القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

روايةغفران هزمه العشق الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون بقلم نورا عبد العزيز

 

روايةغفران هزمه العشق الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون  بقلم نورا عبد العزيز



روايةغفران هزمه العشق الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون  بقلم نورا عبد العزيز




رواية

♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

الفصل الســـــادس والعشـــــــرون ( 26 )

___ بعنــــوان " جراءة امرأة" _


فتحت "قُسم" عينيها بتعب فى جميع أنحناء جسدها وتكاسل يحتلها لتشعر بثقل على خصرها ودفء شديد فى جسدها، نظر جوارها لتراه نائمًا مُتلصقٍ بها ويطوقها بأحكام ورأسه مدفون فى جبينها، أحمرت وجنتيها خجلًا وهى تتذكر ما حدث أمس وحاولت أن تتسلل من بين يديه برفق قبل أن يستيقظ حتى نجحت فى ذلك لتسحب روبها من الأرض وتهرع لخارج الغرفة قبل أن يستيقظ "غفران"، تبسم بخفة مع خروجها وفتح عينيه ليكفي عن أصطناع النوم، تنفس بأريحية وشعور بالسعادة يجتاحه بعد ليلة أمس، بعثر شعره بيده وهو يغادر الفراش بصدر عاري، أتجه إلى المرحاض ليأخذ حمام دافئ قبل أن يستعد للخروج إلى العمل، أختار بدلة رمادية وقميص أسود اللون وساعة معصمه السوداء ثم ترجل للأسفل، بحث عن "قُسم" بأنظاره لكنه لم يجدها فسأل عنها خادمته لكنها قالت:-

_ منزلتش لسه، تحب أطلع أصحيها 


تبسم "غفران" على خجل محبوبته الذي جعلها تختبي من لقاءه وقال بعفوية:-

_ لا يا همس، روحي أعمليلي قهوة 


أومأت إليه بنعم ودلف "غفران" إلى مكتبه........


______________________ 

فى شقة "جميل" كان جالسًا على السفرة مع أسرته لتقول "صفية" بقلق على ابنتها:-

_ بصراحة بعد ما شوفته بيضرب مراته وبنته اللى راماها بذراعه من غير ما يفرق معاه ومخافش عليها قلقت أوى على قُسم وخوفت نكون أتسرعنا فى الحكم عليه وجوزنا بنتنا 


تحدث "جميل" بنبرة جادة بينما يأكل لقمته:-

_ مش أنتِ اللى قُلتي أنها بتحب وأنه مينفعش أجوزها لواحد غصب عنها 


_ انتوا مكبرين الموضوع ليه؟ ما قُسم مبسوطة ومرتاحة، أنا لو مكانكم بصراحة هفكر أعمل الفرح وأخلص وكدة أو كدة هي خلاص بقت مراته

قالها "قاسم" بلا مبالاة وهو لا يهتم كثيرًا بحديث والديه وقد نفد السهم وباتت أختاه زوجة لهذا الرجل، نظر "جميل" إليه فقال "قاسم" بجدية:-

_ أيوة يا بابا، قُسم خلاص بقيت مراته والكلام ولا هيقدم ولا هيأخر حاجة ولا هغير من الواقع 

 

هز "جميل" رأسه بحيرة وحديث زوجته عما حدث أمامها أفزع قلبه على ابنته من القادم ......

______________________ 

 

ترجل "عُمر" من سيارته أمام بناية سكنية فى التحرير يحمل فى يده باقة من الورود الحمراء وعلبة من الشيكولاتة، خرجت "ليلي" من شرفة شقتها مُبتسمة بسعادة بسبب قدوم "عُمر" وقد نفذ ما وعد به، تبسم إليها ثم ألتف يأخذ يد والدته معه وصعدوا معًا إلى الأعلى، رآها وهى تقف خلف الستار مُرتبكة وتتنفس بصعوبة وصوت عالى من التوتر بسبب قدوم حبيبها إلى والدها، جاءت والدتها من الداخل وقالت:-

_ هتفضلي واقفة كدة خشي هاتي العصير للناس


أومأت إليها بنعم ودلفت إلى المطبخ مُسرعة وبدأت تحضر الكؤوس وتسكب العصير بتعجل حتى تخرج وتسمع حديثهما، خرجت حاملة صينية العصير وعينيها ترمق "عٌمر" بخطواتها الثابتة، رفع "عُمر" نظره إليها بسعادة ولا يُصدق أنه هنا فى منزلها، كانت جميلة تخطف قلبه من جديد بفستانها الأزرق وحجابها الأبيض مع الكعب العالي الذي يطرق بخطواته على قلبه فكل مرة تخطي نحوه به، أرتبكت جدًا من نظرته حتى تعثرت فى خطوتها من الأرتباك وكادت تسقط بالعصير ليهرع "عُمر" نحوها ويأخذ الصينية من يدها فضحكت "ليلي" بعفوية وقلبها الآن على وشك التوقف من شدة نبضاته السريعة وعلقت عينيها بعينيه فى نظرة مُطولة تتسارع فيها نبضات قلوبهما وحرارة العشق تلتهب بداخلهما، تنحنحت والدته بلطف لتوقف هذه النظرات العاشقة بينهما الآن فعاد إلى مجلسه وهى خلفه ، تبسم والدها بعينيه حين رأى ابنته سعيدة بهذا القدر ثم قال:-

_ ها يا عروسة ؟ قُلتِ أي؟ تحبي تأخدي وقت تفكري كويس


نظرت "ليلي" إلى "عُمر" وأحمرت وجنتيها خجلًا لتطأطأ رأسها الصغير أرضًا فقالت والدتها بحماس لرؤية ابنتها عروسة:-

_ وقت أى يا حج ما أنت شايف وزى ما بيقوله السكوت علامة الرضا


_ ها يا ليلي؟

سألها من جديد لتقول بصوت مبحوح خجلًا:-

_ اللى تشوفه حضرتك يا بابا


تبسم أكثر على خجل طفلته التى باتت عروسة جميلة ووقال بلطف:-

_ ماشي، نحدد ميعاد نقرأ الفاتحة فيه


_ ليه يا عمي ، ما خير البر عاجله 

قالها "عُمر" فنظر الجميع إليه بدهشة من تعجله للأمر، خرجت ضحكة خافتة من "ليلي" ليوافق والدها على الخطبة وقراءة الفاتحة، أقترب منها بلطف وأخرج من جيبه علبة صغيرة بداخلها خاتم سوليتير جميل وقدمه إليها لتقول:-

_ عرفت مقاسي منين؟


ضحك "عُمر" بخفة وهو يأخذ يدها فى راحة يده وقال بعفوية هامسٍ إليها:-

_ هو فى أي أنا معرفهوش عنك يا قمري، بحبك


توردت وجنتيها أكثر وعينيها تلمع ببريق العشق وقالت:-

_ وأنا بحبك يا عُمري


________________________ 


[[ قصــر الحديــدي]] 


خرج "غفران" من غرفته بضيق ويشعر بحالة من الملل تُصيبه فترجل من الأعلى وهو ينادي على خادمته :-

_ فاتن... يا فاتن


خرجت "فاتن" إليه مُتعجلة على صوته وقالت:-

_ أيوة


تحدث وهو يبحث حوله بأنظاره قائلًا:-

_ مشوفتيش قُسم


_ كانت طالع الجنينة من شوية

قالتها "فاتن" بنبرة هادئة ليشير لها بان تذهب واتجه نحو الحديقة، فتح الباب الزجاجي وعينيه تحملق بجميلة التى تسير فى الحديقة حافية القدمين وأصابعها الدافئة يتغلغل بينهما العشب الأخضر البارد، مُرتدي فستان أخضر اللون طويل وشعرها الكستنائي يتطاير مع نسمات الهواء الشديدة، تبسم بلطف وهو يسير نحوها بُحب وقلبه العاشق ينبض لأجلها وكأن قلبه من يصبو إليها وليس قدميه، أقترب أكثر لينزع سترته الصوفية الرمادية عن جسده ووضعه على أكتافها من الخلف لترفع "قُسم" رأسها إلى الخلف حيث زوجها فأحمرت وجنتيها خجلًا فقال "غفران" بنبرة خافتة:-

_ هتفضلي تتهربي مني كدة كتير


_ مش بتهرب ولا حاجة يا غفران

قالتها وعينيها تحملق فى العدم فرفع يده إلى ذقنها يُدير رأسها إليه حتى تتقابل عيونهما وقال "غفران":-

_ أمال عينيك بتهرب مني ليه؟ 


_ غفران

قالتها بنبرة دافئة، مسك "غفران" ذراعيها يٌقربها إليه وقال:-

_أحلى غفران سمعتها فى حياتي مع أنك عاملة زى القطة الكيوت بتجري مني وأنتِ سارقة قلبي معاكِ


ضحكت "قُسم" بدلال وألتفت إليه أكثر لتكون مقابلة إليه ووضعت يديها على صدره بحنان ثم هتفت بُحب:-

_ طب خلى بالك لأن القطط الكيوت بتعرف تخربش كمان 


هز رأسه مُقتنع بحديثها، ويديه تتسلل إلى خصرها يحيطها بحنان وقال:-

_ وقطتي بقي بتخربش أزاى، جربي كدة 


قهقهت ضاحكة عليه بلطف، أقترب أكثر منها فأحمرت وجنتيها خجلًا وهربت عينيها من عناق عينيه إليها، رفع يده إلى وجنتها يداعبها بأبهامه بحب ليقاطع لحظتهما رنين الهاتف فتذمر "غفران" قائلًا:-

_ مش وقتك يا عُمر، ألو


بدأ الحديث يدور بينه وبين "عُمر" وهو يقول:-

_ يعنى الموضوع تم على خير.... طب الحمد لله مبروك يا عريس 


تابعته "قُسم" فى الحديث قائلة:-

_ مبروك هو أتجوز


ضحك "غفران" على كلمتها وتابع الحديث مع "عُمر" قائلًا:-

_ مش وقته الكلام فى الموضوع دا يا عُمر، خليهم مرميين كدة شوية 


أبتعدت "قُسم" عنه بوجه جاد وقد فهمت ما يتحدث عنه وقالت:-

_ دى كندا وبنتها؟!


أبتعد عن "قُسم" بضيق من تتدخلها فى الأمر وقال بجدية:-

_ خلصنا يا عُمر، ما يكش تموت أنا مالى عيانة ولا سليمة خليها تدفع ثمن أعمال أمها .... سلام


أغلق الخط ليرى "قُسم" واقفة عاقدة ذراعيها ووجهها تحول إلى العبوس والضيق فتنحنح بحرج وقال:-

_ مالكِ


_ وبعدين أخرت اللى بتعمله أى؟ 

قالتها بنبرة صارمة ليتابع "غفران" بحزم شديد:-

_ هقولهالك تاني، متدخليش فى الموضوع دا يا قُسم


كزت على أسنانها بضيق وأستدارت لكي تغادر، مسك "غفران" يدها يمنعها من الرحيل قائلًا:-

_ رايحة فين؟ 


_ مالكش دعوة بيا، وأوعي تفتكر أنى ممكن أكون زوجة لواحد زيك، اللى بتعمله دا إجرام ومش عمل إنساني مفيش بني أدم بيعمل دا، أنت فاكر الدنيا دى أي ملك أبوك ماشي تدوس فيها على اللى ميعجبكش ويزعلك

قالتها "قُسم" بغضب سافر فى حين أن "غفران" صُدم من طريقة حديثها ومعارضتها الحادة إليه، ظل يحدق بها مُندهشة ومنذ البداية وهو يعرف أنها مختلفة عن الجميع ومميزة بشخصيتها البريئة والحادة فى آنٍ واحدٍ، الحنونة والعنيفة فى آنٍ واحدٍ لكن لدرجة أن تتحداه وتقف فى مواجهته لم يتخيل هذا الأمر ليقول:-

_ ملك أبوك!! 


صرخت بأنفعال فى وجهه قائلة:-

_ لا جدى عزبة أبوكِ يات غفران لما تخطف بنت بتموت من المستشفي بس لأنك زعلان من امها وأى أن كانت الجريمة اللى عملتها لكن البنت مالهاش ذنب وتحرمها من العلاج ولا حتى تسيبها لأبوها يعالجها، تبقي عزبة أبوكِ يا غفران 


رفع يده إلى الأعلي مُنفعلًا من كلماتها وأسلوبها المُهين إليه لكنه لم يجرأ على صفعها او أذيتها فكز على أسنانه وهو يقول:-

_ سبحان من يصبرني على تحمل طريقتك وطول لسانك يا قُسم، لكن ورب الكون اللى خلقني وخلقك ما هعديها لكِ أبدًا


ذهب من أمامها غاضبًا لتأفف "قُسم" أيضًا بغضب وقررت أن تهجر القصر له بعد أن رفع يده ليصفعها، صعدت لتبدل ملابسها وأرتدت بنطلون جينز وبلوفر أحمر ثم غادرت القصر بسيارتها مع "سليم" دون أن تخبره بمغادرتها، صُدم "غفران" عندما سمع صوت سيارتها تغادر القصر ليترجل من الأعلى مجددًا وقال بنبرة قوية خشنة:-

_  قُسم


أجابته "فاتن" بخوف من غضبه وهى لا تفهم كيف تجرات "قُسم" على فعل ذلك والخروج دون أذن منه:-

_ خرجت 


أحتدت عينيه وهو يغلق قبضته بأحكام مُسيطرٍ على نيران غضبه، صعد من جديد للأعلى وبداخله بركان من الغضب ويتمتم قائلًا:-

_ هى فاكرة أنها بتلوي ذراعي


________________________ 


[ شركة اللؤلؤ ] 


وضعت "رزان" التابلت أمام "نورهان" على المكتب بهدوء وبدأت تسرد لها التفاصيل قائلة:-

_ حسب ما حضرتك طلبتي، تحريت عن أهل كندا وباباها لسه مقدم على طلب قرض من البنك لأن محتاج مبلغ يكمل بيه ثمن مشروع العقارات، المشروع دا مهم جدًا ومحتاج سيولة قوية لانه مشروع تابع للحكومة وهو بيحاول جاهدًا أنه يكسب المناقصة دى، أم مامتها بقي طلع السبب فى تضييع الفلوس لأنها بتلعب على فلوس فى الخباثة ومحدش يعرف 


هزت "نورهان" رأسها قليلًا مستوعبة هذه المعلومات التى وصلت إليها فسألت "رزان" بثقة:-

_ وكندا


_ لا، دى حكايتها حكاية، الهانم طلعت ساحبة مبلغ محترم من الحساب البنكي لغفران بيه من شهر والغريب فى الموضوع أنها مدفعتهمش فى أى شراء زى كل مرة، ودا اللى خلاني أدور أكثر وأكتشفت بقي شيء كارثي

قالتها "رزان" بنبرة حادة، تركت "نورهان" التابلت من يدها ونظرت إلى "رزان" ثم قالت:-

_ اى


_ أشترت بيهم مخدرات 

قالتها "رزان" بهدوء شيء حتى تستوعب "نورهان" الدهشة، أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها ثم قالت :-

_ مخدرات


أومأت إليها بنعم فهزت "نورهان" رأسها بلطف ثم قالت:-

_ حلو أوى، أستني بقي متعمليش أى حاجة لحد ما أقولك تعملي أي


وافقت "رزان" على الأمر ثم تنحنحت قليلًا بهدوء ثم قالت بجدية:-

_ ملك أتوفت 


تنفست "نورهان" بأريحية شديد ثم قالت:-

_ ريحت وأستريحت والموضوع كدة رسمي لبس أنس وتقدر تيا ترجع بس الأول تابعي مع المحامي أنا عايزة إعدام لأنس عشان القضية تتقفل نهائي 


أومأت "رزان" لها بنعم ثم غادرت المكتب لتحدق "نورهان" بتقرير البحث عن عائلة "كندا" وتفكر فى طريقة أنتقامية مُميتة....


_______________________ 


[[  شركــتة الحديـــدي ]]

كان "غفران" كالبركان الناري مُنذ الأمس بعد أن غادرت القصر دون أذنه، صرخ فى وجه "ليلي" بضيق قائلًا:-

_ شيلي الورق دا من قدامي 


أنتفضت من صرخته وهى تسحب الأوراق بتعجل حتى تتخلص من غضبه، خرجت مُنفعلة لتقابل "عُمر" على باب المكتب، دلف وملامح التعجب على وجهه، مستغربًا جدًا ما يراه وقال بجدية:-

_ الشريك الألماني بعت أيميل غريب شوية


_ بعدين يا عُمر مش وقتك

قالها "غفران" بحدة صارمة ليضع "عُمر" الورقة أمامه وهو يقول:-

_ مينفعش بعدين، دول بعتين يقوله أنهم هيبعوا الـ 30% نصيبهم فى المصنع 


أتسعت عيني "غفران" على مصراعيها بصدمة ألجمته واعتدل فى جلسته يسحب الورقة بجدية ثم قال بغضب:-

_ دا أزاى يعنى؟!! 


_____________________ 


ترجلت "قُسم" من منزلها بحزن شديد بعد أن علمت بوفأة صديقتها مُنهارة والدموع تتغلغل فى عينيها، فتح "سليم" باب السيارة الخلفي من أجلها فى صمت وقبل ان تصعد ظهر أمامها "عفيفي" يقول:-

_ قُسم


ألتفت "قُسم" إليه بدهشة من ظهوره وتذكرت أنها رأته فى مكتب "غفران" فجففت دموعها بغرور وقالت بحذر:-

_ مدام قُسم، أفندم


تنهد بهدوء يحترم رغبتها فى حفظ الألقاب وقال بجدية صارمة:-

_ حاضر، مدام قُسم بس ياريت زى ما حضرتك متعرفنيش وأنا كمان معرفكيش وأحترم دا، تقدري وتحترمي اللى أنا جايلك فيه


رفعت حاجبها بغرور شديد وصامتة، تحدثت من جديد وقال:-

_ ممكن نقعد فى أي مكان نتكلم 


_مع أن مفيش بينا كلام بس ماشي


قالتها بجدية صارمة وصعدت لسيارتها وقالت بهدوء:-

_ خليك قدامه يا سليم وأختار مكان عام كويس


قالتها وهى تفتح هاتفها وتفكر كيف تتصل بـ "غفران" وتخبره بهذا اللقاء بينما هى غاضبة منه وهجرت منزله، أغلقت نافذة الأتصال وفتحت الرسائل لترسل له الموقع المباشر لها مع رسالة اخر نصية محتواها ( عفيفي جالي وعايز يتكلم معايا، دا مكاننا بما أن جوزى معنديش الأستعداد يتكلم معايا )


وصلوا إلى كافتريا أختارها "سليم" داخل حديقة عامة على النيل، وجلست "قُسم" بهدوء صامتة وعاقدة ذراعيها أمام صدرها فقال بجدية:-

_تشربي أى؟


_ أكيد مش هشرب حاجة مع عدو جوزى، عايز اى؟

قالتها بحزم شديد وغرور نابع من قلبها الغاضب المُشمئز من رؤيته، تحدث "عفيفي" بهدوء:-

_ أنا عايز مراتي وبنتي


قوست "قُسم" شفتيها للأسفل بتعجب وتمتمت بسخرية حادة من قدر الوقاحة التى تسمعها:-

_ مراتك!! على حد علمي أنها على ذمة غفران ولا البجاحة وصلت فى الناس لدرجة دى


رن هاتفها باسم "غفران" الذي جن جنونه عندما رأى الرسالة وكيف تذهب للقاء مع هذا الرجل الذي تسبب فى كسر قلبه وعدوه الذي يسعى لقتله حتى يتخلص من وجعه، قلبت "قُسم" الهاتف على شاشته ؛ ليُفتح الخط بينهما دون أن تُدرك مُتابعة حديثها بحدة أكثر مع "عفيفي":-

_ لدرجة أن واحد يعترف بخيانته ومعاشرته لواحدة متجوزة بكل جراءة كدة عادي، فى حياتي وتربيتي اللى بغلط بداري نفسه فى الحيط ويقول يا حيط دارني من عيون الناس وأسترها يا رب مش طمعان غير فى سترك، لكن فى دُنيتكم شوفت العجب، شوفت واحدة بتخون جوزها اللى عايشة معاه وفى حضنه عشر سنين ولم تحمل تنسب له البنت وتكمل وتدوس حتى مفكرتش تبعد عنه وترحمه، شوفت واحد بقول عايز مراتي وبدور عليها زى المجنونة وهو مصدق الكذب اللى بيكذبها لأن فى الواقع وفى الشرع اللى تقريبًا أنت متعرفهوش دا أسمه زنة وجريمة مقرفة تليق عليك وعليها


لم تكون تخشاه فى الحديث، بل أرادت أن تقدم له القليل مما فعله بزوجها، كز على أسنانه بغيظ من حدتها وحديثها ثم قالببرود:-

_ تفتكري انا جاي أسمع الكلام دا، أنا جاي أقولك كلمتين، أولهم عقلي جوزك وخليه يرجعلي كندا ونالا ويطلقها لأن مهما يعمل ومهما سقف طموحاته تأخده مش هيمحي حقيقة انها خانته زى ما بتقولى


_ مش بقولك بجاحة 

قالتها بأشمئزاز ووقفت من مكانها ليتابع "عفيفي" الحديث بعد أن وقف أمامها:-

_ وتاني حاجة أنى مش عايز أدخل فى صراع مع غفران إحنا الإثنين هنخسر فيه 


وقفت أمامه بجراءة وعينيها تحملق به بأشمئزاز دون خوف وقالت بنبرة قوية تعلمتها من "غفران" مؤخر:-

_ خلصت، أنت راجل زبالة وقبلت تعرف واحدة من وراء جوزها فما شاء الله الجواب باين من عنوانه


رفع يده كالمجنون ليصفعها دون أن يعي خطورة ما يفعله، وكيف سيرد زوجها على هذه اللطم لكنه صُدم عندما مسكت "قُسم" يده بحدة وعينيها يتطاير منها الغضب الناري وقالت بانفعال:-

_ دا أنت عبيط كمان وعقلك المريض صورلك أنك تقدر تعملها 

نظر "عفيفي" إلى وجه قُسم بذهول تام وقال:-

_ أنتِ..... 

دفعت يده بعيدًا بعنف ثم قالت بنبرة دافئة:-

_ أنا قُسم مرات غفران الحديدي واللى زيك ميتجرأش يرفع عينيه فيا، أنت المفروض لما تشوفني تضرب تعظيم سلام أنك شوفتني أصلا 

قهقه ضاحكًا على كلماتها بسخرية وقال بينما يضع يديه فى جيوب بنطلونه:-

_هههه تصدقي ضحكتني وأنتِ بتقولى مرات غفران الحديدى وشكلك نسيتي أني مخلف من مرات نفس غفران الحديدي 

لم تتحمل "قُسم" الإهانة إلى زوجها وهذا الأحمق يتحدث بفخر من فعلته فلطمت وجهه بقوة مما أذهل "عفيفي" وجعله ينتفض من مكانه وأخرج يديه من جيوبه يحملق بهذه الفتاة وهى تتحدث مُتابعة دون خوف من فعلتها:-

_إياك تجيب سيرة جوزي بطريقة متعجبنيش مرة تانية 

أقترب كالمجنون لكي ينتقم لفعلتها المفاجأة لكن أوقفه ظهور "غفران" من العدم يسحب زوجته خلف ظهره يخفيها عن غضب هذا الرجل ويحدق به بغضب ناري بينما يقول:-

_ أنا حذرتك متظهرش قصادها 

أقترب "عفيفي" منه بغضب من هذه اللطمة وكاد يكون مُلتصق بـ "غفران" وقال بتهديد واضح دون خوف هذه المرة:-

_ ورب الكعبة لأقهر قلبك عليها 

غادر من أمامه دون أن يترك مجال إلى "غفران" بالرد، ألتف إلى زوجته ليراها مُبتسمة بلا خوف وقالت:-

_هو اللى عصبني 

جذبها إليه دون رد يضمها إلى صدره فى صمت يحاول تهدأت روعته وإخماد بركانه المُشتعل بداخله، تنهدت بهدوء تحاول كبح شعور الإشتياق إليه وهى من هجرته وقد نشب الخلاف حربه بينهما فتمتمت بصوت هادئة:-

_ هو دا مسمهوش فعل فاضح فى الطريق العام


تبسم بخفة عليها وقال:-

_ انتِ مرات غفران الحديدي


أبتعدت قليلًا عنه مُندهشة من طريقة تقليده لحديثها وقالت:-

_ أنتِ هنا من امتي


أخذ هاتفها من فوق الطاولة وقال ببسمة خافتة:-

_ من ساعة ما أتصلت


كزت على شفتها السفلية بأسنانها بحرج ليقول بجدية:-

_ أنتِ أزاى تيجي تقابليه، خدتي اذن من مين  أنك تعملى كدة؟


جلست على الطاولة من جديد بحماس وعفوية ثم قالت:-

_ أنا جعانة، وأنت محتاج تصالحني على اللى حصل قبل ما نفتح خناقة جديدة


رفع حاجبه إلى زوجته المجنونة ثم قال:-

_نعم!! حضرتك اللى سايبة البيت، المفروض أنا اللى اعاقبك


مسكت يده بحب وهى تسحبه ليجلس على المقعد المجاور لها بجانبها ثم قالت بدلال:-

_ ولو برضو أنت اللى تصالحني يا غفران، أي متعرفش فى التعامل مع الستات أنك لازم تصالحها حتى لو غلطت 


نظر إلى زوجته بدهشة لتلتصق بكتفه بحُب وقالت بنبرة دافئة وعينيها عالقة بعينيه:-

_ وحشتني


رفع ذراعه ليضعه خلف ظهرها يطوقها بلطف وعينيه تتلألأ ببريق العشق المُشتعل بداخل صدره الآن ولم يقوى على تحمل الشوق أكثر ثم قال بحب:-

_ أنتِ أكتر يا مجنونتي، غلبتني معاكِ يا قُسم


أنحنت برأسها قليلًا على صدره تستنشق عطره الفرنسي وتستمع إلى نبضات قلبه القوية بينما يدها تعانق يده الأخر ساكنة بين ذراعه الأخر التى يحيطها من الخلف وقالت هامسة إليه:-

_ خليك معايا يا غفران


داعب أناملها الصغيرة الموجودة فى راحة يده بحنان ثم قال:-

_ معاكِ يا أميرتي


لم تكن تتخيل أن الشجار والهجر الذي بينهما سينتهي بغداء رومانسي بجوار حبيبها والعشق يضرب قلوبهما معًا.....


______________________ 


كانت "كندا" تبكي بهلع شديد وتضم طفلتها الصغيرة إلى صدرها وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة حادة، تبكي بذعر وهى تمتمت بالحديث قائلة:-

_ خرجوني من هنا، بنتي هتموت 


تركت طفلتها على الأرض تبكي وترتجف وركضت نحو الباب تضربه بقبضتها بقوة دون أن تهتم لألمها وتصرخ بكل قوتها قائلة:-

_ غفران، حرام عليك، أفتحوا الباب ... أبوس أيديكم أفتحوا الباب بنتي هتموت منى 


سقطت على الأرض تبكي بذعر وقلبها لا يتحمل رؤية طفلتها الصغيرة تصارع المرض بينما هى عاجزة عن فعل أى شيء، ليُفتح الباب فجأة فوقفت "كندا" من مكانها بتعجل لكنها صُدمت مما رأته وظلت تحملق بعيني مُتسعة وقدميها جُمدت فى أرضها وخرجت منها تمتمة مبحوحة غير مستوعبة ما تراه أمامها هاتفة:-

_ قُسم !! ......


يُتبــــــــــــــــــع .......



رواية

♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

الفصل الســـابع والعشـــــــرون ( 27 )

___ بعنــــوان " عنـــاد طفلـــة " _


تسللت "قُسم" إلى غرفة "غفران" بقلق يجتاحها خائفة أن يشعر بها، وصلت إلى فراشه لترمق وجهه النائم لثواني ثم أخذت الهاتف من فوق الكمودينو وفتحته بأصبع "غفران" وبدأت تتفحص المحادثة بينه وبين "عُمر" حتى وصلت للمحادثة القديمة بينه يوم أختطاف "نالا" و"كندا" لتجد العنوان والموقع الذي أرسلهم "عُمر" فنقلتهما إلى محادثتها ثم مسحتها حتى لا تترك دليل خلفها، هربت من الغرفة وظلت تحملق فى الرسالة كثيرًا، تُرسلها إلى "عفيفي" أم تذهب هي وكل ما يهمها فى هذا الوقت الطفلة التى تصارع الموت ولا ذنب لها فى هذه الحرب، لم تجبر "نالا" كندا" على الخاينة ولم تخبرها أن تتزوج بـ "غفران"، لم ترتكب أثمًا فى أحد حتى تعاقب بهذه القسوة، بدلت "قُسم" ملابسها وأخذت سيارتها لتغادر القصر فجرًا، أنطلق خلفها "سليم" بسيارته مُتعجبٍ لخروجها بهذا الوقت وأتصل رجال الأمن بالقصر بـ "فاتن" التى أستيقظت من نومها على صوت الهاتف تقول بتلعثم وصوت مبحوح:-

_ أيوة


_ مدام قُسم خرجت لوحدها 

قالها الحارس لتنتفض "فاتن" من فراشها بصدمة ألجمتها وهى تنظر فى ساعة الهاتف وكانت الثالثة وربع الآن فترجلت من الفراش قائلة:-

_ وأزاى تسيبها تخرج لوحدها، أمال أنت واقف على البوابة ليه؟


أجابها الحارس بقلق من غضب "غفران" حين يعرف هاتفًا:-

_ سليم خرج وراها


_ ربنا يستر من أستهتاركم دا 

قالتها وهى تضع الثوب على عباءتها بقلق وخرجت من الغرفة قاصدة غرفة نومه، دقت الباب بلطف قبل أن تدخل ثم دلفت إلى القصر، نظرت "غفران" وهو نائمًا فهزت كتفه بهدوء ثم قالت:-

_غفران بيه، غفران بيه أصحي


_ أيوة يا فاتن

أجابها بصوت مبحوح مُدركًا هويتها من صوتها لتقول بتلتعثم:-

_ مدام قُسم 


فتح عينيه مع صوتها حين لفظت بأسم زوجته وقال:-

_ مالها؟!!


_ مدام قُسم خرجت من القصر 

قالتها بهدوء ليعتدل فى جلسته بصدمة ونظر فى ساعة الحائط الموجودة على الكمودينو بجوار السرير، سأل بقلق شديد:-

_ خرجت أزاى يعنى؟


_ معرفش، الأمن أتصل قالوا أنها خرجت وسليم طلع وراها 

قالتها بهدوء ليفرك عينيه بغيظ من تصرفها وأتصل على "سليم" ليقول:-

_ هى فين؟


كان جواب "سليم" عبارة عن رسالة تحمل بداخلها الموقع المباشرة فظل يحملق بالطريق وهو لا يعرف إلى أين تذهب زوجته فجرًا لكن سرعان ما فاق من نومه تمامًا حين ترجم عقله الطريق الذي تسلكه وأدرك أنها تتجه نحو منزل الصيد الذي يسجن به "كندا" فهلع من فراشه بغضب سافر وزوجته تقرر من نفسها وتتدخل فى أموره ليضع الهاتف من جديد على أذنه قائلًا:-

_ أمنعها يا سليم، إياك كندا وبنتها يطلعوا من البيت فاهم على موتك 


أغلق الهاتف وذهب إلى غرفته يبدل ملابسه سريعًا ليذهب إلى زوجته العنيدة...


__________________________

  وقع خبر موت "ملك" على أذني "أنس" بصدمة قاتلة ألجمته حتى أنها أسقطته أرضًا على ركبتيه فى مكتب مأمور السجن، لم يتحمل فراقها وكيف سيعيش بدون محبوبته الجميلة لطالما أحبها وسكنت قلبه الصغير حتى تجرأ على زواجها سرٍ ولم يُطلق دون أن يخشي عائلة الحديدي بأكملها وأستمد قوته وجراءته من حُبه لها، تساقطت دموعه بغزارة ويديه تضرب صدره من الوجع الذي حل عليه مع كلمات ضابط الشرطة، حدق الضابط به مُتعجبٍ فإذا كان هو القاتل وطعن زوجته بهذه الوحشية فكيف أنهار الآن أمامه هكذا، ظل يبكي بألم ووجع ولأول مرة يرى رجل يبكي بهذه الطريقة الذي غلب بها الطفل الرضيع الذي فارق أمه الآن، وقف بمساعدة العسكرى وقال بتلعثم شديد:-

_ ملك مماتتش، هى متعرفش تسيبني وتمشي؟ هتخاف تسيبني لوحدي وهى عارفة أني ماليش غيرها، لا ملك عايشة، أنا حاسس بيها هى عايشة و.......


فقد وعيه كليًا من هول الصدمة وقلبه لا يصدق ما سمع وعقله لا يستوعب هذا الفراق، نُقل إلى مستشفي السجن وضابط الشرطة مُتعجبًا لحالته فهذه الحالة ليست سوى حالة عاشق قطع وتين قلبه، خرج الطبيب له وقال:-

_ للأسف هيفضل معانا شوية لأنه دخل فى حالة أنهيار عصبي، واضح أن الصدمة شديدة عليه 


نظر الضابط له بأستغراب أكثر وقال:-

_ لو كانت الصدمة عملت فيه كدة أزاى هو اللى حاول يقتلها؟


نظر الطبيب إلى الخلف حيث الغرفة يفكر فهذا السؤال الذي طرحه الضابط وقال بحيرة:-

_ حسب خبرتي كطبيب دا واحد ميقدرش يتحمل فراقها ولا أذيتها أزاى يقتلها، بالنسبة لعقلي هقولك مش هو أكيد يا وحيد بيه لكن بالنسبة لتحرياتكم والأدلة بتاعتكم ونظرتكم كضباط شرطة هو القاتل 


تنهد "وحيد" بجدية صارمة لا يصدق سوى عينيه وإحساسه الذي أشفق على هذا الرجل، عقد ذراعيه أمام صدره بضيق وقال بتوتر:-

_ أنا ممكن أصدق مقولة يا ما فى السجن مظاليم لكن أكذب عيني والحالة اللى وصلها قصاد عيني بمجرد سماعه لخبر موتها، لا مستحيل أكذب دا 


_ هتعمل أي يا وحيد بيه؟

قالها الطبيب بحيرة بعد أن رأى التوتر والتردد فى عيني هذا الرجل؛ ليُجيب عليه "وحيد" بنبرة خافتة بينما يفرك لحيته البنية بأنامله:-

_ الله المستعان، ربك مبيرضاش بالظلم، دا أسمه العادل وأكيد لو مظلم هينصره ... لما يفوق أبعتلي


أومأ إليه الطبيب بنعم ثم خرج "وحيد" من المستشفي وصعد بسيارته والتفكير سيقتله فأخرج هاتفه وبداخله صوت يصرخ بداخله بألا يقف مكتوف اليدين ويتجاهل ما رآه، أتصل بصديقه فى الشرطة وقال:-

_ أنت نايم يا عاصي؟


_ لا، لا يا وحيد بيه أمرني

قالها "عاصي" بينما أعتدل فى جلسته حين رأي أسم مرؤسه على الهاتف ويفرك عينيه بتعب، تحدث "وحيد" بجدية صارمة:-

_قضية أنس نسيب عائلة الحديدي


_ مالها؟


_ عايزك الصبح تبدأ تحرياتك وتحقيقك من جديد 

قالها "وحيد" بنبرة حادة وكلماته الصادمة أفاقت "عاصي" من نومه تمام ليفتح عينيه على مصراعيها وظهر الأهتمام عليه من الحديث المفاجئ ليقول:-

_ نعم!! ، أعيد أي؟ القضية أتحولت للنيابة والنيابة حولتها للمحكمة أسبوع دا


أحتدت نبرة "وحيد" بقسوة وحزم يقول بحنق:-

_ سمعت يا حضرة الضابط ولا لا؟


_ تحت امرك يا فندم

قالها "عاصي" بغضب مجبورٍ على تنفيذ أوامر رئيسه، أغلق "وحيد" الهاتف وأنطلق بسيارته بأريحية خافتة ...


_________________________


حملت "كندا" طفلتها على ذراعيها وخرجت مع "قُسم" من هذا المكان لترى "سليم" أمام باب المنزل واقفًا لتقول "قُسم" بضيق:-

_ أي اللى جابك هنا؟


_ معنديش تعليمات أن حضرتك تخرجي لوحدك

قالها بهدوء وعينيه ترمق "قُسم" التى تأففت بضيق من كلماته وأخذت "كندا" إلى السيارة وفتحت لها باب السيارة لكنها صُدمت حين أقترب "سليم" وأغلق باب السيارة قبل أن تصعد "كندا" فنظرت إليه بذهول من تجرأه على تخطيها لكن قبل أن تتحدث هذه الفتاة العنيدة المتمردة تحدث هو قائلًا:-

_ معنديش تعليمات أنها تخرج من هنا


نظرت "كندا" إليه بصدمة وطفلتها على وشك الموت بين ذراعيها فقالت بترجي:-

_ أرجوك، أنا بس أوديها المستشفي ورجعني تاني مش هتكلم ولا هعارضك


أجابها بنبرة حادة قائلًا:-

_ أسف مينفعش 


دفعته "قُسم" من طريقها بقوة وقالت بغيظ شديد:-

_ طيب هتخرج ولو تعرف توقفني أبقي وقفني


أدخلتها إلى السيارة تحت ناظره وهو لا يجرأ على الوقوف أمامها بسبب دلال "غفران" له، صعدت بمقعد السائق وأنطلقت بالسيارة وقبل أن يتابعها "سليم"، ظهرت سيارة "غفران" أمام سيارتها تمنعها من الحركة، حملقت "قُسم" فى عينيه قبل أن يترجل من السيارة بخوف يحتلها بعد أن جاء، أبتلعت لعابها بخوف حين فتح باب سيارته لينزل منها فقالت "كندا" بخوف منه:-

_ أرجوكِ ، متسبيش بنتي، خديها حتى للمستشفي وأحرموني أنى أشوفها عمرى كله لكن متسبهوش تموت هنا


وصل "غفران" إلى سيارتها ومسك مقبض الباب وعيني "قُسم" ترمقه بخوف شديد فمسكت "كندا" يدها من الجهة الأخرى بأستماتة وقالت:-

_ أرجوكِ متسبيش نالا، أفتكري هى كانت بتحبك قد أى؟


فتح باب السيارة بغضب سافر وعينيه يتطاير منها الغضب وبركان ناري بداخله يقتله من تصرف "قُسم"، تحدث بنبرة خافتة لكنها أرعبت قلبها الصغير حين قال بهدوء:-

_ أنزلي


لم تستجيب لكلمته فقال بصراخ يبوح بالقليل من غضبه الكامن بداخله:-

_ بقولك أنزلى


ترجلت من السيارة بعد أن أنتفض جسدها من صرخته، حملق بوجهه وهو يتنفس بصعوبة شديد وقال:-

_ خُدها يا سليم


أتجه "سليم" إلى الباب الأخرى وأخرج "كندا" التى تصرخ بقهرة وطفلتها بين ذراعيها فقالت "قُسم" بعناد:-

_ سيبني أوديها المستشفي


لم يجيب عليها، بل سحبها من ذراعها بالقوة إلى سيارته وقال بغضب:-

_ أركبي


لم تبلي طلبه وظلت كما هى تقف أمامه وتحدثت بلباقة عنيدة:-

_ هوديها المستشفي، خد كندا وأديني البنت


فتح باب السيارة بضيق شديد وقال:-

_ أركبي مش هقولها تاني


_ مش هركب ومش همشي من هنا غير لما اودي نالا المستــــ .....


قاطعها ضربه لمرآة السيارة الجانبية حتى كسرت لأشلاء تحت قدميها وقال بغضب أكبر:-

_ متعنديش معايا يا قُسم، وحسابك فى البيت 


أنتفضت رعبًا من غضبه ويديه التى تنزف قطرات دماء بغزارة بينما عينيه يهب منها نار بركاني بلغ أقصي درجات غليانه فقالت:-

_ لا


أجبرها على ركوب السيارة بالقوة وأخذها معه إلى القصر وهى تكتم غيظها بداخلها وعادت "كندا" إلى المنزل مع "سليم" بعد أن فشلت محاولة "قُسم" فى تهريبها...


________________________________ 


وقف "عاصي" أمام "وحيد" الذي ينظر إلى أوراق التحقيق فهمس صديقه "خالد" الضابط الأقل رتبة:-

_ هو فى أي؟ إحنا ما بنصدق نقفل قضية يجي هو يفتحها؟


نكزه "عاصي" فى خصره بصمت وعينيه تحملق بـ "وحيد" رجل فى منتصف الثلاثينات بجسد عريض وشعر رأسه البني الغامق فُضوضي كأنه لا يملك الوقت ليصفف شعره الناعم الطويل بكثافته ولحيته الكثيفة يحكها كلما قرأ جملة فى الورق بعينيه الواسعتين العسليتين وملامح وجهه الجادة بغلاظتها كشخصيته تمامًا، تحدث "وحيد" بكلماته الهادئة دون أن يرفع نظره عن الورق:-

_ عشان كدة وقف محلك سر يا خالد، أهى حاجة وخلص المهم القضية تتقفل ونعدي... إحنا مالنا بقي برئ يتعدم ولا مجرم يطلق سراحه مش مهم المهم راح بال سعادتك


تنحنح "خالد" بنبرة هادئة مُحرجًا، ألقي "وحيد" الأوراق على المكتب وقال بنبرة غليظة:-

_ أنتوا لو شوية ضباط فى كلية الشرطة مش هتقفلوا قضية دليلكم الوحيد على جريمة القتل أنه الجيران شهدوا على خناقة دارت بين الزوجين يوم الجريمة 


_ يا فندم

قالها "عاصي" ليتحدث "وحيد" مقاطعًا إياه بغضب:-

_ يافندم أى وزفت أى؟ أنت مبتتخانقش مع مراتك يا عاصي فى اليوم مرتين ولا حضرتك يا حضرة الضابط مبتتخانقش مع خطيبتك 


_ أيوة بس مبهددش بالقتل

قالها "خالد" بضيق ليقول "وحيد" بجدية صارمة:-

_ حضرتك دا راجل متجوز أتنين وواحدة فيهم بنت عائلة الحديدي أكبر عائلة فى البلد والتانية بنت فقيرة وأتقتلت وأقولك المفاجأة بعد ما الخناقة حصلت خرج أنس والصبح سكان العمارة أكتشفوا أن مراته أتقتلت ، بعدها رحتوا تقبضوا عليه لاقته فى بيته عادي جدًا مهربش ولا حاولوا عائلة الحديدي يتصرفوا قبل أنتشار الخبر، لا وأقولك مفاجأة أكبر بعد مدة من التحقيقات المجني عليها توفاها الله ولما طلبتوا تأخدوا كلمتين مرة تانية من تيا الحديدي لاقيته برا البلد سافرت تغير  جو بعد صدمتها من خبر جواز جوزها عليها ، دا المذكور فى التحقيق بالنص ..... بالله عليكم يا حضارات الضباط دا مقلقكوش وأنتوا بتكتبوا، المتهم أتقبض عليه فى بيته ومراته هربت برا البلد


اتسعت عيني "عاصي" على مصراعيها بصدمة ألجمته وقال بتلعثم:-

_ حضرتك عارف بترمي التهمة على مين؟


رفع "وحيد" حاجبه وهو لا يهأب شيء ثم قال بغلاظة:-

_ لو كان المتهم هو غفران الحديدي بشحمه ولحمه هرميه فى السجن ، ثم أنا برمي اللى فهمته من اللى قرأته، مهمتكم بقي تعيدوا التحقيق وتقطعه الشك باليقين وتركزوا فى تحرياتكم بقى عن تيا الزوجة الثانية لأن حسب تواريخ الزواج المذكورة ملك هى الزوجة الاولى، وتبلغوني أول بأول باللى توصلوله... أتفضلوا


خرج الأثنين من المكتب بصدمة قاتلة وهم لا يعرفون ماذا يفعلون  مع رئيسهم الذي يتهم شخص لن يحدث خيرًا بتفكيره.....


______________________


[[ قصـــــــر الحــديـــدي ]]

 

ترجل "غفران" صباحًا من الأعلى مُرتدي بدلة باللون الزيتي وقميص أبيض مع رابطة عنق بلون البدلة ويده اليمني محاطة بالشاش الأبيض بعد جرح الأمس، وجد الخادمة أنتهت من تحضير السفرة فجلس على المقعد ووجد "فاتن" على وشك المغادرة ليقول:-

_ قُسم مصحيتش


_ صحيت بس رافضة الأكل 

قالتها بهدوء ليترك السكين من يده من جديد قبل أن يأكل شيء وتنهد بهدوء بعد فعلتها أمس هى الغاضبة والمتمردة عليه، وقف من مكانه وقال بكبرياء ونبرة قوية:-

_ سيبها على راحتها 


غادر القصر مُتجهًا إلى الشركة دون أن ينتبه إلى وجودها على الدرج من الأعلى وقد سمعت كلماته بوضوح مما أشعل الغضب بداخلها لتقول:-

_ والله لأوريك يا غفران


صعدت إلى حيث غرفته وهى فى أقصي درجات الغضب ليسمع الجميع من الأسفل صوت تكسير شيء، ركضت "فاتن" إلى الأعلى حيث الصوت وكان باب غرفته مفتوح وصُدمت حين رأت "قُسم" تكسر مزهريات الورد وكل صور المعلقة على الحائط، مسكت مزهرية بيضاء منقوشة باللون الأسود فهرعت "فاتن" نحوها وهى تقول بخوف:-

_ أرجوكِ بلاش دى، أنتِ متعرفيش ثمنها كام دى؟ دا يخرب بيتي فيها


تركتها "قُسم" بهدوء وهى تمرر يدها على شعرها وتلتقط أنفاسها بأريحية بعد أن أنفثت عن غضبها وأفرغته فى تكسير كل شيء بغرفته وهتفت:-

_ طيب خلاص ما دام غالية أوى كدة بلاش


أحتضنت "فاتن" المزهرية بأريحية وقد أنقذت من نار العناد المُشتعلة بداخل هذه الفتاة لكنها صُدمت عندما رأتها تحمل المقص فى يدها وتتجه إلى غرفة ملابسه فوضعت المزهرية على الاريكة وقالت بغيظ من تصرفاتها الطفولية:-

_ أنتوا بتتفرجوا عليا، نضفوا الأرض بسرعة


دلفت لتراها تمزق كل بدله وقمصانه البيضاء قد وضعتها فى إناء ملأ بالماء الملون وهكذا بقية القمصان وضعتها فى إناء ملأ بالكلور لتمزق كل شيء يخصه لتمتم "فاتن" بصدمة ألحقت بها قائلة:-

_ أنتِ علمتي كل دا امتى؟


_ من ساعة ما صحيت

قالتها "قُسم" بلا مبالاة وكأنها لم تفعل شيء ولم تحل الكارثة لتصرخ "فاتن" بذعر قائلة:-

_ أنتِ بتقولي أى؟ أنتِ متعرفيش غفران بيه، دا بيكره أن حد يلمس حاجاته لما يسألنى مين اللى عمل كل دا ؟ ااااه 


وضعت يدها على رأسها من الصداع الذي أصابها مع الصدمة وكيف ستتحمل غضبه حينما يعلم، أقتربت خادمتان يمسكان بذراعي "فاتن" قبل أن تفقد الوعي من الضغط الذي أصابها ، هرعت "قُسم" للخارج وأخذت المزهرية بعناد أكبر وألقت بها من النافذة بحماس يقتلها لتُصدم عندما صرخ رجل احراسة من الأسفل فنظرت ورأت رأسه ينزف دماء بعد أن سقطت المزهرية على رأسه فأرتجفت خوفًا وقررت أن تهرب من القصر مُجددًا فصرخت "فاتن" بجنون أصابها:-

_ أمسكوها قبل ما تولع فى القصر بينا 


ركض الخدم بأكمله خلفها بينما أتصل رئيس الأمن بهاتف "عُمر" ليخبر بما يحدث فى القصر بعد أن سقطت المزهرية على رأس أحد الحرس، سمع "عٌمر" ما حدث ليُدهش من طاقتها وأعطي الهاتف إلى "غفران" يقاطع أجتماعه قائلًا:-

_ تليفون من القصر


نظر "غفران" إلى "عُمر" وكان وجهه يحمل تعابير الدهشة فأخذ الهاتف وقال بينما يغادر طاولة الأجتماعات:-

_ نعم؟


حملق الرجل بوجه "قُسم" وقد مسكها الرجل وتقف أمامه بلا خوف تخرج لسانها تغيظه بطفولية فقال بهدوء:-

_ مدام قُسم


حرك "غفران" رأسه يمينًا بأستغراب وقال:-

_ مالها؟


لم يتوقع أبدًا أن يسمع عن طفولتها الشرسة ما بدأ يقوله رئيس الحرس هاتفًا:-

_ فتح رأس واحد من الرجالة ومسكت المقص وجرحت كل العربيات وكسرت مرايات عربيتين و...


سرقت "فاتن" الهاتف من يده بغيظ وهى لا تقوى على السيطرة عليها فقالت بعجز هى الأخرى:-

_ يا مسيو غفران خربت القصر كله وخصوصًا جناح حضرتك مبقاش فيه حتة سليمة و...


صمتت حينما سمعت صوت ضحكة خافتة منه، خرجت منه ضحكة رغم من صدمته وهو لا يتخيل ما فعلته وكيف ضربت حارس الأمن وجرحت رأسه وسياراته التى تبلغ ملايين، ولما كل هذا الغضب الكامن بداخله ولأجل ماذا تنتقم منه؟ كل هذا فقط لأنه أجبرها على ركوب السيارة معه، قال بتمتم:-

_ يا لها من طفلة


_ نعم!!

قالتها "فاتن" بدهشة وكيف يكن سعيدًا بعنادًا فقال بجدية وحزم:-

_ أديها التليفون


نظرت إليها والحرس يمسكان يديها ثم قالت:-

_ أتفضلي


_ مش هكلمه وخليهم يسيبوني أنا مش حرامي قبضين عليا

قالتها بعناد ونبرة شرسة فضحك "غفران" بينما أجابته "فاتن":-

_ زى ما حضرتك سمعت


_ أفتحي الميك


رمقتها "فاتن" بغيظ وضغطت على الزر كما طلب ليقول "غفران" بجدية:-

_ كسري زى ما تحبي وأحرقي قد ما تعوزي يا قُسم، فداكِ القصر كله  لكن إياكِ تتأذي بسبب عنادكِ


أتسعت أعين الجميع على دلاله لها، تابع حديثه الموجه للجميع بنبرة خشنة والغيرة تأكل قلبه من لمسهم لها قائلًا:-

_ أبعدوا أيدكم عنها اللى هيلمسها هقطع أيده، دى مش حرامية بالعكس دى سيدتكم مرات غفران الحديدي وحبيبة قلبه


فور كلمته تركوها بخوف من تهديده وعادوا خطوة للخلف بعيدًا عنها، أغلقوا الهاتف لتعود إلى القصر بينما "فاتن" والخدم على وشك الأنفجار من أفعالها، صعدوا الخدم لتنظيف الفوضي التى أضرمتها فى القصر لتصرخ "قُسم" بهن بغضب وهى تشعر أنه من أنتصر عليها:-

_ إياك تلمسوا حاجة 


تركوا كل شيء محله وبداخلها الغضب يقتلها ورغم كل ما فعلته لم تنجح فى أغضابه أو فقده لأعصابه، كانت تريد الأنتقام منه لكن نارها لم تحرق أحد سواها، ظلت تحملق فى كم الزجاج المنثور على الأرض بغلاظة وقالت:-

_ يا أنا يا أنت يا غفران 


سارت بين الزجاج المكسورة حتى وصلت إلى صورته الموجودة على الأرض وجلست تحملق بيها وكلما نظرت إليه جن جنونها ...

وصل إلى القصر ليلًا، ترجل من سيارته مع "عُمر" أمام البوابة فرأي الحارس المُصاب وكانت رأسه ملفوفة بشاش طبي وكأن هو أول كارثة فعلتها يراها ليقول "غفران" بجدية:-

_ راضيه يا عُمر


ألتف لكي يغادر من أمام فأوقفه الرجل بنبرته الهادئة:-

_ أنا مش عايز فلوس يا غفران بيه ، يكفي أن مدام قُسم تعرف أزاى تعاملنا وأننا بشر 


أستدار "غفران" له وكأنه فهم أن هذا الرجل يريد معاقبة زوجته فقال بحدة:-

_ بشر وعلى رأسنا ويكفي أنكم هنا لحمايتنا لكن فتاتي مش للعقاب 


غادر من أمامه وخلفه "عُمر" الذي رن هاتفه برقم "سليم" فأنهي الحديث بكلمة واحدة:-

_ ماشي


نظر إلى "غفران" بينما يضع الهاتف فى جيبه ووصلوا إلى مرأب السيارات وكأنه يبحث عما فعلته زوجته الطفولية ليرى الزجاج أرضًا وقد خدشت سياراته بقوة فلمس الخدش بأغلي سيارة يملكها تجاوز سعر فوق الـ10 ملايين وقال:-

_ طفلة 


_ نالا أتحجزت فى المستشفي ولازم تجرى العملية ومحتاج لأبوها عشان يتبرع وكندا أتنقلت من مكانها زى ما حضرتك أمرت


هز "غفران" رأسه بضيق من فعله لها فقد لأجل إرضاء زوجته ثم قال:-

_ بس لأجل قُسم


_ تحب أبلغها بطريقة غير مباشرة أن حضرتك وافقت على علاج نالا

قالها "عُمر" بنبرة خافتة حتى تخمد نيران غضبها وهو يرى الكوارث التى فعلتها لكن "غفران" مرر سبابته على الخدش والغريب أنه كان سعيدًا بتنفيث غضبها وقال:-

_ لا، متقولهاش حاجة خالص، خليني أكتشف جانب جديد فى حبيبتي وأقصي درجات غضبها


أومأ "عُمر" بنعم ثم وصلوا إلى القصر لتستقبلوا "فاتن" وقال:-

_ حمدالله على السلامة، أنا جهزت الجناح الغربي لحضرتك


ألتف إليها مُندهشًا من تغيير غرفته فقالت "فاتن" قبل أن يسأل:-

_ جناح حضرتك ميسمحش أبدًا أن حضرتك تدخله 


دُهش من كلماتها ولم يسأل، بل ركض الدرج بحماس ليرى ماذا فعلت به؟، فتح باب الجناح ليجد الفوضي تعم المكان والزجاج بكل مكان، لم يتخيل أنها تفعل هذا الجنون؟، توقف عن التحملق عندما رأى فتاته نائمة أرضًا وسط الزجاج فأقرب وصوت تكسير الزجاج لجزيئات أكثر تحت حذاءه يطرب أذنيه، وصل إليها ليرى صورته فى يدها وهى نائمة مُرتدية فستان نومها القصير المصنوع من القطن وفوقه روب قطني أبيض اللون يصل لركبتيها وشعرها مسدول بفوضوية، قدميها متسخة من الأسفل وبيه بعض العشب الأخضر ليمسح قدميها بيديه بحنان مُدركًا أنها ركضت بالحديقة بهذه الملابس مما أشعل نيران الغيرة بداخله وكيف تخرج أمام الرجال بهذه الملابس وتذكر حديثها صباحًا عن القبض عليها فهل أمسكوها وهى بهذا الجمال مما جعله يكز على شفتيه بأسنانه من الغيظ، حملها بلطف من بركة الزجاج التى تنم بها ووقف بها لترتطم رأسها بكتفه وغطى وجهها شعرها الحرير، رفعها بأحكام قاصدًا تحريكها حتى يظهر وجهها الملاكي، خرج بها من الغرفة وكان الخدم أمام الغرفة ليقول:-

_ نضفوا الأوضة 


دل بها إلى الغرفة المجاورة التى  جهزتها "فاتن"، وضعها بالفراش برفق ففتحت عينيها ورأته أمامها لتعتدل فى جلستها بعيني شبه مغلقتين وتُتمتم بصوت مبحوح:-

_ أنت بتعمل أى فى أوضتي؟


نظر حوله ثم إلى صغيرته الجميلة وقال:-

_ يعنى مش أنتِ اللى فى أوضتي


نظرت حولها بعد أن فتحت عينيها جيدًا ووجدت نفسها بغرفة جديدة لتقول بعناد:-

_ لا، أنا كنت فى أوضتك التانية أنت اللى جبتني هنا، بس أحسن بتستاهل اللى أنا خربته


رفع يده إلى وجنتها يداعب خصلات شعرها وعينيه تتفحصها مُجيب عليها بنبرة خافتة:-

_ بستاهل 


رمقته بعناد وقالت بنبرة شرية وقوية:-

_ أنت بتقول كدة لأنك متعرفش أنا عملت أى؟ فاتن قالتلي أن الفازة بتسوى مبلغ كبير أوى وأنا كسرتها عند فيكَ


أقترب منها برأسه ليشعر بأنفاسها الدافئة مع غضبها الجذاب بوجهها الطفولي، قال بهمس يضرب وجهها بدفء أنفاسه:-

_ فداكِ يا قُسم


أبتلعت لعابها من قُربه الشديد ويده التى تلمس وجنتها وتتسلل إلى عنقها الناعم ببرود أنامله الذي يضرب الكهرباء بعنقها الدافئة فتحدثت بنبرة هادئة وعينيها تحملق بعينيه:-

_ وكسرت عربيتك الطويلة 


رفع عينيه بجمال عينيها الخضراء الخلاب وقال بهمس أكثر:-

_ تحت رجلك يا قُسم ، المهم تكوني أرتاحتي بعد كل دا


_ لسه متغاظة منك وحابة أضربك 

قالتها بعناد أكثر فضحك بعفوية عليها وهذه الفتاة جريئة بدرجة لم يتخيلها لم تكتفي بجراءتها فى الكوارث التى تفعلها والآن تصبو لضربه ولم يجرأ أحد بالنظر إليه لكنها تطمح بالضرب، ضربت كتفه بقبضتها الصغيرة بقوة وهى تقول بغيظ:-

_ ضحكك دا اللى بجنني ، كأن كل اللى بعمله ولا فارق معاك ودائمًا أنت اللى منتصر وأنا مش عارفة أعصبك


تبسم " غفران" أكثر وقال:-

_ ليشهد التاريخ أنك الأولى اللى أجرتي وضربتي غفران الحديدي، لكن ضربي له عقاب 


صمتت بدهشة وهو يتحدث عن معاقبتها لتقول :-

_ تعاقبني، طب جرب وأنا بحرق القصر على رأسك يا غفران لتكن فاكر....


أسكتها بقبلة ناعمة تخمد نيران قلبها المُحترق من الغضب والغيظ ويروض عقلها الطفولي المتمرد، أنتفض جسدها بقشعريرة العشق التى أصابتها بقبلته وشرارة الحُب تغتصـ ـب روحها التى ذابت كليًا بقُربه، تسللت يديه إلى خصرها يجذبها بقوة نحوه حتى ألتصقت به لترتطم يديها بصدره حتى شعرت بنبضات قلبه القوية لأجلها وتحولت قبلته إلى وجنتها وعنقها، حتى شعرت أنه يهزمها مرة أخرى بعشقه لتسمعه يقول بكلمات متقاطعة بين قبلاته الناعمة:-

_ أعملى اللى أنتِ عايزة وقد ما تحبي بس أرجعي لحضني فى الأخرى


 تبسمت من ها الأعتراف وهو يقدم لها طريق أنتقامها الجديدة على طبق من فضة دون وعي فهمست بتلعثم وهى تلهث بقوة من أنفاسها التى كادت تنقطع من قوة ألتهامه إليها:-

_ أنتقامي الجاية هيكون طلبي للطلاق


توقف عن تقيبلها بصدمة ألجمته وأبعد قليلًا ينظر بعينيها لتبتسم بأنتصار وشعرت بيده تترك أثر خصرها وقال بجدية:-

_ إياكِ تفكري تلفظي الكلمة دى مرة تاني فاهمة يا قُسم


_ طلقني

قالتها بعنادٍ وتحدٍ أكثر وكأنها وجدت الطريقة الأمثل حتى تضغط عليه وتجبره على الإفراج عن "كندا" وطفلتها فوقف من مكانه وعينيه يتطاير منها الشر ثم قال:-

_ إياكِ يا قُسم وإلا..... 


يُتبــــــــــــــــــع .......



رواية

♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

الفصل الثـامن  والعشـــــــرون ( 28 )

___ بعنــــوان " كبرياء رجل عاشق" _


وقفت "قُسم" على ركبتيها فوق الفراش تتحداه بلا خوف ثم قالت:-

_ وألا ... أوعى تفكر أنى هخاف منك، وهطلق يا غفران بالعند فيك


ضحك بسخرية وهو يقف على حافة الفراش بركبته اليسري ومسك فك وجهها بغيظ يكاد يمزقه من تحديها إليه وجراءتها ثم قال بخباثةٍ مُتكبرٍ:-

_ جربي، وريني أنهى مأذون هتجيله الجراءة أنه يطلقك مني يا قُسم


رفعت حاجبها بينما يده تعتصر عظام فمها من قوة ضغطه عليها لكنها تحمست أكثر لإغاصته ثم قالت:-

_ هرفع قضية طلق يا غفران وهتطلق منك، أنا مش هعيش مع راجل من غير قلبه، مستحيل 

ترك وجهها ببسمة خافتة على سذاجتها البريئة وهى تعتقد أن هناك من سيتجرأ على تقديم دعوة الطلاق للمحكمة بأسمه، أستغربت بسمته الماكرة وتابعت تصرفه حين أخرج الهاتف من جيبه وأتصل على "عُمر" وعينيه ترمق فتاته بغرور يمزقها لأشلاء وفور أستجابة "عُمر" إلى الأتصال قال بحدة صارمة:-

_ كلم المحامي يجي بكرة المكتب ضرورى ويجيب معاه ورق لرفع دعوة طلاق يا عُمر


تعجبت "قُسم" بصدمة ألجمتها من صرامته الحادة وتنفيذه لحديثها، قالت مُتعجبة:-

_ أنت بتهزر صح؟


أغلق الهاتف وسط دهشة "عُمر" أيضًا الذي لا يفهم من سيطلق فإذا كانت "كندا" فلما القضية، أبسط شيء سيطلقها، وإذا كان الأمر يتعلق بزوجته التى أفتعلت الكوارث اليوم فلن يُصدق أنه سيطلق فتاة أحبها بكل صدق من قلبه، ضحكت "قُسم" على هذا الحديث بعنادٍ أكثر وقالت بمكر:-

_ اه ياريت يكون بسرعة، بصراحة أنا لو مكانك أطلقني بدل المرمطة فى المحاكم 


ضحك بخباثة شديدة ثم قال:-

_ نسيت أقوله يجهز مليون جنيه مؤخرك يا زوجتي الغالية 


كزت على أسنانها بينما هو يغادر الغرفة تاركاها خلفه تشتعل من الغيظ والغضب برغم كل ما فعلته اليوم لتنتقم منه لكن فى نهاية الأمر هى من أحترقت بنار الأنتقام وليس هو..

دلف إلى غرفته بعد أن أنتهوا الخدم من تنظيفها قاصدًا غرفة ملابسه ليُدهش عندما وجد ملابسه دُمرت بالكامل فتمتم بعفوية:-

_ بنتي العنيدة، تحمل يا غفران تحمل عنادها 


أخذ ملابسه ليبدل ثيابه بعد أن أخذ حمام دافئ ووجد وجلس على الأريكة بجسده المبلل يتابع أخبار شركته والمشاريع التى سيناقشها غدًا فى الاجتماع، قطعت الأضواء كاملة بالقصر مما أدهش "غفران" ووقف من مكانه ليغادر الغرفة فسمع صوت الخدم بالأسفل وأضواء خافتة من هواتفهم، سمع صوت صراخها من الخلف فأستدار وقبل أن يتحرك شعر بها ترتطم بجسده بأندفاع قوة من ركضها حتى سقط على الأريكة المجاورة له بقرب الدرابزين الخاص بالسلم وهى بين ذراعه، تشبثت بعنقه بشدة ورأسها فوق صدره تستمع لنبضات قلبه حتى قاطعها صوته بينما يقول:-

_ قُسم


تمتمت بصوت مبحوح قائلة:-

_ غفران 


تبسم بخفة عليها من دقائق معدودة كانت تطلب الأنفصال عنه والآن تتشبث بعناقه فتمتم بخفوت شديد بأذنها:-

_ عجيب أمرك يا ستات 


ظلت بين ذراعيها مُتشبثة به حتى غفت فى نومها العميق بأريحية بينما هو ظل ساكنًا يستمع لصوت أنفاسها، رن هاتفه يعلن عن أستلام رسالة من "عُمر" الذي يخبره برسالته أن حصل عطل فى الكهرباء بسبب زوجته الشرسة التى حاولت تخريب صندوق الكهرباء بالقصر، ضمها إليه بسعادة أكثر وهو يقول:-

_ فداكِ قصري وملاييني وروحي وعمري كله يا قُسم 


أغمض عينيه على الأريكة مطوقها بذراعيه......


__________________________ 


[[  قصــر اللؤلؤ ]]


خرجت "رزان" من غرفة المكتب تحمل بيدها دفتر الشيكات الخاص بـ "نورهان" وقالت بجدية:-

_ أتفضلي


وقعت "نورهان" الأيصال بينما تقول بحدة صارمة:-

_ مش هوصيكي يا رزان إياك يعرف أن الفلوس دى مني، خليه يفهم أن البنك سمح بالقرض


تمتمت "رزان" بلهجة خافتة:-

_ متقلقيش، بس فى حاجة لازم حضرتك تعرفيها


_ خير


تحدثت "رزان" بنبرة جادة تقول:-

_ أنس وصله خير موت ملك وأتحجز فى المستشفي والشيء الأهم أن رئيس المباحث وحيد أمر رجالته بالتحقيق من جديد فى القضية كأنه شاكك أن أنس ممكن يكون بريء


وضعت "نورهان" فنجان القهوة من يدها على الطبق ببرود شديد وهى لا تبالي بشيء نهائيًا ثم قالت:-

_ مفيش حاجة أسمها برئ يا رزان، أنس هو القاتل ومتسمحيش بأى حقيقة غير دى تحصل، مش قُلتِ أن أن ميعاد الجلسة أتحدد


_ أممم، بس رئيس المباحث دا مش مطمن، وبحث عن خليفته 

قالتها وهى تفتح الجهاز اللوحي لـ "نورهان" وتقدمه إليها بتقرير عن "وحيد" ثم قالت:-

_ عنده 35 سنة أرمل، معرفة فى الشرطة بنزهته وصرامته ومبيخافش من حد، وعنده صوت الحق لا يعلو عليه حاجة وسجله فى الشرطة أبيض من القطن، نضيف جدًا 


ظلت "نورهان" تنظر إلى صورته فى صمت مُستمعة إلى حديث "رزان" ثم قالت:-

_ مفيش حد مبيخافش يا رزان، المهم تيا عاملة أى؟ أطمنتي عليها؟


أومأت إليها بنعم ثم قالت:-

_ رجالتنا متابعينها من هناك والحمل مستقر وحياتها أهدا بكتير ونفسيتها مرتاحة 


أومأت إليها بنعم ثم قالت وهى تقف من مقعدها تهندم سترتها الزرقاء النسائية:-

_ ودا أهم شيء أن بنتي تكون بخير هى وحفيدتي


خرجت من القصر إلى سيارتها كي تنطلق إلى شركتها وعند مغادرة السيارة رأت الحارس المُصاب فسألت "رزان" عن سبب أصابته لتنادي "رزان" عليه فأقترب من السيارة حتى فتحت "نورهان" نافذتها وقالت:-

_ أى اللى عمل فيك كدة؟


أخبرها بما أفتعلته "قُسم" أمس فى القصر وأنها أوشكت على حرق القصر بأكمله كطفلة صغيرة فتبسمت "نورهان" بخفة وقالت مُتمتمة:-

_ طفولتها دى اللى سرقت قلب ابني


_ حضرتكِ قُلتِ حاجة؟

قالها الحارس بنبرة خافتة لتبتسم "نورهان" بلطف وقالت:-

_ لا، ابقي عدي على المستشفي والتكاليف كلها عندي... أطلع


تحرك السائق بها بينما بسمتها تزداد مع تفكيرها فى "غفران" طفلها الغاضب رغم هجره لها لكنها لم تتمني له سوى السعادة فى حياته...


________________________ 

[[ شركة الحديدي ]] 


توقفت سيارة زرقاء مرسيدس سيدان أمام الشركة وترجل منها "سليم" يفتح الباب الخلفي لها حتى ترجلت "قُسم" من السيارة مُرتدية بدلة نسائية سوداء عبارة عن تنورة قصيرة تصل لركبتها وسترة طويلة تصل إلى الركبة مع طول التنورة  وقميص أحمر بأكمام وشعرها مُنسدل على ظهرها والجانب الأيمن فتقدمت للأمام بكعبها العالي ذو اللون الأحمر وحقيبة يدها الصغيرة الحمراء، دلفت مع "سليم" إلى الشركة تحت أنظار الجميع الذين أعتقدوا أنها شخصية مهمة جاءت للقاء الرئيس حتى وصلت إلى بوابة الدخول الألكترونية الخاصة بالموظفين ففتحتها الأمن لأجلها، تبسمت بمكر وهى تقول:-

_ أنت اللى جبته لنفسك يا غفران


ضغط "سليم" على رز المصعد الخاص بالرئيس فصعدت للأعلى وحدها ووقف هو ينتظر بالأسفل...

دلفت "ليلي" إلى مكتبه وقالت بهدوء:-

_ المحامي فى أنتظار حضرتك


_ خليه فى مكتبه لحد ما أبعت له

قالها "غفران" بلا مبالاة وهو لا يُصدق بأنها ستأتي لتطلب الطلاق منه، عينيه تركز فى الأوراق المنثورة أمامه ويده تحمل فنجان القهوة إلى شفتيه يرتشف القليل منه، خرجت "ليلي" من المكتب وتركته يكمل عمله ، نزع رابطة عنقه من شدة التركيز وأكمل فنجان قهوته حتى فُتح الباب من جديد ليقول بضيق:-

_ ما خلصنا يا ليلي...


قالها بأنفعال وهو يلقي القلم من يده رافعٍ رأسه للأعلي بنظارته الخاصة بالنظر ليرى زوجته من دخلت للمكتب فأتسعت عينيه على مصراعيها من أناقتها وهى لأول مرة تشبه سيدات الأعمال كوالدته تمامًا ، وقف من مقعده ليسير نحوها مُندهشًا جدًا من أناقتها وقدومها إلى هنا الآن يعنى أنها كانت تعني كل كلمة عن الأنفصال، وصل إليها وهو لا يبالى بالطلاق بقدر أهتمامه بملابسها فقالت:-

_ مالك متنح كدة ليه؟ أي أول مرة تشوفني؟


تحدث بنبرة خافتة وعينيه تتفحصها من الرأس لأخمص القدم:-

_ لا، بشوفك وطالعة زى القمر بس يا بنت جميل ..


تحولت نبرته للصراخ بوجهها ويده تمسك ذراعها بقوة مُتابعًا الحديث:-

_ أنتِ أزاى خرجتي من القصر بالهدوم دى، مش قصيرة الجيبة دى ... يخربيت أبوكِ دا ركبتك باين ... أنتِ كنتِ جاية فى الشارع وقدام الموظفين كدة...


رفعت رأسها بغرور وبداخلها قلبها يتراقص من السعادة لأثارة غضبه وقالت ببرود شدي:-

_ مش أنت اللى شاريهالي؟


جذبها من ذراعها بقوة نحوه غاضبًا والغيرة تلتهم قلبه الآن وعقله يصور له كم رجل رآها فى طريقها من القصر إلى هنا بهذا الجما، صارخًا بها:-

_ مكنتش أعرف أنها قصيرة كدة؟ أنتِ أزاى تعملى كدة ورحمة أبويا يا قُسم....


قاطعت قسمه عليها بلا مبالاة وهى تزيد من غضبه أكثر حين خلعت سترتها عن أكتافها وتقول بهدوء:-

_ يالهوي المكتب بتاعك حر موت


أتسعت عينيه على  مصراعيها حين رأى قميصها الأحمر بأكمامه الشفاف التى تظهر ذراعيها من الأسفل فكانت جميلة جدًا وفاتنة ليسرع نحوها وهو يضع السترة على أكتافها من جديد قائلًا:-

_ دا أكيد قميص نوم مش هدوم خروج دى


ضحكت بخفة عليه وهو واقفًا أمامها يكاد يكون مُلتصق بها يُلبسها سترتها من الغيرة وعينيها الخضراء تحملق به بسعادة حتى لمع بريقهما بالعشق والفرحة تغمرها من رؤيتها لغيرته عليها فكان جذابًا وجميلًا جدًا فى غيرته ونظراته يتطاير منها العشق والخوف من أن يراها رجل غيره فهمست إليه بنبرة مُثيرة خافتة:-

_ غيران !! 


تنحنح ببرود وهو يتذكر أن سبب قدومها إلى هنا هو الطلاق فقال ببرود شديد:-

_ مستحيل أنى أغار يا قُسم، أنا غفران الحديدي


كزت على أسنانها بغيظ شديد من كبرياءه القاتل لها فقالت بعناد وتحولت إلى قطة شرسة تطلق مخالبها عيله:-

_ طب أنا عايزة أطلق


أبتعدته عنه لتجلس على المقعد المقابل لمكتبه فأتصل بـ "ليلي" ليطلب المحامي وعاد إليها بسترته المُعلقة بجوار مكتبه ووضعها على ركبتيها العارتين ثم قال بتحذير شديد:-

_ إياكِ ترفعيها يا قُسم


كان تحذيره مُرعب جعلها تُدرك أنه يتحمل جنونها وعنادها لكن فى غيرته سيقتلها إذا خالفت أمره فأبتلعت لعابها بهدوء تحاول إخفاء خوفها وقبل ان تتلعثم فى الحديث فُتح باب المكتب ودلف المحامي فذهب "غفران" خلف المكتب يلزم مقعده وأشار للمحامي بأن يجلس على المقعد المقابل لها، سأل المحامي بعد الترحيب بهدوء:-

_ ممكن أعرف أسباب الطلاق؟


_ أسباب شخصية

قالتها بلا مبالاة فكرر المحامي سؤاله من جديد وقال:-

_ مدام قُسم أعذرني بس عشان نقدم دعوة لطلب الطلاق للمحكمة لازم نكتب السبب مينفعش تقولى أسباب شخصية، يعنى مثلًا بيضربكِ، فى تعنيف؟


هزت رأسها بلا وعقدت ذراعيها أمام صدرها فقال مُجددًا:-

_ الحالة المادية .. لا متقعدش الأمر هيتعلق بالماديات دا غفران بيه الحديدي، بيتعاطي شيء؟


تنحنح "غفران" بحدة ليسحب المحامي سؤاله بسرعة بخوف منه وقال:-

_ معتقدش برضو، طيب بخيل مثلًا؟


قالها المحامي فضرب "غفران" مكتبه بلطف من أسئلة المحامي البلهاء فقالت "قُسم" بعقلانية:-

_ أزاى بخيل، أنت بتتكلم عن غفران الحديدي


عقد المحامي يديه فى بعضهما وقال بلطف:-

_ ما هو ما دام مفيش سبب أسحميلي أقولك أنى مقدرش أرفع قضية طلاق بلا سبب؟ 


تبسم "غفران" بمكر على فشلها فى الأنفصال لتقول بغضب سافر:-

_ مش عايز يرجعني شغلي ولا سايبلي حريتي، دا سبب كافي


نظر المحامي إلى "غفران" فتحدث "غفران" بنبرة جادة يتحداها قائلًا:-

_ ومحتاجة الشغل ليه؟ 


_ عايزة أشترى اللى عايزاه وأخرج لأنكط حارمني من المصروف، مبيدنيش أى مصروف حضرتك مش دا سبب كافي لأن أطلب الطلاق

قالتها للمحامي ليبتسم "غفران" وهو يخرج بطاقته البنكية السوداء وألقي بها علي المكتب وقال:-

_ أصرفي على قد ما تقدري يا قُسم


ضحكت بخباثة ثم قالت:-

_ أنا مُسروفة وهفلسك


ضحك بينما يشير للمحامي بأن يذهب وهو الأخر يقف من مكانه حتى وقفت "قُسم" من مقعدها بخوف وسقطت السترة عن قدميها ثم قالت:-

_ أنا


لمس وجنتها بأنامله يتحسس نعومتها بإثارة ثم قال:-

_ متقلقيش أنا مبفلسش يا قُسم، أصرفي على قد ما تقدري فداكِ ملاييني


عقدت ذراعيها أمام صدرها ببرود شديد وقالت بضيق:-

_ مغرور!! إذا كُنت مبتفلسش وعندك ملايين ترمي تحت رجلي أصرفها فى أى حاجة، ليه تحرم طفلة من العلاج؟


تغيرت تعبير وجهه من الدفء والسلام إلى الغضب ليكز على أسنانه وهو يقول:-

_ للمرة الكام أقولك متفتحيش الموضوع دا؟ للمرة الكام يا قُسم أقولك أرحمي وجعي وأنتِ فى كل مرة بتدوسي عليه بكل برود منك؟، أنا راجل أتخانت لعشر سنين، عشر سنين مراتي بتخوني وأنا بحسن معاملتها وبدللها زى الملكات ومشفتش مني غير حنية وحُب ودلل وأحترام


_لكن فى طفلة بتموت...


قاطعها بصراخ وقد نفد صبره عليها وترك العنان لأوجاعه تنفجر بها:-

_ لكن فى طفلة أتكتب على أسمها وهى مش من صلبي، ليه هى مفكرتش فى بنتها وهى أكتر الناس عرف مين هو غفران؟ ليه دست عليا وكملت ومرحمتش بنتها؟ عايزاني أنا أرحم بنتها وهى نفسها مرحمتهاش... أمشي يا قُسم ، أمشي لأن حتى أنتِ مرحمتش وجعي ورجولتي اللى أتهانت وحزني ولا قدرتي ألمي 


وضعت يدها على صدره بعد أن شعرت بتأنيب الضمير على قسوته وهى تهتم لأمر "كندا" وطفلتها ولم تبالي لأمره هو وما يشعر به ليدفع يدها بعيدًا عنه غاضبًا منها بحق هذه المرة وقال:-

_ أمشي يا قُسم وبكرة هخلى عُمر يشوفلك شغل فى الشركة عشان مبقاش حرمتك من حاجة ومتفكريش تطلبي الطلاق مرة تانية لأني مش هستحمل طفولتك دى أكتر من كدة 


_ بس أنا مش طفلة 

قالتها بغضب سافر ثم تابعت بالحديث:-

_ ولا جارية عندك عشان تتحكم فيا براحتك، أنزلى أشتغل أنزل، متطلبيش الطلاق مطلبش وأصرفي أصرف، أنا مش جارية بتلبي أوامرك يا سي السيد، أنا حرة فى حياتي وأعمل اللى أنا عايزاه، أنا مش خادمة شاريها بفلوس يا غفران تنفذ أوامرك وبس ولا.......


كانت كلماتها تزيد من غضبه أكثر وأكثر فلم يتمالك أعصابه أكثر وهى تتابع الحديث ليُسكتها هذه المرة عن هذا الحديث السام بشفتيه فى قبلة قوية لتضربه على صدره بغضب رافضة هذه القبلة منه لتدمع عينيها وهو يحكم رأسها بيديه بقوة ويجبرها على قبلته فدمعت عينيها بألم من ضعفها أمامه ليبتعد عنها وهو يلهث فكادت أنفاسها تنقطع مثله وقال بضيق يزيد من قسوته عليه:-

_ أنتِ ملكي وجاريتي يا قُسم لو حكم الأمر، ولأخر مرة اوعي تتحديني .... أمشي


أغلقت قبضتيها بأحكام من الغضب وهو تريد لطمه الآن بعد أن قبلها بالقوة رغمٍ عنها لتغادر المكتب كالمجنونة وصعدت سيارتها وحدها بعد أن رفضت مرافقة السائق و"سليم" ......


________________________  


دلف "خالد" إلى مكتب "وحيد" الذي أطفئ سيجارته فور رؤيته وقال:-

_ عملت أي؟


_ تيا الحديدي موجودة فى أستراليا لكن وقت أرتكاب الجريمة كانت فى المستشفي بتجرى عملية أجهاض ودا حجة غياب كفيلة تبراها، أنا قلت لحضرتك أنها فوق مستوى الشبهات

قالها "خالد" ليحك "وحيد" لحيته بقوة من تعقيد القضية لكن رغم أن الجميع يشير إلى أن "أنس" القاتل لكن بداخله حدس أنه برئ ورغم نسبة هذا الحدس لكنه يُصدقه ويسعي وراءه، فقال بجدية:-

_ طيب هاتلى سجل المكالمات والرسائل الخاص بتيا الفترة اللى قبل الجريمة، لعل العملية دى تكون مجرد صدفة حصلت فى نفس الوقت 


أومأ "عاصي" بنعم له ثم خرج من المكتب ليري فتاة مُنهارة من البكاء وصوت أنينها مبحوح تكتمه بداخلها، ألتف لينظر إلى الفتاة وكانت جميلة جدًا ورقيقة مع أناقتها، ملابسها توحي أنها من العائلات العليا وترتجف خوفًا بينما يدها مقيدة فى الأصداف مع رجل أخر من الطبقة الوسطي ضخمة ويرتدي بدلة بنية، تحدث العسكري بنبرة قوية :-

_ تعالى هنا يا بت


رفعت "قُسم" يدها إلى صدرها تُشير على نفسها قائلة بخوف:-

_ أنا


أومأ إليها بأشمئزاز وقال:-

_ أمال أمي، تعالي يا أختي


_ عاملة فيها بنت ناس وعشان بنت ناس تدوس على الغلابة اللى زي، أنا عايز حقي يا باشا ماليش دعوة البلد دى فيها قانون ولا أي يا بوليس

أنتفضت من صراخ هذا الرجل فتمتمت بخفوت قائلة:-

_ هو أنا ممكن أعمل مكالمة تليفون؟


_ لا

قالها العكسري بعناد من تكبرها وصمتها فأشار "خالد" له بضيق من معالمته لها:-

_ سيبها تعمل مكالمة 


_ أيوة أهى حقي بدا يطبخ

قالها الرجل فرمقه "خالد" بعيني حادة فأبتلع الرجل لعابه بخوف ليشير "خالد" لها بنعم كي تجرى المكالمة فأخرجت الهاتف من حقيبتها....


_______________________ 


[[ قصــــر الحديــدي]]


دلف "غفران" إلى القصر مساءٍ مُنهكٍ من التعب خصيصًا أن الساعة تجاوزت الثانية عشر بعد منتصف الليل وهو لا يرغب بالعودة إلى القصر غاضبًا منها، أوقفت "فاتن" على الدرج قبل أن يصعد وقالت بخوف منه مُتلعثمة :-

_ مسيو غفران


تحدث وهو يصعد الدرج بتعب وقلبه يتمزق من الألم قائلًا:-

_ مش قادر أسمع أى حاجة يا فاتن؟


تابع صعود حتى تجمدت قدميه فى أرضه من جملتها عندما قالت:-

_ مدام قُسم مرجعتش 


توقف محله فى صدمة ألجمته ليستدير إليها بدهشة فترجل الدرج مرة أخرى حيث تقف "فاتن" وقال بصدمة وعينيه مُتسعة:-

_ مرجعتش لحد دلوقت؟


أومأت إليه بنعم ليرن على هاتفها فكان مُغلقة فأمر رجاله بالبحث عنها كالمجنون خصيصًا أن والدتها أخبرته أنها لم تأتي إليها، فقال بصراخ والخوف تملكه عليها:-

_ لو ملاقتهاش يا عُمر هعاقبك أنت ورجالتك على أهملكم ليها ومخالفة أوامري


أرتعب "عُمر" من غضبه ونظر إلى "سليم" الذي فقدها فحاول "سليم" أن يتحدث ويخبره أنها من أرمت بذلك قائلًا:-

_ بس حضرتها اللى طلبت....


صرخ "غفران" بجنون قاتل هز جدران القصر بأكلمه:-

_ روح دور عليها ولما تلاقيها لينا حساب وأدعي أن ميكنش حصلها حاجة .... غوروا من وشي يا شوية بهايم


كان قلبه يرتجف من الخوف عليها بعد أن حل منتصف الليل وهو لا يعرف عنها شيء ولا ماذا تفعل بالخارج الآن؟ فتمني ألا يصابها شيء، قاطع صراخه صوت الهاتف وكان اسمها فرد عليخا بسرعة جنونية:-

_ قُسم


وقف "عُمر" محله حين سمع أسمها، توقف قلبه من الخوف عندما سمع صوت بكاءها ليقول:-

_ أهدئي يا قُسم، أنتِ فين؟.... قسم!! 


خرج كالمجنون مع رجاله حتى وصل إلى القسم ورآها تقف وحيدة فى زواية تبكي بخوف بعد أن فك "خالد" قيودها مع هذا الرجل الذي أنتفض من مكانه بذعر بعد أن رأى "غفران" يدخل القسم وخلفه رجاله ودخلته للقُسم أوحت للجميع أنه شخصية قوية ذو مكانة وسلطة، رأته يدخل القسم لتركض نحوه بخوف وأرتطمت بصدره تختبي بين ذراعيه من قسوة هذا المكان البارد وجسدها يرتجف، ضمها بقوة يطمئن قلبه على محبوبته ويطمئنها بكلماته الدافئة:-

_ متخافيش ، أنا هنا يا حبيبة قلبي، أطمني


كانت كلماتها لا تقوي على الخروج من ضلوعها وأنفاسها تخرج بصعوبة من الخوف وخصيصًا من معاملة العسكري الذي كان يُهينها مع الرجل لصمتها فنظر إليها وكانت جبينها مجروحة والدماء جفت عليها ويدها متورمة وحمراء مما أشعل الغضب بداخله من حالة زوجته وما تعرضت له فحملق بالرجل وكان بلا خدش واحد، أقترب "عُمر" الذي تحدث مع الضابط وقال:-

_ أتفضل


أخذها "غفران" إلى مكتب رئيس المباحث الذي دُهش بوجود زوجة "غفران" فى قُسم من ساعات ولم يعلم سوى الآن من "عُمر" فقال بهدوء:-

_ أتفضل أرتاح


_ حادثة عربية والرجل سليم برا مجرلهوش حتى خدش واحد، يعني صحته سليمة زى الحصان وقالت أنها هتدفع تكاليف العربية، لا تكاليف أى دا لو حب أجيبه عربية جديدة وعلى الرغم من كل دا مراتي أنا المصابة جسدًا ومع ذلك رجال الشرطة مفكروش حتى يأخدوها على المستشفي يطمنوا عليها الأولى ... وتقولى أرتاح

تحدث "غفران" بنبرة قوية غاضبًا ومع ذلم لم يبالى "وحيد" بقوته ولا بمكانته فقال بهدوء:-

_ دا ميمنعش أن هى اللى خبطته


دلف المحامي المكتب بهدوء وقال بمهاجمة:-

_ ودا ميمنعش أن رجال الشرطة أساءة المعاملة ليها حتى لو كانت المهتمة، فأنا بقدم شكوى سب وقذف للعسكرى اللى أساء ليها وبطلب تحول المدام للمستشفي للفحص 


كان خلف المحامي "عُمر" ومعه الرجل الذي تسبب فى الحادثة وقدم شريط كاميرات المراقبة إلى "وحيد" ليقول المحامي:-

_ دا تسجيل لكاميرات المراقبة الخاص بسيارة مدام "قُسم" ولو تعبت حضرتك هتلاقي أنه هو اللى كسر عليها الطريق 


_ يا باشا أنا متنازل ومش عايز حاجة

قالها الرجل بعد أن رمقه "عُمر" الذي وعده بسيارة جديدة من شركتهم لأجل التنازل، رمق "وحيد" وجه "غفران" فقال:-

_ خلصهما أجراءات الصلح يا خالد وأن شاء الله نتقابل على خير قريب يا غفران بيه 


لم يفهم كلماته لكنه الآن لا يهتم سوى بزوجته التى ساندها بلطف للخارج وبمجرد خروجها من القسم وشعرت بطمأنينة وجوده معها فلم تخشي شيء بوجوده فقدت الوعي تمامًا ليتشبث "غفران" بها بأحكام ونطق اسمها بخوف:-

_ قُسم


حملها على ذراعيه ليسرع بها إلى المستشفي خوفٍ أن يكون أصابها شيء أخر غير الظاهر بها، فحصها الأطباء بخوف بعد أن رآوا "غفران" حتى خرج مدير المستشفي بنفسه وقال:-

_ الحمد لله كان كسر بسيط فى المعصم وجبسنا والحمد لله ان الجنين محصلهوش حاجة 


أتسعت عيني "غفران" على مصراعيها بدهشة ألجمته وقال بتلعثم شديد من هول الصدمة:-

_ جنين!!


_ حضرتك متعرفش ولا أي؟ مدام قُسم حامل فى شهر وأسبوع

قالها الطبيب بحماس مُبتسمٍ وبدأ يتحدث ويهنئه وهو لا يسمع شيء من كل هذا ولا يفكر سوى بمحبوبته التى تحمل طفله فى أحشاءها وعقله لا يصدق الذهول الذي أصابها بينما قلبه تسارعت نبضاته من الفرحة فأبتلع لعابه من السعادة التى لا يستوعبها ودلف إلى غرفتها ليراها نائمة كالملاك، أقترب منها حتى وضع يده على بطنها وقال بلطف:-

_قُسم يا حبيبة قلبي وسلطانة عُمرى 


أنحني ليضع قبلة على جبينها فتمتمت أثناء نومها:-

_ غفران 


فتحت عينيها بتعب حين رفع جسدها إلى صدره يُضمها و هو لا يصدق أنه سينجب طفل من محبوبته الجميلة التى سرقت قلبه منه وهزمته بعشقها الكامن بداخله..........


يُتبــــــــــــــــــع .......

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا



تعليقات

التنقل السريع