم كانت فرصة عظيمه له حتى يدخل إلى عائلة عاصي، وقد سرح بخياله أيضًا أنه كان من الممكن أن يصبح ذراعه اليمين في كل شيء ولكنه قد استوعب هذا بعد فوات الأوان..
وبعدها عَلِم أن سلمى مازالت في محاولاتها حتى تعثر عليه فما كان منه سوى أن يدمر حياتها، حيث أطلق عليها سمعة سيئة في مكان عملها وبسببه تم طردها بشكل مهين، كما أنه كان السبب في تخلي أهلها عنها وبعدها ماتت والدتها ورفض أخوها أن يتواصل معها مجدداً لذلك أخذ عائلته وسافر بعيداً وظلت سلمى بمفردها، وكان ذنبها الوحيد والذي عاقبها عليه عاصي هو أنها من البداية قد كتمت سر مريم مع هذا الشخص عنه..
باك..
آفاق أحمد من ذكرياته تلك بسرعة وتمالك نفسه، ثم أخذ الصورة ووضعها في جيبه والتفت ليخرج ولكنه تسمر مكانه حين وجد ليلى تقف أمامه تنظر له بتساؤل!! ثم قالت:
- أنت مين؟
#رحيل_العاصي
#الكاتبة_ميار_خالد
#الفصل_الثاني_والعشرون
فصل النهاردة طويل قراءة ممتعه♥️
أفاق أحمد من ذكرياته تلك بسرعة وتمالك نفسه، ثم أخذ الصورة ووضعها في جيبه والتفت ليخرج ولكنه تسمر مكانه حين وجد ليلى تقف أمامه تنظر له بتساؤل!! قالت:
- أنت مين؟
نظر لها أحمد بصدمه ولأول مرة يرى فيها طفلته وهي أمامه بهذا القرب، أنه لم يكن أبًا لها يومًا وقبل أن تأتي إلى تلك الدنيا هو أول من تخلى عنها، ولكنه أقسم أن يبقيها بعيدة عن كل شيء لا يعرف لماذا هل هذا إحساسه بالذنب أم أنه يعتبر نفسه والدها حقا، لا يقدر على التفسير..
قال أحمد بتوتر:
- أنا اا جيت أصلح حاجه في الغسالة و..
وقبل أن يكمل زفرت ليلى بضيق وقالت:
- مش مهم خلاص بس الحمام من هنا خالص دي اوضتي أنا
أبتسم أحمد وقال:
- أنا برضو استغربت معقول اوضة حلوة كده يتحط فيها غسالة
ضحكت ليلى واقتربت منه قليلاً ثم قالت:
- ممكن تلعب معايا شوية
ابتلع احمد ريقه وقال:
- مش هينفع لازم اروح اشوف شغلي صح
نظرت له ليلى بحزن ثم ذهبت وجلست على سريرها وقالت:
- أيوة عندك حق
نظر لها أحمد للحظات وأردف:
- بلاش تزعلي روحي العبي مع حد تاني
قالت ليلى بحزن:
- أنا لوحدي محدش بيلعب معايا، حتى الحضانة قعدت منها عشان العيال هناك بيغيظوني أنهم عندهم ماما وبابا وأنا لا، لما بيسألوني فين مامتك مش بتيجي تاخدك ليه بعيط عشان كده مبقتش أروح وهنا لوحدي تيتا مش بتقعد معايا كتير
تحرك أحمد من مكانه وجلس بجانبها، نظر لها بعيون دامعه وقال:
- فين مامتك باباكِ؟
- ماما مش هنا تيتا قالتلي أنها مسافره بس أنا زعلانه منها أوي لو رجعت مش هتكلم معاها أبداً
- وباباكي؟
نظرت له ليلى للحظات ثم قالت:
- مش عارفه
طالعها أحمد بصمت فأكملت:
- تيتا ولا مرة كلمتني عن بابا وكل ما اسألها متردش عليا، معقول يكون بابا راح الجنة وهما مش عايزين أني أعرف
- أكيد موجود بس ممكن هما اللي مش عايزينه يوصلك
نظرت له ليلى بعيون متسعه أردفت:
- بجد يا عمو تفتكر كده!
- طيب لو عايزاني أوصل رسالة لباباكِ لو اتقابلنا اقوله إيه
ابتسمت ليلى ابتسامه جميلة وقالت:
- قوله إن ليلى بتحبه أوي وهتفضل مستنيه أنه يجي ويخرجها زي صحابها علطول ويجبلها حاجه حلوة
ثم نهضت من مكانها وطبعت قبلة على وجنته وقالت:
- واديله البوسة دي كمان
نظر لها أحمد بعيون متسعة وقهرة تشع منهم ثم أبتسم بصعوبة ونهض من مكانه فوراً وعندما خرج من غرفة ليلى اتجه إلى إحدى الغرف بهدوء وخرج من نافذتها كما دخل ثم خرج من البيت بأكمله وهو في حالة يرثى لها..
***
- في إيه يا حبيبتي ساكته ليه ما تردي على الأخ وتعرفيه أنا أبقى مين
نظر فارس إلى داليا بحده وصمت ينتظر ردها عليه وكانت تطالعه الأخرى بخوف وتردد..
قالت داليا:
- ده قريبنا من بعيد
نظر لها فارس بشك ثم قال:
- وبيقولك حبيبتي ليه؟
نظرت له داليا بصمت فتدخل حازم مرة أخرى وقال:
- طيب هي شكلها مكسوفة تقولك، أنا وداليا مرتبطين تقدر تقول زي المتجوزين كده
نظرت له داليا بعنف وقالت:
- أنت اتجننت إيه اللي أنت بتقوله كده؟!
قال حازم بوقاحه:
- شيفاني قولت حاجه غلط ؟؟
- كلامك كله غلط
نظرت إلى فارس وقالت:
- طيب يا فارس أنا وحازم كُنا مرتبطين بس وفركشنا من فترة أصلاً ومكناش زي المتجوزين ولا حاجه ده كداب
قال حازم باستفزاز:
- أنا مش عارف أنتِ ليه مصممه تغلطي كلامي بس خلاص يا ستي مش عايز اوقعك في مشكلة أنتِ صح
نظر لها فارس بعيون مصدومة ثم التفت لحازم وقال:
- طيب بوظت الدنيا وقولت اللي عايز تقوله، اتكل على الله بقى
نظر لها حازم بشماته ثم تحرك من مكانه، نظر فارس إلى داليا بطرف عينيه وقال:
- لو مش عايزه تقولي حاجه ياريت تتحركي عشان والدتك متقلقش
قالت داليا بانفعال:
- حازم كداب! أنا وهو كُنا مرتبطين بس
نظر لها فارس بدهشه وقال:
- عايزاني اسقفلك يعني ولا إيه؟! ده على أساس أن الإرتباط حاجه صح أساساً مش غلط كون أنك مرتبطة بيه من ورا أهلك ده عادي بنسبالك لا وبتقوليها كمان إحنا كُنا مرتبطين بس، لا كتر خيرك
نظرت له داليا لوهله ثم قالت:
- أنا شايفه أن مكنش فيه حاجه غلط عشان كُنا بنحب بعض بجد حتى هو لأخر لحظة كان عايز يجي يكلم بابا وأنا اللي بعدت عنه مش هو
صمت فارس للحظات ثم نظر إليها وقال بحده:
- الحاجه اللي بدأت غلط ربنا مش بيبارك فيها، لو علاقتكم من الأول كانت صح كان زمانكم دلوقتي مع بعض
نظرت له داليا بصدمة وصمتت ولسانها ربط عن الكلام، قالت:
- بس إحنا..
قاطعها فارس وقال:
- تبرير الذنب اسوء من الذنب نفسه، لو في شعور لازم تحسي بيه دلوقتي فهو الشعور بالندم مش التبرير
صمتت داليا بحزن وتحرك الآخر من مكانه وتحركت هي خلفه حتى اوصلها إلى بيتها وقال:
- أبقي سلميلي على والدتك
- مش هتطلع تسلم عليها ؟
- ميصحش أدخل بيتك وأبوكي مش موجود، رقمي معاكي لو احتاجتي حاجه كلميني
قال تلك الجملة ثم تحرك من مكانه وسار في طريقه، ظلت تنظر له داليا للحظات ثم صعدت إلى بيتها بشرود..
***
الكاتبة ميار خالد
وفي تلك المشادة وأثناء سحب الهاتف بقوة من كلا الطرفين وقع الهاتف على الأرض وتكسرت شاشته تماما واعطت الوان كثيرة دلالة على احتراقها ..
نظر عاصي إلى رحيل بعيون متسعة لتنظر هي له بخوف وقلق..
قالت ببكاء:
- والله ما كان قصدي والله العظيم ما..
قال عاصي:
- خلاص أهدي واسكتي
قالت رحيل بتعجب:
- بجد؟ يعني مش هتزعقلي
- اتعودت على المصايب اللي بتعمليها اكتسبت مناعة
ضحكت رحيل بعفوية وقالت:
- دي إشارة عشان أعمل مصايب براحتي ومخافش يعني
- رحيل أمشي من قدامي أنا مش ناقصك
- استني بس تعالى، أمسك موبايلي أهو أعمل منه المكالمات اللي أنت عايزها وحط الخط بتاعك عليه
أمسك الآخر هاتفها وأدخل شريحته به واتصل بوالدته فورًا، كانت حنان تجلس في غرفتها بتوتر وعقلها يرسم لها آلاف القصص السيئة لما حدث مع أبنها حتى صدع هاتفها رنيناً برقم عاصي فأمسكته بسرعه وردت عليه، قالت:
- يا أبني حرام عليك ينفع كده يعني اختفيت فجأة ولا بترد عليا ولا بتروح الشركة حرام عليك
- غصب عني أنا عايزك تهدي بس أنا كويس
قالت ببكاء صارخ:
- حرام عليك أنت بتعمل فيا كده ليه أنا تعبت منك ومن عقابك لكل اللي حواليك مش كده يا عاصي
قال الآخر بهدوء:
- قولتلك أهدي بعد أذنك
جلست حنان على سريرها بتعب وأخذت أنفاسها بسرعة، ظل عاصي معها على الهاتف حتى هدأت قليلاً وقالت:
- أنت فين؟
- أنا في أزمة الفترة دي مخلياني لازم أبعد، بس غيابي مش هيطول يومين وهرجع تاني
- أزمة إيه؟؟
- بخصوص الشغل، أنا مش عايزك تقلقي وخدي بالك من ليلى أوي اوعي تخرجيها من البيت وخلي موبايلك جنبك دايمًا
- حاضر بس فهمني في إيه؟
- لما أرجع بس خلي بالك من نفسك ومن ليلى
ثم أنهى معها المكالمة واعطى الهاتف لرحيل، أخذت هي هاتفها وتحرك هو واتجه إلى الشرفة ولكنه عندما وجد ابتسام تقف في الشرفة المقابلة لهم وتتابعهم بفضول عاد ادراجه واتجه إلى أحد الأركان في المنزل حتى يجلس بها بهدوء..
الكاتبة ميار خالد
في منزل عاصي..
بحثت ليلى عن الصورة التي تركتها على سريرها ولكنها لم تجدها فبكت بضيق وخوف من أن تخسر الشيء الوحيد الذي يجمعها بوالدتها، اتجهت إلى غرفة حنان ببكاء فانتفضت الأخرى من مكانها بقلق، اتجهت ليلى إليها وقالت:
- تيتا ممكن تتصلي بعمو بتاع الغسالة شكله أخد حاجه بتاعتي بالغلط
- حاجة إيه وغسالة إيه؟
مسحت ليلى دموعها وقالت:
- يا تيتا عمو اللي جه الصبح عشان يصلح الغسالة أنا كنت سايبه صورة ليا على السرير بتاعي شكله أخدها معاه أنا دخلت اوضتي لقيته قدامي هو مش إحنا الغسالة بتاعتنا بايظة برضو
نظرت لها حنان بقلق وقالت:
- لا يا حبيبتي مفيش حاجه بايظة ده تلاقيه حرامي! أنتِ ازاي متناديش عليا
نظرت لها ليلى بعيون متسعة ثم بكت بصوتٍ عالٍ عندما أيقنت أنها من المستحيل أن تستعيد صورتها مرة أخرى..
وفي تلك الأثناء عند رحيل، كانت تمسك هاتفها وقبل أن تتصل بوالدتها جاءت رسالة على شريحة عاصي، وعندما فتحتها فرهت فمها بصدمة حين وجدت الرسالة الأولى هي عبارة عن صورة لعاصي وبرفقته فتاتين والصورة الأخرى هي صور لإحدى فساتين ليلى التي قد سبق ورأتها به وأسفل الصور مكتوب
" قدامك ٢٤ ساعه عشان تبلغنا بموافقتك على الصفقة، الأيام بتجري بس من عمرك ومش محتاج أعرفك لو مظهرتش من جحر الفران اللي أنت فيه ده إيه اللي هيحصل"
تحركت رحيل من مكانها بصدمة حتى وقفت أمام عاصي، نظر لها الآخر بتعجب وقال:
- في إيه ؟
نظرت له بعيون متسعة ومازالت الصدمة مسيطرة عليها، نهض الآخر من مكانه بقلق وأمسك هاتفها ليجد تلك الرسائل أمامه، ولكن صدمته الحقيقة كانت في تلك الصورة..
عند شريف..
أرسل إلى عاصي تلك الصور وابتسم بانتصار وبعدها لاحظ أحمد الذي يجلس بشرود أمامه، قال له:
- مالك في ايه؟
- شوفت ليلى النهاردة، شكلها من قريب مختلف أوي
ضحك شريف بسخرية وقال:
- يا حنين، أنت صدقت إنك ابوها بجد ولا إيه
- أيوة أنا مكنتش عايزها في البداية بس، لما شوفتها النهاردة حسيت بشعور غريب
- طيب شيل الشعور ده من جواك عشان هيضيعك، إحنا قربنا من هدفنا عاصي زمانه وصله الصور دي وبكرة بالكتير هيظهر وهيوافق على الصفقة، وساعتها هيكون شغلنا خلص وهيكون دخل المصيدة
- هو عاصي هو اللي قتل ابوك؟
قالها أحمد بتساؤل فرد عليه الآخر:
- لا بس كان سبب
- يعني إيه؟
تنهد شريف وقال:
- شركة أبويا أفلست وكان في صفقة واحده بس قادرة تنقذها وكانت مع شركة الرحاب اللي عاصي قدر أنه يقنعهم أنهم يسحبوا صفقة المول التجاري مع شركة أبويا وياخدها هو
- وعشان كده قررت تدمره
- بالظبط، هانت شوية وقت واحقق اللي أنا عايزُه
عند عاصي..
وفي تلك اللحظة اتصلت به حنان فرد عليها بسرعه وهُنا سمع صوت بكاء ليلى ووالدته تقول:
- عاصي الحقنا في حرامي دخل البيت!
قال عاصي بغضب:
- ليلى بتعيط ليه؟!
وقبل أن تتكلم حنان أخذت منها ليلى الهاتف وقالت:
- خالوا الحرامي ده دخل الاوضة بتاعتي أنا كنت فكراه عمو جاي يصلح الغسالة بتاعتنا هو قالي كده بس هو سرق صورة بتاعتي أنا بحبها، أنا عايزه الصورة بتاعتي يا خالوا عشان خاطري
- وأنتِ جبتي الصورة دي منين يا ليلى ؟!
صمتت ليلى عن البكاء ونظرت أمامها بصمت لا تعرف ماذا تقول، زفر عاصي بضيق ثم قال لها أن تعطي الهاتف إلى حنان مرة أخرى وقد أوصى حنان أن تحافظ على ليلى جيدًا وعلى نفسها أيضاً..
وعندما أنهى المكالمة نظرت له رحيل بقلق وقالت:
- هنعمل إيه دلوقتي؟
- للأسف لازم نظهر أنا مش هقدر أضحي بحد من عيلتي
- أنا بقول كده برضو نرجع بكره وخلي عز معانا برضو عشان لو حصل أي حاجه، طب والصفقة؟! هتوافق عليها
- غصب عني
نظرت له رحيل بصدمة وقالت:
- نعم؟!! يعني أنت ناوي توافق عليها فعلاً
صاح بها عاصي وقال:
- شايفه قدامي حل تاني!!
- مليون حل غير إنك تأذي غيرك
صاح بها بقوة:
- أنا خسرت أختي مرة ومش مستعد أخسر بنتها مرة تانية
قالت رحيل بتحدي:
- أختك أنت اللي عملت فيها كده أنت اللي بعدتها وسفرتها بره وأنت اللي حرمتها من بنتها
- لو تعرفي اللي هي عملته في بنتها وهي صغيرة كنتِ عملتي نفس اللي أنا عملته فيها وبعدتيها عنها!!
نظرت له رحيل بتعجب وقالت:
- مش فاهمه تقصد إيه؟
- مش مهم تعرفي ولأخر مرة هفضل أقولك خليكي بعيدة عن حياتي الشخصية ابعدي عني، أنا مشوفتش شخصية متطفلة زيك في حياتي مهما ابعدك مفيش فايدة من يوم ما ظهرتي وأنا كل يوم في مشكلة وكل يوم بتورط أكتر
نظرت له رحيل دامعه ثم أردفت:
- أنا كمان نفسي أبعد، بس للأسف قدري مربوط بيك
ثم تحركت من مكانها وفتحت باب المنزل ونزلت إلى الشارع، ضرب عاصي الأرض بقدمه ثم تحرك بسرعه حتى ينزل خلفها ولكن خرج بدر من غرفته وقال:
- رحيل راحت فين؟
- نزلت
- نزلت إزاي يعني ؟!
- أنا رايحلها أرتاح أنت ممكن احتاجت حاجه من تحت
الكاتبة ميار خالد
أومأ بدر برأسه ونزل عاصي خلف رحيل ليجدها تقف على سلالم البيت تبكي بصمت، نزل إليها حتى وقف أمامها فحاولت أن تهرب بعيونها عنه، نظر لها عاصي ولأول مرة بحزن وأسف ثم قال:
- أنا آسف..
طالعته هي بصمت فتابع الآخر:
- ساعات بقول كلام بيجرح اللي قدامي بس بيكون وقت عصبية
قالت رحيل بدموع:
- كلام يكسر اللي قدامك مش يجرحه بس، لكن أنت أناني
نظر لها عاصي بدهشه فأكملت:
- كنت عايز بمجرد ما تقولي آسف اسقفلك مثلاً؟ أنت أناني يا عاصي مش لوحدك اللي اتجرحت ومش لوحدك اللي دوقت مرارة الدنيا ومش لوحدك اللي خسرت حبايبك، أنا أعرف كتير عنك لكن أنت تعرف حاجه عني؟
طالعها بصمت فتابعت كلامها:
- تعرف أنا بحس بأية تعرف أنا النار اللي جوايا عاملة إزاي، طبعًا هتعرف إزاي ما هو أنت الوحيد اللي تعبان وأنت الوحيد اللي من حقك تتعصب لكن أنا، مش مسموح لا أنا بني أدمه تافهة باخد كل حاجه بهزار وضحك صح
صمتت للحظات ثم ترقرقت الدموع بقوة في عيونها لتقول ببكاء ينتفض له القلوب:
- أنا كان نفسي حد يشوف دموعي اللي ورا ضحكتي دي كان نفسي حد يشوفني صح ويحس بيا، رحيل تعبت مبقتش قادرة حتى تضحك رحيل ضحكتها نفسها مبقاش فيها حيل تظهر، رحيل النفس اللي بتاخده بقى تقيل عليها، رحيل كل دقة قلب ليها بتكون مصدر ألم، قلب رحيل بياخد انفاسة الأخيرة ..
قالت تلك الجملة ثم سقطت مغشياً عليها وهي على درجات السلم..
امسكها عاصي بسرعه قبل أن تسقط من أعلى درجات السلم ودلف بها إلى الداخل وعندما وجدها بدر في تلك الحالة اتجه إليها بسرعه وقال بقلق:
- حصل إيه ؟!!
قال عاصي بقلق:
- مش عارف أنا كنت بتكلم معاها فجأة وقعت كده
قال بدر بقلق:
- البنت وشها أصفر كده ليه أنا هنزل اجبلها الدكتور
- خليك أنت أنا هنزل بسرعه
وبالفعل خرج عاصي من البيت ونزل إلى الشارع واتجه الى أقرب صيدلية أمامه واستدعى الطبيبة الموجود بها ثم صعد بها إلى رحيل، فحصتها الطبيبة لتجد دقات قلبها غير منتظمة وقد سمعت صوت غير طبيعي في دقات قلبها فأبعدت السماعة وقالت:
- ضغطها نزل شوية بس
قال بدر بعفوية:
- تلاقيها ماخدتش الأدوية بتاعتها
- أدوية إيه ممكن أشوفها ؟
ذهب بدر من أمامها وأحضر الأدوية ثم عاد إليها ومد يده لها بالشرائط، نظرت الطبيبة إلى الأدوية بدهشه كبيرة وقد تعرفت عليهم على الفور، قال بدر:
- دي شوية فيتامينات وحديد عشان هي ضعيفة شوية
نظرت له الطبيبة بتعجب وقالت:
- فيتامينات وحديد؟! لا خالص الأدوية دي لحاجه تانية
نظر لها عاصي وقد انتابه القلق فقال:
- أومال الأدوية دي بتاعت إيه؟
نظرت له الطبيبة بصمت وفي عيونها نظرة حزن فزاد قلقه عاصي وقال بغضب:
- ردي عليا دي أدوية إيه؟؟
نظرت له الطبيبة وقالت:
- طيب واضح أن المريضة مش معرفاكم بس مش بياخد الأدوية دي غير مريض القلب، للأسف المدام عندها مشاكل في صمامات القلب ومحتاجة عملية أصلاً وده يفسر عدم انتظام ضربات قلبها والصوت الغير الطبيعي اللي ظهر في السماعة..
وقد وقعت تلك الكلمات كالصخرة الضخمة على رأس بدر وعاصي..
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق