رواية بعشقك طامعه الفصل السادس والسابع بقلم مروه محمد
رواية بعشقك طامعه الفصل السادس والسابع بقلم مروه محمد
#بعشقك_طامعه🌸🌸🌸
#الفصل_السادس🌼🌼🌼
دلفت قمر الي الفيلا ولم تجد احد في بهوها فتنهدت وحمدت ربها وصعدت الي غرفتها مسرعه قابلتها والداتها في الممر فتصنعت الانزعاج من منظرها...ونظرت لها بمنتهي الاشمئزاز...لدرجه ان قمر اخفضت وجهها وهي محرجه منها وهي تقول
=ماما انا تعبانه جدا ...وعايز اتكلم معاكي ...بس اوعديني انك مش هتزعلي مني.
كانت رده فعل غصون كلها تصنع في البدايه سحبتها ودلفت غرفه قمر واجلستها علي الفراش ثم ذهبت الي الجانب الاخر لتضع ساق فوق ساق تهزهم بغرور قائله
=الوقتي بقيت ماما ...نسيتي عملتي فيا ايه امبارح ورفعتي صوتك عليا ازاي ...ولولا غيث الاهبل كان زماني علمتك الادب ...اووووه سورى يا قمر ممنوع اقول عليه الاهبل.
ردت قمر عليها بوجع قائله
=اسفه يا ماما ...بس علشان خاطرى ساعديني ...ده اكتر وقت انا محتاجالك فيه ارجوكي.
تحدثت غصون بانشراح في صدرها وشماته قائله
=لا معلش ...انتي ممكن تروحي لجدك او لعمتك ساميه او لغيث اولامه معدتش تفرق عندي ...انا من اللحظه اللي وقفتي فيها في وشي نسيت اني خلفتك اصلا.
رفعت قمر انظارها الي والداتها قائله بألم
=انتي طول عمرك بتتخلي عني ...عمرك ما كنتي ليا ام ولا لاختي كمان ...وفي الوقت اللي احتاجتك فيه بجد في موضوع مينفعش حد يعرفه الا انتي بتتخلي عني؟
غصون بقسوة
=مش هتخلي عنك ...بس هعرفك بس ان انتي في الحاله دي لجأتيلي انا مش ليهم ...ومن الساعه دي هتكوني تبعي انا وبس.
صرخت قمر في وجه امها قائله
=انتي ايه ...انتي استحاله تكوني امي ...استحاله اصلا تكوني ام ...في الوقت اللي انا محتاجالك فيه بتساوميني وانا اللي كنت خايفه احكيلك.
تضايقت غصون من اتهام قمر بأنها ليست بأم ولا تتصف باي صفه من صفات الامومه فردت عليها قائله
=خايفه مني ليه يا حبيبتي ...للدرجه دي انا بخوف ...ولا قالولك عليا الساحرة الشريرة مثلا.
كادت قمر ان ترد عليهم الا انها وجدت الباب يطرق لتدلف عمتها ساميه قائله
=قمر حبيبتي ...جدك النهارده مصمم ان كلنا نتغدي مع بعض ...علشان في حاجه مهمه وقرار مهم هيقوله النهارده بعد الغدا
لم يأتيها الرد فاندهشت الي منظر قمر وفوضاويتها وعيونها الحمراء والي حاله غصون الصارمه فسألتهم بقلق
=هو في ايه مالكم متسمرين كده ليه ...هو فيه حاجه لا سمح الله حصلت...في ايه يا قمر.
ردت عليها قمر قائله وهي تنظر الي عيون غصون بقسوة قائله
=ابدا يا ماما مفيش حاجه ...انا بس تعبانه ...وماما غصون بتاعتبني علي موقفي امبارح.
نظرت لها غصون بقوة وقالت
=ماما ...بقي هي ماما تمام ...اظن بقا تخلي ماما تعرف المصيبه اللي انتي فيها يمكن تقدر تحلها لك ...مع اني حاكمه علي حلها بالفشل من دلوقتي .
تحدثت قمر بارتباك قائله
=لا ...مش هينفع ...وبعدين انا قلتلها يا ماما علشان هيا مربياني مع اولادها.
ردت غصون بخبث قائله
=ونعم التربيه الصراحه ...ويا ترى يا ساميه كنتي بتربيهم ازاي ...يا ختي علشان اتعلم منك اصل احتمال يكون عندي احفاد قريب.
نظرت ساميه الي غصون باشمئزاز ثم حولت انظارها الي قمر قائله
=قمر قوليلي مالك ...وانا ان شاء الله هحللك مشكلتك ايا ان كانت ...خليكي واثقه في ربنا وفيا يا حبيبتي.
هنا ادركت غصون ان قمر في لحظه سوف تنهاروتحكي لعمتها كل شئ ومن الممكن ان عمتها تنفي لها هذه اللعبه لانه مثل المخطط الذي وقعت فيه عمتها من ذي قبل...فصرخت غصون في وجه قمر قائله
=تعرفي لو قلتيلها علي حاجه قبل ما تقوليلي هيحصل فيكي ايه ...هتبرى منك يا قمر ...دي عمتك ها عمرها ما هتكون امك فاهماني.
اندهشت ساميه من كلام غصون وتغيرها في لحظه من دقائق كانت تطلب من قمر مساعده ساميه وها هي الان ترفض تلك المساعده يبدو ان الامر كبير .ردت ساميه قائله
=ليه يا عني يا غصون ...ما يمكن الامر سهل بالنسبه ليا وصعب عليكي ...واقدر احله زى ما بحل مواقف كتير انتي مبتعرفيش عنها حاجه.
غصون بخبث
=شايلينك لوقت عوزة ...انا متأكده ان الموقف اللي هتحكيه قمر مينفعش انتي بالذات تحليه ...ولا ايه يا قمر.
تخشبت قمر في مكانها وحدثت نفسها ايعقل ان تكون امها تعلم بما حدث لها وكيف لا لانه حتي شادي لم يكترث الي امر امها هذه المرة .
نظرت قمر الي امها نظرة حيرة وقالت
=يعني يا ماما لو قلتلك حصل ايه هتصدقيني ...وهتشوفيلي حل ...ومش هتظلميني ولا هتيجي عليا.
ابتسمت غصون وقالت
=طبعا يا حبيبه ماما ...وانا ليا غيرك انتي واختك ...بس الاول قولي لعمتك تخرج علشان نبقي علي راحتنا في الكلام.
نظرت لها ساميه باستحقار قائله
للدرجه دي يا غصون بتكرهيني ...علشان بناتك بيحبوني ...ماشي يا غصون ...قمر يا بنتي انا خارجه ولو احتاجتيني انا تحت امرك في اي وقت.
اتجهت قمر صوب ساميه وامسكتها من يدها قائله بوجع
=لا يا ماما ساميه ...الموضوع يخصك ...ويخص اكتر شادي ابنك.
وضعت ساميه يدها علي وجه قمر قائله بحنان
=ابني ماله يا قمر ...عمل فيكي حاجه ...ضايقك مثلا كالعاده.
مسكت غصون قمر من ذراعها واوقفتها خلفها قائله
=اسكتي يا قمر ...متتكلميش ...وانتي يا ساميه اطلعي برا ما تتدخليش بيني وبين بنتي...لاحسن هقول لضياء وهو هيعرف شغله معاكي.
صرخت ساميه في وجه غصون قائله
=لا هتقول ...وانا لا بخاف من ضياء ولا منك ...طالما الموضوع يخص ابني لازم اعرفه.
اغتاظت غصون من ساميه فقالت
=ليه تعرفيه ...وبعدين ابنك ده اصلا ميعتبرش ابنك ...ده هيبقي جوز بنتي يعني ابني انا مش ابنك واي حاجه تخصه هو وقمر تبقا تبعي انا .
انهارت قمر علي ركبتيها قائله
=اللي انتي معتبراه ابنك يا مدام غصون ...اغتصب اغلي ما املك ...وهددني لو ما اتجوزتوش ...هيفضحني جوه العيله وبره العيله
اتسعت حدقه عين ساميه اما عن غصون ابتسمت ابتسامه خافته حتي لا تلاحظ قمر وكادت تنهضها من علي الارض لولا ان يد ساميه سبقتها قائله لقمر بثبات
=اسمعيني يا قمر كويس ...عمك ضياء زمان ضحك عليا واوهمني انه حصل علاقه ما بينا ولازم نتجوز ...وسمعت كلامه وضحيت بحب عمرى واتجوزته بس اكتشفت اني عذراء ...فلو ابني اوهمك انه اغتصبك فاعرفي ان ده مخطط عمك ضياء علشان تتجوزى شادي ...انا قلت كل اللي عندي الوقت تدخلي تاخدي شاور وتنامي كويس علشان بعد الغدا جدك عايزك في موضوع مهم ومصيرى ومتخافيش هو بعيد عن شادي كل البعد...اهم حاجه زى ما قلتلك في الاول ثقي في ربنا وفيا ...ومتسمعيش لكلام حد ...اسمعيني انا .
ثم خرجت من غرفه قمر وكادت غصون ان تتحدث الي قمر الا ان قمر دلفت الي المرحاض صافعا للباب من خلفها مما غاظ غصون لفشل مخططها واقسمت ان تتصل بضياء لتسرد عليه ما حدث من ساميه ليوريها الامرين.
نامت قمر لدرجه انها لم تستيقظ لتناول الغذاء مع العائله ...وعندما بعث الحاج غالب احد لاستدعائها استسمحته ساميه انها ستأتي بعد الغذاء لانها مريضه ...استيقظت قمر عند الساعه السابعه مساء وارتدت ملابسها وهبطت الي الاسفل لتجد الجميع بانتظارها ...دلفت قمر الي حجرة الصالون شاحبه الوجه القت السلام عليهم وجلست في انتظار سماع قرارات جدها.
امرها جدها للقيام بتناول الغذاء اولا لحين عوده غيث وامه من زيارة المقابر... اصرت ضحي علي ان تأخذ ابنها معها الي زيارة المقابر برفقه حمزة الذي اقنع جده بان الزيارة عاديه وسوف تؤتي ثمارها غافلا عن خطه خالته في اقصاء غيث بعيدا عن قمر فهي ما زالت لا ترتاح لها ولامها خاصه عندما رأتها هي وشادي صباحا ...فهي متأكده انها مثل امها....ذهبت ضحي الي المقابر وقرات الفاتحه لزوجها واجلست ابنها امام قبر والده...عندما راي قبر والده تذكر كل شئ وتذكر الحادثه جيدا ليتحدث بتوتر قائلا
=اناااا ...مششش سووووقتتت العربيييه....همااااا كدااابييين.
ربتت ضحي بحنان علي كتفيه قائله
=عندك حق ...وينفع ابني الصادق يتجوز بنت واحده كدابه زى غصون ...ارجوك يا غيث بلغ جدك انك مش عايزاها.
انتبه حمزة علي كلام ضحي وقال
= ... قشطه ولعت يا عم حمزة ...ياريتني ما سمعت كلامك يا خالتي ...ده الحاج غالب هينفخني...لا ينفخني ايه بقا ...ده مش بعيد يخلي البت وديعه تضرب بالنجفه ويجلي فقدان ذاكرة.
=خالتي ...وبعدين كده الحاج غالب هيزعل وهيجيب ناس تزعل ...وبعدين خلاص قمر هي اللي في قلب غيث وهو اللي نقاها هو...وهو اللي اختارها انتهي.
جزت ضحي علي اسنانها قائله
=انا مش جيباك هنا علشان تعطلني عن اللي بعمله ...انا جيباك تساعدني ...مش تبوظلي اللي انا عايزاه.
نهض غيث من مكانه وقال
=لااااحمززززة صصصح ...حضضضرتتك غللط....انااااابعششششق قمممر.
حمزة بمرح
=شوفت عينك يا خالتي ...الواد واقع لشوشته ...بقولك ايه ما تيجي نقلبهم وتشوفيلي البت وديعه وتريحي قلبي....لاحسن قلبي بيوجعني أوى.
ضحي بضجر
=انا شفت قمر النهارده الصبح ...راجعه مع شادي ...معني كده انها باتت بره معاه والله اعلم بينهم ايه.
هتف غيث بغضب
=مااااماااا قمممر بتتتحبننني ....هييي مششش قاااالتتتت كككده ...بسسس اننننا متتتتاكد
حمزة بمرح
=بقولكو ايه ا بلاش جو المقابر ده ....انا لسه مدخلتش دنيا وعايزين تدخلوني اخرة ...ماتيجو نروح ولا نروح مكان شاعرى ...واتصل بالبت ديعا تيجي تبقي شعريه معانا.
امتثلت ضحي لرغبه حمزة وذهبوا الي كافيتريا قريبه من البيت لمحاوله ضحي اقناع غيث العدول عن قرار زواجه من قمر ...انتهز حمزة فرصه انشغال ضحي بغيث واتصل علي والده ليخبره بالامر ...عزم يحيي امره اللحاق بهم لوضع حد لضحي وعدولها عن تنفيذ خطتها ...اثناء مكالمته لحمزة سمعته ساميه وعرضت عليه الذهاب معه لضرورة اعلام ضحي بأمر سيجعلها تعدل عن قرارها ...بالفعل خرجوا الاثنان ساميه ويحيي خلسه غافلين عن عيون بثينه التي لا تفهم الامر بل كادت تحترق من نيران غيرتها ...وصلا ساميه ويحيي الي مكان تواجد حمزة وغيث وضحي ...وتفاجئت ضحي من وجوده ونظرت الي حمزة نظرت لوم وعتاب ...جلسوا مع بعضهم البعض...ارتبك حمزة وقال
=...انا قلت لعم يحيي يجي بس ....مليش دعوة بابله ساميه اه والله ...حجه ساميه انا اعرف لكي قم تليفون...انا معرفش غير رقم البت وديعه.
ابتسمت ساميه وقالت
=يشرفني طبعا ان يبقا معاك رقم تليفوني ...بس الحقيقه يا ضحي انا سمعت يحيي بيتكلم مع حمزة ...وقلت لازم احكيلك حاجه مهمه علشان تغيرى رأيك
نهضت ضحي وقالت
=تعالي نتكلم بعيد
ذهبا سويا الي طاوله اخرى وبدأت ضحي حديثها قائله
=متدافعيش عن غصون وبناتها وخصوصا قمر ...انا شايفاها راجعه مع ابنك الصبح ...ومش هقبل ابني يتعمل معاه كده بعد الجواز.
ربتت ساميه علي يد ضحي برفق قائله
=فاكرة المقلب اللي شربته من ضياء زمان ...ههههه حب يشربه لقمر ...بس انا قلت لقمر انه مقلب يارب تصدقني ...وبعدين قمر دي تربيتي غير امها هتحافظ علي غيث وهتصونه ثقي في ربنا اللي عمره ما هيأذي ابنك.
علي الجانب الاخر تذمر غيث قائلا
=اااناااا بحححب قمممر ...وعاااايزز اتجججوزززهااا .....ليييه مااامااا مششش راااضييه
=رد عليه حمزة قائلا
=وانا كمان يا غيوث ...عايزك تتجوز قمر ...وانا اتجوز ودوعه حبيبه قلبي...ونعيش في تبات ونبات ونجيب صبيان وبنات...بس الظاهر خالتي عايزة تنكد علينا.
نظر له يحيي بطرف عينه قائلا
=اتلم ...احنا في ايه ولا في ايه ...وبعدين رايح تحبلي بنت ضياء.
رد عليه حمزة بخبث قائلا
=بنت ساميه يا حج...اعمل ايه واقع زى ابويا ما وقع في حب امها زمان ...ولا ايه يا حج يحيي...تقدر تنكر ذلك...وبعدين نحن ليس لنا سلطان علي قلوبنا.
وضع يحيي يده علي وجهه قائلا
=وربنا امك لو سمعتك لتنفخني وتنفخك بعون الله ...ومش بعيد خالتك ضحي كمان
انتبه حمزة علي انهاء الحوار بين ساميه وضحي فقال
=واضح ان الحاجه ساميه لها تأثير...دلوقتي خالتي ضحي جايه...وهتقول موافقه...وهنزغرط وهنبل الشربات...وهنرقص...وهنشيهص.
جاءت ضحي وابتسمت لغيث وقبلته قائله
=خلاص يا غيث ...انت عندك حق ...قمر فعلا كويسه وان شاء الله تحبك زى ما انت بتحبها واكتر
نهض يحيي وقال
=علي خيرة الله ..يدوبك نلحق الحاج غالب قبل ما ينام ...ويارب بثينه متاخدش بالها اني خرجت لتحرق روما بحالها
انتبهت ساميه علي خوف يحيي وحرصه علي عدم حزن بثينه واسترجعت احداث ماضيها مع يحيي وعشقها له ولكن ضياء كان له راي اخر في تدمير هذا العشق ...لعنته في نفسها وسارت معهم الي الفيلا .
وصلوا الي الفيلا ليجدوا افراد العائله في انتظارهم ...نظرت بثينه لزوجها وابنها نظرة وعيد ...اما عن غصون نظرت نظرة شماته موجهه لبثينه وضياء وهي تجد ساميه تدلف هي ويحيي ...اما ضياء فنظر الي ساميه نظرة غضب ردت عليه بنظرة لا مباليه ...اما عن قمر ارتفعت انظارها الي غيث لتجده مبتسما لها ...امرهم الحاج غالب بالجلوس ...وبحث بعينه عن شادي فلم يجده فزفر حانقا.
بدأت بثينه حديثها موجهها الي يحيي قائله
=عمي بيدور عليك بقاله زمان ...كنت فين ...ولما انت كنت هتخرج انت وساميه مبلغتنيش ليه
ارتبك يحيي من معرفتها عن خروجه هو وساميه من باب الفيلا سويا وكاد ان يرد عليها الا ان غصون ردت بشماته واضحه وقالت
=يا بثينه سيبيه براحته ...ليه متعمده تحرجيه وتحرجي نفسك قدامنا ...وبعدين ساميه متجوزة ضياء من قبل ما تتجوزى يحيي يعني مفيش مجال للشك فيهم.
تسمرت ساميه من كلام غصون وغضبت منها وكادت ان ترد عليها الا ان الحاج غالبضرب بيده علي سطح الطاوله ليخرص الجميع قائلا بغضب
=غصون ...قلتلك ميت مرة متدخليش فيه اللي ملكيش فيه ...وانتي يا بثينه ليكي اوضه انتي ويحيي تسأليه فيها عن كل اللي انتي عايزاه مش قدامنا يا بنت اخويا.
ردت غصون بمرواغه قائله
=الله يا حاج ...وهو انا قلت ايه غير كده ...ولا هو لازم في كل مرة تزعقلي انا وخلاص.
غضب الحاج غالب وقال
=وانا قلتلك تسكتي ...ومتدخليش في اللي ملكيش فيه ...وتردي عليا وتناطحيني يا غصون.
وضعت قمر يدها علي رأسها تفركها من الصداع المتلازم لها منذ الصباح وتحدثت بضعف قائله
=ماما ارجوكي كفايه بقا ...انا تعبانه ومش مستحمله ...او اقولكم انا طالعه اوضتي وبكره تقولولي القرارات كلها وانا هنفذها عن اذنكم.
نهضت ساميه لتمسكها من يدها بحنان قائله
=وبعدين معاكي يا قمر ...مش قلنا نروق كده ...استهدي بالله يا حبيبتي واقعدي كده وخلينا نسمع جدك عايزنا في ايه.
نهضت غصون بغضب قائله
=وانتي مالك ومال بنتي ...نفسي افهم ...عايزاها تقعد ليه اساسا.
تحدث الحاج غالب بقوة قائلا
=قولتلك اسكتي يا غصون....وملكيش دعوى بساميه وافعالها ...وانتي يا قمر اقعدي عايزك.
امتثلت قمر لاوامر جدها وجلست بضعف مرة اخرى منكسه رأسها بألم...لينظر الحاج غالب الي يحيي ليتحدث بالنيابه عنه
يحيي بطلاقه
=انا بعتبر نفسي والد غيث بعد ما غازى ابن عمي توفي ...وحضرتك كبير عيلتنا يا حج غالب ...لذلك يشرفني اطلب ايد حفيدتك المصون قمر لابني غيث الشريف.
جحظت اعين الكل ما عدا ساميه ويحيي وضحي وحمزة والحاج غالب اللذين كانوا متفقين من ذي قبل علي هذا الاتفاق...بالنسبه لضياء تذمر كثيرا ونظر الي غصون نظره غضب لتقابله بنفس النظرة ...اما عن قمر فقد اندهشت لما سمعت ورفعت انظارها الي غيث وهزت رأسها له بالرفض ليفهم رفضها له ويحاول استمالتها قائلا
=مشششش ترررفضضنيي ياااقمررر...اناااا بححححبكككك قوووىىى...اررجوووكيييي .
ابتسمت ساميه وذهبت الي غيث تحتضنه قائله
=مش هترفضك يا غيث...اطمن قمر هتوافق عليك ...وهتتجوزوا بعض وهتعيشوا في تبات ونبات وكمان هتجيبوا احفاد للعيله في جمالكم يا حبيبي.
نظر غيث الي ساميه قائلا برجاء
=ااارجججوووكيي يااااعممتييي ....خلللليههها توووواففقق ....وانننا اووووعدددهاااا مشششش هزززعلللهااا ابددا.
نظر غالب الي قمر المذهوله لما تسمحه وتحدث بحنان قائلا
=رأيك ايه يا قمر ...غيث مناسب ليكي ...ولا لا.
ذهب لها غيث يحتضن كفيها ليوقفها قائلا وهو ينظر داخل عينها
=قمرررر ....وااافقيييي ياااا حبييييبتيييي.....واناااا هسسسعدددك.
نهض الحاج غالب واخذها بين احضانه وهي كالمغيبه عن الواقع تسترجع احداث ما حدث معها منذ الصباح ...سمعت جدها يقول لها
=قوليلي رأيك ايه يا قمر ...وانا اوعدك اللي هتقوليه انا هوافق عليه ايا ان كان ...رغم ان نفسي توافقي علي غيث لان سعادتك معاه.
هز غيث رأسه لقمر يستحثها علي الموافقه عليه قائلا برجاء
=واااافقيييي يااا قمرررر...انااا كويييسس مششش اهبببل ....زىىى ماااا بيقووولوا.
تدخل حمزة بمرحه المعتاد قائلا
=لو خايفه يا قمر انه ميكونش طبيعي ...ابشرك ان غيث كان خاطب بنت كانت جارتنا وكانت الامور ماشيه بينهم تمام ...اه والله بس هنقول ايه كان كل اما يبصلها كانت بتفكروا بيكي .
صدمت قمر من معرفتها بخطبه غيث لاخرى ونظرت اليه ولكنه اشاح وجهه الي الجانب الاخر دلاله علي ان الكلام الذي سمعته صحيح....نهضت غصون بعد صبر طويل علي كلامهم لتهتف بشراسه وغضب قائله
=والله لو حتي كان متجوز وعنده عيال ...مش هيحصل فاهمين مش هيحصل ...علي اخر الزمن املاك بنتي تندمج مع املاك ابني ضخي.
كادت ضحي ان ترد عليها ولكن بثينه امسكتها من يديها وردت عنها قائله
=عمي غالب دمج خلاص املاك بناتك مع ابن اختي من زمان ...ولو عايزة بنتك تأخد حقها انصحك توافقي ...ولا انتي شايفالها عريس احسن.
تحدثت غصون بغضب قائله
=اخرسي خالص ...حتي لو معدش بقالنا ثروة ...استحاله بنتي تتجوز حد من عندك او من عندك اختك.
رد عليها غالب بغضب قائلا
=وهو حد اخد رايك ...انتي هنا حشرة ولا تسوى يا غصون ...البنت بنتنا مش بنتك لوحدك.
ردت غصون بغل وحقد
=وبنتي مش موافقه ...مش معقول بنتي تبقي اخرتها تتجوز واحد زى ده...وبعدين بنتي عندها مانع تتجوزه ...مينفعش تتجوز الا شخص معين.
ابتسم الحاج غالب بسخريه من غصون التي تكاد ان تفضح ابنتها في لحظه مقابل تنفيذ مخططاتها ...فنظر الي قمر بحنان قائلا
=والله يا قمر يا بنتي ...اعتقد انتي شايفه دلوقتي بعينك مين بيحبك وبيخاف عليكي ...ومين بيدور علي مصلحته ...القرار ليكي.
نظرت قمر الي جدها ثم الي والدتها لتستقر نظرتها في عين غيث قائله بضعف
=انا موافقه يا جدي ...انا هتجوز غيث ...طالما انت وعمتي شايفين انه الصح ليا
لتنهار غصون علي الاريكه من الصدمه تنظر الي ضياء بحيرة...لتركض ساميه الي قمر تحتضنها قائله
=وصدقيني يا قمر ...ده القرار اللي هيسعدك طول عمرك ...وبكره تقولي عمتي قالت.
نهضت ضحي هي الاخرى لتبارك لقمر وتحتضنها برفق لترمي قمر نفسها في احضان ضحي فهي مفتقده لهذا الحضن بسبب قسوة غصون... تتحدث ضحي بحنان قائله
=والله يا قمر ما هتندمي ابدا ...غيث بيحبك جدا ...وكان نفسه يرجع من زمان علشان يتجوزك.
تقدم اليه ايضا الحاج غالب ليأخذها بين احضانه يربت علي ظهرها بحنان قائلا
=عين العقل يا قمر ...ايوه كده فرحيني ديما ...هفرح اكتر لما تجيبولي احفاد انتو الاتنين.
صفق حمزة علي يديه قائلا
=...ايوه بقا وابقي عم ...بدل ما انا مقطوع من شجره كده...شفت يا غيوثه اهي احلي من البت اللي كنت خاطبها...علي الاقل دي طيبه.
تذمر غيث من تذكير حمزة بخطبته لجارته لا يعلم انه اراد اشعال الغيرة في قلب قمر فانتفض غاضبا وقال
=اناااا خطبببتتتهااا علشششان مفييش قمرر...الووقتيي فيي قمررر ...صح يااا قمر
اشاحت قمر بوجهها الي الجانب الاخر لتضحك ساميه قائله
=خلاص يا غيث ماتخافش...قمر وافقت عليك خلاص ...وده ماضي وانت حر فيه.
نظر غيث لساميه وقال
=صححح يااا عمتييي...ده ماااضييييييي...ومحدششش بييييتحاااسب عليي ماااضيه.
تحدث غالب بتشجيع
=تمام يا ولاد ...خير البر عاجله ...شهر من دلوقتي ويتم جوازكم
غيث بفرحه
=انااا فرحااان جداااا...اناااا هتجووووز قمررر اخيييرااا....الحمد لللله.
غالب بفرحه
=حمزة ...انت متأكد ان غيث ينفع يتجوز ويخلف ...ولا في حاجه معرفهاش.
حمزة بتأكيد
=والله الواد غيث ده ما فيه من يا جدي ...محطوط تحت كل الاختبارات ...علي خيرة الله عقبالي يارب باللي خطفت قلبي....بس لازم اعبر قنطرة الغزاه أولا.
انتهي اجتماع العائله لينهض كل فرد الي غرفته ....ودلفت قمر الي غرفتها واغلقت عليها حتي لا تواجه والداتها ...اما غصون القت بجمله في وجه ضياء قبل ان تصعدها الي غرفتها
=والله يا ضياء لو ما اتصرفت لهقول علي كل العايبك القذرة ...ومراتك السبب في كل اللي حصل دلوقتي ...قول لابنك ان امه هي اللي خلت قمر توافق علي الجواز من غيث
انصرفت غصون وتبقي بالغرفه ضياء وساميه وغالب ليجلس ضياء في حيرة كيفيه مواجهه هذا الامر .
انتبهت ساميه ان ضياء ما زال موجودا فحاولت اغاظته موجهه حديثها الي والدها
=الف مبروك يا بابا ...والله انا فرحانه لقمر وغيث كأنهم اولادي ...عقبال ما نفرح باولادهم كمان.
اشتعل الغضب في جسد ضياء فكيف لساميه الخاضعه له دائما ان تصف بجانب والدها ضده فاستطرد قائلا وهو يجز علي اسنانه من الغيظ
=فرحتلهم كأنهم اولادك ازاي يا ساميه ...وانتي عارفه ان شادي بيحب قمر ...ووديعه بتحب غيث.
نظرت ساميه لضياء باشمئزاز لتمثيله اهتمامه باولاده ورغباتهم وتحدثت بغضب قائله
=ومن امتي وانت بتفكر في وديعه واهتمامتها ...وبعدين وديعه مينفعش تتجوز غيث ...غيث بيحب قمر من صغره واحنا عارفين كده...اما بالنسبه لشادي بكره يفوق من الغيبوبه اللي هو فيها.
غالب باستفهام
=هو شادي مجاش ليه التجمع ده يا ساميه...انا كنت عايز اعرف رده فعله لما يعرف ان قمر وافقت تتجوز غيث ...بس يا خسارة ما جاش.
دخل عليهم شادي متصنعا الالم يقول
=انا فعلا كان نفسي اتجوز قمر ...بس طالما يا جدي انك شايف ان غيث انسب ليها ..فانا تحت امرك.
ابتسمت ساميه لشادي فهي التي اقنعته بعدم حضوره وهو امتثل لامرها فتحدثت بفرحه وقالت
=افهم من كده انك مش زعلان يا شادي ...وانك خلاص اعتبرت قمر اخت ليك مش اكتر ...لو كده بصحيح يبقي انت فعلا ابني وحفيد غالب الشريف.
ابتسم غالب ابتسامه انتصار وقال
=اولادك يا ساميه احفادى ...وانا عارف احفادي كويس وبثق فيهم ...لان دمهم دمي.
نهضت ساميه وقبلت يد والدها وقالت
=طبعا يا بابا ...كفايه ان انت اللي ربتهم ...وليك فضل عليهم.
نظر الحاج غالب الي ضياء بشماته وقال
=ايه يا ضياء ...لسه برضه شايل هم زعل اولادك ...اهو شادي مش زعلان ووديعه بكره ربنا هيعوضها بعريس احسن من غيث وبيحبها وبيموت فيها.
قبض ضياء علي يده بقوة حتي ظهرت العروق بيضاء وقال
=وده مين اللي بيحب بنتي وهيموت عليها ...انا بنتي مابتحبش حد ...وممنوع اصلا تقع في حب حد.
ابتسم غالب بسخريه وقال
=ليه مش بنت زى بقيه البنات ...ولا علشانها بنتك ...ربنا يستر بس محدش يعمل فيها حاجه زى اللي بنسمع عنها اليومين دول.
فهم ضياء ما يرنو له الحاج غالب فهتف بغضب قائلا
=ماتخافش يا حاج انا مربي بنتي كويس ...بس هعرفها انك كسرت قلبها ...رغم انك عارف انها بتحب غيث.
رفع غالب حاجبيه وقال
=قال يعني لو كان غيث خطبها كنت هتوافق ...اكيد كنت هتعمل زى غصون وتقول عليه اهبل.
ضياء بنفي قال
=لاطبعا ...انا غير غصون ...وطالما الدكتور حمزة اجزم انه ينفع يتجوز ويخلف يبقا ايه المشكله.
تنهد غالب وقال
=صح انت مش زى غصون ...غصون مش عايزة ابن ضحي حتي لو كان ملياردير ...اما انت تبيع نفسك علشان الفلوس .
رد عليه ضياء بغل وحقد قائلا
=خلاصه الموضوع ....شادي المفروض كان يتجوز قمر ...ولو عايز تعرف ليه اسال شادي او قمر او غصون وهم يقولولك ...انا ماشي.
#بعشقك_طامعه🌺🌺🌺
#الفصل_السابع🌻🌻🌻
في صباح اليوم التالي استيقظت همس تتمطع في فراشها يبدو عليها انها كانت تحلم حلما سعيدا رغم عدم معرفتها بما حدث امس لان جدها استثناها هي ووديعه من اجتماع العائله ...ارتدت ملابسها بعد اخذ حمامها ومشطت شعرها وخرجت من باب غرفتها لتجد بثينه تخرج من غرفتها وتنظر اليها بطرف عينيها...هي ايضا نظرت لها بطرف عينيها وتذكرت ما حدث امس عندما رأت عمتها تخرج من الفيلا مع يحيي وتوعد بثينه لهم ...اتجهت مسرعه اليها لتحدثها باندهاش مصطنع قائله
=كده يا انطي بثينه انتقمتي منهم علي الساكت ...مش كنتي تعلي صوتك شويه ...علشان كنت اصحي من النوم اتفرج علي المعركه ...ولا هم غلبوكي.
جزت بثينه علي اسنانها وكورت قبضه يدها فهي فهمت ما تقصده همس ...ثم نظرت لها باستهزاء قائله
=...يا بنت غصون ...امبارح كان في منعطف تاريخي ...مضمونه ان قمر اختك اتخطبت لغيث ابن اختي ...ايه رايك بقا ...اكيد انبسطي
فرجت همس شفتيها قائله ببلاهه
=يا انطي بثينه ...الكلام اللي قولتيه من شويه ده حقيقي ...ولا انا لسه بحلم ...اصل انا حلمت بكده امبارح ...ريحي قلبي بلييييز...يعني شادو مش هيتجوز قمر
هزت بثينه رأسها يمينا ويسارا وتذكرت غل وحقد غصون علي غيرها وكيف تسلل الي ابنتيها ثم ابتسمت بسخريه قائله
=اللي سمعتيه صحيح يا همس ...بس ياريتك متشمتيش في اختك ...لان غيث برقبتك ورقبه امك اللي قعدت امبارح تشتم فيه ...واشبعي انتي بشادي بتاعك.
تحدثت همس بغباء قائله
=كل ده علشان شفتيني فرحت ...فكرتيني شمتانه في اختي ...بالعكس انا مبسوطه جدا ...وحضرتك اكيد عارفه ليه ...علشان انا بحب. غيث وبتمناله الخير زى ما يكون اخويا.
هبطت بثينه الدرج مع همس الي ان وصلوا الي الصالون ليجدوا وديعه تضع يدها علي خدها فنظرت لها بثينه باستغراب قائله
=مالك يا وديعه ...قاعده حاطه ايدك علي خدك ليه ...في حاجه زعلتك...ولا دي دموع الفرحه علشان غيث هيتجوز قمر...ولا حمزيكا ابني مزعلك؟
مسحت وديعه علي وجها وبالاخص مكان دموعها الرقيقه التي لا تلفت انتباه احد ما عدا العاشق الذي كان متربص لها من بعيد لا يقدر علي التقرب منها ومصارحتها بمشاعره...تنهدت وديعه ثم تحدثت بوجع قائله
=ليه يا انطي بثينه جدو خطب قمر لغيث ...غيث لسه محتاج علاج ...وقمر بتحب شادي وكانوا متفقين مع بعض علي الجواز ...ليه اللخبطه دي؟
ابتسمت بثينه بسخريه وقالت
=اللي خطب قمر لغيث هو غيث نفسه ...اما بالنسبه لاحتياجه للعلاج تقدرى تراجعي حمزة ابني في الموضوع ده ...حكايه بقا ان قمر بتحب شادي ...قمر لو بتحبه مكنتش وافقت علي غيث.
نظرت لها همس بحنق وقالت
=قمر يا وديعه عمرها ما حبت شادي ...شادي كان مجرد مسكن ليها علشان تنسي حبها لغيث من زمان ...وبعدين عمرى ما شفتك مضايقه علشان اخوكي بالشكل ده هو اشتكالك؟
وديعه ببلاهه
=بالعكس وده اللي انا مستغرباله...شادي مش زعلان ولا كأن قمر دي كانت موجوده...وده اللي قلقني اكتر ...لما هو مش بيحبها كان ليه ديما بيقرب منها؟
نظرت لها همس بقلق وتذكرت احداث ليله امس عندما قام شادي بحمل قمر وخروجه بها خارج الفيلا وسكوته واستسلامه لامر زواجها ...كل هذه المشاهد تجعلها تظن انه فعل الشئ المشين بقمر ليجعلها ذليله امام غيث ...او لم يفرق معه لان غيث علي حاله من الهذيان المتقطع.
دلف في هذا الوقت شادي بحالته القويه ليرد بعينه علي اسأله همس... ذهلت وديعه من قوة اخيها وقالت له
=شادي انت هنا من امتي ...احنا لسه كنا في سيرتك...بنقول ازاي مش زعلان ان قمر اتخطبت لغيث وانتو كنتوا خلاص متفقين علي الجواز.
صفق شادي علي يده قائلا
=برافو عليكم ...قاعدين لا شغله ولا مشغله ...وعمالين تقطعوا في فروة غيركم...انتو مالكم انا اتجوز مين ولا ما أتجوزش أساسا...وبعدين عايزيني أعمل ايه بعد ما هي وافقت علي سي غيث بتاعكم...أذللها مثلا؟
نظرت لهم بثينه باستهزاء قائله
=وانت مين اصلا علشان نجيب في سيرتك ...متفكرش نفسك مهم اوى ...اسمك اتذكر بس في وسطنا علي اساس انك كنت ناوى تخطب قمر.
جز شادي علي اسنانه قائلا
=انا مكنتش ناوى اخطب ...دي خيالات العقل الباطن رسمها لكل اللي حواليا علشان ...انا بهتم بيها وبنخرج سوا كل يوم بليل ومبناخدش حد معانا.
ابتلعت همس ريقها فقد تذكرت رفضه لها دائما ان تخرج معهم وتحدثت معه قائله
=فعلا انت طول عمرك بترفض تأخدني او تاخد وديعه معاكم ...يمكن علشان كدا شكينا ...يالا المهم دلوقتي ان اختي تبقي مبسوطه ...وغيث بتعبه ده هيقدر يعمل حاجات معاها انت نفسك متقدرش عليها.
انضم اليهم حمزة بمرح قائلا
=بقي يا واد شادي ...لو اخد المزة بتاعتي وافسحها ...يشكو فيا انا كمان لا يا عم خليها قاعده مخلله جمب امها احسن تقومي عليا ثورة.
تحدثت بثينه بسخريه
=اه ياني منك يا حمزة ...ديما تقلب النكد مسخرة ...يا بخت اللي هتبقي من نصيبك...بس للاسف مش عارفه عقلها بيفكر كده ليه...شايفاك قدامها وهي دماغها في وادي تاني.
نظر لها شادي بذكاء قائلا وهو ينظر الي همس
=انا حاسس ان حضرتك بتلمحي علي حد في العيله ...بم ان قمر بخ خلاص هتتجوز ...يبقي عينك علي همس الف مبروك...والله يا غلبك يا حمزة.
انتفضت همس ونظرت له بغل قائله
=طبعا انا يشرفني يا شادي ...بس انا عارفه انطي بثينه حاطه عينها علي مين ...اما انا احتمال كبير اتجوز ابن خالتي...لانه كلمني أول امبارح وراجع مصر قريب ولمحي ليا انه عايز يتجوزني.
التفت اليها شادي بغيظ قائلا
=...ابن خالتك مين يا ماما ...اللي عايش بره ومقضيها بالطول والعرض ...تصدقي انه شبهك فعلا
نظرت لهم وديعه باستياء قائله
=...والله انا شايفه ان همس شبهك انت يا شادي ...من رأيي تتجوزوا بعض ...ما دام قمر هتتجوز غيث
=يالا انا ماشيه ...ايه يا دكتور حمزة ...مش ناوي تروح العياده ولا هتحتفل معاهم....لو هتحتفل معاهم يبقي مع نفسك...لان القعده مع المجانين أرحم.
نظر لها حمزة باعجاب شديد ورد عليها بمرح قائلا
=....تمشي ازاي لوحدك ...معاكي طبعا...هي العياده تتملي زباين من غيرك...من ناحيه هحتفل فانا هحتفل معاكي ...بس في العياده ...سلام يا امي دعواتك
ضحكت بثينه لسعاده ابنها ونظرت الي همس وشادي باستهزاء وتركتهم ورحلت ...راي شادي انه وهمس بالغرفه لوحدهم فنظر لها باستهزاء وتركها ورحل لتتساقط دموعها علي هذا العشق العصيب الذي يجتاحها لانه من طرف واحد.
ليله امس لم تنم غصون جيدا خاصه بعد ما هاتفها ضياء واعلمها باستسلام شادي لرغبه جده وعدم رغبه غالب في معرفه سر قمر وشادي ...نهضت من الفراش وعزمت امرها الذهاب الي غرفه غيث لاستفزازه...دخلت عليه غرفته بدون طرق الباب تتحدث بصوت كفحيح الافعي قائله وهو نائم تقترب منه لتخنقه
=انا هقتلك وارتاح منك ...انت ايه اللي رجعك ...المفروض كنت اخلص منك زمان زى ما خلصت من غيرك...بس ملحوقه...بقا انت تتجوز بنتي يا متخلف انت.
انتفض غيث من نومهم يتنفس بطريقه سريعه كانه يهرب في الصحراء وقال
=انتييييي عاااايززة تضرررربينييي تاااانيي...انتيييي مجررررمه.....ابعدددييي عنيييييي ....انااااا الليييي همووووتكككك يااااااا شيييييطااااانه.
دخلت ضحي تركض لتمنع يد غصون عن الفتك بغيث قائله بثورة غاضبه
=ابعدي عن ابني يا مجرمه ...عايزة تموتيه ...مش كفايه موتي ابوه زمان ...وموت أبو بناتك...فاكراها سايبه...ده أنا أدفنك مكانك...كل ده علشان هيتجوز بنتك؟
غضبت غصون من اتهام ضحي لها وامسكتها من تلابيبها قائله
=بتتهميني ان انا اللي موته ....ابنك هو اللي موته هو وجوزى ...وكان لازم يموت معاهم ....بس هنقول ايه...قدره انه يعيش...بس ربنا مش بيسيب.
ازاحت ضحي يد غصون من عليها ولوت ذراعيها وراء ظهرها قائله
=اوعي تفكرى اني لسه ضحي الضعيفه اللي مش هتقدر عليكي ...لا يا ماما فوقي لنفسك ...انا مستعده اهرسك انتي واللي زيك تحت رجليا لو قربتوا مني ولا من ابني.
ظلت غصون تحاول التملص من ضحي قائله بغضب
=...متقدريش يا ضحي ...وهتشوفي اما حسرتك علي ابنك ...مبقاش انا غصون
خلص غيث غصون من يده امه واخذ يهز غصون بعنف قائلا
=غصووون هتموووووتييييي زىىىى ابووويااا....قمررر خساااارة فييييكييي....انتييييي ظاااالمه...ومشششش بتحبييييي قمررررر...وهيييي كمااان مششش بتحبببك.
رفعت له غصون حاجبيها باستهزاء قائله
=لا والله ...وعرفت منين يا شيخ الهبل اني هموت ....وقمر خسارة فيا دي خسارة فيك انت يا اهبل...بقا بنتي أنا اللي بيترمي زينه الشباب تحت رجليها تتجوزك انت؟
رد عليها غيث بمحاوله منها في الثبات الانفعالي الذي عوده عليه حمزة فقال
=اناااا مششش اهبببل...انتييي اللي مريضضضه.....واناااا استحققققق قمررر...وبحبهااااا...وهخليييييهااااا تحبنييييييي...وهتشوووووفيييييي.
ابتسمت غصون بسخريه وقالت
=تستحق قمر ...علي ايه ان شاء الله ...ده انت مفيكش حاجه عدله غير انك هتورث اكتر من نص الثروة وان شاء الله مش هيحصل وهتشوف يا ابن ضحي.
نظر لها غيث نظرة حقد وغيظ وظل يهز رأسه بتوتر قائلا
=قمرررر واااافقت علياااااا امباااارح....وانتييي سمعتيييهااا بنفسكككك...انتييي ملكييييش دعوووة...هيييي حرررة...وهتبقييييي مراااااتييييي.
هزت غصون راسها بالنفي والاستنكار من كلامه قائله باستمتاع
=لا ليا دعوة ...لان قمر دي بنتي ...وعارفه ايه اللي خلاها توافق علي واحد زيك...أصل معلش هي انجرحت جرح بسيط...بس اللي جرحها هيداويها.
اسرعت ضحي لتوقف غصون علي الكلام حتي لا يعلم غيث بأسباب موافقه قمر عليه قائله
=انتي ايه ...بزمتك انتي ام انتي ...احساسك ايه لما بنتك تسمعك بتتكلمي عليها بالطريقه المقرفه دي...لا وكمان بتحاولي تبيني انها ممكن ترجع للقرف ده تاني؟
صرخت غصون وقالت
=قمر بنتي بتحبني ...وعارفه اني بعمل كده علشان مصلحتها ...هي بتحب شادي يا غيث وعمرها ما حبتك وكانت خلاص هتتجوزه ...
استيقظت قمر علي صرخه والداتها فانتفضت ولم تتسني لها الفرصه لتغيير ملابسها لتهرع الي والداتها بغرفه غيث مرتديه قميص بيتي احمر قصير وبحمالات ليبرز لون بشرتها البيضاء الناصعه ودخلت عليهم مسرعه لتوقف والداتها علي الكلام قائله بغضب
=ماما كفايه بقا ارجوكي ...انا مش هستحمل كل شويه تعملي خناقات مع حد بسببي...عايزة تقولي ايه يا ماما عليا اكتر من اللي انتي قولتيه.
نظر لها غيث بغيظ قائلا
=قمرررر...انتييي ازااااي تخررررجييي كددده....روووحيييي اوضتك....كدده عيييب يااا قمررر...انااااا مششش بحبببب مراااااتييي كددددده.
اتجهت ضحي الي قمر حامله بيده مأزر غيث لتعطيها اياه لترتديه قائله
=خدي يا حبيبتي ...البسي ده وابقي خدي بالك ....علشان غيث عنده حق ميصحش كده...والبيت مليان شباب...احنا مش عايشين لوحدنا.
تم وجهت حديثها الي غصون قائله
=اطلعي برا...واياكي يا غصون تقربي من عتبه باب اوضه غيث ...المرة الجايه هتتسبب في طردك من البيت كله ومش هتفرق بالنسبه ليكي.
نظرت لها غصون باستهزاء وخرجت من الغرفه صافعه الباب ورائها
تنحنحت قمر وقالت
=انا اسفه يا انطي ضحي علي اللي بتعمله ماما معاكم ...معلش هيا امي برضه ولازم التمسلها العذر ...انا وافقت علي غيث من غير ما اخد رأيها
هزت ضحي رأسها وقالت
=...مفهوم يا قمر ...بس فهميها مش كل شويه تتهجم علي ابني ...انا ابني محتاج اللي يحتويه مش اللي يضايقه
امسكت ضحي رأسها من الصداع من جراء عصبيتها مع غصون فتنهدت قائله
=معلش يا بنتي مضطرة اروح لبثينه ...اخد منها حاجه للصداع ...اعتقد انك لازم تتكلمي مع غيث وتردي علي الاسأله اللي سرحان فيها عن اذنك.
تركتهم ضحي وخرجت لتجد قمر غيث ينظر لها بتركيز فتوجهت ناحيه الباب لتخرج او بمعني ادق تهرب من مواجههته ...اسرع غيث قائلا بقوة
=متخررررجييش...ماااماااا قاااالت لااازم نتتتكلمم...انتييي ليييه بتهررربييي...حتيييي لماااا وااااافقتيييي مششش بصييييتييي فيييي عييينيييي.
تذكر غيث تعليمات حمزة بضرورة فرض قوته وشخصيته علي قمر لتجد منه انسانا يصلح للزواج فوجدها معطيه له ظهرها ولم تعيره اي اهتمام فاستنتج ان كان هذا بسبب حالته واستهزائها به فتحدث بقوة قائلا
=بلااااش تهررربييي منيييي يااا قمرررر...لان مفيييش فاااايده...انتييي كددده بتتعبيييينييي....وبتتتتعبيييي نفسسسك...لاااازم توووواججججهيي
التفتت اليه قمر وربعت ذراعيها قائله بكل برود
=نعم ...عايز ايه ....ايه اللي تاعبك اوى كده يا غيث من ناحيتي...انت مش كنت عايز تتجوزني واهو هتتجوزني...رغم اني قلتلك بلاش دلوقتي.
قلق غيث من برودها وخاف ان تكون غضبت منه فهو يريدها من دون ان تغضب فتحدث بهدوء قائلا
=انتييي الليي تااااعباااانييي ياااا قمررر...لييه مششش بتققووولييي انككك بتحبيييي غيثث...زىىى ماااا انااااا بقوووول ....هفضلللل احببببك لوحديييي؟
اغمضت قمر عينيها بألم فهي تتعذب مثله وتخاف ان تزيد من عشمه فيها توجهت نحوه قائله
=انا وافقت علي جوازنا يا غيث ...وده كفايه...الحب افعال مش اقوال...وبعدين انت اتسرعت في طلبك...رغم اني قلتلك بلاش دلوقتي.
اثناء كلامها ارتفعت يدها بدون وعي لتربت علي وجهه بحنان فامسكها من يديها ولثمها بنعومه قائلا
=وانااا هعمللل كتيير علشااان تحبييينيييي...زى مااا اناااا بحبككك واكترررر....بسسس محتاااج اشوووف ده فييي عيوووونك ياااقمرررى.
نظرت له قمر باستغراب من فعلته وتقبليه ليدها ليستطرد قائلا
=قمرررر...اناااا بووووست ايييدك علشاااان بحبككك...اوووعيييي تززززعلييي منييي...مشششش هعملللل كددددده تاااااني...انااااا اااااسف.
اغمضت قمر عينيها مرة اخرى...يبدو ان الامر سيكون صعب بالنسبه لها فهو تجرأ علي تقبيل يدها ماذا سيفعل بعد ذلك ...تذكرت ما حدث لها مع شادي وخشيت ان غيث سيفهم الامر او سيسأل عنه حمزة فعزمت امرها علي رمي كلام في وجه غيث لتوقفه عما ينوى فعله بها فقالت
=مش زعلانه منك ...بس ياريت متعيدهاش تاني ...انا وافقت عليك يا غيث بس احنا هنكون زى الاخوات مفيش حاجه هتحصل بينا واوعي تقول لحمزة يا غيث ...لما تخف ان شاء الله هنبقي كويسين مع بعض ...ممكن ولا ده هيكون صعب بالنسبه ليكي لو صعب يبقي بلاش نتجوز احسن.
نظر لها غيث بذهول وقال
=قمرررر انتييي بتقووولييي ايييه...اناااا كويييس....وعااارف يعنييي اييييه جواز...حمززززة قااالييي وكشششف عليييا فييي فرررنسااااا.
تحدثت قمر بحنق قائله
=عارفه انك كويس ...بس انا عندي اسباب تمنعني ان جوازنا يبقي طبيعي ...ولو مش عايز يبقي خلاص نسيب بعض من اولها...ده شرطي.
نظر لها غيث باستياء وحزن قائلا
=انااا مقدرررش اسيييبك يااا قمرر ...انااا مااا صدقتتت لقيييتك...لييييه بتعمليييي فيااا كده...لييييه بتعذبييييينيييي معاااااكيييييي...اناااا اتعذبت في بعدك.
قمر بحنق
=انا مينفعش اتجوزك ...ولا اتجوز غيرك ....انا تعبانه تمام كده لو مش عايز نفضها سيرة...لكن هتضغط عليا كل شويه...يبقا حرام عليك.
نظر لها بغضب وقال
=انتييي كدااابه ...ومششش تعبااانه ...انتييي كويييسه....بسسسس انتيييي مششش بتحبيييني وبتحبيييي شاااادي ومششش عايزاااانا نتجوززز.
قمر بتعب
=لا تعبانه ....تعبانه من جوه قلبي ...ومحدش حاسس بيا بحب ايه ولا بكره ايه...حتي انت فكرت في يوم من الايام انك الوحيد اللي ممكن تقدر حالتي.
اغمض غيث عينه وقال بحزن
=...انتيييي لسسسه بتحبييي شاادي...صححح يااا قمررر ...ووافقتييي عليااا علشاااان جدي
فتحت قمر عينيها علي مصرعيها مما قاله وكادت ان توقف كل شكوكه نحوها ولكنها وجدتها فرصه لها ان تتهرب منه ومن زواجها فهزت رأسها ببطء قائله
=...صح يا غيث ...واتمني لو بتحبني متقولش لحد بالذات جدي ...عن اذنك
تركته قمر يتحسر علي حاله وعلي حبه منذ الصغر وعلي تفضيلها لابن عمتها عليها ليدفن وجهه بين يديه عازما أمره الا يفشي سر حبها لاحد وبالذات والدته التي حذرته منها مئات المرات.
غادرت قمر غرفه غيث وهي تعتصر حزنا عليه وعلي معاملتها السيئه له ...كانت تود ان يكون كلام عمتها صحيحا ان شادي لم يلمسها ابدا لتمنح غيث كل شئ ...نفضت كل الافكار من رأسها ودلفت لتأخذ حماما باردا يريح سخونه جسدها الموجوع وارتدت ملابسها لتذهب الي المصنع ...خرجت من غرفتها لتجد غيث ينتظرها ليذهب معها...طوال الطريق لم يجدوا اي كلمات للحديث ففضلوا الصمت الا ان وصلوا الي الشركه ليجدوا غالب ينتظرهم ...بعد تحيه الصباح نظر لهم غالب باستغراب فيبدو انهم ليسوا عريسين مقبلين علي زواجهم ...فخشي ان تكون قمر صارحت غيث بما حدث فارتبك قائلا
=ايه مالكم مضايقين من ايه ...لتكونوا اتخانقتوا من اولها ...ده احنا لسه حتي مجبناش لا شبكه ولا كتبنا كتاب حتي....هو ضياء حسدكم؟
دلف في هذه الاثناء ضياء ليتقدم الي غالب باوراق ضم ممتلكات قمر الي غيث قائلا بقسوة
=حضرتك امرتني اجهز اوراق ضم الملكيه ...ياريت تخليهم يمضوا عليها ...علشان انا مش فاضي...ورايا بنتي وديعه المجروحه من قرارك .
اخذ غالب الاوراق منه ومضي عليها بالاول ثم طلب من غيث توقيعه ومن ثم قمر...كانت قمر تمضي علي الاوراق وكانها تمضي علي شهاده وفاتها... حتي ان غالب لاحظ توترها فتحدث اليها قائلا
=ايه يا قمر مالك ...زعلتي اني ضميت ورثك لورث غيث ...ماهو جوزك برضه واعتقد هو اكتر واحد هيخاف عليكي وعلي املاكك من بعدي.
كادت قمر ان ترد عليه الا ان ضياء رد عنها قائلا
=معلش يا حاج غالب ...اصلها كانت عامله حسابها انها تمضي الورق ده بس وهي متجوزة واحد تاني ...مش غيث...بس يالا هنقول ايه بقا؟
نهض غالب بغضب واستدار حول مكتبه الي ان وصل الي ضياء قائلا
=اومال مين يا ضياء ...قمر من صغرها واحنا قايلين انها هتتجوز غيث ...فياريت بلاش تمشي ورا الاوهام والتخيلات اللي زرعتها غصون في دماغك يا ضياء.
قال غيث بقوة
=اناااا عاااارف ضيااااء قصدهههه مييين ...بسسس قمررر وااافقت عليااا اناااا ...لووو مششش عااايزة كااانت رفضتنيييي...وكاااانت صمممت علييي شااادي.
التفت غالب الي غيث معجبا بقوته قائلا اليه
=عفارم عليك يا غيث ...ايوه كده خليك واثق من نفسك...ومن قمر كمان...قمر بتجبك من زمان...وكانت زعلانه انك مشيت من البلد...وكانت ديما تسألني عليك.
اراد ضياء اشعال النار بينهم فقال
=اومال قمر زعلانه ليه من ساعه ما غيث طلب ايدها امبارح...اي بنت بتبقي مفرفشه وفرحانه لما تتخطب ...انما هي ما اظنش...عينيها منفوخه من العياط.
ابتسم غالب بسخريه وقال
=لا ظن يا ضياء ...وخليك واثق ان قمر اختارت الصح ...ويا سيدي كنت حاول بس تحس انها زى بنتك وانت تعرف هيا مالها انما انت اللي زيك مش مهم بالنسبه ليهم.
اغمضت قمر عينها من التعب وقالت بتألأم
=انا موافقه يا عمو ضياء علي غيث ...اما بالنسبه لحالتي ...فهي بسبب ان امي اعتدت علي غيث النهارده ودي مش اول مرة ...وأظن انت عارف ماما لما الشيطان بيركبها.
غضب غيث من تصريحها باعتداء امها عليه فمثل هذا الجانب يبرزه علي انه ضعيف فانتفض قائلا بغضب
=لااا هييي متقدرررش...انااا سيييبتهااا احترررام ...انااا لو علياااا عااايز اموتهاااا....وادفنننها مكااان أبوووياااا وعمييييي.لانييي بكرررهاااا
نهض غيث وكاد ان يترك الغرفه غضبا من قمر الي ان امسكه غالب من معصمه قائلا
=استني يا غيث...قمر مش قصدها انها تقول عليك ضعيف ...قمر عارفه انك قوى وسيبت مامتها احتراما ليها...بس هي وضحت لضياء كده وقد ايه انها زعلانه من موقف مامتها معاك.
نظر لهم ضياء باستمتاع فقد استطاع ان يوقع بينهم فقال
=طبعا قمر مش قصدها ...هي بس غصون طبعها صعب قوى...الله يعينك يا غيث يا ابني علي غصون وبناتها...بالنسبه ليا عتقت ...بس ربنا يستر.
رد عليه غالب بحزم وقال
=بنات غصون في الاول وفي الاخر دول حفيداتي...ولا يمكن يكون زيها...دول زى عمتهم ساميه بس هقول ايه ساميه حظها مش زى شخصيتها.
غضب ضياء من تلميح غالب وقال
=انا عارف انك طول عمرك ...بتستقل بيا...بس متنساش يا حج غالب ان بنتك هي اللي اختارتني وفضلتني علي ابن عمها...اللي كانت مخطوبه ليه.
نظر له غالب بحزن وتذكر حاله ابنته بعد زواجها من ضياء ومعرفه سر اصرارها علي الزواج منه فقال
=انا عارف هي اختارتك ليه...ولذلك حاولت بمختلف الطرق ان بنات العيله ميقعوش في نفس المطب...ويروحوا يتجوزوا من بره...وندفع التمن من جديد.
ضياء بتوجس
=طب قمر ومش هتتجوز من بره العيله...همس بقي هتجوزها مين حمزة مثلا...يا عيني عليكي ياوديعه اه ما انتي ابوكي غريب اكيد دي هتطلع بره العيله.
نظر له غالب باستمتاع وقال
=وتفتكر غصون هترضي اني اجوز همس لحمزة...شوفت عينك ده غيث وقالبه الدنيا ما بالك بقي بهمس...بالنسبه لوديعه انا ليا فيها اكتر منك انت بس ابوها بالاسم.
خشي ضياء ان يوافق غالب علي زواج همس من ابن خالتها حيث كان هذا شرط غصون لاتمام زيجه قمر وشادي فتحدث بتوتر قائلا
=يعني حضرتك ممكن توافق علي ابن خاله همس انه يتجوزها...ده واد صايع...ضيع ثروة ابوه وامه بره...وأكيد لو رجع هيبقي طمعان في نصيب همس.
فرح غالب لانه استطاع اماته قلب ضياء من ناحيه غصون فقال وهو ينظر الي داخل عين ضياء
=والله بقي انا جوزت قمر علي كيفي...نسيب بقي غصون تختار لهمس ...ويا سيدي ياما ناس ضيعوا ثروة اهاليهم وانصلح حالهم بعد الجواز.
جحظت عين ضياء وفرجت شفتيه وقال
=انا ماشي يا حاج ...كده كتير والله هي مش ساميه دي بنتك ...واولادها دول اخفادك بتفكر في الكل ما عدا هما كل ده علشانهم اولادي.
خرج ضياء وهو ينتفض من الغضب متوعدا لغالب وغصون ...ابتسم غالب لانه نجح في التوقيع بين ضياء وغصون ثم نظر الي قمر وغيث وجدهم علي مثل حالهم من الحزن فلوى شفتيه وقال لهم
=انتو هتفضلوا كده كتير...خلقكم تجيب الغم...انا مروح وهفوت علي الواد حمزة والبت وديعه بصراحه خلقهم تفتح النفس...والواد حمزة ده ولا الفاكهه.
خرج غالب وترك قمر وغيث لوحدهم...ظل غيث ينظر لقمر بتألم وقال
=قمررر...لييه زعلااانه...اناااا هنفذذذ طلباااتك....ولااا خااايفه لااا ما اسمعششش الكلااام زىىى المرررة اللليييي فاتتتت...والله مششش هيحصللل.
اخذت تفرك في يديها قائله
=عارفه وواثقه انك هتنفذ طلباتي...انا زعلانه اني مش هقدر اديلك الحب اللي استنيته بقالك زمان...بس استني هنا انت ازاي انتظرنتيني ومع ذلك خطبت وكنت عايش حياتك.
تعلقت عينيه بعينها وقال
=هييي كااانت تحبنييي...وانااا كنتتت ممنووع اشوووفك...فحاااولتت احبهااا....هييي قدددمتلللي كللل حااااجه...حتييي كااانت بتغييير منك.
ابتلعت قمر غصه في حلقها وقالت بمرارة
=وحبتها...ولو حبتها حبتها زى ما حبتني...ولا اكتر...أكيد أكتر...ما هو البعيد عن العين بعيد عن القلب...يا ترى أحلي مني...ويا ترى اسمها ايه.
اتسعت حدقه عين غيث واخذ عقله الباطن يصور له ان قمر تغار عليه فرد عليها قائلا
=لووو اعرررف انككك معنتيييش بتحبينييي...كنتتت حبتهااا اكتررر...انااا كنتتت كل حياااتها...بسسسس انتييي كنتييي كلللل حيااااتي...
ظلت تفرك يديها الا ان اعتصرت اصابعها ندما علي ما فاتها في حبه فقالت بتوجع
=لو عايزني اجيب الرفض من ناحيتي...انا معنديش مانع...وتقدر ترجعلها او حتي تتجوزها عليا اهم حاجه تكون سعيد....ومتفكرش فيا أكتر .
لم تعلم قمر ان هذه الكلمات ألمت غيث اكتر من ان تفرحه الا ان وجدته يقول
=انااا لووو عااايزها هجيييبها هنااا...وهتجوززها قدااامك...زى ما انتييي بتحبييي واااحد غيرى....وبتتكلمييييي معااااه قدااااميييي...بسسسس لاااا
نظرت له قمر بذهول وتحدثت بصوت مبحوح قائله
=يعني واحده بواحده...والبادي اظلم...عادي يا غيث اعمل اللي يريحك....هاتها هنا واتجوزها عليا وعيشوا حياتكم...مش فارقه...لان قمر خلاص اتكسرت.
احس غيث انه اخطأ التعبير في هذه المرة فاسرع قائلا
=انااا مششش قصددي...انااا بسسس بعررفك...انييي مششش مستنييي تقوووليلييي اتجوووزهااا....اناااا لووو عاااايز اتجوزززها كنت اتجوزتها قبللل ما انززل مصررر.
للحظه نست قمر امر شادي وتمنت ان تقترب منه وبالفعل اقتربت منه دون وعي تضع يدها علي وجهه ليغمض عينه من الفرحه خاصه عندما سمعها تهمس في اذنه قائله
=انت تستاهل واحده تحبك وتخلص لك...وكان نفسي الواحده دي تكون انا...بس للاسف مش بايدي يا غيث....قمر معدتش تنفع لا ليكي ولا لغيرك.
سمعها جيدا وتأثر من كلماتها ليرد عليها بجمود قائلا
=للاااسف يااا قمررر...قلبييي مششش ملكييي....كااان ملكك ومااات....وانتيييي اليييي موتييييه بايدددك...نفسيييي ترررجعي تحييييه ...
احست قمر ان صوتها انقطع بالسكين فردت بصوت مبحوح
=وانا كمان قلبي مات...من قريب قوى...ومحدش حس بيا ...ولو كنت تقدر تفهمني...كنت حكيت ليك مات ازاي...بس انت بس تخف وأنا هحكي لك.
تحدث غيث بانهيار من كلماتها قائلا
=لااا ....انااا حاااسس بييكي...بسس انتييي رااافضاااني....حتيييي راااافضه تتتتكلميييي معاياااا...وتبصيييي لياااا...علشااان اناااا اهبل....
قمر بجمود متصنع حتي لا تهلكه العواطف قالت
=مش رافضاك...الحكايه اقوى مني ومنك...وانا وعدنك لما ظروفك تتحسن هقولك علي كل حاجه...وساعتها بنفسك انت اللي تحكم علي علاقتنا.
التفت اليها قائلا بصوت تكاد تسمعه قمر وحدها
=مااا اظنششش انييي ظروووفيييي هتتحسسن....طالمااا انتيييي مشش بتحبيني....ربنااا يساامحك....انتيييي هتخليييني زىىىى ما اناااا بمعااااملتك.
اعطت قمر ظهرها لتخفي دموعها قائله بصوت منخفض
=انا هخليكي تتحسن...اوعدك...هفضل وراك لغايه ما تبقي احسن واحد في الدنيا...وساعتها انت اللي هترفضني وهترفض وجودي جمبك...
حدثها بقسوة قائلا
=هنشوووف يااا قمررر...انتييي زييهم...وعووودك كذااابه....عاااايزاااني اخفف...علشااان تقوووليلللي انك عمرررك ما حبتينييي وبتحبيييي شادي.
ترقرقت الدموع في عينيها وقالت
=كده يا غيث...انا زى زيهم...انا هحاول اثبتلك اني مش زيهم وهتعزرني في يوم من الايام....بس علي قد ما هتعذرني...هتلومني علي حاجات كتير أنا مليش ذنب فيها.
ذهبت قمر باتجاه الباب ليستوقفها غيث بصوت مرتفع
=قمررر...اناااا كماااان هحاااول اخلييكي تغيررى راييك في جوازناااا...وهتشوووفي....وهتكوووني ملكييييي قبللل مااااا اخففففف...
تمنت قمر ان تلتفت اليه وتقول له علي سر شادي ولكنها عزمت امرها ان تتركه مرة اخرى وترحل من هذا المكان الذي يوجد فيه.
******في غرفه مكتب ضياء بالمصنع كان يستشيط غضبا لما يحدث حوله خاصه عندما علم برغبه غالب في الموافقه علي ابن اخت غصون كعريسا لهمس ...دلف شادي الي والده يصفر ويدندن بالاغاني ولكنه ذعر عندما وجد والده بهذه الحاله فامتغص قائلا
=انا بايني جيت في وقت غير مناسب...مالك يا بابا...في مخطط تاني من مخططاتك باظ....انا علي اخرى ومش ناوى اعمل حاجات تانيه.
رد عليه ضياء بغضب
=اه المخطط الجديد علشان اكوش علي ثروة جدك غالب باظ...وخلاص معدش عندي حلول...انا انتهيت خلاص....نفسي أحط ثروة الراجل ده تحت ايدي.
نظر له شادي بعد فهم وقال
=مخطط جديد...وده كان هيتعمل علي قمر كمان...ما كفايه الرعب اللي هي عايشه فيه ...فكك منها دي مش بتاعت الكلام ده...دي ممكن تفضحنا.
رد عليه ضياء بتعب وقال
=هتفضل طول عمرك غبي...قمر دي مين اللي هعمل عليها مخطط تاني...هو مفيش غيرها...اللي خلق قمر خلق غيرها...بس مفيش فايده.
حك شادي مقدمه رأسه من التفكير وقال
=اومال مين...غصون مثلا...معتقدش انت وهي متفقين...وزيتكم في دقيقكم...بس انتم بعيد عن الثروة...بتاعت جدي...احنا اللي هنستفاد.
ابتسم ضياء بسخريه لان غصون التي كان يضمنها بدات تتملص من وعودها اليه وستلجأ الي ابن اختها لتستولي علي نصيب همس فزفر بحنق قائلا
=متفقين قوى...بدليل ان الهانم بتلعب من ورايا...وهتجوز همس لابن اختها الصايع....لا وايه جدك موافق...علشان هو اللي اختار لقمر .
نظر له شادي بعدم فهم كأنه لم يسمع ما قاله والده او بالاحرى رفض عقله الباطن تصديق ما سمعه فرد بتوجس قائلا
=هتجوز همس لمين...لابن اختها يعني كلام همس ليا الصبح كان حقيقي مش موضوع بتثير غيرتي...علي جثتي لو ده حصل....وربنا لاقطع رجله.
ابتسم ضياء بانتصار لانه تأكد ان ابنه سيدافع عن جواز همس ليضاعف ثروتهم فقال له بتشجيع
=ايوة كده ...انت لازم تتحرك المرة دي واسرع من المرة اللي قبلها...لازم بنت من بنات غازى يكونوا تحت اديدنا...ويكون اختيار البت نفسها
شادي بخبث
=لازم طبعا وخصوصا البت دي...لان البت دي مش سهله زى اختها...دي بت حويطه ومكارة وكل حاجه بتروح تقولها لجدها ...بس هتموت وأبصلها.
ضياء بعدم فهم
=قالتله علي ايه بالظبط...لتكون قمر حكيتلها علي اللي حصل بينكم...بس امك عرفت قمر ان ده ملعوب ...طب هي قمر صدقتها...ولا لا.
شادي بسخريه وهو يغادر مكتب والده
=ومين قالك انه كان ملعوب...مش يمكن عملتها بجد...ركز وانت تعرف الحقيقه يا والدي هتلاقي قمر متلخبطه ومتأكده اني عملتها فيها...سلام يا والدي.
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق