رواية فراشة في سك العقرب الجزء الثاني (حب أعمى)الفصل الثامن 8 بقلم ناهد خالد حصريه
رواية فراشة في سك العقرب الجزء الثاني (حب أعمى)الفصل الثامن 8 بقلم ناهد خالد حصريه
"الفصل الثامن من الجزء الثاني"
"فراشة في سكّ العقرب"
"ناهد خالد"
"الأيام جميعها تمر حتى الأكثرهم عصبة، فعلينا أن نتحلى بالصبر والهدوء كي يمر بأقل الخسائر وبعده نعيد ترتيب أوراقنا لاللعب من جديد"
مرَّ يوم عصيب على الجميع..
انقضى بخلافاته وصدماته وواقعه الأليم للبعض والمُدهش للبعض الآخر، وفي النهاية كان يوم كباقي الأيام ومرَّ...
نزلت درجات السلم بتوتر بالغ، فهي تعلم جيدًا من ستلقى حول مائدة الإفطار، عائلة المنشاوي التي ظهرت أمس والتي أصر شاهين على استضافتهم ليومين قبل عودتهم لمسقط رأسهم، الجد والعمة وابن العم وزوجته وبالطبع شدوى وشاهين وتيم ونورهان، رأت الجميع متواجد، فاتجهت لأحد الكراسي الفارغه والتي كانت بعيدة عن شاهين هذه المرة وهي تلقي تحية الصباح بصوت هادئ بهِ ارتباك يأتي من بعيد...
كانت وقتها ترتدي فستان بنصف أكمام ويصل لبعض ركبتيها بمسافة كبيره حتى أظهر القليل فقط من قدميها، أبيض اللون بهِ رسومات كرز حمراء، بفتحة عنق مثلثية أظهرت مقدمة صغيرة من صدرها، وشعرها فقد عقدته للخلف بربطة شعر وتركت الباقي منه ينسدل على ظهرها، جلست بعدما اجابها بعضهم والبعض لم ينطق ولم تسمع له صوتًا، تناولت شريحة خبز بارتباك لتناولها الطعام امام الجمع الغريب عليها، وظلت تحاول الأكل رغم انعدام شهيتها.
_ ما قولتليش يا شاهين ناويت على الفرح امتى؟
حُشرت اللقمة في حلقها حتى لم تجد سبيلاً للنفس، ونظرت له على الفور بأعين متسعة بقلقٍ بالغٍ، لتلاحظ انه يرتدي "تيشرت" من الرمادي الداكن، إذًا لقد قرر أن يأخذ اليوم أجازة، وجدته ينظر لها بأعين تلمع مكرًا فهمته وهو يقول:
_ لسه يا جدي، في شوية حاجات هظبطها الأول.
والتزم الجميع الصمت لتشيح ببصرها عنه وتنظر ل "شدوى" لتجدها كما توقعت، تنظر لها بكره وشر واضحين، فتنهدت وهي تعيد النظر لطبقها قائلة في سرها:
_ولا كأني هموت عليه ياختي ابعديه عني وريحيني.
علىَ رنين هاتف "شاهين" فجأة ليلتقطه ويستأذن منهم بالخروج للرد على المكالمة، وبعد خروجه انصرفت "نورهان" كي تلحق عملها، ونهض الجد لينام قليلاً فهو عادته أن يستيقظ فجرًا ولا ينام إلا في التاسعة أو العاشرة صباحًا بعد تناول إفطاره ثم يستيقظ مرة أخرى على صلاة الظهر، تململت "فيروز" بعدم راحة وهي تجد نفسها في وسط أشخاص غرباء ومن ضمنهم التي لا تطيقها ومازالت مسلطة نظرها عليها، استمعت فجأة لصوت "سيف" يقول:
_وانتِ بقى بتعرفي تتعاملي معاه؟ أصل شاهين دايمًا عصبي ولسانه طويل وايده أطول ولا انتِ اتعودتي؟
وعلى حديثه كان "شاهين" قد انهى مكالمته وعائدًا للغرفة، ليتوقف خارجها وهو يسمع صوت سيف، أراد أن يسمع ردها عليهِ رغم أنه يتوقعه سلفًا.
_ مفيش داعي للكلام ده يا سيف، وبعدين كلامك مهين، معنى كده انه كان بيعمل كده مع شدوى وهي متقبله وساكته؟
قالتها العمة بضيق، ليعقب بمكر:
_وليه يا عمتو؟ مش بطمن على اللي هتبقى مرات اخويا، وبعدين عشان بردو لو ماتعرفش طباعه نوعيها عشان ماتستغربوش وتاخد عليه بسرعة.
وعقبت "شدوى" كاسرة صمتها:
_ واه شاهين دايمًا عصبي ولما بيتعصب بيفقد السيطرة على لسانه و... وايده، بس أنا عشان بحبه وابن عمي وابو ابني بستحمل وبعرف ازاي اصلح أموري معاه.
نبرتها كانت ماكرة وخبيثة بشكل واضح...
زفرت "فيروز" بخفة وهي تترك قطعة الخبز وتنظر له حيث كان جالسًا أمامها تمامًا وقالت وكأنها تجيب على عِدة أسئلة في امتحانات نهاية العام وهي توجه اجابتها لسيف:
_ بعرف اتعامل معاه؟ اه بعرف.. زي ما اختك كانت بتعرف تتعامل معاه، ولو هي اتأقلمت على غضبه وطولة لسانه... وايده، فالحقيقة أنا متأقلمتش، لأني مشوفتش منه أي شيء من دول، وده يخليني اشك انها كانت بتخرجه عن شعوره، والانسان مننا لو خرج عن شعوره بيطلع اسوء ما فيه، يعني مثلاً....
نهضت واقفة والتفت تستند على ظهر كرسيها والجميع يتابعها في استغراب والبعض في كره وقالت موجهه حديثها لشدوى:
_ لو عصبتيني دلوقتي وخرجتيني عن شعوري، ممكن في لحظة تلاقيني وراكي وملبسة راسك في طبق المربي اللي قدامك ده..
نهضت "شدوى" عن كرسيها فورًا بقلق تلقائي، لتبتسم "فيروز" باتساع، وكذلك العمة و "زينة"، واكملت:
_وقتها محدش يلومني عشان انتِ اللي وصلتيني لكده، ماينفعش بقى بعدها تمشي تقولي فيروز عصبية وايدها طويلة!
ثم نظرت لهما قاصدة اغاظتهما واشعال نيران الكره بهما:
_ بعدين شاهين مفيش اطيب منه هو بس بيتعامل مع كل واحد بأسلوبه، فالمحترم بيعامله باحترام، وقليل الأدب بي....
وقطعت حديثها وكانت التكملة مفهومة، ثم نظرت لسيف تقول له ساخرة بينما هو يرمقها بغيظ ومقت وقد وضعها ضمن قائمة الأعداء للتو:
_ وشكرًا على نُبل أخلاقك وخوفك الغير مُبرر عليا! بس أنا اعرف اخلي بالي من نفسي كويس اوي وماخليش حد يتجاوز حدوده معايا..
القت بكلماتها وخرجت من الغرفة تحت نظرات العمة المبتسمة وزينة المتشفية في "سيف" بعد أن استطاعت الغريبة لجمه ولم ينطق بحرف بعدها.
وحديثها كان صادمًا لشاهين الذي لم يتوقعه أبدًا، فقد توقع ان ترد على سيف ثائرة وتخبرهم كم هي مظلومة معه ولا تستطيع مجابهة قوته وغضبه!
ردها صدمه ورسم ابتسامة غير مفهومة على ثغره.. تشبه ابتسامة طفل سمع ثناء والدته عليه مع الغرباء!
****
حين خرجت من الغرفة وأتت لتسلك طريقها للأعلى كادت أن تصرخ حين وجدته واقفًا امام وجهها فجأة ولكنه كان الأسرع وقد رفع كفه يكمم فمها كي تصمت، ابتلعت ريقها الذي جف أثر الخضة وانزلت كفه بكفها وهي تبتعد مسافة صغيرة لتكون على بُعد حذِر منه جعله يبتسم ساخرًا ولكنه تغاضى عن فعلها وقال:
_ تعالي ورايا المكتب.
تحرك وتحركت خلفه ليتوقف في منتصف الصالة الواسعة حين ابصر نزول "نورهان" من الأعلى تحمل حقيبتها التي صعدت لتحضرها قبل ذهابها للعمل.
_ حبيبي أنا رايحه الشغل عاوز حاجة؟
نظر لها لثواني قبل أن يقول بضيق واضح في نبرته:
-اه، ياريت متروحيش لمازن شغله تاني.
اتسعت عيناها بصدمة من معرفته بالأمر، وفجأة حولت نظرها "فيروز" في اتهام واضح لها جعل الأخيرة تقول سريعًا ما إن فهمت نظرتها:
_ انا والله ما قولتله حاجه.
وهنا التف لها "شاهين" يسألها مستغربًا ومتفاجئًا:
_انتِ كنتِ عارفة!؟
حركت رأسها مرة أخرى نافية:
_ والله ماكنت اعرف.. هي قالتلي امبارح في الحفلة.
بدت كالبلهاء وهي تحاول بقدر الإمكان إخراج نفسها من الأمر، ليلتفت "شاهين" ل "نورهان" يقول:
_ مش محتاج فيروز تبلغني، انا بعرف عنك كل حاجه أول بأول، واعرف كمان إنك حاولتي تكلميه امبارح في الحفلة وسابك ومشي.. بلاش تقللي من نفسك قدامه يا نورهان، لإنك مغلطيش أولاً، ثانيًا هو مابيعملش اعتبار لحد وهيذلك وراه لحد ما يرضى عنك.
تدخلت" فيروز" تقول بتلقائية ورفض لحديثه:
_ايوه بس ده اخوها!
نظر لها نظرة ارعبتها وجعلتها تقول بتوتر واضح:
_أنا.. انا هستناك في المكتب.
وانصرفت فورًا من أمامه تحت نظراته المستمتعة بخضوعها له وخوفها منه... أحيانًا!
وقفت "نورهان" أمامه وقالت بحزن:
_ حاضر يا شاهين.. مش هروحله تاني.
أمسك كتفيها وهو يقول بحنو حقيقي وصادق:
_ يا حبيبتي انتِ ماينفعش كل يوم والتاني تروحي القسم، وفي الآخر بتمشي من غير ما تشوفيه، دخولك مكان زي ده مش مقبول بالنسبالي حتى لو رايحه تشوفي اخوكِ.
اومأت برأسها وهي تقول:
_ معاك حق، انا روحتله ٣ مرات هناك واخرهم كان قبل الحفلة بيوم، لكن انتَ صح مش هروح هناك تاني.
رفع كفه يمسح على جانب عنقها بتشجيع قبل أن يقول:
_يلا عشان متتأخريش على شغلك.
*****
خرجت "نورهان" من الفيلا لتتوقف عند سيارتها حين رأت ترجل "معاذ" من سيارة خلفها وهو يقول فور رؤيتها:
_ صباح الخير يا نورهان.
تخضبت وجنتيها خجلاً منه فهي لم تنسى رسائله لها ونقاشهم، وردت بخجل:
_صباح النور يا معاذ، جاي لشاهين؟
اومأ وعيناه لا تفارقها وقال بمرح:
_ ماهو البيه قرر ياخد أجازة عشان العيلة، وطبعًا جت على دماغي، في شوية أوراق محتاجه أمضته.
نظرت له تقول محاولة كسر حاجز التوتر بينهما:
_ شكلك معترض.
رفع كفيهِ مستسلمًا:
_خالص، ده أنا جاي بكامل إرادتي.
ابتسمت ومازال خجلها يسيطر عليها:
_تمام هو في المكتب جوه، تقدر تدخله.
شعر برغبتها في انهاء اللقاء، ورغم عدم رغبته لكنه لم يجد بدًا من إطالته:
_تمام..مع السلامة.
اومأت برأسها وهي تفتح باب سيارتها لتستقلها، وهو عقله يتنازع بين القول والرجوع.. لكن انتصرت رغبته ورغبة قلبه وهو يقول:
_على فكره...
التفت له وهي ممسكة بباب سيارتها تنظر له باهتمام ليكمل رغم توتره:
_ اتبسط بنقاشنا حتى لو كنا اختلفنا شوية بس اعتقد في الآخر اقتنعتي.
انكرت وهي تقول:
_مين قالك إني اقتنعت!
رفع حاجبه مبتسمًا:
_إنك مسحتي الصورة مثلاً!
أصرت على عِنادها وقالت:
_أنا مامسحتهاش عشان كلامك، انا بس لقيت فيها ديفوهات ماعجبتنيش.
ابتسمت فجأة حين قال مبتسمًا بحنين:
_فاكره آخر واقفة زي دي بينا، وآخر نِقار لينا.
هزت رأسها تؤكد تذكرها وقالت:
_قبل ما نسيب الفيلا هنا أنا ومامي ومازن، ولسه بردو بتقول عليه نِقار كأننا فراخ!
لم يجيبها فقط تبادلا الابتسامات والعقول ترجع للماضي القريب، لزمن كانا فيهِ أقرب ولا يتعاملا كالغرباء مثل الآن، لولا تفرقهما مع تفرق العائلة لربما كان للقدر رأي آخر في قصتهما.
******
وفي مكتب شاهين..
دلف إليها بعد أن سبقته "صفاء" بقهوته كالمعتاد، ليجدها جالسة في صمت تام لم تقطعه حتى بعد دلوفه، جلس فوق كرسيه يرتشف من فنجان قهوته ببرود، وبعد ثواني كان يقول:
_طبعًا عرفتي ان جدي والعيلة قاعدين هنا يومين، ياريت التعامل معاهم يكون بحدود عشان ميعرفوش منك معلومة أنا مش حابب اعرفهلهم، وكمان هنتعامل قدامهم زي أي اتنين المفروض انهم مخطوبين.
نظرت له تقول بهدوء:
_ مفهوم طبعًا، حاضر.. هكمل المسلسل السخيف اللي دخلته غصب عني ودون علمي معاك.
رجع بظهره للوراء مستندًا على كرسيه وقال ببرود مستفز:
_ شكلك متعصبة، اخلي صفاء تعملك ليمون؟
وبحديثه أشعل نيران غضبها التي كانت تحاول جاهدة إخمادها منذُ أمس, فنهضت واستدارت لتصبح واقفة أمامه وقد التف بكرسيه ببرود ليصبح في مواجهتها وقالت بغضب:
-امبارح سحبت شدوى من قدامي ورجعتها القصر قبل ما اعرف استفسر منها على كل علامات الاستفهام اللي في دماغي, الحفلة انتهت ورجعنا كلنا ومتكلمتش معايا كلمة واحدة تريحني من التساؤلات اللي هتاكل دماغي من امبارح, ودلوقتي انا عاوزه اجابه لكل اسئلتي.
سألها في هدوء تام وكأنه حقًا لا يعرف إجابه سؤاله:
- ويا ترى ايه هي اسئلتك؟
رفعت كفها ليكن امام وجهه وهي تعد على اصابعها:
- اولًا انا عاوزه أعرف إيه لازمة إنك تعلن خطوبتنا امبارح في الحفلة؟ انتَ لما جيت قبل كده وقلت قدامهم هنا إني خطيبتك سكت و قلت ما فيهاش مشكله لما اتنين ولا تلاته يعرفوا إننا مخطوبين, لكن تيجي قدام كل الناس دي في الحفلة وتخلي مصر كلها تعرف يبقى محتاجه افهم ليه؟ وازاي اصلاً تعمل حاجه زي دي من غير ما تاخد رأيي فيها أو تعرفني الأول؟ انا وقتها حسيت كأن الأرض وقعت فوق راسي! وما بقتش فاهمه انتَ بتعمل إيه؟
نهض عن كرسيه ليقف امامها وفرد اصبعها الثاني وهو يسألها بنفس هدوءه:
- وثانيًا؟
تنفست في حده واجابت:
- لما قلت لشدوى إني خطيبتك انا كنت شايفه الموضوع أنه مجرد استغلال منك, واحد بينه وبين مراته شوية مشاكل وقرر انه ياخد موضوع خطوبتنا زي كارت ضغط عليها عشان بقى يتصالحوا.. عشان تصلح من غلطها.. عشان تراضيه, أيًا كان السبب فانا كنت فاكره إن الموضوع من الناحية دي , لكن طبعًا بعد اللي عرفته امبارح وإن اصلًا ابنها مش ابنك وكاتبه على اسمك وهو ابن حد تاني, وانك مش معتبرها مراتك من يوم ما اتجوزتوا, يبقى انا كل اللي كنت حطاه في دماغي وهم.. مش موجود اصلًا والموضوع اكبر من كده بكتير, ما يخصنيش اعرف انتَ ازاي كاتب عيل مش ابنك على اسمك, وما يخصنيش اعرف العلاقة ما بينكم عامله ازاي, بس يهمني جدًا افهم انا موقعي ايه في كل ده؟ دوري ايه في كل العك اللي انا شايفاه قدامي؟ المفروض إني الست الوحشه اللي دخلت خطفت واحد من مراته ولا اصلًا ما يعتبرش متجوز وعادي انه يخطب ويتجوز تاني!
فرد اصبع ثالث لها وقال:
- وثالثًا؟
-إيه أخرة كل ده؟ إيه آخر قصة الخطوبة والجواز و الحوارات دي كلها؟ النهاية هتكون إيه؟ يا ترى في الآخر هتعرفهم إن كل ده كان مسلسل هابط ولا هتفهمهم اننا ما اتفقناش فقررنا ما نكملش مع بعض!
رفع اصبعها الرابع لتقول قبل أن يسألها سؤاله السخيف:
- ورابعًا انا همشي امتى؟ هخرج من كل ده امتى؟
ورفعت الأصبع الأخير وهي تقول:
- وخامسًا, انتَ ليه لحد دلوقتي ساكت وما بعتش البنت بالورق اللي انتَ قلتلي عليه على اساس أنه ده الورق اللي انا سرقته من خزنتك, والمفروض إني بعدها هسيب الفيلا وامشي قبل انتَ ما تكتشف اني سرقتك؟ بقالك كذا يوم ما عملتش أي حاجة جديدة ودي حاجة غريبة, غير إني كل ما اسألك مابطلعش منك بإجابه واضحة.
وقبل أن يرد سمعا دقات فوق الباب تبعها دخول الحارس يبلغه بوجود "معاذ" بالخارج يريد الدخول.
نظرت له على الفور وقبل أن يجيب حارسه وقالت برفض قاطع:
- ما تفكرش تدخله وتطلعني قبل ما تجاوبني على كل اسئلتي, انا مش هتحرك من هنا غير لما تجاوبني.
رفع حاجبه في حدة واضحة وهو يسألها:
- ده تهديد ولا لوي دراع؟
لانت ملامحها وهي لا تريد أن تصل لطريق مسدود معه وقالت برجاء:
- لا ده ولا ده, بس لو سمحت ريحني انا من امبارح ما عرفتش انام من كتر التفكير وبرده ما وصلتش لحاجة.
نظر لها لثواني صامتًا قبل أن ينظر لحارسه ويقول بما جعلها تتنفس براحه:
- خلي معاذ ينتظرني في الليفنج لحد ما اخلص كلام مع فيروز هانم.
اومأ الحارس متفهمًا وخرج مغلقًا الباب خلفه, لينظر لها شاهين مرة أخرى وهو يجيبها في هدوء:
- طيب يا ترى انتِ عاوزه الحقيقة؟ ولا عاوزانا نكمل في لعبة اللف والدوران؟
قالت بلهفة واضحة:
- لا طبعًا يا ريت الحقيقة, لأني بجد مش حمل أي لف ودوران.
اشار لها على الكرسي التي كانت تجلس فوقه وقد اتجه ليجلس فوق الكرسي الآخر, فاتجهت تجلس مقابله في طاعه متلهفة لسماع اجابات لأسئلة أرهقت عقلها, خاصًة منذ أمس.
نظر لها لبعض الوقت ثم قال:
- اولًا, أول الموضوع لما قلت لشدوى إنك خطيبتي فما كانش إني عاوز أحسسها بغيرة ولا اشوف رد فعلها ولا أي حاجه من الحاجات دي, لأن اصلاً العلاقة ما بيني وما بين شدوى انتهت ومن سنين, لكن في نفس الوقت ما بحبش اسيب حقي, ولو مر عليه 100 سنه باخده, وبنفس الطريقة وفي يوم من الأيام شدوى حسستني بنفس احساسها دلوقتي وهي شايفاني بدخل شخص تاني حياتي رغم انها المفروض موجوده فيها, فلما قلتلها انك خطيبتي انا بس كنت بوصل لها احساس هي عملته فيا زمان, عشان نبقى خالصين, ده بالنسبة لشدوى, واستخدمت نفس الموضوع عشان لما يوصل لمازن يلففه حوالين نفسه ويلخبطه لأنه عمره ما هيتوقع اني اخد خطوة زي دي, و لما اخدتها هو كده فهم اني ماشي بخطوات عكس اللي هو كان متوقعها, زي موضوع خطفي ليكي مثلًا هو عمره ما توقعه, حتى لو فكر في 100 طريقه اني احاول اوصلك بيها, ما افكرش في دي, ومازن لما بيتلغبط بيغلط, وانا بقى بستنى غلطه ده أوي.
سألته في هدوء تسرب إليها بعدما بدأ يشرح لها و تفهم الأمور:
- طيب وليه اعلنت خطوبتنا قدام الناس كلها؟ ويا ترى قررت فجأة ولا كنت مرتب كل حاجة.
ابتسم وعينيهِ تلمع بالمكر وقال:
- ما فيش حاجة بقررها فجأة, كل حاجة عندي بحسبلها كويس أوي..
ابتلعت ريقها بقلق وهي تشعر أن القادم سيصدمها..
يتبع.....
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق