رواية كبرياء صعيدي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم نورا عبد العزيز
رواية كبرياء صعيدي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم نورا عبد العزيز
كبرياء صعيدي
الفصل الســـــادس (6) بعنــــــــــوان " سطو القلوب "
~هناك سحر لم تجده لدي المنجمين، سحر فى عيون ليتك تهرب من النظر إليها قبل تسرقك~
جلست "عطر" بالشرفة صباحًا تفكر فيما حدث معها وشهامة "عيسي" معها، تذكرت موقف "عاصم" الذي أحبته بقلبها وأختارته لتكمل معه عمرها كاملًا ومع أول موقف جلبها إلي هنا لتُقتل، وموقف "نصر" الذي سلبها كل ما تملك بكل وقاحة وقذارة من رجولته المنعدم، دمعت عينيها بحسرة على ما حدث وضمت ذراعيها الإثنين إلى صدرها بقوة لتنكمش فى ذاتها، سمعت صوت ضجيج فى الخارج لتخرج من الغرفة على الصوت .....
طرق "نصر" باب الغرفة بقوة مرات متتالية وهو يصرخ بضيق شديد:-
-أفتحي يا عطر، أفتحي أنتِ فاكرة أن الباب دا هيمنعني عنك ... أفتحي دا أنا جوزك
سمعت "عطر" صوته من الداخل لتقف خلف الباب مُرتعبة خوفًا من هذا الرجل وكلما سمعت صوته تذكرت قسوته وممارسة للقوة عليها ، أبتلعت لعابها ذعرًا وهو يركل الباب من الخارج بقدمه ويصرخ بها:-
-بعد كل اللى عملتهولك يا عطر، دا أنا سترتك وغليتك ورفعت رأسك وسط الناس دا جزائي يا عطر، دا أنا وزنتك ذهب مشافتهوش واحدة من حرم النجع كلته، أفتحي يا عطر ....
تنهدت "عطر" بخوف وتحدثت من خلف الباب بذعر منه ولهجتها مُتلعثمة:-
-أنا مش عايزة ولا فلوس ورأسي اللى بتكلم عنها دي مرفوعة لوحدها بأخلاقي وشرفي غصب عنك، لكن أنت أزبل راجل أنا شوفته
بدأ يصرخ كالمجنون من حديثها ويحاول كسر الباب وهى تصرخ من الداخل بخوف وأبتعدت عن الباب للخلف، خرجت "خديجة" من غرفتها وهرعت إلى غرفة والدتها تقظها من نومها بعد شجار أخاها، خرجت "هدي" من غرفتها مع خروج "حنة" وهكذا "فيروزة" وهذا الثور الهائج يحاول الوصول لها بكل قوته مُستغلًا غياب "عيسي" عن البيت، لكن "فيروزة" كانت اسرع مما يتوقع وعادت إلى غرفتها مُرتعشة خوفٍ وأتصلت بـ "عيسي" بهلع لتقول:-
-ألحجنا يا عيسي، نصر جن على الأخر وبيكسر الباب على عطر
لم يتمالك أعصابه بعد أن سمع أنه يحاول الهجوم عليها من جديد ، فأنتفض من مقعده فى مكتب المزرعة الموجود فى الارض الزراعية وتجاهل وجود التجار الذين جاءوا لأخذ المحاصيل وهرع إلى الخارج ، صعد بسيارته وأنطلق كالمجنون بعد أن أغلق الهاتف....
جلب "نصر" مفتاح إصلاح إطارات السيارات الخاص به ، هرعت "خضرة" إليه بخوف منرد فعل "عيسي" على فعل ابنها ومسكته تمنعه من كسر الباب وقالت:-
-أهدي يا نصر بالله عليك يا ولدي، إحنا مش حمل غضب عيسي دا يرمينا كلتا برا الدار
دفع والدته بعيدًا وقال بصراخ:-
-بعدي ياما، كيف همله مرتي ، دا حجي وحلالي أنا وهو مالهوش صالح بيها ، مبجاش راجل لو هملته مرتي
أبعد "خضرة" عن طريقه بالقوة وبدأ يكسر مقبض الباب بكل قوته وكأنه يفرغ غضبه به، بدأت "عطر" تصرخ من الداخل بذعر خوفًا منه ودموعها شاركت نفضت جسدها فى التعبير عن خوفها من هذا الرجل، كسر مقبض الباب بنجاح لتهرع "عطر" إلى الداخل بخوف حين دخل إلى الغرفة، رمقها وهى تقف فى زاوية الغرفة وتبكي بانهيار تام مُرتدية بيجامة زرقاء حرير بكم وشعرها مُنسدل على ظهرها بحرية، أقترب منها كاللهب الذي يحرقها فقالت بخوف:-
-أياك تقرب مني أنا بحذرك أهو
وقف أمامها يتأملها ولمس وجنتها بأنامله بعيني ثاقبة كالمسحور بجمالها، أبتلعت لعابها بعبوس فقال:-
-أنتِ بتاعتي أنا يا عطر، لما جربت منك حسيت أنى مستحيل أعرف أجرب من ست تانية غيرك، أنتِ كيف السحر اللى سحرني وسرجني من الدنيا، على جثتك وجثتي تكوني لحد غيري أو أطلجك
دفعته بقوة من صدرته بصدمة ألجمتها من حديثه وهو يتحدث عن متعة معها فى حين أنه أغتصب روحها وجسدها عن أي متعة يتحدث وهو قتلها ببشاعته فقالت بمكر:-
-أنت زبالة وحيوان وأنا لو أشجع من كدة كنت قتلتك زى ما قتلتني
لم يتمالك أعصابه أكثر أمامها فصفعها بقوة على وجهها وكأنه أعتاد على تلذذ ضربها والقوة التي يمارسها عليها ومعه تشبع ذكوريته، لم يشعر برجولته وأنه رجل ألا عندما يستقوي علي هذه الضعيفة فصرخت بقوة ، جاءت "حنة" إليه بسرعة تضربه على ظهره حين قال:-
-أبعد عنها، قطع أيدك اللى تتمد عليها
دفع "حنة" بعيدًا لتسقط على الفراش، أخذ "عطر" بقوة وهى تصرخ معه حتى وصلت إلى باب الغرفة وتشبثت به بقوة تقاوم سحب "نصر" لها ، فقد فاض الأمر به ليسحب ذراعها بقوة من الباب ثم حملها على كتفه ونزل الدرج بها و"فيروزة" تضربه على ظهره بقوة وتقول:-
-أنت أتجننت يا نصر، عيسي مش هيرحمك على اللى عملته دا، هملها بجولك هملها
أنزلها "نصر" فى الأرض من تجمع النساء حوله وقال بأختنق:-
-لو أخوكي هيطردني برا الدار يبجي يطردني بمرتي، أنا راضي وفلوسي أنا خابر زين كيف أرجعها
كان مُتشبثًا بمعصمها بقوةحتى لا تهرب منه فقضمت يده بقوة ليصرخ من الألم وترك معصمها فهربت "عطر" للخارج منه خوفًا وخرج خلفها، ركضت مُسرعًا للخارج وتبكي بذعر وهى لا تعرف إذا أخذها للخارج ماذا سيفعل بها؟، توقفت فجأة حين ظهرت سيارة "عيسي" وهرعت نحوه ...
رآها "عيسي" تخرج من المنزل بملابسها وتبكي وخلفها "نصر" فأوقف سيارته ثم ترجل منها وهو يأخذ مُسدسه من تابلوه السيارة، أرتطمت بجسده تختبي به من هذا الوحش لتقول:-
-عيسي
طوقها بذراعه الأيمن يخفي ضألتها فى جسده العريض وحدق بـ "نصر" الذي توقف محله فور رؤيته لـ "عيسي" يلتقط أنفاسه، أبعد قفطانه المفتوح عن أكتافه ووضعه على جسدها يخفيه عن أنظار الجميع وحدق بوجهه، قلبه ينبض بجنون من الخوف مُنذ أتصلت به "فيروزة"، عينيها الباكيتين بدموعها التى لوثت صفاء أزرقها، ووجنتها التى تحمل أثر أصابع "نصر" من اللطم ورجفة جسدها، نظرت "عطر" إليه برجاء ونظرتها تترجاه أن ينقذها من هذا الوحش الذي سيقتلها إذا أخذها، رفع يده يجفف دموعها عن وجنتها بحنان وقال بلطف على عكس نيران صدره من الغضب:-
-متخافيش، جولتلك أنا وياكي متخافيش من حاجة واصل
أومأت إليه بنعم فأخذها فى يده وعاد إلى طريق المنزل لتبتلع لعابها بتوتر وعينيها تحدق بـ "نصر" فهمست إليه بفزع:-
-عيسي، أنا خايفة
لم يجيبها وبمجرد وصوله أمام "نصر" ضرب جبينه بمؤخرة مسدسه بقوة و ركل بطنه بقدمه بقوة ليسقط على الأرض لتفزع "عطر" من قوته وكأن كلمتها الأخيرة هى سبب هذا الغضب فكيف لها أن تخاف وهو هنا بجوارها وحاميها؟ وضع مسدسه فى رأس "نصر" وقال:-
-طلجها
تمتمت "نصر" بغضب قائلًا:-
-جولتلك على جثتي وجثتك أنى أهملك لعيسي
أطلق "عيسي" رصاصته الأول فى كتف "نصر" بغضب بركاني كأنه يطلق العنان لهذا الغضب دون أن يرجف له جفن أو يفكر لثانية مُترددًا، خرج الجميع على صوت إطلاق النار وحين رأت "خضرة" أبنها هرعت إليه، أختبأت "عطر" خلف ظهره وما زال ممُسكًا بيدها فى راحة يده وأرتجفت فزعًا من قوته، بنفس اللحظة الذي وصل فيها "خالد" فى سيارة أجرة مع والده "ناجي" بعد أن أخبره "عيسي" أمس بان يذهب ليحضر والده، وقف الجميع يشهد و"عيسي" يضع قدمه على كتف "نصر" المُصاب بجحود وقال:-
-مش هكررها تانية، طلجها بدل الرصاصة الجاية ما تكون فى فجلبك وهتبجي أرملة
كانت "خضرة" تتشبث بأبنها بخوف من غضب "عيسي" وقالت بتعجل ولهفة:-
-طلجها يا واد... طلجها
نظر "نصر" إلى "عطر" المُختبأة خلفه وقال:-
-صدجينى ما هتخلصش أهنا يا عطر... أنتِ طالج
صرخ "عيسي" فى رجاله وقال:-
-عبد الجواد
جاء "عبدالجواد" مُسرعًا إليه بلهفة وقال:-
-أمرك يا جناب البيه
تحدث "عيسي" بعبوس وقال:-
-شيل الزبالة دا وأرمي برا الدار وحسك عينيك رجله تخطي جوا الدار هقطع رأسك ورجله فيها
بصق ما فى فمه على "نصر" وأخذ "عطر" نحو الدار ليوقفه "ناجي" بغضب سافر قال:-
-هتطرد ولدي من بيت أبوه
ألتف "عيسي" إليه بدهشة ورفع حاجبه بمكر شيطاني وأمامه أفعال "نصر" مع "عطر" وأثر أصابعه على وجنتها مزقته وشعر بإهانة رجولته وهي فى حمايته ويدها التى ما زالت ترتجف فى قبضته تُثير غضبه أكثر من هذا الرجل فقال بإذلال:-
-شكل الخمر والنسوة سرجوا عجلك يا عمي، عشان دا داري مش دارك وأنتوا كلتكم ضيوف عندي ولما يبجي الضيف جليل الرباية يبجي يطرد طرد الكلاب
ألتف ولم يترك مجال للجدال معه، نظرت "هدي" إلى ابنها وهكذا "فيروزة" التى تبسمت رغمًا عنها من تصرف أخاها خصيصًا أنه سار نحو غرفة المكتب مُستشاطًا غضبًا لكنه ما زال ممسكًا بيدها ولم يتركها، هتفت "فيرزوة" بمزاح فى أذن والدتها قائلة:-
-ولدك شكله طب يا ست الحُسن
نظرت "هدي" إلى ابنتها ثم إلى باب غرفة المكتب بدهشة، ولج "عيسي" إلى غرفة المكتب فى ضيق ويتنهد بأختناق مُغمض العينين ليفتحهم ببطيء ورأي وجهها أمامه حين وقفت "عطر" أمامه وما زالت تضع قفطانه فوق رأسها وجسدها تخفي كامل جسدها وشعرها عن الأنظار رغم ظهور القليل من الخصال، ما زالت أثر دموعها يحتل جفنها فقال بهدوء:-
-فى أيه؟ عايزة حاجة تانية غير الطلاج
هزت رأسها بلا، أبتلع لعابه من جمالها كفراشة مُلونة أمامه وقال بحرج:-
-أمال جاية له؟ روحي على أوضتك
تبسمت بخفة رغمًا عنها ثم قالت بعفوية:-
-كان نفسي
رفع حاجبه لها وقال بهدوء:-
-وحد ماسكك ما تروح، يلا همليني لحالي
ضحكت بخفة عليه وهو لا يشعر بنفسه وهو مُمسكًا بيدها طول هذا الوقت وكأن يدها قطعة من جسده ثم رفعت يدها إليه ويده مُحتضنها بأحكام وقالت:-
-أه ماسكني يا عيسي
أنتفض وكأنه أسترد وعيه وترك يدها سريعًا بحرج منها وقال:-
-متواخذنيش
ضحكت "عطر" عليها بخفة روحها ثم قالت بجدية وعينيها تحدق به مباشرة بشجاعة:-
-شكرًا يا عيسي أنك خلصتني منه وأنك جيت فى الوقت دا، أنا معرفش لو مكنتش جيت كان ممكن يعمل فيا أيه؟
رمقها فى صمت يتأملها ولا يعرف عما تشكره وقلبه من أجبره على فعل ذلك وكأنه مُغيب عن الوعي وعقله نائمًا أمام مشاعر قلبه القوية التى تركض نحوها بقوة، خجلت "عطر" من نظراته العالقة بها بجراءة دون حياء وتنحنحت بحرج ثم قالت:-
-عن أذنك وشكرا كمان مرة
هز رأسه بنعم لتغادر من أمامه لكن بعد مُغادرتها أنتبه أن عطرها لم يغارد المكان ما زال عالقًا فى الهواء الذي يتنفسه، رفع يده يمسح فمه ولحيته بحيرة من أمره مُتمتمًا:-
-وبعدهالك يا عيسي أنت.....
توقف عن الحديث حين مرت يده على فمه ووجد عطرها عالقًا بيده فظل يشم رائحتها بلطف هائمًا بها ليُدرك أن تلك الصغيرة علقت بداخله كالسحر وقد فهم موقف "نصر" مع هذه الفتاة، فكل من رآها سٌحر بها وكأنها أدمان أو جنية تسرق قلب كل من يراها، وقد وقع هو الأخر بها فتنهد بحيرة من أمره وماذا يفعل أيكابر ويعاند هذه المشاعر التى تحتله؟ أم يذهب إليها ويأخذها إليه حتى وأن كان الأمر بالقوة؟....
________________________
كانت "خضرة" بغرفتها تضرب قدميها بيدها من هذا الحظ وطرد "نصر" من البيت أمام الجميع مذلولًا فهتفت "خديجة" بضيق:-
-هسكتي على أكدة ياما ، البت دى السبب يالهوي شوفتي عيسي بيعمل عشانها أيه
دفعتها والدتها بعيدًا عنها وقالت بأغتياظ شديد:-
-دا اللى أنتِ فالحة فين عيسي وزفت، أرتاحي يا حيلة أمك عيسي مهيرفعش عينه فيكي
قوست "خديجة" شفتيها بضيق من حديث والدتها وقالت بتذمر:-
-بتجولى أكدة ليه ياما، دا بدل تطيبي خاطري
ضربت "خضرة" يديها الإثنين ببعضهما بسخرية وقالت بانفعال:-
-ياختى ألا ما بصلك وأنتِ جاره هيبصلك دلوجت بعد ما جت ست الحُسن والجمال ولا أنتِ عبيطة جوي أكدة ومشافيش عينيه بتلمع كيف جصادها ، يا بنت الهبلة دا مطلجها من اخوكي عشان ياخدها له ... جومي ، جومي يا خيبة أمك خليني أفكر فى اللى جاي أهم بكتير من خيبتك وووكستك
تأففت "خديجة" بغضب وقلبها يشتعل نارًا من الكره والحقد النابع من غيرتها التى تلتهم صدره كاملًا ، وكرهها يزداد أكثر إلى "عطر" وعقلها يصور لها أن هذه الفتاة سرقت حبيبها منها وحُب عمرها، خرجت من الغرفة غاضبة وتركت "خضرة" تفكر بشرود فيما حدث فبدأت تُتمتم مع نفسها:-
-بجي حتة عيلة تجلب كل الموازين على رأسي، تطرد وولدي مكسور ورأسه محنية وتكسر جلب بنتي، ماشي يا عطر مبجاش خضرة الحشاش لو ما خدت حجي منك وعيسي دا مهيعرفش يعملك حاجة ولا ينجدك من تحت يدي والأيام وما بينا يابنت المصراوية
_________________________
كانت "هدي" جالسة بغرفتها حزينة مُرتدية الأسود بعد وفأة زوجها تحمل المصحف بين يديها وتقرأ به والدموع تتغرغر عينيها، قاطعها صوت دق الباب فهتفت بهدوء قائلة:-
-أدخل
فتحت "فيروزة" باب الغرفة بلطف ودلفت ببسمة خافتة وكانت خلفها "عطر" ، رمقتهما "هدي" فى هدوء ثم أغلقت المصحف ونزعت نظارتها وقالت:-
-تعالي يا فيروزة
تحدثت "فيروزة" بلطف قائلة:-
-ممكن نخرج أنا وعطر نروح المحافظة هنجيب شوية لبس كدة عشان عطر وكمان ناجصها حاجات كتير وتعبت من حاجاتي وبتستحي مني
رمقتهما "هدي" بهدوء، وكانت "عطر" خجولة من هذا الطلب خصيصًا أنها لا تملك المال لشراء شيء أو الخروج من المنزل فقالت بهدوء:-
-خلاص جولي لأخوكي ولو وافج روح بس متعوجوش
أومأت إليها بنعم، وأخذت "عطر" من يدها بلطف وخرجوا معًا لتقول "فيروزة" بعفوية:-
-متجلجيش عيسي هيوافج، هو شديد شوية بس جلبه طيب ومش هيرفض
توقفت "عطر" بمنتصف البهو بحرج ومسكت يد "فيروزة" بهدوء، نظرت "فيروزة" لها فتنحنحت "عطر" بخجل شديد ثم قالت:-
-فيروزة، انا مش عايزة أكون ثقيلة عليكم ولا أشيلكم حملي وهمي، أنا مش عايزة أخرج
تبسمت "فيروزة" بهدوء وأقتربت خطوة من "عطر" ثم قالت بهدوء:-
-ليه بتجولي أكدة أنتِ حتة مننا مش غريبة، أنتِ جصدك على الفلوس صح
طأطأت "عطر" رأسها بحرج فضحكت "فيروزة" وأخذت يديها إلى المكتب بعفوية ثم دخلت بمرحها فكان "عيسي" جالسًا فى المكتب منشغلًا بأعمال حتى دق الباب ليرفع رأسه بجدية ورأى وجه أخته تبتسم أمامه قائلة:-
-ممكن أدخل
أومأ إليها بنعم فدلفت إلى المكتب وهى تسحب "عطر" خلفها بالقوة، نقل نظره إلى "عطر" الخجولة وهى مُتحاشية النظر إليه كليًا، ترك القلم من يده وعاد بظهره إلى الخلف بأسترخاء فتبسمت "فيروزة" حين وصلت أمام المكتب وقالت:-
-عيسي، أنا جصدي يعنى إحنا كنا عايزين نخرج شوية نشتري شوية حاجات لينا ولبس وكدة يعنى
رفع "عيسي" حاجبه بدهشة وقال بجدية:-
-واااا ومن ميتى بتطلعي لحالك يا فيروزة
قوست "فيروزة" حاجبيها بترجي وقالت بعفوية:-
-عشان خاطري يا عيسي كمان عطر محتاجة حاجات متنساش أنها جيت من غير حاجاتها وبصراحة هى بتستحي تطلب منى
نظر إلى "عطر" التى ردت سريعًا قائلة:-
-لا، شكرصا أنا مش محتاجة حاجة
تنحنح "عيسي" بهدوء وأخرج محفظة نقوده ليسحب منها بطاقته البنكية وقال بحنان:-
-خدي يا فيروزة وأشتري كل اللى نفسكم فيه بس خدي مصطفي وعبدالجواد وياكم
أومأت إليه بنعم وألتفت لكي تغادر وهى تحدث "عطر" بحماس:-
-شوفتي هنشتري كل حاجة
همست "عطر" إليها بحرج وقالت:-
-لا أنا مش هشتري حاجة، أنا مش عايزة أكلفكم كفاية تعباكم وأنكم مقعديني معاكم
لم تجيب "فيروزة" فقاطعها صوت "عيسي" الذي تحدث بلهجة قوية وخشنة:-
-فيروزة، هملينا لحالنا
ألتفت "عطر" إليه بعد أن غادرت "فيروزة" لتراه يقف من مكانه ويلف حول المكتب حتي وصل إلى "عطر" لتقول:-
-فى حاجة؟
رمقها "عيسي" بنظرة هادئة تزيد من خجلها مما جعل وجنتيها تتورد بحمرتها، تمتم "عيسي" بلهجة لطيفة:-
-جولتي ايه؟ أنا سمعتك
تنحنحت "عطر" بخجل ثم قالت:-
-قولتك كتر خيركم مقعديني معاكم هشيلكم كمان همي
وضع "عيسي" يديه الإثنين خلف ظهره وقال بحدة:-
-كتر خيرنا!! وبعدين لو مشلتش هم خطيبتي اللى هتبجي مرتي هشيل هم مين؟
رفعت رأسها إليه بدهشة من كلمته وأتسعت عينيها من ذهوله ثم قالت بتلعثم:-
-أنت قولت أيه؟
لم يقوي على النظر لهذا الزوج من العيون دون ضمها، بمجرد ان ترفع عينيها بيه يشعر برغبة فى ضمها والاستماع لضربات قلبها وأنفاسها، تحدث بهدوء:-
-جولت خطيبتي، أنتِ مش خطبتني سابج ولا هنرجع فى كلامنا بجى
أبتلعت "عطر" لعابها بحرج منه وقالت بتذمر:-
-أنا كنت بهزر معاك
أقترب "عيسي" منها خطوة أكثر لتسير القشعريرة فى جسدها وينتفض جسدها خجلًا حين سمعته يقول:-
-وأنا مبهرزش والكلمة عندي وعد، وأعملي حسابك تخلص عدتي وهكتب عليكي أعتبريها فترة خطوبتك ، ومن هنا ورايح أنتِ مسئولة منى وطلباتك اوامر وحسك عينك أسمعك تقولي تجيلة دى أنتِ بنت عائلة الدسوقي يعنى هانم بنت باشاوات وخطيبة الكبير عيسي الدسوقي
لمس ذقنها بلطف يرفع رأسها مُتابعًا الحديث:-
-يعنى رأسك دي تفضل مرفوعة ما عاش ولا كان اللى يحنيها فاهمة
شعرت "عطر" برجفة جسدها أمامه ومن رقة حديثه معها فأومأت إليه بنعم بهدوء ثم غادرت فى صمت ولم تعارضه وهى لا تصدق بأنه يتخذها خطيبة له الآن.....
___________________________
تحدث "نصر" مع اخاه "خالد" فى الهاتف يقول:-
-جولتلك ما ههملش حجي ولا مرتي لعيسي ، خليك بس عيني فى الدار ومعاوزش منك حاجة يا خالد غير أنك تعرفي أول ما عطر تطلع من الدار وسيب الباجي عليا أنا
أغلق الهاتف مع "خالد" بغضب سافر يتملكه وهو جالسًا داخل منزل صغير لأهل والدته ، نفث دخان سيجارته بأختناق وهو يتمتم بنيران الغضب:-
-والله ما هفوتهالك يا عيسي ومرتى هرجعها وبكرة تعرف مين هو نصر الدسوقي
لم ينهي كلمته ورن هاتفه من جديد باسم "خالد" فقال بضيق:-
-ايه تاني؟
نزلت كلمات "خالد" كالصاعقة على صدره التى فزعته من مكانه وهو يقول:-
-خرجت ، أنت متأكد أن عطر طلعت من الدار؟
خرج من المنزل غاضبًا وهذا الغضب ممزوج بسعادة وفرحة الأنتقام وأغلق الهاتف مع أخاه وأنطلق فى طريقه .....
________________________
ترجلت "عطر" من السيارة مع "فيروزة" وكان معهم "مصطفي" مساعد "عيسي" ودلف إلى أحد المولات التجارية وبدأوا يتجولوا بين المحلات واشتروا الكثير من الأغراض بسعادة تغمرهما و"مصطفي" يسير قربهما ليظلوا تحت أنظاره، ذهبت "فيروزة" إلى دورة المياه وتركت "عطر" أمام محل ملابس، نظرت "عطر" إلى محل ملابس حريمي ودلفت لتشتري بعض الأغراض الشخصية، كانت تنظر بحرج قبل أن تأتي "فيروزة" لترتطم بأحدهما من الخلف فألتفت لتقول:-
-أنا أسفة مأخدتش بالي
صُدمت من السيدة عندما نكزت فى كتفها بقوة وصرخت بانفعال على غير المعتاد فى موقف مثل هذا:-
-أسفة ايه وزفت أيه؟ أيه اتعميتي
تنحنحت "عطر" بحرج من صراخها أمام العاملات وقالت:-
-بقول لحضرتك أسفة محصلش حاجة لكل دا
كزت السيدة على أسنانها وذهبت بنظرة أنتقامية، تركت "عطر" كل شيء بيدها وخرجت من المحل ولم تجد "مصطفي" أو "فيروزة" ....
جاءت "فيروزة" إلى المكان التى تركت به "عطر" ولم تجدها وكان "مصطفي" واقفًا محله فسألته بقلق:-
-فين عطر؟
أشار إليها على المحل لتدخل لكنها لم تجد أثر لـ "عطر" وعندما سألت العاملة قالت بهدوء:-
-كانت هنا وشوية ستات أتخانقوا معها فخرجت
شعرت "فيروزة" بقلق شديد وخصيصًا بعد شجار السيدات معها فخرجت تبحث عنها بقلق وخوف من أخاها و"عطر" لم تعرف شيء هنا وإلى أين ذهبت ومع مرور الوقت والبحث الطويل منها مع "مصطفي" ولم يجدوا أثر إلى "عطر" وأيضًا ليس لديها هاتف فأستسلمت للأمر وحلها الوحيد الذي تعرف الأتصال بأخاها فرنت على "عيسي" .......
فزع من فراشه بعدأن سمع صوت بكاء "فيروزة" وقال:-
-أنتِ بتجولي أيه؟ يعنى أيه أختفت يا فيروزة؟ خليك محلك وأنا جاي
خرج من الغرفة كالمجنون وعقله لا يستوعب أن أصابها شيء وكل ما يفكر بها أنها خرجت من منزله وبالخارج هناك "نصر" يسعى للأنتقام منها .......
وللحكـــايــــــــــــــــــــة بقيـــــــــــة ............
كبرياء صعيدي
الفصل الســـــابع (7) بعنــــــــــوان " المسئولية تلد الحُب"
~هناك سحر لم تجده لدي المنجمين، سحر فى عيون ليتك تهرب من النظر إليها قبل تسرقك~
ظلت "فيروزة" تبحث فى كل مكان فى المركز التجاري عن "عطر" تبحث عنها كالمجنونة ربما تجدها، وصل "عيسي" بعد ربع ساعة تقريبًا من سرعة سيارته فركضت "فيروزة" إليه خائفة وقالت بقلق:-
-هنعمل أيه يا عيسي؟ أنا جلبت عليها المكان وكل المحلات
نظر "عيسي" بضيق وقلق إلى "مصطفي" وصرخ بغضب قائلًا:-
-وأنت كنت فين عشان تختفي من تحت عينيك؟
كاد أن يتحدث "مصطفي" بقلق حتى قاطعه رنين الهاتف فقال بضيق:-
-روحي استنيني فى العربية يا فيروزة وكفاياكي بكي هنلجيها
وضع الهاتف على أذنه بضيق وقال كلمة واحدة دون ان يستمع لحديث الطرف الأخري:-
-شوية وهكلمك
أغلق الهاتف وذهبت "فيروزة" إلى السيارة تنتظره كما أمرها، تلقي هاتفه رسالة من البنك تخبره أنه تم سحب مبلغ من المال من بطاقته البنكية فتنهد بهدوء وقال:-
-تبجي بخير، غور دور عليها فى المحلات هتلاجيها هنا ولا هنا
صعد "عيسي" للطابق الأخر يبحث عن "عطر" بنظره و"مصطفي" بالطابق الأول ، توقف محله دقائق بهدوء يلتقط أنفاسه بأرتياح بعد أن رآها تخرج من محل خاصة بالحجابات، ذهب إليها بغضب سافر من تركها ليد "فيروزة" وقال بضيق:-
-كنتي فين؟
دُهشت من وجوده أمامها وظلت صامتة لم تستوعب أنها تراه هنا، تحدث بجدية أكبر قائلًا:-
-بجولك كنتي فين ؟
تنهدت بهدوء غير مستوعب لشيء ولا تعلم سبب عصيبته الزائدة لكنها مُقدرة لغضبه فقالت بنبرة هادئة تحتوي غضبه:-
-كنت بشتري خمارين عشان معنديش أخمرة هنا غير اللى عليا
نظر إلى عينيها الخائفتين من غضبه نبرته القاسية فتنهد بهدوء محاولًا تهدا روعته أمامها فقال بضيق:-
-جبتي اللى عايزاه
اومأت إليه بنعم فقال بضيق:-
-طب يلا
تقدم فى السير أمامها لتسير خلفه تراقبه وهو يتحدث فى الهاتف لتدرك أنه يُحدث "مصطفي" على الطرف الأخر، رأي مجموعة شبابية مكون من اولاد وبنات الجامعة يسيرون تجاههم فألتف إليها وأخذ يدها فى قبضته كطفلته التي يخشي أن يفقدها فى زحام المارة، نزل معها السلم الكهربائي وهى تحمل الأكياس فى يدها، رآها تنظر إلي مكتبة كتب ونظرها لم يفارقها حتى مع نزول السلم فأغلق الهاتف مع "مصطفي" قائلًا:-
-أسبجني أنت على العربية
أغلق الهاتف ووضعه فى جيب عبائته وترجل من السلم معها فقال:-
-تعالي
ألتف إلى حيث المكتبة ودلف بها فشعرت بقشعريرة فى جسدها وعشقها للكتب وقراءة تسللوا إلى داخلها فظل يتنقل بين الأرفف ويده مُتشابكة بيدها مُنتظر أن تعلق عينيها بأحد الكتب، لكنها لم تطلب شيء ولم تظهر إعجابها ورغبتها بشيء فقال بهدوء:-
-لو عايزة حاجة اشتريها
هزت رأسها بحرج نافية رغبتها فى اى شيء يكفي ما جلبته "فيروزة" لها، ترك يدها تتجول وحدها وأرسل لـ "فيروزة" رسالة بأن تأتي لأجل هذه الفتاة الخجولة، رقتها وعزة نفسها تمنعها من طلب شيء منه فظلت تتجول بين الكتب فى صمت حتى جاءت "فيروزة" فقال بلطف إليهما وهو يرفع هاتفه أمام أعينهما:-
-يلا معاكم 5 دجائج بس تشتري اللى عايزينه على حسابي بس بعد الخمس دجائج أنتوا اللى هتحسابوا
تحمست "فيروزة" وأخذت صندوق الشراء وبدأت تجمع الكثير من الكتب بحماس والأدوات المكتبية وهى تقول:-
-يلا يا عطر أشتري قد ما تجدر دى فرصة مبيعملهاش غير مرة كل شهرين ثلاثة
تنحنحت "عطر" بلطف وأخذت كتابين فقط وأكتفت بهما ليبتسم "عيسي" عليها فمهما فعل عزة نفسها وكبريائها يمنعوها من طلب أى شيء أو الطمع بشيء، أدرك ان هذه الفتاة كجوهرة ثمينة لا تغريها المجوهرات ولا يجذبها المال، دفع ثمن الأشيءا التى أشترتها "فيروزة" مع الكتابين التى أخترتهم "عطر" وخرج معهم ودخل إلى محل إلكترونيات وقال:-
-أختري التليفون اللى يعجبك
تنحنحت "عطر" بحرج فقال بجدية ولهجة أمر لا نقاش له:-
-أختري تليفون ما أنا مش كل ما تخرجي هجري أدور عليكي
أومأت إليه بحرج ثم أخترت هاتف بسيط لتمنعها "فيروزة" بضيق قائلة:-
-جرا ايه يا عطر، جولنالك أنك مننا وزيك زي فى البيت دا، أنتِ ناجص تدفعلنا تمن نومتك
سحبت من يدها الهاتف وأخترت هاتف سامسونج بشاشتين مطويتين وقلم بلون وردي يليق بهذه الفتاة الوردية الجميلة فقالت بجدية هامسة فى أذنها:-
-هتحتاجي لابتوب صح؟
نظرت "عطر" إلى "عيسي" بحرج وقالت هامسة إليه:-
-أنا كلفتك كتير يا عيسي
لم يجيب عليها وطلب من الموظف أن يحضر له جهاز كمبيوتر محمول (اللابتوب) بأعلى إمكانيات وجودة وسماعة رأس وردية على شكل قطة ودفع تكليفتهم وغادر معهما، فتح "مصطفي" باب السيارة الخلفي لتصعد "فيروزة" وبجوارها "عطر" وصعد هو بجوار "عيسي"، رآهم "نصر" من سيارته ليضر المقودة بقوة من وجود "عيسي" معهم وكأن كل خططه دهست تحت إطار سيارة "عيسي" .....
________________________
وقفت "عطر" بحماس ورقة روحها أمام "حنة" تُريها ماذا جلبت من فساتين جديدة وأحذية فقالت بلطف:-
-بصي دا الفدريس دا أخترته فيروزة مع أن لونه مكنش عاجبني خالص
نظرت "حنة" إلى الفستان الأخضر الفضفاض وبأساور من المعصم برابطة جميلة وبه بعض الفراشات الصفراء من الأسفل لتقول "حنة" بخباثة شديدة وعينيها تراقب ملامح "عطر":-
-فيروزة اللى أخترته، مع أنك مبتحبيش اللون الأخضر بس سمعت ان عيسي بيحب الأخضر
تنحنت "عطر" بحرج وخجل لتتورد وجنتيها ثم ذهبت لتجلس قرب "حنة" وقالت بلطف هامسة من الخجل:-
-حنة، تفتكر ... يعنى قصدي هو
ضحكت "حنة" بعفوية على ربكة "عطر" ولعثمتها فى الحديث حتى انها لم تستطيع تجميع جملة واحدة مفهومة وواضحة ثم ربتت على كتفها بدلال وقالت:-
-أتكلم يا عطر متكسفيش منى، أنتِ حبيته؟!
أبتلعت "عطر" لعابها بأرتباك وتحدثت بتعجل تنفي هذ الحديث:-
-لا ، لا يا حنة محصلش ، أنا بس استجدعته مش اكتر
فركت "حنة" ذقنها بلطف وعينيه ترمق "عطر" وعينيها التى تتحاشي النظر إلى وجه "حنة" فقالت:-
-أمممم قولتلي بقي، لا والصراحة هو جدع ورجل أنا مشوفتش منه قبل كدة حتى أبوكي الواطي
رفعت "عطر" نظرها إلى "حنة" بضيق لتتابع الحديث بحدة:-
-مش قصدي بس هو عملته السوداء سبب وجودنا هنا، ياختى متفهماش هو أزاى بالندالة دى ومن العيلة دى
-الله يسامحه ويسهله يا حنة
قالتها "عطر" بحرج ووقفت لترتب الملابس فى الدولاب فضحكت "حنة" على فتاتها التى تقف على حافة الحُب من رجل صعيدي....
___________________________
كان "ناجي" جالسًا فى أحد الفنادق السياحية فى الأقصر هاربًا من بلده بعد أن خسر كل ما يملك لصالح "عيسي" الذي أستولى على كل شيء، جاء إليه رجل ماكر بشخصية ذات نفوذ قوية فى الستينات من عمره يرتدي بدلة سوداء مع قميص رمادي ويقف خلفه حراس شخصيين وقال:-
-عملت ايه؟
-شوية أدينى شوية وجت
قالها بأرتباك ليجيب عليه "حامد" بنبرة حادة:-
-شوية ايه!! ناجي لو مش جد الشغلانة دى جولي من اولها إحنا مبنهزرش ومفيش حاجة أسمها أدينى وجت، كيف ما انت طلبت تخلص من أبوك فى ليلة ومجولتلكش شوية وجت، أنا كمان عايز شغلي فى وجته ميتجاليش شوية، متأخدش مصلحتك وتنخ
تنحنحت "ناجي" بضيق مما حدث ونظر حوله بخوف بعد أن ذكر "حامد" جريمة قتله لوالده وأخاه ثم قال بجحود:-
-أصبر يا حامد بيه، اللعبة كلتها أتغيرت لما المال كلته أتكتب باسم عيسي، أنا معيش تمن الكأس اللى بشرب هجيب منين 5 مليون جنيه أشيل بيه أثار
تبسم "حامد" بمكر ثم مسك "ناجي" من عنقه وجذبه نحوه لتتقابل عيونهم فى نظرة مُرعبة وقال:-
-أسمع شغل العيال الصغيرة دا ميجيش معايا، أنت عملت شغلانة عشان تلاجي فلوس وتكبر يبجي تدفع تمنها فاهم دا مش لعب عيال وأنا مهصبرش عليك كتير معك لأول السبوع يا الفلوس تبقي عندي يا أما هأخد روحك مكان فلوسي
تركه "حامد" على طاولته ونظر إلى الحراس وقال بسخرية:-
-متحاسبهوش على الكأسيين خلوله الفلوس يروح بيها
أومأ إليه الرجال وذهبه مما جعل "ناجي" يشعر بالغضب السفر من معاملة "حامد" له وكل هذا بسبب والده "عبدالحكيم" و"عيسي" الذي أخذ كل شيء منهم بالقوة...
___________________________
داخل شقة فى المدينة تطل على كورنيش النيل، كان "خالد" جالسًا على الأريكة ببنطلون فقط وصدر عاري ويمسك فى يده سيجارته ينفث دخانها وبجواره فتاة "رؤية" تنام على الأريكة ورأسها على قدمه مُرتدية بيجامة بيتي قطني باللون الأزرق تشبه عينيها الزرقاء وشعر برتقالي قصير ناعم يصل إلى عنقها رغم كثافته ويديه تغلغل بين خصلات حريرها فتمتمت بنبرة دافئة:-
-روق يا حبيبي بكرة كله يتحل
تنهد "خالد" بضيق شديد ثم قال:-
-أروج كيف يا رؤية، دا أنا الوحيد اللى طلعت ذكي وكأني كنت حاسس أن اليوم دا هيجي واشترت الشجة دى، كان زماني مرمي فى الشارع كيف نصر ولا كيف أبويا اللى معهوش جنيه فى جيبه
أعتدلت "رؤية" فى جلستها جواره ورفعت يديها إلى وجنتيه الناعم دون لحية تداعبها بدلال وقالت:-
-قولتلك يا خالد مش يوم ما قولتلي أن جدك مش همه حد غير عيسي وأنا قولتلك خاف من العجوز دا
رفع يده الأخري إلى عنقها يتأملها بعينيه ويديه تحتضن عنقها الناعم ببشرتها البيضاء وقال بنبرة هامسة:-
-أنا خوفت وعملت حسابي فى كل حاجة حتى فيكي يا رؤية، أنا عمري ما هنسي أن الراجل العجوز دا رفض يجي ويايا عشان يكبرني ويشرفني جصاد أهلك، أنتِ أحلي حاجة فى حياتي يا بت
تنهدت "رؤية" بهدوء بوجه عابس ثم قالت:-
-أنا عارفة أنه مش وقته يا خالد بس مش شايف أن خلاص جدك مات يعنى ممكن أرجع لأهلي وتيجي تطلبني منهم
قبل جبينها بإمتنان ثم نظر إلى عينيها وقال:-
-يا بت ما أنت كاتب عليكي رسمي وأنتِ مرتي وجايبلك شجة ومديكي كل حجوجك أنتِ فاكرة لو رجعتي لأهلك فى الجيزة بعد ما غبتي عنهم سنتين هأخدوكي بالأحضان، أنسيهم يا رؤية، أنسيهم عشان سلامتك ، خوف عليكي يا بت مش أكتر
أومأت إليه بنعم ووضعت رأسها على كتفه بحنان تختبي به من هذا العالم فوضع سيجارته بين شفتيه، قالت بهدوء شديد:-
-هتعمل أيه مع عيسي؟ هتسيب له البيت ومالك
نفث دخانه بأختناق ثم قال بزمجرة ونبرة انتقامية:-
-أسيب مالي لعيسي مستحيل على موتي
وقف من مكانه وأرتدي تيشيرته ثم دلف إلى غرفة النوم فتح دولاب الملابس وكان بداخله خزينة كبيرة الحجم فتحها وكانت مليئة بالأموال فأخذ حزمتين ووضع حزمة على الفراش ثم أغلقها ليري "رؤية" تجلس على الفراش تمدد جسدها فقالت:-
-هتمشي؟
تبسم وهو يلتف إليها وقال:-
-هجيلك تاني، الفلوس دى خليها وياكي لو أحتاجتي حاجة وكيف ما جولتلك
تمتمت بضيق من كلماته التى حفظتها طيلة فترة زواجها منه:-
-مفيش خروج من البيت ولو أحتجتي حاجة خلي البواب يجبهالك، حافظة يا خالد
ضحك بلطف على فتاته الجميلة المُدللة لتبتسم بدلال وهى تمد يدها إليه بعفوية وقالت بنبرة هامسة مُثيرة:-
-خليك معايا شوية يا خالد، أنت وحشاني يا روحي
تبسم إليها وهو حائرًا أيركض إليها والعشق يشعل نيرانه بداخله لهذه الفتاة أم يذهب إلى أخاه المُنتظر ،وبنهاية المطاف أمام دلالتها وضربات قلبه الجنوني بها لم يقوى على الرحيل بعيدًا عنها فذهب نحوه مُبتسمًا وعينيه تتلألأ ببريق العشق الذي يغمره من رأسه إلى أخمص قدمه كالمسحورًا بسحر العشق .........
__________________________
كانت "عطر" واقفة مع "ذهب" فى المطبخ يصنعون الغداء معًا فقالت "دهب" بجدية:-
-لا ما هو سيدي نصر كان متجوز واحدة بنت ناس من كبار البلد الأول أتجدمها أبويا عبدالحكيم عشان سيدي عيسي بس أهلها رفضوها جالوا لا سيدي عيسي شديد وخافوا على بنتهم منه وعشان حديد الناس وميتجالش أن فى واحدة رفضت سيدي عيسي الدسوقي اللى بنات البلد كلتها تتمنى نظرة منه خدوها لسيدي نصر أول شهر كانوا كيف العصافير وسيدي نصر مجولكيش عليه كياد كان يجي جدام سيدي عيسي ويجوم أي بجي
تمتمت "عطر" بضيق من ضجة "ذهب" وحديثها الذي يصبب الصداع لها قائلة:-
-اي يا ست دهب
ألتفت "دهب" إليها تاركة الطعام من يدها وقالت وهى تضرب يديها ببعضهما:-
-أهو بجي يجى جصاد سيدي عيسي ويجعد يدلع ويهنن فيها بيكيده بس شوفي بجي يشاء ربنا أن البت متحبهوش رغم كل الدلع دا وأخدت حبوب منع الحبل عشان متحبلش منه ولما عرف فضحها فى الدار ورنها عجلة موته مخلصهاش من يده غير سيدي عيسي وبعدها بجى فى الطالعة والنازلة نسمع صوتها من فوج بتصرخ يا حبة عيني من التور اللى كان وياها ... سامحني يا رب أنا مبحبش أجيب فى سيرة حد بس أنا جولت أحكيلك أفضفضلك وبالمرة تخلي بالك لأحسن اهنا فى شوية تعابين وأولهم ستي خضرة دى نار يابا عليها لو جربتي منها تحرجك كيف النار وتبخ سمها فيكي هى اللى كانت مجوية جلبه على اللى عمله فى البينة ، ياريتها جت على الضرب دا فى الأخر بدأت تجوله مرتك بتبص على عيسي ويالهوي على اللى حصل يومها لا يتشاف ولا يتحكي
كانت "عطر" تستمع لهذا الحديث وهى تُعد طاجن السمك بعد أن تركت "دهب" الطعام وأهتمت بالحديث فقط، حتى أنهت حديثها فقالت بضيق من الصداع:-
-كويس أنه لا يتحكي ، خدي حطي الطاجن فى الفرن وأقلي السمك وأنا اللى غلطانة أنى جيت أساعدك ، أعمليلي بقي كوباية نسكافية وجبهالى الجنينة ويارب أعرف أذاكر لي كلمتين بعد الداع اللى جبتهولي
مسكتها "دهب" من يدها بدهشة وقالت:-
-خدي أهنان أنتِ هتطلعي للجنينة والرجالة جاعدين فيها، دا كان سيدي عيسي يجطع رجبتك ويدفنك حي
أتسعت عيني "عطر" على مصراعيها بدهشة من حديث "ذهب" وقالت بصدمة ضائقة:-
-يا لهوي على لسانك بعد الشر عني، الملافظ السعد يا دهب ، وبعيد مالكيش دعوة لما يجي يدفني حية متبقيش تحوشي عني ياخراشي عليكي.. أخلصي وأنكزي
خرجت من المطبخ وأخذت أجندة من فوق السفرة وخرجت للخارج جلست على المظلة فى الحديقة وفتحت اللابتوب وبدأت تبحث عن محاضراتها وهى فى سنتها الثانية فى الكلية، نقلت القليل منها حتى تعبت فجاءت "دهب" إليها بكوب النسكافية ومعه بسكويت فقالت:-
-لزومه ايه تعب الجلب دا ما سيدي عيسي عنده طابعة فى المكتب أدخلي أطبعي اللى عايزاه
قالتها وهى تأكل من البسكويت فرمقتها "عطر" بدهشة من تصرفاتها وهى تتعيش وتتعامل معها على أنها من العائلة لكنها ترحب بمعاملة "دهب" التى تشعرها أنها تملك صديقة هنا وشخص يشاكسها بمرحه فقالت بضيٌ:-
-أنتِ جايبة البسكويت عشان تأكليه
أخذت "ذهب" واحدة أخرى وهى تقول:-
-الحج عليا جولت أجبلك حاجة تسليكي وتخليكي تركزي شوية
ذهبت "ذهب" إلي الداخل وفكرت "عطر" فى طباعة الورق خصيصًا أن لديها الكثير من المحاضرات المتأخرة، حفظت الملفات والصور حتى رأت سيارة "عيسي" تدخل من بوابة المنزل مع أذان المغرب، رآها "عيسي فأوقف سيارته قرب المظلة وترجل من السيارة ثم سار نحوها لتعتدل "عطر" فى جلستها بحرج حتى وصل أمامها وجلس فى مقابلتها، نظر إلى الأجندة ثم إليها فقال:-
-أي دا
تنحنحت "عطر" بهدوء قبل أن تبدأ الحديث معه ثم جمعت شجاعتها وقالت:-
-عيسي أنا عايزة أتكلم معاك فى موضوع ممكن ولا هعطلك
أومأ إليها بنعم ثم قال:-
-جولي
أغلقت شاشة الكمبيوتر ويديها تحتضن كوب النسكافيه ثم قالت:-
-أنا كنت عايزة أرجع القاهرة
أتسعت عينيه على مصراعيها مما سمعه وشعر بوخزة فى قلبه من فكرة رحيلها لكنه تحل بالصمود وتعابير وجهه الباردة التى تخفي ما يحدث بداخله من ربكة وقلق ثم قال:-
-ليه؟ أنا مش جولتلك متطلبيش الطلاج وتيجي تجوليلي أرجع مصر
تحدثت بنبرة خافتة هادئة قبل أن يثور عليها:-
-مش عايزة أرجع بس أنا طالبة فى تانية كلية يا عيسي وضاع منى سنة مرة بسبب بابا مش معقول هفضل عمره كله طالبة أنا عايزة أتخرج وانجح عشان أعرف أشتغل وأشوف حياتي، أكيد مش هفضل الباقي من عمرى محبوسة فى بيت أكبر إنجازاتي أنى أدخل مطبخ أعمل أكلة مع رغي دهب
تنهد بهدوء من حديثها وهى لديها كل الحق فى الدافع عن مستقبلها وتعليمها لكن رحيلها كيف له أن يسمح بهذا فقال بضيق بعد أن وقف من مكانه:-
-هفكر بس موعدكيش
كاد أن يذهب من أمامها ليشعر بشيء يجذبه فنظر إلى يده ورآها تتشبث بكم عباءته كطفلة صغيرة فرفع نظره إلى وجهها وكانت تنظر إليه بعفوية وعينيها الزرقاء تتلألأ ببريق لامع ودافيء يغلب أمره وقوته فقالت بلطف:-
-عيسي أرجوك فكر براحة أنا مش عايزة أخسر كمان كليتي زى أى حاجة تانية خسرتها ولو الموضوع صعب أنا مواقفة أسافر على الإمتحانات امتحن وأرجع معنديش مشكلة بس متحرمنيش من تعليمي ومستقبلي
أومأ إليها بنعم ثم نزل الدرجتين من المظلة ومع الأخيرة تلقي رصاصة من العدم فى صدره وسقط أرضًا لتصرخ "عطر" بفزع وهرع من مقعد إليه تناديه بذعر "عيسي" لتتلقي رصاصة هى الأخري فى صدرها بعد أن وقفت أمامه تمنع عن الرصاصة التالية التى تتجه إلى القلب وسقطت فوقه، ألتقط أنفاسه بصعوبة ورفع يده إلى جسدها المرتطم بصدره فتمتمت بالم شديد من نزيف جرحها:-
-عيسي......
فقدت الوعي بين ذراعيه ليفقد وعيه هو الأخر يعد أن سمع صراخ رجاله الذين هرعوا من أماكنهم بعد ضرب النار عليه ............
وللحكـــايــــــــــــــــــــة بقيـــــــــــة ............
كبرياء صعيدي
الفصل الثــامــن ( 8 ) بعنــــــــــوان " مكر رجـــــــال "
فى حالة من الذعر والبكاء داخل المستشفي بعد ذلك الحادث، كانت "هدي" منهارة كليًا خوفًا من الفقد، فقدت زوجها والآن ابنها بين الحياة والموت ، لم تقل حالة "حنة" عن "هدي"، وقفوا أمام غرفة العمليات ينتظروا خروج الطبيب من الجراحة ، جاءت "سكينة" أخت "هدي" مع ابنها "عامر" فقال :-
-حصل أي يا خالتي
تمتمت "هدي" بنبرة واهنة وشهقاتها قوية:-
-معرفش يا بني، معرفش مين اللى يأذي جوزى وابني ويحرج جلبي أكدة ، حسبي الله ونعم الوكيل
نظر "عامر" إلى "فيروزة" الباكية وقال:-
-أهدئي يا فيروزة
رفعت نظرها به بحزن وخوف ثم قالت:-
-أنا خايفة يا عامر، عيسي لو جراله حاجة هيموت فيها يبجي أخويا وأبويا يسبوني كدة ضهري مكسور
ربت على كتفها بلطف وقال:-
-أهدئي يا حبيبتي وإن شاء الله هيقوم منها عيسي جوي
فتح باب غرفة العمليات ليسرع الجميع نحو فخرج "عيسي" اولًا على الترولي فهرعت إليه "هدي" و"فيروزة" وأتجه "عامر" إلى الطبيب يقول:-
-طمنى يا دكتور، عيسي حالته زينة؟
تحدثت الطبيب نظرة هادئة ونبرة خافتة:-
-أدعوله بس الحمد لله ان الرصاصة مصابتش الجلب هو بس مستجابش للإفاقة فى غرفة الإفاقة فندعي ربنا ميدومش فى غيبوبة
سمعت "هدى" كلمته الأخيرة فصرخت بألم خوفًا على ابنها الذي دخل غيبوبته من المرض، أخذوه إلى غرفة العناية المركزة وعاد الطبيب إلى غرفة العمليات وبعد ساعة تقريبًا خرجت "عطر" على الترولي فاقدة للوعي فهرعت "حنة" لها ومع خروجها ظهر "خالد" ومعه "نصر" إلى المستشفي مما أدهش الجميع، صرخت "هدي" به وهى تمسكه من عبائته غيظًا قائلة:-
-عملتها يا نصر، ورحمة فؤاد اللى ما بحلف بيه كدب لأدفعك تمن اللى عملته فى ابني يا ابن خضرة
أبعدها "نصر" بضيق عنه ليقف "عامر" فى المنتصف يحمى "هدي" وقال:-
-أيه اللى جابك يا نصر؟
نظر إلى "عطر" بهدوء وقال:-
-جاي لمراتي متخافش مش جاي لعيسي
صرخت "فيروزة" بيه بضيق شديد قائلة:-
-جصدك طليجتك ولا نسيت أنك طلجتها
كاد ان يقترب منها ليقف "عامر" مقابله بحدة وقال بنبرة مرعبة غليظة وعينيه يتطاير منها الشر:-
-حذاري تفكر تلمسها، ولا تفكر انهم لوحده بعد عملتلك فى عيسي... نصر وأسلم من شرنا لأن لا وجت ولا مكانه
نظر "نصر" إليهم فى صمت بينما تحدث "خالد" بنبرة هائجة مُستشاطًا غضب من طريقة "عامر" :-
-جر أي يا عامر ما تهدي على حالك أكدة
مسك "نصر" يد اخاه بهدوء وقال بتهديد وعينيه يتطاير منها الشر:-
-هدي أعصابك يا خالد، كفاية المصائب اللى نازلة على رؤوسهم
________________________
ضرب "خضرة" رجله بالقلم غيظًا من فعلته وقالت:-
-غبي جولتلك عيسي بس تضرب البت ليه؟
تحدث الرجل بخوف من غضب "خضرة" هذه المرة التى تشبه الحية بوجه حَسن لكن عقل شيطاني قائلًا:-
-والله يا ست خضرة كنت بضربه هو.. بس هى اللى اتحركت والرصاصة جت فيها ، والله ما ليا ذنب
-بسبب غباء أمك دا الشكوك كلها هتروح على نصر ولدي لأن هو الوحيد اللى له صالح فى أذيت الإثنين لكن لو كانت عيسي بس كانت الشكوك هتلف على العيلة كلها وهنجول طمع فى الورث لكن دلوجت بسبب عطر ولدي هيبجي فى خطر
قالتها بضيق شديد وهى تقف فى الطحونة الموجودة فى أخر البلد، تنهدت بضيق ثم قالت:-
-أخفي من خلجتي وجبل ما يحل الليل تكون سايب النجع كله شوف أى بلد من اللى حولنا أجعد فيها ومتظهرش غير لما اجولك فاهم
اومأ إليها بنعم لتعطيه مبلغ من المال وخرجت من الطحونة وهى تضع البُردة على راسها تلتف بها وغادرت فى هدوء قبل أن يراها أحد، وصلت للمنزل إلى المنزل فقابلت "هدي" تستعد للذهاب إلى المستشفي لزيارة ابنها فقالت:-
-رايحة لعيسي؟ يلا ربنا يطمن بالك عليه ويجومه بالسلامة أنا مفهاش بجاله ثلاثة ليالي مفجاش ودى مش بشرة خير يا سلفتي
رمقتها "خضرة" بضيق شديد ثم قالت:-
-أطلعي منها يا سلفتي وكيف ما أنا خايفة على ولدي خافي أنتِ كمان على ولدك عشان انا بعت عامر للنيابة وبلغ باللى حصل والنيابة جاية النهاردة وهجولهم ان ميعملهاش غير ولدك نصر اللى اتجهر لما ولدي طلج منه البنت الغلبانة والنيابة والبوليس يشوفوا بجي شغلهم .... أنا حج ولدي مههملهوش واصل
قالتها بتهديد صريح لتبتلع "خضرة" لعابها بضيق وخوف ولم تقوي على الجواب فصممت فى هدوء قبل أن ترتبك وتخطأ، خرجت "هدي" من المنزل وهى تقول:-
-همي يا فيروزة هنتأخر أكدة...
___________________________
فى المستشفي تحديدًا بغرفة "عيسي" كان فقدًا للوعي تحت أجهزة التنفس ويقف "ناجي" مع الطبيب بضيق شديد وقال:-
-يعنى فى أمل أنه يفوج
تبسم الطبيب بهدوء وقال:-
-وأمل كبير كمان لأن خلال ال72 ساعة اللى مروا عليه بدأ يستجيب وأخرهم أمبارح فتح عينيه الفجر ودا بشرة خير
نظر "ناجي" بصدمة إلى وجه "عيسي" وهذا الرجل حتى الرصاصة لم تتمكن من القضاء عليه فأومأ للطبيب بنعم ليغادر بينما ظل "ناجي" يحدق بوجه "عيسي" ويفكر فى الغد إذا أستعاد وعيه سيظل مالك كل شيء وهو يصارع الموت للنجاة هنا فأغلق باب الغرفة ودلف إلى الفراش بهدوء ثم أخرج من جيبه عقد للتنازل عن الأملاك ومسك أصبع "عيسي" الأبهام وبصمه على عقد بيع كل الأملاك إلى "ناجي" وتمتم بهدوء:-
-أهو تعيش كيف ما تحب بس تعيش مذلول كيف ما ذلتني ويرجع الحج لأصحابه بجي
فتح الباب ودلف "خالد" إلى الغرفة ليرى والده واقفًا بجوار "عيسي" ويضع شيء فى جيبه، لكن سرعان ما ترجم "خالد" الموقف حين رأى اللون الأحمر على أصبع "عيسي" فأقترب وهى ويخرج منديلًا من جيبه وقال:-
-لما تعمل حاجة متسيبش دليل وراك يا أبويا ، خليك أذكي من اكدة
مسح أصبع "عيسي" جيدًا فنظر "ناجي" إليه بمكر وغادر الغرفة فضحك "خالد" بسخرية وعينيه تحدق بـ "عيسي" وقال:-
-سبجني أبويا تلاجيه مسابليش حاجة أبصمك عليها يا عيسي
غادر الغرفة ليحرك "عيسي" أصبعه وما زال غائبًا عن الوعي وكأنه يشعر بهؤلاء الذئاب الذين أستغلوا مرضه ليلتهموه كأنه قطعة حلوي لديهم ولا يبالي أحد بحياته فقط كل ما يهم الجميع المال..
على جهة أخري كان واقفًا مع الطبيب وأتسعت أعين "نصر" على مصراعيها بصدمة ألجمته حين سمع الطبيب يقول:-
-إحنا ندعيلهم متستناش أن الرصاص للمدام جت جنب العمود الفقري ومنطقة حساسة ممكن لقدر الله تأثر على حركتها، إحنا هنحطها تحت الملاحظة ولعل الله يشفيها ويرحمها برحمته وأستاذ عيسي نتمني من الله أنه يفوق من غيبوبته فى أسرع وقت ومتأثرش الرصاصة عليه....
لم يبالي بحالة "عيسي"، بل كان مُمتن لتلك الرصاصة التى أتته بفرصة ذهبية حتى يصبح الكبير وكل شيء يكن تحت تصرفه، كان يدعي الله أن يموت" عيسي"ولا يعود لوعيه لكن ما حدث إلى "عطر" شل قلبه فى صدره وجعله يرتجف خوفًا من مرضها، دلف إلى غرفتها ورآها وهى نائمة فى سبات عميق لا حول ولا قوة لها، مرر أنامله على ذراعها بلطف وعينيه تتأمل وجهها بأشتياق وشغف حتى وصلت يده إلى انبوبة التنفس الموجود على فمها ليرفعه بخفة وأنحنى إليخا قبل جبينها بشغف وهمس فى أذنها قائلًا:-
-أنتِ بتاعي أنا وبس
قبل أذنها ثم عنقها، فتحت الممرضة الباب لتُصدم مما رأته وهذا المختل عقليًا يقبلها بجنون وهى على فراش المرض تصارع الموت وكأنه لا يبالى بشيء سوى أرضاء رغبته وقلبه بها، لم تتخيل أن ترى هذا المنظر الغير ادمي لا يفعله بشري أو إنسان، بل شيطان دون خجل أو حياء من فعلته......
شهقت بـ "فزع" حين ربت على كتفها أحد من الخلف وكان مقدم الشرطة فسأل عن حالة "عطر" لتشير إليه عليها ليرى هو الأخر ما يحدث فدفع الباب بغضب من هذا الرجل الذي ينتهك حرمة مريضة فاقدة للوعي وقال:-
-أنت بتعمل أيه؟ هاتوا
دلف العساكر إلى الداخل وسحبوا "نصر" من ملابسه إلى خارج الغرفة ووقف أمام مقدم الشرطة الذي سأل بأشمئزاز:-
-أنت مين؟
-نصر ناجي عبدالحكيم الدسوقي
قالها بغرور دون ان يتهم لأى شيء على عكس مقدم الشرطة الذي تبسم بخبث شديد وقال:-
-أنت بجي نصر .. القاتل
أتسعت أعين "نصر" على مصراعيها وقال:-
-جاتل أيه؟ أنا مجتلتش حد
-لا ما هو واضح من اللى شوفته... هاتوا
قالها وألتف لكي يغادر وأمر الضابط المسئول أن يجمع كل أفراد العائلة للتحقيق فى هذه الجريمة...
___________________________
فى شقة "خالد" كانت تقف "رؤية" فى المرحاض مُتكئة على حوض المياه بضيق وتنتفض فزعًا وبقبضتها اختبار حمل إيجابي وأنفاسها تكاد تنقطع مع وجهها الشاحب ، خرجت من المرحاض خائفة وتمتمت بنبرة ضائقة:-
-يا نهار اسود يا نهار أسود ن أعمل أي فى المصيبة دي
كانت ترتجف فزعًا من الخوف عندما يعلم "خالد" وهى تتذكر شرطه بألا تنجب وتتردد فى أذنها تهديده الصريح حين قال:-
-أنا هتجوزك يا رؤية رسمي وأستتك واخليكي هانم لكن بشرط مفيش خلفة لحد ما أنا أجولك أحملي لو حملتي من ورايا مش هجولك هسجط لا انا هشيل رحمك كله وأحرمك تكوني أم عمرك كله
جلست على الأريكة مفزوعة وتغلق قبضتها بأحكام على أختبار الحمل ......
_______________________
جلس "نصر" أمام وكيل النيابة هادئًا فقال:-
-أنا معملتش حاجة يا جناب النيابة، أنا مهأذيش مرتي
رمقه وكيل النيابة بهدوء شديد ثم قال بنبرة خشنة:-
-بس حسب معلوماتي أنها طليقتك وانك طلقتها بعد ما وقفلك عيسي
تنهد "نصر" بهدوء شديد ثم جمع شجاعته وقال:-
-يا بيه أنا طلجتها تحت التهديد يعنى طلاج باطل وأنا راجل بيحب مرته ووجف وياها لما الدنيا كلتها غدرت بيها ولما أبوها اللى هو عمي رماها مستحيل أذيها، ريح بالك يا بيه أنا شخص سالم معملتهاش ولوز عندك ربع دليل أني عملتها واجهنى بيه، أنا وجت الحادثة كنت فى الجهوة مع الرجال وكل على الجهوة يشهد بدا
أقترب وكيل النيابة من المكتب يتكئ بيديه علي سطح المكتب وقال:-
-وعيسي، حسب اللى وصلنا أن عطر أخذت الرصاصة بالغلط بسبب تواجدها فى المكان وقتها يعنى ممكن تكون رصاصة طائشة غير محسوبة
تنهد "نصر" بهدوء قبل أن يجيب يرتب كلماته قبل أن تخرج من فمه فقال:-
-عيسي ولد عمي وأنا مش مجرم يا بيه
ضحك وكيل النيابة بخفة وقال:-
-مفيش مجرم بيقول على نفسه مجرم يا نصر وخليني اقولك أن موقفك مش احسن حاجة ووحش لأن حسب اللى سمعته من أنسة فيروزة ومدام هدي أن عيسي ورث كل حاجة وطلق مرتك منك اللى انت بتحبها بعد ما كنت بتضربها وضرب عليك نار دى كلها أسباب كفاية تخليك تعملها والمشتبه به وأحب أوضح لك ان مش شرط تنفذ بأيدك
ظلت التحقيقات بين الجميع عن المجرم والعقل المدبر لفعل جريمة كهذه داخل البيت....
__________________________
وصل للممرض إنذار الجهاز من غرفة "عيسي" فأسرع بالدخول ليُصدم عندما رأى "عيسي" واقفًا يلتقط انفاسه بصعوبة ومتكئ بيديه على الحائط ويرتدي بنطلون أسود وصدره عاري محاط بالشاش الطبي، فزع عندما رآه هكذا وأسرع نحوه يقول:-
-أيه دا أنت رايح فين؟
تحدث "عيسي" بتلعثم وألم شديد قائلًا:-
-عطر، عطر فين؟ جرالها أيه؟
كان يتألم جسديًا وقلبه يتمزق أربًا من الفزع وأخر شيء رآه حين سقطت بين ذراعيه بعد أن حصلت على رصاصة مثله، ما زال يشعر بملمس دماءها الدافئة حين تدفقت فوقه ، أجابه الممرض بفزع على حالته وإصرار على التحرك:-
-مين عطر ، البنت اللى جت وياك ؟ فى الرعاية ... انت مينفعش تتحرك أكدة، تعال
دفعه "عيسي" بوجع وهو يصع يده على صدره من الم جرحه وخرج من الغرفة يبحث عن الرعاية التى بها محبوبته الصغيرة ولأول مرة يشعر أن قلبه عالقًا هناك داخل صدرها وبها، أخذه الممرض بصعوبة من إلحاحه الزائد إلى غرفة الرعاية ليراها أمامه فاقدة للوعي وشعرها الأسود مسدول بجانبها، تألم وهو يجلس بجوارها بصعوبة فلمس يدها بحيرة وناداها بصوت مبحوح:-
-عطر!!
تذكر كل مرة كانت تركض إليه وتخبره بكلمة واحدة :-
-متسبنيش
أغمض عينيه بصعوبة ثم قال بدفء ويده تلمس وجنتها بحنان:-
-أنا مهسبكيش يا عطر ، مهسبكيش واصل
تنفس بصعوبة ليأخذه الممرض بصعوبة إلى غرفته قبل أن تسوء حالته أكثر فجلس يتنفس بصعوبة على الفراش يفكر فيما حدث ومن الذي فعل هذا؟ جاء إليه "مصطفي" بعد وصل له الخبر فقال:-
-حمد الله على سلامتك، انا مبطلتش ادور على اللى عملها
رمقه "عيسي" فى صمت وعينيه تتحدث بالكثير فتابع "مصطفي" بهدوء:-
-أنا شاكك فى نصر والنيابة كمان بتحجج ومتهمين نصر خصوصًا أن الست هدي جالت لهم أنك كنت ضاربه بالنار فبينتجم منك
أومأ "عيسي" بهدوء وعينيه تتواعد بالأنتقام ثم قال:-
-لا يا مصطفي، نصر معملهاش، ولا حد من العائلة يعملها
عقد "مصطفي" حاجبيه بدهشة من حديث "عيسي" والجيمع واثقون أن الفاعل من العائلة وخصيصًا أسرة "ناجي" فتمتم بتلعثم:-
-كيف؟
رفع "عيسي" نظره إلى "مصطفي" بنظرة ثاقبة تحمل التهديد وقال:-
-جولتلك ميعملهوهاش يا مصطفي سامعني، إياك واحد فيهم يدخل الحبس ليلة واحدة، أنا حجي هأخده بدراعي والسجن مش هيربيهم لأن اقل محامي هيطلعهم منها لأن أنا واثج أن محدش فيهم عمل بأيده واللى نفذه زمانهم أترحمهم عليه، هيطلعوا يا مصطفي منها والجانون ميعرفش يعمل حاجة لكن جانون عيسي الدسوجي مهيطلعوش منه غير أموات
فهم "مصطفى" سبب رغبته فى إنكار الاتهام لهم وأكد ذلك حين جاءه وكيل النيابة لاخذ اقواله لينهي "عيسي" الجريمة قبل أن يعاقبهم القانون متواعدًا بجحيم ينتظرهم بالخارج جحيم "عيسي" الدسوقي
خرج "عيسي" بعد يومين من المستشفي وذهب مع "عامر" ومصطفى" إلى البيت ليجد "ناجي" جالسًا على مقعد والده "عبدالحكيم" كأنه يترأس هذه العائلة وكبيرها فرمقه "عيسي" بهدوء وهو يتكئ على نبوته الذي ورثه عن جده ليقول "ناجي" :-
-حمد الله على السلامة يا ابن أخويا
همس "عيسي" مُتجاهلًا كلماته إلى "مصطفى":-
-عملت اللى جولتلك عليه
أومأ إليه بنعم فنظر إلى "ناجي" وبجواره كانت تجلس "خضرة" بسعادة رغم أن سعادتها ينقصها وفأة "عيسي" وتضع قدم على الأخري وبجوارها ابنها "خالد" فقال "عيسي" بهدوء باردًا:-
-شايفك مرتاح وواخد راحتك فى داري يا عمي
ضحك "ناجي" بسخرية وهو يضع قدم على الأخري بغرور فقالت:-
-هههههه أنت طيب أوى يا عيسي واللى رباك وعلمك انت مجرد حفيده لكن أنا صُلبه وورثته يعنى مهما تتعمل مهتجيش حاجة فى اللى عندي
تنهد "عيسي" بهدوء ثم قال بجدية:-
-وماله يا عمي ، الأيام وما بيننا لكن دلوجت أنا ههملك تتبسط فى بيتي بس بكيفي
ألفت لكي يصعد الدرج فقال "ناجي" بنبرة جاحدة قوية:-
-بيتك منين هو انا مجولتلكش مش وأنت فى الغيبوية بعتلي كل حاجة يعنى مجباش بيتك
التف "عيسي" له بصدمة ألجمته ونزلت "فيروزة" مع "هدي" من فوق الدرج من صدمتها مما سمعته وقالت بتلعثم:-
-يعنى أيه؟
وقفت "خضرة" من مكانها بغرور وقالت:-
-يعنى كيف ما سمعتي يا سلفتي دلوجت أنتوا محلتكوش غير شوية الخلجات اللى عليكم
تبسم "عيسي" بهدوء مما أدهش الجميع وكيف له أن يبتسم هكذا فنظر "خالد" إلى والده بحيرة وهكذا "ناجي" فقال "عيسي" بنبرة غليظة قوية مُتناسيًا ألمه:-
-هههه كنت خابر أن النجاسة فى دمك بس جولي كيف بعتلك حاجة مش ملكي
وقف "ناجي" من مكانه بدهشة وقال بتساؤل:-
-جصدك أيه؟
أقترب "عيسي" بنبوته إلى "ناجي" حتى وصل أمامه مباشرةً وقال بنبرة باردة تُثير أعصابه وغضبه أكثر:-
-كيف أبيع لك حاجة مش ملكي ، مش واجب عليك يا عمي تعرف الحاجة ملك مين جبل ما تبصمني وأنا فى غيبوبة
-ملك مين؟
قالها "خالد" بنبرة تلعثمية من الصدمة التى حلت عليه الآن فتبسم "عيسي" يقول بهدوء أستفزازي:-
-عطر! كل أملاك جدي وكل جنيه ملك عائلة الدسوقي باسم عطر
أتسعت أعين الجميع على مصراعيها وكيف كتب كل شيء باسم فتاة ظهرت من العدم لم تكمل 3 شهور بينهم وأعطاها املاك وأموال بملايين، تبسم وهو يصعد غلى غرفته قال بتهديد:-
-حذاري تنسي أنى تربية عبدالحكيم الدسوقي، مصطفى
-عُلم يا عيسي بيه
فتح باب المنزل لهم لتدخل امرأتين وأقتربه من "خضرة" وابنتها "خديجة" وأخذه منه الذهب والمجوهرات ورجال "مصطفي" طردوا الجميع خارج المنزل بالقوة لا يملكون شيء ولا جنيه واحد، دلف إلى غرفته بتعب وأستلقي على الفراش وهو يتذكر تلك الليلة التى أخذ "عطر" من "نصر" بالقوة، دق باب غرفتها فجرًا لتفتح له بوجه ناعس فقال بهدوء:-
-ينفع اتكلم وياكي دجيجتين
أومأت إليه بنعم ودلفت إلى غرفتها وهىتهتز بصعوبة من نومها وعينيها شبه النائمتين فجلست على الأريكة مغمضة العينين تستمع لكلمة واثنين لا منه مُحدثها:-
-أنا هطلجك منه غصب عنه لكن خدمة جصاد خدمة يا عطر
أومأت إليه بنعم وهى تفرك عينيها فتبسم على نومها بأمان هكذا أمامه وتساءل "عيسي" إذا كان "نصر" هل كانت ستبقي بأمان هكذا مُطمئنة على نفسها أمامه، سقطت رأسها من النوم ليضع يده سريعًا على وجنتها تتكئ عليها قبل أن تسقط، شعرت "عطر" ببرودة يده لتفتح عينيها بصعوبة ورأت وجهه فتنحنحت بحرج منه وأعتدلت فى جلستها وقالت:-
-أنت عايز ايه يا عيسي؟
تحدث "عيسي" بجدية كلمات قليلة كالصاعقة:-
-أنا كتبت كل حاجة باسمك
أتسعت عينيها على مصراعيها من الصدمة وظلت تنظر إليه من هول الصدمة دون أن تتفوه بكلمة واحدة فضحك بعفوية على تعابير وجهها لتفوق من صدمتها لتقول "عطر":-
-معلش أنت قولت أيه؟ أنت أزاى عملت كدة أصلا، مش خايف أهرب وأسرق فلوسك
تبسم "عيسي" إليها بعفوية ثم قال:-
-اللى تعرف ربنا وتصلي متسرجش ولو سرجتي أهو تيجي منك ولا تيجي من الغريب
ظلت ترمقه بهدوء حائرة فى حديثه ولم تستوعب كلماته المُدهشة ....
__________________________
وصلت "حنة" إلى المستشفي تحديدًا إلي غرفة "عطر" لكنها صدمت عندما وجدت الغرفة فارغة فهرعت إلي الخارج حيث الممرضة فسألتها بقلق:-
-هى عطر راحت فين؟
أجابتها الممرضة بهدوء قائلة:-
-أهلها أخدوها قالوا هيودها مستشفي أحسن فى مصر
أتسعت عيني "حنة" على مصراعيها من إختفاء "عطر" ...............
كبرياء صعيدي
الفصل التاسع (9) بعنــــــــــوان " ذكــــــــــاء رجــــل "
جن جنون "حِنة" مما سمعت به وإختفاء "عطر" رغم حالتها الصحية وهى شبه فاقدة للوعي، تحدثت "فيروزة" بضيق شديد :-
-يعنى ايه؟ ممكن يكون عمي عملها عشان الورث زى ما عمل فى عيسي
كان "عيسي" صامتًا وجالسًا على المقعد مُتكئ بيده على نبوته الأسود الذي ورثه من جده ، يستمع لتوقعات الجميع فتمتمت "هدي" بحسرة على ما حدث فى الأيام الماضية وملامحهم حزينة ونبرتها مُعباة بتنهيدة مكسورة ومهزمة:-
-معجول اللى بيحصل، إحنا حصلنا أيه؟ البيت الكبير بجي فاضي علينا والشر دا كله، فين وجفتنا فى ضهر بعض
أجابها "عيسي" وهو يقف من مكانه بتعب وصعوبة فى الحركة قائلًا:-
-بانوا على حقيقتهم يا امى، الطمع والجشع والكره مالي قلوبهم
وقفت "حِنة" بفزع معه وقفت أمامه تتشبث بذارعه دون أن تبالي بحالته الصحية وقالت:-
-أنت رايح فين؟ أنت مش هتتحرك من هنا غير لما ترجعلي عطر
تحدث بنبرة تعب شديد قائلًا:-
-ما انتِ سمعتني دلوجت بعت مصطفي والرجالة هيدوروا عليها فى كل مكانها
تركها وصعد إلى غرفته بالطابق الأعلى وبعد أن دخل أستقبالته الممرضة التى أسرعت نحوه تأخذ بيده وقالت:-
-تحب تستريح هنا
أشار لها بلا وسحب ذراعه من قبضتها وفتح الباب الجرار ودلف إلى غرفة النوم بتعب وصعد إلى فراشه مُنهك وكانت "عطر" نائمة فى سبات عميق لا تشعر بشيء حولها وكان واثقًا أن غرفته هى المكان الوحيد الذي لن يبحث به أحد عنها، مسح على رأسها بلطف وهتف بهمس شديد:-
-فتحي عيونك يا عطر، فتحي وأنا موافج أوديكي مصر كيف ما تعوزي
أخذ يدها فى قبضته بدفء وتابع حديثه:-
-أنا خابر أن مالكيش صالح فى الحرب دى وأنك أكتر حد أتأذي هنا بس حجك عليا ، حجك على رأسي يا عطر
دق الباب بلطف وسمع صوت الممرضة تقول من خلفه:-
-عيسي بيه ميعاد الدواء
أذن لها بالدخول لتغير المحلول الطبي لـ "عطر" وتعطيها الأدوية فى الكانولا الطبي ، عقدت "عطر" حاجبيها بحدة من الألم الذي تشعر به من وغز الأبرة فى ذراعها ليربت "عيسي" على يديها بعد أن طمئنه الطبيب أن هذا الألم ربما بسبب أستعادتها لوعيها، فقد بدأت تشعر بما يحدث حولها وتستجيب للألم....
_______________________
فى منزل "عائلة الضبع"
عادت "خضرة" بأسرتها إلى منزل والدها القديم وجلست بغضب يتملكها فى المكان وبعض النساء ينظفون المنزل لأجلها فقالت بهدوء:-
-أخرتها أرجع اهنا كدة، هدي وابنها يأخدوا كل حاجة أكدة
جاءت "خديجة" إليها وجلست قربها على الوسادات القطنية الموجودة على الأرض وقالت :-
-أنا مهستحملش أجعد أهنا، أنا هرجع البيت وهجول لعيسي أنى ماليش ذنب فى اللى عملتهوا
أدارت "خضرة" نظرها إلى ابنتها وقالت بضيق من عقلية ابنتها الساذجة:-
-وأنتِ بجي فاكرة أن سي عيسي هيجولك اتفضلي ويأخدك بالأحضان مش أكدة
أبتلعت "خديجة" لعابها بتوتر ثم جمعت شجاعتها ورفعت رأسها بشموخ أمام والدتها وقالت بقلق:-
-عندك حج هو مش طايجني ويطايج العمي وأنا لا بس لما أجوله أنى عارفة مين اللى ضرب عليه نار هو وعطر غصب عنه هيأخدني بالأحضان
أتسعت عيني "خضرة" على مصراعيها بصدمة ألجمتها لتقول بتمتم وهى تقترب من ابنتها:-
-مين؟
تبسمت "خديجة" بمكر وهزت حاجبيها تُشير إلى والدتها ثم قالت:-
-ما بلاش نجولها بصوت عالى ليسمعها ثالث خلينا أتنين أحسن
مسكتها "خضرة" من شعرها بقوة وغضب ناريًا لم تتحمل بعد أن رات أبنتها تهددها بكل وقاحة لأجل "عيسي" وحُب المفعم بداخلها فقالت:-
-جربي يا خديجة تفتحي بوجك بكلمة واحدة وأنا وعزة وجلالة الله لأعتبر نفسي مخلفتكيش ولا بطني شالتك
أرتعبت "خديجة" ذعرًا من والدتها بعد أن رأت وجهها المُلتهب بالغضب وعينيها التى تبث نارًا وغضبًا، دفعتها "خضرة" بعيدًا لتسقط على الأرض ترتجف فزعًا فقالت بذعر:-
-هتجتلي بنتك
ضغطت "خضرة" بقدمها على بطن "خديجة" بألم وقالت بمكر شيطاني:-
-وأدفنك حية كمان لو فكرتي تأذيني ولا تجفي فى طريجي
فتح باب المنزل ودلف "ناجي" مع "نصر" على وجههم الغضب والضيق ممزوج باليأس والفشل فرمقتهما "خضرة" بعد أن تركت "خديجة" من قبضتها وقالت بضيق:-
-بطة، خدي البت دى حطيها فى أوضتها وأجفلي عليها لحد ما أجولك
جاءت "فاطمة" إليها سيدة ثلاثينية فى العمر سمينة لها تمتلك قوة ونشاط فى الحركة ترتدي عباءة سوداء وتضع حول رأسها حجاب صغير وأخذت "خديجة" بالقوة تنفذ أمر "خضرة" ، نظرت إلى زوجها وأبنها بقلق وسألت:-
-عملتوا أيه؟
جلس "ناجي" على المقعد بضيق دون أن يتفوه بكلمة واحدة فتحدث "نصر" مُجيب على سؤال والدته بيأس:-
-عطر اختفت من المستشفي
ضحكت "خضرة" بسخرية وجلست على الأريكة وهى تضرب كف بكف وتقول:-
-ههههه كنت حاسة والله، اصل عيسي مش غبي عشان يسيبها أكدة بعد ما كتب كل أملاكه بأسمها وخصوصًا بعد ما جالنا أن الأملاك باسمها، والله بعد ما جالنا عطر كنت خابرة أنه جال أكدة لأن عطر محدش هيوصلها... هربها من المستشفي
جلس "نصر" على الأريكة صامتًا فجاء "خالد" له غاضبًا وهو يقول:-
-سمعت اللى حصل، البلد برا مجلوبة بيجولوا أن عطر أتخطفت من المستشفي ورجالة عيسي جالبين البلد بيدوروا عليها
أتسعت اعين "ناجي" و"نصر" بصدمة ألجمتهم ولجمت ألسنتهما من هولها، كيف يبحث "عيسي" عنها وهم أيضًا فمن أخذها ليقول "نصر" بتمتمة:-
-كيف دا، مين ممكن يعملها غيره؟ يكنش الواد اللى كان متجوزها دا
ضحكت "خضرة" بقهقهة أكثر من السابق وقالت بحدة:-
-جرا أيه يا ابن بطني، ما تخليك ناصح وتشغل مخك أكدة، واد مين؟ الواد دا جبان ميعملهاش دا إذا كان أصلًا يعرف أنها ملكت حاجة أو ورثت ولا حتى دخلت مستشفي ،دي حركة مكر من عيسي يا عيني ، ميجبش شعري دا على مرة لو ما كنت عطر مع عيسي
نظر الجميع إليها وبدأ "نصر" يفكر فى حديث والدته بحكمة ...
______________________
فتحت "عطر " عينيها بتعب فجرًا وألتقطت أنفاسها بصعوبة شديد وهى تتألم بوجع كأن عظامها تنكسر فى أنفاسها، فتحت "الممرضة عينيها بتعب من السهر عندما سمعت صوت "عطر" المبحوح تناديها، هرعت إليها بحماس وفرحة من عودتها إلى الحياة وقالت:-
-حمد الله على سلامتك
تنهدت "عطر" بتعب ثم قالت بألم:-
-هو حصل ايه؟ عيسي ؟ عيسي حصله ايه؟
تذكرت حين تلقي جسده رصاصة أمام عينيها فتبسمت الممرضة بهدوء وقالت:-
-عيسي بيه بخير وزينة متجلجيش
تنفست "عطر" بأريحية مما سمعته فخرجت المممرضة لغرفة المعيشة وكان "عيسي" نائمًا على الأريكة فى سبات عميق نادته بلطف:-
-عيسي بيه
فتح "عيسي" عينيه مُنهكًا من النوم لتخبره بخبر إفاقة "عطر" ليفزع من محله ويركض إلى الداخل رآها نائمة محلها فصعد للفراش بجوارها لم يقوى على لمس يدها بهدوء فقال بخفوت:-
-عطر
نظرت إليه تتأمله بسعادة وأريحية بعد أن رأته أمامها بصحة سالمًا وقد شفى جرحه تمامًا، تبسم إليها وقال:-
-حمد الله على سلامتك
-الله يسلمك
ضحكت "عطر" بلطف قليلًا، همس إليها بنبرة دافئة:-
-أنا هكلم الدكتور عشان يجي يطمن عليكي
حاولت الجلوس لكنها تألمت بوجع فتذكر "عيسي" حديث الطبيب عن جرحها وربما يأثر على حركتها فطلب منها بلطف:-
-أرتاح يا عطر لحد ما الدكتور يجي
اومأت إليه بنعم وخرج "عيسي" للخارج يتصل بالطبيب يخبره بإفاقتها وطلب منه أن ياتي للمنزل قبل شروق الشمس حتى لا يعرف أحد بوجود "عطر" فى المنزل، ساعة ووصل "مصطفي" بالطبيب وبعد أن فحص حالتها جيدًا خرج إلى "عيسي" وقال:-
-الحمد لله الحالة مستقر ومفيش أى خوف وبالنسبة للحركة متقلقش بالعلاج الطبيعي هتقدر تتحرك وترجع لحياتها
أومأ "عيسي" له بنعم وأنصرف الطبيب قبل أن يستيقظ أحد وعاد للغرفة رأي الممرضة تضع الوسادة خلف رأسها لتتكئ عليها بلطف فنظر إلى "عطر" هذه الفتاة الصغيرة التى تحملت كل الصعوبات، خرجت الممرضة إلى غرفة المعيشة وجلس أمام "عطر" ليقول بهدوء:-
-حمد الله على سلامتك
تبسمت "عطر" بحرج شديد وقالت :-
-الله يسلمك يا عيسي
كنت تنظر حولها بعيونها تتجول فى المكان باحثة عن شيء فسألها بقلق:-
-بتدور على حاجة
نظرت "عطر" إليه بحرج شديد من سؤاله لكن لا تملك خيار سوى أخباره بما تريد فقالت بحرج وتلعثم مُتحاشية النظر إليه:-
-ممكن تجيب لي طرحة او خمار من أوضتي
نظر إلي شعرها المُنسدل على ظهرها والجانبين بحرية ورغم جمالها بخصلات شعرها لكنه تبسم لطلبها بلطف وسحب وشاحه من فوق الوسادة ووقف جوارها بلطف يلف الوشاح على رأسها كحجاب لها يخفي شعرها بأكمله دون أن تظهر منه خصلة واحدة وجلس من جديد أمامها فقالت "عطر" بلطف:-
-ميرسي تعبتك ، ممكن تنادي حِنة هى هتخلي بالها مني عشان متعبكش معايا
تنحنح "عيسي" بحرج ثم نظر إليها فى هدوء؛ ليتحدث بجدية:-
-أسمع ي عطر، وأنتِ فى غيبوبة حصل حاجات كتير جوي واللى ضرب عليا نار لسه معرفهوش لكن اللى أعرفه أنه من جوا داري المسافة بين البوابة ومكان ضرب النار كبير جوا على أن اللى عملها يكون برا إطار البوابة، دا معناه ان فى خاين جوا الدار
قاطعته "عطر" بجدية صارمة :-
-عذرًا لكلامك وبدون مقاطعة بس مستحيل تكون حِنة اللى بتفكر فى دا أو تعمل دا متنساش أن أضرب عليا نار معاك
أومأ إليها بنعم ثم قال:-
-عندك حج وأنا وياكي فى الرأى دا بس لازم تخلي بالك من حاجة أن الرصاصة اللى جت فيكي جت بالغلط يا عطر واللى جصد يخلص منى عيلتي عشان الورث أو نصر عشان ذلته وطلجتك منه أو حِنة لأنها الوحيدة بعد مصطفي اللى خابرة أنى كتبت كل حاجة باسمك ودا أحتمال أنا مجدرش أستبعده عشان أنتِ ضامنة حِنة ... دا لو عايز أوصل للى عمل أكدة
كادت أن تتحدث لكنه قاطعها بحزم قائلًا:-
-عطر أنا بدور على جاتل جوا عيلتي يعنى كل واحد فيهم مين ما كان هتوجع لما أعرفه لأن كلهم أكلهم ويايا عيش وملح وشيلتهم فى عز وجعهم وهزيمتهم وكنت ضهرهم وسندهم حتى فى وجود جدي، كنت شايل وساند وضهر لأتخن تخين فيهم، يعنى جدري أنتِ موجفي لأن مهما كان ثجتك فى حِنة أنا كنت كنت فى يوم واثج فيهم كلتهم كيفك أكدة لحد ما أتغدر بيا وبأبويا وأديكي شوفتي اللى حصل لأبويا وجدي اللى كانوا عايشين تحت جناحه ورافعين راسهم لأنه كبيرهم وأتغدر بيهم
دمعت عينيه بحزن رغم عنه ورغم صلابته لكن حزنه على والده وجده مُوجعًا والخيانة والغدر الذي تعرض له من هؤلاء الأقارب مُميت، أومأت "عطر" إليه بلطف رغم عنها إشفاقًا لحالته وقالت:-
-حاضر يا عيسي بس أنا أأكدلك أن حِنة معملتهاش ومستحيل تكون طمعت فى الفلوس لأنها مش هتحتاج تأذيكي كان ممكن تأخدني ونهرب وكدة كدة كل حاجة متسجلة بأسمي مش هتستفيد حاجة من أذيتك
هز رأسه بنعم فى صمت ثم وقف من مكانه لتوقفه "عطر" بحديثها قبل أن يغادر من أمامها قائلة:-
-عيسي، لو تعبان أبقي عيط، مش عيب أن راجل يعيط فى تعبه ويطلع اللى جواه ، متكتمش الوجع جواك الكتمان وحش ممكن يقتلك ويعمل اللى الرصاصة معملتهوش
نظر إلى وجه "عطر" بهدوء وقال ببسمة خافتة:-
-ولما أضعف مين اللى هيجوى يا عطر ، أنا لو ضعفت لحظة الكل هيستغل الفرصة ويخلصوا مني
أعطاها هاتفها وقال:-
-لو أحتجتي حاجة أبجي كلمنى وزى ما أتفجنا محدش يعرف أنك أهنا لحد ما تجفي على رجلك على الأجل يا عطر وتجدري تسندي طولك
أومأت إليه بنعم ثم قالت ببسمة مُمتنة إليه:-
-شكرًا يا عيسي، شكرًا على كل حاجة عملتها عشاني ووقفتك جنبي وأنا أسفة على كل حاجة حصلتلك بسببي لأن فعلًا لو طلع نصر اللى عملها عشان طلقتني منه وأنى السبب عمري ما هسامح نفسي أبدًا على اللى حصلك بسببي ، أنا أسفة جدًا
أومأ إليها بنعم ثم تبسم ليخفف من ألمها وحزنها الذي ظهر فى عينيها وملامحها فى أسفها وهى تشعر بتأنيب الضمير والمسئولية وقال:-
-أعملي حسابك أكدة باجي سبوعين على عدتك وتخلص، شدي حيلك أكدة عشان أعملك فرحك تفرحي كيف البنات وتختري فستانك وعفشك، أنا مش ناوي أحرمك من حاجة وتعملي كل حاجة كيف العرايس
ضحكت "عطر" بعفوية على حديثها ومع ضحكاتها تساقطت الدموع التى حبستها فى جفنيها وقالت:-
-أنت لسه مُصر تتجوز واحدة زي
أقترب خطوة منها وجلس على ركبتيه بجوار الفراش لتُدهش "عطر" من فعلته وهو يجثو أمامها دون خجل وقال بنبرة دافئة:-
-واحدة زيك كيف؟
-واحدة مطلقة ي عيسي ومش بنت ومش عارفة هتقف على رجلها تاني ولا هتعيش الباقي من عمرها على السرير عايزة اللى يخدمها، واحدة معندهاش أى حاجة حلوة تديهالك ولا تعيشها معاك ولا حتى عارفة هتعرف تكون زوجة لك ولا لا
قالتها وهى تبكي بحزن شديد على حالها فرفع "عيسي" يده إلى وجنتها يجفف دموعها المنهمرة على وجنتيها الحارة ثم قال:-
-أنا هتجوز واحدة عارفة ربنا ومتبثبش فرض من صلاتها وطيبة وقلبها أبيض، واحدة جدعة عارفة تتحمل مسئولية وضحت بنفسها وسمعتها عشان تحمي أبوها من ديونه هتجوز واحدة كيف الجمر جمالها يحل من حبل المشنجة يا عطر
خجلت من حديثها وغزله فى جمالها لبتسم بعفوية على خجلها وهروب عينيها من النظر فى عينيه ليتابع حديثه قائلًا:-
-هتجوز واحدة مجبلتش جنيه واحد من مالى رغم أني كتبت لها كل حاجة برضايا وبإرادتي يعنى حتى لو هربتي هيكون مالك حلال ومع ذلك مطمعتيش فيه وعيشتي هنا مكسوفة تأخدي منى جنيه واحدة وكل الفلوس بأسمك من الأصل، هتجوز واحدة وصاني جدي عليها
أتسعت عينيها على مصراعيها وأخيرًا رفعت نظرها لتتقابل عيونهما كالشمس والقمر فى نظرة دافئة وقالت:-
-أنت قولت أيه؟
تبسم وهو يبعد يده عن وجنتها وقال:-
-أنتِ وصية جدي يا عطر، الوصية اللى عمرها ما هخانه ولا هفرط فيها لحد ما أموت ، لازم تكوني عارفة أن جدي مفرطش فيكي لأخر نفس فيه
أومأت إليه بنعم موافقة على هذا الزواج برغبتها وبأستماتة فغادر الغرفة تاركاها خلفه تفكر فى هذا الرجل وجدها "عبدالحكيم" الذي تشبث بها ولم يتخلي عنها حتى مماته مما أسعد قلبها الحزين وتحمست لهذا الزواج فبدأت تنفذ تعليمات الطبيب والممرضة فى الحركة وفى الخارج تكاد "حِنة" تفقد عقلها من البحث عن "عطر" دون أن تدرك أن من تبحث عنها تعيش بنفس المكان معها، خرجت "حِنة" من غرفتها مُستعدة للخروج لكنها سمعت صوت شيء فى الغرفة الخاصة بـ "عيسي" أقتربت من الباب قليلًا وما زال الصوت يعلو لتضع أذنها على الباب تسترق السمع لكنها سمعت صوت امرأة بالداخل فكانت الممرضة تتحدث مع الطبيب على الهاتف لتحاول "حِنة" فتح الباب بعد أن مسكت مقبض الباب ففزعت الممرضة عندما شعر بأحد يفتح الباب ونظرت إلي "عطر" الجالسة على الأريكة معها بخوف وفزعت "عطر" خصيصًا أن "عيسي" حذرها من الخروج ولم يعرف أى شخص عن وجودها أو وجود الممرضة معها ، أبتلعت لعابها خوفًا .............
وصل "عيسي" للمنزل بفزع بعد أن أخبرته "ذهب" أن "حِنة" مُتجهة إلى غرفته وقبل أن يصعد ويمنعها من الدخول ظهرت أمامه "خديجة" التى حسمت أمرها بأخبره عن والدتها حتى يقبل بها فى المنزل ...........
وللحكـــايــــــــــــــــــــة بقيـــــــــــة ............
كبرياء صعيدي
الفصل العاشر (10) بعنــــــــــوان " زواجًا جبريًا"
كان "عيسي" جالسًا فى الحديقة الأمامية للمنزل مع "عامر" خطيب أخته "فيروزة" ويتحدث معه بنبرة هادئة:-
-معلش ي عامر أنا خابر أنك نازل إجازة عشان فرحك بس كل مرة تحصل حاجة
تبسم "عامر" بهدوء وقلبه الصافى واضحًا فى ملامحه الباسمة دون كره او غضب ثم قال:-
-ولا يهمك يا عيسي، أنا خابر أنه مش بيدك وكل مجدر ومكتوب وأنا أكيد عندي دم يعنى ومهجيش أجولك الفرح والحاج لسه ميت ولا وأنت فى مرمي فى المستشفي أجول جوزوني وأهم حاجة نفسي
أومأ "عيسي" له بنعم بأريحية وأطمئنان على أخته واختيارها لـ "عامر" رن هاتفه باسم "دهب لتخبره بأن "حِنة" اتجهت نحو غرفته ففزع من مكانه وذهب إلى المنزل ، أصطدم على الباب بـ "خديجة" ابنه عمه مع "مصطفي" فقال بجدية:-
-بجالها ساعة واجفة على البوابة وعاوزة تجابلك بالعافية
نظر إلى "خديجة" التى تحدق به بثقة بعد أن حسمت أمرها فى نيل رضاه بأخباره عن والدتها القاتلة وجمعت شجاعتها فى كل خطوة تقدمت بها فى الطريق حتى وصلت إلى هنا، عينيها تخبره بأن هناك فى باطنها شيء هام جعل نظراتها مليئة بالثقة حتى تلح على لقاءه، قالت بثقة:-
-عايزة أجولك حاجة مهمة يا عيسي
تأفف بضيق ثم قال بتعجل:-
-أستنيني هنا
ركض إلى الأعلى ووجد باب غرفته مفتوحًا فهرع إلى الغرفة بضيق من "حِنة" التى وجدها عالقة فى مكانها وتحدق فى "عطر" الجالسة على الأريكة وبجوارها تقف الممرضة وتمتمت بتلعثم:-
-عطر!!
أبتلعت "عطر" لعابها من الموقف الذي وضعها به "عيسي" أمام مربيتها فنظرت إليه بينما يقف فى الخلف لتنتبه "حِنة" إلى نظراتها فألتفت إليه وقالت:-
-أنت بقي اللى كنت مخبيها، ومن مين؟ منى أنا؟
نظرت إلى "عطر" الجالسة مكانها فى صمت لا تملك مبرر أو جواب لها، أستدار يغلق باب الغرفة بحدة ثم تحدث "عيسي" بهدوء:-
-متبصلهاش هى مالهاش علاجة بجراري وأعتجد أنكِ خابرة زين أن هنا محدش يجدر يخالف أمري وأنا كان لازم أعرف مين الخاين جوا داري أعتجد دى ميزعلكيش بعد ما كنت هموت وعطر برضو اللى بتعتبريها بنتك كانت هتروح فيها
-بنتي!! اللى أعتبرتني غريبة وخاينة مش كدة
قالتها بضيق من تصرف "عطر" وأستدارت لكي تخرج غاضبة من هما فوقفت "عطر" رغمًا عن حالتها لتذهب خلفها لكنها سقطت بسبب حالتها فهرع الجميع إليها وتشبثت بيدها الممرضة وقالت:-
-قولنا متتحركيش لوحدك
نظرت "عطر" بحزن شديد إلى وجه "حِنة" التى تنظر إلى فتاتها بإشفاق من حالتها ومرضها، تحدث "عيسي" بضيق شديد قائلًا:-
-أتفجنا تسمعي كلام الدكتور، بعد أذنك
أستأذنها ثم حملها على ذراعيه إلى غرفة النوم ووضعها بالفراش برفق لتقول "عطر" بحزن وعيني على وشك البكاء:-
-قولتلك بلاش نخبي عليهم
تنهد بهدوء وعينيه تحدق بدموعها وتقوس شفاهها وحاجبيها من الحزن واللوم فقال بنبرة هادئة دافئة يُطمئنها:-
-متجلجيش ، أنا هنا
خرج إلى غرفة المعيشة فرأى الممرضة بالفعل تجلس مع "حِنة" وتخبرها عن حالتها وأنها كانت فى غيبوبة طويلة هنا وبعد إفاقتها لم تستطيع تحريك قدميها وجسدها بسبب إصابتها والآن قد بدأت تتحرك بأستخدام العكاكيز الطبية والممرضة ودونهم لا حركة لها فقاطع "عيسي" الحديث قائلًا:-
-معلش سيبنا لوحدنا وأدخلي لعطر
وقفت الممرضة ودلفت إلى "عطر" ليجلس "عيسي" أمام "حِنة" التى نظرت إليه بصمت ودموعها تتساقط مما سمعته من الممرضة عن فتاتها الصغيرة وبعد أن سقطت "عطر" أمامها فقال:-
-سؤال واحد، تستاهل عطر أنى أخبيها لحد ما أعرف مين اللى عمل فيها كدة ولا لا؟
أومأت إليه بنعم بحزن ثم قال:-
-يبجي مترميش اللوم عليها وعمومًا أنا هجول للكل أنها هنا، أنا مبخافش ولو كنت خايف لما داريت عليكم فكان خوف عليها مش خوف من حد
ذهب إلى الخارج وتركها صامتة قبل أن يفتح لها المجال فى الحديث أو الجدال معه، ترجل للإسفل ورأي "مصطفي" يقف أمام "خديجة" يراقبها طبقًا لأمر "عيسي" فقال بهدوء:-
-روح أنت ي مصطفي وأستعجل الشيخ جوله أنه هيكتب الكتاب النهاردة
أومأ "مصطفي" إليه بنعم وذهب فنظر "عيسي" إلى "خديجة" بجدية ووجه حاد ثم جلس أمامها ليقول:-
-خير!!
سألته بفضول يقتلها بعد أن سمعت كلماته إلى "مصطفي" :-
-هو كتب كتاب فيروزة النهار دا
وضع قدم على الأخري بغرور وعينيه تحدق بوجهها كأنه يتنظر تعابيرها حين تسمع كلماته فقال ببسمة خبيثة:-
-لا دا كتب كتابي على عطر
أتسعت عينيها على مصراعيها من الصدمة التى ألجمتها من كلماته فهى جاءت لتضحي بوالدتها حتى تنال مكانه فى قلبه وعقله ووقفت من مكانها بضيق وصرخت به:-
-أنت هتتجوزها؟ ، هتتجوز واحدة ......
قاطعها بنبرة غليظة مُرعبة:-
-إياك تنطجي كلمة واحدة عنها، دى هتبجي مرات عيسي الدسوقي ولا أنتِ فاكرة أن كل الرجالة كيف أخوكي يسيبه اللى يساوى واللى ميساواش يهين حريمهم، أنا اللى يفكر يفتح بوقه بكلمة عن مراتي أشيله من على وجه الأرض وجبل ما يجولها
غادرت المنزل غاضبة دون أن تتحدث بكلمة واحدة مما خططت له بعد أن كسر قلبها بما قاله عن الزواج من فتاة أخري وهى من اقدمت على التضحية بأهلها لأجله....
عادت إلى المنزل تغلي من الداخل كالبركان الناري كأنها تلقت خنجرًا فى القلب لا تقوى على تحمل الوجع أكثر، دلفت إلى المنزل وسمعت "نصر" يتحدث مع "خالد" بحيرة والضيق يحتل وجهه قائلًا:-
-هتكون راحت فين؟ مين اللى أتجرأ وخدها من المستشفي
صمت "خالد" من الحيرة وعينيه تحدق فى هاتفه الذي يرن بأسم "رؤية" فى صمت لتقاطعهما "خديجة" قائلة:-
-عيسي اللى خدها وفرحهم النهار دا
نظر "نصر" إلى أخته بدهشة وهى لا تشعر بدموعها التى تذرف على وجنتيها والآن أطاحت بـ "عيسي" بدلًا من والدتها ونيران وجعها تحولت إلى نيران الانتقام ...
_________________________
كانت "عطر" جالسة فى الفراش محلها فجاءت إليها "فيروزة" بحماس تقول:-
-خلاص المأذون كتب، مبروك ي حبيبتى
رفعت "عطر" رأسها إلى "فيروزة" بهدوء والقلق يحتلها لتبتسم "فيروزة" بعفوية على هذا القلق وقالت:-
-متخافيش ي عطر ، عيسي مش وحش والله راجل زين وهيخاف عليكي وعمره ما هيأذيكي ولا هينزل دمعة منك، عيسي أخويا وأنا عارفاه اكتر من أى حد، والله ما هيجي عليكي أبدًا وهيعملك كل اللى نفسك فيه ومهيحرمكيش من حاجة واصل
تحدثت "عطر" بحيرة من القادمة بخفوت شديد:-
-أنا من يوم ما جيت هنا ومفيش حاجة كويسة بتحصل ي فيروزة
أنتقلت "فيروزة" من مكانها أمام "عطر" إلى جوارها ووضعت يدها على يد "عطر" ثم قالت:-
-عشان مكنش وياكي عيسي الدسوقي يا عطر، من اللحظة دى هتعرفي أنك دخلتي الجنة على الأرض يا عطر، جنة عيسي الدسوقي صدقينى
دلفت "هدي" إلى الغرفة مُبتسمة بسمة حزينة وقالت بلطف:-
-مبروك يا بنيتى
تمتمت "عطر" بصوت مبحوح خائفة:-
-الله يبارك فى حضرتك
تطلعت بحزن "هدي" لتقول بقلق:-
-هو حضرتك زعلانة عشان عيسي اتجوزني؟ أنا والله مش وحشة يا طنط زى ما اتقال عنى ولا .....
قاطعتها "هدي" بجلوسها على الفراش أمام "عطر" وأخذت يدها فى راحتى يديها ثم قالت:-
-لا يا عطر، أنا زعلانة عشان كان نفسي فؤاد يكون ويانا هنا، كان أمنية حياته يشوف عيسي عريس ويشيل عياله لكن الحمد لله على المكتوب
صمت ثلاثتهما لتنحنح "هدي" بلطف ثم تبسمت بعد أن جففت دموعها وقالت بلطف:-
-متخافيش مننا يا عطر، إحنا يمكن نكون مُختلفين عنكم فى مصر وعوايدنا غيركم لكن والله هنحطك جوا عيننا ومهتحسيش بأى فرق خالص بينا ، وأنا هكون زي أمك ما أنتِ بجيتي مرت أبني
أومأت "عطر" لها بسعادة لتربت على يدها ثم أخذت "فيروزة" وخرجوا من الغرفة ، كانت تعلم أنه سيأتي فوقت من مكانها مُمسكة بالعكاكيز الطبي وذهبت بصعوبة إلى التسريحة ووظهرها يؤلمها من تقوسه للأمام قليلًا وصففت شعرها بلطف حتى لا يراها فوضوية، فتحت خزينتها وأحضرت بيجامتها الوردية ووضعتها بفمها لتسير إلى أقرب مقعد وبدلت ملابسها وحدها بألم لكنها تتحمل خصوصًا أن "حِنة" لم تأتى لها وغيرها ستخجل من أى شخص حتى يساعدها فى تبديل ملابسها، تنفست بأريحية بعد أن أنتهت ثم قالت:-
-أنتِ قدها يا عطر ، أنتِ قوية
وقفت بالعكاكيز وأستقامت قدر أستطاعتها لتتقدم بخطواتها نحو الفراش لكن زلقت قدمها لتسقط على الأرض فتذمرت على عجزها خصيصًا أنها لا تستطيع الوقوف الآن فظلت تبكي بألم على ضعفها حتى سمعت فتح الباب ...
دلف "عيسي" إلى الغرفة ليلًا ليراها جالسة بمنتصف الغرفة تبكي فى صمت كالنار التى تحترق دون أن يشعر بها أحد، هرع إليها وهو يترك نبوته وعباءته القفطانية أرضًا بذعر وهو يناديها قائلًا:-
-عطر
رفعت رأسها إليه لتتقابل هذه العيون الزرقاء مع عيونه اللامعة تفتك بهما وتقتل ما تبقي منه أمامه وهذه النظرات تجعله مسحورًا بها أكثر، فنظرتها غلبت السحر عليه، نظر بها ودموعها تلوث وجنتيها بحرارتها مما جعل "عيسي" يشعر بالضعف أمامها وكأن هيبته التى يهابها الجميع سقطت على باب الغرفة قبل دخوله إليها، مسك وجهها بلطف مُتسائلًا:-
- حصل اي بس؟!
تنهدت بحزن يحتل نبرتها المبحوحة محرجة منه ومن موقفها، ولم تقوى على التحدث أمامه فقالت بهدوء تخفي سبب حزنها: -
- جعانة
عقد حاجبيه الإثنين مُستغربًا كلمات، مندهشًا من سبب حزنها فتساءل من جديد:-
- الجوع مزعلك أوى أكدة، جومي وأنا أجبلك كل الأكل اللى تعوزيه.... جومي يا عطر، أنتِ تشاوري بس دا الدار كلها ملكك وصاحب الدار كمان
نظرت بحزن أكبر إلى حالتها وهى لا تقوى على الوقوف بسبب إصابتها، فهم "عيسي" طأطأتها لرأسها وأن حزنها ليس بسبب الجوع، بل بسبب عجزها ومرضها فهتف بدفء قائلًا:-
-تسحميلي
نظرت إليه لتراه يمسك ذراعها بخفة ويساعدها فى الوقوف ببطء، أحاط ظهرها بذراعه حتى وصل إلى الفراش وجعلها تجلس أمامه فظل يحدق بوجهها الجميل ودموعها تبلل وجنتيها ورموشها ليرفع يده إلى وجهها يجفف دموعها بحب فنظرت "عطر" بخجل إليه وتوردت وجنتيها الجميلتين ليقول "عيسي" بنبرة خافتة:-
-عطر أنا.....
صمت قليلًا ولم يكمل حديثه هائمًا بنظراتها ووجودها وضربات قلبه تتسارع بجنون داخله من أجلها، هذه الفتاة الجميلة التى سرقت قلبه من محله ليقترب أكثر يقبل دموعها فأغمضت عينيها بأنتفاضة وقشعريرة جسدها كالكهرباء التى لحقت بها من لمسته، زادت نفضتها حين تسللت شفتيه إلى عنقها وقالت برجفة:-
-عيسي
أبتعد عنها بحرج وهو يقول:-
-خلاص خلاص يا عطر، كيف ما تحبي وع راحتك
نظرت إليه بتوتر شديد ثم قالت:-
-أنا عايزة فرح وفستان أبيض زى العرايس
أندهش من طلبها ثم قال بعفوية:-
-حاضر عينيا الإتنين ليكي
أتسعت عينيها على مصراعيها من موافقته وقالت بدهشة:-
-أنت موافق بجد
أومأ إليها بنعم فقالت ببسمة خافتة:-
-حيث كدة أنا جعانة بجد
تبسم إليها وقال ببسمة لطيفة تنير وجهها وعينيه تحتضنها بدلًا من ذراعيه:-
-أخليهم يعملولك أكل أي؟
أشارت إليه بيدها بأن يقترب، أقترب نحوها برأسه لتهمس إليه فى أذنه فدهش من طلبها وعاد للخلف قائلًا:-
-دليفري لا، الدكتور جال لازم تأكلي وتتأخدي عشان الجرح وعشان صحتك
قوست شفتيها بحزن وعينيها تترجي كالأطفال قائلة:-
-عشان خاطري يا عيسي، معقول ترفضي طلب صغير زى دا، أول طلب أطلبه منك وأنا مراتك ولا أنت بخيل بقي
ضحك عليها وهو يقول:-
-متحاوليش أنا الأسلوب دا مبيجيش معايا
تبسم بخباثة فكزت على أسنانها غيظًا حتى سمع صرير أسنانها لتمسكه من عباءته جذبته إليها أكثر وهى تقول:-
-بس بيجي معايا
نظر إلى عينيها عن قرب فى صمت لتراه هائمًا بها وكأن نظراتها هى من ستروضه إليها وليس قوتها فتبسمت بخباثة بعد أن أدركت مفتاح هذا الرجل وكيف ستروضه إليها لتجمع شجاعتها وتخفف من توترها وأقتربت أكثر منه ويدها تمسك عباءته كما هى ووضعت شفتها الدافئة على لحيته تاركة قبلة ناعمة ورقيقة عليها وهمست بلطف:-
-عشان خاطري ي عيسي
رأته مُتسع العينين بدهشة كأنه جُمد محله من قبلتها وعينيه فقط تتشد فى عناقها بنظراتها الدافئة وعقله لا يصدق جمال هذه القبلة التى أستحوذت عليه منها وأدرك هذا العقل أن فتاته ستحتله بأكمله إذا قدمت قبلة أخري له وسيفقد هذا العقل سيطرته كاملة على صاحبه، تنحنح بحرج منها وقال بتلعثم:-
-بس .. ماشي ي عطر اللى تعوزيه
تبسمت بحمتاس إليه وفتحت هاتفها بعد ان ذهب إلى المرحاض هاربًا من جمالها ونعومتها وهذه الفتاة أنوثتها تطاغي عليها حتى جعلته راغبًا بها كالمجنون، بدأت تختار من التطبيق الطعام الذي تريده بحماس وضغطت على زر الطلب ودفعت اليكتروني ببطاقته البنكية وبدأت تمضي وقتها فى التجول على الهاتف وأخذت هاتفه من جانبها وكان بدون رمز قفل لترن على رقمها حتى تحصل على رقمه الخاص ثم تركت هاتفه بمكر ، خرج من المرحاض بعد أن أخذ حمام دافئ وكان يرتدي بنطلون أسود وتي شيرت أبيض وهى منغمسة فى هاتفها تسجل رقمه تحت اسم "زوجي الوسيم" ووضعت خاتم وقلب بجانب اسمه وبسمتها زادت ، رفعت رأسها لتراه يصفف شعره أمام المرأة ودهشت بإعجاب من جماله فى هذه الملابس لأول مرة تراه دون عباءة ووسامته تزداد أكثر، وضعت يديها على الوسادة الموجودة على قدميه وأتكأت برأسها عليها تشاهده بإعجاب، ألتف بعد أن أنتهي ليراها تشاهده ليقول:-
-فى حاجة
هزت رأسها بلا بخجل مُتحاشية النظر إليه، رن هاتفه برقم مجهول ليجيب وكان الطعام قد وصل، ترجل للأسفل ليحضر الطعام وكان "عبدالجواد" استلمه من السائق، أخذه "عيسي" وصعد ليضع الطعام الطاولة مُندهشة من هذا الكم ، قال وهو يأخذ يدها بلطف:-
-أنتِ عازمة حد على العشاء معاكي
ضحكت على مزحته وهى تسير ببطء معه وقالت:-
-اه عازماك على العشاء
ضحك على لطفتها ثم جلس على الأريكة معها وفتحت الطعام كان صندوق من الدجاج المقرمش وبيتزا وكريب حلو فقال:-
-دا الأكل اللى بتحبيه؟
أومأت إليه بنعم وبدأت تأكل بحماس وسعادة فى قلبها وتقدم له الطعام فى فمه بينما هو يراقبها فى صمت حتى رن هاتفها، قال:-
-خليكي انا هجبهولك
وقف من مكانه وذهب نحو الفراش ليحضر الهاتف وصُدم مما رآه واسم هذا الرجل ورسالته كانوا كفيلان بأن تتغير تعابير وجهه كليًا وتتلاشي لطافته التى تحولت لغضب ورفع رأسه بها ولا يصدق أن فتاة بقذرتها أصبحت زوجته الآن.......
وللحكـــايــــــــــــــــــــة بقيـــــــــــة ............
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق