القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

روايةغفران هزمه العشق الفصل الرابع والثلاثون والخامس والثلاثون والسادس والثلاثون بقلم نورا عبد العزيز

 

روايةغفران هزمه العشق الفصل الرابع والثلاثون والخامس والثلاثون والسادس والثلاثون بقلم نورا عبد العزيز




روايةغفران هزمه العشق الفصل الرابع والثلاثون والخامس والثلاثون والسادس والثلاثون بقلم نورا عبد العزيز




رواية

♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

الفصل الرابع والثــلاثــــــــون ( 34 )

___ بعنــــوان " خبــايـــا القدر" ___

 

لم يتحمل "غفران" جنونها أكثر من ذلك فترجل من السيارة تاركها وحدها مع جنانها، تأففت "قُسم" من عناده وترجلت خلفه مُناداة عليه :-

_ غفران ، أستن يا غفران مش هتجريني وراكِ فى الشارع 


توقف عن السير مُتأفف بزمجرة شديدة وبداخله بركان من الغضب، كيف لها أن تستغل حُبه وقلقه عليها بمنتهى السهولة؟، أستدار إليها فأتسعت عينيه على مصراعيها من هيئتها حيث أنها تقف أمامه ببيجامتها الحرير ذات اللون الوردي ولم ينتبه إلى ملابسها حين حملها من فزعه عليها، أسرع نحوها من الغيرة التى تنهش فى قلبه وخلع قميصه الأسود وهو يضعه على أكتافها يخفي فتانها وجسدها المُثير عن أنظار الجميع، أخفاها بين ذراعيه من الغيرة، نظرت إليه بعفوية ووجهها يبتسم بُحب فهتفت بحُب:-

_ بتحبني !! متنكرش يا غفران؟


_ بحبك يا قُسم، بحبك حتى وإنت مجنناني معاكِ ومش عارف أعمل معاكِ أي؟، أغضب منك وأزعق وأتعصب ولا أغير وأخبيكِ عن عين الكل، ولا أزعل من دبشك معايا وأهجرك ، ولا أترمي فى حضنك عشان أنسي همومي وأحس بالأمان، بقيت مش عارف أعمل معاكِ أي وأنا كل حاجة فيا محتاجة لوجودك وكل تصرف منك بيفقدني أعصابي ، قوليلي أعمل معاكِ أى يا قُسم لأني مش عارف أعمل أي؟

كان يتحدث وهو يضمها إليه تحت ضوء القمر البدري الذي ينير السماء وهدوء الفجر ونسماته الباردة، تبسمت "قُسم" بحب وقالت:-

_ أنا عارفة أنى تعباكِ يا غفران، بس أعمل بحبك ومبقدرش على تحمل زعلك ولا هجرك بعيد عني


هز رأسه بنعم مُتفهمٍ كلماتها الجميلة، أخذها من يدها إلى السيارة حتى يعود للقصر بها ...


_________________________


[[ أستراليــــــــــــــــا ]]


خرجت "تيا" من المستشفي مع طفلها الصغير وذهبت إلى المنزل الذي تسكن به، دق باب المنزل لتفتح الخادمة وكانت "نورهان" التى جاءت مُسرعة إلى أستراليا حين علمت أن ابنتها ولدت طفلها، تبسمت "تيا" بسعادة وضمت والدتها برحب مُشتاقة إليها وقالت:-

_ وحشتيني أوى يا ماما 


ضمتها "نورهان" بسعادة وشوق تتوق إليها بجنون، مسحت على رأسها بحنان وهى تقول:-

_ وإنتِ أكتر يا حبيبتي، طمنيني عنكِ ؟


_الحمد لله يا حبيبتي ، تعالي أدخلى

قالتها "تيا" وهى تدخل مع والدتها إلى المنزل، رأت "سَند" فى سرير صغير على الأريكة نائمٍ، تبسمت "نورهان" بينما تحمل حفيدها بسعادة وقالت:-

_ يالله جميل أوى ربنا يحميهولك


ضحكت "تيا" بحُب وقالت:-

_ اه يا ماما ، سَند أستحق أن أعمل كل اللى عملته


رفعت "نورهان" رأسها إلى أبنتها بعد أن وضعت الطفل فى سريره الصغير وقالت:-

_ اللى عملتيه؟!! ، قتلكَ لملك ولا سجن جوزك يا تيا، ولا كونكِ هنا هربانة لإنكِ خايفة من أن يحصل شيء غير متوقع وتظهر الحقيقة وتفضلى عايشة لوحدك العمر كله مع ابنك، دا اللى عملتيه؟


دُهشت "تيا" من حديث والدتها وجلست على الأريكة بكل برود ووضعت قدم على الأخر بفستانها الحرير صاحب الألوان الكثير لجميع درجات لون الأخضر، عقدت ذراعيها أمام صدرها بكبرياء ثم قالت:-

_  اللى عملته دا حق قلبي اللى أتكسر وأنوثتي اللى أتهانت بخيانته ليا، اللى عملته دا حق كل ليلة كان بيخدعني فيها ويروح لها يا ماما، دا حق كل لحظة وقفت قصادكِ إنتِ وغفران عشانه وفى الأخر محدش أداني مية قلم على وشي غيره 


كزت "نورهان" على شفتيها بهدوء ثم قالت بحدة صارمة:-

_ يعنى عملتيها بجد؟


تبسمت "تيا" بهدوء وقالت بثقة:-

_ أنا قتلت ... أرتاحتي كدة


تنهدت "نورهان" بغيظ من تصرف ابنتها ثم قالت:-

_ حمدالله على سلامتك يا تيا


وقفت لكي تغادر فوقفت "تيا" خلفها بتعجب وقالت بأستغراب:-

_ رايحة فين؟


_ ماشية

قالتها "نورهان" بينما تسير نحو الباب وتراجعت عن الحديث معها عن مرض أخيها، سألت "تيا" بدهشة:-

_ على فين؟ إنتِ لحقتي تيجي؟


_ اه، لحقت... كنت جاية أطمن على ولادتك وأديكي أهو قصادى كويسة جدًا ومبقاش يتخاف عليكِ يا تيا، المفروض الواحد يخاف منك وإنتِ بتأخدي حقك بالذراع


غادرت المنزل بهدوء وكأنها كانت فى قرية قرب منزلها وليس قارة غير القارة......


________________________


[[ قصـــــــــــــــر الحديـــــدي ]]


كانت "قُسم" جالسة على فراشها تنظر فى الهاتف تتجول بمواقع التواصل الاجتماعي حتى فتح باب الغرفة بسرعة ودلفت "همس" تقول:-

_ مدام قُسم، نالا فاقت 


تبسمت "قُسم" بحماس وخرجت من الغرفة معها بسعادة إلى الغرفة المجاورة لترى الممرضة تقف بجوار "نالا" وتتفحص مؤشراتها الحيوية فتبسمت الطفلة بسعادة حين رأت "قُسم" وقالت:-

_ قُسم


ضحكت"قُسم" بحب شديد وذهبت نحوها لكى تجلس بجوارها وقالت بدلال:-

_ يا روحي ، حمدالله على سلامتكِ


_ بابي فين؟

سألتها "نالا" بسعادة رغم تعبها مُشتاقة إلى والدها القاسي فتبسمت "قُسم" بحرج خائفة من رد فعل "غفران" الذي يرفض الطفلة ووجودها كليًا وقالت:-

_ فى الشغل، هتصل بيه يجيلكِ


فحصتها الممرضة جيدًا ثم قالت:-

_ الحمد لله هى كويسة جدًا ممكن بس تتعب شوية فى الحركة فى البداية


أومأت "قُسم" إليها بنعم لتغادر الممرضة الغرفة فحملت "قُسم" الطفلة بسعادة وقالت بحنان:-

_ كدة تخوفينا عليكِ يا صغننة، بس ولا يهمك المهم إنكِ بقيتِ كويسة 


ضحكت "نالا" ببراءة طفولية وقالت:-

_ معلش يا قُسم مكنش قصدي


ضحكت "قُسم" بحُب وقالت :-

_ حبيبتي ولا يهمك، همس


أقتربت "همس" منها حتى تسمع أوامرها فقالت "قُسم" بجدية:-

_ خلى حد من الخدم يجي يساعدك عشان تحموا نالا وبراحة عليها لحد ما أعمل أتصل وأجيلكِ... أتفقنا


هزت "نالا" رأسها بنعم لتحملها "همس" إلى المرحاض وجاءت خادمة أخرى تختار الملابس لأجل أميرة القصر المُدللة، خرجت "قُسم" من الغرفة وأتصلت بـ "غفران" ولم يُجيب عليها فتنهدت بهدوء ثم أتصلت بأخاها "قاسم" ليُجيب عليها فقالت بعفوية:-

_ عامل أى يا قاسم؟


_ الحمد لله إنتِ عاملة أي؟

قالها برحب شديد فأجابته عبر الهاتف قائلة:-

_ والله يا واطي دا بدلا ما تيجي تسأل عليا وتشوفني، مش عارف إني حامل والحركة غلط عليا، ها يا حيوان


ضحك "قاسم" بسعادة وقال بتهرب من واجبه:-

_ ما إنتِ ساكنة بعيدة عننا ومفيش مواصلات عندك


رفعت حاجبها من جوابه وقالت بخبث:-

_ دى حجتك يعنى؟ طب يا سيدي أبعتلك عربية لحد عندك تجيبك وتروحك بس على الأقل حسسني أن ليا أخ، كان الله فى عون ماما ست كبيرة وتعبانة وبابا مريض بس الراجل بتاعي بقي حجته أى


ضحك بلطف وقال:-

_ خلاص يا ستى أبعتي العربية وأنا أجيلك ولو عايزاني أقعد معاكِ يومين ثلاثة مفيش مشكلة، معاكِ لحد ما تقرفي مني


أومأت إليه بنعم ثم قالت بمكر:-

_ خلاص بكرة أبعتلك صابر بالعربية يأخدك 


أومأ إليها بنعم، أغلقت الهاتف معه ثم تمتمت بضيق شديد وهى تتكأ بالهاتف على ذقنها:-

_ هو قاسم اللى هيقولى مخبيين عليا أى؟ والله بقاله فايدة الواد دا


خرجت "همس" حاملة الطفلة الصغيرة على ذراعيها لترى "قُسم" تجلس على السرير وبجوارها الخادمة التى أختارت بيجامة أطفالي عبارة عن شورت قصير وتي شيرت أبيض، تبسمت "قُسم" وقالت بلطف:-

_ أي الحلاوة دى كلها؟ ، هاتي أنا هلبسها


أخذت الملابس وجلست "نالا" أمامها وخلفها "همس" لتتكأ عليها بجسدها الهزيل تساندها، بدأت "قُسم" تساعد الطفلة فى أرتداء الملابس حتى جاءت خادمة أخرى من الخارج وقالت بطريقة رسمية أكثر أحترامًا :-

_ مسيو غفران وصل


تبسمت "قُسم" بلطف تخفي قلقها من رد فعل زوجها حين يعلم بيقظة طفلته، قالت بخفوت:-

_ كملى يا همس، هروح أشوف بابي وأجي


أومأت "نالا" إليها بنعم لتغادر "قُسم" المكان، كادت أن تنزل على الدرج لترى "غفران" يصعد فوقفت أمام الدرج وقالت:-

_ حمدالله على السلامة


وقف أمامها ببسمة يترك قبلة على وجنتها بحُب وقال:-

_ وحشتيني


_ أنت أكتر يا روحي

قالتها "قُسم بلطف فمر "غفران" من جوارها لكي يصل إلى غرفتها فقالت:-

_ غفران


ألتف إليها بهدوء مُنهكٍ من التعب فقالت بهدوء:-

_ نالا فاقت


لم يُجيب عليها وأستدار لكي يذهب إلى غرفتها فاستوقفته "قُسم" حين قالت:-

_ غفران أرجوك أدخلها، هى تعبانة جدًا ومش قادرة تقف على رجلها وبتسأل عليك


_ قُسم، إحنا نهينا الكلام فى الموضوع دا، أنا سايبها هنا عشان خاطركِ إنتِ وعشان رغبتكِ 

قالها بضيق لتقترب "قُسم" منه ومسكت يده تُديره إليها حتى تقابلت عيونهما معًا وحدقت به بحزن وقالت:-

_ غفران عشان خاطري لو فعلًا ليا غلاوة عندك أجبر بخاطر البنت دى، البنت دى مالهاش فى الدنيا غيرك أنت، أبوها ... أي أن كان جُرم أمها فهى ماتت ومتعرفش البنت غيرك فى الحياة دى كلها ومقالتش كلمة بابا غير لكَ أنت وبس، أرجوك يا غفران، أنت مشوفتهاش أول ما فاقت وسألت عنك حتى مسألتش عن أمها


رفعت يدها إلى وجنته تداعب لحيته بلطف ناعم وقالت:-

_ وحياة غلاوتي عنك، أدخلها حتى لو دقيقة واحدة يا غفران وأجبر بخاطرها عشان ربنا يجبر بخاطرنا بأبننا 


تأفف بضيق شديد وهو غاضبًا من تصرف "قُسم" وعنادها، سحبته من يده إلى غرفة "نالا" ونكزته بقوة فى ذراعه قائلة:-

_ أبتسم حتى بسمة خفيفة يا غفران 


_ هلف وأرجع 

قالها بتهديد من إجباره على الابتسام، تمتمت "قُسم" بضيق من غروره:-

_ أنا عارفة أنى مش هأخد منك حق ولا بطل 


فتحت "قُسم" باب الغرفة وهى تدخل وتسحبه خلفها بالإكراه، تبسمت "نالا" بسعادة فور رؤيته وقالت بلهفة:-

_ بابي


وقفت من الفراش من سعادتها بلقاء والدها لتسقط عن الفراش بسبب عجزها عن السير فركض "غفران" بتلقائية خائفٍ عليها ليحملها على ذراعيه فضحكت "قُسم" على رد فعله الذي صدر منه حين تعرضت طفلته إلى التعثر، تبسمت "نالا" بسعادة وهى بين ذراعي والدها وتداعب وجهه بيديها الصغيرتين ووضعت قبلة على وجهه بحُب وقالت:-

_ وحشتني يا بابي


تبسم رغمًا عنه وهو يشعر بدفء جسد صغيرته وتسارعت نبضات قلبه وقد هزمه مرة أخر العشق الكامن بداخله لطفلته، لطالما كأن العشق هو خصمه الأقوى الذي يهزمه سوى من حبيبته "قُسم" أو طفلته "نالا" ، وضع "نالا" فى الفراش بلطف ووجهه الطفلة الملاكي ضبابي فى عينيها لكن بسمتها البريئة وصلت لقلبه من نبرتها الناعمة حين قالت بسعادة:-

_ أنا خفيت يا بابي، صح؟ مش هروح المستشفي تاني؟


أومأ إليها بنعم ثم قال بخفوت:-

_ اه يا نالا


أقتربت "قُسم" منهما وقالت بحُب:-

_ نتعشي سوا بقى


رفع "غفران" نظره إلى "قُسم" مُنذ قليل ورطته فى الدخول والآن عشاء ، كز على أسنانه وقبل أن يعترض مسكت "نالا" يده بسعادة وقالت:-

_ أنا هأكل مع بابي 


هز "غفران" رأسه بنعم ثم قال بهدوء:-

_ أنا هروح أغير هدومي


غادر الغرفة فغادرت "قُسم" خلفه، رأته يدخل الغرفة بهدوء وقد تخلى عن القليل من غضبه، وصل لغرفة الملابس وبدأ يبدل ملابسه فى صمت لتقول:-

_ تحب أتعشي معاها لوحدنا ؟ مش عايزة أضغط عليك أوى؟


_ لا مفيش مشكلة يا قُسم

قالها بهدوء لتبتسم بحُب على قلبه الذي يعشق رغم كل شيء، خرج من غرفة الملابس عندما سمع صوت ضحكتها مُتعجبًا لتقول :-

_ أى؟


_ الضحكة دى ليه؟

قالها بهدوء لتبتسم "قُسم" أكثر بطريقة عفوية وطفولية تليق بشقاوتها ثم قالت :-

_ على غرورك المزيف، أنت أصلا بتتلكك عشان تقعد معنا


أقترب "غفران" منها أكثر حتى وصل إليها ليضمها بيديه التى تحيط خصرها بمشاكسة فقالت بلطف:-

_ أى؟


همس فى أذنها ويده الأخري تضع خصلات شعرها خلف أذنه بإعجاب، قائلًا:-

_ اه بتلكك عشان عاشقك يا قُسم


ضحكت "قُسم" بعفويةوهى تتمايل على صدره بخفة وليونة ثم قالت بحُب:-

_ أعتبر دا أعتراف واضح أن حُبي أكبر من غرورك 


لم يُجيبها بالحديث، فكان جوابها بقبلة ناعمة على شفتيها الكرزية لتغمض عينيها بأستسلام لهذا العشق الذي أذاب قلبها وجعل القشعريرة تسيطر على جسدها، تبسم "غفران" بلطف وقال:-

_ إنتِ أكبر من كل حاجة عندي يا قُسم، مهزمنيش غير عشقكِ 


رفعت جسدها على أطراف أصابعها ويديها تحيط بعنقه لتعانقه بقوة فأعتصر جسدها بين ذراعيه بقوة وكأنه يحاول أن يخترق ضلوعه بجسدها الصغيرة حتى شعر بدقات قلبها الدافئ بصدره القوي.....


_______________________ 


[[ أستراليـــــــا ]]


خرجت "تيا" من المرحاض وهى تجفف شعرها بالمنشفة المبللة لتُصدم عندما وجدت سرير طفلها "سَند" فارغ وقد أختفى طفلها، فزعت بهلع وهى تلقي المنشفة على الأرض وخرجت تنادى على خادمتها "إيفا" بفزع بلهجتها الإنجليزى:-

_ إيفا... إيفا ... ، إيفا


لم تجد الخادمة فى المنزل كاملًا وهكذا طفلها الرضيع، رن هاتفها بالأعلى لتصعد من جديد للأعلى وكان رقم مجهول من مصر فأجابت بتوتر قائلة:-

_ ألو 


_ عاش من سمع صوتك الجميل يا تيا هانم

قالها المتصل بمكر مما جعل قلبها يتنفض فزعًا وقالت بتلعثم:-

_ محمود


_ محمود!! أحسنتي والله يا بنت القصور، محمود صاحب أنس 

قالها "محمود" بجدية صارمة لتقول بضيق وهى الآن لا تفكر سوى بطفلها:-

_ عايز أي؟ أنا مش فاضية لك؟


ضحك بسخرية قائلًا:-

_ ههههه معقول مش فاضية تتطمني على سَند ابنك... تؤتؤ قصدي ابن أنس الله يرحمه


أتسعت عيني "تيا" على مصراعيها وأبتلعت لعابها بخوف ثم قالت مُتلعثمة:-

_ سَند!!


_ اه سَند اللى قتلتي أبوه وهربتي

قالها "محمود" بحدة صارمة ونبرة خشنة حاقدًا عليها بسبب ما فعلته بصديقه:-

_ أنت بتقول أى؟ أنت مجنون؟


_ فعلَا مجنون لدرجة اللى تخليني أجيبك من أستراليا لحد عندى راكعة دا لو عايزة تشوفي سَند مرة تانية

قالها بتهديد واضح دون أن يخشي عائلتها أو مكرها الشيطاني، صرخت "تيا" بانفعال وهى على وشك أن تفقد عقلها:-

_ أنت بتستهبل، واللي وصلك أخبارى أنا وابنى أنا همحيه من على وش الأرض


ضحك بطريقة أستفزازية وقال:-

_ ههههه جبروت، إنتِ جبروت يا تيا بس حظك الأسود وقعك فى واحد من بولاق زي ، واحد صاحب صاحبه ومستحيل يسيب اللى قتله هو مراته ، واحد من بولاق بعت لك جلال يراقبك لحد ما تولدي ويخطف أبن صاحب عمره ويرجعه بلده ودا أول حق من حقوق أنس 


أتسعت عينيها وهى لا تُصدق أنها وقعت فى فخ "جلال" الذي صنعه لها بغباء، أنتفضت بفزع حين سمعت اسم "جلال" والآن أختفاء ابنها لتستوعب المأزق الذي وقعت به وهدأت من روعتها بخوف ثم قالت:-

_ سَند عندك؟


_ إنتِ رأيك أى؟


_ وأى اللى يضمن ليا أن كلامك صح؟

قالتها بخوف شديد، ليُجيب عليها بذكاء:-

_ هههههه كلها ساعات ويوصل مصر وأبعتلك صورته تأكد لك كلامي، لو عايزاه بقي من رأي تلحقي أول طيارة نازلة على مصر وتيجي تنوريني 


أنتفضت "تيا" بذعر من إختطاف طفلها الذي لم يكمل أسبوعين من العمر، رضيعًا لا يُدرك شيء عن الحياة ولم يفتح عينيه على الحياة بعد، أنهي أتصاله بكلمة واحدة :-

_ مستنيكِ 


ألقت الهاتف على الفراش بذعر وبدأت ترتجف بخوف وتنظر حولها بحيرة لا تعرف شيء عن القادم وماذا تفعل؟ وهل حقًا سيعاقبها القدر على جريمتها الآن؟ .......


_______________________ 


[[  قصـــــــــــــــر الحـــــديــــدي ]]


كانت "قُسم" جالسة على الأريكة حتى فُتح باب القصر ودلف "قاسم" الذي يتحدث بعفوية:-

_ الله الله، هو دا العز، ناس عيشتها أرتاحت وناس لسه بتخسر فى الماتشات


ضحكت "قُسم" على أخيها بعفوية ووقفت لتضمه بسعادة فعانقها بحُب، أتاهما صوت "غفران" من الخلف يقول بحزم:-

_ لو حد تاني أتجرأ يلمس أيدها كنت أقطع أيده


ألتف "قاسم" بعفوية ضاحكٍ على غيرة "غفران" عليها وهو أخاها، تبسمت "قُسم" وقالت:-

_ تعال يا قاسم


دلف "غفران" إلى غرفة المكتب وجلس "قاسم" بجوار أخته وبدأت الترحيبات بينهما فسألت "قُسم" بخبث:-

_ وماما عاملة أي؟ أخر مرة كلمتها كانت تعبانة؟


_لا، الحمد لله كويسة هى بس ضغوطات الحياة


نظرت "قُسم" إليه بشك من أمره وقالت بتساءل:-

_ وأى الجديد فى ضغوطات الحياة، الناس كلها مشاكل والحياة صعبة على الكل المهم أنكم كويسين


أجابها وهو يتناول الفاكهة بدون وعي:-

_ أوى كلها ضغوطات بس مش الكل مديونة وهيطرد من بيته وإنذارات البنك و.....


ضم شفتيه بصدمة من لسانه الذي تفوه بكل شيء بغباء، أتسعت عيني "قُسم" على مصراعيها وسحبت من الطعام بغضب وهىلا تفهم شيء وقالت:-

_ أى؟ أنت قلت أى؟


وقف لكي يغادر المكان بسرعة قبل أن يقتله والده لتقول:-

_ أستن هنا؟ فهمني إنذارات أى وطرد أى؟ 


لم يجيب ونظر بجانبه مُتحاشيٍ النظر إليها فسحبت رأسه بقوة إليها حتى ينظر نحوها وقالت بانفعال صارخة به:-

_ رد عليا وإياك تخبي عني حاجة يا قاسم فاهم ؟


أبتلع لعابه بقوة خائفة ثم أخبرها بحقيقة الأقساط المُتأخرة على والدها وإنذار الطرد من الشقة، لتدمع عينيها من المشقة التى يتحملها والدها ويخفيها عنها فقالت بضيق:-

_ أستن أنا هغير هدومي وأجي معاك


ألتف لكي تصعد للأعلي باكية على حال والديها التى قصرت فى صلتهم بسبب زواجها، توقفت على الدرج بدهشة حين ناداها "غفران" الذي سمع كل شيءخلسًا:-

_ قُسم


ألتفت إليه وقبل أن يتحدث فُتح الباب ودلفت "تيا" إلى القصر باكية بأنهيار وترتجف مُناداة على "غفران" بتلعثم من شهقاتها وبكاءها:-

_ غفران، ألحقني يا غفران


سمع صوتها ليميز أنها أخته، عادت من الخارج بهذه الحال فحملق بها بذعر وقدومها إليه بهذه الحالة، خائفة وباكية تعني أنها فى مأزق ، بل كارثة حلت بها، قالت بخوف ويديها تمسك بيديه بفزع وتبكي:-

_ سَند أتخطف مني يا غفران، أبني أتخطف منى؟ أرجوك رجعولها بأى ثمن


غادر "قاسم" وحده مع السائق وجلست "تيا" مع "غفران" و"قُسم" لتخبره بهدوء:-

_ صاحب أنس أسمه محمود اتصل بيا وقالى أنه خطف ابني


سألها "غفران" بجدية وهو لا يفهم لما حدث ذلك:-

_ وصاحب أنس هيخطف أبنك ليه؟


صمتت ولم تُجيب ليكرر سؤاله بعد أن ترجم صمتها أنها فعلت شيء كارثي بدون أخباره:-

_ خطف ابنك ليه يا تيا؟ عملتى أي إنتِ وأمك من ورايا وجاية تبكي ليا دلوقت؟


أبتلعت لعابها بخوف من أخيها فإذا علم بجُرم لكن يقف مكتوف اليدين أمامها، بل سيقتلها حتمًا من جبروته وهى تسلب روح ببرود، هز رأسه بهدوء ثم قال :-

_ قومي روحي لأمك تساعدك ما دام مش هتصرحيني ، أطلعي برا يا تيا


وقف لكي يغادر تاركًا أخته فى مشكلتها و"قُسم" مُندهشة من بروده وجبروته على أخته التى تبكي بفزع من أختطاف طفلها الرضيع وحين لجأت إليه تخلى عنها بكل برود، أغمضت "تيا" عينيها بخوف منه لكن خوفها على طفلها كان مستحوذًا عليها فقالت بخوف:-

_ قتلت 


أتسعت عيني "قُسم" على مصراعيها بصدمة، ألتف "غفران" إليها بصدمة قاتلة ألجمته وهو لا يُصدق أن أخته التى دللها طيلة عمرها وهى بجوارها تحولت لشيطانية تقتل، تمتم بفزع مُتلعثمٍ:-

_ عملتي أى؟


وقفت بخوف وهى تمسك يده بترجي وقالت باكية:-

_ غفران رجع ليا ابني أرجوك، محدش هيقدر يرجعوا غيرك حتى ماما مش هتعرف


لم تتوقع أبدًا رد فعله حين صفعها بقوة على وجهها حتى سقطت على الأرض من قوة لطمته إليها، أنتفضت "قُسم" أكثر من جلستها من غضبه البركاني الناري ولأول مرة ترى تحول زوجها الذي صرخ كالمجنون الآن:-

_ جبروت، علمتهولك أمك، اتحولتي لوحش وشيطان بسببها، وجاية تبكي دلوقت وتتطلبي مساعدتي، مطلبتيش مساعدتي ليه قبل ما تعملى اللى عملتيه ها......


أقترب ليضربها مرة أخرى فأوقفته "قُسم" وهى تقول:-

_ غفران


دفعها بقوة بعيدًا وهى فى صدمة من تصرف أخته والآن السجن ينتظرها وطفلها ضائعًا، صرخت "قُسم" بألم حين أرتطمت بالطاولة من قوة دفعته النابعة من الغضب الذي يحرقه فنظر نحو "قُسم" ليُصدم عندما رآها تمسك بطنها بألم وتتألم بصراخ باكية والدماء سالت من بين قدميها وحين رأت الدماء وشعرت هذه المرة بأنها فقدت هذا الجنين حقًا لتسقط فاقدة للوعي على الأرض ............


يُتبــــــــــــــــــع .......



رواية

♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

الفصل الخامس والثــلاثــــــــون ( 35 )

___ بعنــــوان " طــــــــــــــــلاق " ___


كان يقف "غفران" بالخارج مع "جميل" وزوجته بعد أن جاءوا إلى المستشفى فور تلقى خبر مرض ابنتهما، وقف "قاسم" خائفًا على أخته التى تركها من قليل بخير ، خرج الطبيب من الغرفة فسأله "غفران" بذعر:-

_ طمني يا دكتور، قُسم عاملة أى؟


أقترب والدها ووالدتها من الطبيب بقلق يضرب قلوبهما على ابنتهما، تنهد الطبيب بهدوء وقال بنبرة خافتة بحزن:-

_ هى بخير الحمد لله والعملية نجحت وشلينا الورم من الرحم لكن الجنين للأسف نزل من قبل ما تيجي


تنهد "غفران" بهدوء من حديث الطبيب والآن زوجته ستحزن كثير ليقاطع صمته سؤال والدها بقلق:-

_ يعنى الخبطة كانت شديدة عليها مش كدة


نظر "غفران" إليه وهو يفهم أن والدها يلمح أنه سبب قتل الجنين من عنفه على طفلته فتحدث الطبيب بجدية مُجيب:-

_ مش الخبطة اللى كانت خطيرة بقدر مرضها والورم اللى كان بيكبر جواها، حضرتك ممكن تلقي نظر على الورم قبل ما يروح مركز التحاليل عشان نحلل العينة، مدام قُسم كانت محتاجة للجراحة دى عشان صحتها وحياتها وعنادها اللى كان مانعها من دا وأنا كلمت مسيو غفران فى الموضوع دا


_ يعنى بنتي بخير

قالتها " صفية" بقلق ليُجيب الطبيب بنبرة دافئة مُطمئنة يقول:-

_ أكيد ودلوقت تقدر تحمل من جديد ومن غير أى خطر على الطفل ولا على الرحم 


تبسمت "صفية" بعفوية وسعادة تغمرها من سلامة ابنتها، دخلوا إلى الغرفة لكي يطمئنوا على "قُسم" التى كانت تبكي بأنهيار وتضع يدها على بطنها بحزن يُخيم على ملامحها وقلبها من خسارة طفلها ، رمقها "غفران" بقلق من حزنها على فقد الطفل فقال بهدوء:-

_ حمد الله على سلامتك يا قُسم، خضتني عليكِ


لم تُجيب عليه من أنهيارها، أقتربت "صفية" منها بهدوء وقالت:-

_ حمدالله على سلامتك يا حبيبتي، الحمد لله الدكتور طمننا عليكِ وعلى صحتك


أقترب "غفران" بلطف منها ووضع يده على رأسها بحُب وقال:-

_ أهدئي يا قُسم 


سحبت رأسها بعيدًا عن يده وقالت بعناد وانفعال:-

_ أطلع برا... بابا خليه يطلع برا مش طايقة أشوفه


أتسعت عيني "غفران" على مصراعيها من كرهها وحقدها له فى حين أنه كان سيموت قلقًا عليها ، نظر "جميل" له بدهشة من غضب "قُسم" منه وقال:-

_ أستن برا يا غفران بعد أذنك


نظر إليها بضيق من تصرفها وطردها له أمام أهلها فقال بهدوء:-

_ لا، أنا مش هخرج وأسيب مراتي


_ مراتك اللى قتلت أبنها مش كدة

قالتها بانفعال وضيق وهى تعتدل فى الجلوس على السرير ، حدق بها بغضب وقال بهدوء يكبح غضبه:-

_ لا، مراتي اللى كنت هموت من القلق عليها ومقتلتش أبننا 


_ قتلته ببرود لأنه مكنش همك ولا فارق معاك، أنت معندكش عزيز ولا غالي، أمشي يا غفران أطلع برا لأني مش طايقاك وبكرهك

قالتها بعنادٍ وتحدٍ إليه، تنهدت بضيق أكثر وتابعت بكره أكثر:-

_ ومستحيل أعيش معاك، أمشي يا غفران 


_يا قُسم إنتِ كدة بتقفليها معايا 

تحاشت النظر إليه بغضب يكمن بباطنها وحقد يأكل قلبها من أفكار عقلها الخبيثة فإنه السبب فى خسارة طفلها، قالت بتحدٍ وعنادٍ:-

_هى اتقفلت من بدري يا غفران، من ساعة ما قتلت ابني.. أنت من البداية مكنتش عايزاه وعايز تخلص منه 

تحدث بنبرة جادة صارمة قائلًا:-

_ لأني مؤمن بقضاء ربنا، مبعاندش القدر زيك واعترض على أمر ربنا، الحمل من لحظة وجوده وهو محكوم عليه ميكملش، ربنا أديهولك وأداكِ معاه المرض وأكتر من دكتور قالكِ أنه مش هيكمل وإنتِ عاندتي ونشفتي رأسك معارضة كل الدكاترة وقضاء ربنا وجاية دلوقت تقولى أني السبب، تفتكرى لو حملك كان سليم زى أى ست زقة زى دى هتنزله، متعلقيش نزول الجنين عليا يا قُسم لأن دا قدره ومكتوب له بس إنتِ كنتي قليلة الإيمان بعوض ربنا وأن ربنا كريم وهيعوضنا بغيره لما تعالجي مرضك، أنا همشي يا قُسم ونصيحة منى قربي من ربنا وقوي إيمانكِ ودينكِ لعل دا يريح قلبكِ ويطمنكِ... لكن أوعي تقولي أنى قتلت ابني لأن دى جريمة أنا مش هقبل بها 

كانت تبكي بأنهيار شديدة مع كلماته عن مرضها وموت جنينها الصغير، وصل لباب الغرفة كى يغادر فاستوقفته بصوتها المبحوح ولهجتها الواهنة تقول:-

_طلقني يا غفران 

ألتف إليها مُندهشٍ من طلبها وحدق بها، صُدمت والدتها مثله وأكثر وقالت بدهشة:-

_قُسم إنتِ بتقولى اي؟؟، أهدئي لأن مش كل واحدة بتسقط بتخرب بيتها 

_طلقني 

قالتها بعناد أكثر وعينيها يتطاير منها الغضب والكره؛ لتُصدم عندما سمعته يقوله بهدوء أكثر برودًا:-

_إنتِ طالق يا قُسم 

غادر الغرفة فى هدوء تاركها خلفه مُصدومة هى ووالدتها لتجهش فى البكاء بأنهيار جنوني من إنفصاله عنها وتحققه لرغبتها......


___________________________ 


[[  قصـــــــر اللـــؤلـــؤ ]]


جلست "نورهان" فى مكانها تنظر إلى ابنتها التى تبكي بخوف وجسدها مُنهك من السفر وولادتها القريبة، تنهدت "نورهان" بهدوء تقول:-

_ كفاية عياط، دى أخر اللى يتصرف من دماغه 


صرخت "تيا" بانفعال جنوني بها قائلة:-

_ هو أنا كل ما أروح لحد يقولى مجتليش ليه؟ وتقلبوا فى القديم ، وابني مش فارق مع حد منكم ليه؟


أقتربت "نورهان" منها بهدوء حتى وقفت أمام مقعدها ومسكت فك وجهها بأناملها لترفع رأسها للأعلى حتى تتقابل عيونهما وقالت :-

_ أهدئي يا تيا، ابنك هيرجع لكن صدقيني اللى عملتيه دا ثمنه غالي سواء منى أو من الزمن لأنك متفهمش حاجة وأتصرفتي بغباوة قلب واحدة غيرانة ، غيرتك دى مش هتحرق حد غيرك يا حبيبتي 


نظرت إلى "رزان " بهدوء شديد ثم قالت بجدية:-

_ اتحركِ يا رزان وأعرفيلي اللى اسمه محمود دا فين ولا أى معلومة عنه


أومأت "رزان" لها بنعم ثم قالت بحزم:-

_ حاضر تحت أمرك يا دكتورة ساعتين وأجبلك الفايدة


هزت "نورهان" رأسها بنعم وحملقت بابنتها ثم قالت بهدوء:-

_ أطلعي أرتاحي وغيري هدومك دى وكله هيبقي تمام 


هزت "تيا" رأسها بالنفي رافضة حديثها ثم قالت:-

_ لا ، أرتاح أي وابني بعيد عني ، أنا مش جبروت زيك 


رمقتها "نورهان" بدهشة مُتسعة العينين مُصدومة من جراءة أبنتها ثم قالت بتلعثم:-

_ زي أنا


_ أه زيك، عمرك كله ما أخدتينا فى حضنك ولا طبطبتي عليا وطول الوقت بعيدة عننا ومتعرفيش حاجة عن الأم ولا حنانها ولا أى تعامل ولادها، أنا مش زيك يا دكتورة وقلبي مش هيقوى على أبني ولا أنا هقويه عليه

قالتها بتحدٍ غاضبة من معاملة والدتها لها طيلة عمرها ، كزت "نورهان" على أسنانها بضيق حتى سمعت ابنتها صريرها وقالت بحدة:-

_ أمشي من وشي يا تيا، أمشي 


غادرت ابنتها من أمامها لتجلس "نورهان" على الأريكة بتعب حزينة من حديث ابنتها فتأففت بضيق لتري قطرة من الدماء لوثت بنطلونها فحدقت بها بدهشة ثم رفعت يدها إلى أنفها ووجدت الدماء تسيل منها فرفعت رأسها للأعلى بقلق تحاول السيطرة على نزيفها ، وضعت مناديل على أنفها ولم تعري اهتمام لمرضها وكل ما يشغل بالها حفيدها الرضيع الذي خُطف من ابنتها، أخرجت هاتفها وهى تكتم دماءها بأناملها يدها الأخرى، أتاها صوت "رزان" تقول:-

_ أنا على باب الكمبوند أهو 


_ لفي مكان ما جيتي يا رزان، خلي رجالتك تعرف ليا مكان محمود صاحب أنس والأهم تعرفي مكان مراته وعياله 

قالتها بحدة صارمة جدًا لتقول "رزان" مُتعجبة صرامة رئيستها:-

_ حصل حاجة منه؟!


_ خطف حفيدي والزمن دا علمني أن العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم ، وعياله مش أهم من حفيدي بالعكس عياله ولا يساوا حاجة قصاد حفيد عائلة الحديدي

قالتها "نورهان" بقوة ولهجة غليظة تحمل بين طياتها أشمئزاز قوي من "محمود" ، أجابت "رزان" بنبرة هادئة:-

_ تحب أمرك، لكن أنا عندي خبر لحضرتك مش لطيف خالص


سألت "نورهان" بقلق من مقدمة "رزان" وهى تترك المنديل المبلل من دماءها وتستبدله بغيره قائلة:-

_ خير يا رزان على الصبح قلقتيني ؟؟


تنحنحت "رزان" بهدوء قبل أن تبدأ الحديث خائفة من "نورهان" التى على وشك أن تقلب العالم رأسًا على عقبًا بسبب حفيدها المفقود وهى الآن تحمل لها خسارة حفيدها الأخر فقالت بنبرة هادئة:-

_ مدام قُسم خرجت من المستشفي من ساعة على بيت أهلها وللأسف خسرت الجنين 


أتسعت عيني "نورهان" من هول الصدمة وقالت بتلعثم شديد:-

_ سقطت!! طب غفران فين؟ 


أجابتها "رزان" بنبرة جادة تقول:-

_ طلع من المستشفي على الشركة 


شعرت "نورهان" بغصة فى قلبها من القلق على ابنها وخصوصًا بعد علمها بمرضه النادر أصبح قلقها عليه يزيد، لم يكفى خبر جراحته التى ينتظر الأطباء موافقته لأجراءها أو خطرها عليه ليزداد الأمر الآن ببلاء جديد يزيد من قلبه حزنٍ لتقول "نورهان" بنبرة هادئة:-

_ ماشي ، أخلص بس من موضوع سِند دا ونشوف غفران، خلصيلي يا رزان موضوع سِند دا النهار دا 


أومأت إليه بنعم ثم قالت:-

_ حاضر 


أغلقت "نورهان" الهاتف وعادت بظهرها للخلف تسترخي وبدأ النزيف يتوقف شيئًا فى شيء وعقلها شاردًا فى حياتها التعيسة والمصائب التى تزداد عليها وشعور أنها السبب فى إصابة ابنها بالعمي كفيل أن يفتت قلبها كأم، والآن علمت بسبب كرهه الشديد لها وانفصاله عنها مدى الحياةلتدمع عينيها بحزن فأغمضتهما مشئمزة من قدرها التى جعل منها ضعيفة والآن تتساقط الدموع من عينيها .....


______________________


دقت "صفية" على باب الغرفة بلطف قبل أن تدخل وولجت باحثة بعينيها على طفلتها الحزينة فوجدت "قُسم" نائمة فى فراشها كالجنين داخل بطن أمه فأقتربت منها لترى "قُسم" تجفف دموعها بلطف قبل أن تراها والدتها فتنهدت "صفية" بحزن وجلست على حافة الفراش خلف ابنتها وربتت على كتفها بلطف ثم قالت بهمس:-

_ كفاياك بكي يا قُسم وربنا هيعوضك خير 


جهشت فى البكاء أكثر وأكثر مع ربت والدتها عليها بحنان لتتابع "صفية" الحديث وقالت:-

_ وبعدهالك يا قُسم ، أحمدى ربنا على اللى حصل ... ولا الحزن دا كله على غفران


أغمضت "قُسم" عينيها بقوة تعتصرهما من الوجع فدهشت والدتها من أنتفاضة جسدها كأنها تقاوم جسدها النحيلة فى صراع الألم لتقول :-

_ دا بحق بقي ، غفران سبب حزنك، سبحان الله يا بنتى مش إنتِ اللى طلبتي الطلاق منه قصادنا كلنا وركبتي دماغك


جلست "قُسم" على الفراش أمام والدتها بانفعال لترى "صفية" وجه ابنتها المنتفخ بسبب البكاء وأحمر كالجمر المُلتهب فتحدثت باستغراب:-

_ ولما إنتِ ميتة من البكاء عليه سبيته ليه ؟


_ عشان قتل ابنى 


تبسمت والدتها بلطف وقالت هامسة بعيني حزينتين:-

_ متضحكيش على نفسك يا قُسم ، غفران مجرد سبب لكن ابنك من ما ساعة ما اتخلق جواكِ وهو مكتوب له ينزل وإنتِ عارفة دا من الأول، صحتك وجسمك ميستحملوش دا ورحمك مكنش قادر يشيل العيل دا ليه مُصرة تشيلي غفران الذنب 


حدقت "قُسم" بعيني والدتها بأنهيار وعيني باكية حمراء ثم قالت بزمجرة تكز على أسنانها بشدة:-

_ هو زقني وهو قاصد دا، لأنه حاول قبلها ينزلوا ومعرفش ، هو كان قاصد يخلص منه


خرجت "قُسم" من الغرفة تاركة والدتها فى جدالها ووصلت بقدميها إلى المرحاض لتجهش فى البكاء بأنهيار شديد وهى تتكأ بيدها على حوض الماء وتعتصر ضلوعها مع أعتصارها لشفتيها تكتم شهقاتها وأنين البكاء يمزق القلب......


________________________ 


[[ شركــة الحديـــدي ]]


صرخ "غفران" فى وجه المدراء بانفعال جديد أرعب الجميع من مقاعدهم فحدق "عُمر" بوجهه مصدومٍ من شدة انفعاله ليترك "غفران" طاولة الاجتماعات فأشار "عُمر" للجميع بالأنصراف من المكتب ثم أستدار إلى رئيسه  الذى وصل إلى المكتب ليجلس عليه، تحدث "عُمر" بنبرة خافتة:-

_ أطلب لك قهوة 


تنهد "غفران" بأختناق وهو يفك رابطة عنقه من الخنق وأنفاسه عالية ليشعر "عُمر" بالضيق من القادم ووجع الفراق سيحل على جميع موظفي الشركة بفضل "قُسم"، لو تعلم كم سيعاني موظفينه من قرار فراقهما لتحلت بالصبر أكثر شفقةٍ على أولئك الأشخاص، دلفت "ليلي" بهذه اللحظة تحمل فى يدها ملف فأشار "عُمر" لها برأسه بالنفي لتغادر فحدقت "ليلى" بوجه "غفران" فغادرت "ليلي" فى هدوء ليتابع "عُمر" بنبرة هادئة تهدأ من روعته:-

_ حضرتك كويس؟


_ لا، فكرة أن قُسم تتهمني بأن قتلت أبني وتطلق محسسني أنها كسرتني وأنتصرت عليا 


تبسم "عُمر" بلطف وقال :-

_ إحنا مش فى حرب وبدور على اللى هينتصر، شوية بس وتتخطي الصدمة وأكيد هتروق وتبقي أحسن وتقدروا تتكلموا بعدها 


قاطعه رنين الهاتف ليخرجه "عُمر" من جيبه وكان أحد رجالة "غفران" ليجيب بجدية:-

_أيوة 


_ إحنا قصاد عمارة محمود لكن حصل حاجة غريبة ، رزان سكرتيرة الدكتورة نورهان جت ومعاها رجالة وأخدوا مرات محمود وعياله 


نظر "عُمر" إلى "غفران" بهدوء شديد من هول الدهشة وأمه تحل الامر بكارثة أكبر لأختطاف أسرة الرجل، أنزل الهاتف قليلًا واخبر "غفران" بما حدث فتأفف "غفران" بضيق من تصرف والدته وقال  بخنق:-

_ هيفضل الجُرم فى دمهم، خلي رجالتك تنسحب وترجع القصر، وينسوا أمر تيا وأبنها ، الدكتورة هتحللها الموضوع بطريقتها 


أومأ إليه بنعم وأستدار لكي يذهب من أمامه مُغادرٍ المكتب لكنه أستوقفه صوت "غفران" بنبرة خشنة قوية تحمل بين طياتها القسوة من كبريائه المخذول قائلًا:-

_ فاتن بعتت حاجات "قُسم" على بيت أهلها؟


ألتف "عُمر" إليه بدهشة من تعجله على طردتها نهائيًا من حياته وتلجم لسانه فى الحديث فلم يتفوه بكلمة واحدة ليرمقه "غفران" بنظرة حادة، حتى لو لم تراه عينيه المريض لكن عقله ترجم الصمت جدًا فأنه لم ينفذ أمره فقال بحدة أكثر:-

_ أرجع القصر النهار دا يا عُمر ملاقيش حاجة ليها فى بيتي ... سمعت


نطق كلمته الأخير بتهديد واضح فأبتلع "عُمر" لعابه فى هدوء خائفٍ من غضب هذا الوحش ليقول مُتلعثمٍ:-

_ حاضر، أنا بس كان ليا رأي .... 


قاطعه "غفران" صارخًا بنبرة قاسية أرعبت مساعده من محله وأرجفت قدميه بينما هزت صرخته جدران المكتب قائلًا:-

_ من أمتى وفى حد له رأي فى حياتي، اوعى تنسي مفسك ومكانتك يا عُمر أو تفكر تدي لنفسك مساحة أنا مسمحتلكش بيها ... فاهم ؟


أومأ "عُمر" بنعم مرتعبٍ من رئيسه الغليظ، خرج من المكتب ليرى "ليلي" تقف قرب الباب ووجهها شاحب بعد أن سمعت صراخ رئيسها وهكذا طرده للمدراء منذ قليل، تتمتم بخوف قائلة:-

_ هو فى أى يا عُمر؟ ماله هايج ليه؟


أجابه "عُمر" وهو شاردًا فى القادم بنبرة خافتة:-

_ ربنا يستر يا ليلي، إحنا هنشوف الفترة الجاية سواد، اللى رزعت جوا الحنية وعلمته يرحم أختارت الرحيل وقسوة الفراق محدش هيشيلها غيرنا، غفران بيه هيروينا قسوة مشوفنهاش قبل كدة بعد فراق قُسم .... أستحميله يا ليلي ولو زعق فيكِ عدي له عشان خاطري أنا عندك


أومأت إليه بنعم ثم قالت بقلق:-

_ حاضر وربنا يستر ... طب بقولك أى أنا مينفعش أروح أتكلم معاها شوية ، إحنا بنات زى بعض برضو


ضحك "عُمر" بسخرية وقال بعيني حزينة :-

_ تفتكر لما غفران بيه يطرد حد من حياته ، ممكن يرجع ... من خلال معاشرتي له إذا أنطبقت السماء على الأرض قُسم مش هترجع ، إذا كان مامته بقالها عُمر ومسامحهاش ولا رجعها لحياته وبينهم عداء تفتكر اللى تهون عليه أمه هتصعب عليه مراته 


عقدت "ليلي" ذراعيها أمام صدرها بتذمر وهى تعض شفتيها بغيظ شديد من قسوة "غفران" وهى لا تعلم ما حدث ليكره محبوبته هكذا فقالت بزمجرة بينما تقوس شفتيها الإثنتين للأسفل كالأطفال:-

_ لا مش هتصعب عليه لكن الحُب بيعمل معجزات يا عُمر، قلوبنا الوحيدة اللى ملناش سلطان عليها وأنت متعرفش الحُب بيعمل أى ولا قلبك لو ساقك هيوديك فين؟ ، أنا مؤمنة أن الحب لو أتمكن من قلبك مستحيل تشفي منه أو تتخطاه، وإن شاء الله الحب ينجدنا من غضبه ... وبعد الشغل أنا هروح لقُسم أزورها 


رفع "عُمر" حاجبه إلى خطيبته بغضب لتتحدث مُتابعة بتحدٍ وعنادٍ أكبر:-

_ لأنها صاحبتها مش لأنها مرات مسيو غفران، صاحبتي أتطلقت وغضبانة لازم أروح أواسيها 


شعر "عُمر" بمكر محبوبته فمسكها من ذراعها وجذبها بقوة نحوها حتى كادت أن تسقط من جذبه وقال بغضب مكبوح بداخله:-

_ اسمعى يا ليلي صاحبتك أنا مقدرش أحرمك منها ولا أقولك أقطعي علاقتك بيها لكن لو هتشتغلي جاسوسة على غفران بيه وتوصلي ليها أخباره هقطم رقبتكِ فاهماني طبعًا يا روحي


أبتلعت لعابها بخوف وهزت رأسها بنعم وهى تقول بغضب من قوته:-

_ أوعي كدة يا عُمر، قال جاسوسة قال، أنا مبفتنش على حد 

ضحك بسخرية وهو يدرك محبوبته أكثر من أى حد وبمجرد أن ترى "قُسم" ستجبرها بكل ما حدث فى الشركة اليوم وكما توقع تمامًا وصلت "ليلي" لمنزل "قُسم" وجلست معها فى غرفتها تخبرها بكل شيء حدث اليوم ثم تابعت:-

_ تخيلي أنه طرد مدير الحسابات لأنه غلط وياريت غلطة كبيرة دا بس كتب الأرقام هندية مش عربية فى الشيك


كانت "قُسم" تستمع لحديث "ليلي" عن غضبه وكيف تحول لثور هائج فى موظفينه بسبب قرار الإنفصال، تنحنحت "قُسم" بهدوء قائلة:-

_ هو كويس؟


ضحكت"ليلي" بسخرية على سؤالها ثم قالت:-

_ كويس!! إنتِ مش سمعاني ولا أى ، كويس أزاى وهو عامل زى الثور الهايج فينا، سورى يعني 


تبسمت "قُسم" بسخرية على حالها وقالت:-

_ مكنتش أعرف أنه بيحبني أوى كدة


فتح باب الغرفة ودلفت "صفية" تحمل العصير فسمعت "ليلي" تقول بهدوء ونبرة صادقة:-

_ للأمانة وكلمة حق يحاسبنى عليها ربنا ، أنا عمرى ما شوفت مسيو غفران بيحب ولا ملهوف على حد قد ما شوفته ملهوف عليكِ ودايمًا بيهتم بسعادة، دايمًا كان بيسألني أى أكتر حاجة البنات بتحبها ويعملك أى يبسطك، كان بقبض عليا هو وعُمر عشان أقعد أدور فى أكونتاتك وأعرف إنتِ بتحبي أى ويعملهولك، كتير من الوقت بعد ظهورك فى حياته وكان شغلي فى الشركة عبارة عن استشارات منه عن البنات ولو كانت رقيقة تحب أى والبنت تحب الراجل الى معاها يكون فيه أى ويعملها أى ؟ أتجوز كندا سنين وكان بيقول أنه بيحبها وكلنا كنا بنقوله أنه مستحيل يحب بعدها أو تهزه ست بعد كندا لكن لما شوفته حُبه ليكِ عرفت أن حُب عمره الأول والأبدي هو إنتِ 


قاطعتها "صفية" تقول بغيظ من تصرف أبنتها:-

_ قوليلها يا بنتى لأحسن ريقي نشف معها وهى راكبة رأسها


تبسمت "ليلي" إلى "قُسم" بلطف وقالت بحنان:-

_ سيبيها يا طنط على راحتها متغصبيش عليها ، قُسم موجوعة دلوقت وهى عاقلة وعارفة الصح وأكيد هتعمله....  صدقيني يا قُسم وكلامي معاكِ لأنكِ طيبة وأنا حبيتك كصاحبة مش لأنكِ مرات مسيو غفران رئيسي، غفران بيعشقك وبيموت من غيرك وحتى الموت مش عارف يحصل عليه فعايش متعذب بيصارع بين حياة بدونك وموت بيتمناه فى غيابك 


نظرت "قُسم" بحيرة لها وقلبها يشعر بغصة قوية بداخله من الألم ، يفتك الوجع بها حتى باتت كالوردة الذابلة وتشعر بأنها تغرق فى المحيط ولا تقوى على التنفس أسفل الماء فتصارع وحدها للنجاة .....


___________________________ 


جلست "نورهان" أمام الطبيب فى مكتبه بقلق من نظراته الحزينة فسألت بقلق:-

_ خير يا دكتور قلقتني؟ الأشعة فيها حاجة؟


صمت الطبيب بهدوء ثم قال بحزن وعيني بائسة:-

_ للأسفل اللى توقعت طلع، حضرتك عندك ورم على المخ 


أتسعت عيني "نورهان" على مصراعيها بصدمة ألجمتها فكادت أن تستفسر عن المرض لكن رن هاتفها باسم "رزان" فقالت بجدية:-

_ لحظة... أيوة يا رزان؟


_ مراته وابنه معايا ........


تبسمت "نورهان" بمكر شيطانية وقد جاءتها لحظة الانتقام المُميتة الآن ....


يُتبــــــــــــــــــع .......



رواية

♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

الفصل الســــــــادس والثــلاثــــــــون ( 36 )

___ بعنــــوان " أنتقام القدر  " ___


تبسمت "نورهان" بمكر شيطانية وقد جاءتها لحظة الانتقام المُميتة الآن ، قالتها "رزان" بهدوء لتقف "نورهان" من مكانها بتعجل وغادرت المكان وهى لا تهتم بمرضها أمام حياة حفيدها وقلق ابنتها لتقول بجدية:-

_ أنا جاية ليكِ، أعرفيلي رقم تليفونه عشان أكلمه 


_ معايا 


تبسمت "نورهان" بخباثة وصعدت بسيارتها بعد أن فتح السائق الباب الخلفي لها وقالت بجدية:-

_ أتصلي بيه فى مكالمة جماعية دلوقت 


أنتظرت دقيقة حتى أجاب "محمود" لتقول بكبرياء:-

_ معاك دكتورة نورهان الحديدي


ضحك "محمود" بسخرية ضحكة طويلة ثم قال:-

_ هههه اي بنت حضرتك وكلتك محامية ليها 


_ مش يمكن يكون ابنك 

قالتها بنبرة تهديد قوية ليتوقف عن الضحك ، وضعت "رزان" الهاتف على اذن ابنه الذى صرخ بقوة من الخوف:-

_ بابا... أنت فين؟ مين دول وعايزين منى أي أنا وماما؟


سحبت "رزان" الهاتف مع صرخة "محمود" الذي فقد أعصابه من الخوف عندما سمع صوت ابنه وقال:-

_ متخافش .... إنتِ مجنونة ؟ إنتِ مش قد اللى بتعمليه؟


ضحكت "نورهان" وهى تضع قدمها على الأخرى بغرور ونظرت من النافذة لتقول بجدية صارمة:-

_ لو فينا حد مجنون فهو أنت، أنت اللى عقلك صورلك أنك تقدر تلمس حفيد الحديدي أو تبص له بصة لمجرد أنك نقلت شقة الزوجية، عقلك صورلك أن حشرة زيك مهما يعمل يعرف يخبي مراته وابنه من دكتورة نورهان، أنا اسمي لما بيتذكر فى المجالس رجالة بشنبات بتتهز ..ههههه مش غبي زيك، أسمع يا صعلوق أنت أنا لو عايزة أوصل لحفيدي هوصله معاك ساعة واحدة أنا رجالتي هتتحرك وأنت هتتحرك لو رجالتي وصلت لحفيدي قبل ما أنت تجبهولى على القصر هيكون معاها أمر قتلك أنت وأبنك ومراتك باللى فى بطنها ... هى ساعة واحدة وطريق القصر أنت عارفه 


أغلقت الخط دون أن تنتظر جواب منه وأشارت إلى السائق بأن يصعد إلى السيارة وينطلق بها وعقلها الآن لا يفكر سوى فى حفيدها وأن يصل إلى المنزل سالمٍ وكأنها تناست أمر مرضها لأجل ابنتها وحزنها من فراق رضيعها ....


__________________________


[[ قصـــــر اللـــؤلـــــــــــــؤ ]]


سمعت "تيا" الحديث الذي دار بين "رزان" ووالدتها فى الهاتف فترجلت الدرج بسرعة جنونية والرجال تسحب ابن "محمود" معهم للقبو فصرخت "تيا" بجنون:-

_ دا ابنه ... أنا هقتله 


مسكتها "رزان" من يدها بقوة وحزم ثم حملقت بها بضيق وهى سبب كل هذه المشاكل التى وضعت والدتها بها فقالت بضيق:-

_ إنتِ عايزة ابنك وإحنا هنجيبه لحد عندك لكن بطريقتنا وكفاية تهور بقي


نظرت "تيا" إلى سكرتيرة والدتها التى تجرأت عليها لتتبادل "رزان" النظرات معاها لكن بتحدٍ وكبر فقالت بحزم موجهة الحديث إلى الرجال:-

_ طلع مدام تيا لأوضتها ومتطلعهاش منها غير بإذن من دكتورة نورهان


أتسعت عيني "تيا" على مصراعيها بصدمة ألجمتها ليسحبها الرجال للأعلى وهى تصرخ بغضب وتسب فى "رزان" حتى فتح باب القصر ودلفت "نورهان" لتقول :-

_ هم فين؟


أستقبلتها "رزان" بهدوء وقالت:-

_ فى القبو زى ما حضرتك أمرتِ وكما توقعنا مدام تيا خرجت عن أعصابها وكانت عاوزة تقتل الولد


تأففت "نورهان" بضيق منها وقالت أثناء جلوسها على الأريكة:-

_ سيبك منها، بنتي مخها طار 


_ أنا خليت الرجالة يطلعوها أوضتها لحد ما نخلص لأنها مُصممة تأذي الولد وأمه

قالتها "رزان" بهدوء دون قلق من "نورهان" فمعاشرتها مع "نورهان" وثقتها بها طمأنت قلبها لتقول:-

_ أحسنتي يا رزان، خلينا نخلص وعمومًا باقي من المدة ثلث ساعة والمهلة اللى أديتها له تخلص


_ أعتقد أنه مش مجنون عشان يضحى بعائلته عشان يأخذ ثأر صاحبه، مفيش صاحب أغلى من الضنا

قالتها "رزان" مع جلوسها على المقعد المجاور لـ "نورهان" فأومأت "نورهان" بنعم ثم قالت:-

_ أكيد يا رزان ، الضنا دا شيء غالي أوى ربنا بيزرع غلاوته فى قلبنا مع زرعه وهو جنين فى أرحامنا وألا أنا بعمل كل دا ليه ماهو عشان الضنا رغم أنها متستاهلش لأني يا ما حذرتها من أنس وهى مفيش زى أخوها يا ما قُلتله أن كندا خاينة والنتيجة أي شايل عيلة مش من صلبه 


_ أكيد ... ، صحيح حضرتك كنتِ فين لما كلمتك؟


نظرت "نورهان" لسكرتيرتها نظرة غضب من تجرأها على السؤال فقالت بهدوء:-

_ أنا مبحبش السؤال دا يا رزان


تنحنحت "رزان" بقلق شديد ثم قالت:-

_ أنا أسفة لحضرتك على تجاوز حدودي


هزت "نورهان" رأسها بهدوء ثم قالت بجدية:-

_ كنت فى المستشفي، أبقي روحي أستفهمي من الدكتور عن مرضي، بيقول أن عندي ورم على المخ ، لما تفضي روحي أفهمي منه 


فزعت "رزان" من كلماتها رغم برود "نورهان" فى الحديث عن المرض وتلعثمت فى الحديث بفزع شديد تقول:-

_ أى... ورم أى ؟ وأزاى حضرتك مش مهتمة كدة؟ أنا هكلم الدكاترة فى ألمانيا ونروح نكشف هناك


فتحت هاتفها لتجرى أتصالاتها وعينيها تدمعها حتى رأت "نورهان" الدموع تتساقط على شاشة الهاتف فى يدي "رزان" المُرتجفة فتبسمت بخفة وقالت:-

_ معتقدش أن ولادي ممكن يبكوا عليا زى يا رزان أو حتى يقلقوا ويتفزعوا زيكِ


رفعت "رزان" رأسها إلى "نورهان" والدموع تذرف بغزارة من سمعها بالمرض دون أن تعلم بكونه خطر أو لا لكن يكفى أن "نورهان" مريضة، وضعت الهاتف على أذنيها تنتظر الجواب من الطرف الأخر، تبسمت "نورهان" بسمة خافتة وسحبت الهاتف من يد "رزان" رغم أن أتاهم صوت الطرف الأخر مُجيب لتغلق "نورهان" الاتصال وقالت:-

_ متتصليش بحد يا رزان، متخافيش أنا مش هموت لأني مش هستلسم للموت بسهولة كدة 


صرخت "رزان" بوجهها لأول مرة فى حياتها ترفع صوتها على رئيستها قائلة:-

_ إنتِ بتقولى أى؟ دا ورم والموت محدش بيكبر عليه 


ضحكت "نورهان" بقوة من صرخة "رزان" وقالت:-

_ سبحان مغير الأحوال ، مجرد خبر مرضي بزعقيلي وتعلى صوتك عليا ، لا وكمان رفعتي الألقاب يا رزان ... ناقص تضربني عشان تأخدني للمستشفى أخد الحقنة 


صمتت "رزان" بحرج من تجاوزها الحدود بسبب خوفها، ربتت "نورهان" على يدها المرتعشة بقوة وجسدها المُنتفض من الخوف بلطف ثم قالت بحنان:-

_ المكتوب لازم نشوفه يا رزان، محدش بيهرب من قدره فسيبها على الله... يلا قومي أغسلي وشك عشان الضيف اللى زمانه على وصول دا


وقفت "رزان" من مكانها لتسير بعيدًا لكن أستوقفها صوت "نورهان" تقول:-

_ رزان


أستدارت "رزان" إليها بعيني باكية لتتحدث "نورهان" بنبرة قوية تهديدية مُرعبة :-

_ حذار حد يعرف وخصوصًا ولادي


أبتلعت "رزان" لعابها بخوف من تهديديها وهذه النبرة تعرفها جيدًا وإذا خالفت الأمر ستقتلها "نورهان" ...

دلف "محمود" مع الحارس الشخصي لها يحمل الرضيع بين ذراعيه ولأول مرة يرى قصر اللؤلؤ فأبتلع لعابه من فخامة القصر فترجل الدرجات الرخامية مع الحارس الذي يرشده إلى طريقها فرأها تحمل فى يدها سكين تقطع التفاح وتضع قدم على الأخرى ببرود شديد فرفعت نظرها به ببرود فأشار الحارس له بأن يجلس ثم وقف هو خلف الأريكة التى تجلس عليها "نورهان"، وقف "محمود" من مكانه ليقترب الحارس بجدية يمنعه لكن تحدثت "نورهان" تقول:-

_سيبه


أقترب "محمود" ليضع الطفل على الأريكة التى تجلس عليه جوارها فلم ترفع نظرها بـ "سِند" ، بل نظرت إلى "محمود" وقالت ببرود شديد:-

_ أقطعلك تفاح


تأفف بضيق من برودها لاعبة بأعصابه فقال بجدية:-

_ فين ابني ومراتي، أنا عملت اللى عايزاه اهو وحفيدك قصادك كويس


تحدثت ببرود أكثر قائلة:-

_ تفاح أصفر ولا أحمر، متخافش دا تفاح فاخر مستورد


_ المستورد دا ليكم أنتم اللى بتأكلوا الناس وبدوسوا عليها وتقتلوا اللى ميعجبكوش ، أنا بقي راجل بيأكل البلدى على قد حاله... عندك منه يا دكتورة

قالها بغيظ واضح فى نبرته الخشنة فتبسمت "نورهان" ببرضو ثم قالت:-

_ لا، نعمل أى بقي ربك خلقنا كدة، طبقات عشان اللى زيك ميتجرأش يرفع عينه فى أسياده ما بالك بواحد عقله فكرله أنه ممكن يلمس نسل أسياده


تبسم "محمود" بهدوء وقال بقوة:-

_ أنا ماليش أسياد، زمن الأسياد والعبيد أنتهي ، دينك نهاه بس الظاهر أن اللى زيكم ميعرفش فى الدين ولا يعرف يعنى أى يتقي ربنا ، لأن ربك مخلقناش طبقات عشان ندوس على بعض، ربك خلق اللى معاه يدي اللى معهوش ونعين بعض ونتسند على بعض عشان نعمر الأرض مش عشان نقتل واحدة لمجرد أنها أتجوزت على سنة الله ورسوله ولا نتهم واحد بالزور عشان أتجوز بشرع ربنا ، أنهي دين اللى يقبل باللى عملتيه إنتِ وبنتك بس ربك مبيسيبش وقريب هتترد لك من القدر ، عشان عمر الظالم ما أنتصر على المظلوم ولا الشر غلب الخير مش دا اللى يرضي ربنا وهتشوف أزاى ربنا هينتقم لأنس وملك منكم إنتِ وبنتك


صمتت "نورهان" وعينيها تحملق به وتتذكر خبر مرضها الذي جاءها من قليل بعد خطف عائلته وشردت بعقلها فهل هذا المرض  أنتقام القدر منها على ما حدث لـ "ملك" وتسترها على جريمة ابنتها وهكذا تزويها للأتهام بـ "أنس" لتفوق من شرودها على صوت "محمود" يقول بضيق:-

_ فين مراتي وابني عشان عايز أمشي من المقبرة دى؟


رفعت رأسها بهدوء ونظرت حولها على القصر ثم قالت:-

_ قصري مقبرة !! لو تعرف كام واحد نفسه يشوف قصر اللؤلؤ


ضحك "أنس" بسخرية وقال بتهكم:-

_ مفهوش حياة، مكتوم ويسحب النفس ، من ساعة ما دخلت وأنا نفسي مكتوم وحاسس أنى بموت .. واضح أن البيوت مش بمناظرها زى البني ادمين و.....


قاطعته بضيق من المحاضرات التى يلقيها عليها وقالت بغضب بعد أن وقفت:-

_ أمشي أطلع برا هتلاقي عربية برا فيها مراتك وابنك هتوصلكم للبيت 


دلفت لغرفة مكتبها من الغضب ليغادر "محمود" بسرعة جنونية حتى يطمن على زوجته ليراهما داخل السيارة مع رجال "نورهان" فأخرجهم "محمود" وصعد معهم إلى سيارة الأجرة التى وصل بها ليغادر مخذولًا من أنتقامه إلى صديقه....


__________________________ 


[[ شركة الحديـــــــــدي ]]


كانت "ليلي" جالسة على المكتب تكتب الأوراق على اللاب بتركيز شديد حتى قاطعها الساعى ذلك الرجل العجوز، يقول:-

_ بقولك أى يا أستاذة ليلي؟


_ قول

قالتها ويديها تكتب على اللاب وعينيها حاقدة بشاشته ليتابع الحديث:-

_ ممكن تدخلي القهوة لبيه 


رفعت "ليلي" نظرها إلى الساعي بدهشة وهو يطلب منها أن تقوم بعمله فتابع بنبرة خافتة خائفٍ:-

_ دا رابع فنجان قهوة أعمله وميعجبهوش وحالف لو الرابع معجبهوش هيرفدني من شغلي وأنا مش عايز رزقي يتقطع


_ يعنى لو معجبهوش هيسمي عليا أنا

قالتها بتذمر وهى تغلق شاشة اللاب وتقف فأجابها الساعى بلطف:-

_لا، بس حضرتك ليكِ معزة عنده ومش هيرفدك ، أنا عندي عيال وعروسة بجهزها 


تبسمت "ليلي" بإشفاق على حال هذا الرجل وأخذت القهوة لتقول:-

_ على الله ما تطرديني أنا وأنا عروسة بتتجهز 


دلفت إلى مكتبه تحمل فنجان القهوة وكان "غفران" غارقًا فى عمله وسط الأوراق التى يراجعها قبل الإمضاء، وضعت القهوة أمامه بلطف وأستدارت ليستوقفها بصوته الحاد قائلًا:-

_ هو بعتك إنتِ؟


أبتلعت لعابها بخوف ثم قالت:-

_ حضرتك هتزعق لو قولتلك


رفع نظره إلى "ليلي" فرأها تنكمش فى ذاتها ليشير لها بنعم فأبتلعت لعابها بينما تسمعه يقول:-

_ هزعق بس عندك خيار تاني غير إنكِ تقوليلي


هزت رأسها بالنفي مقوسة شفتيها بحزن وقالت:-

_ هو مش عايز عيشه يقطع عشان عياله وعنده عروسة بيجهزها وفرحها قرب، والله يا مسيو غفران الراجل دا غلبان جدًا و....


أرتشف القليل من قهوته فكز على أسنانه وقال مُقاطعًا إياها:-

_ هاتيه


قشعر جسدها من الخوف وخرجت لتحضر الساعى له فدلف الرجل خائفًا وينظر فى الأرض لا يقوى على النظر إليه فتحدث "غفران" بهدوء:-

_ قهوتك زى الزفت، لو كبرت وعجزت ومبقتش تعرف تعمل قهوة قولي وأنا أجيب غيرك فى ألاف مش لاقينا شغل 


_ اللى تشوفه حضرتك يا بيه

قالها بأنكسار وقد فهم أنه سيترك عمله اليوم، تحدث "غفران" بهدوء قائلًا:-

_ عروستك اسمها اى؟


_ قُسم


أتسعت عيني "ليلي" على مصراعيها من بين كل الأسماء تفوه هذا الرجل باسم معشوقته وهى سبب كل هذا الخراب الموجود بداخله، أنتفض قلبه كأنه صعق الآن بالكهرباء وحملق بالرجل بصدمة ألجمته وهو واثقًا أن هذا الرجل قاصدًا إغاظته فلن يقابل أسمها من قبل سواها، تحدثت "ليلي" بغضب من الرجل قائلة:-

_ أنت جاي تهزر ، بنتك اسمها أى؟


_ والله قُسم يا أستاذة

أخرج محفظته وكان بها صور لأولاده وأعطاها صورة لطفلته وتحتها مدون الأسم ثلاثي بالكمبيوتر واسمها حقًا "قُسم" ، أقتربت لتعطي الصورة لـ"غفران" فأشار لها بلا فى جميع الأحوال لن يرى الوجه ، نظر إلى الأوراق بحزن جديد خيم على قلبه وملامحه بعد أن أثار هذا الرجل نيران قلبه المُشتعلة من الفراق والآن بدأت النيران براكين مُلتهبة بداخله فتمتم "غفران" بحزن قائلًا:-

_ أصرفيله 100000 ألف لجواز بنته يا ليلي


أتسعت عيني "ليلي" بصدمة قاتلة فلم يكفى بشهر أو شهرين بل أكثر من 16 شهر مكافأة فى حين أن مرتب الرجل لا يزيد عن 6000 فى الشهر ، لم يتسوعب الرجل الرقم الذي سمعه فقال بتلعثم:-

_ لا يا بيه دا كتير أوى على قهوتي الوحشة 


دمعت عيني "غفران" بألم بينما ينظر فى الهاتف على صورتها الموجودة خلفية خارجية له فتمتم بشرود:-

 _ بس لأجل قُسم 


رفع نظره إلى "ليلي" التى دمعت عينيها على قدر عشقه إليها وقد سلك قلبه فى طريق الفراق وقال بتحذير:-

_ قهوتك متستاهلش 10 جنيه لكن لأجل قُسم وأبقى أعزمني فى الفرح عشان هجي


_ طبعًا يا بيه وتشهد على العقد كمان 

قالها الرجل بحماس شديد بينما فتحت "ليلي" هاتفها خلسًا وأتصلت على "قُسم" وغادر الرجل فقالت "ليلي" بهدوء مُتعمدة أن تسمع "قُسم" هذا الحديث:-

_ مش كتير يا مسيو غفران 100 ألف جنيه مكافأة على ساعى ، دا حتى قهوته مبقتش تعجب حضرتك ، أنا دخلتها لأنه خايف يتطرد يقوم يخرج من هنا ب100 ألف ، دا يعتبر أغلى فنجان قهوة فى العالم


أجابها "غفران" وهو ينظر إلى شاشة هاتفه الموجود جوار الفنجان قائلًا:-

_ قهوته زفت فعلًا ودا أغلى فنجان قهوة شربته فى حياتي لكن زى ما قولتله يا ليلي ... لأجل قُسم 


_ عذرًا بس دى مش مدام قُسم ، دا مجرد نفس الأسم

قالتها بمكر حتى يتحدث أكثر عنها وتسمعه هذه الزوجة الغبية التى فتح باب الأنفصال عن حبيب يعشقها بروحه وعلى أستعداد أن يضحي بكل ما يملك لأجلها، تحدث بنبرة حزينة واهنة:-

_ لكنه اسم قُسم يا ليلي، مجرد ذكره لأسمها قصادي حسيت بقلبي بتقبض كأن القلب الموجود جوا صدري بقولي حتى اسمها النادر القدر جابه لحد عندك عشان يعذبك أكثر، على يدك يا ليلي أنا عملت كل حاجة عشانها وعشان سعادتها لكن قُسم عملت أى عشان غفران


تنحنحت "ليلي" بهدوء ونظرت إلى الهاتف خلسًا لترى الأتصال جاري ومحبوبته تسمع على الجهة الأخرى فقالت بهدوء:-

_ أنا آسفة فى تدخلي ، تحب أروح أتكلم معاها 


رفع نظره إليها بحدة لترعبها نظرته وقالت بهدوء:-

_ إياكِ ، أنا استثنيتك من غضبي لأجل عُمر ومعزته عندي وعشان غلاوتك عندي لكن لهنا وهنسي الغلاوة دى ، قُسم متستاهلش حاجة من اللى عملتها عشانها حتى لو كان قلبي يدق ليها وموجوع عقلها لكن عقلي طردها من حياتي طرد نهائيًا ، أنا قُسم اللى حبيتها ماتت والميت بنعزه وبنبكي على فراقه لكن مستحيل يرجع 


دمعت عيني "ليلي" من كلماته لتغادر المكتب هى الأخرى فى صمت بعد تهديده لها، نظرت للهاتف فرأت الاتصال أغلق....


________________________  


جهشت فى البكاء بوجع أكبر بعد أن علمت أنه يعتبرها من الأموات، أعتصر الوجع قلبها بقوة وهى تضرب صدرها بقبضتيها الصغيرتين وبدأت فى البكاء مُنهارة حتى سقطت أرضًا ، لم ترى أسبوعًا أسوأ من هذا فى حياتها، هذا الأسبوع الذي ذاقت فيه مشاعر الفراق والأشتياق ، ظلت تبكي حتى فقدت كل قوتها وشعرت بخمول جسدها، دلف "قاسم" لها يقول بعفوية:-

_ قُسم معاكيش 100 جنيه سلف ....


توقف عن الحديث حين رأى وجه اخته أحمر كالدم من شدة البكاء وعينيها مليئة بالدموع التى بللت وجنتيها، جلس جوارها على الأرض بحزن وقال:-

_ متعيطيش يا قُسم ، هو ميستاهلكيش


ضحكت بسخرية على كلمته وقالت:-

_ ليه هو اللى طلقني وسابني ولا أنا اللى سبته


تحدث "قاسم" بغرور قائلًا:-

_ بس لو بيحبك كان لازم يتمسك بيكِ ، هو الخسران


_ مش هتفرق يا قاسم

قالتها بهدوء ووقفت تفتح حقيبتها لتعطيه المال الذي يريده ثم غادر، بدلت "قُسم" ملابسها وأستعدت للخروج فخرجت من الغرفة ورأت والدها يجلس فى الصالة ينظر فى هاتفه فسأل بهدوء:-

_ على فين يا قُسم على الصبح كدة؟


_ هروح أدور على شغل يا بابا ولا هفضل قاعدة ، أى حاجة تساعد.. ادعيلي أنت بس


_ ربنا معاكِ يا حبيبتي

قالها ثم خرجت "قُسم" وترجلت الدرج بوجه حزين باهتة فأستوقفها على البوابة صوته من الخلف يقول:-

_ قُسم


تأففت بضيق شديد ثم أستدارت إليه بأشمئزاز لتتقابل عيونهما مُنذ أن سُجن على يد "غفران" وهى لم تلمح طيفه وبمجرد أن رأته تذكرت قذارة أفعاله معها فتحدثت بحدة صارمة قائلة:-

_ نعم يا حازم 


_ أنا سمعت أنكِ أتطلقتي منه 

قالها "حازم" بهدوء وعينيه تتفحصه من الرأس لأخمص القدم كأنه اشتاق إلى رؤية هذه الفتاة فقالت بضيق أكثر:-

_ مالكش فيه ومتحاولش تصطاد يالمياه العكرة ، أنا أصلا قرفانة أبص لك وقذارتك مسابتش عقلي لحظة ومتحاولش تستفزني كتير عشان السجن اللى اتسجنته ميساويش حاجة قصاد اللى عملته فيا ومتخلينيش أتهور وأفكر أخد حقي بأيدي 


غادرت من أمامه بغضب وكأن القدر جمع شيء حتى تحمله على عاتقه وكأن كان ينقصها خروج هذا الرجل من السجن ...


_________________________ 


[[ قصــــــــر الحديــــدي ]]


وصلت سيارة "غفران" إلى البوابة الرئيسية للقصر فأستوقفه رجل الأمن وطرق على نافذة "عُمر" ليفتح له الزجاج فقال:-

_ الولد دا مستني مسيو غفران من بدري ومش عايز يمشي قبل ما يقابل بيقول أنه أخو مدام قُسم


سمع "غفران" اسمها ليرفع نظره عن الهاتف إلى النافذة فرأى "قاسم" مع رجل الأمن مُنتظر أمره حتى يقترب فتحدث "عُمر" بجدية قائلًا:-

_ روحوه ، أطلع يا سمير 


كاد السائق أن يتحرك بالسيارة لكن أستوقفه صوت "غفران" يقول :-

_ أستن


ترجل من سيارته ليرى "قاسم" رغم الملامح الضبابي لكنه الأخ الأصغر إلى محبوبته فوقف أمام "قاسم" وقال:-

_ قالولى أنك عايزني


_ أتكلم هنا عادي


نظر "غفران" إلى الطفل صاحب الثامنة عشر سنة وسار معه إلى الداخل فى الحديقة ليدخل "سمير" بالسيارة مع "عُمر" ، تحدث "قاسم" بنبرة هادئة :-

_ أنت مش راجل


توقف "غفران" إليه بذهول من كلمته وحدق به متعجب جرأة الطفل فتابع "قاسم" بشجاعة دون خوف:-

_ أيوة مش راجل لأنك وعدت بابا لما أخدتها أنك هتحافظ عليها ومش هتبكيها وهتخليها أسعد واحدة فى الدنيا ، لما جيت عندنا قُلت أنك هتحميها لأخر يوم فى عمرك بس أنت معملتش أى وعد من دول، محفطتش عليها وبكتها كتير... لا مش كتير هى مبتبطلش عياط ليل ونهار بسببك ومخلتهاش أسعد واحدة فى العالم أنت خليتها أتعس واحدة وحزينة وسرقت منها ضحكتها اللى بحبها وشقاوتها اللى كانت بتلعب معاها بيها، أنت طفيتها وسرقت روحها الحلوة ، وكمان محمتهاش لأن حازم طلع من السجن وطول الوقت بيضايقها ويتنمر عليها لأنك طلقتها ، أنت معملتش ولا وعد من اللى وعدت بابا بيه يبقي أنت مش راجل


كان يستمع لحديثه وقلبه يتمزق وجعها ليس من جرأة الطفلة ولكن لأنه يسمع لمعاناتها وحزنها وكيف تحولت حياتها لتعاسة أكبر بعد دخوله لحياتها، أنطفئت وهذا كفيلة بإيقاف قلبه محله ، تحدث ببرود يخفى خلفه وجعه:-

_ مش هى اللى أخترت؟ متلومنيش


_ كانت موجوعة ، أم وخسرت ابنها وخايفة متعرفش تحمل فى غيره كان لازم تقف جنبها وتطمنها، كان لازم تسندها لأنك راجلها مش تسيبها وتمشي 

قالها بصراخ وهذا الرجل يبرر رحيله عن محبوبته فى هذا التوقيت العصيب، تابع "قاسم" بغضب سافر:-

_ أنا بكرهك ومش عايز أكون زيك، أنا كنت بقول لقُسم أنا عايز أتخرج وأشتغل وأحب واحدة زى ما غفران بيحبك لكن دلوقت أنا عرفتك على حقيقتك وميشرفنيش أكون أزيك وأسف لنفسي لأني خدت قدوة ليا فى يوم 


غادر "قاسم" من أمامه غاضبًا ليتركه على وشك الأنفجار من الغضب وكيف سمح لهذا الطفل بأن يهينه هكذا ويتجرأ فى الحديث معه بهذا الأسلوب المقزز ، شعر بغصة فى قلبه من حالها وما تعانيه وكما قال أخاها لم يفي بأى وعد قطعه على نفسه مع والدها......


______________________ 


فى أحدى المدارس كانت تقف "قُسم" على السبورة داخل الفصل تشرح الحصة لطلابها فشعرت بدوران فى رأسها، فقط ثواني معدودة حتى سقطت على الأرض فاقدة للوعي ليصرخ الطلاب وبعضهم ركض للخارج ينادي على مشرفة الدور لأجل مُعلمتهم...


_______________________ 


[[ قصر الحديـــــــــدى ]]


تحدثت "فاتن" بضيق مع "عُمر" قائلة:-

_ أنت خايف تقوله، أنا هطلع أصحيه وأقوله؟


أستوقفها "عُمر" بضيق شديد خائفٍ من غضب رئيسه وهو أصبح أشرس وحدته تأذي الجميع قائلًا:-

_ أهدئي يا فاتن هتقوليله أى؟ هو مش مهتم ومش عايز يسمع عنها، كل ما حد يجيب سيرتها يزعيق فيه


تأففت "فاتن" بضيق وسحبت ذراعها من "عُمر" وقالت:-

_ صاحب العقل يميز، لو هو مش مهتم بيها مكنش خلى حد من رجالته يراقبوها ويفضل حاططها تحت عينيه متبقاش عبيط يا عُمر، هو بيكابر بس ... أوعي بقي كدة وخليني أطلع له


تأفف "عُمر" بضيق وقال بخفوت بحيرة:-

_ أستني بس هتقوليله أى؟ دا أنا خايف أقوله ومعرفش هبدأ منين ولا هجيبها أزاى؟


رفعت "فاتن" حاجبها بغرور وقالت بعفوية شديدة:-

_ هى محتاج هتجيبيها أزاى ، هطلع أصحيه وأقول وش كدة، مدام قُسم تعبانة ومحجوزة فى المستشفي خبط لزق كدة و......


قاطعها صوته القوي من الأعلى يقول بصدمة ألجمته مما سمعه:-

_ إنتِ قُلتِ اى؟


ألتف الأثنين إليه ليروا "غفران" ينزل الدرج ركضًا من الخوف عليها ووجه مصدومًا من القلق مما أصابها وفى هذه الوهلة تحرك القلب ليخرس عقله المتكبر وتحجره بعد أن أنتفض القلب من الفزع خوفٍ على محبوبته ومعشوقته الوحيدة ، سأل بقلق :-

_ قُلتِ أى؟


أبتلع كلاهما الخوف منه وخصيصٍ "عُمر" الذي فزع من وجوده وما سمعه فحقًا إذا كان الأمر يهمه سيقتله "غفران" فى مرضها ......


يُتبــــــــــــــــــع .......



تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا



تعليقات

التنقل السريع