رواية احببت معقده الفصل السابع 7بقلم فاطمه سلطان حصريه
الفصل السابع من أحببت معقدة ( بعد التعديل )
بقلم #fatma_taha_sultan
_____________________________
اذكروا الله ❤
ردودهاا 💞👇
اللهم احرمني من لذه معصيتك
______________________________
#هدير
فلتصمت كُلّ الْأَلْسِنَة عِنْد رُؤْيَتِك حَتَّي وَإِنْ مَرَّتْ سَنَوَات احتاجك وبشدة . . حَتَّي وَإِن اِبْتَعَدْت عَنِّي ساظل اريدك
أَتَعَلَّم يَا جَارِي الْعَزِيز ؟ ؟ لَم الْتَمَس الْعُذْر لِأَبِي وَلَم الْتَمَس الْعُذْر لِأَيِّ شَخْصٍ فِي حَيَاتِي قَرَّر الاِبْتِعَاد عَنِّي وَلَكِنِّي الْتَمَسْت لَك انتَ الْعُذْر
الطِّفْل كُلَّمَا يُكَبِّر يَتَعَلَّق بِأُمِّه ويريدها أَنْ تُحِبَّهُ حَتَّي لَو بِجَانِبِه مِئات الْأَشْخَاص يَظَلّ يُبْحَثُ عَنْهَا ، وَهَذَا هُوَ حَالِي اِبْحَثْ عَنْ حَضَن أُمِّي حَتَّي وَإِنْ كَانَ لِي بُدَيْل اعْلَمْ أَنَّ وُجُودَهَا كَان سَيَكُون الْأَفْضَل ، لَا أَعْلَمُ مَا عِلاقَة قَلْبِي بِك ، فعقلي ظَنّ إنَّنِي حِينَمَا أُقَابِل الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ سَيَتِمّ مَحْو اسْمُك مِن ذاكرتي
وَلَكِنْ لَا يَسْتَطِيعُ الْقَلْبِ أَنْ يُنْسِي شَخْصٍ أَعَادَ النَّبْض لَه وَالْحَيَاة ، وَهَل يُنْسِي الْقَلْب يَوْمًا شَخْصٌ اسْتَطَاعَ أَنْ يحتضنه بِقَلْبِهِ لَمْ تحتضنني يَوْمًا، وَلَكِن قَلْبِك كَان حَضَن وَوَطَن لِقَلْبِي الْيَتِيمَ فَلَا يُنْسِي الْقَلْب وَطَن أَحَاطَ بِهِ واحتضنه حَتَّي وَإِنْ ذَهَبَ إلَيّ كَثِيرٍ مِنْ الْأَوْطَان يَظَلّ غَرِيبٌ . .
_________________________
كان يوم طويل علي قاسم وخصوصا بسبب درجة حرارة أغسطس التي يعاني منها الناس، فقد شعر قاسم بالارهاق بسبب ذهابه واستفساره عن ترخيص المعمل، ثم انتهي به اليوم حينما سمع أذان المغرب فذهب الي المسجد ليقضي فرضه، ثم ذهب الي محل خاص ببيع الحلوي ليشتري شيئا لصديقه يقدمه له بمناسبة زواجه، بالفعل ذهب عند صديقه ورحب به كريم وزوجته ثم تركتهم زوجته حينما جائت لها زيارة اخري في نفس الوقت الذي أتي به قاسم فدخلت بهم الي غرفة اخري لتترك زوجها بحرية مع صديقه ولتكن هي حره أيضا مع أقاربها
قاسم أردف بمرح
- مش مصدق يااه ان بقي ليك بيت و هنخلص من رغيك صبح وليل بقا في حاجه تشغلك وتخليك تحل عننا
كريم أردف متأففا بتافف وتصنع الانزعاج
- انا مش عارف انتَ هتفضل تحبني كده لغايت امته ماشي بقالي اسبوع في البيت وقريب هتلاقيني في الشارع عادي جدا لم يعلم ان فرحته لم تكتمل
قاسم تصنع الانزعاج وأخذ رشفة من قهوته فقد أخبر كريم زوجته أن تصنع القهوة بدلا من العصير
- واضح ان ربنا مش كاتب لينا نرتاح منك
كريم أردف مُعْتَرِضًا
- انتَ جاي تطلع قرف موظفين الحكومة عليا مهوا مفيش حد يزور عريس بعد ما يتكلم مع مواظفين الحكومة، بتهني في بيتي والله عيب علينا طب قول الف مبروك قول اي حاجه انفخ فيا شويه مش كده
قاسم أردف بنبرة مرحة وهو يخبط علي كتف صديقه
- ما انا رسمتك قدام مراتك واحترمتك وقولتلك مبروك هي شغلانه بقا
كريم أردف وهو يلوي شفتيه بتهكم
- يابني عيب عليك ده انا لو جايبك غصب هتعاملني احسن من كده بس ياله انا عارف انك مش في حالتك الطبيعية بعد يوم حلو مع الحكومة انا عارف انك مجنون دلوقتي
ابتسم قاسم من قلبه، ثم أردف قائلا
- انا بحبك تقدر حالتي ايوه كده، ايه اخبار الجواز علي حسك يا شبح
كريم أردف قائلا بجدية مزيفة
- لو هحسب الساعات اللي بنفرد فيها بمراتي مش هيكون 24 ساعة يا عم ده كل يوم ناس طالعة خارجة بس الحمدلله علي نعمة الاخوات البنات فعلا هتندم ندم عمرك انك وحيد
- مش فاهم
- عايز اقولك ان من كتر ما مراتي واخذه علي اخواتي وهما بيحبوها حرفيا هما ناقص يباتوا عندنا حاجه في منتهي التناحة بجد ده بيسهروا عندنا يا قاسم الحمدلله ان بقالهم يومين في البلد عند خالي الواحد عرف يرتاح منهم شويه
فضحك قاسم بشده ثم غمز له
- طب ما تقول لامك تخليهم يحلوا عنكم شويه كفايا الضيوف
كريم أردف بحسرة
- كنت اتمني والله يا قاسم ان امي تعرف تتصرف قولتلها احكمي علي عيالك راحت قالتلي احكم علي مراتك انتَ هي اللي بتخليهم يطلعوا اصل المدام بتحب الونس، ااااه اسكت و النبي يا قاسم متقلبش عليا المواجع ده انا في يوم سبتهم بيتفرجوا علي التلفزيون و يوم نزلت اقعد مع ابويا تحت و اتفرجت علي الماتش
فقهقه قاسم ليستكمل كريم حديثه
- المشكله ان مفيش الا واحده بس كبيره ممكن تكون فاهمه حاجه ومبطلعش علطول لكن الاتنين التانين اجارك الله
- بجد بموووت يخربيتك فصلت، علشان تعرف ان قعداك في الصيدلية ارحم
كريم أردف بمرح : فعلا انتَ طلعت مش بتكدب، ياله احكيلي بقا عملت ايه
قاسم أردف بنبرة هادئة وبنبرة يتخللها التعب
- كل اللي عملته اني سالت علي الإجراءات الروتينية اللي يعتبر انا عارف اغلبها بس كنت بتاكد وهبتدي بقي اشوف حوار الاجهزة ده كده كده الشقه خلصانه
كريم أردف بتفكير
- برضو مصمم علي موضوع الشقة ده، مش دي الشقة اللي ابوك كان مبسوط انه هيجبهالك علشان بعيد عن هنا والمنطقة أحسن، انتَ كده لما تفتح المعمل ده بتلغي جوازك لسنين قدام انتَ عارف كدة الشقة اللي هتتجوز فيها هتفتحها معمل غير اقساط الاجهزة اللي هتجبها
قاسم أردف بلا مبالاة
- انا عايز المعمل ده وهصرف عليه لغايت اخر جنية معايا علشان انامش هفتضل موظف في شركات اناعايز حاجة اجتهد فيها وتكون بتاعتي
أردف كريم مستفسرا بمكر
- طب مثلا لو حبيت تتجوز هتعمل ايه يعني اكيد ظروفك مش هتسمحلك تجيب شقة علي الاقل لمده سنتين لما ترتب دنيتك وتشطبها يعني عايز سنين تانيه ياعم ده أمك تدبحك فيها
قاسم أردف بلا مبالاة وسأم فيشعر انه يجلس مع والدته
- انا ورايا ايه يا كريم مستعجل عليه ايه، انا ولا خاطب واحده وابوها مستعجلني ولا مدي وعد لحد
- لنفترض انك حبيت واحده يعني دي المواضيع دي بتحصل في يوم و ليلة
قاسم بعد بتفكير طويل وصمت دام لدقيقتين ليخبر صديقه بالشي الذي سوف يخبره لوالدته أيضا حتي يطمئن قلبها قليلا
- هسكن في شقه عمي اللي تحتنا عمي من بدري بيقول لو لقيتوا ساكن ليها نأجرها او نبيعها بس ابويا رافض لانه مش عايز حد غريب يكون معانا في البيت وعمي قال ماشي كده كده هو مش محتاج فلوسها يعني بقاله سنين مسافر كندا وعمره ما هيرجع هنا ده لو لقيت يعني العروسة ممكن اجرها منه و لو ربنا كرمني اشتريها منه
ثم أردف قاسم قائلا بعدما تنهد تنهيدة مطولة
- ابويا من الاول تفكيره كان غلط انا مش ناوي ابعد عنهم حتي لو اتجوزت و الا بقا هنمشي كلنا مش هما في مكان وانا في مكان هما ملهمش غيري
تحدث كريم بنبرة خبيثة حاول ان يصبغها في لون من ألوان الجدية
- اللي فيه الخير يقدمه ربنا، هي ايه اخبار هدير صحيح
قاسم أردف بتوتر وانزعاج ليس من انه سأل ولكنه كان يريد ان يجيب بثقة عن حالها كما كان في السابق ولكن الان يعرف عنه ما تعرفه الناس
- كويسه عادي مفيش جديد
كريم أردف باحراج ولكن حاول ان يتكسب القليل من الشجاعة لفتح هذا الموضوع
- هقولك حاجه ومتزعلش يا قاسم واسمعها متردش حتي عليها انا مش عايز الا مصلحتك واشوفك مبسوط
قاسم ربما هو يحتاج لكلام صديقه حتي وان كان يزعجه : قول يا كريم
- انتَ حبيت هديرعلي فكره
تقصلت عضلات وجه قاسم ليستكمل كريم حديثه قبل أن يغضب صديقه
- وقبل ما تتنرفز انتَ حبيتها بس ممكن بتحاول حتي متعترفش بكده قدام نفسك علشان متبانش لحد انك كنت بتستغلها او ان كلامك انها اختك كان غلط، مش عيب يعني انك في البداية كنت بتحميها وبتحبها كأنها اخت ليك وبعدين مشاعرك اتحولت وخصوصا لما بعدت عنك
ثم تنهد واستكمل كريم حديثه قائلا وكان قاسم صامت تماما يستمع الي حديثه وينظر امامه
- احنا بشر ومش بنتحكم في مشاعرنا وعواطفنا واكتر شي بياكد كلامي هو تغيرك الجذري في حاجات كتيرة في طباعك من ساعة ما بعدت عنك وعلاقتكم اتغيرت ...
أنقذت زوجه كريم زوجها من كلمات حاده من الممكن ان يتفوه بها قاسم او من غضبه وأنقذت حتي قاسم من محاولته لإيجاد كلمات مناسبه للرد، ثم نادت علي زوجها ليسلم علي الضيوف ويودعهم قبل ذهابهم وذهب ضيوف زوجته
وبعدها استأذن قاسم فهو جلس اكثر من حقه او ذهب تهربا من صديقه، كان كريم يعلم ان قاسم انزعج منه ولكنه كان يجب ان يصارحه بالشي الذي يصعب عليه قوله امام نفسه
____________________________
في المساء في بيت هاجر
جاءت سارة حتي تبيت مع هدير لمده يومين لا اكثر وذلك لان جدتها سافرت الي البلد فسوف تجلس مع صديقتها يومان ثم تعود لبيت والدها بعد ان استطاعت ان تقنع والدها بصعوبه وما جعله يقتنع عدم تواجد رجال في البيت غير صديقتها وعمتها فوافق والدها علي مضض
في غرفه هدير كانت ساره جالسه علي الفراش وتأكل بعض المقرمشات وتعبث في اي شي في هاتفها وهدير كانت تصفف شعرها
ساره بانزعاج وتأفف فهي لم تتعود علي هذا الهدوء ولكنها أصبحت تحب هدير وأحبت ان تكون معها خصوصا بعد تعودها عليها في الفترة الاخيرة
- يا ست انتِ ده انا مليت بعد ما عمتك نامت دي كانت مفرفشاني اكتر منك، ده انا هيجيلي اكتئاب مجاليش وانا مفركشة
هدير أردفت بسخرية ومرح في أنن واحد فهي أحبت سارة كثيرا ربما لم تشاركها بعض الاشياء ولكنها ملأت فراغ كبير في حياتها وهي تجعلها تواجه الكثير من التحديات وتساعدها في أشياء كثيرة
- طب اعملك ايه علشان تفرفشي يعني ارقصلك ؟
ساره أردف بمرح قائلا
- والله كانت تايهه عن بالي يا ظريفة ده انا هروح بيت ابويا حالا ده انا اخواتي الولاد كانوا فرفوشين عنك
هدير انتهت من تصفيف شعرها وجمعته علي هيئة ضفيرة لتظل محتفظه بذالك الشكل البريء الذي لم تغيره السنوات، جلست بجانب سارة وحاولت ان تتصنع المرح
- والله واضح ان العيب مش فيا يمكن في الاوضة هي اللي بتخلي الانسان يكتئب ؟
ساره قهقت بسخريه : والشهادة لله انتِ برا الاوضة فرفوشه اوي يابت !!متخلنيش اتكلم ده انا حاسه انك انتِ اللي اتفسخت خطوبتك وانا بقويكي ده انتِ مكتئبه اكتر مني
هدير : اتلمي يا ساره انا مش مكتئبة
ساره أردفت بمرح : والله انا بفكر انا ازاي خليتك البيست بتاعتي لغايت دلوقتي مش عارفه يابت انتِ عملتيلي سحر وله ايه
هدير بفقدان ثقه وانزعاج حاولت اخفاءه
- ليه هو انا وحشه للدرجاتي
ساره حاولت ان تصحح ما قالته فهي لم تقصد ذلك وتعلم ان هدير لديها حساسية عجيبة وتركز في الكلمات وتفسرها بشكل أخر
- لا مش وحشه انتِ اكتر حد قلبه طيب انا عرفته برغم اني عارفة ناس بعدد شعر راسي بس مبقتش برتاح الا ليكي، بكرا هنخرج انا
هدير أردفت بسخرية
- خروج ايه مش قولتي انك مكتئبة بسبب الخطوبة اللي اتفسخت وقولتي انك بايتهخ معايا علشان زهقتي من كلامهم في الموضوع
- عادي انا جرحي بيلم بسرعة وبعدين انا عايزه اتجوز دلوقتي حالا عندي جفاف عاطفي
هدير أردفت بعدم فهم لمشاعر سارة التي تتغير في دقيقة
- يا بنتي انتِ مش عايزه تشتغلي وبتاخدي كورسات وهتركزي في مستقبلك وبس نفسي افهملك انتِ شغاله في انهي اتجاة
ساره أردفت قائلة بمرح
- أصل ابويا فقد الامل ان اخويا الكبير يفكر يتجوز فهو عايز يفرح لان كل اخواته عيالهم اللي اصغر مني اتجوزوا واللي اصغر من اخويا مخلفين عادي مش علشاني علشان ابويا الغلبان اللي عايز حفيد
ثم اكملت بمرح كعادتها
- اصل انا عايزه اتباس واتحضن ومعنديش مشكله اصلا ...
هدير باحراج وابتسامه في انن واحد : يا بنتي بطلي سفاله بقا
ساره تصنعت الجدية قائلة- يعني اكدب عليكي انا عايزه ورد واتباس يا ابراهيم، و بعدين دي مشاكل الاجازة معايا كلها اسبوعين ونرجع لحياه الاستقلالية واحقق مستقبلي لكن حاليا اول عريس يدخل لاتجوزه دلوقتي
فضحكت هدير، لتستكمل سارة حديثها بمرح وكأنها تستطيع ان تعطي الطاقه الإيجابية للناس حتي وهي تريدها
- استهدي بالله وقومي ارقصي يا هدير طلعي طاقتك في حاجه يا ماما شغلي لينا اغاني علي اللاب توب حللي فلوسه
هدير برفض : الساعه ١٢ يا ساره أغاني ايه دلوقتي ده ام محمد تفرج علينا الشارع
ساره بمرح وكأنها لا تفوت اي موقف : ايه ده عندها محمد وياتري بيفكر يكمل نصف دينه وله لا ؟؟
ثم أكملت بضجر : هو دي جي يا ماما هنشغل بصوت واطي يعني مش هنسمع الناس اكيد
فتحت هدير اللاب توب وحاولت ان تجد اي اغنيه تشغلها لعلها تتخلص من ساره واحاديثها ربما ساره بهذه الحركة جعلتها تتذكر ايام كانت تحاول نسيانها، نهضت سارة وتوجهت الي الشرفة فكانت علي وشك فتح الباب فأردفت هدير قائلة بنبرة مرتفعة
- متفتحيش البلكونه
ساره باستغراب شديد : ليه يعني فزعتيني
هدير بتوتر : كده متفتحهاش وخلاص
ساره لم تكن تعرف السبب ربما ان تتوقع ان هدير تفعل ذلك لمجرد ان قاسم امامها ولكنه لم يأتي في بالها شي من هذا القبيل أن هدير تمنع نفسها عنه لتلك الدرجة
- انا هفتحها حرانه والمروحة مش عامله حاجه ازاي يبقي عندك بلكونة كبيرة كده و تقفليها انتِ متخلفه ؟؟
هدير بتوتر مبالغ : علشان متكشفش الاوضه اللي قدامنا
ساره بلا مبالاة : انا شايفاها مش كاشفه اي حاجه وبعدين دي تكشف أخر الاوضة، وبعدين احنا هنقعد جوا اصلا ولما ننام نبقي نعمل الستاره لكن انتِ ناقص تقفليها بقفل
فتحت ساره الشرفه غير مباليه باعتراض هدير، فهدير لا تفتح هذه الشرفه طوال تواجدها فيها فتفتحها في الصباح قبل ذهابها وتغلقها حينما تعود، او من الممكن حتي تمشي دون فتحها وتفتحها عمتها حتي تدخل الشمس الي الغرفة
تمنع نفسها من الحديث معه رفم انه لا يكفيها تلك المحادثات الباردة ربما كان يكفيها ذلك الشي مع اي شخص غيره هو فليس هناك اجمل من لقاء من نحبهم وليس فقط محادثتهم من خلف الشاشات الإلكترونية ....
دخلت ساره الشرفة واستنشقت الهواء وأخذت من الغرفة وسادات لتجلس هي وهدير عليها وحاولت ان تجعل الستار حاجز بسيط لهما حتي لا يكشفهم احد ....
دخلت هدير خلفها ووجدت ان الستار علي الأغلب حاجب الرؤية، فأخذت ساره منها الحاسوب وكانت تري ما هي الاغاني التي توجد عند هدير فوجدت اغنيه سوما " ده حبيبي "
كانت هدير تؤميء برأسها فقط حينما تسألها سارة علي شيء وكانت تحاول ان تسترق النظر من فتحات الستار الصغيرة ووجدت ضوء ينبعث من شرفته
وبعد ثواني وجدت خليل يدخل الشرفة ويحمل كوب من الشاي ويلحقه قاسم ومعه ( لعبة الطاوله ) علي الاغلب انهم ايضا يشعرون بالضجر ..
وشغلت ساره الاغنية وكان صوتها مرتفع قليلا، كانت ساره تراقب هدير وعينيها لتلاحظ محاولتها ان تشاهد شيئا وهي جالسة علي الارض لم تكن تفهم شي
الاغنية : حبيبي عارفين يعني ايه حبيبي يعني الدنيا فى عينيا واغلي الناس عليا ... وحبيبي الحضن اللى مواسيني والفرحه ... اللى فى سنيني وايام حلوه جايه ده بعيد بعيد بعيد بعيد بعيد عن عيني لكن شايفاه فى كل الاماكن ده انا نايمه وصاحيه بيه و قريب قريب قريب قريب قريب قريب يا دمع عيني يا زمان مفهوش حبايب اخدت حبيبي ليه حبيبي
كان قاسم يلاحظ ويسمع تلك الاغنية وعلم انها غالبا تنبعث من شرفة هدير خصوصا حينما لاحظ ذلك الضوء ولكنه كان مستغرب فلم تكن عاده هدير استماع الاغاني وفتح الشرفة في هذا الوقت و كان يحاول ان يشغل نفسه في اللعب مع أبيه
انتهت الاغنيه لتتحدث ساره : الله يحرقك يا شيخه ده انا اكتئبت يارتني ما شغلتها ..
وجدت ساره ان هدير مازالت تحاول ان تراقب او تري اي شي : يا بنتي انتِ باصه فين مش بكلمك ؟؟
هدير تحدثت بصوت منخفض وإحراج : ياله ننام انا صدعت خلاص وفصلت
ساره بتفهم حينما نظرت وازاحت جزء بسيط من الستار و رأت قاسم
- خلاص ياله ندخل
دخلت ساره وهدير ناموا علي الفراش
ساره بخبث : ايه اخبارك انتِ وقاسم
هدير بلا مبالاة : احنا جيران مش اكتر، مهمته انتهت معايا من زمان وبصراحة مجتش عليه هو ناس كتيره سابتني
ساره وهي ترفع حاجبيها : سابك ازاي ؟
هدير بضيق وهي تترقرق الدموع في عينيها : بلاش تتكلمي في الموضوع ده
ساره بتفسير : قاسم عمره ما سابك مش عارفه هل انا هكون بفشي اسرار وغير امينة وله لا بس لازم اقول
هدير بتجاهل لجميع كلماتها كل ما لفت نظرها ما تفوهت به في النهاية : اسرار ايه مش فاهمه
ساره بتفسير : فاكره اول مره شوفتك بعد الثانوية فيها لما كنتي في الكافيه معاك
هدير باستغراب : ايوه مالها
ساره : مش انتِ ساعتها روحتي الحمام وغبتي يجي خمس دقايق كده
هدير : ايوه مش فاهمه
ساره : سبتيني معاه انا و هو لوحدنا فبصراحه عادي انا مكنتش مكسوفه
ثم اكملت بنبره مرحة : اصل انا بجحه عادي
ثم اخذت تتحدث بجدية
- ساعتها قال انه عايز يكلمني بخصوصك وانه معندوش وقت لان ممكن ترجعي في اي لحظة فهمني ان عندك مشكله اللي هي زي فوبيا من الاماكن العامة فقالي اني مسبكيش ابدا ولو حصلك اي مشكلة او ضيق تنفس او حتي تعبتي او اي حاجه اكلمه، وراح طلب رقمي والله انا قولت هديهوله حتي لو هيعاكسني والله انا راضيه ده قمر يعني
هدير شعرت بالضيق : بطلي بقا كملي
سارة أردفت بانزعاج : بس رجع خيب املي اااااه ... وكسر طموحاتي وانا بحلم اني خلاص داخله اولد ابننا رجع قالي انه هيتصل بيا كل شويه او يبعتلي رساله يطمن عليكي ساعتها عرفت ان انتِ اللي داخله تولدي
هدير شعرت بالاستغراب حتي انها ابتسمت علي مزاح ساره الذي لا ينتهي وفي دقيقة انزعجت مشاعر مختلفة في انن واحد
ساره استكملت حديثها قائلة : مش كده وبس اليوم ده بقي يوميا يسألني عنك من ساعة ما اتخانق مع الواد في الشارعوهو اللي طلب مني اجي واشوف الوضع ايه وانه خايف ان عمك وابنه يعملوا فيكي حاجه ساعتها جيت بس انتِ كنتي
رافضه تشوفي حد وبعديها بقا من ساعتها ممكن كل يومين يسألني عن احوالك عن اصحابك بتعملي ايه في الجامعة
ثم اكملت سارة بمرح : وحطم قلبي للمره المليون وقالي ان انا زي اخته وهو خايف عليكي وفي نفس الوقت مش عايز يخلي حد يتكلم عليكي او يقول عنك كلمة وحشة قالي ان لو سؤاله عنك بيضايقني وانه يكلمني علي الفيس وكده بيزعجني قولتله لا يعني براحته
هدير بمشاعر متناقضة تماما مع بعضها : كل ده وبعدين بيسالك انتِ ليه و ما يسالني انا وازاي كل ده وانتِ بتنقلي ليه ؟
ساره : مدام كله بما يرضي الله يبقي انا زي الفل هو انا عملت حاجه غلط الراجل بيطمن عليكي لو هتقلبي وشك كده هتخليني اندم اني قولتلك ...
هدير : مش عارفه افرح وله ازعل حاسه ان كل حاجه زي ما هي حتي لو بيطمن عليا انا كنت عايزاه جنبي حتي لو سأل النالس كله في حاجات جوايا عارف اني مش بحكيها حتي لو ليكي ..
ساره : انا وافقت علي خطيبي و كده و قولت اني فتره الخطوبه هتعود عليه و اعرف طباعه فضلنا خمس شهور مكنتش عيزاه يقولي بحبك كل عشر دقائق لاني منطقيه جدا انه اكيد ملحقش يحبني او حتي عارف يعبر عن حبه بس في حاجه مفقوده مكنش في لغه حوار ومحستش انه بيخاف عليا
علشان كده سبته، اوعي تفرطي في قاسم لان كل ده حب انتِ مش فهماه ياله تصبحي على خير
التفتت ساره وأعطت ظهرها لهدير لتنام وتتركها بين مشاعرها المتناقضة
نامت ساره لتلحقها هدير بعدها بفترة ولكنها فاقت في السادسة صباحا وهي تلهث وضربات قلبها سريعة وكأن الحلم اقترن بالواقع
استوعبت هدير ان كل ما حدث كان حلم حينما وجدت ساره بجانبها لا تصدق ما رأته مازالت غير مستوعبه
- يخربيتك يا ساره خلتيني اتجنن و احلم بحاجه زي دي ..
____________________________
لتمر شهور اخري وكلاهما محتار
كل شخص منهما يؤلمه قلبه، افتتح قاسم معمله وسلك طريق جديد في حياته ولكنه مازال يحمل همهاا حتي وان كان يجعلها تظن ان سؤاله لها كل فتره غير مهم ولكنه كان مهم له واذا حدثها مره في الهاتف ليهنئها في اي مناسبه يستطيع، ان يأخذها كحجه لسماع صوتها الذي حُرم ان يسمعه وتلك الأعين البريئة اشتاق لها
ولكنهم حُرموا عليه وما زاد الطين بله مقابلته لهاجر وما كلفته به والهم الذي استطاعت ان تحمله له مره اخري وكأنه مهما ابتعد عنها حتي تجبره الظروف علي البقاء فماذا يحدث له باي شي يشعر وباي شي يُختبر هل هذا اختبار من ربه علي فقدانه حقيقة ما يشعر به
ام ان هذا الشي بسبب عدم مصارحته لنفسه ..
هل يكفر عن ذنب لا يعلمه ؟؟ لما لا يستطيع التقرب منها ولا يستطيع البعد عنها
________________________
( علي لسان هدير او ما كتبته يوما حينما شعرت ان القلم اصبح يحتفظ بسرها )
مفيش اصعب من انك مش عارف انتَ حاسس بايه ، بس كنت ناسيه حاجة مهمة اووي انا كنت ناسيه هدير اللي شخصيتها ضاعت من وسط شخصيات كتيره عشتها ومن وسط معتقدات كتيره اعتنقتها
الحاجات دي مش بتتمسح من ذاكرتي، في ايام ومواقف بتعلم العمر كله مهما عدت السنين وناس بتفضل معلمه في حياتنا سواء بالسلب او بالايجاب مش بنقدر ننساهم
خلوني اقول اني مُعقده واني في يوم من الايام حسيت اني مريضه نفسيا
بس مين فينا مش مريض نفسي، مين فينا اقل شي معندوش عُقده من حاجة معينة .. مين فينا محسش انه لوحده رغم وجود الكتير حواليه ..
________________________
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق