القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية زيغه الشيطان (اضواء مبعثرة)الفصل الثامن عشر والتاسع عشر بقلم فاطمة محمد وفاطمة سلطان



رواية زيغه الشيطان (اضواء مبعثرة)الفصل الثامن عشر والتاسع عشر بقلم فاطمة محمد وفاطمة سلطان






رواية زيغه الشيطان (اضواء مبعثرة)الفصل الثامن عشر والتاسع عشر بقلم فاطمة محمد وفاطمة سلطان




الفصل الثامن عشر من #زيغه_الشيطان.

#أضواء_مبعثرة.

بقلم فاطمة طه سلطان & فاطمة محمد.

________


اذكروا الله.


________


'العاشق ضعيف أما المعشوق فقوي.'

- نجيب محفوظ.


_________


في غرفة غرام..

كانت تجلس أمام توحيدة تقص عليها ما فعلته اليوم من حماقة وغباء مذكرة اسم زوجته المتوفيه أمامه...

ضربت توحيدة على صدرها متمتمة بعدم تصديق لما فعلته وتفوهت به أمامه:

-أنتِ هبلة يا بت...لا هبلة إيه...ده انا اسكت احسن..عشان لو اتكلمت هغلط فيكي وفي اللي خلفوكي...بتحلفيه بـ حسناء... أنتِ فعلًا عيلة ومبتفهميش...بتكلمي وخلاص نجم معاه حق...


تأففت غرام والندم يليح على محياها معلقة على كلماتها:

-يوووه بقى يا توحة...متقوليش عيلة..انا مش عيلة...


لكزتها توحيدة وقالت بغيظ مكتوم:

-هو ده اللي فارق معاكي..طب ايه رأيك أن سندس اعقل منك وبتفهم وبتحسب للكلمة اللي هتخرج من بوقها اكتر منك...يا خيبتك..بس تصدقي حلوة وجديدة..هبقى اجربها مع الحاج رضوان...


انكمش وجه غرام ضيقًا واستنكارًا مغمغمة:

-ما خلاص بقى عارفة أني حمارة وغبية وان مفيش واحدة تعمل كدة..بس دي زلة لسان عشان متعودة من زمان احلفه بـ حسناء ما أنتِ عارفة أنه مبيرفضش طلب للي بيحلفوا بيها...


لوت توحيدة فمها وقالت:

-ومبسوطة اوي.. بجولك ايه أنتِ قومي احسن عشان أنا محلتيش غير مرارة واحدة ومش مستغنية عنها...


-يا توحة قوليلي اعمل ايه..اومال انا كنت بحكيلك ليه ؟!


تنهدت توحيدة ثم ردت:

-وهى دي محتاچة سؤال طبعا تروحي وتجوليله انه مكنش قصدك..وسيرة حسناء متجيش على لسانك تاني....


_________


بعد مضي نصف ساعة...


كان نجم مستعدًا للنوم...بعيناه الحمراء..المتورمة...أثر بكاءه..على ابنه..


كاد يستقل الفراش ويمدد جسده عليه لولا تناهى صوت تلك الطرقات الخافتة له...

وبحركة سريعة كان يتحرك تجاه الباب ويقوم بفتحه.

وجدها أمامه وتقابلت عيناهم..

وكم شعرت بالندم بتلك اللحظة !!

لاعنة غبائها ولسانها الذي لا يكف عن إطلاق السخافات التي أدت إلى تذكيره بما مضى ومر عليه سنوات..

ازدردت غصتها وقالت:

-أنا آسفة يا نجم...آسفة اني حلفتك بيها...


اغمض عيناه متمتم بألم:

-الله يرحمها...


-الله يرحمها...انا بصراحة معرفتش انام...عارفة أني زعلتك بس والله غصب عني..لساني اللي عايز قطعه هو السبب....


تجمدت تعابيره واماء لها متمتم بهدوء وبرود يناقض ما يشعر به:

-خلاص يا بنت عمي حصل خير...روحي نامي وسبيني انام...


شعرت بالغيظ من نعته إياها بـ ابنه عمه...مدركة بأن المسافات والحواجز التي بينهم لا تقل مثلما ظنت..بل تزداد...

اماءت له وهتفت بنعومة:

-تصبح على خير يا نجم..


قالتها مغادرة متوعدة مع ذاتها بإيقاعه في عشقها...وجعله يزحف خلفها..متلهفًا الحصول عليها….


__________


اليوم التالي..


وقف شهاب أمام منزل رفيقتها ثم أخذ نفسًا عميقًا يشجع به ذاته على الأقدام بتلك الخطوة التي لن تكن هينه…

يدرك أنه من المحتمل أن ترفض رؤيته لكنه لن يتنازل عن رؤيتها وقص ما حدث لها...

فهو حقًا ظُلم في هذا الأمر…


ضغط على رنين المنزل...لحظات وكانت فتاة صغيرة تفتح له...

ابتسم لها وهو يراها تقف مذهولة أمامه، ترمقه بنظرات أعجاب...

تحدث بخفوت وهو يجلس على ركبتيه حتى يصبح في طولها:

-ممكن أشوف ريما يا حلوة أنتِ..


انشق ثغر تلك الفتاة التي تبلغ من العُمر أربعة عشر عامًا قصيرة القامة ببسمة واسعة كاشفة عن أسنانها البيضاء مرددة ببلاهة:

-مينفعش مرام، اللي هى انا يعني..


ارتفع حاجبيه وكاد يتحدث فوجدها تتابع حديثها متمتمة:

-‏أنا حاسة اني هفقد الوعي زي بتوع السيما، وأنك هتشلني وبعدين نقع في حب بعض، هو أنا في حلم ولا علم اقرصني كدة..


كان يتابع حديثها المبهم لا يفقهه شيء من حديثها، غير مدركًا بأنها من إحدى معجبينه ولم تسمح لها الفرصة برؤيته من قبل...

فـ أثناء زفافه هو و ريما كانت خارج البلاد رفقة أهلها…


انقذه مجيء مها من الداخل لرؤية الطارق فوجدته امامها، فصاحت بأسمه جاذبة انتباهه:

-شهاب!


اعتدل بوقفته وتعلقت عينه بها متمتم بلهفة:

-‏ازيك يا مها، ممكن اشوف ريما عايز اكلم معاها ضروري..


نفت مها برأسها ‏وقالت مبررة:

-أنا آسفة يا شهاب كان نفسي اقولك اتفضل بس بابا وماما مسافرين، انا هدي خبر لـ ريما انك عايزاها ثوانِ.


تركته رفقة تلك الصغيرة الذي عقدت ساعديها أمام صدرها وتحدثت برزانة وهدوء مصطنع فقلبها يكاد يطير فرحًا:

-على فكرة أنا عملالك فولو على الانستغرام والفيس بوك وتويتر ومكنتش مصدقة لما عرفت انك هتجوز ريما..


‏قالت الأخيرة و وجهها ينكمش اشمئزازًا، فحرك رأسه في استفسار و ردد :

-‏اشمعنا!


أشارت له حتى ينحني قليلًا لمستواها، انصاع لها فهمست له على الفور بنبرة ماكرة:

-اصلها بت نكدية، اسالني انا بقالها سنين مصاحبة اختي وكل ما اشوفها تبقى معيطة، زي امبارح كدة مبطلتش عياط ودعا عليك، ومفيش على لسانها غير بكرهه بكرهه..


تألم قلبه لاستماعه لتلك الكلمات، فـ لعن ذاته وتمنى أن تعود عقارب الساعة حتى لا يجيب على تلك المكالمة وينهي ما بدأه معها..


عادت مها مرة أخرى والأسف يرتسم على محياها، قائلة بآسف:

-ريما رافضة تشوفك يا شهاب وصدقني حاولت معاها مش راضية....


زفر شهاب عندما تأكد حدسه فها هى ترفض مقابلته مثلما توقع…


رفع يديه ومررها على دقنه النامية وقال بلهجة حاسمة متأسفة وهو يلج المنزل تحت أنظار الاختين:

-معلش بقى يا مها مضطر…والمضطر يركب الصعب...


لحقت به مها، بينما أغلقت مرام الباب بسعادة و فرحة لدخوله ذلك ثم لحقت به هى الاخرى…


وقفت مها قبالته وتحدثت بضيق:

-مينفعش كدة يا شهاب…


-لا ينفع انا عايز اشوف مراتي، هى في انهي اوضة..


صمتت مها ولم تجيبه فأجابته الصغيرة وهى تشير تجاه الحجرة القاطنة بها ريما:

‏-هناك في الأوضة دي.


ابتسم لها بأمتنان ثم تحرك سريعًا تجاه غرفتها…


رفعت مها يديها ولكزت شقيقتها التي اقتربت منها، متمتمة بتوعد:

-أنا هوريكي يا مفعوصة أنتِ.


تذمرت مرام من فعلتها وصاحت:

-يختي اتوكسي ما لو مكنتيش قولتي كان هيدور عليها وهيلاقيها برضو، فـ أنا قولت اوفر عليه الواد القمر ده..


قالتها وهى تطلق زفره حملت بين طياتها الكثير من العشق والولع، ثم صاحت بهيام طفولي:

-‏بقولك إيه خلي صاحبتك تخلعه واجوزه أنا.


على الجانب الآخر..


كانت تقف أمام الشرفة المتواجدة بالغرفة لا تفكر إلا بسواه.

كانت تتوقع مجيئه ولكن ليس بتلك السرعة...

رغم اشتياقها له لكنها لم ترغب برؤيته...

مشاعرها متخبطة تشعر بشيء ونقيضة في ذات الوقت..

تحبه...أم تبغضه..!

ترغب برؤيته ...أم لا ترغب!

تشتاق إليه...أم لا تشتاق!

انتشلها من تلك التساؤلات اقتحامه لغرفتها وصوته الذي تردد بأذنيها مقتربًا منها…


التفتت على الفور عندما استمعت لصوت الباب يُفتح بتلك الطريقة الهمجية التي تعلمها جيدًا..

فهو لا يجيد سوى الهمجية و..... الخيانة.


وقف قبالتها وعيناه تجوب عليها متأملًا تفاصيلها بنظرة سريعة ملتاعة ترغب بها..


كبح تلك العاطفة الجياشة وقال بحنق:

-هى مش صاحبتك قالتلك اني عايز اشوفك؟!


عضت شفتيها من الداخل وهى تجيبه بأنفعال مشيرة تجاه الباب:

-وأنا مش عايزة اشوفك اطلع برة، يلا..


-‏مش طالع ومش بمزاجك ولازم تسمعيني..


كزت على أسنانها وصاحت ثانية:

-لا بمزاجي ومش هسمعك ويلا بقى..


-‏أنتِ مراتي..


قالها بعصبية وهو يجذبها من معصمها مقربًا إياها منه، امتعضت ملامحها وقالت بسخرية قاصدة إثارة استفزازه محررة معصمها:

-لا يا شهاب مش مراتك، وخد الجديدة بقى مش هستناك تطلقني لا انا اللي هاخد الخطوة دي وهخلعك وهتبقى مخلوع ويقولوا المخلوع راح المخلوع جه، ومش بس كدة لا انا حياتي مش هتقف عندك يا شهاب بعد اللي حصل انا مسحتك بأستيكة…


أراد صفعها على فمها الذي يردد ترهات وسخافات ليست حقيقية، كظم تلك المشاعر والأحاسيس، واؤما لها برأسه بتوعد، قائلًا أمام وجهها وانفاسه تلفح بشرتها البيضاء:

-مش هتقدري يا قلب شهاب، واظن أنتِ عارفة لية كويس افتكري كدة اعترافك بـ حبك ليا…


نجح في أشعالها بتذكيره إياها باعترافها بعشقها له…


رفعت يداها وقامت بضربه ودفعه دفعات متتالية، متحدثة بعصبية مفرطة:

-اطلع برة...برة....


اماء لها موقفًا يديها قائلًا بغموض:

-همشي بس راجع تاني..


_________


في المساء…


يجلس أيمن رفقة صديقه في مكانهم المعتاد اللذان يسهران به كل ليلة، يقص عليه كل شيء، فالغيظ يعتريه لإجباره على تلك الزيجة..

يراها ساقطة...

سلمت له جسدها، دون زواج...

كيف له أن يتقبلها !!!!

-بقى انا أيمن أدبس التدبيسة دي !!!!! اش حال كانت هى اللي مسلماني نفسها، عملالي شريفة عفيفة وهى أصلًا ****


كان صديقه ينصت لكل كلمة تخرج من ثغره بتركيز شديد واعين جاحظة لا يصدق ما يسمعه....

فلو علم النجم ماذا سيفعل بهم؟

سيقتلهم دون تردد…


-أنت بتقول ايه يا أيمن، انت غلطت مع ياسمين؟!


-ايوة اتنيلت، وزفتة اختها المدكره دي هددتني وبسببها عامر اخويا عرف وهددني هو كمان، بس قسمًا بالله لخليها تندم على الجوازة دي، مش هى عايزة تجوز وتستر نفسها انا بقى هوريها بنت رضوان.


هنا وبرق في عقل صديقه فكرة ستجعله يحظى بالعديد من الأموال لا محال، سيصبح واحدًا من الأثرياء فتلك المعلومة لن يضيعها هدرًا..او هباءًا….


__________


في دوار النجم..


تحديدًا في الحديقة كعادة نجم يجلس وأمامه الارجيلة فكان يجلس معه عامر ويتحدثوا في بعض الأشياء الخاصة بالزفاف فـ التجهيزات والتحضيرات قد بدأت وكان عامر بالأخص يحرص على إتمام كل شيء بسرعة شديدة بسبب شقيقة وياسمين 

وأثناء جلوسهم سويًا قاطع حديثهم المكالمة المنتظرة، فأجاب نجم بعد أن اخرج الدخان من فمه :

- الو، عملت إيه في حاچة جديدة؟؟ 


" .................." 


- أمجد سافر وأكرم كمان، عال أوي 


" ......................." 


- عفارم عليك يا واد، وخليك زي ما انتَ، وكل ما يبچى في جديد تتصل بيا طوالي 


" ........................" 


- سلام 


أغلق نجم المكالمة واضعًا الهاتف بجانبه، ليسحب نفس من الارجيلة، وتنطلق منه ضحكة خبيثة وماكرة اثارت ريبة عامر مدركًا أن ورائها شيء كبير...وربما مريب مثل صاحبها..

وما لبث أن يتحدث حتى صدح رنين هاتفه من جديد معلنًا عن اتصال جديد…

انتشل نجم الهاتف واضعًا إياه على أذنيه...مستمعًا لصوتها الأنثوي متمتمة بخوف وخفوت:

-نجم انا رقية...ارجوك متجفلش واسمعني انا عايزة اشوفك ضروري... ينفع اشوفك بكرة…


صمت قليلًا شاردًا بنقطة ما ثم أجابها بتفكير:

-ينفع..كلميني بكرة وهجولك نتقابل فين وميتى…


انتهى مغلقًا معها فأراد عامر الاستفسار منه عن المتصل فلم يسمح له نجم رافعًا يده ينظر إلى ساعة معصمه التي تختفي أسفل أكمام عبائته، وأزاح الكم قليلا، وهتف بخفوت ونبرة حاول جعلها مرحة :

- ده المفروض أخش انام بجى، كفايا اكده علشان مدرسة سندس ومتعاودش تجول مش مهتم بيا لو وصلها الغفير أو راحت عليا نومه…


أما في الاعلى..


تقف غرام خلف شرفتها المطلة على الحديقة تراقب جلوسه مع رفيقه، مغلقة أنوار الغرفة حتى لا تظهر ويعلم بمراقبتها له..

ظلت تتابع انفعالاته وكل شيء به..

تعشقه..بل مهووسة به.


أغمضت عيناها لوهله، رافعة يديها ممررة أناملها على شفتيها تتخيل كيف ستكون قبلتهم الاولي..

تتمنى أن تحظى بها..

فتحت عيناها تناظره مرة أخرى، فوجدت عامر ينهض من مكانه مغادرًا، أما هو فظل جالسًا متحدثا في هاتفه مرة اخرى…


لحظات وكان يبعد الأرجيلة حتى ينهض..


إلتوى فمها ببسمة جانبية عابثة، متحركة من خلف الشرفة مضيئة الأنوار واقفة أمام المرآة، ثم رفعت يديها وسحبت رباط خصلاتها جاعلة إياها تنساب بحرية..

ثم التقطت قنينة العطر الخاص بها ونثرت القليل منها...

لوت فمها متأملة هيئتها وتلك المنامة التي تظهر معالم أنوثتها...

حركت يديها وفتحت زرًا واحدًا من المنامة، كاشفة عن عنقها الطويل...

ثم اخفضت يديها تتأمل صورتها فـ باتت مرضية إلى حد ما…


ابتسمت لذاتها رافعة حاجبيها بمكر ثم هرولت صوب الباب مغادرة حجرتها مغلقة الباب بهدوء تام…


هبطت درجات الدرج بسرعه فائقة متجهه ناحية المطبخ..

ولجته فوقفت تلتقط أنفاسها أثر ركوضها ذلك ...

هدأت أنفاسها قليلًا، ثم استمعت لصوت الباب وهو يغلق...

دنت من أحد الرفوف منتشلة كأسًا، ثم رفعت يديها معلقة إياها بالهواء ثم قامت بأسقاط الكأس عن عمد فتهشم لعدة قطع..


أما بالخارج…


دخل من الباب وصفعه من بعده، عيناه تجوب بالمنزل الهادئ فمن الواضح أن الجميع ذهب في سبات عميق، كاد يخطي خطواته فـ تناهى لمسامعه صوت زجاج يتهشم قادم من المطبخ..

فقام بتغيير مساره متجهًا ناحيته...

فوقعت عينه عليها وهى تجثو على ركبتيها تلملم تلك القطع..

اندفع تجاهها منحني لمستواها يساعدها على النهوض وترك ما تفعله..

-أنتِ بتعملي إيه يا مخبولة هتأذي نفسك..


رمقته من طرف عيناها وقالت بنبرة هادئة حملت من البرود والتلميح ما يكفي لاغاظته:

-متخافش مش هتأذي من ازاز يعني، في اللي بيأذي اكتر من الازاز…


وصل له مقصد كلماتها، فقام بأجبرها على التطلع بعيناه مردفًا:

-قصدك إيه يا بنت عمي.


ابتسمت بتهكم غاضبة من ذلك اللقب:

-قصدي أنت يا نجم، واقرب مثال بنت عمي اللي أنت بتقولها دي، كأنك ناسي أني مراتك مش بنت عمك بس..


وقعت عيناه أثناء حديثها على خصلاتها ومنامتها التي اشعلت جسده وجعلته يثور...

لم يجد نفسه سوى وهو يرفع يديه مطوقًا خصرها بتملك، عيناه تمعن النظر بثغرها الصغير الذي يطالبه بألتهامه…


مال عليها عله يطفئ تلك النيران، وضع ثغره على وجنتيها طابعًا قبلة عميقة عليه...

قبلة...جعلتها تغمض جفونها تستمتع بها...

نزل بشفتاه على عنقها يترك عليه عدة قبلات...

فلم تعترض وتركته يفعل ما يشاء..

حرر خصرها من يديه وسار بيده على جسدها...

كان يراها طفلة والحال أنها امرأة كاملة الأنوثة...

ابتعد بثغره عنها مطالعًا عيناها، بادلته إياها بأخرى ترى رغبته في عيناه..

ارضتها تلك النظرة وجعلت ثقتها تزداد بنفسها فهى تنجح بالتأثير عليه...

أراد التهام شفتيها، لكنها ابتعدت عنه قبل أن يفعلها مقررة استغلال أنوثتها والتلاعب به قليلًا...

جمعت خصلاتها في جانب واحد وقالت بصوت ناعم قبل أن تفر من امامه:

-لا يا نجم بلاش…


_________


اليوم التالي...

يقبع أمجد خلف مكتبه وامامه على سطح المكتب إحدى ملفات القضايا المسؤل عنها...فكان يعطي كامل تركيزه معها...وأثناء انشغاله ذلك صدح رنين هاتفه...المتواجد على المكتب..

فأنتشله واجاب دون أن يري هوية المتصل...

وسريعًا ما تناهى له ذلك الصوت الانثوي الذي يدركه عن ظهر قلب مما جعل ابتسامه شيطانيه تزين وجهه..ويترك ذلك الملف مردد بلهو:

-تعرفي أنك لو مكنتيش كلمتيني كنت كلمتك فينك يا بت.. وحشاني يخربيت امك...


انتهى مستمعًا لحديثها الذي جعل تعابيره تتبدل ويهتف بها بصياح:

-نعم يختي حد قالك اني جمعية خيرية...بقولك إيه أنا مليش دعوة بالحوارات دي كلها... أنا كل اللي يربطني بيكي شوية وقت حلو بننبسط فيه سوا وبتهوني عليا نكد مراتي..والقرف اللي شايفه من امها لكن وجع دماغ من عندك انتي كمان هشوطك برجلي ولا هيهمني..ده انا مستحمل نكد واحدة بالعافية...ومش هتبقي أنتِ التانية واقولك على حاجة اعتبري اللي بينا بح....انا مش ناقص قرف كتك داهية نسوان نكد وغم...


__يتبع__


الفصل التاسع عشر من #زيغه_الشيطان.

#أضواء_مبعثرة.

بقلم فاطمة محمد & فاطمة طه سلطان.


________


اذكروا الله.


________


'المرأه لغز مفتاحه كلمه واحده... هي الحب.'

- فريدريك نيتشه.


________


كانت ريما قد أرتدت ملابسها مستعدة للهبوط فلم تستطع مها منعها، فقد أصبحت غريبة منذ ذهاب شهاب و لا يمكن لاحد السيطرة عليها، فهتفت مها وهي تحاول للمرة الأخيرة: 

- يا ريما أعقلي..بلاش جنان.


- كنت عاقله هو اللي جنني يا مها، شهاب قضى عليا، كل مرة كنت بحاول أرجع ريما القديمة لغاية ما قضى عليها انا نفسي مبقتش عارفة اعقل واهدى…


قالت كلماتها بوجع شديد وغضب من كل شيء حولها، كلما تتذكر اعترافها بحبه...وأخذه من هذا سبب لجرحها…


فقد اعترفت بها مرتين..و كانت على استعداد أن تسلم نفسها له وأن يمتلكها رغم عدم اعترافه بشيء نحوها، ولكن مهما فعلت يشعرها بأنها كانت مخطئة حينما فتحت له قلبها مرة اخرى ومنحته فرصة جديدة.. 


فصاحت مها بغضب شديد من اندفاعها:

- انا معرفش ايه اللي حصل، بس باين أنه خايف عليكي، وواضح أن في سوء تفاهم، ويا ريما مهما حصل ما بينكم مينفعش اللي عايزة تعمليه ده...

انا مش هكلمك عن حبك لشهاب، هكلمك حتى أن قرار زي ده مينفعش تعمليه من غير ما ترجعي لاهلك فيه، انتِ من ساعه ما جيتي بتكدبي على مامتك أنك لسه هناك في بيتك .. 


ثم تنهدت مها وأخذت انفاسها وهي تحاول أن تلين عقلها وتعدلها عن قرارها التي أتخذته:

- ريما عارفة لو باباكي ومامتك عرفوا انتِ رايحة تعملي إيه هيحصل إيه وانتِ مفهماهم انك في بيتك مع جوزك..


أنتشلت ريما حقيبتها غير مبالية بأي شيء، لا ترى شيء سوى أن تقتص لكرامتها وتستردها…


- مها انا ماشية لو هتفضلي تضايقيني هسيبلك البيت وامشي انا اللي في دماغي هعمله مهما قولتي..


- والله هتروحي العباسية رسمي وساعتها هقول انا قولت…


- ماشي ابقي قولي ساعتها سلام.


خرجت ريما من الغرفة بغضب ونار مشتعلة بداخلها، فركضت مها خلفها ممسكه بمعصمها، فهتفت متسائلة: 

- رايحة فين ؟!


- انتِ عندك فقدان في الذاكرة اومال كنا بنقول أيه جوة !


هتفت مها بنبرة قلقة وصارمة:

- انا مش موافقاكي بس مش هسيبك تروحي لوحدك رجلي على رجلك، ونرجع قبل ما مرام تيجي…


_________ 


في مكتب أمجد..


دخلت فتاة من إحدى العاملات لديه بالمكتب مخبره إياه بتواجد ريما ياسر..وفتاة أخرى بصحبتها، ليأمرها بأن تدخلهم على الفور..

ولجت ريما لتبتسم بخفوت وخلفها صديقتها..

فـ نهض أمجد من مقعده مصافحًا إياهم مرحبًا بهم بحرارة وأخذ يسألهم عن الشيء اللتان يريدان شربه، فطلبوا مشروب ساخن على مضض…


ثم تحدث أمجد بنبرة هادئة وبسمة تزين محياه:

- منورة يا مدام يا ريما، أول مرة تيجي مكتبي…


تنحنحت ريما بغضب من نظرات مها الغاضبة إلى امجد فيكفي أنه صفع زوجته امامهم جميعًا، ثم ردت ريما بنعومة: 

- بنورك يا متر..


جاءت الفتاة وهي تحمل كوبين من الشاي وفنجان القهوة لامجد وحينما لم تجد أي طلب اخر يقع على عاتقها ذهبت 

فعاد امجد مردد بهدوء ونبرة مرحة وهو يحاول أن يخمن سبب مجيئها: 

- خير يا مدام ريما، ربنا يسترها مش متعود أشوف الناس في الخير في مكتبي بصراحة.


ابتسمت ريما بخفوت على دعابته لتخبط قدم مها بخفة وخلسة، فكانت تعقد ساعديها وتجلس وهى تزفر بضيق ولا تدري ريما السبب !


تنهدت ريما ثم قالت موضحة: 

- بص يا متر، اللي حصل في فرحي مع شهاب أنت المسؤل عنه وفرحي يعتبر باظ بسببك، وانتَ بعدها جيتلي المعرض وقولتلي أنك مستعد تعمل اي حاجة عشان تعوضني فرحي اللي باظ ده يعني زي اعتذار كدة ليا أنا وشهاب…


عاد امجد بظهره للخلف متذكرًا ذلك اليوم الذي ذهب إليها واعتذر لها مبينًا لها مدى ندمه ورغبته في تعويضهم عما حدث ولم يطول حديثهم فقد استغرق حوالي خمس دقائق فقط…

مط امجد شفتاه واماء مؤكدًا:

- صح، ولسه عند كلمتي اقدر اعتذرلكم أزاي عن الغلط ده…


أخذت ريما نفس طويل، ثم هتفت بنبرة مندفعة حاسمة:

- انا عايزاك ترفعلي قضية على شهاب وتكون المحامي بتاعي…


نظر لها أمجد باستغراب شديد وفرحة خفية...وكادت البسمة أن تشق ثغره لولا سيطرته عليها واتخاذه قناع البرود والضيق لأجلهم:

- قضية ايه مش فاهم ؟!!!!!


أجابت مها بسخرية لم تستطيع إخفاءها: 

- قضية خلع يا متر، أصلها اختارتك لانك بتؤمن بحقوق المرأة فقالت عليك محامي ميتعوضش...مش كده يا ريما ؟


زفرت ريما وقالت مثبته انظارها على أمجد:

- قضية خلع، انا عايزة أخلع شهاب..


فهم أمجد تلميح تلك الفتاة وسخريتها منه لكنه تجاهلها...فما يسمعه كفيل لاسعاده ضهرًا بأكمله…


بعد مضي بعض الوقت..

خرجت ريما من مكتبه برفقة مها التي لم تكف عن رمق أمجد بنظرات يملؤها الكره طيلة حديثهم واتفاقهم بعدما وافق على طلبها.... 


تحركا سويًا وما لبثت مها أن تخرج من باب المكتب بأكمله حتى وجدت جسدًا يتصادم بها... 


رفعت رأسها وتمتمت بخشونة ولاذعة: 

-مش تفتح يا عم. 


لم يجيبها الشاب ومر من جوارها كأنه لم يفعل شيء... 


جذبتها ريما من ذراعيها للخارج، متحدثة بحنق: 

-أنا عايزة افهم إيه اللي عملتيه مع الراجل جوه ده، ده زي ما يكون قتلك قتيل. 


ردت مها عليها بوجوم: 

-لا مش قتلي قتيل، بس الراجل ده أنا مش مرتحاله، وشهاب لو عرف باللي عملتيه ده مش هيسكت يا ريما. 


-‏وأنا مش عايزاه يسكت يا مها وبرضو هخلعه يلا بقى خلينا نمشي من هنا. 


هتفت ريما بتلك الكلمات وهى تتحرك فلحقت بها مها... 


أما داخل المكتب... 

وبعد مغادرة ريما كانت بسمته الماكرة الشماتة تزين ثغره مردد بينه وبين نفسه:

-البت ريما كانت عجباك يا أمجد واستخسرتها في شهاب..اديها جتلك على الطبطاب...انا هوريك يا شهاب...هوريك مين هو امجد الشيمي…


اقتحم هاني مكتب أمجد دون استئذان مستغلًا غياب المسؤولة عن دخول العملاء..حدق به امجد بنظرة متفحصة يشعر بأنه رآه من قبل لكن ذاكرته لا تسعفه.. 


اقترب منه هاني ورفع يديه ماددًا إياها معرفًا ذاته. 

-أنا هاني معرفش تعرفني ولا لا بس أنا من نفس البلد بتاعتك..واسف لو كنت دخلت كدة بس مفيش حد برة…


رفع أمجد يديه وبادله سلامه بغرور وعجرفة، متيقنًا بأنه قد رآه هناك من ذي قبل... 

-أهلا أتفضل..


جلس هاني بالمقعد القابع أمامه، جالت عينيه بالمكتب قبل أن يتحدث موضحًا سبب مجيئة: 

-‏بصراحة أنا جاي عشان في مصلحة حلوة... 


‏عاد أمجد بظهره للخلف وخرج صوته متسائلًا: 

-مصلحة إيه دي؟ 


ثبت هاني نظراته عليه ثم اقترب برأسه قليلًا وقال دون مقدمات: 

-بصراحة بقى ليك عندي حتة خبر هتخليك تركب نجم ودلدل رجلك كمان، وتخليه مش عارف يرفع رأسه وسط أهل البلد... 


ارتفع حاجبي أمجد واستطاع ذلك الشاب جذب كامل تركيزه معه: 

-خبر إيه ده اكلم.. 


ابتسم الشاب بخبث، متمتم: 

-هكلم بس كله بتمنه، والخبر ده يستاهل كتير... كتير اوي كمان... 


رد أمجد على الفور: 

-هديك اللي أنت عايزه انطق.. 


اتسعت بسمة هاني، وقال بخفوت: 

-طبعا أنت عارف أن ياسمين عمته الصغيرة مخطوبة لأيمن ابن محمد اللي مرشح نفسه في الانتخابات، الاتنين بقى غلطوا مع بعض والبت سلمتله نفسها ومحدش يعرف بعملتهم دي غير اتنين راضية اختها وعامر اخوه....اللي هو يبقى صاحب نجم….


__________ 


صف بسيارته أمام ذلك البيت المهجور التي وصفته لها ووجدها تقف في فنائه وهو مازال في سيارته تنفس الصعداء ثم هبط من السيارة غالقًا الباب بعنف قليلا مصدرًا هذا العنف صوت صدع في هذه المنطقة المليئة بالأراضي الزراعية..

اقترب نجم منها قائلا بنبرة جامدة وهو ينظر لها وهى تتحاشي النظر له: 


- عايزة مني إيه تاني يا رقية ؟!!!!


__________


دخل نجم المنزل هو وابنته بعد أن أخذها من المدرسة كعادة كل يوم وتحديدًا الفترة الماضية حينما دخلت غرام لحياته بصفة أخرى فهي ترى أنها يهملها فيحاول الحديث معها والجلوس معها لوقت اكثر مما سبق…


صعدت ابنته إلى غرفتها ليلمح طيف غرام من الأعلى فكانت على وشك الهبوط وبمجرد رؤيته ركضت الى غرفتها مرة أخرى وكأنها تهرب منه، دخل إلى المكتب ليقابل محمد والد عامر يخرج من عند جده فاوصله إلى الباب ثم عاد مرة أخرى لجده..


- السلام عليكم يا جدي.


- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا نچم، إيه ده غريبة يعني جاي بدري..


- ده ميعاد سندس كل يوم كنت بسيبها عند الباب وأروح المزرعة بس جولت ادخل اتحدث معاك في موضوع اجده..


قال نجم كلماته بهدوء شديد، فهتف رضوان بقلق: 

- في ايه يا نجم، متقلقنيش..


علق نجم بنبرة هادئة وابتسامة ارتسمت على ثغره :

- مفيش حاجة يا چدي، انا خلاص هريحك وأعملك اللي انتَ عاوزه..


نظر له رضوان باستغراب وحك لحيته البيضاء قائلا بنبرة هادئة: 

- هتريحني كيف عاد ؟!


هتف نجم قائلا بثبات انفعالي ونبرة هادئة :

- فرحي ودخلتي انا وغرام هيكونوا بعد راضية وياسمين ايه جولك عاد…


كان رضوان يرتشف قهوته لتقف في حلقه ويسعل بشدة بمجرد سماعه تلك الكلمات ثم تحدث بدهشة :

- انتَ بتتكلم جد يا نچم !!!!!


- ايوة جد الجد كمان، ولو حابب اكون مع راضية وياسمين في نفس اليوم معنديش مانع..


تهللت اساريره وقال معارضًا على الفور: 

- لا، انتَ ليلتك لازم تكون كبيرة ومميزة ده انتَ كبير البلد والمرة دي فرحك مش على أي حد فرحك على غرام النچم بت عمك يعني فرحة عمري أني الاقيكم حواليا…


_________


" في المساء " 


تجلس غرام أمام المرآة تمشط شعرها وتضع حمرة على وجهها وترتدي حلق ذهبي في أذنيها وكأنها تحرص على التواجد في هيئة انثوية في كل الأوقات فلا تريد أن يراها ولو لدقيقة واحدة مهملة في منظرها أو في هيئة طفلة صغيرة فهي تريد أن تفهمه انه امرأة مكتملة الأنوثة وعاقلة وراشدة لتحتوي ابنته وتكن زوجة له فهى ليست بصغيرة…


دخلت ياسمين ليتسامروا في العديد من الأشياء وكانت ياسمين تشعر ببعض التقلبات في حالتها الصحية والنفسية بسبب الحمل وتحاول ألا تظهر شيء.


دخلت توحيدة قائلة بنبرة ساخرة: 

- انا جولت هلاقيكي أهنه يا ياسمين ما انتم التوأم الروحي..


دخلت بعد ان ضحكت ياسمين وغرام، وجلست توحيدة لتراقب غرام وهي تنهض من أمام المرآة وتوجهت إلى الطاولة لترتشف من كوب الشاي التي تركته منذ ساعة فهي تعشق تذوقه باردًا فهتفت توحيدة بمرح وسخرية: 

- ربنا يهديكي يا غرام يا بتي وتفضلي اجدة فايقة ورايقة لما تتجوزي وتتذوقي كل ليلة وتحطي الاحمر والاخضر ومترجعيش بعد ما توقعي الراجل تضربي البوظ شبرين... 


ضحكت غرام وهتفت بدلال وهي تمسك الكوب :

- لا متقلقيش عليا يا قلبي، انا مش نكدية وزي ما انا في كل وقت بهتم بنفسي…


فهتفت توحيدة بمكر: 

- انا جولت عاد لازمًا مزاجكك يكون عالي…


عقبت غرام بعدم فهم: 

- اشمعنا يعني ؟


- شوفي البت عاملة نفسها مخبراش..


قالت توحيدة كلماتها وهي تنظر إلى ياسمين بمكر فقالت غرام بعدم فهم :

- مش فاهمة بجد يا توحة قصدك أيه ؟


- ليه مخبراش أن نجم قدم ميعاد فرحكم ودخلتكم وهتبقي بعد جواز راضية وياسمين…


بعد أن قالت توحيدة كلماتها، سقط كوب الشاي من غرام، لتنظر لها بفم مفتوح لا تصدق ما سمعته، فتحدثت توحيدة بسخرية:

- والله مجنونة يا غرام؛ البت تنحت يا ياسمين مش مصدقة نفسها باين، ليه كنتي فاكرة إياك انكم هتجعدوا سنتين بجد..


لم تتحدث غرام أبدا، دقات قلبها عنيفة تنظر لهم بدهشة لا تصدق ما تسمعه حتى.. 


__________ 


اليوم التالي…


في حجرة الأجتماعات الخاصة بالقناة 

أنهى فهمي اجتماعه للتو وغادر الجميع فلم يتبقى سوى ابنه مشغول البال، لا يفكر بسواها... 


انتشله صوت والده قائلًا: 

-قولي يا شهاب ناوي تعمل إيه مع ريما.. 


مسح شهاب على وجهه بضيق وتحدث بوجوم تام: 

-مش عارف يا بابا بس الأكيد أني مش هسيبها انا سايبها بس تهدأ وبعدين هشوف هعمل إيه معاها. 


اماء له فهمي بتفهم، وغمغم بحنان: 

-لو حابب ممكن اروح لها واكلم معاها وافهمها انا اللي ح 


‏قاطعة شهاب رافضًا تلك الفكرة: 

-لا يا بابا بلاش هتفتكر أننا بنضغط عليها، أنا عايزها تهدأ خالص من ناحيتي.. 


تلفظ فهمي بأسلوب مرح عله يرسم بسمه على وجهه ابنه: 

-كله من دودي منها لله. 


-‏ابتسم شهاب بسمة طفيفة على أسلوب والده... 


ثم اقترب منه فهمي و ربت على كتفيه وقال: 

-عندي ميعاد دلوقتي هخلصه وبليل اشوفك في البيت، سلام يا بطل. 


-‏سلام يا بابا.. 


رحل فهمي، فظل شهاب جالسًا مكانه، اغمض عينيه للحظات متذكرًا تلك اللحظات التي جمعتهم سويًا... 


زفر بعنف و اخفض رأسه صادمًا إياها بحافة الطاولة أمامه، هامسًا: 

-غبي غبي... 


هنا واستمع صوت دقات على الباب صاحبها ولوج أمجد الذي سأل عنه وعلم بوجوده في تلك الحجرة ..


نهض شهاب ما أن رآه امامه، وقال بحدة: 

-أنت بتعمل إيه هنا؟ 


ابتسم أمجد بسمة استفزاز وصاح بمرح: 

-الاه هى دي نورت اوضة الاجتماع يا امجد، مكنش العشم يا راجل.. 


زمجر شهاب به وقال بشراسة: 

-أنت هتصاحبني اخلص.. 


صمت أمجد ثوانِ ثم أضاف بنبرة خبيثة شامتة: 

-لا مش هصاحبك يا شهاب، احنا عمرنا ما هنبقى صحاب اصل ازاي صحاب وأنا المحامي بتاع مراتك... 


قطب شهاب حاجبية بعدم فهم، فلم يتوقف أمجد واسترسل: 

-الاه تاني هو أنا مقولتلكش أن مراتك كانت عندي امبارح وأننا هنرفع عليك قضية خلع وهتخلعك يا معلم، وانا قولت بقى اجيلك ونحل الموضوع ودي اصلى بعمل حساب للعشرة..... 


__يتبع__

 تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله1 اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع