القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية رحيل العاصي الفصل السابع والثامن للكاتبة ميار خالد حصريه

التنقل السريع

     


    رواية رحيل العاصي الفصل السابع والثامن  للكاتبة ميار خالد حصريه 




    رواية رحيل العاصي الفصل السابع والثامن  للكاتبة ميار خالد حصريه 




    رواية رحيل العاصي

    الكاتبة ميار خالد

    الفصل السابع 


    أمسكت ليلي بيدها وقالت:

    - مستحيل أنتِ كمان هتيجي معانا 

    قالت رحيل وعاصي في نفس الوقت:

    - نعم؟!!

    - أيوة مالكم؟ يلا يا خالوا أنا جوعت بقى 

    نظر عاصي إلى رحيل وقال:

    - هي متقدرش تيجي معانا عندها شغل كتير 

    قالت رحيل بسرعه:

    - بالظبط كده فعلاً عندي شغل كتير 

    قالت ليلي بضيق طفولي:

    - أنا مليش دعوة أنا عايزه رحيل معانا مش هتحرك من مكاني 

    زفر عاصي بضيق ثم حمل ليلي وتحرك بها وقال:

    - أنا مش فاضي للعب العيال ده يلا 

    ثم سحب ليلي خلفه وظلت رحيل واقفه مكانها بحزن على منظر تلك الفتاه الصغيرة، وصل عاصي إلى سيارته فأنزل ليلي وصعدت على المقعد المجاور له وقد صمتت من بكائها ولكنها لم تتحدث بأي كلمه، تنهد عاصي وصعد بجوارها وقبل أن يتحرك بسيارته تسمر مكانه حين قالت:

    - أنا مش بحبك .. أنت زي ماما بالظبط  

    نظر لها عاصي بعيون متسعه وقال:

    - طيب ليه الكلام ده دلوقتي 

    - مش عايزه أتكلم معاك .. أنا عايزه أروح مش عايزه أخرج ولا أروح في حته 

    - كل ده عشان موافقتش رحيل تيجي معانا!! ده أنتِ لسه عرفاها النهاردة 

    نظرت له الفتاه الصغيرة ذات الخمسة أعوام بعيون تكسوها الدموع وقالت: 

    - رحيل لما حضنتني قبل ما أقع حسيت أن ماما هي اللي بتحضني .. أنت ليه جيت شيلتني من حضنها كنت خليني شوية 

    الكاتبة ميار خالد

    نظر لها عاصي بصدمه من كلماتها تلك، هل تفهم مدى عمق تلك الكلمات التي تفوهت بها، ولما لا تعرف قيمتها فقد عاشت كل لحظاتها منذ أن جاءت إلى الحياة، لم تعرف ما هو شعور الأم في حياتها كانت تسمع أصدقائها في الروضة وهم يحكون عن أمهاتهم ولكنها لم تعرف هذا الشعور برغم وجود جدتها في حياتها ولكنها لم تملأ هذا الفراغ، لم تشعر بهذا الدفء والسكون إلا عندما عانقتها رحيل بخوف، ظلت تنظر إلى عاصي بدموع ثم أبعدت بصرها عنه، أحس الآخر بألم في قلبه بسبب نظراتها تلك، ثم ترجل من سيارته بدون أن يتحدث وعاد إلى الشركة ولاحظ أن رحيل كانت تتابعهم من نافذة مكتبه فصعد إليها، فتح مكتبه ودلف إليه فاتجهت إليه رحيل وقالت:

    - لسه بتعيط؟

    - ممكن بعد أذنك تيجي معانا .. ليلي هتكون مبسوطة لو أنتِ موجوده .. أنا عارف إن الشرط اللي بينا مش بيجبرك على كده بس..

    قاطعته رحيل بابتسامه واسعه وقالت:

    - مش محتاج تقول كل ده طبعا مفيش مشكله .. يلا 

    ثم تحركت أمامه فنظر الآخر لها بدهشه كبيره، كان يظن أنها سوف تستغل الوضع وتقول له أنها سوف تأتي معهم فقط إذا وافق على الصفقة! حسنا ليس كل الناس تفكر برأسه لذلك أبتسم بهدوء وتحرك معها وخرج الاثنان من الشركة، كانت ليلي تبكي بصمت حتى اقتحمت رحيل السيارة وجلست على المقعد الخلفي وقالت بصوتٍ مرتفع:

    - أنتِ لسه بتعيطي دموعك هتخلص كده 

    نظرت لها ليلي بصدمه ثم نظرت لعاصي الذي استقل السيارة بجوارها وقالت:

    - بجد .. رحيل جايه معانا!!

    قالت رحيل:

    - أيوه معقول صدقتي المقلب اللي حصل ده عاصي كان بيهزر معاكي 

    - بجد ده كان مقلب !!

    قال عاصي في محاولة منه ليؤكد على كلام رحيل:

    - اومال أنتِ الوحيدة اللي مسموحلك تعملي فيا مقالب

    ضحكت ليلي بقوة وقالت:

    - يعني أنتم ضحكتوا عليا وأنا صدقت

    ثم اختفت تلك الابتسامة عن وجهها وقالت: 

    - أنا أسفه أوي يا خالوا على كلامي من شوية ده كان كلام وقت عصبية 

    قالت رحيل:

    - كلام وقت عصبية؟؟ أنتِ لسه صغيره على المرحلة دي يا بنتي غير كده جبتي الكلمه دي منين

    أشارت بيدها على عاصي وقالت:

    - من خالوا عاصي .. كل ما يتعصب عليا وازعل يقولي كده 

    - شوفت علمت البنت إيه 

    قالتها رحيل بعتاب ثم ضحكت هي وليلي، ابتسم عاصي ابتسامه صغيره ثم انطلق بسيارته ومعه الاثنان..

                                    ***

    في منزل بدر..

    حاول بدر أن يفتح الباب ولكن كان هناك مفتاح آخر في الجهة المقابلة فلم يستطيع أن يدخل، قالت أمينه:

    - تلاقي داليا هي اللي حطته في الباب لما قفلت على نفسها ونست اتصل بيها طب ولا خبط بجامد

    الكاتبة ميار خالد

    حاولت أمينه أن تتصل بها والآخر دق على الباب بقوة، كان الاثنان بالداخل يلتفتون حول أنفسهم لا يعرفون ماذا يفعلون حتى أخذته داليا بسرعه إلى غرفتها حتي يختبأ بها، ثم اتجهت إلى الباب بسرعه وفتحته فدخلت امينه بعصبية وقالت:

    - إيه كل ده!! أنتِ كنتِ بتعملي إيه؟

    - أنا أسفه راحت عليا نومه 

    - طب واللي يروح عليه نومه ده ولا اللي داخل ينام أصلاً مش يشيل المفاتيح اللي في الباب ولا يولع الناس اللي برا 

    - لا والله مش قصدي أنا نسيت أنا أسفه والله 

    قال بدر وهو يربط على كتف أمينه:

    - خلاص يا ستي حصل خير ما هي بتقولك كانت نايمه أهي .. أنا مصدع معلش هخش أرتاح شوية ولو ينفع تعمليلي كباية أعشاب ياريت

    - حاضر أدخل أنت 

    ثم نظرت إلى داليا وقالت بغضب:

    - حسابي معاكي بعدين روحي جهزي معايا الغدا عقبال ما أعمل لابوكي حاجه يشربها

    - حاضر

    وقبل أن تتحرك قالت أمينه:

    - استني كده .. أنتِ لابسه طقم خروج ليه أنتِ كنتِ رايحه في حته؟؟ 

    نظرت لها داليا بصدمه وتلعثمت في الحديث ثم قالت:

    - اا أنا أصل

    - متتكلمي في إيه؟!!

    - لا أنا كنت بتصور .. أكيد مش هتصور بهدوم البيت يعني لقيت نفسي فاضيه لبست وقعدت أتصور 

    - والله .. مش كنتِ نايمه من شوية 

    - إيه ده بابا بينادي صح .. أنا هروح أشوفه 

    ثم تحركت بسرعه من أمامها، قالت أمينه بغضب مكتوم:

    - أكيد كانت خارجه تشوف الزفت اللي تعرفه ده .. مع أني قولتلها تبعد عنه مفيش فايدة ياربي .. أنا هوريكي يا داليا 

    ذهبت داليا من أمامها بسرعه ودخلت إلى غرفتها لتجد حازم يقف أمامها بغضب عارم، قالت:

    - في إيه أنت كمان 

    - في إيه ؟؟ عاجبك الوضع ده أنتِ

    - طيب وطي صوتك أحسن ماما تسمع 

    - مش فارقه تسمع بقا ولا لا .. خليني أتكلم معاهم دلوقتي طب

    - مستحيل .. دلوقتي أنت لازم تمشي 

    زفر حازم بضيق فقالت الأخرى:

    - اطلع ورايا دلوقتي ماما في المطبخ 

    - ماشي يا داليا 

    خرجت داليا من الغرفة وحازم خلفها وكانت تنظر حولها بخوف أن تخرج والدتها من المطبخ أو يخرج أبيها من غرفته، وبحركاتهم السريعة كانوا قد وصلوا إلى باب الشقة بسرعه، فتحت داليا الباب وخرج حازم ثم أغلقت الباب بسرعه والتفتت لتجد والدتها أمامها تنظر لها بتفحص مرعب!!

                                     ***

    الكاتبة ميار خالد

    وصل عاصي بسيارته أمام أحد المولات ونزلت ليلي بحماس وامسكت بيد رحيل قبل أن تتحرك، نظرت لها رحيل بتعجب ولكنها ضحكت ثم نزلت إلى قامة ليلى واخذتها بين يديها وكانت الفتاه نحيله وصغيره فلم تكن ثقيلة على رحيل بالمرة، أحاطت ليلي رقبة رحيل بذراعيها وعندما ترجل عاصي من السيارة وشاهد هذا المنظر انتابه شعور غريب نوعاً ما، اقترب منهم وقال:

    - تحبي نعمل إيه الأول اليوم بتاعك 

    نظرت له ليلى بعيون تلمع من السعادة وقالت:

    - ناكل الأول بعدين نروح الملاهي بعدين نروح نتفرج على فيلم في السينما

    - كل ده ! لا يا إما ملاهي يا إما سينما 

    - أنت مش قولت اليوم بتاعك 

    نظر عاصي إلى رحيل واتسعت عيونه في إشارة منه لتحل هذا الموقف، قالت الأخرى:

    - وبعدين هنفضل نتكلم كتير ممكن نبدأ اليوم بقى بعدين نشوف موضوع السينما ده 

    - ايوه بس هنروح 

    - بس أنا كده هتعب يا ليلي يا إما سينما يا إما ملاهي  

    - لا مليش دعوة أنا عايزه أروح الاتنين 

    - وبعدين في الدلع ده!! كده هتخليني أزعل منك 

    قالتها رحيل بصرامه فنظر لها عاصي بغضب وقبل أن ينطق قالت ليلي:

    - لا خلاص متزعليش .. خلاص يا خالوا أنا اختارت الملاهي خلي السينما يوم تاني 

    ضحكت لها وقالت:

    - أيوة كده شطوره 

    ثم تحركت رحيل وليلى بين يديها نحو المول، قال عاصي في نفسه قبل أن يتحرك:

    - الحمدلله طلع فيها شوية عقل 

    ثم دخل الثلاثة وبدأوا رحلتهم، دلف بهم عاصي إلى أحد المطاعم الذي اعتاد أن يأكل فيها وعندما جاء إليه العامل قال بفرحه:

    - أول مره حضرتك تشرفنا مع عيلتك .. ربنا يخليكم لبعض

    قال عاصي ورحيل في نفس الوقت:

    - لا!! 

    نظر لهم العامل بفزع من صراخهم هذا، قال عاصي :

    - إحنا مش عيله دي بنت أختي ودي المساعدة بتاعتي 

    نظرت له رحيل بضيق فابتسم العامل وأخذ طلبهم وذهب من مكانه، قالت رحيل:

    - إيه المساعدة بتاعتي دي أنا مش بشتغل عند حد 

    - ياريت تسكتي أنتِ وتخلي اليوم يعدي بهدوء 

    - أسكتي أنتِ!! يعني إيه أسكتي أنتِ 

    - أهو قولت أسكتي وخلاص بقى 

    - لا مش فاهمه يعني إيه أسكتي أنتِ شايف شخصيتي ضعيفة للدرجادي يعني 

    وقبل أن يرد عاصي انفجرت ليلي من الضحك، ضحكت حتى أدمعت عيونها وكان الاثنان ينظرون لها بدهشه، قالت ليلي من بين ضحكاتها:

    - فكرتوني بحاجه بس ينفع تمثلوا سوا

    نظرت لها رحيل وضحكت على ضحكاتها رغماً عنها، وبعد لحظات جاء الطعام لهم وتناولوه وسط حديث ليلي عن مغامراتها في الروضة وفي البيت وكانت رحيل تسمعها باهتمام بالغ وقد أعجب هذا ليلي بشده..

                                ***

    والتفتت لتجد والدتها أمامها تنظر لها بتفحص مرعب!! قالت داليا:

    - في إيه؟

    - كنتِ بتكلمي مين على الباب؟

    - محدش كنت فاكره الجرس بيرن بس ملقتش حد 

    الكاتبة ميار خالد

    - أنتِ بس اللي سمعتي الجرس اللي رن يعني 

    - يا ماما في إيه مالك من الصبح 

    صمتت أمينه للحظات ثم قالت:

    - عارفه يا داليا أنا لو عرفت إنك بتعملي حاجه من ورانا هعمل فيكي إيه بلاش تخليني أقلب عليكِ أنتِ عارفه قلبتي وحشه 

    - مفيش حاجه صدقيني خلصتي لبابا اللي كان عايزُه ولا لا ؟

    - ماشي أما نشوف 

    قالتها بتوعد ثم عادت إلى المطبخ مرة أخرى وتنفست داليا براحه وأخيراً.

                                     ***

     كانت رحيل تتصرف بعفوية وتنظر إلى ليلي بابتسامه جميلة فلم تلاحظ نظرات عاصي المعلقة بها، لم تكن نظرات إعجاب بل تعجب ودهشه، يحاول أن يفهم شخصية تلك الفتاه ولكنه لا يعرف كيف تفكر حتى، منذ اللحظة الأولى التي وقع بصره عليها فيها ومئات الأسئلة تدور برأسه عنها، هل هي عفوية بالفعل أم تفتعل كل هذا، هل هي بريئة كما يظهر عليها أم تصطنع كل هذا، قالت ليلي:

    - خالوا أنت مش معانا ولا إيه 

    قالت رحيل:

    - تلاقيه بيفكر في صفقه ده شبه جهاز كومبيوتر لو فتحتي دماغه هتلاقي أسلاك كتير .. مش كده برضو

    - كلي وأنتِ ساكته

    نظرت له رحيل بضيق ثم أكملت طعامها، وبعد قليل نهضت ليلي من مكانها وذهبت إلى الجانب المخصص للأطفال في المكان ولعبت فيه مع الأطفال فلم يتبقى على الطاولة سوى رحيل وعاصي، قالت رحيل:

    - ممكن سؤال 

    - لا

    - هي فين مامت ليلي؟ اللي هي أختك

    - أعتقد دي أمور عائلية مش من اختصاصك 

    نظرت له رحيل بضيق شديد، يتحدث عن الأمور العائلية وهو من طلب منها أن تأتي، لِما جاءت إذا حتى يعاملها بهذه الطريقة مجدداً، أحس عاصي أن طريقته كانت سيئة نوعاً ما معها، إنه غاضب منها في كل الأحوال بسبب تصرفاتها العفوية ولكن لا يصح أن يتحدث معها هكذا، نظر إليها ليجد وجهها لا يفسر وتوقفت عن الأكل، تنهد بضيق وقال:

    - مسافره برا مصر 

    نظرت له رحيل ونست طريقته منذ قليل وقالت:

    - طيب وليلي مش معاها ليه .. مسافره في شغل يعني 

    - أيوه

    - هي عندها أولاد غير ليلي ؟

    - لا ليلي بنتها الوحيدة 

    - وبابا ليلي فين؟

    نظر لها عاصي بصمت فأحست هي أن سؤالها هذا لم يكن في محله، قالت:

    - أنا أسفه .. هو متوفي ولا إيه؟

    - ممكن تقفلي السيرة دي بعد اذنك 

    وقبل أن ترد عليه رحيل أوقفها صوت صراخ ليلي التي وقعت من أعلى اللعبة التي كانت عليها، انتفضت رحيل من مكانها ومعها عاصي وهرولوا إليها بسرعه!


    يا جماعه تفاعلوا معايا وقولوا رأيكم بلاش تم دي شجعوني ..

    آراءكم ؟؟ توقعاتكم؟؟



    رواية رحيل العاصي

    الكاتبة ميار خالد

    الفصل الثامن 


    وقبل أن ترد عليه رحيل أوقفها صوت صراخ ليلي التي وقعت من أعلى اللعبة التي كانت عليها، انتفضت رحيل من مكانها ومعها عاصي وهرولوا إليها بسرعه! 

    وصلت إليها رحيل وحملتها في أحضانها بسرعه وكانت ليلى تبكي بشدة وظهر جرح صغير في ركبتها ليس عميق نفس الجرح الذي يوجد أثره بنا حتى الآن من طفولتنا، أمسك عاصي ساقها بحذر وصاح بها:

    - لحد امتى هفضل أقولك خدي باله من نفس..

    ولم يكمل جملته لأن من صاحت به تلك المرة كانت رحيل وهي تقول:

    - أنت شايف ده وقت مناسب للتهزيق بتاعك ده .. لازم نروح بيها أي صيدليه تعقم جرحها ونضمده

    - صيدليه إيه؟! أنا هاخدها المستشفى

    - الموضوع مش مستاهل .. مش كده يا لولي 

    نظرت لها ليلى بدموع وقالت:

    - لا أنا ركبتي وجعاني أوي عايزه اروح المستشفى 

    - طيب يا حبيبتي بطلي عياط الأول وهنروح الصيدلية لو لقينا الموضوع كبير هنروح المستشفى اتفقنا

    - ماشي .. خالوا عاصي شيلني مش قادره أمشي 

    وقبل أن يتحرك عاصي قالت رحيل بصرامه:

    - لا يا خالوا خليك مكانك .. ليلى قويه وهتقدر تمشي لحد العربية لوحدها هي مش بعيده 

    قال عاصي:

    - مش هتقدر تمشي خليني اشيلها

    - شوية وشوية طيب .. اتفقنا يا لولي لازم نحرك رجلنا عشان الوجع يقل ماشي 

    - بجد 

    - أيوة طبعاً .. بصي جربي تمشي كده وتنسي أنها فيها تعويره هتلاقي الوجع راح خالص .. تيجي نجرب نمشي شوية 

    الكاتبة ميار خالد 

    حركت ليلى رأسها بالإيجاب وتحركت مع رحيل ببطيء حتى كادت أن تتحرك بطبيعية وكأن لا يوجد جرح بقدمها، نظر عاصي إليهم بدهشه كبيره وهنا جاءت إحدى الأمهات والتي كانت تقف بجوارهم وهي من التقطت ليلى حين سقطت، قالت له:

    - مامتها صح لازم تتصرف معاها كده .. لازم تحسس الطفل من صغره أنه يقدر يعتمد على نفسه مش من أي حاجه تكون أنت مصدر المساعدة لازم يساعد نفسه .. لو هي مكنتش عملت كده كانت البنت كل ما تقع هتستناك تيجي تقومها مش هتقوم نفسها بنفسها .. كده هتبقى أقوى وقادرة تعتمد على نفسها أكتر 

    نظر لها عاصي وابتسم ابتسامة مجامله ثم لحق بهم وعندما اقترب منهم سمع رحيل تقول:

    - شوفتي الوجع قل خالص إزاي

    - شوية أيوه .. بس لو خالوا شالني كنت هبقى مرتاحة أكتر 

    - افرضي خالوا مش موجود؟ هنفضل قاعدين في الأرض كده مستنين أي حد يجي يقومنا ولا نساعد نفسنا إحنا ونقوم 

    - نساعد نفسنا ونقوم 

    - شوفتي بقى إنك بنوته شطوره أنا حبيتك أوي 

    - وأنا كمان 

    اقترب منهم عاصي وقال للفتاه:

    - حاسة بأيه دلوقتي 

    - وجعاني بس مش أوي 

    وفي تلك الأثناء كان وصل الثلاثة أمام السيارة وأخذ عاصي ليلى ومعه رحيل إلى أقرب صيدلية وتم تضميد جرح ليلى البسيط، ثم عادوا إلى السيارة مرة اخرى وهُنا وقفت رحيل وقالت:

    - كده هستأذن أنا بقى .. أنا فرحت اوي باليوم معاكي يا لولي مع أنه مكملش وكان لسه في خطط كتير بس مش مشكله 

    نظرت لها ليلى بخوف وقالت:

    - هشوفك تاني ؟!

    نزلت رحيل إلى قامتها وقالت:

    - أكيد هتشوفيني تاني

    نظرت ليلى لعاصي وقالت:

    - هتخليني أشوف رحيل تاني يا خالوا 

    نظرت رحيل بقلق من ردة فعله وجاءت لتتكلم ولكنه اسكتها حين قال: 

    - أكيد .. وقت ما تكوني عايزه تشوفيها قوليلي 

    صفقت ليلى بفرحه وقفزت في مكانها فتأوهت بألم بسبب الجرح الصغير بركبتها، قالت رحيل:

    - طيب أنا همشي .. مع السلامة 

    قال عاصي بسرعه:

    - استني اوصلك معانا 

    - لا أنا بيتي قريب أصلاً  

    ابتسمت لها ليلى ثم طلبت من عاصي أن يحملها ثم مالت بجسدها على رحيل وقبلتها في وجنتها..

    وفي تلك اللحظة في مكانٍ ما بعيد عنهم بخطوات التقط أحدهم صورة لهم بتلك الوضعية ثم التقط لهم العديد من الصور معاً!!

    تفاجئت رحيل من حركتها تلك ولكنها ابتسمت بعفوية وردت القبلة لها ثم استدارت ولوحت بيدها لهم وسارت في طريقها إلى بيتها وهي تحمد ربها في سرها أن يومها الأول في تلك الشركة قد مر بأقل الخسائر..

     في المصحة النفسية..

    وبعد أن انتهت من إحدى الجلسات عادت بها الممرضة إلى غرفتها، دلفت إليها بصمت وجلست على سريرها ونامت مكانها دون أن تتحدث، قد اعتادت منها الممرضة على تلك الأفعال لذلك خرجت من الغرفة بملل..

    وعندما أحست أنها بمفردها في الغرفة نهضت من مكانها وأخرجت تلك الرسائل المخبئة تحت سريرها، لا تعرف من يرسل إليها تلك الرسائل. ولكن كل ما تعرفه أنها ترى العالم من خلالها، تصل لها رسالة كل أسبوع من شخصها المجهول، كانت تلك الكلمات المكتوبة فيها بمثابه بوابتها للعالم الخارجي، كانت تنتظر تلك الورقة كل أسبوع بشده، كانت الوسيلة الوحيدة التي تهون عليها مرارة ما تعيشه، في إحدى المرات كانت رسالتها عبارة عن وصف الربيع وكيف تبدو الزهور في هذا اليوم، برغم الحديقة التي كانت تجلس بها كل يوم ولكنها لم تشعر للحظة برائحة الزهور إلا عندما قرأت تلك الرسالة، رويداً رويداً بدأت حواسها في الاستجابة..

    الكاتبة ميار خالد 

    أخذت تقرأ في الرسائل القديمة مجدداً كانت تهون على نفسها حتى تأتيها الرسالة الجديدة، قالت:

    - مين بيبعت الرسايل دي معقول يكون هو! طيب لو هو ازاي بتوصل هنا وليه هيبعتلي رسايل أصلاً ما هو كل ما بيبقى عايز يجي يشوفني بيجي  

    وفي تلك اللحظة دق الطبيب شادي على الباب فأخفت الرسائل بسرعة تحت وسادتها ولكن هناك ورقة ظهرت لم تنتبه لها، وضعت الحجاب على رأسها بسرعه وظلت صامته واعتدلت على سريرها ففتح الآخر الباب بحذر وعندما وجدها تجلس مكانها دلف إلى الغرفة، قال: 

    - أخبارك إيه النهاردة ؟

    نظرت له بصمت ثم اشاحت ببصرها عنه، قال شادي:

    - طيب أنتِ بتعاقبيني ليه أنا ذنبي إيه 

    - ذنبك إنك واحد من اللي حابسيني هنا

    وقف شادي أمامها وظل صامتاً فنظرت له بتساؤل وعندها قال:

    - لو تعرفي حقيقة اللي بعمله عشان اخرجك من هنا صدقيني مش هتقولي كده 

    - ليه مش دي الحقيقة .. بسببك أنت وعاصي أنا هنا 

    - عاصي مش بيأذيكي .. أيوة هو طريقته غلط بس أنتِ متعرفيش هو عمل كل ده ليه 

    - عشان يعاقبني ويعاقبها .. استفاد إيه لما فرقنا كده وبقت هي في بلد وأنا في بلد .. طب أنا هونت عليه ماشي هي هانت عليه؟ 

    - أنتِ ليه مركزه على وجودك هنا ومش بتحاولي تركزي أنتِ هنا ليه أنتِ هنا عشان تتخطي شعورك بالكره ده

    - أنا بكره اللي آذوني وأنت واحد منهم !

    - من وجهة نظرك أنا اذيتك في إيه؟!

    - عشان عارف إني سليمه ومش محتاجه علاج وبرضو مصمم تخليني هنا 

    - أنتِ زي الفل فعلاً .. وأنتِ مش موجوده هنا عشان أنتِ مريضه ولا فيكي حاجه قولتلك خدي وجودك هنا فتره راحه ليكي تقدري تقوي نفسك عشان تخرجي للعالم من تاني 

    - فترة راحه بقالها خمس سنين !!

    - أنتِ الوحيدة اللي في إيدك إنك تنهي المدة دي .. عموماً أنا مش عايزك تتعبي أكتر أنا هسيبك ترتاحي دلوقتي 

    تحرك من مكانه وقبل أن يخرج من الغرفة قال:

    - عايزك تفتكري إني مش عدوك .. ولو احتاجتي مساعده فى أنا أول شخص فكري فيه وتأكدي إني هساعدك المهم إنك تثقي فيا بس وتمسكي في أيدي لحد ما نوصل للبر .. صدقيني أنا مش عايز أكتر من كده 

    نظرت له للحظات ثم خرج شادي من الغرفة وتنهدت هي بتعب ووقتها لاحظت الورقة التي قد ظهرت من أسفل وسادتها فحمدت ربها أن شادي لم يراها ..

    لا تنكر أنها ارتاحت لكلماته قليلاً، ولأول مره سوف تجرب حظها وتثق في هذا الطبيب !! قالت:

    - بكره هحكيله على موضوع الرسايل ولو هو صادق فعلاً هيساعدني أعرف مين اللي بيبعتهم..

                                ***

    الكاتبة ميار خالد 

    - بس يا تيتا بعدين رحيل اخدتني في حضنها جامد كده وأنا كنت عماله اعيط 

    قالتها ليلى بحماس وهي تحكي لحنان عن تلك الفتاه التي تدعي رحيل وكانت تتحرك في كل مكان وقد نست وجع ركبتها نهائياً، كان عاصي يجلس أمامها ويضع يده على وجنته بملل من كلامها عن بطلتها الخارقة التي كادت أن تنهي مسيرته المهنية قبل يوم فقط من هذا الكلام، ابتسمت حنان وقالت:

    - ده مين اللي عاملة كده في ليلى بس .. مين رحيل دي يا عاصي 

    - دي واحده بيني وبينها شغل  

    - طب ما ليلى كانت بتروحلك على طول مكنتش بتشوفها يعني ولا هي لسه متعينة جديد؟

    - لا ده موضوع طويل 

    - طب ما تحكي في إيه مالك إحنا كل فين وفين لما بنقعد بنتكلم كده أصلاً 

    تنهد عاصي ثم حكى لحنان عن قصة تلك الفتاة وكم المصائب التي فعلتها في يوم واحد فقط وفي النهاية ضحكت حنان فقال الآخر بدهشه:

    - أنتِ بتضحكي!! أنتِ متخيله لو مكنتش أنا لحقت الموضوع كان هيحصل إيه أو كنت هخسر إيه 

    - بس ده ميمنعش أن البنت لذيذة أوي ضحكتني والله 

    - لذيذة آه .. دي أنا مش فاهمها بجد مش عارف إيه النموذج ده في لحظة تحسي أن عفويتها بتوديها في داهيه وفي لحظة تانية تحسي أنها فاهمه وعاقلة وناضجه كفاية .. وفي اللحظة اللي بعدها تلاقيها اتغابت تاني 

    قالت حنان بضحك:

    - ده واضح أن مش ليلى بس اللي رحيل قدرت أنها تلفت نظرها 

    - هي لفتت نظري فعلاً بس بالهبل والتمثيل اللي هي بتعمله ده 

    - تمثيل إيه بس 

    - أصل مفيش حد كده بصراحه 

    ضحكت حنان ثم نهضت من مكانها وأخذت ليلى إلى غرفتها حتى تبدل لها ثيابها ونهض الآخر حتى يتابع عمله بعد أن نفض رحيل عن رأسه..

                                       ***

    وفي طريق رحيل إلى البيت شعرت بشعور غريب وكأن شخص ما يتبعها، وعندما اقتربت من المنزل سمعت صوته خلفها وهو يقول:

    - برضو مش ناويه تبعدي عنهم 

    التفتت رحيل بسرعه لتجد حازم أمامها وينظر إليها بغضب كعادته معها، قالت:

    - أنت بتعمل إيه هنا !!

    - ردي عليا أنا مش حذرتك قبل كده وأنتِ عامله نفسك جدعه أوي ومش عايزه تسيبي البيت ده برضو

    - ده بيتي أنت اتجننت 

    - لا مش بيتك .. أنتِ دخيله في البيت ده وطول ما أنتِ فيه أبويا هيرفض أنه يدخله حتى 

    - ليه كل ده 

    - بتسألي أكنك مش عارفه .. أنتِ السبب في كل حاجه بتحصل بسبب ابوكي زمان اللي نصب على أبويا في فلوس الأرض .. وبسببك دلوقتي عشان كل ما أجرب أفتح مع أهلي الموضوع يتقفل أول ما تيجي سيرة ابوكي وسيرتك 

    - ده كان سوء تفاهم حصل زمان ومعني أن أهلك مش عايزين ينسوا ده مش ذنبي 

    الكاتبة ميار خالد 

    قالتها بصراحه والتفتت حتى تتحرك من مكانها ولكنه أمسكها من ذراعها بقوة وأحكم قبضته عليها وقال: 

    - أنا هحذرك لأخر مره يا رحيل .. ابعدي عن داليا والبيت ده اعتمدي على نفسك سافري اعملي أي حاجه المهم تبعدي عنهم وياريت لو تستقلي مادياً كفاية كل المصاريف اللي بتاخديها كل السنين دي 

    سحبت رحيل يدها بقوة وقالت بحده شديده:

    - لما تكون بتصرف عليا من فلوسك أبقى اتكلم بطل تحشر نفسك في اللي ملكش فيه 

    - كل ده داليا فاكره أن المشكلة في عيلتي أنا .. أنا مش عايز أقولها إنك السبب هي مش ناقصة هي بتكرهك لوحدها أصلاً .. أخرجي من حياتنا بقى لآخر مره هقولهالك 

    نظرت له رحيل بتحدي وجفونها لم ترمش قط، رحل الآخر بضيق وتركها وما أن التفت حتى تبدلت نظراتها إلى الضعف والوهن ..

     فكرت في كلماته كثيراً وهي تصعد إلى بيتها حتى وصلت إلى باب الشقة بعدم تركيز، دقت على الباب بخفة وبعد ثواني فتحت لها داليا، قالت بصوت خفيض:

    - مش هتتخيلي إيه اللي حصل من شوية 

    لم تنتبه رحيل إلى كلماتها ودخلت إلى المنزل واتجهت إلى غرفتها بدون أن تتحدث مع أي شخص، نظرت لها داليا بتعجب ولحقت بها وعندما دخلت وجدت رحيل تجلس على سريرها بصمت فقالت الأخرى:

    - قوليلي عملتي إيه النهاردة في الشركة  

    ظلت رحيل صامته فقالت داليا:

    - مبترديش ليه مالك يا بنتي 

    - أنا لازم أمشي..

    قالتها رحيل بصوت خفيض فقالت داليا بعدم فهم:

    - بتقولي إيه؟ علي صوتك 

    - بقولك لازم أمشي

    - تمشي تروحي فين ؟ عندك مشوار تاني يعني

    - لا .. لازم أمشي واسيب البيت ده 

    - نعم؟!!


    توقعاتكم؟؟ آراءكم ؟؟

    هل رحيل هتسيب البيت فعلا؟ 

    رد فعل شادي هيكون إيه لما يعرف بموضوع الرسايل؟؟

    تكملة الرواية من هناااااااا 

    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

    مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





    تعليقات