القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

روايةغفران هزمه العشق الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم نورا عبد العزيز

 


روايةغفران هزمه العشق الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  بقلم نورا عبد العزيز 




روايةغفران هزمه العشق الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  بقلم نورا عبد العزيز 





رواية

♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

الفصل الســــــــادس  (6)

___ بعنــــوان " قلب موازين القلوب " ___


كانت "قُسم" مُنهارة فى البكاء بين ذراعي "ملك" فى صالون شقتها بعد ما فعله "حازم" وصوت بكاءها يملأ المكان، نظر "قاسم" إلى أخته بينما يقف متكأ على عكائزه الطبية بوجه عابس مُستشاط غيظًا من هذا الرجل ليقول بضيق:-

_ هو فاكر نفسه أيه؟ مهما كان اللى حصل يا أمى هو مالهوش الحق أنه يلم عليها الناس بالطريقة دى ولا يرفع أيده عليها دى ليها أهل برضو


تنهدت "صفية" بضيق مُرتدية أسدال الصلاة بعد أن نزلت على سهو من رؤيتها لطفلتها فقالت بضيق:-

_ أدخل أوضتك يا قاسم


_ بس

قالها مُعترضًا على حديث والدته لتقول "صفية" بانفعال:-

_ سمعت ولا هتقف ترد عليا وتعمل راجل عليا


تأفف "قاسم" بضيق ودلف إلى غرفته، نظرت "صفية" إلى ابنتها المُنهارة وقالت بنبرة حادة صارمة:-

_ مين دا اللى كان بيوصلك يا بنت جميل؟


أبتعلت "قُسم" لعابها بتوتر وأخرجت نفسها من أحضان "ملك" وقالت بضيق:-

_ دا واحد متجوز يا ماما وبدي بنته درس، يعنى مفيش اى حاجة من اللى فى خيالك 


تحدثت "صفية" بضيق من تصرف أبنتها غاضبة 

_ أه مفيش حاجة من اللى فى خيالي بس بقيت فى خيال خطيبك وخيال كل الناس فى الحتة اللى اتفرجوا علي السنيورة وهى بتنزل من عربية ما شاء الله سدت الشارع كله، عربية مبنشوفهاش غير فى الأفلام بس الحمد لله اتكتب لنا نشوفها على أيدك يا ست قُسم


_ يا ماما والله المكان هناك مفهوش موصلتش، دا مكان راقي جدًا ومبدخلهوش تاكسيات حتى ولو طلبت أوبر مش هيدخلوه من باب الكمبوند نهائيًا والرجل كتر خيره وصلني


وقفت "صفية" من مكانها بانفعال تنزع خفها من الغيظ لكي تلتهم طفلتها وهى تصرخ بها بغضب:-

_ ولما يا بنت الكـــ لب مكان راقي بتروحيه ليه؟ وكتر خيره أي دى ها، فضحتينا وجرستينا فى المنطقة 


فزعت "قُسم" تقف خلف "ملك" التى باتت درع الحماية لها من ضرب والدتها فقالت "ملك" بلطف:-

_ أهدي بس يا طنط، محصلش حاجة هى تقصد ان الراجل ذوق يعنى وبعدين بتقولك متجوز 


_ أه والله يا ماما ومخلف ما أنا بدي بنته درس، واللى فضحك ابن أخوكي مش أنا

قالتها بانفعال مما زاد غضب "صفية" التى جلبتها من شعرها لتصرخ "قُسم" من الألم خوفًا من والدتها فقالت "صفية" بضيق:-

_ يا أختى كنت أطلبي تاكسي ولا أوبر أول ما تخرج ما الزفت اللى بتقولي عليه كمبوند دا، اسمعي يا بت إحنا محلتناش غير شرفنا وسمعتنا وعزة وجلالة الله لو ما اتعدلتي يا قُسم لأحبسك فى البيت هنا تمسحي وتغسلي لحد ما تروحي بيت عدلك يا أختى


دفعها بغيظ بعيدًا بعد أن أذاقتها مرارة هذا الخف على جسدها بطريقة عشوائية فتألمت "قُسم" من قساوة والدتها وصرخت بضيق:-

_ أنا مش هسيب شغلي يا ماما وأنتِ عارفة ليه ؟


دلفت إلى غرفتها لتبحث "صفية" عن حقيبتها ورأتها على الأريكة لتأخذها ومنها أخذت الهاتف ثم فتحت درج المكتبة وأخرجت مفتاح لتغلق الباب علي "قُسم" بعد أن جعلتها سجينة غرفتها وتقول بنبرة عالية:-

_ أبقي وريني بقي هتروحي الشغل أزاى يا سندريلا ، كتكم البلاوي يا ريتني قعدت عليكم فطستكم لما ولادتكم كتكم القرف


دلفت إلى غرفتها غاضبة وغادرت "ملك"......


________________________

[[ شركـــة الحــديــدي للسيارات ]]


ولج "عُمر" إلى مكتب "غفران" بالشركة وكانت "ليلي" تقف جواره بينما "غفران" يوقع الأوراق لها فى هدوء فتحدث "عُمر" بهدوء:-

_ اسمه حازم الغريب، 29 سنة ابن خال قُسم وفاتح محل موبيلات وخاطبها بقاله 3 سنين 


رفع "غفران" رأسه بهدوء بعد أن أخبره "عُمر" أن هذا الشاب الغليظ هو خطيبها ، أعطى الأوراق إلى "ليلي" فغادرت ليقول "غُفران":-

_ وماله، شوفي ليا سواق كبير فى السن شوية


دُهش "عُمر" من طلبه فسأل بقلق:-

_ ليه يا مسيو غفران هو سمير غلط فى حاجة؟


_ لا أنا عايزه مع سمير، يعني عشان يوصل قُسم بعد كدة وميحصلش مشاكل

قالها "غفران" بقلق عليها، ليؤمأ "عُمر" بنعم مُتعجبٍ أهتمام "غفران" الزائد بهذه الفتاة التى أقتحمت حياته فجأة وبدون سابق إنذار أحتلت عقله وجزء كبير من تفكيره، ألتف "عُمر" لكي يغادر لكن أوقفه "غفران" يقول:-

_ أستن يا عُمر، أقعد أنا عايز أتكلم معاك شوية


جلس "عُمر" على المقعد المقابل للمكتب، رجع "غفران" بظهره للخلف بأسترخاء وقال بهدوء:-

_ أنا عايزك تشوف دكتور نفسي بس الموضوع دا يكون سري جدًا 


أتسعت عيني "عُمر" على مصراعيها من طلبه فسأل بفضول قاتل:-

_ أشمعنا؟


_ عايز أشوف اللى فيا دا أي، كندا بتدأت تتعب يا عُمر من الصبر وحقها أستحملت كتير، مش عايز يجي اليوم اللى اخسر فيه أغلى إنسانة فى حياتي، لو فى علاج لحالتي وأقدر أستقر هيكون أفضل 

قالها "غفران" بتهكم وقد تعب فى رحلته الشاقة على مدار كل هذه السنوات ليؤمأ غليه "عُمر" بنعم فقال "غفران" بحذر:-

_ دكتر يتوثق فيه يا عُمر دا هيكون أول حد يعرف بمرضي بعدك 


أومأ "عُمر" بنعم ثم قال بحزم بينما يقف مُهندمًا سترته:-

_ أكيد يا مسيو غفران، عن اذنك


غادر "عُمر" من أمامه، فتح "غفران" هاتفه وتحديدًا على رقم "قُسم" أراد ان يطمن عليها بقلق يحتله من الأمس مما حدث أمامه ولا يعلم ماذا فعل بها هذا الأحمق وأهلها؟، تراجع عن الاتصال فى أخر لحظة حتى لا يسبب مشاكل أخرى لكنه تبسم بذكاء ووقف من مكانه بحماس .....


كانت "ليلي" جالسة على مكتبها مُتبسمة وتُحدث "عُمر" قائلة:-

_ لا، كمان اشترت فستان تحفة جدًا هيعجبك ، اه صحيح أعمل حسابك هتوصلني عشان عربيتي فى المغسلة 


ضحك "عُمر" بعفوية بينما يرتشف القليل من كوب النسكافية الخاص بها أثناء جلوسه على حافة المكتب من الأعلي جوارها، قال بلطف:-

_ بقيتي طماعة أوى يا لولو


ألتفت بمقعدها صاحب العجلات من الأسفل كي تنظر إلى "عُمر" وقالت بدلال:-

_ لا يا حبيبي الطماع الحقيقي لما تعمل حسابك تغديني برا النهار دا


ضحك أكثر على طموحاتها الكثيرة، فهمت "ليلي" معنى طموحاته وأنه لن يتمكن من فعل أى شيء من رغباتها وأحلامها فأخذت كوب النسكافيه من يده بغلاظة وقالت بضيق:-

_ أضحك، أضحك شوية كمان 


_ طب والله بحبك يا قطتي 

قالها بحُب وهو ينحني قليلًا إليها ويربت بيده على رأسها من فوق حجابها فدفعت يده بعيدًا مُتذمرة على رفضه الدائم ، فتح باب المكتب وخرج "غفران" ليقف الأثنين باستقامة فقال "غفران" بجدية:-

_ تعالى يا ليلي عايزاك، اه وهاتي تليفونك


أومأت إليه بنعم ثم نظرت إلى "عُمر" مستغربة لطلب "غفراب الغريب، دلفت مع "عُمر" تحمل هاتفها، تنحنح "غفران" بحيرةٍ مُحرجٍ مما سيقول أمام هذان فقال بتلعثم:-

_ خليها تتصل بقُسم


_قُسم

قالتها "ليلي" بتعجب وهذا الأسم أول مرة تسمعه ولم يمر عليها من أسماء العملاء أو غيره، تبسم "عُمر" بخفة على تصرف رئيسه المتعجرف وعقله مشغولًا بالأطمنئان عليها فأعطى الرقم إلى "ليلي" وقال بجدية :-

_ دى مُدرسة نالا بنت غفران بيه، كلميها أطمني عليها واسأليها العربية تروحلها فين 


لم تفهم "ليلي" شيء فأتصلت على الرقم، وضعت الهاتف على أذنها ليقول "غفران" بقلق:-

_ ردت ، ردت 


_ مغلق

قالتها "ليلي" مما زاد قلق "غفران" ، غلق الهاتف بعد ما حدث شيء غير مُبشر بالخير أبدًا ولكن الأسوء حين تغيبت "قُسم" عن موعد الدرس وزال الهاتف مُغلقًا لليالي كثير..

وقف "غفران" قلقًا أمام نافذة الشرفة فى شركته التى تطل على ساحة مليئة بالسيارات المعروضة، دلف "عُمر" إلى المكتب فألتف "غفران" سريعًا مُتلهفًا وقال:-

_ ها عملت اي؟ ليلي جت؟


أومأ إليه بنعم ثم قال بهدوء:-

_ اه قالولها فى المدرسة أن قُسم غايبة من الأسبوع اللى فات تعبانة 


أغلق "غفران" قبضته بضيق من أختفاءها ولأول مرة يشعر بغصة تضرب قلبه وعقله، عينيه المريضة أحبت رؤية وجهها وبعد أن فهم شعور رؤية تعابير وجه أحد كيف يكون الأبتسام والغضب، لم ينسي لوهلة غضبها وبسمتها مع "نالا" هذه التعابير كانت بمثابة النعمة له والآن قد سُرقت منه، لم يرى عيون بشرية من سنوات طويلة والآن سُرقت منه كل هذه النعم، حك جبينه بغيظ من شعور الفقد الذي يحتله فسار نحو مكتبه ليقترب "عُمر" بلطف يقول:-

_ بالمناسبة أنا لاقيت دكتور نفسي كويس....


قاطعه "غفران" يقول بضيق:-

_ بعدين يا عُمر، بعدين 


__________________________ 


[[ قـصـــر الحديقــة ]]


ترجلت "تيا" الدرج ركضًا بسعادة تغمرها بعد أن علمت بوصول "أنس" من رحلته الطويلة فى العمل، قلبها يرفرف ويسابق قدميها بنبضاته من أجل اللقاء وأخيرًا بعد ليالي طويلة، فتح باب القصر وكان "أنس" يسحب حقيبته السوداء الضخمة معه حتى رأي زوجته تركض على الدرج مُرتدي فستان بألوان زاهية كثيرة بأكمام لكنه مفتوح من منتصف القدم للأسفل وشعرها مسدولا على ظهرها حافية الأقدام وتناديه بسعادة:-

_ أنس


فتح ذراعيه لأجلها بسعادة تغمره من الشوق حتى ارتطام جسدها بصدره الصلبة فطوقها باستماتة مُستنشق عبيرها الناعم وقلبه أوشك على الأنفجار الآن بعد أن ألتقاء بمحبوبته التى تسكنه، تحدثت بسعادة:-

_ وحشتني أوى يا حبيبي، وحشتني، حمد الله على سلامتك


أخذ وجهها في يديه بسعادة ناظرٍ بعينيها الجمليتين وقال بنبرة دافئة:-

_ أنتِ وحشتني أكثر، وحشتيني أوووووى يا توتا ، أي الحلاوة دى يا بت، اي هو أنا كل ما أغيب شوية أرجع ألاقيكي بتحلوي أكثر


ضحكت بعفوية على مغازلته إليه وقالت بلطف:-

_ بس يا أنس، أنت كل ما ترجع تسحرني بكلامك الحلو دا 


مرر يديه على وجنتيها بدلال ليقول بلطف:-

_ لا كلام اي، دا في اللى أكثر من الكلام، تعالي عايز أوريكي جايبلك أي بس مينفعش هنا 


ضحكت عليها وهى تفهم خباثة زوجها المُشتاق إليها فحملها على ذراعيها صاعدًا للأعلى فهمست بعفوية:-

_ مش هتجيب الشنطة اللى فيها الحاجة ولا اللى جايبهولى فى جيبك


همس بأذنيه بإثارة يُذيب ما تبقي من قلبها البريء بنبرته الهائمة:-

_ لا فى قلبي


دفنت رأسها بكتفه خجلًا من كلماته ليضحك أكثر على فتاته المُدللة لطالما كانت "تيا" مُدللته المحبوبة التى تستمد دلالها وجمالها من العشق، جمال لن يفهم سوى عاشقها وحدها ومالك هذا العشق الكامن بكل أنش فى جسدها وليس قلبها فقط.....


_____________________________


فتحت "صفية" الباب بوجه عابس لترى "قُسم" جالسة على الأريكة المجاورة للشرفة بحزن من معاقبة والدتها لها فقالت بضيق:-

_ حازم برا


_ مش هشوفه، برضو مش عايزة أشوفه مش كفاية أنه السبب فى القرف اللى أنا فيه دا

تحدثت "قُسم" بنبرة عالية لعل "حازم" يسمع غضبها من الخارج لتقول "صفية":-

_ جرا أي يا قُسم، من أمتي وأنتِ قليلة الأدب كدة، والقرف دا يا هانم أنتِ السبب فيه ولا يكنش حازم اللى ركبك العربية مع راجل غريب


ألتفت "قُسم" لها بغيظ من حديثها وقالت بضيق:-

_ يعنى هو لو طلبت أوبر مش هركب مع راجل غريب، دى توصيلة يا ماما والراجل كان ذوق جدًا 


_ شكل شبشبي وحشك يا قُسم، بدفعني عنه برضو يا بت دا أنتِ فى الأنفرادي بسببه ولسه مطلعتيش

قالتها "صفية" بغيظ ليقاطع حديثهما "حازم" الذي دلف للغرفة وقال بهدوء:-

_ ممكن أتكلم معاها شوية يا عمتي


_ ماشي هروح اعملكم شاي

قالتها "صفية" بلطف ومرت من جواره لتهمس فى أذنيه قائلة:-

_ حاولى تخليها تأكل حاجة


غادرت "صفية" الغرفة فنظرت "قُسم" للشرفة مُتحاشية النظر إليه بتجاهل يقتله فجلس أمامها على الأريكة وعينيه على الصينية الموجودة على الطاولة بالطعام كما هو لم يتلمسه "قُسم" فقال بهدوء:-

_ هتفضلي زعلانة كدة؟


_ أطلع برا يا حازم لأن معنديش كلام أقولهولك ولا ينفع أنك تكون هنا لأان زيك زى الغريب اللى وصلني وبسببه أنا هنا بفضلك


أشار على صدره بغلاظة من حديثها وقال بضيق:-

_ أنا زي زيه !!


_ أه ولا مكنتش تعرف يعنى أنك اجنبي عني زيه بالضبط

قالتها بضيق وغادرت الأريكة من أمامه ليقف "حازم" بهدوء يكبح غضبه لأجل مصالحتها فقال:-

_ ماشي يا قُسم، أنا غلطان عشان عليت صوتي فى الشارع كان لازم نتكلم فى البيت مش أفرج الناس علينا، خلاص بقي متزعليش وبعدين المفروض تفرحي أني بغير عليكِ 


رفعت "قُسم" حاجبها بدهشة من كلمته وقالت بغلاظة وهو يفقدها أعصابها أكثر مُنفعلة :-

_ أفرح!! أنت كنت هتضربني لولا الراجل مسك أيدك 


 

تأفف "حازم" من حديثها ونفد صبره من عنادها أكثر ليقول:-

_ ما قولنا خلاص يا قُسم، أنتِ مش شايفة غلطك خالص لكن شايفة غلط الناس بس، شايفة أنى كنت هضربك وشايفة أن عمتي حبساكِ لكن أنتِ ملاك مبتغلطتيش


أقتربت خطوة منه بعنادٍ وتحدٍ ثم قالت بغرور:-

_ أنا شيطان يا حازم وأديني رميتلك دبلتك، أفرح أنك خلصت من شيطانة زى بقي


دفعته تجاه الباب لتشعر بدور فى رأسها بسبب أنقطاع الأكل فقال "حازم" بغلاظة:-

_ أنتِ حرة يا قُسم، أنتِ فاكرة نفسك أى عشان تقرفي اللى خلفوني معاكِ وأنا كدة عملت اللى عليا وجت أعتذرتلك لحد عندك بس أنتِ متستاهليش


لم تهتم بكلماته كثيرًا والدوار يزداد أكثر فأتكأت بيديها على الفراش لكن غلبها جسدها الهزيل بعد أنقطاع  10 أيام بدون طعام، فلتت يديها لتسقط أرضًا فاقدة للوعي مما أفزع "حازم" حين سمع صوت أرتطام جسدها بالأرض وألتف رآها هكذا، صرخ باسمها قائلًا:-

_قُسم 


_ الشاي

قالتها "صفية" وهى تتدخل من باب الغرفة لتصرخ حين رأت ابنتها هكذا، حاول "حازم" إفاقتها لكن لا جدوى من المحاولة فحملها على ذراعيها وخرج من الشقة مع والدتها ليأخذها لأقرب مُستشفي....


_________________________  


[[  قصــــــــر الحـديــــدي ]]


فى حالة من الصمت الذي يعم المكان كان "غفران" جالسًا على السفرة يتناول العشاء مع "كندا" و"نالا" فتحدثت طفلته ببراءة:-

_ بابي مش ممكن تيجي معنا الملاهي بكرة


أجابها ويديه تقطع شطيرة اللحم السميكة بلطف :-

_ مرة تانية يا نالا، معلش بابي عنده شغل 


رمقته "كندا" بلا مبالاة وتمتمت بضيق أكبر:-

_ بابي مشغولة يا روحي، سيبه أنا هجي معاكي زى ما أتفقنا


رمقها "غفران" بضيق رغم وجهها الضبابي فى عينيه لكن فى عينيها ترى غضبه بوضوح من نبرتها الغليظة، وقفت من مكانها تاركة الطعام إلى الحديقة فقالت "نالا" بهدوء:-

_ هى مس قُسم مش هتيجي تاني؟


نظر إلى فتاته حين ذكرت أسمها بدهشة وذكر أسمها وحده كفيل بأثارة أفكار عقله التى يكبحها قدر الإمكان فقال بهدوء:-

_ لا، يا حبيبتي هتيجي بإذن الله، كملى أكلك وأنا هروح  لمامي


ذهب خلف "كندا" ليراها تسير فى الحديقة معقدة الذراعين أمام صدرها وشعرها يتطاير مع نسيم الهواء فتقدم نحوها بلطف وقال:-

_ كندا


نظرت إليه بصمت فرأت بعض الصوص على لحيته قرب شفتيه، تحدث "غفران" بهدوء:-

_ ممكن أتمشي معاكي شوية


هزت رأسها بنعم مُبتسمة على طلبه فمد يده إليها لتنظر بدهشة إليه ، وضعت يدها فى راحة يده ليعانقها بدفء مما أشعل نبضات قلبها العاشق مر وقت طويل على أخر مرة مسك يديها هكذا فسار جوارها بهدوء وقال:-

_ اتكلمي، أفتحي أى موضوع حابب أسمعك وأتكلم معاكي، حاسس صوتك واحشني يا كندا


سارت معه فى الحديقة مُتشابكين الأيادي وبدأت "كندا" تتحدث عن ذكريات الماضي عنهما كثيرًا وهو يستمع فقالت بعفوية وحماس بنبرة عالية:-

_ فاكر لما جبتلى ورد فى المسرح ، يومها بوظت المسرحية ودخلت بدل البطل ببوكيه ورد وقولتلي بحبك قصاد كل الناس


تبسم وهو يتذكر أفعاله العفوية ثم قال:-

_ كانت أول مرة أقولك بحبك

توقفت عن السير لتقف أمامه مباشرة حادقة بوجهه بحُب لتقول:-

_ كانت اجمل وأحلى بحبك أتقالت يا غفران، يومها كنت طايرة من الفرحة 


رفع يده إلى وجنتيها يلمسها بأنامله لتغمض عينيها مُستسلمة لهذا الدفء والشعور الذي يضرب قلبها المُتراقص الآن بداخلها، قال "غفران" بنبرة خافتة:-

_ أنتِ جميلة أوى يا كندا وأنا بحبك


_ وأنا كمان بحبك يا غفران، بحبك اوى 

قالتها "كندا" ثم رفعت يدها تلمس لحيته وتمسح الصوص عنها بسبابتها ليدق قلبه كالمجنون أمامها لأول مرة منذ سنوات طويل يبدأ هو بالحُب وسرق تلك القبلة من شفتيها لتنتفض "كندا" من الدهشة وتشبثت به بقوة حتى قاطعهما رنين هاتفه ليبتعد عنها وهو يمسح على شعرها بحُب ثم قال:-

_ أطلعي أستنيني فى أوضتي


_ على طول يا حبيبي متتأخرش

قالتها بشغف مشتاقة لهذه اللحظة منذ أن تزوجته وأخيرًا سيضمها اليوم، ركضت كالمجنونة من أمامه فنظر بهاتفه وكان "عُمر" الذي قال:-

_ اى يا عُمر؟


_فى خبرين عندين وحشين 


_ قول يا عُمر، أنجز 


_ الأول أن قُسم محجوزة فى المستشفي 

قالها بهدوء ليفزع "عفران" مما سمعه وشعر بغصة بداخله وكأن ضميره يمزقه أربًا الآن مُدركًا أنه حتما السبب فى ألت إليه الأمور معها، فركض نحو سيارته لينطلق بها كالمجنون وهو يقول:-

_ مستشفي أي؟


لم ينتبه إلى زوجته التى قطع لها وعدًا الآن وتنتظره على أحر من الجمر...


______________________________


_ صدقيني يا أمي هى كويسة والصبح ممكن تخرج معاك لكن دلوقت مينفعش، لازم نعملها التحاليل عشان نطمن عليها 

قالها الطبيب مُحدثًا "صفية" التى ترتجف فزعًا على طفلتها لتقول:-

_ يعنى بنتي هتخرج بكرة كويسة معندهاش حاجة خطيرة


_ لا متقلقيش، ممكن تروحوا وتيجوا الصبح تأخدوها 

قالها الطبيب بلطف ثم غادر المكان ، دلفت "صفية" إلى الغرفة وكان بها مريضتين مع أبنتها التى نائمة على الفراش والمحلول الطبي مُعلق فى الكانولا بيدها وبجوارها "ملك" تقف قربها، سألت بقلق:-

_ عاملة أي دلوقت يا حبيبتي


_ كويسة

قالتها بهدوء لم تنسي غضب والدتها عليها فقالت "صفية" بهدوء:-

_ قومي يا ملك روحي مع حازم وأنا هقعد معها 


كادت "ملك" أن تتحدث ليقاطعها "قُسم" بضيق تقول:-

_ تروح مع راجل غريب لوحدها ميصحش ولا عايزها تيجي تنام جنبي الصبح 


فهم الجميع أن "قُسم" ترمي بالحديث عما حدث معها وأن الظروف ما أجربتها على الركوب معه، تابعت "قُسم" الحديث تقول:-

_ روحي يا ماما وكمان مفيش مكان تقعديه فيه هنا ولا حتى كرسي هتفضلي واقفة طول الليل ، روحي وتعالى الصبح


وبعد ألحاح كبيرة وعناد من "قُسم" رحل الجميع لتبقي وحدها لتبدأ فى نوبة من البكاء على خسارة عملها وسجن والدتها لها و"حازم" التى باتت ترتعب منه وعقلها يفكر فى المستقبل إذا تجرأ على رفع يديه الآن ماذا سيفعل بعد أن تكن زوجته، كانت الأفكار المُخيفة تمزقها وتضرب بعقلها حتى دق الباب ودلفت الممرضة تنادي باسمها :-

_ أنسة قُسم جميل الطاهر


_ أيوة

قالتها "قُسم" وهى تجفف دموعها بحزن لتفتح الممرضة الستارة التى تفصلها عن المرضي ودُهشت عندما رأت "غفران" قادمًا مع الممرضة، غادرت الممرضة وأقترب "غفران" أكثر كان مُرتديًا تي شيرت كحلى اللون وبنطلون جينز لأول مرة تراه بدون بدلته الرسمية، أحضرت الممرضة مقعدًا حديدًا لأجله بعد أن أعطاها الكثير من المال ليري "قُسم"، جلس على المقعد بهدوء عينيه لا تفارقها فحاولت الجلوس ليقول بهدوء:-

_ خليكِ مرتاحة 


نظرت "قُسم" إليه بحيرة وكيف علم بمرضها؟ وسبب حضوره لها بعد منتصف الليل؟ تنحنح "غفران" بهدوء وتحدث بنبرة خافتة:-

_ أنا حاولت أتصل بيكِ كتير عشان أعتذارلكِ على اللى حصل بسببي، بس معرفتش أوصلك


تنحنحت "قُسم" بصعوبة وعينيها ما زالت الدموع عالقة بها فقالت بتعب:-

_ لا مش بسببك بسبب بنى أدم متخلف ومخافش عليا ولا على سمعتي وهو واقف يزعق فى نص الشارع 


زادت غصته لتتحول لألم شاق بقلبه من رؤية دموعها لأول مرة يرى عيونًا باكية وكان الحزن وخيمًا بهما وتساءل بسرود هل تكن عيني "كندا" هكذا كلما بكت بسبب؟ فاق من شروده على صوتها تقول:-

_ عذبت نفسك 


_ لا، متقوليش كدة، اللى يبوظ حاجة لازم يصلحها وأنا بوظت حياتك 

قالها "غفران" بنرة لطيفة نادمًا على ما حدث وشعور الذنب يراوده الآن بسبب وجودها هنا، رق قلبها الناعم الذي لمس الأسف فى نبرته وعينيه لتقول:-

_ هى كانت بايظة أصلًا 


_ لا متقوليش كدة إن شاء الله تخرجي من هنا وترجعي شغلك، نالا كمان بتسأل عليكِ

قالها بجدية لتهز رأسها بلا رافضة القدوم إلى منزله مرة أخرى فقال بحزم:-

_ متقلقيش اللى حصل مش هتكرر والسواق هيوصلك لأقرب محطة اتوبيس أو مترو


صمتت "قُسم" بحيرة من أمرها حتى سمعت صوت "عُمر" الذي ظهر من العدم ولديه الكثير من الطعام الجاهز ووضعه على طاولة الطعام الموجودة بجوار السرير وقال:-

_ تأمرني بحاجة تانية يا مسيو غفران


_ لا أستناني برا يا عُمر


غادر "عُمر" فقال "غفران" بعيني لامعة ترمقها بلطف:-

_ الدكتور قالي أن سبب وقوعك منع الأكل، يا ريت تاكلى وتشدي حيلك عشان تقومي بالسلامة 


تذكرت "حازم" الذي لم يجلب لها كوب ماء حتى، لم يهتم بشيء أو لرعايتها، بل حسم أمره بالمغادرة مع والدتها لتذرف الدموع من عينيها فسأل "غفران" بقلق:-

_ ما لكِ؟


_ مفيش


أومأ إليها بنعم ثم وقف جوارها لكي يغادر فقال بجدية:-

_ هستناكِ لما تقومي بالسلامة تكلمنى عشان أبعت لك العربية فى المكان اللى تحبيه


أومأ إليه بنعم فغادر "غفران" تاركها خلفه تبدأ رحلة المقارنة بينه وبين "حازم" ولا تُدرك أن باب المقارنة أول باب يُفتح للخسارة وأنكسر القلب ودهس مشاعره الجميلة .....

خرج "غفران" من المستشفي مع "عُمر" ليقول بجدية:-

_وصلني للقصر بسرعة بس قبلها نعدي على أى محل هدايا أشتري هدية لكندا عشان تقبل أعتذاري....  صحيح أي الخبر التانى؟


توقف "عُمر" بخوف ظهر فى ملامحه لكن لحُسن حظه أن "غفران" لن يرى هذا الوجه المُرتعب وأبتلع لعابه قبل أن يتحدث ليقول:-

_ شك حضرتك أتقطع باليقين من يومين


توقف "غفران" عن السير بصدمة ألجمته وضرب عقله بالأرض وشعر بخنجر غرس فى قلبه للتو وبات يلفظ نبضاته الأخير حين قال بتلعثم:-

_ كندا بتخوني؟!!


أومأ "عُمر" بنعم بحزن شديد خائفٍ من القادم لطالما حذرها بأنه سيحرقها بنيرانه حين يتأكد من خيانتها، ألتقط أنفاسه بصعوبة غير مُصدقة أن النار التى لطالما ركض بعيدًا عنها مُحاولًا إصلاح حياته وتجاهلها قد حرقته للتو وألتهمت قلبه عقله ليقول:-

_ عفيفي صح؟


هز "عُمر" رأسه بنعم ليغلق "غفران" قبضته بأحكام شديد ربما يعتصر عظام أصابعها من شدة الغضب التى ألتهمه للتو وأنطلق إلى القصر وهو يقول:-

_ طلبتها وهتنولها .... والله لأقتلها


 

يُتبــــــــع ......


#غفران_هزمه_العشق

#نور_زيزو

#نورا_عبدالعزيز



رواية

♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

الفصل الســــــــابـــع (7)

___ بعنــــوان "   قلــــــوب مُقنــــــع  " ___


 خرجت "قُسم" من المستشفي صباحًا مُنهكة بتعب مُتكئة بيديها على "ملك" و"صفية" لترى "حازم" يقف أمام سيارة الأجرة بأنتظارها لتنظر لهما فهمست "صفية" إليها بلطف تقول:-

_ خلاص يا قُسم، سماح المرة دى


تنهدت "قُسم" بنعم مُستسلمة لأمرها فتبسم "حازم" بعد أن غمزت "صفية" له كأنها تخبره بموافقة ابنتها، هرع نحوها بلطف يقول:-

_ حمد الله على سلامتك يا قُسم


_ الله يسلمك

قالتها بهدوء ليأخذها إلى السيارة وجلسوا النساء بالخلف وهو جوار السائق، ظلت "قُسم" تنظر من النافذة شاردة بالسماء الصافية صباحًا وهل ما تفعل صحيح؟ أم سيجعل من مستقبلها هلاك؟، مُنذ نعومة أظافرها وهى لا تعرف رجل غير "حازم" ولم تتخيل أن تكن مع رجل غيره لكن الآن لا تفهم سبب تمردها عليه، هل حقًا لأنها كانت جاهلة عن شخصيته فى تحمل المسئوليّة أم ماذا؟، وصلوا إلى المنزل وترجل الجميع من السيارة وصعدوا إلى شقة "قُسم" بينما أتجهت "ملك" إلى شقتها، دلفت "صفية" إلى المطبخ تقول:-

_ هحضرلك حاجة تأكليها، أديكي سمعتي كلام الدكتور ولازم تأكلي


تركتهم جالسوا فى الساحة (الصالة) ليأخذ "حازم" يدها بلطف بين يده وقال بنبرة خافتة ناعمة:-

_ حقك عليا يا قُسم، تقطع أيدي قبل ما تفكر تتمد عليكِ


_ خلاص يا حازم بس بشرط

قالتها "قُسم" بعنادٍ ورثته من والدها لطالما كانت فرسة برية لم يروضها أحدها مما كان قُربه من قلبها، ليرفع "حازم" حاجبه بضيق تاركًا يدها مُدركًا بكبرياءها وأنها لن تتخطي هذا الأمر بمجرد أعتذار فقال بجدية:-

_ طول عمرك يا قُسم ما بتتنازليش، كبريائك وعنادك اللى ورثتها من أبوكِ مبتتخليش عنهم حتى لو فى سبيل أن علاقتنا تكمل وفرحنا اللى قرب


تجاهلت "قُسم" حديثه بغرور وتمرد لتقول بفخر:-

_ ومش هتنازل يا حازم لأن مش أمينة ولا أنتِ سي السيد، وأنا فخورة أوى أنى ورثت من أبويا عزة النفس والكرامة وأني مسمحمش لحد مين ما كان أنه يتحكم فيا ولا يمشي على كيفه 


تأفف "حازم" غيظًا يمقنها بعينيه الحادتين الآن من الغيظ ثم قال بضيق:-

_ قولي يا قُسم، شرطك أي؟ 


أتكأت بظهرها للخلف تسترخي ثم رفعت عينيها الخضراء به بكبرياء وقالت:-

_ أنا مش هسيب الشغل عند غفران


كاد أن يتحدث بغضب أحتل ملامحه وأحتدت عينيه من ذكرها لاسم رجل أخرى بشفتيها لكن قاطعته "قُسم" بحدة بعد أن رفعت ي\ها أمام وجهه تمنعه وتقول:-

_ وقبل ما تعترض يا حازم، أنا محتاجة الشغل دا لأن الدنيا صعب ولأني عمود البيت وشغل ماما يوم في ويومين لا ومصاريف دراسة قاسم وقسط البنك ومصاريف المستشفي وغيره من مصاريف البيت ، كل دا وأنت أكتر واحد عارف بيه وعشان كدة أنا محتاجة الشغل دا، أم بقي لو الموضوع بالنسبة لك قلة ثقة فيا فـ دا شيء يحتاج أننا نقف عنده


تأفف بضيق وهو مُدرك كم الأحمال التى ترفعها على عاتقها لكن غيرته من هذا الرجل تكاد تفتت قلبه العاشق لها ليقول:-

_ بس أنا بغير يا قُسم


_ أنا مبشوفهوش يا حازم أرتاح، دا راجل أعمال وملياردير مش فاضي للي زي متخافش ولو على التوصيل ولا ممكن تجي تودي وتأخدني وأهو بالمرة نعتبرها فسحة ونخرج سوا نشمي الهواء 

قالتها بجدية قاصدة كل كلمة تفوهت بها فرمقها "حازم" بضيق وعينيها كانت مطفأة وباهتة لا تحمل بريق الحُب الذي لطالما رآه فى عيني محبوبته، كل ما رآه للتو فى عينيها الأنكسار والخذلان من تصرفه معها، فقال بهدوء:-

_ ماشي يا قُسم، بس دا مش عشان شرط أنتِ حطتيه لرجوعنا....، لا يا حبيبتي دا عشان أثبت لكِ أنى واثق فيكِ لو كنتِ فين؟ وأن اللى حصل دا كان نابع من غيرتي عليكِ وحُبي لكِ، روحي يا قُسم ومن غير ما أوصلك عشان أثبت لكِ أنى واثق فيكِ


تبسمت "قُسم" بخفةٍ وتهكمٍ لتقول بسخرية دافئة:-

_ لا، دا عشان أنت معندكيش وقت ليا يا حازم، أنا وأنت عارفين كويس أنت مش هتودينى وتجيبني ليه؟ لأنكَ بتهرب من أى مسئوليّة


أخرج دبلتها من جيب بنطلونه مُتجاهل كل هذا الحديث ليأخذ يدها ويضع بها دبلة خطوبتهما ثم وضع قبلة على يدها بدلال ورفع رأسه حين عينيها الجمليتين وقال بدفء ونبرة ناعمة تُثير قلبها:-

_ بحبك يا روح قلبي، متقلعهاش تاني يا قُسم


أومأ إليه بنعم ثم قالت بهدوء باردة لا تشعر بنبضات قلبها كما كانت من قبل:-

_ حاضر، عن أذنك هقوم أغير هدومي عشان كلها رائحة المستشفي


أومأ إليها بنعم مُبتسمًا فغادرت من أمامه كأنها كانت بأنتظار اللحظة التى تفارقه فيها، دلفت إلى غرفتها تفتح هاتفها بعد أن أعطتها والدتها إياه فى المستشفي وأرسلت إلى "غفران" بحماس رسالتها .......


____________________________ 


ترجلت "كندا" من الأعلي ببيجامتها الوردية وتفرك عينيها من النوم وتنادي على خادمتها بصوت ناعس:-

_ سمرة ... سمرة أعمليلي فطار


_ مش هنا

قالها "غفران" بنبرة حادة لتلتف "كندا" إلى صوته وتذكرت أنتظارها الطويل له أمس وتحولت ملامح وجهها الناعس إلى غضب قاتل لعلها تلتهم "غفران" بهذه اللحظة وتحرقه بنيران قلبها المحترق من دهسه لها ولمشاعرها فقالت:-

_ أنتَ!!


_ مش كنتِ تعزمينى معاكم 

قالها بنبرة حادة غليظة ويديه تلاقي ظرفًا على الأرض بقوة حتى وصل أسفل قدم "كندا"، لم تفهم كلماته الغامضة فأنحنت لتأخذ الظرف وتفتحه فكان به ورقة من سجل الفندق بحجز الغرفة باسم "عفيفي" وصور كثيرة من كاميرات المراقبة لها وهى تدخل نفس الغرفة وبعدها "عفيفي"، أتسعت عينيها بصدمة ألجمتها ورفعت نظرها إلى "غفران" زوجها الجالس على مقعده ويضع قدم على الأخرى بغرور سافر ويكبح غضبه بمهارة بين ضلوعه فقال:-

_ كان ناقصك صورة واحدة وأنتِ فى السرير معاه


تنحنحت "كندا" بفزع وتمتمت بتلعثم شديد هاتفة:-

_ لا يا غفران أنت فاهم غلط


وقف من مكانه بهدوء جعلها تعود خطوة للخلف خوفًا من هذا الرجل لطالما كانت تسمع عن غضبه وما يمكنه فعله لكنها ولا مرة رأت وجهه الأخر، وجه الشيطان الكامن بداخله وما يقظه هو العصيان، وصل "غفران" أمامها وعينيه تكاد تمزقها أربًا للتو فقال:-

_ فى أوضة واحدة وفى فندق وفاهم غلط، أنتِ صح؟ بس دا مش معناه أنكِ هتفلتي من العقاب يا كندا حتى لو ملمسكيش كفاية وجودك معاه فى أوضة واحدة وجراءتك على عصياني، الخدم كلهم مشيوا وطبعًا زوجتي العزيزة هى اللى هتقوم بدور البيت، مسئوليتك ولا أي؟


أبتلعت لعابها بفزع من أول خطوة فى أنتقامه ليقول:-

_ أنتِ هنا كنتِ ملكة متوجة قبل ما تشوري بأصبعك بتحقق أحلامك وأنتِ اللى أخترتي تكوني خادمة يا كندا، باب القصر دا رجلك مش هتعدي ولو فكرتي تفتحيه هقتلك يا كندا...فاهمة هقتلك 


أنتفض جسدها فزعًا من تصرفه وتهدده الواضح بالقتل لتقول بصوت مبحوح خائفة من نظراته الثاقبة:-

_ والله يا غفران ما حد لمسني ، أديني فرصة أشرحلك أنا .....


لم يتمالك أعصابه أكثر ليقتل حديثها الباقي قبل أن تتفوه به بلطمة قوية نزلت على وجنتها اليسرى أخرجت من ضلوعها صرخة قوية من قوتها مع سقوطها أرضًا ليمسكها "غفران" من شعرها بقوة ويسحبها للأعلى كي تقف من جديد وقال:-

_ الفرصة الوحيدة اللى زبالة زيك هتأخدها هى أنكِ تعيشي هنا خادمة، تتذلي وتتهاني زى الجزمة ودا عشان خاطر بنتك 


جهشت فى البكاء بألم شديد وأنكسار من قساوته، قاطع ألتهامه إليها وقساوته أقترب "عُمر" الذي كان يقف بعيدًا كأنه لم يرى شيء ما دام "غفران" لم يأمر بأن يرى، أقترب يمد له هاتفه الذي أنقذ "كندا" من يديه للتو بمجرد رؤيته لأسم "قُسم" فدفعها بعيدًا بيد والأخرى تحمل الهاتف من "عُمر" ويقول بحدة:-

_ أمشي غورى أعمليلي فطار وقهوة سادة زي اللى هشربها على روحكِ قُريب


دفعها بقوة لتتألم "كندا" من تحول حبيبها إلى هذا الحد، نظر "غفران" للهاتف وكانت رسالتها جميلة رغم صغرها 

(  _ صباح الخير ، أنا مُتشكرة جدًا على اللى عملته معايا وعلى الأكل حبيت البيتزا 

أن شاء الله مش هتأخر على درس نالا بكرة)


تبسم "غفران" بسعادة وسار بعيدًا بهاتفه يكتب رسالته لها بلطف:-

( _ لو لسه تعبانة مش مهم حصة بكرة )


وصلتها رسالته بينما تجلس على السفرة تتناول الطعام مع "صفية" و"حازم" و" قاسم"، نظرت للهاتف وكانت رسالته حقًا فتبسمت خلسًا ووقفت تقول بهدوء:-

_ الحمد لله 


جلست على الأريكة بعيدًا تُجيب على رسالته برسالة جديدة 

( _ لا، أنا أحسن وخرجت من المستشفي الصبح )


جلس "غفران" على مقعده وشعور بالآمان والراحة يلازمه وملامح وجهها الجميل مُرسومًا فى ذهنه الفارغ وأرسل لها من جديد 

( _ حمد الله على سلامتك، يا قُسم)


رأت "حازم" يقترب منها فأغلقت الهاتف بحرج حتى لا يرى ما تفعله، ظل "غفران" ينتظر رسالتها كثيرًا لكنها لم تُجيب فتأفف بغيظ...


__________________________ 


[[ قصـــــــر الحــــديقــــة ]]


كانت "تيا" تقف أمام المرآة تصفف شعرها حتى شعرت بيديه تحيط بخصرها فتبسمت بعفوية حين عانقها "أنس" من الخلف وهى تنظر إلى وجهه الملاكي فى المرآة وعينيه الرمادتين وبشرته بيضاء، شعر رأسه البني قصير بدون لحية وجسده العريض الذي يحيطها حتى أخفي جسدها النحيل بين عضلاته، طويل القامة مُرتدي بنطلون أسود وتي شيرت رمادي اللون، وضعت يديها فوق يديه المُحيطة بها بدلال ثم قالت:-

_ حمام الهنا يا روحي


تبسم "أنس" بحب وقبل رأسها من الخلف وقال:-

_ أي الحلاوة دى، معقول القمر دا كله بتاعي


ألتفت "تيا" إليه بحب ووضعت يديها فوق صدره وكان جسده يفوح منه رائحة الليمون بسبب غسول الأستحمام لتقول بلطف:-

_ أنا كلي لكَ يا حبيبي، عارف...


شعرت بغيثان فى معدتها لتضع يديها على فمها وتغيرت تعابير وجهها ليقول "أنس" بقلق:-

_ ما لكِ ؟ فى حاجة؟


زاد الغثيان أكثر فركضت للمرحاض ليفزع "أنس" وذهب خلفها وهو يسمع صوتها تستفرغ كل ما بباطنها فقال بقلق:-

_ اي يا حبيبتي؟


خرجت إليه مُنهكة وججها شاحب ليأخذها "أنس" من يدها بهدوء وقال بذعر:-

_ أي يا حبيبتي؟ أنا هبعت للدكتور يجي يشوفك


_ لا، لا يا أنس مفيش داعي، تلاقيهم شوية برد وهيروحوا

قالتها بهدوء ليضمها إليه بلطف حتى يحملها لكن رائحة الليمون كانت تُثير معدتها أكثر فدفعته بعيدًا وركضت للمرحاض من جديد ليقول مذعورًا:-

_ لا، دا شيء ميتسكتش عليه 


أتصل بالطبيب حتى يأتي ويطمئن على زوجته، وقف بالخارج ينتظر بقلق خائفٍ على زوجته ومحبوبته بجسدها الضعيف ويسير ذهابًا وإيابًا ويفرك جبينه بحيرة بعد أن سيطر القلق على عقله وقلبه حتى خرج الطبيب إليه فهرع إليه مهرولًا ويقول:-

_ خير يا دكتور، طمني إن شاء الله ميكنش فى حاجة خطر


_ أطمن يا أستاذ أنس، مدام تيا كويسة جدًا 

قالها الطبيب ببسمة ويديه تكتب بعض الأدوية لها فقال "أنس" بحيرة:-

_ كويسة!! ، أمال الترجيع دا من أي؟ دا وشها أصفر زى الليمونة


أعطاه الطبيب الورقة ببسمة وقال:-

_ دا شيء عادي فى حالتها 


لم يفهم "أنس" حديثه فهز رأسه بأستفهام ليسأل بعدم فهم:-

_ حالتها!! أنا مش فاهم حاجة، هى عندها اي  


_ معقول متعرفش أنها حامل، دا مدام تيا حامل فى 3 شهور ونص 

قالها الطبيب مُتعجبًا لعدم معرفته بالحمل رغم مدته الطويل لتتسع عيني "أنس" بدهشة ألجمته ولم يستوعب هذا الأمر ليقول بتلعثم:-

_ حامل!! أنت متأكد


_ هو أنا سباك، بقول لحضرتك حامل فى ثلاث شهور ونص 

قالها الطبيب بهدوء ليتركه "أنس" ويركض للداخل حيث زوجته ليراها نائمة فى فراشها بتعب فأسرع نحوها بسعادة تغمره فقالت بحماس:-

_ هتبقي بابي يا أنس


قبل جبينها ويديها بفرحة تغمره ثم قال بلطف:-

_ يا روحي أنتِ ، ربنا يقومكِ ليا بالسلامة يا فرحة أيامي وسعادتي


ضحكت بحماس ويديها تلمس طفلها الكامن بداخلها و"أنس" يضم رأسها لصدره مُطوقًا إليها لتتلاشي البسمة من فوق شفتيها ويقتحم عينيه القلق من القادم فرسم بسمته بسعادة من جديد حين أبتعدت "تيا" عنه وقالت:-

_ فرحان يا أنس


_ طبعًا يا حبيبتي

قالها بلطف ثم تابع بحماس:-

_ أنا هروح أخليهم يعملولك حاجة تاكليها وأصرف لك العلاج، لازم تخلي بالك من صحتك يا حبيبتي


أومأت إليه بنعم ليغادر الغرفة وفور مغادرته فتح هاتفه وأتصال بأحدهن يقول:-

_ أنا لازم أقابلكِ النهار دا ضرورى ، أنا كمان ساعة هكون فى الشقة ألاقيكي هناك


أغلق الهاتف بقلق شديد مما حدثوسيغير مجرى حياته ويبدل كل خططه.....


___________________________ 


وصلت "قسم" إلى قصره بالموعد المحدد ولم تجد الخدم اللاتي لطالما تفاخرت "كندا" بوجودهم، لم تجد سوى "فاتن" فى استقبالها، دلفت للقصر معها لتقول "فاتن":-

_ حمد الله على سلامتك يا مس، عرفت من نالا أن حضرتك تعبانة وكمان واضح أنك خسيتِ 


تبسمت "قُسم" بلطف وقالت بعفوية:-

_ الله يسلمك، متشكرة لسؤالك


_ نالا بتتغدا مع مسيو غفران

قالتها "فاتن" بهدوء ليُقاطعهما صوت "نالا" تصرخ باسمها قائلة:-

_ مس قُســــم


ألتفت "قُسم" تجاه الصوت لترى "نالا" تغادر مقعدها وركضت إليها حتى وصلت إلى "قُسم" وتعلقت بخصرها لتتطوقها "قُسم" بذراعيها ببسمة مُشرقة وعينيها تحدق به، تقابلت عيونهما معًا فوقف "غفران" من مكانه باسمٍ لأجلها، تحدثت "نالا" بعفوية وحماس:-

_ كنت هزعل لو مجتيش


_ وأنا مقدرش على زعلكِ

قالتها "قُسم" ليقول "غفران" بكبرياء مُتجاهلًا حماسه لرؤيتها:-

_ نالا تعالي كملي أكلك، أتفضلي يا قُسم


شعرت بحرج من طلبه وبعد ألحاح طويل من "نالا" ذهبت "قُسم" لتجلس معها على السفرة وعينيها تبحث عن "كندا"، وضع "غفران" شريحة من الدجاج وبعض الأرز فى طبقها لتنظر إليه بدهشة خصيصًا أن مكانته لم تسمح له بخدمتها هكذا، همست إليه بخفوت:-

_ أنا مش جعانة 


رفع حاجبه إليها بينما ركضت "نالا" بعيدًا مُتجهة إلى الدرج، رفع نظره إلى "قُسم" بهدوء وقال:-

_ ممكن اسألك سؤال


أومأت إليه بنعم فتنحنح بحرج من غياب "عُمر" وقال بتوتر:-

_ نالا، باين عليها فرحانة ولا زعلانة


لم تفهم سؤاله ربما لأنها تجهل عن مرضه، شعر بغصة فى قلبه من توتره لكنه كان قلقًا جدًا على فتاته الصغيرة بعد شجاره مع "كندا" وقسوته عليها وغياب "عُمر" لطالما جعله يشعره كأنه أعمي لا يرى شيء أو عاريًا أمام الجميع فتحدثت "قُسم" بهدوء:-

_ لا، كويسة وبتضحك عادي يعنى، ربنا يحميهالك


أقتربت "كندا" بفنجان قهوته ودُهشت من وجود "قُسم" معه على السفرة وحدهما، أخذ فنجانه بهدوء وعيني "كندا" تلتهم "قُسم" بينما تحدثت الفتاة بلطف:-

_ أزاى حضرتك؟


_كويســــ ......ااااه 


قاطع حديثها حين سكب "غفران" القهوة على يدها من الغيظ وقال بغضب:-

_ دى قهوة زيادة


فزعت "قُسم" من فعلته وخصيصًا بعد أن صرخت "كندا" من الألم وقالت بعناد مُتألمة من جبروته:-

_ أنت قولت سادة 


وقف من مكانه يمسكها من ذراعها بقوة وعينيه يتطاير منها الشر لتقول:-

_ كذاب أنا مثلًا 


هرعت "قُسم" إليها تقف بينهما بتلقائية وقالت:-

_ أنت مجنون، سيبها 


دفعها "غفران" من طريقه نحو السفرة، رافضًا معارضة أى شخص على ما يفعله بـ "كندا" ليقول بغيظ ونبرة مُخيفة:-

_ أتصلي بيه يجي ينقذك يلا، ولا أبعتك له تكملوا خيانتكم ها 


شهقت "قُسم" بألم من يدها التى جُرحت من كسر الفنجان وقطعة الزجاج التى أخترقت كفها، وأذنيها تستمع لحديثه وفهمت أن "كندا" تخونه مع أخر، دفعها "غفران" بألم يمزقه وبيديها حولت الحُب لكره غليظ بداخله ليقول:-

_ غورى من وشي ومتخلينيش أشوف خلقتك دى تاني 


ألتف ليرى "قُسم" تحدق بهما وهى تمسك يديها ببعضهما وقطرات الدماء تتساقط منها، أقترب بقلق منها ليأخذ يدها فصرخت بألم فرفع نظره بها بأسف وهى من تسبب بهذه المشكلة وصنع الجرح لها، نظر بيدها التى يحملها بلطف وكان قطعة زجاج كبيرة بباطن يدها مزقت لحمها، سحب مقعد السفرة وجعلها تجلس بلطف وجثَ هذا الوحش على ركبتيه أمامها وينادي على "فاتن" حتى جاءته مهرولة بذعر:-

_ هاتي صندوق الإسعافات


غادرت بذعر من جرح "قُسم" ، لمس قطعة الزجاج لتتألم "قُسم" وتمسك يده بالأخري تمنعه من لمسها فنظر إليها ليرى دموعها تتساقط من الوجع فقال بلطف:-

_ معلش أستحمل 


لم تتحمل الألم ويدها شُقت بفضلها لا تعلم أتوبخه أم تشفق عليه من خيانة زوجته له؟، نزع الزجاجة لتصرخ "قُسم" بألم شديد وضغطت بقوة على يده حتى جرحته بأظافرها، نظر إلي وجهها الباكي فقال بهدوء:-

_ الجرح عميق، أنا هربطهولك ونروح أى مستشفي عشان لو محتاج خياطة


جاءت "فاتن" بالإسعافات وجاءت "نالا" بسعادة تحولت للخوف حين رأت الدماء الغزيرة التى خرجت مُتدقفة بقوة بعد نزع القطعة منها، تناثرت الدماء على قميصه والورقة التى جاءت "نالا" بها، عقم "غفران" الجرح بقدر أستطاعته فأقتربت طفلته بحزن مما حدث لمُعلمتها وقالت:-

_ براحة يا بابي، بصي


أعطتها الورقة لترى "قُسم" وجهها مرسومًا بها لم يشبهها نهائيًا لكن "نالا" كتبت اسم "قُسم" على الفتاة لتُدرك أنها حاولت رسمها فضحكت رغم دموعها وقالت:-

_ جميلة أوى


_ خديها ليكِ 

قالتها "نالا" بلطف، تحدث "غفران" بقلق يحتله ونبرة جادة:-

_ أطلعي ألعبي فى أوضتك يا نالا، أنا لازم أودي مس قُسم للمستشفي 


أومأت إليه بنعم فوقفت "قُسم" معه لتقول "نالا" بحُب:-

_ هتيجي تاني مع بابي


_ هحاول

قالتها "قُسم" بلطف ليأخذها بسيارته إلى أقرب مُستشفي، كان يقود سيارته بصمت ووجهه عابسًا فتحدثت "قُسم" بلطف:-

_ تعباك معايا دايمًا


نظر "غفران" إليها ثم إلى يدها المجروحة وكانت الدماء تسللت من الشاش الطبي بسبب عُمق الجرح، تحدثت بضيق وعينيه تنظر للطريق:-

_ أنا اللى تعباكِ ومسبب لكِ مشاكل دايمًا


ضحكت "قُسم" على كلماته العابسة ثم قالت:-

_ لا، أنا اللى فقر والمشاكل ورايا فى كل مكان، بايني نحس ولا أى


أدار رأسه إليها حين سمع ضحكتها ليري هذه الضحكة الناعمة، كان وجهها جميلًا بحقًا ووجنتها حمراواتين من البكاء وعينيها التى تحمل أثر الدموع تتلألأ ببريق الأستسلام وكأنها استسلمت للأمر ومعاناتها فى الحياة، شعرت "قُسم" بنظراته لتنظر نحوه وتقابلت عيونهما فشعرت بدقة تطرق باب قلبها مما أفزعها وجعلها تنتفض ذعرًا وكيف لقلبها أن يدق لهذا الرجل، خرجت من السيارة حين وصلوا إلى المستشفي وبعد أن رأى طبيب الطواريء الجرح بدأ يخيطه بلطف بعد ان وضع المخدر عليه وهى تضع يديها على عينيها لا تتحمل رؤيته، دفع "غفران" الفاتورة وخرج معها ففتح باب السيارة لتقول "قُسم" بجدية:-

_  أنا هأخد الباص، الوقت أتاخر


نظر "غفران" إليها بهدوء وهز رأسه موافقًا على الحديث ورحيلها فقال بهدوء:-

_ ماشي، لما توصلي كلميني... قصدي تطمني برسالة حتى 


أومأت إليه بنعم فألتف لكي يصعد بسيارته فقالت "قُسم" :-

_ غفران


أستدار إليها بلهفة وهو يسمع منها اسمه بصوتها الدافئ الذي يُريح القلب ويغمره بالآمان فقالت "قُسم":-

_ شكرًا


أومأ إليها بنعم لتغادر من أمامه.....


______________________________ 


فتح باب الشقة فأستدار "أنس" بلهفة وهو يقول بقلق:-

_ أتاخرتي ليه؟


ركضت فتاته الجميلة نحوه لتعانقه بحُب مُشتاقة إليه بعد غياب طويل فى العمل فأبعدها "أنس" عن صدره بضيق وهو يقول بحدة:-

_ أتأخرتي ليه يا ملك


أجابته بـ "ملك" بعفوية وبسمتها المُشرقة تنير وجهها قائلة:-

_ الطريق كان زحمة يا أنس، وحشتني يا حبيبي


تأفف بضيق وألتف لكي يدخل إلى الداخل فنزعت حجابها بحيرة مُتعجبة من لقاءه البارد معها فقالت بقلق:-

_ ما لكَ يا أنس؟ فى حاجة حصلت ولا أي؟


_ تيا حامل

قالها بحيرة من أمره وكأن هموم العالم كله نزلت على عاتقه وحده الآن، أتسعت عيني "ملك" على مصراعيها بصدمة ألجمتها واحتلت الغيرة قلبها من زوجته التى باتت تحمل طفلًا له بداخلها فقالت بتلعثم:-

_ حامل!! يعنى أي؟


جلس "أنس" على الأريكة بخنق وشعور بالثُقل والعبء يضغط على صدره يخنقه أكثر فقال:-

_ مش عارف يا ملك؟ أنا خايف ومكنتش عامل فى حسابي أن يكون فى طفل فى الوقت دا الذات، كنت محتاج تأخر الحمل حجة عشان أصارحها بجوازنا بحجة أنى عايز طفل


جلست "ملك" جواره بقلق يحتلها ورفعت يدها إلى رأسه تداعب خصلات شعره بحنان ثم قالت بحزن:-

_ خلاص يا حبيبي، مش مهم تصارحها دلوقت، أجل موضوع أعلان جوازنا دا لحد ما تلاقي حجة تانية وأنا مش مستعجلة


نظر إلى وجه "ملك" فتاته الجميلة التى سرقت قلبه من "تيا" بنظرة واحدة من عينيها، بل رقة قلبها وضعفها الذي جعله يشعر برجولته وإحتياجها إليه على عكس "تيا" التى تتحمل مسئوليّة كل شيء ولا تحتاج إليه إلا من أجل علاقتهما الزوجية فقط، أخذ وجه "ملك" بين يديه ليقول بحُب مُتناسيًا كل همومه:-

_ أنا بحبك أوى يا ملك، بحبك ومقدرش أعيش من غيركِ، عارف أنكِ مستحملاني كتير أوى بس والله لأعوضكِ يا روحي


نظرت "ملك" بعينيه التى تتلألأ ببريق العشق فقال بهيام غارقة بحُبه:-

_ أنت عوضي يا أنس، أنت عوضي على كل حاجة وحشة فى الدنيا دى 


ضمها إليه بحُب مُشتاقًا إليها لتتشبث بيه بقوة بكلتا يديها وتستنشق رائحته الرجولية ويديه التى تسلل إلى سحاب فستانها مع أنفاسه الدافئة يسرقوها إلى عالم أخر لا تعرف فيه سوى أنها عاشقة لهذا الرجل وقد فُتن قلبها بزوجها الدافئ ليحملها معه إلى غرفتهما هائمٍ بعشقهما مُتناسي "تيا" وغيابه عنها وقد ذاب قلبه وعقله للتو مع محبوبته الرقيقة كفراشة زينت بستانه تقبل ورده الجميلة ...... 

 

يُتبــــــــع ......


#غفران_هزمه_العشق

#نور_زيزو

#نورا_عبدالعزيز


نتفاعل كتير عشان انزل فصل تاني النهاردة 


رواية

♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

الفصل الثـــامــن (8)

___ بعنــــوان " أرتدي سهم المرض لي " ___


تحدثت "قُسم" بلطف مُصطنع مُحرجة من والدتها:-

_ أعمل أي يا ماما، باب العربية كان فيه حديدة دخلت فى أيدي مشوفتهاش ، يلا الحمد لله على كل حال


تنهدت "صفية" بأريحية على طفلتها ثم قالت:-

_ ماشي ، انا هقوم أحضر العشاء يكون قاسم جه من الدرس كمان 


نظرت "قُسم" حولها بدهشة من غياب أخاها فقالت بمرح:-

_ صحيح، هو فين؟ هو فك الجبس ولا أي؟


أجابتها "صفية" وهى تقف فى المطبخ بصوت مرتفع:-

_ اه راح الصبح مع صاحبه فكه ورجع نام شوية وصحي على العصر ذاكر وعمل الواجب قبل ميعاد الدرس، الواد دا مغلبني معاه مش قادرة عليه يذاكر بضمير عشان مُستقبله، لا ... يصحي يقرأ الملزمة ويحل الواجب قبل الدرس بساعة وكدة يبقي كتر خيره


تحدثت "قُسم" بجدية صارمة تقول:-

_ مفيش الكلام دا، أبنك لازم يتشد عليه عشان مستقبله، أمال هيعمل السنة الجاية شهادة 


دلفت إلى غرفتها مُنهكة لتبدل ثيابها الملوثة بالدماء فجلست على الفراش بعباءة البيت الوردي بنصف كم ونظرت إلى ملابسها وأثر الدماء عليها لتتذكر وجه "غفران" وهو يعالج جرحها قدر المُستطاع بلطف فى حين أنه كان غاضبًا كالثور الهائج فى وجه زوجته، وضعت يدها على قلبها بحيرة من امرها والخوف تسلل إلى جوفها وقلبها من القادم لكنها لا تملك خيار أخر، ظهور "غفران" كطوق النجاة لها من أجل علاج والدها والديون الموجودة على عاتقها، لا خيار فى الهرب من هذا العمل فتحلى عقلها بالصمود وقلبها بالقوة لأجل الاستمرار من أجل قشاوة الحياة، وضعت الملابس بلا مبالاة فى صندوق الملابس المتسخة وخرجت إلى والدتها تساعدها فى المطبخ، وقفت تغسل الأطباق الموجودة فى الحوض لتسمع صوت "صفية" تقول:-

_ أنا بكرة هروح أدفع مصاريف المستشفى وأطمن على أبوكِ 


أومأت "قُسم" لها بنعم لتسرع "صفية" لها بهلع تمنعها من وضع يدها فى الماء لتقول:-

_ أنتِ مش وعيك ولا أي، حد أيده متخيطة يحطها فى مياه كدة، ما لكِ يا قُسم جرا لعقلك أي؟


نظرت "قُسم" إلى وجه والدتها بحيرة والفوضي العارمة بداخلها الآن تنهش بكيانها كالدودو ببطء شديد، أبعدتها والدتها لتقول بحدة:-

_ روحي حطي الأطباق على السفرة ومالكيش دعوة بالمواعين دى؟، يلا أمشي هتفضلي متنحة فى وشي كدة


أخذت "قُسم" الأطباق وخرجت لتسمع إنذار هاتفها مُستلم رسالة جديدة بأشعار تطبيق المراسلة (واتس اب)، كانت مُدركة من قبل أن تراها أن هذا أما "حازم" أو "غفران" وليس ثالث لهما، فتحت الهاتف وكان كما توقعت رسالة من "غفران" يسأل عن حالها قائلًا 

( _ عاملة أى دلوقت، أنا أسف جدًا على اللى حصل)


كتبت رسالة إليها بهدوء ولا تعلم سبب أنجذابها للرد عليه وضعفها لرفض الرد أو تجاهله 

( _ أحسن الحمد لله، بالعكس أنا اللى أسفة أنى عطلتك معايا اليوم كله)


بدأت الرسائل فى الذهاب والعودة بينهما مُجيبين على بعضهما 

( _ عطلتيني أي بس، اللى يغلط لازم يستحمل غلطه وأنا اللى كسرت الفنجان وأنا برضو اللى وقعتك عليه فالغلط كله عليا )


نظرت "قُسم" حولها بقلق أن تأتي والدتها وعادت للنظر إلى الهاتف وكتبت رسالة جديدة إليه 

( _ عادي ولا يهمك أنا مقدرة الموقف اللى كنت فيه، طبيعي لحد أعترض للخيانة حسب ما فهمت، أنا كمان لو أتعرضت لنفس الموقف ممكن يكون ردي أكبر من كدة )


أتسعت عيني "غفران" بصدمة ألجمته من كلمتها الأخيرة، أدرك أنها فهمت أنه تعرض للخيانة من زوجته ولسانه الذي باح بهذا الأمر أمامها ليلقي بالهاتف على سطح المكتب بغيظ شديد ووقف ينظر إلى الحديقة من خلف الجدران الزجاجي بشرود قاتل، يمزقه الفكر خصيصًا أن أفكاره كلها سيئة وغليظة، خيانة "كندا" التى باتت واضحة أمامه و"قُسم" التى تجرأت على التحدث عن امر خاص هكذا بعفويتها البريئة، فكر فى معاقبتها على تخطي الأمر لكنه لا يملك عقاب لها سوى منعها من القدوم إلى القصر وهذا يعنى أنه لن يراها أبدًا وهذا العقاب سيحل به هو وليس هى فقط....


تعجبت "قُسم" لتأخره فى الرد على رسالتها الأخيرة، أغلقت الهاتف سريعًا عندما فُتح باب الشقة لترى "قاسم" عاد للمنزل وخرجت والدتها بطاجن المكرونة البشاميل وجلسوا ثلاثتهما يتناولوا العشاء معًا وعقلها شاردًا وعينيها تمقن الهاتف من تارة إلى أخرى مُنتظرة رسالته ليقتل الهاتف صمته الساكن وأعلن عن أستلم رسالة فأخذته بلهفة جعلت "صفية" و"قاسم" ينظران إليها من لهفتها عليه ، وجدت رسالة من "حازم" وكأنها جاءت لتنقذ أمر لهفتها أمامهما فقالت بهدوء وهى تغادر السفرة:-

_ حازم 


أدارت الهاتف لهما مبرر سبب لهفتها لترى والدتها اسم "حازم" ، دلفت "قُسم" للشرفة الخارجية وتنفست الصعداء بأريحية من نجاحها فى التخلص من عيني والدتها، قرأت رسالة "حازم" وكان محتواها 

( _ أنتِ غيرتي لون الصالة من غير ما تقوليلي ليه؟)

تنهدت بضيق وأتصلت به بعد قرأت الرسالة فقالت:-

_ أي يا حازم


أجابها الطرف الأخر بضيق واضح فى نبرته الحادة:-

_ أنا اتفقت معاكِ على اللون الجيري للصالة، أروح النهار دا مع أمى ألاقي الراجل عامله فانيليا وقولي أنكِ طلبتي منه دا 


تنهدت بأختناق من نبرته وأحتدت نبرتها ككلماتها حين تحدثت "قُسم" بضيق قائلة:-

_ قُلتلكَ يا حازم الجيرى هيضيق الصالة لأن فى الأصل مساحتها صغيرة والفانيليا لايت حلو وهيوسعها ومسمعتش مني، وأفتكر انى كذا مرة قُلت أنى دى شقتي أنا من حقي أعمل فيها اللى يعجبني لأن ببساطة أنا اللى هعيش فيها مش الست الوالدة، مرات خالي على عيني ورأسي لكن فهمها تبطل تتدخل فى حياتي بالشكل دا


تنحنح "حازم" بضيق عاجزًا عن الرد بسبب وجود والدته بجانبه فى الشقة وفهمت "قُسم" هذا الأمر لتقول بجدية:-

_ هى جنبك؟!!، متصل بيا تتخانق وأنت قاصدها عشان تثبت لها أنكَ مسيطر فى العلاقة دى ولا عشان تحرجني أنا قصاده، على كلا مش فارقة كتير أنا عملت اللون الى عاجبني فى بيتي اللى أنا هعيش فيه ووصلها تبطل تتدخل فى كل حاجة تخصنا لأن دى حياتنا إحنا وأنا فاض بيا التصرفات دى ... سلام لما تبقي فاضي تكلمني وأنت لوحدك أبقي أتصل


أغلقت معه الخط بضيق ونظرت إلى الشارع بحيرة من أمرها ....


__________________________ 


[[  قصـــر الحديدي  ]]


تسللت "كندا" من باب المطبخ الخلف وهى تملك هاتفها فى يدها الذي يرن برقم "عفيفي" ووقفت مُختبئة خوفًا من "غفران" الذي أنقلاب عليها لتُجيب عليه بضيق قائلة:-

_ مش كنسلت عليك مرة وأتنين وعشرة، أنت عايز توديني فى داهية


_ داهية!!

قالها "عفيفي" على السماعة مُندهشة من طريقتها ونبرتها الخافتة بخوف لتقول بحدة تهمس إليه:-

_ غفران شاكك فيا، متتصلش تاني وأنا لما أعرف أتصل بك هأتصل


تأفف "عفيفي" بضيق من تصرفها حتى أنها سمعت الأففة بوضوح ثم قال بجدية:-

_ ماشي يا كندا وأنجزي فى موضوع الفيلم عشان لو هتفضلي بالحال دا وكل شوية تقرفني بغفران هشوف بطلة غيرك، ما هو أنا مش هعيش عمري كله على قرار سي غفران بتاعك 


_ أمممم حاضر، هجيلك بعد بكرة الساعة 3، غفران بيكون مشغول مع نالا ودروسها ...  يلا سلام بقي

قالتها بضيق شديد وأغلقت الخط ثم مسحت المكالمة من سجل المكالمات ودلفت للداخل بذعر قبل أن يراها أحدها .....


________________________


[[  شــركة الحديدي ]]


دلف "عُمر" إلى المكتب بصحبة رجل خمسين يرتدي قميص أبيض بخطوط سوداء وبنطلون أسود سمين قليلًا ليقول:-

_ صابر، السواق اللى حضرتك طلبته 


رفع "غفران" نظره إلى هذا الرجل وكان وجهها كالمعتاد ضبابي ولا يرى منه شيء فلم يهتم كثيرًا ليقول :-

_ عرفه التعليمات كويس والمطلوب منه وسلمه عربية جديدة لـ قُسم وعرفوا مواعيدها وهيجيبها منين ويوصلها فين؟


أومأ "عُمر" إليه بنعم ثم غادر المكان فى صمت تاركًا "غفران" مندمج فى عمله كالمدمن وهو الشيء الوحيد الذي يشعر بالأمان به، بل خوف أو تردد من عيون الناس، لن ينظر إليه أحد بأشمئزاز ويتساءل أحد عن غموضه وتجاهله للأشخاص الموجودين من حوله، نظر فى ساعة يده الفضية المرصعة بالألماس وكانت الثانية عشر ظهرًا وبعد ساعتين تقريبًا ستأتي "قُسم" إلى قصره من أجل موعدها مع "نالا" لكن هذه المرة تعمد "غفران" البقاء فى الشركة والهروب من لقاءها ......


________________________ 


ركضت "قُسم" إلى المستشفي بعد خروجها من المدرسة من أجل اتصال والدتها لتراها تقف هناك تبكي مع الطبيب ففزعت خوفًا أن يكون اصاب والدها المريض شيء فسمعت الطبيب يُحدث والدتها قائلًا:-

_ إحنا عملنا كل اللى نقدر عليه لكن صدقيني هو مش هيقدر يستني دوره على نفقة الدولة، جميل محتاج العملية دى ضرورى فى أسرع وقت ممكن ولازم نلقي قلب 


غادر الطبيب  بعد حديثه المُخيف لتربت "قُسم" على كتفي والدتها بحزن ودموع تلألأت فى جفنيها خوفٍ من فقد والدها، يقتلها الوجع من رؤية والدها يصارع الموت وهى عاجزة أمامه على فعل أى شيء له فدلفت إلى غرفته بعد أذن من الممرضة وكان جسده مُحاط بالأجهزة الطبية وهو غائبًا عن الوعي لتترك العنان إلى دموعها حتى تنال حُريتها فى السقوط والهروب من أسرها فقالت ببكاء:-

_ أعمل أي؟ بابا رد عليا؟ أعمل أي ؟ أديك قلبي طيب


جهشت فى البكاء بينما تجلس جواره وتأخذ يده فى يديها الأثنين تتشبث بهما بضعف وجسدها الهزيل قد تخلى عن صموده الآن، تمتمت بضعف وصوت واهن:-

_ أنا شيلت كتير يا بابا على أمل أنك تخدني فى حضنك من تاني، أرجوك وحياة غلاوة قُسم عندك ما تعمل فيا كدة وتمشي، أنا أستحملت كل التعب دا عشان خاطرك وعلى أملك متسرقش منى الأمل دا، أنا ماليش غيرك سند فى الدنيا دى، أوعى تكسر ضهري أو تسيبني من غير سند فى الدنيا دى


أنهارت من البكاء فوضعت رأسها على صدر والدها بحزن شديد تفرغ كل ضعفها بين أحضانه حتى تستمد القوة منه لأجل البقاء فى محاربة الحياة .....


_______________________ 


سقط القلم من يد "غفران" بصدمة ألجمته حين وقف من مقعده مُصدومٍ وقال بتمتمة لا يُصدق :-

_ خرجت من القصر


_ للأسف، الحارس شافها فى الكاميرا وهى بتخرج ولابسة لبس من بتوع الخدم وركبت عربية أوبر قدام القصر

قالها "عُمر" بضيق شديد ليصرخ "غفران" بغيظ شديد:-

_ وأزاى الأوبر دا دخل الكمبوند هاااا، وأزاى المُتخلف دا ممنعهاش

قالها بضيق شديد وهو يأخذ هاتفه من فوق المكتب ليغادر المكتب منُسرعًا كالمجنون وفى عقله فكرة واحدة أنها ذهبت لتخونه من جديد ولم تتحمل البُعد عنه ، صعد بسيارته كالمجنون وقادها بنفسه دون أن ينتظر "عُمر" الذي صعد بسيارته مع "سمير" خلفه، قاد بسرعة جنونية ولسانه يتمتم بخيبة وخنجر الخيانة يمزقه من الداخل:-

_ كدة يا كندا، برضو بتخونيني ..... والله لأقتلك المرة دى 


كان يقود كالمجنون وتخطي بسرعته 220 مما جعل سيارته كالصاروخ المُنطلق على الأرض يطويها طيٍ، حصل على الكثير من المخالفات برداد لكنه لا يبالي لأى شيء حتى مرت من جاورة درجة نارية بها شابين وكاد أن يدهسهما؛ ليُدير مقودته مُتجنبهما فأصطدمت السيارة بحافة الطريق لتُدمر كليًا وباتت تشبه عبلة دهسها المارة بأقدامها، ترجل "عُمر" من السيارة كالمجنون والدخان يخرج منها بغزارة وتجمع الجميع حوله وتوقفت بعض السيارات، أخرجه "عُمر" مع "سمير" بصعوبة والدماء لوثت وجهه كاملًا ولحُسن حظه أن السيارة أنفجرت بعد أن خرج، تنهد "عُمر" بذعر وهو جالسًا على الأرض من أنتفاضته بسبب الأنفجار، حمل "غفران" إلى سيارته وأنطلق كالمجنون به إلى أقرب مُستشفي بخوف مع "سمير" ....


_ عند ارتجاج بسيط، الحمد لله مفيش حاجة خطر

قالها الطبيب بعد فحصه ليتنهد "عُمر" بأريحية رغم خوفه من جلب "غفران" إلى المستشفي وقد يُكشف مرضه من أشعة المخ، اتصل بعائلته ليخبرهما بالحادثة خوفًا من غضب والدته الصارمة وأثناء حديثه رأى "كندا" تدخل من باب المُستشفي ليسرع إلى غرفة "غفران" وقال بهدوء:-

_ مدام كندا تحت 


كان خائفًا أن يفضح أمره أمام "كندا" فأخبره بهوية المرأة التى ستدخل الآن إلى غرفته ليغضب "غفران" بحدة وإذا رآها الآن سيقتلها حقًا...


وصلت "قُسم" للطابق الأول مع والدتها مغادرة المُستشفي حتى أستوقفها حديث الممرضة تقول:-

_ مش عايزة المستشفي تتقلب بيقوله أن الرجل اللى جه فى حادثة من شوية رجل مهم فى البلد


أجابتها الأخرى بدهشة من رؤية شخص مثله هنا تقول:-

_ أيوة غفران الحديدي، دا راجل ملياردير بقوله أن ملِك العربيات فى الشرق الأوسط كله 


أتسعت عيني "قُسم" بفزع شديد لا تعلم سببه رغم أنها غاضبة منه بسبب تجاهله لرسالتها لأيام، أستدارت إلى والدتها تقول بهدوء:-

_ أقعدي أستنيني هنا، أنا نسيت تليفوني عند بابا هجيبه وأجي على طول


أومأت "صفية" بحزن مُخيم على قلبها وصدرها بسبب حالة زوجها، هرعت "قُسم" إلى الممرضة تسأل عن غرفته وأخذت الدرج بسبب زحمة المصعد، دقت باب الغرفة ودلفت لتراه وحيدًا بها وجالسًا بالفراش وحول رأسه شاش طبي فنظر "غفران" نحوها بضيق وغضب يفتت قلبه وصدره فقال بضيق:-

_ جيتي ليه؟ ما تروحي تكملي نجاستك معاه، مرة تانية بقطع لحظاتكم بس سؤال أنتِ بتحسي بأيه وأنتِ بتخونيني معاه هااااا


صرخ بقوة جعلتها تنتفض من أرضها وشهقت بينما عينيها تحملق به بدهشة عن أى خيانة يتحدث ومن هذا الذي ذهبت إليه؟ لم تفهم شيء فأقتربت خطوة وكادت أن تسأله عن معني كلماته فقال بحدة صارمة:-

_ أنا هقتلك يا كندا، هقتلك على كل لحظة خونتني فيها  ودُستي على كرامتي وكبريائي ورجولتي، هقتلك على الزن اللى بتعمليه ومش هأخد فيكي يوم واحد


لم تفهم لما حديث معها عن زوجته وعيونهما قد تقابلت بوضوح فى نظرة طويلة لتدمع عينيها بألم من رؤيته مكسورٍ وجريحٍ هكذا، صرخ بوجهها وهو يقول:-

_ أطلعي برا، وفكرى فى مكان تهربيه فيه قبل ما أخرج من هنا ، أطلعي برررررا


فتح باب الغرفة ودلف "عُمر" غلى الغرفة على صوته العالي ليُصدم عندما سمعه يقول:-

_ أنتِ خاينة يا كندا والخاينة بتموت ويا ويلكِ من وشي التاني، أنا غفران الحديدي


أتسعت عيني "عُمر" على مصراعيها من كلماته بينما "قُسم" من تقف أمامه وشعر أن أمره قد فضح أمامها ليقول بتلعثم:-

_ أنسة قُسم


ألتفت "قُسم" إليه باكية وتمتمت بحزن شديد:-

_ أنا كنت عايزة أطمن عليه


أتسعت عيني "غفران" على مصراعيها بصدمة ألجمته كليًا من سماع صوتها الذي ميزه بوضوح وقد أدرك أن من تقف أمامه هى "قُسم" وقد قتلته الصدمة من وجهها الذي بات ضبابي الآن وهذا الوجه الوحيد الذي رآه فى حياته فأدرك أن هذه الحادثة سرقت منه وجه "قُسم" كما سرقت الحادثة السابقة وجوه الجميع منه، هرعت إلى الخارج بخوف مما سمعته وصراخه الذي أفزعها مع تهديد القتل، مع خروجها دلفت "كندا"، منعها "عُمر" من الدخول وظل مع "غفران" وحدهما فى الغرفة ينظر إليه بصمت، تحدث "غفران" بهدوء شديد:-

_ كلم الدكتور فى فرنسا يا عُمر وسيبني لوحدي دلوقت


أومأ إليه بنعم وغادر الغرفة وكان حارسه الشخصي قد وصل فأمره ألا يجعل أحد يدخل الغرفة نهائيًا


___________________________ 


[[ قصــــــــر اللؤلؤ  ]]


فزعت "نورهان" من فراشها بعد أن القت عليها "رزان" خبر حادثة "غفران" فقالت بفزع :-

_ غفران!! ، جرا له حاجة... اجري خليهم يجهزوا العربية 


أومأت "رزان" بنعم وقالت بقلق:-

_ أنا طلعت لحضرتك الهدوم ومستعدين 


ترجلت "نورهان" من الفراش بقلق فرغم حجود قلبها ألا أن هذا القلب الغليظ هو قلب أم تخشي الخدش على أطفالها، أرتدت ثيابها وأستعدت للرحيل فرأت "تيا" تفتح باب السيارة وتصعد معها فقالت بهدوء:-

_ خُديني معاكِ يا ماما


نظرت "رزان" التى تحتل مقعد السائق إلى الخلف حيث "تيا" رافضة رفضًا قاطع وجود "تيا" بالسيارة حسب تعليمات "نورهان" الصارمة فأومأت "نورهان" بقلق وقالت:-

_ أتحركي يا رزان 

 

قادت السيارة إلى المستشفي حيث "غفران" لتقول "نورهان" بضيق:-

_ أمال جوزك فين؟ هو مش المفروض اللى مرمي فى المستشفي دا أخ مراته ولا هو وجوده زى عدمه، أطمن بس على أخوكي وبعدين أنا ليا تصرف مع أنس على طريقتي


قاطعتها "تيا" بخوف على زوجها من غضب والدتها الشراسة فقالت بترجي:-

_ لا يا ماما أرجوكِ متعملهوش حاجة 


رمقتها "نورهان" بحدة وتأففت بضيق ثم نظرت للنافذة مُتحاشية النظر إليها ثم قالت بغيظ:-

_ أنا خبتي فيكِ أنتِ وأخوكِ ، واحد متجوز واحدة زبالة والتانية واخدة واحد مبيهموش ألا مصلحته وكله بسبب الحب وكل ما أتكلم مبسمعش غير كلمة بحبه وبحبها كتكم القرف 


نظرت "تيا" إلى النافذة دون أن تجيب وتجادل والدتها الجادة وشخصيتها القوية سترفض الجدال تمامًا والإقناع بشيء هى لا تقبل به من البداية......


__________________________ 


كان "غفران" فى حالة من الصدمة التى خيمت على عقله مُنذ خروج "قُسم" من الغرفة، لا يستوعب هذه الحالة تمكن من رؤية وجهها والآن أصبحت كالبقية بلا ملامح أو وجه فى عينيه، لن يستطيع رؤية دموعها من جديد أو بسمتها وعينيها الخضراء، سُلب من عينيه كل شيء بفضل زوجته الخائنة مما جعله يكن الكثير من الغضب وأكثر بعد ما حل به وسرق الأمل من عينيه من جديد، دلف "عُمر" إلى الغرفة بهدوء وحده وكان معه ملابس جديدة لرئيسه وقال:-

_ أنسة قُسم كانت فى المستشفي وسمعت بوجودك أكيد من أى حد، باباها فى حالة حرجة مُتأخرة ومحتاج عملية زرع قلب فى أسرع وقت، الدكتور بيقول مش هيستحمل أسبوع كمان 


كان "غفران" يستمع لحديثه وهو يقف فى المرحاض يبدل ملابسه فتابع "عُمر" بهدوء معلوماته التى جمعها:-

_ أنا هتصل أصلح الأمر معها وهقولها أن الحادثة دى سببت عمي موقت من الخبطة والموضوع أتحل بعد ساعات وهنتعمل زى ما بنتعمل مع أى حد 


خرج "غفران" وهى يغلق أزرار قميصه بضيق ليقول:-

_ متكلمهاش لا، عملت اى مع الدكتور 


_ اتكلمنا ودكتور ألبيرت حابب يشوفك أكتر وخدت ميعاد بعد بكرة بس موضحتش له أى حاجة عن حالة قُسم زى ما حضرتك أمرت ، هخليهم يجهزه الطيارة بكرة الصبح على طول

قالها "عُمر" بجدية ليفاجئه "غفران" بحديثه حين قال:-

_ أتصل به خليه يوصلك لدكتور قلب كويس وتأخد ورق اللى اسمه جميل دا وتبعته النهار دا قبل طول الشمس يكون عندي الجواب فيه أمل فى حالته ولا لا 


اتسعت عيني "عُمر" على مصراعيها وهو لا يستوعب هذا الأمر ولما "جميل" وطبيب فى فرنسا فقال "غفران" مبرر طلبه لاول مرة إلى "عُمر" :-

_ دى الطريقة الوحيدة اللى هقدر أخد بيها قُسم لدكتور ألبيرت

قالها بحدة صارمة فسمع ضجة أمام باب غرفته تمنعه من استكمال الحديث...

وصلت "نورهان" إلى غرفته لترى الحارس يقف عليها و"كندا" بالخارج محلها مُنذ أن جاءت فقالت "نورهان" بحدة:-

_ الله يرحمني منكم ، عديني


_ ممنوع

قالها الحارس بوجه حاد أمام "نورهان" التى أتسعت عينيها على مصراعيها من هول الدهشة بسبب جراءة الحارس وشجعته للوقوف أمامها ومنعها من الدخول فقالت "كندا" بقلق:-

_ ومش عايز يدخلني أنا كمان، أرجوكِ خليني أدخل معاكِ أطمن على غفران، من ساعة ما جيت وأنا واقفة كدة


رمقتها "نورهان" بصدمة لكن صدمتها كانت بسبب منعها من الدخول فقالت بنبرة غليظة:-

_ قُلت ممنوع


_أرجوكِ يا دكتورة  تتفهمي وضعي أنا هنا عبد المأمور، مُنفذ أمور رئيسي بس

قالها بترجي فى نبرته ألا تأذيه على جراءته وقبل أن تتحدث فُتح الباب ليخرج "غفران" منها وقال:-

_ نعم، مش جيتوا تطمنوا عليا، أنا كويس 


قالها وأنطلق بطريقه للخارج مُتجاهل الجميع ومعه حارسه و"عُمر" مما أصاب "نورهان" بدهشة من تجلد ابنها وحتى محبوبته التى لطالما وقف أمام والدته لأجلها تركها خلفه فقالت بتمتمة:-

_ لا، دا في حاجة وكبيرة


_______________________________ 


جلست "ملك" فى الشرفة مع "قُسم" تحدثها عن "غفران" بقلق فقالت "ملك" بضيق:-

_ أنتِ غلطانة يا قُسم، مكنتيش روحتي شوفتيه أصلًا، أي يعني مُدرسة لبنته، دا أسمه عك


تنهدت "قُسم" بحيرة من أمرها وهى نفسها لا تفهم سبب ركضها إليه بمجرد سماعها لخبر أصابته، لاحظت "ملك" شرود صديقتها فى التفكير فقالت بتمتمة:-

_ اي روحتي بعقلك لحد فين؟


رفعت "قُسم" نظرها إلى صديقتها وقالت:-

_ مش عارفة يا ملك؟ مش عارفة القدر واخدني لحد فين؟ ربنا يستر، سيبك مني أنا، عملتي أي فى العريس اللى جالك؟


تنحنحت "ملك" بتوتر شديد ثم قالت بلطف:-

_ مرتاحتش له لما شوفته، تقيل كدة فى نفسه ودا شيء مش مريحني 


أومأت "قُسم" لها بنعم وقالت بلطف:-

_ ولا يهمك يا حبيبتي ربنا هيعوضك وأكيد شايلك الأحسن، أنا هقوم أعمل شوية فشار وعصير 


وقفت "قُسم" فقاطعها رنين الهاتف الخاص بـ "ملك" فأستدارت حتى لمحت الرقم مُسجل بقلب فقط دون أسم فرفعت نظرها إلى صديقتها التى توترت جدًا وقالت بتوتر:-

_ لا متتعبيش نفسم أنا همشي


غادرت المكان مُسرعة مما أدهش "قُسم" وخرجت خلفها بقلق فسمعتها تُجيب على الهاتف وتقول:-

_ أي يا أنس


تأكدت "قُسم" من شكوكها حول صديقها وأنها على علاقة برجل ولم تخبرها وقبل أن تواجهها أوقفها هاتفها الذي وصلته رسالة جمدت "قُسم" محلها وأتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها وحدقت بالهاتف مُطولة مع أرتجف قلبها وجسدها وعينيها تحملق برسالة "غفران" الذي كان محتواها 

( _ أنا عندي قلب لباباكِ ) ........... 


يُتبــــــــع ......


#غفران_هزمه_العشق

#نور_زيزو

#نورا_عبدالعزيز


رواية

♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

الفصل التــــــاســـع (9)

___ بعنــــوان " خفـــــايـــــــــــــا القــــدر " ___


ظلت "قُسم" شاردة برسالة طيلة الليل حتى شروق الشمس لم تكن تعلم ماذ تفعل؟ تذهب لمقابلته أم لا؟ حياة والدها على المحك لقرارها؟ لم تشعر بشيء سوى وهى تخرج ملابسها من الخزانة الملابس وأرتدت بنطلون جينز وتي شيرت وردي اللون طويل يصل لركبتها بكم وأخذت هاتفها فى يدها ثم خرجت من شقتها كي تذهب إليه ، كان "غفران"  نزيلًا بالفندق الذي جمعهما لاول مرة، دلفت "قُسم" إلى المطعم لتراه جالسًا هناك على الطاولة يتناول فطاره مع "عُمر" الذي وقف فور وصولها بينما "غفران" تابع تناول الطعام بكبرياء، تحدث "عُمر" بهدوء:-

_ اتفضلي يا أنسة قُسم


جلست "قُسم" ليغادر "عُمر" الطاولة فرفع "غفران" نظره إليها وكان وجهها ضبابي جدًا لا تملك أى ملامح فقط شعرها مُصفف على الجانبين بحرية ليقول ببرود شديد أحتله:-

_ كُلي


وضعت الهاتف أمامه على الطاولة بضيق من بروده وهى كالجمر تحترق بنار رسالته فقالت بغلاظة:-

_ ممكن أفهم معني الرسالة دى؟


أخذ المنشفة الصغيرة ليمسح كفيه بها ثم نظر إلى وجهها بلا مبالاة فبات لا قيمة لهذا الوجه وقال:-

_ رسالتي واضحة جدًا، أنا عندي قلب لباباكِ أستاذ جميل ومستعد أعمله العملية بكرة لو تحبي


ضحكت "قُسم" بسخرية من امره ومسكت الهاتف بيدها مُشيرة به على "غفران" بذهول قائلة:-

_ بالضبط، أنت هتستفاد أي بمساعدة زى دى، لا مساعدة أى دى اللى تكلف فوق الربع مليون جنيه؟ هو أنت ليه محسسني أنك بتعرض عليا كيس شيبسي ب10 جنيه


عاد بظهره للخلف من انفعالها ومرر سبابته على فنجان قهوته بهدوء شديد يزيد من أستفزازها ثم قال بكبرياء:-

_ أكيد مفيش حاجة فى الزمن دى من غير مقابل


رمقته "قُسم" بدهشة من كلمته وقالت بهدوء:-

_ ودا اللى أنا خمنته، عندك مقابل؛ اللى هو؟ 


_ تعملي اللى بتعرفي تعمليه، تدي نالا دروس لأنها مرتحتش لأي مُدرسة غيرك وسعادة بنتي ونفسيتها أهم بكتير من كنوز العالم كله، أنتِ هتساعدي بنتي وأنا هساعد باباكِ، كل واحد فينا هيعمل اللى يعرف يعمله بقدراته

قالها بهدوء شديد، أرتبكت "قُسم" من كلماته ربما حقًا تهمه ابنته بقدر ما يهمها والدها، فهي طفلته الوحيدة وهو رجل يملك المال لذا يحاول جاهدًا العثور على سعادة طفلته بالمال الذي يملكه، قاطع تفكيرها قدوم "عُمر" الذي وضع ملف أمامها بيه ورقة لتفتحها وهى تسمع صوت "غفران" يقول:-

_  دا عقد تدريس مدته 4 سنوات لحد ما نالا تخلص ابتدائي فى المقابل أنا هدفع تكاليف العملية


نظرت "قُسم" إلى "غفران" مُطولًا بحيرة من أمرها ولا تفهم شيء فى القانون وهل سيضرها هذا العقد بشيء فى المستقبل أم لا؟، توقيعها يعنى نجاة والدها من الموت وهذا الشيء الوحيد الأكثر واقعية وجدية لتوقع العقد بيدي مُرتجف دون أن تقرأ شيء به فتبسم "غفران" وقال بتحدٍ وثقةٍ:-

_ يا دوب تجهزى شنطتك لأن عملية باباكِ بكرة الساعة 9 فى فرنسا 


أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها وقالت بتلعثم:-

_ فرنسا!! أزاى أنت....


قاطعها وهو يقف من أمامها بكبرياء متغطرس:-

_ أحسن وأكبر دكتور فى جراحة القلب، عمر بعتله الأشعة والتقارير عن حالة جميل وأكد نسبة نجاح العملية وحددنا ميعاد بكرة لأن حسب ما الدكتور قال أن الوقت مش في صالح والدك


_ بس دى تكاليف كبيرة أوى

قالتها "قُسم" بتوتر شديد من غموضه وخباثته فى إخفاء الأمور ليبتسم "غفران" بخفة:-

_ مال الدُنيا كله ميساوش حاجة فى سبيل سعادة نالا، زى بالضبط ما أنتِ مستعدة تعملي أى حاجة عشان تنقذي أبوكِ، يلا شدي حيلك لأن لازم نكون فى فرنسا الصبح، عُمر هيعدي عليكِ بعد ساعة تكوني جهزتي نفسك 


أومأت إليه بنعم فغادر مع "عُمر" الذي تحدث بفضول:-

_ حضرتك مش قلقان أن مامتها اللى تيجي وبعد كل دا قُسم متجيش


تبسم "غفران" بخباثة ومكر يمتز عقله به وقال:-

_ أنت مش سألت فى الجوازات وعرفت أن مامتها متطلعتش جواز سفر، مفيش جواز سفر هيطلع فى سفر يا عُمر ، معندهمش خيار تاني غير ان قُسم اللى تيجي


أومأ إليه بنعم شاهدًا بذكاء رئيسه وطريقته فى نيل ما يريده، تنحنح بحرج وقال بقلق:-

_ قُسم مقرأتش بنود العقد


تبسم "غفران" بمكر شيطانية ونظر إلى "عُمر" بانتصار ثم قال بهدوء:-

_ لأانها بريئة يا عُمر، قلبها رقيق مش شايف غير مرض أبوها، القلق عماها عن التفكير وخلاها توقع من غير ما تقرأ هى بتمضي علي اي؟


دخل الأثنين إلى المصعد بهدوء ليغلق بابه من جديد عليهما بينما "عُمر" يضغط على زر طابق 20 وقال بفضول يقتله:-

_ بس قُسم حسب اللى أعرف عنها مش هتسكت لما تعرف


_ القانون لا يحمي المغفلين يا عُمر، مسمعتش عن دا 

قالها "غفران" بفخر ولأول مرة يُعجب بمكر عقله الذي جعله أنجح رجل أعمال، لكن الآن هذا العقل جعلها أسيرة إليه دون أن تُدرك وفرسته البرية باتت سجينة اسطبله ولا تملك فرصة للخروج من قيوده......


___________________________ 


[[  شقة جميــــــــل ]]


كانت "صفية" فى حالة من الفوضي وهى تقف على باب غرفة "قُسم" وترى ابنتها تجمع ملابسها فى الحقيبة بتعجل وتروى لها ما حدث، قالت بغضب سافر:-

_ أنا مش موافقة أبدًا، أزاى دا واي المقابل عشان يعمل عملية بمبلغ وقدره، أي بيستعبطنا ولا نيته فيها أى؟


_ أرجوكِ يا ماما، الراجل بشتري سعادته بنته، هم الناس الأغنياء كدة بيشتروا أى حاجة بالفلوس، وعادي ما دام دول شوية دروس هيديهم لبنته

قالتها "قُسم" بسعادة تغمرها من أجل إنقاذ والدها فتأففت "صفية" فقالت بلطف:-

_ خلاص خليكِ هنا، أنا هسافر مع أبوكِ 


ألتفت "قُسم" إلي والدتها وقالت:-

_ أزاى وحضرتك معاكيش جواز سفر، أنا كويس أوى انا مطلعة الجواز عشان شهر العسل اهو جاله فايدة، أنا هبقي أطمنك عليا وعلى بابا متقلقيش 


_ لا، قُسم 

قالتها مُعترضة لتأخذ طفلتها الحقيبة وغادرت بتعجل لتصرخ "صفية" بطفلتها المتمردة التى تعصي أمرها، هربت "قُسم" قبل أن تكمل والدتها الجدال ووجدت "عُمر" بانتظارها فى الأسفل بسيارته لتصعد معه وتعمد "عُمر" القيادة مُسرعًا قبل أن يأتي "حازم" الذي لمحها تصعد بالسيارة 


___________________________ 


[[  قصــــر الحـديقــة ]]


نزلت "تيا" من الأعلى تحمل بيدها الهاتف الخاص بزوجها ويدق مرات عديدة؛ لترى "أنس" جالسًا على الأريكة ينظر بكتاب منغمسٍ به، تبسمت وهى تقول:-

_ أنس ، تليفونك عمال يرن مكتوب القبضان


أنتفض فزعًا من كلماتها وأخذ الهاتف سريعًا بتوتر، خرج إلى الحديقة واستقبل الأتصال وهو يقول:-

_ فى أي يا ملك؟


أجابت عليه على الهاتف بهدوء:-

_ أي يا أنس، عايزة أشوفك؟ مخنوقة وعايزة أتكلم معاك 


تنهد "أنس" بهدوء شديد وعينيه تبحث حوله حتى لا تراه زوجته وقال:-

_ طب يا حبيبتي مش قولنا أنا كل مرة قبل ما أسافر هجيلك أسبوع كامل قبلها وأقعد معاكِ وبعدين اسافر


صرخت "ملك" بضيق عبر الهاتف تقول:-

_ ما أسمع يا انس أنا كمان من حقي زيها بالضبط لما أحتاج جوزى ألاقيه جنبي، وبعدين بقولك محتاجاك يا أخي حس بيا مرة


شعر بغصة فى قلبه تألمه ثم قال بلطف رافضٍ حزنها بشدة:-

_ خلاص يا ملك أسبقيني على الشقة وأنا ساعة بالكثير وأكون عندك يا حبيبتي


أومأت إليه بنعم ثم أنهي الاتصال، دلف للقصر ووجد "تيا" تجهز الغداء على السفرة فقالت بعفوية:-

_ تعال يا حبيبي، الغداء جاهز


تنحنح "أنس" بجدية مُصطنع الحزن على وجهه ثم قال بتذمر:-

_ معلش يا توتا، أنا لازم ألبس وأمشي واحد صاحبي والدته تعبت جدًا وهسافر أنا مكانه


نظرت "تيا" إليه بحزن وقوست شفتيها للأسفل بضيق واضح فى ملامحها ثم قالت بهدوء:-

_ بس أنا ملحقتش أقعد معاك


أقترب نحوها ووضع يديه على كتفيها بدلال ثم قال:-

_ معلش يا حبيبتي ظرف طارئ وليكِ عليا أول ما أرجع المرة دى أخدك ونسافر أى مكان نقضي شهر عسل من جديد 


داعب ذقنه بعفوية ثم قال بحنان:-

_ أتفقنا!؟


أومأت إليه بنعم، تبسم لأجلها ثم وضع قبلة على جبينها وصعد لكي يسعد للرحيل تاركًا خلفه هذه الزوجة المغرمة بيه لأجل خيانته وأنانيته ......


___________________________ 


وصلت "قُسم" إلى المطار لترى سيارة الإسعاف التى نقلت والدها بالأجهزة تغادر فصعدت على متن الطائرة وكان "غفران" بها مما أذهلها حثصأ وقالت بتلعثم:-

_ أنت هتسافر معايا ؟


لم يُجيب "غفران" عليها وظل ينظر إلى الهاتف مُندمجًا بعمله فى حين أن دهشتها بوجوده لجمتها وحدها وخصيصًا بسفرهما فى طائرة خاصة، أرشدتها المُضيفة إلى المقعد المقابل له حتى جلست فى صمت والتوتر يحتلها ممزوجًا بالقلق والخوف، شعرت بملل شديد طيلة مدة سفرهما بينما هو يتحدث كثيرًا مع "عُمر" عن العمل لتغمض عينيها بعد أن وضعت سماعة الأذن فى أذنيها وبعد فترة ليست بقصيرة غرقت فى سبات النوم العميق وهى من الأمس لم تغفو لها عين بسبب رسالته، جاءت المُضيفة لتقدم له مشروبًا حينها رفع رأسه قاطعًا العمل ليراها نائمة وتحتضن الوسادة الصغيرة بين يديها فقال "عُمر" بخفوت:-

_ دى نامت 


أشار له "غفران" بأن يذهب للجلوس فى مقعده وظل شاردًا بـ "قُسم" التى سرقت عقله بأستثنائيتها، بدايةً من اسمها النادرة وووجهها الذي تمكن من رؤيته، ظل يحدق بها مُطولًا حتى وصلت الطائرة إلى أرض باريس ونُقل والدها إلى المستشفي وذهبوا إلى الفندق فأحضر "عُمر" مفاتيح الغرف وأخذها إلى حيث غرفتها المجاورة إلى غرفة "غفران" .....


________________________ 


تحدث "حازم" بصراخ مُنفعلًا:-

_ يعنى أي سفرت، وأزاى أصلًا تسافر لوحدها مع راجل غريب يا عمتي


تنهدت "صفية" بضيق من حديث "حازم" وهو لديه كل الحق فى كلماته الحادة لتقول بضيق:-

_ جوز عمتك لازم يعمل العملية دى ضرورى يا حازم 


ضرب كفيه ببعضهم ثم وضع يديه فى جيوبه بغرور والغضب تمكن منه جدًا ثم قال بانفعال:-

_ ويا تري بقي البيه هيعمل العملية دى مقابل أي؟ مسألتيش نفسك بنتك قدمت له أي عشان يدفع تكاليف سفر وعملية زى دى إحنا نفسنا مكناش قادرين على تكاليفها جوا مصر عشان يعملها برا مصر


وقفت "صفية" بغضب قاتل من مقعدها بسبب حديثه الحاد عن ابنتها وأحتدت عينيها الثاقبتين صارخة به:-

_ أخرس يا حازم، دى قُسم ها، وأنت اللى مربيها على أيدك وعارف كويس هى أي وأخلاقها أي؟ أنا بنتي أشرف من أى حد ومتربية غصب عن عين التخين


وقفت "نجلاء" والدة "حازم" السيدة سيمنة البدن ترتدي عباءة سوداء وتلف خمارها الأزرق بحزم وعينيها البنيتين يتطاير منهم المكر والخبث، تقول ببرود شديد:-

_ وهى المتربية تسافر مع راجل غريب لوحدها كدة، مقالتش لخطيبها ليه تأخده معها ما دام المشكلة كانت فى جواز سفرك يا عمتي


حدقت "صفية" بزوجة أخيها الماكرة ولسانها عاجزًا عن الرد بعد أن وضعتها "قُسم" بهذا المأزق وفرت هاربة، تنحنح "حازم" بضيق شديد ويقول:-

_ خلاص يا أمي خلاص، بس خلي بالك يا عمتي أنا بعدي كتير أوى لقُسم ومش هعدي أكتر من كدة 


أخذ والدته الحرباية وغادر الشقة لتجلس "صفية" مُختنقة على المقعد، أغلق "حازم" الباب بعد خروجهما ووالدته تتبأطأ ذراعه فهمهمت بأذنيه تقول:-

_ قُلتلك من الأول عمتك مربية بنتها على التفتح كأنها خواجية، دا كفاية أنها ملبستهاش الحجاب لحد دلوقت وأنت زى الأهبل تقولي أنا لما أتجوزها هلبسها الخمار


_ خلاص يا أمي بقي


أكملت "نجلاء" بخ سمها فى أذنيه أكثر لتقول:-

_ هو اي دا اللى خلاص، أنت عبيط يا واد ولسه مفهمتهاش أن قُسم مش شبهك ولا تنفعك، مالها غالية بنت خالتك ها منتقبة ومؤدبة وهتكون زى الخاتم فى أصبعك وعلى الأقل مش هتخرج من غير أذنك، مش دى تقولي مسافرة مع واحد فرنسا ليه فاكرة نفسها فى شهر العسل


أشتعلت نيران الغيرة فى قلبه من حديث والدته الحادة عن "قُسم" وكونها الآن مع غيره وحدهما فتأفف "حازم" بضيق شديد ثم ترك يد والدته وغادر أمامها كالبركان الذي على وشك الأنفجار من قوة نيران باطنه.....


__________________________ 


دلفت "ملك" إلى الغرفة مُرتدية روب من الدانتيل الأحمر فوق قميص نومها وشعرها الأسود مسدولًا على ظهرها مبلل بسبب الأستحمام وحافية القدمين فلم ينتبه "أنس" إلى قدومها، تحمل بيدها طبق من الفاكهة الطازجة، أطفي سيجارته سريعًا بعد قدومها وأعتدل فى جلسته بصدره العاري مُرتدي بنطلونه فقط، تبسمت "ملك" بلطف إلى وجه حبيبها وقالت:-

_ أنا عملتلك طبق سلطة فواكة هيعجبك يا روحي


أخذ يدها لترك بها قبلة ناعمة وقال بدفء:-

_ تسلم أيدك يا حبيبتي


رفعت يدها إلى وجهه تلمس وحنته الناعمة بحُب يغمرها وتحملق فى عينيه الجمليتين ثم قالت:-

_ أنت كنت هموت من الرعب لما جابولى العريس دا، متسبنيش يا أنس أنا ماليش حد غيرك وجوز أمي سند مكسور عاوز يجوزني لأى حد عشان يخلص مني، أنت سندي الوحيد فى الدنيا دى 


أخذ يدها بين راحتي يديه بلطف يطمئنها بنظراته الدافئة ونبرته اللطيفة حين قال بحُب:-

_ متخافيش يا ملوكة أنا معاكِ يا حبيبتي ومش هسيبك أبدًا، أنا مقدرش أعيش من غيرك يا بت، دا أنتِ بنت قلبي وحُب عمري كله


قوست شفتيها بضيق مُصطنع مُستديرة تعطيه ظهرها وتمتمت بعبوس:-

_ أه يا أخويا عشان كدة روحت أتجوزت عليا مراتك البرنسيسة


أقترب أكثر منها ووضع رأسه على كتفها يطوقها بذراعيه من الخلف ثم قال بلطف مداويٍ جروحها ويطفئ نيران غيرتها بحديثه:-

_ تاني يا روح قلبي، قُلتلك أن جواز بزنس، شغل يا حياتي كنت مجبور عشان خاطر أبويا وشغله مع أخوها الملياردير، فهمتك كذا مرة أن مكنش عندي خيار وأبويا حطني قدام الأمر الواقع عشان ينقذ شركته وشغله، لكن محدش فى القلب غيرك يا بت، دا أنتِ الأولى يا ملك


ألتفت إليه بعبوس أكبر تصطنع الحزن رغم ثقتها بانها الوحيدة فى قلبه لتقول:-

_ أيوة ما دا اللى قهرني أنى الأولى، يعنى هى اللى خدتك منى وهى الجديدة يا بيه ومع ذلك مراتك الأولى مستخبية والتانية هى اللى عايشة فى النور 


قبل رأسها بحب مُدللٍ إياها ويده تمسك ذقنها بلطف وضربات قلبه تتسارع بجنون بفضل هذا العشق الكامن بداخله لأجلها، أميرته ومدللته الأولي والأخيرة فهمس بنبرة دافئة تذيب حزنها وتمتص غيرتها:-

_ وغلاوتك يا ملك ما حبت ولا هحبك غيرك أبدًا، أنتِ حبيبتي يا بت والله بحبك


رفعت عينيها تتقابل مع عينيه فى برهة من الوقت غارقة بدفء هذا القلب وقلبها لم يكن أقل شوقًا من حال قلبه، سرق عقلها وسلب روحها من هذا العالم إلى عالم أخر لا يعرفه سوى العُشاق فقط، هائمة فى سحر لمساته وصوتها الهامس الذي يقشعر بدنها وجعلها ذائبة بين ذراعيه فهمهمت بصوت هامسًا جدًا وهى تلهث من شغف العشق الكامن بداخلها:-

_ وأنا بحبك يا أنس


____________________________


أخذ غفران حمامه الدافئ قبل أن يعود "عُمر" من المستشفي فشعر بدوران فى رأسه بسبب أصابه وهو ما زال مصابًا من الحادث فحاول الوصول للفراش ليهتز جسده وأوشك على فقد الوعي حتى أتكئ بذراعيه على الطاولة المجاورة فسقطت المزهرية من فوق الطاولة وأنكسرت لإشلاء تناثرت على الأرض، وصل إلى باب الغرفة بصعوبة بالغة وجسده أوشك على الأنهزام أمام المرض ليدق باب غرفة "قُسم" المجاورة ويتمتم بصوت مبحوح:-

_ قُسم أفتحى


أغمض عينيه مُستسلمًا للمرض باللحظة التى فتحت بها "قُسم" الباب لترى جسده يحتك بالباب ساقطٍ أمامها فصرخت "قُسم" بذعر من إغماء "غفران" على باب غرفتها، لم تكن تعلم شيء فى هذه البلد ولا تعرف كيف تتحدث بلغتهما، تحملت قدر الإمكان وهى تسانده حتى وصلت إلى سريرها واسقطته بقوة وهى تلهث بذعر من التعب والخوف، جلست أمامه وهى تناديه بفزع:-

_ غفران... غفران فتح عينيك ارجوك، غفران متسبنيش هنا لوحدي 

بدأت تبكي بذعر من الخوف وهي بالغُربة هنا لا تعرف شيء ولا تملك شيء حتى جواز سفرها بحوزته، دلكت يديه بلطف وأنفه وفعلت كل شيء يمكنها من يقظته لكن لا جدوي، جهشت "قُسم" باكية بخوف أحتلها كليًا من الداخل لتقول بتلعثم:-

_ غفران والنبي... فوق بقي

وضعت العطر على يدها ثم قربتها من أنفه وهو غائبًا عن الوعي، أخذت هاتفه وفتحته ببصمة يده لتبحث عن رقم "عُمر" مُساعده والشخص الوحيد الذي تملكه فى هذه البلد العجيبة لتخبره بما حدث وجلست كما هي قرب "غفران"، عينيها تحملق به بخوف وكان يشبه الملاك فى نومه لترفع يدها إلى رأسه تتحسس حرارته حتى شعرت بنفضة قوية فى جسده ومسك يدها فجأة لتفزع من يقظته على سهو، تمتمت بسعادة:-

_ غفران

تشبث بيدها بقوة ثم نظر إلى وجهها بحزن وهو لا يعرف إذا كانت تبكي أم سعيدة؟، خائفة أم غاضبة؟، لا يعرف شيء مما يثقل قلبه فقال بهدوء:-

_ هششششش، أسكتِ يا قُسم 

تنفست بأريحية رغم قبضته القوية على يدها التى ضمها أكثر كوسادة بين ذراعيه وأغمض عينيه فكان من الأفضل له أن يكن كفيفًا لا يري شيء عن هذه المعاناة التى يعيشها، شعرت برجفة جسده فى ذراعها الذي يضمه فرفعت يدها الأخرى تمسح على رأسه وأصابعها تغلغل بيت خصلات شعره فشعر" غفران" بالأمان ولأول مرة يشعر بأنه ليس منبوذًا من الجميع، بل هناك شخص واحد يرغب به وهو كفيف، جاء "عُمر" مُسرعًا بعد تلقي أتصالها ليراه فى الفراش نائمة وهى تجلس على المقعد المجاورة تراقبه فى صمت خائفة حتى ولج "عُمر" فوقفت بفزع وهى تقول:-

_ خده وديه مُستشفي، أنا معرفش ماله ولا أكل حاجة بايظة لاقيته واقع قدام الباب


حمله "عُمر" بصعوبة وأخذوه إلى المستشفي وهناك جاء "ألبيرت" لفحصه فأمرها "عُمر" بالخروج من الغرفة وبعد المغادرة تحدث "ألبيرت" باللهجة الفرنسية قائلًا:-

_ يبدو أن الحادث ضر بمنطقة المغزلية أكثر وهذه المنطقة المسئولة عن تعرف الوجوه


سأله "عُمر" بقلق مُشيرًا على الباب بلهجة فرنسية:-

_ لكن مسيو غفران قدر يشوفها بوضوح وهو اللى وصفي وشها بدقة ومغلطش فى تفصيلة واحدة


تحدث "ألبيرت" غير مُصدقة هذه المعجزة يقول:-

_ مستحيل، ربما سمع وصفها من أحد فبدأ يتخيلها فى عقله، لكن الضرر الموجود فى المنطقة دى يمنعه من التعرف على الوجوه نهائيًا 


_ بعد حادثة أمبارح أعترف أنه مش شايفها زى البقية لكن قبلها كان مدرك تمامًا ليها وقدر يشوف ضحكتها ودموعها

قالها "عُمر" بضيق من حديث "البيرت" أن "غفران" أصابه التهيوات وهو لم يخطأ بالتعرف عليها مرة واحدة من قبل ليتحدث "البيرت" بضيق:-

_ هذه معجزة، على كلا إحنا هنعمل الفحوصات اللازمة وبعد الأشعة هنتأكد أكثر


غادر الغرفة ليخرج "عُمر" من الغرفة بضيق ورأى "قًسم" جالسة أمام الغرفة لا تعرف أحد سواهما هنا ولا تعرف كيفية العودة للفندق وحدها فتحدث بجدية:-

_ معلش، أنا لازم أروح أخلص شوية أجراءات، خليكي هنا ولما أرجع هروحك الفندق


أومأت إليه بنعم ودلفت إلى الغرفة فراته نائمًا فى سبات عميق مُنهكًا وبشرته شاحبة وباردة الثلج، جلست على المقعد المجاور له وقالت بعبوس:-

_ بيكفيني أبويا مريض كمان أنت، غفران رجاءًا أنا أضعف بكتير من أنى أتحمل كل دا لوحدي، رجاءًا عشان خاطر نالا تفوق وتستعدي قوتك، أنت قوي وشجاع أرجوك


كانت تُحدثه بخوف أن يُصيبه شيء بعد أن جلب والدها إلى هذه البلد الغريبة من أجل الجراحة ويخلف وعده معها، ربما كانت تتمنى إفاقته لأجل والدها ولم تهتم لهذه الإأنانية البادرة منها، لأول مرة تشعر "قُسم" بأنها أنانية حين تعلق الأمر بوالدها، أخذت يده المُجمدة تدلكها بلطف فدمعت عينيها الخضراء بحزن شديد كطفلة صغيرة وتُتمتم بعجز وصوت مبحوح:-

_ سامحني على أنانيتي يا غفران 


أغلق قبضته على يدها فنظرت إلى يديهما المُتشابكة بعناق قوية لم يتسلل الهواء بينهما ورفعت نظرها به حين قال بصوتٍ واهنٍ ومبحوح:-

_خلاص سامحتك يا قُسم


خرجت شهقة منها بسعادة على يقظته فهمهم بضعف وما زال مغمض العينين:-

_ بس كفاية بكاء، صوتك عاملى أزعاج


ضحكت بخفة رغم حدته وحديثه أنها تسبب الإزعاج له لكنها كانت كطفلة تتشبث بطوق نجاة والدها .......


________________________ 


بفيلا فى الزمالك تحمل أسم "عفيفي" على لافتها، رغم هدوء المكان الخالي من البشر وهكذا الخدم فكان "عفيفي" جالسًا على البار الموجود فى زواية البهو يرتشف جرعة من الكأس الملأ بالخمور مُستمعٍ إلى حديث "كندا" الغليظ ببرود وهى تقول:-

_ السيناريو عندك أهو، غفران عينيه عليا الفترة دى ورافض تمامًا أني أشتغل وخصوصًا بقى معاك


ترك الكأس على البار ببرود ورفع عينيه إلى الورق الذي وضعته بلا مبالاة وشعر أنه سيفقد نجمته المُفضلة وسبب نجاح أفلام ليقول:-

_ ليكون بعلمك أنا غفران ومشاكل دى متخصنيش، أنا اللى يخصني النجمة اللى أنا عملتها، النجمة اللى كان أخرها تقف على مسرح الجامعة وطلاب الجامعة اللى ميكلوش مائة واحدة يشوفها، اللى أنا اللى عملتك نجمة يا كندا وطلعتك لفوق وخليت جمهورك فى الوطن العربي كله مش بس مصر، أنا اللى ركبتك على نجوم كتير ويحلموا أن عفيفي بس يفتح لهم الباب دا 


تأففت "كندا" من حديثه الغليظ وقالت بعناد:-

_ أنا طلعت ونجحت بمجهودي ولا تكون فاكر أنك كنت بتقف قصاد الكاميرا مكاني وتمثل، مش هنعملهم على بعض وبلاش تكذب الكذبة وتصدقها


وقف من مكانه وألتف حول البار حتى بات أمامها ليمسكها من ذراعها بقوة غاضبًا من إنكارها لكل شيء فعله لأجلها وقال:-

_ وعشان مش هنعملهم على بعض ولا هكذب الكذبة، الفيلم دا محدش هيعمله غيرك يا كندا وألا عليا وعلى أعدائي


أرتجفت خوفًا من تهديده لها وقالت بتلعثم:-

_ عفيفي فوق أنت بتهدم حياتي للمرة التانية، غفران المرة دى جوزى، أدينى فرصة أصلح علاقتي به وأقنعه أرجع الشغل، لكن العناد معاه دلوقت معناه أنى بأكد له كل الشكوك وأنى خاينة


نظر لها "عفيفي" بأشمئزاز من الرأس لأخمص القدم وقال بتهديد واضح هذه المرة:-

_ أنا هديكي فرصة شهرين لأني مش هغير مواعيد التصوير عشانك، لكن مش أكتر من كدة وألا برسالة صغيرة توصل لغفران بيه وأقوله فيها على المستخبي والسر أنك مستحملاه السنين دى كلها


جهشت فى البكاء بإذلال وضعف بينما ترمقه بعينيه بندم شديد ثم قالت:-

_ كان يوم أسود يوم ما قابلتك


قهقه ضاحكًا وهو يلتف إلى البار من جديد بسخرية وقال:-

_ دلوقت بقى أسود، مش كان يوم سعدك وحظك، مش دا اليوم اللى حققتي فيه كل أحلامك ولا أنتِ فاكرة أن كل حاجة مجانا فى الحياة مش لازم ندفع 


_ أبوس أيدك يا عفيفي، غفران بيشك فيا وأمه نورهان مش هتسكت لو أتأكدت من أى حاجة دى هدهسني أنا وأهلى وكل اللى يعرفوني حتى أنت مش هتسلم من شرها، دى ست قادرة

قالتها "كندا" بضعف تترجاه أن يتوقف عن عناده وتهديدات المستمرة لها فقال بحدة وهو يسكب بعض الخمر فى الكأس:-

_ يبقي أسمعى الكلام وخافي من شري اللى هيوديكي الجحيم ولا تحبي يعرفوا المستخبي من سنين وأن اللى بينا مش مجرد خيانة لجوزك وأن قذرتك أكبر من مجرد علاقة بمخرج زى ما هو فاكر


أنتفضت فزعًا من الخوف وقالت بتلعثم:-

_ حاضر، حاضر هعملك اللى أنت عايزه بس خلال الشهرين دول بقي متتصلش بيا نهائيًا ممكن 


أومأ إليها بنعم ببرود مُتحاشيًا النظر إليها فغادرت بخوف يحتلها من هدم حياتها والجحيم الذي يقترب منها ......... 


يُتبــــــــع .....


#غفران_هزمه_العشق

#نور_زيزو

#نورا_عبدالعزيز


رواية

♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

الفصل العــــاشــر ( 10 )

___ بعنــــوان " عـلاقــة ســـامة " ___


خرجت "قُسم" من المرحاض بالغرفة ووجدت "غفران" غادر الفراش ويقف أمام الشرفة ينظر على الطريق، تنحنحت "قُسم"بلطف قبل أن تتحدث ثم قالت:-

_ صباح الخيـر 


ألتف "غفران" على صوتها الذي ميزه بوضوح، رآها تقف بمنتصف الغرفة مُرتدية بنطلون جينز وتي شيرت أبيض اللون بنصف كم، شعرها مسدول بعفوية على الجانبين وكما اعتاد لم يرى من ملامحها شيء فبات معتادًا على رؤية وجهها الضبابي وحرمانه من عينيها الخضراء، أقترب إلى الفراش يجلس عليه ببرود فأقتربت هى الأخرى منه لتهمهم بنبرة خافتة مُحرجة من وجودها معه:-

_ أنت كويس


أومأ إليها بنعم  فسأل بقلق أستحوذ عليه من وجودها خوفٍ أن تكن علمت بشيء عن مرضه :-

_ أنتِ هنا من أمتي؟


وقفت قربه فى المقابل تحدق بوجهه ثم قالت بلطف:-

_ من امبارح، لقيتك واقع على الأرض قدام باب أوضتي ومكنتش عارفة أعمل حاجة، خضيتي عليك


رفع عينيه إليها مُندهشًا، أقتربت "قُسم" أكثر ورفعت يدها إلى جبينه تعيد اللاصقة الطبية إلى جرحه بعد أن فُتحت فظل صامتًا يشعر بملمس يدها الناعم بينما يرسم عينيها الخضراء فى ذهنه ورغم أن عينيه تراها ضبابية ألا أن عقله يري وجهها بوضوح بعد أن حُفر فى ذاكرته لتظل رغم كل شيء هى الوجه الوحيد الذي يراه بباطنه، أنهت ما تفعله وقالت:-

_ سامحينى أنا لازم أسيبك وأمشي عشان ميعاد عملية بابا، خلي بالك من نفسك


فتح باب الغرفة بلطف ودلف "عُمر" ليراه مُستيقظًا فقال بهدوء:-

_ صباح الخير يا ميسو غفران، مستعدة يا أنسة قُسم


أومأت إليه بنعم فوقف "غفران" من محله يهندم قميصه ويغلق بقية أزراره ولسانه يقول:-

_ أنا جاي معاكِ 


_ أنت تعبان؟!

قالتها "قُسم" بلطف فرغم أنانيتها لكنها ليس بهذا السوء لتجعله يشاركها مشوارها بينما هو مريض كان طريح الفراش أمس، هز "عُمر" رأسه بلا كأنه يخبرها أن لا جدوى من محاولتها طالما عزم أمره على فعل هذا الشيء، خرجوا ثلاثتهما ووقعت على الأوراق الخاص بالجراحة ثم أخذه والدها الغائب عن الوعي وسط دموعها ويديها التى ترتجف بقوة وجسدها البارد كالثلج من الخوف، أرسلت لوالدتها على تطبيق المراسلة أن زوجها دلف للتو إلى العملية ....


__________________________ 


[[ شركة حــــــواء للأدوية والمستحضرات التجميلية  ]]


دلفت "رزان" إلى مكتب "نورهان" وكانت منغمسة فى عملها الشاق وتتحدث مع موظفها بحدة صارمة:-

_ أنا محدش يلوي ذراعي يا بيه، البنت دى تمشي فور والعقد بتاعها تفسخه تمامًا ، هو فاكرة نفسها مين عشان تتشرط عليا، بكرة الصبح كل الإعلانات بتاعتنا تتغير وصورتها تنزل من كل الإعلانات ويتعلق وجه جديد مع المنتج بتاعتنا


_ أيوة يا دكتور لكن بيلا دى من أشهر الوجوه الإعلانية فى شركتنا وشغلها لا يعلى عليه


عادت "نورهان" بظهرها للخلف بإقتضاب وعينيها تحدق بوجه هذا الموظف ثم قالت بجدية صارمة:-

_ بيلا دى أنا اللى عملتها ولا ناسي أن اسمها تحية ، أسمع اللى أقوله يتنفذ بكرة الصبح ألاقي إعلانات وجه تاني فى محطات المترو والطرق، كمان عايزاك وانت بتختار بنت تختار واحدة تانية تشاركها الإعلان مُحجبة، إحنا كمان بنخاطب فى منتجاتنا المحجبات وبلاش النبذة البذيئة اللى بشوفها فى المسلسلات أن المحجبة شعرها وحشها وهى وحشة أنا عايزة بنت محجبة زى البدر واضح


أومأ إليها بنعم فأشارت إليه بأن يغادر لتقترب "رزان" نحوها ووضعت التابلت على سطح المكتب أمامها وبدأت تتحدث قائلة:-

_ غفران بيه وصل باريس أمبارح ومعه مس قُسم


أتسعت عيني "نورهان" على مصراعيها بصدمة ألجمتها وأخذت التابلت لتتأكد بنفسها من الصور، لا تُصدق أن ابنها سافر للخارج مع فتاة أخرى فقالت بتمتمة :-

_قُسم... معقول دا؟ 


رفعت "نورهان" نظرها إلى مساعدتها مُندهشة حقًا وكادت تدهشها تنير المكان كالأضواء وسألت بفضول:-

_ تفتكرى أتجوزها على كندا؟ لا ، البت اللى أسمها قُسم متعملش كدة، متتجوزش فى السر أنا نظرتي فى الناس متخبش أبدًا، دى بنت قوية وجريئة وحرة، نظرة عينيها وهى بتتحداني بالكلام لما فصلت الموظف بتقول أنها برية حرية، عينيها وقتها فكرتني بنفسي زمان ودخول غفران قصري يومها من غير أذن عشانها أكد ليا أن فى حاجة غلط أنا مش عارفاها لكن البنت دى ذكية وأنا حبتها... خلى عينيك عليها وكلمى الناس بتوعنا فى باريس يعرفوا السبب وراء سفرهما 


أومأت "رزان" بنعم  وغادرت المكتب لتحدق "نورهان" بصورة "قُسم" بحيرة وبسمة مُشرقة لمعت فوق شفاهها كأنها نالت جائزتها التى بحثت عنها كثيرًا، فتمتمت بهدوء ونبرة واثقة:-

_ قُسم... والله وجت اللى هترميكي يا كندا برا القصر من غير ما أتعب أنا 


أرتشفت قهوتها بسعادة تغمرها وبداخلها حسد يخبرها أن "قُسم" ستفعل ما عجزت كل الفتيات عن فعله مع "غفران" .....


_________________________ 


[[ بـــــــاريـــــــــــــــس ]]


رأها تفرك أصابعها بتوتر شديد مُنذ دخول والدها للجراحات، أخذ نفس عميق بتنهيدة قوية ثم لفظ أسمها بنبرة خافتة:-

_ قُسم 


نظرت إليه بعيني دامعة وجسدها يرتجف من الخوف بعد أن رأت والدها يغادر مع الطاقم الطبي إلى غرفة العمليات، رفع يده إلى ذقنها بلطف يلمسها بدفء ثم قال:-

_ متخافيش يا قُسم، أنا مستحيل أسرق منك الأمل وهعمل أى حاجة عشان خاطر ينور وشك من تاني زى ما نورتي حياتي بوجودك... مع نالا يعنى 

نظرت له مُندهشة من دفء كلماته، كان يحدق بها رغم وجهها الضبابي لكن عينيه عالقة بها يتعهد بإعطائها الأمل الذي أنارت به حياته حين رأى وجهها وعينيها الخضراء، لم تكن ابنته نهائيًا، بل مقصده الأول والأخير كان عن عينيه المرضية التى شُفيت لبرهة من الوقت بفضلها، أومأت إليه بنعم ثم قالت بضعف:-

_ بابا هيكون كويس صح؟ 

أومأ إليها بنعم ثم قال بلطف لأجل نبرتها الضعيفة التى أخبرته بوهنها أنها تبكي ويحتل قلبها الحزن:-

_ إن شاء الله يا قُسم 

جلست قربه على المقاعد الحديدية تنتظر خروج والدها من غرفة العمليات، الجراحة التى أستغرقت الكثير من الساعات ونار الأنتظار تحرق ضلوعها بالقلق والخوف، بكت كثيرًا ودعت أكثر، تارة تنهار باكية وتارة أخرى تصمد الحديد، نظر "غفران" ليديها المُتشابكة ببعضهما وترتجف بقوة من القلق فأبتلع لعابه بتوتر ثم رفع يده ووضعها فوق يديها يضمهم الأثنين بين أنامله، رفعت رأسها إليه حادقة به وقشعريرة جسدها تستمر لكن مزج قلقها رجفة أخرى ناعمة حين شعرت بالآمان تجاه رجل لا يجب أن تقترب منه ولن يجمعها طريق واحد معه أبدًا، لكن للقدر رأي أخر لطالما كانت القلوب بلا سلطان ولن يحكمها أحد فأشعل القدر فتلة الحُب داخل هذان القلبان، قلبان أختر القدر أن يجمعهما بنبضة واحدة رغم أختلاف طريقهما.

فُتح الباب بعد ساعات طويلة فهرعت إليه كالرضيعة التى تصبو إلى والدها تقدم "غفران" ليتحدث مع الطبيب بينما هى تحدق بوالدها الغائب عن الوعي حتى وصل إلى العناية لتُحرم من رؤيته من جديد فألتفت باكية بحزن يغمرها من القلق ليتحدث "غفران" بهدوء:-

_ كفاية عياط بقى، الدكتور طمني وقال أن العملية نجحت وكلها أيام وباباكي يفوق 


_ بجد؟!

قالتها بحماس شديد فأومأ إليها بنعم ثم قال:-

_ دلوقت بقي نروح نرتاح شوية وتأكليه حاجة أنتِ ماكلتيش حاجة من امبارح 


أومأت إليه بنعم ثم عادوا إلى الفندق معًا وصعدت "قُسم" تبدل ملابسها ثم ترجلت للأسفل حيث المطعم الذي ينتظرها به، تبسمت إليه بلطف وذهبت نحو طاولته وهى تقول:-

_ أتاخرت ؟ 


سمع صوتها ليميز كونها فراشته المجهولة، تبسم بخفة ثم قال:-

_ أقعدي


جلست أمامه وكان ينظر بهاتفه منغمسًا فى متابعة أحوال شركته من خلاله حتى جاءت "قُسم" ترك الهاتف وظلت يرمقها فى صمت بفستانها الوردي بأكمامه الفضفاضة وشعرها المصفف على هيئة كعكة من الخلف وغرتها الطويلة مسدولة على الجانب الأيسر وترتدي حلق أذن فضية به أحجار وردي، جاء النادل ليضع الطعام على الطاولة وكانت تعتبر أكبر وليمة طعام رأتها فى حياتها، تحدث "غفران" بحرج قائلًا:-

_ معرفش بتحبي أي؟ خليتهم يجهزوا معظم الأكل


_ كنت أسألني بدل ما يترمي باقي الأكل حرام

قالتها "قُسم" بضيق ليُجيب "غفران" بعفوية:-

_ مش هيترمي يا قُسم، كُلي


تناولت طعامها وقاطع صمتهما صوت رنين الهاتف باسم "كندا" مما جعله يغلق الهاتف كليًا بسببها وتحولت ملامح وجهه إلى العبوس والغضب الكامن بداخله، لم ينسي خيانتها وخروجها من القصر وبسببها تعرض إلى الحادث وفقد وجه "قُسم" بهذا الحادث بفضل زوجته الخائنة، نظرت "قُسم" نظرها إليه بتوتر فأنتبهت انه توقف عن الطعام بعد اتصال زوجته فتمتمت بلطف:-

_ الأكل مش عاجبك


_ لا، كويس كملى أنتِ أكلك


غادر المطعم وخرج إلى الخارج، نظرت حولها بحرج وتركت الطعام هى الأخرى لتخرج خلفه ورأته يقف فى الحديقة على العشب الأخضر ينفث دخان سيجارته فتنحنحت بحرج، أستدار "غفران" إليها وعلم من فستانها أنها "قُسم" فقال بهدوء:-

_ فى حاجة؟


تبسمت بعفوية بينما تقول بلطف:-

_ أنا مش عاجبني الأكل دا، بصراحةأنا مش متعودة على الأكل أبو شوكة وسكينة دا والصوصات الغريبة دى، أنا بنت بلد بأكل أكل الشارع والمكرونة بصلصة والمحشي 


ضحك على براءتها وعفويتها، فتاة جميلة تتمرد على الأكلات الفاخرة لأجل أكلاتها الشعبية، لم تكترث للمال أو ما يمكن شراءه بأغلى الأسعار، لو تعلم أن وجبة واحدة فى هذا المطعم كتفي لمرتبها فى سنة كاملة لفقدت وعيها، تحدثت "قُسم" تقتل شروده بها قائلة:-

_ بصراحة أنا جعانة جدًا ومش عارفة أكل الأكل دا، تعال أنا هدور على الأكل اللى ينفع ليا وأنت تترجم زى المرشد كدة فى البلد العجيبة اللى معرفش فيها حاجة دى


ألقي سيجارته أرضًا ليطفئها ثم سار معها فى الشارع، لم تكن تعرف إلى أين تذهب ؟ أو إلى أين تقودها قدمها لكنها تتبع الجهل معه، تصبو إلى المجهول بثقة كأنها تلعب فى الشوارع معه، رأت عربة مثلجات فركضت نحوها وهى تأخذ يده فى يدها ببراءة وتقول:-

_ تعال


ركضت بسرعة جنونية دون أن تنتبه إلى هذا الرجل الوقور الذي يسير معها، لا يعرف كيفية الركض وسط الطرقات مثلها، أسرع فى خطواته الثابتة حتى وصلت إلى العربة وأشارت بأصابعها على المثلجات الى تُريدها وفهم البائع رغبتها، أخذت أثنين من المثلجات وأعطته واحدة بحماس تقول:-

_ تصدق نسيت أسألك بتحب طعم أى


ضحك عليها وأخذ المثلجات وبدأوا يسيرون معًا، تحدثت "قًسم" بنبرة خافتة:-

_ تعرف أنا اكتشفت أن الواحد لما يكون معاه فلوس، حياته بتكون صعبة أوى


نظر إليها مُتعجب كلماتها، جلست على مقعد خشبي فى الطريق وجلس جوارها فقالت:-

_ أنت حياتك صعبة أوى، مبتضحكش ومبتتفسحش ومبتعملش أى حاجة مجنونة نفسك فيها، ولا مامتك ياااا لما شوفتها قولت يا رب ما يبقي معايا فلوس أبدًا، جبروت رهيب وقوية لدرجة مُرعبة وعشان أبنها يشوفها لازم يأخذ ميعاد، هى دى حياة... حياتكم صعبة أوى مفهاش حياة وروح كدة الأيام روتينية جدًا مبتمشيش بالعكس كل يوم محفوظ هتعمل أى الساعة 9 تكون فى الشركة الساعة 11 تفطر والقهوة بميعاد وأنك تشوف بنتك بميعاد... أي الحياة المملة دى


ضحك "غفران" علي كلماتها ليُشير نحوها بالأيس كريم ويقول:-

_ والأيس كريم من الشارع ممنوع 


أنفجرت ضاحكة عليه وهى تضع يدها على فمها من شدة ضحكاتها ليشرد "غفران" فى صوت ضحكاتها العالي وبدأ يتخيل شكلها وهى تضحك بقوتها هذه، تحدثت بمكر:-

_ ليه الأيس كريم هيسمك مثلًا... خليها على الله


أومأ إليها بنعم وشرد بزوجته "كندا" فتاته التى أحبها بقوة كالمجنون، أحبها حقًا حُبًا عفيفى طاهر لم يملأه الشهوة أو الرغبة بها، تحدث بحزن واضح بنبرته الواهنة:-

_ ممكن أسألك سؤال بخبرة أنك بنت؟


أومأت إليه بنعم أثناء تناولها للمثلجات، نظر نحوها وقال:-

_ أي اللى يخلي بنت تبطل تحب جوزها؟ أو تميل لراجل تاني؟


توقفت "قُسم" عن الأكل وهكذا الضحك حين شعرت أن مجرى الحديث بينهما تحول للجدية وفهمت أنه يبحث عن سبب يبرر فعل زوجته معه والخيانة التى لا تعرف عنها شيء؟ فقالت بجدية:-

_ أى كان السبب أولًا خليني أقولك ان مفيش سبب لدا، لأن إحنا البنات غير الرجالة تمامًا إحنا ربنا حلل لينا راجل واحد بس وما دام أنا مراته مقدرش أبص ولا أدور على راجل تاني، غير الرجالة ممكن يبصوا لواحدة تانية لأن الشرع محلل لهم أربعة، لكن خلينا نقول أن اللى يخليها تتغير ناحية جوزها أنه يكون بخيل معاها، إحنا ربنا خلقنا عاطفيين قلوبنا بتسيطر علينا يعنى بكلمة واحدة نديكم عينيا، عشان كدة لو الست ملاقتش الحُب والدفء فى بيتها ممكن تضعف قصاد أى كلمة حلوة مع العلم أن دا غلط بس دا للأسف اللى بيحصل


_  يعنى كلام الحُب سبب كافي للخيانة ؟

قالها بضيق ثم وقف من مكانه لتقف "قُسم" معه وبدأت تسير جواره فقالت بتمتمة:-

_ الخيانة ملهاش مبرر عند الراجل والست، الخيانة بتوجع أوى وبتقتل كل المشاعر الحلو والذكريات الجميلة المتشالة فى القلب


أومأ إليها بنعم وظل صامتًا، رن هاتفها على تطبيق المراسلة باسم "حازم" فأخذت نفس عميق بلطف ونظرت إلى "غفران" بحرج ثم استقبلت الأتصال بحماس وفرحة تغمرها حين قالت:-

_ حزومي بعتلك كتير، بابا عمل العملية والدكتور قال أن أيام وهفتح عينيه وفوق 


تلاشت بسمتها وقُتلت فرحتها حين سمعت صوت "حازم" يقول بنبرة غليظة:-

_  كويس عشان يقوم ويشوف تربيته ليكي ويشوف بنته اللى بقيت ماشية على حل شعرها يمكن ربنا عمل كدة عشان تلاقي اللى يربيكي من أول وجديد يا قُسم


أبتلعت لعابها بعد أن قتل فرحتها بشفاء والدها ولم تعري أهتمام إلى "غفران" الموجود جوارها وأخذت تنهيدة قوية تحكم بها غضبها قبل أن تتحدث لتقول:-

_ هتفضل زى ما أنت، هتفضل بنفس العقلية الزبالة دى، هتفضل الست الوالدة قاعدة توسوس فى عقلك وتمليك من ناحيتى يا حازم، هتفضل كل لحظة حلوة بنا تكسرها بسبب كلام مامتك، ليكن فى علمك ماما كلمتني وقالتلى على اللى حصل بس أنا عشان باقية عليك عديت الموقف وقُلت مش مهم ومش وقت زعل وأول ما أطمنت على بابا بعتلك أفرحك بس من الواضح أن دى شيء ميهمكش أصلًا


قهقه ضاحكًا عليها بسخرية بينما "غفران" يسير جوارها ويستمع للحديث من طرفها وغضبها الذي قتل فرحتها، تحدث "حازم" بضيق شديد قائلًا:-

_ أنا اللى يهمني خطيبتى اللى هتبقي مراتي ومسافرة مع راجل غريب من غير ما تحط فى عينيها حصوة ملح وبكل بجاحة


صرخت بانفعال من كلماته الحادة:-

_ وشكلها عمرها ما هتبقي مراتك بأسلوبك دا 


أغلقت الخط معه غاضبة ولا تتحمل أفكاره، لم يفهم موقفها ما دام هو ليس صاحبه، أغلقت "قُسم" الهاتف تنهي هذا النقاش صعدت إلى غرفتها، لم تتحمل أكثر وفور دخولها إلى الغرفة وحدها جهشت باكية بقوة تطلق العنان لضعفها وحزنها اللذان أثقل كاهل قلبها وصدرها، ظلت تبكي بقوة تمزقها الأوجاع والخذلان الذي تتعرض له من "حازم" فى كل مرة تتوهم أنه سيكون سندًا لها ويدعمها، كثرت الخلافات بينهما مؤخرًا رغم أقرب زواجهما، فأتصلت بوالدتها "صفية" ليُجيب عليها "قاسم" الذي كان يقفز فرحًا من شفاء والده يقول:-

_ طمنيني يا قُسم، ماما قالتلي أن الدكتور طمنك؟


اومأت إليه بنعم ويديها تجفف دموعها بلطف، تحدثت بعفوية:-

_ أه يا قاسم، وقالى كلها أيام والقلب الجديد يستعيد وظائفه كاملة وبابا هيفوق ويرجع يعيش وسطنا ومعانا 


تنفس الصعداء بأريحية وقال بلطف:-

_ امممم وأخيرًا يا قُسم، ربنا يباركلك والله وأنتِ تعبانة معانا 


أعطى الهاتف إلى والدته "صفية" وبدأ حديث الأم وابنتها لتقول:-

_ طمنيني يا ماما عنك وعن قاسم، بيروح دورسه ولا لا؟


_ اه بيروح، طمنيني انتِ عنك فى الغُربة؟


تبسمت "قُسم" بلطف وقالت:-

_ هو أنا لحقت يا ماما؟ يا دوب لسه راجعة من المستشفي أهو، فضلت واقفة هناك لحد ما أطمنت على بابا وصحته 


_ ربنا يقومه بالسلامة ويرده لينا سالم، قوليلي يا قُسم كلمتي حازم تطمنيه؟


تنهدت "قُسم" بضيق شديد وقصت لوالدتها  ما حدث مع "حازم" وكلماته الحادة إليها فقالت "صفية" بضيق:-

_  سفرك لوحدك كان غلط من البداية يا قُسم، بس أنا سكت عشان أبوكِ وعشان أنتِ تربيتي وأنا عارفة مربية بنتي أزاى وواثقة فيكِ لكن حازم راجل يا قُسم ومعندهوش الكلام دا ومش هيفهمه أبدًا 


أومأت إليها بنعم بحيرة وبدأت تفكر إذا كانت هى المُخطئة حقًا فى قبول عرض "غفران" وإنقاذ والدها، أنهت الأتصال بعد نوبة كبيرة من العتاب واللوم........


__________________________ 


كانت "ملك" واقفة فى البهو حزينة من فراق زوجها، عينيها تبكي بحزن شديد ليقترب "أنس" ببدلته الرسمية للبحرية وقال بلطف:-

_ وبعدين يا ملك، مش معقول كل مرة تنهاري من العياط كدة عشان مسافر


أومأت إليه بنعم ورفعت يديها تضعهما فوق صدره بتشبث لا تقوي على فراق زوجها والشوق بكل مرة يمزقها اربًا فقالت بلطف:-

_ خلاص مش هعيط، بس خلي بالك من نفسك وتطمني عليك


أومأ إليها بنعم فتبسمت "ملك" وسط بكاءها الناعمة فأقترب "أنس" منها يقبل جبينها بحُب شديد ثم قال بنبرة دافئة:-

_ خلى بالك من نفسك يا ملوكة ، هتوحشيني يا بت وهتوحشني شقاوتك


ضحكت بعفوية ثم قالت بدلال ويديها تداعب أزرار سترته:-

_ لو شقاوتي هتوحشك بجد، يبقي أول ما توصل تيجي تقعد معايا هنا يومين قبل ما تروح للمحروسة


ضحك على كلماتها ويده تبعثر غرتها بعفوية ثم قال بلطف:-

_ يا خراشي، أنتِ عايزها تشك فيا بجد، مش كفاية أنا سايبها بقالي أسبوع أهو وقاعد معاكِ وكمان أتاخر عليها وقت شغلي وكمان يومين يا حبيبتي، إحنا عايزين ربنا يسترها لحد ما يجي الوقت المناسب


أستدارت تعطيه ظهرها بغضب مصطنع وقالت بضيق:-

_ أيوه قول بقي أنها واحشتك؟


أقترب "أنس" من خلفها يمسكها من أكتافها وقال بدلال ونبرة ناعمة:-

_ ملوكة يا روحي قلبي، أنتِ مراتي وهى مراتي وأوعي تفتكري أنى ممكن أتخلي عن واحدة فيكم، أنا مستني الوقت المناسب عشان أعلن جوازنا للنور وأنتوا الأتنين تتقبلوا وجود بعض، لكن لا أنا هطلقك ولا هطلقها، سبحان الله أنا ربنا خلقني كدة بحبكم أنتوا الأتنين وهى أم ابني وأنتِ كمان هتكوني أم ابنى ، وطبعي أنها توحشني لأني بحبها وعمري ما مثلت عليها الحُب ... فاهمة يا حبيبتي 


أومأت "ملك" إليه بنعم فوضع قبلة فوق رأسها وغادر لتستشاط "ملك" غضبًا من هذه الزوجة التى تشاركها زوجها وستظل مشاركة لها طيلة العمر لكن لا مفر من قبول الواقع المفروض عليها ...


_______________________ 


[[  بــــــاريــــــــــــــــس ]]


تناولت "قُسم" فطارها فى الغرفة وجلست على الأريكة بكوب النسكافيه فى يدها وتنفست الصعداء لتحمل الهاتف بيدها وجمعت شجاعتها لإرضاء "حازم" وأرسلت له رسالة لطيفة فى الصباح:-

( _ صباح الخير يا حبيبي )


فتح "حازم" الرسالة ولم يُجيب عليها، تنهدت بضيق من بروده معها وأرسلت رسالة أخري له بكلمة واحدة ( _ بحبك ) 


أجابها برد بارد مُتجلد قائلًا 

( _ وتحبني ليه، حبي اللى عندك ومعاكِ) 


أتصلت "قُسم" به غاضبة من كلماته وفور أستقبله للأتصال قالت بضيق:-

_ أنا هحجزلك على طيارة بليل يا حازم، تعال أقعد معايا 


_ مش فاضي


ضحكت "قُسم" على رده وقالت بغضب سافر يحتلها ونبرة قوية أرعبت "حازم":-

_ ومن امتى كنت فاضي لأي وقت كنت محتاجة ليك فيها، عرفت ليه أنا مطلبتش منك تيجي معايا مش عشان أسافر مع راجل لوحدي ولا عشان أنا مش متربية، دا عشان أنت مطلع عيني عشان توصل للشقة تتابع التجهيزات مع الصنايعية هترضي تيجي معايا باريس، أنت عمرك ما كنت سند يا حازم، عمرك ما كنت عكاز أتسند عليه وبعد أبويا أنا ماليش سند وعشان كدة لما وقع أنا اللى سندته ومستنيتش منك أى سند، إذا كان اللى عليك مبتعملهوش هتعمل اللى مش عليك


شعر"حازم" أنه أوشك على خسارة "قُسم" من تجاهله لها ورفضه الدائم لطلباتها ومطلباتها ليقول بتوتر:-

_ يا قُسم أنا .....


قاطعته "قُسم" بنبرة حادة وقوية:-

_ أنت أي؟ ، أنت أناني ومتعرفش قُسم غير فى الكلام الحلو، متعرفش أن انا كبنت محتاجة وجودك عشان تكون سند وآمان ليا، تكون ضهر ليا فى الحياة ولأى موقف صعبة يمر عليا مش عشان أسمع كلمتين حلوين وبحبك ووحشتيني ، أنت فاهم الحُب والجواز غلط يا حازم بس العيب مش عليك، العيب عليا أنا اللى قبلت من أول مرة أروح أقف مع صنايعية فى شقة أنت اللى مُلزم تجهزها مش أنا، أنا اللى غلطانة من الأول لما أتنازلت وعديت كتير عشان بس بحبك ، يا أخى ملعون أبو الحُب اللى ذلني وتعبني نفسني وخلاني محتاجة أبرر كل حاجة منك وخلاني أسمع منك كلام يوجع وأعدي.... أسمع يا حازم أنا بحبك أه لكن بحب نفسي وكرامتي أكتر 


_ يعنى اي؟

سألها بتلعثم شديد لتُجيبه بنبرة قاسية:-

_ يعنى كل شيء قسمة ونصيب يا حازم، أنا مش هكمل فى الجوازة دى وحاجاتك كلها عند عمتك ولو على الدبلة أول ما أرجع هبعتها لك، سلام يا ابن خالي


أغلقت الخط دون أن تنتظر جوابه ليرن مرة أخرى فرفضت الأتصال وأغلقت الهاتف تمامًا بعد أن أنقذت روحها من حُب أستنفد مشاعرها وطاقتها وروحها، أنقذت نفسها من علاقة سامة تؤذي بقلبها وروحها وتلتهم حياتها ........

 

يُتبــــــــع .....


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا





تعليقات

التنقل السريع