رواية فراشة في سك العقرب الجزء الثاني (حب أعمى)الفصل الرابع عشر 14 بقلم ناهد خالد حصريه
رواية فراشة في سك العقرب الجزء الثاني (حب أعمى)الفصل الرابع عشر 14 بقلم ناهد خالد حصريه
الفصل الرابع عشر👇💗
فراشة في سكّ العقرب
ناهد خالد
"أن تكون قوي, لا يعني أبدًا أن تكمن قوتك في قبضة يدك, بل تعني أن تظهر القوة في نظراتك, وكلماتك, مواقفك, وردود أفعالك, القوة الحقيقية لا تنتمي أبدًا للعنف بأنواعه, فأنتَ لستُ مجرد حيوان في غابة تصارع لإثبات قوتك"
لم يكن عليهِ الظهور الآن, ابدًا... فظهوره أذم الموقف وجعل "شاهين" كوحش ضاري يتمنى لو يفتك بفريسته, ولكنها كانت منتبهها جيدًا, فبعد أن وضع كفه على ذراعها مرة أخرى ليجذبها بعيدًا عن طريقه وقبل أن يفعل كانت تنزل درجة واحدة لتصبح أقرب وموازية لطوله, والصقت نفسها بهِ تهمس له في مكر:
-عاوز يطلع اسوء ما فيك عشان يثبت لنورهان إن مش هو لوحده اللي وحش, لما تشوفك بتموته ضرب دلوقتي هيكون مبسوط عشان هتشوف الشخص الوحش اللي جواك اللي ممكن يموت اخوه في ايده عادي, متخليهوش ينجح في ده, لو عاوز تفرسه اتعامل بتحضر.
نصحته, وهي خير من تنصح خاصًة فيما يخص التعامل مع الغير, فلقد عاشرت اسوء البشر واحسنهم, وتعلم جيدًا ما يحاول الذي أمامها فعله, وللحقيقة هي هكذا مع الجميع إلا هو... "شاهين" الوحيد الذي لم تجد له مالكة, ولا تعرف فيما يفكر أو ما ينوي فعله, كالآن تمامًا, فصمته ووجوم ملامحه لم يريحها, هل اقتنع بما قالته أم ضرب بهِ عرض الحائط؟
أزاح كفه من فوق ذراعها, وتركها مبتعدًا عنها تحت نظراتها القلقة وهمست "نورهان" باسمه في رعب وخوف من اقترابه من الآخر.
وقف أمام "مازن" وهو يضم قبضة يده في محاولة للتحكم في غضبه وقال بنبرة قوية وحادة:
-اللي عملته مع اختك مايصحش, قليل الأدب والرباية والأصل هو اللي يطرد اخته بالشكل ده, بس عارف.. العيب مش عليك, العيب عليها أنها عبرتك رغم إني قولتلها متحاولش تقربلك تاني عشان انتَ ملكش عزيز.
بملامح يملئها الشر والغضب كان ينظر لها ثم يعود بنظره للذي أمامه يقول بنبرة متهكمة:
-مانا عارف إنك انتَ اللي محرضها عليا, كالعادة يعني مبتحبش تشوفني مرتاح وفي حد حواليا.
وشاهين يعلم جيدًا لِمَ يشير بحديثه, ابتسم في هدوء مستفز وهو يجيبه:
-طب انا كخه, ومحرضها عليك وببعد الناس عنك, قرب انتَ منهم, بدل ما تطردها احتويها وصلح أمورك معاها, بدل ما تبعد عنها اكتر ياخي غيظني وباينلي ان مهما اعمل مش هقدر افرق بينكوا.
ابتسمت "فيروز" وقد رُسمت الراحة فوق وجهها, لقد تلاعب "شاهين" بذكاء ومكر أكثر مما توقعت, تقسم أن دقيقة أخرى وستشهد على نبل اخلاقه!
لم يهدأ غضب "مازن" ابدًا بل كما اخبرته "فيروز" تصاعد غضبه أكثر وهو يقول في عصبية واضحة:
-انا مبجريش ورا حد بايعني, وهي باعتني يوم ما مشيت معاك من المستشفى, يوم ما وقفت مع عدوي قصادي, وبلاش الدور المثالي اللي بتمثله ده عشان انا عارفك على حقيقتك.
هتفت "فيروز" بحمئة لا تعرف من أين أتتها:
-على فكره ده مش عدوك ده اخوك, حتى لو شاكك ان شغله بطال مش لدرجة تشوفه عدوك, انا اعرف ناس كتير بيعرفوا بلاوي عن اهاليهم وبيتستروا عليهم كمان مش بيعتبروهم اعدائهم, لو في حاجه تانية مخلياك شايل منه للدرجادي بلاش تلبسها في إنك ضابط محترم وعندك القانون فوق الكل حتى اخوك, لان الأكيد ان مش ده السبب الوحيد, وغلط نورهان الحقيقي انها طاوعتك وبعدت عن اخوها عشانك, حتى لما كانت بتتواصل معاه كان في السر زي مايكون عشيقها زي ما هي حكتلي, كان لازم من الأول تفهمك انه اخوها زيك بالضبط وملكش تفرض عليها تقطع علاقتها بيه, لكن سكوتها اللي خلاك تزيد فيها.
وكأن شياطين الجن تلبسته, فهي الأخرى قد انطلت عليها حيلة "شاهين" الخادعة, ورأته ملاك بجناحين وهي الشيطان, والمخطئ الوحيد في القصة, تحرك من مكانه خطوة للأمام وهو يصيح فيها بغضب:
-وانتِ مالك انتِ؟ حد طلب رأيك؟ إيه اللي دخلك؟
وقف "شاهين" في وجهه تمامًا يقول بنبرة باردة:
-مالها انها بقت من العيلة... واسمع بقى آخر كلامي وافهمه كويس, عشان انا بتكلم لحد دلوقتي بالعقل وبهدوء..
احتدت نظراته وقوت نبرته وهو يكمل مشيرًا بسبابته للفتاتين بعد ان استدار ليصبح جانبه مواجهًا لهما:
-نورهان متقربش منها تاني, ولا تحاول تضايقها بأي شكل, انتَ خسرتها باللي عملته, الحالة الوحيدة اللي مسموحلك تقرب منها فيها إنك تكون جاي تبوس راسها وتعتذر لها على اللي عملته, ويا تسامحك يا لأ, دي حاجه ترجعلها..
حول اصبعه ليشير ل"فيروز" التي اضطربت وهي لا تعرف ماذا سيقول بشأنها:
-وفيروز لو لمحت ضلك قريب منها هنسفك, والخطة الخايبة اللي دخلتها بيها بيتي وحياتي بلها واشرب ميتها, فيروز خطيبتي وهتبقى مراتي وانا مبدخلش حرايمي في خطط ولا الاعيب قذرة, اللي يقرب من حرمة بيتي يستاهل اللي يجراله.
تبادلا النظرات المتحدية والغاضبة لبعض الوقت قبل أن يهديه "شاهين" ابتسامة ماكرة وصلت للآخر واضحة وهو ينسحب يلتقط كف "فيروز" اولاً و يسحبها خلفه وكف "نورهان" ثانيًا, وكان مشهدًا عنوانه الواضح "لقد خسرت الاثنتين" وأعلن "شاهين" فوزه في جولة جديدة.
******
مساء اليوم التالي...
اليوم وبعد أن هاتفت "صفاء" مسؤولة الخدم وطلبت منها أن تتغيب عن العمل لظروف خاصة, قضت نصف يومها في عملها في الطرقات, والنصف الآخر في تنظيف المنزل من أجل الضيوف, والضيوف المقصود بهم الشاب المتقدم لخطبتها وأهله, فقد أخبرها والدها صباح اليوم أنهم سيأتوا مساءً لزيارتهم, وفي الموعد المحدد ارتدت ما يناسبها من فستان بسيط وفردت شعرها بلا تبرج, وقابلتهم بود يليق بكونهم في بيتها, وقد كان الشاب قد جلب معه والدته وشقيقته, الحقيقة لم يكن سيء, رغم سمار لونه وامتلئ جسده قليلاً لكنه مقبول, وبعد جلسة عائلية قصيرة, انفرد بها في غرفة مفتوح بابها حيث يراهم من في الصالة.
وكان أول سؤال بدر في ذهنها:
-عرفت إني ببيع فُل؟ وايام تانية طباخة في فيلا, او نقدر نقول خدامة بلاش نجمل الوضع.
-عرفت..
واكمل بملامح سمحة:
-وموافق, كفاية إنك كنتي بميت راجل واشتغلتي عشانك وعشان والدك المريض, والشغل عمره ما كان عيب, واكيد يعني قبل ماجي عرفت معلومات عنك.
ارتاحت لكونه لا يعترض على عملها, وانطلقا بعدها في حديث ونقاش دام لخمسة عشر دقيقة قبل أن يعودا للجلسة العائلية, ودقائق أخرى وانسحبوا في انتظار رد العروس, العروس التي شعرت بالحيرة والتخبط, فلولا حبها للمغفل مجد لوافقت فورًا على الشاب, لكنها تشعر بعدم الراحة, وتشعر أن موافقتها عليه ربما تندم عليها فيما بعد حين لا تستطيع نسيان حب الآخر.
********
-طردتها؟ انتَ باين عليك اتجننت؟ هي مش دي نورهان وصية أمك ليك قبل ما تموت؟
نظر لصديقه بصمت استفز الآخر فصرخ بهِ في ضيق:
-ما ترد يا بني ادم انتَ.
تنهيدة قوية خرجت منه قبل أن يقول:
-يمكن اتسرعت في طردها, بس انا غضبي كان عاميني خصوصًا بقى لما جابت سيرة البيه, بس مش ندمان, عشان لما قالي مقربش منها ماعترضتش ومشيت معاه موافقة على كلامه ولا كأني اخوها.
نهض "مدحت" يقترب منه يقول بحنق واضح:
-انتَ يلا مبتحسش؟ يعني عاوزها بعد طردك ليها تدافع عنك وتقول لاخوها لأ ازاي تقوله يبعد عني ده اخويا..حبيبي...كبدي..
وظهرت السخرية واضحة في حديثه الأخير, ليقول "مازن" ببرود يخفي سخطه ورفضه لحديث الآخر وطريقته:
-هو انتَ دايمًا حاطط عليا في كل حاجة, دايمًا تطلعني غلطان و...
قاطعه يقول:
-عشان دايمًا بتكون انتَ الغلطان, انا ساعات بشك انتَ ازاي بقيت ضابط! ده انتَ دماغك مهلبية يلا.
نهض "مازن" يخبطه في كتفه بقوة طفيفة يقول:
-طب يلا يا خفيف غور على مكتبك عشان ورايا شغل, وبطل دور الواعظ الاجتماعي ده شوية.
تحرك "مدحت" للخارج يقول بضحك:
-انا وراك وراك لحد ما اصلح دماغك العطلانة دي.
*****
وفي اليوم التالي...
على طاولة الإفطار في فيلا شاهين المنشاوي...
نظرت ل "نورهان" التي بالكاد تتناول بضع لقيمات من الطعام وقالت:
-بقالك يومين على الوضع ده, إيه علاقة الأكل بالزعل.
وقبل أن تنطق كان ينطق هو بنبرة جامدة:
-زعل؟ زعل ليه هو ده شخص يستاهل يتزعل عليه بعد اللي عمله فيها!
خفضت "نورهان" رأسها بحزن ولم تعلق, فأشفقت "فيروز" عليها فقالت محاولة تغيير الموضوع:
-بقالك يومين مبتروحيش الشغل, هم رفدوكي ولا إيه؟
أردفت جملتها الأخيرة بمرح, لتنظر لها "نورهان" مبتسمة ابتسامة صغيرة:
-هروح النهارده, هفطر واروح.
-ايوه كده اخرجي من مود الكآبة ده, وإيه رأيك بليل نخرج نعمل شوبنج.
-ده من نفسك كده؟
هتف بها "شاهين" مستنكرًا دون أن ينظر لها بل ارتشف بعدها من كوب قهوته بهدوء كأنه لم يقل شيئًا, نظرت له تقول بابتسامة متوترة وهي تنقل انظارها بينه وبين "نورهان" وقد فطنت معنى جملته:
-مهو اكيد يا حبيبي مش هتعترض مادام حاجه هتبسطني وتخرج اختك من المود, مش كده؟
نظر لها متفاجئًا من حديثها وضيق عيناه يطالعها في مكر لم تنتبه له, لتقول "نورهان" مبتسمة:
-الحق يا شاهين دي بتثبتك.
ومكره كان حين التقط كفها الممسك بكوب من الشاي يحتجزه بين كفه, تحت تجمدها الواضح له, وقال وهو يجذبها لتقترب بوجهها منه لحد الخطر, والخطر ظهر حين وجدته مقبلاً على تقبيلها من وجنتها فانتفضت للخلف كالملسوعة تحت نظراته هو و "نورهان" المستغربة فسألها:
-إيه ده؟ هو انا هعضك؟
بحدة متوترة قالت:
-ممنوع القرب بكل انواعه, احنا لسه مخطوبين حلمت اننا اتجوزنا ولا إيه؟
رددت "نورهان" ضاحكة:
-دي مجرد بوسة بريئة يا فيروز! ده بيبوسها لوحدها لو سلم عليها وهو ميعرفهاش في حفلة او في بيزنيس!
قطبت ما بين حاجبيها بغضب وهي تجذب كفها منه بضيق حقيقي:
-ده اسمه قلة أدب, يعني إيه يبوس واحده ميربطوش بيها شيء.
رفع حاجبه بخطر مرددًا:
-قصدك إني قليل الأدب؟
تحول فورًا غضبها لابتسامة بريئة مصطنعة:
-لا... اقصد اللي بيعمل كده.
-والله؟ ما هي قالتلك إني بعمل كده, انتِ بتحوري؟
نهضت من فوق كرسيها تقول وهي تبتعد بسرعة حين نهض هو الآخر وقالت وهي تركض خارجة من الغرفة:
-اللي على راسه بطحة بقى.
وقف ينظر لركضها فوق درجات السلم ليسمع ضحكات "نورهان" ثم قالت:
-لذيذة فيروز.
نظر لها لتكمل:
-عفوية ورغم انها قضت وقت في لندن لكن عندها مبادئ وتحسها من مصر القديمة كده.
-ده عشان قديمة يعني؟
رددها مبتسمًا لتتسع عيناها ذهولاً تقول بعدما نهضت:
-بتقلش! شاهين المنشاوي بجلالة قدره بيقلش! بس بصراحة قلشة سخيفة متعملهاش تاني بقى.
اختفت ابتسامته يطالعها صامتًا لتشير للدرج قائلة بتوتر:
-شنطتي... هطلع اجيب شنطتي والحق شغلي.
وركضت هي الأخرى هاربة منه ومن غضبه الوشيك.
-مجانين.
قالها مبتسمًا وهو يتجه لمكتبه ليأخذ أشيائه ويذهب للشركة.
********
وفي وقت الغداء حين عاد لتناوله وبعد ان انتهيا..
لم يكن حول الطاولة غيرهما ف "نورهان" مازالت في عملها, قالت "فيروز":
-اليومين اللي فاتوا مكنتش بشوفك كنت طول الوقت بره البيت, حتى لما بترجع مبتكملش نص ساعة وتخرج تاني... مجاتش مناسبة ابدي اعجابي بموقفك مع ماز...
قاطعها يقول وهو ينظر لها بتمعن:
-موقفي كنتِ انتِ السبب فيه, لولا كلامك كان زمانه في المستشفى.
رفعت حاجبها ذاهلة وقالت بضحكة غير متوقعة:
-غريبة! متخيلتش تعترف بإني السبب في رد فعلك, تخيلت هتقولي انا اصلاً كنت هتصرف كده من غير كلامك, وشوية نرجسية.
نفى برأسه في هدوء:
-ده شغل عيال, وكلام فارغ, انا اللي بيعمل حاجه بشاور عليه وعلى اللي عمله, وزي ما مجتش ليكي فرصة تبدي اعجابك ماجتش ليا فرصة اشكرك.
-تشكرني؟؟؟
رددتها بذهول وصل أقصاه وهي لا تستوعب ما تسمعه من شخصية كشخصيته, ولكنه اكمل بهدوء:
-اه اشكرك, اللي عملتيه يستحق الشكر, لولاكي كانت نورهان شافتني بصورة انتِ عمرك ما هتتخيليها, كان وارد اعمله عاهه ولا اموته في ايدي في وقت غضبي, واكيد وقتها كانت هتخاف مني, وتشوفني اوحش منه.
ابتسمت له بصدق وقالت تلقائيًا بحديث لم تحسبه ولا تعرف كيف خرج منها:
-انتَ مش اوحش منه, عشان كده سمعت كلامي امبارح وهديت, ومفيش داعي للشكر.. الناس لبعضيها.
اردفت جملتها الأخيرة بضحكة صغيرة مرتبكة بعد اول حديثها, ليظل ينظر لها بنفس نظراته المتمعنة وقال:
-شكلي هقتنع انك اختيار مناسب ليا.
ونهض خارجًا من الغرفة بعد ان انهى جملته, لتنظر لأثره بشرود وحديثها مع "مستكة" صباح اليوم يدور في رأسها من جديد.
**********
مساءً...
عادت مستكة لمنزلها, وبعد ان اعدت العشاء لوالدها جلست تتناول معه الشاي, ليفاجئها بقوله:
-في عريس متقدملك.
-قصدك على اللي لسه مردناش عليه؟ انا لسه مفكرتش و...
قاطعها يقول مبتسمًا:
-لا قصدي عريس تاني.
اتسعت عيناها بصدمة تقول:
-عريس تاني؟
ضحك والدها:
-شكلهم بيهلوا مره واحدة, ابوه جه وكلمني وقالي اعرفك عشان تختاري بينه وبين الشخص اللي جه وقعد معاكي..
-مين ده؟
-عمك شاكر جه وكلمني عليكي لمجد ابنه, وقالي ان لولا ان مجد لسه مبقاش في احسن حال كان جه أتقدم بنفسه, بس اقولك لو وافقتي ييجي يتقدم هييجي وتقعدي معاه, رغم إنك كده كده عرفاه بس بردو لما يكون عريس متقدم غير جارك ولا ابن حتتك.
الصمت هو رد فعلها لثواني طويلة بلغت دقائق, ووالدها ترك لها حرية التفكير والاستيعاب..
مجد تقدم لخطبتها؟
كيف؟
ومتى فكر بها؟
وما الدافع؟
وهل عليها الآن ان تفاضله بينه وبين الشاب المتقدم قبله؟
وهل ستكون مفاضلة عادلة أم سيتدخل بها قلبها معلنًا النتيجة؟
رباه هل يأتي الفرج دفعة واحدة بعد سنين عجاف؟
وهل علم مجد بتقدم أخر لها قبل التقدم أم بعدها؟
-هو عمي شاكر او ابنه عرفوا ان في حد متقدملي امتى؟
أجابها والدها بما أوضح لها الصورة:
-كان عمك شاكر جه طل عليا امبارح وقعدنا ندردش وقولتله في وسط الكلام, شكله هو و ابنه كانوا حاطين عينهم عليكي بس لما لقوا في عريس قالوا نلحقها.
كان حديثه مبتهج وسعيد, وبهِ راحة لكونه سيطمئن على ابنته اخيرًا, نظرت له بشرود إذًا الأمر هكذا, لقد علم بالشاب المتقدم لها, ولكن يبقى السؤال متى فكر بها كزوجة؟؟!
*****
نظرت للحارس الذي لا تطيقه بازدراء وهي تدفع باب مكتب "شاهين" لتدلف له, وتعمدت ان تغلق الباب في وجه الآخر بقوة, رفع "شاهين" رأسه ناظرًا لها باستغراب يقول:
-بترزعي الباب ليه؟ بتخانقي دبان وشك؟
جلست فوق الكرسي أمام مكتبه وقالت مبتسمة ببرود:
-الراجل اللي بره ده شكله بيخنقي.. اعتقد اول تعديل هعمله في الفيلا بعد الجواز اني امشيه من هنا, يعني إيه راجل غريب واقف في وسط الفيلا معرفش اخد حريتي في لبس ولا حركة.
-اول تغيير؟ معنى كده ان في تغييرات كتير؟
رددها رافعًا حاجبه باستفهام هادئ, لتقول بنفس ابتسامتها:
-اه... مش عروسة بقى ولازم بيتي يكون على ذوقي.
رجع بظهره يستند على الكرسي براحة وينظر لها بنظرات مبهمة, وكأنه مستغرب حديثها, او متفاجئ بهِ, نظرت لأرجاء المكان حولها ثم عادت تنظر له فجأة وقالت:
-احنا ممكن نكتب الكتاب من غير بابي.. انا كلمته وقالي انه صعب ينزل الفترة دي وان مدام انا واثقة في اختياري يبقى هو كمان واثق فيا ومعندوش مانع نتجوز وهو مش موجود...
____________انتهى الفصل ________
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق