رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل السادس والثلاثون 36بقلم اسماء عبدالهادي
رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل السادس والثلاثون 36بقلم اسماء عبدالهادي
بارت ٣٦
ما إن وجدت زوجها قد استقيظ من نومه وجلس يتابع الأخبار على التلفاز حتى جلست جواره وهي تهتف بحماس وفرحة ظاهرة في نبرة صوتها
_كويس انك صحيت... عندي ليك خبر هيعجبك أوي.
نظر إليها بتعجب متوجس من تلك الفرحة البادية على محياها تراها في أي شىء تفكر
_خير على الله أفرح فعلا.
مدت يدها لتضعها على ظهر يده وهي تبتسم ابتسامة عريضة كهذه😁
_دكتور آدم بنفسه اتقدم لرهف بنتك.
تلقائيا ابتسم فهمي بفرحة فهو يحترمه كثيرا وكثيرا ما كان يتمنى لابنه زوجها كمثل أخلاقه
_انتي متأكدة يا سوسن!!
_الا متأكدة...الدكتور مكلم ماهر ابنك وبيستأذنك علشان يجي يتقدم لرهف
_يشرف أهلا وسهلا بيه في أي وقت ... بس الأول رهف موافقة.
امتعض وجه سوسن بضيق لكنها أخفت ذلك وهتفت بارتباك
_أكيد موافقة وده حد يقول لأ عليه غير العبيط والأهبل.
هب فهمي ليقوم من مجلسه ليتفقد ابنته ويسألها بنفسه
_طب أنا هقوم ااسئلها الاول قبل ما نبعت رد للدكتور
منعته سوسن بالضغط على جانبه
_أقعد يا راجل ... ماهر ابنك لسه كان بيسألها الوقتي وخد موافقتها...
لم تنهي كلمتها حتى وجدت ابنها يخرج من غرفة رهف فهتفت وهي تشير اليه
_أهو جه أهو ... يلا يا ماهر كلم الدكتور بلغه يجي يقابل أبوك .. رهف خلاص وافقت.
طالع ماهر أمه باستغراب فهم ما زالوا يقنعون رهف ولم تتخذ قرارا جديا بعد ..لكن أمه أومأت له بعينيها بألا يتحدث غير ما تريده هي.
وقبل أن ينطق
_يلا يا ماهر هتكلمه ولا أكلمه أنا.
زجر فهمي زوجته بضيق
_يا ولية مستعجلة على ايه
أشاحت بيدها
_يا خويا خير البر عاجله خلينا نفرح بالبت بقا أنا كنت فقدت الأمل.
تنهد فهمي بقلة حيلة
_ماشي يابني ...كلمه يجي وقت ما يفضى في الميعاد اللي يناسبه.
لم يجد ماهر مفر من مهاتفة آدم ..ولم يكن هناك حل آخر سوى وضع رهف أمام الأمر الواقع.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
أسماء عبد الهادي
كانا يتناولان الغداء مع الصغيرة أيسل والتي كانت تقضم أصابع البطاطس المقلية باستمتاع
ليهتف آدم بجدية
_تعرفي يا سها!
انتبهت له سها وانتظرت ما سيقوله
_ها؟
_أنا على يقين ان رهف هترفض
امتعض وجه سها وهتفت باستنكار
_نعم... لا ماظنش ..وايه اللي خلاك تفكر كدا أصلا.
وضع الشوكة من يده وتحدث بجدية
_أنا أكتر واحد عارف رهف وعارف هيه بتفكر ازاي... علشان كدا بقولك بحكم عملي وخبرتي ..رهف مش هتوافق.
لتهتف سها بضيق
_لاااا ..أنا هحاول اقنعها طبعا.. ماهو أنا مصدقت أقنعك وانت جاي تقولي رهف هترفض.. انتوا هتجننوني معاكم ليه.
وقفت سها محلها بغية ان تذهب غرفتها وتهاتف رهف لتعرف منها.
ليجد آدم اتصال من ماهر فينطق بصوت عال
_ده ماهر بيتصل...لعله خير.
جلست سها مكانها ثانية لتعرف ماهية الحوار بينهما.
مسح آدم يده في المنشفة التي على أرجله وأمسك الهاتف ليرد على ماهر
_أهلا يا كابتن .. ايه الاخبار..... أنا كويس الحمد لله..... حقيقي!! طيب تمام أنا فاضي النهاردة بالليل لو ينفع.... طيب كويس أوي نتقابل بالليل سلام.... ماشي يوصل حاضر
نظرت سها بحماس لأخيها تود أن تعرف الأخبار
_ها قول
_ماهر بيسلم عليه
أجابت على عجل
_الله يسلمه... ها قول اللي بعده.
حرك آدم كتفيه بتعجب
_الظاهر ان رهف وافقت .
صرخت سها بسعادة
_يس.. الحمد لله .. الحمد لله.
ثم رمقته بسخرية
_أنا بقول تبطل تتنبأ تاني ..قال أعرف رهف قال ...هتقابل عمو فهمي بالليل صح؟
بدى آدم غير مصدقا فهو كان متأكدا من ان رهف لن تفكر في الزواج وخاصة في الوقت الحالي
_المفروض اه...هروحلهم النهاردة بالليل...بقولك ايه يا سها ما تتصلي برهف تسأليها وتعرفي رأيها بنفسك.
زمت سها شفتيها
_تاني يا آدم... انا أساسا هروحلها دلوقتي علشان أكون معاها تحب أخد أيسل معايا ولا أسيبها معاك.
لتهتف أيسل وهي تمسك بأرجل سها
_لا ألوح معاكي عند لهف (اروح معاكي عند رهف)
داعبت سها شعر ابنة أخيها وهتفت بمرح
_هتيجي معايا عند العروسة رهف!!
هتفت أيسل بينما ترفع يدها عاليا بحماس
_هااااي هلوح عند علوسة لهف ... لهف علووسة...وبابا عليس (بابا عريس)
لترفع سها يدها بزهول
_أهو مجبتش حاجة من عندي البنت سبحان الله ببراءتها قالتها لوحدها وكأنها يا روحي بتتمنى ده يحصل ..لعلها حكمة ربنا ي آدم.
تنهد آدم براحة
_على خيرة الله .
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
أخبرت سها زوجها ماهر أنها ستأتي إليهم..فأخبرها أنه سيأتي لاصطحابها
_أجيلك كمان خمس دقايق هتكوني جهزتي! بتهرجي
_اه مالك مستغرب ليه
_هو أنا مش عارفك ... انتي على الاقل نص ساعة علشان تلبسي
ضحكت سها
_يابني مش علشان بجهز أنا وأيسل وبعدين نص ساعة فترة قليلة جدا.
امتعض وجه ماهر وهتف ساخرا
_فرحنا كمان كم يوم وبتقوليلي يابني!!!
قهقهت سها ثانية
_ههههه...اه صح متجيش .
ضحك ماهر هو الآخر فسها الوحيدة القادرة على تغيير مزاجه للأفضل
______
،🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
أسماء عبد الهادي
وقفت أمام خزانة المطبخ تتطلع بعينيها بشر لذلك الساطور الذي يلمع بسبب انعكاس الإضاءة عليه ...مدت يدها بلا وعي وأمسكته في يدها وهي تحدق به طويلا وكأنها تتخيل في عقلها ما ستفعله به وكيف ستنفذ خطتها....لكن تجلت لها صورة ابنتها ملك عليه فارتجف قلبها كمدا من أجلها وقررت الانتقام بطريقة أخرى... فتلك الطريقة التي كانت على وشك تنفيذها كانت ستفرق بينها وبين ابنتها لأنها حتما كانت سيزج بها في السجن بسبب القتل وهي لا تريد ذلك هي اريد اصلاح العلاقة بينها وبين ابنتها.... تريد اصلاح ذلك الرباط التي مزقته بيدها وها هي الآن تتمنى لو تستطيع أن تلملم خيوطه المتناثرة وإعادته من جديد ...عله يعود كما كان... لكن ترى هل الثوب المتمزق يعود جديدا كما كان ...أم تظل هناك آثار خياطة دائمة لا تزول .
ركضت سريعا نحو غرفة زوجها وحبيبته والتي كانت غرفتها يوما وأحكمت غلقها جيدا بواسطة المفتاح التي كانت تحتفظ به في احد الادراج التي يعلوها شاشة التلفاز .... ثم وضعت عباءتها على جسدها على عجل وخرجت سريعا من المنزل.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
أسماء عبد الهادي
وصلت بصحبة ماهر للمنزل وسألت على رهف لتخبرها سوسن أن رهف بغرفتها وطلبت منها أن تساعدها على إعداد نفسها.
دلفت سها بابتسامة عريضة لغرفة رهف
واول ما فعلته أن عانقت صديقتها بشدة وهي تهتف بسعادة
_الف مبررروك يا حبيبتي...أخيرا اللي اتمنيته هيتحقق.
استغربت رهف ما تقوله صديقتها ولمَ تبارك لها.
فضيقت عينيها وطالعتها باستغراب
لتهتف سها وما زالت الابتسامة العريضة تزين محياها
_ايه مالك مستغربة ليه.
_لا ابدا ..بس مش فاهمة ايه اللي اتمنتيه هيتحقق... في جديد أنا مش عارفاه.
رفعت سها اصبعها ودفشت رهف من ناصيتها
_رهف ركزي ياماما... هيه الفرحة لحست مخك انتي كمان ولا إيه... أكيد مبسوطة علشان انتي وآدم هتتجوزا ...متتصوريش سعادتي بيكم قد إيه ... أنا مبسوطة اوي .
ابتلعت رهف ريقها وحاولت أن تُظهر ابتسامة لصديقتها ...ولم تستطع بعد أن رأت تلك الفرحة على محياها أن تخبرها بأنها لا تريد الزواج نهائيا ...وقررت أن ترضخ لرغبتهم وتوافق بالأمر فلا خيار آخر... ولربما يرون شيئا آخر لا تراه هي.
داعبت سها وجنتي رهف التي كانت تقف كالتائه
_ايه يابنتي مالك مسهمة كدا... كل ده علشان آدم جاي النهاردة هيتفق مع والدك على التفاصيل؟ ...يا عيني على الرقة والبراءة .
قالتها ثم غمزت لرهف بأعينها
_ولا انتي الفرحة مش سايعاكي وكنتي منتظره قراره ده من بدري.... معلش أنا عارفة ان آدم أخد وقت لحد ما اخد الخطوة دي .
لم تستطع رهف التحدث وهزت كتفيها مع احتفاظها بتلك البسمة التائهة .
أجلست سها أيسل على الفراش وجلست جوارها وبدأت بإخراج محتويات حقيبة يدها من كريمات واكسسوارات لتعد بهم رهف لمقابلة آدم ....في حين طلبت من رهف أن تذهب وتأخذ حماما منعشا قبل أي شىء.
نفذت رهف ما قالته سها كاملا وتركت لها نفسها لتضع لها الكريمات والماسكات بهدوء تام ...فهي لا تريد قتل تلك الفرحة والحماسة التي على وجهها.
بعد فترة دلفت أمها إليها وفي يدها فستانا ما وما ان رأته رهف حتى هبت من مكانها بسرعة ...لينبض قلبها بضربات سريعة وكأنها تريد الهرب من أمام ذلك الشىء والتي ذكراه مؤلمة بالنسبة لها.
_ساعديها يا سها يا حبيبتي تلبس الفستان دا.
ازدردت رهف ريقها وقالت بتلعثم خائفة من أمها
_لأ... لا ..لأ ...أأ نا ما مممش عايزة البس الفستان ده
كادت أمها لتتحدث بصرامة لتجبرها على ارتداءه... لكن سها انقذتها من ذلك الأمر عندما قالت
_لا يا طنط معلش الفستان أوفر أوي... ومش هيليق على رهف... من فضلك سيبهالى أنا وهظبتها متقلقيش.
ربتت سوسن على ظهر سها بابتسامة
_ايوة يا حبيبتي... ظبتيها أصل بنتي دي هَم أوي ..وخيبة في كل حاجة ...يلا هنقول ايه .
ابتسمت سها ودافعت عن صديقتها
_ معلش أصل رهف خجولة زيادة عن اللزوم وكدا
مطت سوسن شفتيها
_مش خجل يابنتي ...ده عبط بعيد عنك.
تنهدت رهف بينما تغمض عينيها وهي تجلس على الفراش جوار ايسل بقلة حيلة، لا تدري كم تحتاج للصبر لتحمل سهام أمها اللازعة تلك
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
وصلت الى المكان التي تبتغيه وناشدت أحد الرجال أمامها ...ان تدلف لمقابلة الضابط في الحال لتقديم بلاغ ضد زوجها.
مثلت أمام الضابط وهتفت وهي تحاول أن تبكي بحرقة بغية ان تستجدي عطفه فيفعل ما تريده
_الحقني يا سعادة البيه ... أنا واقعة في عرضك ..ساعدني الله لا يسيئك.
_اتكلمي عايزة ايه يا ست انتي
_عايزاك تنقذني من الراجل اللي أنا متجوزاه حياتي بتضيع ياسعادة البيه... راجل خامورجي وحشاش وفوق ده وده بيجيبلي معاه كل يوم ست شكل... وأنا ولية غلبانة ومكسورة الجناح وملياش في السكة الشمال دي ياباشا وعايزاك تنجدني منه ومن عمايله اللي ميرضاش بيها القانون.
أشار الضابط لذلك الذي يجلس عن يساره
_ عايزاني أعملك محضر يعني... اكتب يابني.....
سرت سناء بذلك وهتفت بفرحة
_ولو جيت معايا الوقتي ياباشا هتمسكهم متلبسين كمان
رفع الضابط حاجبه وهتف باستنكار
_كمان وفي وضح النهار.... يا عسكري
قدم العسكري في الحال ليؤدي التحية
_تمام يا فندم
_جهز القوة وتعالوا ورايا حالا .
ثم وجه حديثه لسناء بتحذير
_هأجي معاكي ولو طلع اللي بتقوليه ده كذب أو افترى ..هحطك انتي في الزنزانة ومش هخرجك.
توجست سناء خيفة لكنها حركت رأسها بتفهم وتمنت من الله أن يظل زوجها في مكانه ولم يبرحه.
وصلوا الي المنزل واقتحم رجال الشرطة البيت وأشارت لهم سناء على الغرفة فقاموا بفتحها بالقوة ليظهر فيها زوجها وبصحبته أخرى تماما كما زعمت هي وزجاجات الخمر متناثرة في كل مكان بالاضافة الى تلك الرائحة التي من الغرفة ويعود لأحد أنواع المخدرات التي استطاع الضابط تمييزه بسهولة
ليهتف الضابط بصرامة
_نسوان ومخدرات كمان يا حلو ... ده انت وقعتك زي وشك النهاردة
هب عباس من مكانه مزبهلا كيف جاءت رجال الشرطة الى هنا وكيف علموا بأمره
لتهتف سناء ببكاء ومسكنة
_اهو يا حضرة الظابط شوفت بنفسك ...الهم اللي غاصبني أشوفه كل يوم وأنا يكش علشان وحدانية ومليش حد صابرة وساكتة ..لكن فاض بيا الكيل يا بيه شوفولي حل معاه.
ليشير الضابط الي رجاله بالامسكاك بعباس ومن معه
ليهتف عباس بعدما يرمق سناء بأعين متوعدة بعدما علم أنها من تسببت له بهذا
_متصدقهاش يابيه... دي دي البت اللي معايا دي مراتي يابيه حتى شوف.
بحث عباس في ملابسه عن تلك المطوية الى أن وجدها أخيرا وهتف بينما يزدرد ريقه
_حتى شوف يا باشا
رفع الضابط شفته العليا باستهزاء
_ياراجل عيب على شيبتك دي ... ضارب ورقتين عرفي كمان ... وانتي يابت حكايتك ايه انتي كمان... ملكيش أهل يلموكي!!...هاتوهم.
لتصرخ الفتاة وتلطم على وجهها
_يالهوي يا لهوي...يا عباس انت مش قلتلي اننا هنتجوز بحق وحقيقي ...ياريتني ما سمعت كلامك.
ضحك الضابط ساخرا
_هنبقى نعملكم حفلة فرحكم في الزنانة يا حلوة... انجري على البوكس.
حاول عباس الدفاع عن نفسه لكن كسرة شربه جعلته يقف بعدم اتزان وما ان سحبه الشرطي ليتقدم للخارج فمر من أمام سناء فأمسكها بكلتا يديه يحاول أن يقبض على روحها فتشهق هي بزعر
ليبعده رجال الشرطة في الحال فتهتف سناء مستغلة تلك الفرصة
_أشهد يا حضرة الظابط إنه كان عايز يقتلني وهو كدا علطول بيهددني بالقتل لحد ما خلاني أكتب شقتي وورث بنتي ليه بالكامل... رجعلي شقتي منه يابيه وطلقني منه.. أنا مقدرش أعيش مع واحد زي ده تاني.
حاول الضابط تهدئتها
_اطمني هنرجعلك حقك كامل منه ... تعالي معانا علشان محتاجين أقوالك
انشرح قلب سناء بأنها ستستطيع أن تنتقم منه وتسترد حقها وجزءا ولو قليلا من كرامتها التي أهدرها هو .
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
أسماء عبد الهادي
في المساء
عاد آدم من عمله وأعد نفسه لمقابلة والد رهف...لكن وقعت عينه على ربطة عنق أهدته إياها زوجته الراحلة ،كان محتفظا بها في مكان خاص بها بداخل خزانة ملابسه، فلا يقربها فقط يطالعها من حين لآخر ...فأمسكها بيده بحنين جارف وشوق قد استعر بداخله ومن ثم قبلها بشجن ثم قربها من قلبه وهو يدعوا لزوجته بالرحمة والمغفرة
ادمعت أعينه رغما عنه فمن فارقته كانت تسكن الروح والفؤاد ...بقي على وضعه لدقائق بعدها لملم شتات نفسه واكمل ارتداء ملابسه
ثم توجه إليهم في المعاد المحدد بالضبط.
.......
نهض ماهر من مكانه ليفتح باب الشقة وهتف مبتسما لآدم
_في معادك بالظبط...اتفضل نورتنا يا دكتور.
ابتسم آدم له مجاملة ودلف بهدوء شديد ليتحدث الى العم فهمي لطلب يد رهف للزواج ... كان يشعر أنه مسير لا مخير ..يفعل ذلك بمحض ارادته لكنه في نفس الوقت يظن أنه مجبر على فعلها
انهى حديثه مع والد رهف بعد أن انتهى الحديث على أن يكون يوم الزفاف في نفس اليوم الذي سيكون فيه زفاف ماهر وسها... وأنه سيقيم زواجه في شقته بعد ان يجري بعد التعديلات الطفيفة عليها .
بعد ذلك نهض الجميع وسمحا لآدم لأن يجلس مع رهف لبعض الوقت ..لكن أيسل رفضت أن تترك والدها وبقيت جواره .
لاحظ آدم صمت رهف الطويل وبدت وكأنها شاردة
ليهتف بهدوء
_رهف في حاجة معينة محتاجة مني أعملها؟
رفعت رهف رأسها لتنظر إليه
_لا لا مفيش حاجة.. أنا مش عايزة أي حاجة.
_رهف كوني متأكدة إن اللي تطلبيه هنفذه علطول
_لا لا شكرا يادكتور مش عايزة حاجة
_طب تحبي تقوليلي حاجة
حركت رأسها بالنفي
ليبتسم لها بهدوء
_تمام على خيرة الله ..يبقى زي ما اتفقت مع والدك ... هنعمل فرحنا مع ماهر وسها كدا كويس!
أغمضت عينيها هنيهة ثم هتفت بخفوت
_كويس .
_رهف احنا اتفقنا نقفل الصفحات القديمة كلها
_قفلتها
_بس أنا مش شايف ده قدامي
_بحاول يا دكتور بحاول
تفهم آدم حالتها لذا هتف بهدوء
_تمام يارهف .. اتمنى تكوني بتحاولي فعلا.
______
بعد عدة أيام كان الجميع فيها يعمل على قدم وساق لتجهيز تحضيرات العرس.
أخبرهم ماجد أنه يود خطبة ليلى تلك الفتاة التي آوت وأمها ملك عندهما
فوافق فهمي بعدما تأكد أن ابنه قد تحرى عنهم جيدا لكنه أخبره أن يؤجل ذلك لبعد زفاف أخوته.
في تلك الأيام كان ماجد يحاول بث الطمأنينة في قلب رهف وإقناعها بأن تلك المرة لن تخيب .
أما إسلام فكان رغم أنه تخلى تماما عن فكرة خطبة ملك ..الا أنه مازال يشعر بالذنب تجاهها ....
لذا وبعدما أنهى صلاة العصر ...استغل جلوس إمام المسجد لبعض الوقت في المجلس وقد كان شابا مثله يكبره في السن ببضع سنوات فقط و على وجهه سمت طيب ترتاح للحديث معه.
جلس إسلام جواره وبدى مترددا أيتحدث ام لا
ليهتف إمام المسجد بوجه بشوش
_شكلك عايز تقول حاجة... اتفضل قول متردد ليه
_أنا بس مش عايز أشغلك...أكيد كنت ماشي.
_لا أبدا ... أنا مورييش حاجة دلوقتي... أنا مستني ابني بيجيب أخوه الصغير من البيت اللي جنب المسجد علشان هنبدأ حلقة القرآن .
ابتسم له إسلام
_ربنا يباركلك فيهم... وعلشان مطولش عليك... انا كنت عايز أسألك في سؤال كدا
_اتفضل سامعك.
قص عليه إسلام مسألته
ليجيب إمام المسجد
_لا حرج أبدا في الزواج من أي بنت حصلها الجريمة ال بشعة دي... بل لمن يفعل ذلك ..ثواب واجر عظيم عن الله... فهو بذلك يستر مسلمة مؤمنة.
فالمجتمع الإسلامي مجتمع متضامن متآلف، إذا حل بواحد منه كرب أسرع الآخر إلى تنفيسه، وإذا رآه يحتاج إلى الستر ستره، أو يحتاج إلى المعاونة أعانه، فقد جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نفّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفًس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة"
تنهد إسلام وملس بيده على شعره بحيرة
_صلى الله عليه وسلم... فاهم ياشيخ وعارف الحديث ده كويس ونفسي أساعدها ...لكني مش قادر فعلا
"فبقبوله بملك فالشك سينتابه وسيشعر بالقهر كلما تذكر وضعها وهذا سيؤثر على علاقته بها، لذا كان في رأيه أنه من الأفضل ألا يقدم على الزواج من واحدة يعرف ماضيها الأليم".
_يبقى ..لا يكلف الله نفسا إلا وسعها... محير نفسك ليه ...ادعوا لها بالخير والله قادر سبحانه على جبر قلبها
_أصلي وعدتها ياشيخ ..قلتلها اني معجب بيها وعايز أجي اتقدم لها... بس الكلام ده قبل ما أعرف ..وخايف اكون بكدا كسرت قلبها...وزودت همها
_انت إنسان جميل ومشاعرك نبيلة.. حرصك على عدم إيذاء مشاعرها ده شىء عظيم جدا... لكنك مش هتعرف تحمل نفسك فوق طاقتها
_وهي ياشيخ؟
_لو استطعت أن تتحدث اليها بدون خلوة بالطبع وتفهمها وجهة نظرك بالفعل فتغيير رأيك ليس لعيب او علة فيها وانما لخوفك على ظلمها وعلى ان تسوء العلاقة بينكما فيما بعد ... وإني لأظنها ستتفهم... وعليك أن تبثها بكلمات تشجيعية تمنحها الثقة بنفسها من جديد وتحثها على النجاح والعمل.
ارتاح إسلام لتلك الفكرة كثيرا وشكر الإمام على نصيحته وغادر المسجد مرتاح البال .
يتبع
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق