رواية رحيل العاصي الفصل الرابع والخامس والسادس للكاتبة ميار خالد حصريه
رواية رحيل العاصي الفصل الرابع والخامس والسادس للكاتبة ميار خالد حصريه
رواية رحيل العاصي
الكاتبة ميار خالد
الفصل الرابع
وصلت رحيل إلى بيتها وعقلها مشوش، كانت تائهة تماماً في كلمات هذا الغاضب، دلفت إلى بيتها وضغطت على زر جرس الباب وما إلا دقائق حتى فتحت لها أمينه ولكنها لم تنتبه لها وتحركت من مكانها واتجهت إلى الداخل دون أن تتحدث، وعندما لاحظ بدر وصولها أتجه إليها وقال:
- حبيبتي طمنيني عملتي إيه
نظرت له رحيل بتوتر وابتسمت بصمت وقبل أن تتكلم ظهرت داليا أمامها وهي عاقده ذراعيها أمام صدرها وقالت:
- ساكته ليه ما تحكي لينا إيه اللي حصل .. ده لو مكنتيش بوظتي كل حاجه
صاح بها بدر:
- داليا!! اتكلمي بأسلوب كويس
صمتت داليا وظلت تطالع رحيل بحقد والآخرة تقف بصمت لا تعرف ماذا تقول، وبعد لحظات فتحت فمها أخيراً لتقول:
- بابا أنت بتثق فيا صح؟
- طبعًا يا حبيبتي .. وإلا مكنتش خليتك تمسكي صفقة مهمه كده
- وأنا مش عايزه أكتر من كده
نظرت رحيل إلى داليا وقالت:
- النهاردة كل حاجه مشت تمام يا داليا والصفقة لسه في أيدينا حتى صاحب الشركة ذوق جدًّا ومن كتر ما هو ذوق خلاني أنا اللي ماسكة كل حاجه بخصوص الصفقة دي يعني أنا اللي هكون متابعه كل حاجه معاه وعشان كده هروح الفترة اللي جايه الشركة عنده لحد ما كل حاجه تتم
نظرت لها داليا بصدمة وفرهت فمها وطالعها بدر بضحكة واسعه هو وأمينه وركض نحوها بسرعه وأخذها في أحضانه وقال:
- كنت متأكد إنك هتكوني قد الثقة اللي أنا اديتهالك .. أنتِ مش متخيله فرحتي بيكي أد إيه جدعه يا حبيبتي
نظرت رحيل إلى داليا وهي في أحضان ابيها فطالعتها داليا بغضب ثم تحركت من مكانها بسرعه، وبعد لحظات ابتعدت رحيل عن بدر قليلاً وابتسمت له بتوتر ثم اتجهت إلى غرفتها وطالعها هو بتساؤل، وعندما لاحظت أمينه تغير ملامحه هكذا قالت:
- في إيه يا بدر مالك
- مش عارف بس حاسس إن في حاجه تانية حصلت معاها
- ليه بتقول كده تلاقيها بس تعبانة عشان كده دخلت ترتاح
- أتمنى
في شركة عاصي..
وما أن خرج رامز من مكتبه حتى دلف إليه هذا الطبيب اليائس الذي يدعى شادي، فتلك ليست المرة الأولى التي يزوره فيها وعندما وقع بصر عاصي عليه عرف الموضوع الذي سوف يحدثه عنه، دخل شادي إلى المكتب وجلس أمام عاصي فترك الآخر عمله وجلس يطالعه بتساؤل حتى قال:
- أخبارك إيه
- أنا الحمدلله .. بس أكيد أنا مش جاي عشان اطمنك على أحوالي
- أتكلم
- سلمي..
- مالها سلمي
- مش شايف أنه كفاية بقى لحد كده .. دي بقالها خمس سنين في السجن ده
- أنت أكتر واحد عارف حالتها إيه .. أنا مش هخرجها من هناك غير وهي متعافية تماماً
- بس السجن ده مش هيخليها تتعافي .. إزاي كل السنين دي محدش من أهلها جه يسأل عليها حتى هي متعرفش غيرك في الدنيا
- مش دايمًا الأهل بيكونوا سند يا شادي .. أنا عارف ان سلمي بتتألم جدًّا بس الألم ده هو اللي هيفوقها
- وممكن هو اللي يقتلها برضو .. الألم لما بيزيد عن حده بيقتل!
- والمطلوب دلوقتي
- إنك تسمحلها تخرج
- وأنا مش شايف أنها جاهزة عشان تخرج وتقابل العالم .. أنا عايزك تفهم إن سلمي أضعف من أنها تواجه كل الحاجات اللي مستنياها بره
تنهد شادي بضيق ثم قال:
- طب أسمح لها أنها تشوف مريم أختك حتى لو مره واحده .. ده هيفرق معاها جدًّا متنساش أن الاتنين كانوا أقرب من الأخوات في يوم من الأيام
- مستحيل مريم ترجع مصر الفترة دي
- أنت ليه قاسي أوي كده!! حرام عليك أنت بتأذي نفسك وبتأذي كل اللي حواليك
- لو خلصت كلامك ياريت تتفضل
نظر له شادي بدهشه ثم قال:
- عاصي ياريت متنساش إني قبل ما أكون دكتور سلمي أنا صاحبك! ولما طلبت مني أكون الدكتور بتاعها وحكيتلي وضعها أنا مرفضتش أبدًا بالعكس حبيت أساعدك بأي طريقة واعوض بيها السنين اللي كنت مسافر فيهم وبعيد عن مصر
- صدقني كل اللي أنا بعمله ده لمصلحتها
- طب على الأقل خليها تكلم مريم مره بجد ده هيفرق معاها صدقني
تنهد عاصي بضيق ثم قال:
الكاتبة ميار خالد
- حاضر هبقى أشوف الموضوع ده أوعدك
- تمام أنا كده خلصت اللي عندي .. عن أذنك
قال تلك الجملة ثم خرج من مكتبه فوراً وزفر الآخر بضيق وكأن هناك جبل ضخم من الهموم فوق صدره، عاد بكرسيه إلى الخلف وسرح في ذكريات طفولته مع أثمن أشخاص بحياته وهم مريم وسلمي، فالثلاثة كانوا أصدقاء منذ نعومة اظافرهم وظلوا سويًا مهما كان يحدث في العالم، ولكن هناك شعور واحد قادر على جمع وتفرقه الناس، ألا وهو الحب..
لقد جمع الحب بين مريم وذلك الخائن الذي سلب كل معاني الحياة من قلبها وتمكن من انتزاع ابتسامتها المميزة لتقع في نفس المؤامرة التي وقعت بها أمها ولكن تلك المرة كانت اقسى؛ ليتركها هذا الخائن بعد أن سلب منها شرفها وكانت تحمل ببطنها ابنتها ليلي و كانت هي الضحية الوحيدة لكل ما حدث، استطاع الحب أن يفرق بين مريم وعاصي بسبب ما حدث واستطاع أن يفرق بين سلمي ومريم الذي نصحت مريم مراراً وتكراراً أن تبتعد عن هذا الخائن، كانت على يقين أنه يخدعها وفي النهاية كان جزائها هو تخلي الأخرى عنها كما أنها قد خسرت عملها وحياتها بسبب هذا الشخص و بسبب كل تلك الاحداث وفي النهاية وصل بها الحال في تلك المستشفى، وكان عقاب عاصي لمريم هو نفيها إلى كندا بعيدا عنهم..
فلاش باك..
- مريم ابعدي عنه أنتِ متخيلة لو عاصي عرف الهبل اللي بتعمليه ده هيعمل فيكي إيه .. سيبك من عاصي اللي بينك وبينه حرام ربنا مش هيسامحك
- أنا عارفه بعمل إيه كويس غير كده أنا بثق في أحمد وعارفه أنه مش هيتخلي عني هو قالي أنه هيروح يطلب أيدي من ماما أصلا
- طب وعاصي؟
- ماما هتقنعه هو أصلاً كل ده لسه ميعرفش عاصي
- بس أنتِ عارفه أنه عاصي هيرفضه عشان مستواه أقل مننا بكتير وأنتِ عارفه عقدة عاصي من العلاقات دي
- أحمد غير بابا هو حاجه تانية
- وهتفضلي مخبيه اللي في بطنك ده لحد امتي
لحد ما...
وقبل أن تكمل جملتها نظرت الى المرآة التي كانت في غرفتها لترى انعكاس عاصي بها وهو يطالعها بغضب مكتوم بعد أن استمع لكل كلماتها تلك، وما حدث بعدها وكأن فيضان قد ضرب هذا المنزل..
باك
نفض عاصي تلك الذكريات عن رأسه وأنهى عمله وعاد إلى منزله بصمت وبمجرد أن دلف إليه حتى ركضت نحوه ليلي بفرحه كبيرة وارتمت في احضانه، أبتسم الآخر وضمها إليه ثم نهض من مكانه وهي مازالت في أحضانه، ابتسامه صغيرة من تلك الطفلة قادرة على اقتلاع تلك العتمة التي تحيط بقلبه، أنه يعترف أنه معها بالتحديد يكون شخصاً آخر أكثر مرحاً وفرحه عن شخصيته الكئيبة المعتادة، قالت ليلي بحزن:
- ليلي زعلانه منك جدًّا .. أنت وعدتني أنك هتفسحني امبارح بس أنت معملتش كده .. أنت علطول مش فاكرني
- أنا آسف حقك عليا أنا فاكرك وعمري ما أقدر انساكي .. بس خالوا مشغول جدًّا في حاجه معينه في الشغل واوعدك أول ما اظبط كل حاجه ليكي عندي فسحه عمرك ما هتنسيها
نظرت له ليلي وقطبت حاجبيها بضيق، تنهد الآخر وقال:
- إيه اللي يرضيكي دلوقتي طيب
- أني أقضي وقت كبير معاك .. أنا عايزه أشوفك كتير أنا عايزه أفضل جمبك علطول مش أشوفك مره كل يومين
ابتسم عاصي وقال:
- إيه رأيك بكره نتغدى برا طيب؟
نظرت له ليلي وعرفت الفرحة طريقها إلى وجهها فضحكت بسعادة وعانقته بحماس ثم قالت:
- موافقة جدًّا
ابتسم عاصي ثم قال:
- خلاص يبقى روحي نامي بدري
- حاضر
قالت تلك الكلمة ثم ركضت بسرعه نحو غرفتها لتنام وكانت والدته في غرفتها هي الأخرى فلم يرغب في ازعاجها فذهب إلى غرفته بهدوء وأخذ دش دافئ ثم خرج ووقف أمام مرآته ليجفف شعره، وفي تلك الأثناء ظهرت أمام عينيه صورة تلك المجنونة التي اقتحمت مكتبه اليوم، كان لديه الفرصة في تلك الدقائق حتى يتذكر كل حركاتها العفوية والغير مدروسة بالمرة، وتعجب للحظات من تلك الفتاة وسأل نفسه
الكاتبة ميار خالد
أيعقل أن يوجد في زمننا هذا فتاة بكل تلك العفوية والبراءة ؟
ولكن تلك العفوية كانت سوف تكون سبباً في خسارة كبيرة له؛ لذلك نفض عن رأسه تلك المشاهد وذهب إلى فراشه ونام على الفور..
ولكن في جهة أخرى كان هناك عيون لم تقدر على النوم للحظات، وكانت وتلك العيون هي عيون رحيل التي كانت تجوب غرفتها بتوتر وخوف، لا تعرف ماذا يخبئ لها اليوم التالي، ولكنها حاولت أن تسترخي وأخيراً فنامت وحاولت أن تتناسى كل هذا التعقيد، فالحياة دوما كانت في غاية البساطة بالنسبة لها..
في الصباح التالي..
استيقظت رحيل قبل ميعادها بساعات فهي لم تقدر على النوم براحه؛ لذلك قررت أن تحضر الفطور لهم جميعاً في هذا اليوم وبالفعل قبل أن يستيقظ بدر بلحظات كانت انتهت من تحضير كل شيء، سار نحوها الأخر بدهشه وهي ترتب أطباق الطعام على السفرة وقال:
- أنتِ اللي حضرتي الفطار النهاردة ولا ايه؟
- أيوة .. صحيت قبل ميعادي فقولت أحضر الفطار النهاردة
- إيه الجمال ده جدعه
جاءت أمينه خلفه وقالت:
- الله يسعدك يا بنتي والله صاحية جسمي مكسر مش قادرة أعمل حاجه
- أنا مش عايزه أتأخر فهاخد أكل من امبارح معايا في العلبة زي ما متعودة ماشي
قال بدر:
- اللي يريحك يا حبيبتي بس بلاش تنسي الأدوية بتاعتك
- حاضر
ابتسمت رحيل ثم تحركت من مكانها وذهبت إلى غرفة داليا حتى تتحدث معها قليلاً مع أنها تعرف أنها في هذا الوقت تكون في سبات عميق، وبعد أن ذهبت نظر بدر إلى أمينه وقال:
- مش قولتلك أنا هحل كل حاجه .. شوفتي التغيير اللي حصل من أول يوم بس أنا كنت واثق فيها
- بلاش تحكم على الحاجه بسرعه طيب لما نشوف اخرتها .. التغيير مش بيحصل من تحضير فطار ولا صحيان بدري يا بدر
- يا ستي أنتِ ليه مصممه تكسري فرحتي خليني كده
ابتسمت أمينة ثم تحركت من مكانها، دلفت رحيل إلى غرفة داليا وتركت الباب مفتوح وتفاجئت كثيرًا عندما وجدتها تجلس على سريرها وتمسك هاتفها بملل، دلفت إليها وقالت:
- أنتِ لسه صاحيه كل ده!
نظرت لها داليا بعدم اهتمام ثم أعادت بصرها إلى الهاتف، اقتربت منها رحيل وجلست أمامها على السرير وقالت:
- أنتِ ليه بقيتي بتعامليني كده أنا عمري ما كنت وحشه معاكي يا داليا
- عارفه
- طب ليه كل ده .. ليه بتعملي مسافات بينا
- مش أنا اللي عملت .. حتى لو بدون قصد بس أنتِ كل يوم بتجرحيني يا رحيل وأنتِ مش بتحسي
- كل ده بسبب معاملة أهلك ليا
نظرت لها داليا بعدم فهم وتركت الهاتف من يدها وقالت:
- أهلك؟!
- أيوة أهلك يا داليا دي حقيقة مش هنقدر ننكرها .. أنتِ مينفعش تغيري مني لأني مجرد صورة لكن أنتِ الأصل أنا عمري ما هكون زيك .. أنا بس كفاية عليا إني أعيش وسط ناس بتحبني وأحس أن ليا أهل
الكاتبة ميار خالد
- بس هما مش بيعتبروا كده .. أنتِ الصورة والأصل الوحيد في البيت لكن أنا مجرد هامش
نظرت لها رحيل للحظات ثم تنهدت وامسكت يد داليا وقالت:
- يمكن دي أول مره احكيلك الكلام اللي هقوله بس أعتقد أنتِ بقيتي كبيره كفاية عشان تفهميني
ثم تنهدت بضيق وبدأت في الكلام:
- من يوم ما اتولدت وأنا حياتي مش مستقرة .. كل شوية أنا وأهلي نتنقل من مكان لمكان على حسب حالتنا المادية .. لما كبرت شوية بدأت استوعب كل اللي بيحصل حواليا وفهمت أن المشكلة كلها كانت على ورث جدي .. فاكره الموضوع ده؟
- أيوه
- بعدها حصل خلاف كبير بين بابا وعمي بسبب أن جدي كان كاتب كل حاجه لعمي عشان هو عارف إن بابا متسرع وكان ممكن يرمي فلوسه في أي حاجه بس برضو وصى عمي أنه يكون كويس مع بابا ويديله حقه كمان .. بس للأسف بابا مفهمش ده وبعد عنه واخدني أنا وماما معاه وسافرنا القاهرة وأنتم كنتم في البلد .. كان عندي تمن سنين وحالتنا المادية اتدهورت جدًّا .. اتدهورت لدرجه إن الناس كانت بتعطف علينا .. لدرجه إن هدومي كلها مكانتش بتاعتي
نظرت لها داليا بعيون متسعه وقد مالت إلى التعاطف نوعاً ما، تنهدت رحيل وقالت:
- شوفت فتره وحشه جدًّا .. عمرك ما هتتخيلي إحساس إنك نفسك في حاجه ومش عارفه تجبيها بس كان عندي قناعة ومبسوطة إني على الأقل وسط عيلتي مع إني عيشت حياة الفقر بطريقة بشعة جدًّا .. ولما كملت ال ١٥ سنه كل حاجه بين أبويا وأبوكي بدأت تتصلح وترجع تاني ولما كُنا راجعين البلد عشان نتجمع كلنا تاني وخصوصاً وأنا قاعده في العربية كنت مبسوطة أوي .. لحد ما سمعت صريخ أمي ولحد دلوقتي صريخها مش عايز يخرج من دماغي ولا بيخليني أعرف أنام في سلام .. صرختها وهي بتترمي عليا عشان تحميني من الازاز اللي اترمي علينا والعربية بتتقلب بينا وبعدها محستش بأي حاجه ..
صمتت رحيل وقد تكونت بعض الدموع في عينيها فقالت داليا بدموع:
- وبعدين ؟
كشفت رحيل عن معصمها ليتبين جرح كبير على طول معصمها، أكملت:
- بعدين خسرت كل حاجه .. حتى حياتي البسيطة اللي كنت عايشاها اتحرمت منها .. لما فوقت أول حد شوفته كانت ماما أمينه وهي عمالة تعيط مكنتش عارفه هتقولي الخبر إزاي ولما فوقت كان عمي أستلم جثة بابا وماما ودفنهم كمان .. بيقولي أن يومهم كل حاجه فيه كانت متيسره اتغسلوا بسرعه حتى العربيات في ثانية حضرت .. مع أن المسافة كبيره بين المستشفى والترب بس قالي أنهم وصلوا بسرعه وده اللي صبرني على فراقهم..
صمت رحيل للحظات ثم قالت:
الكاتبة ميار خالد
- بعدها عمي اتكفل بيا وقال إن حق بابا كله هيكون ليا وأنه مش هيحرمني من جو العيلة وهيخليني واحدة منكم .. وربنا يعلم إني بعتبركم عيلتي وأغلى ناس في حياتي .. فجأة حياتي اتقلبت تاني فجأة لقيت نفسي في عالم غير اللي كنت عايشه فيه .. تفتكري كل ده سهل على البني آدم
- لا .. أنا أول مره أعرف الحكاية كاملة منك
ضغطت رحيل على يد الأخرى وقالت:
- داليا أنا عانيت وجوايا جروح والله بحاول اشفي نفسي منها من غير ما حد ما يعرف .. مش معني إني بضحك وإني اخده كل حاجه بهزار إني كويسة من جوه .. أنا من جوايا تعبانه لدرجه إن النفس اللي بتنفسه تقيل على قلبي .. قلبي بقى مش مستحمل حاجه ولا مستحمل نظرة الكُره اللي في عينك ليا
نظرت لها داليا بعيون نادمة فتابعت الأخرى:
- أنا بس عايزه أقولك أن حتي لو أنتِ حاسة أن بابا وماما بيعاملوني بطريقة مختلفة ده مجرد عطف منهم عليا .. وأنا عارفه أنهم بيحبوني جدًّا لكن دي الحقيقة يا داليا .. أنتِ مينفعش تغيري مني لأني عمري ما أتمني إنك تشوفي اللي أنا شوفته .. أنا شوفت أهلي وهما بيموتوا قدام عيني أنا جت عليا فتره كنت بقول يارب طب ليه اخدتهم هما وخليتني أنا
قالت داليا بسرعه :
- بعد الشر عنك بلاش تقولي كده
ابتسمت رحيل وقالت:
- أنتِ مش وحشه يا داليا حتى قلبك طول عمره كان أبيض بلاش تخلي الشيطان يخش ما بينا .. أنتِ أختي أنا مليش غيرك في الدنيا اتسند عليه .. أرجوكِ ارجعي زي ما كنتِ ارجعي زي زمان لما كُنا بنشارك كل حاجه مع بعض .. ارجعي صدعيني بالشباب اللي كل شوية تعجبي بيهم
ضحكت داليا بخفه ومسحت دموعها ثم قالت وهي تنظر الى رحيل بحزن:
- أنا أسفه لو جرحتك بكلامي في يوم بس أنا كان جوايا غضب كبير أوي إهمال بابا وماما ليا جرحني أوي وكنت حاطه عليكِ الذنب كله
- ده مش إهمال يا حبيبتي هما بيحبوكي جدًّا بس لو اهتمامهم بيا كان زايد شوية عشان كل اللي أنا شوفته
- ليه مقولتليش كل ده قبل كده
- عشان مكنتش عايزه افتكر ولا أحكي كنت عايزه أفضل ناسية
- أنا أسفه اني فكرتك
ابتسمت رحيل ثم قالت:
- يعني خلاص هنبدأ صفحة جديده وننسى كل اللي فات
ابتسمت داليا ثم عانقت رحيل بحب ولأول مره منذ وقت طويل، ابتسمت رحيل بفرحه كبيرة وشددت ذراعيها حولها وقالت:
- يعني كده هتسمحيلي أعمل مقالب فيكي تاني
انتفضت داليا من مكانها وقالت:
- لا بالله عليكِ بلاش مقالبك دي
ضحكت رحيل بصوت عالي وعانقت داليا مجدداً، وهنا ظهر بدر وأمينه الواقفين عند باب الغرفة وعيونهم قد اغرقتها الدموع ولكنهم لم يرغبون في ازعاجهم أو قطع تلك اللحظة عليهم..
وبعدها خرجت من المنزل واتجهت إلى شركة القاضي لتبدأ يومها الأول في إقناع هذا الغاضب بالموافقة على الصفقة ..
ولكن ترا ما الذي سوف يحدث لها وهل سيمر اول يوم بسلام ام به الكثير من الأحداث
#يتبع
توقعاتكم ؟؟ آراءكم ؟؟
رواية رحيل العاصي
الكاتبة ميار خالد
الفصل الخامس
يا جماعه ياريت تقولوا رأيكم بلاش تم تفاعلوا معايا ..
وصلت رحيل إلى الشركة وحمدت ربها كثيراً أنها لم تجد هذا الغاضب أمامها، من الواضح أنه لم يصل إلى الشركة بعد، تنهدت براحة وذهبت إلى مكتبه وجلست به حتى يأتي، وفي تلك الأثناء عند عاصي كان يجهز نفسه للخروج ولكن وجهته لم تكن الشركة بل كانت مصحة الأمراض النفسية، خرج من غرفته ومن المنزل بأكمله دون أن يتحدث مع أي شخص، وبعد خروجه بدقائق استيقظت ليلي ومعها حنان جدتها، نهضت ليلي بنشاط على غير عادتها وفتحت دولابها لترتدي أفضل ما لديها وكان عبارة عن فستان يكشف عن ساقيها الصغيرتين البيضاء والذي إذا التفت التف زيل الفستان حولها وكأنها زهرة تستنشق أنفاسها في بداية موسم الربيع، كان الفستان بلون الورد الأحمر الهادئ وبه رسومات من برامج كارتونية تحبها ليلي جدًّا ومشطت شعرها الذهبي برفق وجمعته معاً وانزلت خصلتين منه فقط، وما هي إلا دقائق وكانت قد انتهت وخرجت من غرفتها وعندما رأتها حنان قالت بدهشه:
- رايحه فين بدري كده وإيه الجمال ده كله
- النهاردة خالوا عاصي وعدني أنه يفسحني عشان كده أنا لبست ورايحه ليه الشركة بتاعته
- بس لسه بدري يا ليلي
- أيوة عارفه بس هو وحشني وأنا بقالي أيام كتير أوي مش بشوفه عشان كده هروحله وهفضل معاه من أول اليوم
- طيب هو عارف؟
نظرت لها ليلي للحظات ثم كذبت عليها وقالت:
- أيوة طبعاً عارف يا تيتا
- خلاص ماشي بس برضو مش هتروحي دلوقتي استني شوية بعدين هبعتك مع السواق
ضحكت ليلي بفرحه وجلست مع جدتها على المائدة حتى تتناول فطورها، وعندما انتهت خرجت من المنزل مع السائق حتى يتجه بها إلى شركة عاصي
***
كانت تجلس في الجنينة المطلة على غرفتها بشرود وعدم تركيز كعادتها دوماً، حتى ميّز أنفها رائحته قبل أن يصل فانتفضت من مكانها بسرعه وظلت تنظر حولها وكأن عيونها تبحث عنه بشوق يتيم يبحث عن وجه أمه في كل الناس، وكان إحساسها صحيح فبعد ثواني طل عليها عاصي من بعيد وكان وجهه خالي من أي ابتسامة، وقفت مكانها بابتسامة ثم تلاشت تلك الإبتسامة عن وجهها وعادت مكانها مرة أخرى وغرقت في شرودها، جاء الآخر وجلس بجانبها بهدوء وظل الاثنان بهذا الصمت حتى قال عاصي:
- أخبارك إيه؟
- شايف إيه
- شايفك كويسة
نظرت له بدون أن تبدي أي ردة فعل ثم أدارت وجهها بعيداً عنه، قالت:
- عايزه أخرج من هنا
- هنا أحسن ليكي
- مش أنت اللي تحدد إيه الأحسن ليا .. أنا بس اللي من حقي أشوف إيه الأحسن ليا واعمله
- لسانك لسه طويل زي ما أنتِ وأكيد لسه بتخبي اسرار برضو مش كده .. مفيش أي حاجه اتغيرت فيكي
نظرت له بدموع وقالت:
- أرجوك كفاية لحد كده أنا تعبت .. أنا عايزه أرجع لحياتي من تاني
- حياتك أنتِ اللي ضيعتيها من إيدك فمترجعيش تدوري عليها
- مش كفاية لحد كده ؟
- يوم ما أحس إنك اتغيرتي فعلاً وبطلتي كدب وأنك تخبي أسرار عني هخرجك من هنا
- طيب اسمحلي اكلم صديقة عمري مره بس .. حرام عليك
- إحنا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كده و أنتِ عارفه كويس الأخطاء اللي وقعتي فيها .. ولو خرجتي من هنا هتقعي فيها تاني وأنا مش هستني لما حياتك تدمر تماماً .. أنتِ وهي زي بعض واحده كدبت والتانية دارت
ابتسمت بحزن وقالت:
- كل ده ولسه مدمرتش
نظر لها عاصي بصمت فقالت الأخرى:
- أمشي
ظل ينظر لها للحظات حتى نهض من مكانه وذهب وتركها تنفرد بوحدتها مرة أخرى..
الكاتبة ميار خالد
في الشركة
كانت رحيل تجول مكتب عاصي بملل شديد حتى وقعت عينيها على النافذة المغلقة بالمكتب فاتجهت إليها وفتحتها ليخترق نور الشمس كل أرجاء الغرفة ومعه بعض النسيم البارد التي جعل أنف رحيل يتحسس قليلاً، عادت ادراجها وظلت تجول في الغرفة مرة أخرى حتى وقع بصرها على هذا البرواز الصغير الذي يوجد على مكتب هذا الغاضب، اتجهت إليه ببطء وامسكته بين يديها لترى صورة عاصي مع فتاه صغيرة ذات شعر ذهبي مميز وملامح رقيقة وبريئة للغاية، ابتسمت بطريقة تلقائية وهي تنظر إلى ابتسامة تلك الفتاه في الصورة ولكن تلك الابتسامة لم تدم طويلاً وخصوصاً بعد ملاحظتها لهذا الغاضب وهو يحتضن تلك الفتاة في الصورة، ولكنه كان يضحك! قالت:
- طب ما أهو طلع بيعرف يضحك أهو .. ليه عاملنا فيها الرجل الغامض بقى بس مين دي معقول بنته .. بس دي مش شبهه خالص
وفي تلك الأثناء شعرت بباب المكتب الذي يفتح فتعثرت مكانها وتوترت بشدة حتى كادت أن تُسقِط ذلك البرواز عن يدها، التفتت بسرعه لتجد نفس الطفلة الصغيرة التي توجد في الصورة تقف أمامها ويديها الاثنين في خصرها وتنظر الى رحيل بتساؤل، قالت ليلى:
- أنتِ مين؟!
نظرت لها رحيل بصمت وتوتر حتى ابتسمت بعفوية وقالت:
- أنا رحيل
- رحيل ؟! أسم غريب أوي
اقتربت منها رحيل وجثت على ركبتيها أمامها وقالت:
- فعلا أي حد بقوله أسمي بيستغرب جداً
- رحيل يعني فراق صح
نظرت لها رحيل بصدمة، كيف تفوهت فتاة بهذا السن بتلك الكلمات، نظرت لها لوهله بصدمة ثم ابتسمت وقالت:
- شطورة .. بس برضو ليه معاني تانية غير الفراق
- يعني إيه
- يعني يا ستي أنا أي شخص مضايق بيكلمني بيضحك في لحظة .. بقدر اخلي الشخص ده مبسوط واخلي الحزن يسيبه ويمشي
نظرت لها ليلي وفرهت فمها بتركيز عندما استوعبت الجانب الآخر من اسم رحيل، ضحكت بشدة وقالت:
- أيوة صح
- شوفتي خليتك تضحكي إزاي
وبعدها ضحك الاثنان بمرح، قالت رحيل بمرح:
- لون شعرك حلو أوي تحسيه مزيج بين البرتقاني والأصفر
- عارفه ماما كمان كان شعرها كده خالوا عاصي قالي كده
تغيرت ملامح رحيل عندما سمعت اسم هذا الغاضب ولاحظت ليلي تغير ملامحها هذا فقالت:
- أنتِ زعلانه منه ولا إيه
نظرت لها رحيل بتوتر وقالت:
- إيه؟!
- أنا عارفه أنه بيزعل ناس كتير منه .. بس هو مش بيكون قصده ده صدقيني هو طيب أوي
قالت رحيل بسخرية:
- طبعاً هتقوليلي
ابتسمت ليلي وصمتت فقالت الأخرى:
- أنا مضطرة اسيبك دلوقتي حالًا هروح الحمام وراجعالك تاني اتفقنا لسه قدامنا كلام كتير
- ماشي أنا قاعده هنا متتأخريش عشان نلعب سوا
ضحكت رحيل بحماس وقالت:
- خلاص اتفقنا
ثم تركتها رحيل وذهبت إلى الحمام المرفق في المكتب، ظلت ليلي تجول بملل حتي لاحظت تلك النافذة المتواجدة في المكان، اتجهت إليها بسرعه ولكنها كانت عالية جدًّا بالنسبة لقامتها الصغيرة، نظرت حولها فوجدت مقعد المكتب الخاص بعاصي فسحبته من مكانه وكان الكرسي بنهايته عجلات فساعدها هذا على تحريكه، ثبتته أمام النافذة وصعدت عليه ولكن رأسها لم يصل إلى النافذة بعد فنزلت واتجهت إلى الأريكة المتواجدة في المكتب وأخذت كل الوسائد من عليها ووضعتها على المقعد وعندما صعدت عليه تلك المرة كان خصرها يصل الى النافذة وليس رأسها فقط !!
في الحمام..
انهت رحيل استعمالها المرحاض ووقفت أمام مرأة الحمام تنظر إلى نفسها وتفكر بكلمات تلك الصغيرة وفهمت من كلماتها تلك أن عاصي هو خالها وليست أبنته كما كانت تظن، قالت:
- أنا قولت برضو مش ممكن بنت زي القمر وضحكتها تجنن كده تكون بنت البني آدم ده مع أنه شكله لذيذ برضو بس معرفش كل ميشوفني يطلع قدامه ميت عفريت .. بس يا أنا يا أنت يا أستاذ عاصي أنا هكرهك في حياتك لحد ما تندم إنك قولتلي اجي اشتغل هنا أصلاً
ثم ابتسمت بعفوية وقالت:
- شكلي هرجع للمقالب تاني
بالخارج..
وفي تلك الأثناء وصل عاصي بسيارته أمام الشركة، ترجل منها وعندما نزل ورأته ليلي صرخت بفرحه ولوحت بيدها له من النافذة وقد اخرجت جسدها منها !! وعندما وقع بصر عاصي عليها وهي بتلك الوضعية اتسعت عيونه بفزع وصاح بها بصوتٍ عالي:
- ادخلي جوه هتقعي !!
لم تسمعه ليلي وظلت تلوح له وفي تلك اللحظة خرجت رحيل من الحمام وعندما رأت ليلي بتلك الوضعية صرخت هي الأخرى وركضت نحوها بفزع!! وبسبب صرخت رحيل تلك التفتت ليلي بفزع فاختل توازنها في لحظة وكادت أن تسقط حتى أصبح معظم جسدها بالخارج!! صرخ عاصي:
- ليلي!!
ثم تحرك من مكانه بسرعه وهذا بعد أن لاحظ أن هناك يد قد أمسكت بها بسرعه، وركض بأقصى سرعته إلى مكتبه، وصل إليه واقتحمه بهلع وخوف يشع من عينيه ليجد ليلي في أحضان رحيل والاثنان على الأرض!!
الكاتبة ميار خالد
اقترب منهم بسرعه فوجد ليلي تتشبث بقوة بملابس رحيل والأخرى تمسح على شعرها برفق وتهمهم بكلمات بصوتٍ خفيض حتى تهدأ من خوفها قليلاً، ظل واقف للحظات يتابع هذا المشهد وقد نسى نفسه لدقائق ولكن سرعان ما أفاق من هذا الشرود عندما وجد ليلي ابتعدت عن رحيل قليلاً وتمسح دموعها، انتشلها من أحضان رحيل بسرعة وجعلها تستقر في أحضانه بقلق وخوف ثم قال بصوت مرتجف:
- أنتِ كويسة؟!! فيكي حاجه
نظرت له ليلي بخوف وقالت:
- أنا آسفة والله مش هعمل كده تاني
ترقرقت الدموع في عيون عاصي وقد شعر بنخزة في قلبه بسبب نظرات الخوف التي تملأ عينيها، فقد وعد نفسه أن يحميها من ظلها حتى، أخذها في أحضانه مرة أخرى وقال بهدوء:
- اوعي تعملي كده تاني يا ليلي اوعي .. افرضي كان جرالك حاجه فكرتي خالوا هيحصل فيه إيه
- ليلي أسفه اوأويي ومش هتكررها
ابتسم عاصي وكانت رحيل تتابع كل هذا بدهشه كبيره، ماذا حدث له في ثانية أصبح بهذا الضعف والوهن، أصبح على تلك الحالة عندما أحس أنه كان على وشك أن يفقد تلك الملاك الصغير، تذكرت كلمات ليلي منذ قليل "أنا عارفه أنه بيزعل ناس كتير منه بس هو مش بيكون قصده ده صدقيني هو طيب اوي"
أدركت رحيل معنى كلماتها تلك وابتسمت برفق أثر هذا المشهد الذي يحدث امامها، وبعدها بلحظات ابتعدت ليلي عن عاصي وجاء رامي وأخذها في مكتبه حتي ينهي عاصي عمله، خرجت ليلي بعد أن لوحت بيدها إلى رحيل ولوحت الأخرى بيدها إليها أيضًا بقوة، خرجت الصغيرة فلم يتبقى في الغرفة سواهم، تنحنح عاصي ثم قال:
- شكراً
وقبل أن ترد رحيل قال:
- بس ده مش هيغير من حقيقة الكارثة اللي عملتيها امبارح
نظرت له رحيل بدهشه ثم قالت:
- لا حول ولا قوة إلا بالله .. يا أخي طب اديني فرصة أرد
صمت عاصي فتابعت الأخرى:
- على فكره بقى أنا مكنتش مستنيه منك شُكر أكيد مكنتش هفضل واقفة اتفرج عليها وهي بتقع يعني أي حد مكاني كان عمل كده
ظل ينظر لها الآخر بدون إهتمام ثم قال:
- طيب ياريت نبدأ بالشغل
والتفت عاصي فتغيرت ملامح رحيل وقلدت مشيته وهي خلفه وحركة وجهه العابس بشكلٍ مضحك، التفت عاصي إليها فاعتدلت بسرعه وقال:
- اقعدي
جلست رحيل بهدوء وحاولت أن تهدأ ولا تتكلم كلمات ليس لها معنى، وبعد لحظات دلف رامي إلى الغرفة وجلس أمام رحيل هو أيضًا، قال عاصي:
- طيب .. بعد الكارثة اللي حضرتك عملتيها امبارح واللي كانت هتضيع مني شغل مهم جداً أنا مبقاش عندي ثقه فيكي ولا في شغلك من البداية
قالت رحيل بانفعال:
- هو أنا المفروض أقول آسفه كام مره يعني أنت مكبرها ليه
- مكبرها؟ ما علينا المهم إنك وافقتي تشتغلي هنا لمدة عشر أيام بدون انقطاع
ابتلعت رحيل ريقها بتوتر وقالت:
- أيوه بس برضو مش فاهمه هشتغل إيه وليه أصلاً
الكاتبة ميار خالد
- هتشتغلي إيه هتعرفيها كمان شوية .. هتشتغلي ليه ده عشان تحاولي ترجعي ثقتي في شغلك على الأقل وأقدر أكمل معاكم الصفقة دي وأنا مطمن
اومأت رحيل برأسها وقد تفهمت كلماته تلك، قال الآخر:
- أنتِ طبعاً زي ما أنتِ شايفه الشركة مش محتاجه موظفين وأكيد بتسألي نفسك .. هتعملي إيه هنا؟
ابتسمت رحيل بعفوية وقالت:
- الله ينور عليك جبت الذكاء ده كله منين
ظلت ملامح الآخر جامدة أمام تلك الابتسامة الساحرة مع أسنانها المرتبة بشكل منتظم والتي أضافت إلى ابتسامتها طابع جذاب، كانت تمتلك عيون واسعه تلمع بطريقة غريبة، وكأنك إذا نظرت لهما سوف تصاب بلعنة سحرهم..
نظر لها عاصي بجمود وقال:
- أنتِ هتفضلي قاعده ولو احتاجت منك حاجه هبقى أطلب منك
نظرت له رحيل بدهشة وقالت:
- نعم؟! طيب واجي ليه بقى ما أنا مش هعمل حاجه كده كده
- هتيجي عشان أنا عايز كده وخلاص وأنتِ وحظك بقى ما يمكن يبقى فيه شغل
نظرت له رحيل وقالت:
- بس أنا كده هزهق تخيل أفضل يوم كامل معملش حاجه حط نفسك مكاني غير كده لما اجي هقعد فين فين مكتبي
- مكتبك؟
ثم شاور بيده على الأريكة الموجودة في الغرفة وقال:
- شايفه الكنبة اللي هناك دي .. متتحركيش من عليها طول ما أنتِ في الشركة وطول ما أنا قاعد في المكتب ياريت تفضلي ساكته لأني من بحب الكلام الكتير
- طب وهاجي ليه لما أنا مليش شغل؟!!
- قولتلك يمكن أحتاج مساعدتك في أي حاجه عشان كده لازم تكوني حاضره دايماً
- بس...
- تقدري تتفضلي في مكانك الجديد ومش عايز جدال
نظرت له رحيل بغيظ ثم قالت:
- مبسوط أنت كده وأنت بتضايق اللي حواليك
نظر لها عاصي بلا مبالاة وقال:
- جدًّا
قالت هي بصوت خفيض:
- إيه المصيبة دي ياربي
- قولتي حاجه؟؟
قالها عاصي بتعجب فنظرت له الأخرى بتوتر ثم ابتسمت بعفوية وقالت:
- لا ولا حاجه
- طيب اتفضلي
نهضت رحيل على مضض وجلست على تلك الأريكة التي تقرب مكتبه بمسافة ليست كبيره، خرج رامي من الغرفة وطالع عاصي اللاب توب الخاص به وكان يعمل على إحدى ملفات الاكسيل وبيده اوراق مهمه تخص إحدى الصفقات، تأففت رحيل بملل وظلت تنظر إلى أرجاء الغرفة للحظات وكانت تتفحصها بدقه، وبعد لحظات شعرت ببعض الجوع فأخذت حقيبتها وأخرجت منها علبة الطعام الخاصة بها وفتحتها بابتسامة واسعه وبدأت في الأكل وقد أحدثت ضجة نوعاً ما فازعجت هدوء عاصي القاتل، نظر لها الآخر ثم قال:
- ممكن تاكلي بهدوء شوية إيه كل الدوشه دي!
- آسفه ماخدتش بالي
ثم نهضت من مكانها واتجهت إليه بسرعه وبيدها علبة الطعام ثم قربتها منه قليلاً وقالت بعفوية:
- نسيت أعزم عليك معلش بقى كنت جعانه .. شكلك بتحب المكرونة بالبشاميل صح؟
نظر لها عاصي بدهشه وقال:
- في حد يفطر مكرونة بالبشاميل!!
- وفيها إيه يعني مش أكل .. خد حتة البانيه دي هتعجبك صدقني
صاح بها عاصي:
- اسكتي!!
-طعمه هيعجبك والله
- قولت اسكتي! ارجعي مكانك
نظرت له رحيل بتهكم ثم وضعت قطعة الدجاج في فمها وعندما كانت تلتفت سقطت قطعة دجاج أخرى من العلبة ووقعت على الأوراق الموجودة أمام عاصي وقد خربتهم بسبب الزيت التي كان يحيط بها!! شهقت رحيل بفزع ونظر لها الآخر بصدمه من فعلتها تلك!!
#يتبع
ترا ماذا سوف يحدث؟!
توقعاتكم ؟؟ آراءكم ؟؟
رواية رحيل العاصي
الكاتبة ميار خالد
الفصل السادس
سقطت قطعة دجاج أخرى من العلبة ووقعت على الأوراق الموجودة أمام عاصي وقد خربتهم بسبب الزيت التي كان يحيطها بها!! شهقت رحيل بفزع ونظر لها الآخر بصدمه من فعلتها تلك!!
نظرت له بخوف ثم بكت بصوت رفيع وقالت بسرعه:
- مكنش قصدي والله ما كان قصدي
- اسكتي!! أنتِ إيه مينفعش تقعدي خمس دقايق من غير ما تعملي مصيبة
قالت رحيل ببكاء مضحك:
- أنا هقولك أنا والله أنا
ثم أغمضت عينيها بخوف من ردة فعله وقبل أن ينطق بأي كلمه دلفت ليلي إلى الغرفة وقالت:
- يا خالوا أنت نسيتني ولا إيه
نظر لها عاصي بغضب وقال:
- مين اللي قالك تيجي بدري كده يا ليلي!!
نظرت له الفتاة الصغيرة بدهشه وعيون متسعه وقالت:
- أنا آسفه بس أنت كنت واحشني أوي عشان كده..
قاطعها عاصي وقال:
- طيب يبقى خليكي في مكتب رامي لحد ما أخلص شغلي
نظرت له ليلي بحزن وعيون كادت تملأها الدموع وخرجت من الغرفة، نظرت رحيل إلى عاصي بغضب ولأول مره تتحدث معه بتلك الطريقة، قالت:
- أنت ازاي تتكلم معاها كده
- ممكن تخليكي في حالك ومتنسيش أن كل ده حصل بسببك
- حتي لو؟ مش مبرر عشان تكسر خاطرها كده حرام عليك
نهض عاصي من مكانه وقطب جبينه بغضب فقالت الأخرى:
- في إيه زعلان عشان بقولك الحقيقة يلا روح أعتذر لها
- أنتِ نسيتي نفسك ولا إيه!
- يا سيدي اسمك عاصي تمام بس مش لدرجة أنك تعصي كل الكلام اللي بيتقالك كده يلا روح زي الشاطر أعتذر لها
قالت تلك الجملة وضربته بخفه على كتفه فصاح بها الاخر:
- اطلعي برا
نظرت له رحيل بدهشة وقالت:
- كل ده عشان قولتلك الحقيقة
- كلامي واضح من هنا لحد ما أخلص شغلي وامشي مش عايز أشوف وشك .. برا
قالت رحيل وهي تلوح بيدها:
- يا سيدي برا برا هتطردني من قصر يعني
تقدم عاصي خطوة للأمام بغضب فهرولت الأخرى خارج الغرفة بسرعه، وجلس الآخر على مكتبه وأمسك رأسه بتعب وتابع عمله وخرجت رحيل واتجهت إلى مكتب رامي بعد أن دلها عليه إحدى الموظفين حتى تصلح ما فعله هذا الغاضب ..
***
في كندا..
تململت في سريرها بملل ونهضت من مكانها بعد أن تأكدت أن الصباح قد جاء وأخيراً بعد معاناتها طوال الليل حتى تنام قليلاً ولكن كعادتها يصاحبها هذا الأرق القاتل، خرجت من غرفتها لتجد خالتها حضرت الفطور، كانت خالتها فريدة قريبة من عمرها فكانت في الثلاثينات من عمرها وهذا القرب كان له فضل كبير في التوافق بينهم، اتجهت إليها وقالت:
- صباح الخير
- صباح النور .. نمتي كويس
ابتسمت بتعب وقالت:
- زي العادة
- أنا مش قولتلك لازم تروحي لدكتور .. هتفضلي كده لحد امتي
- كل ما أنام أحلم بكوابيس
- بتحلمي بأيه؟
- بحلم بيها بتجيلي في أحلامي هي زعلانه مني عشان سيبتها ومشيت أنا اتخليت عن صاحبة عمري
- لو نسيتي افكرك إنك مشيتي غصب عنك مش برضاكي .. أنتم الاتنين ادمرتوا بسبب الحيوان ده اللي اسمه أحمد ضحك على واحده وبوظ حياة التانية وطلع عليها سمعة وحشه
- أيوة بس كان لازم نفضل مع بعض .. مكنش ينفع نبعد ونعاني بعيد عن بعض على الأقل كُنا نهون على بعض
- متزعليش نفسك أكيد خير
الكاتبة ميار خالد
- كله بسبب عاصي .. هو اللي بعدنا وعمل كل ده وهو اللي مانعني أرجع مصر أنا مش فاهمه ليه بيعمل كده
- عاصي عارف مصلحتكم كل ده عشانكم .. أنتِ عارفه أنكم الاتنين واحد عنده مش بيفرق مين أخته ومين مش أخته .. أنتم الاتنين اتربيتوا سوا وكبرتوا سوا وهتفضلوا أخواته
- بس أنا مش مسامحاه على كل ده .. ولو هو فاكر إني هقبل بالمنفي ده ومش هرجع مصر يبقي غلطان
- قصدك إيه؟
- قصدي أني هرجع مصر قريب أوي .. من غير ما يعرف طبعاً
- أنتِ متأكدة؟
- أيوة .. هنشوف بقى هيعمل إيه لما يلاقيني قدامه!!
- طيب وليلى
- ليلى الضحية الوحيدة في كل اللي بيحصل ده بس أنا هغير كل حاجه صدقيني! ومش هسيبها تاني
***
دلفت رحيل إلى مكتب رامي لتجده يعمل على الحاسوب الخاص به وليلي تجلس على الأريكة بملل شديد وكلتا يديها على خديها، وعندما وقعت عينيها على رحيل ابتسمت ابتسامة واسعه ولوحت لها بيدها فبادلتها الأخرى نفس الابتسامة ثم اتجهت إليها وجلست بجوارها، قالت رحيل:
- أنا زهقانه أوي هما علطول ساكتين كده
- كل مره اجي أفضل قاعده لوحدي لحد ما خالوا يخلص شغل بعدين يفتكرني ويجي يخرجني
خطرت فكره على بال رحيل فابتسمت بغموض طفولي وقالت:
- إيه رأيك نعمل حاجه تكسر الملل ده
لمعت عيون ليلي وهي تقول:
- بجد! إيه؟!
- نعمل مقلب مثلاً ؟
ضحكت ليلى بشدة وكان رامي يسترق النظر إليهم وتعجب من حوارهم السري بصوت خفيض، وقبل أن ينهض من مكانه ليستكشف حديثهم صمت الاثنان، قال:
- بتتكلموا في إيه؟
قالت ليلي:
- وأنت مالك يا رامي
قالت رحيل:
- أيوة صحيح وأنت مالك يا رامي
ظل يطالعها بصمت وملامح جامده فقالت:
- هو ممنوع على أي حد في الشركة دي أنه يضحك ولا إيه .. متروق كده بلاش تبقى متنشن أنت هتعمل شبه التور اللي جوه ده
- ياريت تتكلمي عن مستر عاصي بطريقة أحسن من كده
- طيب يا سيدي متتحمقش كده
نظر لها رامي بفتور ثم خرج من الغرفة، وعندما تحرك من مكانه قفزت ليلي على أرجل رحيل وقالت بصوت خفيض:
- ها هنعمل إيه؟
- بصي يا ستي..
في مكتب عاصي..
كان منهمك في مراجعه بعض الأوراق في جهة وينظر إلى الحاسوب الخاص به في جهة أخرى واثناء كل هذا صدع هاتفه رنيناً برقم غريب، رد عليه وقال:
- الو
لم يجد رد من الطرف الآخر فكرر كلمته تلك حتى رد الطرف الآخر:
- احم .. الو
- أيوة مين معايا؟
- مش لازم تعرف .. المهم تعرف أن ليلي معايا وأنت مستحيل توصلها تاني!
كاد عاصي أن يفقد أعصابه ولكن لحظه..
قد انتابه شعور غريب وكأنه يعرف هذا الصوت جيداً، قال:
- والله؟
- ايوه والله
صمت عاصي ثم ضغط على الحاسوب الخاص به فظهرت أمامه كل كاميرات المراقبة الموجودة في الشركة فاتجه إلى الكاميرا الموجودة في غرفة رامي ليجد رحيل في إحدى الزوايا معها ليلي ولم يكن رامي معهم في الغرفة، لاحظ عاصي الهاتف الذي تمسكه رحيل في يدها وتبتسم بمرح ومعها ليلي ففهم على الفور ماذا يحدث، قال:
- ده على أساس إني كده مش هعرفك وهيدخل عليا الحوار ده
الكاتبة ميار خالد
قالت رحيل وحاولت أن تغير صوتها أكثر حتي أصبح أكثر خشونة، لقد حاولت وبشده ولكنها فشلت لأن صوتها له رنة خاصه ومميزه ورقيقة في نفس الوقت، قالت بتلك النبرة:
- أيوه أنت متعرفنيش لو عايز تشوف ليلي تاني اب...
ولم تكمل جملتها تلك حتى وجدت من يسحب الهاتف من يدها بقوه! التفتت بسرعه وكادت أن تتكلم ففتحت فمها بغضب ولكن أصابها الخرس عندما وجدت عاصي أمامها يطالعها بتهكم، نظر لها بانفعال وقال:
- ده بجد اللي بيحصل ده!! إيه الهبل اللي أنتِ بتعمليه ده المفروض إنك كبيره على الكلام ده!!
قد نسيت رحيل فمها مفتوح من الصدمة وعندما أفاقت على كلماته تلك ابتسمت بعفوية وقالت:
- أيوه أنا كبيره أكيد بس مفيش مانع لو هزرت شوية في إيه مش مستهله كل ده
- أنتِ متخيله كم الأحداث اللي عملتيها في يوم واحد بس!
- بالعكس ده أنا حتى مكسوفه عشان مكان أول مره أكون فيه
- فعلاً واضح جداً
رفَعت رحيل حاجبيها وانزلتهم مراتٍ متكررة بسرعه وابتسامه طفوليه على وجهها فصاح بها الآخر:
- اسكتي بطلي اللي بتعمليه ده!!
لم ينكر عاصي أنه كان على وشك الضحك من حركتها تلك ولكنه تحكم بنفسه ليبدو بهذا الثبات امامها، قالت ليلي:
- طيب يا خالوا ده وقت غدا يلا بقى فسحني
قالت رحيل:
- وأنا بقول أنا ناسيه إيه .. استأذنكم أنا هروح أكُل
أمسكت ليلي بيدها وقالت:
- مستحيل أنتِ كمان هتيجي معانا
قال رحيل وعاصي في نفس الوقت:
- نعم؟!!
***
في بيت رحيل ..
دلفت داليا إلى غرفتها بسرعه بعد أن تأكدت من خلو المنزل بعد خروج أبيها ووالدتها لزيارة إحدى الأقارب، أمسكت هاتفها واتصلت برقم ما وبعد لحظات جاءها صوته عبر الهاتف:
- حبيبتي .. خرجوا ولا لسه في البيت؟
- لا لسه خارجين دلوقتي
- جميل .. تحبي اجيلك دلوقتي ولا نخرج ؟
- مش عارفه .. أنت شايف إيه
قال الآخر:
- أنا شايف نفضل في البيت بدل الزحمة والحر برا
فكرت داليا للحظات ثم قالت:
- خلاص اللي يريحك ماشي هستناك
- ماشي يا حبيبتي أنا مسافة السكة وهكون عندك
الكاتبة ميار خالد
ابتسمت داليا وقالت:
- حاضر .. بحبك
- وأنا كمان .. يلا سلام دلوقتي
وبعد أن أنهت مكالمتها معه نهضت من مكانها وذهبت إلى المطبخ لتحضر لهم بعض الطعام وبعد فتره ليست طويلة صدع جرس الباب رنيناً فذهبت نحوه بابتسامه واسعه وفتحته ليطل عليها حبيبها الخفي حازم، أبتسم الآخر إليها أيضًا، كانت ملامحه عاديه هادئة، كان نحيل نوعاً ما مع بروز بعض العضلات في جسده طويل القامه تلون شعره باللون الأسود وتلونت بشرته باللون القمحاوي المائل للسمار المميز، قالت داليا:
- أخبارك إيه
- هنفضل واقفين عند الباب كده طيب
قالها بابتسامه واسعه فقالت الأخرى:
- اكيد لا أدخل يلا
دلف حازم إلى الداخل وجلس على إحدى المقاعد وذهبت داليا وحضرت لهم الطعام ووضعته على الطاولة وبعد لحظات كان الاثنان على طاولة الطعام يتناولون قليلاً ويتحدثون قليلاً، قال حازم بضيق:
- أنا مش عاجبني الحال ده .. مش عاجبني أننا كل مره نتقابل في السر كده
- ما أنت عارف الوضع بين عيلتي وعيلتك يا حازم
- الوضع مش بالسوء ده لو حاولنا نحل الخلافات دي كانت اتحلت .. غير كده الخلاف بين أبويا وعمك يعني أنتم ملكوش دعوة
- والله؟ أنت نسيت اللي حصل زمان
- معرفش بقى
- لا شكلك نسيت .. عمي باع حتة الأرض اللي كانت عنده لابوك وللأسف أخد الفلوس قبل ما يمضي العقد ده عشان كان أبوك واثق في عمي .. ويوم البيع عمي عرف أن أبويا مش موافق يبيع حصته في الأرض وأن عمي كان هيبيع بدون علم بابا .. وللأسف بعدها عمل حادثة وأتوفى هو ومراته وبابا هو اللي اتدبس في كل حاجه أنت جربت تجيب سيرة عيلتي ولا أبويا حتي مع أبوك ولا لا؟
- حاولت
- وإيه النتيجة؟
- مكنش طايق يسمع حاجه عنكم
- بالظبط ده اللي عايزه اوصلهولك
- طيب والحل يا داليا .. إيه نهاية اللي إحنا فيه ده أنتِ عارفه أني بحبك وإني مش هسيبك لحد غيري بس لازم نتحرك في علاقتنا أكتر
تنهدت داليا بضيق ثم قالت:
- صدقني كل حاجه هتبقى كويسة .. بس أرجوك أقفل السيرة دي إحنا ما بنصدق نشوف بعض ده أنا حتى مجهزه شوية أفلام عشان نتفرج عليها هتعجبك أوي حتى الفشار
ابتسم الآخر وقال:
- خلاص يا ستي اقفلي الموضوع ده
وبعدها ضحك الاثنان ونسوا كل مشاكلهم تلك وجلسوا ليشاهدوا تلك الأفلام سوياً في جو من المرح والضحك، كانوا يثقون بربهم أنه سوف يجمعهم سوياً رغم تخطيهم حدود دينهم في مقابلاتهم وعلاقتهم، كانا يعلمان أنه لا يجوز أن يجتمعوا في مكانٍ ما بمفردهم ولكن برروا هذا أنهم لا يريدون أن يراهم أحد حتى لا تحدث أزمه كبيرة، وللأسف هذا ما يحدث مع أغلب الشباب يعلقون خطأ تخطيهم لحدود الدين والأخلاق على كلمة الحب..
على الجانب الآخر، في سيارة بدر وزوجته..
قالت أمينه:
- الحمدلله أنه الراجل اللي خبط العربية تكفل بيها وصلحها بسرعه كان زماننا اتعطلنا عليها
- أنا مش عارف رحيل إزاي متقوليش حاجه زي كده
- معلش تلاقيها خافت
- الحمدلله .. طيب بما أننا خلصنا بدري الزيارة دي تحبي نخرج شوية ولا نروح
- أنت حابب إيه ؟
- أنا بصراحه نفسي أرتاح شوية عشان ضهري واجعني من امبارح بس لو حابه نخرج أنا معنديش مشكله إحنا كل فين وفين لما بنخرج أصلاً
- لا يا حبيبي خلينا نروح دلوقتي المهم صحتك وراحتك .. ونخلي الخروجه بعدين كده كده رحيل هتكون في الشركة وداليا بتذاكر
- خلاص ماشي
ثم اتجه بسيارته إلى منزلهم، وفي تلك الأثناء عند داليا قال حازم:
- أنتِ متأكده إن أهلك مش راجعين دلوقتي ؟
- متقلقش لسه بدري هما لما بيروحوا عند قرايبنا بيطولوا حبه حلوين
- طيب غيري الفيلم ده أنا زهقت منه
- ليه طيب ده جميل
- مش عارف حسيته ممل شوفي حاجه تانيه
- خلاص ماشي استنى
بدلت داليا الفيلم وبدأوا في فيلم جديد وقبل أن يصلوا إلى نصف الفيلم شعرت داليا بمفتاح الباب الذي أحدث صوت واضح وصوت والدتها التي تتحدث عند باب المنزل!! نهض الاثنان بفزع ونظرت داليا إلى حازم بفزع لا تعرف ماذا عليها أن تفعل!!
#يتبع
توقعاتكم ؟؟ آراءكم ؟؟
تفاعلوا معايا اكتر وهنزل حلقات اكتر
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق