رواية احببت معقده الفصل الخامس والسادس بقلم فاطمه سلطان حصريه
رواية احببت معقده الفصل الخامس والسادس بقلم فاطمه سلطان حصريه
الفصل الخامس
____
#هدير
فليسقط كل من جعلني اشعر بالوجع ، فلتُلحق اللعنه بكل شخص كان السبب في حزني
انا لم اكن اعلمه وانتم من وضعتموه امامي وليس ذنبي تعلق قلبي به، فالمرء علي حسب ما اعتاد
____________________________________
علي لسان هدير
صعبت عليا نفسي لما اتهانت بالشكل ده، اليوم فضل معلم فيا لسنين طويله وكان السبب اني امشي في طريق مختلف تماما حتي لو كان الطريق ده غلط انا كنت راضيه بيه كفايا اني كنت عايزه انسي هدير بالعُقد اللي فيها
و انسي هدير الضعيفه حتي لو لمده ساعات في الخفي عايزه انسي انا مين و كاني بقيت شخص تاني و بؤمن بمعتقدات تانيه وفي نفس الوقت بكره نفسي وعملت كل شي كان بالنسبالي منكرعرفت حاجات مكنتش اتخيل انها موجوده عرفت قد ايه ان هدير الساذجة خلاص مبقتش موجوده او بقيت عايزه بشخصيتين جوايا الصح و جوايا الغلط
______________________________________
لم تجد هدير نفسها غير وهي تضع يدها علي وجهها في حضن عمتها التي تصرخ في وجه اخيها، كانت مندهشة حتي الدمعه أبت النزول ..
هاجر بغضب شديد جدا
- انتَ اتجننت وله ايه يا حسني
وليد رغم اشتعاله بسبب أحاديث الناس ولكنه لم يتوقع ان يثور ابيه لهذه الدرجة ويصفعها ربما والده مهما غضب عليهم وثار عليهما لم يرفع يده علي اي شخص منهما
- ايه يا بابا اللي عملته ده
حسني بغضب ونبرة صارخة وصوت غليظ
- و لا حد فيكم ينطق بكلمه كفايا قله ادب و مسخره ، الهانم اللي رايحه جاية علي حل شعرها مع البيه والشباب يتخانقوا في الشارع علشانها و سيرتنا تبقي علي كل لسان مهوا العيب مش عليكي العيب علي اللي ربتك ما تربيه ست
هاجر بغضب وحده من اتهامات اخيها وكلماه الجارح
- حسني احترم نفسك بقولك و حاسب علي كلامك كل اللي حصل انه ...
حسني قاطعها قائلا
- مسمعش صوتك مش فالحه غير تديني دروس في الاخلاق و كلام زي السم في الطالعه و النازله علشان اخوكي كان فين لسانك وفين الدين والشرع و الاصول اللي بتتكلمي عليها
و انتِ سيباها رايحه جايه مع شاب وداخل طالع عليكم ايييه كانت عقلك فين اللي شايفه ان محدش يعرف في الاصول غيرك
وله الاصول مكنتش الا علينا انتِ هتكبري وتخرفي، اتحملتي مسؤوليتها علشان تربيها وله علشان تسبيها دايره علي حل شعرها
وليد ربما يشعر بالغضب ولا يقل عن غضب أبيه و لكن كلمات والده كانت قاسية خصوصا علي عمته فهو يحترمها ويعلم ان هذا الكلام كان ثقيل علي امراه في عمر والدته مهما حدث و مهما فعلت
- خلاص يا بابا عمتو .....
حسني قاطع ابنه بنبرة غاضبة تماما
- اسكت انتَ كمان لما اطلع انا و ابني شُحطه و داخلين الشارع الاقي البيه ماسك في واحد صايع تاني ضرب و الناس ملمومه و اعرف ان الخناقه علي بنت اخويا اللي احنا مش رجاله ولا عارفين نحكم عليها بقالنا اكتر من خمسين سنه في الشارع ده والناس عارفين أحنا مين واحده زيك عيله لا راحت ولا جت تطلعنا كلنا بقرون
ابتعدت هدير عن هاجر بعد ان استيقظت من الصدمة التي كانت بها و لم تستغرب حينما وجدت نفسها لم تبكي و كأن الدموع قد جفت فلن تذرف دمعه منها بعد الان
- عمتي ربتني لدرجه اني مش هرد عليك بس معلش يا عمي انا فعلا ملقتش راجل يربيني و لو شايف ان ده عيب واني تربيه واحده ست ابقي كلم اخوك في الموضوع ده هو اكتر واحد تقدر تلومه محدش يلوم عمتي علي حاجه
حسني باشتعال من شموخها وبجاحتها بالنسبه له
- ده انتِ بجحه صحيح لسه ليكي عين تردي يا مقصوفه الرقبه جايبه طوله اللسان دي منين اللي زيك تتكسف مش تبجح سبوني عليها والله لاقتلها لو ابوكي مربكيش و انا غفلت عنك احنا لسه فيها
اربيكي انا
وقف بينه و بينها وليد وهاجر التي أردفت قائلة بغضب
- مش من حقك تضرب هدير هي معملتش حاجه غلط وعمر ما قاسم طلع شقتنا لوحده او حتي وانا مش موجوده فكر يطلع ولو بيوصلها ده بسبب تعبي لما كنت مش بتحرك وكانت محتاجه حد يوصلها و الجامعه بعيده عليها بتروح مع صاحبتها سارهو حتي هي لو غلطت مش من حقك تمد ايدك عليها علشان كلام سمعته من الناس
حسني بانزعاج وغضب فمازال يتذكر احراجه بين الناس و ما تفوهوا به بكلمات تجرح اي رجل
- مش بقولك كبرتي وخرفتي انتِ لسه بتقويها و هي بتمشي بصفه ايه مع النيله قاسم بيه ده بصفه انها عيله لسه في ابتدائي وهو بيتعلم المشي وله ايه ما تفوقي
لنفسك يا هاجر لما شحط يمشي جنب بنت اللي علي وش جواز في الرايحة و الجاية منتظره
الناس تقول انه زي اخوها من امته و احنا عندنا المفاهيم دي والله ما حد خرب دماغها غيرك ...
شعرت هدير بالتعب الشديد ودوران في رأسها مما جعلهم يلتفتوا علي صوت اصطدام ها بالارض ، فنظرت هاجر و صرخت حينما وجدتها قد فقدت وعيها تماما حملها وليد لاقرب اريكه بعد إصرار والده بالا ياخذه اليالمستشفي بهذا الشكل حتي لا يثيروا شكوك الناس
فصرخت به هاجر ووليد، ثم هبط وليد حتي يأتي باي طبيب
______________________________________
كان قاسم يجلس مع صديقه كريم في الصيدلية
وكان صديقة يحاول ان يعالج ذلك الجرح الذي احدثه الفتي في كتفه، بعد أغلق باب الصيدلية
أردف كريم بعتاب شديد لصديقه
- يعني يوم ما تتخانق .. تتخانق مع بلطجي الشارع يا قاسم عايز تودي نفسك في داهيه
قاسم بغضب شديد ونبرة مشتعلة كلما يتذكر حديث ذلك المعتوة
- عفاريت الدنيا بتطنط في وشي كان لازم نروح القسم و احبسه و تولع الناس كلها
كريم بسخرية لاذعة وكأن امثال هذا الشاب قد يفرق معه ذهابه الي القسم
- ما تحبسه هو كده عقاب ده يحشش هناك ده لو بات في بيته يوم بيحس انه غريب ده انتَ كنت هتفتح دماغه و خرشمت وشه لورحت هتتحبسوا انتم الاتنين و انتَ مش وش كده هو بالنسباله مش هتفرق
انا عايز افهم ام محمد دي ازاي كانت جايبه الحيوان ده عريس لهدير
- الدم غلي في عروقي ملقتش نفسي غير اني ماسك فيه لما قال انها صايعه معايا في الرايحة و الجاية و قال كلام كتير مش عايز افتكره ابن الكلب ده لو اطوله تاني
كريم بمرح حتي يخفف من حده الجو
- علي فكره ابويا هيخصم القطن و الحاجات دي من مرتبك ده انا لو خت فلوموكس بيحاسبني عليه
أردف قاسم بانزعاج و نبره هادئة لا تقارن مع الثورة التي تقام بداخله
- احنا في ايه وله في ايه تفتكر عمها عمل ايه معاها ؟
انا عرفت من ساره انها رجعت و قولتلها حاولي انك تروحلها
كريم بصراحه مطلقة فهو لن يزين الحديث فلا يتقبل اي رجل ما حدث علي كرامته
- الواحد يتوقع انه يعمل اي حاجه فيها، الراجل اتحرج جدا ومهما عمل محدش يقدر يلومه
اللي سمعه مش قليل
قاسم بانزعاج حينما شعر بأنه سيلحق بها الضرر بسببه
- ازاي يعني محدش يلومه، وهو كان فين السنين دي كلها مكنش واقف جنبها ليه، هدير لسه صغيرة و هي في ظروف نفسية وحشة متسمحش لحد انه يفكر يأسي عليها
- هي بنت اخوه وعيله واحدة في الاول والاخر اللي داخل بينهم خارج
احنا صحاب يا قاسم واخوات كمان صح ؟
قاسم بتأكيد فهو رفيق عمره منذ المرحلة الابتدائية تقريبا
- اكيد طبعا
- انا اخ وحيد علي تلت بنات ولو واحده عملت كدا منهم والله العظيم لاقتلها قبل ما ابويا يعملها ....
قاسم قاطعه بانزعاج فهو يعلم الي اين سيأخذهما الحديث
- انا علي اخري وربنا، انتَ واخواتك شي و ظروف هدير شي تاني مينفعش انها تتقارن بحد انتَ جنب اخواتكو ابوك معاهم اخواتك معندهمش نقص اسمه وجود راجل في حياتهم مش بمعني حب او كده بس عندهم حد واقف في ضهرهم
حاسيين يعني ايه عيله بتحبهم ، هدير كل ده مش موجود عندها
كريم أردف بنبرة هادئة فهو لا يريد ان يصل الي تلك النقطة فقط
- خلينا نتكلم بالعقل برضو هدير زي اختي ولو احتاجت حاجه مش هتاخر عليها ابدا و اي خدمه هعملها ليها علشان احنا جيران و زي اختي ، بس مينفعش اني افضل ملازمها اربعة وعشرين ساعة اخري اقولها السلام عليكم، لو لقتها في الشارع
و لو جت هنا تشتري علاج لعمتها تجيب اي حاجه اوجب معاها
بس الموضوع زاد بالنسبالك يا صاحبي ..
قاسم أردف بانزعاج بعد ان تنهد تنهيدة مطوله فقد شغله هذا الموضوع كثيرا
- انا معملتش حاجه غلط يا كريم متكلمنيش زيهم علشان هقفل منك بجد و هقوم امشي اغور في اي حته ...
كريم مازال مستمرا في الحديث ولم يهمه ما تفوه به قاسم
- يمكن انتَ معندكش اخوات بنات و لو اختك عايشه مكنتش هتوافق بكده اكيد و متحاولش تبرر الموضوع غلطيمكن انا مقدر كويس ان نيتك ناحيه هديركويسة
و مامتك برضو هتكون فاهمة كده، بس مش كل الناس هتفهم ده
يا شيخ ده اللي بيعمل حاجه غلط بيداري و يخبي مش بيوصلها وياخدها لغايت بيتها وكلام في البلكونات قدام الناس ده اللي بيعمل حاجه غلط مبيعملش كده يا جدع
انتَ قدام الناس عملت الاسوء من الغلط انتَ عملت صح من وجه نظرك انتَ و هما حسبوه غلط و لما الصح في وجهه نظرك انتَ يتقارن بالغلط يبقي عمره ما كان صح ...
قاسم بارهاق شديد وانزعاج من لوم اقرب الناس له في الفترة الاخيرة كوالدته وصديقه المقرب
- عارف ان كل ده كان غلط وحاولت اقلل كل الحاجات دي بقالي فتره بس هدير بتمر بحاله نفسيه صعبه مينفعش ابعد مره واحده
محدش يعرف من اهل هدير ان هدير عندها فوبيا من الاماكن العامه و الزحمة محدش يعرف ان هدير شايله في قلبها ايه غيري انا اعرف هدير بتفضل ايه في لبسها في اكلها في طريقه حياتها كلها
لو بعدت عنها هضيع حرفيا لازم هدير تتاقلم علي حياتها الجديدة و يكون ليها اصحاب قبل ما انا اختفي من حياتها لازم تروح لدكتور نفساني هدير مليانه بالعُقد اللي تخليها تعمل اي حاجه تهرب من واقعها
انا معملتش بطوله بس معملتش ذنب يا كريم انا عملت اللي ضميري خلاني اعمله لبنت عندها عشر سنين كانت ماشيه بتعيط يوميا وهي رايحه المدرسة، صحيح اني ساعدتها تقفل علي نفسها بس انا مقدرتش ابعد مرة واحده
كريم كان يستمع الي حديث صديقه ويحفظ كل ما يقوله كان بعضه مقنع والبعض الاخر لم يقنعه ابدا، فأردف بنبرة هادئة
- ممكن هدير متقدرش تبعد عنك للظروف دي، بس هل ياتري انتَ هتقدر تبعد عنها لو بقت كويسة ؟؟؟
اكمل كريم حديثه فهو لا يريد ان يسمع اجابه لهذا السؤال فيكفي ان يجيب قاسم في كراره نفسه علي سؤاله
- انا مش شيخ جامع ومعنديش حصيله اجاوبك عليها في الدين، بس لو الانسانية هضرك وتضرها بلاش منها وفي حالات اسوء من هدير بمراحل محتاجين حد يعاملهم بانسانيه ومش هنروح بعيد كام واحدهفي الشارع ارملة وعايشه لوحدها وله كام واحده في المنطقة مطلقة رايحة يوميا بعيالها المدرسة ومفيش حد واقف جنبها شوف كام واحده تقابلها في الشارع ملهاش بيت و لا ماؤي
هدير لاقيه البيت اللي يحتويها و قاعده بين اربع حيطان هدير ليها اب هدير ليها عمه بتهتم بيها و في كليةولاقيه انها تاكل لو الموضوع انسانيه يبقي كل واحد هيمشي مع عشر بنات بحجة انهم اخوات وخلاص بقا تبقي سلطة
في ناس محتاجه المساعدة اكتر من هدير ومشفتكش اهتميت كده وبعدين لو هدير صاحبت ولد وراحت وجت قدامك و هتقولك اصله اخويا هيبقي الشي ده عادي بالنسبالك ؟؟
قاسم بانزعاج مما يقوله صديقه وكأن الجميع اصبح لا يفهمه ولا يفهم هو نفسه ويسأله في شيء يعلم انه سيرفضه بالطبع
- في ايه يا كريم متعصبنيش انتَ كمان انا مفيش حد احتاجني وسبته سواء هدير او اي حد غيرها
و بعدين انا عارف بعمل ايه لكن مش عارف اي واحد غيري يستغل ظروفها ازاي الناس نيتهم وحشه وواحده بتفكير هدير ممكن يضحك عليها في اي لحظه ...
كريم أردف بهدوء وتجاهل ما يقوله صديقه
- فعلا اديك بتقولها بنفسك الناس نيتها وحشه
وانا اشهد بده طول عمري انك مسبتش حد بس اشهد برضو ان مفيش حد اتعمقت بتفاصيله زي هدير، انا مش عايز اضايقك بس اللي حصل النهارده ده كان متوقع من بدري و متلومش علي الناس مش عيب انك تعترف انك غلطت لما حاولت تساعد
للاسف انتَ ضريتها وضريت نفسك كلها كام يوم والناس هتنسيولا كأن حصل حاجه المهم لو انتَ شايف انك حمتها و حبتها كاختك فانتَ قضيت واجبك و زياده معاها
ولو حكايه الفوبيا والعقد النفسية دي و الكلام ده اعتقد مفيش اطيب من مدام هاجر انك تتكلم معاها لما الامور تهدي اعتقد طنط هاجر مش هتسكت و هتوديها لحد متخصص في حالتها
المهم انك متكدبش وتصارح نفسك لو انتَ مقدرتش تتقبل ان هدير تبعد عنك او انها في يوم من الايام يكون في حياتها شخص تاني للاسف انتَ لازم تتقدم ليها و تطلبها للجواز لان وقتها عمرها ما هتكون اخوه
قاسم انزعج من حديثه و كلماته ربما اصبح ينزعج من أحاديثهم المتكررة عن هذه النقاط ولكنه لم يجد اجابه اكثر مما يقولها حتي الان
- اتقدم لمين يا كريم بطل جنان ده انتَ بتقول الالعن من انهم بيقولوه يبقي انا فعلا ماشي معاها و لما الناس ابتدت تاخد بالها اتقدم ليها
كان كريم سيجيب عليه ويقول له انه هذا هو الصحيح اذا وجد انه فعلا تحولت مشاعره تجاهها فهذه هي الخطوة السليمة ولكن قاطعهم دق امينه علي الباب الزجاجي الصيدلية فهي تريد رؤيه ابنها ..
____________________________________
أتي وليد بعد ساعة حينما ذهب الي اقرب دكتور وهو يلح عليه انه يجب ان يذهب معه وبالفعل أتي الطبيب وكشف علي هدير واستطاع افاقتها ثم تركها و خرج من الغرفه وجد حسني ووليد
وليد بقلق : خير يا دكتور ايه اللي حصل مالها
الدكتور بتفسير : هو بخبرتي مفيش حاجه تستدعي القلق هي زي ما اتكون اتصدمت او في حاجه ضايقتها فاغمي عليها تعتبر زي هروب او حاله نفسيه فاعتقد ان معندهاش اي مشكلة عضوية من الكشف المبدئي
بس برضو تقدروا تعملولها تحاليل و شيك اب كامل و تطمنوا اكتر وتقدروا تعرضوها علي دكتور نفساني ..
وليد باطمئنان وقلق في انن واحد : شكرا يا دكتور احنا اسفين تعبنا حضرتك و اصريت انك تيجي رغم انك مبتروحش بيوت
الدكتور بهدوء : انا جيت من إصرارك وبرضو لاني قدرت موقفكم وشغلتي انسانيه حتي لو كان ده شرط كان لازم اتغاضي عنه لما الاقي شخص مهتم كدا الحق انا اكمل كشوفات في العيادة وله ايه
ودعه وليد وشكره علي ما فعله اما حسني كان يجلس بكل برود ولم يهتم بما يحدث حتي انه تركهم متحججاً انه سيذهب ليصلي العشاء ثم ياتي مره اخري
خرجت هاجر بعد ان تركت هدير بمفردها بناء علي طلبها بانها تريد ان تكون بمفردها ربما لتكون صريحة هي لا تريد ان تكون بمفردها، خرجت هاجر وجلست مع وليد
هاجر بتساؤل : ابوك راح فين
وليد بانزعاج : رايح الجامع وجاي
عمتي متزعليش من ابويا ده تصرف طبيعي جدا انا نفسي تحت اتنرفزت وكنت هرتكب جريمة لما لقيت الواد الشمام وله اللي مش باين له هو مين بيتكلم عن هدير بالشكل ده وبيهين العيله كلها ولقينا شاب مجروح و دراعه بينزف والناس كلها ملمومه علشان بنت عمي
حضرتك منتظره ابويا يعمل ايه
هاجر بانفعال : يعمل اي حاجه الا انه يمد ايده عليها
وليد بتفسير : احنا سمعنا كلام خلانا واقفين مش عارفين نقول كلمه قدام الناس والا هنرتكب جريمه في واحد بيتكلم علينا كان نفسي بجد الارض تنشق و تبلعنا
هاجر بتفسير : محدش يلوم هدير علي حاجه لو هتلوم حد فانا السبب انا اللي سمحت بكل ده لاني كنت بشوف ان قاسم قادر يفرح هدير وقادر انه يحتويها
انا متاكده ان قاسم يعرف حاجات عن هدير معرفهاش مش فاكره اليوم و لا الساعة اللي بقت هدير في ظل قاسم الوحيد اللي فهمها
كلكم كنتم بعيد عننا علشان أمك
وليد بانزعاج من تبريرها
- عمتي والله متتكلميش وكأنك شايفه ان علاقتهم وخروجهم بمعرفتك وقدام الناس صح و منتظره ان محدش هيتكلم
بعدين هدير اشمعنا قاسم الي متعلقه بيه دي مفكرتش انها تتكلم معايا باسلوب كويس الا من فترة قريبة وبرضو اول ما تشوفني بتصدر الوش الخشب
______________
الفصل السادس من #احببت_معقدة
( بعد التعديل )
بقلم #فاطمة_طه_سلطان
_______________________
هاجر باعتراف وهي تستكمل حديثها مع وليد
- انا اللي ابتديت الغلط بس قاسم نيته كويسه وعمره ما بص ليها بنظرة غير انها اخته وهي برضو كنت كل يوم بحاول اني اتكلم معاها في الموضوع بس يوم حاجه تشغلني تانيه ولما فوقت ان الموضوع ده غلط معرفتش امنع هدير مرة واحدة من قاسم لانها انطوائيه جدا و مش سهل انها تدخل حياتها ناسبقيت بحاول اشغلها بحاجات في البيت وبقي قاسم من نفسه مش بيجي كتير و بقاله فتره بيبعد
ثم تنهدت وأحذت نفسها لتستكمل حديثها
-هدير متعرفش الا انا و قاسم وناس تتعد علي الصوابع اقولها مره واحده لا يا هدير اللي بيحصل ده غلط و حرام
طول السنين اللي قبل كده انتَ مكنتش موجود حتي بدورك انك ابن عمها وتجيلنا كل شهر يمكن امك واخواتك فكروا يجيوا يزوروا هدير متهايقلي اخر مره كانوا عندنا من قبل ما هدير تدخل ثانوية عامةكلكم بعدوا عن هدير في عز ان مكنش في غير قاسم في حياتها
دق الباب ليقاطع حديثهم فنهض وليد ليفتح الباب ووجد فتاة علي ما يبدو انها في بداية العشرينات من عمرها او شيء من هذا القبيل متوترة وهادئة في ملابسها او ابتسامتها و كأنها اعتادت علي الابتسام حتي في اصعب المواقف، فقد اخبرها قاسم ان تذهب وتري وضع هدير بعد ان قص بها ما حدث فاشفقت عليها
ساره بابتسامه هادئة وهي مازالت تقف عند الباب
- مساء الخيروليد أردف قائلا باستغراب فهو لا يعرفها
- مين حضرتك
انتهبت هاجر علي حضور سارة فنهضت لترحب بها
-تعالي يا ساره يا بنتي ادخلي
فافسح وليد لها الطريق فعلي الاغلب هي احدي جيرانهم التي لا يعرفها دخلت وهي خجلة فهي لا تعلم ما الذي يجب ان تقوله في وقت كهذا او بأي حجة ستفسر مجيئها
هاجر حاولت ان تبتسم ولكنها كانت محاوله فاشلة فأي ابتسام وأي راحة نفسية ستكن بها لتبتسم
- اقعدي يا بنتي
سارة حاولت ان ترتب كلماتها
- اسفه شكلي ازعجتكم و انتم عندكم ضيوف
هاجر : و لا ضيوف ولا حاجه ده اخويا وابن اخوياساره مدت يديها ناحية هاجر باحدي الكتب التي اخترعتها حجة للمجئ - اصل هدير كانت عايزه الكتاب ده وكانت بتقولي انها هتيجي تأخده بعد لما تتغدي فقولت اجي ادهولها انا وعلشان كنت بجيب طلبات من تحت بالمرة
هاجر باستغراب وهي تأخذه منها
- اكيد سمعتي باللي حصل علشان كده هي منزلتش
ساره باحراج فعلي ما يبدو قد فهمت هاجر سبب مجيئها
- اه و سمعت بس كنت كده كده جايه علشان اديها الكتاب ده علشان تقراه هي عامله ايه دلوقتي
هاجر وقد ترقرقت عينيها بالدموع فأردفت قائلة
- والله يا ساره الدكتور لسه نازل من عندها وهي عايزه تقعد لوحدها ورافضة اي حد يدخلها
ساره بتفهم الوضع وحاولت استنتاج ما يجب اخبار قاسم به
- خلاص مش مشكله يا طنط ابقي اديلها الكتاب و انا ان شاء الله هبقي اجيلها بكرا عن اذنكم انا بقا
ذهبت معها هاجر حتي فتحت لها الباب وذهبت سارة بالفعل وبعد وقت جاء حسني وتشاجر مع هاجر حينما رفضت ان تعود الي شقة زوجها او حتي ان تعود معه الي شقته و معلله، بأنه لا يستطيع ان يقلب حياتها بعد تعودها هي وهدير علي العيش هنا وخصوصا انها لم تفعل شيئا حتي او جريمة حتي تخاف من حديثهم
مما جعل حسني يعند معها واقسم انه يوميا سيكون هنا او حتي سوف يبيت معهم بعد ذلك
_____________________________
علي لسان هدير
عدت سنة ونص الناس بعدها بشهر نسيوا وبقيت بمشي عادي في الشارع
انا بقيت اجتماعية مش بالمعني الحرفي بس بقيت احسن من الاول، بقا زمايل ليا سواء بنات او ولاد
وحاولت اجرب اقرا روايات شويهواتابع مسلسلات يمكن كان عندي امل اني الاقى نفسي في اي حاجهوبدأت اخذ كورسات، حياتي بقت مليانه في نظر الناس لاني بقيت بعمل اكتر من حاجه في اليوم، بس لسه بخاف لو رايحه مكان لاول مره عملت اكونت علي الفيس بوك وواتساب واكتر من برنامج وضفت كل الناس اللي اعرفهم وبقا عندي ارقام كتيره علي الفون بس للاسف كانوا مجرد ارقام عرفت ان برضو لما ادخل ناس لحياتي
انا لسه وحيدة مفيش حد لمس قلبي الا سارة بس انشغلت شويه لما اتخطبت ورجعت فسخت خطوبتها واحب اطمنكم اني عديت من السنة الاولي والسنه التانية ونجحت بتقديرات عالية بس برضو كل ده مفرحنيش ..
علاقتي بابويا زي ما هي مكالمه كل كام يوم ومصروف شهري
للاسف بقيت وحيدة اووي رغم ان حياتي بقا فيها ناس كتير يمكن فهمت يعني ايه زحمة كدابة، عملت اكتر من اكونت بس باسم زي ما تقولوا مستعار مش ضايفه اي حد اعرفه في الحقيقة عليه حاولت اعمل لنفسي عالم جديد تماما ومختلف عن الواقع مطنتش عارفة عواقب الموضوع ده الا بعدين
طبعا كلكم بتسالوا عن قاسم
يااااااه نطق الكلمة بقي صعب قاسم يعتبر اختفي وجوده من حياتي وعمري ما احتاجت وجود حد زيه كل فترة يبعتلي رسالة علي الاكونت يطمن فيها عليا وارد عليه زيه زي اي حد غريب و لو قابلته في الشارع بيسلم عليا ويمشي
فاكره كلمته لما قالي انه مش عايز ياذيني او يكون سبب في اني اضر وبرضو هو في ضهري حتي لو عوزته وحصلت ليا مشكلة هلاقيهقاسم كبر يمكن بقي عنده دقن معلش اصل قاسم عمره ما ربي ذقنه ولبس نضاره نظر
بقيت اشوفه صدفة، قاسم مبقاش بيسمع اغاني ولا بيصدع ام محمد
نجحوا انهم يخلونا غرب عن بعض مفيش يوم غير وانا اتمنيت اننا نرجع زي زمان ______________________________
في اغسطس 2015
لم تذكر لنا هدير اليوم و لكنها تتذكر الشهر التي رأت به ما لم تتوقعه غهي اصبحت في العشرين من عمرها ولكنها كان ساذجة بعقل طفلة مازالت في الابتدائية
مازالت جاهلة تماما عن ما يسمي الخطأ مازالت ساذجة تماما في التفريق بين النوايا
كانت تظن ان الزنا وتلك الاشياء اشياء بعيده تماما عن الواقع وان من يفعل تلك الاشياء يكون في الظلام
او علي الاقل يخجل مما يفعله كانت في هذا الوقت ابحرت وغرقت هدير بين الصفحات والسوشيال ميديا تعمقت به وربما كأنها وصلت الي ما يسمي ادمان المواقع الالكترونية
تعرفت علي الكثير من الناس من الحسابات التي صنعتها باسماء مستعارة ولكن ما هي الا ايام او اسابيع ومن الممكن ان وصلوا لشهور لتجد نفسها في حظر بينها وبين الناس
وجدت ان هذا العالم مزيف ونادرا ما توجد به الحقيقة
كانت تتواجد فتاة تدعي عبير نيازي تبلغ من العمر خمسة وعشرون، كانت هدير تتابع ما تنشره ولكن لم تتحدث معها ابدا كانت تكتفي بالاعجاب بمنشوراتها فهي تكتب بعض المنشورات سواء السياسية او الاجتماعية
واحيانا الدينية ولكنها نشرت منشور تخبر الجميع انها سوف تبتعد لفترة علي الاغلب كل منا يمر بفترات صعبه احيانا ...
وجدن ان احد من أصدقائها يشارك احدي المنشورات وهو عبارة عن صور تسمي بالانجليزي "" nudes ""
والتي حتي اسمع العرب ينطقوها بمصطلح " النودز " واخذوها من الانجليزية واصبحت كلمة طبيعية تماما فيذكر انه منذ سنوات كان يخجل الناس من نطق مصطلح العري او ان هناك شخص عاري و لكنها اصبحت شي طبيعي !
و يقابل كلمه "" nudes "" العربيه في المعني الاوضح هو حالة عدم ارتداء ملابس وأحيانا يستخدم للإشارة إلى ارتداء ملابس أقل بكثير مما كان متوقع .
شعرت هدير بالاستنكار ورفضت ذلك الشي ودخلت علي هذا الحساب
لتلغي تلك الصداقه فورا ولكن الفضول دفعها ان تقلب في صفحة هذا الشخص وجدت ان هذا ليس المنشور الوحيد في صفحته
ما يوقعها في المصائب هو فضولها لتكن هذه هي النقطه الاولي او المرحلة التي يقع بها اي احد يصادف هذه الاشياء لتبدا رحلة يتخللها المراحل المختلفة هناك من يكملها الي النهاية
ليصبح مدمنا لمشاهده المواقع الاباحية
وهناك من يتوقف تماما من بعد مرحله الفضول وبالفعل الغت صداقتها لهذا الشاب واستنكرت هذا الشي ورفضته تماما و شعرت بالتقزز ثم غلبها النعاس وكانت تظن ان هذه حادثه نادرا ما تحدث فمازالت ساذجة لا تعلم ان ليس الدنيا بيضاء او ذات احلام وردية دائما او حتي سوداء
فاغلبية البشر يفضلوا اللون الرمادي
_____________________
علي لسان هدير
رفضت الي شوفته علشان حرام وغلط وكل حاجه وحشة فيه وقولت اكيد دي حاجه نادرةاتسالت بعد سنين ايه النصيحة اللي احب اوجهها لاي شاب وشابه في المرحلة الي كنت بمر فيها بكل التحديات دي احب اوجهها لاي حد ان الفضول هو سلاح ذو حديينوان في فرق كبير اووي بين الفضول وحب الاستكشاف الشي اللي من بدايته غلط مينفعش نخلي فضولنا يدخلنا فيهمينفعش ادخل مدخل بيت انا شايفه التعابين فيه بس شايفه عماره عشر ادوار وبمجرد ان لسه عايزه اكتشف شقه شقه اني اكمل هنتظر ايه وانا عارفه ان التعابين دي هتسممني ...._________________________في الصباح الباكر
ارتدي قاسم ملابسه وخرج من غرفته والقي التحية علي والده ووالدته
امينه : انته رايح فين يا بني علي الصبح كده
قاسم : رايح اشوف موضوع ترخيص المعمل ده
امينه بتساؤل : طب مش هتفطر يا بني
قاسم : لا شكرا يا ماما ادعيلي بس ربنا يكملها ليا علي خير
امينة بانزعاج : انتَ كده بتتكلم في تكلفه كبيرة
قاسم بتفسير وحاول ان يحافظ علي ابتسامته
- يا ماما ما انا قولتلك ان بالفلوس اللي بابا هيدهاني و علي الجمعيات اللي معايا وعلي الشقة موجوده هقدر اني افتحه واجيب اجهزته وصحيح هيكون فيها حاجات بالقسط بس اهو ربنا يسهل انا بس عايز اعرف الاجراءات وكل حاجه الاول قبل ما ابتدي في الموضوع
امينه بانزعاج : انتَ كده بتخاطر يا ابني يعني الفلوس والشقة دول كانوا لجوازك
خليل بنبره هادئة ومشجعة : هو حر يا امينة ادعيله ربنا يسهله حاله الجواز مش هيطير
مستقبله وشغله وكيانه اهم من اي حاجه ياله يا ابني علشان تلحقهم انته عارف اي حاجه في الحكومه او السؤال عن حاجه بيكفروا الواحد
قاسم بهدوء : ماشي يا بابا ياله امشي انا بقي وبعد ما اخلص رايح ابارك لكريم في شقته
امينه تمتمت بغيظ : والله واحد بيريح ابوه وامه وفرحهم بيه واتجوز وكلها كام يوم ويخلف وانتَ قاعدلي كده
خليل بهدوء : ياله يا قاسم يا ابني امشي بدل ما امك تعطلك مش هتخلص من كلامها
امينه بانزعاج : بقا كلامي بيعطل ابني ... علشان عايزه افرح بيه ابقي غلطانه
ذهبت قاسم و قبل راسها حتي لا تاخذ علي خاطرها منه ثم نزل بعد ان طلب دعواتها لترافقه
امينه بتافف وانزعاج من زوجها بعدما ذهب ابنها
- نفسي تبطل تشجعه ابنك داخل علي سبعه و عشرين سنه ولا خطب ولا اي حاجه وكده مش هيفكر خالص باللي بيعمله ده
خليل بهدوء : شغله اهم هو اللي هيخليه يفتح بيته وهو اتعلم العمر ده كله علشان يوم زي ده
مش علشان تقفي في طريقه في طريقه وفي الاول والاخر هو نصيب
امينه بحسره وانزعاج : بس انا عايزه افرح بيه وكنت عايزه اجوزه بدري انتَ مش مستوعب ان ابنك وحداني ولا اخ ولا حد يعني محتاج زوجه وولاد وعيله واحنا مش قاعدين ليه العمر كله اذا كان اهلي وله اهلك شوف كل شهر وله كل كام شهر حد بيجي لينا زيارة ويعبرنا
لقدر الله لو جرالنا حاجه محدش هيسال فيه وانا من حقي اطمن انه مستقر قبل ما اموت
خليل مؤيدا ومعارضا لكلامها في نفس الوقت كالعادة
- ياه عليكي يا امينه تحبي تشيلي الواحد هم علي الصبح كده قولي ربنا يوفقه ويسهله امره بدل الكلام ده وبعدين الجواز نصيب وهو نصيبه لسه مجاش
قامت امينه بغضب وهي تتوجه الي المطبخ- اه نصيب بس الواحد ميعلقش نفسه وميكدبش علي نفسه ده اللي انا اعرفه .....__________________________
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق