رواية رحيل العاصي الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون للكاتبة ميار خالد حصريه
رواية رحيل العاصي الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون للكاتبة ميار خالد حصريه
نظرت رحيل إليها بصدمة وأدركت أن التي تحركت أمامهم منذ لحظات هي بنفسها مريم والدة ليلى!! لذلك أمسكت يد ليلى بقوة واتجهت إلى هذا البيت !! وعندما اقتربت من البيت شعرت بمن يمسكها من ذراعها برفق فالتفت بسرعه لتجد عاصي أمامها، قال:
- بتعملوا إيه هنا؟
نظرت له رحيل بتوتر وقالت:
- ولا حاجه كنت بتمشى أنا وليلى!
قالت ليلى باعتراض:
- بس إحنا كُنا رايحين...
قاطعتها رحيل وقالت:
- أنا طبعت الصورة تاني لليلى بدل اللي اتسرقت عشان كده
نظر عاصي إلى ليلى بضيق وقال:
- ليلى اللي كذبت عليا واتصرفت من دماغها
نظرت له ليلى بحزن وقالت:
- أنا أسفه يا خالوا متزعلش مني بس أنا كنت عايزه أشوف ماما وأنت مش عايز
تنهد عاصي ثم حمل ليلى بين يديه وقال:
- مش زعلان منك يا ليلى أنا زعلان عشان اتصرفتي من ورايا بس غير كده كل حاجه في وقتها حلو أنا عايزك مهما حصل اوعي تتصرفي من ورايا أو تخبي عليا حاجه ساعتها هيبقى زعلي منك كبير
ابتسمت ليلى وقالت:
- أتفقنا يا خالوا
ثم قبّلته في وجنته وتحرك بها وهو يحملها بيد واحده ومد يده الأخرى إلى رحيل حتى تمسك بها دون أن ينظر إلى الخلف، ظلت تطالع يده قليلاً وشردت للحظات ولكنها بعدها قد مدت قلبها قبل يديها لتمسك بيده..
***
قالت أمينه بفرحه:
- ده البيت نوّر يا حبيبي
- في إيه يا أمينه مكنش يوم اللي غيبت فيه
- برضو والله البيت ما كان ليه حس ولا روح من غيرك ربنا يخليك لينا
- ويخليكِ يارب، لما رحيل ترجع حاولي تصلحي اللي أنتِ عملتيه معاها
- تلاقيها لسه زعلانه مني بس أنا والله قولت الكلام ده وقت عصبية بس أنا أعصابي كانت بايظة
- هي أعصابها كانت بايظة برضو بس مقالتش الكلام اللي قولتيه، راضيها
- حاضر عيوني
- وعايزك تهتمي براحتها أوي والأدوية اللي بتاخدها
- ليه هي تعبانة ولا إيه؟
- لا كويسة بس كل اللي بيحصل ده أكيد بوظ أعصابها خليها ترتاح
قالت أمينة بعد أن زفرت بضيق:
- طب وهو الموضوع ده هيخلص على إيه
- عاصي قالي أنه هيحل الموضوع ده بكرة لما نشوف هيعمل إيه
وفي تلك الأثناء عاصي وصل مع رحيل بسيارته تحت بيتها بعدما أوصل ليلى إلى بيته أولاً، قال:
- أنا كلمت عز وهاخد منه رقم جراح قلبية كويس عشان العملية بتاعتك
- ولو موافقتش ؟
- أنتِ عايزه تموتي ؟
- محدش بياخد غير نصيبه ولو ده عمري خلاص، أنت بتعمل كل ده ليه بجد، شفقة؟
تنهد عاصي ثم قال:
- مش أنتِ قولتيلي سيب الفرصة لقلبك أنه يقرر، وأنا قلبي مش عايزك تموتي
نظرت له بدهشه وقالت:
- اشمعنا؟!
- مش عارف، بس أنا مش هسيبك غير لما تبقي كويسة
- ولما أبقى هتمشي وتسيبني؟
- أيوة
نظرت له رحيل بغضب وقالت:
- بس أنا ملحقتش أعمل فيك مقالب
- يا شيخه ارحميني مش كفاية المصايب اللي إحنا فيها دي
- تمام خلاص
وقبل أن تترجل من السيارة تذكرت ليلى ومريم التي قد رأتها منذ لحظات، نظرت إلى عاصي وعرف هو أنها تريد ان تقول شيئاً ما، قالت:
- ممكن سؤال بس متتعصبش، هو أنت ليه مانع مريم أختك أنها تشوف ليلى؟ في الشقة القديمة قولتلي لو تعرفي اللي مريم عملته في ليلى وهي صغيرة هتعرفي اتصرفت كده ليه، مريم عملت إيه في بنتها؟
زفر عاصي بضيق ثم قال:
- رحيل أرجوكِ إحنا مش ناقصين مشاكل ووجع دماغ تاني كفاية اللي إحنا فيه أوعدك بمجرد ما مشكلة الصور دي تخلص أنا هقولك اللي حصل
ابتسمت له رحيل ونظرت له بثقة ثم قالت :
- صحيح مش لازم تيجي بكرة عشان التحاليل أنا كده كده جيالكم
- ليه؟
- ملحقتش أقعد مع ليلى النهاردة
- بس أنتِ لازم ترتاحي خليكي وأنا أجيب ليلى ليكِ
قالت رحيل بسرعه:
- لا!! أنا هروح لها بلاش تتعب نفسك
- تمام، عموماً لما تشوفي الأخبار بكرة أكيد هتكلميني نبقى نشوف وقتها
- ليه مالها الأخبار؟
- ساعات وتعرفي كل حاجه، يلا
نظرت له رحيل بعيون ضيقة ثم ترجلت من السيارة ودلفت إلى بيتها وظل هو يطالعها للحظات وفجأة شعرت هي بدوار خفيف فاختل توازنها قليلاً، وعندما لاحظ عاصي أنها تترنح مكانها نزل من سيارته بسرعه واتجه إليها ثم قال بقلق:
- أنتِ كويسة ؟!! نرجع المستشفى
قالت رحيل وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها:
- أنا كويسة بس دوخت شوية
ثم ساعدها وجلست على درجات السلم، قال بتوتر:
- حاسة بأيه؟
- ضيقة نفس وحاسة رجلي وجعاني أوي أكنها وارمه
ثم وضعت يدها على قلبها وحاولت أن تنظم انفاسها، قال عاصي بقلق:
- تعالي نرجع المستشفى يلا
أمسكت رحيل يده وقالت:
- لو دخلت المستشفى مش هطلع يا عاصي، خليني هنا!
قال الآخر بغضب يكسوه القلق:
- إزاي يعني؟!
صمتت رحيل، طالعها عاصي بعيون تكاد تخرج من مكانها من كثرة القلق وقال:
- رحيل أنتِ عندك إيه بالظبط؟!
تنهدت وقالت:
-أنا عندي مشكلة في صمامات القلب، محتاجة عملية ترميم صمام ده على حسب كلام الدكتور معايا من كام شهر مش عارفه الوضع بقى أسوء دلوقتي ولا لا لو أسوء هضطر أعمل عملية استبدال صمام، الدكتور في العملية بتاعتي هيعمل فتحه صغيرة في قلبي غير عمليات القلب المفتوح بس حتى الفتحة الصغيرة دي أنا مرعوبة منها وخايفة
نظر لها عاصي بعيون متسعة أردف:
- يعني وإحنا بنعمل كل الاشاعات والكشوفات دي كنت عارفة مرضك إيه وبرضو خبيتي؟!
- كنت عايزني أقولك إيه ؟!
وقبل أن يرد عاصي انتبه الاثنان لداليا الواقفة خلفهم والتي قد سمعت كل حديثهم هذا، وقد خرجت داليا من غرفتها بعدما رأت رحيل قد ترجلت من سيارة عاصي، نظرت داليا لرحيل بدموع مجمده في عيونها، تحركت الأخرى من مكانها بسرعة وامسكت داليا التي كانت تنظر أمامها بصدمة عقلها لم يستوعب الكلمات التي سمعتها منذ لحظات، قالت رحيل بابتسامة وهي تهز أكتاف داليا:
- ده مقلب متصدقيش حاجه بجد ده مقلب
كانت رحيل تضحك وتحاول أن توهم داليا ولكن بدون فائدة، قالت داليا :
- ياريت المرة دي كانت مقلب بجد
ثم بكت بقوة وارتمت في أحضانها، نظرت رحيل بدموع إلى عاصي الواقف أمامهم وداليا في أحضانها ونظر لها الآخر لثواني ثم خرج من البيت واستقل سيارته وتحرك بها قبل أن يبكي أمام رحيل..
***
الكاتبة ميار خالد
كانت ليلى تمسك الصورة في أحضانها ولا تسمح لأي شخص أن يلمسها وكان كل تفكيرها في الوصول إلى والدتها، لم تخبر أي شخص أنها قد رأتها قريبة من بيتهم غير رحيل التي كانت معها، وبعقلها الطفولي فكرت أن تهرب من البيت حتى تذهب إلى والدتها وبالفعل حاولت، فقد انتظرت حتى هدأت الأوضاع في البيت ثم وقفت على إحدى الكراسي الصغيرة التابعة للمطبخ وفتحت الباب وخرجت من الشقة، نزلت إلى الأسفل وقبل أن تخرج من البوابة امسكها حارس العقار وقال:
- رايحه فين لوحدك تعالي
نظرت له الصغيرة بتوتر وقالت:
- اا أنا أنا سمعت صوت عربية الآيس كريم بتعدي يا عمو فنزلت أجيب
- أيس كريم في الجو ده غلط عليكِ يا ليلى غير كده مفيش حاجه عدت العربية دي بتعدي في الصيف بس
- بجد بس أكني سمعتها
- بتهيألك يا حبيبتي يلا ارجعي تاني عشان حنان هانم متقلقش عليكِ
نظرت له ليلى بضيق ثم تحرك من مكانه وامسكها من يدها وعاد بها إلى البيت ثم ادخلها واغلق الباب خلفه، تنهدت ليلى بضيق وقالت:
- أكيد لو طلبت من رحيل أنها توديني عند ماما هتوديني النهاردة كان هيحصل كده أصلاً، بس أكلم رحيل إزاي دلوقتي..
عند رحيل..
كانت داليا في أحضانها تنتفض بدموع وكانت هي تحاول أن تجعلها تهدأ فقالت لها:
- أهدي طيب بالله عليكِ أنا مش عايزه ماما تعرف
مسحت داليا دموعها وقالت:
- كنتِ تعرفي من أمتى؟
- من كام شهر
- ومجتيش تقوليلي ليه أنتِ إزاي تستهوني بالموضوع كده!
قالت رحيل بضحك:
- ده على أساس إنك كنتِ طيقاني أصلاً
كانت رحيل تقولها بمزاح ولكن داليا قد انفجرت في البكاء مرة أخرى وظلت تردد:
- أنا أسفه حقك عليا
وبعد مدة هدأت داليا قليلاً وقد وعدت رحيل أن يظل هذا الموضوع سر بينهم حتى عمها لأنها لم تود أن يعرف ما هو تشخيصها وحالتها، حتى لا يقلقوا عليها أكثر يكفي ما توقعهم به..
وصعد الاثنان إلى البيت ورحبت أمينة برحيل بحرارة وقد اعتذرت لها عن ما قالته وقد سامحتها رحيل بسرعه وعلى وجهها ضحكتها المعتادة ثم دلفت إلى غرفتها لترتاح قليلاً..
في بيت عاصي..
وبمجرد دخوله إلى البيت ركضت نحوه ليلى وقالت:
- خالوا خالوا أنا عايزه رحيل ممكن تتصل بيها اكلمها
- أنتِ ورحيل وراكم إيه أنا مش مرتاحلكم
- أنا مقعدتش مع رحيل كتير النهاردة عشان كده بقولك أتصل بيها
نظر لها عاصي ثم قال:
- ماشي أنا كده كده كنت هتصل اطمن عليها أصلاً
ثم جلس على الأريكة وجلست ليلى في احضانه و ضغط على رقم رحيل ولكن ليلى خطفت منه الهاتف بسرعه وقالت له:
- هو أنت بتحب رحيل يا خالوا؟
وفي تلك اللحظة فتحت رحيل الخط لتسمع تلك الكلمات، تجمدت للحظات فقال عاصي بانفعال:
- وأنتِ مالك بالكلام ده أنتِ لسه صغيرة علشان تفهمي الكلام ده
- أقولك حاجه إيه رأيك تتجوز رحيل وتيجي تعيش معانا هنا ونفضل كلنا سوا
- ليلى لأخر مره هقولك متدخليش في الكلام ده أنتِ لسه صغيرة على كل ده أنتِ عايزاني أزعل منك؟!
- لا خلاص
ثم سحب منها الهاتف ليجد الخط مفتوح ورحيل من الممكن أن تكون قد سمعت كلماتهم تلك، قال بتوتر:
- الو؟!
لم ترد رحيل وظلت صامته وعندما كرر كلمته قالت :
- معلش فتحت الخط ونسيت أرد كنت بعمل حاجه خير يا عاصي؟
حمد عاصي ربه أنها لم تسمع كلماتهم تلك وقال:
- أنتِ كويسة عاملة ايه دلوقتي
- برتاح شوية
- طيب أنا مش هطول عليكِ ليلى عايزه تتكلم معاكي
ثم أخذت ليلى الهاتف وركضت بعيداً عنه حتى تتحدث مع رحيل، قالت ليلى بصوت خفيض:
- رحيل ممكن تيجي تاخديني لماما
قالت رحيل:
- حاضر هجيلك بكره وأنا وأنتِ هنروح لماما أتفقنا بس ياريت الموضوع ده يفضل سر بينا ها اوعي تقولي لحد
- حاضر مش هقول
ثم أنهت معها المكالمة وعادت بالهاتف إلى عاصي وقالت بابتسامة:
- اتفضل يا خالوا شُكرًا
ثم قبّلته في وجنته وركضت من مكانها، وكان عاصي مازال متوتر بسبب سؤالها هذا، حب؟ ورحيل؟ كيف اجتمعت تلك الكلمتين في جملة واحدة، تلك الفتاة كانت كالعاصفة بالنسبة له، أفقدته الكثير من الأشياء منذ أن ظهرت، وأول ما أفقدته إياه هو عقله، يشعر وكأنها تنتزع العاصي الذي يحتل عقله وقلبه، لذلك رفض وبشدة أن يخضع لها، قال بحده:
- رحيل حالياً مجرد حالة إنسانية بالنسبالي أكيد مش هسيبها تموت وبمجرد ما تخف أنا هرجع لحياتي الطبيعية بعيد عنها وعن مصايبها
كان يوهم نفسه بتلك الكلمات ونهض إلى غرفته وبعدها جاءت إليه والدته وعاتبته عن سكوته وعدم أخبارها بما يحدث معهم، ولكنه استطاع أن يصلح الأمور معها مجدداً وجعلها تهدأ أكثر ووعدها أنه في الغد سوف تنتهي كل تلك المسألة
وفي اليوم التالي..
كانت المفاجأة التي هزت كل المنصات الإعلامية والمدونات الإلكترونية، كان شريف يتناول فطورة بهدوء حتى اقتحم عليه أحمد المكان بقلق وقال:
- مصيبة!!
نهض شريف من مكانه وقال بقلق:
- في إيه على الصبح ؟
- أنت مقرتش الأخبار
- لا لسه في إيه ؟
- كل حاجه كُنا بنخططلها باظت عاصي حرق ورقنا قبل ما نلعبه
ثم أعطى له الهاتف ليقرأ الخبر الأول والتي قد تصدر كل المنصات وكان بعنوان " رجل الأعمال المعروف عاصي القاضي يعلن عن خطبته بشريكته المدعوة رحيل الصاوي وسوف يقام عقد القران بعد فتره، بارك الله لهما "
نظر له شريف بصدمه فقال أحمد:
- كده حتى لو ظهرنا الصور هتكون طبيعية جداً ومش بعيد الناس تدافع عنه كمان، صورته وهو بيتخانق عشانها الناس هتاخدها بشجاعة منه أصلاً، كل حاجه باظت قولتلك ننشر الصور وخلاص أنت اللي فضلت تقول صفقة ومش صفقة أنت اللي ضيعت كل حاجه
صاح به شريف:
- أسكت عايز أفكر!!
- تفكر في إيه كله راح
- مستحيل! مستحيل أخسر من عاصي تاني لا، لازم يدوق طعم الفقر اللي أنا دُقته
وفي تلك الأثناء كان عاصي قد ذهب إلى القسم واتصل على الرقم الذي كان في الرسالة النصية وعز بجانبه وكان رقم شريف، أمسك شريف هاتفه وتعرف على رقم عاصي فوراً فرد عليه ولكنه صمت فقال الآخر بضحكة يكسوها الشماته:
- ايه رأيك في أخبار النهاردة، مفاجأة صح
- كنت عارف إنك ذكي وعارف إنك بتعرف تتصرف في كل الأمور بس المرة دي فاجأتني فعلاً
صمت عاصي للحظات ثم قال :
- عايز إيه؟
- تتنازل عن مشروع المول، صدقني لو متنازلتش هتتعب أوي فريح دماغك واشتري عيلتك واتنازل عنه
- أشتري عيلتي؟ وأنت فاكر أنك تقدر تقربلهم أصلاً؟
- شكلك نسيت الصورة وفستان الأميرة الصغيرة اللي بعتهولك
- أنت استغليت إني مكنتش موجود عشان كده قدرت تعمل كل ده
- ودلوقتي فاكر إني مش هقدر ؟ أعتبره تحدي جديد ده
- أعتبر زي ما تحب، المفروض تكون عرفت أن أي تحدي معايا هتكون خسران فيه فياريت تراجع نفسك وحساباتك تاني
ثم أنهى المكالمة في وجهه، نظر شريف أمامه بغضب كبير فقال أحمد:
- هنعمل إيه دلوقتي؟
- اللعب هيكون على المكشوف، هو حرق ورقي وأنا هحرق حياته
***
الكاتبة ميار خالد
نهضت رحيل في الصباح وقررت أن تذهب إلى بيت عاصي حتى تأخذ ليلى وتذهب بها إلى مريم في الخفاء وذلك قبل أن يقرأ أحد في البيت أي أخبار فليست من عادتهم أن يمسكوا هواتفهم كثيراً وخصوصاً عقب استيقاظهم من النوم، فأخذت دوائها وخرجت وبعد فترة وصلت إلى بيت عاصي وكانت ليلى في انتظارها، دلفت إلى البيت ورحبت بها حنان ثم جلسوا سوياً وتناولوا فطورهم وبعده قالت رحيل:
- لو تسمحيلي عايزه أخد ليلى ونخرج شوية ممكن
نظرت ليلى بترقب إلى جدتها فقالت حنان :
- طب استنوا لما عاصي يجي
قالت رحيل بسرعه:
- لا! يعني عايزين نبقى بنات لوحدينا مش كده يا لولي
- أيوة يا تيتا وافقي بالله عليكِ
نظرت لها حنان للحظات ثم قالت رغماً عنها بابتسامة:
- خلاص ماشي بس خلوا بالكم من نفسكم بالله عليكم وارجعوا بسرعه عشان عاصي ميزعلش مني
قالت رحيل:
- متقلقيش مش هنتأخر خالص
ثم أخذت ليلى وخرجت من البيت، وساروا للحظات حتى وصلوا أمام البيت التي دلفت إليه الأخرى في الأمس، كادت رحيل أن تسمع دقات قلب ليلى من قوتها، ولم تنكر فكانت هي أيضًا متوترة كثيراً وتشعر بحرارة في جسدها، أمسكت يد ليلى بقوة وقالت:
- جاهزة يا ليلى
نظرت لها ليلى بحماس وقلق وقالت:
- أيوة يلا
سارت الاثنتان حتى وقفوا أمام باب البيت وضغطت رحيل على الأزرار الذي بجانب الباب فصدع جرس البيت رنيناً، وبعد لحظات فتحت لهم الأخرى ونظرت له بتساؤل، قالت :
- خير؟؟
طالعوها بأنفاس محبوسة ثم حمحمت رحيل وقالت:
- ممكن ندخل؟
نظرت لهم مريم بعدم فهم ولفت انتباهها نظرات الطفلة صغيرة التي كانت تلمع بشدة فقالت:
- اتفضلوا
دلف الاثنان ووقفوا أمام بعضهم، لم تود رحيل أن تصمت أكثر فقالت بدون مقدمات:
- دي ليلى بنتك يا مريم ..
طالعتهم الأخرى بصدمة ثم نظرت إلى ليلى وقد ترقرقت الدموع في عينيها ثم قالت:
- عاصي يعرف أنكم هنا ؟!!
قالت رحيل:
- لا وأنا مش عايزاكي تخافي منه
واثناء حديثهم هذا نظرت ليلى إلى لون شعر الواقفة أمامهم فوجدته أسود اللون ولا يشبه لون شعرها أبداً، قالت ليلى:
- إيه ده خالوا قالي أن ماما شعرها نفس لون شعري بس أنتِ لون شعرك أسود
انتبهت لها رحيل ونظرت لها بدهشه وهُنا نطقت الواقفة أمامهم بدموع وهي تقول بانهيار:
- أنا مش مريم ..
نظرت لها رحيل بدهشه وقالت:
- اومال أنتِ مين
- أنا سلمى
نظرت لها رحيل بعدم فهم وقالت:
- لو أنتِ سلمى اومال مين اللي في المصحة..
ثم توقفت فجأة وطالعتها بعيون مصدومة واردفت:
- مريم!!
توقعاتكم؟؟ آراءكم ؟؟
ايه اللي هيحصل؟!
#رحيل_العاصي
#الكاتبة_ميار_خالد
#الفصل_السادس_والعشرون
الفصل ده هنفهم فيه كل حاجه شوية تركيز بس، فصل طويل كمان، قراءة ممتعة 🤍
نظرت لها رحيل بعدم فهم وقالت:
- لو أنتِ سلمى اومال مين اللي في المصحة..
ثم توقفت فجأة وطالعتها بعيون مصدومة واردفت:
- مريم!!
نظرت لها ليلى بعدم فهم وقالت:
- يعني ماما فين ؟!
نظرت رحيل إلى سلمى الحقيقية بدون أن تنتبه لكلام ليلى وقالت:
- أنا لازم أفهم كل حاجه دلوقتي !!
نظرت سلمى إلى ليلى ثم عادت بنظرها إلى رحيل ففهمت الأخرى، طالعت رحيل الصغيرة و قالت:
- ليلى أنا عارفه إنك بنت كويسة، ممكن تفضلي هنا لحد ما أتكلم مع طنط سلمى شوية بعدين هرجعلك تاني
نظرت لها ليلى بدموع وقالت:
- يعني دي مش ماما صح
صمتت رحيل بحزن ثم قالت:
- للأسف لا يا حبيبتي بس أوعدك إني هوديكي لمامتك
- لو مش دي ماما يعني البنت التانية هي اللي ماما بس أنا لما شوفتها هي معرفتش أني ليلى إزاي
- عارفه البنت التانية هي ماما فعلاً يا ليلى دلوقتي أنا هتكلم مع طنط سلمى وهوديكي لماما
نظرت ليلى إلى سلمى بدموع وقالت:
- ممكن لو تعرفي ماما فين تخليني أروح لها مره بس وهمشي مش هزعلها مني
نظرت لها بتأثر وقالت:
- حاضر
ثم تحركت رحيل ومعها سلمى ودلفوا إلى إحدى الغرف، نظرت إليها رحيل بترقب وانتظرت أن تتكلم ولكنها صمتت فقالت هي:
- إزاي مريم هي اللي في المصحة ؟! وليه خبيتوا السر ده عن الكل طول السنين دي حتى طنط حنان فاكره إن مريم هي اللي في كندا، ليه اللغبطه دي
قالت بحزن:
- عشان عاصي اللي كان عايز كده
- مش من حق عاصي يعمل كده!! إزاي يفرق أم عن بنتها كل السنين إزاي يسمح لنفسه أن ليلى تكبر من غير ما تشوف أمها ولا مره مع أنها معاها في نفس البلد، حتى لما شافوا بعض معرفوش بعض !
نظرت لها سلمى بصدمه وقالت:
- هما شافوا بعض؟!
- مرة صدفة كُنا في مطعم وأنا وليلى شوفناها في الحمام، مش عارفه إزاي خرجت من المصحه وقتها لو هي اللي هناك فعلاً، أنتِ برضو مردتيش عليا ليه مريم اللي في المصحه؟!!
تنهدت سلمى ثم قالت:
- أنا هحكيلك كل حاجه ..
فلاش باك..
وبعد ولادة مريم لطفلتها ليلى، وخصوصاً عندما كانوا في المستشفى، كان عاصي يجلس بالخارج عقله لا يتوقف عن التفكير منذ أن رأى صورة هذا الخائن وهو يبحث عنه في كل مكان، ولكن لم يبقى له أي أثر، جاءت الممرضة ومعها ليلى على يدها ثم اقتربت من عاصي وقالت بابتسامة:
- ألف مبروك بنوته زي القمر
حملها عاصي بين يديه وقد ترقرقت الدموع في عيونه، لينظر إلى أجمل طفلة رأتها عينيه ذو شعر ذهبي مميز وملامح صغيرة، رفع يده ومرر إصبعه على وجنتها فحركت الرضيعة يدها الصغيرة وامسكت بإصبعه وهي نائمة، كانت مولودة بحالة جيدة جداً لذلك لم تحتاج أن توضع في الحضانة فحضروا لها سرير بجانب سرير أمها مريم، وبعد وقت خرجت مريم من العمليات وانتقلت إلى غرفة عادية وظلت ساعات حتى تستعيد وعيها..
وبعد مرور ساعات..
تركها عاصي قليلاً وذهب ليتصل بوالدته التي لم تقدر على المجيء معهم وظلت معها سلمى في البيت في وسط متوتر، وفي تلك الأثناء استعادت مريم وعيها، فتحت عيونها وظلت للحظات حتى استوعبت أنها قد أنجبت الطفل وأخيراً، حاولت أن تنهض من مكانها ولكنها لم تقدر من شدة ألمها ولكنها استندت على السرير ونهضت ببطيء وظلت تستند على الأشياء حتى وصلت إلى سرير ابنتها، وعندما وقعت عيونها عليها ظلت تبكي بحرقة وقهره على حالها وما وصلت إليه وهي بهذا العمر، كانت تستحق أفضل مما حدث لها ولكنها من أوقعت نفسها في كل هذا، قالت بانهيار:
- أنا السبب في كل ده، أنا هظلمك معايا أنتِ متستاهليش أن أمك تكون واحده غبية زيي
ظلت تبكي بهيستيرية ثم حملت الرضيعة بيد مرتجفة وقالت بعدم وعي:
- أنتِ كمان هتعاني زيي ولما تكبري حد هيفقدك الثقة في كل الناس أنتِ كمان نهايتك هتكون زي أمك عشان كده أنا مش هسمح بكده
ومع تلك الجملة أعادت ليلى مكانها واستمرت في بكائها الهيستيري ثم عادت إلى سريرها بتعب وأخذت الوسادة التي كانت تنام عليها وعادت إلى ليلى، نظرت لها بعيون لا ترى ما تفعله وقلب لا يشعر بما سوف يحدث، قالت:
- أنتِ غلطه كل ما ابصلها هفضل افتكر غبائي كل ما ابصلك هفتكر كل اللي حصلي عشان كده مينفعش تعيشي، صدقيني ده أحسن ليكي الدنيا وحشه اوي أنتِ هتتظلمي
ثم وضعت الوسادة على وجه الرضيعة ولم تمر ثواني وكان عاصي قد دفعها بعيداً عن السرير وحمل ليلى في أحضانه بصدمه ثم صرخ بها:
- أنتِ اتجننتي إيه اللي بتعمليه ده !!
قالت مريم ببكاء:
- ده أحسن ليها هي مينفعش تعيش هي هتتظلم زي ما أنا اتظلمت مش هينفع تعيش
وفي تلك اللحظة جاءت الممرضة أمسكت بها أيضًا، نظر لها عاصي بقسوة وقال:
- اعتبري بنتك ماتت من اللحظة دي، من اللحظة دي أنسي إنك تشوفيها ولا حتى تعرفي عنها أي حاجه
نظرت له مريم ببكاء وقالت:
- أنا مش عايزه أعيش، اقتلني بدل ما أنا أقتل نفسي
نظر لها عاصي وصاح بها:
- فوقي بقى كفاية اللي بتعمليه ده أنتِ دمرتي نفسك !!
- مش عايزه أحاول أنا عايزه أموت أبعد عني
باك..
نظرت لها رحيل بعيون متسعة ثم قالت:
- وبعدين حصل إيه؟
- وبعدها مريم حاولت تنتحر أكتر من مرة ومكنش في حل غير أنه يحطها في مصحه على الأقل هناك هيكونوا عينيهم عليها، في الوقت ده كان واحد صاحبه اسمه شادي راجع من السفر وكان دكتور نفسي ولسه متعين في مصحه نفسية، هو اللي ساعده في الموضوع ده ومريم دخلت المصحه بأسمي أنا، مع أنه عارف الحقيقة بس خبى عن كل اللي في المستشفى هويتها الحقيقة ومبقتش تسمع غير أسمي ليها، وطبعاً عشان مريم تخش المصحه كان لازم أنا اختفي
قالت رحيل بتساؤل:
- يعني إيه مش فاهمه ؟
تنهدت سلمى وقالت:
- كان لازم اختفي أنا مكان مريم، كان لازم حد يسافر كندا عند فريدة خالة مريم عشان ماما حنان متعرفش حاجه، فريدة عارفه كل حاجه بعلم عاصي لكن ماما حنان متعرفش حتى اللي حصل مع مريم في المستشفى وأنها حاولت تقتل ليلى وهي لسه عندها ساعات و..
وتوقفت سلمى عن الكلام عندما شعرت بحركة أمام الباب فقالت بخوف:
- يارب يكون اللي في دماغي غلط
ثم نهضت من مكانها بسرعه وفتحت الباب لتنظر أمامها بصدمة، فوجدت ليلى تقف عن الباب وقد سمعت حديثهم كله وكل هذا بسبب فضولها كطفله، وقد دمر فضولها هذا صورة والدتها في عقلها، ترقرقت الدموع في عينيها وهي تنظر لسلمى ثم قالت:
- عشان كده ماما مرجعتش كل ده هي مش عايزاني ولا بتحبني
ركضت رحيل عندها بسرعه وقالت:
- لا يا لولي أنتِ فهمتي غلط
قالت ليلى ببكاء:
- لا أنا ماما مش بتحبني ومش عايزه تشوفني
نظرت لها رحيل بتأثر فتحركت ليلى بدموع ووقفت عند باب المنزل وقالت:
- أنا عايزه أمشي خلينا نروح عند تيتا
نظرت رحيل إلى سلمى ثم قالت:
- هبقى ارجعلك تاني كلامنا لسه مخلصش
قالت سلمى:
- ياريت عاصي ميعرفش إني هنا عشان المشاكل متكبرش
- حاضر
ثم خرجت مع ليلى من البيت والتفتت رحيل حتى تلوح بيدها إلى سلمى وفي تلك اللحظة تركت ليلى يد رحيل وركضت على الطريق!! فصرخت رحيل وركضت خلفها بسرعه!
***
الكاتبة ميار خالد
دلف شادي إلى غرفتها ليجدها تجلس على سريرها بصمت وقد عاد الشحوب إلى وجهها مرة اخرى، اتجه إليها ووقف أمامها ثم قال:
- كويسة دلوقتي؟
نظرت له بعيون تائهة وقالت:
- مش عارفه
- أنتِ وعدتيني إنك هتتغيري وتكوني أقوي مش كده
مسحت الأخرى دموعها وقالت:
- دموعي دي مكنتش عشان أنا شوفتها، لما شوفتها شوفت الماضي بتاعي قدامي
- أنتِ هتقدري تتخطي الماضي ده وتخرجي من هنا أنا واثق فيكي
- إزاي بتطلب مني أني اتخطاه وإني أخرج من هنا وأنت حتى مش بتناديني بأسمي الحقيقي
صمت شادي ولم يقدر على الكلام، فتابعت هي:
- عارف لما قولت مريم قدامي امبارح أنا كررت الاسم ليه؟ عشان كان بقالي كتير مسمعتهوش، من ضمن عقابي أني حتى محرومه أسمع أسمي بس أنا تعبت و نفسي اخلص من الدوامة دي
- أنا نفسي تخلصي منها أكتر من نفسك، أنا نفسي ترجعي تثقي وتحبي
نظرت له مريم بدموع وقالت:
- وأنا كمان بس مش عارفه نفسي أرجع أثق في الناس مش عارفه، حتى كل ما أحاول أقنع نفسي إني بثق فيك وانسى بفتكر إنك كنت سبب أني أفضل هنا بعد عاصي ..
نظر لها شادي بتأثر وقال:
- صدقيني دي كانت أنسب حاجه وقتها لو فضلتي برا كنتِ أذيتي نفسك
- وأنتم هنا أذتوني
نهض شادي من مكانه ونظر لها بغضب نوعاً ما ثم قال بانفعال:
- محدش فينا آذاكِ يا مريم أنتِ محدش آذاكِ غير نفسك!! ومستمرة برضو تعيشي في دور الضحية! ليه كل تفكيرك سلبي
نظرت له مريم ببكاء وقالت:
- مش عارفه أنا بكره نفسي وبكره كل حاجه حواليا مش عارفه ابص بإيجابية مش عارفه مش لاقيه سبب أعيش عشانه
- طب وبنتك؟!
نظرت له مريم بعيون متسعة ثم قالت:
- بنتي ماتت من زمان، عاصي مستحيل يسمح أني اشوفها
نظر لها شادي بقسوة وقال:
- عايزه تشوفيها؟!
نظرت له مريم بصمت وترقرقت الدموع في عينيها فكرر الآخر سؤاله فقالت بدموع:
- خايفة يكون عاصي قالها ساعتها مش هتسامحني
- عاصي مقالش لليلى أي حاجه عاصي مش وحش أوي زي ما أنتِ فاكره عاصي بسببه أنتِ لسه عايشه لحد دلوقتي عاصي كان ونعم الأخ معاكي لكن أنتِ مكنتيش ونعم الأخت معاه
نظرت له مريم بصدمة من كلماته تلك فقال:
- كلامي قاسي أيوة بس لازم تعرفي كده مينفعش تعيشي دور الضحية أكتر من كده فوقي واقفي على رجلك تاني، ووقت ما تبطلي طريقة تفكيرك دي عارفه مكتبي فين ومن هنا لوقتها أنا مش عايز أشوفك..
قال تلك الكلمات ثم خرج من غرفتها وتركها في حالة صدمة، وعندما خرج أزاحت عن شعرها الحجاب لتظهر خصلاتها الذهبية ذات اللون المميز والتي قد ورثتها عنها ليلى ابنتها، ما فعله شادي في تلك اللحظة كان أصح ما يمكن فعله، للحظة شعر شادي باختناق بسبب تفكيرها السلبي، نعم كان يعرف حقيقتها كل تلك السنوات وبرغم ذلك كان يناديها دوما بأسم سلمى حتى اعتادت هي عليه، كان يظن أنها سوف تتحسن في يوم على الأقل تُحدث استجابة بسيطة، ولكن بدون فائدة شعر شادي وكأن تعب خمس سنوات قد اختفى ..
***
الكاتبة ميار خالد
كان عاصي يتناقش مع عز الدين قليلاً حتى قال عز:
- خطتك نجحت فعلاً بس إيه الخطوة اللي جايه ؟
- مش عايز أفكر في أي حاجه لحد ما رحيل تخف وتعمل العملية
- عملية إيه؟
- رحيل عندها مشكلة في صمامات القلب ومحتاجة عملية ضروري
نظر له عز بعيون متسعه وقال:
- لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. عرفتوا أمتى ؟
نظر له عاصي بانفعال ثم أخبره بما حدث معهم في الشقة القديمة، وحاول عز أن يجعله يتفاءل قليلاً، فابتسم الآخر بحزن و قال:
- أنا متفائل لكن هي لا، عقلي مش مستوعب إزاي بنت فيها كل ده وبرضو لسه بتضحك وكلها بهجه!! أنا ندمان على كل لحظة زعلتها فيها لأول مره أحس قلبي واجعني كده
نظر له عز وقال:
- لازم دلوقتي تكون جنبها وتدعمها الوقت ده أكتر وقت محتاجه فيه ليك، لما ملك مراتي عملت الحادثة ووشها اتشوه كل اللي كان فارق معاها أنا، أنا شايفها إزاي، أنا لسه بحبها ولا لا، هفضل جنبها ولا هتخلى عنها زي الناس كلها، مرينا بوقت صعب وهي نفسيتها كانت مدمره بس وجودي جنبها هون عليها كل ده ومع بعض تخطينا ورجعت حقها وحق أبوها من اللي قتله وشوف دلوقتي الحمدلله وضعنا مستقر وبقى عندنا مالك
نظر له عاصي بصمت ثم قال بتوتر:
- أنا محترم كلامك ده بس أنت فهمتني غلط رحيل مجرد صديقة بالنسبالي وشريكه حتى إشاعة الخطوبة اللي أنا طلعتها دي عشان موضوع الصور بس وبعد فتره هنقول محصلش توافق وإن كل واحد راح لحاله وخلاص
ابتسم عز وقال:
- أنت بتفكرني بنفسي أيام ما كنت مقتنع إني مش بحب ملك، كنت بقول ملك مجرد عملية وقضية بالنسبالي وعلقت اهتمامي بيها على حبي واخلاصي لشغلي لأني كنت مسؤول عن حمايتها من اعدائها، سيب نفسك يا عاصي سيب رحيل تداويك
نظر له عاصي بشرود ثم نهض وخرج من المكان، ظل يفكر بكلمات عز كثيرًا حتى قال في نفسه " وإني أخاف أن يكون حبي ثقيلاً على قلبك الوهن فيضعفه أكثر" ثم زفر بضيق واستقل سيارته واتجه إلى بيته، ولكن لم يكن في حسبانه أنه سوف يقابل مفاجأة مفزعة على الطريق..
***
كان بدر يجلس على المائدة ويتناول فطورة حتى جاء إليه إتصال من فارس، رد عليه وقال:
- فارس أخبارك أي؟
قال فارس بفتور نوعاً ما:
- الحمدلله يا عمي وأنت أخبارك إيه رجعت من السفر ولا لسه ؟
- آه رجعت امبارح كنت هكلمك
- ربنا يخليك يا عمي بس أنا مش متصل عشان موضوعي أنا وداليا
قال بدر بدهشه:
- والله؟ اومال ليه؟
قال فارس بابتسامة:
- أنا اتصلت أبارك لحضرتك عشان رحيل ألف مبروك، بصراحه أنا استغربت جدًّا عشان حضرتك قولتلي أن عندك مشكلة كبيرة وشوية لخبطة كده بس الحمدلله أنك تخطيت ده وإن الفرحة رجعت لحياتكم تاني
قال بدر بتساؤل:
- رحيل ؟ ليه عملت إيه
قال فارس:
- مش رحيل اتخطبت ؟
نهض بدر من مكانه وقال بصدمة:
- رحيل مين اللي اتخطبت لا محصلش!
قال فارس بدهشه:
- نعم؟! بس الخبر ده منتشر في كل مكان
- خبر إيه بالظبط؟!
- إن رحيل وأستاذ عاصي القاضي اتخطبوا
- نعم!! لا مفيش خطوبة ولا حاجه
- دي إشاعة يعني؟
وهُنا صمت بدر فجأة وقد استوعب أن تلك كانت خطة عاصي لينهي مشكلة الصور وذلك عندما ربط كلامه ببعض، قال فارس؟
- عمي أنت معايا؟؟
- أيوة معاك أنا بس متوتر دلوقتي سامحني
- لا مفيش حاجه حضرتك محتاج حاجه طب؟
- ربنا يعزك يا أبني
ابتسم فارس ثم أنهى المكالمة، وعندما أنهى بدر الكلام مع فارس فتح هاتفه بسرعه وتصفح الأخبار ليتأكد من صحة الخبر، تحرك بغضب ثم بحث بهاتفه قليلاً حتى عثر على رقم عاصي واتصل به..
وبعد أن تركت ليلى يد رحيل ركضت على الطريق بسرعه فتحركت رحيل من مكانها وركضت خلفها بفزع وكذلك سلمى، كانت الطفلة تركض بين السيارات المارة بخطورة ورحيل تركض بكل قوتها خلفها وتنادي عليها..
كان عاصي قد أقترب من بيته عندما صدع هاتفه رنيناً فنظر إلى الهاتف ليجد رقم بدر فنظر إلى الطريق ورد عليه فصاح به بدر:
- انت إزاي تعمل تصرف زي ده من غير ما ترجعلي!
- صدقني ده كان أنسب حاجه
وفجأة وعاصي ينحني بسيارته اتجاه اليمين وعندما دخل إلى الشارع الذي يقع بيته في نهايته، ظهرت ليلى أمامه ورحيل تركض خلفها وفي تلك اللحظة توقفت رحيل مكانها ووضعت يدها على قلبها بتعب وظلت تتنفس بصعوبة وتتعرق بشدة، نظر لها بصدمة ثم وقع الهاتف من يده وقد فقد قدرته على التحكم في السيارة فنظرت ليلى للسيارة القادمة نحوها والتي قد أصبحت أمامها مباشرةً بخوف ثم أغمضت عينيها..
يا ترا ايه اللي هيحصل ؟؟
توقعاتكم ؟؟ آراءكم ؟؟
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق