رواية وختامهم مسك الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون بقلم نورا عبدالعزيز
رواية وختامهم مسك الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون بقلم نورا عبدالعزيز
#وختامهم_مَسك
الفصــــــــــل الخــامس والعشـــرون (25)
بعنــــــوان " رد قلبي "
جلست "غزل" مع "جابر" و "زين" فى شقة "بثينة" التى ترحب جدًا بفكرة الأنتقام لاجل أطفالها، سمعت "غزل" كل شيء منهم فتنهدت بهدوء وعقلها يفكر صامتًا فى كل ما سمعه حتى قطعت الصمت وقالت:-
-مسك فى غيبوبة بقالها شهر ونص إحنا ممكن نستغل غيابها دا وأنا بالنسبة ليهم ميتة، لكن من دلوقت أنا مسك وما دام بيسعى وراء مسك فأنا لازم أحميها
-أزاى؟
قالها "جابر" بجدية صارمة ما زال لا يفهم عقلية هذه الفتاة أو ما تسعى إليه فقالت:-
-متقلقش يا أستاذ جابر، أنا عارفة هبدأ منين ولما أحتاج مساعدتكم هقولكم
نظر "زين" إلى "جابر" فى صمت، وقفت "ورد" بعيدًا تراقبهما ووجهها عابس لتشير إلى "زين" فذهب إلى "ورد" وقال بهمس:-
-فى أيه؟
نظرت إلى "غزل" بوجه عابس وقالت بخنق:-
-زين، أنا مش مرتاحة للبنت دى، مش هى أخت مسك بس محبتهاش ولا دخلت قلبي، مسك رغم دبشها وأنها عصبية طويل الوقت وعنيفة لكن دخلت قلبي غير أختها، البنت دى بتطير طاقة شر من عينيها وأنفاسها
تبسم "زين" بعفوية على حديث زوجته وعبوس وجههها وشفتيها المقوسة حزنًا، قال بنبرة دافئة:-
-متقلقيش يا حبيبتى، أنا زين الضبع، والمصالح ببتصالح
نظر "زين" إلى "غزل" الجالسة بجوار "جابر" وتبسم بخبث شديد...
_________________________
لم يُصدق نهائيًا ما سمعه من الطبيب عن حملها حتى قاطع صدمته وأنتشله منها "غريب" الذي ضربه فى ذراعه غيظًا وقال:-
-مقدرتش تمسك نفسك من الأسبوع اللى قعدته معاك، أنا كان ناقصني هم الحمل كمان
نظر "تيام" إليه بغضب من كلماته ثم دلف إلى الغرفة وعينيه ترمق "مسك"، جلس جوارها وأخذ يدها فى قبضته وعينيه لا تفارق وجهها وعنينها المُغمضتين، تسللت عينيه إلى بطنها ولمسها بيده الأخري وما زال لا يُصدق بأن "مسك" تحمل برحمها طفلًا منه، تمتم بخفوت وعيني دامعة:-
-أفرح لحملك ولا أخاف عليكي منه يا مسك، يارب أنت عالم بحالي والله ما طمعت بحاجة ولا طلبت منك حاجة غير مسك
دخل المرحاض وتوضيء ثم خرج ووقف على سجادة الصلاة وبدأ صلاته، فتحت "مسك" عينيها بتعب شديد وتتنفس بصعوبة، ظلت تحدق فى السقف الأبيض حتى سمعت صوت بكاء خافت، ألتفت بلطف لتري "تيام" ساجدًا فى صلاته ويبكي، تبسمت بلطف علي رؤيته فور فتح عينيها؛ لا تعلم كم مر من الوقت عليها داخل هذه الغفوة لتقول بتمتمة وصوت مبحوح:-
-تيام
لم يسمع صوتها الخافت وأنهي صلاته ودموعه الباكية تسيل على وجنتيه ورفع يديه الأثنين للأعلي وقال برجاء:-
-يارب، ردها ليا سالمة وأرحم قلبي الضعيف وقلة حيلتي، أنا معنديش حاجة أعملها غير دعاك..
-تيام
قالتها من جديد ليفزع من مكانها عندما سمع صوتها المبحوح يقاطعه، هرع إليها بدهشة وسعادة تغمره وأخذ وجهها بين يديه بحب وقال:-
-مسك
تبسمت بلطف ورفعت يدها إلى وجنته تجفف دموعها الباكية وقالت بصوت مبحوح:-
-وحشتني
تبسم إليها بسعادة ثم قبل جبينها بحب وإمتنان لعودتها وفتح عينيها ثم قال بحب:-
-أنت وحشتينى أكثر يا مسك، هونت عليكي شهر ونص بحالهم بعيد عني، بس مش مهم فداكي ، فداكي كل حاجة ما دام ربنا ردك ليا ورجع ليا نبض قلبي
أومأت إليه بنعم ثم خرج من الغرفة ليخبر الممرضة أنها فتحت عينيها وعادت للحياة، أتصلت الممرضة بالطبيب وبـ "غريب"، عاد "تيام" إلي الغرفة ورأها تحاول الجلوس ليهرع إليها ويساعدها فقال:-
-بلاش عشان متتعبيش
رفعت يدها ترفع خصلات شعرها لتُدهش أن رأسها الصغير ليس به شاش طبي أو أى أثر على جراحتها فقال "تيام" بجدية" وهو يحتضن يدها فى يديه الأثنين بحب:-
-بقالك شهر ونص فى غيبوبة، الدكتور فك ليك السلك من أسبوع وطمني عليكي بس مكنتش عارف ليه مبتفوقيش ما دام أنتِ كويسة، كنت خايف تكوني زعلانة منى وبتعاقبني، أو ربنا يكون مقبلش توبتى ويعاقبنى فيكي، بس الحمد لله، ألف حمد وشكر لله أنه أستجاب لدعاء واحد زي ومكسرش قلبي فيكي يا مسك، لا دا كمان كرمني برحمته ورزقني بطفل جواكي... أنتِ حامل يا مسك
دُهشت مما سمعت، نظرت إلى بطنها بأندهاش ولا تستوعب أمر حملها، كيف لها أن تحمل بطفل فى رحمها، تمتمت بذهول رغم خجلها الشديد:-
-بالسرعة دى لمجرد ...
تنحنح "تيام" بسعادة وأقترب بنصفه العلوي نحو الفراش ورفع رأسها إليه بسعادة تغمره وهذا اليوم لن يكرر له مرة أخرى عادت محبوبته وتلقي خبر حملها من الطبيب، قال بعفوية:-
-الدكتور قالي ممكن تحصل من مرة عادي وإحنا ...
قاطعته بخجل شديد وعينيها تتحاشي النظر إليه وهى تتذكر هذه الأيام التى عاشتها معه رغم قلتها لكنها كان أسعد أسبوعًا لها، رغم أنها صباحًا كانت تنهك من المرض داخل المستشفي بسبب التحضير للعملية والتحاليل الكثير لكن ليلًا كانت تعود لأحضانه فى منزلها بخوف يتملكها من أن تفارقه داخل غرفة العمليات، قالت بتلعثم:-
-فهمت خلاص
تبسم على خجلها وقلبه لا يتوقف عن الجنون فى نبضه مُنذ أن فتحت عينيها وناداته من جديد فوضع يده أسفل رأسها وأدارها إليه لكي تتقابل عيونهما معًا وهى تهرب منه بسبب خجلها ووجنتها التى توردت فقال وعينيه تعانقها عوضًا عن ذراعيه المُتشبثة بيديه:-
- عينك بتهرب مني يا مسك، لو تعرفي أتمنت قد أيه تفتحيهم وشوف جمالهما من تاني، معقول دلوقت بعد ما تفتحيهم تهربي مني، لا مش مسموح لك يا مسك تهربي منى ولا تحرمني من نظرتهم حتى لو مكسوفة منى، ربنا العالم والشاهد على حالي من غيرك، أنا كنت عامل زى العيل الصغير اللى ضاع من أيد أمه وسط الطرق وعمال يصرخ بأسمها ويدور عليها ومش لاقيها، متحرمنيش منك يا مسك ولا من رائحتك وعينيك، أنا كنت هموت وأنا عامل أكلمك وأناديكي وأنتِ مبترديش عليا كانوا أصعب 47 يوم و16 ساعة و33 دقيقة عشيتهم فى عمري كله، الخوف من بُعدك وأنك تسيبني كان بيقتلني وبيقطع فى قلبي
سحبت يدها من قبضته ودموعه التى تنهمر بغزارة دون توقف وهو يحاول وصف ما عاشه فى الأيام الماضية دونها إليها، لا تستوعب أن مرضها فعل به كل هذا العذاب ومزقه لإشلاء هكذا، رفعت يدها إلى وجهها تداعب لحيته بدلال ونعومة ثم تبسمت "مسك" إليه بصعوبة من تعب جسدها طريح الفراش لفترة، تمتمت بخفوت قائلة:-
-أنا قولتلك مش هسيبك يا مُتيمي
أنزل يدها عنه وضمها بعد أن وضع خاتم الزفاف فى بنصرها بين يديه الأثنين بسعادة تغمره وعينيه تحدق بعينيها الرمادتين لطالما أشتاق لرؤيتهم طيلة هذا الشهر ونصف التى دامت غيبوبتها بهما وقال بدفء:-
-أنا روحي كانت غايبة عنى وأنتِ ردتيها يا مسك، والله أنا ما كنت أعرف أنى بحبك أوى كدة، أنا حتى أنفاسي كانت بتقطع فى صدري من غيابك
قبل يدها بحنان وما زال يُضمها بين يديه ولا يستطيع تركها كأنه يعوض كل لحظات الفراق الذي دامت بينهما وينتقم من الشوق الذي مزق قلبه بشتاقه إليها، تمتمت "مسك" بحب وعينيها ترمقه:-
-ولا أنا كنت أعرف أنك بتحبنى أوى كدة يا تيام
رفع يده إلى رأسها يرفع خصلات شعرها عن جبينها بحنان ثم أقترب قرب رأسها حتى يشعر بأنفاسها أكثر وتتسلل هذه الأنفاس بداخله تمتص أوجاعه وتقتل لحظات الفراق ثم قال:-
-عارفة معنى اسم تيام ايه؟ شدة الحب والحب اللى وصل لدرجة اللاحدود لها، أنا أتسميت كدة عشان حُبك يا مسك، أنا مُتيم بحبك اللى مالهوش نهاية ولا حدود يا حبيبة قلبي وبداية عمري، عمري اللى أبتدي على أيدك لما دخلتى حياتي، أنتِ حياتى وروحى وعمري ودنيتى وأنفاسي، أنا عمري ما ركعتها وبوقي وجسمي كان كلها منكر لكن ركعتها عشانك يا مسك عشان أطلبك من ربنا وكرمي بيكي ورجعك ليا، والله لو شكرته الباقي من عمري كله ما هيكفي
-سألوني بحبك ليه وأزاى وأمتي؟ خليهم بس يجيوا يشوفوا النظرة اللى فى عينيك دى بس وهيعرفوا
قالتها بهمس وضربات قلبها بهذه اللحظة تنبض لأجله فقط وليس لأجلها، يناديه هذا القلب بشغف وقلب دافيء ليقول بحب:-
-والله لو فى كلمات توصف حبي ليكي كنت قولتها يا مسك، لكن كلمات العالم وكل لغات الكون ميعرفوش يوصفوا نقطة فى بحر حبي ليكي يا مسك، أنا قولتلهم أن ربنا رحيم وعالم أن توبتي والهدي والصلاح جالي على أيدك، أتمنت تفضلي جنبي العمر كله والحمد لله أنك معايا....
قاطعهم صوت "غريب" الذي دخل الغرفة على سهو بهلع بعد أن تلقي خبر إفاقتها، يقول:-
-مسك
ألتف "تيام" إليه ووقف من مكانه ليترك مساحة إلى هذا الرجل بأن يهدأ نيران قلبه المُلتهب ثم قال:-
-مسك
أقترب منها بسعادة وضمها بين ذراعيه ويقبل كل أنش فى وجهها لتبتسم "مسك" مُتغاطية عن ألمها لأجل والدها، قالت بصوت دافئ:-
-بابا
نظر إلى وجهها وقال بحب:-
-بركة أنك بخير يا مسك...
__________________________
وصلت "زينة" صباحًا إلي مكتبها ودلف "متولي" خلفها فقال بحماس:-
-كنت عارف أنك هترجعي
تبسمت "زينة" بخبث شديد ثم قالت:-
-هههه ليكون بفضلك، دا أول ما زين طردني جريت زى الكلب وأستخبيت لكن دلوقت أول ما عرفت أني رجعت وأعلي جاي زى الكلب تترجاني أشغلك معايا
جلست على مكتبها وحدقت به بغيظ شديد ترمقه بنظرات غاضبة وباردة ثم قالت:-
-بس تعرف الكلب وفي لصاحبه مبيسبهوش ويجري يا عقرب
-حقك عليا يا ست الكل
قالها "متولي" بترجي وبسمته تنير وجهه يصطنع الود لكن "زينة" كانت تبتسم بمكر على هذا الوجه الخبيث ثم قالت:-
-ماشي يا متولي، أجري أطلبي قهوة وشوف شغلك بعدها
تبسم بحماس ثم خرج من المكتب، وقفت "زينة" من مكانها وهى تحمل الهاتف فى يدها وتتصل بـ "زين" ثم وقفت أمام النافذة الزجاجي المُطلة على حمامات السباحة مُنتظرة أن يقبل أتصالها، فور سماع صوته قالت:-
-أنا رجعته زى ما قولت يا زين، هتثق فيه أزاى؟
تبسم "زين" بحماس وقال بنبرة جادة وعقل خبيث:-
-متقلقيش يا زينة، أنا جايلك مسافة الطريق، متولي لحد ما أرجع تماطلي معاه وتعامليه عادي زى المعتاد بينكم
أومأت إليه بنعم ثم أنهت الأتصال معه وعادت للجلوس على المقعد تفكير فى هذه الخطة التى وضعها أخاها مع "تيام"....
_______________________________
جلست "ورد" بجوار "مسك" فى المستشفي بحماس وقالت بنبرة دافئة:-
-متعرفيش أنا كنت خايفة عليكي أزاى، ولا تيام يا مسك كل ما اجي أزورك ألاقيه أم قاعد جنبك وماسك المصحف فى أيد وأيدك فى أيد أو قاعد على المصلية بيصلي ودموعه مفارقتش عينيه حتى لو جفت من الخوف بتنزل عشانك
تبسمت "مسك" على ما تسمعه عن حُب "تيام" إليه وأدارت رأسها إلى زاوية الغرفة تراقبه بعينيها ووجهها الباسم وهو يقف مع "زين" يتهامسان معًا، تمتمت "مسك" بهدوء:-
-رغم تعبي دا لكن فايدتها أنها عرفتني قيمتى عن تيام، أنا عمري ما تخيلت أن فى حد ممكن يحبنى أوى يا ورد
نظرت "ورد" على "تيام" وقالت:-
-عارفة أنا لما كنت بشوفه كدة كنت بغير من حبه ليكي، وبسأل نفسي هو زين رغم كل الحُب اللى بشوفه فى عينيه وقلبه ليا تفتكري بيحبني زى ما تيام بيحبك كدة
نظرت "مسك" بسعادة إلى "ورد" وقلبها ينبض إلى هذا الحُب الذي رزقت به وقال:-
-أكيد بيحبك يا ورد، بس كل واحد بيحب بطريقته
أومأت إليها بلطف، جاء "زين" إليها ووضع يده على كتف "ورد" وقال بحزم:-
-حمد الله على السلامة يا دكتورة مسك، يلا يا ورد
تبسمت "ورد" بعفوية وقالت:-
-شدي حيلك كدة بسرعة وتعالي أقعدي معايا فى الغردقة مالكيش دعوة بالشقة اللى جابها تيام دى
أومأت "مسك" إليها بسعادة ثم قالت:-
-حاضر، متخافيش مش هتأخر
أخذها "زين" وذهبوا معًا بينما نظر "تيام" إلى "مسك" التى أشارت إليه بأن يقترب، أقترب"تيام" منها وجلس على حافة الفراش ثم جلس وقال بنبرة دافئة وعينيه ترمق عينيها بسحر حُبه العاذب الذي تسلل إلى قلبه من قوتها وجراءتها:-
-قولي يا مسك، قولي يا قرة عيني وفلذة كبدي، والله لو كان أيه لأعملهولك
ضحكت "مسك" على كلماته وقالت بنبرة خافتة:-
-لا يا تيام أنا مش هطلب منك حاجة
لمس يدها بعفوية ثم قال بحب هائمًا بها:-
-وأن طلبتي عمري يا مسك هديهولك
تغلغلت أصابعه بين أصابعها يعانقهما بحُب ورفع نظره إلى نظرها بحُب، فتحت "مسك" ذراعيها إليه بعد أن سحبت أصابعها منه لينظر مُطولًا إلى ذراعيها فأومأت إليه بنعم ليرتمي بجسده بين ذراعيها فأغلقتهم عليه مُطوقه بقوة كأنها تداوي روحه وتمتص اشتياقه الذي طال لأيام طويلة وبدأت تربت على ظهره ويدها الأخري تغلغل بين خصلات شعره فى مؤخرة رأسه، شعر بدفئها وأنفاسها ليجهش فى البكاء بين ذراعيها تاركًا العنان لألمه تطلق الأوجاع خارجًا بين ذراعيها، تمتمت بهدوء:-
-أنا هنا يا تيام، أنا هنا
طوقها بقوة مُتشبثًا بها ويهدأ من روعته ويخمد نيران قلبه ويعزز شغفه بها ليقول بهمس:-
-أنا أتوجعت يا مسك، أتوجعت وخوفت
أخرجته من بين ذراعيها وحدق بوجهه ويديها تحتضن وجنتيه وقالت بحب:-
-سلامتك من الوجع يا مُتيمي
-أنا بعشقك يا مسك
قالها بحب شديد، وضعت رأسها على رأسه تشعر بأنفاسها الدافئة وقالت بخفوت:-
-وأنا كمان يا مُتيمي والله ما حبت حد غيرك، أنت أول وأخر راجل فى حياتي وقلبي
تساقطت الدموع من عينيهما معًا وكأن الدموع هى لذة عشقهما ونبضه الذي يحيا قلوبهما، قلوبهما التى تلتهب بالعشق ورغم نيران العشق لكنها لم تحرقهما بل تزيدهما لهبًا وشوقًا، أختلطت أنفاسهما من قُربهما وحرارة أجسادهما باتت واحدة ليتذوق شفتيها بحُب ودفء أكثر فأغلقت أناملها أكثر على ذراعيه، تشبثت به وحال قلبها لا يقل شيئًا عن حاله، كلما زارها أحد مُنذ أستيقاظها وأخبرها عن حُبه إليها وكم ذاق من العذاب فى بُعدها عنه...
________________________
كان "بكر" جالسًا على طاولة الطعام فى مطعم فاخر فى الشيخ زايد، قاطعه جلوس أحد أمامه على طاولته ليرفع نظره ورأي "غزل" تجلس جواره فتبسمت إليه بخبث شديد:-
-وحشتني
-أنت مش مسك، غزل!!!
قالها "بكر" بصدمة ألجمته ولا يُصدق أن "غزل" أمامه حية على قيد الحياة وتبتسم إليه بخبث شديد .....
#وختامهم_مَسك
الفصــــــــــل الســــادس والعشـــرون (26)
بعنــــــوان " بداية انتقام "
تبتسم إليه بخبث شديد وأقتربت بنصفها العلوي نحو الطاولة وأتكأت بذراعها الأيمن فوق الطاولة ثم قالت بمكر شديد:-
-هى بشحمها ولحمها، غزل اللى بعت تقتلها ولولا ستر ربنا كان زمانك بتقرأها ليها الفاتحة
تحدث "بكر" بصدمة ألجمتها قوية ولا يُصدق بأن هذه الفتاة ما زالت روحها لم تفارقها رغم ما حدث معها :-
-أزاى!!
قهقهت "غزل" ضاحكة على حديثه وعادت بظهرها للخلف ووضعت قدم على الأخري بغرور قاتل ثم قالت بهدوء:-
-ربك لما يريد، ليك نصيب تموت على أيدي يا بكورتي
تأفف بضيق شديد ثم قال بسخرية من كلماتها الحادة:-
-أنتِ، الأيادي الناعمة دى تعرف تقتل طب والله دا أنا أتمنى اموت على أيدك
ضحكت "غزل" بغرور قاتل ثم قالت بخبث:-
-متستعجلش على موتك، أنا جيت عشان أنا مش جبانة زيك بضرب من تحت لتحت بخبث، أنا جاية أقولك أنى هقتلك
وضعت يدها على فمها وتركت له قبلة فى الهواء خبيثة وغادرت مع بسمتها الماكرة التى تحمل الكثير من الشر ومرت من أمامه، تنهد بأختناق من فشل رجاله فى قتل هذه الفتاة الماكرة، وقفت "غزل" خلفه وأنحنت إلى مستواه وهمست فى أذنه بتهديد واضح:-
-متحلمش بمسك ولو فكرت تقرب لها لمجرد تفكير هقتلك يا بكر ومش هيمنعني عنك الكون كله
ربتت على كتفه بطريقة تهديدية ثم غادرت من هذا المكان ليضرب "بكر" قبضته بالطاولة من الغيظ، صعدت "غزل" بسيارتها فى المقعد الخلفي ليقود بها الرجل الذي أرسله "جابر" معه أتصلت بـ "جابر" وقالت بنبرة حادة:-
-أنا خرجت من عنده
تبسمت "غزل" بهدوء وأغلقت الهاتف ونظرت من النافذة للخارج بحيرة من القادم....
___________________________
وصل "تيام" بها إلى شقتهم وأدخلها إلى غرفتهم وأتكأت بظهرها على الوسادة، مسح "تيام" على رأسها بلطف وقال:-
-نورتي بيتك يا مسك
تبسمت "مسك" إليه بلطف وقالت:-
-بنورك، أنا جعانة
أومأ إليها بنعم ثم خرج من الغرفة وطلب الطعام من أقرب مطعم لهما وبمجرد أن أنهت "مسك" حمامها وخرجت رأته يستلم الطعام من مندوب التوصيل، وقفت بمكانها بهدوء وأغلقت الروب الستان الوردي برباطه جيدًا حتى أغلق باب الشقة ودفع للرجل، سارت نحوه بحماس وأخذت الأكياس منه ووضعتها على السفرة، وقف يراقبها بسعادة وهى تفتح الأكياس ثم جلست محلها وبدأت تأكل بشراسة فقال "تيام" بحب:-
-على مهلك يا مسك هو أنتِ بتأكلى فى أخر ذاتك، براحة
نظرت له بعبوس حاد ومطت شفتيها للأسفل بحزن من كلماته وقالت بأستياء:-
-أنت هتقر عليا يا تيام ولا ايه؟ دا بدل ما تقولى ألف هنا
ضحك على عبوسها الطفولي ويده تبعد خصلات شعرها المبلل عن وجنتها وقال:-
-ألف هنا يا حبيبتى بس على مهلك عشان تعرفي تنامي بس
أومأت إليه بنعم وبدأ "تيام" فى تناول طعامه وهى ترمقه بحيرة من أهتمامه الشديد بهاتفه والنظر إليه من تارة إلى أخرى فسألت بقلق:-
-أنت مستني مكالمة من حد
نظر "تيام" إليها بحيرة ثم قال بقلق:-
-لا، أنا بس مستني زين كنت طالب منه حاجة كدة يعملها
تركت "مسك" الملعقة من يدها بحيرة وحدقت بزوجها وملامحه تفضح أمر كذبه وعادت بظهرها للخلف بخمول وقالت بجدية:-
-مُتأكد
هز رأسه بنعم دون أن ينظر بعينيها فوقفت من مكانها غاضبة من كذبه الواضح وهى تثق من داخلها أنه يكذب ويخفي شيئًا عنها لتقول بزمجرة:-
-ماشي، أنا داخلة أنام
دلفت إلي الغرفة وجلست أمام المرآة تصفف شعرها المبلل وتجففه بمجفف الشعر البارد، دلف "تيام" إلى الغرفة وحدق بها مُطولًا مُدركًا أنها غاضبة منه لكنها تكبح الغضب والإستياء منه بداخلها حتى لا تسأله ويكذب أكثر فيزداد غضبها أكثر، تمتم "تيام" بهدوء:-
-مسك
قاطعته برد فعلها القوة عندما تركت المجفف على التسريحة بقوة وتأفف بضيق ثم وقفت من مكانها وأستدارت إليه بضيق مُتذمرة من كذبه ثم قالت:-
-لو سمحت يا تيام متتكلمش معايا لأن معنديش مجال أن أسمع حاجة منك وأنت بتكذب عليا، أنا مبكرهش قد الكذب وما دام هتكذب يبقي متتكلمش أحسن
صعدت إلى الفراش ووضعت الغطاء على قدميها العارتين بسبب قميص نومها القصير وروبها الذي بنفس طوله، جلس "تيام" جوارها بهدوء وقال:-
-مش كذب يا مسك، لكن مش عايز أشغلك معايا ولا أشيلك هم وأنتِ لسه خارجة من المستشفي ، شوية ترتاحي كدة وتأخذي نفسك وأحكيلك
ألتفت "مسك" إليه لتحدق بعينيه وقالت بحدة وعبوس قوي يحتل ملامحها ونبرتها:-
-أنا كويسة أهو، أحكيلي أنا سامعاك
تنهد بهدوء وعينيه ترمقها بحيرة شديدة لا يعلم أيخبرها أم لا فقال بجدية:-
-الموضوع بخصوص بكر
أخبرها بكل شيء عن "بكر" وعلاقة بـ "متولي" وما فعله بـ "ورد" وأتحداه مع "زين" وزينة" للإيقاع به وتقديم "غزل" المساعدة لهم فقالت بذعر:-
-كمان غزل، أنتوا كلكم مشتركين فى الفخ دا، ليه هتعرضوا حياتكم للخطر يا تيام
-متقلقيش يا مسك، غزل راحت النهاردة زارته وبعد ما عرف أنها عايشة هو اللى هيأخد الخطوة الأولي ويبدأ مش إحنا
قالها "تيام" بجدية وأخذ يدها بين قبضته بلطف ثم رفع نظره إليها يتأملها بدلال ثم قال بحب مُتابعًا كلماته بنبرة أكثر دفئًا:-
-أسمعي يا مسك، أنا مش عايزك تقلقي ولا تفكري كتير، مش عايز منك غير أنك ترتاحي أنتِ والبيبي اللى في بطنك وتطمنني عليكي وتخلي بالك من نفسك وصحتك ومنه، الباقي سيبيه عليا
-بس
قالها بقلق شديد عليه خصيصًا أن "بكر" هددها أكثر من مرة بقتله لكنه قاطعها بنبرة قوية حادة يقول:-
-من غير بس يا مسك، أنا مش هستني لما الراجل المختل دا يأذيكي ولا يعمل فيكي حاجة عشان جنونه وعقله المريض اللى طمعه فيكي
أبتلعت لعابها بقلق وأرتباك من كلماته ثم قالت بتوتر واضحًا فى ملامحها:-
-أنت عرفت!!
حدق بعينيها بقوة وغضب يتطاير من عينيه لأجلها ويتحدث بنبرة خافتة:-
-عرفت جابر قالي، أنتِ أزاى متقوليش اللى بيعمله الرجل المريض دا، أزاى متعرفنيش أنه بيجري وراكي عشان عايزاك مش عشان ينتقم منك لأنك أخت غزل، أنا مش هستني يا مسك لما يأذيكي ومكونش راجل ولا أستاهلك لو ما قدرت أحمي مراتي من الحيوان دا
رفعت يدها الأخر إلى عنقه ونظرت بعينيه العسليتين بحب وقالت بهمس شديد:-
-أنا خايفة عليك من واحد زيه يا تيام، أنت زى ما بتقولي أخلي بالي من نفسي ومن اللى فى بطني، أنت كمان لازم تخلي بالك من نفسك وتعرف أن أنا واللى فى بطني دا عائلتك وأنت اللى مسئول عننا ولو جرالك حاجة هروح فيها
أخذ يدها من فوق عنقه ووضع قبلة فى باطنها بلطف شديد ثم رفع يده الأخري إلى وجنتها يداعبها بأنامله وقلبه نابضًا إليها وهذه اللحظة تكفيه لعمرًا كاملًا ثم قال بلطف ونبرة دافئة تخرج من بين ضلوعه مُحملة بنبضات حُب:-
-متخافيش يا مسك، أنا قوي وأعرف أحميكم كويس لأنكم عائلتي زى ما بتقولي
أومأت إليه بنعم ليجذبها إليه وسكنت رأسها فوق صدره ولفت ذراعيها حول نصفه العلوي ليطوقها "تيام" بحب ومسح على رأسها بيده هائمًا بهذه اللحظة، ورغم كل ما يحمله بين طياته من غضب وقلق لكنه لا يقوي على إهدار لحظة واحدة من عمره دون أن يعبر عن حُبه إليها ربما يستطيع أن يصف لها مقدار هذا العشق الكامن بداخله....
____________________________
(المدينة الزرقاء blue city )
وقف "زين" أمام المرآة يصفف شعره بعد أن بدل ملابسه، جاءت "ورد" من الداخل ووقفت خلفه بحيرة مما سمعته وقالت:-
-زين أنا خايفة عليك من الراجل دا
ألتف "زين" إليها ببسمة لا تفارق وجهه تنير أيامها وتُزهر قلبها العاشق ثم قال بلطف:-
-متخافيش يا وردتي، أنتِ عارفة جوزك قوي
تنهدت بحيرة وقلق يزداد بداخلها كلما سمعت عن "بكر" أكثر ومسكت ذراعيها بقلق وعينيها تحدق به بحزن:-
-قوي بس شريف، لكن الراجل دا ميعرفش حاجة الشرف وكل ألاعيبه وخططه قذرة زيه، يعنى أنتِ مهما عملت عمرك ما هتفكر تقتل حد أو تعمل فى واحدة اللى عمله فيا، لكنه هو عمل بسهولة دا معناه أنه يقدر يعمل أكتر من كدة لأن معندويش ضمير
أخذها من يدها لتجلس على أقرب أريكة فى الغرفة وجلس جوارها ثم رفع يده إلى وجنته يداعب غرتها بلطف وعينيه ترمقها بطمأنينة ثم قال:-
-متقلقيش يا وردتي، أوعدك متأذيش لكن برضو أنا وعدتك أرجعلك حقك من اللى عمل كدة، وألا عمري فى حياتي كلها ما هشوف نفسي راجل وأنا شايف وعارف أن اللى أذي مراتي عايش حياته من غير ما يتجزأ على عملته
رفعت يديها إلى وجهه لتأخذه بين راحتي يديها الأثنين وقالت بعيني دامعة على وشك البكاء من القلق الذي أستحوذ على قلبها وخيم على عقلها البريء:-
-بس يا زين دا راجل شرير لو هيأذيك ولو بأحتمال 1% يبقي أنا متنازلة عن حقي دا ومسامحة فيه كمان، أنت عندي أغلي من أى حاجة فى الدنيا ومعنديش استعداد أخسرك أو أشوفك بتتأذي على أيد الرجل اللى معندوش قلب ولا ضمير دا
تبسم إليها بحب شديد وقال بلطف:-
-متقلقيش يا ورد وبعدين يا حبيبتى أنا معايا جابر مش هيسمح لحد يأذيني
تنهدت بحيرة من إصرار زوجها على الأنتقام وهى تعلم أن نار الأنتقام تحرق صاحبها اولًا، ذرفت دمعتها رغمًا عنها بخوف وقالت:-
-الراجل دا ميعرفش ربنا يا زين وكمان اللى أسمها غزل دى أنا مرتاحتلهاش ومدخلتش قلبي، الموضوع كله مقلق ومش مطمني
قبل جبينها بدفء كافي لقتل هذا القلق الذي يكبر بداخلها كالخلايا السرطانية ويقتل بها ويفتك بعقلها ثم جفف دموعها بأنامله وقال بلطف:-
-أطمني يا وردتي، أطمني أنا مستحيل أسيبك ولا أسمح أنى أشوف دموعك وبعدين أنا وعدتك أهو أنى حتى مجرد الخدش مش هتخدشوا يا ستي أطمنتي كدة
تنهدت بيأس وهى عاجزة عن تغيير رأيه ما دام قد قرر الأنتقام فلن يتراجع مهما فعل أو حدث فتبسم "زين" إليها بحُب وجذبها من خصرها إليه أكثر وهمس فى أذنها بدلال يغازلها بأوتار عشقه:-
-وبعدين أنا مش هسيبك غير لما تجيبلي 7 ولاد و5 بنات و3 توآم
ضحكت رغم عبوسها على الارقام الذي يقولها وقالت بعفوية بريئة:-
-أيه دا هو أنا أرنبة، دا حتى الأرنبة مش هتعملها
حملها على ذراعيها بدلال وعينيه ترمقه بحُب يفتت قلبه لإشلاء حتى يتسلل من بين ضلوعه الصلية ويركض إليها، قال بنبرة هامسة:-
-أنتِ بقي هتعمليها وهنبدأ الولاد، أنا عايز ولد وحالًا
قهقهت ضاحكة عليه وهى تلف ذراعيها حول عنقه بدلال وقدميه تسير بها إلى الغرفة مُبتسمًا حتى وصل إلى الفراش وأنزلها برفق لتحدق بعينيه العاشقة وهو يقترب نحوها فهمست بخجل شديد يتملكها ويحتل وجنتيها الحمراء ببراءة:-
-زين... أستن بس
وضع قبلته الأولي على جبينها لتتشبث بتي شيرته بحب وهمست إليه بدفء وأستحياء:-
-طب أطفي النور الأول
تبسم إليها بسمة ساحرة خرجت من قلب عاشق وعقل هائمًا بهذا العشق ولبي طلبها دون معارضة أو أن يتفوه بكلمة قاطعًا مجال الحديث بهذه اللحظة الدافئة وبنعومتها التى تسللت إلى قلوبهما.....
____________________________
أستيقظ "تيام" من نومه صباحًا على صوت أنين مبحوح، فتح عينيه بقلق ولم يجدها جواره فخرج نت الغرفة مُسرعًا والخوف يحتله من أن يكن أصابها شيء أو مرضت ليلًا، سمع صوتها تلهث بقوة من تجاه الغرفة المجاورة التي خصصها إلى الأجهزة الرياضية لأجلها، فتح باب الغرفة وصوت أنينها عالي لكن صُدم "تيام" عندما رأي "مسك" تمارس الرياضة ليهرع إليها بذعر ويحدثها بقوة:-
-أنتِ بتعملي أيه؟
-صباح الخير
قالتها وهى تركل كيس الملاكمة الجلدي بقدميها ليحيطها "تيام" بذراعيه خوفًا من جنونها وقال:-
-الواد هيقع، أنتِ أتجننتي فى واحدة حامل تلعب رياضة وبوكس
-مش أنا عملت كدة يبقي فيه يا تيام
قالتها بعفوية وبسمة تنير وجهها، ظل يحيطها بذراعيه وهو يعانقها من الخلف وقال بتذمر كبير على تصرفها وهى لا تعتني بصحتها وطفلها:-
-أنتِ عايزة تجلطينى صح!! ولما البيبي يقع منك يا مجنونة
ضحكت "مسك" على تذمره وتوقفت ساكنة بين ذراعيه ليهدأ من ذعره وقلقه، نظرت برأسها يمينًا نحوه وهو يقف فى الخلف يعانقها ثم قالت بعفوية:-
-سلامتك من الجلطة!!
نظر إلى وجهها بعبوس وقال:-
-أنا جلطتي على أيدك يا مسك وبكرة تشوفي
ألتفت بين ذراعيه لتقابل عينيه وتنظر إليه وجهًا إلى وجه ورفعت يدها إلى لحيته الكثيف وداعبتها بحب ثم قالت بهيام:-
-بعد الشر عنك يا حبيبي
أتسعت عينيه على مصراعيها بدهشة من كلمتها وعينيه تتجول بين عينين الرمادتين ولا يُصدق ما سمعه وجن جنون دقات قلبه القوية التى تسارعت لتكسر معدل نبضاته الطبيعية بسبب كلمتها فقال بتلعثم من دهشته:-
-حبيبك!! أول مرة تقولي حبيبي... قوليها تاني
تبسمت بلطف إليه وما زالت يديه تحيط بخصرها النحيل ويديها ساكنة فوق صدره وترمقه بحب مُشتعل بقلبها من قربهما وعقلها لا يستوعب كم الحُب الذي تراه فى عينيه ويغلب كل قوتها وجراءتها فقالت:-
-ومُتيمي يعنى أيه، ما هى برضو حبيبي لكن أنا بحبها أكتر لأنها خاصة بك ومستحيل تتقال غير ليك أنت، أنت مُتيمي وحبيبي ودنيتي وأنا عاشقة المُتيم دا بروحي
تبسم "تيام" من كلماتها التى سكبت النيران أكثر على قلبه المُلتهب بالعشق، جذبها إليه أكثر حتى ألتصق جسدها بصدره وشعر بحرارته لتقول بخفوت:-
-تيام أنا كلي عرق
رفع يده إلى وجهها يلمس غرتها المبلل من قطرات العرق الذي يسيل على جبينها بلطف ونزل بنظره إلى عينيها يتقابلان ثم قال بحب:-
-وأن يكن، أنتِ حبيبة قلبي
تبسمت إليه بلطف ليقول بهمس وعينيه تلتهمها بحب:-
-والله البسمة دي لوحدها بتقتل قلبي وعقلي، متحرمنيش من رؤيتها يا مسك
أومأت إليه بنعم ثم تسللت من بين يديها سريعًا وأتجهت نحو الباب هاربة منه وقالت بجدية:-
-صحيح أفتكرت، جابر رن عليك كتير وأنت نايم ولما مردتش أتصل عليا وبيقولك تكلمه ضروري
أومأ إليها بنعم وخرج من الغرفة ليتصل به، جهزت "مسك" الإفطار وهى تسمعه تقوله:-
-متقلقش أنا بليل هكون فى الغردقة، دلوقت هتحرك على طول أنفذ اللى قولتلك عليه وبعدها هركب وأجي
أغلق الهاتف من "جابر" وجلس ليفطر معها فقالت بحزم:-
-أنت هتسافر!!
-إحنا!! قصدك إحنا، أنا أكيد مش هسيب مراتي هنا وأمشي
قالها "تيام" بجدية لتنظر له بأندهاش من قراره المفاجئ لها بالسفر دون ان يخبرها، تمتمت "مسك" بقلق:-
-قصدك أيه؟، تيام أنت بتقرر كدة من نفسك
رفع نظره إليها بأندهاش من جديتها وصرامتها ثم قال بحزم:-
-أنتِ بتتكلمي كدة ليه، كأنك متفاجئة النهار دا أني شغلي فى الغردقة، مش دا شغلي اللى خليتنى أقبله وأمسكه دلوقت بتعترضي
تذمرت "مسك" على طريقته فى الحديث معها كأنه لا يهتم لشيء سوى ما يريده، لم يسألها عن رغبتها وأين تفضل العيش؟ وماذا عن عملها؟ وقفت من مكانها غاضبة بقسوة وقالت:-
-اه بعترض لأنك مفكرتش غير فى نفسك، شغلك وبس لكن أنا عايزة أيه؟ وشغلي أعمل فيه أيه؟ مهتمتش يا تيام... زى العادة مبتهتمش غير باللى أنت عايزاه وبس اللى فى دماغك أنت وبس والباقي مش مهم بقي
تأفف "تيام" من قسوتها ونبرتها التى ارتفعت أكثر فى النقاش وقال بغيظ شديد:-
-أنا تعبت، تعبت من كتر ما بتعارضي كل حاجة يا مسك، كل حاجة لازم تمشي تحت أمرك ورغبتك لكن أنا لا...
دلف إلي الغرفة غاضبًا لتتأفف بضيق شديد ثم جلست مكانها وقليلًا ورأته يخرج مُرتدي بنطلون جينز وقميص أسود وخرج من الشقة دون أن يهتم لها أو يودعها، حتى لم يخبرها إلي أين هو ذهب؟...
________________________
فتح باب مكتب المأمور ودلف العسكري ومعه "إيهاب" ليُصدم عندما وجد "تيام" هو الزائر الذي جاء إليه، جلس معه وحدهما وظل يحدق به فقال "تيام" بجدية:-
-أول حاجة لازم تعرفها أنا معملتش كدة فى بنتك وبريء من اللى حصل فيها ومن دمها
تنهد "إيهاب" بضيق شديد وقال ببرود:-
-عارف، بكر اللى عملها
تبسم "تيام" بحماس شديد ثم أقترب إلى الأمام أكثر وقال بجدية:-
-حلو وفرت عليا نص الطريق اللى جايلك فيه، كدة مصلحتنا واحدة، وكدة بقي أقدر أقولك أنا جايلك فى أيه؟
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق