روايةغفران هزمه العشق الفصل الحادى والثلاثون والثانى والثلاثون والثالث والثلاثون بقلم نورا عبد العزيز
روايةغفران هزمه العشق الفصل الحادى والثلاثون والثانى والثلاثون والثالث والثلاثون بقلم نورا عبد العزيز
رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل الواحد والثــلاثــــــــون ( 31 )
___ بعنــــوان " لأجل البقاء " ___
خرج الجميع من الغرفة وكان كلا منهم فى شروده التام، "قُسم" فى حالة من الذعر على حبيبها ولا تتوقع أنه يمكنه لا يمكنه رؤيتها والظلام الذي يعيش به، أم والدته فى كانت فى حالة من الغضب أكثر من الحزن فكيف كان يخفي عنها مرضه كل هذه الفترة الطويلة وكأنها عدوة له ستقدم على أذيته بهذا الخبر وأخيرًا كان "عُمر" الذي لا يعرف كيف سيواجه رئيسه بعد أن فضح أمره وهذا الأمر وحده سيكلفه حياته، مسكته "نورهان" من لياقته بقوة تيقظه من شروده وقالت بنبرة غليظة حادة:-
_ حسابك معايا بعدين يا عُمر، عشان تخفي عني مرض أبني بالطريقة دى طول الفترة دى
_ أنا كنت بعمل شغلي يا دكتورة
قالها وهو يبعد يديها عنه بالقوة فرفعت سبابتها فى وجهه بقوة صارمة وقالت:-
_ أطمن على غفران وبعدها أحتمل أقطع رأسك
غادرت من أمامه إلى حيث غرفة ابنها، نظر "عُمر" إلى "قُسم" التى جلست على أقرب مقعد فقدميها لم تعد تقوى على حملها بعد هذا الخبر الذي وقع على قلبها وعقلها فى آنٍ واحدٍ، جلس قربها فى هدوء ليسمعها تُتمتم بحزن وعيني باكية:-
_ يعنى غفران عمره ما شافني!! أنا مش مصدقة ولا مستوعبة حاجة زى دى
تنهد "عُمر" بهدوء ثم قال بنبرة خافتة:-
_ معرفش هتصدقي ولا لا بس غفران بيه كان شايفاك بوضوح ودا اللى خلي حالته معجزة أو مستحيل تتصدق، مكناش عارفين أزاى قادر يشوفك ويميزك من بين الكل
رفعت نظرها إليه بذهول حاد فهل مرضه يتلاشي معها فقط، سألت بفضول أكثر عن حالة زوجها وما يعيش به:-
_ أزاى وهل يعقل دا؟ فى حد أعمي يشوف حد وحد لا
_ صدقيني أنا والدكاترة أحترنا جدًا فى حالته، لما دخلت عليه الأوضة فى الفندق أول مرة شافاك فيها وصفك ليا بأدق التفاصيل كأنه شايفاك قصاده بجد ودا اللى صدمني لما رجعت كاميرات المراقبة وكُنتِ فيها فعلًا نفس العيون الخضراء والنمش ورموشك الطويلة وحواجبك الرفيعة وخدودك، وصفك ليا بأدق تفاصيلك ودا اللى خلاه زى المجنون وأمر بقطع رؤوسنا لو مجبناكيش من تحت الأرض
عادت بذاكرتها إلى تلك الليلة البعيدة التى دلفت فيها إلى غرفته خطأٍ، خطأ لكنه غير مجرى حياتها كاملة، تبسمت "قُسم" بعفوية وعقلها يتدخل إلى الغرفة لترتشف القليل من العصير الموجود بجواره ثم خلعت حذاءها وتسللت بفراشها، وعقلها الصغير بدأ يدور أكثر لكن دفئه جعلها تتشبث به، تمتم "غفران" بصوت خافت:-
_ كندا حبيبة قلبي
_ قُسم، أسمي قُسم
قالتها بخمول شديدورأسها تستكين على صدره فحملق بوجهها مع إضاءة الغرفة الخافتة ليسأل بفضول:-
_ شكلك عامل أزاى
رفعت رأسها عن صدره قليلًا لترمق وجهه الحاد بجذابيته القوية وقالت:-
_ بنت جميلة عيوني خضراء زى العشب الجميل
رفع يده إلى وجهها يلمس وجنتها بأنامله الدافئة وكلاهما تحت تأثير المخدر الموجود بالعصير، تبسمت بثمالة وبسمتها تشرق كأشعة الشمس مُتابعة وصف وجهها:-
_خدودي بنمش بني ناعم زى الحرير وبيضة زى اللبن الصافي
كأن يشعر بكل كلمة تقوله مع إحساس يده التى وصلت إلى عينيها فقالت:-
_ رموشي طويلة وثقيلة تخلي عيوني تسحر أكثر وأكثر
سألها بعقل غائب عن الوعي ويديه تلمس فكها يداعبه بقوة حتى وصل إلى شفتيها الصغيرتين ليسرق منها قبلة دافئة تُسحر قلوبهما لكن سرعان ما غاصت فى نومها على صدره تقاطع قبلته الناعمة ...
ضحكت "قُسم" وسط بكاءها الشديد بعد أن تذكرت ما حدث فأخبرت "عُمر" بضعف شديد يمزق قلبها لأشلاء مثنورة على صدرها المحترق من الألم:-
_ مكنش شايفني يا عُمر، غفران عمره ما شافني.. أنا اللى وصفتني له، وصفتني بأدق تفاصيلي ومكنتش أعرف أني بوصفني لعيوني المريضة وعقله صدق دا
أتسعت عيني "عُمر" على مصراعيها بصدمة قاتلة حلت به وقد أستوعب عقله الآن ما حدث وحيرة طبيبه "روبرت" فى حالته، ليقول:-
_ معقول
_ المريض بيتعلق بقشاية وأنا كنت القشاية اللى كذب كذبتها وصدقها
قالتها بأنهيار تام ووقفت لتسير نحوه غرفته وهى تتذكر تلك القبلة التى سرقها منها لأول مرة وكيف سكنت بين ذراعيه بأمان فى ليلتها الأولى معه والآن تجننه من الشوق إليها...
_________________________
"فى اليوم السابق"
دخلت الممرضة إلى غرفة "أنس" تحمل معها الحقنة لتُصدم عندما رأته مُعلق فى حديد النافذة مشنوقًا لتصرخ بهلع شديد بعد أن سقطت أرضًا من هول الصدمة ليدخل العساكر المسئولين عن مراقبته على صوت صراخها فصُدموا من المشهد الذي أمامه وأتصله على "خالد" يبلغوا بما حدث فى المستشفي..
كان "يحيي" على وشك الجنون وكيف قُتل "أنس" نفسه ليقول الطبيب بهدوء:-
_ حالة الإكتئاب اللى وصلها أنس الفترة الأخيرة كفيلة أنها توصله للأنتحار ودا اللى حذرت العساكر منه وأنه ميغيبش عن نظرهم لكن مسمعوش مني
تأفف "يحيي" بضيق شديد من موت "أنس" بعد وفأة سيغلق التحقيق الذي فتحه من جديد ولن يثبت شيء مما حدث ماضيٍا
_________________________
[[ أستـــراليـــــــــــــــــــا ]]
فى محل للورود جميل رائحته الذكية تملأ المكان مع الموسيقي الإيطاليا الهادئة كانت "تيا" تتجول بين الورود ببطنها المُنتفخة من الحمل تتحدث فى الهاتف مع والدتها "نورهان" وقالت:-
_ يعنى مات!!
أومأت "نورهان" بنعم إليها لتتوقف "تيا" محلها بحزن يخترق قلبها على موت "أنس" ممزوج ألمها بالخذلان فهل وصل لشيء بخيانتها سوى الهلاك؟ تحدثت بحزن وصوت مبحوح واضح فى نبرتها الخاتفة:-
_ مأخدتش حاجة من خيانته ليا غير الهلاك يا أمي، طمعه موصلهوش لحاجة غير الموت، طمع فى الحُب منها حب عمره ومكتفاش بالحُب.. لا، طمعه صورله أنه لازم يتجوزني عشان المال والمكانة والسلطة ودى بنت عائلة الحديدي أكبر عائلة فى البلد، مفكرش أنه يختار بين الحُب أو المال مكنش قنوع ورضي بحاجة واحدة تسعده وتخلى حياته جنة، وهمني بحبه وكسر قلبي ودمرلي حياتي بخيانته ووصل لأي فى الأخر، خد أى فى النهاية ؟ حصد أى من كل دا؟ ياريت البني أدم يرضي باللى عنده
تحدثت "نورهان" بنبرة هادئة قائلة:-
_ أكيد يا تيا، أكيد لو كان رضي بيها مكنش عاش فى قصر ولا كان هيغير عربية كل شهرين ثلاثة ولا كان هيعرف يعيشها فى الشيخ زايد ولا يجيبلها الألماظ، هو بس حب يأمن حياته
ذرفت الدموع من عينيها وجعٍ وقالت بقهرة وبحة فى حنجرتها:-
_ مؤذي فى حياته ومؤذي فى مماته، أتحرم من ابنه اللى فى بطنها واتحرم من ابنه اللى فى بطني، وخلاني كاره البلد اللى عاش فيها، الله يسامحه بجد الله يسامحه على كل حاجة وكل مرة كان بيأذيني ويخوني فيها
تنهدت "نورهان" بلطف شديد ثم قالت ببسمة خافتة:-
_ مش مهم دلوقت، طمنيني عنك؟ أخبارك أى والحمل أخباره أي؟
_ الحمد لله يا ماما، كنت عند الدكتورة من يومين وطمنتني جدًا ، طمنيني أنتِ عنكم؟ أخباركم أى؟ وغفران وقسم عاملين أى؟
قالتها "تيا" بعد أن جلست على المقعد فتنحنحت برفق وهى تخفي عنها مرض أخاها فقالت:-
_ الحمد لله وقُسم حامل
تحدثت بفرحة تغمرها وبسمة تنير وجهها الجميلة:-
_ بجد، الله فرحتيني أوى، أنا هبقي أتصل بيهم عشان أباركلهم بنفسي
قاطعها دخول رجل فى الثلاثينات من عمره لتغلق الخط مع والدتها وأقتربت منه ليقول:-
_ عايز بوكيه ورد
دُهشت من لهجته العربية وقالت:-
_ حضرتك بتتكلم عربي، تحب الورد أى؟
نظر إليها وهو يرفع نظارته الشمسية عن عينيه البنية يرمقها بنظرة دافئة وسأل:-
_ أنتِ بتحبي أى؟
_ أكيد زهرة التوليب
تبسم بخفة عليها وقال:-
_ يبقي خليه التوليب
تنحنحت "تيا" بلطف وأستدارت لتأمر العاملة بأن تصنع له ما يريد وعادت إلى مكتبها بتوتر من هذا الرجل وظلت ترمقه من خلف الزجاج تتفحصه فكان طويل القامة يرتدي بدلة زرقاء وفوقه بالطو طويل يصل لركبتيه باللون الأسود، شعره الأسود مُصفف للأعلى وهكذا لحيته السوداء الكثيفة، لا تُصدق وسامته لكنها تحاشت النظر إليه غارقة فى أحزانها بموت "أنس" حتى دلفت العاملة تحمل الباقة فسألتها "تيا" بأستغراب شديد باللهجة الأنجليزية قائلة:-
_ أي دا
لتُجيب العاملة بلهجتها الأنجليزية هاتفة:-
_ طلب منى أقدمه لحضرتك
نظرت "تيا" إلى الخارج ولم تجد هذا الرجل فنظرت إلى الباقة وكان بها بطاقة ورقية لتقرأ ما بها
( لم أجد شيء يليق بكِ كالورود فلا يليق بكِ البكاء، من معجب ولهان)
ضحكت "تيا" على هذا الرجل الغامض الذي قدم لها باقة زهور لأنها تبكي ووضعت الباقة فى مزهرية زجاجية على مكتبها....
___________________________
[[ المستشفي ]]
كانت "قُسم" تحتضن يده اليسري فى يدها وتتمني أن يستعيد "غفران" وعيه حتى وأن كان لم يراها وقلبها يحتله الحزن مما يعيشه وكيف وهم نفسه بأنه يراها، كيف تحمل رؤيتها لسنة كاملة بهذا الوهم، قلبها يتمزق وجعًا وعقلها يصرخ من الجنون، عينيها لا تكفي عن البكاء فى غيابه حتى فتح باب الغرفة ودلف "عُمر" فجففت دموعها سريعًا وخرجت له، قدم لها "روبرت" طبيبه الذي جاء من فرنسا لفحصه ثم تحدث بهدوء:-
_ كنت عايز أخد رأي حضرتك فى حاجة كدة؟
نظرت "قُسم" إليه بدهشة وقالت:-
_ أولًا نالا عملت العملية ونجحت وحسب أوامر غفران بيه فى حالة مرضه أو حصله حاجة مقدرش أخد تعليمات من حد غيرك
لم تفهم شيء سوى أن "غفران" ترك لها كل المسئوليات والأحمال على أكتافها فى غيابه فتابع "عُمر" بلطف:-
_ أعمل معها أى خصوصًا أن كندا وعفيفي مع السلامة؟
هزت كتفيها للأعلي بحيرة شديد ولم تفهم سؤاله فقالت:-
_ معرفش، ممكن تبعتها على القصر لحد ما أطمن على غفران
أومأ إليها بنعم ثم قال بحزم شديد:-
_ شيء تاني ، عفيفي أشتري أسهم من شركة غفران بيه لتهديده وبكرة أجتماع مهم جدًا بخصوص الأسهم دى مع داغر والد عفيفي وناوي على شر للى حصل لأبنه وبحسب القانون حضرتك لازم تحضري
أتسعت عينيها بذهول من حديثه وقالت بعبوس:-
_ أنا معرفش حاجة فى شغلكم وهبهدل الدُنيا لو روحت ؟
_ غفران بيه يوم كتب كتابكم عين حضرتك نائب رئيس مجلس الإدارة للشركة ومش بس كدة كتب 35% من أسهمه بأسمك يعنى حضرتك دلوقت نائب رئيس مجلس الإدارة وأكبر مساهم فى المجموعة بعد غفران بيه والوحيدة اللى يحق لك قيادة المجموعة فى غيابه
أتسعت عينيها على مصراعيها من هول الصدمة التى لحقت بها وكيف وضعها "غفران" فى هذا المأزق وحدها؟، كيف ستجازف فى المخاطرة بشركته وهى لا تعرف شيء عن عملهم، بل أنها مجرد مُعلمة أطفال؟، لاحظ "عُمر" حيرتها وعجزها فقال بهدوء:-
_ أنا هعرف حضرتك بالخطة اللى مقررها غفران بيه وهتعمليها والموضوع هيعدي عادي، متقلقيش وبلاش توتر
نظرت خلفها على غرفة "غفران" فى صمت حائرة فى هذه المسئولية الكبيرة التى تركها على عاتقها...
جلست "نورهان" فى المكتب مع "روبرت" يخبرها عن حالة ابنها لتُصدم أنه يعاني من هذا المرض من سنوات طويلة وبسببها لتدمع عينيها قهرًا فلم يؤذي ابنها أحد غيرها، تحدثت بنبرة خافتة:-
_ اتصرف يا دكتور، غفران لازم يشوف حتى لو أضطرت أنك تشتري له عيون فاهم
تبسم الطبيب بخفة على كلمتها وقال بهدوء:-
_ مُتأسف لكن حتى العيون الجديدة مش هتفيده بحاجة، عمى الوجوه مرض ملهوش علاج فى العالم كله
تركها وغادر المكان فنظرت "نورهان" إلى "عُمر" بحزن شديد ليسألها بجدية:-
_ هتقتلي مين ولا هتشتري العلاج أزاى؟
رفعت حاجبها إليه بتعجب من سؤاله فقال بمكر شديد:-
_ أوعي تكون فاكرة أن غفران بيه مش عارف جرائمك، طول الوقت وهو مُدرك كويس أوى أن اللى هو فيه من أفعالك وأن ربنا أختار يعاقبك فيه هو، هترشي مين المرة دى ولا هتهددي مين بالموت عشان تشفي أبنك؟
أبتلعت لعابها فى صمت وعينيها تحديق به بغيظ قاتل فى هدوءها ولسانها يأبي النطق بكلمة واحدة أمامه وهو يواجهها بالحقيقة ليتابع الحديث بجحود:-
_ وصلتي لأي بسيطرتك وشرك، خسرتي ولادك الأُثنين واحدة هربانة برا البلد عايشة وحيدة وتعيسة والتاني أعمي بفضل أمه ومبيكرهش فى حياته قدك ... كسبتي أى ؟ عاد عليكِ كل دا بأي؟ سوى ملك وأنس ولا كندا ولا عفيفي وغيرهم كتير .... حصدتي أي فى كل دا؟
وقفت من مكانها غاضبة وتضرب المكتب بيدها بحزم شديد ثم قالت بصراخ:-
_ عُمر!! حافظ على كلامك معايا وألا
أقترب خطوة منها بلا خوف ولم يبقي بينهما سوى خطوة واحدة تفصل بينهما وقال بتحدٍ:-
_ وألا أي؟ هتأمرى بقتلي أنا كمان... أنا لو مكانك أقضي الباقي من عمرى على سجادة الصلاة بدعي أن يكملها عليا بالستر ويغفرلي
كزت على أسنانها بقوة حتى أنه سمع صرير أسنانها القوي وغادر المكتب .....
_______________________
[[ شركة الحديدي للسيارات]]
تنفست "قُسم" الصعداء بتوتر شديد فهمس "عُمر" فى أذنها بلطف يطمئنها:-
_ أتنفسي براحة ومتقلقيش لأني معاكِ
أومأت إليه بنعم حتى توقف المصعد أمام الطابق المخصص للأجتماعات فترجلت من المصعد لتجد "سليم" يقف ينتظرها أمام باب المصعد فتبسمت وهى تستقيم بظهرها بثقة رغم قلبها المُرتجف من القلق، تقدمت للأمام ببدلتها النسائية البيضاء عبارة عن تنورة طويلة تصل لأسفل ركبتيها وقميص نسائي أحمر اللون فوقه سترة طويلة تصل لأعلى الركبة بقلق مُغلقة بأزرار من الألماظ وشعرها الكستنائي مُصفف على ظهرها والجانب الأيمن وعنقها به عقد من الألماظ على شكل ثُعبان، وصوت حذاءها الأحمر ذو الكعب العالي يطرق أذان الموظفين والجميع يتحدث عن جمال هذه السيدة وفى خطواتها للأمام كانت تلاحظ الشارات التى يضعها كل موظف فوق قميصه بتعريف أسمه ووظيفته لتدرك كم كان يعاني زوجها من مرضه وهو لا يمكنه التعرف على الأشخاص سوى بهذه الشارة فتنهدت بهدوء وفتح الأمن باب الغرفة ودلفت بوقار إلى الغرفة لترى "داغر" والد "عفيفي" يجلس على الحافة الأخرى للطاولة يرمقها بنظرات حادة فتبسمت بلطف ثم جلست على مقعد زوجها ليبدأ الاجتماع ...
__________________________
[[ المستشـــــفي ]]
فتح "غفران" عينيه بتعب شديد من غيبوبته القصيرة التى دامت لثلاثة أيام، كانت الغرفة هادئة ولم يجد زوجته بجواره أو "عُمر" فقط، حارسه الشخصي الذي يجلس على الأريكة يلعب فى هاتفه فأعتدل وهو يجلس على الفراش ليسرع الحارس نحوه قائلًا:-
_ غفران بيه ألف حمدالله على سلامتك
مسح وجهه وعينيه تحملق بهذه الشارة حتى يتأكد من هوية حارسه فقال بضيق:-
_ أنا بقالي قد أي هنا؟
_ 3 أيام
قالها الحارس فى هدوء مما أقلق "غفران" فطلب الطبيب الذي أخبره عن تضخم الورم برأسه ويجب استئصاله ضروريًا فسأل بقلق:-
_ لازم!!
_ للأسف لازم لكن
رفع "غفران" رأسه إلى الطبيب فتابع حديثه بنبرة هادئة أكثر:-
_ العملية خطيرة جدًا مع مرض حضرتك وممكن تسبب عمي تام، وحتى لو رفضت برضو الورم لو تضخم أكثر من كدة هيأثر على الشبكية وهسبب عمي بخلاف أنه ممكن يأثر على الجهاز العصبي والمخ
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته وقال بفزع:-
_ مرضي!! حد عرف به؟
_ كلهم
قالها الطبيب ببرود وهو لا يعري أهتمام لمن عرف بقدر حالته الصحية فأغمض "غفران" عينيه بضيق شديد من كشف سره الآن وهذه كانت كارثته الوحيدة الآن وليس مرضه أو الورم الذي برأسه وخطورته، أشار إليه بأن يغادر ونظر إلى الحارس وهو يقف يبدل ملابسه، سأل بحدة:-
_ قُسم فين؟
قدم له الحارس جهاز التابلت وقال:-
_ فى الشركة مع عُمر
نظر إلى كاميرات المراقبة الموجودة بغرفة الاجتماعات وكانت فتاته تترأس المكان وتقود الأجتماع ليغلق أزرار قميصه ويغادر المستشفي مع حارسه مُتجهًا إلى الشركة وعينيه لا تفارق الشاشة ليسمع "داغر" يقول:-
_ أنا بملك أسهم عفيفي ابني اللى هى أكبر منك لأنك لا تملكي سوى جزء من أسهم غفران
تبسمت "قُسم" بمكر شديد ثم قالت:-
_حضرتك معاك شهادة وفأة ابنك؟
نظر إليها بتعجب فقالت بمكر:-
_ على حد علمي أن الشرطة مسلمتكش جثته وأخر اللى أتعرف أنه أتنقل إلى المستشفي يعنى فى سجلت القانون هو حي يُرزق ودا معناه إنك مالكش أى حق فى الورث اللى بتتكلم عنه ولحد ما يظهر عفيفي أو تظهر جثته وتم أوراق الورث حضرتك ممنوع من دخول الشركة نهائيًا ولا بأى صفة
نظرت إلى الرجال ليتحركوا تجاه "داغر" يطردوا من الشركة بأمر منها لتستغل "قُسم" الموقف ووقفت من مكانها لتذهب خلفه وهى تتذكر حديث "عُمر" عن تهديد "عفيفي" لزوجها بهذه الأسهم لإنقاذها فقالت بهدوء:-
_ داغر بيه
ألتف لكي ينظر إليها فأقتربت منه أكثر وهمست فى أذنيه قائلة:-
_ لو عايز تعرف مكان ابنك الغالي تروح مع المحامي تتنازل عن الأسهم لـغفران وتسجل فى الشهر العقاري
أبتعدت عنه لتراه مصدومًا ويفتح عينيه على مصراعيها وهكذا فمه وكيف لهذه الفتاة البريئة أن تهدده مُباشرةً بلا خوف هكذا فقال بتلعثم شديد:-
_ أنتِ بتكلمي جد
_ أكيد
قالتها ببسمة مُخيفة ظهرت على وجهها مما جعله يتسائل بذهول:-
_ مش خايفة، أنتِ المفروض تخافي بعد دخول غفران المستشفي
صرخت بوجهه بثقة وغرور يحتلها قائلة:-
_ متهددنيش لأني مش ضعيفة عشان أخاف ولا جبان وأفتكر أن اللى واقفة قصادك هى مرات غفران الحديدي وإذا اتجرأت وهددتني مرة تاني متلومش ألا نفسك
تركته ومرت من أمامه غاضبة بينما تبسم "عُمر" على جراءتها وشجاعتها فى تهديده كأنها ورثت الثقة والغرور من زوجها العنيد، فتح باب المصعد لترى "غفران" أمامها فأتسعت عينيها على مصراعيها بذهول وفرحة لرؤيته أمامها يقف على قدميه فركضت نحوه تعانقه بلهفة وأشتياق فتبسم بينما يديه تطوقها بأحكام ليُغلق المصعد أبوابه بعد أن منع "عُمر" سليم" بالصعود، أبتعدت عنه بأشتياق وهى تلمس وجنته الناعم بأناملها وقالت:-
_ يا روح قلبي.. خوفتني عليك
قاطعها بقبلته الناعم التى ألتهمت شفتيها بقوة لتبادله نار الشوق بمشاعرها وقلبها يخفق بجنون إليه يخمد نيران شغفه وهى بين ذراعيها تتحسس صدره بأناملها وراحة يدها الصغيرة وهو كاد أن يعتصرها بين يديه من العشق وكأنه فارقها للسنوات طويلة، أبتعدت عنه كي تلتقط أنفاسها التى كادت أن تنقطع من قوة قبلته وحدقت بعينيه الرمادية الجميلة وقالت:-
_ غفران
_ بحبك
قالها بنبرة دافئة تُثر ما تبقي من صمودها أمامها حتى أذاب قلبها العاشق كاملًا بنعومته، تجولت عينيها بين عينيه بحُب وأنفها تستنشق عبيره بهيام، مرر يده على وجنتها الناعم لتُجيب على كلمته بهمس:-
_ وأنا بحبك يا غفران
لم يتمالك أعصابه وجنون قلبه بها أكثر ليدفعها على الحائط بقوة يسرق قبلاته منها بشغف لتتألم "قُسم" من دفعه بعد أن أرتطام العمود الحديدي بظهرها من الأسفل فنتج وجعًا أكبر ببطنها، أبتعد عنها وهى تتألم وتأني بخفة مُتشبثة به فسأل بقلق:-
_ أنتِ كويسة؟
هزت رأسها بنعم رغم ألمها لينحني بلطف وحملها على ذراعيه فتمتمت بخفوت:-
_ نزلني يا غفران الناس هتتفرج علينا
لم يبالي لها حتى فتح المصعد أبوابه وخرج بها تحت أنظار مؤظفينه الذين تهامسون بالكثير من رؤيتهم لهذا المشهد الرومانسي، وضعها بسيارته وصعد بجوارها ثم تمدد على الأريكة ورأسه على قدميها فضحكت على تصرفاته الغريبة وقالت:-
_ أي الشقاوة دى كلها ؟
أغمض عينيه بهدوء مُمسكٍ بيدها الصغيرة بين يديه وقال:-
_ من الأحسن أنكِ تسكتي خالص لأني مانع نفسي عنك بالعافية
نظرت إلى السائق بخجل شديد ونفذت ما قاله خوفًا من تهوره وكيف فقد زوجها وقاره وهيبته وأصبح طائشًا كالمراهقين هكذا؟!!، وصل للقصر ليأخذها إلى الأعلى وسط أنظار خدمه المندهشين من طريقته فقالت بتعجب:-
_ غفران مالك؟ الناس كلها بتبص علينا
لم يُجيب عليها بكلمة واحدة حتى وصل إلى غرفتهما وأنزلها على الفراش فأبتلعت لعابها خجلًا منه وقالت بتلعثم:-
_ غفران ... بص.... أصلا..
قاطعها بقبلته لتهرب منه هذه المرة ونزلت من فوق الفراش بعد أن سقط هو عليه فنظر إليها وقال بتذمر شديد:-
_ ما بلاش الفرهدة دى
_ أحم أنا هروح أطمن على نالا
قالتها وهربت من أمامه ليشد شعره من الغيظ وهو يقول:-
_ ياااا هى نالا كانت بنتها
أخذ نفس عميق وألقي بجسده على الفراش ينظر إلى السقف بشرود فى القادم كجراحته وإجهاض "قُسم" التى ترفض الجراحة تمامًا فأتصل بـ "فاتن" وقال:-
_ حضري العصير لـ قُسم ومتنسيش تحطي المنوم
أغلق الهاتف وهو يفكر فى رد فعلها حين تستيقظ وتجد أنه قتل طفلها بدون علمها لأجل إنقاذ حياتها وهل ستغفر له هذه الخديعة أم ستصبح حياتهما الزوجية فى خطر ؟؟...
يُتبــــــــــــــــــع .......
رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل الثاني والثــلاثــــــــون ( 32 )
___ بعنــــوان " هزمه العشق" ___
أبتعد "غفران" عنها وأستلقي على الفراش بعد أن ضغط على زر الريموت الإلكتروني يفتح الأضواء بالغرفة، تنهدت "قُسم" بتعب فى جميع أطراف جسدها وجلست على الفراش ترتدي الروب على جسدها الناعم وحملت كوب العصير الموجود على الكمودو بجوار الفراش، أشعل سيجارته الموجودة بين شفتيه فتأففت "قُسم" بضيق من تصرفه وقالت بخنق:-
_ غفران أنت عارف أن السجاير غلط على البيبي وعليا
نزلت من الفراش غاضبة جدًا، نظر "غفران" على كوب العصير الذي أرتشفت أكثر من نصفه فسأل بقلق:-
_ هو إحنا مش أتكلمنا فى موضوع البيبي دا
ألتفت إليه بتذمر ووجه عابس من نفس الحديث وقالت:-
_ يا غفران قُلتلك مش هقتل أبني بأيدي مستحيل يطاوعني قلبي أو يوافقني عقلي أن أعمل كدة
وضع سيجارته جانبًا وترجل من الفراش يلتف إليها بينما يقول بجدية صارمة مُتجهٍ إليها:-
_ يعنى هو لو كان نزل لوحده كنتِ هتعملى كدة؟
نظرت إليه وهو يقف أمامها بصدره العاري يحملق بها بوجه حاد وصارم فأجابته بثقة كبيرة:-
_ لا، كنت هقول قضاء وقدر، ربنا عايز كدة وهيعوضني لكن ميبقاش جوايا حي وأنا أقتله فرق كبير بين الأثنين، أزاى عايزني أكون أم وأنا مستحملش عشانه شوية تعب وأعافر عشانه، أنا وعدتك أنى مش هقوم من سريري ولا هتحرك كتير ومستعدة أنى أقضي التسع شهور دول فى بيتي مخرجش برا، هأخد علاجي اللى هيقوله الدكتور وهنفذ كلامك أنت والدكتور بالحرف لكن متحكمش عليه بالموت من غير حتى ما نحاول
أخذ وجهها بين راحتي يديه ونظر بعينيها الباكيتين ورجفة جسدها ثم قال بنبرة هادئة:-
_ عشان خاطري يا قُسم، أنا معنديش استعداد أجازف بحياتك، أقسم بالله ما هعرف أعيش من غيرك
بدأت رؤيتها تشوش وتشعر بخمول فى جسدها من تأثير المنوم فقالت بنبرة خافتة:-
_ وأنا عمري ما هسامح نفسي لو خسرته بالطريقة دى يا غفران
رغبتها الشديدة فى النوم تزداد حتى هزت رأسها بقوة تحاول أن تسيطر على ضعفها وهزيمتها أمامه لتسقط بين ذراعيه غائبة عن الوعي فتشبث بها بأحكام بعد أن ذهبت فى رحلة نوم طويلة، أنحني بلطف كى يحملها على ذراعيه ووضعها بالفراش بلطف ثم وضع الغطاء عليها وظل ينظر إلى وجهها الملاكي ويمسح بيديه على رأسها بحنان حائرٍ بين قلبه الذي يعشقها بجنون ويخشي غضبها وحزنها عندما تعلم بجريمته وعقله الحازم فى تفكيره فإذا طلب الطبيب الإجهاض فهو ليس بجريمة، بل إنقاذ لحياتها ...
__________________________
[[ شــــركــــة اللــــؤلــــؤ ]]
دلفت "رزان" إلى المكتب فوجدت "نورهان" تقف جوار مكتبها ترتدي سترتها لكي تغادر المكتب، تبسمت "رزان" بخفة وقالت:-
_ خدت لحضرتك ميعاد مع دكتور روبرت
ألتفت إليها بحماس وقالت:-
_ كويس عايزة أطمن على غفران من ساعة ما عرفت وأنا مش قادرة أتخيل يا رزان ابني وصل للمرحلة دى أزاى وكان بيعاني قد أي وهو مش قادر يشوف ويميز اللى قدمه، فهمت ليه عُمر كان طول الوقت ملازمه زى ظله
تحولت نبرتها من الحماس إلى الألم والحزن الذي يفتك بقلبها على طفلها، خرجت من المكتب مع "رزان" التى قالت بلطف:-
_ اللى حضرتك أمرتي به حصل، طلعنا 3 مليون صدقة للمحتاجين وكمان بعت حولى 10 ملايين شيكات لكل الجميعات الخيرية ووزعنا 10 آلاف وجبة ورجالتنا بحثوا عن اللى محتاجين علاج أو على قايمة أنتظار الجراحات وطلبنا من المستشفي تستقبلهم وتقوم باللازمة
تنهدت "نورهان" بأريحية مما تسمعه وهى تتذكر جملة "عُمر" الذي صرخ بها ( هترشي مين المرة دي)، لم تقوى على تحمل مرض ابنها فصعدت لسيارتها مُستمعة إلى صوت "رزان" التى تخبرها عن المرض وكيف لا يمكن لأبنها تميز الوجوه ولا معرفة هواية الشخص الواقف أمامه لكنه يستطيع التمييز بين الأصوات والألوان والرؤية طبيعيًا بخلاف الوجوه فدمعت عينيها بإشفاق وحزن يجتاح قلبها على حال ابنها وخصيصًا بعد أن علمت بإنها السبب فى كل هذا..
قاطع شرودها صوت "رزان" تقول:-
_ أعمل أى مع والد كندا؟ أكمل أجراءات القرض معاه ولا لا
تذكرت "كندا" ووفأتها لتقول:-
_ لا، أوقفي القرض وهو يصرف أموره بنفسه اللى أنا عايزاه خدته وخلص الموضوع
أومأت إليها بنعم ونظرت إلى الأمام فى هدوء مُلتزمة الصمت من طرفها فشردت "نورهان" بعد أن تسببت بمقتل "كندا" عمدًا، لطالما تخلصت من أى شيء يسبب الإزعاج لها، فقط تحملت "كندا" طيلة السنوات السابقة لأجل "غفران" وحُبه لها لكن بعد أن تخلي عنها كان التخلى بمثابة إصدار أمر أعدامها من طرف أمه، تحملت غلاظتها بقدر المُستطاع وبعد أن وقع ابنها فى عشق الأخرى أمرت بالتخلص منها، أنتقمت لكل لحظة أستفزتها بها "كندا" وكل مرة كانت تنتصر عليها بفضل زوجها الحاد، تنهدت بأريحية وهى لا تشعر بأى ندم فى قتل إنسانة وسلب روحها قهرًا، كانت "نورهان" تحمل بين طياتها جبروت لا مثيل له فى قلب امرأة من قبل، برود وكأن قلبها لا يُشعر بأى مشاعر عاطفية ...
________________________
[[ قصـــر الحــديــدي ]]
فتحت "قُسم" عينيها بتعب شديد وهى تشعر بألم فى نصفها السفلي، خرجت منها صرخة خافتة مؤلمة وهى تحاول الجلوس لتجد نفسها فى فراشها بالغرفة و"همس" بجوارها تشعل المبخرة العطرية فى الغرفة ووجدت بيدها الكانولا المُتصلة بالمحلول الطبي، نظرت حولها وهى لا تفهم شيء فسألت بتعب:-
_ أاااه، هو حصل أى؟
_ حضرتكِ تعبتي ومسيو غفران جابلك الدكتور
قالتها بهدوء بينما تقترب أكثر نحوها تساعدها فى الجلوس لتتذكر ما حدث جيدًا فلم تتذكر أنها شعرت بأى ألم فسألت باستغراب شديد:-
_ أنا مش فاكرة أنى حسيت بأى تعب!!
أعتدلت فى جلستها وهى حائرة فى التفكير حتى وقع نظرها على الأدوية الموجودة بجانبها والمحلول وألم جسدها لتفزع مما ترجمه عقلها وقالت بتلعثم:-
_ معقول أكون خسرته؟
_ الطفل!! أنا سمعت الممرضة بتقول أنها عملية إجهاض
قالتها ببرود بينما تقترب من "قُسم" التى صرخت بهلع شديد وهى تفهم أن كل ما حدث من تخطيط زوجها ولم يترك لها الخيار فقد أجرى لها الجراحة بدون علمها فصرخت بهلع وهى تترجل من الفراش فسقطت أرضًا وقدميها الضعفتين لم يقو على حملها أكثر من ذلك، وضعت يدها بحزن شديد أسفل بطنها وذرفت الدموع من عينيها بأنهيار شديد وبدأت ترتجف بفزع من هول الصدمة وجبروت زوجها الذي أحبته والآن شعرت بأنها لم تتخلص من "حازم" سوى للوقوع فى الأسوء ، وقفت من مكانها بصعوبة ونزعت الكانولا عن يدها بقسوة فلم يؤلمها شيء بقدر ألم فقدها لطفلها بالأكراه وخيانة زوجها لها وكأنها دمية يتحكم بها كما يُريد، خرجت من الغرفة غاضبة مُتألمة ويجتاحها دوامة قاسية من المشاعر المُميتة لها ولعقلها، تبحث عنه وهى تتكئ بيدها على الحائط والدرابزين وبكل خطوة كان عقلها يفتت جزءًا منها بعد فعلته، تألمت بغصة قوية فتوقفت بصرخة مكتومة وتمتمت بعدم تصديق لما تفكر به:-
_ لا ، مستحيل غفران يعمل كدة فيا
ضحكت "نورهان" التى كانت تقف على حافة الدرج ترمقها بذهول فنظرت "قُسم" لها بصمت والقهرة هى التى تستحوذ عليها فى هذه اللحظة، أقتربت "نورهان" منها بهدوء ثم قالت:-
_ لا، غفران يعملها
أحتدت عيني "قُسم" وهى تكز على أسنانها بقوة وجسدها منحني للأمام بهدوء فتابعت الحديث:-
_ لو عملها بجد هيبقي أخر ما بينا، لأني مش جارية عنده
أقتربت "نورهان" من مكانها بهدوء ثم قالت بلطف:-
_ لو عقله فهو أكيد هيقرر يعملها لكن تعرفي غفران ميعملهاش ليه، عشان بيحب
_ بيحب يخدرني ويقتل ابني من غير ما يعرفني، أنا لو حيوانة عنده كان أهتم يسألني
قالتها بعناد شديد والغضب هو ما سيطر عليها، وصلت "نورهان" أمامها فى هدوء تلمس وجنتها ثم قالت:-
_ أنا بحسدك لأنكِ عند ابنى أغلى مني أنا أمه بكثير
نظرت "قُسم" إليها بأندهاش قوي، لم تتمكن من الجواب عليها فأى حسد هذا حين يقتل زوجها ابنهما قبل أن يولد بدون علم والدته، كادت أن تتحدث بصعوبة لكنها سمعت صراخ " غفران" من الخلف يقول:-
_ إنتِ أيه اللى جابك هنا؟
نظروا الأثنتين عليه لتراه "نورهان" يصعد الدرج مُسرعًا الغضب يتملكه كالثور الهائج، نظرت "قُسم" إليه بسخط والحقد يطرق أبواب قلبها، أقترب منهن وأخذ يد "قُسم" فى راحة يده ليُصدم عندما سحبت يدها بقوة منه مُشمئزة من لمسته فظل يرمقها بأندهاش قاتل، ألتف ينظر إلى والدته بضيق شديد ثم قال:-
_ مين اللى سمح لكِ تدخلى هنا؟
_ كفاياك عناد ومكابرة يا غفران، أنت محتاجني
قالتها بحدة صارمة ليصرخ بوجهها غاضبٍ الآن توصلت أنه بحاجة إليها بسبب عجز عينيه:-
_ محتاجلك، إنتِ أخر حد على وجه الأرض ممكن اكون محتاج له
أحتدت عينيه بغضب سافر من طريقته وكرهه لها كأنها عدوة له فصرخت بانفعال شديد قائلة:-
_ ليه؟ عدوتك !!، أنا أمك
_ أمي ، إنتِ أكبر عدوة ليا وأنا مبكرهش قدك، صعبان عليكِ أوى حالي .... ما إنتِ السبب فيه
قالها بصراخ ثم رفع سبابته فى وجهها بتهديد صريح وواضح قائلًا:-
_ أبعدي عني وعن مراتي وابني... لو فكرتي تقربي لقُسم أو اللى فى بطني مرة تانية هنسي أنكِ حتى عدوتي
رمقته "قُسم" بأندهاش من كلمته ونظرت إلى الأسفل ويدها تلمس بطنها فهل ما زال طفلها موجود حقًا؟ وإذا كان موجود فما سبب ألم جسدها التى لم تتحمله ؟، دمعت عيني "نورهان" لأول مرة أمامه وهى لا تصدق أنها سبب عجزه وعمى عينيه فتحدثت بنبرة خافتة قائلة:-
_ أنا السبب؟
_ روحي أرجعي للماضي وإنتِ تعرفي
قالها وألتف إلى زوجته فأنحني قليلًا يحملها على ذراعيه وأتجه بها للغرفة من جديد ، وضعها بالفراش برفق وعينيه على وشك البكاء من قسوته على والدته والكره الذي بينهما يمزقه من الداخل لأشلاء، رمقته "قُسم" بصمت بينما هو يضع الغطاء عليها بلطف فمسكت يده بلطف حتى رفع نظره بها ولأول مرة ترى إنكساره وحسرته يحتلان وجهه، جذبته لكي يجلس أمامها وقالت:-
_ ممكن أتكلم معاكِ
_ أتكلمي يا قُسم لكن متقوميش من سريركِ تاني، لأن عنادك وتنشيف دماغك حكمه عليكِ تكوني سجينة سريرك 9 شهور
قالها بتحذير لتبتسم مُتناسية نوبة الصراع التى عاشت بها من قليل وقالت:-
_ أنت جبتلي دكتور
_ هتصدقي أني كُنت على وشك خسارتك للأبد بعقلي الغبي
قالها بحيرة فنظرت إليه بتوتر خائفة من البوح القادم نحوها ليتابع حديثه بجدية قائلًا:-
_جبتلك دكتور ينزل البيبي
أتسعت عينيها على مصراعيها وترك يده التى أحتضنتها بأريحية وحنية من قليلًا ليبتسم بلطف وقال:-
_ ودا اللى منعني يا قُسم، إنكِ غير الكل وإنك مش هتقبلي بتحكمي فيكِ لدرجة دى حتى لو كان لمصلحتك ولأني خايفة على صحتك ومش عايز أخسرك، هترمي حُبي ليكِ وخوفي عليكِ وقلقي اللى هيموتني عليكِ من الرعب وأنا عارف أن الحمل دا عامل زى القنبلة المُميتة جواكِ ... هترمي كل حاجة حلوة أنا عملتها عشانك وسجني لحازم وعملية أبوكِ وكل حاجة وهتسيبني لو عملت كدة، لأنك غير كل البنات عمرك ما هتقبلي بواحد يتحكم فيكِ ولا يلغي شخصيتك وقرارك ودا اللى خلاني طردت الدكتور قبل ما يعمل العملية لأني مستحملتش فكرة الكره منكِ
كانت تستمع إليه وعينيها تتجول بين عينيه فى صمت، قرب يده من يديها من جديدة ثم أخذهما بلطف فى راحتيه يضمها بحنان خائفٍ أن ترفض لمسته لكنها قبلت بصمتها وعدم مقاومتها له، ليشد يديه على هذا العناق ورفع عينيه بها من جديد لتبتسم فى وجهه وقالت بخفة:-
_ أنا مبسوطة بالحُب دا يا غفران
كانت تصف له مشاعرها التى لن يراها فى وجهها بسبب عجزه وكأنها ترفض أن تُشعره بأى نقص ليبتسم هو الأخر حين رفعت يدها تلمس وجنته مداعبة شعيرات لحيته الكثيفة ثم أقتربت أكثر لتضع قبلة على وجنته دافئة تأسره بسحر دفئها ورقتها، أغمض عينيه بسعادة مُستسلمٍ لهذا الشعور الناعم الذي لا يشعر به سوى بين أحضانها ، رفعت يدها تمررها على عينيه الحزينتين حتى تساقطت هذه الدمعة الأسيرة عن جفنيه فتمتمت "قُسم" بنبرة خافتة تقول:-
_ أنا معاكِ يا غفران مهما يحصل وبحبك زى ما أنت ومش هسيبك أبدًا
_ حتى لو بقيت أعمي
قالها بتردد وخوف يتملكه من هذه الجراحة التى تحدث عنها طبيبه فقالت بلطف وهى تقترب أكثر منه حتى باتت مُلتصق به وتشعر بأنفاسه الدافئة، تحدثت بنبرة خافتة دافئة:-
_ ومستحيل يبعدني عنكَ حتى الموت، لأن حتى بعد موتي هفضل أحبك
ضمها بقوة إليه يسكتها رافضًا حديثها عن الموت وهذا الفراق المُخيف، تشبثت "قُسم"به بكل قوتها ولأول مرة تسمع صوت بكاءه من الخوف الذي بداخله فكونه مُصاب بعمى الوجوه كان مُرعب ومُرهق جدًا له فماذا إذا فقد بصره تمامًا ؟، ظل على هذا الحال حتى غاص فى نومه بين ذراعيها لتتطلع بوجهه وهى لا تُصدق بأن هذا الملاك، الرجل الذي بوجه طفولي برئ الباكي هو نفسه هذا الرجل الذي يخشاه الجميع ويتصارع مع والدته بكل قوته ويمحي من يجرأ علي رفع نظره به، مسحت على رأسه بلطف ورفعت رأسه عن ذراعها لتضعها على الوسادة ثم تسللت من الفراش لتتركه ينام بأريحية أكثر، جلست فى الصالون الموجود بالطابق الثاني خارج الغرف ومُطل على الحديقة، أتصلت بوالدتها تتحدث معها وقالت:-
_ الحمد لله يا ماما، طمنوني أنتوا عنكم؟ عاملين اي؟
_ بخير الحمد لله
قالتها "صفية" بنبرة خافتة مما جعل "قُسم" تشعر بشيء غامض فسألت عن أخاها قائلة:-
_ وقاسم عامل أى؟ وأخبار الإمتحانات معاه اى؟
_ الحمد لله
حكت "قُسم" ذقنها بحيرة من حديثها والدتها وردودها القصيرة المقتصرة على السؤال فقط فتحدثت بحيرةأكثر:-
_ مالكِ يا ماما إنتِ تعبانة ولا حاجة؟
قالتها "قُسم" بقلق شديد على والدتها الهادئة فأجابتها "صفية" بهدوء قائلة:-
_ لا يا حبيبتي مفيش سلامتك
شعرت بأن والدتها تخفي عنها شيء لتقول بجدية:-
_ طيب يا ماما، أنا بس كُنت بطمن عليكم
أنهي الحديث مع والدتها حائرة فى هذا البرود واللامبالاة، ألتفت "صفية" إلي زوجها الجالس بجوارها وقالت:-
_ مقولتلهاش أهو
وقفت من جوار زوجها غاضبة ليستوقفها صوت "جميل" يقول:-
_ لأن دا الصح يا أم قاسم، قُسم دلوقت متجوزة من راجل كبير تفتكر لما تروحي تقولولها أننا مديونة وأن البنك بعت إنذار عشان الأقساط اللى مدفعتش مش هتقول لجوزها أو حتى تطلب منه مساعدة، أنا مش عايزة جوز بنتي يحس أنى بستغله بأى طريقة حتى لو كانت صغيرة كفاية أنه دفع تكاليف عمليتي
أستدارت "صفية" إليه ببرود شديد ثم قالت بغلاظة:-
_ وتفتكر بقي أن قُسم كدة هتسكت مثلًا، دى بنتي وإنتِ متعرفش هى عنيدة قد أي ؟ ولا الفضول لما يأكلها بتعمل أى؟ وأنا بقولك انها حست أنى مخبية عنها حاجة وهتعرفها يا جميل ، دى بنتي وواخد العناد منكَ
_ قُسم شالت كتير من ساعة ما تعبت وكفاية أوى اللى هى شالته مكاني، أوعي تفتحي بوقك معاها وأن شاء الله ربنا هيفرجها وهتتحل
قالها بنبرة تحذيرية لزوجته ثم وجه نظر إلى "قاسم" الذي حملق به بتوتر شديد وقال بخوف:-
_ أنا ماليش دعوة
ضحكت "صفية" بسخرية على رده فهي خير معرفة بعلاقته بأخته فقالت بتهكم شديد:-
_ مالكش دعوة دعوة، دا أنتَ تجيبك بدور ماتش
نظر "جميل" إلى ابنه بقلق من قُربه الشديد من أخته فلن يخفى عنها سرًا فأبتلع "قاسم" لعابه بقلق وقال بأرتباك شديد:-
_ محصلش والله، بتضحك عليك
_ لما نشوف
قالها "جميل" بهدوء ثم وقف كي يدخل إلى غرفته وجلس على حتفة الفراش بقلق من هذا الحمل الذي يثقل على عاتقه، أخذ دواءه بتعب مُنهكًا ......
__________________________
[[ أستراليا ]]
جلست "تيا" فى الأرض جاثية على ركبتيها تلعب مع قطتها البيضاء بعفو حتى سمعت صوته من الخلف يقول:-
_ صباح الخير
توقفت عما تفعله وهى تعرف صوته جدًا ثم وقفت تلتف إليه بهدوء ووقار شديد، رمقته بهدوء ثم ألتفت إلى موظفتها وقالت بلهجتها الأنجليزية:-
_ تعالي شوفي هو عايز أى
تركته ببرود شديد مُتجاهلة وجوده ليبتسم "جلال"على طريقتها وأشترى باقة من الورود وتركت العنوان على البطاقة عنوان محلها ثم رحل من جديد، دلفت العاملة بنفس الباقة مرة أخرى وقدمتها إليها فضحكت "تيا" بغرور على هذا الرجل وقالت:-
_ غريب أمركم يا رجالة
أخذت البطاقة لتراه كُتب لها رسالة من جديد محتواها ( يعجبني كونك صعبة المنال لكني صبور جدًا، أنا راقبتك لمدة 8 شهور من غير ما أنطق بكلمة فأنا صبور جدًا )
ضحكت أكثر على كلماته فهل يراقبها منذ قدومها إلى أستراليا لتبتسم بعفوية ووضعت البطاقة فى أحد الأدراج من جديد وأغلقته ووضعت الباقة فى أحد أركان مكتبها ....
_________________________
[[ شركة اللؤلؤ ]]
جلس "داغر" أمام "نورهان" على مكتبها وهو يمضي على العقود وينقل ملكية الأسهم التى أشتراها "عفيفي" من شركة "غفران" بالخبث، كانت ترمقه بانتصار فكيف توقع هو أبنه ان يقفوا ضدها هى و ابنها كأنهما يجهلان من هى "نورهان" ؟، نظرت إلى "رزان" ببسمة خبيثة ثم أخذ المحامي العقود منه وقال بجدية:-
_ كدة كله تمام
_ أنا وفيت باللى ليا والدور عليكِ توفي
قالها "داغر" بأنكسار وهى تمسكه بأحكام من رقبة ابنه "عفيفي" ثم قالت:-
_ لسه باقي حاجة واحدة بس
رفع "داغر" حاجبه بتساؤل عن الشيء الباقي وهى لم تطلب منه شيء أخر فقالت:-
_ ثمن خيانة بنتك وأستغفلها لابني 10 سنين من عمره
_ مش فاهم، قصدك أى؟
قالها بقلق شديد مما ستطلبه مقابل عشر سنوات خيانة من عمر ابنها فقالت بهدوء:-
_ نالا
أتسعت عينيه على مصراعيها وأنقبض قلبه بغصة قوية، هاتفًا بتلعثم:-
_ مالها؟!
_ تتنازل عنها، البنت دى ابنى رباها عشر سنين من عمره وكان أب، وعمل بالكلمة دى خير المعنى وكان أب مثالي ليها أحسن من الواطي ابنك
قالتها "نورهان" بحدة صارمة ثم تابعت بحزم شديد:-
_ نالا مكتوب على اسم ابني وهتفضل بنته وحذاري تفكر تقرب منها
_ عايزاني أتنازل عن حفيدتي، قوليها بصراحة؟
قالها بتردد مُتلعثمٍ من هول الصدمة بسبب قوتها وجبروتها بينما تطلب منه التنازل عن لحمه، تبسمت "نورهان" بخباثة ثم قالت:-
_ اه ،وبعدين أنا مش عايزاكَ ، أنتَ أصلًا مفيش قصادك خيار، لأني مبخيراكش، أنا بعرفك مع أن أنت قلل بكتير من أن يكون ليك لازمة وتعرف
_ لا، والله كتر خيرك
قالها بسخرية ووقف من محله يقول:-
_ أنا مش هتنازل عن حفيدتي مهما يحصل
_ يبقي بتحكم علي بنتك المرحومة بالفضيحة، وبتعاديني أنا شخصيًا وبتحكم على ابنك بالموت
قالتها بتهديد صريح، أتسعت عينيه على مصراعيها من هول الصدمة وهى تخبره ان ابنه "عفيفي" ما زال حي، سألها بقلق:-
_ هو عايش؟
_ دا على حسب قرارك
هز رأسه بنعم موافقٍ على التخلى عن "نالا" نهائيًا لها ووقع عقد التنازل والحضانة إلى "غفران" لتُشير "نورهان" إلى "رزان" بأن تخبره عن ابنه بعدأن أكد المحامي لها أن الأوراق سالمة ...
أعطته "رزان" عنوان المستشفى الموجود بها "عفيفي" فذهب إلى هناك مُسرعٍ ليجد ابنه على الأجهزة فى غيبوبة دماغية يصارع الموت ليُصدم من الطبيب الذي أخبره أنه سيموت قريبًا ولا أمل له، وبخباثة "نورهان" خسر حفيدته مقابل ابنه الميت على الأجهزة ....
_________________________
[[ قصر الحــديــدي ]]
ترجلت "قُسم" من الأعلى مُرتدية فستان أزرق اللون بأكمام وطويل على حذاء رياضي أبيض اللون، أتسعت أعين "فاتن" حين رأتها على وشك مغادرة القصر لتستوقفها قائلة:-
_ حضرتك رايحة فين؟
_ رايحة لماما، فى حاجة يا فاتن؟
قالتها بهدوء وهى تضع الهاتف وأغراضها فى الحقيبة الصغيرة وأخرجت مفتاح سيارتها لتعطيه إلى الخادمة توصله إلى "سليم" فقالت "فاتن" بجدية :-
_ الدكتور قالى متنزليش حتى السلم ، لكن حضرتك نزلتي وهتخرجي وهتكوني السبب فى موتنا صح؟
تأففت "قُسم" بضيق من تصرف "فاتن" وقالت بجدية:-
_ فاتن أنا رايحة لماما ومحدش هيمنعني
أكملت طريقها إلى الباب لتجد "سليم" يقف على الباب يعترض طريقها وقبل أن تتحدث سمعت صوت "فاتن" تقول بحدة صارمة:-
_ أنا همنعك
أستدارت "قُسم" لها بدهشة من تجرأها على منعها بالاتفاق مع "سليم" حارسها واتصلت "فاتن" بزوجها بينما تقول:-
_ إحنا أتعاقبنا بما فيه الكفاية من وراء دلعك وعنادك يا مدام قُسم وأنا معنديش أوامر بخروجك
أستقبل "غفران" الأتصال لتقول "فاتن" بجدية:-
_ مسيو غفران، أسفة لإزعاجك لكن مدام قُسم لابسة وعايزة تخرج
صمت "غفران" قليلًا وهو حائرًا بين عناد زوجته التى سمع صوتها فى الهاتف الذي سرقته من "فاتن":-
_ غفران أنا عايزة أروح لماما ضرورى، محتاجة أطمن عليهم وحاسة أنهم مخبيين عليا وعايزة أطمن
تأفف بضيق شديد وهو يعلم أنه لن يستطيع منعها من الخروج طيلة فترة حملها ولن تتحمل السجن الذي فُرض عليها فقال بجدية:-
_ حيرتني معاكِ يا قُسم، أنزله معجبكيش، تقعدي فى السرير مش عاجبك أعملك أى عشان مبقاش رجل متسلط وبتحكم فيك ها ... أعملى اللى عايزاه يا قُسم لأن فى الأول والأخر أنا اللى هبقي غلط وقاسي وظالم وبستقوى عليكِ
أغلق الهاتف دون أن يهتم لجوابها وقد فاض به الأمر، عاد ليكمل عمله من جديد منغمسٍ فى ضغوطاته ودلف "عُمر" إليه يقدم له بعض الأوراق عن الشخصيات التى سيقابلها فى الأجتماع بعد ساعة حتى يتمكن من التعرف عليهم وألتف لكي يخرج لكن توقف لوهلة وقال بجدية:-
_ صحيح، فى حاجة مش عارف هى مهمة لحضرتك ولا لا
أجابه "غفران" وعينيه فى الأوراق عالقة بلا مبالاة:-
_ قول يا عُمر وخلاص
_ حازم خرج من السجن أمبارح
قالها بهدوء على عكس "غفران" الذي رفع رأسه بصدمة من هذا الخبر الذي وقع عليه وكأن حياته ينقصها هذا المختل وتذكر أن زوجته خرجت من قصره منذ قليل فأتصل بها ولم يجد جواب مما جعل القلق يطرق أبواب عقله وقلبه فأتصل بـ "سليم" ليُصدم .........
يُتبــــــــــــــــــع .......
رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل الثالث والثــلاثــــــــون ( 33 )
___ بعنــــوان " شجــــار " ___
أتصل بـ "سليم" وكان ينتظر الرد على أحر من الجمر لكن طال الأنتظار فوقف "غفران" من مقعده يحاول أن يغادر الشركة لكن أجاب "سليم" فى نهاية المطاف، صرخ "غفران" بغيظ من تأخره فى الرد :-
_ كل دا يا سليم، وصلت قُسم لبيت أبوها ولا لسه
أجابه "سليم" بهدوء عبر الهاتف:-
_ لا، مدام قُسم رفضت تخرج بعد مكالمة حضرتك وحاليًا قاعدة قصادي فى الجنينة أهى
تنهد "غفران" بأريحية بعد أن أطمئن عليها وعاد للجلوس على مقعده وسأل بقلق علي محبوبته:-
_ هى عاملة أى؟
نظر "سليم" نحو "قُسم" وهى تجلس على الأريكة الأرجوحة تحت المظلمة الخشبية وتقرأ كتاب فقال بجدية:-
_ كويسة على ما أعتقد
أومأ "غفران" بنعم ثم أغلق الخط، نظر إلى "عُمر" الذى يقف يحملق به وعشقه يحتل ملامحه والقلق يتطاير حوله ومُنذ عشقه إلى "قُسم" وتبدل حال رئيسه كليًا، بات "غفران" يقلق ويظهر القلق أمام الجميع وتخلى عن بروده وتجمده، صلابته القوية أهتزت من قوة عشقه وكأن العشق كان نقطة ضعفه التى لطالما تخلص من أى نقطة ضعف له فى حياته ليظل قويٍ، سأل "غفران" بنبرة هادئة:-
_ عُمر، تفتكر أى ممكن يسلي البنات؟
_ معرفش
قالها "عُمر" بخباثة من لطافة رئيسه فكز "غفران" على أسنانه بضيق شديد وقال:-
_ ياااا ، ماشي يا عُمر، ناديلي خطيبتك اسألها بما أنها بنت
كز "عٌمر" على أسنانه من الغيظ وهما الأثنين يعاندان فى بعضهما بغلاظة ليبتسم "غفران" بمكر وقال بعفوية:-
_ سكرتيرتي ومن وظيفتها تساعدني
رفع "عُمر" سماعة الهاتف ليطلب "ليلي" إلى المكتب ، دلفت وهى ترى "عُمر" يقف بجوار "غفران" وكان تعابير وجهه مغتاظًا جدًا فتعجبت من أنفعال خطيبها ولم تفهم ماذا فعلت لترى هذا التعبير؟ على عكس "غفران" الذى تبسم فى وجهها على غير المعتاد مما أرعبها أكثر من صمته وحدته، فالابتسام من هذا الرجل كالجحيم الذى فتح أبوابه لتزدرد لعابها فى هدوء وقالت:-
_ تحت أمرك يا غفران بيه
تبسم "غفران" بلطف وقال:-
_ أقعدي يا ليلى
نظرت إلى "عُمر" بقلق وجلست أمام "غفران" فى هدوء ليقول:-
_ عايز هدية حلوة لبنت تسليها وهى قاعدة فى البيت لفترة طويلة عشان متحسش بملل
تبسمت "ليلي" بلطف وقالت:-
_ ممكن تشوف أكتر حاجة هى بتحبها وتجبهالها؟
حك لحيته بخفة وقال بهدوء:-
_ معرفش، هى بتفرح بأى حاجة وهادئة جدًا ومبتطلبش حاجات كتيرة
_ دى لمدام قُسم؟
أومأ إليها بنعم فنظرت "ليلى" إلى "عُمر" بتوتر وهى ترى غيرته تشتعل فى رأسه الذى أحمر وجنتيه من الغيرة ولأول مرة ترى غيرته عليها من "غفران" فتبسمت بهذه الغيرة وفتحت هاتفها مُتابعة الحديث:-
_ وقالت ممكن ندور فى الأنستا بتاعها، البنات بتشارك الحاجات اللى بتحبها دائمًا
أنتظر "غفران" مراقبًا أياها وهى تتجول فى الهاتف باحثة خلف زوجته لتبتسم بعفوية وهى تُدور الهاتف إليه وقالت:-
_ قطة مثلًا
أخذ الهاتف منها ليرى صورة لقطة بيضاء جميلة وكتبت "قُسم" عليها [ والقلب فى عشق القطط ميال]، نظر لتاريخ الصورة وكانت قديمة جدًا قبل أن تظهر فى حياته فتبسم بلطف وقال :-
_ دور على أقرب محل حيوانات عشان نعدي عليه وإحنا مروحين
أومأ "عُمر" إليه بنعم لتغادر "ليلى" ليتحدث "غفران" بوجه عابس بعد أن وصل لطريقة من أجل مصالحة زوجته:-
_ حازم ميغبش عنك يا عُمر، مش عايز يحصل حاجة من ورايا
هز "عُمر" رأسه بنعم ثم خرج من المكتب فتنهد "غفران" بهدوء شديد من القلق...
______________________
[[ قصــــــر الحديــــدي ]]
كانت "قُسم" جالسة فى الحديقة بكتابها لساعات طويلة حتى أوشكت على أنهى الكتاب فى جلسة واحدة حتى قاطعها ظهور ظل على وجهها لترفع رأسها ورأت "نورهان" تقف أمامها، أغلقت الكتاب ونظرت إلى "نورهان" التى جلست قربها وقالت:-
_ عاملة أى دلوقت؟
_ بخير الحمد لله
قالتها "قُسم" بهدوء فأخرجت "نورهان" الورقة من حقيبتها وقالت:-
_ قُسم، أنا يمكن بيني وبين غفران خلافات كتير ويمكن علاقتنا ببعض مش زى أى أم وابنها، علاقتنا رسمية جدًا وعملية.. مُنفصلين تمامًا عن حياتنا الشخصية وجايز أكون أنا السبب زى ما هو بيقول
صمتت للحظة فسألت "قُسم" بأهتمام من هذه المقدمة لتقول:-
_ وبعدين؟ أنا مش فاهمة حضرتك بتلمحي لأي؟
_ أنا مش عايزاكِ تزعلي مني ولا من تصرفي السابق لكن أعذرى التصرف دا بأن إحنا أتخدعنا مرة فى كندا ولبسنا فى بنت مش من صلبنا ولا تمت لأبني بأى صلة
قالتها بهدوء لترى تعابير وجه "قُسم" تحتد أكثر من ذكرها لهذا الشيء وقالت بحدة:-
_ بس مش كل الناس زى بعضها وحضرتكِ مكنش ليكِ الحق تشكي فيا ولا تتهمني الأتهام الوحش دا لأني مش الشارع
قالتها بأغتياظ لتهز "نورهان" رأسها بنعم ثم قالت :-
_ عندكِ حق، المهم البنت اللى لا تمت لغفران بصلة هى روحه، عمره كله، العشر سنين اللى خدتهم من عُمره مبتعوضوش ولا ينفع يتمحوا من حياته
_ دا حقيقي
قالتها "قُسم" بحزن شديد لتبتسم "نورهان" وأعطت الورقة إلى "قُسم" وقالت:-
_ دا تنازل من داغر عن نالا، وحقيقة أنها مش بنت غفران هتدفن من قبل ما تطلع للناس، نالا مكتوبة على اسم غفران وهتفضل بنته لأن هو اللى رب وتعب ودلع وكبر، نالا بنت غفران ولحد ما غفران يتقبل دا ويهزم كبريائه اللى معانده هتكون دى مهمتك، البنت دى مالهاش غيرك إنتِ وغفران، أعتبريها عوض جميل من ربنا عن حملك الصعب واللى هتعملي معاها هيترد لكِ فى ابنك
هزت "قُسم" رأسها بنعم محاولة أستيعاب الأمر وكيف ستخبر "غفران" بهذا الشيء وتجعله يتقبل وجود "نالا"؟، رحلت "نورهان" من أمامها ودلفت "قُسم" إلى القصر بقلق من لقاءه، أقتربت "همس" منها تضع الشال على أكتافها وقالت:-
_ الجو برد
_ همس
قالتها "قُسم" بلطف لتنظر الخادمة إليها فتبسمت "قُسم" وقالت:-
_ أنا نفسي أكل حاجة حادقة ومقرمشة فى نفس الوقت، أقولك أعملى جمبري بالكريمة وتشوحيه على الأخر فى الفرن ... الله أنا دوبت وأنا بتخيلي... روحي ، روحي أعملى الجمبري
هزت رأسها بنعم وصعدت "قُسم" للأعلى لتأخذ حمام دافئ ثم أرتدت بيجامة من القطن وردية اللون ووضعت الشال على أكتاف ثم ترجلت للأسفل لترى "همس" تجهز لها السفرة فتبسمت بحماس وركضت مُسرعة إلى السفرة لتتناول الطعام بشراهة، فتح باب القصر ودلف "غفران" فأستقبلت "فاتن" وهى تأخذ منه البالطو وتقول:-
_ مدام قُسم بتتعشي على السفرة
هز رأسه بنعم ثم أخذ الصندوق الأحمر من يد "عُمر" وقال:-
_ روح أنت يا عُمر
دلف إلى السفرة وكانت "همس" تقف بجوارها وهى تأكل بشراهة وسعادة حتى ظهر "غفران" وغادرت "همس" فى هدوء بينما توقفت "قُسم" عن تناول الطعام وتذكرت شجارهما صباحًا فى الهاتف ورمقته بوجه عابس، وضع الصندوق على السفرة أمامها وقال:-
_ التكشيرة دى بسببى
_ أمال شاريها من السوبر ماركت
قالتها بعبوس بينما ضحك "غفران" بقوة وهو يقول:-
_ اى، بتقلشي وأفهات وكدة
رفعت حاجبها ببرود وقالت:-
_ عايز أى يا غفران؟، أنا ماليش مزاج أتكلم معاك
_ على فكرة ولا أنا ليا مزاج أتكلم معاكِ
قالها بغضب مُصطنع ثم دفع الصندوق منها لتأفف بضيق وهى تفتحه قائلة:-
_ على فكرة أى كانت هديتكِ مش هصالحك و.... اااه
صرخت بدهشة حين قفزت القطة من داخل الصندوق وتحول غضبها إلى سعادة طفولية حين حملت القطة الصغيرة بين يديها وتداعبها بأناملها، تأمل بسمتها المُشرقة التى أنارت وجهها العابس وحولته إلى ملاك، رفعت الفيونكة عن رقبة القطة وكان بها بطاقة وردية جميلة وبداخلها كلمة واحدة (بحبك) رفعت رأسها إلى "غفران" ورأته بحدق بها بصمت وبسمة خافتة على شفتيه لتقول بلطف:-
_ وأنا بحبك يا غفران
كبرت بسمته أكثر ليضمها إليه فى عناق دافئ وقال هامسًا بأذنها:-
_إنتِ أجمل حاجة فى حياتي يا قُسم
أومأت إليه بنعم ويديها تحيط برأسه لتركض القطة عنها بعيدًا فى القصر بشقاوة تاركة لهما المجال فى لحظتهما الدافئة، همس إليها من جديد قائلًا:-
_ نتعشي
أبتعدت "قُسم" عنه لتحدق بعينيه وقالت:-
_ متزعلش من عنادي يا غفران، أنا مش بكون قاصدة أعاند معاك أو أضايقك، لكن حقيقي لما كلمت ماما اميارح حسيت أن فى حاجة ومخبيين عليا وصوتها مكنش طبيعي وبتقفل معايا الكلام ودا قلقني عليهم عشان كدة كنت حابة أنى أروح أطمن وأشوفهم بنفسي وأعرف مخبيين عني أى؟، لكن وحياتك عندي ما قصادي أضايقاك أو أخالف كلامك
هز رأسه بنعم مُتفهمٍ قلقها على عائلتها وقال:-
_ فاهمك يا قُسم، وعارف أن من حقك تروحي تشوفي أهلك زى أى واحدة لكن أنا خايف عليكِ وعشان كدة كنت مُصمم أن نسمع للدكتور و...
قاطعته قبل أن يتحدث من جديد عن الإجهاض، هز رأسه بنعم موافقٍ ألا يكمل فتابعت تناول طعامها فأخذت الجمبري فى الشوكة ومدت يدها إلى فمه تطعمه ببسمة لطيفة لينظر إليها وقال بهدوء:-
_ صحيح.. حازم خرج من السجن
سقطت الشوكة من يدها على ملابسه بفزع مما أدهش "غفران" وقال:-
_ إنتِ خايفة منه ؟
_ أنا ..
وقفت لكي تغادر من أمامه لكن أستوقفها حين مسك يدها بقوة ووقف بغضب من هروبها وقال:-
_ مالكِ؟ وشك جاب ميت لون ليه لما سمعتي عنه؟
رفعت حاجبيها بدهشة وقالت بغضب من طريقته:-
_ أنت أتجننت يا غفران؟ أنت واعي أنت بتقول أى؟
سحبها إليه بغضب حتى أرتطمت بصدره وقال بحدة صارمة:-
_ واعي!! واعي لدرجة اللى خليت تتقلبي وتقومي مفزوعة من قصادي بعد ما سمعتي اسمه
_ لاااا أنت الظاهر كدة مرضك قصر على دماغك مش عينيك بس
قالتها بأنفعال شديد ليُصدم "غفران" من ردها وترك يدها من صدمته بها وهى الآن تعايره بمرضه، شعر بغصة فى قلبه وضربة قوية فى عقله من طريقتها، حدقت به بدهشة من كلماتها التى نطقت بها ، أقتربت منه وهى تضه يدها على صدره وقالت بتلعثم:-
_ غفران أنا آسفة مش قصدي...
قاطعها حين أبعد يدها عنه بقوة وقال بنبرة حادة:-
_ أمشي من وشي يا قُسم
_ غفران أنا ...
رمقها كالمجنون وهى لا يُصدق أن حبيبته أول من إهانه بمرضه فماذا سيفعل الغرباء عندما يعلمون؟، دون أن تشعر ضغطت على جرحه بقوة تقتل ما تبقي منه من صمود، صرخ يقاطعها بقوة:-
_ غورى من وشي يا قُسم
أبتعدت "قُسم" خطوة للخلف تلقائيٍ من صرخته، لم تتحمل قسوة وأرتعبت من غضبه لتذهب من أمامه خائفة وحزينة من فعلتها، لأول مرة يشعر بالخذلان من زوجته فدلف إلى غرفة المكتب حزينًا والوجع يفتك به...
________________________
[[ أستراليا ]]
رحلت العاملة من محل الورد بعد نهاية يومها تاركة "تيا" فى المحل تشاهد حلقة مسلسلها الصيني وبعد أن أنهت الحلقة وقفت لكى تجمع كل أغراضها مُستعدة للمغادرة ، شعرت بغصة أسفل بطنها فتجاهلت الأمر وحملت الحقيبة ثم خرجت من المكتب لكنها توقفت بالمنتصف حين ركلها الطفل بقوة مرة أخر مُصاحبة بالألم أكثر وأشد لتسقط الحقيبة منها وهى تتألم وتضع يدها أسفل بطنها ومع الركلة التالية خرجت منها صرخة قوية فتمتمت بخوف:-
_ لا، أرجوك مش وقتك خالص..... اه
سقطت على ركبتيها من الألم فى الأرض وهى تتكأ على الورود التى سقطت أرضًا معها، بدأت تتألم وحدها وهى ترى دماء تسيل من بين قدميها تلوث قدميها العارتين وفستانها الأسود القصير، بدأت تلهث وحدها من الألم ولا تقوى على الذهاب إلى المستشفي وحدها لتُصدم حين ظهر هذا الرجل من العدم وحملها على ذراعيها بفزع من رؤيتها بهذه الحالة وغادر المحل بها إلى أقرب مُستشفي وهى تتألم وتكتم صرخاتها بقوة حتى وصلت إلى المستشفي وأخذوها منه إلى غرفة العلميات....
فتحت "تيا" عينيها بتعب وهى تسمع فى أذنيها صوت بكاء الطفل فنظرت نحوه ورأت هذا الشاب يقف أمام السرير الصغير يلعب مع رضيعها مُرتدي زى العمليات والبالطو الأبيض ، خرجت منها كحة خافتة ليذهب نحوها بقلق وقال:-
_ حمدالله على السلامة
نظرت إليه بتعب وقالت:-
_ أنت؟
_ دكتور جلال، دكتور أمراض النسا والتوليد، كشفتي عندى أول مرة بعد وصولك أستراليا وسألتك يومها عن جوزك قُلتى إنكِ مُطلقة، معرفش ليه من يومها وإنتِ كُنتِ فى بالي وعاجبني وفى مرة كنت بشتري ورد لواحدة زميلتي ولحسن حظي كان محلك وشوفتك هنا ومن يومها وأنا براقبك وبجي المحل كل يوم أخد ورد بس ولا مرة لاحظتى وجودي
كان يتحدث بعفوية وبسمة مُشرقة تنير وجهه ليقاطع الحديث عن قصة إعجابه بها بسؤال فضولي:-
_ ها بقى هتسمي البيبي اي؟
نظرت "تيا" إلى الطفل بعد أن جلبه "جلال" إليها لكى تلمس طفلها لأول مرة وقالت:-
_سَند ، هسميه سَند عشان يكون سَند ليا فى الدنيا دى
تبسم "جلال" بعفوية على اسمه الذي لم يسمع به كثيرًا من قبل وقال:-
_ سَند ، مبارك لك يا سَند
بدأ يردد الأذان فى أذنيه الطفل و"تيا" تراقب تصرفه حتى جاءت الممرضة له تطلبه لفحص مريضة فوضع الطفل بجوار "تيا" وقال بهمس ونبرة دافئة:-
_ مش هتأخر عليكِ ولو أحتجتي حاجة رني عليا
أعطاها البطاقة الخاصة به وغادر لتبتسم "تيا" على لطفه وغادر "جلال"
_________________________
[[ قصـــر الحـــديـــدي ]]
كانت تبكي فى غرفتها بحزن شديد على خطأها الذي أقترفته بحق "غفران" وتفكر كيف تجعله يغفر لها ما بدر منها؟ أى شيء ستفعله لن ينسيه كلماتها القاسية؟ تمتمت "قُسم" بنبرة خافتة تقول:-
_ غبية يا قُسم ، مريض.... مريض اااه
كان "غفران" بغرفة المكتب ينفث دخان سيجارته بحزن شديد وألم يمزقه من الداخل بعد تصرف "قُسم" معه حتى فتح باب المكتب وكانت "همس" التى دخلت دون أذن منه ووجهها شاحب تتحدث بفزع وهلع شديد قائلة:-
_ غفران بيه... مدام قُسم
أنتفض من مكانه مفزعه وترك السيجارة من يده وهى يركض للأعلى بخوف عليها وحين دلف إلى الغرفة رآها بين يدي "فاتن" وتصرخ بالم شديد وبنطلونها ملوث بالدماء ووجهها أحمر كحبة الفراولة ومع عينيها المنتفختين من البكاء فهرع نحوها وهى يقول:-
_ حصل أى؟
أجابته "فاتن" بذعر خائفة من حالة "قُسم" وأن تفقد جنينها الآن قائلة:-
_ معرفش، إحنا طلعنا على صوتها ولاقينها بالمنظر دا
_اااااااه يا غفران أنا بموت ااااه
تحدثت بتلعثم شديد وألم واضح فى صرخاتها ليفزع عليها أكثر ثم حملها على ذراعيه وقال:-
_ لا، بعد الشر عليكِ ، أستحملى
ركض بها للأسفل وكانت "همس" بلغت الحرس ليحضروا السيارة فصعد بها فزع وهو لا يُصدق ما يحدث معها، أنطلق السائق بهما إلى المستشفي وهو مُتشبثًا بها فقالت بألم شديد ويدها تحتضن يده بقوة وجسدها ينتفض:-
_ متزعلش منى يا غفران، انا مش عايزة أموت وأنت زعلان منى؟
مسح على رأسها بيده الأخرى وقال بعيني على وشك البكاء من الخوف:-
_ مش زعلان يا قُسم، مش زعلان يا حبيبتى بس متسبنيش ها، أستحملى وخليكِ قوية إنتِ وعدتني
دمعت عينيها بحزن أكثر وهتفت بتعب:-
_ أنا كمان وعدتك أنى مزعلكش وأكون سندك وأمانك بس أنا خذلتك
قبل جبينها بحُب وكأنه على أستعداد أن يعفو عنها ولا يفقدها أبدًا وقال بحُب:-
_ فداكِ يا قُسم، أى حاجة فى الدنيا فداكِ إلا إنكِ تسبيني، أنا ماليش غيرك
_ ااااه
تألمت بقوة لتذرف الدمعة من عينيه بخوف أكبر وقال بصراخ:-
_ بسرعة يا سليم ... أستحملتي يا قُسم عشاني أنا
_مسامحني؟
قالتها بضعف ولهجة واهنة ليؤمأ إليها بنعم وقال:-
_ مسامحكِ يا حبيبتي ، والله مسامحكِ
تبسمت بعفوية وهى تعتدل فى جلستها وقالت بحماس:-
_ رجعنا البيت يا سليم
نظر إليها بدهشة وهى تجلس أمامه سالمة وكأنها شخص أخر وذهب الألم فتبسمت بحُب وقالت:-
_ أنت حلفت يا غفران أنك مسامحني
كز على أسنانه من تمثيلها وأصطناعها المرض فمسك ملابسها الملوثة بالدم فتبسمت كالبلهاء وقالت:-
_ كاتشب
أغمض عينيه من الغيظ بسبب تصرفاتها الطفولية وهو حائرًا أيغضب أم يسعد لسلامتها ؟.....
_________________________
[[ قصــــر اللؤلؤ ]]
وقفت "نورهان" فى المرحاض تغسل أسنانها فأنحنت لصنوبر لتُصدم عندما رأت قطرات الدم فى الحوض، نظرت للمرآة لترى دماء تسيل أنفها بغزارة فوضعت يدها على أنفها تحاول السيطرة على الدماء......
يُتبــــــــــــــــــع .......
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق