القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية احببت معقده الفصل التاسع عشر والعشرون الأخير بقلم فاطمه سلطان حصريه



رواية احببت معقده الفصل التاسع عشر والعشرون الأخير بقلم فاطمه سلطان حصريه 





رواية احببت معقده الفصل التاسع عشر والعشرون الأخير بقلم فاطمه سلطان حصريه 





الفصل التاسع عشر من أحببت معقدة 


( بعد التعديل )


بقلم #fatma_taha_sultan 

________


#قاسم 


يالها من ايامٍ سعيدة 


هل أخذت حق الاقتراب منكِ ؟


أم مازال هناك سنوات ستضيع قبل أن استطيع الاستمتاع بقسمتي ونصيبي .. 


اجيبيني يا هديري ؟؟


متي احببتكِ يا مُعقدة ؟! متي سحرتيني وأسرتي قلبي ؟! 


اجيبيني يا هديري ؟؟ 


ما هو الشي المميز لكِ لأكون متيم بكِ ؟


متي تغير كل شي في لحظة وأحببتُ معقدة 


_______________


ليستكمل حسني حديثه قائلا 


-  انا مش هسيبك تاني إلا لما اطمن عليكي سواء مع قاسم او مع غيره وفي النهاية برغم اللي حصل  زمان كنتم صغيرين وطايشين


وانتِ اكتر حد عارفه قاسم وتقريبا طول عمرك قدامه انا صحيح علاقتي بيه مش تمام 


بس هو شخص كويس ناجح في شغله وابوه وامه معروفين بطيبة أصلهم 


هدير أردفت بخجل وتوتر في أنن واحد


- يعني عمتو مكملتش الأربعين 


حسني أردف قائلا بتفكير 


- يعني مش هتخطبوا بكرا وبعدين هو مش هيتقدم  دلوقتي 


لو انتِ مش حابة الموضوع عشان منعلقهوش 


نقوله كل شيء نصيب، لو موافقة نبقي نقوله لما تعدي فترة نعمل الخطوبة


- حضرتك شايف ايه يعني 


حسني أردف بمكر وهو يرفع حاجبيه قائلا


- مش بينزلي من زور بس 


بس مش انا اللي هتجوزه ...


___________


بعد مرور أيام 


في الصباح الباكر في عيادة الدكتورة فرح حينما أصرت علي تغيير ميعاد الجلسات حتي تأخذ اكبر عدد ممكن من الجلسات قبل ذهابها الي العمره وكانوا قد انتهوا  


فأردفت فرح بابتسامة هادئة 


- اشوفك علي خير بقا لما ارجع 


- هتوحشيني


فرح أردفت قائلة بابتسامة   


- وانتِ كمان وبرضو لو في اي حاجة حبيتي تتكلمي في اي حاجة ابعتيلي رسالة علي الفيس بوك 


هدير بادلتها الابتسامة ثم أردفت قائلة 


- ان شاء الله 


متنسيش تدعي لعمتو وتدعي ليا 


فرح بابتسامه و تشجيع لها  : هدعيلها ربنا يرحمها


أردفت هدير قائلة 


- انتِ معلقتيش علي موضوع قاسم 


فرح أردفت بنبرة هادئة 


- مش محتاجه رأيي، مفيش حد هيقدر يفكر في الأحسن ليكي حتي لو كانت انت 


لان قاسم شريك حياتك انتِ 


انا هقول ايه غير ان اتمنالك الخير معاه 


ثم تنهدت واستكملت حديثها قائلة


- كلنا مستورين وربنا بس اللي عارف احنا عملنا ايه، ربنا رحيم انك مريتي بكل ده وخصوصا موت عمتك ومنهارتيش قولي الحمدلله انتِ احسن من غيرك كتير ربنا بيحبك لانه سترك وفوقك بدري 


فاوعي تفضحي سرك قدام قاسم او تحسي بالذنب تجاهه لان كلنا بشر وبنغلط والذنب ده نحسه تجاة ربنا بس


ولان قاسم مكنش رابطك بيه شيء 


______________


نزلت هدير من عند فرح 


وأخذت تسير لوقت طويل فقط تشاهد الناس في الشارع وتسرح بخيالها 


فالجميع يظهر لها مهموم  علي ما يبدو ان الجميع لديه مشاكل وعُقد كثيرة 


وقفت عند كورنيش النيل 


بعد وقت من السير لا تعلم كم ثانية او دقيقة او  ساعة مرت حتي استقرت قدمها هنا


تفكر ما الذي يجب ان تفعله الفترة القادمة وتأمل ان تقبلها أحدي الشركات التي قدمت بها، حتي لا تجبر علي الجلوس في المنزل طوال الوقت 


فهي تشعر بخطواتها في المنزل وبصوتها، لم تذهب هاجر من بالها رغم 


جاء ذلك الشخص الذي اوقعته في شبكها وفي عُقدها 


سند قاسم بمعصميه مثلها علي السور لتنظر له بدهشة 


- قاسم !!!! 


نظر قاسم أمامه وانزل نظارته  الشمسية ووجه بصره الي النيل وأردف بنبرة متسائلة بعد دقائق من صدمتها بمجيئه 


- حلو النيل ؟ 


هدير بعفوية وكلا منهما ينظر في الفراغ 


- مش حلو او منظر يستاهل المشاهده زي بلاد برا  يمكن الميه مش حلوة وشكلها مش نضيف .. 


قاطعها قاسم وهو يخفي ما يريد قوله في كلمات معقدة اكثر من تلك الفتاة التي امتلكت قلبه


- بس يمكن رغم كل ده النظر فيه احسن من مليون مكان برا وكفايا انه قادر 


يخطف النظر رغم كل ده وقادر انه يكون مميز 


هدير أردفت بعفوية ومازال غبائها يلازمها 


- فعلا شيء غريب 


قاسم أردف بابتسامة هادئة 


- غريب جدا وانا اكتر حد يدرك المعني ده وفاهمه كويس 


هدير : لقتني ازاي 


قاسم بمرح  : يمكن براقبك 


هدير باستغراب  : وتراقبني ليه


قاسم مازال ينظر ويسلط بصره علي النيل 


- للاسف من زمان وانا مواريش غيرك اراقبه 


يمكن انا قاسم بس انتِ قسمتي  !!


هدير خجلت من كلماته، فأردفت قائلة باستغراب


- مش عارفه ارد اقول ايه غير  


انك غريب ونادر الوجود واحد غيرك كان زهق من الانتظار 


قاسم أردف بنبرة عاشقة او تخطت العشق لتلمس قبلها 


- نادر زي عُقدك 


ولانك سحر زي سحر النيل  


مفيش حد بيمل من حاجه بتاعته وعارف انها هترجعله حتي لو بعد سنين قولتي


وانتِ صغيره لما كسرتي صورتي  قولتي 


هدير قسمت قاسم !! بس الحقيقي ان هدير قسمة قاسم ..  


قاسم أردف قائلا بمرح وحاول ألا يحرجها فهناك الكثير من الوقت لفعل ذلك  فيكفي إحمرار وجنتيها 


- انا عايز اكل عموما و بقالي كتير راكن العربية 


وماشي وراكي تسمحيلي اعزمك علي الغداء ونضيفه علي حساب الفراولة


__________


بعد مرور عده ايام


تحديدا بعد منتصف الليل كانت هدير تجلس في غرفتها وتتحدث مع سارة التي اصبحت لا تاخذ حريتها في الحركة إطلاقا منذ ذلك الوقت الذي وجدها والدها مع وليد فيه وحتي انه شبه قيد حركتها تماما


هدير قررت ان تحدثها بصراحة بشأن تهورها في الحديث دائما مع وليد 


- انتِ اللي غلطانه يا سارة


ساره أردفت بانزعاج وحاولت ان تظهر انها ليست مقتنعة بأنها مخطئة 


- يا سلام انا اللي غلطانه ؟؟ عشان هو قريبك يعني 


- كل لما تشوفيه بتشتمي وتغلطي بسبب وبدون سبب لغايت ما اللي حصل حصل بقا مش هنندم علي حاجه مش هتتغير ان عمو احمد مضايق 


- ده حتي مش عايزني اروح عند ستي بيقولي عندها اللي بيراعيها عمتي وبنتها هناك


وانا عايزه اشوفك 


- بصراحة والدك عنده حق اساسا كفايا انه سابك تباتي عندي شهر بحاله وكتر خيره 


ساره أردفت باحراج خوفا من ان تكون هدير انزعجت 


- هدير انتِ عارفه ان بابا مش قصده انتِ 


وكان ممكن هيسبني اكتر من كده لولا


لتقاطعها هدير قائلة


- والله انا مش زعلانه ابدا ومقدره موقفه 


ساره حاولت ان تغير الموضوع 


- انتِ قاعده لوحدك 


- ايوه اساسا يارا يعتبر بتحضر شُنط سفرها عشان ابوها مضايق من قعادها لسه نازله من شوية 

.

- يعني انتِ لوحدك خالص ؟


- ايوه مشغله القرآن اهو وهقوم اعمل شويه حاجات كده بقالي كتير اوي منضفتش الشقة 


ساره أردفت بصدمة ومرح 


- الساعه داخله علي واحده تنضيف ايه ده صحاب العقول في راحه اقسم بالله، بعدين استاذ قاسم ليه مجاش يقعد معاكي بما ان قريبته مشغوله 


هدير : يقعد معايا فين انتِ مجنونة


ساره أردفت بمرح لا تتخلي عنه 


- احنا ممكن نخليكم تضربوا ورقتين عرفي وخلاص 


والراجل شاريكي اهو يونسك بمنتهي الأخلاق ومدام في الاخلاق وفي سبيل انك متقعديش لوحدك عادي دي فتوه دي 


هدير أردفت بخجل وابتسامة علي حديثها الذي يبدو سخيف احيانا ولكنه كفيل دائما ان يهون عليها 


- انا ساعات بحس ان في سلكة ضاربة


ساره أردفت بانفعال مصتنع في البداية لينتهي الامر بالمرح كالعادة 


- انتِ هتلبسيني مصيبة، انتِ دايما تفهمي البني ادم غلط


المفروض انه يجي يا بنتي ويونسك ويقول كلمتين كويسين او كلمتين مش كويسين وكلام قليل الادب عادي هي الحياة شويه فوق و شويه تحت


ثم استكملت حديثها بجدية 


- هروح احضر العشاء عشان ابويا زمانه في الطريق وهرجع اكلمك تاني متناميش ولو في اي حاجه اتصلي بيا 


هدير : ماشي مع السلامة 


لتُغلق هدير المكالمة مع سارة وكانت تجلس في غرفتها بجانب الشرفة والتي تفتحها بعد موت هاجر 


لعلها تشعر بالاصوات المزعجة والضجة التي توجد بالأسفل حتي لا تشعر بالهدوء وفي نفس الوقت صوت القرآن يطمئنها وجدت هاتفها يهتز نظراً للوضع التي تفعله ويعلن عن مكالمة فيديو من قاسم


فأجابت دون اي تفكير حتي لم تفكر ان تصحح وضعها بارتدائها هذا التيشيرت وشعرها مصفف بإهمال تماما وعيونها شاحبه كعادتها تلك الفترة 


أجابت هدير ليجيبها بابتسامته وهو يجلس في سيارته وعلي ما يبدو انه لم يعود الي المنزل حتي الان ..


قاسم أردف بصوت هادي ولكنه مُرهق ايضا 


- مساء الخير 


- مساء النور، فينك كده 


قاسم تحدث قائلا بمرح


- فينك كده ؟ 


مفيش ازيك يا بيبي، تتاخري عشر دقايق زي ما بسمع وتحسني شكلك وتسرحي وميكب 


لم ينتظر إجابتها بل استكمل حديثه قائلا


- مستني واحد هاخد منه شويه حاجات للمعمل وكنت بودي تحاليل برا عشان في جهاز باظ النهاردة وكان بيخرف في الأرقام والنتائج 


- طيب وهتعمل ايه


- هنشوف بكرا المهندس اللي هيجي


المشكلة يعني ايه وهيتصلح وله هنعمل ايه 


هدير تمتمت بهدوء 


- وصاحبك ده هيفضل سايبك في الشارع كتير 


قاسم أردف بمرح 


- للاسف محدش بيقدر


ايه اللي ممكن يحصل لشاب في الشارع في الوقت ده 


هدير ابتسمت ابتسامة بسيطة ثم بادلته مرحه قائلة  


- فعلا الناس بقت وحشه 


- توبه اني انتظر حد تاني كفايا انا مكتوب عليا الانتظار باين، قوليلي بقا عملتي ايه النهاردة 


هدير تحدثت بلا مبالاة 


- ابدا صحيت عادي 


يوم طبيعي ويارا كانت هنا ونزلت علي الساعه ١١ كده 


- عمك مجاش النهاردة 


- لا مجاش بنته تعبت شويه وتقريب حملها صعب هما عندها في المستشفي


- ربنا يشفيها ويقومها بالسلامة 


- يارب 


أردف قاسم بعد تنهيدة طويلة


- انتِ عامله ايه 


ليه مش بتنزلي تروحي تقعدي هناك مع ماما ويارا بدل ما يارا تجيللك وفي ننفس الوقت كلكم مع بعض لان ماما انتِ عارفه انها مش بتنزل كتير او شبه مش بتنزل اصلا 


هدير أردفت باحراج وتفسير 


- انا مش عايزه اضايق عمي او اعمل مشكله تاني حتي لو انتَ مش موجود وعم خليل مش موجود بس كده افضل يعني 


قاسم أردف بنبرة متفهمة فعلي ما يبدو انها مُحقة


- عندك حق 


انا مكنش قصدي حاجه بس انا مش عايزك تقعدي لوحدك خصوصا ان ساره مبقتش بتيجي 


ان شاء الله تشتغلي قريب انتِ وساره في مكان واحد عشان ترجعي تشوفيها وتغيري جو


هدير أردفت بعفوية كما تعودت معه طوال عمرها 


- يارب يا قاسم لاني بضايق من قعدتي في البيت مش بس زهق بتخيلها كتير اوي


قاسم أردف بهدوء وابتسامة مشجعة 


- كل ما تتخيليها اقريلها الفاتحة 


ومدام القرآن شغال متخافيش انتِ عشان بس لوحدك ومواركيش حاجه فبتسرحي شوية 


هدير أردفت بانزعاج من نفسها 


- آسفة اني علطول محسساك بالكئابة كده


- لو مش هستحملك وقت حزنك يبقي مستاهلش اني افرح معاكي


انا متأكد ان هدير يوم ما اكون مضايق هتكون اول حد يسمعني 


هدير : ربنا يخليك يا قاسم 


قاسم أردف بغرور مصتنع ومرح 


- يارب يخليني ليكي و للكل انا مهم للبشرية


- انا هقفل علشان صاحبي بيرن 


نامي بقا ومتسهريش واصحي بدري بكرا الجمعة اقري سوره الكهف، السهر ده ماثر علي شكلك حتي اهتمي بهالاتك السوداء 


هدير أردفت بمرح واستغراب من طريقته


- هالاتي السودا مره واحده ده انتَ اتجرأت


___________


في الصباح تحديدا بعدما انتهي حسني من صلاة الجمعة وكان يجلس في البيت بعدما ذهبت زوجته وابنته الي بيت ابنته الاخري ووليد ذهب الي صديقه فاتصل بعماد وكان يخبره بآخر التطورات ورغبة قاسم بطلب هدير 


- قاسم ابن خليل ؟


حسني : اه هو 


- انتَ مش كنت مبتحبوش ومش طايقه ايه اللي جد يعني 


و بعدين انا مش عارف بصراحة


حسني أردف بانفعال 


- طبيعي مش عارف حاجة زي ما كنت مش عارف تيجي تحضر عزاء اختك 


اختنا الوحيدة ماتت يا عماد وانتَ لسه مش مستوعب انا موت هاجر فوقني وعرفني حاجات كتيره اوي وشوفت حاجات كتيرة بنظره مختلفه وفهمت حاجات عمري ما فهمتها 


عماد لا شك انه شعر بالإهانة والخجل من حديث أخيه فأردف قائلا 


- جرا ايه يا حسني في ايه انتَ اتجننت وله ايه متصل عشان تهزقني وبعدين انتَ عارف كويس اني كنت بمر بازمه صعبه ومقدرتش اسيب كل المشاكل دي وانزل 


محدش كان هيرضي يسبني اسافر بالفلوس اللي كانت عليا


- ياتري لما اموت هيكون عندك ازمه برضو ؟!!


زي ما مراتك وبعدها بنتك مكُنتش بتيجي عشانها وبعديها اختك هتيجي عليا انا يعني 


- بعد الشر عليك 


انا مكنش قصدي مجيش بس ظروفي مكنتش تسمح ولو جيت هعمل ايه يعني في النهاية


قاطعه حسني بنبرة شرسة 


- فعلا بقا وجودك زي عدمه 


ثم استكمل حديثه قائلا 


- هتيجي عشان قاسم وله لا 


بعد شهر كده هيعملوا خطوبة علي الضيق ويلبسوا دبل والولد كويس واحنا عارفينه من زمان


عماد أردف بلا مبالاة وكأنه لم يسمع شيئا 


- مش عارف وقتها ظروفي هتسمح وله لا انا بعت ذهب مراتي كله 


والله عشان اسدد ديوني ولسه مخلصتش


من هنا لشهر يحلها ربنا 


حسني برد حازم عليه حتي يتصرف بناءاً علي ذلك 


- لو مش هتيجي قول بلاش نحور 


عشان منطلعش عيال مع الناس واكون من الأول كلامي واحد


بلاش اقولهم ابوها جاي وارجع اقولهم ابوها مش هيقدر يجي 


- انا غالبا مش هعرف اسافر وقتها بس اوعدك خلال الشهر ده هبعتلها مبلغ كويس حتي من قبل ما هو يتقدم 


وانتَ أدري بمصلحتها وعارف كل شي عنها


وبعد وقت من الحديث المستفز اغلق حسني 


فهو لم يعرف أن اخيه سيصل به الجحود الي هذا الحد 


______________

بعد مرور ثلاثة اشهر 


عملت هدير باحدي الشركات كمحاسبه وحتي انها قدمت لأخذ دبلومة لتكون محاسبه قانونية وارتدت دبله قاسم في اصبعها 


في بيتها دون اي احتفال ملحوظ فوعدها قاسم انه في يوم الزفاف وحينما تكون هاجر قد مر عليها فتره مناسبة سيكون زفافهم في المكان التي تريده وباختياره


حاولت ان تستحق حبه ووده واحترامه لها واعترافه بذنب انها كانت في حضنه لمرتين فهو يحاول ان يحسن من نفسه أيضا حسب قوله ..


أصبحت هدير ترتدي الحجاب وتحاول ان تعتاد علي شكلها به وترتديه في المنزل قبل ان تعلن هذه الخطوة لأحد 


وكانت اليوم عند فرح وكالعادة في نهاية الجلسة دار الحوار بينهما كالآتي 


- انتِ بتعالجيني وله بتحيريني يا فرح انا المفروض اعمل ايه دلوقتي انا مش هينفع اتحجج واقول لا خصوصا امه نفسها اتكلمت معايا عارفه انه براحتي وقراري بس .. 


قاطعتها فرح قائلة 


- تكتبوا الكتاب و تعملوا الفرح لما يعدي سنة علي وفاة عمتك


وانتِ شايفة مينفعش تقولي لا خصوصا ان قاسم عامل اللي عليه وبيجهز شقة عمو وفي نفس الوقت مش هتنكري انك نفسك في كده بسبب دافع حبك ليه 


- انتِ فاهمه اهو اومال محسساني انك من بنها ليه 


- بصي يا هدير خلينا نتكلم بصراحة بما ان ده واجبي كدكتورة اكتر من كوني صديقه لو ك صديقه هقولك اتجوزيه زي ساره بالظبط ومش هختلف عن رأيها 


لكن واجبي كدكتوره افهمك كام نقطة 


انتِ متعافيه تماما من كل مشاكلك، لو هفكر في إتجاه قاسم انا هديله الف حق وحق بس انا مش هقدر اقولك اقبلي في وقتنا ده 


لعلمك في ظروف شخص طبيعي معندوش اي مشاكل لو جه خد رأيي هقول سبع شهور كتب كتاب كتير اوي زيها كأنها فتره خطوبة طويلة 


احنا بشر و الانسان ساعات بيدي نفسه حقوق اكتر من اللازم، بحيث ان الشخص ده جوزي ومش حرام 


خصوصا ان  البنات زي ما بيقولوا جنس عاطفي او ناعم وبيضحك علينا وده مش بس بقوله عشانك انتِ وقاسم بس ده شيء علي مستوي البشر كلهم 


تنهدت واستكملت حديثها قائلة 


- زي ما اتبعتله اشعار بانك في مكان قريب منه بالغلط هيبتدي يدخل انتِ بتروحي فين وليه ومحدش يقدر يقول لواحد متعملش كده


هتقربوا المسافة شويه ما بينكم حتي مش بالمفهوم الغلط يعني ممكن يحصل مداعبات ما بينكم وده شي مش حرام مقدرش احرمه ولا احلله لاني مش شيخة 


لازم تكوني ١٠٠ % قابله صلة جديده بينك وبين قاسم وتفكري مع نفسك شوفي هدير حابه ومستعده لده في الوقت الحالي او لا 


هدير أردفت قائلة 


- انا بحب قاسم، هو المعني لكل حاجة حلوة في حياتي سواء مفيش غيره او في غيره ملايين 


انا مبحسش اني وحيده الا لما يغيب، كلامك صح انا هحاول اخلي عمي يقول حاجه ونأجل شهر وله حاجه 


________________


بعد مرور اسبوع تقريبا


في المساء فتحت هدير الحساب الخاص بها علي الفيس بوك لتجد كالعادة فمنشور من عبير 


المنشور :


انا عايزه اكلمكم عن الاستخارة 


يمكن تسعين في المية من المسلمين عارفين الاستخارة واللي بيعملها منهم قليل اوي 


الاسْتِخَارَةُ في اللُغَةً : طَلَبُ الْخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ . 


حكمها هل هي فرض وله سنه ؟ 


- أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الاسْتِخَارَةَ سُنَّةٌ , وَدَلِيلُ مَشْرُوعِيَّتِهَا مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ ( الحديث ..


فإن العبد في هذه الدنيا تعرض له أمور يتحير منها، فيحتاج للجوء إلى خالق السموات والأرض وخالق الناس ، يسأله رافعاً يديه داعياً مستخيراً بالدعاء ، راجياً الصواب في الطلب ، فإنه أدعى للطمأنينة وراحة البال . فعندما يقدم على عمل ما كشراء سيارة ، أو يريد الزواج أو يعمل في وظيفة معينة أو يريد سفراً فإنه يستخير له .

يقول الإسلام ابن تيمية: ما ندم من استخار الخالق ، وشارو المخلوقين ، وثبت في أمره 


وقد قال سبحانه وتعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) (سورة آل عمرا ن : 159) 


المشاورة :

الاستخارة مع الله ، والمشاورة مع أهل الرأي والصلاح ، وذلك أن الإنسان عنده قصور أو تقصير دنيوي أو ديني ، والإنسان خلق ضعيفاً ، فقد تشكل عليه الأمور ، وقد يتردد فيها 


هام دعاء الاستخارة : 


- عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ( رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (1166)


كيفية صلاة الاستخارة ؟


الخطوات بالترتيب 


1- تتوضأ وضوءك للصلاة .


2- النية .. لابد من النية لصلاة الاستخارة قبل الشروع فيها .


3- تصلي ركعتين .. والسنة أن تقرأ بالركعة الأولى بعد الفاتحة بسورة (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) ، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة بسورة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) .


4- وفي آخر الصلاة تسلم .


5- بعد السلام من الصلاة ترفع يديك متضرعا ً إلى الله ومستحضرا ً عظمته وقدرته ومتدبرا ً بالدعاء .


"" باقي الخطوات علي موقع هذكر اسمه في الخاتمة " 


● انتهت هدير من صلاتها لتنام دون ان ترهق حالها و ولانها شعرت بالراحة والسكينة


《فلاش باك لبدايه الفصل الاول 》


تحلم بانها تكتب في تلك الأجندة 


كثيرا منا لديه هُمُومٌ وَرُبما المقارنة بينك وبين الآخرين تكون بها نَفْعٌ اَوْ ضَرَرٌ فاذا حاولت المقارنة بينك وبين من هم في حاله أسوأ منك تأخذ العبرة والعظة وتعلم نعم الله عليك الذي اعطاها لك وذلك يكون الجانب النافع 


اما الجانب الضار هو مقارنه نفسك بمن هم في حاله أفضل منك، دعوني اكون صريحه أكثر لا استطيع قول شيء غير انك يجب ان تعلم انك أفضل من أي شخص سواء كنت تري من هم أقل منك أو اعلي منك فلا تقارن حتى وان كانت نافعه فانت لا تعلم ما بداخل كل نفس


توقفت هدير عن قراءة ما كتبته حينما سمعت صوت عمتها وهي تناديها لمساعدتها في ترتيب البيت 


كعادة كل يوم ولكنه لم يكن مثل اي يوم 


لتخرج وتجد عمتها تحمل صندوقين 


- ايه ده يا عمتو


هاجر : دول عشانك و عشان كتب كتابك النهارده 


انا هروح عشان ورايا حاجه مهمه وانتِ هتعرفي تظبطي البيت لوحدك صح ؟ 


هدير بهدوء : تمام 


لتمشي هاجر و تبدأ هدير في اكتشاف الهدايا 


 كانت احداهم حجاب طويل وكبير وكأنه مفرش فراش وليس حجاب ولكنها استطاعت ان تظبطه ليغطيها بأكملها والأخر 


مسكت بطاقة هويتها يكتب في ظهرها إسم قاسم كزوج


و لكنها بكت كثيرا حينما تأخرت عمتها


استيقظت هدير من نومها وهي تشعر بالارتياح والتعرق وكأنها كانت تبكي حقا 


وجدت أذان الفجر يقام في المسجد القريب منها تقوم فتحت شرفتها حتي تستطيع ان تشعر بنسمه هواء قليلا ووجدته يقف في شرفته وهو يجلس علي الكرسي وعلي فخذيه يضع الحاسوب الخاص به 


- هدير !! 


هدير أردفت بدون تردد و كأن هذه الرؤية بمثابة معجزة بالنسبة لتغير رأيها 


- قاسم انا موافقه !

________________



الفصل العشرون من أحببت معقدة


( بعد التعديل ) 


بقلم #fatma_taha_sultan 


___________________


ليس للعُقد نهاية يا أعزائي فتنتهي عُقدة لتبدأ الاخري، وهذا ليس للتشاؤم ولكنه قول المولي عز وجل


في قوله تعالي (( لقد خلقنا الإنسان في كبد ( 4 ) )) 


سوره البلد


ولكني اؤكد لكم ان اصعب العُقد التي لن تستطيعوا فكها وفك تشابكها هي عُقدة الحب ستبقي معنا الي الأبد مهما فعلنا فلا يستطيع أخصائي إن كان او حتي طبيبا ان يخلصكم منها


 فاوجد من يستحق ان تتعقد معه في عُقدة أبدية وهي عقدة الحب  كي تكون أجمل عُقدة علي الاطلاق


________________


 بعد مرور شهر تقريبا 


كانت هدير تقف في غرفتها ومعها ساره 


ساره أردفت بغضب من اعتراض هدير علي ما فعلته في وجهها   فهي وضعت لها بعض مستحضرات التجميل الهادئة ولا تعجبها 


-  هدير مش كل ما هحط حاجه هتقوليلي لا كتير


منة أردفت بعدم فهم حينما دخلت الي الغرفة واغلقت خلفها الباب، منة هي ابن عمها التي تقربت منها الي حد ما في الأيام الماضية 


- ممكن افهم انتم عاملين مشاكل ليه


سارة أردفت  بتأفف وهي نشير علي وجه هدير 


-  عشان بنت عمك، بذمتك اللي حطيته ده كتير عشان عايزه تمسحه 


منة أردفت بعد أن ركزت في وجهها 


-  لا مش كتير ده المفروض كمان كنتي تروحي لبيوتي سنتر او كنا نجيب ميكب ارتست وانتِ قولتي لا و اللي ساره حطته خفيف جدا ده انا حاطه اكتر منك يا هدير اتقي الله 


ساره أردفت وهي ترفع يديها 


-  وشهد شاهد من اهلها 


هدير أردفت بانزعاج ليس له سبب 


-  خلاص يا جماعة مش همسح حاجه 


منه أردفت بتفسير لحالتها 


-  واضح انك متوتره عشان كده بتحاولي تداري الموضوع في ميكب ساره 


هدير أردفت وهي تجاهد مع نفسها  حتي لا تغلبها دموعها وتبكي حينما تذكرت هاجر وأمنيتها بحضور هذا اليوم 


- ممكن تسبوني خمس دقايق لوحدي


ساره أردفت بمرح وهي ترفع حاجبيها قائلة 


-   ليه هتهربي وله ايه قاسم يدبحنا والله مفيش سنين تانيه الراجل هيستناها وربنا ده يشقنا اتنين 


هدير ابتسمت علي مرح سارة كالعادة ولكنها أعاده طلبها 


-  لا مش ههرب بس سبوني خمس دقايق عقبال ما قاسم يتصل لو سمحت 


لتخرج ساره ومعها منة 


لتنهض هدير وقد عقدت شعرها ورفعته لأعلي وأخرجت ذلك الحجاب  الذي اشترته بمفردها،  لتبتسم ابتسامه جميله لأول مرة تنظر الي المرآة وتكون راضية عن هيئتها وعن نفسها ولاول مرة تكون صاحبة القرار في شيء 


وبعد وقت دقت الباب ساره لتخبرها بأن قاسم وعمها ولكنها اندهشت من فعلت صديقتها  ولكنها ابتسمت 


 وهنئتها  علي قرارها دون الدخول في تفاصيل لتهبط واندهش بها الجميع حتي قاسم نفسه فلم تخبره بأي تلمحيات حيال الموضوع 


ولكن هل هذا سيمنعه من ان يبارك لها  علي حجابها ويفتخر بها انه اختارها ربما هي مُعقدة ليست لمشاكلها وعقدها النفسية


 ولكن يصعب عليك فهم ما يدور برأسها فلما كل يوم يشعر انه يحبها 


لم يندم يوما علي تغير علاقتهما بل انه اجمل قرار قد اتخذه .. 


______________


تم عقد القرأن في أحد المساجد،  دون حضور الكثير فقط بضعة اشخاص من أقارب قاسم وهدير وأقاربها بينما ساره والدها كان يحتجزها بجانبه


 بالطبع كريم وزوجته كانوا من ضمن المدعويين، كان حسني  وكيل هدير، لم تفتقد هدير و لو لحظه غياب والدها فليعلم حتي لم ياتي في بالها هدير قد نضجت و ادركت قيمتها عند كل شخص ..


_____________


علي لسان تلك المُعقدة 


 فلما اشتاق لوجود ابي  وهو لم يجعلني أدرك معني هذه الكلمة ؟ 


_____________


لينتهي الماذون بتلك الكلمة التي تمني قاسم سماعها قبل هدير 


-  بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير


نهض قاسم وقبل يد والدته التي بكت كثيرا


 اثناء عقد القرآن فتمنت تلك اللحظة لسنوات مسح دموعها ثم قبل يد والده واحتضنه وصافح الآخرون مثل وليد ثم احتضن حسني الذي لم يظن  انه سوف يفرح في عقد قرأن هدير أكثر من بناته 


بعد ان انتهت هدير من البكاء مع ساره وأمينة ومنة،  اقترب قاسم منها مبتسما ثم قبل جبهتها واحتضنها، كان هذا الحضن مُختلف أكثر من اي اقتراب  منهما الآن هي حلاله وزوجته وحصل قاسم علي قسمته ..


همس في اذنيها قائلا بمرح 


-  بلاش عياط ابوس ايدك، زمان قولتلك  يوم ما تتجوزي عشان اقول لعريسك انك كئيبة بس دلوقتي مش هقدر للاسف اللي بيعيب بيلاقي


ثم ابتعد عنها وانتهي اليوم بتناولهم العشاء في احد المطاعم كانت ليلة مختلفة تماما لم يكن بها غزل اكثر من مواقف مضحكة  مرت 


ولكن لا احد يعلم ان هذا الحب المُعقد سيبقي للابد 


وليكتب قاسم في تاريخه انه في يوما ما


(( قاسم حصل علي قسمته )) 


بعد ان وصلوا الي شارعهم وكان قد نام الناس تقريبا الا القليل فالساعة الان الثانيه بعد منتصف الليل 


قبل ان تصعد هدير الي بيتها اوقفها قاسم في فناء المنزل،  ليتحدث دون مقدمات بعدما كانت في طريقها الي الدرج فأردف قائلا 


- النهارده بقيتي قسمه قاسم، محدش استهلك وقتي وتفكيري وقلبي قدك انا حبيتك وعشت معاكي تفاصيل منسهاش .. بس انتِ عُمري يا هدير


ثم تنهد واستكمل حديثه قائلا 


- عُمر قاسم كله كان ليكي والباقي عشانك ومتأكد ان عمري هيكون عشان حد يستاهل اني اضحي بأي شي عشانه 


حضنته هدير فور انتهاء حديثه وشبكت يديها  حول عنقه ولم ترد عليه فما قاله كانت تعجز عن رده بكلمات


 كان ردها تلك الدموع التي ذرفتها من أجل ذلك العاشق،  أردفت قائلة بهمس  


- مش عارف اقولك ايه غير انك كل حاجه ليا يارب اقدر اكون استاهلك وجديرة بيك 


ابتعدت عنه ولوحت له بخجل وصعدت علي الدرج كطفلة صغيرة متلهفه علي الصعود وابتسامه غريبه علي وجهها رغم الدموع التي كانت تتساقط ، وصعدت شقتها سعيدة وتذكرت عمتها فترحمت عليها وقرأت لها الفاتحة واقسمت انها ستجعل ذكري عمتها حتي بعد موتها ستظل عامره في قلوب الكثير فليرحم الله من كانت الرحمه لكل من مر بحياتها 


____________________


في بيت هاجر 


كانت تجلس مع عمها وهو يشرح لها ظروف والدها ولكن حاول حسني بقدر الإمكان ألا يزيد الكره في قلبها ولكنه فشل في إقناعها باخذها للأموال، أردفت هدير قائلا 


- رجعهم يا عمي


-  ليه يا بنتي العند ده


هدير أردفت بتفسير يؤلمها قبل اي احد ولكنها مجبرة أن تفهم الجميع انه لا يعنيها في شي


- ابويا سابني في كل موقف في حياتي 


المرة الوحيدة اللي شوفته فيها عشان حماه مات 


حسني تحدث في نبرة هادئة وتفهم 


-  بصي يا هدير،  انا كُنت ساعات بتفق معاه وكنت ساعات بعترض معاه ومفيش شك أن كلنا مش عاجبنا اللي عمله بس اتأكدي ان ده حقك يا بنتي


-  حقي كان دهب امي


 وفلوسه دي انا عارفه انها كتير ومستغربة انه اصلا عمل كده عشاني !!!


بس خليني اكون صريحة لو ابويا بعت فلوس العالم كله مش هتساوي لحظه في عمري انا عشتها 


لتاخذ نفساً عميقا وتتحدث بنبرة غير مهتزه كالسابق


- عايز يدفعلي فلوس لجهازي و باعت اللي يكفي و زيادة، بس انا لو هشحت في يوم من الايام تأكد انه اخر واحد هستنجد بيه !! 


 هو بالنسبالي غريب ومينفعش اخد من واحد معرفهوش ده مكلفش خطرة انه يجي يحضر كتب كتابي 


حسني حاول ألا يفسد العلاقه أكثر من ذلك، فأردف قائلا


-  مهما حصل هو ابوكي ومهما طال الزمن لو بعد خمسين سنة انتِ هدير عماد


هدير أردفت بسخرية ووجع لم تعلم ما هو شعورها ولكنها قالتها في نبره باردة 


-  لو كان بايدي اغير دي كمان لكنت غيرتها


- هو ابوكي مهما عمل انتِ بنته و دمه بيجري جواكي


- متلومنيش انا معرفتش يعني ايه اب ولا هو كان عنده وقت يفهمني


حسني حاول ان يجعلها تقتنع بطريقه اخري 


- اللي باعته ده واحد في المية من حقك اللي انتِ تستحقيه 


هو مش بيتفضل عليكي ده واجبه


ابتسمت هدير بسخرية وأردفت قائلة 


-  ابويا هو اللي اتنازل عن واجبه ألف مرة 


 ابعتله فلوسه قوله اني مش محتاجه حاجه منه


-  طيب يا بنتي  بس ....


قاطعته هدير قائلة بنفاذ صبر 


-  علشان منزعلش يا عمي اكتر من كده انا فلوس الدهب علي فلوس اللي حضرتك بعتها من المشتري الشقة اللي تحت هيكفوني وزيادة


فأردف حسني قائلا وهو مازال يحاول اقناعها 


-  طيب فكري تاني 


-  عمي ارجوك


- خلاص يا هدير اللي انتِ عيزاه انا مش عايز اضايقك بس انا هخليهم كام يوم كمان لو حبيتي تفكري عشان متندميش


وحاول ان يغير الموضوع، فأردف قائلا 


-  المهم انتِ عامله ايه مع قاسم سمعت انه شغال في الشقه كويس يعني وكلها اسبوع وتكون خلصت 


- اه 


حسني أردف بتساؤل 


-  انتِ مش محتاجه حاجه ؟؟


- لا ابدا انا مش ناقصني حاجه الحمدلله


- الحمدلله  انا مش قادر علي المرواح والمجي فمنة هتجيلك خلال الاسبوع ده وتقعد معاكي لغايت الفرح كمان بقرب ليها مشوار الجامعه وتونسوا بعض


 _________________


بعد مرور عده أيام 


 في عياده الدكتوره فرح


-اقدر اقول مع السلامة يا هدير


هدير نظرت لها بعدم فهم ثم أردفت قائلة  


-  يعني الجلسه خلصت


-لا كله خلص ..


لتبتسم بخفة كعادتها ثم أردفت قائلة بمرح 


-  زي ما قولتلك انتِ بقيتي اعقل مني وتقدري انك تدي جلسات ليا لو عندي عُقدة كمان


-  مش فاهمه خلصنا كله ؟؟


- انتِ بقيتي معندكيش اي مشكله وانا سعيدة لو هقارن حاله البنت اللي دخلت من الباب ده من سنة وشويه هتخرج بالشكل ده .


قربت تكون محاسبة قانونية وبرضو قربت تكون مسؤولهة عن اسره ومبقتش تسيب فرض وبقت بتلبس خمار هل ممكن تكون دخلت حالة عندي و خرجت بالتحسن ده ؟


لتهز رأسها نافية وأردفت وهي تجيب علي نفسها


- انا بعترف اني اول مرة اقابل حد في اصرارك وقوتك ولازم تفتخري بنفسك انك ساهمتي بنسبه اكبر مني في الجلسات وكنتي اقوي تأثيرا علي نفسك


- انا مش عارفة اشكرك ازاي 


-  انا اللي بشكرك اني اتعرفت علي انسانة زيك، انتِ بجد واحده يفتخر اي حد انها موجودة في حياته،  قاسم راجل محظوظ ان حصل علي واحده زيك لانك مهما غلطتي في حقه هترجعي تعرفي غلطك وتصلحيه بنفسك


لتستكمل كلامها الصادق النابع عن محبه


- كوني هدير اللي انتِ صنعتيها بنفسك وكوني هدير اللي شوفتي نفسك فيها واللي متوقعش نفسها في غلط مهما مر عليها 


ومتأكده انك هتكوني افضل ام اللي عارفه تكتشف عيوبها وتصلحها وتفهم ولادها


- انتِ من الناس اللي هتفضل في قلبي واتمني افضل معاكي علي تواصل علطول معاكي


- اتمني متحتاجنيش لاخر عمرك كدكتورة، تحتاجيني كصديقة انا معرفش اي حاجه عنها


__________________


بعد مرور شهرين تقريبا 


كانت هدير تجلس مع امينه ومع منة في بيت قاسم  فقد دعتهم امينه لتناول الغداء معهما ولكن ذهب قاسم ووالده الي زياره أحد الأقارب الذي مرض قليلا، فكانوا يشاهدوا التلفاز والآن يشاهدوا مسلسل تركي


" شخصيات وهمية ومسلسل وهمي مش مسلسل بعينه واي تشابه غير مقصود ""


أردفت منة  قائلة 


- اصل النهاردة الاعادة ومجمع الحلقات بتاعت الاسبوع،   شايفة البت نيهال دي بتحب الواد مصطفي بس ايه بقا بيكدبوا علي بعض ودي ...


قاطعتها أمينة قائلة  


-  يا بت ما انا عارفه بقولك فاتني حلقتين بس


منة أردفت قائلة 


 -   انا نقطه ضعفي الأمهات اللي بتشوف تركي


هدير أردفت  بلا مبالاة وتلقائية 


- مش عارفة عاجبكم  بيعيدوا ويزيدوا في نفس الشي


أمينه : لا ده حلو يا بت يا هدير ده اللي بيسليني اساسا مبغيرش القناة


منه  أردفت بمكر ومرح 


- بتقولي علي المسلسل اللي حماتك بتابعه وحش يا عديمه الرباية، بقولك ايه يا ام قاسم البت دي متسكتلهاش سخني عليها ابنك لما يجي


أمينه ضحكت فهي احبت منة رغم انها لا تعرفها الا من شهور قليله جدا 


-  يخربيت فقرك يا منه والله ده انتِ مصيبه وربنا


هدير أردفت باحراج : ما تتلمي يا منه


منه :  انا احب الحق قد عنيا 


أمينه  أردفت بمكر وهي ترمي كلمتها 


-  يا بنتي اسخن ايه يعني اكتر من كده 


احنا بقالنا سنين مش محتاجه


منه بمكر شديد : حسبي الله ونعم الوكيل


لتصمت هدير وتتصنع العبث في هاتفها  وهي مستغربة من تكيف الاثنان معا وتنتظر رفيق دربها


وبعد وقت كانت تقف في الشرفة وتراقب الطريق من خلف الستار ..


وأخيرا وجدته هو ووالده دخلوا الي فناء المنزل فدخلت واخبرتهم بأنهم أتوا وكانوا يجهزوا السفرة


دخل خليل والقي التحية عليهم ليخبرهم قبل ان يدخل الي المرحاض ليتوضأ ويصلي المغرب


- هدير يا بنتي انزلي لقاسم تحت عايزك 


مش عارف جايب ايه وعايزك تشوفيه


هدير رفعت حاجبها فما هو الشيء الذي أتي به حتي يجعلها تراه فلم يُذكر هذا الشي لها


امينه : حاجه ايه دي وبعدين خلاص احنا هنحط الاكل


خليل : هو انا مالي حاجة ايه هسجل الكلام في دماغي يعني ؟

خليها تنزل تشوف هو عايز ايه واستني كده كده عقبال ما اصلي يكونوا جم يجوا نبقي نحط الاكل


منه بخبث : ياله نشوفنا بقيت الإعادة يا ام قاسم سيبك منهم


لتتركهم هدير بعد ان استأذنت وارتدت حذائها ووشاحها 

نظرا لبروده الجو وهبطت الي أسفل وجدته يقف في فناء المنزل بملل


هدير وهي تضع يديها في جيوب تنورتها 


-  ايه يا قاسم


- ما تشوحي احسن حطالي ايدك في جيبك وتقوليلي ايه يا قاسم .. النضاره اتكسرت


- ابقي اروح اعمل غيرها


هدير تصنعت اللامبالاة 


-  كويس بقا ياله عشان انا جعانه .. ايه اللي عايز تورهوني عشان نخلص 


قاسم بتلك العادة القديمة لهم ايام الطفولة والمراهقة


- هلطشك قلم يا هدير علي طوله لسانك اصبري بس


- هنده امك اقسم بالله تشوف حل


أردف قاسم بمكر شديد يصبغه في طوب البراءة


- هي نفسها 


خلاص مش مشكله نشوف طوله لسانك دي بعدين ياله تعالي عايزك


- الحقيقه انا فعلا جيت عشان عايزني المهم بقا عايزني في ايه ؟


- هخطفك يا هدير 


يا صبر ايوب علي أسئلتك اللي دخلت في حياتنا متاخر


ليجرها من يديها بعد ان فتح باب البيت وأخذها 


وخرجوا الي الشارع ووجدته يأخذها باتجاه بيتها وحينما دخلوا الي فنائه


أردفت هدير باستغراب  


- ما تفهمني في ايه انا مبقتش فاهمه حاجه خالص


قاسم توجه وهو مازال يمسك يديها الي تلك الشقة التي توجد في الدور الارضي


- بصراحه انا مش عايزك تاكلي عندنا


- طب اخد بنت عمي !


- لا لا خدناها اسيره 


ده في عز ما كنتي طفله مسالتيش انا واخدك فين ايام ما كنتي هبله ودلوقتي لما بقيتي مراتي اينعم هبلة برضو بس بتساليني واخدك فين 


بصي بقولك اندهي علي ام محمد ياله


ليفتح قاسم الشقة تحت ذهول هدير بعد إخراجه ميدالية مفاتيحه ودخل منها أحدؤ المفاتيح ليفتح الباب


- انتَ جبت المفتاح ده منين وجايبنا هنا ليه اصلا ؟


- من بنك الحظ وجاي احظظ معاكي


قال كلمته الاخيره بنوع من أنواع المرح الغريبة و قهقه ضاحكاً 


ليتحدث مره أخري بجديه زائفة 


- لما قره عينك يقول شيء بيضحك او مبيضحكش تضحكي ياله ادخلي ورايا 


دخل قاسم وهو يفتح كشاف هاتفه حتي وصل الي الاسلاك الخاصة بالكهرباء وانار الشقة قه من الداخل


وكان يتواجد بعض من الأشياء التي قدمت و لم تعجب هاجر و وضعتها في الاسفل ولكن اغلبيه ما كان بداخلها صناديق كرتونية


- انتَ جايب المفتاح منين ممكن افهم ؟؟


- محدش بيسأل صاحب الحاجة جاب مفتاحها منين


- افندم يعني ايه ؟


صاحب ايه حضرتك


- الحقيقه إن انا المشتري الخفي اللي عايشه في شقته


- ده ازاي


قاسم قص علي هدير ما حدث ربما فرحت لتفكير عمتها به وأمانه قاسم وكيف يمكن ان تشك ان هذا الرجل هو امانها وسندها بعد ما قاله واخباره 


لها بان الأموال التي دفعتها كإيجار مع عمها ليعطيها اياها في الوقت المناسب 


ربما فرحت بعمها ايضا ولكن لا ننكر انها بكت وبكت كثيرا


- صدقي الواحد بقاله كتير محضنكيش وانتِ بتعيطي


- انا مش مستوعبه انها عملت كل ده عشاني هفضل اتفاجي لغايت امته بكل حاجه تقدمها ليا 


يارب اكون استحقيت كل ده منها


- هو انا ابن البطه السوداء ملفتش نظرك اي حاجه ؟


- يعني انتَ اللي دفعت الفلوس اللي جابها عمي عشان جهازي 


- ايوه 


وقبل ما دماغك تروح لبعيد ده حقك وانا كنت هاخدها منك حتي لو مش هنتجوز الشقة دي انا ماجرها لكريم من ساعه ما دفعتلك حقها 


لانه كان عايز مكان يشيل فيه حاجات كمخزن ليه هو وابوه 


ودفعت حق واحده وهرجعلك اللي فوق ليكي وحقك وعشان تفضل شقتك طول عمرك ويكون فيها ذكرياتك مع عمتك و ذكرياتنا سوا ولو عايزه دي كمان ترجعلك باسمك ومش عايز


قاطعته هدير بأجمل نبرة عفوية


قد تفوهت بها طوال حياتها 


-  قاسم انا عارفه اني مقولتش كده قبل كده، قاسم انا بحبك 


لتنقطع الكهرباء فور انتهائها من كلمتها لتمسك هدير يد قاسم


" هو ايه اللي حصل "


- نحس ولعنه الحب في ذروتها واشعر انها الان تقترب


- انتَ بتقول ايه شغل كشاف تليفونك انا خايفة 


- اسكتي انتِ دلوقتي عشان باين انهم حضروا


- متهزرش يا قاسم انا بخاف شغل الزفتت


_____


💜🤍💜🤍


 تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا






تعليقات

التنقل السريع