القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بعشقك طامعه الفصل الثانى عشر والثالث عشر بقلم مروه محمد

 

رواية بعشقك طامعه الفصل الثانى عشر والثالث عشر بقلم مروه محمد





رواية بعشقك طامعه الفصل الثانى عشر والثالث عشر بقلم مروه محمد



الفصل الثاني عشر

صعد الجميع الي غرفته بعد اكتشاف حقيقه شفاء غيث ...اما عن غصون فقد غمزها ضياء لتذهب اليه في شقتهم ليتناقشوا في امر عوده غيث الي طبيعته وكيفيه التغلب علي هذه المشكله والخلاص من الغيث...تنحنحت غصون واخبرتهم انه لابد من الذهاب لاختها لانها مريضه وانها عليها المبيت معها...وانصرفت قبل ضياء حتي لا تثير الشكوك نحوها...نظرت قمر الي غيث بذعر تعتابه علي رجوعهم فهي تخشي عليه...وصلت غصون الي شقتها اتبعها ضياء فنهضت تضرب علي قدميها قائله


=شفت يا ضياء...الواد بقي كويس...والله اعلم شافني وانا بضرب عليه النار ولا لا...اتارى قمر كله نظراتها ليا حقد وغل...وقاعده وماسكه في دراعه وخايفه عليه.


ضياء وهو ما زال علي حاله ذهوله منذ ان نطق غيث اول كلمه بدون تقطيع فقال لها


=اناحاسس ان الواد من قبل الحادثه وهو كويس بس كان بيستعبط علينا...وبنتك شكلها عارفه يا غصون...انا في يوم كنت داخل عند غالب في المكتب سمع صوته ولما سألت قالولي ده صوت حمزة وانهم كانوا فاتحين الاسبيكر.


غصون وهي تضرب برجلها الارض قائله بعصبيه


=ولما انت حسيت بكده مقولتليش ليه...معني كلامك ان الواد ده شافني وانا بقتله...وبنتي كمان عارفه...انت السبب ضيعتني قدام بنتي...اعمل انا ايه دلوقتي.


ضياء بغضب


=انتي هتقعدي تولولي وتعددي...ما تسكتي بقا ...علشان اشوف هتصرف ازاي معاه...خصوصا انه ظهر نفسه في توقيت غلط...قبل ما اجوز شادي لهمس.


اتسعت حدقه عين غصون وسألته مستفسرة


=وايه علاقه ظهوره بجواز همس وشادي...تفتكر ممكن يمنع...اقسم بالله ما حد يقف ليه الا انا ...وعليا وعلي اعدائي ...حتي لو ادي الامر اني اكسر قلب قمر.


صرخ ضياء في وجهها بغضب قائلا


=مش دي بنتك اللي كنتي من شويه زعلانه انها بدأت تعرف حقيقتك...وبعدين احنا لازم نعمل حاجه تجبر الكل علي جواز شادي من همس.


نظرت اليه غصون بحده قائله


=حاجه ايه...اوعي تكون ...لا يا ضياء همس مش زى قمر...هيتعمل معاها مقلب وهتسكت...همس هتقلب الدنيا لو قربتلها انت ولا ابنك.


زفر ضياء بحنق واتجه نحو باب الشقه قائلا بزهق


=انا ماشي واضح انك اتجننتي...وهطلعي جنانك عليا...مش عايزة تسمعيلي خلاص بالناقص منك ...انا هنفذ وهخطط لوحدي ...بس متبقيش تزعلي لما ميكونش ليكي نصيب من التركه.


قالت غصون بغيظ


=خلاص بقا يا ضياء اقعد...وفهمني مطلوب مني ايه...وانا هنفذ ...واوعدك مش هعارضك ياسيدي...اهم حاجه ضحي الشريف متكسبنيش في الاخر.


ضياء بغرور


=ايوه كده يا غصون...ارجعي غصون بتاعت زمان...اللي انا بخططلها وهي تنفذ...او العكس ...فالنهايه بنكمل بعض...وبنوصل لهدفنا.


هزت غصون رأسها بتفهم قائله


=ماشي يا ضياء...انا عندي فكرة...وياريت توافق عليها ومتروحش تلعب من ورايا وتلغيها...انا هبعت للواد ابن اختي ينزل مصر وانت عارف بقا هو ممكن يعمل ايه لو نزل.


ضياء بمكر وخبث


=عارف ...بس كنت مفكرك هتجبيه علشان همس...اتاريكي جيباه علشان يوقع بين قمر وغيث...حلو قوى وهو كل الحاجه بأسم قمر ...ولما غيث يشوفها مع ابن اختك في مواقف تثير كرامته هيطلقها...وساعتها تيجي تقع في حجرك...وانتي المستفيده ...برافو يا غصون ...اتفقنا يا شريكتي.


علي الجانب الاخر كانت همس تشعر بالملل في القصر حيث ان قمر من يوم ماجاءت ولم تخرج من غرفتها ووالداتها عند خالتها...ووديعه وساميه رجعوا الي بيتهم...فكرت تأخذ ضحي وتخرج ولكن وجدتها مشغوله مع غيث وقمر...وجدت بثينه تجلس لوحدها فعرضت عليها الخروج للتسوق...رات بثينه انها فكرة مريحه لها فرافقتها...ملت همس من التسوق وجائتها فكرة فعرضت علي بثينه


=ايه رايك نروح لعمتو ساميه...البت وديعه وحشتني...بقالي فترة مش بشوفها بقالي زمان...حتي عمتو ساميه مش بتيجي القصر زى زمان.


بثينه بمكر


=وديعه برضه...ولا حبيب القلب...عموما ولا تزعلي انا كمان نفسي اشوف ساميه يالابينا...بس عدي الجمايل يا ست همس...وابقي رديها.


ذهبوا الي بيت ساميه التي رحبت بهم واجلستهم قائله بفرحه


=كنتوا فين كده...واخيرا افتكرتوني قلتوا تيجوا تشوفيني...والله انتونورتوني النهارده...كان عيد ...وخصوصا ان محدش بيحب يزورني في بيتي. 


همس بفرحه


=احنا كنا بنتسوق...بس انتي وحشتيني قوى يا عمتو...وقلت اجي اشوفك...والبت وديعه الريخمه من زمان مجتش القصر ولا رخمت عليا.


خرجت وديعه من غرفتها قائله بخبث


=وحشتك عمتك يا همس...ولا وحشك شادي...مش قادرة تصبرى لما ينكتب كتابكم حتي...يا بت عيب عليكي...ده الواد تقلان ولا انتي في دماغه اصلا.


نظرت اليها همس بغضب وقالت


=وديعه...بلاش انتي يا حبيبتي...وبعدين انا لسه موافقتش عليه علشان تقولي كتب كتاب...ده كلها خطوبه...يعني بلح...ممكن اغير رأيي في لحظه.


في هذه الاثناء كان شادي يفتح الباب بالمفتاح وسمعها جيدا وبعد ان سلم علي بثينه وهو يمد يده ليسلم علي همس اوقفها بعنف وسحبها ورائه الي الشرفه لكي يتحدث معها مما اثار ضحكاتهم وهي ترتجف منه


نظر لها بحده قائله


=همس معلش اصل انا وقعت علي وداني وانا صغير...وحاسس اني سمعتك بتقولي مش موافقه تتجوزيني...لو ده صحيح قوليلي ليه ان شاء الله.


حاولت همس الهروب منه قائله


=لا مش هتجوزك...ولو انت اخر واحد في العالم برضه لا...انا متجوزش واحد اعتدي علي اختي ده حتي يبقا حرام...وبعدين تعالي هنا مش بتقولي وصلتي للي انتي عايزاه وانا بقا مش عايزاك.


كمم فاها حتي لا تزيد في الكلام ويسمعه احدهم وقال بغيظ


=اسمعيني للاخر ...انا معملتش في اختك حاجه...ما لمستهاش فاهمه دي اوهام انا دخلتها في راسها علشان تتغصب تتجوزني...وكله من تخطيط الست والداتكم.


ازاحته همس بعيدا عنها تتنفس بصعوبه قائله


=سيبني يا مجرم...مكفاكش اللي عملته فيها جايه تعملهم عليا انا كمان...وبتتهم امي ده انت جبروت...افرض قمر رضت تتجوزك ...كنت هتعمل ايه ساعتها.


اجلسها شادي بهدوء قائلا


=همس افهميني...انا عملت حاجات كتير لمصلحه العيله ...ومعنديش استعداد اني اخسرك ولا اخسرهم فياريت تصدقيني جدك لو شاكك واحد في الميه اني غلطت مكناش وافق علي جوازنا


همس بقله حيله


=انت كلامك صح جدي مستحيل هيقبل اذيه حد من حفيداته...بس ليه كلكم جيتوا علي قمر وعذبتوها...عموما يا شادي انا مش هقبل باي خطوة في علاقتنا الا لما اشوف الضحكه علي وش قمر ...وياريت تتقبل طلبي


ابتسم شادي لها ووعدها بتفيذ رغبتها علي امل اشراق وجه قمر من جديد واتمام زواجه بهمس.


خرج همس وشادي من الشرفه لتبتسم لهم ساميه وتعرض بثينه علي ساميه الرجوع معها الي القصر لتقضيه بعض الوقت معهم


خرج همس وشادي من الشرفه لتبتسم لهم ساميه وتعرض بثينه علي ساميه الرجوع معها الي القصر لتقضيه بعض الوقت معهم...وجدتها ساميه فكرة رائعه للهروب من الجلوس مع ضياء والجلوس برفقتها والداها...ومحاوله مصالحته مع قمر...وفرصه في عدم وجود غصون البغيضه ...نهضت من مكانها وامرت شادي بتوصليهم...وصلا الي الفيلا فوجدوا قمر بالاسفل لان غيث تركها وذهب الي المصنع وعلمت انه لا يوجد احد بالقصر فاستغلت الظروف وهبطت الي الاسفل...منذ لحظه دلوف ساميه اشاحت قمر بوجهها الي الجانب الاخر ونهضت الا ان امسكتها ساميه واخذتها بين احضانها تربت علي ظهرها بحنان قائله


=اخص عليكي يا قمر...كده اول ما تشوفيني...عايزة متكلمنيش...ليه كده يا قلب الماما...مش انا برضه مامتك حبيبتك...ولا خلاص مش عايزاني اكون ليكي ام.


ذهبت اليهم وديعه لتقول بمرح


=كده كتير...انا طول عمرى بغير منك يا قمر...علي طول اخده مامي مني...حتي وانتي زعلانه منها...شاغله تفكيرها...وكل يوم عايزة تيجي القصر تطمن عليكي.


شعرت قمر بالارتياح وهي في حضن ساميه ورفعت راسها بحنان قائله


=انا كمان كان نفسي اشوفك كل يوم...بس غصبن عني...كل اما افتكر انك عارفه حقيقه غيث من زمان ومرضتيش تقوليلي...واشتركتي معاه اتقهر منك.


اخذت ساميه من يدها واجلستها بجوارها تمسد علي يدها بحنان بالغ تتحدث بحب قائله


=انا كنت مفكرة ان كل ده في مصلحتك...عمر ما جه في بالي لحظه انك هتزعلي او تضايقي...سامحيني يا قمر ارجوكي...انا مبحبش اشوفك زعلانه.


ابتسمت قمر بسعاده وحب قائله


=خلاص يا عمتو ...مش زعلانه...بس علشان خاطرى...لو فيه اي اسرار تانيه وحضرتك تعرفيها...ياريت تقوليلي عليها...انتي ميرضكيش اني ابقي مغفله.


هنا تذكرت همس امر قمر وشادي وجلست بشرود تنظر اليهم وتسمع تأكيد ساميه لقمر انه لا يوجد اسرار اخرى فهتفت قائله


=يعني غيث كان كويس من قبل الحادثه...وكلكم كنتوا عارفين ما عادا انا وهمس ...ويا ترى مين غيركم عارف...دي مامي لو عرفت هتبقي مصيبه.


وضعت قمر يدها علي وجهها وتنهدت وقالت


=ماما المفروض متعرفش حاجه زى دي يا همس...ولو عرفت هتكوني انتي المسؤوله قدامنا...انتي متعرفيش لو ماما عرفت هيحصل فينا ايه كلنا.


نظرت لها همس ببلاهه قائله


=هيحصل ايه يعني...دي ما مي كانت معترضه انك تتجوزيه بحالته دي...حقتها تفرح...بس اكيد طبعا هتتغاظ انهم استغفلونا ...الظاهر ان كلامك صح انهم بيعتبرونا بنات غصون.


جاء غالب من المصنع في هذا الوقت واستمع الي كلمات همس التي احرقت بداخله لانه سمعها ايضا من قمر قبل ذلك...واحزنته كثيرا...دلف اليهم بالصالون وهتف بحنان قائلا


=الكلام ده مش صحيح...انا طول عمرى بعتبركم انتوا بالذات بناتي مش حفيداتي...وعمر ما فكرت في يوم اخدكم بذنب امكم وعمايلها.


اتسعت حدقه اعين همس وانتبهت لقول ذنب امها ونظرت الي قمر التي اخفضت بصرها الي الاسفل...دلف ورائه يحيي مؤكدا لكلامه ومؤيدا له قائلا


=وانا كمان رغم ان ربنا مرزقنيش ببنات بس بعتبر بنات نديم هما بناتي...انا بس عايزكم تفهموا اللي حصل في الماضي وان ربنا مبيرضاش بالظلم.


استطرد غالب قائلا


=انا فاضلي ايام واقابل وجه كريم...بس نفسي لما اروح عند ولادي...اروح وانا جايبلهم حقهم...مش مضيعه زى ما ضيعته من يوم ما ماتوا.


نظر غالب الي همس وجدها منهارة من حديثهم وتحاول فك الرموز والكلمات والحديث عن والداتها...كان يود الا يقحمهم في هذه المواضيع ولكن ما باليد حيله فتحدث الي همس قائله


=همس يا حبيبتي انا مش عايزك تزعلي...هي في الاول والاخر امك...بس تخيلي كده معايا ...ان امك تسبب في قتل ابوكي...وتعيشوا انتي واختك من غير اب


شهقت همس وصعقت من هول ما سمعته علي الجانب الاخر وخلف الباب المغلق كانت تقف ورائه غصون تتنصت لكل ما دار بالغرفه فجزت علي اسنانها وهمست كفحيح الافعي قائله


=بقي كده يا غالب ...ده اللعب هيبقا علي المكشوف...بقي انت عارف الحقيقه من زمان وساكت والوقتي حييت وبتحيا الماضي...اما خليتك ماضي زيهم ما بقاش انا غصون.


وقفت تستمع الي باقي حديثهم فوجدت غالب يشدد علي همس قائلا


=اسمعيني يا همس كويس...ابوكم زمان اتبتر علي النعمه اللي في ايده...وصمم يتجوز امكم...رغم اني قلتله انها مش مناسبه...بس للاسف صمم والنهايه زى ما انتي شايفه.


اضاف يحيي قائلا


=مش هو لوحده...عمكم ضياء او اللي عامل نفسه عمكم...ضحك علي عمتكم زمان وارغمها تتجوزه...واكتشفت كذبه بعد الجواز...بس النهايه واحده فضل رابط نفسه في العيله دي.


نظرت قمر الي ساميه بتوجس لتهز ساميه برأسها لتؤكد كلام يحيي...في حين ان وديعه كانت في حاله صدمه مما تسمعه عن والدها...وتمنت ان تكون بداخل حلم.


استكمل غالب حديثه بحنان قائلا


=انا عارف ان الكلام صعب عليكي يا همس وانتي يا وديعه...بس للاسف احنا مبنختارش اهالينا...وانا كان ممكن اكون زيهم وحش وارميكم ليهم...بس فضلتوا تحت عيوني لغايه ما يحيي الله يباركله نبهني ان كفايه لحد كده ولازم كل واحد يأخد حقه.


كانت ضحي في هذا التوقيت نائمه فاستيقظت وهبطت الي الاسفل لتلمح خيالا واقفا خلف الباب وتأكدت انها غصون تتصنت علي احد بالداخل...وما ان لمحت غصون خيال ضحي حتي فرت هاربه...


ركضت ضحي لتدلف عندهم لاهثه قائله بخوف


الحقوا...غصون كانت واقفه ورا الباب وسمعتكم وانتو بتتكلموا عليها...واكيد هتجرى تروح لضياء وهتقولوا علي كل حاجه...انا=ا مرعوبه .


اخذتها ساميه لتجلس وتهدئها قائله


=اهدي يا ضحي متخافيش...هي متقدرش تعمل حاجه لا هي ولا ضياء...وبعدين كده كويس...وكده اللعب هيبقي علي المكشوف......وكفايه عليهم انهم عرفوا ان بقوا كارت محروق.


ضحي بخوف شديد


=طب لو عملت عملتها بتاعت زمان وقتلت غيث زى ما قتلت ابوه وعمه...هعمل انا ايه انا ممكن اروح فيها...كفايه ضرب النار اللي وقفلي قلبي.


ساميه بهدوء


=والله ما تقدر ...هي بعد اللي سمعته ده انا عارفه انها مش هتسكت...بس اكيد هتستخدم سلاح تاني غير القتل...ولازم كلنا نبقي ايد واحده ضدها.


ابتلعت ضحي ريقها قائله


=انا مش يهمني حد...انتوا كلكم مش تهموني...انا اللي يهمني ابني وبس فاهمين...لو جراله حاجه انا مش هسكت زى زمان...انا هنتقم منكم واحد واحد


وتركتهم وغادرت المكان تبحثها عن ابنها لتخبره بما حدث


ظلت ضحي تتصل بغيث مرارا وتكرارا ولكن دون جدوى فقد كان هاتفه مغلق مما اثار توترها وقلقها كثيرا اخذت تتذكر وجوه الموجودين بغرفه الاستقبال وانتبهت الي عدم وجود حمزة فتنهدت وهدأت قليلا وهاتفته متمنيه ان يكون غيث معه...اجابها حمزة ان معه غيث يحاول التنفيث عما بداخله...وكيفيه التعامل مع الامور بجديه...امرته ضحي ان يعودوا الي القصر بسرعه واخبرتهم ان غصون علمت كل شئ عن حاله غيث منذ البدايه...واخبرت حمزة عن مخاوفها...ومن ثم اخذ حمزة يهدئها ولكن لم تهدئ وغضبت منه واخبرته انها لن تهدئ الا عندما ترى غيث امام اعينها...اطاعها حمزة ونهض من مكانه واخذ غيث وعادوا الي القصر مسرعين...


حضر غيث ووجد امه تحتضنه بلهفه وقلبها يرجف من القلق عليه فزفر حانقا وقال


=اهدي يا امي قلتلك متخافيش....انا مش ضعيف علشان تخافي عليا بالشكل ده...انا اقدر اهرسهم تحت رجلي ...بس انا مستني الفرصه المناسبه.


ايضا بثينه كانت في حاله لا يرثي لها خائفه علي يحيي فقد وضع من ضمن دائرة الانتقام لدي غصون وضياء فاراد حمزة تخفيف القلق قائلا بمرح


=ايه يا بسبس يا جميل...مالك انتي كمان ...تكونيش خايفه علي يحيي....الا قوليلي يا بسبس لو قالولك خير اللهم اجعله خير يحيي يتجوز عليكي ولا...


ضربته بثينه علي فهمه كي يسكت ولكزته في ذراعها وذغرت له لتخبره بوجود ساميه ووديعه بالغرفه المجاورة...انشرح قلبه كثيرا عندما علم بوجود وديعه...واتجه بسرعه اليها ليجدها هي وهمس وقمر في حاله لايرثي لها فعلم ان وديعه علمت بحقيقه والداها فتألم قلبه كثيرا عليها...فتدخل بلهجته المرحه قائلا


=اللهم صلي علي النبي...بقا قمرات الشريف يبقوا مضلمين بالشكل ده...عيب علي الرجاله والله...ما هو لو كل واحد يفرفش المزة بتاعته مكانش ده يبقا حالكم.


رفعت له قمر حاجبيها وقالت بغيظ


=البركه فيكم.


وضع يده علي صدره بخضه مصطنعه قائلا


=فينا...اوعي تكوني قاصداني...لا حرام عليكي ...طول عمرك ظالمه...شايفه همس ازاي ووديعه ساكتين...انما انتي اعوذ بالله


تنهدت همس وقالت


=احنا ساكتين يا حمزة...لاننا لسه مصدومين جديد.


نظر حمزة الي وديعه التي لا تتحدث وتنظر الي الفراغ فتوجس قائلا


=وديعه قويه...ويا ما بيورد عليها حالات في العياده...هي بس بتفكر هتعمل ايه في اللي جاي ...مش كده يا وديعه؟


ولكن وديعه أصرت علي مستمرة في حاله شرودها...حتي ان ساميه غمزت لحمزة أن يكف عن حديثه معها لأنه دون جدوى


ا


.خرج غالب من غرفه الاستقبال ليجد ضحي بين احضان غيث يحاول تهدئتها...فزفر حانقا من ضحي وقال


=عقل امك يا غيث وفهمها...ان المرة دي مش زى المرة اللي فاتت...المرة اللي فاتت اتخدنا علي خوانه...المرة دي احنا حاسبينلها كويس قوى.


خرج خلفه يحيي مؤيدا لكلامه قائلا


=ما كفايه بقي يا ضحي ...انتي كده بتضعفي غيث ...مش بتقويه...ايه يعني لما تسمعنا.....ده يأكدلك انها تخاف تعمل فينا حاجه لاننا كشفناها.


خرجت ضحي من بين احضان غيث تهتف بغيظ قائله


=تخاف ...مين دي اللي تخاف يا يحيي...انتو اللي مش هاممكم ولا خايفين لان الموضوع ميخصش حد فيكم...انت هيهمك ايه انت جمب مراتك وابنك معلهوش اذي.


اندهش يحيي مما سمعه من ضحي حتي ان بثينه انتفضت من حديثها وحزنت منها وخرجت من الغرفه مسرعه...تنهد غيث واجلس والداتها يربت علي يدها بحنان قائلا


=ايه اللي انتي بتقوليه ده يا امي...عمي يحيي دخل دائره الانتقام زيه زينا...ومتنسيش ان حمزة حبك عليهم تمثليه مرضي...وبعدين عمي يحيي ده ابويا التاني.


يحيي بحنان


=الله يكرمك يا بني...وانا عمرى ما حسيت انك مش ابني...وانا عمرى ما ازعل من ضحي دي اختي برضه...انا بس بحاول اهديها بأي شكل.


جلس غالب وتنهد قائلا


=والله ما انا عارف انا كمان اهدي مين ولا مين...قمر صعبانه عليا اوى...انت ايه حكايتك يا غيث ...لسه برضه بتعاملها وحش...يا بني البنت ملهاش ذنب.


زفر غيث وبحنق لانه لا يريد لاحد ان يتدخل بينه وبين قمر واشاح بوجهه الي الجانب الاخر فتحدث يحيي لتخفيف حده الموقف قائلا


=طبعا ملهاش ذنب...وتأكد يا عمي ...مش غيث اللي يأخد ذنب حد بحد تاني...ضحي قدامك اهي...اتحايلت عليه ياما انه ميتجوزهاش...بس رفض وصمم يتجوزها.


ايدته ضحي بالحديث قائلا


=اه والله يا عمي...وانا لما لقيته مصمم عليها...رغم شكوكي فيها ...وافقت علي جوازهم...ابني بيحب قمر ...ولا يمكن يزعلها ابدا...صح يا غيث


افاق غيث من شروده بقمر وكيفيه مصارحتها بالحقيقه ولكن بعد اعلانها لحبه...افاق علي هزة امه الخفيفه له ليقول وهو يهز رأسه موافقا والداته الرأي


=اه صح يا امي...انا بحب قمر ولا يمكن اأذيها...بس معلش مبحبش حد يدخل بيني وبينها...حتي لو كنت انت يا جدي...وبعدين بلاش تنسي ان انت السبب في حالتها دي.


يحيي بحنق


=ما خلاص بقا يا غيث ...ميبقاش قلبك اسود...ايه يعني لما جدك يغلط...ما كلنا بنغلط...المصيبه مش في الغلط...المصيبه اننا منتعلمش من غلطنا.


هز غالب رأسه بحزن قائلا


=عندك حق يا يحيي...وانا اتعلمت من غلطي زمان ودلوقتي...وبراحتك يا غيث مع قمر...انا مش هدخل بينكم تاني...ومتخافيش علي ابنك يا ضحي.


نهض يحيي لانهاء الموقف قائلا


=قومي بقي يا ضحي...الكل جوه قلقان عليكي وعلي غيث...قومي طمنيهم...ولا علشان انتي اطمنتي مش هامك غيرك...مينفعش كده....


نهضت ضحي برفقه غيث قائله له بهمس يسمعه وحده


=غيث يا حبيبي...حاول تصلح امورك مع قمر...البنت باين عليها فعلا انها زعلانه ومخنوقه وضعيفه الحيله...بلاش تقسي عليها أكتر من كده.


هز غيث رأسه بطاعه وسحبها في يده ليدخل الي حجرة الاستقبال ليجلسوا جميعا جلستهم العائليه.


استمرت الجلسه العائليه لوقت طويل ...ولا يخلوها من طابع حمزة المرح حتي يخرجهم من حاله الحزن الا ان جائهم النعاس...منهم من سيقضي ليلته متحسرا ...ومنهم هادئا...ومنهم متوجسا...ومنهم حزينا...صعدغالب الي غرفته واخذ معه همس بحجه ان تعدل من نومته علي الفراش ولكن هذا ليس السبب السبب هو تاكيد ما قاله شادي لها انه لم يمس قمر نهائيا بسوء وان من البدايه شادي يصف معهم ضد والده...عرض يحيي علي ساميه توصيلها هي ووديعه مما ضايق بثينه فعزم حمزة امره ان يوصلهم بدلا عنه


في السيارة كانت ساميه تجلس بجوار حمزة ووديعه بالخلف ...طوال الطريق كان حمزة يعدل من المراءة حتي يتسني له الامر لرؤيه عيون وديعه الحزينه والذي اقسم ان يضحكها...بعد توصليهم هبطت ساميه هي ووديعه فاستاذن حمزة ساميه لتبقي معه وديعه للاتفاق علي خطه عمل الغد ...فهمته ساميه علي الفور ورأتها فرصه للترويق عن وديعه ...جلست وديعه بجواره وحدثته باقتضاب قائله


=خير...مكنتش قادر تستني لبكره...ونتكلم في العياده.


تنهد حمزة قائلا


=ممكن كنت استني لبكره...لو هتكلم في شغلك...انما أنا عايز أتكلم في حاجه تانيه


قطبت وديعه جبينها وقالت 


=حاجه تانيه...ايه هي...انا مفيش بيني وبينك الا الشغل.


نظر لها حمزة نظرة لوم وعتاب وقال


=ده بالنسبه ليكي انتي...انما انتي بالنسبه لي حاجه تانيه...حاجه مقدرش اشوفها لحظه حزينه...مش هقولك ليه الحزن اللي في عنيكي ده...لاني عارف سببه...كل اللي أقدر اقوله...اني موجود لمسح اي لحظه حزن في عيونك..


ضيقت وديعه عينها وقالت


=ولما هو كده...ليه انت كمان خبيت عليا حكايه غيث؟


ابتسم حمزة وقال


=دي حاجه تخصه...انما لو تخصني هقولك علي طول.


زفرت وديعه بحنق وقالت


=طيب...خلصت اللي عندك؟


نظر اليها بمرح وراقص لها حاجبيه وقال


=لسه...عمرك ما هتقدرى تخلصي اللي عندي...انا عندي حاجات كتير ...بس هتطلع في الوقت المناسب.


اشاحت وديعه وجهها الي الجانب الاخر وابتسمت قائله


=انت فظيع...بتعرف تضحكنا كلنا...واحنا جوانا حزن كبير...انت ازاي كده؟


ابتسم حمزة قائلا


=عارفه انه مش وقته...بس انا هقولك حاجه...يمكن انت ملكيش ذنب في اللعبه دي وما اختارتيش والدك...بس صدقيني ربنا هيعوضك بواحد هيكون ابوكي وجوزك.


رفعت حمزة كتفيها بلا مبالاه وقالت


=مش مهم يكون زوج...اهم حاجه يكون اب...تعرف انا بحس ان عمو يحيي ده بابا..زوانت حمزة اخويااااز


لطم حمزة علي وجهه وقال 


=نعم يا اختي...اخوكي مين...احنا هنستعبط...انتي عايزة امي تقتلك...هسمحلك بيحيي كاب...انما انا استحاله أكون أخوكي فاهمه...ولا لا.


كتمت وديعه ضحكاتها وقالت


=ليه كده يا حمزة يا اخويا...طب قولي دلوقتي انت صفتك ايه في حياتي...مديرى مثلا


فتح حمزة باب سيارته وازاحها لتهبط وهي منفجرة من الضحك وهو يقول


=انزلي...انا واحد عندي ضغط وسكر...ومش ناقص فقع مرارة...قال اخوكي قال...وحتي أنا مش مديرك..زأنا طردتك...متجيش الشغل بكره.


وانطلق بسيارته وهي في قمه ضحكها عليه


وانطلق بسيارته وهي في قمه ضحكها عليه.


...اما عن غيث فقد تجاهل قمر تماما واخذ والداتها تتبطأ ذراعه وضعد الي غرفتها غافلا عن تلك العيون الحمراء التي تدوب من الحسرة...زفرت قمر وتنهدت تنهيده طويله وصعدت غرفتها...واخذت حماما باردا ليهدأ حرارة جسمها وفكرت فيما ترتدي...شعرت قمر ان غيث سينام في غرفه والداته الليله لسوء حالتها ...فارتدت بيجامه هوت شورت من خامه الستان الناعم وذات لون بني محروق ليبرز جمال بشرتها البيضاء الناصعه...ونثرت شعرها الهجرى الاحمرالمائل للبرتقالي حيث كل من يراها يعطيها صفه الفتاة البرتقاليه...صعدت الي فراشها وفتحت كتاب لتقراءه واستغرقت وقت طويل في قرائته حتي نامت علي نفسها وهي بهذه الحاله...دلف غيث الي الغرفه بعد اطمئنانه علي والداته ليتفاجئ بنومه قمر الهادئه وشعرها يتناثر من حولها ...وملابسها المثيرة وجسدها الملفوف...اغمض عينيه كثيرا ثم فتحهما ليتأمل حوريته النائمه...تقدم من الفراش وجلس امامها بهدوء حتي لا تستيقظ...فوجد بيدها كتاب عنوانه...طمعت في عشقك...اسم الكتاب يكفي ان يهز كيانه...جعله يتساءل بينه وبين نفسه...ايعقل ان يكون المعشوق هو؟...لطالما هي عاشقه له لما لا تبوح بهذا العشق...هو غير مقتنع تماما ان الحدث المزيف بينها وبين شادي هو السبب في بعدها عنه...يقسم لو جاءته واعترفت بحبها له سوف يبوح لها بسر شادي...لانه يتمزق كثيرا لحالتها ...حاول ان يتحسس ملامحها بدءا بيدها واصابعها الرقيقه لينزع الكتاب من بين يديها ويقبل راحه يدها ...حاول لم شعرها المتبعثر ليقوم بابعاده عن عيونها ورموشها البنيه...قام بتقبل جبهتها قبله رقيقه جعلته يشتم رائحه وجهها ويذوب بها...لم يتمالك نفسه فالتقط شفتيها الرقيقه في قبله جعلتها تستيقظ وتشهق داخل فمه ..مما جعله يبتعد عنها قليلا وهو ممسكا بيديها لينهضها امامه لتجلس نصفه جلس ترمش بعيونها متوجسه لافعال غيث معها...فهي تعلم تماما انا ويهيئتها هذه لن يتركها ابدا...وهي لا ترضي لنفسها ان تكون محطه في حياته يندم بعدها ويتركها...هي تعتقد دائما انه يستحق فرصه احسن منها...


نظر لها غيث بهيام وتحدث بصوت اشبه للهمس قائلا


=زعلتي مني لما سيبتك لوحدك وطلعت...انا مكنش قصدي...انتي شايفه بنفسك حاله امي...مكنش ينفع اسيبها تطلع لوحدها...كان لازم اطمن عليها.


هزت قمر راسها بالنفي وهي ترتجف من هدوئه قائله برقه


=لا طبعا انا ما زعلتش ولا حاجه...ده حقها عليك...حتي لو كنت نمت معاها النهارده...أنا مش هزعل منك...دي امك برضه...وانت يا بختك عندك ام فيها حنان الدنيا


انتفض غيث من كلماتها واهتز بداخله لانه علم انها تتحسر علي والداتها وتقارن بينها وبين والداته...فجذبها بين احضانه يربت علي ظهرها بحنان بالغ قائلا


=انا اللي بختي حلو بيكي ...وبعدين ماما بتعتبرك بنتها...انا مش عايزك تزعلي يا قمر احنا مبنختارش اهالينا ولا هما بيختارونا...وبعدين تعالي هنا وهما مين اللي يتجوز قمر الزمان ويروح ينام مع مامته؟


خرجت قمر من بين احضانه تبتسم بخجل قائله


=انتي لسه برضه بتناديني بقمر الزمان...تعرف انك الوحيد اللي بتناديني بالاسم ده...حتي لما كنت غايب محدش نادني بيه...انت وبس وبابا الله يرحمه اللي صمم يكتبني كده في شهاده ميلادي...ويكتب اختي همس الكلمات...ياريت اللي يتجوز همس يناديها باسمها الكامل.


ابتسم غيث بمكر وقال


=شادي اكيد عارف ان اسمها همس الكلمات...متقلقيش الواد دايب فيها...ومسيره يقولها...والله اعلم ما يمكن قالها...انا سمعتها انها راحت لعمتي النهارده وقابلته وراجعه طايرة من الفرحه


انتفضت قمر من مكانها ونظر لها غيث واحس انها مشاعر غيرة تقتحمها لولا ان سمعها تقول


=انت لسه مصمم تنفذ تهديدك...علي فكرة انا مش فارق شادي بالنسبه ليا...انا كل اللي شايله همه همس...ازاي تتجوز واحد زى شادي.


ابتسم غيث لها بهدوء وقال


=مش يمكن زى ما عمتي قالتلك ...انه مقلب من مقالب ضياء...وشادي معملش حاجه...ولا انتي حابه يكون حقيقي...علشان تفضلي بعيده عني.


اعطته قمر ظهرها تعتصر من الالم فهي الوحيده التي تعتقد ان ما حدث بينها وبين شادي حقيقه مطلقه...فحدثت غيث بجمود قائله


=لو انت حابب تفهمها كده...افهمها ...انت وراحتك...انا مش طالبه منك غير انك تمنع جواز شادي وهمس ...واعتقد انك تقدر...وتقدر تمنع جدي انه يدخل كمان.


ادارها غيث اليه ممسكا خصرها هامسا لها بنعومه قائلا


=ومين قالك ان همس هتوافق علي كده...همس بتعشق شادي ومن زمان...اللي بيعشق يا قمر بيتغاضي عن غلطات حبيبه...مش زيك بتحاولي تحطي الصعوبات في طريقنا.


اجابته بخوف


=لا مش بحط صعوبات...ليه بتقول كده...انا بس خايفه.


وضع يديه علي خديها وقال بنعومه


=خايفه من ايه...خايفه مني...انا ميهمنيش اي حاجه...كل اللي يهمني هو حبك ليا...وقلبك يكون ملكي لوحدي.


ارتفعت أنظار قمر له بحب وقالت


=انا فعلا بحبك...وبحبك من زمان كمان...ولدرجه اني شايفه نفسي قليله عليك.


نظر لها بلوم وعتاب قائلا


=تاني يا قمر ...مصرة برضه...يا حبيبتي قلتلك قبل كده انا عايزك انتي وميهمنيش اي حاجه...


سألته بهدوء


=يعني انت مستعده تقبلني بعيبي...مش هيجي عليك يوم وتندم...انت لو ندمت يبقا انا كده اتحطمت مرتين... وانا تعبت والله العظيم يا غيث.


كان رد غيث عليها ليس كلاما وانما افعالا قبلها من بين عينيها قبلات رقيقه مارا علي رومشها ليمسح دموعها الرقيقه بشفتيه واضعا يده علي عنقها ليتحسس نبض عنقها مركزاا في عيونها العسليه تائهه فيهم ليميل علي شفتيها يلتهمهم في قبله عاشق طامع في نيل كلمه عشق واحده من عشيقته ومحبوبته...


*************************************


#بعشقك_طامعه 💚💚💚

#الفصل_الثالث_عشر✌️✌️✌️

استجابت قمر لقبله غيث استجابه كامله ووبادلته قبلته...ليحملها برفق ويضعها بكل حنان في الفراش ويميل عليها لينهل من بحر عسلها المصفي ...ليجدها تجحظ بعينها وتتسمر في مكانها كلوح التلج البارد...شارده فيما حدث لها قبل ذلك وتوقعها لما سيحدث الان...ضرب علي وجهها برفق ليفيقها ليجدها تزيحه من عليها بقوة وتنهض من الفراش مسرعه كأنها تهرب من كارثه احلت بها...لتدلف الحمام وتصفع الباب ورائها لتبدا نوبه من البكاء الهستيرى لها...تقطع نواط قلبه عليها وزفر حانقا...وود ان يحطم عليها باب الحمام ليرمي بالحقيقه في وجهها دفعه واحده ولكنه تأكد انها لن تصدقه وستعتبرها خدعه لينول ما يتمني...لملم غيث شتات امره ونهض من الفراش متجهها نحو ياب الغرفه ليخرج منها ...حتي يعيطيها الفرصه ان تخرج من الحمام وتنام علي فراشها...اما عنه فاتجه الي غرفته القديمه ليبيت فيها هذه الليله ويفكر فيما ينوى ان يفعله بقمر بعد ذلك...سمعت قمر صوت صفع الباب فعلمت بخروجه ...فخرجت من الحمام متجهه الي فراشها لتنام عليه وسط كتله من البكاء والاحزان...استيقظ غيث وذهب الي غرفتها ليجدها نائمه تحيط الهالات السوداء حول عينيها وتنتفخ عينيها من البكاء ليزفر بحنق ويرتدي ملابسه ويذهب الي عمله...خرج من غرفته ليجد همس تنتظره فاستغرب انتظارها...فوجدها تطلب منه الذهاب الي عمتها ساميه برفقته بناء علي طلب جدها...اندهش غيث وقطب جبيبنه لهذا الطلب...ولكن ما باليد حيله فليذهب ليرى ما يريد جده.وصلا الي شقه عمتهم ليجدوها ترحب بهم في وجود غالب وشادي الذي اول ما ان راءه غيث انزعج كثيرا لرؤيته...جلس غيث ووضع ساق علي ساق في وجه شادي الذي اخفض رأسه في الارض...تحدث غيث بجمود قائلا


=خير يا جدي...جايبني علي ملا وشي هنا ليه من الصبح...في خطه جديده وعايزني انفذهالك...ولا لقيت البديل اللي بينفذلك...وجاي تعرفني عليه.


سمعه شادي جيدا وعلم انه يقصده فرفع رأسه وتحدث بعنف قائلا


=بقولك ايه هي مش ناقصك...ما انت كمان كنت بتنفذ اوامره ولا جت عليا انا ووقفت...وبعدين زى ما انت مكنتش عارف اني معاه...انا كمان مكنتش اعرف انك كويس.


خبط غالب ببيده علي سطح الطاوله معلنا غضبه بسبب بدايه شجارهم قائلا


=انتو الاتنين ما أسمعش ليكم صوت ..انا اللي غلطان اللي خليت شويه عيال زيكم يشتغلوا تحت ايدي...كان يكفيني يحيي...اما انتم كل واحد فيكم عايز يمشي بدماغه وخلاص.


غيث بجمود


=وانا قلتلك من لحظه ما انضرب عليا الرصاص ومن قبلها...انا حر ومش همشي تحت خططك...غلطتي من الاول ان مجبتش حقي وحق امي بايدي.


نظر شادي الي همس بغضب قائلا


=عجبك يا ست هانم...هو ده اللي كنتي عايزاه...اهو جه اهو يا ختي...ومفيش من فايده...كنتي ناويه تريحي قلبك من ناحيتي...اديكي بتوجعيه.


نظرت همس الي غيث برجاء قائله


=غيث انت الوحيد اللي عندك الحقيقه...انا بصراحه مش مصدقه ان شادي معملش حاجه لقمر...بس هو اقسم لي وجدو كمان وعمتو ساميه اكدوا لي.


نظر لها غيث بغضب قائلا


=انتي هبله...قصدك ايه ان انا الوحيد اللي عنده الحقيقه...دي خصوصيات...ومقبلش اننا نتكلم فيها ابدا فهماني...وبعدين الحق مش عليكي الحق علي اللي جايبني هنا.


نهض غالب من مقعده وذهب الي غيث قائلا برجاء


=حقك عليا يا بني...انا عارف اني غلطت...بس والله ما كنت اقصد ادمر قمر في اللعبه دي...انا كنت بجارى ضياء علشان ميكشفناش...


لوى غيث شفتيه بسخريه قائلا


=اه طبعا عندك حق ...لازم تجارى التعلب...حتي لو التمن تدمر حياة حفيدتك...اهم حاجه تحافظ علي ثروتك من التعلب والحيه...كفايه انها لغايه دلوقتي مش مصدقه وحاسه انها لسه واقعه في الفخ.


غالب بحزن يعصف قلبه علي قمر قال


=طب ما تقولها انت يا غيث...منك انت حاجه تانيه...هتصدق لكن احنا مهما نقول هتفكرنا بنضحك عليها...لكن انت عمرك ما كذبت عليها.


تنهد غيث بقوة قائلا


=انا بالنسبه لقمر اكتر واحد فيكم كذبت عليها...لما اوهمتها اني لسه مريض...وللاسف انت السبب في كل اللي بيحصل ده...قمر مصممه تمنع جواز همس من شادي.


رجفت همس واتسعت حدقه عينها وقالت بحنق


=خلاص انا هروح اكلمها انا وشادي...واللي يحصل يحصل...قمر مش هتقتنع الا لما شادي بنفسه يأكدلها انه معملش معاها حاجه...وكده انا ممكن ارضي اتجوزه.


امسكها غالب من ذراعها لانه علم بغضب غيث من حديثها فرد غالب عوضا عنه قائلا بغضب


=انتي اتجننتي يا همس...شادي مين اللي يروح يقولها...انتي عاوزى تزودي البله طينه ...اومال لو مكنتش بقولك عليكي انك بتحكمي عقلك قبل قلبك.


ضحكت ساميه كثيرا ولم تتمالك نفسها من الضحك لانها علمت ان همس من الممكن ان تقوم بافعال كثيرة مقابل زواجها من شادي...انتبه الجميع علي ضحكاتها فاقتضبت ضحكتها واخذت همس في احضانها قائله


=انا اسفه يا جماعه...بس بصراحه مقدرتش امسك نفسي من الضحك...لما شفت همس مستعده تعمل اي حاجه غبيه...مقابل انها تتجوز شادي.


غالب بابتسامه


=في الحب كل شئ مباح يا بنتي...همس مستعده تعمل اي حاجه علشان شادي...بس يا ترى يا شادي انت كمان مستعد...وانت يا غيث مستعد؟


نظر له غيث بحنق شديد ...اما عن شادي فنهض من مكانه وذهب ليقف بجوار همس وهي في احضان ساميه ليقول


=انا مستعد احرق اليابس علشان خاطر هموستي...كفايه اني شايفها مستعده تتحدي العالم علشاني...ياريت الكل يعمل زيها فعلا علي رايك يا جدو


نظر لها غيث باستياء وتركهم ورحل وهو في حاله غضب منهم ومن قمر التي لا تريد التقدم خطوة تجاهه مثل اختها همس.


******


بعد رحيل طلب غالب من شادي ان يوصله هو وهمس الي القصر ...اطاع شادي جده واخذهما ورحلا...بعد توصيلهم طلب شادي من جده أن يأخذ همس لتناول الغذاء معا...رحب غالب بالامر وفرحت همس كثيرا لانها تعتبر أول مرة تخرج مع شادي...اخذها شادي لمطعم علي النيل ليشعرها بأجواء الخطوبه وليعتذر منها عن موقفه في يوم الخطبه...بعد تناول الغذاء الذي كان يملأه الكثير من الابتسامات بينهم...تفاجئت همس بكلام شادي لها عندما قال بكل حب


=بحبك يا هموستي...وعارف انك هتستغربي...بس لازم تعرفي الحقيقه...ان زى ما انتي كنتي بتحاربي علشان توصلي ليا...انا كمان كنت بحارب علشان أوصلك


فرجت همس شفتيها وهتفت باستنكار قائله


=مش معقول...انت بنفسك قلت يوم خطوبتنا غير كده...قلتلي كلام خلي الدم يغلي في عروقي...مش هقدر أصدقك دلوقتي..قول انك ممكن تحبني انما بتحبني لا مستحيل.


ابتسم شادي وأضاف بحب قائلا


=طب ما انتي كمان عملتي حاجات قبلها حسستيني انك مش بتحبيني...ولا نسيت حوار الواد المايع ابن خالتك...قال ايه هو جاي مصر قريب وهيخطبني.


قهقهت همس ووضعت يدها علي فمها لتكتك ضحكاتها قائله


=كنت بحاول أثير غيرتك...وعرفت...وكانت هتكمل الخطه بنجاح...بس انت بقا لحقت نفسك...المهم اني كل اما خلاص أحس انك صرفت نظرك عني...يجي حوار حازم يشقلب كيانك.


شرد شادي في عيونها وقال


=يمكن علشان مش قادر أشوفك مع حد غيرى...لانك موشومه علي اسمي...ويمكن حبيتك لما اكتشفت انك يتحبيني...ويمكن حبك الدافع الوحيد اللي خلاني أتغير وأكشف أفعال أبويا.


أغمضت همس عيونها وهتفت بمرارة


=شادي هو مينفعش تغير أبوك...وأنا أغير أمي...مش يمكن كان حالنا أحسن من كده...بدل الحرب اللي احنا عايشين فيها ومش عارفين أخرتها ايه.


وضع يده علي يديها ليربت عليهم بحنان قائلا


=انا هنسيك كل الحرب دي...وده وعد مني...انتي بس ثقي فيا...ثقي في حبيبك اللي عمره ما حب غيرك...وهيفضل معاكي لأخر لحظه.


تنهدت همس براحه وابتسمت له وحمدت ربها علي احساس شادي بمشاعرها ومبادلته لحبها.



ذهب غيث الي المصنع لاتمام اعماله وظل يهلك نفسه في العمل حتي لا تتثني له فرصه للعوده الي المنزل ومواجهه قمر بما فعلته امس...ظلت والداته تهاتفه كثيرا لتطمئن عليه فأخبرها انه بعد العمل سيخرج مع حمزة لينفث عن نفسه قليلا لانه كره جو البيت ومل منه كثيرا...تعجبت والداتها لحالته ولكنها ايقنت انه يريد الهروب من قمر...لانها ايضا تتهرب منه ومن الجلسات العائليه طوال اليوم...حتي ان همس حاولت مرارا وتكرار الدخول الي غرفتها منعتها من وراء الباب بحجه انها تود النوم...ايضا قمر انتظرته كثيرا...كانت تود ان تعلم اين سيبيت ليلته ... معها بعد ما حدث بالليله الماضيه...ام في غرفته...رأته من وراء الشرفه...وظلت تجلس متوجسه ماذا سيفعل بعد ان يصعد الي غرفه والداته ليطمئن عليها...ودت قمر ان يذهب غيث الي غرفته رغم انها تود النظر الي عينيه...اثناء شرودها طرق بابها ودخل بعدها...وجده الغرفه مظلمه ...ولكن من بين هذا الظلام كانت يطل ملاك ابيض بجناحين امامه...حيث كانت ترتدي قميص ناصع البياض باكمام واسعه كاجنحه الملائكه ضيق من الخصر ينسدل الي اسفل قدميها ...مقفول من الصدر...لوى غيث شفتيه حيث علم انها ترتدي تلك الملابس لاخفاء جسدها عنه...غافله عن انه يعلمها جيدا ويعلم مدي تفكيرها وذكائها المعهود ...تقدم الي الداخل واغلق الباب...واضاء الغرفه بالكامل حيث انه يكره العتمه كثيرا ...واحل رباطه عنقه وخلع جاكيت بدلته ورماه جانبه علي الاريكه...استعجبت قمر من صمته وتوجست منه...لانها تأكدت انه الهدوء الذي سيسبق العاصفه...حاولت اخراج الكلمات من فمها...لتكسر حاجز الصمت بينهم...ولكنها خافت ليحاسبها علي رده فعلها بالامس...ايضا نظراته لها الان تدل انه يريد الفتك بها...بالاضافه انها سمعته هو وهمس يتفقان علي الذهاب الي عمتهم ساميه...وكانت تود ما عرفه ما حدث هناك...ولكنها رفضت المعرفه من همس...حتي لا تتعب اعصابها......ظل ينظر اليها كثيرا بغضب يريد اخراج الكلمات اللاذعه اليها ولكنه عدل عن ذلك فتحدث بلطف قائلا


=عاملالي فيها ملاك...ولبسالي فستان ابيض...وانتي مش محتاجه علي فكرة...بس في ملاك يعمل اللي انتي عملتيه امبارح ده...ولا انتي خايفه.


توترت قمر وارتبكت قائله


=الموضوع مش خوف زى ما قلتلك...الموضوع اني مش هستحمل اشوف نظرة الندم في عيونك...وقلتلك قبل كده انت تستحق واحده احسن مني بكتير.


نهض من علي الاريكه وربع ذراعيه قائلا بهدوء


=ماشي يا قمر...بس خليكي فاكرة انك قلتي انا انا استحق واحده احسن منك بكتير...والحمد لله انه محصلش حاجه ...لاني فعلا كنت هندم لو لمست واحده مبتحبنيش.


شهقت قمر وفرجت شفتيها ثم قالت


=مش بحبك...ومالك متأكد قوى كده ليه...وهو الحب عندك اني اسلملك نفسي...من غير ما احس بالامان قبلها...ولا علشان انا اتلمست قبل كده فمش هفرق بالنسبه ليك.


جلس غيث ووضع يده علي وجهه يمسح عليه ثم نظر لها اليها نظرات حزينه قائلا بالم


=وهو انا يعني كنت فرقت بالنسبه ليكي لما اتجوزتيني وانتي عارفه اللي حصل معاكي ...ولا الحاله المرضيه اللي كنت عليها خليتك تستغليني...اسوء استغلال.


تنهدت قمر بحزن وقالت بصوت مبحوح


=انا عمرى ما فكرت استغلك...انا كان ممكن ارفض جوازنا...وساعاتها لو كنت حكيت لجدي كان هيجوزني شادي غصبن عنه...بس وافقت عليك انت.


غيث بحزن


=طبعا طبعا طبعا توافقي عليا انا...لا وايه بكل دم بارد احنا هنتجوز علي الورق وبس...وبعد ما تخف هقولك ليه...وطبعا انا عرفت ليه.


نهضت قمر من فراشها بغضب وتحدثت بحنق قائله


=انت كنت عارف كل حاجه من قبل ما تتجوزني...ومع ذلك صممت تتجوزني...ولا نسيت حبيني يا قمر واتجوزيني يا قمر...وانا هبله مصداقك.


نهض غيث هو الاخر وتقدم امامها يهتف امامها بمرارة قائلا


=انتي اللي كنتي مفكراني اهبل وعماله تدوسي عليا وعلي قلبي...واتجوزتيني علشان تبعدي عن شادي لما اتخلي عنك ورماكي...لكن قوليلي انتي فين بالظبط دلوقتي.


تنهدت قمر بحزن وقالت


=انا في اصعب نقطه في حياتي...نقطه الزوجه اللي هي مش زوجه...انا كل يوم فعلا بحس اني يتيمه ...ياريتني كان عندي ربع القوة اللي عند اختي حتي.


هز غيث رأسه بيأس وتذكر حاله همس وقوتها في الدفاع عن حبها فتحدث لكي يثير غيرتها قائلا


=عارفه همس قويه بايه...بحبها لشادي...اي واحد مننا الحب بيقويه وبيخليه صامد للاخر...اما انتب مش ممكن تكوني ضعيفه انتي مش بتحبيني زى ما بحبك .


قمر بضعف وبكاء شديد قالت من بين شهقاتها


=انا فعلا ضعيفه يا غيث...بس الحب زى ما بيقوى بيضعف...صعب علي ناس كتير ان يشوفوا حبيبهم بيقدملهم الحب علي طبق من فضه ويرفضوه بسبب حاجز جواهم اقوى منهم.


استمع غيث الي شهقاتها التي عصفت قلبه عصفا فأشاح بوجهه الي الجانب الاخر قائلا


=الحاجز ده انتي اللي حطاه بايدك...انتي لو كنتي بتجبيني صحيح...كنتي فرحت لما قلتلك اني مسامحك علي كل حاجه ومستعد ابداء معاكي من جديد.


قمر بجمود


=متتعبش نفسك معايا يا غيث...انا خلاص انتهيت...ممكن تبدا من جديد من حد تاني...وانا ساعتها هتمنالك السعاده من كل قلبي...وهتمنالك تنول الحب اللي بتتمناه.


استدار لها غيث واقترب منها ليضع يدها علي وجهه قائلا كمن يلهث من سباق تتسارع دقات قلبه


=كان نفسي يكون الحب ده منك يا قمر الزمان...انتي الوحيده اللي في قلبي...بس للاسف انتي عمرك ما حبتيني ...حتي لما مشيت من القصر زمان رفضتي تشوفيني قبلها.


ابتعدت عنه قمر قائله بجمود 


=كويس انك فاكر زمان قوى...وانا زى ما انا ما اتغيرتش كتير...وانت شفت ده بنفسك...مش مشكلتي انك محبتش حد غيرى...دي مشكلتك انت.


اندهش غيث من اسلوبها وقال


=كنت مفكر اني لما هرجع هلاقيكي مستنياني ...علشان احقق حلم حلمت بيه زمان...حلم اني اكمل حياتي بيكي...بس للاسف بنيت احلامي في سراب.


ابتسمت له ابتسامه مصطنعه وقالت


=الحمد لله انك فهمت ده...انا عمرى في حياتي ما قلتلك اني بحبك ولا وعدتك بحاجه...حتي خوفي عليك لما اضربت بالنار...ده كان مجرد احساس بالذنب.


تذكر سماعه لكلمات حبها له في المشفي وعلم انها مازالت تكابر فقال لها


=ويا ترى يا قمر كنتي بتحبي شادي...ولا هو كمان كان هيبقي مجرد زوج زيي ...ريحيني وريحي قلبي علشان لما اسيبك اسيبك وانا ضميرى مرتاح .


نظرت له قمر بحده قائله


=انا عمرى ما حبيت الزفت شادي ده...انا كنت هتجوزه وبس...وانت عندك حق كله بسبب امي...والحمد لله انها جت علي قد كده...وعلي فكرة انا اتجوزتك علشان مكنش نسخه من امي.


غضب غيث من تصريحها بسبب زواجها منها ونظر لها بحزن وقال


=بس للاسف اللي انتي بتعمليه في نفسك وفي هيخليكي نسخه منها.... باعت قلب غيرها وداست عليه...تعرفي عمي كان بيقول ايه واحنا في العربيه قبل الحادثه انه ندم انه اتجوزها.


وضعت قمر يدها علي راسها تهتف بغضب قائله


=عارفه عارفه عارفه...بابا اللي كان مصبره عليها احنا...كان خايفه علينا نعيش من غير ام...بس اهو ادينا عشنا من غير اب...والكل عمال يلطش فينا.


وصلت قمر الي حاله من البكاء الهستيرى ليشدها غيث ويضمها بين احضانه ليقول بحنان


=متقوليش كده يا قمر...محدش يجروء يلطش فيكي انتي بالذات...انتي غاليه عليا قوى يا قمر...بس للاسف انتي غبيه ...ومش قادرة تصدقي اللي جوايا.


خشت قمر ان تمر معه بليله مثل السابقه فحاولت التملص منه قائله بصوت مبحوح


=كل اللي جواك هيتمحي بالاستيكه اول اما توصل للي انت عايزة...وهتفتكر ساعتها كل حاجه حصلت معايا قبل كده...وهتنتدم انك بس قربت لي.


امسكها من يديها ووضع يده علي خديها ليقول بصوت حنون


=قمر لو بتعزيني...فكرى قبل ما تدمرى اخر رابط بينا...خليكي فاكرة حاجه واحده اني بحبك قوى ...وعمرى ما هندم علي حاجه ممكن تكون اوهام في دماغك.


رمشت قمر بعيونها واستمعت جيدا الي كلمه اوهام فدب الامل في قلبها فهمست بصوت متحشرج 


=ياريت تكون اوهام في دماغي....انت كمان يا غيث لو بتحبني زى ما بتقول...ارجوك ما تضغطش عليا اكتر من كده...انا اللي جوايا لازم يكون في حاجز اقوى منه علشان يهده


ابتسم غيث لها وهز رأسه بالموافقه علي حديثها...ثم لمعت برأسه فكرة خبيثه تجعل من قمر طامعه في عشقه...وبدا يتجهز لها جيدا...


في المصنع كان يجلس غيث يفكر في قمر كثيرا وفي طريقته معها وعنادها واصراراها علي شكوكها وخوفها من مواجهه الامر معه لكي لا يشعر بالندم...اي ندم الذي سيشعر به ...يقسم بداخله انه حتي لو لم يعرف حقيقه امرها وانها مستسلمه للاوهام الذي زرعها شادي برأسها...سوف يرضي بها ...ولكن هو يعلم جيدا ان ليس الخوف وحده الذي يمنعها ...هو يعتقد جيدا انها لم تحبه يوما...وانها تزوجته لتهرب من عالمها الغبي الملئ بالكذب والخداع...لتتفاجئ به كان من ضمن اكبركذبه بحياتها...يتسائل هل كانت تحبه قبل معرفه حقيقه امره ام كان شفقه ...كان عليه اكتشاف هذا الامر ومعرفه ما يكمن بداخلها...ففكر في فكرة خبيثه اي امراءة اذا تعرضت الي هذا الامر اما تستسلم وهذا في حاله عدم الحب ...اما اذا كانت تعشق حبيبها ستتخذ هجومها للدفاع عن عشقها...تناول هاتفه واتصل علي شخص عزيز عليه


#خلود....اسمها علي اسم بطله روايتي الاولي #غدر_الزين...😂😂😂😂😂😂


نظرت خلود الي هاتفها فوجدته اتصالا من غيث فضحكت كثيرا وردت عليه قائلا


=يااه لسه بتفتكر...انا قلت انك نسيتني خلاص...ما هو اللي يعشق قمر الزمان ...هيفتكرخلود ليه بقا...يالا معلش احنا ملناش بخت معاك...


تنهد غيث كثيرا وقال


=انتي مفيش فايده فيكي يا خلود...لازم تطلع زى المدفع ...من غير ما تدي اللي قدامك فرصه انه يتكلم...طب قوليلي ازيك الاول...ايه سبب اتصالك.


قطبت خلود جبينها وقالت


=مالك يا غيث...انا قلت هتتصل بيا تقولي ان قمر حامل ولا حاجه...بس صوتك باين فيه انه حزين جدا...مش ده غيث اللي كان نازل مصر وفرحان ابدا.


اغمض غيث عيناه وتحدث بصوت مبحوح قائلا


=ياريتني ما نزلت يا خلود...كنت مفكر اني لما هنزل هتبدأ سعادتي...بس للاسف انا بقيت تعيس قوى...قمر مبتحبنيش يا خلود...حاولت معاها كتير ومفيش فايده.


فرجت خلود شفتيها وقالت


=انت بتقول ايه يا غيث...مش قمر كانت بتحبك من وانتو صغيرين...ايه اللي جد بقا...ولا بعدك عنها خلاها تنساك...مش معقول البعد يعمل كده.


تحدث غيث بألم قائلا


=البعد بيورث الجفا...انا بعدت عن قمر في اكتر وقت كانت محتاجاني جمبها...سبتها فريسه للي حواليها...ينهشوا فيها...وبدل ما اصلح اللي عملوه اول ما جيت جيت لبخت الدنيا أكتر


ردت عليه خلود ببلاهه قائله


=لبخت الدنيا أكتر ازاي يعني...وايه معني كلامك ان الكل نهشوا فيها...هو حد عمل فيها حاجه وحشه مثلا...طب وده قبل ما تنزل مصر ؟


رد عليها غيث بطريقه تنفي تفكيرها بالشئ السئ الذي حل بقمر


=لا يا خلود ...مش زى ما انتي فاهمه...انا جيت لقيتها مفتقده الحب والحنان...وبدل ما أعوضها ...مثلت عليها ان انا لسه مريض ...بس والله غصبن عني.


اتسعت حدقه عين خلود قائله


=مثلت عليها طب ليه كده يا غيث ؟ده انت مصدقت تخف علشان ترجعلها...وبعدين كان غصبن عنك ازاي...هي الحاجات دي فيها غصب .


زفر غيث بحنق وقال


=مش مهم تعرفي التفاصيل يا خلود...المهم انا اتصلت بيكي ليه...انا محتاجلك قوى يا خلود...محتاج تديلها درس وتفوقيها...انا عارف انها بتحبني بس هي رافضه تبوح بمشاعرها قدام... انتي الوحيده اللي هخليها تعترف. 


ضحكت خلود بشده وقالت


=محتاجلي انا؟هتحتاجني في ايه يا حسرة...انت نسيت انتي يا خلود عديمه الاهميه وملكيش فايده...وبدمرى حياتك بايديكي...واللي حواليكي هيطفشوا بسببك.


لوى غيث شفتيه وقال


=بدأنا بقا...بصي انا محتاجه ترجعي مصر ...ويعني انا عارفه الستات لما بيغيروا من بعض بيحصل ايه...لو غارت تبقي بتحبني...ولو ما غارتش يبقي خلاص.. ومتأكد انها هتولع نار... وده مش مهم المهم هتعترف ولا لا


ابتسمت خلود بشده وقالت


=جرب نار الغير يا نشأت ...والله حاجه حلوة قوى...وانت عارفني استاذه في المواضيع ...اهو شفت أنا ليا لزمه ازاي يا أستاذ غيث...واهو احتاجتني.


ابتسم غيث بلهفه وقال


=يعني هتساعديني يا خلود...اكون ممنون ليكي قوى...بس متزوديش العيار وتجنينها...هي مش ناقصه جنان...من غير حاجه احنا عيله مجانين.


تراقصت خلود وهي تهاتفه قائله وهي تكتم ضحكاتها


=علشانك انت ارمي نفسي في النار وانكوى...واصرخ واقول يا دهواتي....احممم نحن تحت امرك يا غيث...هظبط اوراق السفر وطيران علي مصر ام الدنيا .


ابتسم غيث براحه وقال


=شكرا يا خلود...بجد انتي صديقه رائعه...مع السلامه يا خطيبتي السابقه ترجعي مصر بالسلامه...وقبل ما أقفل معاكي انتي مين يا خلود...انتي خطيبتي السابقه.


مر يومين بعد اتصاله لخلود حتي يجلبها الي مصر لتشعل نار الغيرة في قلب قمر حياله...ولمعرفته الجيده بذكاء قمر المعتاد...فحاول تلطيف الجو معها حتي لا تشك ان وجود خلود خطه رسمها غيث عليها لاثارة غيرتها...ولتجد ان وجود خلود مفاجاه له...جاءته فكرة الخروج معه فهو يعلم انها تحب الخروج والسهر قبل مجيئه الي مصر ...فانتهز حفل اقامه المصنع بسبب النجاح في تصدير الاخشاب...ولا بد من حضوره الحفل وبرفقتها ...واطمئن كثيرا لاعتذار شادي عن هذا الحفل...بحجه رغبته في تمضيه الوقت مع همس...من الطبيعي ان يتحسر علي حاله مع قمر ...ففكر جيدا ان يأخذها معه الي الحفل ليحاول ان يقترب منها اكثر...ومن الممكن ان يكون لها فرصه جيده تريحه من عناء جلب خلود...فهو يخاف من خلود ايضا ومن تلاعبها...دخل عليها الغرفه وجدها تجلس علي الاريكه مرتديه كنزة بيضاء كنقاء قلبها وتنورة بيضاء قصيرة وتضع سماعات الاذن وتستمع الي موسيقي هادئه علم ذلك من هدوئها...ابتسم بسعاده وجلس يجانبها ليزيح سماعات الاذن عنها هاتفا بصوت مرح


=لا ده احنا اطورنا قوى...بقينا مبنخافش ولا بنخجل نلبس جيبات قصيرة وبلوزات مفتحه...ده ايه الجمال ده ...انا مقدرش علي كده...هتخليني اخل بالاتفاق.


رمشت عيونها قائله


=هتخل بالاتفاق؟ لا طبعا...وبعدين يا ما ناس جميله بس جواها حزين...وبعدين انا مكنتش بخاف البس الحاجات دي قدامك...انا بس كنت متحفظه معاك لغايه ما اعطيتني الامان.

رفع يده ليزيح بعض الخصلات من علي عينها ليضع خلف اذنها قائلا بحب


=ويا ترى بقي فترة اختبارك ليا خلصت ولا لسه خايفه مني...ومش مأمنالي...انا في كلا الحالات صامد ومعاكي للاخر...ولو اني اتمني متتأخريش عليا.


خجلت قمر من تصريحه بأنه لا يريد التأخير والمماطله في الفوز بها وقالت بهدوء


=ما انا قلتلك ...انتي دلوقتي مفيش منك مشكله ولا خوف ولا قلق...ومطمنالك جدا...انا مش قالقني غير بعد كده...يا ترى هتفضل علي حالك؟


ابتسم بهدوء قائلا


=انا هفضل زى ما أنا...عمرى ما هتغير...الخوف منك انتي...لتكوني مش عايزاني اصلا...وبتمثلي انك خايفه مني علشان تتهربي مني.


اغمضت قمر عينيها بمراره لانها تعشقه ومع ذلك هو يعتقد عدم موافقتها بالامر لانها لا تحبه...فتحت عينيها ببطء لتتحدث بألم قائله


=لا أنا مش بتهرب منك...وحط في دماغك النقطه دي كويس...ولو حصل حاجه بينا...انا عمرى ما هسيبك...قمرمش بتسيب حد يا غيث...


وضع يده علي ذقنها ليرفع قليلا ويتوه في بحور عينها العسيله ويقول


=انا بقي ممكن اسيب اي حد ...لو لقيته مبيحبنيش...الا انت للاسف...انا مريض نفسيا زى ما بيقولوا...بس بيكي يا قمر الزمان...معندكيش علاج ليا؟


قمر بابتسامه باهته


=علاج ...مش يمكن علاجك يكون البعد...علشان متفضلش تعبان طول عمرك...انا شخصيا مبحبش أشوفك تعبان...ولا حتي تحس بالنقص.


جذبها من ذقنها ليتذوق طعم شفتيها الرقيقه هامسا امام شفتيها


=نقص ايه اللي بتقولي عليه يا قمرى...انا بيكي بكتمل...انا من غيرك ناقص...نفسي بس تثقي فيا وتصدقيني...هتلاقيكي عايشه احلي ايامك.


حدقت فيه جيدا لترى الصدق في عينيه وهتفت بضعف قائله


=ولو فجأة اتحولت احلي ايام حياتي...الي اتعس أيام...ساعتهامن هيداويني...تعرف انك دلوقتي بعتبرك الدوا لجروحي...بس خايفه بعد كده تبقي انت الجرح اللي ملوش دوا.


ابتسم بسخريه قائلا


=جرح...انا متخيله اني ممكن اكون جرح ليكي في يوم من الايام...يااااه للدرجه دي بقيت زىي زى غيرى يا قمر...مكنش العشم والله يا حبيبتي.


ازاحت يده وقالت بحزم


=,يعني انت جاهز تواجه اللي حصلي وتتقبله عادي...ولا ساعتها هيبقا كلام وخلاص...ما هو مفيش أسهل من الكلام علي فكرة...انا ممكن برضه أعمل زيك وأبيع كلام.



نظر اليها مطولا ولم يجيب عليها ليجعلها تحترق مثل ما تحرقه بكلامها ...وحاول تغيير الموضوع قائلا


=المصنع عاملين حفله بكره...ولازم احضرها...ولازم تكوني معايا...باعتبارك زوجتي...ده بعد اذن حضرتك طبعا...شوفي ناقصك ايه ابعت اجيبه.


زفرت ثم تحدثت بهدوء قائله


=انا مش ناقصني حاجه والحمد لله...بس انا مش عايزة اروح...قولهم زوجتي مريضه...مش لازم اكون معاك...كتير لما كنت بروح الحفلات دي اكترهم مش بيجيبوا زوجاتهم.


نظر اليها باستغراب قائلا


=انتي كنتي بتروحي الحفلات دي ...كنت بتروحي مع مين...معروف اني جدي مكنش بيقدر يحضر ولا يسهر حتي...ااااه نسيت انتي بتحبي السهر كتير.


ارتجفت قمر وقالت


=انا كنت بروح كفرد من افراد العيله...علشان ارحب بالموظفين...واشيد بمجهوداتهم...مش علشان حاجه في دماغك...وبعدين انا بقيت بكره السهر.


هز غيث رأسه بحزن قائلا


=لا انتي بتحبي السهر مع ناس...اما مع غيث ...لا مينفعش...يقولوا عليكي ايه...خارجه وسهرانه مع غيث...ودي تيجي برضه...ايش جاب لجاب.


اقتربت قمر اليه تهتف بحنق وغيظ قائله


=لا انا مش عايزة اروح معاك علشان انت غيث...انا مش عايزة اروح هناك واشوف الزفت شادي...فهمت بقي يا استاذ يا محترم...شفت بقي انا خايفه من ايه؟


اشاح بوجهه في الاتجاه الاخر واستدار مواليا ظهره لها عاقدا ذراعيه فوق صدره محاولا التهرب منها قائلا


=علي فكرة شادي اعتذر عن الحفله...اصله مش قادر يفوت لحظه وهو بعيد عن همس...اما انا حظى وحش ...وكل اما احاول اقرب منك تبعديني أكتر.


خبطت قمر علي ظهره بسبابتها بغيظ قائله


=متفكرش انك لما تقولي انه مش قادر يبعد عن همس...هغير منها...لااا شادي ده خارج حساباتي...انا لو كان ده هيضايقني فده علشان همس.


التفت اليها ينظر اليها بهدوء قائلا


=اسمعي لما اقولك...انا صبرت عليكي كتير...وكل مرة بنلف وندور في نفس الموضوع...اختك بتثق في شادي...وهي حرة...اما انتي أرجوكي تعالي معايا الحفله حسسيني انك مراتي ولو لمرة واحده ...يا اما بقا أعمل معاكي حاجه وساعتها أحس فعلا انك بقيتي مراتي ومتزعليش بقا ساعتها اني خليت بالاتفاق..


ارتجفت قمر من تهديده وعلمت ان تهديده حقيقيا وقالت وهي ترتعش


=خلاص خلاص...هي جت علي الحفله...هحضرها حاضر...بس خليك زى ما انت...علي اتفاقنا ...وانا اوعدك مش هضايقك تاني والله.


نظر اليه بشماته وتركها وخرج لتزفر بحنق وتجلس علي الاريكه تخلع حذائها لتقذفه ليرتطم بباب الغرفه بعد خروج غيث ليبتسم ضاحكا علي فعلتها المجنونه.



تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا




تعليقات

التنقل السريع