رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل الخامس والثلاثون 35بقلم اسماء عبدالهادي
رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل الخامس والثلاثون 35بقلم اسماء عبدالهادي
ليتك كنت سندي
بارت ٣٥
ليتك كنت سندي
قد تبدو الأيام كمياه راقدة ،قمر لا ينام ،وليالي باردة
قضت رهف عدة أيام غيومها داكنة فأخويها تغيرا تغيرا جذريا معها ..ماجد أصبح يجيب على قدر السؤال ...أما ماهر فكان يتجاهلها تماما..ما زال لم يستطيع أن يبعد عن رأسه ما قد يحدث لها بسبب طيشها وسذاجتها لذا لم يستطع أن يغفر لها بسهولة ..لم تستطع أن تطلب من أبيها المساعدة خشية أن تجد هجوما مشابها وينضم هو أيضا لحلف أخويها ...فماجد وماهر لم يخبرا أبويهما بما حدث يكفي تعكر مزاجهما .
قررت رهف أن تتخذ خطوة فعلية وتواجه أخويها وتعاتبهما على بعدهما عنها فسحابة قلبها قد غامت واختفت شمسها ببعادهم عنها وهي التي تفعل كل هذا من أجلهما فقط.
استغلت وجود التوأمين معا وعلى ما يبدو أنهما يتحدثان معا في موضوع هام ..فطرقت الباب ودخلت على الفور قبل أن يرفض أحدهما دخولها
عضت على شفتيها السفلى وهتفت بألف
_ءء انا جيت علشان اتأسفلكم.. أنا آسفة أوي .
نفخ ماهر وهم بالرحيل وهو يقول لماجد
_زي ما قلتلك ها !!.. الكل لازم يعرف النهاردة
حرك ماجد رأسه لأخيه بإيماءه بعينيه متجاهلا هو الآخر ما قالته رهف
لتهتف رهف بحرقة وصوت ملتاع غاضب جعلت ماهر يقف مكانه ينصت لما تقوله لكن دون ان يلتفت لها
_ كفاااية بقا اللي بتعملوه فيا ده ...حرام عليكم ...انا بتعذب ببعدكم عني ...هو ده وعدكم ليا انكم تكونوا سبب فرحتي.. انكم هتعوضوني اللي فات .. انكم مش هتخلوني حزينة أبدا؟؟
هتف ماهر بضيق
_ انتي اللي حكمتي على نفسك بكدا ... احنا كنا ملتزمين بوعدنا لأقصى درجة وانتي اللي بوظتي الدنيا كلها على دماغك ..اتحملي نتيجك قراراتك لوحدك.
اغرورقت عيناها بالدموع فالتاع قلب ماجد لها لكنه أظهر التجلد وبقي صامتا تاركا كفة الحوار لأخيه
لتهتف رهف بحزن وندم
_طيب أنا متأسفة عن كل اللي عملته ومش هكرره تاني.. هتسامحوني بقا.. بالله عليك يا ماهر انت مش متخيل أنا بعاني ببعدكم ازاي،أنا مش قادرة اتحمل خصامكم ليا...حاسة اني مخنوقة ومش قادرة اتنفس.
كاد ماجد أن يتحرك تجاه أخته يحيطها بحنانه ويقر بأنه سيُنهي ذلك العقاب فورا ..لكن بإشارة من عيني أخيه تراجع وبقي ثابتا في مكانه يزفر بضيق هو الآخر
ليهتف ماهر بصرامة
_عايزانا نسامحك بجد؟؟
حركت رهف رأسها بلهفة وهتفت ببارقة أمل
_اه اه ..بالله عليك يا ماهر انا اسف اوي
_يبقى تسمعي كلامنا وتوعدينا إنك مش هتعملي أي حاجة تضرك ..ولو قابلك اي مشكلة ترجعيلنا الأول واللي نقول عليه هو اللي يمشي.
هتفت رهف بلهفة لحتى ترضيه
_اوعدك ..اوعدك يا ماهر مش هعمل اي حاجة من غير ما أقولكم ..ومش هأخد أي قرار ولا هتحرك من مكاني حتى من غير ما استأذنكم ..ها بقا!!
خرج عن صمته ليهتف باستياء
_يابنتي افهمي ...انتي باللي بتقوليه ده بتلغي شخصيتك يارهف وده مش اللي نقصده ..إحنا عايزينك...تشاركينا همومك ومشكلاتك... يبقى ليكي رأيك وقرارك لوحدك..لكن لو احترتي في أمرك ترجعيلنا ..لو قابلك اي خطر من غير تفكير تبلغينا إحنا ... بلاش تفضلي في قوقعة الخوف والسذاجة اللي انتي فيها ..رهف انتي طيبة وعلنياتك ومن السهل ينضحك عليكي علشان كدا بنقولك احنا معاكي وهنساندك علشان تعيشي بأمان.
تنهدت رهف بقلة حيلة فبدى كلامه عسير عليها بعض الشىء لكنها على أي حال حركت رأسها لأعلى ولأسفل بأنها ستفعل
_حاضر يا ماجد هحاول أخد بنصيحتك واي مشكلة تقابلي هبلغكم فورا.
زم ماهر شفتيه بغيظ
_هتحاولي!
لتهتف على عجل
_لا لا قصدي هعمل كدا فعلا.. خلاص بقا يا ماهر .
أشار له ماجد لأن ينهي ذلك العقاب المرهق لرهق
فنفض ماهر يديه هاتفا بهدوء
_ماشي يارهف آخر فرصة ليكي .
لم يكمل كلمته حتى وجد أخته تلقي بنفسها بين ذراعيه بسعادة بالغة...ليقترب منها ماجد هو الآخر واضعا ذراعيه يحيطها بحنانه فابتسمت رهف وتنهدت براحة فهي ظنت أنها فقدت أخويها ثانية فكاد عقلها يطير.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
أسماء عبد الهادي
يجلس في غرفتة وحيدا، يحبس نفسه وكأنه داخل سجن لكن الفرق أنه هو من حبس نفسه به بإرادته
رق قلب أخته على حاله فتنهدت بحزن قبل أن تقترب منه محاولة إخراجه من قوقعة حزنه الذي أدخل نفسه بها مذ أن علم بما حدث لملك من خالته عفاف... فلقد انكسر قلبه وتحطم فؤاده وماتت فرحته في مهدها فهو لن يتخيل أبدا أن يتزوج بفتاة حدث لها ما حدث... لم يستطع تقبل ذلك ... هو يحبها كثيرا ومتعلق بها بدرجة شديدة.. لكنه غير قادر على مرور ما حدث مرور الكرام... شعر أن قلبه مقيد لا يستطيع الفكاك... فهو ان رضي بالأمر الواقع ووافق على زواجها فلن تغب فكرة ما حدث لها عن مخيلته فبالتالي لن يستطيع إسعادها ولا إسعاد نفسه وستصبح حياتهما مرارا علقما .
_إسلام ... عاجبك يعني الوضع اللي إنت فيه.
لم يرد عليها إسلام وبدى أنه لم ينتبه لها من الأساس فهو في دوامة بين قلبه وعقله والمتحكم في تلك الجولة هو عقله فلقد حكم عليه بالبعد وإخراج فكرة الارتباط من ملك نهائيا ...وأما قلبه بمضطر للتنفيذ لكنه تمرد على الحكم فقيده في حزن عميق
لتهتف ليلى بأسى من أجله ومن أجل صديقتها التي لا ذنب لها لكنها لا تستطيع أن تلوم أخيها على قراره فهو كله كامل حرية الاختيار في ذلك الأمر وهو وحده المعني به
_وبعدهالك يا إسلام.. خلاص انت قررت تبعد عنها وقلنا ماشي براحتك محدش يقدر يلومك... يبقى ليه حابس نفسك كدا ...فين إسلام اللي مبيبطلش ضحك وهزار وحركة طول اليوم.
أغمض إسلام عينيه وتحدث بلوعة
_مصدوم يا ليلى... اتصدمت صدمة كبيرة أوي باللي حصلها.
_أومال هيه تعمل ايه بس ربنا يكون في عونها ...ربنا يتولاها برحمته... ياريتك ماتسرعت في إنك تفاتحها في الجواز ..أهو أكيد قلبها هيتكسر أكتر لما تلاقيك عدلت عن فكرة الجواز وهتعرف انك رفضت لما عرفت الحقيقة.
زفر إسلام بغيظ من نفسك
_ما ده اللي أنا بأنب نفسي عليه من يومها... بس انتي اللي غلطانة سألتك كم مرة ومقلتليش.
_هقولك ايه بس يا إسلام ..ربنا ما يكتبها على حد أبدا ... وبعدين أنا مكنتش متخيلة إهتمامك بيها إنك عايز فعلا تتقدملها ... أنا قلت بتتكلم معاها علشان صاحبتي عادي يعني.
رمق إسلام أخته بضيق وهتف وهو يشيح لها بيده
_طب إمشي ..انزلي لأمك يالا وسيبيني في حالي .
رمقته بضجر من تصرفاته وقالت وهي تتوجه لخارج غرفته بعد أن قررت أن تتركه وشأنه إلى أن يتخطى تلك المرحلة وحده
_ماشي يا إسلام براحتك..انا تحت ...لما تخلص إسطوانة إحزانك دي ابقى انزلي.
خرجت وأغلقت الباب خلفها وهي تدعو الله أن يرزق صديقتها العوض الجميل عما مرت به فإن لم يكن أخيها فأحد آخر صالح قادر على إسعادها .
_____🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼 أسماء عبد الهادي
أبعدها عنه قليلا وهو يقول بجدية بعد أن تنحنح ليعدل من نبرة صوته
_حيث كدا بقا يبقى ده وقت إني أقولك عن خبر مهم.
لتهتف رهف بفرحة وتقول بأعين لامعة وصوت كله حماس
_خلاص الشقة اللي آدم عرضها عليك فوق شقته جهزت مش كدا.
_رهف انتي جايلك عريس
قالها وهو يثبت نظراته بعينيها
لتكشر هي بوجهها بضيق وكطفل صغير يعبر عن إستياءه
_تاااني يا ماهر !! ... أنا مش عايزة أتجوز.
هتف ماجد بمكر وهو يطالعها باهتمام فهو ظن أنها ما ان تسمع أنه هو الطبيب آدم فتوافق على الفور
_دكتور آدم طلب إيدك من ماهر يا رهف.
لم تبدي رهف أي رد فعل توقعه الأخوين وبدى الأمر بالنسبة لها عاديا هو كغيره إلا أن الفارق هي تحترمه وتكن له كل الامتنان والشكر.
_أنا مش موافقة لا عليه ولا على غيره ... انا مش عايزة أتجوز .
زفر ماهر بحنق وهتف غاضبا
_يعني ايه الكلام ده ...حد يرفض دكتور آدم.. وبعدين كلنا عارفينه وانتي أكتر حد عارفة أخلاقه ونبله.
_دكتور آدم انسان كويس جدا وأي بنت تتمناه لكن أنا لا ... أنا أساسا مش عايزة أتجوز
وضع ماجد يده فوق رأس أخته وهتف بحنق
_ليه بقى ياختي ان شاء الله... انتي بنوتة أخلاق وجميلة وألف من يتمناكي ...ولا عايزة تفضلي كدا
حركت رأسها وهتفت بجدية
_أيوة ياماجد انا عايزة أفضل معاكم ومش أسيبكم أبدا .
هتف ماهر بغيظ وهتف وهو يكز على أسنانه
_بس إحنا خلاص هنتجوز حتى ماجد قرر خلاص إنه يخطب ويتجوز هو كمان... بيبقى هتقعدي معانا إزاي كل واحد هيكون ليه حياته.
اتسعت عينيها بفرحة
_بجد يا ماجد انت أخيرا لقيت البنت اللي تحبها... انا مبسوطة أوي.
أمسكها ماهر من رسغيها ليديرها تجاهه تحت نظرات ماجد المصدومة من تصرفات أخته
_تعالي هنا يا بت انتي وردي على كلامي ... انتي لازم يكون ليكي حياتك علشان نكون مطمنين عليكي.
حركت رأسها بالنفي وتحدثت بجدية أثارت غضب ماهر أكثر
_لأ مش لازم ... أنا هفضل مع بابا وماما ومعاكم بردو .. وهنتظر لما تيجبوا أطفال علشان ألعب معاهم وأعطيهم كل إهتمامي .
ثار ماهر بغضب ونظر لأخيه
_قااابل يا عم ..اسمع الهبلة دي بتقول ايه ..وربنا لو اتغابيت عليها ماهكون غلطان.
ليمسكها أخيها ماجد من شعرها بمزاح
_وربنا انتي مجنونة رسمي كلام ايه اللي بتقوليه ده ...محدش فينا موافق على الهري ده .
_ماجد انت قلتلي إني لازم يكون عندي حرية القرار .. وانا قلتلك مش عايزة اتجوز أنا حرة ... أنا جربت حظي مرة واتنين وانتهى .
عندها ثار ماهر وهدر بغضب
_غلط قراراتك كلها غلط ... ياشيخة حرام عليكي بجد... طب إيه رأيك بقى هتتجوزي آدم حتى لو غصب عنك ..وده آخر كلام عندي.
نظرت لأخيها كقطة بائسة واغرورقت أعينها بالدموع
_تاني يا ماهر هتجوزني غصب تاني!!
زفر ماجد بحنق
_يا رهف افهمي ... آدم كلنا ضامنينه ومتأكدين انه الوحيد اللي هيصونك وهيحميكي متربطيش التجارب ببعضها وانسي اللي فات ما احنا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كدا .
_ماشي يا ماجد هنسى .. بس أنا حقيقي مش عايزة اتجوز أنا حرة .. حابة أفضل كدا ..أنا كدا مرتاحة أكتر خلاص أخدت فرصتي وانتهى الأمر .
لتسمعها أمها بينما كانت تهم بدلوف غرفة ماهر فترقع بصوتها عاليا
_يااالهوتي ياني ... بنت العبيطة بتقولي مش عايزة اتجوز... انتي عايزة تجرسيني يابت ولا تموتيني ناقصة عمر .. وربنا ما سايباكي يارهف ..أنا عارفة ان الدلع بوظك ..تعالي هنا يابت
تلقائيا اختبأت رهف من أمها خلف أخيها ماجد وانمشكت بخوف فأمها لا تمزح ويبدو أنها ستلقنها درسا مؤلما للغاية
مدد ماجد ذراعيه ليحمي أخته من أن تكالها يد أمه
_روقي أعصابك بس يا ماما وكله بالهداوة .
_هداوة ايه بس يا واد.. وسع كدا ما انت اللي بوظتها عليا ابعد كدا وأنا هعدلها
صرخت رهف من الخوف وتعلقت بماجد أكثر
هجمت سوسن على ابنتها بعد أن استطاعت أن تطال يدها رغم محاولات ماجد في ابعاد إمه
_يا ماما استنى بس .
ليهتف ماهر بهدوء
_سيبيها يا ماما... رهف هتسمع الكلام وهتتجوز دكتور آدم.
صاحت سوسن بغيظ وهتفت وهي تضرب ابنتها على ظهرها ضربة موجعة انتفضت على إثرها رهف من الألم
_بترفضي دكتور آدم يا حزينة هو انتي تطولي حد يبصلك أصلا لما يتقدملك دكتور آدم... ده كفاية انه بسم الله حارسه وصاينة دكتور وملو هدومه وعنده مستشفى خاص بشىء وشويات ... وربنا لكون مكسرة عضمك تحت ايدي .. لما قلت انها تستاهل اللي يجرالها محدش صدقني.. دي هبلة وعبيطة أنا اللي عارفة بنتي.
همت لتضربها مرة أخرى لكن ماجد وقف لأمه بالمرصاد هذه المرة ولم يسمح لأمه بأن توجعها ثانية وهتف بصرامة
_ماما خلاص بقا... مش هتمد إيدك عليها تاني.
زمت سوسن شفتيها ونظرت لماهر
_بص شوف عمايل أخوك اللي هتنقطتني.
قالتها ثم هتفت بحدة وهي تشير لرهف بسبابتها بتحذير
_اسمعي يابت ... يا تتجوزي دكتور آدم ..لإما لا تبقي بنتي ولا أعرفك.
خرجت سوسن من الغرفة تجر زعابيب غضبها خلفها
بينما زاد بكاء رهف وتحسرها على حالها
ليهتف ماهر بضيق
_تستاهلي ..بتقاوحي على حساب مصلحتك يا رهف ده انتي معطتيش نفسك فرصة تفكري في الموضوع من أساسه .. وأهو اديكي انضربتي .. وهتتجوزي آدم بردو ... ماجد عقّل اختك شوية، امك مش هتسيبها في حالها
قالها ثم خرج من الغرفة هو الآخر شاعرا بالحنق من تصرفات أخته والتي لا تعرف ما المناسب لها ولمصلحتها.
مسد ماجد على شعرها بحنان وأجلسها على الفراش جواره وهتف بهدوء وصوت حاني
_رهف حبيبتي... انتي لازم تعرفي إننا منحبش أبدا إنك تفضلي من غير جواز ..ونتمنى ليكي زوج صالح يحبك ويعوضك عن اللي شوفتيه قبل كدا ... احنا شايفين ان دكتور آدم هبة من ربنا وجتلك في الوقت المناسب فمتضيعيش الفرصة من ايديكي لإن الفرصة دي مش هتتكرر مرتين ... رهف انتي مش واثقة فينا!!! انتي عارفة اننا بنحبك ونتمنالك الخير ولا لأ .. ها ردي.
فتحت فمها من بين شهقاتها
_عارفة
_يبقي تسمعي كلامنا المرة دي يارهف... دكتور آدم كلنا متأكدين إنه عوض ربنا ليكي .. آدم انسان طيب وهادي وعلى خُلق .. وكلنا عندنا أمل ان الحياة ما بينكم هتكون هادية وسعيدة بإذن الله وده اللي احنا نتمناه ليكي ياقطتي.
قبل شعرها بحب أخوي وعاطفة صادقة ثم نهض من مكانه ليغادر ..تاركها تفكر في الأمر بتعقل وروية.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼 أسماء عبد الهادي
نهضت بعيدا عنه بعدما تذكرت شيئا هام، وهتفت بضيق
_بقولك ايه يا عباس إحنا هنفضل هنا مع مراتك دي ... خايفة تيجي في يوم ويفيض بيها وتكرشنا من بيتها.
رفع عباس شفته العليا ساخرا وهتف وهو يشعل سيجارة مستمتعا
_بيتها مين ... ده بيتي أنا وبتنازلها هيا.
نظرت له بزهول
ليردف هو
###
فلااش باك
اقترب منها وهمس بجوار أذنها بهدير كاذب
_أنا بحبك يا ست سناء واتمنى القرب منك... أنا هعوضك على سنين الوحدة اللي عشتيها وهعيشك متهنية وهأكلك الشهد وهتمنالك الرضا ترضي
انطلى عليها حيلته بنجاح وهتفت كالمراهقة الصغيرة والتي يستطيع الشباب خداعها بسهولة بمعسول الكلام
_صحيح يا سي عباس اللي بتقوله ده ؟.
_اوومال ايه ... ده أنا هعيشك في الفيلا بتاعتي.
التمعت أعينها بطمع
_إنت عندك فيلا !!
_اوومال بس لسه فيها شوية تشطيبات ..أصلي عاملها على سنجة عشرة وحاطط فيها دم قلبي ... ها قلتي ايه بردي ناري
ادعت أنها تشعر بالحياء وهتفت بخفوت
_موافقة ياسي عباس ... أنا عايزة راجل يراعيني أنا وبنتي وبس.
_لا من الناحية دي اطمنى ... معاكي راجل ورقابتي سدادة وبنتك دي مش هحرمها من ايُتها حاجة وهتكون زي بنتي وأكتر .
_خلاص يبقى اتفقنا ياسي عباس
أخفض رأسه وادعى المسكنة
_بس هنعمل ايه هنسكن فين والفيلا لسه مخلصتش
_بسيطة نسكن في شقتي لحد ما تخلص
_والناس تأكل وشي ويقولوا عايش في بيت مراتك!! لالا أنا مرضاش بكدا أبدا
_طب وهتعمل ايه!
هتفت بخبث
_أنا عندي فكرة ... انتي تكتبيلي شقتك بإسمي وأنا أصلا كنت هشطب الفيلا وهسجلها بإسمك انتي بس كنت عايز أعملهالك مفاجئة
التمعت أعينها ببريق طامع
_ده صحيح يا سي عباس هتكتبها باسمي
_اوومال هو أنا عندي أعز منك .
بدت مترددة في اقتراحه وخاصة ان الشقة هي إرث ملك من أبيها
_بس ..بس الشقة دي ملك ليها ورث فيها
ادعى الحزن وهتف مدعيا الهزيمة
_زي ما تحبي.. انتي حرة يا ست سناء.. عن اذنك أنا ماشي ومش هرجع الا لما الفيلا تتشطب بالكامل
خشيت سناء أن تحزنه وخافت من أن يذهب بلا عودة لذا هتفت باندفاع
_لا استنى أنا هكتبك الشقة باسمك وهعوض البت بالفيلا اللي هتكتبها باسمي.
لمعت أعينه بخبث وضحك ضحكة صفراء
_عين العقل يا ست سناء والف ألف مبروووك ليا بفوزي بست زيك كدا.
####
عودة
ضحكت بزهول واعجاب بما فعله
_هههه بيعتها شقتها ؟
_دي ولية عبيطة وطماعة ... وافقت تبيع بنتها وشقتها كمان وتبيع نفسها لو استدعى الأمر ..مقابل وعود كذابة، مفيش حاجة من اللي قلتهولها صحيحة ولا في فيلا ولا يحزنون ..ويوم ما ازهق منها هرميها رمية الكلاب ينهشوا فيها زي ما نهشوا في بنتها ..
فكرها اني مش عارف باللي حصل لبنتها... أنا عارف من يومها من الالاضيش اصحابي بس مرضتش أقولها هجيب العكننة لنفسي لأيه وهيه كانت شايفة مزاجي على الآخر...بس أنا الوقتي قرفت منها ومبقتش عايز غيرك يا جميل.
استمعت لما يقولون فلقد كانت تهم بالدلوف له لغرفته لتعرب عن استياءها من الوضع وطردهم من شقتها متناسية انها تنازلت عنها كاملة له وها هو ذكرها بذلك وذكّرها أيضا كم هي حقيرة في نظره وفي نظر نفسها ... ضحت بكل شىء حريتها سعادتها شقتها وأخيرا ابنتها من أجل طمعها وانانيتها وفي النهاية لم تحصد شيئا مما طمحت إليه ولا أثمرت تضحيتها شيئا سوى أنها فقدت نفسها وفقدت أعز ما تملكه وهي ابنتها التي كسرتها هي بأيديها.
اشتعلت أعينها شرارا ولم تعد ترى أمامها من السواد القابع أمام عينيها والحسرة التي ملأت قلبها، وهمت للمطبخ لتحضر سكينا ... لتقبض روح من تسبب بكل هذا الشقاء لها ولإبنتها.
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق