القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية احببت معقده الفصل الثالثة عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم فاطمه سلطان حصريه


رواية احببت معقده الفصل الثالثة عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم فاطمه سلطان حصريه 






رواية احببت معقده الفصل الثالثة عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم فاطمه سلطان حصريه 



الفصل الثالث عشر من أحببت معقدة


( بعد التعديل )


بقلم #fatma_taha_sultan


________________________


#هدير

أَحْيَانًا قَد نَظُنُّ أَنَّ كِتَابَةَ النِّهَايَات سَهْلَة ، وحتي إنَّنِي طِوَال عُمْرِي قَد تَمَنَّيْتُ أَنَّ اخْتَارَ مَا أُرِيدُهُ وَأَفْعَل كُلِّ شَيِّ يَجُولُ فِي خَاطِرِي


وَلَكِن اِكْتَشَفْت مُؤَخَّرًا أَنَّ الِاخْتِيَارَ قَد يَكُن خُدْعَةٌ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ وَأَحْيَانًا الِاعْتِيَاد مَع الْوَاقِع مُرِيحٌ بكثير عن اخْتِيَارِه


فَأَنَا تِلْك المُعقدة يَا ابْنَ آدَمَ لَمَّا تريدني ؟


فَالرَّجُل الْوَحِيد الْأَحَقّ بِحُبِّي لَمْ يَكُنْ باستطاعة أَن يُحِبُّنِي


لَأَقُول لَك ساقسم أَيْضًا بِذَلِكَ فَإِنَّا لَمْ أَعْرِفْ مَا هُوَ الْحَبُّ وحتي الْآنَ لَمْ أَعْرِفْ مِنْ هِيَ الفَتَاة الَّتِي تَسْكُن بداخلي !


فَأَنَا تِلْك المُعقده يَا ابْنَ آدَمَ لَمَّا تريدني ؟ .


____________________________


هدير تعالت دقات قلبها وكانت عنيفة جدا فمن الصعب سماعها منه وجهها لوجه حتي وان قالها الجميع، والاعصب انها تتذكر اخر لقاء جمع بينهم، فأردفت بتوتر شديد


- قاسم انا مش عارفه اقولك ايه انا ..


قاطعها قاسم قائلا بهدوء


- قولي اللي انتِ حاسه بيه


- حاسة اني منفعكش ...


ربما شعر قاسم بألم شديد في قلبه رغم ان عقله كان يتوقع أن السنوات الاخيرة التي مرت لم تتغير من يعرفها ويتوقع ان ذلك سيكن ردها ولكن ألمه سمعاها

حاول أن يجيبها بنبرة هادئة وباردة رغم انها أحرقت روحه


- عمر ما كان في بينا توتر طول عمرك كنتي بتحكي ليا انا اول واحد كل حاجة بصراحة، شيفاني اخ لسة بمعني اصح


هدير حاولت ان تتفوه بأي كلمات قد تسعفها


- قاسم انتَ اكتر واحد كنت عارف قد ايه نفسيتي مضطربة والسنين اللي فاتت، انا زاد فيا عيوب ومتقدمتش في السنين دي انا اتأخرت، ومش حكايه شيفاك اخ إطلاقا ومش ده السبب انا منفعش اني اكون شريكة حياه ليك او لغيرك


قاطعها قاسم بنبره منفعله قليلا هذة المرة


- هدير انتِ بتقلقيني في ايه مش فاهم مالك بعيدا عن أي حاجة


- صدقني انا بقيت اضعف من زمان مش هقدر اديك اي حاجه انتَ او غيرك، صدقني انا هخنقك ومش هكون غير حمل عليك و ..


كانت تتحدث والدموع تترقرق في عينيها ولكنها صمتت حينما وقف قاسم وخلع جاكت بدلته وشمر أكمام قميصه مما جعل هدير تتوتر وحتي ان بعض الناس نظرت عليهم فكانت حركة قاسم محسوسة فهي تجعله يجن بكلماتها


وجلس مرة أخري ليحدث بنبرة حاول جلعها هادئة ولكنه يفشل في ذلك فهي ستقتله بما تقوله


- طيب خليني اتكلم بوضوح اكتر علشان انا شويه وهفرج الناس علينا، بتحاولي تقولي ايه ياريت تتكلمي كلام يتفهم


هدير حاولت ان تتمالك نفسها وتتحدث بشجاعة


- متصعبش الموقف، انتَ قولتلي اكون صريحه معاك


قاسم بسخرية وكأنه الغي تلك النبره الهادئة التي حاول تصنعها


- دي الصراحه من وجهه نظرك ؟


- اه


قاسم أردف قائلا بسخرية لم يستطع كبحها


- جتك اوه، ده شويه وهتقوليلي انك بتاجري في المخدرات، لو رافضة الموضوع بلاش كلامك ده قوليها بصراو فعلا


كأن كلماته التي كانت يوما ما سبب في ابتسامتها اصبحت كلماته اليوم سبب في ارتباكها تخاف ان يعرف الشخص الاهم بالنسبة لها حقيقة ما وصلت إليه، فأردفت هدير بنبرة مرهقة وفاقدة الأمل تماما


- انتَ عايز ايه يا قاسم مش انتَ طلبت تتجوزني ؟


- ايوة طلبت


هدير أردفت بهدوء مُزيف


- وانا مش عارفه ارد عليك دلوقتي وكنت بحاول اتهرب


هدير أردفت قائلة بعد تنهيدة طويلة وهي تحاول ان ترتب بعض الحقائق


- بص يا قاسم انا طول عمري صريحة معاك اكلمك بشكل اوضح، انا لغايت دلوقتي مش عارفة حقيقة مشاعري تجاهك ودي اول حاجه، انا بمر بحالة نفسية وحشة لاسباب تعرفها ومتعرفهاش


اما تالت حاجه بقا انا مشاكلي مع ابويا زايدة وانا مش هطلب منه يجهزني في عز ان هو ابتدي يقطع مصروفي لما عرف اني اشتغلت يعني اللي لازم تعرفه اكيد ان الجواز او الخطوبة اكيد مش هطالب عمتي بده وانا لسه متخرجة وبدأت اشتغل


قاسم لم يهمه اي حرف مما قالته فهو يعلم كل ذلك، فأردف قائلا


- هو انتِ باردة وله غبية وله ايه الوصف الصحيح ليكي يعني حتي كنت منتظر منك تسأليني انا طلبتك ليه، و تساليني ايه اللي خلاني أخذ خطوة زي دي، لو عريس متقدملك صالونات واول مره تشوفيه هتسالي، محسساني ان اني اتقدملك ده شي متوقع مثلا او اني كنت قاري فتحتك وانتِ صغيرة


شعرت هدير بالاستغراب فهو محق علي الأغلب، فأي فتاة حينما يتقدم منها شاب فمن الطبيعي ان تسأله ما دفعه الي الزواج او اختياره لها علي الاقل، فأردفت قائلة بأحراج


- اكيد كنت هسالك، ايه اللي خلاك تفكر تطلب ايدي


أردف قاسم بنبره هادئة وابتسامة


- هعتبر اننا لسه في الاول بعيدا عن المقدمة اللي لازم افهم ايه اللي كنتي بحاولي تشليني بيها


ثم تنهد وأستكمل حديثه قائلا، كانت هدير تستمع له جيدا


- زمان، انا حبيتك فعلا كأخت ليا هونتي عليا موت اختي الله يرحمها زمان كنتي سبب في ابتسامتي وسبب للبهجة اللي رجعت حياتي بعد ما كنت دخلت في اكتئاب شوية، لاني كنت متعلق بيها جدا، سنين عدوا وانتِ بتكبري قدامي وبتعلق بيكي اكتر وبدخل في تفاصيلك اكتر ويعلم ربنا انا طول السنين اللي كنت معاكي فيها معاكي دايما عمري ما بصتلك بنظره تانية


ثم روي عطشه وشرب مياة وأستكمل حديثه قائلا


- كلنا بنتعلم من غلطنا، بعدت عنك علشان عرفت انه كان غلط واني بضرك، وعمر بعدك عندي كان شي هين انا كنت عايز اكون معاكي في كل لحظة خلال السنين اللي فاتت، عايز اضايقك بالاغاني اللي بسمعها، وعايز اصحي الصبح اوصلك زي زمان


عايز اكون اول حد تحكيله همك، عايز اكون جنبك في أي حاجة


كانت هدير تحاول أن تتفادي النظر اليه فهي تقسم ان ضربات قلبها ستفضحها وانه يخجلها بحديثه أكثر من تلك المشاهد المُخلة التي تراها وتسللت الحمرة الي وجهها لتشعله وتجعل مشاعرها ترتجف لسماعها تلك الكلمات رغم انها رقيقة وهادئة كصحابها ولكنها لمست قلبها، ليستكمل قاسم حديثه وهو يري خجلها ونظرها علي الطاولة لعلها تتفادي تلك النظرت وتستند علي يديها بذقنها


- عايز اقولك مبروك وانتِ قدامي، عايز اقولك مبروك مش مجرد رسالة سخيفة ، كل يوم مشاعري بتتغير كل يوم وانا خايف أخد خطوة مش ضعف بس خوف من خسارتك، خوف من اني اكون بظلمك لغايت ما أتاكد من مشاعري، بعد لما حضنتيني ...


قاطعته هدير بارتباك شديد وخجلها زاد حينما ذكر هذا الموقف رغم أنه لم يقصد احراجها


- والله انا مكنتش قصدي حاجه يا قاسم وقتها والله


- انا مش قصدي حاجة وانا عارف ان كان تصرفك متهور ومقدر الحالة اللي انتِ كنتي فيها، من بعد اليوم ده وانا بستخير ربنا، كل الاشارات كانت اني اتقدم ليكي عارف انك مُعقدة زي ما انا كنت بتريق عليكي زمان


ثم تنهد وابتسم أكثر هذة المرة وأ{دف قائلا


- ممكن عندك فوبيا وعُقد صغيرة كده بس انا ملقتش حد لمس قلبي زي ما انتِ عملتي، انا بعدت عنك وكنت فاكراني همل من اني اعرف اخبارك وهقابل اللي تشغلني وتعرفني ان علاقتي بيكي كان تعود وشعور هينتهي مع الوقت


عدي بدل السنة تلاتة يا هدير مفيش يوم فيهم عدي الا وعايز اكون معاك، عرفت بنات بعدد عُقدك لو تحبي اوصفك كده مدام انتِ شايفاها كتيرمحستش اني حبيت اشارك واحدة باللي حاسه، انا معرفتش ابني احلامي او احكيها لحد غيرك


ثم تنهد تنهيدة مطولة وهو يراها مندهشة مما سمعته وحتي هو مندهش فلم يحدث بتلك الكلمات مع أي أحد ولم يخرجها لطالما كان شعور يدفنه بداخله، أردف قائلا


- مش عارف اقولها ليكي وله لا بس انا بحبك مش كاخوكي النهاردة وعايزك بكل عقدك وكل اسبابك المنطقية والغير منطقية، ولو موافقه انا مستعد اكلم عمك وابوكي لو قولتي اه ولو قولتي لا أحنا جيران وخلاص وننسي اني طلبتك


صدع صوت هاتف هدير وهو يعلن عن إتصال من عمتها لتجيب هدير وعمتها تحثها علي الرجوع الآن، فوليد في البيت


فأغلقت معها وتفهم قاسم الوضع وتفهم ايضا ان تلك الجنية تريد الهرب ولكن الي متي ستهرب ؟!


__________

علي لسان هدير


انا كنت مكسوفة من كلامه، مكنتش متخيله اني هتكسف بالشكل ده، ويمكن اول اعتراف صريح من راجل لبنت بحبه ليها مش بيتنسي بيعلم لبقيه العمر


_______________


كان وليد يجلس مع هاجر ويطمئن علي احوالها ربما ما حدث بينه وبين هدير يختلف كل الاختلاف عما حدث بين هدير وقاسم في السنوات الاخيرة، فتقرب وليد من هاجر وهدير كونه ابن عمها، ودائما يسأل عنهما


- هي هدير بتتاخر كل ده في الشغل


- بتجيب حاجات مع ساره و زمانها جايه


- تمام، ايه اخبارها مع عمي


هاجرأردفت بانزعاج وغضب من شقيقها


- عمك من ساعه ما اتخرجت وهو مطنش موضوع انه يبعت مصروف ولازم هي تتصل بيه وتفكره ونفسها عزيزة عليها


بتحاول تعتمد علي نفسها، رغم مرتبها صغير جدا علشان دي فترة التدريب ومش بترضي تاخد مني فلوس


وليد بحزن عليها و غضب علي عمه و علي والده ايضا لربما حتي يومنا هذا لم يفهم وليد ما هو موقف ابيه وفي اي صف يقف


- والله يا عمتي انا مش عارف عم عماد ليه بيعمل كده معاها


وليد أردف قائلا بحزن


- يعني بتصرف منين ؟!


- مرتبها وعلي قد المصروف اللي لسه بيبعته بس بعد ما بينشف ريقها يتاخرفهو باين هلاص كلها شهرين ويقول مش هبعت حاجة، هو صحيح ابوك خلصا هيقاطعني هو كمان


شعر وليد بالاحراج فأردف قائلا


- مشغول علشان فرح مريم قرب


أردفت هاجر وهي تلوي شفيتها بتهكم


- بلاش تكدب عليا، انا اكتر واحدة عارفة اخواتي زعلانين علشان بعت نصيبي


- ده ملكك وانتِ حره فيه، وبعدين هو زعلان علشان اللي حصل قبل كده بين قاسم وهدير ولانه هو المشتري


- هدير نفسها متعرفش اني بعت اصلا، محستش اني المفروض اشغلها بحاجه زي دي لان ملهاش لزمه


وليد لا يعلم لما اتت في باله تلك الساحرة الخبيثة والتي تستطيع اغضابه و بشده وكأنها كابوس حياته حينما يراها صدفة


- هي ساره دي كويسه يعني علشان تبقي رايحه جايه مع هدير وتروح عندها


- كويسه جدا حتي ساعات بتبات عندنا وبعدين بقالنا سنين نعرفها وكانوا زمايل في المدرسة ومن ساعة ما دخلوا الجامعة وهما مش بيفارقوا بعض


ثم أكملت حديثها باستغراب


- بس انتَ بتسال ليه


وليد أردف بغيظ شديد


- مش عارفة قابلتها كذا مرة مجنونة ولسانها طويل


- هي لاسعه حبتين بس جدعة جدا ومسابتش هدير تحت اي ظرف


ودخلت هدير بعد دقائق هدير وسلمت علي وليد، وبعد فتره ذهب وليد لتقص هدير ما حدث علي هاجر التي لم تعلق او حتي تعقب علي كلامها فقط اكتفت بقولها ان تفكر فهذه حياتها واما عن نفسها فهي ليس لديها اي اعتراض

_____________________


بعد مرور اسبوع


اتصلت هدير بقاسم واتفقت معه قاسم ان يقابلها في نفس ( الكافيه )الذي كانوا يجلسوا به في المرة السابقة، وحينما تقابلوا تحدثوا الاحاديث المعتادة حتي تنهدت هديرلتتحدث قائلة بشجاعة مزيفة


- انا وصلت لقرار ومليش كلام بعده واتمني تفهمني وتسمعني للاخر ...


قاسم أردف بهدوء مزيف يتنافر مع النار المشتعلة في قلبه


- اتفضلي يا هدير


هدير أردفت قائلة وحاولت ان تنظر له حتي تظهر له انها واعية ومدركة تماما لما تتفوه به


- انا مش اقل من سنه او ممكن اكتر علشان اقدر اقولك حتي اه او لا


أردف قاسم بنبرة غير مستوعبة


- سنة ؟!


- ايوه سنة يا قاسم، لان اي قرار هقوله دلوقتي متاكدة اني هندم عليه لاني مش عارفه افكر، والفترة دي هتبقي تأهيل لنفسي ممكن متفهمنيش كويس بس انا رايحة لدكتوره نفسية ومتسألنيش ليه وهبدأ في كورس لتحضير نفسي علشان اكون محاسبة قانونية


أخذت نفس عميق لعلها تصلح بشاعة ما تقوله علي قلبه


- انتَ طول عمرك كنت عزيز عليا يا قاسم ومازالت، انا مش بطلب منك تستني سنة وحتي لو خلال السنة دي انتَ اتعرفت علي واحده وممكن جدا مشاعرك تتغير انا مش هزعل ابدا، لاني مليش عين اطلب من حد كان ليا نعم الصديق والاب والاخ ورفيق دربي و كنت ليا ضهر كل حاجه و مازالت، فمقدرش اطلب منك تستني سنة وانا مش عارفه اقولك ايه بعدها ..


كان قاسم يشعر بالصدمة لما تتفوه به لتستكمل حديثها


- بعد سنة من النهاردة لو لسه قلبك زي ما هو من ناحيتي ومغيرتكش الايام ولسه عايزني اطلبني وقتها


لو اتغيرت من ناحيتي او شوفت اللي تستحقك، فانا بتمني ليك الخير برضو


أَرْدَف قَاسِمٍ وَهُوَ مَازَال يُحَاوِلْ أنْ يُعَرِّفَهَا أَنَّهَا غَالِيَةٌ وَلَيْسَت هِينَة مِثْلَمَا تَظُنّ وَإِنَّهَا غَالِيَةُ عَلِيّ قَلْبِه ، فَمَازَال يُحَاوِلْ أنْ يَلْطُف جَرْحُهَا بِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّ جِرَاحٌ قَلْبِه تَنْزِفُ وَلَا تَعْبَأْ بِه، فَهَلْ هَذِهِ الضّرِيبَة الَّتِي يَجِبُ أَنْ يَدْفَعَهَا بِسَبَب حُبّ تِلْك المُعقدة ؟


- لو مكنتيش تستحقيني مكنتش فكرت فيكي ، لسه معرفتيش قيمه نفسك يا هدير انتِ غاليه اوي


ثم أكمل بنبره مرحة لا تتناسب بتلك الينران التي تتواجد في قلبه


- لينا لقاء لو لسه كاتبلي عمر بس مش هقبل غير انك تطلبي ايدي بنفسك ..


______________


علي لسان هدير


عدي شهور ودخلنا في السنة الجديدة مكنتش عارفه ابطل الموضوع كنت بقعد بالعشر ايام مبكلمش حد وبصلي وبرجع في لحظة فراغ افتح اكلم اناس ومكملش لدقايق حتي وارجع انب نفسي واقفل، علاقتي بقت قويه مع عبير بقيت اكلمها كتير بس من الاكونت الفيك رغم اني كنت بتابعها من الاساسي بس برضو كنت لسه مكسوفة اني اعرف شخصيتي ليها وشايفة انه عار كبير

نصحتني عبير اني اروح لدكتور او دكتورة نفسية بس كنت مكسوفه من فكره اني اروح واتكلم مع حد في موضوع بيضايقني بالشكل ده حتي لو الشخص ده قادر علي علاجي برضو كنت محرجة ...


________________________


في منتصف مايو عام 2018 دخلت هدير العيادة بعد حضورها لدرسها الديني في احد الجوامع واخيرا اتت، بعد ما قالته لها عبير، سمعت ند طبيبة تُدعي فرح خالد في اواخر الثلاثينات من عمرها


دخلت هدير بعد ان تركتها المساعدة لتدخل وتري أمرأة ترتدي حجاب وبنطال فضاض كانت قصيرة ونحيفة أيضا ترتدي نظارة طبية فالواقع لا يظهر عليها عمرها إطلاقا فلا يظن من يراها انها تخطت الثلاثين من عمرها


جلست هدير بارتكاب وكأنها تنتظر ان يتم التحقيق معها فأردفت فرح بعد أن مدت يدها وصافحتها


- تشربي ايه بقا


- افندم ؟


فرح تحدثت بابتسامة مشرقة تماما


- تشربي نسكافية وله شاي او ايه مشروباتك السخنة اللي هي ياريت متعديش عن النسكافية والشاي والنعناع علشان مفيش غيرهم اما لو بتشربي حاجه سقعه فده موضوع تاني


هدير أردفت بذهول فهي لا تصدق طريقتها وديكور عيادتها وكأنها ليست في عيادة بل هي تزور احدي صديقاتها


- هو حضرتك دكتوره فرح خالد ؟


فرح أردفت قائلة وهي تذم شفتيها وتتصنع الضيق


- والله هو انا فعلا اللي انتِ بتسالي عنها بس انا مبحبش وصفي بدكتوره ده لقب ده علشان اريح ابويا كان نفسه اطلع دكتورة باطنة وله حاجة، بس ما علينا انا فعلا فرح خالد و حضرتك هدير عماد صح ؟ فبلاش مقدمات كتيره قوليلي تشربي ايه، تشربي شاي ؟


هدير أردفت قائلة بعدم تصديق فهي تقسم ان هذه الفتاه هي من تحتاج لدكتور نفسي مثلها تماما


- عادي


- كويس اهو ارخص حاجه


بعد وقت بالفعل صنعت فرح كوبين من الشاي، باستخدام طاولة صغيرةو التي توجد في الغرفه فوقها بعض الاكواب و بجانبها غلاية كهربائية واعطتها لهدير ثم أردفت فرح قائلة


- خليني اخمن سنك


اجابت بعد ثواني : في اوائل العشرينات صح


- اه


-حلو شغاله وله قاعدة في البيت منتظره ابن الحلال


- انا شغالة في مكتب محاسبة ..


أردفت فرح قائلة


- الهدير هو صوت الحمام الذي يردده في حنجرته وهو صوت الأبل في غير شِقْشِقَةٍ أي الذي يتردد في حنجرته ولا يخرج من فمه حيث يعرف الصوت الذي يردده الأسد من داخل حنجرته باسم الهدير .. برغم من ان صوت الاسد يعرف بالزئير


هدير أردفت بتلقائية فهي لم تظن انها ستحادثها في تلك الاشياء


- ده بجد ؟ هو انا حاسه اني جايه اقابل واحده صاحبتي مش دكتوره نفسيه في عياده انتِ مسالتنيش 

انا جاية ليه


- مش عارفه انا ليه مش بحلل فلوسي اللي باخدها من فلوس الناس وبعدين يعني هل انا وحشه اوي كده علشان مكنش صاحبتك ؟!

___________________



الفصل الرابع عشر من أحببت معقدة 


( بعد التعديل ) 


بقلم #fatma_taha_sultan


_________________________


هدير أردفت بتلقائية فهي لم تظن انها ستحادثها في تلك الاشياء


- ده بجد ؟ هو انا حاسه اني جايه اقابل واحده صاحبتي مش دكتوره نفسيه في عياده انتِ مسالتنيش

انا جاية ليه


- مش عارفه انا ليه مش بحلل فلوسي اللي باخدها من فلوس الناس وبعدين يعني هل انا وحشه اوي كده علشان مكنش صاحبتك ؟


فنظرت لها هدير باستغراب وببلاهة في علي الاغلب هذه الدكتورة ستصيبها بالجنون 


 بعد وقت من الحديث كانت فرح تسالها اسئلة طبيعية تماما تسألها اي فتاه لفتاة اخري حينما تتعرف عليها


فكانت هدير تتوقع ان تكون المقابلة صارمة أكثر من ذلك، فأردفت فرح قائلة وهي تحاول أن تعرفها عن نفسها 


-  مدام انتِ حكتيلي عن حياتك شوية،  فانا هحكيلك عن نفسي انا اسمي فرح وعندي 38 سنة، سنجل وعايشة مع والدي


أردفت هدير باستغراب وصراحة 


-  انا من ساعة ما جيت بحكيلك انا مين ده انا قربت اروح 


-  انتِ جاية علشان تحكي مين انتِ  وعشان تعرفي مين الشخص اللي انتِ جايه ليه وهتقضي فترة معاه من الوقت المفروض تكوني مرتاحة فيها ليا، في مصر الدكتور النفساني بيتخيلوا ان اللي بيروحله مجانين،


  كأنك بتختاري شريك حياة او  صديق فلازم تختاري شخص تبقي عارفه هو مين 


ثم تنهدت فرح لتستكمل حديثها قائلة


-  انا عايزة اساعد حد يكون حابب ده ميه في المية، واحد واثق انه  حابب يتعالج، اي شخص بمجرد دخولة  العيادة هنا


 المفروض انه عمل اول خطوه في علاج، دي لوحدها خطوة مهمة جدا أنه ادرك أن في مشكلة 


كانت هدير تنظر لها بهدوء وقد شعرت بالراحة معها حقا فهي كانت مترددة في البداية، لتستكمل فرح حديثها قائلة بابتسامة مشرقة 


-  هحلل فلوسك Don't worry


بس عيزاكي تعرفي شيء مهم ان مفيش حاجة اسمها انا مجنونة عشان بروح لدكتور نفسي 


لان اي شخص تعرفيه في حياتك عنده عُقدة  من شي حتي لو انتِ مش ظاهرلك ده،  انا هستناكي يوم تاني و اتاكدي ان هكون سعيدة لو لمده أربع ايام معملتيش الشيء اللي انتِ كتبتيه في الملف وجيتي هنا عشانه ...


_______________________


بعد مرور ثلاثة ايام في المكتب، التي تعمله به سارة وهدير


 كانت ساره قد انتهت من احد المسلسلات التي تتابعها علي الهاتف وكان يتجهز الموظفين للانصراف، فأردفت سارة قائلا 


-  هو انا ظلمت حد في حياتي يا هدير ؟


هدير انتبهت لحديث سارة فأردفت هدير باستغراب 


- ليه بتقولي كده


-  جاوبيني  وريحيني


- لا ياستي معتقدش انك ظلمتي حد يعني، بس في ايه


ساره أردفت بشرود وجدية حتي ان هدير صدقت انها علي وشك البكاء 


-   هل انا مش حلوه يعني


-  انتِ قمر مش حلوه بس في ايه يا ساره مالك


أردفت سارة باندفاع وانزعاج أجادت تصنعه 


-  اومال ليه مفيش حد بيعبرني من ساعة ما سبت الاكس يعني واول ما اقرا اي روايه البطلة بتلفت نظر البطل وخمسة ستة معاه هل انا فجلة مثلا يعني انا من حقي اعرف انا مش بلفت نظر حد ليه يعني ديما احسن مني في ايه


هدير أردفت بانزعاج من هرائها الذي يخفف عنها ولكنه لا ينتهي ابدا فهي قلقت بسببها وكأن هذه السنوات لم تجعلها تتعلم خدع سارة 


- ساره ابوس ايدك بطلي فراغ، انا افتكرتك بتتكلمي بجد


ساره غامزة وبنبرة شبه متذمرة 


-  لسه مش عايزه تقوليلي بتروحي فين يا هانم،  بتلعبي بديلك وله ايه طب قوليلي ده انا ستر وغطا علي اي يلعب بديله


هدير حاولت ان تتحدث وتقول لها، فالنهاية سارة يجب ان تعلم ذلك فهي لن تصدق ان هدير ستذهب لمكان بمفردها 


-  يا بنتي متحطيش في دماغك خيالات قذرة انا بروح لدكتورة نفسية


-  وانتِ ليه مقولتليش يعني افرضي حابه اجي معاكي


-  هو انا رايحة اتفسح يا سارة انا مكنتش ناوية اقول لحد بس انتِ يعتبر اقرب حد ليا وفي نفس الوقت انتِ يعتبر اللي هتغطي عليا قدام عمتي


سارة  أردفت قائلة بمرح حتي تخفف عنها الحرج 


-  مصلحه يعني انا كوبري،  وبعدين ليه يعني انتِ بتعملي جريمة ده مصر كلها بتروح لدكتور نفساني كانهم رايحين النادي تبع الموضة،  طيب هو انا ممكن اجي معاكي بجد مش هزار والله ؟؟


هديرأردفت  بانزعاج ونبرة منفعلة قليلا 


-  تيجي معايا تعملي ايه ؟؟، انتِ هبلة


ساره أردفت بجدية زائفة ولكن كالعادة يصدقها الناس 


-  لا ما انا مريضة،  انا عندي مشكلة كبيره جدا جدا الموضوع ده ظهر من حوالي اربع سنين كده


هدير أردفت قائلة  وهي ترفع حاجبيها باستغراب 


-  عندك ايه يا ساره انتِ بتقلقيني


ساره وهي تخفض رأسها وتتحدث بنبرة خافتة 


-  انا كنت بفكر كتير في الموضوع ده حتي اني روحت لشيوخ وروحت حتي للناس المبروكة بس انا مفكرتش في العلاج النفسي 


-  في ايه يا ساره مالك


ساره بدأت حديثها بنبرة جدية التي لا يستطيع احد كشفها مهما كان قريبا منها لتعود مرة أخري الي نفس نبرتها الطبيعية المرحة 


 - انا بصراحه عُقدي كلها هتروح لو لقيت حد بيكلمني بعد نص الليل غيرك حد بدقن كده 


 يمكن انا عندي مشكله نفسيه يعني ديما احسن مني في ايه فين عمر ابلكاشه هيا جماعة هو انا مش لاقيه رجاله حلوه هنا في المكتب ليه يعني لازم المدير يكون قد ابويا وصاحبه تبا لكم جميعا


هدير بانزعاج من مرحها الذي جعلها تقلق وفي النفس الوقت اضحكها فلا كانت تعلم هل هي غاضبة وحانقة ام تبتسم 


-  الله يحرقك يا ساره بجد 


ساره أردفت بعتاب مبالغ به


-  مشكلتك انك مش بتقدري مشاكلي النفسية احنا عيلتنا البنات اللي اصغر مني عيالهم دخلوا المدرسة، انا بقيت عانس، بصراحة بقا انا عايزه ارتبط واحب انا عندي جفاف لدرجة ان اول واحد هيدخل ناو اقسم بالله هرتبط بيه ايه رايك بقا


هدير باستغراب وهي تعقد حاجبيها وهتفت  بنبرة متسائلة 


-  اي واحد ؟


-  ايوه اقسم بالله  اي واحد خلاص


دلف وليد الي المكتب وسأل احد العاملين وقال انه يمكنه الدخول ليكون اول شخص يدخل الي المكتب الذي هو عبارهةعن غرفه بها اربع مكاتب تقريبا منهما ساره وهدير، فأردف وليد قائلا بابتسامة هادئة


-  مساء الخير


هديرأردفت قائلة  بمكر وانخفضت الي مستوي سارة التي كانت تجلس علي مكتبها ونزلت حينما سمعت صوته 


-  اهو جه


ثم ابتعدت هدير عنها قائلة 


-  مساء النور يا وليد


ساره حاولت ان تتحدث بنبرة هادئة ولكنها فشلت فهي تغضب حينما تراه وتتذكر تلك المواقف المحرجة التي فعلتها معه  


-  يااارب صبرنا


وليد أردف بانزعاج وسخرية من سارة 


-   ربنا يلهمنا الصبريارب فعلا كلنا محتاجينه


ثم حاول ان يوجه حديثه لهدير 


- اسف يا هدير علشان جيت فجأة بس تليفوني فاصل شحن، كنت قريب من هنا، وعمتي كانت طالبة الكتب والحاجات دي وانا مسافر شرم الشيخ اسبوعين فمش هعرف اعدي عليكم لغايت ما ارجع 


ثم ترك وليد الحقيبة التي كان يحملها علي المكتب وأصدرت صوت بسيط ولكن حاد قليلا، فأردفت ساره بانفعال 


-  ما براحة، مترزعش المكتب ده مش بتاعنا يا استاذ انتَ


وليد أردف بنبرة مليئة بالغيظ


-  انا مش عارف انتِ مستحملة نفسك كده ازاي بجد ده انتِ بلوة من بلاوي الزمن


هدير باستغراب ربما سمعت من سارة عن مواقفهم ولكنها لاول مره علي الطبيعة تري شجارهم وطريقتهم 


- في ايه يا جماعه مالكم


وليد حاول أن يهديء من نفسه فهو لن يزعج نفسه من اجل دقائق سيكون معها في نفس المكان وكأنه يكذب علي نفسه 


فإذا كان يستطيع لكان جلس لساعات طويلة وليأخذ ساعات من اليوم الاخر فقط ليسمع حديثها المزعج،  فحقا علي ما يبدو ان هذه الفتاة، تريد قتله بأنفاسها الغاضبة وتلك العروق التي تبرز في يدها التي تستخدمها 


دائما فالاشارة أثناء حديثها  فلا شك انها تمتلك شامة جميلة ومميزة أسفل شفتيها المتعجرفة والمغرورة والتي يظن انها تخفي بداخلها لسان بطول هذا المبني، فأردف قائلا بنبرة هادئة 


-  مفيش، ورايا مشوار مهم و ادي الحاجة لعمتي وانا لما اشحن التليفون هكلمها ..


هدير حاولت ان تلطف الاجواء قائلة 


-  ماشي يا وليد نورت والله


ساره قهقهت بسخرية غريبة فلاول مرة تكون سخيفة مع احد بهذا الشكل لطالما تعاملت مع الجميع بمحبة طبقا لشخصيتها الاجتماعية 


-  اه والله النور بيجي لصاحب المكتب كتير ...


وليد أردف قائلا فهو لم يستطع أن يسمع حديثه 


-  دمك تقيل، سلام


وخرج وليد لتغضب ساره بسبب هروبه قبل ترد علي غلطه بها بغلط العن، فأردفت ساره بانزعاج وانفعال 


-  انا دمي تقيل طيب


لتتحدث وكأنها تخاطب نفسها 


- بس بصراحه هو وسيم اوووي ممكن ينفع يعني و بعدين انا اقسمت يعني يقضي الغرض


هدير أردفت هدير وهي تضحك علي طريقتها 


- ارجوكي ارحمي نفسك من المسلسلات دي هي اللي ودتك في داهية وبعدين ابقي خدي الشنط عندك لغايت ما وانا راجعة منعند الدكتورة  اخدهم

________________


شهقت امينة ولطمت علي وجهها حينما اخبرها زوجها بما فعله ابنها في الاونة الأخيرة فهي لا تعلم اي شي، ولا تعلم حتي ان ابنها مُعترف تماما بحبه لهدير وانه فاتحها في الموضوع هي وعمتها بشكل جدي وعلمت قرار هدير


- سنة !!! يا ميلة بختك يا قاسم يا ميله بختك يا امينة في ابنك 


- ياستي انتِ لما بتصدقي، حصل ايه علشان تندبي كده ليا حق مكنتش اقولك من الأول 


أمينة أردفت بسخرية وحزن في انن واحد 


- يعني احنا قعدنا خمس سنين عشان يعترف لنفسه انه بيحبها


ويوم ما يأخد الخطوة يستني الهانم سنه عشان تعرف هي تقبل بابني وله لا 


أردف خليل قائلا بعد أن استغفر ربه 


- اهدي قاسم كبير ومش صغير، وسبيني اكمل كلامي هو واحد شايف انه بيحب واحدة وانتِ فاهمه حوار السنين اللي فاتت واللي مش هنقوله هنعيده


هدير لسه مستغربة الوضع وانتِ والناس كلها عارفة ظروفها، وهي مغلطتش يا أمنية هي قالت لابنك خلال السنة دي شوفت واحده غيري


هي مش ربطاه بحاجة


ثم تنهد واستكمل حديثه قائلا 


-  ابنك استني او لا ده قراره مش قراري ولا قرارك ولا قرار هدير نفسها هو اللي عايز يستني البنت اللي شاف نفسه معاها برغم كل العواقب هو عايزها هي


أمينة أردفت بانفعال قائلة


- اسكت واحط الجزمة في بقي صح يا خليل؟


خليل تحدث بنبرة هادئة وبها بعض الحب والحنان ليحتوي جرح زوجته وحساسيتها كأنثي وكأم تخشي أن تضيع سنوات من عمر ابنها دون فائدة وإن يمر الزمان عليه ويجد نفسة وحيداً دون زوجة او إبن وأسرة 


-  يا ام قاسم، انا مقدر انك عايزة تفرحي بيه وتشوفي عياله زي ما انا نفسي 


بس افهمي انتِ ابنك من ساعة حتي ما دخل الجامعة وليه زمايل وبيحتك بناس وطبعا فيهم بنات لغايت دلوقتي عمره جه حكي تفاصيل حد زي هدير ؟


-  عمره ما عملها 


خليل أردف قائلا بحكمة لا تمتلكها بعض النساء حينما تتغلب عليهم حساسيتهم وعاطفتهم 


-  كان لازم اشجعه انه يتقدم للبنت اللي بيحبها علشان ميفضلش ملوش موقف، مينفعش اقوله لا انتَ لازم تفرحنا بيك واقوم امسكه من ايده اجبره يتجوز 


هو انتِ عايزه كده ؟ انتِ مخلفة راجل ده لو بنت مش هنغصبها أساسا الجواز ده مينفعش يتم باختيار حد تاني 


أمينه أردفت قائلة بنبرة متأففة


-  مقولتش نغصبه بس هو معلق نفسه بيها وهدير بتوجع قلب ابني وبس ..


-  هو حر،  انا مش هقدر اقوله سيبك منها وانا متاكد انه عايزها


مينفعش اخليه يروح يشوفله واحدة يرتبط بيها ويظلمها معاه ويظلم نفسه


في الاول والاخر ده نصيب وابنك شايف انها نصيبه 


ثم تنهد واستكمل حديثه قائلا 


- كل اللي احنا نقدر نعمله نقول ربنا يهديه ويرزقه بالزوجة الصالحة واللي يرتاح معاها العمر كله سواء هدير او غيرها


-  انا عارفه كل ده


بس انا مش عاجبني إنتظار ابني وقلقانة افرض كسرت بقلبه في الاخر 


-  اللي ربنا كاتبه هيكون ولا رأي قاسم ولا رأي هدير اللي بيمشي 


الله اعلم النصيب فين  

______________________


دخلت هدير العيادة


كالعادة استقبلتها فرح بسعادة وتحدثت معها وسألتها علي ما فعلته في هذا الاسبوع


وبعد وقت دقت ساعة العمل وبدأت هدير تسرد منذ اول يوم رأت ذلك المنشور وحذفت الشخص وحتي يومها هذا


فأردفت فرح وهي تعقد ساعديها 


- حلو جميل جدا


هدير أردفت  باستغراب هذة المرة من طريقتها فهي لم تبدي اي رده فعل مما كانت ترسمه في خيالها 


- هو ايه اللي جميل يا دكتوره ؟


أردفت فرح وهي تلوي شفتيها بتهكم فهي لاول مرة تري حالة تشخص نفسها وكأنها هي الطبيبة


-  انتِ واخده مكاني، هقولك ايه غير انه جميل 


- خت مكانك ازاي ؟


- بقالي ساعة ونصف بسمعك علشان تقوليلي  في الاخر 


انا عندي ادمان " مشاهده المواقع الإباحية " 


مشخصة حالتك فلازم انا اروح ابيع بطاطس بقا


فأردفت هدير بتأكيد لوصفها لحالتها 


-  ما انا مُدمنه فعلا


فرح أردفت بجدية هذه المرة ولكن نبرتها هادئة 


- بصي يا هدير مفهومك عن الإدمان غلط مش مجرد انك قريتي مقال ومريتي بحاجات شبه الأعراض اللي قرتيها 


تبقي انتِ مدمنه


لتأخذ نفسها وتستكمل حديثها وهدير تركز معها بكل حواسها 


- انتِ عارفه ايه هو الإدمان 


كل شي في حياتنا الافراط فيه بيكون ادمان وده حصل في الايام دي 


يعني لو هنرجع بالزمن لورا شويه عمرنا ما كنا نتخيل ان في حاجة اسمها ادمان مواقع السوشيال ميديا ان حد يدمن حاجه زي دي هو اللي المفروض يتحكم فيها مش العكس


و لا حاجة اسمها إدمان القهوه او مدمن لبورصة

و ....الخ


لتبتلع ريقها وتحاول ان تشرح لها أكثر


- الإدمان هو الاعتياد علي شي معي


غالبا بتكون أسبابه  ان الإنسان بيحاول يعمل حاجة  غير مألوفة علشان ينسي الواقع اللي بيعيشه


وده بيختلف من عصر لعصر


أردفت هدير بعدم فهم 


- بتختلف ازاي


-  يعني زمان كان الإدمان بينحصر في فكرة  المخدرات او المواد الكحولية الناس كانت بتسكر علشان  ينسوا نفسهم 


توضيح اكتر  لان ده كان الشي الغير مألوف عندهم زمان لما حصل اختلاف والدنيا اتطورت


ومع دخول عالم التكنولوجيا ظهرت مفاهيم جديدة في الإدمان زي اي حاجه في الدنيا ظهرت مع التطور ده في حاجه اسمها ادمان الألعاب الإلكترونية !!!


هدير أردفت بنبرة حانقة ومازالت لا تفهم المغزي 


-  انا المفروض اعمل ايه بكل ده اكتئب اكتر


-  الانسان المدمن مبيقدرش يبطل شي انا معاكي في دي مغلطيش ...


قاطعتها هدير ولم تنتظرها ان تستكمل حديثها 


- طب كده انا مدمنه


-  حسب ما قولتي عمرك حتي ما فتحتي اي اكونت واتكلمتي مع حد في عز


ان في حد معاكي او ان في حاجة تانية شغلاكي


هدير أردفت بتأكيد لكلماتها  


- صح


- اكيد اتفرجتي علي افلام كتير 


وشوفتي ان الإنسان المدمن لما حد بيرميله مخدرات حتي لو قدام ناس غريبة مش بيسيطر علي نفسه وبيروح واخدها والدنيا تخرب صح ؟


هدير أردفت بتساؤل فمازالت لا تفهم الي اين تحاول الوصول بها 


-  ايوه ايه العلاقة


-  افهمي يا هدير الإدمان هو نفس الاعراض ونفس كل شي باختلاف الحاجة اللي الإنسان بيدمنها


معني ان حد كان يبعتلك فيديوهات وانتِ تشوفي منها حته او تشوفي رسايل موحية للموضوع 


حتي لو قاعدة مع حد وتسيطري علي نفسك كده يعني عقلك موجود معاكي في كل لحظة 


هدير أردفت بإنكار 


-  ده بيكون  بدافع الخوف 


فرح أردفت بوضوح أكثر 


-  بصي يا هدير إدمان المواقع دي هو إدمان سلوكي يعني مش عايز مصحه عشان تبطليه لان أولا واخيرا انتِ عقلك بيكون متحكم 


بصرف النظر ان في حالات بتعدي كده بس احنا مش حيوانات


مهما كان الإنسان شهواني عمر ما تتغلب شهوته علي عقله 


بس انتِ مازال عقلك متحكم فيكي بنسبه ٨٠ % 


غير مثلا إدمان المخدرات هو بيعمل اي حاجه وقت ما يكون شارب وده لانها حاجات طبية  بتبدا تغيب عقله هفهمك اكتر مثال مشهور جدا


لتنهدت فرح لتستكمل حديثها بهدوء 


- سمعنا الفترة الأخيرة 


عن شباب بتغتصب حد من أهل بيته 


هل لو هما  مدمنين بس جرعة المخدر بتاعتهم مش واخدينها ولسه عقلهم فيها هيفكروا في كده ؟ ده لو الحالات مبقاش في سيطرة عليها وجهاز اعصابها باظ 


لتجيب علي نفسها فهي لم تكن تنتظر إجابة هدير 


- ابدا يا هدير بس هو بيعمل كده وهو مش واعي فدي حاجه ودي حاجة


مثلا انتِ لسه موصلتيش للادمان لانك لو وصلتي للادمان كان ممكن توصل معاكي ان تحاولي تشبعي رغبتك في اي مكان 


انتِ حتي مش بتفكري في كده لو في حاجة تانية شغلاكي 


دايما كانت أعراض إدمان المواد الإباحية تختلف على حسب الشخص، بالنظر لمقدار المواد الإباحية اللي بيتعامل معاها


وطول الفترة الزمنية اللي تعامل خلالها الفرد مع هذه المواد إن كانت قد امتدت به لسنوات أم كانت أقل من ذلك


لتنظر لها وتبتلع ريقها فقد جف حلقها مع هذه الحالة العجيبة


- يعني الموضوع مش لانك قريتي بعض المعلومات حتي لو من مواقع معروفة انك تحددي حالتك


انتِ محتاجه شخص يبص للموضوع من منظورك ويسمعك انتِ لانك بتبحثي في ادمان المواقع الاباحية من قبل ما تفهمي فكره الادمان عموما


- ممكن تكلميني بشكل اوضح ازاي عقلي بيكون موجود


سالتك سؤال في وسط الكلام هل في موقف فكراه وخوفتي حد يكشفك 


قولتي ان  لما عمتك في مرة صحيت من النوم ومجرد انك سمعتيها بتعطس وداخله الحمام عقلك نبهك انك توقفي اشباع رغبتك في لحظتها تماما 


معني كده ان عقلك كان موجود قبلها بس عقلك الباطن شغال انه يقنعه يسكت برغم انك طول ما انتِ حاسه بالذنب


خصوصا انك في السنة الأخيرة حسب كلامك في عز ما انتِ بتتكلمي مع شخص بتحسي انك قرفانه من نفسك بالرغم انك بدأتي الكلام علشان 


تشبعي رغبتك  بس تروحي قافلة الاكونت كله وتعيطي ده دليل انك مش مدمن


تحدثت بشكل أوضح بعد أن نهضت وشربت كوب من المياة ثم جلست مرة أخري 


-  المدمن استحاله يبدا في حاجه تخص ادمانه 


أي ان كان نوع الادمان ويتوقف عنها في النص 


- طب لو مش مدمنه انا حالتي ايه


-  هقولك كام آيه علشان تعرفي ان الكلام البسيط ده ذنبه كبير علشان اكدلك للمرة التانية انه حرام لان برضو دي نقطة مهمة 


{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيرٌ بما يصنعون}


[ سورة النور اية ٣٠ ]


وقال تعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)


[الإسراء: 36]


وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: 


(كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة: العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه) متفق عليه


قال ابن بطال: 


"أطلق على كل مما ذكر (زنى) لكونه من دواعيه".


الكلام شارح نفسه ومش محتاجه افسرلك وانا قولته من باب الصداقه لانك اكيد مش جايه تسمعي كلمتين في الدين ... 


لتستكمل حديثها بعد أن ابتلعت ريقها فقد طالت محادثتهم 


-   عندك بما يشابه الاكتئاب او بتحاولي تعيشي لحظات  تنسي فيها ضعف شخصيتك


لازم تكتشفي نفسك 


بالنسبه لمشاهدتك الفيديوهات اللي انتِ اصلا كارهه الفديوهات العنيفة وتصوير العلاقة بشيء مؤذي فده دليل كويس 


المشكله تكمن في اكتشافك لذاتك وتكتشفي هدير الحقيقية وتكشتفي الشي اللي بتحبيه 


لازم يكون ليكي رأي خاص بيكي انتِ مش تعيشي في ظل حد 


_________________


Note


هتستغربوا غياب قاسم من الفصل بس الرواية معدله وممكن الفصل الواحد قبل التعديل يعمل تلاته بعد التعديل لاسباب كتيرة مش هقدر اشرحها كلها 🙂😂😂


فأكيد غيابة من الفصل ده بسبب التعديلات لان اكيد مفيش فصل مفيهوش بطل لاني بعملها زي رواية كاملة مش متقطعة مش عارفة اشرحها ازاي بس هتفهموا قصدي بعدين 🥺😂


الفصل الخامس عشر من أحببت معقدة


( بعد التعديل ) 


بقلم #fatma_taha_Sultan


_________________


أردفت فرح قائلا وهي مستمرة بالحديث مع هدير


-  انتِ عارفه ان في فئات في المجتمع منقبة ومش هقولك فرض او مش فرض دي مش فصتنا 


 بس مثلا لو دخلت علينا واحده منقبة حتي من غير مت تكشف وشها  احنا عارفين انها ست و بتتكلم عادي هل في احتمال ان مثلا يكون عندها تلت عيون او مناخير عند ودانها 


هدير أردفت باستغراب : لا طبعا


أردفت فرح قائلة بابتسامة هادئة 


- حلو جدا،  لو دخلت علينا واحده تانيه لابسه فستان واسع هل تتوقعي ان عندها مثلا دراع تاني عند بطنها او حتي عندها عمود فقري واحد قدام وعمود فقري ورا


هدير بعدم فهم وكأنها تتحدث  مع  طفلة صغيرة 


- اكيد لا،  يعني انتِ عايزه توصلي لايه


أردفت فرح قائلة 


- ولو دخلت واحدة عريانه تماما فانتِ هتشوفي جسمها، واكيد متوقع زي اي حاله


تنهدت فرح قائلة وهي تستكمل حديثها  وتحاول أن تفهمها مبتغاها من البداية 


-   يعني عندك باختلاف الملابس ودرجات التدين 


 انتِ عارفه تفاصيل جسمهم الجسدية  من قبل ما تشوفيها لان ده شيء طبيعي 


- ايوه  ده شي طبيعي


فرح أردفت بنبرة عقلانية تماما وهي تحاول أن تجعل هدير اليوم تخرج مستفادة من جلستهما 


-   طبيعة اي انثي ماشيه واي راجل


 انتِ عارفه تفاصيل جسمه باختلاف العيوب الخُلقية  وكذالك مفهوم العلاقه الجسدية او العلاقة الاسرية


 انك تشوفي فيديوهات فيها علاقة بلاش اقولك مؤذية او عنيفة علاقة طبيعية،  هل ده شي مكنتيش تعرفيه ؟


بدهيا انتِ عارفاها يعني شي مش جديد تماما والفيديوهات دي مفيهاش اي شي يخلي اي انسان لو عاقل وبيفهم يتفرج عليها 


مش هناقش فكرة المقاطع المؤذية والعينفة لانك رفضاها، خلينا نتكلم  في البطيعي ده شي فطري ربنا أباحه في إطار الشرع عشان استمرار النسل وحاجات كتيره اووي تقدري تبحثي فيها


كرهك  لطبيعة تفاصيل جسمك دي نقطه غلط


هدير بتساؤل : وقاسم


فرح أردفت بلا مبالاة فهي لا تهمها هذة النقطة 


- بالنسبه انك توافقي او ترفضي 


بتحبيه او لا ده شي يخصك انتِ لوحدك ولا انا ولا اي حد تاني


بس عموما مش من حقه يعرف انك كنت بتعملي حاجه زي دي 


لان ربنا سترك الان فاياكي تفضي سرك لمخلوق حتي لو صاحبتك، انتِ متعرفيش حياه قاسم بالشكل الكافي ممكن يكون عنده غلطات وده اكيد فكل شخص بيغلط محدش معصوم من الخطأ 


 الطبيعي انه ميعرفش  لانك مخنتهوش مثلا او خونتي ثقته لانك حتي الان لا يربطك بيه شي ..


ثم ابتسمت وأردفت قائلة 


-  واحنا مشوارنا طويل مع بعض


_______


بعد مرور اسبوع تقريبا


كانت هدير في عملها وامينة تجلس مع هاجر ويشربوا الشاي سويا 


فكانت عاده لهم الجلوس لساعات طويلة ولكن قطعوها بعد حدوث التطورات في اخر فترة وبسبب مرض امينة أحيانا 


أردفت هاجر بعتاب رقيق 


-  بقالك سنين وانتِ بتقابليني في الشارع لو شفتك صدفة كأنك قطعتي علاقتك بيا


أردفت امينة قائلة برفق


-   انتِ صاحبتي وزي اختي ربنا يعلم  كان غصب عني بسبب موضوع قاسم وهدير محبتش حد يتكلم علينا تاني


ومن ساعتها وانا الغضروف تاعبني لا بروح ولا باجي ممكن بالشهور مروحش لاختي حتي دورين السلم بنزلهم بالعافية  وانا بتسند وارتاح علي كل سلمه


-  الف سلامة عليكي، اللي فات مات 


وحيما أخذهم الحديث الي هدير وقاسم وحينما شعرت هاجر بانزعاج امينة من تأخر هدير في الرد أردفت قالة 


-  والله يا امينه الموضوع ولا هو في ايدي ولا ايدك


 انتِ عارفه ان موضوعهم مش بالساهل وفي الأول والاخر هو نصيب 


أمينه أردفت بجدية 


-  اكيد طبعا نصيب و كله في ايد ربنا وانا بحب هدير بس عمري ما احبها لما تكسر ابني او تكسر نفسه بعد كل ده ..


____________


في صباح جديد من شهر نوفمبر من عام 2018


 مرت تلك السنة التي وعدت هدير قاسم بها ولكنه  لم يفاتحها  مره اخري


_____________________


بعد الإنتهاء من صلاة الجمعة وأغلب المصريين يجلسوا علي طاولتهم ويجتمعوا ليتناولوا الفطور 


وكانت اليوم تشارك هدير وهاجر ( سارة ) وبعد وقت تركتهم هاجر للذهاب الي احدي صديقاتها


كانت ساره تحتسي احدي المشروبات الغازية وهدير تشاهد التلفاز وتأكل بعض المكسرات ويجلسوا في غرفه هدير


ساره أردفت بلا مبالاة وهي تنظر علي التلفاز 


-  قومي افتحي البلكونة كده يا هدير


-  هو انتِ عفريتك عفريت البلكونه يخربيت كده


ساره أردفت بلا مبالاة 


-  انا بحب الهوا حتي لو في الشتاء و بكره الكتمه اللي بلاقيها في أوضتك دي وبعدين...


قاطعتها هدير قائلة قبل أن تفتح سيرة قاسم وتدخل في مواضيع أخري


- خلاص آسفة لجنابك هفتحها


نهضت هدير وبالفعل فتحت تلك الشرفة وهي تأمل أن يكون موجود تراه تهيؤات 


فحينما نظرت هدير علي نافذة غرفه قاسم تلك الغرفة المميزة التي يتواجد بها شرفة ونافذة 


و هذه النافذة تكشف فراش قاسم ونادراً ما يفتحها بالأساس 


ركزت أكثر لتتسع عينيها بذهول ما هذا ؟؟


ساقين امرأه ترتدي علي الأغلب منامه قصيرة، فهي تكذب عينيها فماذا يحدث ؟


ساره وهي في الداخل أردفت قائلة بسخرية وصوت مرتفع فهي تأخرت


-  هو انتِ مش عايزه تفتحي البلكونة بس نمتي جوا


لم تجد رد لتعيد ندائها مره اخري بصوت مرتفع 


-  هدير 


هي انتحرت وله ايه ؟


نهضت سارة وهي مازالت تحمل مشروبها ودخلت ورأت هدير تنظر علي شيء ما كأنها تجمدت وتسمرت مكانها


ساره لم تنتبه ما هو الشي الذي سحب تركيزها هكذا، فأردفت قائلة بسخرية 


-  متنحه علي ايه


هدير أردفت وهي لا تحيد نظراتها علي النافذة وتشعر بمشاعر عجيبة لاول مرة تظهر بها وكأن الدماء تغلي في عروقها ودقات قلبها عنيفة جدا ونبرتها غاضبة 


- بصي كده


نظرت ساره وأخيرا لفت نظرها النافذة  وتلك الفتاة النائمة ونست النافذة مفتوحة، ساره ربما سريعة التصرف ولكن احيانا تفقد تركيزها تماما


= يا نهار اسوود ايه الرجول دي ؟! 


هو فاتحيين الأوروبي وله ايه ما حد يقفل الشباك ده الشارع كله زمانه شاف السيقان دي


هدير أردفت بسخرية وغضب والنيران تأكل احشائها


- ده شباك اوضه قاسم


لم تستطع ساره ان تبتلع ما كانت تشربه من مشروبها الغازي لتخرجه مره أخري بمنظر بشع، لتحاول أن تقول اي شيء ولكنها فشلت فأردفت هدير قائلة 


- ما ليه حق ميجددش طلبه يجدده ليه


أخذتها ساره وسحبتها قسراً الي الداخل لتجلس هدير علي الفراش وهي غاضبة تماما وتهز رجليها تعبيرا عن شدة غضبها مما رأته تريد تكسير رأسه هذا الأحمق لتعترف انها لم تشعر بالغيرة طوال حياتها أكثر من اليوم وتحديدا أن تغار عليه حاولت إلا تصف شعورها بتلك الطريقة ولكن أقل ما تصف حالتها به الجنون، فأردفت قائلة بغضب


- مين دي ميييين 


ساره أردفت قائلة بمكر وهي قاصده ان تثير غيرتها لعلها تحرك مشاعرها قبل ان تضيع الرجل الذي يحبها بصدق


-   شكلها بصراحة ماشاء الله مزه، وتكه


هدير أردفت بغضب حاولت بقدر الإمكان اخفاءه ولكنها فشلت 


-  ساره بلاش سخافه دلوقتي انا علي اخري ..


- و انتِ مضايقه ليه يعني انتِ مالك


- هو ايه اللي انا مالي انتِ متخلفه 


بعدين مين دي اللي هتكون نايمه علي سريره بالمنظر ده


ساره أردفت ببرود يُصيب هدير بالجنون 


-  ايه المشكلة هتلاقيها ناسيه الشباك غصب عنها وبعدين يعني ايه اوضه قاسم


ايكش يقلبها شقه مفروشة احنا مالنا 


-  هتكون مين دي يعين هو اتجوز ؟؟ .. نهار اسود


ساره أردفت قائلة بنبرة باردة وتتصنع التفكير  


- مش للدرجاتي يعني هو لو اتجوز اكيد كانت ام محمد هتعرفك اول واحده الخبر واكيد الناس هتكون عارفة


هدير نهضت وامسكت الاسدال التي وجدته امامها وخلعت ( السويتيشرت ) وترتدي اسفله توب قصير وبنطال وأرتدت الاسدال بشكل عشوائي مما أصاب سارة بالذهول 


- العصر لسه بدري عليه


- انا رايحة اشوف مين دي 


-  استني هنا انتِ هبله تروحي فين


حاولت ساره منعها ولكن هدير كانت قد فقدت عقلها فمن لا يفقد عقله اذا تحكمت الغيرة بقلبه


ولم تتمكن من اللحاق بهما فهي لا تعلم اين يضعوا مفتاح الشقة واذا ذهبت خلفها لن يجدوا من يفتح لهم 


ليتصرف إحداهما بذكاء علي الأقل ووقفت في الشرفة لعلها تستطيع ان تري ماذا ستفعل


وهي تقسم ان هدير العاشقة تظهر اليوم ....


___________________


في الأسفل، كان في صالحها ان الورش والمحلات مُغلقه اليوم والأغلبية ذهبوا الي التجمعات العائلية 


فلم يلاحظها احد


توجهت الي باب منزله وكانت ستدق الجرس ولكنها وجدت شخصاً ما خلف الباب وكاد أن يغلقه 


فدفعته بقوه ودخلت حتي انها بدفعها للباب صدمت قدم قاسم فكاد ان يصرخ او يسب من فعل ذلك 


ولكنه تسمر امامه حينما رآها 


قاسم أغلق الباب وحتي انه تجاهل الم قدمه وأردف قائلا مستغرب هيئتها المبعثرة ولكنه لم يركز كثيرا 


- هدير !!


هدير أردفت بغضب جامح وأعين مخيفة 


- ايوه زفته انتَ لسه نازل وله ايه يا باشا


قاسم أردف باستغراب من لهجتها وتحدث وهو يرفع حاجبيه قائلا


- افندم !!


انا مش فاهم انتِ ايه اللي جايبك هنا وبتزقي الباب ليه كده كأنك جايه تتخانقي واتكلمي عدل


- معلش انا عارفة ان بقا مليش لزمة لجنابك ولا ينفع اجي واسلوبي مبقاش يعجب 


أردف قاسم قائلا بنبرة مرهقة وعدم فهم


- هدير انا مش قادر ممكن افهم في ايه وله هتفضلي تتكلمي باسلوب زي الزفت مش فاهم منه حاجة


- ما طبيعي هتكون مش قادر يا عيني 


أردف قاسم بغضب فهو لا يفهم ما الذي أصابها 


- استغفر الله العظيم 


انا بقالي مش بشوفك أصلا 


معتقدش اني عملت حاجه ليكي من أساسه في ايه 


هدير أردفت بغضب ووجع غير مفهوم ومُبهم بالنسبة لقاسم فهو لا يدري ما الذي افقدها عقلها، فما يفقد العقل ويجعل الإنسان مجنون هو العشق وحسب 


- هو انا مين عشان تشوفني واضح ان بقا فيه اللي يشغل انا عايزه افهم ...


قاطعها قاسم حينما وقع بصره علي ملابسها وركز أكثر علي سحاب الاسدال الامامي الذي نست أن تغلقه وعلي وشك ذلك التوب القصير أن ينزلق أكثر ويظهر نهديها 


- اقفلي بس السوسته يا ماما الاول وبعدين قبل ما تفكري تتكلمي بصي لشكلك بدل ما رقبتك و ما شاء الله ...


كان ان يكمل ولكنه توقف حتي لا يتفوه بأشياء اكثر من ذلك فقد أصابته بالجنون احتمالية رؤية احد لها هكذا قد اغضبته 


هدير باحراج أغلقت سحاب اسدالها وكان ينظر هو في الناحية الأخرى، وأردفت قائلة بتهور بعد أن انتهت من تصليح هيئتها 


- مين دي اللي في اوضتك ؟! 


نظر لها قاسم باستغراب وأردف بتعجب 


- مين اللي في اوضتي مش فاهم ؟


- متستعبطش


قاسم أردف قائلا بغضب وتحذير ونبرة عالية 


- هدير !!! 


مطوليش لسانك مش عشان بكلمك كويس تفتكري انك تطاولي عليا ماشي ؟؟؟


وبعدين مين دي اللي في أوضتي مش فاهم قصدك 


- مين اللي المفروض يعرف لو حضرتك مش عارف مين 


قاسم أردف بانزعاج شديد وارهاق


- هدير انا مطبق من امبارح 


وعايز اطلع انام فلو مش هتتكلمي بوضوح انتِ جاية ليه يبقي امشي وكفايا مناهده علي الفاضي


ليستكمل بنبره محذرة يتخللها الانفعال حينما تذكر هيئتها فهو يغير عليها تلك الحمقاء 


- وابقي شوفي شكلك قبل ما تنزلي


حضرتك نازله الشارع مش داخله صاله بيتكم


- مطبق من امبارح كمان الله علي الجمال


ليصدع صوت والده من الأعلي وهو يتساءل عن تلك الأصوات الحادة 


- انتَ جيت يا قاسم ؟


قاسم أجاب علي والده ورفع صوته حتي يتمكن من سماعه


- ايوه يا بابا


- مين معاك


قاسم أردف وهو ينظر لها بتحدي ويريد خنقها وكتم أنفاسها الغاضبة، وربما يكتم أنفاسها بقبلة يجعلها تصمت ولكن ليس كل ما يأتي في عقلنا هو الصحيح او نستطيع فعله 


- دي هدير يا بابا


أردف خليل قائلا 


- طيب اطلعوا 


اطلعي يا بنتي واقفين تحت ليه


قاسم : حاضر 


ليدخل خليل الي شقته وكان قاسم يضع قدمه علي اول درجه من السلم لتوقفه هدير قائلة بغضب 


- انتَ مردتش عليا وطالع ولا كاني هنا ما تطردني احسن


قاسم أردف بسخرية وهو يعطيها ظهرة 


- طالع اشوف مين دي اللي في اوضتي لو تحبي تعالي ابويا قالك اطلعي 


صعد قاسم لتلحق به هدير بخطوات متهوره تماما 


اما قاسم كان مستغرب مما تقوله ومستغرب ايضا من غضبها ربما لم يعرف عن اي هراء تتحدث 


دخل قاسم الي شقته لتدخل هدير بعده بلا مبالاة وهي جاهلة اشياء كثيرة حتي تفسيرها عن سبب مجيئها


خليل رحب بها قائلا 


- اهلا يا بنتي


هدير أردفت بتوتر وكأنها أدركت انها فظاعة تصرفها


- اهلا بيك يا عمو


لتخرج أمينة من المطبخ وتجد هدير فشعرت بالاستغراب فأردفت قائلة 


- هدير !!


هدير أردفت بحرج قائلة


- اسفه جيت فجأة ...


قاطعها خليل قائلا وهو يخفف من حرجها 


- تيجي في اي وقت يا بنتي ده بيتك


امينه أردفت بابتسامة تلقائية 


- هاجر مجتش معاكي ليه


هدير لم تستطع ان تجيب عليهم في البداية وحاولت ان تستجمع اي شي لتخرج نبرتها متوترة جدا


- راحت مشوار


امينه أردفت قائلة بتلقائية فهي لا تكره هدير فهي يومًا من الأيام قد أحبتها كابنتها المتوفية وكانت عوض لها مثلما كانت عوض لقاسم عن فقدانه شقيقته 


- طب ما تقعدوا واقفين ليه 


وكويس انك لقيتي قاسم يفتحلك الباب بقالك سنين مطلعتيش هنا


لتخرج فتاة من غرفه قاسم لتقاطع حديثهم 


اقل ما يقال عنها جميلة 


كانت ترتدي منامة قصيرة وساقيها البيضاء بالكاد تصل حتي ركبتيها، جسدها منحوت تماما وزنها مثالي علي الاغلب 


ولا يستطيع احد ان ينكر طول شعرها الاسود المموج الذي يصل الي ظهرها 


وتلك العيون العسلي رُبما كانت هدير اجمل في عيونها ولكنها فاقتها جمالا حتي انها تمتلك شفاه مكتنزة وانف تلائم وجهها


وتلك الفتاة تكون يارا ابنه عم قاسم وفي الثانية والعشرون من عمرها وتخرجت حديثا من كليه الحقوق 


أردفت يارا بنبرة بها بقية نوم


( Good morning) 


لينظر قاسم الي هدير وكأنه فهم عما تتحدث ولكنه مثلها تماما فلا يعلم بتواجدها يعرف شكلها فقد من صداقتهما علي أحدي المواقع الالكترونية كأي عائلة لا أكثر 


لم يكن يعلم بتواجدها فهو منذ الأمس في معمله بسبب الحالات التي جائت له في اخر الليل، ففي الآونة الأخيرة 


اصبح مشغولا بسبب مجي طبيبن معه في نفس العمارة ليقع تحت ضغط شغل رهيب ومعه شاب اخر حديث التخرج ..


أردف خليل قائلا 


- يارا بنت عمك جات علي سته الصبح كده


صافحته يارا تحت نظرات هدير القاتلة 


فإذا كانت النظرات لديها فك لكانت هدير أكلتها حتي لا يتبقي منها شيء


أردفت امينة قائلة وهي تنظر الي ابنها


- مقولناش ليك، احنا عارفين ان وراك شغل قولنا لما تيجي تبقي تسلم عليها بقي يارا كانت عاملاها مفاجأة للكل 


أردفت يارا بفضول حيال هوية هدير 


- مين دي ؟


قاسم بابتسامة مستفزة وتسليه وهو يشير علي هدير ولم ينتظرها حتي ان تتحدث وتجيب هي 


- هدير جارتنا 


لتحتضنها يارا بعفوية شديدة ثم أردفت قائلة 


( nice to meet you )


خليل أردف قائلا وهو يوجه حديثه الي ابنه 


- خش بقا خد هدوم ليك وغير ونام في اوضتي انا وامك لغايت ما ينضفوا الشقة والست اللي تحت تخلص 


علشان هي نايمة في اوضتك


قاسم واخيرا قد اتضحت أمامه الرؤية، فهو يريد ان تقبيل يد يارا علي ما فعلته بهدير اليوم


خليل أردف قائلا بعدما انتبه لهدير التي تقف متجمدة فهي في مأزق بالفعل 


- ما تقعدي يا هدير واقفه ليه


هدير ابتلعت ريقها قائلة وهي ترسم علي وجهها ابتسامة متوترة 


- ابدا يا عمو انا اصلا نازله


أمينه أردفت قائلة باستغراب


- جيتي في ايه ونازله في ايه يا بنتي 


انتِ كنت عايزه حاجه طيب مدام مش عايزه تقعدي 


قاسم أردف قائلا بتفسير وهو ينظر لهدير بتحدي


- اصل يا ماما هدير شافت شباك اوضتي مفتوح تقريبا


هدير حاولت ان تكتسب شجاعتها فليس هناك مجال للهرب فتحدثت باحراج 


- اصل يا طنط الشباك كان مفتوح و انا شوفتها


(( كانت تشير الي يارا ))


لتتحدث باحراج شديد جدا مكملة حديثها الأحمق كعقلها


- وهي نايمه يعني بما انه بيكون كاشف السرير فقولت اقولكم يعني 


يارا بتذكر لما فعلته وأردفت قائلة باعتذار 


(( I'm so sorry )) 


بس انا متعوده علي كده وحسيت ان الاوضة مكتومة و 

الجو بالنسبالي حر


أمينه أردفت قائلة بحكمة 


- لازم تراعي يا بنتي انك في مكان تاني غير برا 


خليل وهو يوجه حديثه لهدير ويحضر ما يجب ان يسمعه ليارا ولكن بمفردهم 


- تشكري يا بنتي


هدير أردفت قائلة بتوتر و اقتربت من الباب حتي تفر هاربة 


- علي ايه بس عموما انا نازله عن اذنكم عشان صاحبتي جاية مع السلامة 


اجيلكم وقت تاني ..


لتفتح هدير الباب وتنظر لقاسم بغضب قبل خروجها ربما اكتشفت ان قاسم بريء ولكن شعرت بالغيرة الشديدة فهذه الفتاه من الطبيعي ان تجذب اي رجل وعلي ما يبدو ان قاسم صرف نظر عنها منذ مدة 


هل يُعرفها علي انها جارته حتي علي الأقل ليُعرفها بانها شخص عزيز عليه ثم سخرت من عقلها ومما تتفوه به فالي اين وصل بها الأمر 


خليل أردف قائلا بعد هبوطها كأنه يعطي لابنه الإشارة 


- انزل كده يا قاسم شوف الست اللي تحت خلصت الشقه وله لا بقالهم اربع ساعات


ليبتسم قاسم لوالده انه جعله يتحجج ليلحق بها 

ليستأذن منهم ثم هبط 


_____________


 تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا






تعليقات

التنقل السريع