القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وختامهم مسك الفصل السابع وعشرون والثامن وعشرون بقلم نورا عبدالعزيز


رواية وختامهم مسك  الفصل السابع وعشرون والثامن وعشرون بقلم نورا عبدالعزيز




رواية وختامهم مسك  الفصل السابع وعشرون والثامن وعشرون بقلم نورا عبدالعزيز






#وختامهم_مَسك  

الفصــــــــــل الســــابع والعشـــرون (27)

بعنــــــوان " مكر شيطاني"


نظر "إيهاب" له بحيرة ولا يفهم ما يرمي له "تيام" ليقول:-

-أنت أكيد عايز تأخد حق بنتك من بكر ما هو أكيد أنك مش كارهني لشخصي عشان تقرر تنتقم مني ولما تعرف أنه بكر هتسيبه عشان سوداء عيونه


أغلق "إيهاب" قبضته بقوة صارمة من عجزه على الأنتقام لأبنته بسبب حجزه هنا بين أسوار السجن وقال بتمتمة ويكز على أسنانه:-

-دا لو على موتي هأخد حق بنتي يعنى هأخده، بس أزاى وأنا متكتف هنا


تبسم "تيام" إليه بحماس ثم قال:-

-أنا جاي بقي عشان تساعدني أقضي على بكر، أنت كنت دراعه اليمين يعنى أكيد عارف عنه اللى يوديه فى داهية


أومأ إليه بنعم وقال:-

-اه بس وأنت بتفكر ازاى تنتقم منه خلي بالك أنه كان عايز يأخذ المدينة الزرقاء من جدك، وأول تحذير بعته ليا فى الغردقة أن سعر السهم لو نزل بسبب الجرائم اللى بتحصل ومحاولتي لقتلك هيقتلنى


أندهش "تيام" مما سمسعه فهو يسعى وراء كل شيء يخصه وليس "مسك" فقط ليقول:-

-كمان، مش كفاية مراتي


أومأ "إيهاب" له بنعم ثم قال:-

-أنا مقدرش أساعدك كتير لأنه خبيث مبيأمنش لحد حتى وقت تسيلم البضاعة بيعرفهولي يومها من مكره وخبثه، من كتر الجرائم والشر اللى جواه واللى بيعمله فى الناس حذر جدًا على روحه ومتوقع الغدر من أقرب اللى له، لأن زى ما أنت شايف مع أول قلم رماني أهو وأنا دراعه اليمين وبنتي مسلمتش منه، الراجل دا خاين وغدار بطبعه


أومأ "تيام" له بنعم حائرًا ووقف من مكانه بخيبة أمل من مساعدة "إيهاب" له فقال:-

-فؤاد النمر


ألتف "تيام" له بأندهاش ولا يفهم من هذا الشخص الذي لفظ أسمه فقال "إيهاب" بجدية:-

-دا واحد من رجالتي لسه شغال مع بكر،هيقدر يساعدك من وراءه متقلقش.. روح له وقاله أنك جاي من طرفي وأنا هحاول أشوف أى تليفون من عسكري وأكلمه وأفهمه.


تبسم "تيام" إليه وذهب من السجن بحماس بعد أن حصل على شيء من هذه الزيارة، عاد للمنزل وكانت "مسك" ما زالت غاضبة فدلف  إلى الغرفة وأحضر حقيبته ليجمع أغراضه، ولجت "مسك" خلفه وهي ترتدي بيجامتها القطنية المكونة من ثلاثة قطع بنطلون وبدي بحمالة وسترة طويل تصل لأعلي ركبتيها مفتوحه وتسقط عن كتفها الأيسر ليظهر بوضوح بشرتها البيضاء فقالت بتذمر:-

-برضو هتعمل اللى فى دماغك


أقترب "تيام" منها بلطف ومسك وجهها بيديه وأنامله تداعب نعومتها التى تشبه نعومة الأطفال ثم قال بجدية:-

-معلش يا مسك، أستحملينى... اللى أسمه بكر مش بس بيأذيكي دا كمان عايز القرية ومش معقوله أسيبه يسرق مراتي وكمان شغلي


تأففت بضيق من كلمته وعينيها تقابل عينيه القويتين ثم قالت:-

-أيوة يا تيام بس!!


عاد إلي خزينة الملابس يجمع ملابسه وهو يُحدثها بجدية صارمة:-

-مفيش بس يا مسك، أنا حياتي مش هتستقر ولا هنرتاح إلا لما نحط حد للراجل دا

 

نظرت "مسك" إليه بغضب بركاني بداخلها وهو يجمع أغراضه فى حقيبة السفر يستعد للرحيل فقالت:-

-أنت شايف أنه صح تسافر وتسيبني دلوقت وأنا حامل لوحدي


ألتف "تيام" إليها وحدق بعينيها الحزينتين، واقفة جانبًا ومُستندة على الحائط بظهرها وتعقد ذراعيها أمام صدرها ووجهها عابس من رفضها لرحيله، تنهد "تيام" بهدوء ثم قال:-

-الموضوع ضروري يا مسك ممكن تروحي تقعدي مع مامتك الفترة دى عشان متقعديش لوحدك


تنهدت "مسك" بأختناق من رؤيته لكل شيء سهلًا وقالت بسخط قوي:-

-أيه ضروري وأهم من مراتك اللى الحامل ها؟


-سبحان الله، دا أنتِ أتجوزتني مخصوص عشان تنتقمي من بكر ودلوقت أنتِ اللى بتعترضي

قالها بحدة صارمة لا يستوعب أمر رفضها لشيء كانت ترغب به بأستماتة فقالت "مسك" بهدوء:-

-بس دلوقت غزل عايش وهى عايزة تأخد حقها بأيدها وكمان أنا حامل مش هجازف بحياة اللى فى بطني عشان أى حاجة مهما كانت هى أيه؟ أنتِ على يدك أن كل حاجة مع بكر كانت بتعرض حياتي للخطر وأنا مش هجازف وأخذ ضربة كدة ولا كدة وأخسر أبنى


تبسم "تيام" بعد أن ترك ملابسه فوق الحقيبة وسار نحوها ثم مسكها من ذراعيها بلطف وقال بنبرة خافتة بلا غضب:-

-عشان كدة يا مسك بقولك خليكي هنا، عشان أنا مش هجازف بحياتك وحياة ابننا لكن كمان مقدرش أقعد وأحط أيدي على خدي وأنا عارف أن فى واحد مترصد لمراتي


تأفف مُتذمرة على حديثه ولم تجيب عليه بل غادرت الغرفة غاضبة منه ليستسلم إلى غضبها ثم أكمل تحضير حقيبته إلى السفر وخرج من الغرفة مُستعدًا للذهاب ليراها تجلس على الاريكة غاضبة منه وتتحاشي النظر له،جلس جوارها بلطف وقال:-

-مسك أنا مش عايز أسيبك وأنتِ زعلانة مني


لم تنظر إليه أو تتفوه بكلمة واحدة، سألها "تيام" بهدوء شديد قائلًا:-

-أنتِ هتفضلي زعلانة يعني؟


أستدارت له بغيظ شديد من تجاهله لكل شيء وتشبثه بقرار اللعب مع "بكر" حتى يقضي عليه وقالت:-

-أه هفضل زعلانة يا تيام، هفضل غضبانة منك لأنك مش مهتم بأى حاجة غير اللى بتفكر فيه وبس وبكل أنانية 


أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته من حديثها وهي تتحدث عن أنانيته رغم أنه يفعل ذلك لأجلها هى فقط، لأجل حمايتها من هذا المختل الذي يطمع بها وهى هنا لا تبالي سوى بعنادها وتكبرها فوقف من مكانه ثم غادر المكان بحزن يخيم على قلبه تاركها فى الخلف صامتة وحزينة...


______________________


(المدينة الزرقاء blue city ) 


جلس "زين" مع أخته و"جابر" ويتحدث عن العمل بجدية وعينيه تراقب "متولي" الذي يقف محله فى الخلف مُنتظر أوامرها، تحدث "زين" بنبرة قاسية حادة:-

-تأكدي لو فشلتي يا زينة مش هتقعدي فى وظيفتك دى أكثر من كدة، وخلي بالك لأن عيني عليكي ومش هنسي اللى عملتيه فيا


اومأت "زينة" له بغضب مصطنع ثم خرجت من المكتب ومعها "متولي" فقالت بتمتم خافتة:-

-أنا فاض بيا من معاملته الى زى الزفت ليا، هو ناسي أنا مالكة زي زيه بالظبط


تمتم "متولي" بهدوء شديد وخبث ينبعث من كلماته:-

-شوفتي دا اللى كنت بقولك عليه


ألتفت "زينة" إليه بهدوء وقالت بغضب مزيف:-

-عندك حق طول ما أنا ساكتة كدة هيركبنى أكثر ومش هوصل لحاجة


نظر "متولي" لها بهدوء وكانت صامتة عاجزة عن التفكير فى رد فعل مناسب وعينيها تحدق بـ "متولي" مُطولًا فقال:-

-أنا ساكت أهو زى ما طلبتي مني ومش هفتح بوقي بكلمة 


-أتكلم 

قالتها بعبوس قوي مصطنع ولا تعلم كيف رسمت هذا العبوس والغضب المزيفان على وجهها بهذه المهارة، تبسم "متولي" إليها بجدية ثم قال:-

-نشتري أسهم أكثر فى القرية وبكدة تقدري تواجهه على منصب الرئاسة لأن نسبتك هتكون أكبر


ألتفت "زينة" بغضب من كلماته وتقدمت بخطواتها للأمام مُندهشة من فكرته ولا تعلم أى رد يجب أن تقوله الآن فتمتمت بعجز:-

-أنت مجنون وأنا هجيب منين فلوس للشراء، أنت عارف السهم فى القرية بكام، دا أنا هتحتاج ملايين


تبسم "متولي" بسعادة من ترحيبها للفكرة وما يمنعها هو المال فقال بخبث:-

-نعمل قرض بالمبلغ اللى عايزين، أنا أعرف واحد ممكن يدينا المبلغ وبسعر فايدة أقل من البنك


نظرت "زينة" له بجدية بعد أن ضغطت على زر المصعد:-

-ومين دا اللى هيدينى ملايين


-بكر، العميل اللى بينزل عندنا هنا فى الفندق واللى رشحني للعمل معاكي

قالها بحزم وحماس قوي يحتله فإذا وافقت ستنجح خطة "بكر" فى الإستلاء على هذا المكان، تبسمت "زينة" بخبث شديد بعد أن ذكر "بكر" وقالت بحماس:-

-مش دا تاجر المخدرات اللى قولتلي تيام بيدور وراءه


أومأ إليها بنعم بحرجٍ كبير، لاحظت "زينة" أرتكبه فتبسمت بسعادة خبيثة وقالت:-

-دا معناه لو وافقت وحطت أيدي فى أيد الراجل دا ممكن اغلب تيام مش بس زين


أنقر بأصبعه بحماس ورحب بفكرتها أكثر التى تقتل حرجه وقال:-

-طبعًا وبكدة يبقي ضربتي عصفورين بحجر واحد


أومأت إليه بنعم وقالت بتوتر مُتعمدة أظهاره أمام "متولي":-

-ماشي سيبنى الأول أدورها فى دماغي ولحد ما أفكر فيها إياك تعمل حاجة من وراء ظهري فاهم


هز رأسه إليها بلطف مُتحمسًا للقادم فتبسمت "زينة" بخبث شديد وأتجهت غلى غرفتها وأتصلت بـ "زين" تخبره بما حدث ....


__________________________ 


سمعت "ورد" زوجها وهو يتحدث مع "زينة" مما زاد من قلقها عليه أكثر وأنتظرت حتى أنهى مكالمته وقالت بقلق:-

-زين أنا مش مرتاحة للى بتعمله


تبسم إليها وأخذ يدها معه وهما يسيران معًا وقال بلطف:-

-متقلقيش، قوليلي بقى كنتِ عايزة تأكلي أيه؟


رفعت نظرها إلى هذا الرجل الخبيث الذي تجاهل حديثها بمكر وكأنه لا يرغب فى خوض النقاش معها أكثر، ضحك ساخرًا من رفع حاجبها وهى تفهمه اكثر من نفسه ليضع ذراعه حول أكتافها بلطف وقال:-

-متبصيليش كدة يا ورد، أنا مش عايزك تفكري فى الشغل كثير، خليكي مرتاحة البال ورايقة عشان لما أجيلك بعد يوم طويل مليان بقرف الشغل تكوني رايقة وتدلعني ولا أروح أشوف واحدة تانية تدلعني يعنى


ضربته فى خصره بقوة من كلماته ليتألم بخفة من قضبتها ثم قال بحب:-

-هههه خلاص يا مفترية بهزار معاكي


-ايوة كدة أظبط، قال واحدة تانية قال

قالتها بجدية صارمة غاضبة من مزاحه عن الذهاب إلى أخرى، أخذ يدها فى يده بحب ثم قال:-

-وأنا أقدر برضو أبص لحد تاني، دا أنا عيني مبتشوفش غيرك يا عمري


تبسمت "ورد" إليه بعفوية كالبلهاء مُتناسية غضبها ورسمت بسمة على شفتيها تنير وجهها فقالت بلطف:-

-دا مش بمزاجك يا حبيبي


ضحك "زين" على كلماتها وهما يسيران ويراقبهما "متولي" من بعيد دون أن ينتبه "زين" له....


_____________________________ 


أخبره أحد رجاله أن "تيام" ذهب إلى زيارة "إيهاب" فى السجن أمس مما أغضبه وتذمر "بكر" بغضب سافر ثم قال:-

-هى حصلت لإيهاب بيتفقوا عليا هم، مش كفاية أنه كان السبب فى القبض عليا لا اللى أسمه تيام دا مش هيجيبها لبرا


دلف "متولي" إلى المكتب بحماس مما فعله وجاء لكي يخبره بما خطط له مع "زينة"، لكن غضب "بكر" أوقفه قبل أن يتفوه بشيء وقال:-

-فى أيه يا خالي


-عملت أيه فى اللى طلبته منك، ما أنت لو بتعمل اللى بطلبه منك صح مكنتش حصل اللى بيحصل

قالها "بكر" بتذمر غاضبًا وعلى وشك ضرب "متولي" يفرغ به هذا الغضب الكامن بداخله، تنحنح "متولي" بحرج وقال:-

-أعمل ايه؟ ليلة بتحاول طول الوقت وهو اللى تاب فجأة


ركل "بكر" قدمه بقوة ليسقط "متولي" أرضًا ويقول:-

-ما أنت اللى غبي؟ مجاش بمزاجه يجي غصب عنه، مسك مش هتجيلي طول ما هى بتحبه وتيام مهيكسرهوش غير خسارتها، ومهما تعمل مش هتسيبه عشان حبيته لكن العقل بيقول أيه؟ أيه


تمتم "متولي" بألم شديد فى قدمه:-

-أيه؟


جلس "بكر" على المقعد بغضب سافر ووضع قدم على الأخر وعينيه ترمق "متولي" الجالس على ركبته من سقوطه أثر ركلة "بكر" له وقال بجدية وحزم:-

-أن قلب الست العاشق ميكسروش ولا يدخل الكره له غير الخيانة، مسك لو عرفت أو شافت بعينيها أنه بيخونها هتكرهه لأن شخصيتها القوية متسمحش أنها تقبل بدا حتى لو عشان بتحبه، بالعكس دى تدوس على قلبها ولا أنها ترجع له بعد خيانته، عشان كدة لو معملتش اللى طلبته منك هشيل رأسك من مكانها يا متولي... سامع


-حاضر

قالها "متولي" بهدوء شديد ثم خرج من مكانه بخطوات غير متزنة..


___________________________ 


وصلت "مسك" إلى شقة والدها وكانت "غزل" هناك فى أنتظارها لترحب بها فور دخولها ولاحظت حزن أختها وعينيها الممتلئتين بالدموع وقالت:-

-ما لك؟


-مفيش

قالتها "مسك" بضيق يخيم على عقلها من تركه لها هنا وحيدة وذهب، دلفت إلى غرفتها تاركة حقيبة ملابسها، هرعت "غزل" خلفها بحيرة من حالة أختها والحزن الذي خيم على حياتها رغم أنها حققت أمنيتها بالزواج منه والآن تحمل بطفله وتعافت من مرضها، فتساءلت لما الحزن خيم على عقلها الآن وحالتها يُرثي لها، جلست "غزل" أمامها على الفراش وسحبت الهاتف من يدها ثم قالت:-

-ممكن تسيبي التليفون دا وتكلمني، حصل أيه يا مسك؟ ولا محصلش حاجة وزعلانة عشان تيام سافر


-أنتِ شايفة أن دا شيء ميزعلش

قالتها "مسك" بضيق شديد ووجه عابس وعينيها تحدق باختها مُنتظرة الجواب على هذا السؤال وكأن الجميع يخبرها بأن هذا شيء طبيعي وهى من تضخم الأمور فقط من تلقاء نفسها، تنهدت "غزل" بلطف تنهيدة دافئة ثم نظرت إلى يدي أختها وأخذتها من فوق قدمها وأحتضنتها بحُب فطري خُلق فى قلبها مُنذ أن كان معًا فى رحم والدتها ثم رفعت نظرها إلى "مسك" وقالت بلطف:-

-المفروض تكوني عاقلة يا مسك، تيام دلوقت أو بعدين حتى لو بعد ولادتك هيرجع على الغردقة لأنه المالك الرئيسي والرئيس للمكان دا ومفيش حد هيخاف على ماله وشغله قده، ولا أنتِ عايزاه يقعد جنبك من غير شغل بعد كل اللى حكيتهولي عنه وأنك أنتِ بنفسك وكل اللى حواليكي تعبته عشان توصلوا للمرحلة دى وأنه يشتغل معقول بعد ما وصل أنتِ اللى ترجعي


تمتمت "مسك" بإستياء وعينيها تكاد تبكي بدموعها الأسيرة داخل جفنيها وتتلألأ بهما:-

-أكيد لا، بس أنا خايفة عليه يا غزل، أنتِ أكتر واحدة عارفة مين بكر وممكن يأذيه أزاى، تيام مش مسافر عشان شغله قد ما هو مسافر عشان يعترض طريق بكر ودا اللى راعبني عليه


تبسمت "غزل" بحب إلى أختها وقالت:-

-خلاص يا ستي روحي له، أهو بقاله ثلاثة أيام ماشي وكل ما يتصل مترديش عليه ومخاصمة، فى واحدة عاقلة تخاصم جوازها، بلاش أنتِ متخيلة بابا هعمل أيه لما يعرف أنك مخاصمة جوزك اللى أتحديته عشانه، روحيه وكوني معاه لحد ما يستقر ويقدر يظبط حياتكمن بين هنا وهناك


نظرت "مسك" لها بتوتر شديد من كلماتها وطلبها فأشارت "غزل" لها بنعم وتابعت:-

-الصبح تروحي للدكتور وتسأليه السفر غلط على البيبي ولا لا ولو مفيش مشكلة للحمل تروحي لجوزك ومن غير ما تتصلي به وتعمليه مفاجأة حلوة وتأخدي هدية كمان، أوعي يا مسك تسيبي مشاكل الحياة تبعدكم عن بعد ولا تفتحي باب للهجر بينكم ومتسبهوش وقت المشاكل بالعكس أنتِ لازم تكوني سنده وظهره ومصدر قوته فى الوقت دا مش تسيبه لوحده وتتخاصموا


أومأت "مسك" لها بنعم فتبسمت "غزل" وجففت دموع أختها التى تساقطت مع حديثها بلطف....


_____________________________ 


أشارت "ليلة" على "تيام" وهو يجلس فى المطعم للنادل فأومأ إليها بنعم ثم ذهب إلى طاولة "تيام" وقال ببسمة خافتة:-

-تشرب حاجة يا تيام بيه


كان ينظر "تيام" على شاشة اللابتوب الموجود أمامه ويتابع عمله فقال بلا مبالاة دون ان يرفع نظره إلى النادل:-

-هاتلي قهوة مظبوط وكريم كراميل


أومأ إليه بنعم وألتف لكي يحضر ما طلبه وغمز بعينيه إلى "ليلة" التى تبسمت بسعادة فور غمزته لها ودلفت للمرحاض تهندم ملابسها أمام المرآة وأخرجت من حقيبتها الصغيرة أحمر الشفايف بلونه الأحمر الجريء ثم ورسمت شفتيها به وتبسمت بحماس وهى تنزل أكتاف فستانها للأسفل قليلًا حتى تظهر أكتافها العاري بوضوح وتركت قبلة هوائية لصورتها المُنعكسة فى المرآة وخرجت وصوت طقطقة كعبها العالي تطرب الآذان، أتصلت بـ "متولي" وهى جالسة على طاولة بعيد عن "تيام" وعينيها تراقبه وقالت بسخرية ونبرة سعيدة من أنتصارها:-

-بارك لي 


تبسم "متولي" بحماس من كلمتها وقال بصوت خافت:-

-وصلتي له


تبسمت "ليلة" بمكر نسائي وهى تراقب "تيام" عن كثب أثناء تناوله للحلوي التى وضع بها النادل المخدر وقالت:-

-عيب عليك دا أنا ليلة 


تبسم "متولي" بحماس وقال:-

-أول ما تخلصي كلمينى


أغلق معها وبعد أن أنهاء "تيام" تناول الحلوي كاملة، تبسمت "ليلة" ثم وقفت من مكانها وذهبت نحو طاولته بدلال ثم جلست على الأريكة التى يجلس عليها مُلتصقة به وقالت:-

-وحشتني


نظر "تيام" لها بصداع شديد أصاب رأسه وقال بجدية صارمة:-

-هو أنتِ؟ غورى من وشي أنا مش فايق لك


وقف من مكانه وهذا الصداع يزداد أكثر وأكثر بينما تابعت "ليلة وهو يدخل المصعد فدخلت معه وضغطت على زر إغلاق الباب، أقتربت منه وهو يضع يديه على جبينه من الصداع وشعر بأنه على وشك فقد صوابه وربما يفقد عقله، تبسمت "ليلة" هى تحيط خصره بذراعيه وهمست فى أذنه بدلال:-

-شكلك تعبان


دفعها "تيام" بتعب بعيدًا عنه وبدأ يشعر بأختناق من هذا المكان المغلق فخرج من المصعد وأتجه إلى غرفته بتعب ويتكأ بذراعه على الحائط حتى وصل للباب وشفتيه تُتمتم بأسمها مُحاولًا التخلص من هلاوسه التى أصابته:-

-مسك


فتح باب الغرفة بصعوبة وهو يشعر بحرارة جسده تزداد أكثر فأكثر، ولج للغرفة وسقط المفتاح من يده وألقي بجسده سريعًا على الفراش وبدأ يتنفس بصعوبة لكنه شعر بدفء جسدها وهى تقترب منه أكثر وتداعب أزرار قميصه بأصابعها النحيل وتناديه بنبرة مُثيرة:-

-تيام، حبيبي


نظر بصعوبة إليها وكان رأى وجه زوجته "مسك" التى لطالمه أشتاق لها وتألم من خصامها له فى الأيام الماضية، تمتم بنبرة خافتة من هلاوسه:-

-مسك....


___________________________ 


ترجلت "مسك" من السيارة أمام باب الفندق وسألت مؤظفة الأستقبال عن زوجها لتخبره بأنه صعد من قليل إلى غرفته، تبسمت "مسك" بلطف وتركت حقيبة ملابسها إلى الموظف كى يأخذها إلى الجناح الملكي وأنطلقت بباقة الورود التى تحملها بين يديها لأجله إلى حيث غرفته، قابلها "جابر" ورحب بها كثيرًا بسعادة وقال:-

-حمدالله على السلامة


تبسمت "مسك" بسعادة إليه وقالت بلطف:-

-الله يسلمك يا جابر


تركته ببسمة مُشرقة وضربات قلبها تتسارع وعقلها يتخيل رد فعله عندما يراها أمامه هل سيعانقها؟ أم سيركض إليها؟ تبسمت بخجل مما تتخيله فى عقلها من طريقة استقباله لها وحاولت ترتيب الكلمات التى ستقولها هل ستعتذر بكلمة واحدة أم ستخبره أولًا أنها أشتاقت إليه؟ ترجلت من المصعد وأتجهت إلى الغرفة وتسير فى الرواق حتى وصلت إلى الغرفة، تبسمت بحماس وكادت أن تطرق الباب لكنها رأت المفتاح على الأرض، أخذته وفتحت الغرفة بحماس وبسمتها لم تفارق وجهها وتنيره تمامًا كعينيها التى تتلألأ ببريق العشق لكن سرعان ما تلاشي كل شيء وتحولت السعادة والأشتياق لبركان ناري وسقطت باقة الورود من يدها بصدمة ألجمتها عندما رأته فى فراشه ونصفه العلوي عاريًا وبين ذراعيه هذه الفتاة الخبيثة "ليلة" وترتدي ملابس نوم عارية تكاد تخفي جسدها وغارقين فى نومهما هم الأثنين، تسللت الدموع من عينيها كالفيضان مما تراه وتوقف قلبها عن النبض من الألم وأستوطنها ألم الخيانة فقط لتصبح خيانته جحميًا لها ونيران أحرقت قلبها للتو........



#وختامهم_مَسك  

الفصــــــــــل الثــــامن والعشـــرون (28)

بعنــــــوان " خيـــــــــانـــة"


ظلت تتطلع به غارقًا فى نومه وبين ذراعيه هذه الفتاة الخبيثة، اللعينة التى مزقت قلبها بالقرب من مُتيمها هكذا وكيف تجرأت على لمسه؟، هزت "مسك" رأسها بالنفي لا تُصدق ما يسأله عقلها فهذه الفتاة ليست المجرمة وليس عليها ذنب فى فعلتها بل كل الحق والمجرم الوحيد فى حق قلبها الآن هو "تيام" زوجها الذي تقرب من غيرها فى غيابها وأستغل خصامهم وهجرها ليعود إلى فتيات الليل بخبث وقسوة، كأنه قرر معاقبتها على الهجر بهذه الطريقة المُميتة لقلبها، ألتفت لكي تغادر الغرفة بعد ما رأت كل هذا بقرة عينيها ودموعها لم تتوقف للحظة لكن توقفت قدميها عن السير وقالت بتمتمة تعتصر شرايين قلبها التى تحمل عشقه بداخلها:-

-لا


عادت إلى الفراش بغضب سافر وأخذت أناء الماء من فوق الطاولة  ورمت به فى وجهه ليفزع من نومه بذعر وصرخ:-

-فى أيه؟


أتسعت عينيه على مصراعيها حين رأها تقف أمامه باكية بل مُنهارة تمامًا وتحدق به بنظرات مُشئمزة تحمل الكره والغل فقط، لم يفهم سبب كل الكره وما الشيء الذي أبكاها بهذه الطريقة وشهقاتها تمزق قلبه وتوخزه بقوة، قال بخفوت وقلق عليها:-

-مسك....


قاطعته بصفعة قوية على وجهه تحمل بين طياتها وأناملها قوة غضبها البركاني الذي أحرقها من الداخل وأدارت رأسه من قبضتها مُصدومًا من فعلتها لكن سرعان ما ترجم عقله كل شيء عندما رأي "ليلة" فى فراشه بقميص نوم وهو بدون قميصه، أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته أكبر من صدمة صفعها له وفتح فمه من هول الفزع الذي أصابه وقد فهم الآن سبب بكاءها وقسوتها ولما تجرأت "مسك" على رفع يدها به؟ فاق من صدمته المُميت على صوتها وهى تقول بألم يمزقها من الداخل ويخنق حنجرتها لتكن نبرتها مؤلمة أكثر:-

-أنا عملت أيه عشان تعاقبني كدة؟، كانت عايز أيه من عملتك تقهرني ولا تربينى هااااا 


نظر إليها بذعر بعد أن صرخت فى وجهه وفتحت "ليلة" عينيها على صوت صراخها لتُصدم من وجود "مسك" التى مسكت بهما بالجرم، تمتم بذعر خوفًا عليها وقد فم من نظراتها أن علاقتهم وزواجهما وصل للنهاية قبل أن يبدأ حتى:-

-والله ما عملت حاجة؟ أنا حتى مش فاكر ... 


مسك جبينه بغضب لا يعرف ولا يفهم كيف حدث هذا؟ كيف تجرأ على خيانتها وهى تسكن قلبه؟ لم يستوعب ما يحدث أو كيف فعل هذه الجريمة بحق "مسك" محبوبته؟ وعدها ألا تلوث فتاة أخري بيتها بين ذراعيه والآن ماذا فعل بها؟، ظلت دموعها تنهمر أكثر وأكثر وعينيها تحفر هذا المشهد المُرعب والقاتل لقلبها فى مُخليتها لتُتمتم بحسرة مزقتها:-

-حرام عليك قلبي وروحي، بس الغلط مش عليك الغلط عليا أنا وثقت أن واحد بنجاستك ممكن يتوب ويتصلح حاله، أنا اللى غلطانة أنى صدقت أنك بتحبني لكن لا أنت بس كنت بتمثل عليا لحد ما توصل للى عايزاه


مسكته "مسك" ذراعيه بقهرة وعلى وشك فقد صوابها ويجن عقلها من هذه الخيانة لتقول بتمتمة وسط بكاءها:-

-قولي أعمل فيك أيه؟ أقتلك ولا أطلع قلبي من صدري وأرمي فى النار لأنه حبك، كان لازم أصدقلما أتقالي أن ديل الكلب عمره ما هيتعدل 


رأت "ليلة" تسلل بخوف من الفراش لتهرب من نار هذه الزوجة فجذبتها "مسك" من شعرها بقوة لتصرخ "ليلة" بألم قوى من سحبها وتسمع "مسك" تقول بغضب سافر:-

-رايحة فين يا زبالة؟ لتكوني فاكرة أنى هرحمك 


سحبتها من فوق الفراش بقوة لتسقط "ليلة" أرضًا بقوة فصرخت من أرتطام جسدها بالأرض بينما "مسك" تقول بغيظ شديد:-

-لتكوني فاكرة أنك هتدمري حياتي وتمشي كدة


فتحت باب الغرفة وألقتها بالخارج بملابسها الشبه عاري وتجمع الجميع على صراخها وصفعها المتتالي لوجه "ليلة" بقوة، جاء "جابر" و"ورد" على صوت الصراخ ليُصدم عندما رأه "ليلة" على الأرض و"مسك" تجلس فوقها وتصفعها بقوة وغضب يحرقها من الداخل حتى بات وجه "ليلة" عبارة عن بركة دمائية من ضربات "مسك" القوي، أبعتها "ورد" و"جابر" بالأكراه بعيدًا عنها وكانت "ليلة" قد فقدت الوعي كليًا من قبضة هذه المرآة، سألتها "ورد" بفضول وصدمة ألجمتها من حالة "ليلة":-

-حصل أيه؟ 


صرخت "مسك" بألم شديد فى بطنها وكأن حسرتها ونزيف قلبها المُحترق تسللوا إلى رحمها حيث طفلها لتحرقه النيران مع والدته:-

-أبعدي عني والله لأقتله الخاين وأحرق قلبه زى ما حرقلي قلبي وروحي


أتسعت عين الجميع على مصراعيها عندما نعتته بالخائن ورؤية "ورد" بهذه الملابس العارية جعلهم يترجموا الموقف بسهولة وأن هذه الزوجة وجدت فتاة بأحضان زوجها، وضعت يديها على بطنها بألم شديد يحرقها كأن هذا الطفل تؤطأ مع والده على تمزقها من الوجع وجاء دوره الآن، دفعت "ورد" بعيدًا عنها ودلفت للغرفة حيث "تيام" الجالس مكانه بصدمة ألجمته وما زال لا يستوعب ما يحدث ويعتقد بأن يرى منامًا سيئًا بسبب ماضيه، دلف وراءها "جابر" ليراه بالفراش فصرخت به غاضبة:-

-طلقني... 


رفع نظره إليها وترجل من الفراش وهو يرتدي قميصه سريعًا وقال:-

-لا، أنا معملتش حاجة 


صفعته من جديد أمام "جابر" بنيران قد أحترقتها وأنتهي الأمر لتقول بألم:-

-كداب وخاين ليكون أنا اللى جبتها بين أحضانك، طلقني يا أزبل خلق الله 


لم يبالي بكلماتها ووجهها المُلتهب بأحمرار غضبها وحسرتها كافيًا بأن يخبروه بأنها ليست فى وعي وما زالت تحت تأثير صدمة ما رأته، أقترب أكثر منها ومسك أكتافها بلطف وقال بنبرة خافتة:-

-لا مش هطلقك، مش هعملها تاني... أنا مظلوم والله وما أعرف عملت كدة أزاى بس مش هطلقك على الأقل عشان أبننا


مسكته من قميصه وعينيها ينبعث من الشر والغضب وقالت بتحدٍ وقوةٍ:-

-والله لو ما طلقتني لأنزله وأخلص منه، أصلًا أنا قرفان أشيل حتة من نجس زيك جوايا فبلاش تختبري صبري عليك


تطلع بعينيها الباكيتين ويديها التى ترتجف من صدمتها فوق صدره وشفتيها المُرتعشة، كل هذه الألم الواضح فى ملامحها لا يصدق أنه سبب هذا فقال بندم شديد على تسببه لها بهذا الوجع المُميت:-

-أنا أسف والله أسف حتى لو مش عارف عملت كدة أزاى؟ بس متسبنيش عاقبني بالطريقة اللى تعجبك يا حبيبة قلبي


ما زالت دموعها تذرف بوجع لا يُحتمل فتركت قميصه بقوة ودفعته بعيدًا عنها بقبضتها القوي فى صدره وقالت بحزن:-

-الله لا يهنيك يا تيام ولا تنعم فى يوم براحة، يارب يورينى فيك نفس الوجع اللى جوايا ... غور من وشي ومتورنيش وشك عمرى كله حتى لو ميت


خرجت من الغرفة مُنهارة كليًا وتضع يديها على فمها تكتم شهقاتها، نظر "جابر" إلى "تيام" بغضب سافر مما تسبب فيه لزوجته من حسرة وحزن، لقد جعل ألم الخيانة وطنًا لهذا القلب النابض له بين ضلوعها، أستوطنها نيران عشقها المُحترق من خيانته..

خرج "زين" من المصعد فى نفس الطابق بعد أن سمع من زوجته ما حدث ليراها هناك تسير فى الرواق بخطوات بطيئة مُنهارة كليًا وباكية بهستيرية، تقدم نحوها بخطواتها لكن قبل أن يصل إليها رآها تسقط على الأرض فاقدة للوعي من صدمتها وألمها الذي لم يتحمله القلب....


____________________________


ذهب "متولي" ذعر إلى المستشفي التى نقلت إليها "ليلة" بعد ضرب "مسك" المبرح لها ورأى وجهها الجميل قد تمزق كليًا بالكدمات وكسرت "مسك" أسنانها من قبضتها القوية وغضبها الناري، لم يُصدق ما يراه لتفتح "ليلة" عينيها بتعب وألم يمزق وجهها، حاولت أن تتحدث لتأني من الوجع أكثر فقال "متولي" بلطف:-

-متتكلميش، حاولي تجاوبينى بصبعك، صورتيه


أشارت له بنعم بسبابتها فتبسم بحماس ثم سألها:-

-هى قفشتك فى علاقة؟


أشارت له بلا وتضع يدها الأخري على وجنتها من الوجع، عاد "متولي" بسؤال جديد ولا يبالي بحالة هذه الفتاة ، بل كل ما يهتم له هو ما يريده:-

-تيام دخل معاكي فى علاقة


صمتت قليلًا وهى تتذكر كيف كان يردد أسم "مسك" بجنون كأنه مهووسًا بعشقها، تبسم "ليلة" أكثر بحماس عندما رأته أوشك على فقد الوعي وظلت تراقبه من بعيدًا بخوف من أن يتعرف عليها إذا لمسته فبالتأكيد عاشقًا مثله سيميز لمسة محبوبته من بين جميع الناس، أنتظرت حتى فقد وعيه كليًا وغاص فى نومه، أقتربت من باب النافذة وفتحها ليتسلل أحدًا من شرفة الغرفة المجاورة ويحمل فى يديه كاميرا، نزع قميصه عن جسده وتركه بالفراش حتى خرجت "ليلة" بقميص نومها من المرحاض بعد أن بدلت ملابسها وصعدت بالفراش جواره، بدأ هذا الرجل يساعدها فى ألتقاط الصور المُثيرة لهما وهى تضم "تيام" وتقبل وجنته وتداعب صدره بأناملها، أخذ اكثر من 10 صور لهما وغادر من الغرفة كما جاء لتظل "ليلة" مكانها قربه وتتطلع بملامحه، رفعت يدها إلى وجنته بإعجاب بوسامته عن قرب وقالت بتمتمة:-

-ااااه، لو بأيدي مكنتش أسيب الليلة دى أبدًا 


باتت تتفحص ملامحه بإعجاب وتتمني لو فتح عينيه للتو وضمها أكثر إليه ولو ليلة واحدة تعيشها بين ذراعي هذا الرجل الذي تتمناه أى فتاة قد يقع نظرها عليه، لم تقوي على فراق ذراعيه وظلت بينهم حتى غاصت فى نومها ويا ليتها تركته وهربت حتى لا تفتح عينيها على زوجته المُجنونة التى أوصلتها لهذه الحالة ومزقت جمالها ووجهها الساحر، أشار إلى "متولي" بلا وقالت بصعوبة من ألم فمها:-

-لا والحمد لله أنه لا، تخيل لو كنت عملتها كانت المجنونة دى عملت فيا أيه


أقترب "متولي" من اذنها بغضب سافر وهمس بنبرة مُرعبة:-

-كُنت قتلتك أنا يا ليلة، لأنك ليا أنا لوحدي


أبتلعت لعابها بخوف من هذا الرجل المهوس بها ومع ذلك جلبها لترتمي بين ذراعي غيره ويلتقط الصور لجسدها بملابس نومه مع غيره، حدق بعينيها بنظرات نارية أرعبتها ثم مسح على رأسها بلطف وقال:-

-أحمدي ربك أنك لسه عايشة


تمتمت بضعف شديد وصوت مبحوح وتضع يدها على فمها من الوجع:-

-وما دام خايف عليا.... ليه بعتني هناك 


نظر لها بخبث شديد ثم قال بجدية صارمة:-

-عشان المصلحة عايزة كدة، أنا همشي وأجيلك تاني


غادر المستشفي لتتنفس الصعداء بصعوبة ولا تستوعب حُب هذا المجنون لها....


___________________________ 


فتحت "مسك" عينيها بصعوب من التعب لتتذكر ما حدث وعادت للبكاء، وجدت نفسها فى غرفة الجناح الخاص و"طاهرة" الخادمة بجوارها وهكذا "ورد" العابسة، أعتدلت فى جلستها بصعوبة لتقول "ورد" بحزن:-

-خليكي مرتاحة الدكتور قال ممنوع تتحركي لأن الحمل فى خطر


ترجلت من الفراش غاضبة من قلبها توفي وتوقف عن النبض عندما رأت خيانته فأصبحت تشبه الجثة المُتفحمة من النيران وقالت بقساوة وجحود:-

-ايه.... خليه ينزل ويخلصني أساسًا أنا مش طايقة أشيله جوايا اكتر من كدة


دمعت عيني "ورد" بحزن شديد من هذا الوجع الذي أصابها وتساءلت كيف لأم ان تكره جنينها المتصل بقلبها ويسكن أحشاءها بهذا القدر؟ تمنت الموت له قبل أن يولد أو تراه، وقفت بذعر من حركة "مسك" وقالت:-

-بالله عليكي أرتاحي لحد ما تهدئي وتعرفي تفكري أنتِ دلوقت مصدومة ومش واعية بتعملي أيه؟


فتحت "مسك" باب الغرفة ووجدته يجلس مع "زين" و"جابر" بقلق بعد ما سمعه من الطبيب وسارت مُتجهة للمصعد حتى تغادر هذا المكان فأسرع إليها لا يبالي بشيء سوى صحتها وتحذير الطبيب له من حركتها، مسكها من ذراعها بقوة وقال:-

-أنتِ رايحة فين؟


نظرت إلي يده بغضب سافر وقالت بتهديد واضح:-

-لتكون حابب تأكل كف قصادهم مرة تانية


ترك يدها بإستياء من كلمتها وقال بتحذير:-

-خليكي هنا مرتاحة وأنا بوعدك متشوفيش وشي ولا حتى ظلي، لكن متعرضيش نفسك وابننا للخطر


ألتفت "مسك" إليه بغضب سافر وقالت بنظرات غليظة نارية:-

-أنا قولتلك أنى مش عايزة ولو هو اللى هيحرق قلبك فأنا مستعد أطلعه بأيدي وأرمي فى وشك


أقترب "جابر" بهدوء منهما ربما يقوي على إخماد هذه العاصفة التى حلت بهم وقال:-

-تيام بيه مُصر أنه معملش حاجة


ضحكت "مسك" بسخرية قاتلة من كلماته وقالت:-

-لأكون سمعت الخبر من حد وصدقت ولا وصلتني رسالة جوزك بيخونك، أنا شوفته بعيني معقول أكذبهم وأصدق واحد زيه، طب أزاى وكل اللى هنا بيعرفوا حقيقته وماضيه الزبالة، دا مش جديد عليه وأنا مش مستغرباه.. أنا مستغربة أزاى قدر يقعد المدة دى كلها من غير ما يلعب بديله.


أقتربت خطوة أكثر منه ونظرت بعينيه بوقاحة وقالت بأشمئزاز:-

-ولا أنت أصلًا كنت بتلعب بديلك وبتخوني من زمان وكنت أنا المُغفلة... يا تري كام واحدة خنتني معها... بس تصدق أنا كنت مُغفلة فعلًا لأن من البداية وأنت وعدت أنى أكون بين أيدك زيهم وبمجرد ما وصلت للى عايزاه رميتني، برافو عليك والله ممثل مفيشه من أتنين


مسكها من ذراعها بقوة ونظرات غضب بركاني تشتعل بداخله وهى تتهمه بالخيانة طيلة هذه الفترة رغم أنه لم ينظر مجرد نظرة لأى امرأة سواها وقال بحزم:-

-أنا مش خاين يا مسك ولا بمثل وهي وقت تعرفي أنى كنت بحبك بجد وأتقت ربنا فيكي


قهقهت ضاحكة على كلماته وقالت بعيني باكية:-

-كنت!! وليه جاي على نفسك كدة، كتر ألف خيرك والله انك كنت بتحبي والحمد لله أنه كان فى الماضي 


ألتفت لكي تغادر هذا المكان الذي قُتل قلبها فيه لكن أستوقفه "تيام" بصوته القوي يقول:-

-أنتِ مش هتطلعي من هنا ألا لما تصدقي وأثبت لك أنى بريء من خيانتك؟ بعدها القرار ليكى، لكن لحد الوقت دا يا مسك رجلك مش هتخطي الجناح


قالها وغادر هو هذه المرة غاضبًا وأمر رجاله بأن يمنعوها من الخروج حتى لو بالقوة، كزت على أسنانها بضيق شديد من سجنها هنا وصرخت بغيظ:-

-والله حتى لو كنت بريء يا تيام، إحنا أتنهينا


عادت إلى غرفتها وجهشت فى البكاء من جديد مرة أخرى بأنهيار...


_____________________________ 


دلف "متولي" إلى مكتب "زينة" فى الصباح الباكر وقال:-

-صباح الخير


تبسمت "زينة" إليه بهدوء وقالت:-

-صحي النوم يا جناب البيه، خليك والله لحد ما نجيبلك الفطار لحد السرير


تنحنح "متولي" بحرج من كلماته الساخرة وقال:-

-أسف


-تيام عامل أجتماع مجلس إدارة الساعة عشرة

قالتها بحزن مُصطنع من هذا القرار فتبسم "متولي" بحماس وقال:-

-أنا كلمت بكر فى حوار القرض وهو وافق وعايز يقابلك يعنى مهما كان الأجتماع دا والهدف منه إحنا فى خلال أيام هنكون أصحاب النسبة الأعلي ويحق لنا الإدارة


أومأت إليه بنعم وقالت ببرود قاتل:-

-ماشي حدد ميعاد وبلغني بيه

 

تبسم "متولي" بحماس أكبر وقبل أن يتابع حديثه دلف الموظف إلى المكتب ويقول:-

-شوفتي اللى حصل يا أنسة زينة


نظرت "زينة" إليه بحيرة وعدم فهم ليفتح لها التابلت وصُدمت مما تراه...


_________________________ 


أتسعت عيني "زين" و"جابر" من رؤية هذه الصور التى نُشرت على مواقع التواصل الأجتماعي عن "تيام" و"ليلة" وقد شوش الفاعل وجهها حتى لا يظهر رغم وضوح ملامح "تيام" مُتعمدًا فضحه أمام الجميع، تمتم "جابر" بصدمة ألجمته وقال:-

-الله يستر من الكارثة دى


تحدث "زين" بقلق من هذه الصور وقال:-

-كان ناقصنا دان مستحيل مجلس الإدارة يوافقوا على تنصيبه الرئيس بعد الفضيحة دى


نظر "جابر" له بحيرة وعجز عن فعل شيء فى الساعة الباقية عن الأجتماع....


_________________________


ضربت "مسك" الهاتف فى الحائط بغضب سافر بعد رؤيتها لهذه الصور وصرخت بأنفعال وجعًا، دلفت "ورد" على صراخها بفزع وصُدمت مما تراه وهذه الفتاة قد حسمت امرها فى قتل قلبها بيدها، أوقفتها "ورد" بذعر شديد يتملكها الأن:-

-أنتِ رايحة فين؟


-رايحة أحرق قلبه زى ما حرق قلبي

قالتها "مسك" بحسرة تأكلها حتى أصبحت بلا قلب ولا تعرف عن الرحمة شيء، خرجت من الغرفة وأنتبهت "ورد" إلى الورقة الموجودة على الفراش فذهبت نحوها ووجدت رقم، أعطت الورقة إلى "جابر" وقالت:-

-أنا خايفة عليها ومعرفش دا رقم مين؟


أعطي "جابر" الورقة إلى احد رجاله وطلب منه معرفة صاحبها وعاد بعد قليلًا بدقائق معدومة تكفي لأتصاله بزميل يعمل فى شركة الأتصالات وقال:-

-دا رقم عيادة دكتور أمراض نسا


أتسعت عيني الجميع من هذا الأمر وقد فهموا دون أن يتحدث أحدهم سبب هذا الرقم وتمتمت "زينة" بصدمة ألجمتها:-

-معقول تنزله؟ لا أكيد يا جابر مش هتعملها مفيش أم تقتل أبنها بأيدها...


-أبعت لتيام بيه بسرعة

قالها "جابر" بخوف شديد من أن تفعل هذا لكن لم يجد أحدًا أثرًا له بهذا المكان وهاتفه مُغلق كأن القدر يساعدها فى قتل هذا الرباط والصلة الأقوي التى تجمعها به...

_________________________ 


دلفت الممرضة إلى غرفة "ليلة" ووضعت حقنة فى الكانولا المتصلة بوريدها فقالت "ليلة" بتعب:-

-أنا لسه واخدة الدواء


رفعت الممرضة نظرها وابتسمت بسمة خبيثة مُرعبة لتقول "ليلة" بخوف أحتلها:-

-أنتِ مش ممرضة؟ مين اللى بعتك .... متولي!!


اتاها صوته من تجاه الباب يقول بقوة وغضب يحرقه من فراق زوجته وبكاءها:-

-لا دا أنا


نظرت إلى "تيام" بذعر ووجهه كان مُرعبًا كأنه جاء بالهلاك وبين يديه يحمل موتها بقسوة، رؤية "مسك" تبكي وترتجفن قهرتها والحسرة التى أصابت قلبها ما زالت توخز قلبه بل تطعنه بخنجر فى مقتل، سريعًا ما فقدت "ليلة" وعيها ليفسح "تيام" الطريق لرجاله ودلف لكي يأخذها من المستشفي........

بنفس اللحظة التى أغمضت "مسك" عينيها على السرير أمام الطبيب فاقدة للوعي من المخدر الذي أستحوذ على دمائها وسار فى شرايينها رويدًا رويدًا وما زالت الدموع لم تجف من عينيها على ما ألت إليه الأمور وتفتيت قلبها من فرط الوجع والخيانة التى أستوطنتها بين طيات ألمها لتصبح أسيرة هذا الوجع المُرعب الذي لم يتحمله قلب بشري عاشق....

 تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا







تعليقات

التنقل السريع