القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

روايةغفران هزمه العشق الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم نورا عبد العزيز

 

روايةغفران هزمه العشق الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم نورا عبد العزيز







روايةغفران هزمه العشق الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم نورا عبد العزيز




رواية

♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

الفصل الثـــالــث والعشـــــــرون ( 23 )

___ بعنــــوان " كشف الحقــــائــق " __


ترجلت "قُسم" من الأعلى صباحًا مُرتدية بيجامة وردية بنصف كم وتمطي جسدها بتكاسل وقدميها العارية تشعر ببرودة الأرض الرخامية أسفلها، سمعت صوت "نورهان" تتحدث بصراخ مُنفعلة جدًا قائلة:-

_ وسفرت كدة من دماغها، طول الوقت وأنت واقف بيني وبينها وتقولي متتدخليش فى حياتها وسيبيها فى حالها، أنت يا غفران اللى قوتها عليا وخلتها تطلع من قصرى وبنيت لها قصر لوحدها تعيش فيه ودلوقت سافرت هى من وراكِ 


كان صامتًا جدًا ويتناول إفطاره فى صمت غير مبالي بأنفعال والدته لتقول "نورهان" بغيظ شديد:-

_ أنا بكلمك يا غفران، أنت راضي وقابل بتصرفاتها


صرخ "غفران" وقد فاض به الأمر من صراخ والدته قائلًا:-

_ سفر أى اللى مزعلك أنها سافرت من وراكِ ، بنتكِ خططت وقتلت وهربت بمعلمة أحسن من أجدع مجرم وأنتِ كل اللى شاغل عقلك أنها سافرت


أتسعت عيني "نورهان" على مصراعيها بهول الصدمة التى لحقت بها من حديثه عن ابنتها البريئة لتقول بصدمة:-

_ أى ، أنت بتقول أى؟


_ بقول أن بنتك لعبتها صح أوى، راقبت جوزها وعرفت بجوازه وخطط تلبسه الجريمة وتهرب هى بالعيل اللى فى بطنها بعد ما تحرق قلبه على أبنه اللى مات كذب فى بطنها 

قالها "غفران" بضيق مما أفزع "نورهان" من عقل ابنتها الشيطاني، رأى "غفران" زوجته تترجل الدرج حافية القدمين بعفوية على عكس "كندا" التى تجلس على الأريكة فى الصالون مُرتدية بنطلون جينز وقميص نسائي أحمر اللون وتضعه من الأسفل داخل البنطلون وتضع قدم على الأخري لتظهر حذاءها الفرو ذو الكعب العالي وتصفف شعرها المموج، عاد بنظر إلى "قُسم" التى تقدمت فى سيرها نحوه ليتنحنح بحرج محاولًا كبح غضبه من تصرف أخته وشجار والدته معاه حتى وصلت "قُسم" وقالت:-

_ صباح الخير 


_ صباح النور 

قالها بلطف مما أزعج والدته جدًا لتغادر القصر دون أن تُجيب على "قُسم"، خرجت من القصر وكانت سيارتها تقف أمام الباب و "رزان" جوارها فقالت بغضب وهى تفتح باب السيارة:-

_ أنس لازم يشيل القضية دى يا رزان، تابعي مع المحامى من تحت لتحت وتفهميه أن سيرة تيا متجيش أبدًا فى القضية دى فاهمة يا رزان


أومأت إليه بنعم خائفة من غضب "نورهان" ونبرتها الحادة وحاجبيها اللاتي عقدتهما بغلاظة، صعدت بسيارتها وأنطلقت فى خوف شديد على أبنتها ولا تصدق من أين جاءت ابنتها بالجراءة لتفعل هذا، هى بنفسها رغم قوتها وسلطتها وما تملكه لم تفكر فى القتل حين خانها زوجها فى الماضي، لكن طفلتها البريئة الضعيفة التى لطالما كانت تختبي من الناس فى قصرها وتحتمي فى ظهر أخاها كيف تحولت إلى هذا الحال؟ وهل الخيانة وألمها الحادة كافية لقتل براءة وتحوليها إلى وحش بهذا القدر؟


جلست "قُسم" مع "غفران" على السفرة وقالت بلطف:-

_ ماما أتصلت بيا صحتني بتقولي أن هي هتيجي تقعد معايا النهار دا تطمن عليا 


أجابها "غفران" وهو يضع المربي على الخبر بالسكين الصغير قائلًا:-

_ ما تيجي يا قُسم ، دا بيتك يا حبيبتي واللى عايز يجيلك يجي، بلغي سليم وهو هيعرف الأمن أو فاتن، عرفيها بأى حاجة وهى هتنفذ كل اللى أنتِ عايزاه 


قدم الخبز بالمربي إليها لتتناوله فتبسمت بعفوية على دلاله ورفعت يدها الأخرى تضع خصلات شعرها خلف أذنها بخجل من نظراته المُسلطة على وجهها البريء، قالت بلطف والطعام فى فمها :-

_  برضو لازم أستئذان منك على الأقل لحد الفرح


أقترب منها بخفة ليهمس فى أذنيها بلطف:-

_ أنا هكلم باباكِ وأتفق على الفرح يبقي أخر الأسبوع عشان بس تفرحي لكن أنا مش محتاج الفرح وقُسم بتنام فى سريرى 


خجلت جدًا من كلماته وأحمرت وجنتها حتى أنها لم تجيب عليه بالموافقة أو الأعتراض ليقف وهو يقرص وجنتها الحمراء وقال بخفة:-

_ أنا همشي عشان متأخرش

قالها بلطف ووضع قبلة على جبينها ثم ذهب من أمامها ليرى "كندا" تنظر نحوهما بالرغم من أنه لم يقرأ تعابيرها ولم يرى ملامحها بسبب مرضه لكنه كان واثقًا أن نظراتها ستقتلهما محلها، غادر من القصر لتقف "قُسم" من مكانها وهى تأخذ سندوتش المُربي فى يدها فرأت "كندا" تشتعل من الغضب وعينيها تكاد تلتهمها بنيران قلبها المُحترق، أقتربت "قُسم" منها بلطف وعفوية تتسم بهما وقالت:-

_ أنا ممكن اتكلم معاكِ شوية؟


نظرت "كندا" إليها بجدية وقالت:-

_ بصفتك أى؟ البنت اللى سرقت جوزى منى ولا مرات جوزي اللى شايفاني خاينة 


تنهدت "قُسم" بهدوء وجلست على المقعد المقابل لها ثم قالت:-

_ أنا مبحكمش على حد، فأتمني أنتِ كمان متحكميش عليا أنى سرقت جوزك منك


_ عادي مش فارقة أنا عارفة أنكِ مخدوعة فيه زى ما أنا كنت مخدوعة فيه، أصل غفران الحديدي بجلالة قدره مفيش واحدة ست تقدر تخطفه من مراته ولا تهز فيه شعرة، وكلامي دا من ثقة ومن عشرة بقالها 10 سنين ، أنا لما غفران مكنش له مزاج ليا مهما أعمل مكنتش أقدر أهز فيه شعرة واحدة 

قالتها "كندا" بملل وقد أعتادت على المعاناة داخل هذا القصر، فأصبح قلبها متجمدًا مع الوقت لتسأل "قُسم" بصراحة:-

_ مش وقاحة منى لكن الفضول قاتلني، ما دام بتقولي أنكِ مخونتهوش ليه هو مُصر أنك خاينة ... أنا آسفة فى الكلمة


ضحكت "كندا" بسخرية وصوت ضحكاتها العالي ملأ المكان ثم قالت بتهكم شديد:-

_ عشان يحبك


عقدت "قُسم" حاجبيها بأستغراب وقال باستفهام:-

_ مش فاهمة؟


_ عشان يقنع نفسه أنى وحشة ويحبك؟، أصل الفجوة اللى بينه وبين والدته وسبب خروج والدته من القصر الرئيسي وبناء قصر اللؤلؤ هو خيانة باباه لدكتورة نورهان، والخيانة بالنسبة له شيء قذر وكره باباه من يومها فأزاى يعمل اللى هو عارض باباه عليه، فوهم نفسه أني بخونه عشان يحلل لقلبه خيانتي وجوازه التاني

كانت تتحدث بحزن شديد وعبوس حاد فى نبرتها حتى أن عينيها التى تلألأت ببريق دموعها أوشكت على البكاء، كادت "قُسم" أن تصدق حديثها لكن قاطعها "فاتن" تأتي من الخلف وتقول :-

_ والدة حضرتك وصلت


وقفت "قُسم" معها لكى تغادر فألتفت فجأة لترى "كندا" تبتسم بخفة وعينيها تنظر إلى الهاتف فتبسمت "قُسم" بمكر وقالت:-

_ تعرفي أني كنت قربت أنسي أنك مُمثلة، بس بحق الله تمثيلك رائع كنت هصدقك


رفعت "كندا" نظرها إلى "قُسم" ورأت بسمتها فلم تفهم منذ قليل كانت تشبه الملاك البرئ والآن ماكرة تدافع وبقوة عن "غفران"، هذه الفتاة الهادئة تحولت لحادة ونظراتها قاتلة تمزق الواقف أمامها، ألتفت "قُسم" تنظر إلى الباب فرأت والدتها تدخل من باب القصر تحملق فى المكان بذهول ولم تتخيل ثراء "غفران" أو كيف يكون قصره وهو يشبه قصر ملكي، تشعر وأنها دخلت قصر لأحد ملوك الدولة أو سلاطين التاريخ، الحراسة المشددة والخدم فى كل مكان والأثاث الفاحش، تبسمت "قُسم" على والدتها لكن سرعان ما تلاشت بسمتها العفوية حين تحدثت "كندا" بغرور متغطرس من دافع "قُسم" عن "غفران" هكذا قائلة:-

_ أتفضلي، بكرة تتعودي على دخول القصور


كزت "قُسم" على أسنانها ثم أستدارت إلى "كندا" لترد لها الإهانة بإهانة أكبر تمزق قلبها وروحها لإشلاء حين قالت:-

_ طبيعي الإنسان يتعود على الجديد زى ما أنتِ كمان بكرة هتتعودي تشوفي غفران فى حضن واحدة غيرك ..


رفعت "قُسم" حاجبها بمكر شديد ثم تابعت بخباثة:-

_ولا هو عادي أكمنه مكنش فى حضنك 


وقفت "كندا" من مكانها بأنفعال تنتفض غاضبة من حديثها المُهين و تكز على أسنانها فقالت بحدة:-

_ هقول أى ما أنتِ بجحة، اللى تقبل تأخد راجل من مراته وبنته وتُحبه وهى مخطوبة لراجل تاني تبقي أى غير بجحة ومشافتش رباية 


أقتربت "قُسم" منها بغضب واضح فى نظراتها الحادة  وصوت أنفاسها يعلو شيئًا فشيء حتى وصلت أمامها وقالت بهدوء:-

_ أنتِ فعلا لازم اللى يتعامل معاكِ يبقي مشافش رباية زى كدة مثلًا


مسكتها من شعرها بقوة وتجذبها نحوها لتنحني "كندا" مع جذبها بصدمة وذهول من غضب "قُسم" التى تجذبها من شعرها فصرخت بغضب:-

_ أنتِ أتجننتي، ااااه أبعد عني يا متخلفة أنتِ 


تحدثت "قُسم" بأنفعال شديد وهى تشد على شعرها بقوة حتى تتألم "كندا" أكثر كما ألم حديثها قلب "قُسم" قائلة:-

_ لا، دا أنا لسه مورتكيش التخلف بيبقي عامل أزاى


دفعت "كندا" على الأريكة بقوة وصعدت فوقها ليبدأ الشجار بينهما و"كندا" بدأت تهجمها بالضرب هى الأخري فدفعت "قُسم" بقوة للخلف مما جعلها تسقط أرضًا من فوق الأريكة وأرتطمت بحافة الطاولة فى جبينها وقبل أن تكمل "قُسم" جنونها أقتربت والدتها وهكذا "فاتن" التى جن جنونها من هذا الشجار وهى تعلم أن اليوم سيجن جنون رئيسها حين يعود ويعلم بما حدث، أخذوا "قُسم" بعيدًا عنها وقالت "فاتن" بجدية:-

_ أرجوكِ يا مدام كندا أطلعي أوضتك وكفاية كدة


لم يتحرك لـ "كندا" ساكنًا فتابعت "فاتن" بحدة أكثر:-

_ أرجوكِ إحنا فى غني تمامًا عن اللى ممكن يحصل من مسيو غفران


لوهلة تذكر "غفران" الذي سيجن جنونه حين يعلم أن مدللته الجديدة ضُربت ودخلت فى شجار مع "كندا" فمرت "كندا" بخوف من "غفران" أمامها كي تصعد للأعلي وهى تُتمتم بضيق:-

_ ما هو برضو اللى جابلي الأشكال الزبالة دى فى بيتي 


_ الزبالة دى اللى بتخون جوزها وتروح فنادق مع رجالة غيره

قالتها "قُسم" بجراءة لتصدم حين فقدت "كندا" اعصابها ولطمت وجهها بقوة من كلماتها المُهينة فُصدم الجميع من اللطمة ووضعت "قُسم" يدها على وجنتها بصدمة وألم من قوتها حادقة بـ "كندا" التى تقف أمامها بقوة ثم قالت بحدة صارمة:-

_ دا عشان يفكرك أزاى تتكلمي معايا من هنا وجاي، ويعلمك أن حتى لو كان غفران بنفسه ساندك وفى ضهرك دا ميسمحلكش أبدًا تتطاولي عليا بكلمة لأانك روحتي ولا جيتي أنتِ مجرد واحدة رخيصة باعت خطيبها عشان الرجل الغني الغرقان فلوس 


صعدت "كندا" إلى الأعلى بأنتصار وفرحة تغمرها من صفعها إلى "قُسم" وهى تشعر بأنها أخرجت القليل من نيرانها التى نشبها "غفران" حين جلب فتاة أخرى إلى قصرها، لكن رغم فرحتها وسعادتها بأنها أنتقمت قليلًا ألا أن الخوف مما سيفعله "غفران" حين يعرف بما حدث يجعل قلبها يرتجف من محله ....


________________________ 


دلفت والدة "ملك" مع والدها إلى مكتب الطبيب المسئول عن ابنتهما ليقول الطبيب:-

_ أتفضلوا أرتاحوا


جلسوا أمامه على المقاعد المقابلة إلى المكتب فتحدث الطبيب بهدوء قائلًا:-

_ نتيجة التحاليل طلعت واللى كنا شكين فيه طلع صح ، ومدام ملك حامل فى 6 أسابيع 


وضع والدها يده على وجهه من الصدمة والعار الذي يشعر به من فعل ابنته لم تكتفي بالزوج السري، بل تحمل فى أحشائها جنين والأسوء أن زوجها فى السجن، نظرت والدتها إلى زوجها بصدمة ولا تعلم ماذا تفعل ليشعر الطبيب بشيء غريب فى تصرفهما وقال:-

_ هو فى حاجة؟


لم يجيبه أحد بل وقف الرجل يغادر الغرفة من الإنكسار وابنته وضعت رأسه فى الحضيض بتصرفها فقالت المرأة بهدوء:-

_ عن أذنك يا دكتور


خرجت وراء زوجها لتراه يقف أمام المكتب مُتكئ بذراعيه على الحائط لا يقوى على السير من الحزن والضعف فقالت:-

_ روق يا أبو ملك وكله هيتحل لكن صحتك...


نظر إلى زوجته بعيني دامعة على وشك البكاتء ثم قال بلهجة واهنة وضعف:-

_ صحتي !! صحتي أى يا أم البنات، ما بنتك جبلتي العار وحطت رأسي فى الطين ، بنتك كسرت ضهرى وعرتني وسط الناس، هقول للناس أى؟ ولا هعمل أى فى المصيبة اللى فى بطنها ... العيل دا لازم ينزل أنا مش ناقص فضائح


أنتفضت زوجته بفزع وقالت بهلع:-

_ تف من بوقك يا أبو ملك، أنت هتكفر ولا أى أه بنتك اتجوزت من ورانا لكن الولد اللى فى بطنها دا ابن حلال من جوزها شرعًا، هتقتل روح مالهش ذنب


كاد أن يلطم وجهه بكفيه من العجز وقال:-

_ اعمل أي؟ أعمل أي؟ حتى المحروس اللى المفروض يستر عليها مشرف فى السجن 


ربتت زوجته على كتفه بلطف ثم قالت بحزن شديد يحتل قلبها وعينيها:-

_ ربنا يسترها معانا ويحلها من عنده 


جلس على المقعد مُنكسرًا وطأطأ رأسه للأسفل بحزن فجلست زوجته بجواره بحزن تشاركه فى مصيبتهما....


________________________ 


[[  شركة الحديدي ]]


خرج "غفران" من غرفة الأجتماعات مُنهكًا من اجتماع مجلس الإدارة الذي طال مدته فى نقاش الأعمال ليسمع "ليلي" تتحدث بغضب شديد قائلة:-

_ أتصرف يا عُمر، دا رابع مرة تدي بابا ميعاد وتلغيه بسبب الشغل ، شكلك بقي وحش أوي قصاد بابا 


_ أعمل أي يا ليلي عندي شغل ما هو على يدك أهو 

قالها "عُمر" بنبرة حادة وقد فاض به الأمر من الغيظ من إطالتها فى الحديث بهذا الأمر، تنهد "غفران" بهدوء فتقدم بلا مبالاة إلى باب مكتبه فأنهي "عُمر" الحديث ودلف معه إلى المكتب فتحدث "غفران" بنبرة هادئة يقول:-

_ براحة يا عُمر، العلاقات مبتجيش بالزعيق والعناد 


تنحنح "عُمر" بلطف ثم قال بهدوء:-

_ اعمل أي طيب والله بحاول جدًا معاها


جلس "غفران" على مقعده بلطف وهو يفتح زر سترته بأريحية فقال بخفوت:-

_ شوف اليوم اللى عايز تروح تخطب فيه وخدوه إجازة، متشلش همي 


أتسعت عيني "عُمر" على مصراعيها من تقديم "غفران" لإجازة له لأول مرة مُنذ أن عمل معه من 10 سنوات، وقال بتلعثم شديد:-

_ بس 


_ مبسش، دا حقك يا عُمر، أنت من حقك تخطب وتتجوز وتشوف حياتك مش معقول هتقضي حياتك كلها جنبي عشان مرضي، وعمرك أنت اللى يضيع

قالها "غفران" بهدوء شديد ونظر إلى الأوراق الموجودة امامه بأهتمام ثم قال:-

_ يلا روح شوف اليوم اللى عايزاه إجازة وخلي ليلي تلغي مواعيدي يومها هأخده إجازة وراضيها يا عُمر متزعلهاش


أومأ إليه بنعم فتبسم "غفران" وبدأ يباشر عمله بينما خرج "عُمر" بسعادة رغم قلقه على "غفران" فإذا علم أحد بمرضه أو شك بأمره سينتهي "غفران الحديدى" وكل ما وصل إليه فى سوق العمل سيدمروه من منافسيه، جلس "غفران" وحده يباشر عمله فى هدوء حتى رن هاتفه باسم "فاتن"، ترك القلم من يده بهدوء وألتقط هاتفه على من فوق المكتب ليجيب عليها فتحدثت "فاتن" بنبرة هادئة تقول:-

_  والدة مدام قُسم وصلت 


أكمل "غفران" عمله بلا مبالاة من حديثها الملل وقال ببرود شديد:-


- عارف يا فاتن


تنحنحت "فاتن" بهدوء شديد خائفة من أخباره بما حدث من شجار بين "كندا" و "قُسم" وقلب هذا الرجل عالق مع أحدهما فى العشق والأخرى عالق فى كرهها والآن لكن يحكم عقله، بل أى كانت المُخطئة فسيكون الجرم بأكمله على "كندا"، خصيصًا ضربها إلى "قُسم" فظلت "فاتن" صامتة بحيرة حتى قاطعها بنبرته الخشنة بقوة يقول:-

_ فى حاجة يا فاتن ولا متصلة تعرفيني أن مامتها جت 


أبتلعت "فاتن" لعابها بقلق شديد من حدته وقالت بتوتر:-

_ بصراحة حصل حاجة كدة عايزة أبلغ حضرتك بيها 


ترك القلم من جديد ونزع نظارة النظر الخاصة بيه بأهتمام واضح وهو يركز فى كلماتها قائلًا بجدية:-

_ قولي


تنهدت بلطف ثم قالت بهدوء:-

_ حصل مشدة فى الكلام بين مدام قُسم وكندا و....


قاطعها "غفران" بعد أن أحتدت عينيه من الغضب وعقله سرعان ما ترجم ما حدث قائلًا:-

_ دخلى كندا اوضتها وأنا جاي 


_ بس

حاولت أن تبرر موقف "كندا" وأن "قُسم" من أتهمت بالكذب والتمثيل أولًا لكن أحتدت بنبرة لدرجة أرعبت "فاتن" وهو يقول قاطعًا أياها:-

_ سمعتني يا فاتن، أقفلى دلوقت ومتحاوليش تبررى لـكندا ، أنا تحذيري ليها كان واضح 


أغلق الخط مُنهي حديثه معها ليغلق ثم وقف من مكانه يغادر الشركة فكان "عُمر" بالخارج مع "ليلي" فمر "غفران" بتعجل نحو المصعد وهو يقول:-

_ هاتلى الورق اللى على المكتب البيت يا عُمر وحصلني 


تمتم "عُمر" بفزع من وجهه المُلتهب كجمر ناري يحترق وسرعة خطواته قائلًا:-

_ ربنا يستر 


وقفت "ليلي" بفزع من شدة غضبه وقالت بذعر:-

_ هو حصل أى؟ ربنا يستر 


جمع "عُمر" الأوراق من الداخل وخرج ثم قال:-

_ سلام يا ليلي هبقي أكلمك، أدعيلي 


أسرع خلفه ليراه يدخل المصعد فدخل معه فى صمت، تنحنح بلطف وقال:-

_ حصل حاجة ؟!


لم يجيب عليه وكانت قبضته مُغلقة بأحكام شديد كأنه يعتصر عظامه من الغيظ بسبب عيصان "كندا" إلى أمره وكأن كلمته يحق لها رفضها أو عصيانها، كاد أن يجن جنونه من تمردها وكأنها الآن تملك القوة على تحديه أو مواجهته بتصرفاتها .....


_______________________


[[  قصــــــــر الحديــــدي ]] 


ترجلت "كندا" من الأعلى بحقيبة ملابسها الكبيرة وقد حسمت أمرها فى المغادرة ومعها "نالا" طفلتها الجميلة التى تقول بفضول:-

_ مامي إحنا رايحين فين؟


نظرت "صفية" وهكذا "قُسم" نحو الصوت لترى "كندا" بدلت ملابسها ببدلة نسائية زرقاء وتمسك يد طفلتها معها والخادمة تنزل أمامها تحمل الحقائب مما أفزع "فاتن" التى جاءت مُسرعة بعد أن أخبرتها الخادمة برحيل "كندا" تقول بجدية:-

_ أنتِ رايحة فين؟


_ رايحة بيت أهلها ما دام هنا بتهان حتى خادمة زيك بقيت تتكلم معايا بدون أحرتام ورفعت الألقاب

قالتها بحدة صارمة، أقتربت "فاتن" تربت على كتفها بلطف وقالت بهدوء:-

_ أرجوكِ أنتِ أكثر واحدة عارفة غضبه بيكون أزاى، مسيو غفران مش هيعديها بالساهل... دا ممكن توصل لدفني حية أرجوكِ يا مدام كندا يا هانم 


_ أسفة أنا مش من الشارع عشان يدوس عليا ومكمل، مش كفاية رباية الشوارع اللى جابها تعيش معايا 

قالتها بغضب شديد ونبرة حادة فتأففت "قُسم" من جديد وهى تترك كيس الثلج عن جبينها المتورمة وقالت بضيق:-

_ مش هتسكت، مش هتسكت غير لما أوريها رباية الشوارع بتكون عاملة أزاى؟


وقفت "قُسم" من محلها غاضبة فمسكت "صفية" يدها بهدوء وقالت بحدة:-

_ أهدئي يا قُسم مش عايزين مشاكل وعلى رأي المثل يا بنتى إذا نطق السفهاء فلا تجب


حدقت "قُسم" بعيني "كندا" بغضب سافر وما زال عقلها لا يستوعب أن هذه المرأة الغليظة التى تحدثت دومًا عن برائتها وجحود "غفران" معها وظلمه الشديد لها، تبسمت "كندا" لها بمطكر وقالت:-

_ وعشان كدة يا طنط أنا سايبة السفهاء يشبعوا بالقصر لأنه مبقاش يليق بيا 


صرخت "قُسم" بأنفعال شديد فى وجهها وقالت:-

_ لا الصبر له حدود وأنتِ حدك زاد معايا كدة


أقتربت منها لتستدير "كندا" إليها بغضب شديد وقالت بحدة:-

_ قربي خطوة كمان وأنا أعرفك أنتِ واقفة قصاد مين؟ 


أقتربت "قُسم" بجراءة منها وقالت بتحدٍ وعنادٍ:-

_ لتكوني فاكرة أنى هخاف منك، أنتِ ولا حاجة بس جراءتك وبجاحتك دى من خيانتك لجوزك ما هى اللى تجيب جراءة تخون راجلها مش هتستحي مني


رفعت "كندا" يدها بقوة لكي تلطمها مرة أخرى لكنها صُدمت حين مسك "غفران" يدها الذي دلف للتو على جنونها فنظرت نحوها لتفزع من وجوده بينما عينيه كان يتطاير منها الغضب بجنون وكأنه على وشك ألتهام "كندا"، نظر "عٌمر" بصدمة ألجمته وهكذا "فاتن"، رمقته "قُسم" بدهشة من وصوله لتبتلع لعابها بخوف بعد أن سمع حديثها مع "كندا" لكنها دُهشت من يده الأخرى التى لطمت وجه "كندا" بقوة قاتل أفرغ بها غضبه النارية حتى نزفت أنفها ويقول:-

_ دا اللى كنتِ عايزة تعمليه، السؤال جتلك الجراءة منين تعمليها ؟


رمقته "كندا" بصدمة ألجمتها، لا تقل صدمتها شيء عن الجميع الذين وقفوا مصدومين رغم كلمات "قُسم" الحادة لها لكنه وضع الذنب بأكمله على "كندا"، سحبها من عنقها بقوة رغم دموعها التى تسيل بغزارة من هول الصدمة والألم من شدة ضربته:-

_ حذرتك بوضوح إياكِ تقربي منها، قوتي لدرجة عصياني ؟


أقتربت "نالا" منه تمسك يده الأخرى بذعر وعينيها تبكي بعد أن رأت والدتها تبكي وتُضرب أمامها وقالت ببكاء:-

_ بابا أرجوكِ متضربهاش


دفع طفلته بقوة دون أن ينظر عليها وعينيه تحملق بـ "كندا" فقط لتسقط "نالا" أرضًا بعد أن أرتطم ظهرها بحافة الدرج حتى فقدت وعيها من قوة دفعه، صرخت "فاتن" بذعر على الطفلة لتسرع نحوها فنظر الجميع نحوها ليهرع الجميع وترك "كندا" التى ركضت إلى طفلتها بفزع محاولة إفاقتها وهى تقول:-

_ نالا... نالا حبيبتي ردي عليا.... أنت عملت أي؟ أنت مجنون؟ نالا


جهشت فى البكاء بذعر شديد وحملت طفلتها الصغيرة على ذراعيها لكي تذهب إلى المستشفي وركض معها "عُمر" و"غفران" و"قُسم" لحقت به، عادت "صفية" إلى منزلها خائفة مما رأته يحدث فى القصر وكيف لأبنتها أن تعيش بهذا المكان المُرعب وضرب "غفران" لزوجته أرعبها أكثر....


خرج الطبيب من الفحص وقال بجدية صارمة والحزن على وجهه:-

_ ممكن أتكلم مع حضرتك شوية؟


نظر "غفران" إليه بحيرة ثم تقدم للأمام وخلفه "كندا" التى تبكي بجنون على طفلتها حتى وصلوا إلى مكتب الطبيب الذي بدأ بالحديث بنبرة خافتة:-

_ للأسف بنت حضرتك عندها فقر دم منجلي ومحتاجة لزراعة خلايا جذعية ضرورى 


تنحنح "غفران" بهدوء وهو لا يفهم مرض ابنته وقال بتعجب:-

_ فقر دم منجلي، بس نالا مشتكتش من حاجة قبل كدة ؟ دا جالها كدة فجأة


تحدث الطبيب بهدوء شديد قائلًا:-

_ لا طبعًا، مش فجأة دا مرض وراثي يعنى موجود عند حضرتك أو المدام


أتسعت عيني "غفران" على مصراعيها فأنتفضت "كندا" ذعرًا وتحول خوفها على ابنتها الآن إلى خوف من "غفران"، نظر "غفران" إلى زوجته بفضول وهو واثقًا أنه لم يملك هذا المرض خصيصًا أنه يجري الكثير من التحاليل والفحوصات بسبب مرض عمي الوجوه وواثقًا من سلامته فقال:-

_ أنا معنديش أى أمراض، أنا بعمل فحوصات شهرية


نظر الطبيب إلى "كندا" وقال بقلق:-

_ يبقي أكيد حضرتك، أصلًا المفروض أن حضرتك تكوني عارفة بمرض البنت لأن الطبيعي أنك بتتعالجي منه وبتأخدي أدوية للمرض دا 


نظرت "كندا" إلى الطبيب وهكذا "غفران" بحيرة وخوف ويديها ترتجف ذعرًا مما جعل "غفران" يبدأ الشك يضرب قلبه بقوة فقال بهدوء:-

_ نعملها تحليل هى كمان عشان نطمن، وياريت بسرعة عشان أطمن على مراتي كمان


قالها ووقف من محله يسحبها من ذراعها إلى الخارج بقوة، فسألت "قُسم" بقلق:-

_ طمني يا غفران


لم يُجيب عليها أو ينظر إلى وجهها، بل سحب زوجته إلى معمل التحاليل بقوة وهو يتمتم قائلًا:-

_ حتى المرض بتخبيه عليا لدرجة دى مكنتيش واثقة فيا كزوج


كان خائفة لوهلة على "كندا" رغم كل ما حدث لكنها زوجته ومدللته الأولى، أدخلها للمعمل بورقة التحليل المطلوب وأعطاها للطبيبة الموجودة حتى سحبت العينة منها وخرج مع "كندا" لتجلس على المقعد تستريح بخوف وهى تعلم أنها لا تملك هذا المرض والأكثر رعبًا أن "غفران" يجلس جوارها منتظر النتيجة بتعجل شديد وإذا أخبرته الطبيبة أنها لا تملك المرض سيتحول خوفه إلى بركان ناري حين تفضح حقيقة أن "نالا" ليست طفلته، ظل يلازمها لساعات منتظر الجواب فقال بهدوء:-

_ أنا هخلى الدكتور يحدد ميعاد لعملية نالا، هتبرع ليها بالنخاع كفاية عليكي المرض وعلاجه مع أن كله بسببك لو كنتِ عرفتني من البداية كان زماني عالجتك ولحقت بنتي 


ظلت تفرك يدييها ببعضهما بخوف حتى فُتح الباب فتنفست برعب حين وقف "غفران" مذعورًا عليها لتبتسم الطبيبة بهدوء وقالت:-

_ الأم سليمة مفيش حاجة، أكيد المرض منقول من الأب بكل ثقة


حدقت بالطبيبة لدقائق يحاول أستيعاب الأمر وقال بتلعثم شديد:-

_ أنتِ متأكدة


أومأت إليه بنعم فنظر "غفران" للخلف على "كندا" التى وقفت بخوف متكأة بظهرها على الحائط بعيدًا عنه ليقول:-

_ ولو الأب سليم 


أجابته الطبيبة بلا مبالاة وهى تضع التحليل فى الظرف:-

_ يبقي البنت مش بنته بلا شك


ألتف إلى الطبيبة بصدمة ألجمته وعينيه مُتسعة على مصراعيها من هول الصدمة التى لحقت به وهى تخبره بخيانة زوجته له منذ زوجه ونسبت له بنت ليست بنته، دمعت عينيه بسرعة البرق من فزعه وظل يحملق بالطبيبة غير مُصدقًا ما سمعه ........


يُتبــــــــــــــــــع .......


رواية

♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

الفصل الرابع والعشـــــــرون ( 24 )

___ بعنــــوان " خديعة القلب " __


ألتف إلى الطبيبة بصدمة ألجمته وعينيه مُتسعة على مصراعيها من هول الصدمة التى لحقت به وهى تخبره بخيانة زوجته له منذ زوجه ونسبت له بنت ليست بنته، دمعت عينيه بسرعة البرق من فزعه وظل يحملق بالطبيبة غير مُصدقًا ما سمعه فنظر إلفى "عُمر" الذي يقف مذهولًا وهكذا "قُسم" فأشار إلى "عُمر" بهدوء قبل أن يقفد أعصابه كاملًا الآن وقال:-

_ خدها يا عُمر


سحبها "عُمر" من ذراعها لترتجف فزعًا وهى تقول بخوف مُتلعثمة:-

_ غفران أكيد فى حاجة غلط مش اللى فى بالك يا غفران والله 


لم يتمالك أعصابه أكثر وألتف إليها يصفعها بقوة حتى ارتطمت رأسها بالحائط من قوة صفعته وقال بتهديد واضح:-

_ أدعي أنها متكنش اللى فى بالى 


دفعها بقوة إلى "عُمر" فأخذها وذهب، كانت "قُسم" مصدومة فيما تسمعه وكيف يمكن أن تكن هذه الزوجة خائنة من لحظة زوجها حتى انها أنجبت طفلة من رجل أخرى ونسبتها لزوجها، دلف "غفران" بحزن شديد إلى المعمل ليجري تحليل  dna حتى يقطع الشك باليقين 

لم تتحمل "قُسم" الصدمة أكثر من ذلك والقلق يحتل قلبها خوفًا عليه من الصدمة وخوفًا منه على ما سيفعله لينتقم فقالت بتمتمة خافتة:-

_ربنا يستر 


خرج "غفران" من المعمل وسار فى طريقه فذهبت "قُسم" خلفه ولاحظت أنه يتجه نحو طريق الخروج متجاهلًا "نالا" الطفلة الصغيرة الموجودة فى المستشفي تصارع الموت، صعد إلى سيارته فركبت معه حتى قال بجدية:-

_أنزلى يا قُسم ، سيبني لوحدي 


هزت "قُسم" رأسها بالنفي رافضة تاركه وحده بهذه الحالة والحزن يفتك به ويقتل قلبه وعقله الذي لا يتخيل أنها تخونه منذ زواجهما لأكثر من 10 سنوات، تأفف بضيق شديد وأنطلق بسيارته وشريط ذكرياته يمر أمام عينيه عوضًا عن الطريق، طوال العشر سنوات كان يدللها ويلبي كل طلباتها، لطالما نصرها على والدته رغم قوتها لكن "كندا" كانت سيدة القصر وزوجة غفران الحديدي التى لا يهزمها أحد، اسمه وحده وكونها زوجته كانوا قوتها الحقيقية، دمعت عينيه وهو يتذكر محاولات الدائمة فى إسعادها وحنان مع "نالا" التى نُسبت إليه غدرًا، لم يبخل عليها بشيء ولم يعارضها بكلمة، زاد من سرعة سيارته مع دموعه التى تزداد فى جفنه أكثر وأكثر حتى تحدثت "قُسم" وقالت:-

_ غفران براحة 


سمع صوتها ليفوق من شروده وضغط على المكابح مرة واحدة بقوة مما جعلت رأسها ترتطم بالسيارة، نظرت "قُسم" إليه فرأته يترجل من السيارة مُنفعلًا وعلى وجهها بركان ناري من الغضب والكره ليفتح باب السيارة ويسحب "قُسم" من ذراعها بقوة وهو يقول:-

_ أنزلى


دُهشت "قُسم" من رد فعله وقالت:-

_ غفران أنت كويس؟


ألتف إليها بعينيه الدامعة لترى الضعف والهزيمة يحتلان وجهه، برمقته فى صمت بينما هو أنفجر كالبركان الناري فى وجهها وقال:-

_ كويس؟ .. أزاى وأنتوا كلكم زبالة وخونة، هكون كويس وأنا مبسوب ليا بنت مش بنتي، وأنا بتخان رغم كل حلو عملته ليها من يوم ما اتجوزتها، صدري عامل زى البركان


بدأت يصرخ بأنفعال أكثر وقبضته القوية تضرب صدره من الألم الذي لا يتحمل وجوده بداخل ضلوعه وقلبه المُحترق، تابع بنبرة أرعبتها أكثر:-

_ أنتوا كلكم زبالة وخسارة فيكم الرمة والحُب، أنتوا تستاهلوا اللى يدوس عليكم ويذلكم لكن اللى يقدركم ويحترمكم تكسروه لكن لا يا قُسم، لا عاش ولا كان اللى تكسر غفران الحديدي ولا تستغفله، ورب العرش لمحيها من على وجه الأرض هى وبنتها لو طلعت النتيجة سلبية، والله ما هرحم حد والكل هيدفع ثمن وجعي وقهرتي وكسرتي


أقتربت "قُسم" نحوه خطوة رغم صيغته فى الحديث كانت تشمل الجميع من ضمنهم "قُسم" لكنها قدرت وجعه ورفعت يدها إلى وجنته تلمسها بلطف وقالت بعيني دامعة وقلبها يتمزق لأجله:-

_ حقك بس .....

دفعها بقوة بعيدة عنه وقال بغلاظة:-

_ حقي أنا هجيبه حتى لو ههدت المعبد كله 


عاد إلى سيارته وحرك سيارته تاركًا خلفه "قُسم" التى صدمته منها وهو يحرك السيارة فركضت خلفه بهلع خائفة من غضبه وقالت:-

_ غفران ...غفران أستني


ظلت تركض مع السيارة حتى غلبها الأمر وسقطت أرضًا من سرعة السيارة لتصرخ بألم من سقوطها على ذراعها، سمع صرختها من نافذتها المفتوحة فنظر فى المرآة رآها تجلس على ركبيتها وتثني ذراعها تحدق بجرحه بعبوس والألم فى عينيها ويحتل وجهها، شعرت بغصات فى قلبه تمزقه وهو يراها تتألم وعقله يفتك به جنون الخيانة و"كندا" التى أخلص لها لسنوات وأحبها بروحه وعقله وقدم لها كل ما تريده كانت خائنة، أغمض عينيه عن "قُسم" بجحود ومرة أخرى هزمه العشق حين ترجل من سيارته وذهب نحوها مسكها من أكتافها وجعلها تقف فحدقت بوجهه بعبوس شديد وعينيها دامعة على وشك البكاء، أخفض نظره تجاه ذراعها المثني للأعلي ينظر بجرحها وقطرات الدماء التى خرجت منه، تحدثت "قُسم" بهدوء شديد ولهجة دافئة:-

_ غفران


ضمها إليه بمنتصف الشارع دون أن يبالي بأحد يستنشق عبيرها ويشعر بضربات قلبها العاشق إليه ويبكي وجعًا على محبوبه المجروح، كانت تدرك أن أسدها جريح الآن فرفعت يدها إلى ظهره تطوقه بحنان كأنها تطفئ نيران الوجع التي نشبت فى ضلوعه الآن، ليسحب يدها بقوة ويأخذها إلى سيارته ثم عاد إلى القصر فراقبته "فاتن" من بعيد بخوف من انفعال وعصبيته خصيصًا حين صرخ بالخادمة التى قدمت له القهوة وألقاها على الأرض فتمتمت "فاتن" بهدوء شديد قائلة:-

_ ربنا يستر 


نظرت إلى "قُسم" وسألت بقلق:-

_ هو حصل أى؟ 


ظلت "قُسم" ترمقه فى صمت وهو ينتظر الأتصال من "عُمر" يخبره بنتيجة التحليل التى تدمر 10 سنوات من عمره وكأن الهلاك سيقضي على 10 سنوات مروا فى عمره، كان يجلس على الأريكة عاقدٍ يديه فى بعضهما وظهره منحني قليلًا للأمام، الغضب يحتله ولا يحمل أى شيء حتى فنحان قهوته كان ثقيلًا عليه، مرت الخادمة من جوار "فاتن" بفنجان قهوة أخر على ما رفضه بيدي مُرتجفة من خوفه وغضبه، أقتربت مرتعشة وهى تقول:-

_ أتفضل القهوة مظبوطة 


رفع عينيه للأعلى نحو الخادمة كالرمح الذي غرس بها من حدته وقال بهمس:-

_ أنا قلتلك تعملى واحدة تانية .... أمشي غورى من وشي 


قالها بينما يدفع بيده الصنينة كاملة بعيدًا فسقطت فنجان القهوة مرة أخرى وهذه المرة حرق يد الفتاة، تركهما ودلف إلى المكتب فأندهشت "فاتن" من شدة غضبه وقالت:-

_ لا، والله حصل حاجة ولازم أفهم اى اللى حصل فى المستشفي لكل دا، ما هو مش معقول القلبة دى كليها بسبب خناقتك مع كندا، .. صحيح هى فين لتكون نالا جرالها حاجة وهو روحه فيها 


نظرت "قُسم" إلى "فاتن" وقالت بهدوء:-

_ ربنا يستر وتطلع بنته وألا روحه هتروح فيها 


صُدمت "فاتن" من حديثها وترجمت سريعًا سبب حالته وأكتشافه للماضي التى لطالما هربت "كندا" منه طيلة السنوات الماضية فتمتمت بدون وعي من الصدمة:-

_ هو عرف؟


أبتلعت بقية كلماتها بسرعة جنونية لتنظر "قُسم" نحوها سريعًا ولسوء حظها أن "قُسم" سمعت تمتمتها بكل وضوح فقالت بجدية وعينيها مُتسعة على مصراعيها:-

_ أنتِ قصدك اي؟ 


ألتفت "فاتن" لكي تغادر من أمام "قُسم" بخوف من ذلة لسانها لكن أمسكتها "قُسم" من يدها بقوة ؛لتمنعها من الرحيل وأحتدت عينيها بغلاظة وقالت بحدة:-

_ أنطقي يا فاتن، الموضوع مفيهوش سر وكله خلال دقائق هيتكشف بمجرد ما التحليل يطلع


تنهدت "فاتن" بهدوء خائفة من البركان الذي سيلتهم القصر بهذا الحديث والماضي الذي سيحول القصر لرماد كالبيت المحترق وسيهجره الحُب والدفء ويعم الوجع والقسوة، رمقت "قُسم" بخوف شديد وقالت بهدوء:-

_ والله يا قُسم هانم الموضوع كله ...


قاطعتها "قُسم" بحدة شديدة وقالت بغلاظة:-

_ الموضوع كله أنكِ دراتي عليها وشوفتي قذارتها وقبلتي تسكتي، خُنتي ثقة الراجل اللى وثق فيكِ وأمانك على حياته ولحم أكتافك من خيره عشان واحدة زبالة زيها مش كدة، شكوكه كانت فى محلها وهى بكل بجاحة كانت واقفة تناطح وترد عليا بكل بوقاحة 


_ والله أبدًا دا هى مرة وكانت غصب عنها، اللى يسامحه اللى عملها وخدرها بالعصير لكن عمرها ما كانت زى ما في خيالكِ 

قالتها "فاتن" بحزن شديد لتقول "قُسم" بغيظ ولا تصدق هذا الشيء:-

_ هههه غصب عنها وخدرها، مجريتش على جوزها غفران بيه الحديدي ليه عشان يجيب لها حقها ودي مش متجوزة أى حد، ولا هي أى حد أمال لو كانت بنت فقيرة وأهلها على باب الله وبيخافوا من كلام الناس، دى واحدة زبالة وتستاهل اللى هيحصل فيها .....


قاطع كلماتها الحادة صرخت "غفران" من الداخل وهو يقول بانفعال شديد:-

_ أدفنها حية يا عُمر


خرج من غرفة المكتب بعد كلماته لتهرع "قُسم" نحوها وهو يُسرع من خطواته كأنه يسارع الزمن حتى قطعت "قُسم" طريقه للخارج تمنعه من الخروج وقالت:-

_ أستن يا غفران


_ سيبني يا قُسم هقتلها والله لأقتلها

قالها بغضب سافر كالمجنون على وشك فقد البقية من أعصابه،  لم ترى غضبه من قبل وجسده القوي لا تقوى على منعه من الحركة لتستلم للأمر الواقع وتضمه بقوة وعينيها تبكي بحزن على حالة فتشبث بها كطفل رضيع وجهش فى البكاء لتنصرف "فاتن" وبقية الخدم من البهو  وبدأت تربت عليه بيديها بلطف وهو يبكي بقهرة  وألم تمزقه 10 سنوات مخدوعًا فى زوجته وابنته، لوهلة من الوقت خسر ابنته وزوجته وبات مُغفلًا، أدرك للتو لما كانت معه رغم علاقتهما المتوترة وقبولها بوجوده بغرفة وحده لأنه كان المُغفل الأكبر بهذه العلاقة، جلس على الأرض لتشعر "قُسم" بهزمته وسقطت معه فى حضنه لتضم رأسه إلى صدرها وهو يبكي بوجع يدمره من الداخل ....


_____________________


كانت "كندا" ترتجف فى غرفة الممرضة كم الخوف ووحدها من تعرف الحقيقة التى ستظهر الآن فى التحليل وكون "نالا" أبنة لرجل غيره سيقتلها حية بالتأكيد والتحليل لن ينكر الحقيقة التى أخفتها لعشر سنوات ، دلفت الممرضة تأخد الأدوات الطبية من الغرفة لتسرع "كندا" نحوها وتمسك فى ذراعها بهلع تقول:-

_ أرجوكِ تساعدينى؟


تنهدت الممرضة بشفقة على حالة هذه الزوجة الباكية وبكاءها كان إجابة عن التحليل قبل أن تظهر نتيجته، فقالت الممرضة بخوف:-

_ كان نفسي أساعدك بس رجالة غفران بيه محوطين المكان وأنا واحدة على قد حالي مش قد غفران بيه ولا اللى هيعمله فيا لو ساعدتك، أنا مقدرش أهربكِ من هنا


جففت "كندا" دموعها التى لوثت وجنتيها الحمراوتين من شدة البكاء والخوف ثم قالت بلطف:-

_ وأنا مش عايزاكِ تهريبني أنا مكان ما هروح هيجيبني دا غفران الحديدي زى ما أنتِ لسه قايلة، بس ممكن تديني تليفونكِ أعمل مكالمة


نظرت الممرضة إليها بحيرة فى البداية و"كندا" تمسك بذراعيها بيديها المرتجفة مما أثار عاطفة الممرضة ومدت لها الهاتف بقلق أن تكون هذه المساعدة البسيطة سبب فى غضب "غفران" بعد قليل، تركت لها الهاتف وخرجت تكمل عملها فأرسلت "كندا" رسالة صوتية إلى "عفيفي" الذي تحفظ رقمه جيدًا فى عقلها حتى لا تحتفظ بيه فى هاتفها خوفًا من "غفران"، بدأت تتحدث فى رسالتها ببكاء ونبرة مُتلعثمة وخائفة:-

_ عفيفي أنا كندا، معنديش وقت أفسرلك أى حاجة لكن غفران عرف الحقيقة وأن نالا مش بنته ومتحفظ عليا أرجوك أنا عارفة أنه مش هيسيبني غير ميتة لكن بنتي أمانة عندك يا عفيفي، نالا بنتك وأنت الوحيد اللى هتقدر تخاف عليها وتحميها فى الدنيا دى من كره غفران، أوعي تسيبهاله زى ما سبيتها زمان أرجوك، أنا بترجالك متبقاش ندل معانا للمرة التانية، غفران ناره هتأكل الكل وأنا بنتي مريضة ومحتاجة تتعالج .....


قاطع حديثها فتح الباب لتخفي الهاتف خلف ظهرها بخوف عندما رأت "عُمر" بوجهه الحاد وغلاظته، تحدث بهدوء شديد:-

_ تعالي معايا بهدوء وألا متلومنيش على اللى هيحصل فى نالا


نظرت له بخوف وقالت بترجي مُتلعثمة:-

_ هجي معاك لكن يا عُمر بلاش تأذي نالا، البنت صغيرة ومريضة ومالهاش ذنب فى كل اللى بيحصل دا ولا تفهمه 


عقد يديه أمامه بهدوء مُتشابكتين ثم قال بجدية رغم نبرته المُنخفضة لكنها ثابتة بوقاره:-

_ حضرتك أكتر حد عارف أنى عبد المأمور وبنفذ وبس، أرجوكِ أتفضلي معايا بكل هدوء ومتنسيش إنك وجه معرف فى البلد


أعطها قبعة للرأس وقناع للوجه ترتديهما ثم خروجه معًا وهى ترتجف فزعًا من القادم ويحيطها حراسة مُشددة من رجاله بعد أن تركت الهاتف على المكتب فى السر للمرضة، كانت تتدرك أن ذهابها مع رجاله لا عودة منه ومع ذلك نفذت بلا مجادلة أو مقاومة لهما، مُتمنتي أن يرحم "غفران" طفلتها لتصعد بالسيارة معهما فقال "عُمر" بجدية صارمة:-

_ مكنتش ينفع تصنعي عداوة مع غفران بيه الحديدي


تعجبت من نبرته الغليظة وتهديده لها فشعرت بغصة فى ذعرها لتنظر ووجدت الرجل قد حقنها بمخدر بالفعل فأشار "عُمر" لها على السيارة الأمامية لترى "سيلم" يحمل طفلتها الفاقدة للوعي ويصعد بها لتصرخ باسم ابنتها "نالا" لكن منعها الرجل الموجود جوارها حين وضع يده على فمها وهى تقاومه حتى فقدت وعيها تمامًا من تأثير المخدر لينطلق "عُمر" والرجال فى طريقهما ..

_____________________


فى حديقة عامة كان "عفيفي" جالسًا مع فريق عمله ينهي تصوير المشهد الأخير فى فيلمه حتى قاطعه صوت هاتفه بعد أن أستلم رسالة فتح الرسالة وسمعها ليُصدم مما سمعه فهب من مكانه واقفًا بفزع ويحاول أن يرن على الهاتف ليناديه مساعده بدهشة من مغادرته للتصوير:-

_ عفيفي 


لم يجيب لينهي التصوير بينما صعد "عفيفي" لسيارته وهو يستمع للرسالة مرة أخرى ورن على الهاتف لتجيب عليه الممرضة فقال:-

_ فين كندا؟ ممكن أكلمها


أجابته الممرضة بهدوء شديد تقول:-

_ فى رجالة أخدوها من المستشفي هى وبنتها 


جن جنونه وأغلق الهاتف وهو يحاول الأتصال بهاتفها لكنه مُغلق ليضرب المقودة بيده ولأول مرة تأكد له "كندا" أن "نالا" طفلته، لطالما كانت تكذب وتخبره أنها إجهضت الطفل الذي حملت به وأن "نالا" ابنة "غفران"، لم تقولها صريحًا إلا اليوم، ليتواعد بالأنتقام منها ومن "غفران" إذا تجرى على أذى طفلته الصغيرة، ذهب إلى المستشفي الذي أخذ عنوانها من الممرضة وهناك طلب رؤية كاميرات المراقبة وبنفوذه والمال تمكن من ذلك، شاهد "عُمر" وهو يدفعها داخل السيارة الصدمة أن "عفيفي" شعر بغصة فى قلبه من رؤيتها تتلقي هذه المعاملة القاسية، وتسارعت نبضاته خوفًا عليها فأغلق قبضته تلقائيًا من الغضب الكامن بداخله لأجلها ليأخذ رقم السيارة ونسخة من المقطع وغادر....


_________________________


خرج "عُمر" من منزل فى أرض داخل الصحراء مهجورًا وصعد بسيارته لكي ينطلق من المكان وتحدث فى الهاتف بجدية صارمة:-

_ عينيك متترفعش من عليهم 


أنهي الأتصال بجدية ثم أرسل رسالة إلى "غفران" محتواها 

(كندا ونالا خلاص) 


أتسعت عيني "قُسم" على مصراعيها بصدمة قاتلة حين  رأى الرسالة على شاشة هاتفه وأرتجفت خوفًا من معنى الرسالة فهل حقًا قتلها هى وطفلتها المريضة، صعدت إلى غرفته وولجت غاضبة من تصرفها لكن حين رأته تلاشي الغضب وحل مكانه الشفقة والحزن على حال حبيبها،  رمقته "قُسم" بعيني دامعة لا تُصدق أنها ترى هذا الرجل الذي أقسم الجميع على جبروته وقوته ضعيفًا هكذا، مكسورًا وقد هزمه القدر، أقتربت بهدوء شديد نحو أريكته ثم جلست جواره لترى دموعه الحارة بللت لحيته السوداء وعينيه حمراوتين من شدة البكاء مُنكمشٍ فى نفسه عاقدًا كفيه ببعضهما بعد أن تعرض لهذا القدر من الخيانة، لم تكتفي "كندا" بخيانته مع رجل أخر بل تجرأت على الإنجاب من غيره ونسبت الطفلة إليه، تمتمت "قُسم" بنبرة خافتة هامسة إليه:-

_ غفران


رفع عينيه ورأسه المُنحني بإنكسارٍ حاقدٍ بها، تحدثت بضعف مُشفقة على حال عقله الذي جن جنونه بسبب الصدمة وقلبه المهزوم:-

_ أنت كويس؟ حابس نفسك من الصبح هنا لوحدك، متقلقنيش عليكَ أرجوك


دُهشت حين جذبها من ذراعها بقوة نحوه حتى ألتصقت به فوضع رأسه على كتفه يدفنها بهذا العنق الدافيء وسمعت صوت بكاءه ودموعها الساخنة تبلل عنقها، قشعر جسدها من كم الضعف الذي رأته به ورفع يدها إلى ظهره تربت عليه بحنان فقالت بلطف:-

_ أنا هنا يا غفران معاك بس عندي سؤال


رفع رأسه بضعف شديد ثم قال:-

_ ياريت ميبقاش اللى فى بالى يا قُسم، ومتتدخليش فى الموضوع دا نهائيًا


_يبقي هو، كندا فين؟ ونالا عملت فيها أيه؟، أنا مقدرة وجعك وخذلانك وقد أى أنت أتغشت فيها لكن نالا طفلة عندها ١٠ سنين متعرفش حاجة فى الدنيا دى غير أنك أبوها


صرخ "غفران" بجنون وهو يقف من محله ويدفع الطاولة الزجاجية بكل قوته بعيدًا:-

_ مش بنتي


أنتفضت "قُسم" من قوة ضربته والطاولة التى أنكسرت لألاف الجزئيات على الأرض بشهقة قوية، ألتف إلى محبوبته بوجه ناري يشبه الجحيم ويقول بنار بركاني يحرقه من الداخل:-

_ ولازم يدفعوا ثمن خديعتي هى وبنتها، مفيش قوة فى الكون هترحمهم مني، كندا وبنتها أعتبريهم ماتوا يا قُسم مع أن الموت رحمة عن اللى هيشوفوا على أيدي


_هتأذي طفلة مالهاش ذنب

قالتها بذعر بعد أن وقفت أمامه ليقول بتحدِ وعينيه المُتسعة تلتهم "قُسم" :-

_ دفنها حية أرحم من أنها تعيش فى عالم هى فيه عدوة لغفران الحديدي يا قُسم


أبتلعت لعابها من قدر قسوته على طفلة بريئة كل ذنبها أنها ابنة امرأة خائنة، أقتربت منه خطوة تقول:-

_ غفران انا مش هناقشك فى كندا أو اللى تعمله فيها لكن الطفلة ذنبها أي؟


صرخ بحنون وقد جن حقًا قائلًا:-

_ ذنبها أنها شالت اسمي يا قُسم وهى مش من دمي


خرج من الغرفة كالمجنون والغضب يأكل ما تبقي من عقله وقلبه لتدمع عيني زوجته على حاله وظل تنتظر عودتها طيلة الليل ولم يعود حتى فُتح باب القصر صباحًا ودلف "عُمر" لتسرع "قُسم" إليه بخوف وقالت:-

_ غفران فين؟


_ متقلقيش عليه هو كويس وفى الشركة، فاتن لو سمحتي هتديلي بدلة لغفران بيه


صعدت "فاتن" تجهز ما طلبه فرمقته "قُسم" بقلق وكيف شخص منهار مثله ذهب للعمل فقالت بقل:-

_ كويس أزاى؟ وأزاى يروح الشركة وهو فى الحالة دى


تنحنح "عُمر" بهدوء ثم قال بثقة وجدية:-

_بالعكس وجوده فى الشركة هيخفف كتير عن وجعه لكن القاعدة فى البيت هتخلي التفكير يودي للجحيم، حضرتك بس لسه متعرفيش غفران الحديدي ويقدر يعمل اي ولا بتخطي أوجاعه أزاى ؟ لكن من عشرتي له بقول لحضرتك أنه هيبقي كويس متقلقيش، لسه متخلقش اللى يكسر غفران الحديدي، جنابه ياما شاف ومر عليه وأتخطي وعدي وإلا مكنش وصل للمرحلة اللى تخلي الكل يترعب من غضبه ويتجنب الجدال معه


_ أنت فاكر أنك كدة طمنتني، أنت قلقتني أكثر، معنى أنه يتخطي ويكمل أن الوجع متراكم جواه ودا بيزود القسوة ويخلي قلبه حجر حتى لو أقرب الناس

قالتها بخوف شديد من القادم ليبتسم بخفة على كلماتها ثم قال:-

_ من البداية وهو قلبه حجر مع كل الناس إلا كندا ودا اللى وجعه لأن حضرتك متعرفيش هو كان بيحبها أزاى ولا بيعمل عشان أي، لكن فترة أنه يشك فى خيانتها وظهور جنابك دا هيخفف عن صدمته كتير عشان كدة بقول لحضرتك متقلقيش عليه 


نزلت "فاتن" بالأغراض ليأخذها "عُمر" ويغادر القصر بعد ترك "قُسم" فى حيرة من أمرها .......


______________________ 


[[  شركة الحديدي للسيارات ]]


دلفت "ليلي" إلى مكتب "غفران" بهدوء لتراه ينفث دخان سيجارته لأول مرة مما أدهش "ليلي" وغضبه الصامت أرعبهاوجعل أطراف ترتجف، تنحنحت بهدوء ثم قالت:-

_ فى واحد برا مُصر يقابل حضرتك ضرورى


_ بعدين يا ليلي

قالها بضيق شديد مُسيطرًا على غضبه فتابعت بنبرة هادئة:-

_ أديله ميعاد امتى مع أنه رافض أى تأجيل


صرخ بوجهها بغضب سافر:-

_ أنتِ غبية ولا مبتفهميش ، هو مين اللى كلامه بيمشي فى المخروبة دى أنا ولا أى حد معدي عليكِ، قلتلك مش وقتي


أبتلعت لعابها بصدمة ألجمتها من صرخته وإهانته لها لأول مرة يفقد أعصابه هكذا فأستدار بعيني دامعة خائفة من الدخول فى جدال أخر معه ليقول بضيق:-

_ ليلي


ألتفت إليه بصمت شديد فأطفئ سيجارته بضيق متحكمًا فى غضبه حتى قال:-

_ متزعليش، أنا مضغوط النهار دا جدًا و....


قاطعه دخول "عُمر" مُندهش بفزع وقال:-

_  هو عفيفي بيعمل أى برا


أتسعت عيني "غفران" على مصراعيها بصدمة قاتلة وكيف تجرأ على القدوم إليه؟ ظل يرمق "عُمر" بصدمة وكأن صاعقة كهربائية ضرب صدره مع كلمة "عُمر" وقال بتعلثم غير مستوعبًا جملته:-

_ مين اللى برا؟


تنحنح "عُمر" بذعر وقال بهدوء شديد:-

_ عفيفي، أنا هتصل بالأمن يمشوا ....


قاطعه "غفران" بغضب شديد بعد أن تأكد مما سمعه فى المرة الأول وقال بغضب سافر:-

_ جاي يدور عليها، دخله


نظر "عُمر" له بصدمة من موافقته على اللقاء وهو فى قمة غضبه وناره مُلتهبة لم تخمد بعد ليكرر "غفران" كلمته وقال:-

_ خلى يدخل يا عُمر جه لقضاءه برجله......


يُتبــــــــــــــــــع .......


رواية

♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

الفصل الخــامس والعشـــــــرون ( 25 )

___ بعنــــوان " بداية الحرب" _


دلف "عفيفي" إلى المكتب وحدق الجميع به فقال "غفران" بهدوء ما قبل العاصفة:-

_ سيبنا لوحدنا يا عُمر


نظر "عُمر" إلى رئيسه وهو الآن فى قمة غضبه وربما يقتله إذا ظل معه وحدهما، تحدث "غفران" بجدية صارمة يقول:-

_ سمعت 


غادر "عُمر" مع "ليلي" للخارج فأقترب "عفيفي" من المكتب بضيق ثم قال:-

_ فين كندا ونالا يا غفران؟


هز "غفران" رأسه بسخرية ثم قال بضيق مكبوح بداخله:-

_ دا أي البجاحة اللى انتوا فيها دى، واحدة تخون وتكتب البت بأسمي بكل بجاحة ووقاحة وأنت جاى بمنتهي البجاحة تسألني عن مراتي ، الغريب أنكم مش قد البجاحة دى 


ضرب "عفيفي" المكتب بيديه وهو يقف أمام "غفران" وقال:-

_ هم فين يا غفران؟ أنا بحذرك إياك تلمس شعرة منهم ولو على نالا نعمل الأجراءات اللازمة ونشيلها من على اسمك وطلق كندا


ضحك "غفران" بسخرية بصوت عالى ثم قال:-

_ دا الموضوع طلع سهل خالص أهو ، أمال أنا مكبره ليه؟


_ طلقها يا غفران

قالها "عفيفي" بجدية صارمة ليقول "غفران" مُجيب عليه بتهديد صريح:-

_ أنا مبطلقش .... أنا بترمل تعرف دا


أقترب "عفيفي" من المكتب أكثر يستفزه بالحديث أكثر وأكثر حين قال:-

_ ولما تترمل هيخف شعور أنها كانت بتنام فى حضني وهى مراتك ولا اللى رائحتي اللى شمتها فيها فى كل مرة كنت بتحضنها هتروح من ذاكرتك، لوم نفسك لأنك راجل معرفتش حتى تشم رائحة غيرك فيها 


لم يتمالك "غفران" أعصابها أكثر أمام أستفزازه وأعترافه بالخيانة فأغلق قبضته بأحكام بينما تبسم "عفيفي" على نجاحه فى أغضب "غفران".....


_______________________ 


ترجلت "قُسم" من الأعلي بتعجل مُرتدية بنطلون جينز وقميص نسائي أبيض اللون فوقه سترة سوداء بقط ماركة عالمية وشعرها الكستنائي الطويل مموج من الأطراف وغرتها الطويل على الجانبين، أوقفتها "فاتن" حين رأتها منحنية للأسفل ترتدي حذاءها الأبيض الرياضي ثم قالت:-

_ حضرتك رايحة فين؟


_ما قولنا بلاش حضرتك دى يا فاتن بتجبلي مغص

قالتها "قُسم" بمرح ثم أعتدلت فى وقفتها تحمل حقيبتها الصغيرة الحمراء ثم تابعت الحديث بلطف:-

_ رايحة لغفران الشركة مستحيل أستن أكتر من كدة، من أمبارح مستنية ومرجعش وأنا قلقانة عليه


_ بس أنا مش حمل خناق معاه الفترة دى خالص

قالتها "فاتن" بهدوء شديد فتبسمت "قُسم" بخفة وقالت بعفوية:-

_ متقلقيش مش هيتخانق يا فاتن 


خرجت من القصر لتجد "سليم" فى أنتظارها أمام السيارة، فتح الباب الخلفي لها لتصعد وأنطلق بها إلى الشركة حيث حبيبها المُختفي....


______________________  


[[ شــركة الحديدي للسيارات ]]

أقتربت "ليلي" بفضول شديد من مقعد "عُمر" الذي يرتشف قهوته فى صمت ووضعت يدها فى خصرها بهدوء ثم قالت:-

_وبعدين؟


ألتف "عُمر" إليها بهدوء ثم قال:-

_ خير يا ليلي، عمالة تلفي على أي؟ قولى متكسفيش


جلست على المقعد الذي أمامه وقالت بحماس والفضول يقتلها:-

_ حصل اي؟ ماله غفران بيه؟ ها قام نار زى الحريقة كدة ليه؟ دا لأول مرة يقولى يا غبية 


_ محصلش حاجة 

قالها بهدوء فأحتدت عينيها العسلية بضيق مُدركة خباثة حبيبها وأن يخفي الكثير لتقول بجدية:-

_ طب والله يا عُمر لو ما قلتي فيه لأسيبلك الشركة دى تقلب تضرب وتقعد أنت ترد على التليفونات وترتب المواعيد، ما هو مش معقول أتشتم ومعرفش السبب


قرص "عُمر" وجنتها بلطف ثم قال بحُب:-

_ والله أنتِ عسلية يا لولو، عقلك الصغير دا بيهيلك أنك تقدري تستدرجيني فى الكلام مش كدة..


قاطع حديثهما المشاكس صوت إطلاق ناري من الداخل مما أفزع "عُمر" وأسقط فنجان القهوة على الأرض من الهلع فذهب مهرولًا إلي الداخل ووقفت "ليلي" بفزع ترتجف من الخوف بعد سمع صوت ضرب النار، صُدم "عُمر" حين ولج إلى المكتب على صوت إطلاق عيار ناري فوجد "غفران" يصوب مسدسه فى رأس "عفيفي" والموقف بينهما كالصراع على الحياة داخل أرض المعركة، عيني كلا منهما يتطاير من داخلها الشر والحقد، الأول يبحث عن حقه فى طفلته والآخر يبحث عن الأنتقام لأجل خديعته، أقترب "عُمر" مذعورًا نحوهما ومسك يد "غفران" التى تحمل السلاح وقال بتحذير:-

_ غفران بيه 

تحدث "عفيفي" وهو لا يبالى بشيء ولا لإطلاق النار كأنه لا يملك شيء يخسره:-

_ دا آخرك، برضو هأخد بنتي حتى لو حكم الأمر على قتلك يا غفران، وركز لأني الوحيد اللى مش هيتهز منه شعرة قصادك لأني معنديش اللى يخسره

تبسم "غفران" بعد أن سحب "عُمر" السلاح من يده، ليضع يديه فى جيبه بغرور وقال:-

_ كدة تبقي غبي وأنا مبحبش الغبي، معقول معندكش امال بنتك دى اي، أنت ناسي أننا متشاركين فيها، أنت كلك تحت أيدي افعسك بإشارة منى، أنا رجل خسر كل حاجة وآن الآوان أخد حقي 

مسكه "عفيفي" من قميصه بقوة ويكاد يقتله بالخنق من الغضب بعد أن هدده بابنته وقال:-

_ جرب تلمس منها شعرة وأنا أوريك أنا اقدر أعمل اي؟ 

فى نهاية جملته فتح باب المكتب بالقوة و"قُسم" تدخل صارخة بـ "ليلي" تقول:-

_أنا متمنعنيش كأنك مبتحرميش

ألتف الجميع على صوتها فقالت سكرتيرته بخوف من غضبه خصيصًا اليوم:-

_ والله المدام هى اللى أصرت على تدخل، وأنا مقدرش أمنع المدام 

أقتربت "قُسم" من أرض المعركة المُشتعلة بينهم، بينما رمقها "عفيفي" بدهشة ليتبسم بخباثة شديد ومكر شيطاني ثم ترك ملابس "غفران" وقال بتهكم:-

_ طلع لسه عندك اللى تخسره، خاف على اللى عندك يا غفران بيه ورجعلى بنتي

رمقه "غفران" بدهشة وقد فهم تهديده ليمر "عفيفي" من أمامها ثم لمس وجنتها بخباثة يُشعل نيران زوجها الشرس وقال:-

_ طلعتي أحلى بكتير من اللى أتحكي عنك يا قُسم

دفعت يده بقوة بعيدًا عنها غاضبة ومُشمئزة من هذا الرجل، بينما "غفران" أسرع بخطواته نحوهما ليسحب "قُسم" من ذراعها بقوة ليخفيها خلف ظهره عن أعين هذا الشيطان ومسكه من قميصه بحدة، رد فعله أفزع "قُسم" مما جعلها تتشبث بسترته من الخلف، قال "غفران" بجحود:-

_ لو أنشقت الأرض أو أنطبقت السماء على الأرض مش هتعرف لهم طريق، ونصيحة منى متختبرش صبري عليك كتير لأن دورك جاى  


حاول "عُمر" السيطرة على الموقف ليدفع "عفيفي" للخارج بهدوء ويقول:-

_ أرجوك يا أستاذ عفيفي أتفضل وألا هطلبلك الأمن ..


خرج معه للخارج فألتف "غفران" كي يعود لمقعده فوجد فتاته الجميلة تقف خلفه مُتشبثة به، حدق بوجهها الملاكي فى صمت ثم ذهب إلى مقعده الأبيض وجلس عليه فتنحنحت "قُسم" بلطف وذهبت خلفه حتى وقفت أمام مقعده خلف المكتب وقالت:-

_ بتعمل أى هنا يا غفران؟


_ بشوف شغلي يا قُسم

قالها ببرود شديد وتهكم بنبرة مُنهكة من التعب والألم الذي بداخله أستنفد طاقته كاملة، تبسمت "قُسم" بعفوية وقالت بضيق مصطنع:-

_ يعنى بيع شوية العربيات اللى عندك دول محتاج وجودك أوى يعني 


ضحك رغم أوجاعه على نظرتها لعمله فقال:-

_ أيوة أنا واقف فى السوق ببيع شوية عربيات، يا قُسم عندي شغل ورايا 4150 موظف عايزين يقبضوا أول الشهر، مالهاش علاقة بأوجاعي وحياتي يا قُسم، دا أول درس لازم تتعلميه فى سوق العمل، شغلك مالهوش علاقة بحياتك الشخصية نهائيًا


تبسمت بلطف عليه ثم أقتربت بخفة نحوه وأخذت يده فى يدها حتى سقط القلم من قبضته فرفع نظره إليها حتى تقابلت عيونهما معًا فدُهش حين رفعت يدها الآخرى إلى لحيته الناعمة تداعبها بلطف هامسة إليه بحنان:-

_طب ممكن أخدك من عشروميت موظف دول يوم واحد 


نظر "غفران" إليها مُندهشًا من طلبها لتشد يدها أكثر على لحيته فقالت بلطف:-

_ يوم واحد يا غفران، أنا كمان محتاجة دا 


أومأ إليها بنعم ثم قال:-

_ أخلص الورق دا طيب


هزت رأسها بالنفي نهائيًا ووقفت من فوق المكتب تسحب فى يدها بلطف، أخذته وخرجت من المكتب لترمق "ليلي" بغلاظة وقالت:-

_ مرة تانية لو فكرتي تمنعني هتحول عليكي فاهمة


ضحكت "ليلي" على طفولية هذه الفتاة فقال "غفران" بهدوء:-

_ خليك يا عُمر 


غادر معها للخارج ولا يعلم إلى أين تأخذه لكنه يعل أن علاج ألمه معها وحدها، هذه الفتاة التى سرقت عقله، خرجه من الشركة معًا ليغادر "سليم" بسيارتها وتصعد مع زوجها بسيارته، ظل طيلة الطريق مُمسكة بيده بين قبضتها الناعمة لتقول:-

_ غفران تسمح لي أوديك مكان على ذوقي


أومأ إليها بنعم لتشير إلى "صابر" السائق بنعم فأنطلق بطريقه، حتى وصلوا إلى ممشي أهل مصر فى التحرير ترجلت من السيارة معه ودخلوا معًا يسيرون فى صمت لكن يديهما لم تفارق بعضهما وطال العناق بينهما، كان يحدق بالنيل والمارة جميعهم ثنائيات فبدأ عقله يفكر أيوجد بينهما خائن للآخر، قاطع تفكيره المُخيف صوت "قُسم" التى وقفت أمامه تمنع طريقه بجوار داربزين النيل تقول:-

_ غفران


نظر إليها فى صمت لتتابع الحديث بنبرة ناعمة ودافئة:-

_ أنا عايزة أطلب منك طلب صغيرة


تحدثت "قُسم" بعد أن أخذت يده الأخر فى يدها الثانية وعينيها تحلمق بوجهه الحزين رغم أوجاعه وقالت:-

_ أنا عايزة أتجوزك


دُهش من طلبها العجيب فهى بالفعل زوجته ليرفع يدها التى تحمل خاتم الزواج ثم قال بنبرة هامسة:-

_ أنا بالفعل عملت كدة يا قُسم، أنتِ مراتي لا أنتِ عمري يا قُسم، أنا بحبك حتى لو حُبي وجع وصعب وكله قسوة وألم من اللى بشوفه لكن فى الأول وفى الآخر والنهاية الوحيدة الحقيقية هي أنى بحبك وروحي فيكِ كمان، دى حقيقة مش هتتغير أنتِ قطعة من روحي


رفعت يدها أكثر حتى وصلت إلى لحيته الجذابة وقالت بهمس شديد إليه:-

_سلامتك من الوجع، أنا معاك يا غفران هننسي كل الأوجاع اللى فى حياتنا وهنبدأ من الأول، وهنبني بيتنا وحياتنا لكن بالحب والمودة مش بالقسوة ولا بالألم المكتوم جوانا 


_ بس أنا موجوع يا قُسم، موجوع ووجعي صعب أوى، أنتِ بتحكمي على الموقف بعاطفتك لأن بنت ربنا خلقك كدة لكن أنا راجل بحكم بعقلي اللى هيتجنن ولحد دلوقت مش مستوعب اللى حصل ولا البجاحة اللى هم فيها، أنا وجعي صعب يا قُسم والقلم اللى أخدته لازم أرده فمتحاوليش

قالها بجدية صارمة مما أوصلها لنهاية المطاف معه، الطريق المُغلقة بعتمته لا مفر منه، لا يوجد مخرج أو سبيل للنجاة من غضبه ونار أنتقامه، أخذ يدها إلى المطعم الموجودة وجلس يتناول الغداء معها فى صمت وهى تفكر بجنون كيف ترجعه عما بداخله حتى يترك أسر "كندا" وطفلتها للزمان؟ ....


_______________________ 


_ حضرتك طول الوقت بتقولى أتجوز عشان أخلف حتى لو بنت

قالها "عفيفي" إلى والده رجل الأعمال "داغر الصوفي" ليكز والده على أسنانه بضيق شديد من حديث أبنه:-

_ اه لأنك أبني الوحيد ومراتك العقيمة دى هتقطع نسلي من الدنيا كلها، لكن متجيش دلوقت تقولى أنك مخلف وبنتك مكتوبة على أسم رجل تاني 


_بس بنتي وشايلة دمي حضرتك محتاج تساعدني أرجعها، دى الوريثة اللى بتستناها عمرك كله

قالها "عفيفي" بجدية صارمة، ضرب والده الأرض بعكازه الخشبي غاضبًا ثم قال بعناد وغضب سافر:-

_ أنت عارف أنت عايزني أقف معاك قصاد مين؟ دا غفران الحديدي ولو متعرفهوش لأنك فى سوق الفن والمياعة يبقي لازم تسأل عليه فى سوق تجارتنا، بلاش غفران الحديدي تسمع عن أمه دكتورة نورهان تعرف دى لقبها أي فى سوق عملنا ملاك الجحيم لأنها مبترحمهش، ورثت من أبوه وجوزها الحديدي الكبير اللى أهلك ميعرفوش يقفوا قصاده 


أقترب "عفيفي" من والده بضيق وقال بطريقة مُستفزة غليظة:-

_ يعنى حضرتك خايف وهتسيب لهم حفيدتك يقتلوها ولا فاكر غفران هيربي بنت مش بنته


وقف والده بغضب شديد وعيني يتطاير منهم الشر قائلًا:-

_ على جثتي حد يمس حفيدتي بسوء 


سأله "عفيفي" بتوتر شديد بعد أن أقترب منه:-

_ هتساعدني؟!


نكزه والده بعكازه فى كتفه بغضب قائلًا:-

_هساعد حفيدتي لكن أنت كلب، كل دا من وراء نجاستك وقذارتك


________________________

[[ قصـــر اللؤلؤ  ]]


دلفت "رزان" إلى مكتب "نورهان" ووضعت أمامها تحليل الـ dna ثم قالت بجدية:-

_ التحليل دا عمله غفران بيه أمبارح ونالا أختفت من المستشفي هى وكندا


نظرت "نورهان" إلى الورقة لتُصدم من النتيجة التى قرأتها فقالت:-

_ مش بنته؟


_ للأسف ومن وقتها وعُمر خرج من المستشفي بيهم وأختفوا معرفتش اوصلهم

قالتها "رزان" بجدية صارمة، تنهدت "نورهان" بغضب سافر وقالت بنار تحرقها من الداخل:-

_ ياما قُلته انها خاينة لكن مصدقنيش، الحُب كان عاميه وأدي النتيجة بنت مش بنته شايلة أسمه، أسمعي يا رزان، أجمعيلي كل المعلومات عن أهل كندا، وأى صغرة تحسي أنها ممكن تذلهم وتكسرهم بلغيني بيها، حق ابني وثمن وجعه أنا اللى هجيبه وبطريقتي..


أومأت "رزان" إليها بنعم وغادرت القصر تنفذ أوامرها لترى سيارة "غفران" تمر من أمام القصر مُتجهة إلى قصره فتابعتها بنظرها حتى ترجل منها "غفران" ومعه "قُسم" زوجته الجديدة، لتغادر "رزان" المكان..

صعد "غفران" إلى غرفته تاركًا "قُسم" فى البهو وهى تراقبه فى صمت أثناء صعوده للدرج وقلبها يفتك به الوجع على حال زوجها، صعد هى الأخر فى صمت إلى غرفتها بدلت ملابسها وصعدت إلى الفراش حتى جاءت إليها الخادمة بكوب من العصير قبل النوم فأوقفتها "قُسم" بحديثها قائلة:-

_ أستني، أنتِ اسمك اى؟


_ همس حضرتك

قالتها الخادمة الشابة بهدوء فسألتها "قُسم" بفضول شديد:-

_ بتشتغلى هنا من أمتي؟


_حوالى 3 سنين 


تبسمت "قُسم" بلطف من هذه المدة وقالت:-

_ أقعدي عايزة أتكلم معاكي شوية


جلست الفتاة على حافة الفراش قربها لتتابع "قُسم" أسئلتها حتى ترضي فضولها المُشتعل بداخلها:-

_ تعرفي كندا كويس


_ مدام كندا طبعًا أعرفها من برا لكن مش قريب، أصلها كانت مغرورة شوية ومُدللة جدًا عند مسيو غفران فمكنتش بتتكلم معانا ولا حتى تسمح لأى حد يدخل جناحها مش زى حضرتك قعدتني على سريركِ 

قالتها الفتاة بعفوية ثم تابعت الحديث بجدية:-

_ عُمرها ما شفقت على حد واللى تغلط فينا تطرد منها بكرامتها أحسن ما تطرد من غفران بيه بالذل والإهانة لأجل أميرته، مكنش ينفع تأمر ومنفذش ولو أتاخرنا أو غلطنا بتقوم القيامة، دا غير لسانها السليط اللى طول الوقت إهانة وذل وأننا خدم عندها زى العبيد بالظبط، لكن مؤخرًا كانت طول الوقت حزينة وغرورها أنطفئ مع العياط المتواصلة وخناقات كتير مع مسيو غفران ودا مبقاش مخلي عندها طاقة تفوق لينا أو تحطنا فى بالها 


عقدت "قُسم" ذراعيها أمام صدرها وقالت:-

_ متعرفيش ليه أتحول الحال أوى كدة؟


هزت الفتاة رأسها بالنفي وقالت:-

_ لا، لكن طول الوقت كان بيزعق أنها بتخونه وبتخرج من وراءه وبتتأخر لكن للأمان عمري ما سمعتها بتتكلم فى التليفون أو أى حاجة توحي أنها خاينة بالعكس دا كانت بتتمنى اليوم اللى غفران بيه يسمح أنها تروح جناحه 


حكت "قُسم" ذقنها بأناملها وهى لا تفهم إذا كانت "كندا" تتمني قُربه فكيف تخونه وكيف "نالا" لم تكن ابنته، تحدثت "همس" بهدوء قائلة:-

_ متفكريش كتير يا مدام قُسم، الخيانة بتتحس قبل ما بتتأكد، جنابه كان حاسس أن فى حاجة غلط والرجل مش هيتوه فى مراته وكان مراقبها لكن فى كل مرة كانت بتخرج من أتهامه أنها كانت بتصور وأن دا شغلها وهو من حُبه فيها كان بيعمل نفسه مصدق أنها معملتش كدة


أقتربت "قُسم" منها بهدوء وجدية ثم قالت:-

_ هسألك سؤال وتجاوبني بصراحة، كندا مكنش ظاهر عليها حاجة غريبة 

 

_ الصراحة لا، بس مرة فى الغسيل لاقنا فى باكست الغسيل قميص راجل أبيض وعليه برفيوم رجالى ولما ورانا لفاتن قالت أنه بتاع غفران بيه لكن كلنا كنا عارفين أن بتاع حد تاني لأن غفران بيه قمصانه كله بتيجي من إيطالية والمصمم بكتب على الأزرار بالحفر حرف غفران بيه وعلى التكيت فى ظهر القميص أسم غفران بيه بالذهب ودا اللى بيميز هدومه كله ألا القميص دا وبعدها واحدة من الخدم شافت فاتن وهى بتحرق القميص ودا اللى أكد لنا أنه مش بتاع غفران بيه خالص

قالتها "همس" بجدية مما أكد لـ "قُسم" خيانة هذه الزوجة وقالت بهدوء:-

_ طيب روحي أنتِ دلوقت 


غادرت "همس" لتبدأ "قُسم" فى التفكير فيما سمعته لتتسلل من فراشها إلى الخارج حيث غرفته، سمعت صوت صنوبر المياه فأستغلت الفرصة وولجت إلى غرفة الملابس الخاصة به وبدأت تنظر فى ملابسه وحقًا كما قالت "همس" لأول مرة تلاحظ "قُسم" حرفه المحفور على الأزرار وحقًا كان اسمه محفورًا بالخيوط الذهبية فى القمصان


_ بتعملى أي هنا؟

أتاها صوته من الخلف لتفزع من خروجه وهى لا تشعر به فسقط القميص من يدها وألتفت إليه، كان يقف أمامها ببنطلون رمادي اللون قطني وصدره عاري وشعره يتساقط منه قطرات المياه ويحمل فى يده منشفة، أبتلعت لعابها من الخجل ورأته هكذا أمامها فأستدارت سريعًا تعطيه ظهرها وهى تقول:-

_ مفيش .. أنا .. هو 0.. أصلا يعني


كانت مُرتكبة جدًا ونبضات قلبها تسارعت بجنون من وجوده ورائحة غسوله تملأ الغرفة، تلعثمت فى الكلمات مما جعله يقترب منها بإعجاب وخجلها يجذبه إليها كالسحر، مُرتدية بيجامة من الحرير الأسود الجذاب حتى وقف خلفها وأدارها إليه بلطف فأغمضت عينيها بخجل شديد فظل يحملق بوجهها الأحمر لأول مرة فى عمره كاملًا يرى وجه فتاة بقربه هكذا وأحمرارها زاد من إعجابه ورغبته بها، شعر وكأنها قطعة حلوى يُريد ألتهمها للتو بشراهة، رفع يده إلى وجنتها يلمسها فكانت دافئة بحرارة ليضع خصلات شعرها خلف أذنها بحنان، فتحت عينيها حين أنتفض جسدها من قشعريرته حين لمس وجنتها لتتقابل عيونهما معًا فى نظرة عشق دافئة مليئة بالمشاعر وكهرباء العشق تضرب أجسادهما وقلبهما، حرك أنامله الباردة على وجنتيها ببطئ شديد لتنتفض "قُسم" بلطف وقالت:-

_ غفران 


أجابها هذه المرة بقبلة ناعمة على وجنتيها الحارة لتسكتها نهائيًا هذه القبلة وتنفست بصعوبة وقبلته الناعمة تحولت إلى جيش من القبلات التى هجم عليها فبدأت تلهث من قوة نبضات قلبها وقالت:-

_غفران أرجوك


_ أنا عاشق يا قُسم

قالها بلطف وشفتيه تحتل جبينها الناعمة، رفعت يدها إلى صدره العاري تلمسه بأناملها الصغيرة وعينيها تحملق به بسعادة تغمره وقالت بهمس شديد يكاد يسمعه:-

_ أنا مُتيمة بيك يا غفران 


تبسم إليه بينما يديه تسللت إلى خصرها يحملها على ذراعيه حتى سقطت الروب الحريري عن أكتافها فتشبثت بعنقه ويدها تداعب لحيته بسعادة:-

_ بحبك


_ متلومنيش يا قُسم، أنتِ اللى هزمتني بعشقكِ

قالها بحُب ونبرة ناعمة بينما يتكئ بجيبنه على جيبنها وسار بها إلى الخارج حيث فراشه ....


________________________ 


فى غرفة العناية المركزة فجرًا، غيرت الممرضة الدواء إلى "ملك" لتلمح أصابعها تتحرك فركضت إلى الخارج تخبر الطبيب بأستجابة "ملك" لكن فى مغادرتها تسلل أحدهما إلى الغرفة وكان رجل مُلثم ووقف أمام فراش "ملك" يرى أصابعها تتحرك ببطيء شديد وعينيها على وشك أن تُفتح حتى ترى وجهه لكنه نزع الوسادة من أسفل رأسها ليضعها على وجهها يكتم أنفاسها حتى أطلق الجهاز صفارة توقف القلب عن النبض فترك الوسادة أرضًا وغادر المكان سريعًا، عادت الممرضة مع الطبيب لترى الوسادة بالأرض وجهاز القلب توقف وقد أستقام الخط به لتفزع وقالت للطبيب:-

_ والله حركت أصابعها، أنا شوفتها 


يُتبــــــــــــــــــع .......

تكملة الرواية بعد قليل 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا



تعليقات

التنقل السريع