رواية غفران العاصى الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية غفران العاصى الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم لولا حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
15/16
سوار انا حامل حامل في شهر …
قالتها وعينيها تدمع من شده الفرح …
باركت لها سوار بسعاده هي الاخري : مبروك يا غفران الف مبروك يا حبيبتي…..
اغلقت معها بعدما هنئتها واوصتها ببعض التعليمات التي يجب عليها ان تتبعها حتي يثبت حملها ….
استقلت السياره التي طلبتها والتي وصلت للتو ،
تعالي رنين هاتفها برقم تجهله، فتحت الخط تجيب علي الاتصال قائله بجديه: الو .. مين معايا…!!!
اجابها صوت انثوي علي الطرف الاخر يسألها بترقب : مدام غفران الجارحي معايا!!!
اجابتها غفران بترقب : ايوه انا مين حضرتك…
ردت عليها مجيبه بتوضيح: انا هدي بنت اخت الحاجه مني والدته ندي صاحبتك الله يرحمها…
اعتدلت غفران في جلستها وسألتها بقلق: اهلاً بيكي ، خير في ايه ، طنط مني حصلت لها حاجه انا بقالي فتره مش عارفه اوصل لها كل ما اتصل بيها الاقي تليفونها مغلق…
تابعت محدثتها تضيف ببعض الراحه بعدما استمعت لردها: خير ان شاء الله ، الحاجه مني قاعده عند ماما بقالها فتره ولما بتنزل تروح مشاوير بتخاليني اقعد معاها اصلها تعبت اوي الفتره اللي فاتت …
ثم تابعت تضيف : وبعدين هي بقالها فتره بتسأل عنك وعاوزه تشوفك وقعدنا ندور علي رقمك لحد ما اخيراً لقيناه في الورق بتاعها …
فانا بكلمك لو يعني تقدري تعدي عليها علشان تشوفيها يبقي كتر خيرك…!!!
اجابتها غفران بلهفه : طبعاً طبعاً يا ريت تديني العنوان او تبعتيلي اللوكيشن …
ابتسمت محدثتها بظفر وهي تملي عليها العنوان وتصفه لها ….
تمام انا جايه علي طول مسافه السكه…
ثم اغلقت الخط وأملت العنوان للسائق الذي غير وجهته الي حيث العنوان التي آمرته به ….
……………………….
شعر عاصي بالقلق عليها خاصه بعدما اتصل بالقصر يسأل عنها نعمات والتي اجابته انها لم تعود ..!!!!
حاول الاتصال بها كثيراً لكن في كل مره ترد عليه نفس الرساله المستفزه ان الهاتف خارج نطاق التغطيه!!!
زفر بحنق وهو يلملم حاجته وغادر الشركه مسرعاً والقلق ينهش قلبه عليها وعقله يصور له العديد من الاشياء السيئة…
استقل سيارته قاصداً العوده الي القصر ينتظرها ، ربما تكون قد شعرت ببعض التعب ولم تريد ان تزعجه اثناء اجتماعه وعادت الي القصر …
رن هاتفه برساله من رقم مجهول ، كان سيتجاهلها في باديء الامر ولكنه عدل عن رأيه فربما تكون غفران او اها علاقه بها …
فتح الرساله يقرأ محتواها ، جرت عينيه تلتهم سطور الرساله والتي جعلت ملامحه تتحول الي الشراسه وهو يلقي الهاتف جانبه بغضب وادار عقله القياده متوجهاً الي العنوان المرسل في الرساله….
علق في زحمه السير في هذا الوقت الذي يمثل وقت الزروه ، حاول ان يدخل الي احد الشوارع الجانبيه يختصر بها الطريق ولكنه فشل بسبب تكدس السيارات من حوله…
ضرب المقود بيديه بغضب وشعوره بفوران الدماء داخل اوردته يتضاعف خاصه كلما يعاود الاتصال بها وهاتفها مازال مغلقاً…
فتح الرساله يقرأها مره اخري وعينيه تنطق بغضب يحرق الاخضر واليابس ” زوجتك تخونك مع عشيقها
وحتي تتأكد اذهب الي العنوان ……..، فهي متواجده معه الان في شقته”!!!!!!
القي الهاتف بعنف علي المقعد بجانبه وهو يزآر بغضب وشراسه…..
ماذا لو كانت الرساله صحيحه؟؟؟
هل غفران تخونه؟؟؟ هل كانت تخدعه بعشقها له؟؟
لا ، لا مؤكد انه فخ ، غفران تعشقه وهو يعشقها …
مؤكد هذا فخ من مازن الدالي !!!
وعلي ذكر مازن ، تناول هاتفه مره اخري ، يطلب رقم جسار بأيدي مرتعشه من شده غضبه….
اجابها جسار فوراً قائلاً باحترام: اوامرك يا باشا…
سأله عاصي بنبره خطره: مازن الدالي فين دلوقتي..
استغرب جسار سؤاله المفاجيء ونبره صوته الخطره واجابه مسرعاً : في بيته يا باشا زي ما هو منزلش منه ، انا لسه مكلم الرجل بتاعنا اللي هناك ولسه مديني التمام …
سأله جسار بقلق: في حاجه جديده حصلت يا باشا !!!
كان عاصي بستمع له والشك والقلق ينهش قلبه، اعاد يسأله مره اخري بلهجه اكثر حده: انت متأكد من كلامك يا جسار…
اجابه بتأكيد : برقبتي يا باشا…
اغلق الخط معه دون التفوه بحرف واحد، وعقله يعمل في كل الاتجاهات ، حسم آمره وقرر الذهاب الي ذلك العنوان ليس شكاً بغفران وانما ليعرف من وراء ذلك ويلقنه درساً لن ينساه… او هكذا اقنع نفسه..!!
ضغط علي بوق سيارته بغضب اكثر من مره ولكن السيارت امامه لا تتحرك وكأن القدر يعانده …..
………………….
وصلت غفران الي العنوان المراد ، وترجلت من السياره بعدما اعطت السائق اجرته..
دلفت الي تلك البنايه وضغطت علي زر المصعد قاصده الطابق الذي تقطن به شقيقه الحاجه مني ….
” الحاجه مني صديقه والدتها منذ الطفوله وكانت ابنتها ندي صديقه غفران الوحيده والتي ماتت منذ عامين عندما احبت ابن رجل اعمال كبير وغرغر بها وحملت منه وعندما طالبته بضروره زواجهم حتي لا يفتضح امرها ، رفض وتنكر لها وانكر علاقته بها وجنينها مما جعلها تعيش اسوء ايامها والتي قررت في لحظه يأس ان تنهي حياتها والقت بنفسها من شرفه بيتها من الطابق العاشر ولقت حتفها علي الفور …، ومن يومها ووالدتها اصبحت طريحه الفراش لا تقوي علي الحركه من شده صدمتها وحزنها علي فراق ابنتها الوحيده….
وكانت غفران كل فتره تذهب اليها تطمئن علي احوالها ولكنها منذ زواجها وقد انشغلت عنها وكانت تتصل بها كل فتره ولكن هاتفها مغلق باستمرار…”
فاقت من شرودها علي صوت وصول المصعد الي الطابق المنشود …..
بحثت بانظارها عن رقم الشقه التي ابلغتها بها ووجدتها في اخر الرواق المكون من اربع شقق…
ضغط جرس الباب وبعد ثواني قتحت لها بنت في سمراء رقيقه اكبر منها في العمر بقليل ….
وقفت البنت تنظر الي غفران من اعلي الي اسفل بتفحص ونظره ظفر تلمع داخل مقلتيها ولكنها دارتها مسرعه وزيفت ابتسامه مجامله علي شفتيها وهي تسألها مستفهمه : انتي غفران مش كده؟؟
اجابتها غفران وهي تبتسم بود:ايوه انا ..وانتي هدي مش كده…
اومأت لها هدي برأسها وهي تفسح لها المجال ، تشير بيدها اليها كدعوه للدخول الي داخل الشقه: ايوه انا هدي ، اتفضلي….
دلفت غفران للداخل تسير امامها بخطوات خجوله ، تبحث بناظريها في ارجاء الشقه عن صديقه والدتها ..
استدارت بجسدها اليها تتحدث بقلق: اومال فين طنط مني عاوزه اطمن عليها وامشي علي طول ، علشان مش هينفع اتأخر ….
ابتسمت هدي بمجامله وهي تدعوها للجلوس: اتفضلي استريحي ، وانا هدخل اقول لها انك موجوده هنا ..
ثم اضافت تسألها باهتمام : تحبي تشربي ايه …
اجابتها غفران نافيه: لا متشكره مش عاوزه حاجه ، ياريت بس تشوفي طنط علشان مستعجله…
حاضر لحظه واحده… قالتها هدي وهي تدلف الي الداخل ….
شعرت غفران بالقلق من ان تتاخر اكثر من ذلك فاخرجت هاتفها من حقيبتها تنظر فيه فوجدت مئات الاتصالات من عاصي بعدما اعادت فتح الهاتف….
اهتز الهاتف من يدها عندما تلقت اتصال منه ما ان فتحت الهاتف….
ظلت تنظر الي الهاتف بين يدها لا تعرف كيف تتصوف ، فهو مؤكد اكتشف انها غادرت دون ان تخبره واكيد غاضب منها …
فكرت في حل سريع وقررت ان ترسل له رساله ولكن بعدما يهداء سيل اتصالاته المستمر ….
ارسلت له الرساله واغلقت الهاتف بعدما تمام علي ان تعاود فتحه مره اخري بعدما ترحل من هنا …..
اقتربت منها هدي وهي تحمل كوب من عصير البرتقال وقدمته لها وهتفت تقول بهدوء : اتفضلي اشربي العصير ، طنط مني بتصلي …
علي ما تشربي العصير تكون خلصت صلاه…
ابتسمت لها غفران بود واخذت منها الكوب ترتشف منه بهدوء تحت نظرات هدي المتفحصه ….
لايزال عالقاً في الزحام ، كل بضعه امتار يقف في اشاره مروريه اكبر واطول من سابقتها ….
وكل دقيقه يعاود الاتصال بها وكل مره يزداد الامل داخله ان تجيبه…
صوت تنبيه لرساله يفيد بان هاتفها اصبح داخل نطاق التغطيه جعل شعور بالراحه يتسرب الي قلبه الملتاع قلقاً عليها…
تناول هاتفه واتصل بها ، تهللت اساريره عندما استمع الي رنين هاتفها علي اذنه ولكنه زفر بيأس وقلق اكبر عندما لم يتلقي منها الرد…
كرر اتصاله مره بعد مره ونفس النتيجه ، لا رد..!!!
ضغط علي الهاتف بقبضته يعنف يكاد يحطمه بين يديه ، هتف من بين اسنانه بغضب : انتي فين يا غفران ، حرام عليكي الرعب اللي انا فيه ده…
صوت تنبيه وصول رساله علي احد مواقع التواصل الاجتماعي ” واتس اب” .
جعلته يفتح الهاتف بلهفه ينظر له ، ارتسمت الراحه علي ملامحه عندما وجد ان الرساله منها ..
قرأ الرساله بعيون قلقه وقلب يهفو الي سماع اي خبر عنها يطمئنه..
” حبييي، انا في مشوار ومش هتاخر ، ساعتين بالكتير وهكون في القصر ،في خبر مهم هقول لك عليه اول لما اشوفك ” وارفقت مع الرساله قلب احمر ينبض …
انهي قراءه رسالتها واتصل بها مره اخري لكن هذه المره وجد الهاتف مغلق…
قطب جبينه باستغراب يتسأل ،ما هذا المشوار المهم الذي ذهبت اليه دون ان تخبره ومع من ؟؟
وما هو الخبر المهم الذي سوف تخبره به ؟؟
ولماذا اغلقت هاتفها مره اخري؟؟؟
الاف الاسئله تدور داخل راسه حول اختفاؤها المريب ورسالتها الغامضه …
اقنع نفسه بكلامها واخرس ذلك الصوت الذي يرن في داخله يخبره بضروره الذهاب الي ذلك العنوان لكي يرضي فضولهً…
مقنعاً نفسه بانه يجب عليه التريث والهدوء وان لا ينساق وراء مجهول فهو ربما تكون معاكسه سخيفه، او احد الصحف الصفراء تحاول وقوعه في فخ للنيل من شرفه وشمعته ….
بعد فتره من تصارع الافكار داخل راسه حسم آمره وقرر العوده الي القصر وانتظارها حتي يعرف منها اين كانت ولماذا ذهبت دون علمه ، وسوف يكسر راسها الغبي علي فعلتها ويعاقبها علي تلك الساعات التي عاشها في قلق بسببها ..
فتحت الاشاره وسارت السيارات امامه ، فأدار عجله القياده واتجه الي الاتجاه المعاكس عائداً الي القصر ..
…………………..
وقفت نادين تنظرالي راس غفران المائل علي كتفها ويدها الملقاه باهمال جانبها والتي سقط منها كوب العصير ارضاً بسبب المخدر التي وضعته لها في العصير …
وقفت تنظر اليها بحزن ممزوج بالشفقه ، فهي مجبره علي ان تفعل ما آمرها به مازن ، فهي لا تقوي علي الاعتراض اوالرفض …
اصبح يحركها بين يديه كالدميه وهي لا تملك حق الرفض فحياتها معلقه به ، تعشقه ولا تقوي علي فراقه وفي نفس الوقت هو الذي يتكفل بمصاريفها هي واخواتها الخمسه اللذين ليس لهم احداً سواها بعد موت والديها في حادث قطار منذ اكثر من خمس سنوات عندما كانت مراهقه صغيره ذات السبع عشر عاماً ومن وقتها وحياتها انقلبت رأساً علي عقب ..
اصبحت ام واب لخمسه اولاد اكبرهم في الثانيه عشر من عمره!!!
تركت دراستها وعملت نادله في احدي المطاعم في فترتين صباحاً ومساءاً حتي تستطيع ان تحصل علي المال لتوفير احتياجات اخواتها …
وفي احد المرات جاء مازن الي المطعم برفقه زملاءه ورآها اعجبته برائتها وانوثتها المتفجره بالرغم من صغر سنها ….
، القي بشباكه عليها واوقعها في غرامه في غضون ايام نظراً لسذاجتها وبرائتها …
وفي تاني لقاء ببنهم كانت في فراشه سالباً منها اغلي واعز ما تملكه في الدنيا…
لم تنسي قوته وجبروته وهو يلقي عليها كلماته تلتي زلزلت عالمها وادركت بعدها ان وقعت في فخ عشق من لا يستحق العشق ” انا مش بتاع جواز يا حلوه، عاوزه تعيشي عيشه ما تحلميش بيها يبقي ترضي باللي انتي فيه ، اما حوار الشرف والجواز ده فكك منه ماليش فيه ، انتي جايه معايا بمزاجك وبرضاكي انا ما ضربتكيش علي ايديكي ولا اغتصبتك”
ومن يومها وهي تعيش معه بلا زواج، بلا رابط رسمي ، بلا روح ، بلا كرامه!!!!
كل ذلك بسبب اللعين الذي يخفق بعنف في صدرها بسببه ، رغم كل ما يفعله معها الا انها لا تستطيع الابتعاد عنه تعشق وتصبر نفسها بانه سيشعر بها ويعشقها مثلما تعشقه في يوم ما…
ولكن الايام تمر لا هو يعشقها ولا يتوقف قلبها عن عشقه !!!!!
فاقت من شرودها علي صوت ذلك الشاب ، شريكها في جريمتها ، نعم جريمه فهي ما تفعله جريمه بكل ما تحمله الكلمه من معني….
مش يالا بقي يا نادين ، خالينا نخلص قبل ما تفوق…
نظرت له بازدراء وهي تتطلع اليه باشمئزاز، ما الذي يدفع شاب مثله لان يفعل شيئاً كهذا وان يرضخ لكل ما يآمره مازن به!!!
شاب طويل عريض المنكبين علي قدر عالي من الوسامه من يراه يظن انه احد ابناء الطبقه المخمليه خاصه بمظهره وثيابه المهندمه ذات الذوق الرفيع ..
هتفت تسأله بفضول : انت ليه بتعمل كده ؟؟
فهم عليها وهو يجيبها باقتضاب : نفس السبب اللي خالاكي تبيعي نفسك لمازن …
صمت قليلاً واضاف بمراره : الحوجه وضيق الايد هما السبب ….
ابتلع غصه مؤلمه تسد حلقه وشعوره بالخزي من نفسه يتصاعد داخله ولكن ليس في يديه حل اخر ، اما ان ينفذ اوامر مازن الدالي او .. او السجن!!!!
اخذ نفس عميق يمليء به صدره وزفره مره واحده خارساً صوت ضميره الذي يعذيه بشده ….
ثم نظر اليها متحدثاً بجمود بعدما نظر في ساعه معصمه ، يالا قبل ما جوزها يوصل والملعوب ينكشف ، خالينا نخلص كل حاجه بسرعه…
نظرت له طويلاً ثم اومأت له بقله حيله فهي لا يوجد في يدها شيء لتفعله ، مثلما قال بالظبط الاحتياج وضيق اليد هما السبب فيما تورطا فيه../
حمل جسد غفران المرتخي علي يديه وذهب بها الي الداخل ووضعها علي الفراش في احدي الغرف ثم خرج ينتظرها في الخارج ، بينما تتبعه نادين تسير خلفه بخطي ثقيله مهمومه..!!!!
وصل عاصي الي القصر ودلف الي الداخل بملامح وجه واجمه !!!!
وجد دريه ونسرين وجده يجلسون في غرفه المعيشه
القي عليهم التحيه باقتضاب وجلس محاولاً ان لا يظهر عليه اي شيء فهو في مزاج لا يسمح له بأي حديث….
تحدثت دريه تسأله باستغراب : عاصي !! ايه اللي رجعك بدري كده ؟؟
ثم سأل الجد مستفهماً : اومال فين غفران يا ابني هي مش معاك؟؟
نظر اليهم بوجوم ولا يعرف بماذا يجيب اذا كان هو من الاساس لا يعرف اين هي !!!!
تحدث بجمود وقد عادي الي شخصيته الغامضه الواجمه: غفران في مشوار وزمانها علي وصول ..
ثم تعالي صوته الغاضب ينادي نعمات والتي حضرت في التو واللحظه عندما استمعت الي نبره صوته الغاضبه …
وقفت امامه تنتظر اوامره ، ثم تحدث بغضب مكبوت : اعمليلي فنجان قهوه بسرعه..
قالها وهو يجلس يهز قدمه بعصبيه وتوتر ممكساً بهاتفه بين يديه يتصل بها كل ثانيه….
بعد قليل كان يرتشف من فنجان القهوه والقلق والغضب بداخله وصل الي اعلي مراحله فقد مرت ساعتين كما قالت ولكنها لم تحضر ….
لاحظت دريه الحاله الغريبه التي عليها ابنها وادركت ان هناك آمر يشغله متعلق بغفران …
فارادت ان تستفزه حتي تعلم منه اي شيء يشبع فضولها ، ابتسمت بمكر وهي تتحدث موجهه حديثها للجميع حتي تظهر بمظهر المهتم لاحوالهم : غريبه يعني غفران اتاخرت اوي ودي مش عوايدها ، ثم تابعت تضيف بخبث : وادم كمان مش ظاهر هو كمان …
ابتسمت بخبث عندما لاحظت توحش ملامح ابنها وادركت انها اصابت هدفها ،!!!
ولكن صوت الجد الذي صدح من خلفها يجيبها اضاع عليها نشوه انتصارها المزعوم: ادم لسه مكلمني سافر القاهره عنده شغل وهيغيب يومين .!!!
سكنت ملامح عاصي قليلاً بعد حديث جده ، وشعر باطمئنان طفيف بان غياب غفران غير مرتبط بأدم …
اما نسرين فكانت تتابع ما يحدث بلامبالاه او هكذا ادعت امامهم …!!!
صوت تنبيه بوصول رساله علي هاتفه ، جعلت قلبه يرتجف برعب خاصه عندما فتح الهاتف وكانت الرساله من نفس الرقم المجهول ….
قبضه قويه اعتصرت قلبه وشعر انه يذبح حياً عندما فتح الرساله وشاهد ما تحتويه…
دارت الارض من حوله وشعر بنفاذ الهواء من رئتيه عندما وجد صوره زوجته ، حبيبته ، صغيرته ، وعشقه ……
ياآلهي ما هذا؟؟؟؟
زوجته عاريه في فراش غير فراشه!!!!!!
هدرت الدماء داخل عروقه وشعر بقلبه يكاد يخرج من بين ضلوعه من شده الالم حتي انه وضع يده علي موضع قلبه يدلكه من شده الالم …
القي فنجان القهوه من يده وهب واقفاً بعنف حتي سقط المقعد خلفه من شده غضبه وتحرك صوب مكتبه بخطوات غاضبه لا تبشر بخير وسط زهول وصدمه جده ووالدته وهدوء نسرين!!!!
فتح خزينه مكتبه واخرج سلاحه الخاص وتأكد من وجود الرصاص بداخله وانطلق يخرج من المكتب كالاعصار ….
لم يشتمع للشهقه المرتعبه التي خرجت من جوف والدته عندما رأته يحمل سلاحه الخاص ، ولا صوت جده الذي ينادي عليه برعب من هيئته ولا خطوات والدته المهروله خلفه تناديه برعب …
كل ما كان يراه امامه في هذه اللحظه هي صوره من خدعته وهي عاريه في فراش غير فراشه …
وكلمه واحده تترد في اذنيه ” زوجتك تخونك”!!!!
وفي لحظه كان يدعس علي دواسه البنزين منطلقاً بسيارته بسرعه رهيبه عابراً بوابه الفصر متجهاً الي العنوان الذي توجد به زوجته الخائنه!!!!
عند غفران ….
بعدما حملها نادر بين يديه والقاها علي الفراش ، آمرته نادين ان يخرج من الغرفه حتي تكمل باقي خطتهم …
نزعت عن غفران ملابسها وبعثرتها في ارجاء الغرفه حتي تظهر وانها خلعتها بحميميه من فرط الاثاره!!!
غطت جسدها العاري بشرشف ابيض واخذت تصورها في اوضاع مختلفه مظهره عنقها ومقده صدرها وزراعيها العاريين ….
كانت غفران مخدره ، جسدها مخدر لا تشعر به ، تشعر كانها بين النوم واليقظه ، تشعر بيد تجردها من ثيابها ولكنها لم تستطع منعها ..
تسمع صوت همهمات بجانبها ولكنها لم تفهم شيئاً منها ، عينيها شبه مغلقه ولكنها تري خيالات لاشخاص امامها …
آنت بخفوت وهي ترفع يدها تدلك راسها الذي يؤلمها باطراف اناملها وهمست تنادي اسمه بخفوت قبل ان تغلق عينيها مره اخري :عاصي …!!!!!
رفعت نادين نظراتها اليها تطالعها بحزن وندم ، ابتلعت غصه مؤلمه تخنقها هامسه بدموع : اسفه ، غصب عني والله غصب عني ..!!!
ثم خرجت مسرعه من الغرفه تاركه غفران عارقه في هذيانها ولا تعلم ما يدور حولها ….
خرجت الي نادر الذي كان يقف مرتجفاً امامها ولكنه حاول رسم الجمود والامبالاه علي ملامحه..
تحدث الي نادين قائلاً بنبره متألمه: خلصتي !!
اومأت له برأسها ولم تجيب ، فتابع يقول وهو يتحاشي النظر اليها حتي لا يري قبح فعلتهم في عينيها الدامعه: حسان لسه مكلمني وقالي ان الرجل اللي مراقب جوزها قاله انه اتحرك وفي طريقه لهنا وزمانه علي وصول …
صمت قليلاً واكمل يضيف: امشي انتي من هنا واعملي زي ما قالك سيبي الباب مفتوح شويه صغيرين ما تقفليهوش علي الاخر ….
رفعت اليه نظراتها الجامده التي تلتمع بها الدموع وسالته بقلق: طب وانت هتعرف تهرب منه…
اجابها ساخراً والالم يعتصر قلبه: اطمني ولو ما هربتش منه يا ريت يقتلني ويريحني من اللي انا فيه …
نظرت له بمراره ولم تعقب ، ثم تابع يآمرها ببعض الحزم : يالا امشي مفيش وقت قدامنا….
تحركت بخطوات ثقيله تجري اقدامها تخرج من الشقه وتركت الباب خلفها كما قال ، نزلت درجات السلم مسرعه بقلب يرتجف رعباً مما سوف يحدث بعد قليل ….
خرجت من باب البنايه في نفس الوقت الذي اوقف فيه عاصي سيارته بقوه مصدره صوت صرير عالي من اطارتها نتيجه احتكاكها القوي في الارض الاسفلتيه نتيجه لشده غضبه !!!!!
توارت خلف احد الاعمده في احد اركان المدخل حتي لا يلمحها عاصي الذي مر من امامها كالاعصار …
ارتجف بدنها من هيئته الغاضبه وانهمرت الدموع من عينيها تجري كالجمر علي وجنتيها تحرقها بنارها .. وفي لحظه شجاعه تحركت تنوي الصعود خلف عاصي تبلغه الحقيقه …
عاصي الذي لم ينتظر وصول المصعد واخذ يصعد الدرجات يلتهما بخطواته الغاضبه…
كادت ان تتحرك من مكانها خطوه واحده ولكنها شهقت برعب عندما وجدت كف حسان الغليظه تقبض علي معصمها وهو يطالعها بنظراته الغاضبه المحذره ، ودون ان يتفوه بحرف سحبها خلفه خارجاً من البنايه واجلسها في سياره سوداء وآمر سائقها بالانطلاق وهي معه بينما هو ظل في مكانه كما كان يراقب تنفيذ الخطه كما آمره سيده…!!!!
بدأت غفران تفيق من غفوتها ، تشعر بصداع يكاد يشق رأسها لنصفين ، جسدها في حاله خمول شديد حركت راسها للجانبين وهي تغمض عينيها من شده الالم الذي يعصف برأسها ..
فتحت عينيها تدريجياً حتي ابتدت الرؤيه تتضح امامها رويداً رويداً ، قطبت جبينها وهي تنظر حولها بريبه وتسألت اين هي؟؟
نهضت من رقدتها بعنف تتلفت حولها بزعر عندما وجدت نفسها تنام في فراش غير فراشها ….
شهقت بفزع عندما وجدت جسدها عاري لا يستره سوي تلك الملاءة البيضاء ….
لطمت خديها وانهمرت الدموع من عينيها عندما ادركت حقيقه وضعها ، بأيدي مرتجفه رفعت الملاءة مره اخري تنظر الي جسدها العاري وما اذا كان هناك اثار لاي شيء يدل علي فقدانها جنينها !!!
كتمت شهقاتها الملتاعه بكف يدها ودموعها تجري كالانهار علي وجنتيها لا تعرف ماذا حدث لها ولجنينها ومن الذي فعل ذلك بها ؟؟؟
تذكرت تلك الفتاه التي تدعي هدي قريبه الحاجه مني هي من هاتفتها واستطاعت ان تخدعها وتاتي بها الي هنا ولكن لماذا تفعل بها ذلك!!!!
اخذت تلطم علي وجنتيها وهي تصرخ بصوت مكتوم : ليه .. ليه .. ليييييه!!!!!
وقف عاصي امام الشقه الملعونه التي يتواري خلف بابها من ذبحته وطعنته في منتصف قلبه بسكين الغدر والخيانه…
وقف ينظر الي باب الشقه وهو يلهث بعنف ، صدره يعلو ويهبط بجنون ، ودقات قلبه الهادره تدوي كالمدافع داخل صدره من شده الغضب والالم !!!
كان يشعر بالخوف بالرغم من شعور الغضب الذي يطغي علي اي شعور اخر داخله…
شعور بالخوف مما سوف يشاهده في الداخل !!!
ابتلع غصه مره بطعم العلقم تسد حلقه الجاف كجفاف روحه من فعلتها الغادره …
تحفز جسده وشحن طاقه غضبه وبحركه واحده ضرب الباب بكتفه فانفتح علي الفور بسهوله فهو كان موارباً من الاساس….
دلف الي الداخل بخطوات رغم قوتها ضعيفه، رغم غضبها خائفه ، رغم شراستها متخاذله …
وقف في صاله المنزل يمسح المكان بنطراته الشرسه الغاضبه ، حتي لمح الرواق المؤدي الي الغرف علي يمينه …
تحرك بخطوات سريعه نحو الداخل ، وعلي الرغم من قصر المسافه بين الصاله والرواق الا انه يشعر انها تبعد عنه اميال واميال …
دلف الي اول حجره وجدها حجره معيشه فارغه لا يوجد بها سوي اريكتين وتلفاز….
خرج منها وتوجه الي الغرفه الثانيه ، بأيدي مرتعشه فتح بابها بعد استمع الي صوت همهمات ضعيفه تاتي من الداخل ….
دلف الي داخل الغرفه والتي كان بوجد بها ممر ضيق صغير يجب ان يعبره اولاً حتي يصل الي داخل الغرفه ، قطع ذلك الممر في خطوتين حتي اصبح في الداخل …..
دعست اقدامه علي قطعه ملابس داخليه نسائيه تخص زوجته !!!!
شعر بأن الارض تميد من تحته حتي ان جسده ترنح بصوره طفيفه تكاد لا تري، الا انه استعاد سيطرته علي نفسه سريعاً وهو ينحني يلتقطها بيده ينظر اليها بألم ومراره….
رفع راسه ينظر حوله حتي وجدها علي الفراش امامه تلف جسدها العاري بملاءه بيضاء..
كانت غفران تبكي وتلطم خديها بشكل هستيري وقد تنبهت حواسها كلها واصبحت في كامل وعيها .!!!!
لملت الملاءة حول جسدها وحاولت النهوض وهي لا تعرف كيفيه التصرف !!!!
عاصي !!! هتفت بها بعدما استجمعت نفسها فهو الوحيد القادر علي انقاذها من هنا ومعرفه من الذي غدر بها هكذا ….
بحثت بنظراتها عن حقيبتها فلم تجدها ، تذكرت انها كانت معها عندما كانت تجلس في الصاله مع هدي…
حاولت النهوض من علي الفراش لترتدي ملابسها وتبحث عن هاتفها حتي تتصل به …
وما كادت ان تتحرك من مكانها حتي سمعت صوت حفيف اقدام تدلف الي داخل الغرفه…
انكمشت علي نفسها بذعر وهي تحكم لف الغطاء حول جسدها العاري المرتجف فزعاً !!!!
سلطت انظارها علي مدخل الغرفه وهي تكاد تموت من فرط الرعب ، ماذا لو كان الشخص الذي خطفها ؟؟
هل سيغتصبها ؟؟هل سيقتلها؟؟
انهمرت دموعها اكثر واكثر وهي تدعو الله ان ينقذها وينجيها مما هي فيه..!!
ابتسمت من وسط دموعها عندما وجدته هو منقذها وحاميها من يقف امامها …
فقد استجاب الله لدعائها وارسله لها في الوقت المناسب …
نهضت من علي الفراش بفرحه تريد ان تجري عليه وترتمي داخل احضانه الواسعه تحتمي بها من شرور الدنيا والناس….
غافله عن نظراته الحارقه المتألمه التي يطالعها بها ، وغفلت عن معرفه لمكانها او السبب الذي جعله يأتي الي هنا وهو لا يعرف مكانها من الاساس ..
فقط احساسها بالامان لرؤيته ووجوده حولها انساها كل شيء عدا وجوده هنا …
هتفت اسمه بلوعه وهي تتحرك صوبه: عاصي!!!!
ينظر اليها يكاد لا يصدق عينيه ، صغيرته ، صغيرته طعنته بخنجر مسموم ورشقته داخل قلبه وتركته ينزف متلذذه بعذابه وهي تخونه بمنتهي الفجور والسفور …
لو قتلها لن يلومه احد ، فهو يدافع عن عرضه وشرفه…
شرفه الذي مرمغته في الوحل تلك الخاطيه…
سمع اسمه من بين شفتيه تهمس به بمنتهي البجاحه ، لاول مره يكره اسمه من بين شفتيها وهو الذي كان يعشق سماعه منها بل ويطلب منها ان تهمس به في اكثر اوقاتهم حميميه وهي ذائبه بين يديه يبثها شوقه وعشقه لها …..
تحركت خطوتين نحوه ، واصبح لا يفصل يينهم سوي خطوتين حيث باب المرحاض الخاص بالغرقه والذي فتح للتو وخرج منه نادر وهو عاري الصدر يرتدي بنطلون من الجينز تاركاً ازراه مفتوحه بفجور ، ويجفف شعره بمنشفه تداري وجهه عنهم …
هتف نادر بنبره حميمه بالرغم من الزعر والارتجاف الذي يشعر به داخله: ايه يا غافي يا حبيبتي انتي لسه نايمه ، قومي بقي كفايه كسل …
شهقت غفران بفزع وارتدت الي الخلف خطوتين عندما وجدت ذلك الغريب الذي لا تتبين ملامحه بعد يتحدث معها بتلك الاريحية!!!
ادركت الان الفخ الذي نصب لها ، وعلمت لماذا حضر عاصي الي هنا في ذلك الوقت تحديداً…
تراجعت للخلف تلتصق بالحائط خلفها تريد ان تختفي بداخله وهي تقبض بكف يدها علي الملاءه تداري جسدها وهي تهز راسها نفياً ودموع الظلم والالم تغرق وجهها ….
صوته الذي صدح في الاجواء ينادي عليها باسم الدلال الخاص بها ، هو كان فتيل القنبله الموقوته التي انتزعه بغباؤه…
انفجر فيه عاصي مخرجاً فيه كل المشاعر الغاضبه والاحاسيس المؤلمه التي شعر بها خلال الساعات القليله السابقه…
دارت معركه طاحنه بين عاصي ونادر وكان الغلبه فيها لعاصي الذي كان يضربه بعنف وشراسه مخرجاً كل ما يتعتل داخل صدره فيه…
وغفران تراقب ما يحدث من مكانها وهي علي تفس وضعها وقلبها ينفطر من الرعب عليه …
كان نادر يتلقي الضربات من عاصي دون اي مقاومه تذكر وكانه يريد ان ينتقم لنفسه منه ، ظل عاصي يضرب ويلكم ويركل بغضب اعمي وعندما اخرج عاصي سلاحه من جيبه يصوبه في اتجاه راس نادر حتي استجمع نادر كل طاقته وركل عاصي الذي بشرف عليه بطوله من علو ، ركله بين قدميه في المنطقه المحذوره حتي يشتت انتباهه ويلهييه عنه، وكان له ما اراد عندما انحني عاصي للامام بألم يضغط مكان الوجع ….
مما ساعد نادر علي ان ينهض ويجري لخارج الغرفه مغلقاً عليهم الباب بالمفتاح حتي يتثني له الهروب دون ان يلحق به عاصي…!!!
تحركت غفران نحوه ما ان رأته يقف متألماً من فعل الضربه ، ولكنه شعر بتقدمها نحوه فرفع كف يده يوقفها مكانها هادراً فيها بغضب: مكانك !!!!
ثم اعتدل واقفاً فارداً هامته متطلعاً امامه بغضب جحيمي مقاوماً شعوره بالالم والمراره ، هاتفاً بجمود : البسي هدومك وحصليني….
ثم توجه صوب الباب مغادراً الغرفه لكنه وجد الباب مغلق من الخارج ، فمد يده يجذب سلاحه يصوبه ناحيه قفل الباب واطلق عليه طلقه اصابت هدفها وانفتح الباب …..
تاركاً غفران تبكي بانهيار وهي تري انهيار حياتها معه قبل إن تبدأ وايقنت ان ما حدث هو السطر الاخير في قصه عشقهم ….!!!!
بعد دقائق كان عاصي يقود سيارته عائداً الي القصر وهي معه…
تجلس علي المقعد بجانبه تبكي بانهيار ، تختلس النظرات اليه تحاول ان تتحدث معه ، ان تشرح له حقيقه الفخ الذي وقعوا فيه !!!
ولكن ملامحه المتجهمه ، نظراته المحتده بشراسه وعروق يديه البارزه وهي تضغط علي المقود بشده
الي جانب طاقه الغضب التي تشع من جسده بجوارها تجعلها تنكمش علي نفسها اكثر واكثر غير قادره عن التفوه بحرف واحد …!!!
يقود وهناك مراجل من النيران تنهش روحه ، قلبه المحطم المغدور يؤلمه بشده ، يريد ان يبكي ويصرخ من شده الالم والوجع حتي يبح صوته،ولكنه ابداً لن يفعلها سيجعلهم يدفعون ثمن خيانتهم له غالياً ، سواء هي او ذلك الحقير الذي هرب منه…
سوف يبحث عنه ويجده وساعتها لن يرحمه سيذيقه العذاب الوان والوان….
اوقف السياره بعنف امام الباب الداخلي للقصر ، ترجل من السياره ودار حولها حتي وقف امام بابها وفتحه بعنف ، ثم جذبها من يدها يجرها خلفه كالشاه التي تساق الي ذبحها ….
وهي تسير خلفه مستسلمه لكل ما يفعله بها …
دلف الي الداخل ووقف في بهو الفيلا امام جده الذي يكاد يموت من شده قلقه عليه عندما خرج بتلك الحاله التي كان عليها…
ولم يختلف حال دريه عنه كثيراً فهي ايضاً كانت مرتعبه عليه خاصه عندما وجدته يحمل سلاحه…
ونسرين بلامبالاتها كعادتها في الاونه الاخيره…/
سحب عاصي جسد غفران ودفعها بقوه امام جده الجالس ينظر اليهم بقلق…
هتف عاصي قائلاً بجمود يخفي خلفه الم قلبه المنشطر لنصفين : دي الامانه اللي انت سلمتهالي يا جدي اهيه عندك مانلزمنيش ..
صمت قليلاً ينظر اليها بقلب مكسور وكرامه مهدوره، قائلاً بمراره: انتي طالق يا غفران ….
قالها ورحل تاركاً خلفه قلب مغدور مظلوم مطعون بالغدر …
وقبل ان يصل الي باب القصر سمع صرخه جده الذي رجت جدران القصر منادياً اسمها بقلب ملتاع عندما سقطت امامه ورده حياته مغشياً عليها امام اقدامه..
غفراااااااان…….
…………………………
انتهي الفصل الخامس عشر…….
يتبع…رواية غفران العاصي الحلقة السادسة عشر
يجلس الجد في بهو القصرممسكاً بعصاه بيديه سانداً راسه عليها مهموم حزين ، مفطور القلب علي حفيدته الغاليه الراقده في غرفتها يتفحصها الطبيب بعدما سقطت مغشياً عليها تحت قدميه !!!!!
رفع راسه ينظر الي حفيده الذي يتحرك امامه ذهاباً واياباً بعصبيه شديده كالليث الحبيس !!!
حانت منه التفافه نحو دريه ونسرين الجالسات باسترخاء وكان ما حدث قد لاقي قبولاً واستحساناً لديهم ….
تنهد الجد بثقل مستغفراً الله في سره ، ثم تحدث بجديه الي حفيده العاصي قائلاً : ممكن تفهمني يا بيه ايه اللي انت عملته ده وازاي تطلق مراتك كده ؟؟
هتف عاصي بجمود وهو يوليه ظهره : هي عندك ابقي اطلع اسالها لما الدكتور يمشي …
ضرب الجد عصاه في الارض بغضب وهتف بنبره عصبيه شديده من بروده : انا بسالك انتي يا استاذ يا محترم… وبعدين بص لي وانا بكلمك …
ايه مفيش احترام ليا خلاص ، هتكبر عليا يا عاصي…
كز عاصي علي اسنانه بغضب واستدار اليه يقف امامه ، هاتفاً باعتذار حقيقي: انا اسف يا جدي مقصدش ، ثم تابع بغضب شديد: بس انا مش عاوز اتكلم دلوقتي علشان مش عاوز اغلط….
هتف الجد ساخراً: ليه هو انت لسه مغلطش يا استاذ بعد اللي عملته ، ثم تابع يلومه : هي دي الامانه اللي انا آمنتك عليها ، اذا كنت بتعمل معاها كده وانا لسه عايش علي وش الدنيا ، هتعمل معاها ايه لما اموت…
نظر له عاصي بعيون يملؤها الغضب وقلب جريح مغدور ، هدر عاصي عالياً: يا جدي انت مش فاهم حاجه ، مش فاهم …
صرخ بصوت جهوري في اخر كلمه ثم اطاح بيده مزهريه كريستاليه كانت جانبه علي الارض فاصدرت صوتاً مدوياً وهي تتفتت الي شظايا صغيره مثل قلبه المجروح مخرجاً بها جزء من غضبه…
اجفلت دريه من فعلته وقامت علي الفور تتجه نحو ابنها تربط علي كتفه تواسيه ثم وجهت حديثها الي الجد : معلش يا عمي سيبه دلوقتي انت مش شايفه مضايق ازاي ، سيبه يهدي وبعدين تبقوا تنكلموا…
نهرها الجد بغلطه: درييييه!!؟ اطلعي انتي منها وما تدخاليش في اللي مالكيش فيه ، ولا ما هو علشان الموضوع جاي علي هواكي خلاص هتقعدي تعيدي وتزيدي في كلام مالوش لازمه…
احتقن وجه دريه بالغيظ من ذلك العجوز وهتفت بغل : يا عمي بس …
رفع الجد يده في وجهها يمنعها من الاسترسال في الحديث هاتفاً بنبره حاسمه اخرستها: ولا كلمه زياده .
ثم نظر الي عاصي هاتفاً بأمر : وانت، هتتكلم دلوقتي وتحكي لي ايه اللي حصل بالظبط ووصل غفران للحاله اللي هي فيها دي …..
سحب عاصي نفس عميق كتمه داخل صدره وهز راسه موافقاً فهو يجب عليه انهاء النقاش في هذا الامر لانه سوف يحدث سواء الان ام بعدها …
فليحدث الان ويغلق تلك الصفحه من حياته الي الابد…
هتف بنبره مستسلمه: حاضر يا جدي ، تحت امرك في اللي انت عاوزه…
بس يا ريت نتكلم في اوضه المكتب علشان القصر مليان خدم واللي هقوله ما ينفعش حد يسمعه….
شعر الجد بالقلق من طريقته وادرك ان ما يسمعه ليس بالامر الهين فحاله عاصي وغفران تدل علي ان هناك كارثه حقيقه قد حدثت …
قام الجد من جلسته متجهاً نحو غرفه المكتب ولكن نزول الطبيب من غرفه غفران مع نعمات الخادمه جعلهم ينتظروا حتي يطمئنوا علي حاله غفران….!!
اقترب الجد مسرعاً نحو الطبيب يساله بقلب لهيف علي حال غاليته : طمني يا دكتور غفران عامله ايه دلوقتي…
تحدث الطبيب يجيبه ببشاشه: الحمد الله مدام غفران كويسه…
تنهد الجد براحه شاكراً لله علي سلامتها ، ثم ساله مستفسراً بوضوح عن حالتها : اومال اغمي عليها ليه ؟؟
اجابه الطبيب مضيفاً بعمليه : هي محتاجه للراحه والغذاء الكويس لانها ضعيفه وضغطها واطي وهو ده سبب الاغماء ده غير ان التوتر والانفعال غلط عليها الفتره دي..:
كان يستمع الي كلام الطبيب باهتمام راسماً علي وجهه الجمود واللامبالاه يخفي خلفهم قله وخوفه عليها رغماً عنه رغم كل ما حدث فهي متربعه علي عرش قلبه ….
انفلت السؤال من بين شفتيه دون ارادته وكأن لسانه له اراده اخري منفصله عنه ، عندما استمع الي كلام الطبيب الاخير : غلط عليها ليه يا دكتور مالها ؟؟
تنحنح الطبيب بحرج وقد تدارك نفسه مسرعاً فقد كان علي وشك ان يخلف وعده مع غفران !!!!
شرد قليلاً يتذكر حديثه معها قبل قليل…./
انتهي الطبيب من الكشف عليها وتدوين بعض الملاحظات عن حالتها في الاجنده الخاصه به….
رفع راسه اليها كي يحدثها ، ولكن قبل ان يتفوه بحرف واحد ، اسرعت غفران تطلب من نعمات الواقفه بجانب الطبيب : نعمات ممكن تجيبي لي كوبايه ميه بعد اذنك…
حاضر يا بنتي.. قالتها نعمات وهي تتحرك بخطوات مسرعه نحو الثلاجه الصغيره الموجوده في غرفه المعيشه الملحقه بالجناح تحضر لها الماء وتركتهم بمفردهم….
تابعتها غفران بنظراتها حتي غابت عنها ثم عاودت النظر الي الطبيب وحدثته بصوت منخفض حتي لا تسمعهم نعمات : من فضلك يا دكتور عاوزه اطلب من حضرتك طلب…
اجابها الدكتورباهتمام : تحت امرك يا مدام غفران .
تحدثت اليه بلطف: طبعاً حضرتك عرفت اني حامل لما كشفت عليا..
وانا كمان لسه عامله تحليل انهارده واتاكدت اني حامل …
سالها الطبيب بعدم فهم: تمام وبعدين؟؟
زيفت ابتسامه مرحه علي شفتيها وهي تقول برجاء: ممكن حضرتك ما تعرفش حد اني حامل…
اصل … اصل انا عاوزه اعملها لعاصي مفاجأه…
قالتها وصمتت تبتلع غصه مره كالعلقم تسد حلقها فهي تعيش اسوء يوم في حياتها علي الاطلاق…
يوم لن تنساه ولن تنسي احداثه مهما حيت …
اليوم الذي من المفترض ان يكون اسعد ايام حياتها فقد عرفت اليوم انها تحمل داخل احشاؤها ثمره عشقها من حبيب روحها …
هو نفس اليوم الذي كتب فيه معشوقها شهاده وفاتها ونهايه حياتهم معاً بعدما طلقها ….
يا دكتور !!!!
قالها عاصي بنبره صوت مرتفعه نسبياً ، مما جعل الطبيب يعتذر منه بحرج : اسف يا عاصي باشا ، سرحت شويه!!
مفيش مشكله بس عاوز اعرف كنت بتقول الانفعال غلط عليها ليه مالها ؟؟
اجابه الطبيب مصححاً: اقصد ان الانفعال وحش علشان الضغط، ثم مد يده يقدم له روشته الادويه ..
انا كتبت لها علي مقويات وفيتامينات لازم تاخدها بانتظام مع الاهتمام بالغذاء السليم والراحه…
الف سلامه عليها عن اذنكم …
وجه عاصي حديثه الي نعمات : مع الدكتور وصليه للباب ، وخدي الروشته وابعتي حد من الحرس يشتري الادويه اللي فيها…/
تحدث الجد آمراً موجهاً حديثه الي عاصي: تعالي ورايا علي المكتب…
قالها وهو يتوجه الي غرفه المكتب يتبعه عاصي الذي سار خلفه دون ان ينبث بحرف واحد ،يليهم دريه التي سحبت نسرين من يدها تجرها معها حتي يعرفوا حقيقه الامر ….
جلس الجد خلف مكتبه المهيب يتطلع الي حفيده الجالس امامه بوجه محتقن من شده الغضب …
ضرب الجد بقبضه يده بقوه علي سطح المكتب عندما وجد دريه ونسرين تدلفان الي الداخل ../
انا مش قلت عاوز عاصي بس ، جايه ليه دريه وجاره بنت اختك وراكي ولا هي جنازه وعاوزين تشبعوا فيها لطم!!!!
اجابته دريه بنبره خفيضه تخفي خلفها كرهها وحقدها منه: ده ابني يا عمي وعاوزه اطمن عليه واعرف ايه اللي شقلب حاله كده ، ده من حقي انا امه مش حد غريب …
ونسرين مش غريبه دي بنت خالته ومتربيه معاه زيها زي غفران بالظبط .. ولا ايه؟؟؟
كز الجد علي اسنانه بضيق : دررررريه!!!
عاندته اكثر هاتفه: اعذرني يا عمي ده ابني الوحيد …
قالتهل وهي تجلس علي الاريكه الجليديه الموضوعه في جنب الغرفه وتجذب نسرين من يدها تجلسها جانبها بقوه دون خجل ….
هتفت نسرين بنبره حاولت جعلها منكسره حزينه: معلش يا انطي بلاش انا ،خاليكم انتوا علي راحتكم انا هطلع اوضتي ولما تخلصوا ابقي احصلكم ….
هتفت دريه بعصبيه: قلت اقعدي…
هدر الجد بنفاذ صبر : خلصنا ….
تقعدي ولا تقومي يا نسرين خلاص مش فارقه ما هي خالتك كده كده هتحكي لك هي بتخبي حاجه عنك….
كزت نسرين علي دروسها تطحنها بغل من ذلك العجوز الداهيه الذي تكرهه بشده …..
واحتقن وجه دريه بشده من فظاظته معها ولم ترد ….
اما عاصي فكان شاخص البصر ناظراً للبعيد وصورتها وهي عاريه في فراش غيره لا تبارح خياله تجلده بسياط حديدية تكوي قلبه وتحرق روحه ….
كان يضغط علي قبضه يديه بقوه حتي كادت ان تتهشم من شده ضغطه عليها، ويهز قدمه اليسري بحركه عصبيه رتيبه وصوت ذلك الوغد يتردد داخل عقله وهو يناديها باسم التدليل الخاص بها…
نيران شعواء تندلع داخل صدره لو اطلقها لاحرقت الارض ومن عليها ولكن لن يهدء له بال الا عندما يجد ذلك الحقير ويقتص منه لكرامته المهدوره وقلبه المطعون …
كان الجد يتابع تبدل ملامح وجهه ويرصد كل خلجه تصدرمنه حتي نداه بصوت عالي حتي ينتبه له ويخرجه من شروده فهو يكاد يفقد وعيه بسبب ما يعيشه بسببهم…
عاصي … عاصي …!!
اخرجه صوت جده من شروده واجابه بعدما صمت لثواني يستجمع فيها نفسه: ايوه يا جدي…
سأله الجد مباشره وبوضوح: عاوز اعرف ايه اللي حصل بالظبط…./
توحشت ملامح عاصي واربدت بغضب اسود وهو يسترجع احداث السويعات السابقه التي لا تنفك ان تذهب من عقله ….
ابتلع غصه مره كالعلقم تسد حلقه وبدأ يسرد علي جده كل ما حدث في هذا الصباح المشؤم!!!!
في الاعلي عند غفران …./
كانت تبكي بانهيار واحداث اليوم تمر امام اعينها كشريط سنيمائي ، بدايه من سعادتها بخبر حملها وانتهاءه بطلاقها من عاصيها !!!!
اااااه حارقه خرجت من جوفها وصدي الكلمه يتردد علي مسامعها ….
كيف طاوعه قبله قبل لسانه ان ينطق بها؟؟
الهذه الدرجه هي لا تمثل له شيئاً؟؟
هل كل ما عاشوه لم يكن حقيقياً ؟؟
لماذا اصدر حكمه عليها دون ان يستمع لها؟؟
تعذره ولكن !!!
اين ثقته فيها ؟؟ اين عشقه لها؟؟
كيف له ان يكون القاضي والجلاد في نفس الوقت؟؟؟
عقلها يكا يجن ، الف سؤال وسؤال يدور داخل رأسها ولكنها لن تستسلم له ولقراره المجحف في حقها وحق حياتهم ….
نهضت من علي الفراش وقررت النزول الي اسفل وعزمت علي ان تواجهه وتتحدث معه حتي لو دون ارادته…
ستفعل كل ما عليها للاخر حتي لو كان الطلاق هو الحل الوحيد ستقبل به ولكن وهي مرفوعه الرأس مدافعه عن نفسها وليس متهمه خاطيه في نظره…
نزلت الي اسفل تبحث عنه ولكن صوته العالي من غرفه المكتب وصل اليها …
ارتعدت اوصالها من نبره صوته الجهوريه الصارخه، نفضت عنها الخوف وتوجهت الي غرفه المكتب فلا سبيل امامها سوي المواجهه والحقيقه وليكن ما يكون…..
وقف عاصي بجسد متشنج من قوه غضبه امام جده يحكي له ما حدث ،….
نظر له الجد بقوه هاتفاً بصرامه : وانت صدقتها !!!
انت ممكن تصدق كده علي اي حد الا غفران ، فاهم يا عاصي الا غفران….
ثم تابع يضيف بنبره اقل حده: انا عازرك وعارف انك اتحطيت في موقف صعب علي اي رجل انه يمر بيه وخصوصاً انت..!!
لكن اللي مش قادر افهمه انت ازاي صدقت،لو هي مش مراتك وانت واثق فيها وفي اخلاقها ، دي بنت عمك اللي اتربت قدام عينيك وعلي ايدك وعاجنها وخابزها زي ما بيقولوا …
انت ….
قاطعته دريه تبخ سمها في اذن ابنها بعدما لاحظت بدايه تاثير كلمات جده عليه: يا ما تحت الساهي دواهي ، اللي كنا فاكرينها قطه مغمضه طلعت قطه شوارع و….
درررررريه!!!! قصف صوت الجد بقوه من خلفها…
مش عاوز اسمع صوتك انتي فاهمه ولا لاء ، اللي بتتكلمي عنها دي حفيدتي ومش هسمح لاي مهما يكون ان يغلط فيها او في شرفها لان ساعتها انا اللي هقف له وانتي عارفه كويس اوي يعني ايه منصور الجارحي لما يقف في وش حد بيمحه من علي وش الدنيا….
شحب وجه دريه بشده وهتفت بتلعثم: اانا .. انا يا عمي…
قاطعها مره اخري هادراً بغضب : بلا عمي بلازفت قلت مش عاوز اسمع صوتك …
ثم وجه كلامك الي حفيده العاصي : وانت يا بيه شايف انك كده اتصرفت صح ، طلاقك منها هو الحل…
هدر عاصي غاضباً بانفعال وهو ينتفض واقفاً امام جده : بقولك خانتي يا جدي، خانتي..!!!
انا عمري ما اخونك يا عاصي ..!!!
جاء صوتها من خلفه عندما فتحت باب المكتب ودلفت للداخل بعدما استمعت الي صراخهم من الخارج…
اقتربت منه حتي وقفت علي بُعد خطوات منه تنظر الي ظهره المتشنج من قوه غضبه…
هتفت بنبره ضعيفه رغماً عنها : والله ما خنتك يا عاصي …
تحدث من بين اسنانه المطبقه وهو مازال معطيها ظهره لا يريد ان ينظر اليها ، فهو كلما نظر اليها لم يستطع محو صورتها وهي عاريه في فراش غيره من عينيه..!!!
اخرسي مش عاوز اسمع صوتك !!!
هتفت من خلفه بعند :لا هتسمعني …
هتسمعني علشان انا ما غلطش ، انا اضحك عليا زي ما اضحك عليك…
مد يدها تلمس زراعه هاتفه برجاء: علشان خاطري يا عاصي…
نفض زراعه من يدها بغضب واستدار اليها يطالعها بنظراته الشرسه وقد سيطر عليه غضبه بشكل كبير، هتف بشراسه : مالكيش خاطر عندي ، الست اللي تضحك علي جوزها وتستغفله وتروح في مكان من غير ما يعرف طريقها وتقفل تليفونها ما تلزمنيش…
اعتصر الالم قلبها من شراسته وهجومه عليها ولكن ذلك لم يمنعها من مواجهته…
اقتربت منه ونظرت داخل عينيه وهتفت بقوه: لا هتسمع غصب عنك زي ما انا سمعتك قبل كده …
بس علي الاقل انا سمعتك بعد ما اشوفتك وانت في اوضه الهانم بعد نص الليل وهي واقفه قدامك بقميص نوم عريان وبتبوسك ولا نسيت!!!!
قالتها وهي تشير علي نسرين الجالسه بجوار خالتها والتي شعرت بان دلو من الماء البارد سقط فوق راسها عندما تصوبت انظار الجد ودريه عليها …
هتف الجد بعدم فهم : تقصدي ايه يا بنتي بكلامك ده؟
اجابته ومازالت حرب النظرات دائره بينهم : اللي سمعته يا جدو ، من فتره عاصي راح اوضه نسرين وكان بيتكلم معاها وانا معديه بالصدفه سمعتها وهي بتتكلم معاه وبتعبر له عن حبها وفدخلتي عليهم لقيتها بتبوسه من شفايفه…
نظر الجد باشمئزاز الي نسرين التي تنظر الي غفران بغل وكره شديد ….
شهقت دريه بصوت عالي وهي تلعن نسرين في سرها فقد قلبت الطاوله عليها …
زاغت نظرات نسرين وهتفت بصراخ : انت كدابه محصلش…
لم يلتفت اليها اي منهم بل تابعت غفران تضيف:
عارف عملت ايه ساعتها يا جدو ضربتها بالقلم وقلت لها تبعد عن جوزي، جوزي اللي استغرب ازاي اني اصدقه حتي من غير ما ينطق ولا يتكلم لاني واثقه فيه وفي حبه ليا…
انهت كلامها وهي تنظر اليه نظره الم وخزلان ….
توترت نظرات عاصي من نظراتها وكلامها وعقد مقارنه سريعه داخل راسه بين موقفهم …
هي صدقت ووثقت ، وهي كذب وشك!!!
تابعت دريه تبخ سمها حتي تزيد من سكب البنزين علي النار:هو رجل ما يعبهوش حاجه لكن انتي ست.
تفاقم غضب الجد من دريه ومن لسانها السليط، فهدر بها بعنف: هو انتي غبيه ما بتفهميش ، مش قلت لك ما تدخليش في اللي مالكيش فيه..
وبعدين الكلام ده تقوليه للهانم اللي جنبك اللي بتعرض نفسها علي رجل متجوز ومش عامله احترام لحد ولا للبيت اللي هي عايشه فيه …
بس هقول ايه ما هي تربيتك وطلعاك وبتعمل زي ما كنتي بتعملي زمان ولا نسيتي////
شحب وجه دريه من مغذي كلام عمها وهتفت تساله بتلعثم : ت تقصد ااايه بكلامك ده يا عمي…
نظر لها الجد نظره ذات مغذي واجابها بغموض: بعدين يا دريه مش وقته الكلام ده دلوقتي…
تحدث عاصي بعدم فهم : قصدك ايه يا جدي!!!
اجابه الجد بحسم: قلت بعدين ، خالينا في موضوعك دلوقتي …
ثم نظر الي غفران التي لم تتزحزح عينيها من علي عاصيها وسالها : ايه اللي حصل بالظبط يا غفران ؟؟
ابتلعت غصه مره تسد حلقها وقالت بنبره حزينه: هقولك كل حاجه يا جدو…
ثم بدأت تقص عليه كل ما حدث معها منذ نزلوها من الشركه حتي مجيء عاصي لها في ذلك المنزل دون ان تذكر ذهابها الي الطبيب وخبر حملها …
فهي قررت الا تفصح عن خبر حملها مؤقتاً حتي تري موقف عاصي منها وحتي لا يظن انها تخدعه او تستخدم الحمل كحجه حتي لا يطلقها ….
هو ده كل اللي حصل والله العظيم … قالتها وهي تمسح دموعها المنهمره علي وجنتيها الحمراء الملتهبه….
هتفت دريه بغل : يا سلام عيال صغيره احنا علشان نصدق الحدوته الخايبه اللي انتي بتحكيها دي ، ده ما تدخلش علي عقل عيل صغير…
كان الغضب هذه المره من نصيب عاصي عندما هدر بها بنبره غاضبه اجفلتها من شدتها : من فضلك يا امي مش عاوز حد منكم يدخل …
الموضوع ده بيني وبين غفران ….
يعني ايه ؟؟؟ قالتها بغل شديد وهي ترمق غفران بكره.
هدر بها عاضباً: يعني اللي سمعتيه..!!!
ثم نظر الي غفران وهتف بنبره اقل حده: فين الرقم اللي اتصل بيكي …
اخرجت هاتفها المحمول من جيب سترتها وعبثت به حتي عثرت علي الرقم الذي هاتفها واعطته له…
اخذ منها الهاتف ودون الرقم الذي اتصل يها في ورقه …
ثم سالها بنفس الجمود : عنوان الحاجه مني ايه …
املت عليه عنوانها وقام بتدوينه في نفس الورقه…
اخرج هاتفه واتصل بجسار رئيس الحرس الخاص به ..
استاذن جسار قبل ان يدلف الي غرفه المكتب متحدثاً باحترام شديد: اوامرك يا باشا…
حدثه عاصي بأمر: عاوز اعرف كل حاجه عن المعلومات اللي في الورقه دي …
معاك ساعه واحده وتكون كل المعلومات دي عندي..
اجابه جسار بحسم: تحت امرك يا باشا…
نظر عاصي الي غفران وهتف بنبره خطره: ساعه واحده والحقيقه هتبان وياويلك مني لو كنتي بتكذبي عليا ساعتهل هتشوفي مني اللي عمرك ما شوفتيه.
…………………..
يتبع…
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااا
تعليقات
إرسال تعليق