القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

روايةغفران هزمه العشق الفصل السابع والثلاثون والثامن والثلاثون بقلم نورا عبد العزيز

 

روايةغفران هزمه العشق الفصل السابع والثلاثون والثامن والثلاثون بقلم نورا عبد العزيز






روايةغفران هزمه العشق الفصل السابع والثلاثون والثامن والثلاثون بقلم نورا عبد العزيز




رواية

♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

الفصل الســــــــابع والثــلاثــــــــون ( 37 )

___ بعنــــوان " لهفـــــــة قلـــــــــوب هــــــائمـــة" ___


وقف "عُمر" أمامه منكمش فى ذاته بسبب الخوف ويضم يديه المُتشابكتين للأمام ويطأطأ رأسه للأسفل مُتحاشي النظر إليه، نظرت "فاتن" إلى رأسها وهى فى خدمته منذ أن كان فى الثانوية وتعرفه جيدًا فلن يغفر هذا الخطأ أبدًا، تحدثت بخفوت:-

_ لو خايف عليها روح لها قبل فوات الآوان، متزودش عليها المواقف الصعبة اللى متلاقكش فيها جنبها لأن لما تتقابلوا وتتعاتبوا هتعد كل المواقف دى وهتقولك أنا كنت لوحدي وأنت ملافكش وجود فيهم


رفع "غفران" حاجبه بغرور شديد ثم قال بحزم:-

_ أتجرأت أوي يا فاتن


طأطأت رأسها هى الأخرى أرضًا من رده الحاد وألتزمت الصمت مما جعله يحملق بهم الأثنين وقال:-

_ بقيتوا تقرروا المهم واللى مش مهم فى حياتي، بتقرروا أرجع وأقول أى كأني ماليش لازمة وأنتوا بتأخدوا قراراتي بدلي


_ محصلش يا .....

قالها "عُمر" ليقاطعه "غفران" بحدة شديدة قائلًا:-

_ أخرس يا عُمر...


حدق الأثنين فى أعين بعضهما بغضب ناري ثم وقف "غفران" من مقعده ليقول:-

_ خلى سمير يجهز العربية، أنا طالع أغير هدومي


صعد للأعلي فنكز "عُمر" هذه المرأة فى ذراعها بضيق ثم قال بخنق:-

_ عجبك كدة، كله من لسانك يا فاتن


تأففت بضيق من حديث "عُمر" وعينيها عالقة بالدرج حيث صعد "غفران" وقالت بلطف:-

_ بس فى الأخر طلع يغير وهيروح لها .....


_________________________ 


توقفت "ليلي" بسيارتها أمام منزل "قُسم" ثم ترجلت والدتها مع "قاسم" يساندان "قُسم" ويديها بها الكانولا الطبي فأقترب "حازم" بسرعة من "صفية" وقال بلهفة:-

_ عنك يا مرات خالي، أنا هسندها 


دفعت "صفية" يده بضيق وهى تحمل بداخلها غضب يكفي ليزيده هذا الأحمق وقالت:-

_ شكرا يا سى حازم مش عايز منك حاجة 


ترجلت "ليلي" بعد أن صفت السيارة أمام العمارة وتحدثت بحدة مع "حازم" قائلة:-

_ هو أى تلزيق وخلاص، ما تخلي عند اللى خلف كرامة 


أتسعت عينيه من شجاعة هذه الفتاة التى على وشك ضربه وسط الشارع وقال بحدة:-

_ أى دا ، إنتِ عبيطة يا بت ولا أى؟ إنتِ مين أصلًا؟


_ أنا اللى هتديكي بالشبشب على خلقتك لو محترمش نفسك

قالتها بحدة وجرأة لم تخشيه أو تخشي سجله الإجرامي بعد أن سمعت من "قُسم" حكايته سابقٍ، دلفت معهم إلى العمارة وهى تسمع يصرخ من الخارج قائلًا:-

_ طب لو بنت راجل أنزلي وأنا هوريكي مين اللى هيدي مين بالشبشب


لم تجيب عليه وصعدت للأعلى مع صديقتها وجعلتها ترتاح فى سريرها ثم خرجت من الغرفة تتحدث مع "صفية" و"جميل" الذي يجلس على الأريكة بسبب ضعف جسده:-

_ أنا هنزل أجيب لها الأدوية وأشوف أى حد فى الصيدلية يعلق لها المحلول 


أوقفتها "صفية" بخوف من جلف "حازم" وقذرته حين مسكتها من يدها وقالت بقلق:-

_ لا، خليكِ إنتِ يا بنتى وقاسم هينزل هو راجل أهو، بلاش تنزل إنتِ حازم قليل الأدب وأنا أخاف عليكِ 


تبسمت "ليلي" بعفوية دون خوف ثم قالت بشجاعة:-

_ متخافيش يا طنط أنا بنت أه لكن بمية راجل، البنت اللى تنزل من بيتها وتحفر فى الصخر زى الراجل وتعافر عشان لقمة العيش ميتخافش عليها 


ربتت "ليلي" على ذراعها بلطف وخرجت من الشقة لتنادي "صفية" بقلق على طفلها وقالت:-

_ قاسم... ولا يا قاسم


خرج من المرحاض بتعجل خائفٍ ان يكون حدث شيء لأخته ويقول:-

_ ايوة يا ماما 


_ أجري ألحق ليلي ومتسبهاش لوحدها لحد ما ترجعوا أنا مش عايزة مشاكل مع حازم كفاية وقفت البنت معانا 

قالتها بجدية ليركض "قاسم" للخارج، نزلت "ليلي" الدرج بهدوء وهى تلعب فى هاتفها وتتصل على "عُمر" حتى أجاب عليها وقالت:-

_ أي يا بيه، طب أتصل وأسأل عليا مش كدة... اهتم يا عُمر شوية هو أنا اللى هعلمك 


تحدث بضيق وهو يقف أمام سيارة "غفران" ينتظره بغضب:-

_ معلش يا ليلى، خبر مرض قُسم قلب الدنيا وخلاه يشيط فينا كلنا 


تبسمت "ليلى" بلطف وقالت:-

_ لا يا سيدي طمنه ، أنا لسه مروحة قُسم البيت والدكتور طمننا الضغط واطي شوية بسبب المجهود وقلة الأكل وعلقنا محاليل بسبب مقاطعتها للأكل 


خرج "غفران" من القصر مع حديثها فتبسم "عُمر" بلطف وصعدوا للسيارة معًا وهو يقول:-

_ طب كويس طمنتيني يا ليلى، يعنى أنتوا فى البيت دلوقت


أومأت إليه بنعم وهى تخرج من العمارة فى اللحظة التى وصل فيها "قاسم" إليها، وقفت أمام سيارتها بغضب يأكل قلبها حين رأت مرآة السيارة مكسورة فكزت على أسنانها بغيظ وتحولت نبرتها الهادئة إلى غضب وقوية حين قالت:-

_ هو متخلف!!


أجابها "قاسم" بدهشة من فعل "حازم" وقال:-

_ حازم اللى كسرها مش كدة


ألتفت إلى محل "حازم" ورأته يقف بالخارج مُبتسمٍ وهو يشاهدها و"عُمر" يتحدث على الهاتف بقلق:-

_ فى أى يا ليلى؟


لم تجيب عليه بعد أن انزلت الهاتف عن أذنها ثم أقتربت من "حازم" بضيق شديد وقالت:-

_ أنت قد اللى عملته دا؟


_ مش عملته يبقي قده، ولا إنتِ يا صعلوقة فاكرة أن الأفعال بوق وإنكِ تعرفي تديني بالشبشب 


رفعت سبابتها فى وجهه ثم قالت بتهديد واضح:-

_ وأديك بالجزمة كمان لأنك راجل قليل الأدب... لا ، راجل أى دا أنا أسفة للرجالة 


رفع يده من الغضب وأوشك على لطمتها لكن وقف "قاسم" بالمنتصف ومسك يده بغضب ثم قال بتهديد:-

_ لحد هنا وكفاية... أنت راجل قليل الأدب ولم دنيتك كدة عشان ميتقلش منك أكتر من كدة ... يلا يا ليلى


أخذها بعيدًا عنه فقالت بضيق:-

_ يلا أى، دا كسرلي عربيتي والله ما هسكت


_ خلصنا بقي هبقي أصلحهالك يا ستى من مصروفي

قالها "قاسم" بضيق فضحكت رغمًا عنها من رده وتذكرت أن "عُمر" على الهاتف لتُجيب:-

_ عُمر


أتسعت عينيها على مصراعيها حين صرخ فى أذنها قائلًا:-

_ دا حازم صح؟


أومأت إليه بنعم فضرب المقبض بيده وهو سمع أهانة خطيبته بنفسه وقال بحدة:-

_ متتحركيش من عندك يا ليلي، أنا جايلك


_غفران بيه معاك

سألته بمكر وصوت هامس بعد أن دخل "قاسم" إلى الصيدلية فأجابها "عُمر" بضيق وعينيه تحملق بـ "غفران" الذي يجلس فى الخلف من المرآة:-

_ اه


تحدثت بخباثة ونبرة عالية قوية:-

_ اه حازم كسرلي مرأة العربية الغبي 


_وأنت أي اللى خلاكي تتعرضي لحازم عشان مجيش أفلق رأسك نصين

قالها بغضب وهو لا يفهم ما ترمي له فتاته المشاغبة، ومجرد ذكر اسم "حازم" سرق أنتباه "غفران" الذي يجلس فى الخلف فسحب الهاتف من أذن "عُمر" ليسأل بنفسه لكنه قبل أن يسأل جاءه الجواب منها حين وضع الهاتف على أذنه وسمعها تقول:-

_ والله ما ما أتعرضت له يا عُمورة، هو اللى راجل قليل الأدب وكان عايز يشيل قُسم ويتلزق فيها وهى تعبانة وليه وليه أنى بقول أحترم نفسك ، شاط فيا وقل أدبه وكسرلي عربيتي ويقولي إنتِ مني أصلًا دى حبيبتي ... حبه برص الصراحة عصبني وهو بيقول عن قُسم حبيبته وبيصطاد فى المياه العكر


كان يستمع للحديث وأغلق قبضته بأحكام مما تقوله وهذا الرجل يعترض طريق حبيبته وتجرأ على الرغبة فى حملها وضمها ولم يكتفي بل يقول عنها حبيبة لقلبه فكز على أسنانه من شدة الغضب ونار الغيرة تحرق قلبه من الداخل فقال بحدة :-

_ هو قال كدة


أنتفضت من مكانها حين سمعت صوته فهى تحدثت حتى ينقل "عُمر" الحديث له ولم يسمعه بنفسه وقشعر جسدها بقوة من صوته القوي ثم تلعثمت فى حديثها قائلة:-

_ اه وأكتر والله يا مسيو غفران 


خرج "قاسم" من الصيدلية وقال:-

_ يلا بينا، البنت دى هتيجي تعلق لها المحلول


أومأ إليه بنعم وصارت مع "قاسم" للمنزل ومعه الفتاة، تحدث "قاسم" بحدة قائلًا:-

_ لما نوصل ملاقكيش دعوة بحازم مش هحوشه عنك تاني هسيبه يضربك


_ طب خليه يجرب يضربني وأنا أقطع له أيده

قالتها بعناد ليُجيب "قاسم" بحدة:-

_ ما خلصنا بقي هو شوية إنتِ وشوية قُسم، أرحموني أنا بقيت عامل زى البود جارد وموريش غير خناق مع حازم


كانت "ليلى" تستمع لأنفاسه الغاضبة فى الهاتف وهو على وشك ألتهام "حازم" من أفعاله لتقول بخباثة:-

_ ما هو اللى راجل زبالة وبيصطاد فى المياه العكر وعمال يتلزق فى قُسم، ما يخلى عنده دم واحدة ومش عايزاه 


_ بس هو هيموت عليها واه معندوش دم يا ليلى بس حازم عمره ما سابها فى ضيقة زى ما البيه بتاعكم عمل وسابها ولو حازم بيصطاد فى المياه العكرة يبقي سي غفران بتاعكم هو اللى عكرها وفتح له الباب أنه يتلزق لما ساب قُسم، حازم زبالة وفيه كل العبر المعفنة لكن البيه بتاعكم أزبل منه ودس علي قلبها بالجزمة وبجبروته 

قالها بضيق مما أشعل نيران غضب "غفران" أكثر وهذا الولد يقارنه بـحثالة كـ "حازم"، بل يفضل الحثالة عنه ، أنهي الأتصال مع وصول سيارته أمام منزلها ليرى "ليلى" التى تعرف عليها من ملابسها تقترب من المنزل مع "قاسم" والصيدلانية، تحدث "عُمر" بهدوء قائلًا:-

_ ممكن انزلها 


_ حقك

قالها بهدوء وجلس يقرب الوضع من بعيد، وهناك رجال كثيرة لا يستطيع أن يميز "حازم" منهم، لكن مع وصول "عُمر" سيعرفه جيدًا فحتمًا سيرد "عُمر" حق محبوبته، رأت "عُمر" أمامها فتبسمت بعفوية وقالت:-

_ عُمر


_ بدأنا.. تعالي يا دكتورة

قالها "قاسم" وصعد مع الفتاة ، وقف "عُمر" يحملق بفتاته وبسمتها تنير وجهها بينما هو الغضب يحتله حملق فى سيارتها والمرآة المكسورة على الأرض وتذكر فرحتها حين أشترت سيارتها بالتقسيط من شركة "غفران" ورفضت أخذها كمكافأة وهذا الأحمق تجرأ على كسرها، سألها بهدوء شديد:-

_ هو اللى كسرها؟


تلاشت بسمتها بلطف وخوف فهل جاء لأفتعال شجار لتقول:-

_ خلاص يا عُمر، أنا هزته بما يكفي


أخذ المرآة من الأرض بهدوء وأقترب من "حازم" وحين وقف أمامه، عرف "غفران" أخيرًا من من هؤلاء هذا الأحمق الذي يتصدر لحبيبته وتجرأ على طلب حملها، وقف "عُمر" أمام "حازم" بالمرآة وقال بهدوء يكبح خلف بركان غضبه:-

_ أنت اللى كسرت المرآة؟


نظر إلى "ليلى" بضيق ولم يكن يعرف أنها حبيبة هذا الرجل، لكنه يتذكر وجه "عُمر" جيدًا فهذا الرجل هو من ضربه وأوشك على قتله بأمر من "غفران"، رفع رأسه بغرور مُصطنع وقال:-

_ اه عشان متطولش لسانها بعد كدة وتتعلم ....


لم يكمل كلمته بسبب لكمة "عُمر" التى أوقعته على الكرسي الخشبي الذي كان يجلس عليه فمسكه "عُمر" من قميصه مرة أخرى وقال:-

_ أنا بقي لازم أعلمك متطولش لسانك ولا عينيك على واحدة 


لكمه مرة أخرى وبدأ الجميع يتجمعوا حولهم وصوت الشجار ملأ المكان و"عُمر" لم يغفر له او يرأف به للحظة فظل يلكمه بقوة وقال:-

_ ما دام البلطجة هى الحل عندك، أنا بقى جاى أربيكي التربية اللى خلفوك مربهوش لك، عشان لو كنت أتربيت كنت عرفت أنك متستقوش عضلات على بنت 


لكمة مرة اخرى وقال بجدية:-

_ هى البلطجة الحل لأمثالك


أخذها من يدها إلى السيارة وشغل محركها بقوة وهى تقول بقلق:-

_ أنت هتعمل أى يا عُمر؟....


لم يُجيبها بل أدار السيارة ودخل بها فى محل "حازم" الزجاجي حتى أصبح مجرد حفرة من الزجاج المنثور، نظر من النافذة على "حازم" وهو جالسًا على الأرض من كثرة الضرب وقال ببرود شديد مُقلدًا أياه:-

_ سورى عشان تتعلم مطولش لسانك بعد كدة


غادر بالسيارة مع محبوبته بعد أن هدم المحل على رأس "حازم" فقط مقابل مرآة سيارتها، فلم يخلق بعد من يتجرأ على محبوبته ورغم دهش "ليلى" مما فعله الآن ومشاهدتها لـ "عُمر" وهو يضربه لكنها قطعت الصمت بينهما بضحكة قوية فنظر إليها وهو يقود السيارة بدهشة من سبب ضحكها:-

_ بتضحكي علي اى؟


_ عُمر أنت بتضرب حلو أوى، وشكلك مُثير جدًا وأنت بتضرب

قالتها بحماس شديد وسعادة تغمرها فأوقف السيارة جانبًا ونزع حزام الأمان بينما يقترب منها بعفوية وقد تلاشي غضبه الآن، قال بنبرة هادئة وعينيه تحملق بفتاته المشاغبة:-

_ شكلى أي؟..


تنحنحت بحرج منه وعينيها تتجول بعيدًا عنه بعد أن أحمرت وجنتيها من شدة الخجل وقالت بهمس:-

_ بس يا عُمر ، أتلم 


تأفف بضيق شديد مُصطنع ثم عاد إلى مقعده وقال:-

_ أتلم يا عمر ... أتلمت أهو


ضحكت بعفوية خاجلة من قُربه لينظر إلى بسمتها الجميلة التى أثرت قلبه فشغل محرك السسارة من جديد وقال بحماس:-

_ لا مش قادر على كدة، أنا لازم أحدد ميعاد للفرح دا عشان مش هحوش نفسي أكتر من كدة 


_ أنت مجنون 


غمز إليه بحُب وقال:-

_ بيكِ


أخذ يدها فى يده وتشابكت بأحكام فى عناق طويل دافئ...

ظل "غفران" يراقب منزلها من بعيد وخصيصًا بعد أن طلت محبوبته من النافذة مع صوت تكسير المحل والزجاج، رآها تقف فى الأعلى ويدها بها المحلول الطبي بسبب مرضها، ظل يحملق بها بأشتياق ناري يحرق صدره الآن لتسرق منه النظر إليها حين عادت للداخل فتحدث بهدوء:-

_ أطلع يا سمير 


أومأ إليه بنعم وتحرك بالسيارة بينما "غفران" يغمض عينيه يسترخي فعاد للقصر وكانت "نالا" تتحرك ببطيء شديد وخلفها "همس" تراقب حركاتها وبمجرد أن رأى "نالا" قال بحدة:-

_ فاتن


جاءت ركضًا من الداخل ليقول بغضب :-

_ خدي نالا وديها لأمها أنا مش عايزاها فى قصري


عقدت "فاتن" حاجبيها بعدم فهم وقالت مُتمتمة :-

_ أمها أى؟ الله يرحمها


_ نالا أمها قُسم

قالها بحدة ويكز على أسنانه بغضب سافر ومُنذ أن دخلت "قُسم" حياته وأصبحت هى أم "نالا" فأومأت إليه بنعم وقالت:-

_ حاضر الصبح أوديها 


صعد إلى الأعلى وألقي بجسده على الفراش بتعب شديد ونظر إلى صورة "قُسم" الموجود على الحائط بأشتياق وجسده مُنهك من الفراق ولم يعد يحتمل هذا البُعد .......


________________________ 


توقفت سيارة "نورهان" أمام الشركة لتترجل "نورهان" منها و"رزان" تغلق الباب وراءها، تقدمت "نورهان" خطوتين فأهتز جسدها بتعب وبدون أن مقدمات سابقة سقطت على الأرض فاقدة للوعي مما جعل "زران" تصرخ بذعر وتجمع رجال الأمن حولها وهى على الأرض فاقدة للوعي فصرخت "رزان" فى رجال الأمن ليحملوها قائلة:-

_ هاتوها على العربية بسرعة


وضعوها فى السيارة وأنطلقت "رزان" بسرعة جنونية على المستشفى فوحدها من تعرف بمرضها والخوف تملكها أن يكون الورم قد بدأت يقتلها بالبطئ.....


________________________ 


وقفت "قُسم" أمام "فاتن" بدهشة و"نالا" معها، مُندهشة من طرده لطفلته وهو لا يرغب بها، تحدثت "فاتن" تقاطع شروده وصدمتها:-

_ أنا مقدرش أرجع بيها، غفران بيه حالف لو رجعت بيها أنا وهى هنحصل كندا


تحدثت "صفية" بحدة صارمة قائلة:-

_ ما يكش تموتوا إحنا مالنا مش كفاية اللى عملوا فى بنتي كمان هربيله بنته 


قاطعت "قُسم" بحزن شديد قائلة :-

_ نالا بنتي يا ماما، ومحدش بيرمي ضناه


فتحت ذراعيها بتعب إلى الطفلة لتركض "نالا" إليها تعانق نصفها السفلى باستماتة حتى سمعت "صفية" تقول:-

_ ما هو بيرمي ضناه أهو 


_ وحشتيني يا مامي

قالتها الطفلة بهدوء لتدمع عيني "قُسم" بحزن فكل ما حدث فقط لأنها تمنت طفل صغير يناديها بماما والآن قد خسرته وخسرت حبيبها لكن جاءت هذه الطفلة تعوضها عن الوجع القائم بداخلها فجلست على ركبتيها بلطف وقالت:-

_ حقك عليا، أنا كان لازم أخدك وأنا ماشية ، أنا أسفة أنى سيبتك هنا مع راجل ميعرفش يعنى أى يحافظ على حبايبه


_ أحم أنا لازم أرجع القصر ، خلى بالك من نفسك يا مدام قُسم


أومأت إليها بنعن لتغادر "فاتن" فحملت "قُسم" الطفلة على ذراعيها رغم تعبها فلم تشفي بعد، تنهدت "صفية" بضيق وقالت:-

_ والله ما حد هيشلني غيرك يا قُسم 


دلفت "قُسم" الفراش بتعب وصعدت به لتنام فجلست "نالا" قربها وبدأت تمسح على رأسها بحنان وقالت:-

_ متزعليش يا مامي 


هزت "قُسم" رأسها بنعم فضمتها "نالا" بسعادة وحنان يغمر قلبها البرئ.....


_______________________  


وصل "غفران" للمستشفى هادئًا بعد أن وصل إليه خبر نقل والدته إلى المستشفي وهو لا يبالي شيء فقابلت "رزان" تبكي بقوة وشهقاتها تملأ المكان مع اخته "تيا" التى جاءت إلى المستشفي مثله بعد أن أتصلت "رزان" بها ، تحدثت "رزان" بهدوء:-

_ دكتورة نورهان عايزة تتكلم معاك


_ متخافيش يا رزان دكتورة بسبع أرواح

قالها ببرود شديد ودلف إلى غرفة والدته ليجدها نائمة على الفراش والأجهزة تحيط بها، سحب المقعد وجلس بجوار والدته ليقول ببرود:-

_ قالولي إنكِ عايزة تقابلني ضروري


حدقت بأبنها ورغم حالتها السيئة وهى تصارع الموت أمامه لكنه ما زال باردًا معها ولم يهتم لأمرها فقالت بتعب:-

_ أنا السبب فى قسوتك دى، لو أنا السبب يبقي أنا أستاهل معاملتك دى


صمت ولم يُجيب عليها فقالت مُتلعثمة:-

_ أنا عمرى ما كرهتك يا غفران، عمرى ما قسيت عليك ولا بعدت عنك، مفيش أم بتكره عيالها 


_ مكنتش القطة أكلت عيالها

قالها ببرود شديد لتقول بجدية:-

_ القطة بتأكل عيالها عشان فاكرة انها كدة بتحميهم من قسوة العالم، ما علينا عشان أنا محبش أنك تشوفني كدة، خلى رزان توديك الصحراوي ، الناس اللى هناك أديهم فلوس كتير تأمن حياتهم وفض المسكن كله واديهم حريتهم


_ نعم

لم يفهم شيء من حديثها فقالت بهدوء:-

_ أنا لو طلبت كدة من تيا هتأخدهم ليها وهتتعامل معها بشر، أنا عارفة أنك مش هتقابل بالأعمال دى وعارفة أن قوتك فى طريقك المضبوط ، دى أمانة وأدي رزان فلوس كتير يا غفران، امن لها حياتها الجاية كلها مقابل خدمتها ليا، شالتي وعيطت عليا أكتر من عيالي اللى المفروض يورثوني


تنحنح بهدوء وهو يستمع لوالدته التى تنقل له وصيتها وكأنها تودعه فقال ببرود:-

_ إنتِ هتقومي يا دكتورة ولما تقومي أعملي اللى عايزاه كله وأبقي أحرمني من الورث لأني معيطتش عليكِ


ضحكت بخفة عليه وقالت:-

_ قال يعنى غفران الحديدي محتاج أنه يورثني، أنت أسمك لوحده ثروة.. أنت تملك ثروة أنا وأبوك وأجدادنا معملنهاش، أنا معملتش ربع ثروتك لكني عملت الصحراوي اللى يدوس على أى حد يقف قصادي .. رجالة تأكل الحديد... 


_ بعدين!!


تحدثت بحزن شديد ونبرة دافئة كانها تودعه وداعها الأخير:-

_ متزعلش منى يا غفران، أنا حقيقي عمرى ما عرفت أنى أذيتك اوى كدة، انا مش مدركة شعورك وأنت قاعد قصادي ومش قادر تشوفني ولا قادرة أستوعب أن طول السنين دى والعمر كله بتعاني بسبب أمك الغبية لكن صدقني وقتها أنا كنت مكسورة وموجوعة من خيانة أبوك، مكنش قصدى أذيك 


_ كلنا بنغلط ونقول مكنش قصدي مبتفرقش كتير يا دكتورة

قالها بهدوء فدمعت عينيها بحسرة وقالت:-

_ حتى دلوقت رافض تقولها ، قولى يا أمى مرة واحدة يا غفران ، أنا أمك 


_ أنا أمي راحت مع عيني اللى راحت 

قالها بقسوة وتحجر قلب، لتدمع عينيها أكثر وقالت:-

_ مش مهم ، مش مهم أنا برضو مش زعلان منك وبتمني ربنا يعوضك بعيل عشان تعرف غلاوة الضنا يا غفران يمكن وقتها تسامحني مع أنى جايباك هنا عشان نفسي تسامحني مش عايزة أمشي من هنا وأنت زعلان مني، سامحني


وقف لكي يغادر الغرفة ببرود مشاعر وهو لم يرى عينيها المُنكسرة بفضلها لم ولن يجرأ على رؤية شيء من الملامح، دلفت "رزان" و"تيا" إليها وقبل أن يغادر الرواق سمع صراخ أخته وهى تنادي باسم امها ليُدرك أن هذا كان اللقاء الأخير وكلماتها الأخيرة كانت طلبت الغفران لكنه أخر شخص يستطيع فعل ذلك فلم يكن كأسمه "غفران" .....


يُتبــــــــــــــــــع .......


رواية

♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

الفصل الثامـــن والثــلاثــــــــون ( 38 )

___ بعنــــوان " لهفـــــــة قلـــــــــوب هــــــائمـــة" ___


خرج "قاسم" مع والده من المسجد بعد صلاة العشاء وكان "جميل" متكئ على ابنه ويمشي ببطئ فقال:-

_ تيجي نقعد على القهوة شوية 


_ بابا بقولك اى أنا ضيعت الماتش اللى حجزه عشان أجيب تصلى فى الجامع هتضيع بقي الوقت فى القهاوى هسيبك وأمشي

قالها "قاسم" بتذمر ليُجيب عليه "جميل" وهو يضرب كتفه بغضب:-

_ ماتش كورة اى اللى أهم من الصلاة يا بهيم أنت


تذمر "قاسم" بزمجرة قائلًا:-

_ هتخلي أكفر يا عم، أنا قلت دلوقت أهم من الصلاة ، أمشي يا بابا ، أمشي يا حبيبي


_ يا بني كفاية كورة وأنتبه لمذاكرتك خف شوية عن أختك اللى شايلة الحمل لوحدها

قالها بجدية وهما يمرون من أمام محل "حازم" المغلق بعد هدمه فى المشاجرة الأخيرة ، تحدث "قاسم" بجدية:-

_ حاضر هذاكر، حاضر بس ....


قاطعه صوت "حازم" من الخلف ينادي عليه قائلًا:-

_ عم جميل


ألتف "جميل" إلى الصوت وحدق بـ "حازم" ومعه "قاسم" الذي أشئمز لمجرد رؤيته وقال بضيق:-

_ خير يا سي حازم خناقة جديدة


تحدث "جميل" بجدية قائلًا:-

_ أتلم يا قاسم، عايز أى حازم


أقترب "حازم" بهدوء منهما وتحدث بنبرة هادئة وأحترام شديدة:-

_ ممكن أطلع أتكلم مع حضرتك شوية؟


_ دا أى الأدب دا كله، مش لاقي عليك

قالها "قاسم" بحدة فنكزه "جميل" بغضب من عصيانه له وقال بحزم:-

_ أخرس يا قاسم، قول اللى عايزاه يا حازم لأنى مش هدخلك بيتي


تنحنح "حازم" بلطف وتوتر ثم جمع شجاعته وقال:-

_ أنا طالب منك أيد قُسم ووعزة وجلالة الله لأحافظ عليها و....


قاطعه "قاسم" بانفعال شديد حين مسك لياقة قميصه بغضب أكبر وقال:-

_ أنت مجنون يالا ولا هى هبت منك على الأخرى، قُسم مين دى اللى تتجوزها يا زبالة


سحبه "جميل" بقوة وهى يقول بضيق:-

_ خلاص يا قاسم بقى ... سيبه الراجل معملش حاجة غلط ودخل البيت من بابه


رمقه "قاسم" بدهشة وقال بتذمر:-

_ أنت بتقول أى يا بابا


_ بقول سيبه يا قاسم وأمشي أطلع فوق، وأنت يا حازم شوفلك حد غير بنتي ، أنا بنتي مش ليك

قالها بحزم ثم صعد مع أبنه إلي الأعلى....


قرأت "قُسم" خبر وفأة "نورهان" على مواقع التواصل الاجتماعي مما أدهشها وجعل قلبها ينقبض ذعرًا، فتحت "صفية" باب غرفتها بصدمة وقالت:-

_ حقيقى الكلام اللى الواد قاسم دا قاله


تركت "قُسم" الهاتف جانبًا وقالت:-

_ قال أى؟


نظر فى الكتاب مع "نالا" وهى تذاكر بجوارها وقالت بلطف:-

_ دى غلط يا نالا، عدي من تاني


قاطعتها "صفية" تقول بجدية وحزن:-

_ نورهان ماتت 


رفعت "قُسم" رأسها إلى والدتها بحزن وتنهدت بضيق ثم قالت:-

_ اه يا ماما لسه قرأ الخبر على الفيس، الله يرحمها 


تحدثت "نالا" بذعر وتلعثم طفولي:-

_ نانا !!


نظرت "قُسم" إلى الطفلة بدهشة ولم تنتبه لوجودها فبدأت "نالا" تبكي بحزن على "نورهان" وأنهيار فقالت:-

_ أهدئي يا نالا، بطلى عياط


_ هى كمان مشيت وسابتني يا مامي

قالتها بحزن وبكاء شديد فمسكت فى ملابس "قُسم" بحزن وقالت بضيق:-

_ قومي ودينى لبابي... قومي وديني عندهم يلا 

قالتها بعناد فمسكتها "قُسم" بحزن فهى لن تذهب إلى هناك نهائيًا وقالت:-

_ أهدئي يا نالا طيب وبكرة أوديكي 


هزت رأسها بالنفي رافضة الأنتظار وقالت:-

_لا ، لا يعنى لا، قومي وديني لبابي دلوقت


_ أقعدي يا نالا والصبح نوديكي 

قالتها "صفية" بحدة صارمة فأجابتها "نالا" بصراخ طفولية:-

_لا إنتِ كذابة ومش هتوديني ، أصلا إنتِ مش بتحبني وبتكرهيني


_ نالا عيب

قالتها "قُسم" بصراخ بعد أن تحدثت الطفلة بهذه الطريقة مع والدتها فغضبت "نالا" منها بعد أن صرخت وقالت:-

_ أنا بكرهك ، أصلًا إنتِ مش مامي وفاتن هى اللى قالتلي أقولك مامي هى وبابي، إنتِ مش مامي وأنا بكرهك 


ركضت "نالا" من أمامها وسط دهشة "قُسم" من حديث "نالا" وهى تتحدث عن الكره فتركت الكتاب من يدها وخرجت خلف طفلتها الصغيرة لتراها تختبي تحت السفرة وتبكي بحزن وشهقاتها تملأ المكان فجلست "قُسم" أرضًا بجوار السفرة وقالت:-

_ بس أنا بحبك ، اه مش أمك بس أنا بحبك وهوديكي تشوفي بابا 


رفعت "نالا" المفرش وأخرجت رأسها لتنظر إلى "قُسم" بحزن شديد وسألتها بتردد:-

_ هتودينى بجد؟!


أومأت "قُسم" إليها بنعم فخرجت "نالا" زحفًا إلى "قُسم" وعانقتها بحب شديد ثم قالت :-

_ سورى ، أوعدك مش هقول الكلام الوحش دا تاني 


تبسمت "قُسم" بلطف وهى تطوق الفتاة بحُب شديد فلم يتبقي لها سوى هذه الفتاة، ساعدت "نالا" فى أرتدي الملابس وأرتدي هى فستان أسود طويلًا بأكمام ومغلق بأزرار من الرقبة إلى الخصر وأسدلت شعرها الكستنائي على الجانبين حرية وأرتدي بقدميها حذاء رياضي أبيض ، خرجت من الغرفة مع طفلتها ورأت والدها يجلس على السفرة مع أمها وقال بحدة:-

_ رايحة فين يا قُسم؟


نظرت "قُسم" إلى أمه وهى قد أخبرت والدها بالفعل ثم قالت:-

_ نالا عايزة تشوف أبوها، حقها يا بابا


_ والله ، وإنتِ حقك فين؟

قالها بحدة صارمة فنظرت "قُسم" إلى "نالا" التى تمسك يدها بخوف بعد معارضة "جميل" وشعرت أنها لن ترى والدها اليوم بعد أن فرحت بهذا اللقاء، تنحنحت "قُسم" بلطف وقالت:-

_ غفران مش هيأكلني يا بابا لو شافني ، وأنا مش هتأخر 


_ مترجعيش تندمي أو تعيطي

قالها بحزم فأومأت إليه بنعم وأخذت الطفلة لتذهب إلى باب الشقة فأستوقفها مُجددًا وقال:-

_ قُسم!!


أستدارت إلى والدها وحدقت "نالا" بوجه "جميل" بخوف من أن يمنعها ، تحدث "جميل" بنبرة حادة:-

_ لما ترجعى أنا عايزك فى موضوع 


شعرت بالفضول وخصيصًا بعد أن تحدث "قاسم" بغضب قائلا:-

_ ما خلاص بقى با بابي وقفل على الموضوع


_ هو في أى؟


تحدث "جميل" بهدوء شديد قائلًا:-

_ حازم طلب أيدك منى 


أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها وأخرجتها عن سيطرتها حين صرخت بغضب:-

_ يتجوزني، وأى كمان يا بابا ، وياترى هيأخدني ببنتى ولا هيقولى مربيش بنت راجل تاني، ويا ترى عرض فيا كام، حازم دا لو أخر راجل فى العالم أنا مستحيل أتجوزه وأقفل الموضوع دا نهائي


خرجت من الشقة غاضبة وبداخلها نار بركاني وترجلت للأسفل لترى "ليلى" بسيارتها على أول الشارع بعد مشاجرتها مع "حازم" ، فتحت الباب الخلفي للسيارة وجعلت "نالا" تركب ثم صعدت هى بجوار "ليلى" ثم قالت:-

_ معلش يا ليلى تعبتك معايا


_ عيب عليكِ على فكرة تقولى كدة

قالتها "ليلى" وأنطلقت إلى القصر وقبل أن تدخل الكمبوند أوقفتها "قُسم" تقول:-

_ أستني يا ليلى، أنا هنزل أستناكم هنا، نالا هتدخلى مع ليلى تشوفي بابا وتقعدي معاه ومتتأخريش عشان مامي واقفة فى الشارع لوحدها عشام محدش يضايقها ، أتفقنا


أومأت إليها بنعم فنظرت إلى صديقتها وقالت:-

_ متتأخريش يا ليلى وخلى بالك منها 


_ حاضر متقلقيش ، خلى بالك إنتِ من نفسك

قالتها ، ليلى" بلطف ثم ترجلت "قُسم" من السيارة لتنظر "نالا" من النافذة وقالت بسعادة:-

_ I love you mum 


تبسمت "قُسم" إليها ولوحت بيدها إلي صغيرتها، أنطلقت "ليلى" بالسيارة حتى وصلت للقصر فأستقبلتها "فاتن" برحب هى والصغيرة فسألت "نالا" بحماس عن والدها:-

_ بابى فين؟


_ فى المكتب، إنتِ جيتي مع .....

قالتها "فاتن" لكن لم تُجيب الطفلة عليها وركضت إلى المكتب بحماس وفتحت باب المكتب تنادي عليه بلطف:-

_ بابى ....بابي


دُهش "غفران" من ظهور طفلته الآن وهكذا "عٌمر" الذي سأل بفزع:-

_ أنتِ جيتي أزاى ؟


حدثته بعفوية وهى تلف حول المكتب حيث يجلس والدها:-

_ مع مامي وليلى


أتسعت عينيه على مصراعيها من قدومها بعد فراق دام إلى شهرين تقريبًا ، الآن تنازلت عن عنادها وجاءت إلى قصره لأجل طفلته الصغيرة فسأل بتمتمة:-

_ مامي معاكِ


_ لا، هى مستنية فى الشارع 

قالتها ببراءة فنظر إلى "عُمر" الذي قال بحزم:-

_ أنا هفهم من ليلى


خرج من الغرفة ليحمل "غفران" صغيرته كي تجلس على قدميه وحدق بوجهها الضبابي ثم قال بلطف:-

_ أى اللى جابك يا نالا؟


_ نانا، هى فين؟ ماتت ومشيت

قالتها بعبوس وتلألأت الدموع فى عينيها فجفف دموع صغيرته بحنان وقال:-

_ قولى ربنا يرحمها واقرأ لها الفاتحة مش إنتِ حافظاها


_اه مامي كل يوم بتقرألي القرأن قبل ما أنام

قالتها بعفوية فتبسم بخفة رغمًا عن وجعه الذي أحرق قلبه الآن من أجل فراقها وقال:-

_ أوعي تكوني بتتعبي قُسم معاكِ أو بتزعليها 


هزت الطفلة رأسها بالنفي ببراءة وقالت:-

_ والله أبدًا يا بابي ، أنا بسمع كل كلامها وبروح المدرسة وبذاكر بس هى على طول زعلانة وبتعيط بس مش أنا السبب هى بتعيط لوحدها وبتتخانق مع جده جميل


تنحنح بألم يعتصر قلبه من حزن فتاته وهى من جلبت لهما هذا العذاب وفتحت أبواب الفراق بيديها إلى قلوبهما، أخذ وجه صغيرته بين يديه بحُب وقال بلطف خائفًا أن يكون وجود طفلته هناك يسبب لها المعانأة :-

_ بتتخانق معاه عشانك


هزت رأسها بنعموقالت ببراءة وهى لا تفهم حجم الكارثة التى تتفوه بها أمامه:-

_ لا، بسبب واحد اسمه حازم عايز يتجوزها 


أتسعت عيني "غفران" على مصراعيها من هول الصدمة وأنزل طفلته عن قدميه بقوة بعد أن وقف من مكانه غاضبًا ثم قال:-

_ يتجوزها!!


_ اه 

قالتها الطفلة ببراءة وهى لا تفهم انها سحبت فتيلة القنبلة التى ستقتل والدها فى الحال، خرج من المكتب غاضبًا ورأى "ليلى" تقف مع "عُمر" فقال بحدة:-

_ عُمر


استدار إليه بدهشة من صرخته وقال:-

_ نعم


_ روح هات قُسم من البوابة ولو مجتش معاك بالذوق هاتها بالعافية 


أتسعت عيني "ليلى" على مصراعيها من غضبه وطلبه إليها، لم يفهم "عُمر" سبب طلبه لكنه مُتأكد أن الصغيرة قالت له شيء جعلته يجن هكذا، أومأ إليه بنعم وذهب بسيارته إلى حيث تقف "قُسم" ....


________________________ 


كانت "تيا" جالسة فى غرفتها تبكي بحزن على فراق والدتها وبجوارها طفلها الصغير يبكي بقوة من الجوع وهى لا تبالي به حتى دلفت إليها الخادمة تقول:-

_ الولد هيموت من كتر العياط


_ خدي وأخرجوا غوروا فى داهية 

قالتها بصراخ لتحمل الخادمة الطفل من فوق الفراش وركضت للخارج مُسرعة وهى ترى "تيا" حالتها تسوء أكثر وأكثر بعد وفأة والدتها ثم قالت:-

_ ربنا يستر دى حاجة ميتسكتش عليها ، أنا لازم أكلم غفران بيه


_______________________ 


كانت "قُسم" تقف على الطريق مُنتظر خروج "ليلى" لترحل وقد تجاوزت الساعة العاشرة مساءً ولم تأتي بعد، رأت البوابة تُفتح فتلهتف لخروج "ليلى" لكنها صُدمت من ظهور سيارة "عُمر" التى توقفت أمامها فأبتلعت لعابها بهدوء وحدقت به، ترجل من السيارة وقال:-

_ أزيك يا مدام قُسم


_ أهلا

قالتها ببرود شديد، رأت رجلين يترجلان من السيارة فحدقت بـ "عُمر" بقلق وقالت:-

_ نعم


تنحنح بهدوء ثم قال:-

_ أنا عندي أمر أخدك على القصر بالرضا أو بالغصب فرجاءً وإنتِ أكتر واحدة عارفة أمره يعنى أي؟ أركبي معايا


رفعت حاجبها بدهشة وضحكت بسخرية ثم قالت:-

_ أمره دا عليك ، لكن أنا لا


_ مدام قُسم، أنا مش هرجع القصر من غيرك لأني مقدرش أقف قصاده ولا أواجه غضبه

قالها بحدة ثم قال:-

_ أركبي


لم تبالي به وعقدت ذراعيها أمام صدرها بعناد ليُشير إلى رجاله بأخذها فصرخت بهما بعناد:-

_ أنت أتجننت يا عُمر، دا أسمه خطف 


لم يبالي بحديثها ليُركبها الرجال السيارة بالقوة وهم معها ليعود إلى القصر ، دلفت معهم وهم يمسكوا ذراعها بالقوة وتصرخ بهم:-

_ والله لأسجنك يا عُمر أنت واللى مشغلك


رأته يقف أمامها وبمجرد رؤيته تركها الرجال بخوف منه وهم يلمسوها، حدقت به بضيق وأنفاسها تعلو من الغضب ، أقترب منها ببرود شديد وقال:-

_ أسجنني يا قُسم ...  بس تُهمتي أى يا ترى


_خاطف أنثي ولا أنت فاكر الدُنيا سايبة

قالتها بعناد شديد وتحدي يغمرها ، أقترب منها خطوة بكبرياء وقال ببرود:-

_ هى فين الأنثي دى


ضربته بقبضتها على لكمته وهو يقلل من شأنها فتألم بخفة من قبضتها وقال:-

_ أه.. إنتِ أتعلمتي لعب الملاكمة


_أنا مبهزرش يا غفران، خلي رجالتك يخرجوني من هنا وألا والله هتصل بالبوليس أقوله أنك خاطفني

قالتها بقوة وعينيها يتطاير منها الغضب والشر غاضبه من سيطرته عليها وهو يعاملها كجارية لديه يفعل بها ما يشاء، تبسم بكبرياء وعقد يديه خلف ظهره بهدوء وقال:-

_ خاطفني.. كدة عرفنا إن إنتِ الأنثى نجي بقى لتُهمة الخطف، أعتقد أن مفيش حد بيخطف مراته يا قُسم هانم


أخذ خطوة نحوه بقوة وشجاعة ثم قالت بحدة صارمة وهى ترفع سبابتها فى وجهه:-

_ طليقته، أنا طليقتك


تبسم بمكر شديد ووضع يديه فى جيوبه بغرور متفاخرًا بذكاءه وقال:-

_ أثبتي


أندهشت من كلمته وتراجعت عن شجاعتها بعدم فهم وقالت بأستفهام:-

_ قصدك أى؟ ما أنت طلقتني هى دى فيها أثبتي


رفعت خصلات شعرها بسبابته ببرود شديد وقال ببسمة شيطانية:-

_ يعنى مثلًا معاكِ مني قسيمة طلاق، طلقتك عند مأذون


أتسعت عينيها بصدمة ألجمتها وضربت يده بعيدًا عن وجهها بغضب وقالت بضيق وخنق من لفه فى الحدين:-

_ ما تبطل لف ودوارن وتقول عايز أي؟


_ عايز أقولك أنك قانونًا قصاد الناس والقانون إنتِ لسه مراتي ومفيش ما يُثبت أني طلقتك

قالها بجدية صارمة ثم سحبها من ذراعها بقوة وقد ترك العنان لغضبه ونيران الغيرة تلتهمها الآن من أفعالها قائلًا:-

_ يعنى ميحقلكيش تفكري فى راجل غيري ولا يتجرأ راجل خلقه ربنا أنه يفكر يتجوزك، إنتِ لسه على أسمي وهتموتي وإنتِ على أسمي 


أبتلعت لعابها بخوف شديد من نبرته القاسية وحدته معها مُتألمة من يده التى تعتصر ذراعها فى يده وقالت:-

_ أنت أكيد مجنون، أنت همك الناس ، أنت قصاد ربنا مطلقني هحتاج أي اكثر من كدة


تبسم بسخرية وقال:-

_ردتك يا ست قُسم


_ أنا مش موافقة

قالتها بصراخ وعناد ليُجيب بنبرة أكثر حدة وخشنة:-

_ وأنا مبأخدش أمرك ولا رأيك، لأن رأيك مالهوش لازمة، امشي غورى على فوق وأنا ليا حساب مع الزبالة اللى عقله صورله أن ممكن يتجوزك واتجرأ وطلبك 


_ مش طالعة، أنا همشي وهأخد بنتي معايا

قالتها بعناد ليدفعها بقوة نحو "فاتن" وصرخ بغضب جنون أرعب الجميع قائلًا:-

_ خدي من خلقتي قبل ما أرتكب جناية فيها، هى تقريبًا مش فاهمة ولا واعية هى متجوزة مني ، ورحمة أبويا يا قُسم لأوريكي عذاب مشوفتهوش فى حياتك وأخلي ليكِ القصر دا سجنك ، غورى 


دفعت "فاتن" بعنادٍ أكثر وقالت بصرخ وهى لا تخشي صراخه وغضبه:-

_ أوعي كدة، أنا مش طالعة أنا هرجع بيت أهلى، أنت فاكرني الجارية اللى أشتراهالك أبوك تطلقني بمزاجك وترجعني بمزاجك 


أستدار من جديد إليها بنظرة ثاقبة كالصقر الذي على وشك ألتهام فريسته فتنحنحت بخوف من نظرته ومسكت ذراع "فاتن" ورغم غضب عقلها من طريقة رجوعها إليه لكن قلبها الأحمق يرفرف فرحًا من الداخل لأجل رجوعها وكونها زوجته رغم كل شيء، هذا الأيسر الأحمق يتراقص كالبلهاء بداخل وينبض بجنون داخلها مُشتاقًا لضمته إليها، تحدثت "فاتن" بلطف وقالت:-

_ أستعيذي بالله من الشيطان الرجيم يا بنتى وأطلعي دلوقت


_ قُلتلك لا

قالتها بعناد فأقترب "غفران" خطوة نحوها لتركض وحدها للأعلي بخوف منه فتبسم على عفويتها وركضها فألتف إلى المكتب وهو يقول:-

_ مبتجيش غير بالعين الحمراء


دق باب القصر ودلفت الخادمة التى تعمل فى قصر "تيا" وطلبت من "فاتن" مقابلة "غفران" فأخذتها إلى مكتبه لتقول:-

_مش فاهم يعنى تيا مالها


_ يا بيه طول الوقت عياط وفجأة تلاقيها بتضحك جامدة وتقعد تتكلم مع حد وكل ما تطلب حاجة تقولى مثلًا أعملى كوبايتين قهوة هاتي طبق تاني ، بتتعامل كأن فى حد تاني موجود ومش فاهمة دا اى؟ 


لم يفهم "غفران" حديثها فقال:-

_ طيب روحي إنتِ وأنا هبقي أجى أشوفها 


________________________ 


دقت الساعة الثانية عشر مُنتصف الليل وزاد قلق "جميل" على ابنته فقال:-

_ كدة كتير ، رن تاني يا قاسم


أتصل "قاسم" على هاتفها وكان مُغلق فقال بضيق:-

_ برضو مقفول


_ أتصل على ليلى ولا أى حد 

قالها بضيق ليقاطعه دق جرس الباب فأسرع "قاسم" وفتح الباب ليجد "ليلى" وحدها فسأل بقلق:-

_ قُسم فين؟


نظرت إلى "جميل" و"صفية" بتوتر ثم قالت:-

_ فى القصر


_ بتعمل أى فى القصر كل دا؟

قالها "جميل" بعصبية وانفعال قاتل لتقول:-

_ غفران بيه حبسها هناك وبقول أنها مراته وأنه مطلقهاش رسمي 


أتسعت أعين الجميع بصدمة ألجمتهم ووقف "جميل" بغضب سافر ثم قال:-

_ هو فاكر نفسه أى؟ أنا هبلغ البوليس وهو هيجبلي بنتي منه 


تنحنحت "ليلى" بهدوء تقاطعه وقالت:-

_ بس قُسم فعلًا قانونًا مراته والقانون مش هيرجعهالك 


صمت الجميع بغضب من ذكاء "غفران" وممارسته للسيطرة عليهم والتحكم بهم، تنحنحت "ليلى" بأحراج ثم قالت:-

_ أنا جيت عشان اطمنكم عليها بس لازم أمشي عشان عُمر مستنيني تحت، عن أذنكم ..


________________________ 


[[ قصـــــــــــر الحــديـــــــــــدي ]] 


فى غرفة المكتب كان غارقًا فى همومه التى لا تنتهي نهائيًا ، لم يكتفي القدر، منذ أن دفن امه بنفسه وهو يشعر بثقل فى قلبه ، تتردد فى أذنه كلمتها الأخيرة وهى تطلب منه السماح، ما زالت عينيه عالقة فى الضبابي لا يستطيع أن يتعرف على وجه طفلته أو أصدقائه ، لا يتعرف على نفسه فى المرآة ، دمعت عينيه بتعب لما سببته له أمه من معانأة وفى النهاية أثناء وداعها أشعرته بالثقل وكأنه هو الظالم فى قصتها، فاق من شروده على صوت "فاتن" تدخل المكتب فجفف دموعه بلطف مُستمع إليها:-

_ مسيو غفران


_ اممم

قالها ببرود وكأنه يخفي ألمه الكبير وأوجاعه فى هذا البرود لتقول :-

_ مدام قُسم عاملة تصوت وتزعق من الأوضة ومش راضية تهدأ


تأفف بضيق وأشار إلى الخادمة بأن تذهب فذهب إلى الأعلى حيث صوتها وكانت الغرفة مُغلقة عليها بأمر منه ، فتح الباب ليراها قد تعبت من العناد وجلست على الفراش غاضبة من حبسها هنا، تحدثت بحدة من معاملته بعد أن وقفت أمامه :-

_ أنت حابسني يا غفران ؟ هو أنا كلبة 


وقف أمامها صامتًا يحملق بها ثم تحدث بهدوء:-

_ للعلم يا قُسم أنا راجل مريض ولازم أعمل عملية وبقاوم المرض دا بعناد واللى هو مالهوش علاج اخده غير التدخل الجراحي ، يعنى يكفني الوجع اللى جوا دماغي وشواكيش بتكسر فيها، الست اللى المفروض أنها أمه دفنتها بأيدي من ثلاثة أيام، ابني مات فى بطن امه غير هموم شركتي، يعنى فيا اللى يهد جبل ويكفي وأخر همي الفترة دى أنا تزيد هموم بيكِ ولا يا قُسم إنتِ مش كلبة 


نظرت إلى وجهه بصمت مُستمع لحديثه عن أوجاعه ومرضه لتهدأ من روعته وقالت:-

_ أنا مش بزود همومك، بس أنا مش لعبة فى أديك ترميني وقت ما تحب وترجعني وقت ما تحب ، أنا .....


بتر حديثها الحاد وهى ما زال تعاند وتجادل فيه، مسك يدها ليأخذها إلى الفراش وجعلها تجلس بلطف ثم وضع رأسه على قدميها ومدد جسده على الفراش مُغمض العينين فحاولت أبعده عنها بغضب لكنه لف ذراعيه حول خصرها النحيل وتمتم بخفة دون أن يفتح عينيه:-

_ دقائق ... خليكي كدة لدقائق 


شعر بأسترخاء جسدها وقد تخلت عن تشنجها فى المقاومة وهى تحملق به بحُب مُشتاقة لوجهه ورائحته ودفئه، كيف تخبره بعذابها فى بُعده وكم ليلة بكت فيها لفراقه؟ كيف تخبره بأنها ذاقت من العذاب ما يكفى بسبب طلبها للأنفصال دون أن تدرك بالقادم من وجع؟ سحبت الغطاء بلطف لتغطيه بحنان خائفة عليه بأن يبرد فتبسم وهو نائمًا وشعرت بيديه تسحبها كاملة للأعلى متنازلًا عن قدميها حتى يضمها هى بين ذراعيه حتى باتت بين ذراعيه ووضعت رأسها على صدره وسمعته يقول بهمس:-

_ شكلك حلو فى الأسود يا قُسم 


تبسمت بخفة على مغازلته الرقيقة لها وقالت:-

_ أنت مُتأكد أنى مراتك، يعنى الحضن دا حلال 


فتح عينيه بذهول من سؤالها ورمقها بُحب مُشتاقًا إليها ثم قال بشوق يحرقه ويضرب النار فى صدره:-

_ إنتِ كلك حلالي يا قُسم ، مش بس الحضن لا ودا كمان 


شعر بقبلة على وجنتها تحولت لقبلات أكثر وكأنه أطلق نيران عشقه وشوقه تحرقها معه وهى يسرقه معه إلى عالم أخر، عالم لا يسكنه سوى العشاق ولن يعرف طريقه أحد غيرهم هائمًا بها ومستمتعًا بعودتها إليه وقد تقابلت أرواحهما معًا .............


يُتبــــــــــــــــــع .......

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا



تعليقات

التنقل السريع