القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

روايةغفران هزمه العشق الفصل التاسع وعشرون والثلاثون بقلم نورا عبد العزيز

التنقل السريع

     


    روايةغفران هزمه العشق الفصل التاسع وعشرون والثلاثون بقلم نورا عبد العزيز






    روايةغفران هزمه العشق الفصل التاسع وعشرون والثلاثون بقلم نورا عبد العزيز




    رواية

    ♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

    الفصل التــاسع  والعشـــــــرون ( 29 )

    ___ بعنــــوان "  خطر يضرب القلب  " ___


    وضع رأسها برفق جدًا على الفراش حتى لا تستيقظ من نومها فى الليل لكن ما أخشاه حدث، فتحت عينيها بتعب مُرهقة من يومها الطويل وجهودها المبذول وأثر الأصطدام بالسيارة وهكذا الوقوف على قدميها طيلة اليوم فى القسم قد أستنفدوه كل طاقتها مع حملها، تحدثت بتلعثم شديد:-

    _ أنت هترفض تطلقني صح


    تبسم بخفة على عنادها ورخم تعبها الشديد وما حدث لكنها ما زالت تُصر على الأنفصال ولسبب لا قيمة له، ضحك بينما يمسح على رأسها وقال:-

    _ أرتاحي ولما تصحي هعملك اللى أنتِ عايزاه ياحبيبة قلبي


    أغمضت عينيها بتعب وظل جوارها حتى نامت فى سبات عميق ليسحب يده من يديها الصغيرة وتسلل من الغرفة بهدوء ليترجل للأسفل وكانت "فاتن" جمعت كل الخدم بأمر منه وهكذا "عُمر" جمع كل الرجال والأمن ووقفوا فى البهو أمام الدرج ليرمقهم بغضب شديد بعد ما حدث إلى زوجته وقال بنبرة قوية جعلت قلوبهم تنتفض رجفًا فى صدورهم:-

    _ أمرتك أنها متخرجش من القصر ولا عينيك تغفل عنها يا فاتن وخلفتوا أمرى مرتين فى أسبوع واحد


    _ يا مسيو غفران مدام قُسم عنيدة جدًا وإحنا مالناش سلطة عليها، بل بالعكس كلنا تحت أمرها بأوامر من حضرتك


    صرخ بجنون فى وجهها غاضبًا أكثر بينما يقول:-

    _ أنا مش عايز أسمع مبررات، اللى حصل النهاردة كلكم مسئولين عنه وأنا لو هترجم دا لشيء فهيكون أنه أهمل وتقصير منكم وأن كل شخص فيكم مش قد وظيفته


    كان يبحث عن "سليم" بين الواقفين فهو أول شخص تركها وحدها فى الشارع لكن عينيه المريضة لم تتعرف عليه مما زاد من غضبه، تحدث "سليم" بنبرة هادئة:-

    _ أنا أسف جدًا يا ميسو غفران لكن صدقني مدام قُسم دماغها حجر ودائمًا بتستخدم التهديدات لتنفيذ أوامرها 


    أدار رأسه نحو "سليم" حين سمع صوته الذي ميزه جيدًا وقال بتهديد واضح للجميع:-

    _ مبررات سخيفة غير مقبول بيها، عُمر الشمس تطلع مشوفش وش أى حد فيهم فى القصر اللى مش قد وظيفته يتخلى عنها للى يستحقها أحسن


    ألتف لكي يصعد الدرج ببرود دون أن ترجف عيونه للحظة وهو يطرد الجميع من عملهم فتحدثت "همس" الخادمة بعيني باكية راجية إليه:-

    _ غفران بيه، أرجوك أنا محتاجة لشغلى وماليش ذنب فى اللى حصل أنا من يوم ما جيت هنا وكانت وظيفتي الأهتمام بمدام قُسم وأكلها وعملت شغلى كله، أرجوك أنا عائلتي محتاجة لشغل دا أوى


    أستدار لها بشموخ وقلبه المُتحجر لن يخضع لأى سبب أو ظرف لشخص منهم أمام سلامة زوجته فبدأت الخادمة واحدة تلو الأخرى فى الرجاء منه فتأفف بهدوء وقال:-

    _ لأخر مرة، أخر إنذار ليكم المرة الجاية هتكون رقبتكم الثمن مش وظيفتكم 


    أومأ الجميع له بنعم لينظر إلى "فاتن" وقال بهدوء:-

    _ قُسم حامل مش هوصيكِ يا فاتن، بلاش بعد العمر دا كله معايا تخسرى وظيفتك 


    هزت رأسها بنعم وبدأ الجميع فى المباركة له بينما "قُسم" نفسها لا تعرف بحملها بعد، أنتشر خبر الحمل بين الجميع فى القصر ومن القصر إلى الأخر حتى وصل داخل قصر اللؤلؤ فقدمت الخادمة العصير والكيك المحلي بالفراولة إلى "نورهان" التى تعجبت من الخادمة ورفعت رأسها إليها بحدة تقول باستغراب:-

    _ أنا مطلبتش غير قهوتي


    تبسمت الخادمة بلطف وفرحة تغمر قلبها بينما قالت:-

    _ دى هدية تعبير مننا لمباركة حضرتك


    رفعت حاجبها ونظرت إلى "رزان" التى تجلس على المقعد المجاور لها ثم قالت:-

    _ مباركة!!


    _ على حمل مدام قُسم ونتمني أنها تقوم بالسلامة

    قالتها الخادمة بفرحة فأنزلت "نورهان" قدمها عن الأخرى بدهشة ألجمتها مما سمعته والخبر وقع على أذنيها كالقنبلة التى أنفجرت للتو فى وجهها وقالت بتلعثم:-

    _ حامل!!


    أومأت إليها بنعم فنظرت إلى "رزان" ثم وقفت كالمجنون وهى تقول:-

    _ ازاى...


    [[ فى قصر الحـــديـــــدي ]] 


    تعجبت "قُسم" من دلل الخدم لها ومُنذ أن أستيقظت اليوم ويُقدم لها العصائر والفاكهة فتأففت بضيق شديد من "همس" وقالت:-

    _ هو فى أي ، دا مجرد أيدي مكسورة مش محتاجة التغذية دى كلها 


    _ ألف سلامة على حضرتك بس مالهاش علاقة بالكسر 

    قالتها "همس" بهدوء شديد فتركت "قُسم" المجلة من يدها على الأريكة ثم وقفت أمام "همس" وعقدت ذراعيها أمام صدرها وهتفت بحدة:-

    _ أمال أي؟ بصراحة مليت وشبعت جدًا من كمية الأكل دى ، حد قالكم أن عندي جفاف


    تنحنحت "همس" بهدوء وهى لا تفهم تصرف "قُسم" من المفترض أنها أول شخص تكن على علم بحملها فقالت بهدوء:-

    _ بعد الشر عن حضرتك إحنا بس نتمني أنك تقومي بالسلامة أنتِ البيبي 


    أتسعت أعين "قُسم" على مصراعيها بصدمة وترمق وجه "همس" بذهول تام وكلماتها علقت فى حلقها فتمتمت مُتلعثمة بشدة:-

    _ بيبي!!


    _ هو حضرتك متعرفيش أنك حامل، غفران بيه قالنا أمبارح

    قالتها "همس" بهدوء مما جعل "قُسم" تُصدم ونظرت إلى بطنها بصدمة وبداخلها مشاعر مُختلطة لا تعرف أهى فرحة أم خوف، سعادة أم تردد، الصدمة شلت أطرافها أيمكن بهذه السهولة أن تحمل طفله بأحشائها، هتفت بحيرة وهى لا تُصدق ما تسمع:-

    _ ممكن تجيبلي أختبار حمل


    أومأت إليها بنعم وهى تقول:-

    _سهلة نتصل بالصيدلية نطلب واحد


    أومأت إليه بنعم وركضت "قُسم" إلى الأعلى وبعد ربع ساعة وصل طلبها لتجري الأختبار بخوف مُترددة من الجواب حتى رات الخطين باللون الأحمر يلمعن فى الأختبار فتنتفست الصعداء بأريحية وقلبها ينبض بجنون من هذا الخبر وشعر أن بداخلها شيء دافئ جعلها تحتضن بطنها من السعادة وتناست كل شيء وبدأت تضحك بقوة وخرجت ركضًا من المرحاض إلى هاتفها تتصل بوالدتها فبمجرد أن سمعت صوت والدتها عبر الهاتف تقول:-

    _ قُسم عاملة أى ؟


    _ ماما أنا حامل

    قالتها بفرحة شديدة تغمرها والضحكات تسيطر عليها، أتسعت عيني والدتها بسعادة رغم أنها كانت قلقة من زواجها من "غفران" لكن الآن بعد أن سمعت بخبر حمل طفلتها فى حفيدها الأول لم تشعر بشيء سوى السعادة وبدأت تبارك لها بحماس وفرحة:-

    _ يا روح قلبي مبروك يا حبيبتي، لا .. لا مينفعش فى التليفون أنا هلبس وأجيلك على طول ، أقفلي مسافة الطريق يا روح قلبي وهكون عندك


    أغلقت مع والدتها والسعادة تغمرها ولا تعرف ماذا تفعل وأين تفرغ مشاعرها الجميلة حتى سمعت صوت ضجة بالأسفل فخرجت من الغرفة ونظرت من أعلى الدرابزين لترى "نورهان" تحاول الصعود لكن "فاتن" تقف أمامها على الدرج قائلة:-

    _ أرجوكِ يا دكتورة متحطنيش فى موقف وحش قصاد غفران بيه، حضرتك عارفة أن غير مسموح بدخولك هنا كمان مُصرة تطلعي فوق وحياتك عندكِ أمبارح كان إنذار كافي بقطع رؤوسنا كلنا ... رجاءً


    كانت تستشيط غيظًا وهى تقول بحدة صارمة وعينيها يتطاير منها الغضب:-

    _ أبعدي عن طريقي يا فاتن


    ترجلت "قًسم" من الأعلي بعدم فهم لسبب غضب "نورهان" هكذا وقالت بهدوء:-

    _ فى أى؟


    ألتفت "فاتن" إليها بهدوء ثم نظرت إلى "نورهان" بجدية وقالت بترجي ونبرة خافتة:-

    _ أرجوكِ يا دكتورة


    دفعتها "نورهان" بعيدًا عن الطريق وسحبت "قُسم" من يدها نحوها حتى كادت أن تسقط عن الدرج من قوة سحبها لتفزع "فاتن" من الخوف، أتصلت "همس" بـ "عُمر" تخبره بقدوم "نورهان" وأفتعل المشاكل هنا....


    ______________________ 


    كان "صابر" يقود السيارة مُتجهًا من المصنع إلى الشركة حين تلقي "عُمر" الاتصال فأغلق الهاتف بهدوء ونظر للخلف حين يجلس "غفران" وقال بقلق شديد:-

    _ دكتورة نورهان فى القصر 


    رفع رأسه عن الجهاز اللوحي الموجود فى يده بدهشة من دخول أمه إلى قصره دون أذن منه ليتابع "عُمر" بقلق شديد:-

    _ وكالعادة بتفتعل مشاكل لكن المرة دى مُصر على أخذ مدام قُسم


    أغلق قبضته بغضب سافر محاولًا كبح غضبه على والدته وقال بضيق:-

    _ مُصرة تختبر صبري عليها، أطلع على القصر يا صابر 


    غير "صابر" وجهته بسرعة جنونية خائفٍ أن يتأخر على هذه الكارثة ....


    _________________________ 


    [[ قصــــــر الحـــديــــدي ]] 


    نفضت "قُسم" ذراعها من "نورهان" بقوة غاضبة من تصرف هذه المرأة وقالت بعنادٍ:-

    _ أنا مش هروح فى حتة 


    أقتربت "نورهان" منها بخطوات ثابتة مُخيفة وحدقت بعينيها بشرارة ثم قالت بمكر:-

    _ يبقي شكي فى محله 


    رفعت "قُسم" حاجبها بعدم فهم لتمسكها "نورهان" من عنقها بهدوء وقالت بتهديد:-

    _ أرفضي زى ما أنتِ عايزاه لكن طلبك للطلاق من ابني ودلوقت حامل دا مالهوش غير تفسير واحد أنك حامل من راجل تاني زى اللى قبلك


    أتسعت عيني "قُسم" على مصراعيها من بشاعة التُهمة التى لحقت بها الآن وتجمعت الدموع فى عينيها لتبتسم "نورهان" بخباثة وقالت بمكر شيطاني:-

    _ عيطي ..عيطي العياط بيغسل الوساخة اللى انتوا فيها 


    كزت "قُسم" على أسنانها بغضب سافر من وقاحة هذه المرأة وسقطت الدمعة من عينيها وهى لا تستوعب قذارة هذا العقل الذي ألحق بها تهمة كهذه، تمتمت بصوت مبحوح:-

    _ أطلعي برا لأن أنا لحد دلوقت بحاول أحترم أنك أم جوزي لكن موعدتكيش أني هستحمل وقاحة أكتر من كدة


    _الوقاحة الحقيقية أنك ترفضي تعملى التحليل عشان نتأكد أنه ابن غفران، لكن صدقيني سواء قبلتي أو لا هتعملى التحليل لأن حملك من الأساس مشكوك فيه ودموع التماسيح دى شوفتها كتير فى اللى قبلك يا أما يكون ابن غفران أو تقوليلي مين أبوه من أولها 


    قالتها "نورهان" بتهديد صريحة لترفع "قُسم" يدها للأعلى كي تصفحها وهى لم تتحمل قذارتها أكثر من ذلك مما أدهش الجميع من جراءة هذه الفتاة، حدقت "نورهان" بيدها المرفوعة بذهول لكن "قُسم" لم تقوى على فعلها فتبسمت "نورهان" وسحبتها من يدها معها للخارج وهى تصرخ بها غاضبة:-

    _ سيبني أنا مش هجي معاكِ ...اااه أبعدي عني أنتِ بتوجعيني


    توقفت "نورهان" عن السير حين رأته يقف أمامها والغضب يتملكه، بل مُسيطرًا كليًا عليه وعينيه يتطاير منها الشر فأقترب أكثر منها وأخذ زوجته من يدها بلطف وقال بهدوء مُحذرًا إياها:-

    _ قالتلك بوضوح أنكِ بتوجعيها 


    _ غفران

    قالتها بهدوء ليقاطعها صارخٍ بوجهها بغضب ناري يحرق الجميع:-

    _ كفاية يا دكتورة ، كفاية ، كفاية تتدخلى فى حياتي وبيتي، إياكِ تفكري تقربي من قُسم مرة تانية ورب الكعبة ما هيمنعني عنك حاجة أكتر من كدة 


    تشبثت "قُسم" بذراعيه مُستمعة لهذا الشجار القائم بينهما وجسدها المريض لا يتحمل الأمر أكثر من هذا فأتكأت برأسها على ظهره مُتعبة ليتوقف عن الحديث حين شعر برأسها تسقط على ظهره وألتف ليراها تُتمتم بخمول شديد:-

    _ أنا تعبانة يا غفران ..... اااااه 


    خرجت صرخة منها وهى تنحني بقوة للأسفل مُمسكة ببطنها ليفزع الجميع وهكذا "غفران" الذي حملها على ذراعيه بفزع صارخٍ بخدمه يقول:-

    _ أتصل بالدكتور يا عُمر


    صعد بزوجته مُرعبٍ عليها وهى تزداد فى الصراخ أكثر وأكثر من الألم المتزايد فى بطنها بحزن وهو جالسًا بجوارها يمسك يدها بخوف ويقول:-

    _ أستحملى يا قُسم، دقائق والدكتور هيوصل... أستحملي


    ظلت تتلوي فى الفراش من الوجع وتصرخ بقهرة مُتألمة حتى وصل الطبيب وكانت "نورهان" تقف أمام الغرفة ليفحصها الطبيب فطلب جهز الأشعة التى جلبته "فاتن" من الغرفة المجاورة الخاصة بغرفة "كندا" السابقة ومع الفحص ظهرت ملامح الحزن على وجه الطبيب فقال "غفران" بقلق:-

    _ فى حاجة 


    حقنها الطبيب بمسكن وترك الممرضة معها ثم خرج مع "غفران" وقال بهدوء شديد:-

    _ مخبيش عليكِ يا غفران بيه، مدام قُسم عندها مشكلة فى الرحم والحمل خطر علي حياتها ونصيحتي كطبيب نعمل عملية إجهاض وخصوصًا أننا فى بداية الحمل مش هتعرضها للخطر 


    أتسعت عيني "غفران" على مصراعيها وهو لا يُصدق ما يسمعه فلم تدوم السعادة فى حياته من قبل، دمعت عينيه بخفة على سعادته التى سُرقت منه للتو وقبل أن يتحدث أكثر مع الطبيب رأى الخادمة تصعد مع "صفية" التى جاءت فور علمها بحمل ابنتها ليقول "غفران" بهمس:-

    _ طيب خلاص متقولش حاجة دلوقت، أمشي


    غادر الطبيب ليمسح "غفران" دمعته سريعًا قبل أن يستدير إلى والدتها، تحدث بهدوء شديد قائلًا:-

    _ أتفضلي


    _ مبروك يا غفران ربنا يقومها لك بالسلامة

    قالتها بسعادة تغمرها فتبسم بسمة مُزيفة يخفي بها أوجاعه ثم ترجل للأسفل يحملق بوالدته وقال:-

    _ رجاءً متختبريش صبري عليكِ كتير لأني لحد دلوقت أنا مراعي جدًا أنك والدتي


    ضحكت "نورهان" بسخرية ثم قالت بجدية صارمة:-

    _ أنت بتهددني يا غفران وليه؟ لأني خايفة عليك ، خايفة تتخدع تاني من واحدة ويضحك عليك باسم الحب، كندا كمان كنت عاشقها وعاملها أميرة مدللة ولا نسيت


    كز على أسنانه حتى ان صريرها قشعر  بدن والدته من الغضب الكامن بداخله فقال بتحذير وعينيه يبث منها الشر:-

    _ إياكِ تفكري تجيب سيرة قُسم بكلمة متعجبنيش، قُسم أشرف من أى بنت وأوعي تقارنيها بكندا مرة تانية وأقفلي الموضوع دا بقي عشان متخسرنيش أكتر من كدة


    تنهدت "نورهان" بنبرة خافتة ثم قالت بتردد دون أن تخشاه:-

    _ طيب نعمل التحليل ونتأكد أنه من صلبك ونتعلم من اللى فات ومش هتخسر حاجة و....


    كان يستمع لحديثها ونيرانه مُشتعلة بداخلها لا يقوى على تحملها أكثر ويديه تحك لحيته بغضب وهى تفكر فشيء بينما عقله مُرتعبًا عليها من مرضها وخسارته المحسومة لطفلهما حتى تزيد والدته غضبه أكثر  فقاطعها صارخًا:-

    _ خلاص بقي، خلصنا وإياكِ تفكري فى الموضوع دا تاني لأن قُسم حامل فى ابني أنا وأنا بحذركِ لدكتورة نورهان أوعي تفتحي الكلام الزبالة دا قصاد قُسم مرة تانية فاهمني... أتفضلي على قصرك


    قاطعه دخول الخادمة تحمل فى يدها فنجان قهوة ليقول بحدة:-

    _ رجعي القهوة يا همس هى مش هتشرب حاجة عندنا 


    أتسعت عيني "نورهان" على مصراعيها بصدمة قاتلة وعينيها تحدق بالخادمة فلم تكن "همس" وظلت عينيها تتجول بين ابنها والخادمة وتبحث عن "همس" تلك التى يُحدثها وعينيه تحدق به بوضوح، تحدثت الخادمة بقلق:-

    _ حضرتك عايز همس


    أرتجف عقله من الخوف حين أخطأ فى التعرف على خادمته أمام والدته  فلأول مرة يتحدث دون أن ينظر إلى الشارة الموجودة على أكتافهم، خرجت والدته من القصر وهي تفكر كيف لفظ أسم الخادمة خطأ رغم أن عينيه تحدق بها بوضوح، لتشعر أن هناك شيء غريب بطفلها....


    _______________________ 


    كان "عُمر" موجود فى المستشفي الموجود بها "نالا" ويتحدث مع الطبيب الذي قال بجدية:-

    _  لأزم نعمل العملية فى أقرب وقت 


    هز "عُمر" رأسه بهدوء ثم قال بنبرة خافتة :-

    _ أوعدك نحاول نوصل لباباها 


    غادر المستشفي خائفًا من حالة الغضب التى تتملكه وبسبب هذا الغضب هناك طفلة صغيرة تصارع الموت ولم يشفق عليها نهائيًا، أنطلق بسيارته إلى الشركة وكان يفكر من أين يبدأ بالحديث مع "غفران" ليحاول معه أن يُعيد "نالا" إلى والدها فعذابها لم يُعيد شيء من السابق ولن يمتص غضبه وألمه، وصل إلى مكتب "غفران" وعقله شاردًا يفكر فى ترتيب الحديث وكلماته حتي يصفها أمامه، أرتشف "غفران" القليل من القهوة ثم وضع الفنجان على المكتب ووقف مُستعدًا لمغادرة المكتب بينما يقول بتعجل:-

    _ جمع كل البيانات اللى طلبتها منك


    أومأ "عُمر" بنعم مما جعل "غفران" يبتسم بمكر وقال أثناء مغادرته :-

    _ طيب يلا بينا عشان منتأخرش على الناس


    استوقفه "عُمر" بنبرة خافتة يقول:-

    _ غفران بيه


    نظر "غفران" إليه مُندهشٍ ليُتابع "عُمر" حديثه بهدوء شديد خائفًا من غضب هذا الرجل:-

    _ أنا لسه جاي من المستشفي عند نالا، حقيقي البنت بتموت حرفيًا وحتى الأجهزة مش مساعدها بالقدر اللى حضرتك مُتخيله


    تنهد "غفران" بهدوء شديد ثم قال بخفوت:-

    _ عايز تقول أي يا عُمر؟


    _ عايز أقول أن البنت مالهاش ذنب، البنت أتقالها أنك والدها وهى كانت بتقولك يا بابا وبتعمل بدا زيها زي حضرتك مجرد ضحية للخيانة والغدر اللى حصله

    قالها "عُمر" بثبات وعينيه ترمق "غفران" الذي صمت يستمع لحديث "عُمر" بأهتمام ثم قال بحدة:-

    _ فالمفروض أكفي واحد زى عفيفي وأديله بنته يتمتع بيها وأطلع أنا الوحيد الخسران فى اللعبة القذرة اللى لعبوها دى


    _ معنديش جواب لدا لكن الأكيد أنى مش قابل بظلم الطفلة دى 

    قالها "عُمر" بجدية رغم خوفه من معارضة "غفران" لكنه تحلى بالجراءة الكاملة كي يتحدث أمامه ويواجهه بظلمه القائم فتابع حديثه بجدية:-

    _ أرجوك فكر فى كلامي والحمد لله أن ربنا عوضك عن خيانتهم بزوجة زى مدام قُسم وكرم حضرتك بطفل من جديد 


    تذكر ما لم ينساه بحمل زوجته وطفله المحكوم عليه بالموت مما جعل "غفران" يحتد أكثر فى كلماته من وجعه قائلًا:-

    _ خلاص يا عُمر، نخلص الأجتماع دا ونشوف الشريك اللى رايح يبيع وبعدين نشوف المشاكل الرهيبة دى 


    خرج من مكتبه مُتجهٍ إلى غرفة الاجتماعات بمكتبه؛ليقف الجميع من أماكنهم بحضوره أحترامٍ وتقديرٍ له، فتحدث بنبرة خافتة:-

    _ أتفضلوا 


    بدأ أجتماعهم والتحدث عن قرارات الشركة فى المنتج الجديد وعن مشروع القائد الذي سيعلن عنه الذي يحتوى عن سيارة قائدة بلا سائق توفر كل الإمكانيات لتساعد على توافر الراحة التام لراكبها ليقاطع الحديث دخول "عفيفي" إلى المكتب مع رجلين مما جعل "غفران" يشتعل من الغضب من طريقه أقتحامه بعد أن همس "عُمر" فى أذنيه باسم "عفيفي" يُعرفه بهوية المُقتحم لشركته فقال "عُمر" بنبرة خافتة:-

    _ ممنوع تدخل هنا، ممكن تفضل


    وضع ورقة على صدر "عُمر" بغرور وعينيه تحملق بـ "غفران" الجالس على مقعده متوهجٍ كالملك لم يتحرك له ساكنًا فنظر "عُمر" إلى الورقة وكانت العقد بشراء "عفيفي" جزءً من الأسهم عوضًا عن الشريك الأجنبي مما جعل "عُمر" يرفع رأسه إليه بصدمة قاتلة وعقله لا يستوعب ما يراه والآن قد بدأت الحرب بوضع "عفيفي" قدميه فى أرض "غفران" وقد دخل إلى عرين الأسد بنفسه، أقترب من "غفران" بالعقد ليُقدم إليه بذعر يحتله من الداخل من رد الفعل الذي سيأخذه "غفران"، قرأ "غفران" العقد وأشتعل غضبًا من مكر "عفيفي" والآن بعد أن كان يفكر أن يعطيه طفله سيعلن حربه ويصوب أسلحته كاملة بوجهه، تبسم "عفيفي" بمكر شيطاني إلى "غفران" الذي غادر الغرفة بصمت يكبح غضبه فأستوقفه صوت "عفيفي" الذي جاء من خلفه يقول:-

    _ غفران


    توقف عن السير دون أن يستدير إليه فأقترب "عفيفي" منه ووقف أمامه فقال بهدوء:-

    _ مش كنت أديتني مراتي وبنتي أحسن، أنت اللى أعلنت الحرب


    تبسم "غفران" بهدوء ووضع يديه فى جيوبه بغرور مُصطنع البرود والكبر يحتل ملامحه كنبرته هاتفٍ:-

    _ تفتكر هيفرق معاك جثثهم، واثق من نفسك أوي


    _ متقدرش تقتلهم

    قالها "عفيفي" بجدية صارمة والخوف ظهر فى عينيه التى لم تقوى على إخفاءه فتبسم "غفران" بسمة خبيثة بطرف شفتيه وقال حادقًا به:-

    _ أديني سبب واحد يمنعني أقتلهم بعد خيانتهم، سبب واحد يخليني منتقمش من واحدة خانتني وحاطت شرفي فى الطين 


    لم يجد "عفيفي" جوابًا على سؤاله فكز على أسنانه ليرفع "غفران" يده إلى صدر "عفيفي" بتهديد وقال بحدة صارمة:-

    _ أطلع من شركتي وإياك تفكر فى شراكتي لأن الشراكة الوحيدة اللى بينا هو مكان قبرهم دا لو عايز تعرفه عشان تترحم عليهم، لأنك مش قدي، أنت راجل بتاع فن ومياعة مالكش فى أنياب السوق ولا تعرف تقف قصادي


    ربت على عنقه بلطف تهديدٍ إليه ثم غادر من أمامه قائلًا:-

    _ أرميه برا يا عُمر


    أقترب رجال "غفران" منه وقبل أن يلمسه فسأل "عفيفي" يستوقفهما بكلماته المُرعبة:-

    _ مقولتليش قُسم عملت أى عند الدكتور؟


    ألتف إليه "غفران" ببرود ليبتسم "عفيفي" بمكر وأقترب منه بعد أن نفض ذراع رجله عنه وقال بخباثة:-

    _ مش واجب تتطمن على مراتك الحامل لما تخرج من عند الدكتور؟


    رفع "غفران" هاتفه ليتصل بزوجته وعينيه ترمق "عفيفي" بهدوء بعد أن أدرك أنه يعلم بخبر حمل زوجته لكنه لم يجد جواب ليقول "عفيفي" ببرود قاتل:-

    _ مبتردش... لا أعتقد أنه أتقفل دلوقت


    كان هاتف "قُسم" مُغلق حقًا مما جعله يفقد أعصابه ويمسك لياقته بانفعال وقال ساخطًا:-

    _ لو فكرت تقرب من مراتي.....


    قاطعه "عفيفي" بنبرة حادة يساومه بعقل شيطاني:-

    _ مراتك وابنك قصاد مراتي وابني وقسمًا بربي يا غفران لو طلعوا أموات بحق، ما هتلاقي منى غير رأس قُسم على باب قصرك ومعها ابنك اللى هطلعه من بطنها عشان تملى عينيك منه 


    دفعه بقوة وغادر مما أرعب "غفران" ولأول مرة يُهزم هذا الوحش أمام أحد ويشعر بالعجز، لأول مرة يترك أحد يهينه يذهب هباءً دون قتله، لكن هذه "قُسم" فتاته الشقية ومحبوبة قلبه .......


     يُتبــــــــــــــــــع .......




    رواية

    ♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

    الفصل الثــلاثــــــــون ( 30 )

    ___ بعنــــوان " أســـرار تُكشــف" ___


    خرجت "قُسم" من عيادة الطبيب بعد الفحص وبجوارها "أحلام" فتاة فى أواخر العشرينات تعمل كحارسة شخصية لترافقها فى أى مكان، فتحت لها باب المصعد ورأت فتاة بالداخل تتحدث فى الهاتف بدلال مُفرط، ضغطت على زر المصعد ليغلق أبوابه فى الطابق الثامن، نزل المصعد إلى الطابق السادس وتوقف حتى دلفت سيدة أربعينية مع رجل يتحدثان ، سحبت "أحلام" "قُسم" من يدها برفق للخلف ترتطم بالمصعد من الأزدحام مما جعل "أحلام" تنظر إلى اللافتة الموجودة وقالت بتمتمة واضحة:-

    _ هو مش المصعد بيكفي لأربع أشخاص بس


    نظر الرجل إليها وبسرعة البرق قبل أن تتوخي الحذر كانت الفتاة التى بجوارها من البداية طعنتها فى عنقها بحقنة مُخدرة أفقتها الوعي بسرعة البرق فصرخت "قُسم" بذعر ليضع الرجل يده على فمها يمنعها من الصرخ وهى تقاومه لكن بنيته الجسمانية كانت أقوي بكثير من ضألتها لتحقنها الأخرى بمخدر حتى فقدت الوعي ثم حملها الرجل على ذراعيها وترك الهاتف وحقيبتها فى المصعد مع جسد "أحلام" ثم ترجل جميعًا من المصعد فى الطابق الثاني ومنها دخول إلى شقة وتسللوا بـ "قُسم" من الباب الخلفي للمطبخ الذي يصلهم بمرأب السيارات حيث سيارتهم المصفوفة وأنطلقوا دون أن ينتبه "سليم" وهكذا رجاله الذين يقفون أمام البناية فى أنتظار قدوم "قُسم" ....


    ___________________________ 


    [[  شركة اللـــــؤلـــــــــــؤ ]]


    دلفت "رزان" إلى مكتب "نورهان" تقاطع أجتماعها مع الخبراء التجميلين بذعر وهى تقول:-

    _ دكتورة نورهان


    ألتفت إليها بدهشة من طريقة دخول "رزان" وتجرأها على أقتحام أجتماعها لتقول بفزع وصدمة تحتل وجهها الجاد بصرامته:-

    _ مدام قُسم أتخطفت 


    وقفت "نورهان" من مكانها بصدمة قاتلة ألجمتها وجعلت عقلها المتمرد يشل فى رأسها الجميل، لم تتوقع خبر كهذا فخرجت من الشركة مع "رزان" مذعورة وهى تقول:-

    _ مين اللى عملها؟


    _ عفيفي ابن داغر الصوفي وابوه نالا

    قالتها "رزان" بقلق شديد من القادم وهذا الأحمق تجرأ على تحدي "غفران وليس وحده، بل تجرأ على الوقوف أمام "نورهان" المرأة التى تقتل من يقترب من أملاكها بكل برود دون أن ترجف لها عين، تابعت "رزان" وهى تفتح باب السيارة الخلف لها:-

    _ وأشترى أسهم فى شركة الحديدي كنوع من التحدي بمساعدة ابوه اللى اشترى من الشريك الأجنبي


    وقفت "نورهان" بذهول من الحرب القائمة على ابنها دون علمها فقالت بغضب شديد:-

    _ مكتفاش بخيانة ابني والغدر بيه... أطلع على الصحراوي


    أتسعت أعين "رزان" على مصراعيها بصدمة قاتلة وقشعر بدنها من الخوف وهى تقول بتمتمة تأبي كلماتها الخروج من هول الصدمة:-

    _ هتروحي الصحراوي بنفسك 


    جذبت "نورهان" لياقة "رزان" بغضب يحرق ما بداخلها وقريبًا سيحرق الجميع فقالت بتهديد:-

    _ أنا اللى يقرب من عائلتي أفعسه برجلي يا رزان ... دا مش أى حد دا غفران فلذة كبدي وفرحتي الأولى، أنا اللى يرفع عينيه فى غفران أمحيه من على وش الدنيا 


    دفعتها بقوة وصعدت إلى السيارة لتبتلع "رزان" لعابها بخوف وجعلت السائق يترجل من السيارة لتأخذ هى القيادة بيدي مُرتجفة، وصلوا إلى الطريق الصحراوي لتنعطف "رزان" عن الطريق الرئيسي ووصلت إلى منزل يكاد يبدو مُصفحًا من الخارج ثم وقفت "رزان" أمامه ليفتح الباب بعينيها وضربات قلبها ، دخلوا معًا وكان المنزل فراغًا لكن لم يكن فراغه سوى رعبًا ، ترجلوا للقبو وكان بداخله باب أخر وحين فُتح كان المكان مُختلفًا وكأنهم ذهبوا إلى أرض غير الأرض فكان المكان عبارة عن حلبة من القتال ورجال كثير يمارسون جميع أنواع القتال الموجودة فى العالم لكن حين لمحوا طيف "نورهان" توقف الجميع عما يفعلوا وأنحنوا لها أحترامًا لتذهب كي تجلس على المقعد أمامهم ترمقهم بغضبها، نظرت "نورهان" إليهم وبعد الترحيب  فتحت الجهاز اللوحي على صورة "قُسم" وألقت به أمامهم قائلة:-

    _ البنت دى أتخطفت من 3 ساعات من عمارة فى الكروبة، أنا عايزاها سليمة 


    أقترب قائد الرجال ليأخذ الصورة وقال بجدية:-

    _ أمرها يهمك !! 


    _ حامل بحفيدي

    قالتها بجدية صارمة مما جعل الجميع يرتعبوا خوفًا بعد كلمتها فهى لن تتساهل مع خاطفها أو معهم إذا فشلوا ثم أشارت إلى "رزان" التى قدمت لهم صور لـ "عفيفي" وقالت:-

    _ دا اللى خاطفها، معاك ساعتين زمن 


    _ دكتورة منضحكش على بعض الساعتين مش هنلحق نراقب فيهم حتى خطواته، أديني لأخر اليوم لكن فى المقابل أوعدك برقبتي أنها ترجع حية من غير ما يمسها طفرة أو أذي


    تنهدت "نورهان" بهدوء شديد تفكير فى حديثه بصمت أفزع الجميع فطالما كان صمتها جحيمًا وحده، أومأت إليه بنعم ثم قالت بجدية:-

    _ معاك لأخر الليل بس هعوز منك حاجة تانية كمان


    نظر الرجل إليها بهدوء مُنتظر ضربتها القادم فطالما جاءت إليه ستسعى للأنتقام وحرق أحدهما وسحبه للجحيم فتبسمت "نورهان" بمكر شيطانية لا يليق بوجهها الملاكي الناعم....


    ________________________ 


    وصل "غفران" إلى المخبأ الذي يخفي فيه "كندا" وكانت حزينة وشاحبة، جسدها هزيل وضعيفة جدًا، كان يستشيط غيظًا من أختطاف زوجته وحبيبة قلبه الذي يحترق بداخله وأوشك على التوقف عن النبض بسبب تعرضها للخطر وكونها بين يدي هذا الرجل المُختل، نظرت "كندا" إليه بذعر من قدومه وتسائلت هل حان الوقت كي يتخلص منها، جلس أمامها بوجه حاد لتسحب يديها إلى ركبتيها المُقيدة وقالت:-

    _ خلاص هتقتلني 


    تمتمت بصوت هادئ أرعب أوتار قلبها وجعل الدم تتجمد فى أوردتها قائلًا:-

    _ تفتكري يا كندا أنا اللى يتجرأ على مراتي ويفكر أنه يخطفها وهى حامل ممكن أعمل فيه اي؟


    أبتلعت لعابها بصمت قاتل ألجمها فى مكانها وجعلها كالصنم فقالت بهدوء:-

    _ مش هيكفيك أنك تقطعه وترمي لكلاب حراستك 


    تبسم بخباثة بسمة مُنكسرة لما يشعر به قلبه الآن بأختطاف زوجته المريضة وحملها سيقتلها وحده فماذا عن حادثة الأختطاف، أشار إلى رجاله ليذهبوا نحو "كندا" التى بدأت تصرخ بذعر وهم سيقتلوا الآن فقال بحزم:-

    _ أقفلي بوقك لأني مانع نفسي عن موتك بالعافية


    نظرت إلى الرجلين اللذان يمسكان يديها بخوف وقالت:-

    _ أرجوك يا غفران، أمحينى أو أطردني من البلد، خد كل حاجة فى حياتي وأرميني فى الشارع أنا وبنتي بس متقتلنيش، أقسم بالله ما خُنتكِ، أنا عفيفي ضحك عليا وخدرني وحملت غصب قبل جوازنا لكن يشهد ربنا عليا أنى من يوم ما بقيت مراتك وأنا مخلصة لكَ


    أقترب كالثور الهائج ومسك فك وجهها يحملق بها بغضب سافر وقال بعيني يتطاير منهم الشر:-

    _ أستغفلتني ونسبتي بنت مش بنتي ليا، عشر سنين بتخدعيني 


    _ غصب عني أنا أكتشفت أنى حامل فى أسبوع فرحنا كنت هعمل أي؟ 

    قالتها بحزن يمزقها لأشلاء من خطأ أرتكبته فى الماضي ولم يمحي أثره حتى الآن وحان وقت العقاب على ما مضى، كز على أسنانه لتسمع صوت صريره مما جعل جسدها يقشعر ونظراته الحادة تزيد من رُعبها، أستدار لكي يغادر المكان ورجالة يسحبونها معهم....


    _______________________ 


    كان "عفيفي" يجلس فى المصنع الخاص بوالده ليلًا ومعه "قُسم" التى تنتفض فزعًا وهى جالسة على المقعد الخشبي، حملق بها فى هدوء قبل أن يتحدث بكلماته السخيفة فقال بمكر:-

    _ تعرفي أن حملك جه فى وقته


    أبتلعت لعابها بلطف كي تخفي أثر خوفها منه بباطنها ولا يتمكن منها، تحدثت بنبرة:-

    _ تعرف إنك متستحقش أنى أخاطر بجوازي وخاطر جوزي عشان خاطر بنتك وكندا


    رفع حاجبه للأعلى بأستغراب شديد وسأل بحيرة:-

    _ إنتِ شوفتيهم


    ضحكت "قُسم" بسخرية منه ثم قالت بتهكم:-

    _ طبعًا، كانت شبه بتموت فعلا نالا ظلمها الحقيقي أن واحد زيك هو أبوها


    وقف من مكانه ليتقدم خطوة واحدة أمامها ولم يجرأ على تخطي الأخري حين أستوقفته بكلماتها الحاد الجريء:-

    _ أوعي تفكر تقرب خطوة كمان، لتكون فاكرة أن لو لمست منى شعر ممكن غفران يقبل بمساوماتك القذرة


    نظر "عفيفي" إليها وقال بحدة:-

    _ واثقة في نفسك أوى؟!


    تبسمت بشجاعة وقالت بتحدٍ ومكرٍ:-

    _ واثقة في غفران


    كز على اسنانه بأغتياظ قوى يكاد يفتك بعقله مما جعل "قُسم" تبتسم بثقة ورغم أختطافه لها لكنه ما زال يخشي ذكر أسم "غفران" الذي يُذكر أمامه، تأفف بضيق قوي حتى وصل زفيره إليها لتضع قدم على الأخر بأنتصار فقالت ببرود شديد:-

    _ أتفضل أرتاح متتعبش نفسك بالوقفة، سلامتي مهمة أوى لضمان سلامة اللى ليك


    جاء أحد الرجال إلى المكان مُسرعة وهمس فى أذنه قائلًا:-

    _ غفران بيه وصل


    هز رأسه بنعم ليُشير إليه بان يفتح له أبواب المصنع، فتح باب المصنع ودلفت سيارة "غفران" وخلفها سيارة حراسته الشخصية، فتح "عُمر" الباب الخلفي لأجل "غفران" الذي ترجل مُسرعًا يرمق فتاته المُبتسمة إليه رغم ما تتعرض له لكنها تبتسم بثقة تُطمنه عليها وتخمد نيران قلقه المُشتعلة بداخلها، تنهد "غفران" بأريحية لرؤيتها سالمة فقاطع نظراتهما الدافئة صوت "عفيفي" الذي سأل بقلق:-

    _ هم فين؟


    أشار "غفران" إلى "عُمر" الذي أشار إلى الرجال بدوره ففتح باب سيارة الحراسة وأخرجه "كندا" من الخلف مما أدهش "عفيفي" ونظر إلى بأشتياق وإمتنان كونها على قيد الحياة كل هذا الوقت، نظرت إلى وجهه بصدمة وهى لا تستوعب الأمر وسبب "غفران" فى إحضارها إلى "عفيفي" حتى وقع نظرها على "قُسم" المُقيدة فى المقعد لتفهم سبب سؤال "غفران" لها، أشار "عفيفي" لرجله بأن يفك "قُسم" فى نفس اللحظة التى كان بها الشرطة بالخارج ومن بين رجالة رجل شرطي يعمل لصالح "نورهان" وأرسل لها رسالة بأنه عثر على "قُسم" وشغل كاميرا هاتفه خلسًا لترى "نورهان" ما يحدث ومقايضة "غفران" "كندا" بزوجته مما جعلها تستشيط غيظًا لترسل رسالة إلى الرجل تأمر بقتل "كندا"، سأل "عفيفي" بضيق عن طفلته قائلًا:-

    _ فين نالا؟ 


    _ فى المستشفي تحت الأجهزة لو كنت جبتها معايا ورفعت الأجهزة عنها كانت ماتت

    قالها بثقة وأخبره بموقع المستشفي ليدفع "قُسم" بخفة نحو زوجها فتقدمت إلى "غفران" بنفس اللحظة التى تقدمت فيها "كندا" إلى مُنتصف الطريق وقالت بذعر:-

    _ لا، أنا مش عايزة أروح معاه


    نظر "غفران" إليها بخباثة وقال بضيق:-

    _ روحي متخافيش


    _ أنت متتأمنش يا غفران فى غدرك

    قالتها بثقة وهى تعلم أن هذا الحادث ليس النهاية ولا الهزيمة، بل "غفران" يخلص فتاته أولًا قبل أن يُعلن قنبلة غضبه عليهم، تبسم إليها بغرور وقال:-

    _ العيب على راجلك اللى أخترتي عليه لو معرفش يحميكي مني


    أخذ زوجته وتقدم نحو السيارة بينما جمعت "كندا" شجاعتها لتهرب منه، كانت تركض نحوه بسرعة جنونية خائفة من هذا الوحش الذي أختطفها دون رحمة منه فظهرت بسمة خافتة على شفتيه لأجل رؤيته لها عائدة إلى قلبه وذراعيه لكن لطالما كان للقدر رأي أخر يمزق القلوب حين تلاشت بسمته وأنتفض فزعًا عندما رأى هذه الرصاصة تخترق جسدها توقفها عن الركض وتسمرت مكانها أرضًا بجسدٍ مُتشنجٍ والدماء خرجت من فمها بغزارة فرفعت نظرها ترمقه وهو كالصنم جُمد مكانه من هول الصدمة ولم يقتل صدمته وتشنجه سوى سقوطها أرضًا أمام جثة هامدة بعد أن قُتلت أمام عينيه كأن القدر يُعاقبه على أفعاله القذر برؤيته لحبيبته تُقتل أمامه وهو عاجزًا لا يقوى على أنقاذها

    سار "غفران" بها يحيطها بذراعه ويساندها إلى سيارته بطمأنينة عليها ليرى رجال الشرطة تقتحم المكان وسمع صوت إطلاق نار فضم "قُسم" إلى صدره يخفيها عن الأنظار وألتف رجاله حوله يحموه من الغدر القادم ليُصدم عندما رأى "كندا" تسقط على الأرض غارقة فى دمائها، فزعت "قُسم" مما رأته وتشبثت بزوجها من الخوف فى حين أن "عفيفي" سحب سلاحه بوجع أحرق قلبه الآن وأوشك أن يصوب على "غفران" و"قُسم" تحت أنظار رجال الشرطة الذين يبحثون عن الفاعل الذي تجرأ على الضغط على الزناد وأشعال النار بينهما، تحدث ضابط الشرطة بغضب شديد:-

    _ أرمي سلاحك وسلم نفسك


    نظر إلى "كندا" التى فارقت الحياة للتو فور تلقيها للرصاصة بحزن شديد والوجع يمزقه الآن خصيصًا برؤيته لـ "غفران" مُنتصرًا بعودة حبيبته سالمة فى هذه الحرب ليصوب عليه بغضب ناري وأوشك على قتله حقًا وأطلق رصاصته ليتلقاها رجل الأمن فى اللحظة التى صوب عليه رجل الشرطة يقتله فى الحال...


    نُقل إلى المستشفي فأمر" غفران" رجاله بأن يحضروا "نالا" إلى نفس المستشفي فأحضرها "عُمر" لتُجرى جراحتها أثناء جراحة "عفيفي" بالأكراه وبدون علم "داغر" ....


    _______________________ 


    [[ قصــــــــر الحـــديــدي ]]


    تنهد "غفران" بأريحية وسأل بجدية:-

    _ يعنى العملية تمت على خير


    أومأ إليه "عُمر" بنعم ثم قال بسعادة تغمره:-

    _ أه الدكاترة طمنونا على نالا وقالوا أن العملية مفيهاش أى مخاطر عليها ونسبة نجاحها كبيرة جدًا ما دام حصلت على التبرع المطلوب 


    نظر "غفران" إلى زوجته التى تجلس جواره على الفراش تستمع لصوت "عُمر" بأريحية وطمأنينة من مكبر الصوت، تبسمت بسعادة وقالت:-

    _  شكرًا


    تبسم "غفران" على بسمتها وهمستها الدافئة بينما تشكره على أستجابته لطلبها بإنقاذ "نالا" كونها طفلة لا تعرف شيء عما بدر من والدتها، ألقي بالهاتف جانبٍ وقال بحزم بينما يقترب أكثر منها:-

    _ أقفل يا عُمر


    تعجب "عٌمر" لطلبه ونبرة صوته فقال بهدوء:-

    _ أيوة يعنى أسيبها فى نفس المستشفي ولا.....


    توقف عن الحديث عندما سمع صوت قبلته فى الهاتف ودلال زوجته المشاكسة تقول:-

    _غفران... لا يا غفران عيب ..


    أغلق الهاتف سريعًا وهو يبتلع لعابه بحرج، صرخت "قُسم" به برقة مُفرطة:-

    _ أتلم يا غفران


    حملق بوجهها عن قرب ويده اليمنى تداعب وجنتها الناعمة بألمه وقال:-

    _ طلعتلي منين يا قُسم؟


    ضحكت وهو يحاصرها فى الفراش ثم قالت بدلال:-

    _ من الأرض ... لا نزلتلك من فوق ...لا تفتكر طلعتلك منين ؟


    رمق عينيها الخضراء بهيام وقال بنبرة خافتة جدًا:-

    _ أنا هائم فى عيونك الخضراء دى، سحرينى من أول نظرة، خطفوني من أرضي وغروري من النظرة الأولى.. عملتيها أزاى يا قُسم؟، أزاى طول الوقت كنتِ استثناء عن الكل 


    كان يسألها لم وجهها الوحيد الذي يستطيع رؤيته بوضوح فى حين أنه لم يستطيع رؤية أحد من قبل، أجابته بعفوية وهى لا تفهم شيء عن هذا الحديث:-

    _ يمكن لأنك حبتني من النظرة الأولى


    هز رأسه بنعم ووضع رأسه على كتفه يغرق فى نومه الهادئ بين ذراعيها مُستسلمًا لهذا السلام والآمان الذي يشعر بهما بجوارها فتبسمت عليه وطوقته بذراعيها ويديها تمسح على رأسه بأصابعها التى تتغلغل بين خصلات شعره الناعم بكثافته الجاذبة .......


    _______________________ 


    ضحكت "نورهان" بشدة على جراءة هذا الرجل الذي توقع أنه يستطيع أن يقف أمامها، قدمت عشرات الحقائب المليئة بالمال لرجالها فى الصحراوي على قتل "كندا" و"عفيفى" ثم خرجت من المكان مُبتسمة وقالت:-

    _ رزان


    نظرت "رزان" إليها بهدوء مُنتظرة الحديث فقالت "نورهان" بجدية صارمة:-

    _ بكرة الصبح تبعتي لداغر تحذريه أن الأسهم اللى أبنه أشتراها فى شركة غفران ترجع وألا هيندم 


    أومأت "رزان" إليها بنعم فتبسمت "نورهان" بلطف وقالت:-

    _ ما عاش ولا كان اللى يمس شعرة من ولادي


    تبسمت "رزان" برسمية وقالت:-

    _ متقلقيش حضرتك


    صعدت إلى سيارتها كى تعود إلى شركتها وفور دخولها إلى المكتب وجدت السكرتيرة تخبرها بقدوم "يحيي" رئيس المباحث وظل ينتظرها والآن ترجل إلى الكافيتريا الخاصة بالشركة لطلب القهوة وسيعود، تنهدت بهدوء وقالت بحزم:-

    _ لما يجي دخليه على طول يا رزان لما نشوف أخرتها معاه وكأنه مبيخافش ولا عنده اللى يخاف عليه


    _ لا

    قالها "يحيي" الذي يقف وراءها وقد أستمع لحديثها، أستدارت إليه لتراه يقف بفوضويته ويحمل فى يده كوب القهوة الورقي، نظرت إليه بأشمئزاز من هيئته وقالت:-

    _ دخليه يا رزان


    ولجت إلى مكتبه بغرور فدخل خلفها  بينما يقول إلى "رزان" :-

    _ أنا بسمع وبمشي لوحدي، مش فاهم أى دخليه دى


    ولج إلى المكتب ليرى تجلس على مقعدها بكبرياء وبرود شديد، تحدث بأنبهار:-

    _ وووواااو مكتب مُدهش


    _معتقدش أنك تعبت نفسك وجت لحد هنا عشان تديني رأيك فى المكتب، خير لأن معنديش وقت

    قالتها "نورهان" بنبرة ساخطة فجلس على المقعد المقابل إلى مكتبها وسأل:-

    _ حضرتك تبقي حماة أنس مش كدة


    _ حماة!!

    قالتها بأشمئزاز وأزدراء من طريقته وقالت بوجه عابس:-

    _ ناقص تقول خالة... أه وبعدين


    ضحك عليها وأرتشف رشفة من قهوته صادرٍ صوتٍ من فمه يزعجها أكثر فتأففت بضيق شديد وقالت:-

    _ يا ريت يا حضرة الضابط تنجز لأني معنديش وقت


    _ معرفتيش أن أنس حالته الصحية صعبة وأتعرض على مستشفي أمراض نفسية بسبب وفأة مراته

    قالها بخباثة شديد لتبتسم "نورهان" ببرود ثم سألت بجدية:-

    _ تفتكر كوني حماته زى ما حضرتك ما قُلت وأكتشفت أنه أتجوز على بنتي وكسر قلبها وبسبب أنه كان سايبها فى البيت لوحدها أجهضت وملاقتش اللى ينجدها هى وابنها هيفرق معايا حالته هو أو مراته


    _ لا، بس مش ممكن يفرق معاكِ تنتقمي لكسرة قلب بنتكِ

    قالها بمكر لتقترب "نورهان" من مكتبها وتتكئ عليه بذراعيها حاقدة بوجه "يحيي" بثبات أنفعالي قائلة:-

    _ أنتقم أي أكتر من سجنه وخسارته لابنه وموت مراته... تفتكر باقي له حاجة أنتقم منه فيها يا حضرة الضابط... دا واحد القدر عاقبه على خيانته يوم ما مات ابن بنتي فى بطنها من قبل ما يتولد وبموت مراته اللى خان بنتي معاها وكمل عليه لما خد عمره منه.. مبقالهوش حاجة أخدها منه


    تبسم "يحيي" بهدوء ثم نظر إلى "نورهان" وهو يقترب من المكتب وقال:-

    _ مش جايز دا أنتقامك


    قهقهت ضاحكة بسخرية على كلماته وكأنه ينتظر منها أن تخبره أنها القاتلة أو المجرمة مثلًا، رن هاتفه وكان "عاصي" الذي قال بذعر:-

    _ أنس انتحر 


    اتسعت عيني "يحيي" على مصراعيها بصدمة ألجمته بينما ظهر الخباثة على وجه "نورهان" التى تبسمت كالشيطان كأنها تخبره الآن أن هذا هو أنتقامها الحقيقي وعادت بظهرها للخلف تسترخى ثم قالت بجدية:-

    _ روح يا حضرة الضابط.. روح شوف لأن من الواضح أن عندك شغل كثير وكمان أنا مش فاضية لكَ


    خرج من المكتب مصدومًا وبداخله شيء من اليقين أن هذا من فعل "نورهان" التى تبسمت من تعابير وجهه وقالت مُتمتمة:-

    _ كأن لازم يحسبها ألف مرة قبل ما يكون خصمي .....


    _________________________ 


    [[ قصـــــــــــر الحــديـــدي ]] 


    ترجل "غفران" من الأعلى بوجه غاضب صارخًا بها:-

    _ هتنزليه يا قُسم


    صرخت ببكاء وعينيها تتلألأ بهما الدموع الغزيرة قائلة:-

    _لا يا غفران، أنا مش هقتل أبني بأيدي


    _ أفهمي الحمل فيه خطر على حياتك وأنا مش هجازف بيكِ عشان خاطر طفل

    قالها بغضب يحتله الخوف عليها وقلبه لا يقوى على العيش بدونها فجهشت باكية بأنهيار والعناد يتملكها، هتفت بتحدٍ أكثر:-

    _ ماليش دعوة أنا مش هنزله، خليه وأنا هخلى بالي من صحتي ومنه لأن حرام تقتله


    _ دا مش حرام، دا بأمر الدكاترة 

    قالها بصراخ أكثر ليخرج الخدم على صوته بينما "قُسم" كانت اكثر عنادًا مع صراخه المتزايد فقالت بخنق:-

    _ بردو لا، ولو فكرت تعملي العملية غصب أقسم بالله ما هتشوف وشي بعدها أنت فاهم


    _ يا قُسم أنا ....

    أبتلع كلماته حين شعر بألم فى رأسه شديد وصفارة تلازم أذنيه ليرفع يده يضعها على جبينه من الألم فأقتربت منه بقلق وسألت بتلعثم:-

    _ غفران أنت كويس؟


    _ أبعدي عني

    قالها بتلعثم وتكاد كلماته تخرج من فمه فشعر بدوران يُصيب عقله حتى سقط أرضًا فاقدًا للوعي فصرخت "قُسم" بذعر عليه وركضت الخادمة للخارج تحضر رجاله، حملت رأسه بين ذراعيه وهى تجلس أرضًا جواره:-

    _ غفران، غفران رد عليا...


    لم يستجيب إليها فأخذه "عُمر" ورجاله إلى المستشفي وحُجر فى غرفة العناية المركزة، نظر "عُمر" إلى الأشعة الموجودة مع الطبيب ويستمع جيدًا إليه بينما يقول:-

    _ الورم دا لازم يتشال لأنه هيأثر على الجهاز البصرية 


    أتسعت عيني "قُسم" على مصراعيها وهى تستمع لحديثه والورم الموجود برأس زوجها فقالت بتلعثم:-

    _ الورم دا ظهر فجأة، غفران مشتكاش من أى حاجة


    نظر الطبيب إلى وجهها هى و"عُمر" الذي يقف صامتًا بهدوء فى حالة من الصدمة وقال:-

    _ لا، مستحيل يكون ظهر فجأة، منطقة التلفيف المغزلي متضررًا بشكل جامد جدًا


    _ يعنى أى أنا مش فاهمة حاجة

    قالتها بعيني باكية وصدمة تحتلها مما تسمعه فقال الطبيب بحزم:-

    _ منطقة التلفيف المغزلى دى مسئولة عن التعرف على الوجوه وكونها مُتضررًا بالشكل دا عند غفران بيه يعنى أنه عنده عمي وجوه ومستحيل يكون قادر على التعرف على وجوه الأشخاص الموجودين قصاده


    أتسعت عيني "قُسم" على مصراعيها من هول الصدمة التى حلت بها وهى لا تستوعب ما تسمعه عنه وكيف يكون مُصاب بهذا المرض العجيب، زاد الصدمة صوت "نورهان" التى تلعثمت فى الحديث قائلة:-

    _ أنت بتقول أي؟


    ألتف "عُمر" إليها بصدمة أكبر من قدومها وكيف سيواجه "غفران" الآن بعد كشف سره الوحيد، انهارت "قُسم" من البكاء وجلست "نورهان" تستمع إلى تشخيص الطبيب إلى مرض أبنها فنظرت إلى "عٌمر" بغضب سافر من إخفاء مرض أبنها عليها، كان "عُمر" مرعوبًا من معرفتها بسر "غفران" فربما يتخطي عن معرفة "قُسم" لكن "نورهان" التى تسببت له بهذا المرض فبالنسبة إلى "غفران" يعرف العالم أجمع عن مرضه لكن "نورهان" والدته لا، كيف ستحمل عواقب ما حدث عندما يستعد "غفران" وعيه ...............


    يُتبــــــــــــــــــع .......

    تكملة الرواية من هناااااااا 

    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

     مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا



    تعليقات