القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية احببت معقده الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم فاطمه سلطان حصريه

 

رواية احببت معقده الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم فاطمه سلطان حصريه 






رواية احببت معقده الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم فاطمه سلطان حصريه 



الفصل السابع عشر من أحببت معقدة 


( بعد التعديل ) 


بقلم #fatma_taha_sultan 


____________


لَقَد قالتها يَوْمًا تِلْك المُعقدة 


لَمْ تَكُنْ عَالَمَي الصَّغِير فَحَسْبُ بَلْ كُنت أَيْضًا الأُكْسِجِين وَالْمِيَاه 


وانتَ ذَلِكَ النُّورِ الّذِي يَشُقُّ الظَّلَّامِ فِي عَالَمَي الْكَبِير 


قَلْبِي كَانَ دَائِمًا يريدك انتَ ، قَدْرِي أنتَ 


ولطالما كُنْت انتَ ذَلِك الوَطَن الَّذِي أَلْجَأَ إلَيْهِ عِنْدَ ضَعْفِي وكُنت الحِضْن الَّذِي يحتويني فِي وَقْتِ مِحنتي 


كُن وَطَنِي وكُن رَفِيقِي فِي عَالَمَي الْكَبِير 

________________


في شقة خليل 


بعد ثلاث ساعات تقريبا


كان قاسم يشعر بالضجر من جلوسه في المنزل لطالما كان طوال عمره لا يحب الجلوس في المنزل كانت والدته تشاهد التلفاز بينما يارا تعبث في هاتفها ولكن قطعت ذلك الصمت حينما أردفت قائلة 


- طنط امينه 


انتبهت أمينه، فأردفت قائلة 


- ايه يا حبيبتي 


يارا أردفت باقتراح غريب أثار دهشتهم 


- هو انا ممكن اطلب من هدير انها تخرج معايا 


قاسم أردف قائلا بذهول 


- هدير ؟؟؟


يارا أردفت بتأكيد


- انا مليت ومعرفش حد هنا اطلب منه كده 


I guess she will agree


امينه أردفت برفض تام 


- انتِ عايزه تنزلي امته وانا اجي معاكي 


يارا أردفت قائلة بنبرة هادئة


- الفترة دي مش هتقدري تسيبي قاسم، وفي حاجات عايزه اجبها من اي مكان و كده 


بس انا اول مره مش هعرف اعمل كده لوحدي فلو حتي في حد غير هدير فأنا موافقه لاني مش عايزه اتعبك انتِ وعمو 


قاسم أردف قائلا بخبث شديد 


- خلاص يا ماما هدير مش هتقول لا


ثم وجه حديثه ليارا قائلا 


- انا هكلمها علي يوم الخميس كده تاخدك يوم الجمعة او حتي اكلم ساره صاحبتها


وهما الاتنين اجازتهم يوم الجمعة 


يارا أردفت بامتنان 


- thank you so much 


عن اذنكم بقا عشان هنزل 


نزلت يارا وتركتهم، لتنظر له أمينه بشك مما يفعله فلما يجمع هدير ويارا، رُبما يارا تصرفت بعفوية ولكنه يعلم ان هدير لا تريدها علي الأقل 


امينه أردفت قائلة بسخرية 


- هو حد يحط البنزين جنب النار 


متخيل ان هدير هتوافق يعني دي كانت تاكلها يا ابني 


تحدث قاسم بنبره مرحة و لكنها مليئه بالتحدي فهو يتحدي تلك المعقدة فإن كانت حبل ومُعقد 


فلديه الكثير من الصبر والعزيمة لفكه فلم يكذب حلمه وستكن له مهما مرت سنوات


هدير كُتبت ان تكون قدر قاسم وقسمته


- تنطق !!


________________


في مساء يوم الخميس 


في شقة هاجر 


صدع صوت هاتف هدير ليعلن عن اتصال من قاسم 


كانت هدير تصفف شعرها بعد انتهاءها لتوها من استحمامها، لترد علي الهاتف بسرعة حينما رأت اسمه يضىء شاشة هاتفها، أردفت بلهفة استطاع أن يشعر بها 


- الو 


قاسم أردف بنبرة هادئة فكان يشتاق لسماع صوتها 


- ايوه ازيك يا هدير 


هدير أردفت بقلق فهي ان كان باستطاعتها ان تصعد يوميا له لكانت فعلتها


- انا الحمدلله المهم انتَ عامل ايه دلوقتي ؟ 


قاسم أردف بلا مبالاة 


- الحمدلله بخير 


- رجلك عامله ايه دلوقتي ؟ 


ذم شفتيه بضيق ثم أردف قائلا 


- اهو الوضع يبقي كما هو عليه لغايت دلوقتي


لغايت لما اروح للدكتور ويقولي هفك الجبس وله لا 


- ان شاء الله خير 


قاسم أردف بمكر شديد وهو قادر علي ان يصل لها تلك النبرة التي تستطيع ان تفهم انها ايحاء لشيء أخر 


- كنت عايز اكلمك في حاجه واتمني انك متكسفنيش


استغربت هدير واحتارت فيما يريد قوله هل سيسألها مره اخري عن رأيها وسيكرر طلبه ؟ 


علي الهاتف ؟ 


لا تعلم كيف دق قلبها في تلك اللحظة وذلك الشعور الذي دب في اوصالها 


فأردف قاسم قائلا بخبث وكأنه يعلم ان صمتها دليل علي الافكار التي دارت في رأسها 


- روحتي فين ؟ هديرر 


هدير أردفت بتوتر


- معاك يا قاسم، اتفضل قول ؟ 


قاسم أردف بمكر شديد 


- انا كنت متردد اقولك ازاي، لاني مش ضامن رد فعلك بصراحه 


قاسم لعب لعباً شديدا علي قلبها ونبضاته وكأنه قاصد ان يزعجها قليلا 


لعلها تنطق ذات يوم فهو ليس بغبي او عديم المشاعر حتي لا يفهم او يجهل انها أصبحت تريده ولكنها متردده ولا يحب ذلك الشك الذي بداخله ايضا


- سمعاك 


قاسم أردف بلا مبالاة وبراءة من تلك الأحاسيس التي جعلها تشعر به وكأنه لم يوحي بشيء 


- بصراحة يارا عايزه تروح مول قريب من هنا واقرب مول يُعتبر من هنا "" ......."" 


فعايزك تروحي معاها لو فاضية بكرا


هدير تلقت الصدمة وأستطاع ان يحتال عليها وفاقت اخيرا، فأردف بذهول مما قاله هذا الأحمق 


- بقا انتَ مكلمني عشان تقولي اخد يارا المول ؟ 


قاسم أردف بخبث وتأكيد لما قاله 


- اه في حاجة ؟ 


هدير كانت تريد قتله حقا لو كانت تستطيع


وكأنه حطم آمال قلبها ولكن اراح عقلها من أخذ القرار الآن 


- اشمعنا انا يعني شايفني بحبها يعني انا معرفهاش اصلا 


قاسم أردف بهدوء ومازال يحتفظ بنبرته الماكرة 


- انتِ اقرب بنت لينا ودي اول مره اطلب منك حاجة


المفروض تعملي كدا عشاني لو كنت كويس كنت انا خلصت الموضوع ده بدل الحوجة 


هدير حاولت ان تسيطر علي غضبها قدر المستطاع وأردفت قائلة بغيظ 


- معلش شوف حد غيري مش رايحة حته 


كانت هدير تظن انه سوف يقنعها او يطلب منها مرة أخري، ليحطم آمالها حينما أردف قائلا وكأنه لا يبالي بها


- خلاص ماشي انا هكلم ليلي او ساره هي عندي علي الفيس بوك واعتقد ان الاتنين اي واحده تقدر تساعدني اسف اني اتصلت بيكي متاخر كمان 


[ ليلي فتاة تسحب عينات في المعمل، طالبة في كلية العلوم ] 


هدير أردفت بغيرة ونبرة حانقة 


- ما شاء الله عندك بدل الواحده عشرة عشان تقدملك معروف، بقا انتَ عايز تكلم صاحبتي عشان تروح معاها في عز ان انا موافقتش ؟؟؟؟


وتطلع مين ليلي دي ان شاء الله 


- بنت شغالة في المعمل 


ومش هتتاخر واعتقد سارة صاحبتك بس انا برضو اعرفها ولما اعوزها في خدمة مش هتتاخر اكيد 


هدير أردفت بغضب شديد ومنفلت 


- قاسم متعصبنيش بقا استغفر الله العظيم 


قاسم أردف ببراءة 


- ده انتِ غريبة 


خلاص اعتبريني مقولتش حاجه سلام 


- استني متقفلش


قاسم أردف بمكر 


- ليه عايزه حاجة 


هدير بسخرية وحاولت أن تزن الأمور بعقلها فأردفت قائلة 


-  لا ما انتَ متتصلش بمزاجك وتقفل بمزاجك هو انا تحت امرك، خلاص انا هروح معاها 


- غيرتي رايك ليه ؟؟ 


هدير أجابت علي مضض ولكن لسانها اصبح يفضحها 


- عشان متكلمش ليلي ولا سارة وتزعجهم مش انا اللي المفروض جارتك وتعرفني من سنين 


ثم استكملت حديثها بنبرة خافته أخيرا، وصلت لها 


- انا هروح معاها ولو هعمل كده فانا هعمله علشانك لان يارا قريبتك 


- طب بالنسبه لقريب يارا نفسه ايه وضعه 


- طول عمره غالي ومش محتاج اقوله انه كل حاجة 


سلام 


لتغلق هدير قبل ان تسمع اي شي منه أو حتي رد علي عفويتها ..


_________ 


في صباح اليوم التالي 


استيقظت هدير من نومها وقضت فرضها ثم تناولت فطورها بعد ان أخبرت عمتها بطلب قاسم وانها علي وشك الخروج 


كانت ترتدي ملابسها وتستعد 


ارسلت رساله قصيرة ومُختصرة الي قاسم تخبرة 

أن تهبط يارا بعد ربع ساعة 


وبالفعل ذهبت هدير مع يارا 


علي لسان هدير :


ورجعت انا ويارا حسيت انها شخص كويس


وكانت شبهي في وحدتها اللي كانت في الغربة فعائلات كتير تفتقد بداخلها الاجواء العائلية


___________


بعد مرور شهر 


انتهت هدير من عملها مبكر

فذهبت الي فرح لاستغلال اليوم ولكن هاتفها كان مغلق 

وبعد انتهاءها من جلستها كانت تعود الي بيتها لينتظرها صفعه من صفعات الزمن 


دخلت الشارع


لكن مهلا ذلك الموقف كان منذ سنوات !! 


نفس نظره الناس الغربية 


نفس عبوس ملامحهم وكأنها حزينة ليست ملامح متذمره او غاضبه او مُحتقرة مثل المرة الماضية 


مرت من أمام صيدلية كريم لينادي عليها بلهفة وسرعة حينما كان يقف امام الصيدلية


- هدير ! 


توقفت هدير باستغراب فهي منذ متي بينها و بين كريم حديث وخصوصا بعد ما حدث هنا ورؤيته لها مع قاسم بذلك الوضع 


فمنذ ذلك الحين تتجنب حتي شراء شي من هنا أي شيء وتشتري من اماكن اخري وحاولت ان تتحدث بنبرة هادئة 


- كريم عامل ايه انتَ و منال ؟ 


كريم أردف بتوتر وكلمات متقطعة فهو يعجز ان يخبرها ما حدث 


- انا كويس 


انتِ محدش كلمك ؟؟


هدير أردفت باستغراب 


- مش فاهمه، ما تتكلم يا كريم بوضوح وتقول في ايه 


ليقطع حديثهما صوت فرملة


سيارة قاسمة، لتشهق هدير من المفاجأة


تلك السيارة التي قد اشتراها حديثاً


ليهبط قاسم من السيارة بأعين غاضبه بسبب الأفكار التي دارت في رأسه بسببها 


- انتِ تليفونك مقفول ليه .. كنتِ فين 


هدير شعرت بالانزعاج من نبرته الغاضبه ولا تفهم لما وفي نفس الوقت امام كريم وفي الشارع 


- انتَ ازاي تزعق ليا كده، ايه اللي حصل اصلا لكل ده 


قاسم أردف بنبرة منفعلة


- تليفونك مقفول من الصبح ليه والمكتب بتاعك مقفول ليه من قبل ميعاده 


انتِ كنتِ فين 


كريم تنحنح قائلا ليهديء من انفعال صديقه ويجعله يركز في الحدث الأساسي وتبادلوا النظرات فيما بينهم مما كان يجعل هدير تستغرب منهما، فأردف كريم قائلا 


- اهدا شويه يا قاسم !!


قاسم تذكر ذلك الخبر الذي أتي من كريم بحضور سيارة إسعاف وأخذت هاجر منذ ثلاثة ساعات تقريبا وهو تارك معمله 

و ذهب الي مكتب هدير بعد محاولاته العديدة ليصل لها 


وحينما تحدث مع ساره اخبرته بانها لم تذهب الي العمل اليوم حينما ذهب الي المكتب علم انهم أغلقوا مبكرا لظرف طارئ 


كان علي وشك الإصابة بالجنون 


فأتي مره اخري لعله يجدها في المنزل او يفعل اي شي فكان ذاهب الي الجراش الذي يركن به سيارته في نهاية شارعهم ولكنه وجدها تقف مع كريم ليكاد يصدمهم وتوقف فجأة ...


هدير أردفت بانزعاج ونفاذ صبر 


- شكلكم غريب ومش طبيعي ولو مفيش حاجة مهمة فمعلش عن اذنكم ا


قاسم حاول ان يخفض من نبرته وان يقلل من انفعاله 


- لا استني تروحي فين


ممكن تيجي معايا 


هدير باستغراب شديد وشك وهي تحاول ان تقرأ اي شي من ملامحه او تقرأ اي شي مرسوم علي ملامح كريم فهو يأخذ وضعيه وكأنه فاقد النطق 


- اجي معاك فين ؟؟ انا طالعة علشان عمته زمانها قلقت


كانت ستذهب ولكن اوقفها قاسم للمرة الثانية بنبرته الحنونه ولكن لا فائدة من المماطلة


وبالنهاية الخبر ليس سيء لهذه الدرجة فالاسوء لم يأتي بعد 


- هدير دقيقه بجد 


رن هاتف قاسم ليعلن عن اتصال من والده امسك هاتفه وكأن الخبر قوله صعب ليصبح اصعب الان 


وكان يتحدث والده الذي ذهب مع زوجته الي المستشفي كالعديد من الجيران وأخبرة ان هاجر انتقلت الي رحمه الله اثر سكته قلبية مفاجأة.


انصدم قاسم وكأنه فقد النطق فهو كان يخشي اخبارها بأن هاجر مريضه وفي المستشفى 


ماذا يفعل الآن فعلي ما يبدو انه يواجه احد لحظات حياته الصعبة مع المُعقدة فمتي ستأتي تلك الأيام التي يعيش معها لحظات من السعادة والحب


فهم كريم من وجه قاسم أن هناك شي ما 


هدير أردفت باستغراب، فقاسم و كريم ليست اشخاص تتحدث في هراء او يعطلوها بلا جدوى 


- في ايه يا قاسم بتكلم مين تنحت كده ليه 


كريم حاول ان ينقذ الموقف وتحدث باي شي خطر علي هقله في تلك اللحظة 


- هدير ممكن تيجي تدخلي معايا الصيدلية انا كنت عايز من بدري اسالك حبه اساله عشان ابن خالتي الضرايب هرياه 


هدير أردفت باستغراب واستنكار 


- انا اللي هفيدك ده انا لسه مخلصه تدريب من فتره قليله 


كريم أردف قائلا 


- تعالي بس


ليشير لها وتدخل مُجبرة علي التخلص من هرائهم وسخافتهم الغريبة


دخلت وهي ترمق قاسم بنظرة غير مستوعبة لحالته ولم تستطع فعل شي


ولكنها بالتأكيد انها ليست مطمئنه إطلاقا 


دخل كريم معها وتحدث معها بكلمات غير مُرتبة

وكانت هدير مستغربة ولا تفهم اي شي ربما كريم لا تستطيع التحدث معه بحرية او حتي فهمه ولا تستطيع احراجه خصوصا في وضع قاسم الغير مفهوم 


دخل قاسم بعد دقائق ويأخذه كريم من يديه ويخبر هدير بان تغلق باب الصيدلية حتي لا ياتي احد لمده دقائق يصعد هو وقاسم الي البيت من الباب الداخلي للصيدلية متحججاً بانه سيأتي بعلب دواء وليساعده قاسم في حملها 


وجدت شاحن في الصيدلية بالتاكيد تبع كريم فأخذته وما هيا الا دقيقتين ليفتح ويتصل بها وليد علي الفور حينما جاءته رساله بأن هاتفها مُتاح 


لتجيب هدير ليطمئن وليد انها بخير وحتي لم يسأل علي مكانها ليخبرها بالصدمة دون حتي مقدمات 


- هدير عمتك تعيشي انتِ


هدير أردفت برفض تام وكأنها لا تصدق ما سمعته 


- انتَ بتقول ايه يا وليد 


لتنقطع كلماتها وسقط الهاتف من يديها وتصلب جسدها


ليدخل قاسم وكريم الذي يفصلهم عنها باب بسبب صدع صوت الهاتف لاصطدامه بالارض 


ليدخل قاسم وجد الدموع تبدأ في الهبوط من أسر جفنيها ليمسك يديها ويري انها حتي لم تهتز او تتحرك شعر بتلك البرودة التي أصابتها وتخشب جسدها 


صرخت هدير حينما احضتنها لينتفض قلبه معها


لتخور قواها تماما وتفقد الوعي 


ليمسكها قاسم و يحاول كريم ان يفيقها معه ولكنها كانت ترفض ان تستجيب لأي محاولة ونبضاتها ضعيفة بشكل غير طبيعي وكأنها 


تنسحب عن هذا العالم المُخيف....


ليحملها قاسم ويخرج ويغلق كريم باب الصيدلية 


يتساءل الناس عن وضع هدير ليجيب عليهم كريم بأن علمت الخبر وسقطت في الصيدلية فلم يتحدث قاسم بكلمة


فليحترق العالم كله فلا شيء يهمه سوي هدير


ذهبوا بها الي المستشفي


__________


تم دفن هاجر وهي تاركه في نفس أخيها حسني ونفس هدير وفي نفس كل شخص عرفها أثر طيب كان حسني يبيت مع هدير في الايام الأولي وزوجته كالعاده لم تبالي 


وسارة اقنعت والدها انها لن تستطيع ان تترك صديقتها ووافق احمد علي مضض


كان حسني حزين علي اي يوم فكر فيه في إرث وفكر تلك الأفكار الشيطانية 


فوالله لا تساوي الدنيا شيء بدون شقيقته


_____


لقد قالها ذلك الذي وقع في شِباك معقدة 


يبدو أن الحب صعب وأصعب مما ظننت


فلا يمكنك أن تفز بطريقه سهلة علي قلب شخص اخر ومن الصعب هو ان تجتمع مع القلب الذي مال له قلبك 


فلم يكذب من قال أن الحب مرض


______


كانت هدير ترفض الحديث مع أحد، وكأنها أصبحت يتيمه مرة اخري تكره نفسها وتكره تلك الليالي التي لم تهتم بهاجر ولم تظهر لها حبها لها


هاجر من أعطتها كل شيء ولم تأخذ شي 


ولم تنتظر حتي مقابل، لم تحزنها هاجر، لم تشعرها يوماً انها عبء عليها 


قلبها يؤلمها وبشدة لم تكن تعرف انها ستفقدها هي ايضا فمن تبقي لها ؟؟ 


تم مرور عشرين يومًا علي وفاة هاجر 


اتت أمينه اليوم حتي تهون علي هدير برغم انها من تحتاج الي من يُهون عليها فهي ايضا فقدت شخص عزيز عليها صديقة لها، فأردفت امينة بنبرة حنونة


- فراقها واجعنا كلنا حاول بس انتِ تتمالكي نفسك


هدير أردفت بحزن شديد 


- ربنا يرحمها يارب بحاول علي قد ما اقدر


أمينه أردفت بعفوية


- قاسم كان عايز يجي معايا والله بس خاف علي عمك ليجي فجأة ويفهم غلط


- كأنه جه


وممكن تقوليله يا طنط لو معاه رقم المحامي بتاع عمتو يبعته لساره عشان انا تليفوني شاته مكسورة


- ليه يا بنتي عايزه محامي ؟ 


- عشان اعرف وضعي ايه 


عمي صاحب كل حاجه وكل حاجة وانا مش ناوي استني لما اسمع من حد كلمة وحشة 


ساره حاولت ان تجعلها تفكر بشكل إيجابي بعد ان أتت بفنجان القهوة لامينة 


- ليه بس يا هدير يعني عمك هيطردك وبعدين ده بيجي كل يوم  عشانك


أردفت هدير بنبرة جادة ولكن بعدم معرفة عن اي شي فعلته هاجر 


- انا عارفه من الاول ان ابويا ملوش حاجه هنا وبايع نصيبه حتي لو ليه مش هتفرق  من ورث عمتي لانه اكيد هيبيعه ومش هيفرق معاه حاجه ولا هيفكر فيا  


لازم اعرف رأسي من رجليا وعشان لو كده أجر شقة 


أردفت امينة قائلة 


- هقوله يا بنتي وبعدين بلاش تحطي في دماغك الأفكار الوحشة دي 


وبعدين شقه ايه اللي تأجريها، انتِ هتعيشي لوحدك وله ايه 


هدير أردفت وهي تذم شفتيها 


- لو الظروف حكمت يبقي خلاص


ساره حاولت ان تلطف الأجواء فأردفت قائلة 


- اتفائلوا شوية يا جماعة 


أمينه أردفت بصدق وجراءة 


- الكلام ده مش وقته يا بنتي بس كان المفروض تردي علي قاسم من بدري 


احنا مش هنسيبك حتي لو الفترة اللي قبل الجواز تقعدي معانا تحت في الشقة بتاعت عم قاسم ولو علي الناس تكتبوا كتب الكتاب 


خجلت هدير ولم تستطع ان تتحدث في هذا الوضع وكأن الظروف ضدها 

 

ساره حاولت ان تخفف الوضع بل زادته علي هدير


- يا طنط متحريجهاش احنا عارفين انهم لبعض 


بس الوضع دلوقتي ميسمحش يعني ان هدير تقول حاجه او تفكر هي اكيد محرجة وزي ما حضرتك قولتي مش وقته


لترمقها هدير بنظرة غاضبة الي حد ما 

وفهمت أمينه بعد فتره من الحديث أن قاسم اذا تقدم ستقول له هدير نعم و لكن هناك الكثير من الأشياء التي يجب ان يفكروا بها


___________


في مكتب المحامي الخاص بهاجر منذ سنوات 


قاسم أردف بنبرة حاسمة   


- زي ما قولتلك انا متاكد من الخطوة دي


- بس احنا مكناش متفقين علي كده يا استاذ قاسم احنا كُنا متفقين انك هترجع لهدير ملكها و انا شايف انها واعيه 


متنساش ثقه مدام هاجر فيك  


_______


بعد مرور ايام 


ذهبت ساره الي جدتها علي أن تعود مرة أخري 


صعد قاسم مع يارا في الصباح الباكر الي شقة هدير قبل الذهاب الي عمله متحججًا انه سيعطيها تلك الاشياء التي ارسلها والده من السوبر ماركت لها 


فصعد قاسم ودخلت يارا  حتي تتركهم علي انفراد لتضع الاشياء في المطبخ وكانت هدير صامته وعاقدة ساعديها


قاسم أردف بابتسامة مُشرقة 


- صباح الخير


- صباح النور ايه الحاجات اللي انتَ


  ويارا جايبنها دي 


قاسم مازال محافظ علي ابتسامته؛ وأردف قائلا 


- مش مني دول من ابويا عشان تاريخ الصلاحية بتاعهم هيخلص قال يلبسهملك 


- بجد جبت الحاجات دي ليه 


هدير بتفسير : بس انا مطلبتش حاجه و .. 


قاسم أردف بسخرية وهو يحك ذقنه  


- ده علي اساس اني بتاع الدليفري يعني ما انا عارف انك مطلبتيش حاجة


______


الفصل الثامن عشر من أحببت معقدة


( بعد التعديل ) 


بقلم #fatma_taha_sultan 


_________


#قاسم 


سألني الكثير ما هو الحب 


الحب هو حب راحه حبيبك حتي و ان كانت مع اخر  


الحب هو ان تكن خيرا لحبيبك اما لا تكن له شي  


كان هذا أبسط مفهوم في عقلي 


_______


هدير بتفسير : بس انا مطلبتش حاجه و .. 


قاسم أردف بسخرية وهو يحك ذقنه  


- ده علي اساس اني بتاع الدليفري يعني ما انا عارف انك مطلبتيش حاجة


هدير أردفت بخجل واحراج 


- طيب ثمنهم كام 


- كتير اوي .. بس ملوش لزوم


هدير أردفت بإصرار  


- انا مش هاخدهم الا لما ادفع تمنهم 


قاسم أردف  بابتسامة مستفزة وكأنهم عادوا صغار مرة أخري 


-  كنتي بتأكلي بالتلاتة كيلو فراولة زمان ومبتساليش عن حاجة  


-  انا مبهزرش، كنت صغيرة 


قاسم أردف بإرهاق 


-  طيب و انا مبهزرش وبعدين انتِ لسه صغيرة  مكبرتيش علي فكرة 


النهاره انا جايلك الساعة ستة عشان المحامي عايزك بخصوص حاجات عشان كده مبعتش الرقم 


هدير باستغراب : حاجات ايه 


- مش عارف حاجات ايه لما يجي هو هيقولك


  هتكون ساره جت كمان  وبعدين انا مش عارف اتصرف 


هدير أردفت باستغراب شديد  


-  تتصرف في ايه


قاسم أردف بملل وهو يشير علي نفسه 


- في خيبتي او  نصيبيي 


كفايا استعباط انا بجد عايز أكون جنبك مش طالع سرقة كفايا اوي دلع 


لتخرج يارا من المطبخ فابتسمت لهم، وأردفت قائلة 


- اعتقد اني اتصرفت كويس بس خشي اطمني علي مطبخكم بصراحة


لتبتسم هدير بخفة ليارا ، ثم أردف قاسم بنبرة مرحة وهو يوجه حديثه لهدير 


-  طيب هو اولا انتِ لازم تجيبي تليفون عشان اطلبك وثانيا اطلبك .. 


هدير ظنت انه يتحدث عن الهاتف فالواقع هي تفقد تركيزها في الآونة الأخيرة ولم تعد تستطع فهم تلمحيات 


______


_________________________


_________________________________________


في فناء المنزل 


دخلت سارة ووجدت وليد يتحدث في الهاتف ولكنه أغلقه حينما انتبه لها وهي تصعد علي الدرج


ليستوقفها وليد قائلا   


- ايه مفيش السلام عليكم 


ده انتِ لو داخله وشايفة يهود مش هتعملي كده 


ساره أردفت بانزعاج ونبرة مرتفعة كعادتها وكأنها تغضب تلقائيا عند رؤيته 


- انا حره


خليك في نفسك، انتَ هتاخد عليا وله ايه 


وليد لام نفسه انه اهتم لامرها من البداية 


- يا شيخه انا امي مربتنيش أساسا عشان فكرت أسأل علي مدب زيك يا ساتر عليكي وعلي اللي يعبرلك 


ساره أردفت بانزعاج وملامح حادة 


- بقولك ايه اقسم بالله مش هخلي حد يشوفلك وش من قفا


انتَ سامع ملكش دعوة بيا 


وليد أردف بعدم استيعاب لجرائتها


- انا بجد انا مش عارف انتِ جنس ملتك ايه


ده انتِ عايزه تتاخدي قلمين اقسم بالله علي طوله لسانك دي 


ساره أردفت بنبرة مرتفعة وكأنها علي وشك الصراخ 


- مطولش لسانك 


- انتِ حوله انتِ اللي قليتي ادبك 


ساره أردفت بانزعاج 


- انا محترمة غصب عنك وعن اللي يتشدد لك


ليقاطعهم صوت  أحمد  


- ساره !


التفت وليد و سارة أيضا 


التي شعرت بالرعب، فهي تقسم ان والدها سيقتلها بعد هذة المرة


اقترب وليد منه وصافحه بهدوء تمامًا وكأن شيئا لم يكن 


ليصافحه احمد بانزعاج لم يستطع اخفاءه


فهذه هي المرة الثانية ليراه مع ابنته فعلي ما يبدو ان التحذير السابق لم يكن كافي فهو يريد قتلها ولكن مهما حدث لن يقوم بإهانة ابنته امام احد 


لم يسمع شي ملحوظ فقط هو غضب حينما وجدهم بالصدفة البحتة


ساره أردفت بتوتر وهي تعلم ان من الممكن ان يشفق عليها والدها ويأخذ عزائها 


فعقلها يرسم جميع السيناريوهات التي تأتي في بال اي شخص


- بابا !!


احمد أردف قائلا وهو يحاول التحدث بنبره هادئة


- انا كنت رايح عند ستك بس قولت اعدي عليكم واسلم علي هدير الاول 


ليحاول أن يتحدث وليد وأن يقول اي شي قد يجدي نفعًا 


- انا عايز اشكرك يا عم احمد انك سايب ساره هنا 


حضرتك عارف اللي هدير بتمر بيه ووجود ساره اكيد فارق معاها والله حد غيرك مكنش هيوافق


احمد أردف بلا مبالاة وبنبره يتخللها الغضب المكتوم  


- لا شكر علي واجب هدير بنتي زي سارة بالظبط


وليد كان يحمل بعض الأكياس التي يتواجد بها علي ما يبدو معلبات وأشياء  قد ارسلهم حسني لها وكلفه إعطاء هدير تلك الاشياء قبل ذهابه الي العمل، تركهم أمام سارة ثم أردف قائلا 


- انا كويس اني قابلتك هنا عشان مطلعش واتأخر اكتر من كده  


ترك الاكياس علي الأرض وودعهم ثم ذهب، فأردف أحمد قائلا 


- اطلعي طلعي الحاجة ليها  وانا مستنيكي هنا 


- يا بابا والله 


قاطعها احمد بغضب ونبرة صارمة 


- دي تاني مرة، مش عشان قدرت الظروف وسبتك تباتي معاها بقالك شهر هنا ومتكلمتش بس لو هتفكري تقصري رقبتي هكسر عضمك ساعتها


- والله، كنت لسه راجعه من عند ستو وكانت عمتو وبنتها هناك 


قاطعها قائلا بنبرة لا تنتظر نقاش


- اعملي حسابك من بكرا ترجعي البيت، انا مش هسيبك  تاني داخله علي شهر هنا عملتي الواجب وزيادة، طلعي ياله الحاجات دي و انا مستنيكي ياله 


وبالفعل فعلت ما أمرها به وعادت الي المنزل 


________


جاء حسني قبل (( قاسم والمحامي )) 


وتحدث مع هدير وحاول ان يوصل الود بينهما ويعرفها انها يمكنها الإعتماد عليه فمن تبقي لها الآن غيره  ؟


( علي لسان هدير )


بصراحة انا كنت مستغربة 


من كلامه معايا مكنتش مطمنة بصراحى وكنت حاسه اني هتصدم صدمة عمري لما يجي المحامي وحبيت اني مضايقش نفسي واسيب كل حاجه تمشي زي ما تمشي، وكنت حاسة بالفضول المحامي هيكون عايزني انا شخصيًا ليه

_____________


{ بعد وقت جاء قاسم وصافح حسني مما جعل هدير تستغرب فلا تظن أن بعد ذلك اليوم الذي صفعها فيه حسني انه قد صافح قاسم في مرة او كان بينهم حتي هذا الهدوء } 


والمحامي جاء وقدم التعازي لها فهي قد رأته غالبا مرات قليلة طوال هذه السنوات


فكان اذا هناك مشكلة او اي إجراء قانوني كانت تلجأ له هاجر فتذهب الي مكتبه بمفردها 


فلاش باك 


في مكتب المحامي الخاص بهاجر منذ سنوات 


قاسم أردف بنبرة حاسمة   


- زي ما قولتلك انا متاكد من الخطوة دي


- بس احنا مكناش متفقين علي كده يا استاذ قاسم احنا كُنا متفقين انك هترجع لهدير ملكها و انا شايف انها واعيه 


متنساش ثقه مدام هاجر فيك  


- الاتفاق اتغير 


المحامي أردف قائلا بانفعال حاول السيطرة عليه فهو لم يوافق من البداية بقرار هاجر فكان يظن ان سذاجتها من دفعتها لذلك 


فمن يثق بأحد لتلك الدرجة 


- حتي لو غيرت الاتفاق ياتري انتَ جاي هنا تقولي انك غيرت الاتفاق ؟؟  


  انتَ معاك كل اللي يثبت انك مشتري نصيب هاجر ودافع حقه ومتوثق كمان، مش محتاج تسمعني الكلمتين دول  


- محتاجك تكلم عم هدير دلوقتي وتخليه يجي من غير ما تقوله أن انا هنا 


أردف المحامي قائلا بعدم فهم


- انا مش فاهمك انتَ عايز توصل لايه ؟


قاسم شرح له ما يريد فعله، وبالفعل اتصل المحامي بحسني ليخبره انه يريده في شيء هام يخص السيدة هاجر 


بعد مرور ساعتين او أقل


جاء حسني وحدث جدال بينه وبين المحامي بسبب كذبه عليه وانه اتصل به من اجل قاسم واخفي عليه انه يتواجد هنا 


حاول ان يتدخل قاسم فهو السبب في النهاية، وأردف قائلا بنبرة مهذبة وهادئة


- انتَ متعصب ليه دلوقتي هو في عداوه ما بينا ؟


كل اللي حصل كان سوء تفاهم برضو غلط مني كنت متهور شويه وقتها وعدي خمس سنين وبعتذر لحضرتك برضو 


اشاح حسني وجهه الي الناحية الأخرى ولم يهتم لكلماته، فحاول المحامي ان يهدأ الجو بينهما


- يا استاذ حسني احنا مكنش قصدنا حاجه


قاسم كان عايز يتكلم معاك ومكنش في طريقة تانية


حسني أردف بانزعاج وضيق ووجه حديثه لقاسم


- عايز تتكلم معايا في ايه 


قاسم أردف قائلا بهدوء وهو يسلط بصره عليه 


-   اننا نسمع بعض ونصفي قلوبنا، السنين عدت ومش هنفضل متخانقين العمر كله عشان موقف أيام زمان 


بدأ قاسم بسرد ما حدث منذ شك هاجر رحمها الله في مرضها وطلبها بأن تكتب تلك الاشياء باسمه وقص له حتي رفضها بأن يعيدهم مره اخري 


حينما اطمأنت ان تلك الاشياء أوهام ... 


سيطر  الحزن علي ملامح حسني طوال حديث قاسم، فهل لهذه الدرجة كان يُخيف اخته ؟


كان مجرد شيطان ولكنه يُقسم ان الدنيا لا تساوي الحديث مع أخته لدقائق، فالاخت لا تعوض 


وهاجر لن تُعوض


حسني حاول ان يسيطر علي دموعه التي كانت تهدد بالسقوط وأردف قائلا 


- وانتَ عايزني يعني اعمل ايه بعد اللي سمعته ده، عايز توصل لايه يعني بكلامك 


المحامي حاول ان يتحدث بوضوح أكثر من ذلك فأردف قائلا   


- الله يرحم مدام هاجر  


وأي تصرف عملته هي كانت عايزه مصلحه الكل وقاسم ناوي يعمل اللي هي عاوزاه 


حسني أردف باستغراب 


- وانتَ بتكلمني انا ليه الموضوع ده في ايد هدير انك ترجعلها ملكها


 انا دوري ايه ؟ 


قاسم أردف بتوضيح أكثر 


- بص يا عم حسني دلوقتي انا مكتوب اني شاري الشقتين، بثمن انا مدفعتش منه جنية


من سنه ونصف كده 


كنت عايز اتقدم لهدير وكلمت مدام هاجر الله يرحمها  فالموضوع بحيث اني أخذ من هدير موافقة اني اتقدم ليها 


قبل ما اخد ميعاد معاك وتكلم ابوها 


بس ساعتها هدير مكنتش موافقة 


حسني أردف قائلا


- مطلوب مني ايه 


قاسم أردف بوضوح وصراحة اكثر 


- انا عايز اتقدم لهدير رسمي وتكلم ابوها لو عايز يجي او حتي لو مش عايز هو حر برضو المهم عندي الراجل اللي حتي لو علاقتي بيه وحشه بس كنت بشوفه هو وابنه مهتمين بالوضع 


حسني أردف قائلا بنبرة حازمة ولكن لم تكن مُنفعلة


- صحيح احنا مفيش بينا عداوه وكان سوء تفاهم وراح لحاله بس متزعلش مني حتي لو عارف وضعها مع ابوها من زمان


هي بنته، مش هسمحلك تتكلم  عن اخويا حتي لو في عيوب الكون كله، دي مشاكل عائلية وانتَ ميحقلكش انك تدخل من الأساس  


المحامي حاول ان يلطف حدة حسني بالكلام تحديدا حينما شعر بغضب قاسم الذي يحاول جاهدا الا يلعن عماد أمامه


- قاسم  قصده ان لو حصل في الامور أمور لو أستاذ عماد مش عايز ينزل حضرتك تقدر تحل محله وزياده يعني 


لم يعلق قاسم فهو يكرهه ولا يستطيع ان يحاول ان يُجمل اي كلمة من كلماته، أردف حسني قائلا  


- عرفنا انك عايز تتقدم مرة تانية 


بس لاحظ ان لسه اربعين اختي مجاش عشان نتكلم في حاجه زي دي 


المحامي أردف قائلا


- احنا عارفين وضع هدير دلوقتي يا أستاذ حسني و أن هدير يُعتبر والدها غير متكفل بمصاريفها وتحديدا انها لسه في بداية شغلها 


ولو البيت يتكتب باسمها مش هيفيدها إطلاقا انه يرجعلها في الوقت الحالي وبعدين تبيعه لحد تاني وتروح تاجر شقه وتسكن في مكان بعيد 


و حتي لو وافقت علي قاسم او لا شقتها وسط الناس اللي تعرفهم أمان من انها تكون في منطقة جديدة لوحدها . 


قاسم تحدث اخيرا بالكلام المفيد الذي يريد ان يقوله منذ الصباح 


- هدير من الاخر حتي الذهب اللي معاها مش هيجبلها حاجه عشان جهازها وحتي لو موافقتش عليا هي هتحتاج مبلغ يطلع ليها  فلوس كل شهر من الوديعة وفي نفس الوقت تكون وسط الناس اللي هي عارفاهم  


حتي لو نصيبها مع غيري فهي هتحتاج فلوس لجهازها  


رجوع بيتها ليها مش حل كويس 


فعشان كده احنا محتاجينك معانا عشان ارجع دين اللي اتقدر بيه ثمن البيت،  اللي مكتوب في العقد


ليتنهد قاسم ثم استكمل حديثه


-  معايا يعتبر نصف المبلغ واحنا محتاجينك تقولها  ان عمتها باعت نصيبها في البيت قبل ما تموت وبأي حجه قانونيه انها هي اللي تقدر تاخذ المبلغ ده


وان هي باعت لحد غريب  


حسني باستغراب ومازالت لم تضح الصوره كامله أمام عينيه  


- وانتَ مش عايز تقول ليه  انك المشتري ؟ 


قاسم تحدث بنبرة هادئة و هو يحاول منذ الصباح ان يفهم الجميع وجهه نظره


- انا مش عايزها تفتكر اني لو اتقدملها تاني يكون في اي رابط ما بينا او البيت يكون ليه دخل ولا انها عايشه  في ملكي 


حسني باستفسار : وهقولها انتِ هتقعدي بناء عن ايه 


نظر قاسم للمحامي ليبدا بسرد ما سوف يحدث  


- هتقولها  انك كتبت عقد بينك وبين المشتري عقد إيجار يعني 


وانك مضيت و كأنك  انتَ اللي ماجرها وهي تقعد فيها وتدفع ايجارها عادي جدا من غير اي مشاكل 


قاسم أردف قائلا 


- و الإيجار ده خده منها كل شهر علي اساس انك انتَ هتوصله لصاحب الشقة واتبرع بيه 


المحامي : وانا هظبط التفاصيل و كل شي وهحضرها الأوراق اللي تحب تشوفها لو حبت


باك 


جلس المحامي وقص علي هدير ما اتفقا عليه معهما وكانت هدير تحاول ان تمسح دموعها التي تسقط دون إرادتها فمازالت عمتها تفاجئها حتي بعد موتها فوالله لن تذهب من عقلها يومًا 


كانت تحاول أن تسيطر علي نفسها وعلي انفاسها وتلك الشهقات التي تكتمها حزناً علي هاجر 


المحامي أردف قائلا بعد ان أقنع  هدير بالأشياء التي أرادت الاستفسار عنها ولكن لنكن صادقين لم تكن هدير تركز في اي شي تراه او تسمعه 


- من بكرا احنا عايزينك تروحي وتفتحي حساب في البنك عشان يقدر الشخص ده انه يحولك المبلغ 


حسني أردف قائلا بهدوء 


- انا هاخدها وهنروح بكرا ان شاء الله 


أردفت هدير باستغراب 


- طيب وكده يا عمي حضرتك يعني وبابا ؟؟ 


حسني أردف بنبرة هادئة وهو فعلا راضياً ونادم علي تلك الأوقات التي تمكن شيطانه منه فيها وكان قاسم يتابع الموقف وسعيد بحسني فعلي الأقل لتشعر هدير ان هناك أحد يحبها ربما ليس اكثر منه ولكنه يشعر انه تغير عن الماضي ويبدو ان السنوات قد كان لها تاثير ايجابي عليه 


- والله يا بنتي عمتك عملت الصح انا مش محتاج حاجة الحمدلله 


  وكان لازم عمتك تفكر في مصلحتك 


المحامي أردف قائلا وهو يفجر اخر قنبلة لا يعلمها احد سواه 


- والله يا استاذ حسني مدام هاجر برضو مسابتكش انتَ من غير حاجه هي مقسمه كل حاجه قبل وفاتها 


لينظر الجميع له باستغراب قاسم وهدير وحسني 


حسني أردف بعدم فهم 


- مش فاهم 


المحامي أردف بنبرة هادئة   


- حضراتكم نسيتم شقه مدام هاجر اللي اتجوزت فيها وله ايه ده  الشقة كلها ملكها دون أي شريك من اهل جوزها الله يرحمه 


في الواقع مدام هاجر كتبت وصيه قبل موتها بفتره متتعداش تلاته شهور وكان إصرارها غريب  باعت الشقة


  كنت مستغرب من اللي عملته وفلوس الشقه دي النصف بالنصف هيتأخد بين استاذ حسني وانسه هدير .. 


بعد وقت بدأ فيه الجميع في البكاء علي تلك المرأة التي ستظل ذكراها في أذهانهم للابد 


فليس كل من انجبت هي ام  ولا يحق اطلاق لقب 


"" الاب و الأم "" الا لمن يستحقه ..


بعدما ذهب قاسم وهو حزين علي بكاء محبوبته ياليته يستطيع الجلوس معها اكتر وأن يخفف جراحها 


ولكن ماذا يفعل ان كانت تلك المُعقدة


هي السبب في بُعدهما والسبب في الا يكون بينهم اي شيء حتي الان


" تحدثت هدير مع حسني في موضوع ما " 


هدير : حضرتك موافق يا عمي ؟ 


حسني بابتسامة وهو سعيد بفكره هدير 


- والله يا بنتي انا موافق، لو طلعنا ناس عمره بجزء منهم والجزء التاني اتبرعنا بيه باسمها هي وجوزها في حاجة تفضل صدقة جارية ليهم 


هدير أردفت بحرج خوفا من ان تكون اجبرته ووافق من اجل إحراجها له 


- عمي انا هتبرع بفلوسي وممكن حضرتك تتبرع بجزء وممكن لا حضرتك حر يعني انا مش ... 


قاطعها حسني حينما فهم ما تفكر به


-   انا مش هحتاج الفلوس في حاجه اختي أولي بصدقه جاريه العمر كله ليها 


وصدقيني ده نابع مني مش عشان انتِ اقترحتي انا لو حاسس اني هحتاجهم  مكنتش وافقتك


هدير بحزن حينما تذكرت هذا الموضوع 


- هو بابا مفكرش يجي يعني 


عمتي خلاص هتدخل علي الأربعين يا عمو للدرجاتي امي وعمتي مكنوش في غلاوه حماه ؟


- ابوكي من زمان كده يا بنتي 


متقلبيش علي نفسك المواجع او تنكدي علينا كفايا  اللي احنا فيه هو في همه واحنا في همنا 


وانا كنت عايز اتكلم معاكي في حاجه تانيه 


هدير أردفت باستغراب 


- اتفضل يا عمي ! 


- لازم تعرفي ان عمري ما كرهتك لو حصلت مشكلة ومديت ايدي عليكي في يوم فده مش عشان بكرهك والله يا بنتي بس ساعتها ربنا يعلم انا حسيت ....


قاطعته هدير بنبرة واثقة وهي تحاول الا تعاتبه 


- انا كنت السبب في ان الناس تقول عني كلام زي ده  وحضرتك كان تصرفك اندفاعي 


ثم اكملت هدير حديثها بصدق


- حضرتك موجود قدامي من زمان


فانتَ غالي عليا وبرضو كنت بتغيب تغيب وترجع وتشوفنا وعملت جزء من اللي اخوك مفكرش فيه حتي لو كان مجامله 


حضرتك  بالنسبالي اغلي من ابويا 


كفايا انك حسيت اني شرفك وعرضك في عز أن  ابويا مفكرش حتي بنته عايشه ازاي لوحدها زمان 


فأنا اللي بشكرك 


نزلت دموع هدير بسبب كلماتها التي كتمتها لسنوات لتؤثر في حسني لا يعلم متي أصبح عاطفي لهذه الدرجة 


ولكنه يتذكر ان هاجر كانت توصيه علي هدير كثيرا في الايام الاخيره لها  . 


- كُنت عايز اكلمك في موضوع يا هدير  .


- اتفضل يا عمي 


حسني أردف بنبرة هادئة 


-   الموضوع مش وقته بس احب اعرف ردك 


من كام يوم  قاسم  طلب الجواز منك مره تانية 


ليستكمل حسني حديثه قائلا 


-  انا مش هسيبك تاني إلا لما اطمن عليكي سواء مع قاسم او مع غيره وفي النهاية برغم اللي حصل  زمان كنتم صغيرين وطايشين


وانتِ اكتر حد عارفه قاسم وتقريبا طول عمرك قدامه انا صحيح علاقتي بيه مش تمام 


بس هو شخص كويس ناجح في شغله وابوه وامه معروفين بطيبة أصلهم 


_________


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا






تعليقات

التنقل السريع