رواية أسير العشق الفصل الخامس عشر 15 بقلم نور ناصر
رواية أسير العشق الفصل الخامس عشر 15 بقلم نور ناصر
ربتاج- انا مش جيالك انت يعاصم، أنا جايه لاسير
اسير-جيالى انا؟! ده لى
-عارفه ان انا وعاصم هنتخطب ولازم احضر لحاجات كتير
اسير- مبروك، انا علاقتى اى
قرب منها قالت- علاقتك كبيره با اسير، تيجى معايا
بصتلها وكملت- ونا بختار الفستان
اتضايق آدم من تصرّف ريتاج الغريب، خصوصًا لما لمح نظرة أسير لعاصم، اللي كان هو كمان واضح عليه الدهشة من طلبها.
ريتاج (بنبرة مترددة): الموضوع محتاج تفكير.
عبير (بلُطف): أنا ممكن أساعدك يا ريتاج.
ريتاج (بهدوء، ثم نظرت لأسير): وأسير لأ؟... انتي عندِك اعتراض يا أسير؟
كانت أسير هترد، لكن آدم سبقها بكلامه، وصوته فيه نبرة حاسمة:
آدم: هو الموضوع عن أسير، ولا عن المساعدة نفسها؟
ريتاج (بتحاول تهدي الموقف): دي قريبة من سني وتقدر تساعدني زي ما أنا عايزة.
آدم (ببرود ساخر): أظن عندِك صحاب كفاية يساعدوكي، ولو فعلاً محتاجة مساعدة من عندنا، فماما موجودة... إلا لو انتي مُصرّة إن أسير بالتحديد هي اللي تساعدك... وساعتها الموضوع بياخد شكل تاني.
توترت ملامح ريتاج من نبرة صوته وحدّته اللي حطّتها في موقف محرج قدام الكل.
ريتاج (بابتسامة خفيفة مصطنعة): أنت معارض ليه كده يا آدم؟ أنا بس نفسي أكون قريبة من أسير، يعني هنكون سلايف...
آدم (ابتسامته اختفت): تتصاحبي؟!.. تمام، أنا مقدّر إنك بتحاولي، بس إحنا الاتنين عارفين إن الموضوع ده مش هيحصل. ولو ناوية ترجعي تفتحي صفحات قديمة، فأنا متأكد إنك عارفاها كويس...
(ثم التفت لأخوه)
مش كده يا عاصم؟
عاصم (بتوتر): ريتاج ما تقصدش يا آدم، معلش...
ريتاج: كل اللي قلته إني كنت عايزاها تيجي تختار معايا الفستان... مش أكتر.
نظرات الكل راحت ناحيتها، وكأنهم بيحاولوا يحددوا إذا كانت نيتها بريئة ولا العكس.
ريتاج (بتنفس مضطرب): مش شايف نبرة أخوك؟ كأني قلت حاجة كبيرة! أنا بس كنت عايزة نكون كويسين مع بعض... بس شكل الخلافات القديمة لسه مأثرة.
عاصم (بعصبية مكتومة): كفاية يا ريتاج.
سكتت، وقالت أسير بهدوء وهي بتحاول تسيطر على التوتر:
أسير: مفيش خلافات أصلًا، يا ريتاج... انتي بتحاولي تعملي مشكلة من لا شيء.
ريتاج: مش فاهمة.
أسير: دلوقتي انتي خطيبة أخويا، لو عايزة مساعدة فأنا موجودة.
ريتاج (بسرعة): يعني موافقة تيجي معايا؟
أسير: لو ظروفي سمحت، هاجي.
ابتسمت ريتاج، لكن قبل ما تفرح ابتسمتها اختفت فجأة لما آدم مسك إيد أسير وقال بنبرة باردة:
آدم: بس أنا واثق إنك مش هتعرفي.
ثم نظر لريتاج بعين ثابتة وقال:
آدم: أنا ومراتي هنسافر يومين، ولما نرجع هنكون عَ الحفلة... معتقدش إنك هتلحقي تجيبي الفستان.
سكتت، وانسحب البسمة من وشّها، وبصّت له باستغراب.
بص هو لأسير وقال:
آدم: يلا يا أسير، عندي شغل.
مشوا سوا، وآدم ما بصّش حتى لأخوه، لكنه كان متأكد إن أسير هتكون لوحدها في الشقة ومحدش هيزعجها.
عبير (بتنهيدة): أظنك عرفتي رأي آدم.
ريتاج (بحسم): مش مهم يا طنط، أنا يهمني رأي أسير، وهي وافقت.
عبير (بنظرة حادة): رأي آدم أهم، لأنه جوزها، وكمان أكبر شخص فينا هنا. وبصراحة، هي وافقت عشان متحرجكيش قدام الكل.
ريتاج (بنبرة فيها غصة): بس إنها تحرج آدم... ده عادي؟!
مسك عاصم إيدها بحزم وقال:
عاصم: امشي معايا.
ومشى بيها من قدام والدته اللي كانت بتبص لهم بشك، وجواها شعور واضح إن ريتاج مش بسهولة ممكن تتفهم... وإن في حاجة فيها مش مريحة.
خرجها عاصم لبرا وهو ماسك إيدها، شدّت إيدها وقالت بانفعال:
ريتاج: سيبني، ماسكني كده ليه؟
عاصم (بغضب مكتوم): إنتي بتحاولي تعملي إيه بالضبط يا ريتاج؟
ريتاج (ببراءة مصطنعة): مش فاهماك.
عاصم (نبرته بدأت تعلى): أنا مش قلتلك إن صفحة أسير تقفلت؟ ولا إنتي مش قادرة تستوعبي وبتحاولي تفتحي حاجات خلصت؟ لحد إمتى هتفضلي شايلة الموضوع ده جواكي؟!
ريتاج: شكلك متضايق عليها جدًا!
عاصم (بحسم): أنا متضايق لكرامتي، ولعيلتي، وللي عملتيه قدّام الكل... سواء مع أسير، أو مع آدم، أو حتى مع أمي... إنتي قلّلتِ من احترامهم، وده بالنسبالي مرفوض تمامًا.
ريتاج: هو اللي متضايق منكم كلّكم بسبب علاقتكم القديمة... يمكن لأنه لسه متأثر بحبكم!
عاصم (نبرته اتشدت): إنتي ملكيش دعوة بأخويا!
ريتاج: عاصم... انت بتتكلم معايا كده ليه؟
عاصم (واقف قدامها بحدة): انسي أسير خالص يا ريتاج. أنا جيت، وطلبت إيدك رسمي، وبقينا مرتبطين... اللي بتعمليه دلوقتي مالوش أي لازمة. أنا وهي خلصنا خلاص، وهي اتقبلت اللي حصل، واتفتحت لحياة جديدة مع آدم... إنما إنتي مش عارفة تتقبلي إنك بقيتي أهم شخص في حياتي.
سكتت لحظة، قربت منه بخطوة ووقفت قدامه، قالت بهدوء لكن كل كلمة كانت بتلسع:
ريتاج: مفيش واحدة في الدنيا بتنسى حبها الحقيقي في تلات شهور... إلا لو مكنش حب أصلًا. يمكن ساعتها بس تعرف تميّز الحب الحقيقي... وده غالبًا اللي حصل مع أسير.
نظر لها بنظرة صدمة، كلامها دخل في أضعف نقطة جواه، فقالت وهي مركزة في عينه:
ريتاج: أنا كنت عايزة أصاحبها، بس واضح إنها باردة جدًا ناحية اللي حصل... لا فيه ندم، ولا فيه حتى لمحة كرامة مجروحة. ببساطة، آدم عرف يعوّضها، وغطّى الفراغ اللي كان جواها... أسير مكانتش بتحبك، يا عاصم. أسير حبت آدم بجد.
عاصم (بحروف متقطعة): مستحيل...
ريتاج (بضحكة خفيفة): مستحيل؟! شكلك واثق في نفسك زيادة عن اللزوم... وناسي إن مش كل بنت بتقابلك لازم تفضل شايلة لك ذكرى. هي كانت معجبة بيك، زي ما إنت كنت معجب بيها... مش أكتر من كده. ولا يمكن... يمكن انت اللي كنت بتحبها فعلاً؟
عاصم (بصوت واطي فيه تهديد): ريتاج...
ريتاج (ببرود): نعم؟
عاصم: ارجعي البيت... وبلاش الكلام ده يتكرر. مش هيفرق معايا بقى إذا كان حب ولا لا... اللي يهمني هو دلوقتي.
ابتسمت بسخرية، وقالت بجملة ماكنتش مجرد كلام:
ريتاج: وده اللي كنت مستنياه أسمعه... لو هي خلاص مفيش مشاعر ناحيتك، يبقى أوعى يكون لسه في قلبك ليها حاجة.
قالتها وهي بتقلب نظرها في عينه، وبتسيب جملة زي تحذير واضح، ثم استدارت تمشي ببرود، لأول مرة تكسب الجولة، وتمسّ في نقطة نرجسيه اللي عمرها ما اتكلمت فيها قبلي كده.
عاصم شد قبضته، جواه دوشة مش مفهومة...
ليه وجعه كلامها؟ ليه حس بقلبه بيتحرك؟ هو كان حب مراهقة؟ ولا فعلاً اللي بينها وبين أخوه... كان حب حقيقي؟
ليه مش قادر يبلع الجملة دي: أسير محبّتنيش... حبت آدم؟!
أسير (بضيق): لسه مش بيرد... برن عليه وبيقفل المكالمة.
عبير (وهي بتحضّر الأكل): يمكن إيده مشغولة في حاجة.
أسير: لا، آدم بيرد عليا حتى وهو في وسط الشغل.
عبير (بهدوء): يمكن مش حابب يرد دلوقتي عشان ميضايقكيش.
أسير (برفعة حاجب): يضايقني؟ ليه؟
عبير (بتنهيدة): أسير... اسكتي أحسن، أنا غاضبة منك!
أسير (باستغراب): ليه بس يا طنط؟ مش شايفة كانت بتلمّح لإيه الصبح؟ كانت بتلفّ وترجع تفتح في القديم!
عبير (بحدّة أم): فتقومى تقوليها "ماشي جاية"؟! وهو بيقولها قدامنا "مش هتروحي مكان"، وتردي انتي كده؟ فين عقلك؟
أسير (بهمس): ماكنتش أقصد... بس هي كانت مستنيّة تشوف رد فعلي، مهما آدم قالها.
عبير (بصوت واطي): آدم كان بيرد عشان الوضع كله كان صعب عليه، يمكن أكتر منك. كنتِ فاكرة هيقولك "اختاري اللي تحبيه"؟ آدم مش بيقبل حد يلمس كرامتك، حتى لو هو نفسه!
أسير سكتت، وعبير كملت بنبرة هادية بس واصلة:
عبير: وبعدين آدم واعي كويس، وفاهم إنك وعاصم خلاص... لكن ده ما يمنعش إن في حاجات من الماضي لسه بترن. مش لازم نعمل مشهد علشان نثبت إن مفيش حاجة، لأن في اللحظة اللي نثبت فيها... بنأكد إن في.
أسير (بصوت واطي): فاهماكي يا طنط... بس اللي ضايقني مش هي، هو طلبها اللي حسّيته غريب. أنا مش بحب أسيء الظن في حد، علشان كده ما كنتش هعترض أروح معاها.
عبير (بتركيز): انتي متضايقة منها؟ ولا من اللي حصل مع آدم؟
أسير (بصدق): أنا مش مرتاحة من كل اللي حصل الصبح.
عبير: طب جربي ترني عليه تاني، يمكن يرد.
رنّت، لكن قبل ما تشوف، الباب اتفتح... خرجت تبص، فلقته آدم واقف.
أسير (بلهفة): آدم! ليه ما كنتش بترد على التليفون؟
آدم شاف أمه قاعدة، وفهم هي كانت بتكلّمه ليه، فسأل بهدوء:
آدم: عاصم هنا؟
أسير: لا، لسه ماجاش.
ما ردّش، وطلع على فوق، بصت له مستغربة وراحت وراه.
أسير: ما قلتليش ليه مردّتش على مكالمتي؟
آدم (بصوت ثابت): عشان لو كنت رديت، الطريقة اللي كنت هتكلم بيها كانت هتزعلك... فالصمت كان أهدى.
أسير: تزعّلني ليه؟
دخل الشقة، وقال وهو بيقف عند الباب:
آدم: كلمتك تاني بعد ما مشيت؟
أسير: لا... ما نزلتش أصلاً من وقت ما مشيت.
آدم (ببساطة): كويس... زي ما وافقتي تروحي، ترفضي.
أسير: بس أنا مش عندي مشكلة.
آدم (بصوت هادي لكنه واضح): أنا عندي يا أسير. وكنت شايف إنها بتحاول تستفزك... وأنا مش هكون مبسوط لو رجعتي وانتي متضايقة، ساعتها أنا اللي ممكن أتصرف تصرف مش محسوب.
أسير (بتنهيدة): ريتاج مش لدرجة إنها تسببلك القلق دي... دي مش بالشكل اللي يوصلني للضيق.
آدم: بعد إذنك، أنا قلت مفيش خروج معاها. واللي قولتيه... أنا مش متضايق لنفسي، قد ما مضايق إنك دخلتي في الموقف أصلاً.
أسير: والله ما كان قصدي حاجة، بس كنت عايزة أخلّص الحوار بسرعة وامشي... الموضوع ماكنش فارق معايا.
آدم (بهدوء): بتثبتي لمين؟
سكتت، قرب منها شويه وقال:
آدم: رفضك أو موافقتك لازم تبقى نابعة من قرارك انتي... مش محاولة لإثبات إن الماضي مات. لأن مجرد إنك بتحاولي تثبتي، يبقى لسه جوّاك حاجة.
أسير (بجرأة): يعني بتسألني تاني يا آدم؟ لو كان لسه عندي مشاعر لعاصم؟
اتغيرت ملامحه، وقال بضيق:
آدم: أنا ما قلتش كده.
أسير: أمال قصدك إيه؟
آدم: قصدي إنك مش محتاجة تثبتي أي حاجة لحد. إحنا هنا، في حاضرنا، مع بعض... واللي يقال أو يتشاع، مش المفروض يهزك. ولا فيه مبرر تبرّريه. مفيش مخلوق له حق عليكِ.
سكتت، لكنها كانت مأخوذة بكلامه... دخل أوضته، بدّل هدومه، وراح ياخد دش، وسابها واقفة في الصالة.
جواها كانت غرقانة في كلامه...
على قد ما كان بسيط ورايق، على قد ما لمس روحها، ودايمًا بيحسسها إنها مش لوحدها.
بس هو بيحبها أكتر... أكتر من اللي كانت تقدر تتخيّله
بعد ما خلّصت أسير إعداد الأكل، رتّبت السفرة بشكل منمّق، كله ذوق واهتمام، ووقفت لحظة تبص على التفاصيل بعين راضية.
لكن آدم اتأخر، فقلقت... سمعت صوت الميّة من الحمّام، قربت بخطوات هادية، ولما وصلت، اتفتح الباب فجأة.
اتخبطت فيه، لكنه مد إيده بسرعة وسندها، احتواها في لحظة، وقلبها دق باندهاش.
كان لابس بنطلون بس، وصدره مكشوف، وقطرات الميّة لسه بتنزل من شعره على بشرته الدافئة.
بصّت لإيدها اللي كانت على صدره، اتشدّت من ملمس جلده وحرارته، حاولت تسحب إيدها لكنه مسكها...
سكون غريب نزل بينهم، نظرت له بتوتر، لكن سمعته...
دقات قلبه كانت بتخبط تحت كفها، وبتطمنها.
أناملها اتحركت بخفّة على عضلاته، وكأنها بتختبر صدقه، فتنهد هو بعمق، وكأن لمستها كانت كافية تهدي كل توتره.
أسير (بابتسامة خفيفة): كنت قايلة لك قبل كده... قوامك بيعجبني.
رفعت عينها له، لمحت حركة خفيفة عند رقبته... تفاحة آدم اتحركت مع تنفّسه، قربت وقالت بنبرة خافتة:
أسير: فكّرت في كلامك... ولقيتك عندك حق في كل كلمة.
وبدون تردد، وقفت على أطراف صوابعها، ولمست شفايفها خفيفه على خدّه...
أسير (بهمس): متزعلش منّي.
آدم (بصوت هادي): أنا مش زعلان منك أصلاً...
أسير: بس ماكنتش بترد، وشكلك كنت متضايق.
آدم: كنت خايف... خايف أرد وأتكلم بكلام يزعلك. ساعتها فضّلت أكون ساكت عن إني أوجعك من غير قصد.
أسير (وعنيها بتلمع): يعني فعلاً مش زعلان؟
آدم: أنا مش بزعل منك، يا أسير.
قربت تاني، وطبعت قبلة تانية، أسرع شوية، على جبينه، وقالت:
أسير: يلا... تعال ناكل.
وبخطوة طفولية خفيفة، سبقت خطواته، لكن رجعت بعد لحظة وقالت وهي بتبص له من فوق لتحت:
أسير: نشّف شعرك... عشان ما تبردش.
ابتسم آدم ابتسامة واسعة، لمست قلبه، لبس التيشيرت وخرج وراها...
جواه إحساس بالهدوء... بالدفا... وكأن حضنها حتى لو ما اتقالش، بيقول كل حاجة.
كانوا قاعدين على الكنبة، التلفزيون شغّال قدامهم، وأسير ماسكة الريموت وبتقلّب في القنوات بكسل.
بصّت على الشاشة وقالت بنبرة فيها حنين:
أسير: مش كنا نطلع نقعد في البلكونة؟ الجو شاعري أوي النهاردة.
آدم (بابتسامة صغيرة): أسير، انتي بتقري روايات كتير مؤخرًا؟
أسير (بضحكة خفيفة): لا والله.
آدم: أمال "بلكونة" إيه اللي نقعد فيها زي الأفلام؟ البلكونة دي للفلل أو الشقق اللي فاضية حواليها. إحنا هنا، أول ما نقف دقيقة، تلاقي أم صالح وكل الجيران طالعين يتفرجوا!
ضحكت أسير وقالت بخفة دم:
أسير: يتفرجوا ليه؟ إحنا متجوزين!
آدم: متجوزين جوه بيتنا، لكن البلكونة كأننا واقفين في نص الشارع... لازم نتعامل بحذر، إحنا برا مش جوا.
سكتت أسير فجأة، وسرحت، كأن ذكرى عدّت في عقلها بسرعة...
بصّ لها آدم باهتمام وسأل:
آدم: مالك؟ سرحتي في إيه؟
أسير (بهدوء): لا... مفيش.
ورجعت لحضنه بهدوء، وكأنها بتستخبى فيه من فكرة مش حابة تواجهها...
مجرد ذكرى قديمة خبطت على بابها، يمكن كانت تخصّ "عاصم"...
لكن آدم حسّ بيها من غير ما تسأله، فحضنها أكتر، حضن مطمّن، فيه كل الحنية اللي قلبها محتاجها.
آدم (بصوت هادي): وإنتي معايا... اعملي اللي يريحك.
اياكي تخافي من حاجة، طول ما أنا عايش، اللي يهمّك إنك تفضلي مبتسمة.
أسير (بهمس): متبعدش...
ابتسم آدم وقال بنبرة دافية:
آدم: أنا عرفت أبعد زمان... عشان دلوقتي أكون قادر أفضّل جمبك.
ما ضحكتش... بالعكس، الجملة دي كانت تقيلة على قلبها.
فكرة إن آدم كان بيحبها من زمان وهي ما خدتش بالها، كانت بتوجعها...
فضلت مستلقية على صدره، ماسكة إيده بإيدها، كأنها بتحاول تعوّض سنين فاتت ما كانتش شايفاه فيه
بيبص ادم لايدها الفاضيه ويسكت شويه بتفكير، بيبعد عنها لما بتنام ويعمل مكالمه سريعه لفؤاد بس مكنش بيرد قفل وبعتله رساله
"قابلني بكره عايزك ف موضوع"
رجعلها وخدها ف حضنه تانى بأمان من وجودها
اسير لما صحيت من النوم لقيت نفسها نايمه ف اوضتها لوحدها برغم انها فاكره نامت ع الكنبه ف حضن ادم حتى ملختيهوض يغير ونام كده
قامت ملقتش تليفونه عرفت انه خرج
-نزل بدر لى... رجع لطبيعة شغله تانى
فكرة انها مبتشوفوش الا قليل بتضايقها اوى وخصوصا لما كان بيشتغل اتنين بسببها
في مكتب ضيق مليان أوراق وملفات، كان "فؤاد" قاعد بيقلّب في ورق القضايا، ملامحه متوترة وهو بيتمتم:
فؤاد: يخرب بيت اليوم اللي جاتلي فيه القضية دي... أخرجك منها إزاي وانت متورّط للركب!
الراجل اللي قدّامه، بنظرة حادة وابتسامة مريبة:
الراجل: أومال أنا جايبك ليه؟ متفائل بيك... إن شاء الله تطلعني منها زي الشعرة من العجين.
فؤاد (بحذر): إحنا بنتكلم في حاجة كبيرة، دي مش تهمة بسيطة دي... شغل تقيل!
وفجأة الراجل فقد أعصابه، مسكه من هدومه وشدّه ناحيته، وطلع أداة صغيرة لامعة من جيبه، ملمحها كان كفيل يوقف القلب.
الراجل (بصوت غليظ): مين قالك إن دي حاجة بسيطة؟! أنت هتطلّعني... ولا تتقلب القصة عليك!
فؤاد (مذعور): حاضر! بس اهدا بس يا أستاذ عطوة، كله يتحل!
في اللحظة دي دخل "آدم" فجأة المكتب، ووقف مبهوت من المشهد:
آدم: الله الله الله... إيه اللي بيحصل هنا؟!
الراجل (): وإنت مين كمان؟!
فؤاد (مستغيث): الحقني يا آدم، ده عايز يو.لّع فيا!
آدم (بيحاول يهدي الموقف): يا عم إهدى شوية، إيه ده؟ مالك معصّب على الزبون كده ليه يا أستاذ فؤاد؟
الراجل (ساخرًا): ده اللي يرضيك؟ أجيله مخصوص وهو يخون ثقتي؟
مش قلتلك تلجأ لحد فاهم، ده شكله مش قده!
فؤاد: والله ما حصل، ده سوء تفاهم بس...
آدم : بص، متخرس بقا يفؤاد، لما الناس تبتدي تتكلم بلهجة مش عادية، لازم اللي قدامهم يسكت ويسمع..
الراجل): شكل صديقك بيفهم
آدم : صديقه آه، بس المهم دلوقتي... إنت عايز إيه بالظبط يا كبير؟
الراجل بص لآدم وهو بيضحك بنبرة ودودة فيها
الراجل: بص يا زميلي، أنا حبيتك من أول نظرة... محسوبك "عطوة".
آدم : أهلا وسهلا يا أستاذ عطوة.
عطوة: معلمي في ورطة، وجاي هنا عشان الأستاذ يطلّعه منها. هو مش المحامي؟ ولا أنا جيت على الفاضي؟
آدم (بنبرة طمأنينة): لا، جيت في السليم... فؤاد هو المحامي وهيتصرف، متقلقش.
فؤاد كان بيبصله بغيظ واضح، بس "عطوة" لما شاف النظرة، تراجع وساب اللي في إيده، وقفل أداة التهديد اللي كان طالع بيها:
عطوة: مكانش له لزوم من الأول... أنا حتى جايلك بمحبة، من طرف ناس بتشكرك، ليه تزعلني كده؟
آدم (بابتسامة ساكنة): ما حصلش حاجة.
عطوة: يا سلام! كده كلام... يلا، أحلى مسا عليكم، وزي ما قولتلك، أي حد يضايقك، أنا موجود.
صافحهم بحرارة، وريحة دخان مش مألوفة كانت باينة منه، وبعدها مشي وساب الباب يتقفل وراه. فؤاد وقف بعصبية وسحب الباب بقوة، وقال وهو بيتنفس بسرعة:
فؤاد: أبو شكلك!
آدم (بهزار): ولما تهدأ، نتفاهم.
فؤاد (بحدة): مالكش دعوة... وإنت إيه اللي جايبك أصلاً؟
آدم (باستهجان): إيه اللي جايبني؟! أنا لسه شايلك من ورطة!
فؤاد: آدم، أنا بتكلم جد.
آدم: وأنا كمان، أنت مرّيت عليا من امبارح، برنّ عليك مش بترد.
فؤاد: عارف، ومردّتش علشان ماكنتش طايق أكلمك.
آدم (مشدوه): يعني كنت قاصد تتجاهلني؟
فؤاد: آه... إنت مش لما تكون الدنيا رايقة تتكلم، ولما تتعكر تطردني وتقطع؟
آدم (ساخرًا): من إمتى بقى عندك دم؟
فؤاد: من ناحيتك؟ امتى بقيت حساس؟ ما انت عارف نفسك!
آدم (بصوت جدي): ما تزعلش... أنا فعلاً اتصرّفت بغباء الفترة اللي فاتت.
فؤاد (بعيونه): واكتشفت ده دلوقتي؟ رجعتوا لبعض؟ هو ده تأثيرها عليك، تزعل فتنكد على الكل!
اتضايق "آدم" من نغمة كلامه، ونظرله بنظرة مش مفهومة. فؤاد حاس بالندم على كلامه وسكت.
فؤاد: كنت عايز إيه؟
آدم: عايز أوتيل محترم، ليلتين بس.
قرب فؤاد منه وسأله بصوت هادي فيه فضول:
فؤاد: ليه؟ مشوار كده ولا إيه؟ على حد علمي عاصم معاه عربية لو عايز.
آدم: لو عايز عاصم كنت كلمته... أنا عايزك إنت.
فؤاد: طيب الفندق هيكلف، وبيتدفع بفيزا، والميزانية مش بسيطة، حسبتها ولا لأ؟
آدم (بثقة): ادفع من فيزتك، وأنا هسددلك كاش.
فؤاد: طب أفهم، في إيه بالظبط؟
آدم (بنبرة غامضة): هتفهم... بس مش دلوقتي.
.
اسير قاعده مع عمتها قالت باستغراب-انتى راحه فين
-قولتلك انها قفشت فيا وحلفت اجى معاها
-انتى تعبانه يعمتو متقوليلها لا
-قالتلى عايزه تقرب منى وتختار الفستان الى اختاره محبتش اكسفها... انتى هتعملى اى
-ادم قالى لا وكلامه كان صح
-اتصالحتم المهم
-اه مكنش ف الحمدلله خصام
رن الحرس اتنهدت اسير
عبير-معلش افتحيلها
راحه تفتح دخلت ريتاج ابتسمت لما شفتها قالت-انتى جايه معانا
اسير لسا هتقول لا حضنتها ريتاح قالت-شكرا يا اسير مش هتعبكم هو مكان واحد الى هنروحه لان فصحابى للاسف مسافرين ومش هيرجعو دلوقتى
بتبعدها اسير قالت- نا مش راحه عمتو جايه معاكى
-لى انتى قولتى امبارح...
-مسؤوليات اتحطت عليا وللأسف مش هعرف اخرج ورايا حجات
-اممم.. انتى هتعملى زيهم، عشان يعنى معنديش اخوات بنات يشاركونى لحظه زى دى
بصيت عبير لاسير
ريتاج- انت ادم الى قالك متجيش، ده كله بسبب فستان
عبير- ادم ملهوش دعوه يا ربتاج، خلاص يا اسير لو موراكيش حاجه تعالى
نظرت اسير لها قالت-بس
ريتاج- لو سمحتى
متعرفش لى صعبت عليها لأنها معندهاش اخوات بنات هي كمان
اومات لهم قالت-ثايه اقول لاد...
سحبتها ريتاج مره واحده ع بره عبير بتبصلها من توريطها قالت
-ربنا يستر
كانت أم ريتاج قاعده ف العربيه ركبت بنتها وهى ماسكه اسير قالت
-اسير يماما مرات عاصم
-اهلا وسهلا
اومات لها وبتبص ف تليفونها متعرفش هتقول اى لادم لانه قايلها بتأكيد متروحش
فى المول كان بيتمشو ف المحلات
عبير- انت عندك محل معين
ريتاج-اه يماما، أنا سيبالك اختيار الفستان واحنا نقيم
ابتسمت عبير قالت أم ريتاج- عايزه اقولك انها مبتقتنع برأي حد غيرها
بيدخلوا محل وف واحده مستنياهم قالت
-انسه ريتاج
ريتاج- انا إلى كلمتك
-تمم اتفضلو
دخلو ولسا اسير بتروح معاها-اسييير
لفيت للصوت واتفجات
ادم بيرجع البيت ولما بيدخل ميلاقيش ح، ولا حتى امه، استغرب وطلع ع فوق
-اسييير
مكنتش ف البيت هى كمان معاها مقلتلوش انها هتخرج، طلع تليفونه يرن عليها مبتردش رن ع عبير فتحت
-الو با ادم
-انتى فين يماما
-احنا ف مول مع ريتاج وامها بختار فستان
بيشتغل شويه بتردد قال-اسير
-اه اسير معانا متقلقش
اضايق ادم لانه مكنش عايز يسمع كده قال
-عنوان المول اى
اسير- شمس، انتى بتعملى اى هنا
بتخرج للبنت الى واقفه وتحضنها بحماس
شمس-اى يابنتى ده اختفيتى من بعد التخرج، انشغلتى ف الجواز ولا اى
كانو كلهم عارفين انها مخطوبه من ايام الجامعه
اسير - لا بس الحياه بقا
-طب اى، مخلفتيش
-اخلف؟! دنا متخرجه من سنه وفرحى كان من اربع شهور
-ومعزمتنياش خلى بالك، حركه مش لطيفه تنسي صحاب الجامعه بشهرين
مكنتش عايزه تكخل ف تفاصيل قالت-الظروف والله يا شمس
رن تليفونها واسير مكنتش سامعه وكان ادم المتصل وغصب عنها فتحت المكالمه قال ادم
-اسييير
اسير بتوه حوار صاحبتها- انتى عملتى اى ف حياتك
استغرب ادم من الى بتقوله
شمس- سيبك منى خلينا فيكى، احكيلنا عن قصة حبك انتى وعاصم وازاى نجحت... ادتينى امل اتجوز حبيبى
مسكت ايدها قالت-بس فين الدبله ولا غيرتيها حتى ف صباعك، ده انتى مكنتش بتقلعيها
اسير سحبت ايدها قالت-انا وعاصم متجوزناش
اتصدمت شمس قالت- انتى بتقولى اى، امال فرح اى الى كان من أربع شهور... تى الى بتقوليه ده
اسير-الر سمعته يا شمس
بيكون ادم صامت ومش قافل المكالمه بل سابها لمجرد انه سنع علاقة عاصم واسير القديمه
شمس- طب لى، انتو كنتو واخدين بعض عن حب
مرديتش اسير زعل ادم معقول لسا بتحبه
شمس- امال متجوزه ازاى، انتى اتجوزتى حد غيره
-اه انا متجوزه، من ادم ابن عمتي
-ا..ادم وابن عمتك...، اخو عاصصصصم
اتصدمت قالت- الكراش
اسير-اتلمى ده جوزى
-ده ازاى وبتغيرى عليه كمان
-اه اغير بقولك جوزى انتى عبيطه
-منتى عارفه انى كنت بكرش عليه وعايزه رقمه.... بس انتى وادم، امتى وازاى... من عاصم لادم... ف حاجه حرام؟!
-مفيش حاجه حرام ف جوازنا
-تمم مفيش حاجه حرام بس... الحب اى؟! انتى كنتى بتحبى عاصم
سكتت اسير ونظرت لها بالت- بس انا محبتش غير ادم
هنا ادم سمع المكالمه بتركيز
شمس- ازاى
-عارفه يا شمس حب المراهقه، يختلف كتير عن حب الحياه الى البنت بتدور عليه... ده انا، من بعد ما اتجوزت ادم وحبيته اكتشفت ان مفيش حب قبله، الحب الوحيد هو... هو ادم
بيحس ادم بنبض قلبه كلنه بيطمنه ومش مصدق الى بيسمعه
شمس تنظر لها بابتسامه قالت- انا مش عارفه اق لك اى بس باين ان عينك عشقانه يا اسير... المهم انك سعيده معاه
-الحمدلله
-يدوم ده شيء يفرحني، بالنسبه ليا بقا هاتى اى حد من صحابه يكون حلو زيه
ضربتها ف رجليها قالت -خلاص بهزززر
ربتاج خرجت قالت-اسييير واقفه برا لى
تنهدت اسير منها قالت ببرود- جايه
دخلت أسير بتسلم ع شنس قالت- اشوفك ع خير، نتقابل مره تانيه
-اوكاي يقلبى يلا باى
بتحضنها بوداع وتمشي وتتنهد اسير ويكون ادم واقف من بعيد يراها لانه بيعرفها لو كانت بتكذب بس عينها صادقه، دخلت أسير لقيتهم فستان ابيض البنت خرجته
ابتسمت ريتاج بحماس
عبير-مش ده يوم الفرح
ريتاج-هنختار لون بيج ويكون رقيق
بتكون اسير تنظر إلى الفستان البيضاء وتحس بغصه قويه فى قلبها لما بتشوفه وتفتكر نفسها وهى لابسه فستانها وقاعده لوحدها الناس تنهش فيها، اتقلب الفستان لكفن بيخنقها، بتبصله كأنها عندها فوبيا من الأفراح عندها فوبيا من اى حاجه لليله زى بقيت بالنسبالها جحيم
بتلف اسير وقفتها ريتاج قالت-راجه فين
-هشم هوا
-احنا اتاخرنا ولسنا معملناش حاحه ا..
زقتها اسير وبعدتها عنها قالت-بقولك هشم هوا
نظرو لها من طريقتها بتمشي اسير بتقف لما تلاقى ادم ف وشها نظرت له بشده من وجوده، قرب منها وضمها ليه بتحس انها عايزه تنفجر من البكاء
ادم-يلا ع البيت
مشيو معاه كانه خلصها من الخنقه الى هى فيها، طان ساكت مبيتكملش واسير عارفه انه مضايق منها قالت
-ادم
وقف تاكسي قال-اركبى
-انت مش جاي معايا
-انا سيبت الى ف ايدى عشان اجيلك، لأن زوجتى بتكسر كلامى وعملت الى منعتها منه ولما ارن عليكى اعرف انتى فين مترديش
-انا مسمعتش والله حتى التلفون كان ف الشنطه... هى جت واصرت اننا نروح معاها وملهاش حد
-وانتى مالك... انتى الى هتسدى وحدتها ولا انتى الى هتساعديها اكتر من والدتها الى معاها جوه... انتى لى مبتسمعيش كلامى، مرواحك معاها زى عدمه مجبتيش لنفسك غير الخنقت والضيقه
-انا اسفه حطوني قدام الامر الواقع معرفتش ارفض
ادم- عملتى الى انتى عايزاه، خلاص يا اسير
نظرت له خلى السواق يطلع بيها وهى كانت زعلانه لانه ساكت وباين انه مضايق منها وشايفها قللت منه
بيوصلها ادم ع البيت قالت اسير
-مش هتنزل
-لا ورايا مشوار
سكتت اسير ونزلت دخلت البيت نظر لها ادم اتنهد من قلبه فؤاد رن عليه قال
-روحت فين
-جايلك
قفل ومشي،رجعت عبير دخلت البيت ونادت ع اسير قالت
-ادم كان جاي لى
اسير-معرفش، باين كان عنده شغل هناك واضايق اما شافنى
عبير-اصله اتصل بيا وسالنى احنا فين وقولتله اننا مع ريتاج وامها.. ممكن جه عشان كده
اسير بتنهيده-تمم يا عمتو
-انا مكنش لازم اقوله
-كده كده مكنتش هخبى حاجه عليه
-هو قالك حاجه زعلتك
مرديتش قالت - أنا هطلع فوق
طلعت نظرت عبير ليها واستغربت منهم الاتنين
بيجى المساء واسير محضره العشا ع وقت رجوع ادم وهو لسا مرجعش
بتبص كل شويه ف الساعه وانه اتاخر خدت تليفونها ورنيت عليه مردش،رنيت عليه تانى لقيته مبيردش.. كأنه بيعمل نفس الى عملته بس هى مكنتش فعلا شايفه اما الى بيعمله فهو بيتجاهلها
اضايقت ونظرت للأكل وتعقد تستناه لكنه مبيرجعش، بتعدى الساعه والاتنين والتالته وعدى نص الليله، فلقد تأخر.. مرجعش وظلت وحدها
فى الليل بعد أذان الفجر وعند انقشاع الليل، اسير كانت تغط فى النوم بعمق
-اسير
بتحس بحد بيلمسها فتحت عينها لقيته ادم
-اسير يلا اصحى
اسير بتحاول تفوق قالت-ادم... انت
-قومى اغسلى وشك
بتستغرب منه بصيت ف الساعه قالت- انت راجع خامسه
-مش هنتكلم دلوقتى راجع امتى، يلا
-يلا اي
-فوقر نفسك عشان قدامنا نص ساعه ونمشي
-نمشي؟! نمشي فين وف وقت زى ده
بصيتله من شكله وعينه قالت-انت شكلك تعبان اصلا، انت كنت فين
لفلها قال-اسيير، ممكن تمنعه الاساله دلوقتى وتعملى الى اقولك عليه
-بس انا...
-هقولك كل حاجه بس مش دلوقتى
سكتت باستغراب منه
ادم-يلا، البسي عشان منتأخرش وهاتى تليفونك معاكى بس وشنطه لأي حاجه ممكن تحتاجيها
-احنا مسافرين ولا اى
-حاجه زى كده
نظرت له باستغراب بصلها قال-لسا ملبستيش
-اخرج الاول عشان البس
-تمام متتاخريش
خرج وسابها بتاخد هدوم وتغير لبسها وهى مش فاهمه اى حاجه، بتحط مستلزماتها ف شنطه وتخرج لادم الى كان بيتكلم ف التليفون
اسير- نا خلصت
قفل لما سمع صوتها نظر لها قال-خدتى الى هتحتاجيه
-اه
خد الشنطه منها ومسك ايدها وقال-يلا
سحبها معاها وقفل الشقه ونزلوا وسط سكون الليل والبيت نايم
اسير- هنروح فين طيب
خرجو من البيت لقيت تاكسي حط ادم الشنطه ركبت باستغراب وتبعها لينطلق السائق بتبص اسير لادم بقلق قالت
-ادم مفيش حاجه مش كده
-انتى معايا مالك
-حسانا هربانين من حد.. فهمنى ف اى وصحتنى كده لى من نومى
-اتفقنا مفيش أسأله لحد منوصل
سكتت اسير اتنهدت وبصيت للنافذه وكانت عينها غيانه وقلبها مقبوض، بتبص لسما والشروق المقشوع ومحدش كان صاحى غيرهم وكان مفيش حد ف هذا العالم
اغمضت عينها ونامت غصب عنها، نظر لها ادم وكان عارف انه خد منها نومها قربها منه ونيمها ع كتفه وشال شعرها من على وشها
الصبح كانت الشمس طالعه بأحسن حالاتها ومشرقه بتفتح اسير عينها وهى نايمه ع مخده ناعمه وسرير مريح
بتتقلب وتقف لوهله وتبص لشمس بصيت لسقف لقيت نفسها فاوضه،بتبص حواليها كانت أوضة عصريه وغريبه عنها
قامت باستغراب قالت-ادددم
كانت آخر حاجه فكراها انها نامت ف العربيه بليل مع ادم بعد مخرجو من بيتهم، لفيت ف الاوضه وهى مش عارفه اى حاجه قالت
-ادم انت فين
حتى مش عارفه تليفونها فين، وازاى جت هنا
-صحيتى
لقيتها بنت استغربت اسير قالت- انتى مين
- انا ميكب ارتيست الى هرتبك النهارده
- ميكب؟! بس.. اكيد ف غلط انا معرفش انا فين وكنت مع ادم جوزى ممكن تظينى تليفون ارن عليه
- انسه اسير مش كده
- اه؟!!!
- تمم احنا مش غلط، استاذ ادم متفق معايا على كل حاجه وحجز لوجودى معاكى النهارده، يعنى عايزه اقولك انى لغيت حجوزات كتير عشانك
- عشانى؟! انا مش فاهمه حاجه
- نحط الميكب الاول وبعدين هنفهم كل حاجه، يلا عشان منتاخرش
خدتها من إيدها واسير ساكته مش فاهمه اى حاجه بس قلبها بيدق بخوف قالت
-احنا فين
-ف فندق سيتى
سكتت اسير قالت- مين حابنى هنا تعرفى
-لا والله انا جايه الساعه ١٢ قعدت ف الضيافه عقبال ما بلغونى اجيلك
سكتت اسير بس بتبصلها وتفتكر تعرفيها بنفسها، ميكب ارتيست وهى دلوقتى ف فندق وقالت كلمه عباره عن بارتى، يعنى حفله.. حفلة اى
-ملامحك جميله اوى يا عروسه
عروسه؟! الجمله دى بتتعاد عليها تانى نفتكر يوم فرحها، الميكب وهى بتهزر معاها وصحابها وهما بيسقفو، وجودها من الصبح فى اوتيل حجزلها فى عاصم وفرحتها وحماسها، اللعنه.. ماذا تفعل هنا ومن الذى تضع المكياج لى.. فين ادم.. واى الى بيحصل، كم دفع لهذا الفندق وتلك الفتاه.. مش فاهمه الى بيعمله
بعد اما بتخلصها قالت-تحفه، متنسيش الرفيو بقا
انا عايز اكلم ادم
بتقوم اسير وقفتها قالت- هو قال انك بنجرد متخلصى هيكون واقف تحت
-يعنى هو تحت
-معرفش بس اعتقد لو خلصنا وتنزلى هتلاقيه
تمم نا نازله
- ممكن بس تيجى تشوفى فستانك الاول عشان تكونى خلصتى
-فستان؟!!!
سحبتها لبرا بتقف لما تلاقى فستان ابيض مشؤوم متعلق منتظرها، فستان جميل رقيق بشده شبه الاستايل إلى بتحبه
-خلينى اساعدك تلبسيه
بتقربه منه بس اسير رجعت لورا، بتشوف كل حاجه بتتعاد قدامها
-انتى كويسه... يلا عشان منتاخرش
-مين الى جاب الفستان
-استاذ ادم
نظرت لها فهل ادم من احضره، سكتت وساعدتها البنت تلبسه وكان على مقاسها، سحبت من خصرها وخليته مظبوط عليها بالظبط، كان رقيق وغير يعيق حركتها، كا جميل للغايه
-تحفه مشاءالله
اسير كانت ساكته سيباها تعمل فيها ال هى عايزاه وقلبها بيتبض جامد وكل دقه بتوجعها من قرب لحظة الصدمه
-يلا نقدر ننزل
مشيت اسير وهى بتجر رجليها وصوت كعبها بيرن، كانت ف بنت ماسكه ايد امها شافت اسير نظرت لها بانبهار من شكلها ابتسمت امها عليها
اسير بتكون ساكته برغم الانظار الى التفت عليها بتجر رجليها واحده ورا واحده، دلوقتى هى نازله عشان تشوفه.. تلاقى زوجها الى المفروض يكون ف انت انتظارها قدام الباب
مكنتش شايفه من بعيد حد، ولما خرحت مكنش فى ادم، توقفت عند هذه اللحظه وهنا عدم مجيء العريس.. لقد هرب.. لقد تركها.. لا يريدها
كل حاجه تتكررت من جديد، اغمضت اسير عينها وحاسه بحريقه قالت
-ادم
بيتفتح باب عربيه وينزل رجل يرتدي بدلة قوامه على جسده، كان مظهره وسيم للغايه.. لقد جاء، انه ادم
بينزل السائق وكان ف راجل اخر ف ايده كاميرا عاليه الإصدار بياخد وضعيه فورا
بيتقدم منها وقبل اما تنسحب امسك يدها قال
-راحه فين
وقفت ونظرت له لقيت حاضر قدامها، انه ادم.. ببدلته.. العريس، لقد جاء
بتنظر له بشده قالت- ادم
اخرج باقة ظهور نظرت له بدهشه كانت الورود الى تعشقها مد ايده نظرت له مدت ايدها وأخذتها منه عايزه توضيح للى بيحصل
ادم-مفيش عروسه بتكون من غير ورد
اسير-عروسه؟!! آدم... أنا مش فاهمه اى حاجه، اى الى بيحصل
-مش واضح اى اكتر من كده
نظرت له قرب منها اكمل
- النهارده فرحنا
مسك ايدها وخرج علبه من جيبه نظرت له وفجأه كشف عن الخاتم الى جوه نظرت له اسير بشده مد ايده ليها قال
-اسير، تقبلى تتجوزينى
لمتابعة باقى الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الاول من هناااااااااا
الرواية كاملة الجزء الثاني من هنااااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق