القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية رحيل العاصي الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون للكاتبة ميار خالد حصريه

التنقل السريع

     


    رواية رحيل العاصي الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون للكاتبة ميار خالد حصريه





    رواية رحيل العاصي الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون للكاتبة ميار خالد حصريه



    #رحيل_العاصي

    #الكاتبة_ميار_خالد

    #الفصل_الثالث_والعشرون

    يا جماعة التفاعل على الرواية قل ليه كده، عايزه التفاعل زي الأول عشان أكمل..


    - ردي عليا دي أدوية إيه؟؟

    نظرت له الطبيبة وقالت: 

    - طيب واضح أن المريضة مش معرفاكم بس محدش بياخد الأدوية دي غير مريض القلب، للأسف المدام عندها مشاكل في صمامات القلب ومحتاجة عملية أصلاً وده يفسر عدم انتظام ضربات قلبها والصوت الغير الطبيعي اللي ظهر في السماعة..

    وقد وقعت تلك الكلمات كالصخرة الضخمة على رأس بدر وعاصي، وعندما نظروا إلى رحيل استطاعوا رؤية الشحوب الذي قد ظهر في وجهها وفي شفتيها، نظر بدر إلى الطبيبة بصدمة وقال: 

    - أنتِ متأكدة؟؟

    - أيوة، وياريت لو تتابع مع دكتور قلبية في أسرع وقت عموماً هي شوية وهتفوق ياريت تفضل مستمرة على الأدوية دي وبالشفاء إن شاء الله استأذن أنا

    ثم نهضت من مكانها وتحركت وتحرك بدر معها أيضًا حتى يوصلها وظل عاصي مكانه متجمد غير قادر على الحراك، لا يقدر على احصاء عدد الدقائق التي مرت وهو ينظر إليها هكذا حتى فتحت هي عيونها بتعب، حاولت أن تنهض من مكانها فاتجه إليها بسرعه ومنعها، قالت: 

    - حصل إيه؟

    تكلم عاصي وهو في حالة يرثى لها: 

    - أغمى عليكِ

    نظرت له رحيل لتجد عيونه قد تكونت بها بعض الدموع فقالت بدهشه:

    - أنت مدمع ليه؟!!

    مسح عاصي عينيه بسرعه وقال: 

    - مفيش حاجه 

    قالت الأخرى بقلق: 

    - أنت كويس؟

    ظل عاصي يطالعها للحظات ثم قال: 

    - إزاي تخبي موضوع زي ده 

    قالت بتساؤل:

    - اخبي إيه؟

    - موضوع مرضك..

    نظرت له رحيل بعيون متسعة وصدمة وردت عليه:

    - مرض إيه مش فاهمه

    فأمسك الأدوية التي قد تركتها الطبيبة بجوارها وقال: 

    - أومال الأدوية دي بتاعت إيه 

    أخذتهم منه رحيل بسرعه وقالت بتوتر:

    - دول فيتامينات بس و..

    قاطعها عاصي وقال: 

    - كنتِ هتفضلي مخبية لحد أمتى لحد ما تموتي؟  

    نظرت له رحيل للحظات ثم ترقرقت الدموع في عينيها وبكت رغماً عنها، قالت: 

    - على الأقل هكون مع بابا وماما، مش هحس بالشفقة ولا هتعب ولا هعافر تاني، مش عايزه أحاول تاني همشي وبس أنا عرفت مرضي ده من كام شهر، لما أنا كنت بتألم عشان أرسم الضحكة على وشي واعمل مقالب في اللي حواليا كلهم كانوا شايفين إني تافهة وإني معرفش أشيل المسؤولية، محدش شاف وشي التعبان ولا عيوني اللي بتكذب، أنا تعبت وأيدي سابت كل الخيوط اللي كانت بتربطها بالحياة 

    امسك يدها بحركة عفوية منه وقال: 

    - لا! مينفعش أنتِ بالذات تقولي كده ...

    وقاطعه اقتراب بدر منهم وهو ينظر إليها بعيون غارقة بالدموع، قال: 

    - حقك عليا أنا كنت أعمى فعلاً، طب أنتِ فكرتي لما أشوف أبوكِ بعد ما أموت هقابله بأنهي وش بعد كلامك ده 

    نهضت رحيل من مكانها بسرعه وقالت: 

    - لا! متزعلش مني أنا مقصدش

    - ليه خبيتي عني مش أنا أبوكِ يا رحيل أنا مش بعتبر نفسي عمك أنتِ بنتي 

    قالت رحيل بدموع:

    - كفاية همي عليك كل السنين دي مكنتش عايزاك تشيل هم جديد 

    وقبل أن يرد عليها بدر رن هاتف رحيل على شريحة عاصي وكان المتصل هو عز الدين، أمسكت هاتفها وأعطته لعاصي ورد الآخر عليه، قال عز: 

    - عندكم جديد؟

    - النهاردة اتبعتلي تهديد وصلوا لحاجات من بيتي وصوروها، لازم أظهر مفيش حل تاني 

    - على الأقل اختفوا يومين

    - مفيش فايدة يا عز أنا قولتلك من البداية الهرب من حل، غير كده رحيل تعبانة جدًّا لازم نرجع عشان تروح للدكتور 

    - تعبانة مالها؟

    - هبقى افهمك بعدين، المهم أننا هنرجع بكرة 

    - والناس دي هتتصرف ازاي؟ هتوافق على الصفقة؟

    زفر عاصي بضيق وقال:

    - مش عارف صدقني، بس كده كده مش هاخد قرار غير لما أعرفك

    - تمام بكرة هبعتلك عربية ترجعكم 

    أنهى عاصي المكالمة وقال لرحيل: 

    - زي ما سمعتي إحنا هنرجع بكرة وأول حاجه هنعملها هي إنك تروحي للدكتور وأنا بنفسي اللي هاخدك 

    قالت رحيل بعِناد: 

    - ده أمر يعني ولا إيه أنا مش عايزه أروح 

    قال عاصي بابتسامة باردة: 

    - هتروحي يا رحيل ومش عايز جدال 

    ثم تحرك من مكانه وترك بدر ورحيل يتعاتبون بسبب ما حدث..

                                 ***

    الكاتبة ميار خالد 

    في المصحة..

    ومنذ قرارها أن تتغير وكل شيء قد تغير في تلك المصحة، وكأن قدر قليل من الطاقة الإيجابية انبعث من المكان وكان مصدره هي وحدها، كانت تحاول أن تعود إلى نفسها التي قد ضاعت منها قبل سنوات..

    كانت تجلس في الجنينة تقرأ إحدى الروايات التي قد أحضرها لها شادي حتى أتجه هو إليها، قال بابتسامه:

    - عاملة إيه النهاردة؟

    ابتسمت له وقالت: 

    - منمتش من امبارح مش عارفة اسيب الرواية 

    - بجد معني كده أنها عجبتك؟

    - أيوة ذوقك حلو

    - وبتمدحيني كمان، أنا مبسوط أوي بالتغيير ده خلي بالك 

    ابتسمت هي وقالت: 

    - وأنا كمان مبسوطة وصدقني قريب أوي أنت هتودعني وأنا خارجة من باب المصحة دي 

    اختفت الابتسامة عن وجه شادي عندما أدرك تلك النقطة، قال لها : 

    - أول ما تخرجي من هنا هتعملي إيه 

    صمتت للحظات ثم قالت بحزن: 

    - هحاول أصلح الأخطاء اللي أنا عملتها وأرجع ثقة عاصي فيا

    - ولو معرفتيش تصلحيها؟

    - هحاول مرة واتنين وتلاته لحد ما أنجح 

    ابتسم شادي ثم انزلقت كلمة عن لسانه:

    - هتنسيني؟

    نظرت له بتعجب وقالت: 

    - أنساك؟ ليه أنت ناوي تسيبني بعد ما أخرج من هنا؟

    - مستحيل بس ما يمكن أنتِ اللي تكوني مش عايزه تتكلمي معايا عشان هفكرك بالماضي 

    ابتسمت وقالت: 

    - بس إحنا الاتنين صحاب علاقتنا مش علاقة دكتور بالمريضة بتاعته ده بنسبالي على الأقل

    ابتسم شادي وظل يطالعها للحظات بعيون لامعه، وقد أيقن أن خروجها من هذا المكان قد اقترب بشدة..

                                     ***

    كان شريف وأحمد يتحدثون بأحدى المواضيع حتى جاء إتصال لشريف ورد عليه، ظل يتحدث للحظات ثم أنهى المكالمة، نظر له أحمد بتساؤل وقال: 

    - في إيه ؟

    - في حركة غريبة في بيت من البيوت القريبة لعاصي 

    - طب وفيها إيه؟

    - فيها أن البيت ده بإسمهم برضو

    - وأنت عرفت منين ؟

    - مش وقته عرفت منين، كده بنسبة كبيرة ممكن يكونوا هما اللي فيه أصلاً 

    قال أحمد بتهكم: 

    - أكيد هما مش بالغباء ده يعني 

    - ما يمكن، عايزك بكرة تروح تشوف البيت ده وتعرف إيه مصدر النور اللي فيه وجواه حد فعلاً ولا لا 

    - اللي تشوفه 

    وكان ذلك البيت الذين يتحدثون عنه هو نفسه بيت فريدة التي تقيم فيه حالياً مريم!!

    ظل أحمد يطالع شريف للحظات ثم قال له: 

    - أنت متأكد إنك عايز تدمر عاصي بسبب الصفقة اللي أبوك خسرها بس؟ 

    طالعه شريف بتساؤل وقال: 

    - تقصد إيه ؟

    - أقصد إني مش شايف ده سبب كافي لكل النار اللي جواك منه يعني، غير كده إزاي أنت أسمك شريف المحمدي وأبوك اسمه أدهم الشاذلي

    صمت شريف للحظات ثم قال: 

    - وهو الأب اللي بيخلف ولا اللي بيربي؟ أنا كبرت في ملجأ بس اللي رباني وابويا الوحيد هو أدهم، هو صاحب الفضل عليا وأنا معرفتش أرد له نص اللي هو قدمهولي، الصفقة دي بسببها هو مات لو عاصي كان اداله فرصه ممكن كان معانا النهاردة 

    نظرت له أحمد بشك لأنه لم يقتنع بكلماته وشعر أنه يخبئ شيئاً آخر عنه.. 

                                    ***

    وقد مر اليوم بصعوبة على عاصي الذي كان يجلس في إحدى الأركان لا يفعل أي شيء سوى التفكير في حل للخروج من تلك المتاهة التي وقعوا فيها، ذهبت رحيل وجلست بجانبه بعد أن حضّرت لهم كوبان من الشاي، أمسك الكوب منها وشكرها وصمت الاثنين حتى قال عاصي: 

    - يوم ما كُنا قاعدين على النيل وحصل الموقف بتاع الولد اللي بيبيع المناديل، ليه قولتيلي كده يومها؟

    - قولت إيه؟

    - إنك عيشتي حياة الناس دي وعشان كده بتدافعي عنهم 

    ابتسمت رحيل وقالت: 

    - عشان دي الحقيقة، في فترة من عمري كانت حالتنا المادية وحشة جدًّا عشان كده أنا حاسة بالناس دي وحاسة هما أد إيه بيعانوا 

    صمت عاصي فقالت رحيل بهدوء دافئ: 

    - مش عارف تسامح باباك برضو 

    قال عاصي وهو ينظر لكوب الشاي بيده: 

    - مش عارف ألاقي ليه عُذر جوايا، مش عارف 

    - مش يمكن عشان أنت اللي مش عايز، كفاية عقلك كل السنين دي أدي فرصة لقلبك أنه يقرر 

    - لو قلبي اتعامل هضعف واندم

    - ولو عقلك اللي اتعامل هتتعب وتموت

    نظر لها بعيون متسعه فأكملت: 

    - كفاية عقل كل السنين دي كفاية قسوة وجمود، خلي قلبك يتنفس شوية صدقني مش هتندم وحتى لو ندمت وماله هي دي سنة الحياة نغلط ونتعلم 

    ثم ابتسمت له و نهضت من مكانها وذهبت إلى غرفتها لتنام، وظل عاصي يفكر طول الليل في جملتها تلك " كفاية عقلك كل السنين دي أدي فرصة لقلبك أنه يقرر"

    وفي الصباح التالي ..

    جهزت رحيل نفسها ومعها بدر وكذلك عاصي وكانوا في إنتظار السيارة التي سوف تعيدهم مرة أخرى، أتجه عاصي إلى بدر وقال: 

    - ممكن أتكلم معاك شوية؟

    قال بدر بترحاب: 

    - طبعًا اتفضل 

    ثم دلف الاثنان إلى غرفة بدر وتركوا رحيل بالخارج، جلس بدر أمام عاصي وقال: 

    - شكلك منمتش من امبارح صح؟

    - بفكر .. 

    - ووصلت لحاجه ؟

    مرت لحظات كساها الصمت حتى أردف عاصي وكأنه يفكر بصوتٍ عالٍ: 

    - الحكاية بدأت بموضوع الصور، وكل الابتزاز كان على موافقتي إني اساعدهم في تهريب القرف ده، عشان مخسرش شغلي بس لو فكرنا فيها من جهة تانية هتلاقي إني في الحالتين هخسر شغلي وممكن كل ده تكون خطة منهم عشان أخسر 

    قال بدر تكمله على كلامه: 

    - وعشان كده لما خطفوا رحيل محدش آذاها عشان مش دي غايتهم ولا يأذوك حتى، هما عايزينك تدمر مش تموت 

    - يبقى الحل إني الاعبهم بنفس طريقتهم، وأحرق ورقهم قبل ما يفكروا يستخدموه

    نظر له بدر بعدم فهم وقال: 

    - تقصد إيه؟

    - أقصد إن بدل ما هما يفاجئوني بالأخبار اللي هتكون عني بسبب الصور دي أنا اللي اعملهم مفاجأة 

    نظر له بدر بتساؤل ولم يقدر على فهم تفكيره حتى نهض عاصي من مكانه فقال له بدر: 

    - أنت بتكرهني؟

    طالعه عاصي بدهشه ورد عليه:

    - هكرهك ليه؟ لو عشان الموضوع القديم لولا الظروف اللي إحنا فيها مكنتش هقدر أعرف أنك غيره وأعرف اللي جواك بجد، وحالياً أنا بعزك مش بكرهك خالص 

     أبتسم بدر ثم ربط على كتفه وخرج الاثنان إلى رحيل، قالت لهم: 

    - كنتم بتقولوا إيه؟ 

    قال بدر: 

    - كُنا بنتكلم في الموضوع ده 

    نظرت رحيل إلى عاصي وقالت: 

    - لقيت حل؟

    أبتسم عاصي بثقة وقال: 

    - بكره كل حاجه هتنتهي ..

    وبعدها جاءت السيارة واخذتهم من هذا البيت ..

                                     ***

    الكاتبة ميار خالد 

    في المصحة..

    استيقظت من نومها على صوت الباب الذي يُفتح وكانت سهام ممرضتها، نهضت من مكانها بنعاس وقالت: 

    - صباح الخير

    قالت سهام:

    - صباح النور، قومي في حد جاي يزورك 

    انتفضت هي من مكانها بدهشه وقالت: 

    - مين جاي يشوفني غريبه، هو راجل طيب؟

    - لا واحده ست 

    قطبت جبينها بتساؤل وقالت: 

    - جت هنا قبل كده؟

    - لا أول مره أشوفها، يلا بس عشان مستنياكي من بدري 

    نهضت من مكانها بتوتر وساعدتها سهام في تجهيز نفسها، وخرجت معها وقلبها يدق بسرعه وكان التوتر قد وصل بها إلى أقصاه، حتى وصلت إلى غرفة معينه للزيارة، فتحت سهام الباب ودلفت سلمى الى الداخل وعندما وقع بصرها على الفتاة الواقفة أمامها نظرت لها بصدمة وعيون متسعه ثم قالت: 

    - أنتِ؟!!


    طبعا كُلنا عرفنا مين اللي راحتلها😂 !

    توقعاتكم ؟؟ آراءكم ؟؟ 

    ايه اللي هيحصل معاهم؟ 



    #رحيل_العاصي

    #الكاتبة_ميار_خالد

    #الفصل_الرابع_والعشرون


    تفاعلوا معايا اكتر من كده يا جماعه عشان أكمل

    قراءة ممتعه ♥️


    نهضت من مكانها بتوتر وساعدتها سهام في تجهيز نفسها، وخرجت معها وقلبها يدق بسرعه وكان التوتر وصل بها إلى أقصاه، حتى وصلت إلى غرفة معينه للزيارة، فتحت سهام الباب ودلفت هي الى الداخل وعندما وقع بصرها على الفتاة الواقفة أمامها نظرت لها بصدمة وعيون متسعه ثم قالت: 

    - أنتِ؟!! أنتِ رجعتي من كندا ؟!!

    اتجهت إليها الأخرى ونظرت لها للحظات ثم قالت:

    - عاملة إيه ؟

    - عاملة ايه؟؟ سلمى ومريم اللي كانوا يعرفوا بعض أكتر من نفسهم جايه بتسأليني عاملة إيه؟ أنتِ إزاي جيتي هنا وعاصي عارف إنك هنا أصلاً 

    قالت الأخرى باستهتار: 

    - أنا مبقاش فارق معايا حد ومش هخاف من عاصي تاني 

    - رجعتي ليه

    - عشان نساعد بعض، إحنا مكنش ينفع نتفرق كان لازم نفضل مع بعض ونقوي بعض 

    - أنا مش عايزه أتكلم معاكي أمشي 

    ثم استدارت ونادت على سهام حتى تعود بها إلى غرفتها، ولكنها قبل أن تغادر الغرفة سمعت الأخرى تقول لها: 

    - أنا رجعت عشانك وعشان ليلى ومش هتخلى عنكم تاني 

    - أتأخرتي أوي، مش محتاجه حد فيكم وأنا هقف على رجلي لوحدي وهرجع تاني بس مش بفضلكم 

    ثم تحركت مع سهام وعادت إلى غرفتها مرة أخرى لتنفجر في البكاء عندما ظلت بمفردها، وبعد ساعة كان شادي قد وصل إلى المستشفى وبمجرد وصوله ذهبت إليه سهام وقالت بقلق: 

    - دكتور شادي في حاجه حصلت لازم تعرفها 

    - حصل إيه؟

    - قبل ما حضرتك تيجي في واحده جت طلبت تشوف سلمى وأنا اخدتها وروحت بيها للاوضة فعلاً بس مطولتش خالص يادوب خمس دقايق لقيت سلمى بتناديني أني أرجعها لاوضتها ومن ساعتها وهي عمالة تعيط ومنهارة 

    - مين البنت دي تعرفي اسمها؟ 

    - مش فاكره هي مقالتش أسمها قدامي بس أكيد سلمى عارفة 

    - تمام شكرًا يا سهام 

    ثم تحرك من مكانه واتجه إلى غرفة سلمى ليسمعها تبكي بصوتً مرتفع، دلف إلى الغرفة بسرعه ومعه سهام ليجدوا الأخرى في حالة يرثى لها من البكاء، اتجه إليها شادي بسرعه وحاول تهدئتها قليلاً وبعد محاولات كثيرة هدأت هي نوعاً ما، نظرت له بدموع وقالت: 

    - هي جت أنا شوفتها 

    نظر شادي إلى سهام و صمت للحظات ثم قال بتوتر:

    - مريم؟

    نظرت له بسرعه وظلت تطالعه للحظات حتى تساءل هو من نظراتها الشاردة تلك وكررت هي الاسم على لسانها وقالت: 

    - مريم 

    أيقن شادي أن من زارتها كانت هي لذلك لم يود أن يتحدث معها في هذا الموضوع وخصوصاً وهي بتلك الحالة، فتركها حتى تهدأ قليلاً وقد نامت على سريرها وخرج هو وسهام..

                                    ***

    كانت داليا تجلس في غرفتها وكلما كانت تتذكر كلمات حازم الذي قالها أمام فارس ينتابها الحزن والتوتر، وفي لحظة تحولت كل ذرة حب بقلبها لحازم إلى كُره، استطاع بأفعاله تلك أن ينتزع حبه من قلبها، أمسكت هاتفها واتصلت بفارس، لم يرد عليها في البداية ولكنه في نهاية الأمر رد عليها بفتور، قال: 

    - خير يا داليا 

    - مكنتش عايز ترد عليا؟

    - المفروض بعد اللي سمعته امبارح أعمل إيه ؟

    - المفروض إنك تصدقني مش تصدقه هو 

    - ما يمكن بيتكلم صح، ما يمكن علاقتكم كانت متطورة أوي للدرجادي

    - أنت مش بتثق فيا؟

    صمت فارس للحظات ثم قال: 

    - مش عارف يا داليا صدقيني مش عارف، أنا كنت شايفك بطريقة معينه كنتِ حاجه نقية وحلوة أوي في عيني فجأة الصورة دي اتشوهت 

    أردفت داليا بحزن:

    - أنا لسه زي ما أنا لكن أنت اللي بقيت عايز تشوفني بطريقة تانيه، أنا معاك أني غلطت بس متخطتش الحدود! عارفه أن علاقتي بحازم كانت غلط لكن عمري ما تخطيت حدودي في الإرتباط ده وعايزه أقولك إن حتى قبل ما أنت ما تظهر علاقتي بحازم كانت خلصت لأنه بان على حقيقته قدامي 

    ظل فارس صامت لا يعرف ماذا يقول ولكن جانب منه تعاطف مع كلماتها تلك ولكنه قبل أن يرد قالت داليا : 

    - أنت تخليت عني قبل ما تتمسك بيا حتى، تخليت عني قبل بداية الطريق 

    - المفروض مين اللي يكون مخذول من التاني؟

    - أنا مش بنكر إني غلطانه بس أنا بقولك استاهل فرصة، أنا استاهل تديني فرصة تانية استاهل نبدأ من جديد صح استاهل أننا نبدأ صفحة جديدة 

    - بلاش نتكلم في أي حاجه لحد ما والدك يرجع من السفر، تمام؟

    - تمام 

    - لو احتاجتي أي حاجه كلميني هتلاقيني عندك في ثواني، ولو البني آدم ده عمل أي تصرف يضايقك عرفيني برضو 

    ابتسمت داليا وقالت: 

    - حاضر متقلقش 

    ثم أنهى معها المكالمة وبدأ عقله في التفكير، لا يعرف هل يعطيها فرصة أخرى أم تظل مذنبه في عيونه، وهل إذا أعطاها فرصة أخرى سيقدر على النظر في عيونها دون تذكر كلمات هذا الكاذب، لحظة؟! إن عقله يعترف أنه كاذب إذا لماذا يرفض أن يعطيها فرصة أخرى ؟! وفي النهاية زفر بضيق وترك تلك المسألة الى الوقت ..

                                      ***

     وصلت السيارة تحت بيت بدر وقبل أن يترجلوا من السيارة قال عاصي: 

    - أنا بستأذن منك ممكن أخد رحيل مشوار الأول بعدين هروحها؟

    - هتروحوا فين؟

    - المستشفى

    نظرت له رحيل بدهشه فأكمل: 

    - على الأقل نطمن على حالتها 

    قال بدر : 

    - عندك حق، بس أنا عايز اجي معاكم 

    - أنت تعبت جدًّا اليومين دول أرتاح وأنا هكون معاها خطوة بخطوة وهبلغك بكل حاجه 

    قالت رحيل باعتراض: 

    - بس أنا مش ..

    قال بدر وعاصي في نفس الوقت: 

    - مفيش بس! 

    تنهد بدر ثم قال: 

    - عاصي عنده حق المهم دلوقتي نطمن على حالتك وعموماً طول ما أنتِ معاه أنا مطمن أنا بثق في عاصي 

    فطالعه عاصي بابتسامة وترجل بدر من السيارة ثم تحرك بهم عاصي وذهب إلى أحد المستشفيات وأثناء الطريق قالت رحيل: 

    - غريبة 

    نظر لها وقال: 

    - هي إيه اللي غريبة؟

    التفتت إليه وقالت بصياح: 

    - أنت مالك إذا كنت تعبانة ولا لا أنا حره أنا اللي أقرر حياتي تمشي إزاي أنا مكنتش عايزه أتكلم قدام بابا عشان ميضايقش مني بس...

    وفي حركة عفوية منه وضع يده على فمها لتسكت قليلاً وصاح بها: 

    - ابلعي ريقك شوية في إيه!!

    وبحركة سريعة وضعت يده تحت أسنانها وعضته بقوة فصرخ الآخر بألم وسحب يده ثم نظر لها بغضب، وقبل أن يتكلم امتص غضبه وصمت، وعندما وجدته رحيل بهذا الصمت قالت: 

    - أنت مش كنت بتتمنى من كام يوم أني اختفي من حياتك وأنك متشوفش وشي تاني 

    - تختفي من حياتي وأنا عارف إنك بخير وكويسة مش تختفي بطريقة تانية 

    ردت عليه رحيل:

    - مش هقدر الومك لأني من يوم ما ظهرت في حياتك كل حاجه بتبوظ وكأن حظي مكفاهوش حياتي راح يبوظ حياة غيري 

    نظر عاصي أمامه بتردد ثم أمسك يدها فنظرت له هي بدهشه ثم قال: 

    - كل حاجه بتحصل في الدنيا لسبب وأنا مش بصدق أن في حاجه اسمها حظ لكن في حاجه أسمها قدر، في ناس معينه بيكون قدرنا مرتبط بيهم بطريقة غير مباشرة طريقة عقلنا مش بيقدر يستوعبها 

    - والناس دي ممكن تأذينا؟

    - ممكن تأذينا وممكن لا أنتِ ونصيبك، في ناس ممكن يكونوا عوض وناس تانيه ممكن يكونوا درس جديد من الدنيا 

    - وأعرف ازاي؟

    - إنك تحسي وتسيبي قلبك هو اللي يقرر

    ابتسمت رحيل بسخرية وقالت: 

    - عاصي اللي بيقول الكلام ده مش معقول!

    - مش ده كلامك ؟ كفاية عقلك كل السنين دي أدي فرصة لقلبك أنه يقرر، وأنا قررت أسمع كلامك ولأول مره واسيب قلبي هو اللي يقرر 

    نظرت له رحيل بابتسامة وخجل ثم غيرت الموضوع: 

    - ممكن نروح نشوف ليلى بعد مشوار المستشفى وحشتني جدًّا 

    - لازم أروح لعز خليها يوم تاني طيب 

    - مش مشكله روح أنت لعز ووصلني لليلى أقعد معاها شوية 

    أومأ عاصي برأسه ثم وصل الاثنان إلى المستشفى وتعرضت رحيل إلى أكثر من كشف وأجرت بعض التحاليل والاشاعات وكان للأدوية التي تتناولها فضل كبير في استقرار حالتها ولكن يجب أن تجري العملية في أسرع وقت وإلا سوف تسوء حالتها ولم تنفعها الأدوية بعد الآن..

    وعند خروجهم من المستشفى قال عاصي: 

    - نتيجة التحاليل هتظهر بكرة كده كده هاجي أشوفك هبقى اجبلك النتيجة  ارتاحي أنتِ وامشي على كلام الدكتور بس

    ظلت رحيل تطالعه بدهشه نوعاً ما ولكنها ابتسمت في نهاية الأمر عندما دق قلبها الضعيف بطريقة غريبة وجانب منها أحب كلماته تلك، أومأت برأسها ثم تحرك الاثنان واوصلها عاصي إلى بيته وقبل أن تنزل قال لها: 

    - صحيح هاتي الخط بتاعي 

    أخرجت رحيل الشريحة الخاصة بعاصي من هاتفها وأخذها منها ثم تركها أمام المنزل وعندما تأكد أنها دلفت إليه اطمئن وقبل أن يتحرك سمع حارس العقار وهو يصيح بها: 

    - استني أنتِ رايحه فين؟!

    نظرت له رحيل بفزع وقالت: 

    - عايزه أشوف ليلى 

    صاح بها الآخر: 

    - أيوة مين يعني؟!

    وقبل أن ترد رحيل ترجل عاصي من السيارة وأخبره أنه يعرفها فقال منصور: 

    - معلش يا بيه معرفش أن حضرتك تعرفها، أنا آسف والله عشان سبت الحيوان ده يخش كده بس هو ضحك عليا والله أنا مش عارف أقول لحضرتك إيه 

    قال عاصي بتركيز:

    - أنت شوفت الشخص ده؟؟ تقدر تفتكر ملامحه يعني؟

    - أيوة طبعا

    نظر عاصي إلى رحيل وقال: 

    - اطلعي أنتِ طيب 

    وبعد ذهابها طلب عاصي من حارس العقار أن يذهب معه إلى القسم حتى يقول مواصفات هذا الشخص حتى يتعرفوا عليه..

    صعدت رحيل إلى البيت وفتحت لها حنان عندما دقت على الباب وبعد نوبه كبيرة من الترحاب والقلق والتوتر جلست رحيل على إحدى المقاعد وفي أحضانها ليلى التي ظلت متعلقة بها وكانت تبكي بين الحين والآخر، قالت حنان بقلق: 

    - أنا عايزاكي تحكيلي كل حاجه عاصي مش راضي يفهمني وأنا قاعده هنا على أعصابي 

    صمتت رحيل للحظات ثم قصت عليها كل ما حدث معهم حتى الآن منذ موضوع الصور إلى اختطافها وحتى هروبهم في إحدى المناطق المخفية وكانت حنان تسمعها بعيون متسعه، قالت: 

    - إزاي عاصي يخبي عني حاجه زي دي؟!! 

    - صحيح مين اللي دخل هنا؟ ليلى شافته صح 

    اومأت حنان برأسها ثم ابعدت رحيل ليلى عن أحضانها قليلاً وقالت: 

    - أنتِ زعلانه ليه يا عمري

    قالت ليلى بدموع: 

    - عشان عمو ده أخد صورة ماما مني 

    نظرت لها رحيل بدهشه ثم نظرت إلى حنان بعدم فهم وقالت: 

    - صورة إيه ؟ 

    ثم تذكرت الصورة التي رأتها على هاتفها عندما أخبرت عز ولكنها لم تركز في معالم الصورة وشخصياتها، لذلك فتحت هاتفها مرة أخرى واتجهت إلى الرسائل فظهرت الصورة مرة أخرى، وضعت الهاتف أمام ليلى وقالت: 

    - هي دي مش كده؟

    ضحكت ليلى بفرحه وقالت بصوتٍ عالٍ: 

    - أيوة هي دي 

    نظرت رحيل إلى حنان وقالت: 

    - أنا ممكن أطبع الصورة تاني من الموبايل، ممكن آخد ليلى ونروح تقريباً في استوديو قريب من هنا صح 

    نهضت ليلى من مكانها ثم عانقت رحيل بقوة وهي تبكي بفرحه، وظلت تصيح: 

    - أنا بحبك اوي أنا بحبك أد الدنيا 

    كانت تلك الصورة مهمه للغاية بالنسبة لليلى فهذا الشيء الوحيد التي تملكه من والدتها، وعندما رأت حنان فرحتها تلك ابتسمت وأومأت برأسها ثم نهضت ليلى من مكانها وجهزت نفسها وخرجت من البيت هي ورحيل ..

                                              ***

    الكاتبة ميار خالد

    في المديرية..

    تم أخذ إفادة حارس العقار وتم رسم صورة بملامح الشخص الذي وصفه لهم ولكنه كان مألوف نوعاً ما بالنسبة لعاصي ولكنه لم يقدر على تحديد هويته، قال له عز: 

    - هنفتش كاميرات المراقبة اللي حوالين البيت وأكيد هنوصل لحاجه متقلقش 

    قال عاصي: 

    - أنا عايزك في موضوع مهم 

    انتبه له عز وقال: 

    - أتكلم سامعك؟

    - هقولك خبر دلوقتي، عايزُه يكون تريند، بكره الصبح يكون ظاهر للناس كلها 

    - خبر إيه؟

    صمت عاصي للحظات ثم أخبره ما يفكر فيه فنظر له عز بصدمه وقال: 

    - أنت اتجننت!! 

    - أعمل اللي بقولك عليه بس

    - أنت متخيل عواقب الخبر ده ممكن تكون إيه؟ فكر تاني 

    - فكرت وعارف بقولك إيه 

    أردف عن رغماً عنه: 

    - اللي تشوفه 

    - إبنك عامل إيه أنا آسف مسألتش كل ده 

    - لا الحمدلله هو بس بسبب التقلبات اللي بتحصل في الجو تعب شوية 

    - ربنا يحفظه لك، صحيح أنت صاحبك علي دكتور صح؟ ممكن تعرفلي منه رقم جراح قلبية كويس جدًّا يكون ثقة 

    - حاضر بس ليه؟

    - محتاجه بلاش تنسى

    - تمام ..

    ثم خرج من المكان وذهب ليشتري له هاتف جديد ثم طلب إحدى السيارات حتى يعود إلى بيته بعدما ترك السيارة التي قد ارسلها له عز أمام المديرية 

                                     ***

    - مبسوطة يا ستي ؟

    قالتها رحيل بابتسامة بعد أن طبعت الصورة إلى ليلى وكانت الأخرى تمسكها بيدها بتشبث وفرحه، قالت ليلى: 

    - أيوة مبسوطة أوي، بس هبقى مبسوطة أكتر لما نلاقي البنت اللي في الصورة هي اللي هتقولي فين ماما

    قالت رحيل بتساؤل: 

    - بنت مين؟

    أشارت ليلى على إحدى الفتاتين في الصورة وقالت: 

    - البنت دي أنتِ مش فاكره دي شوفناها في الحمام في المطعم

    أمسكت رحيل الصورة ودققت بها ثم قالت بصدمة: 

    - دي هي فعلا؟!!

    قالت ليلى: 

    - أكيد دي تعرف مامتي فين مش كده عشان لو هي ماما كانت عرفتني علطول

    قالت رحيل بصدمة وهي تسير: 

    - يعني دي سلمى!! بس إزاي عاصي قالي أنها في المصحة 

    وفجأة توقفت رحيل عن المشي عندما توقفت ليلى فجأة، نظرت لها رحيل بتساؤل وقالت: 

    - وقفتي ليه أمشي يلا 

    كانت ليلى تنظر لنقطة أمامها بصدمة كبيرة وقد تسمرت مكانها لم تتحرك أبداً، نظرت رحيل إلى النقطة التي تنظر لها ليلى لتجد الفتاة الأخرى في الصورة تتحرك أمامها في بداية الشارع حتى دخلت إلى إحدى البيوت المجاورة لهم!! قالت ليلى بصدمة: 

    - ماما ..

    نظرت رحيل إليها بصدمة وأدركت أن التي تحركت أمامهم منذ لحظات هي بنفسها الفتاة الموجودة في الصورة أي والدة ليلى!! لذلك أمسكت يد ليلى بقوة واتجهت إلى هذا البيت !! 


    يا ترا ايه اللي هيحصل؟؟ 

    رحيل هتجمع الام وبنتها ولا لا؟؟

    رأيكم في علاقة فارس وداليا وشايفين أنها تستاهل فرصة تانية ولا لا؟؟

    توقعاتكم؟؟ آراءكم؟ 


    تكملة الرواية من هناااااااا 

    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

    مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





    تعليقات