القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل التاسع والثلاثون 39بقلم اسماء عبدالهادي

 

رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل التاسع والثلاثون 39بقلم اسماء عبدالهادي 





رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل التاسع والثلاثون 39بقلم اسماء عبدالهادي 



بارت ٣٩

ليتك كنت سندي

أسماء عبد الهادي


أنهيا طعامهما وارتداء ملابسهما استعدادا للخروج ..شعر ماهر بالضجر فهو لا يود الخروج اليوم فأخذ يبرطم في نفسه وظهر ذلك جليا على قسمات وجهه ..لتضحك عليه سها وتهدهد وجهه بتدلل وهتفت بصوت طفولي

_ خلاص بقا يا حبيبي.. فكها بقا علشان خاطري .. ده أنا لسه عروسة والنهاردة اول يوم لينا مع بعض.


هتف بتبرم

_ماهو علشان كدا كنت حابب نقضيه في أوضتنا مش نخرج يا سها!


_علشان خاطري بقا يا ماهر 


تنهد وحاول الابتسام 

_حاضر ياحبيبتي ..حاضر علشان خاطرك انتي بس 


ثنت سها ذراعيها بفرحة الانتصار 

_يس ... هنخرج ..هنخرج.. ماهر بص أنا عايزة أروح البحر .

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

أسماء عبد الهادي


وجد من يضرب على ذراعه بقوة لحتى يستيقظ ففتح أعينه ليجد أبيه أمامه بفقال بنعاس 

_بابا!!!

 لينخفض تجاهه ويهمس له بتحذير

_ ششش.. اوعى تتكلم هتصحي خالك...قوم فز من مكانك وتعالى ورايا الفرندا بسرعة .


استغرب ماجد ما الذي يحدث لكنه على أي حال نهض بهدوء من مكانه حتى لا يوقظ خاله الذي يشاركه غرفته ..بعد أن أصر عليه فهمي أن يبيت هو وزوجته وملك معهم هذا اليوم ويسافرون في الغد 


وصل الى الشرفة حيث يجلس والده في انتظاره وهتف بتثآئب 

_خير يابابا !!


ليمسكه أبيه من ملابسه بأعين غاضبة 

_تعالى هنا  يا كلب انت ،ازاي يالا انت وأخوك تغصبوا أختكم على الجواز ... ملهاش أب على وش الدنيا !! 


أجفل ماجد مكانه وهتف محاولا الدفاع عن نفسه

_يابابا مغصبناهاش .. هيه بس مكانتش عارفة مصلحتها ...فاحنا وجهناها


ليرد أبيه بعد أن يدفشه بحنق

_مكانتش عارفة مصلحتها تقوموا تجوزوها غصب عنها وأمك أكيد قامت بالواجب معاها هو أنا تايه عنها .. كل ده علشان أنا شقيان في شغلي وسايب البنت أمانة في إيدك انت وأخوك تقوموا تعملوا فيها كدا ... ياخي انشاالله عنها ما اتجوزت بس متغصبوهاش على حاجة... ترضى حد يغصبك على جوازة انت مش عايزها؟؟


صمت ماجد ولم يستطع الرد بأبيه معه كل الحق لكنه ظن أن هكذا أفضل لصالح أخته 


ليهتف فهمي بجدية شديدة

_أنا رايح أجيب أختك مش هسيبها بعد النهاردة تعمل حاجة هيه مجبرة عليها أبدا حرام عليكم البنت علشان طيبة وعلنياتها وعايزة ترضيكم ..تيجوا عليها بالشكل ده.


حاول ماجد إيقاف أبيه فلربما تفسد الأمور بذهابه

_استنى يا بابا ما يمكن آدم قدر يحتويها وهي دلوقتي راضية ومبسوطة..ارجوك متتسرعش .


إلا أن فهمي رفض أن يستمع اليه 

_ابعد عن وشي السعادي بدل ما اطلع غضبي عليك ... أنا رايح اجيبها ومحدش هيمنعني .


ليهتف ابراهيم باستفهام بعد أن استيقظ على إثر الجلبة التي في المنزل 

_في ايه يا فهمي... حصل حاجة أنا مش عارفها؟


اعتذر ماجد لخاله 

_أنا اسف ياخالي اننا ازعجنا حضرتك 


ليهتف فهمي بينما يهم بالتوجه لغرفته ليبدل ملابسه

_معلهش بقا يا ابراهيم البيت بيتك خد راحتك أنا نازل رايح أجيب رهف وراجع.


جحظت أعين ابراهيم بزهول 

_رهف!! تاني ....حصلها ايه ..حد يفهمني.


اضطر ماجد لان يقص كل شىء على مسامع خاله لحتى يقنع والده لألا يتسرع في أمره .. فغضب ابراهيم من فعلة أخته وابناءها في حق رهف

_لا حول ولا قوة إلا بالله... انتوا مش ناوين غير انكم تسببوا للبت حالة نفسية بعمايلكم دي.


ذهب سريعا وجهز نفسه هو الآخر وعندما هم فهمي بالخروج ..هتف ابراهيم 

_استنى يا فهمي أنا جاي معاك... واسمع مش هنتكلم في أي حاجة خالص قدام آدم يمكن ميعرفش...وهنسأل البنت على انفراد واللي هيه عيزاه هنعمله 


_وافق فهمي على تلك الفكرة ..ماشي يا ابراهيم المهم اني مش هسيب بنتي تعاني تاني.


ليهتف ماجد 

_أنا جاي معاكم .


ليصرخ به أبيه بغضب

_اقسم بالله لو سمعت صوتك الوقتي لأكون مطلع غلبي فيك... انت هتتنيل هنا ومش جاي معانا انت فاهم.


نظر لتلك التي تستعد للذهاب معهم فهتتف بغيظ

_وانتي كمان ... اترزعي هنا لحد ما نرجع 


لتصيح سوسن بصراخ

_والله ابدا ما يحصل .. انا رجلي على رجلكم ..لما أشوف البت .


كانت تنوي أن تحذر رهف من الرجوع مع أبيها وفضحهم ثانية 

ليهتف ابراهيم بضجر

_سيبها تيجي يافهمي ...دي دي مصيبة ومش هتسكت.


ليهتف فهمي بتحذير 

_هتيجي بس اياكي تفتحي بوءك بكلمة والا هيكون أخر يوم ليكي هنا 


حركت رأسها  مدعية الطاعة لكن بقرارة نفسها هي تستفعل غير ذلك 


هموا جميعا بالتوجه للخارج ليهتف ماجد بيتما يشعر بالغيظ لأن والده لا يسمح له بالذهاب معهم

_كلم آدم يا بابا... مش أصول تروحوا كدا من غير ميعاد


نظر له أبيه بضيق ثم أغلق الباب ورفع هاتفه للاتصال بآدم وابلاغه بأنهم في طريقهم اليهم.


وقف ماجد يتلوى من الغيظ 

ترى ما الذي عليه فعله ايتصل بآدم ليخبره بالأمر كي يحتوي الموقف تم باتصاله سيفسد الأخر .. تحدث يكظم يغيظه من أخيه

_عملتها يا ماهر الزفت وسايبني وعايش حياتك في شرم بس لما ترجع...


رفع يده يناجي ربه 

يارب الخير من عندك دي طيبة وغلبانة...يارب اصلح حالها يارب

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

أسماء عبد الهادي

وبينما هما على وضعيهما ورهف تحملق بآدم بزهول لا تفهم ما ينوي فعله وكيف سترى آدم آخر .. تراه سيظهر وجها آخرا لا تدري هي به كما فعل عامر... عندما تحول لوحش بلا مشاعر مذ اول لحظة دلفت معه منزله 

ابتلعت ريقها برعب حقيقي وانكمشت للخلف لكن ما كان يطمئنها ولو قليلا أنها تحمل بداخلها بعضا من الثقة به .


جاء اتصال لآدم فأجاب عليه بعيدا عن رهف ومن ثم عاود اليها بوجه صارم ولهجة آمره 

_أهلك جايين دلوقتي ...اتفضلي على اوضك ومتخرجيش منها غير لما ءأذن بده ... انتي ممنوعة من إنك تقابليهم النهاردة.


فتحت فمها بعدم تصديق 

_ايه!!

ليهدر بها بحدة 

_سمعتي أنا قلت ايه ..اتفضلي .


نكست رأسها بحزن وخطت بخطوات متثاقلة نحو غرفتها في استسلام تام 


زفر بضيق هل ستستلم هكذا دون أن تبدي أي اعتراض منها ...ألا تريد أن ترى أهلها!! 


انتظر الى أن دلفت الغرفة ودلف هو خلفها راسما على وجهه علامات الصرامة التي هو ليس معتادا عليها في الأصل ليجدها تجلس على الشازلونج بحزن وفي هدوء تام ... أغمض أعينه من أجلها لكنه بقي صامتا ليرى إلى أي مدى ستتحمل الأمر ... متى ستعرب عن استياءها من الأمر ...فتح خزانته واختار ما سوف يرتديه ليقابل أهل زوجته ثم خرج ثانية 

وما هي إلا عدة دقائق حتى كان أهلها أمام الباب ...فتح لهم آدم ورحب بهما كثيرا لكنه لاحظ شحوب وجه فهمي وكم الوجع الذي في قلبه والذي يظهر واضحا للعيان على وجهه فاستغرب ذلك وهتف بقلق 

_عمي فهمي حضرتك كويس .


رد ابراهيم نيابة عن فهمي

_فهمي كويس يا دكتور متشغلش بالك انت .


مد آدم ذراعه وابتعد قليلا عن الباب

_طب اتفضلوا واقفين على الباب ليه ... البيت بيتكم نورتونا .


دلف كل من فهمي بهدوء وعينه تبحث عن مهجته وخلفه سوسن وبعدهما ابراهيم الذي هتف بحرج

_معلش يادكتور لو جينا في معاد غير مناسب ..بس العادة عندنا نيجي نبارك لعروستنا في يوم صباحيتها . 


حاول آدم أن يظهر لهم أنه في قمة سعادته كما لو أنه عريس بالفعل 

_نورتونا والله ...اتفضلوا اقعدوا .


تحدث فهمي بقلب مهموم وأعين حائرة تبحث عن ابنته، كي يرتاح ويهدأ باله 

_عامل ايه يا دكتور ... هيه رهف فين.؟


ابتسم له آدم 

_الحمد لله عال عال... ورهف في الأوضة جوة .


ليهتف ابراهيم بتساؤل 

_انتوا كويسين يابني ورهف كويسة ؟


أراد آدم طمأنتهم فهو لا يدري ما سر قلقهم الزائد هذا ورجح ان الامر ربما بسبب تلك التجارب  القاسية التي مرت بها رهف 

_الحمد لله يا عمي ..كله تمام ..أنا بحمد ربنا إنه عوضني بزوجة زي رهف ..ربنا يارب يباركلي فيها.


سر إبراهيم بما يقوله آدم ونظر لفهمي نظرة ذات مغزى تعني أن كل شىء على ما يرام لكن قلب فهمي لم يطمأن فقال 

_الحمد لله يابني ربنا يسعدكم... بس هيه فين ..مش هتقوم تناديلها علشان تقعد معانا .


_عيوني حاضر يا عمي هيه أكيد هتفرح أوي أول ما تشوفكم .


نهض آدم من مكانه ليستعدي رهف ليسمع فهمي يقول له 

_يعني البنت مبسوطة يا آدم ولا لا ...اوعى يكون فيها حاجة وانت مخبي علينا ! 


_أبدا يا عمي ربنا ما يجيب حاجة وحشة... رهف كويسة خالص ياعمي وهناديها كمان تطمن عليها ... مش عارف حضرتك ليه خايف عليها كدا... هوا انت خايف عليها مني ولا ايه يا راجل يا طيب.

ردد فهمي بأعين تترقرق منها الدمعات 

_أنا لو مكنتش واثق فيك مكنتش سلمتهالك بإيدي يابني... رهف بنتي شافت كتير ولا يمكن كنت ارميها بالنار تاني ب أيديا لو هسيبها من غير جواز خالص المهم البنت تبقى في حضني وسعيدة ومبسوطة 


وضع آدم يده هلى كتفه ليطمأنه فلقد شعر بما في قلبه من لوعة 

_اطمن ياعمي رهف في رموش عنيا هيه تشاور بس وأنا هنفذ علطول ..ربنا يعيني على إسعادها ....عن إذنكم لحظة هنادي رهف.


دلف الى المطبخ أولا ليقدم لهم مشروبات باردة ثم دلف الى غرفته ليتحدث إلى رهف ..لم يوضح لها أنه سيسمح لها بمقابلتهم ليختبر ما الذي ستفعله ، ادعى أنه يبحث عن شىء ما بداخل الخزانة وهتف دون أن ينظر اليها 

_أهلك جم برا 


انتظر ليرى أي رد فعل منها لم يجد سوى أعين تترقرق تود لو تقفز لتراهم لكنها تخشاه فهو أخبرها أنه لن يسمح لها بذلك لذا اكتفت بالتحديق به دون أن تعرب عن رغبتها في الخروج اليهم.


زفر آدم بحنق منها وهتف مغتاظا منها 

_يارهف حرام عليكي أنا عملت كل ده علشان تعبري عن رأيك ... متبقيش خاضعة بالشكل ده اسمعي الكلام اه وطيعي أوامري لكن عبري عن مشاعرك انتي ... انتي عايزة تشوفي أهلك ليه مش بتقولي ده ... ليه مش بستخدمي أي اسلوب من أساليب البنات اللي لما بتبقى عايزة حاجة بتعملها بالأساليب بتاعتها... منهم اسلوب الزن والالحاح مثلا ...شايفك مستكينة تماما وكإنك مسلوبة الإرادة .


ضيقت رهف شفتيها وهتفت بخفوت

_ماهو أنا لما بعمل كدا بتنفذوا اللي ف دماغكم بردو .

_على الأقل حاولي ...يمكن في مرة تنجحي .


_يعني هتخليني أخرج لأهلي!!


_وتفتكري أنا ممكن أمنعك عن أهلك!! .. أنا مش عامر يارهف .. .


_بس انت قلت إني هشوف آدم تاني غير اللي أعرفه.


زم آدم شفتيه باستياء من تفكيرها المحدود وعدم فهم أنه يود مساعدتها 

_مش وقته الكلام ده يارهف ... اجهزي بسرعة علشان أهلك مستنينك على نار برا .


نهضت رهف من مكانها سريعا لتفتح خزانتها وتختار ما سترتديه ومن ثم دلفت للحمام الملحق بالغرفة وبدلت ملابسها في الحال وخرجت لآدم الذي كان ينتظرها ورمقته بابتسامة صافية كطفلة بريئة 

_أنا جاهزة .


ثني ذراعه الى صدره ووقف جوارها ... لم تفهم ماذا الذي يريده منها 


فهز رأسه 

_حطي إيدك بإيدي 


رمشت عدة مرات بحرج بينما تقف مكانها بتصلب.


_لا انتي شكلك هتغلبيني ... ايدك يارهف باباكي مستنينا برا اخلصي .


_طب ليه عايزني أخرج معاك بالشكل ده .


ضاق آدم ذرعا من تصرفاتها وأمسك يدها عنوة ووضعها في يده وهو يقول 

_يلا اتحركي 


خرجت رهف إلى اهلها على استحياء بسبب قربها الى هذا الحد من آدم وما زاد حرجها أكثر هو عندما اقتربوا من مجلس أهلها قام آدم بإحاطة عنقها بيده وقال متبسما

_وأدي العروسة أهي ياعمي جت بنفسها تسلم عليكم ...سلمي يا رهف متتكسفيش دول أهلك بردو... معلش يا عمي أصل رهف الظاهر محروجة .. من ايه مش عارف


كان باديا للعيان أن رهف في قمة حرجها من أهلها ومن آدم أيضا 


فما كان من والدها إلا أن تلقى رأسها بين يديه يقبله بلهفة  وفرحة فآدم استطاع أن يوهمهم ان كل شىء على ما يرام بينهم كزوجين عاديين

_مهجة قلب أبوها..مبروووك يا نور عيني... ربنا يسعدكم ويهنيكم .

بارك لها خالها أيضا وكذلك أمها التي كانت تنظر لها نظرات مستفهمة عن حالها مع آدم ..لكن لم تفهمها رهف..بعد ان انتهى الجميع من تقبيلها وعناقها طلب منها آدم ان تجلس جواره ليثبت لهم أن كل شىء يسير على ما يرام 


_رهف حبيبتي..تعالي اقعدي هنا جنبي.

حدقت به رهف بتعجب ليغمز لها بابتسامة ماكرة 

فيتخضب وجهها ..وينشرح وجه أبيها وخالها براحة فما كانوا يخشونه لا صحة له .


رن جرس الباب فنهض آدم ليفتحه ليجده أبواه فيرحب بهما بحرارة 

فتهتف أمه ببسمة واسعة بينما تمسك في يدها الطعام الخاص بهما

_محضرة الأكل من بدري بس خفت تكونوا لسه نايمن وأعملكم ازعاج... بس لما لقيت أهل رهف جم انتهزت الفرصة وجينا نباركلكم إحنا وكمان 


_تشرفوا ياماما في اي وقت البيت بيتكم ..اتفضلي اتفضل يابابا .


عانقت أم آدم رهف بسعادة بالغة فكم تمنت أن تأتي من يرضى بها ابنها ويتزوجها لينسى حزنه على زوجته .

_ألف الف مبروووك يا عروسة يا قمر انتي ربنا يهنيكم... أنا جبتلكم الغدا علشان متتعبيش نفسك في وقفة المطبخ ...هدخل أحطه جوا ولما تحبوا تتغدوا في اي وقت سخنيه بس في الميكروويف 


وقفت رهف لتحمله عن ام زوجها

_ تسلم ايدك يا طنط ..  خليني أدخله جوة..  

حضرتك خليكي مستريحة.


_لا تعب ولا حاجة ياروحي ..خليكي انتي هدخله وارجع علطول.


صمتت رهف وهمت لتجلس مرة أخرى إلا أن أمها أشارت لها بعينيها بان تتبع حماتها فنهضت رهف على الفور .


وجدتها أسماء ام آدم خلفها فابتسمت لها

_قومتي ليه بس يا حبيبتي...


_ميصحش ياطنط .. أنا جيت أساعد حضرتك.


وضعت أسماء ما في يدها على كاونتر المطبخ واجلست رهف على أحد كراسي طاولة المطبخ

_حبيبتي .. أنا مش زي الحموات التانية ومش بهتم بيصح وميصحش والشكليات دي كلها ... أنا كل اللي عايزاه إنك وابني تكونوا كويسين وسعدا مع بعض ودا عندي بالدنيا كلها.. وصدقيني أنا حبيتك زي سها بنتي بالظبط .. ربنا يهنيها هيا كمان ويسعدها يارب.


أمنت رهف على دعاءها ...لتهتف أسماء بينما ترتب علب الطعام 

_تعرفي يا رهف.. انا كنت بتمناكي لابني من قبل ما يفاتحنا هو في حاجة... من يوم ماشفت علاقة أيسل بيكي وأنا شايفاكي زوجة لابني وأم لبنته والحمد لله ربنا حقق اللي بتمناه .


هتفت رهف بخفوت 

_أنا فكرت حضرتك عايزة لآدم .. زوجة في نفس مستواه الاجتماعي والفكري...مش زيي كدا.


_لأ خالص .. وعمرنا ما فكرنا في حاجة زي دي ...مش بقولك مبحبش الشكليات ...يهمني مصلحة ابني وسعادته فوق كل شىء..ومتقلقيش آدم ابني مفيش في حنيته ولا طيبة قلبه تمام زي أبوه... تعرفي يا رهف إني أنا وحماكي اتجوزنا غصب عننا ؟


نظرت لها رهف بزهول 


لتكمل أسماء كلامها مبتسمة 

_باباه وبابايا كانوا شركا مع بعض واتفقوا إن اولادهم لما يكبروا لازم يتجوزا بعض وبالفعل قرروا يجوزونا لبعض واحنا منعرفش حاجة عن بعض نهائي ولا حتى كنا اتقابلنا قبل كدا... رفضنا طبعا في البداية لكن مع إصرار أهلنا قررنا اننا نوافق على الخطوبة واتفقنا في فترة الخطوبة اننا نقولهم بعد فترة اننا مش حابين نكمل ومش عايزين بعض ..لكن كل خططنا  فشلت لإننا اكتشفنا إننا ارتحنا لبعض والحمد لله اتجوزنا وبقى هو كل حاجة في حياتي وأنا كل حاجة في حياته ..لما عاشرته لقيت قد ايه هو حنين أوي وابنه آدم ورث الصفة دي منه ..لكن عيبه بس إنه بيغير عليا جدا... حتى من ابنه تصوري....شش اوعي تقولي الكلام ده لحد 


ضحكت رهف وهتفت وهي مازالت تضحك

_حاضر.


لاحظت سوسن غياب ابنتها مع حماتها في المطبخ فارتابت من الأمر وهمت من مكانها بسرعة لتنظر فيما تتحدثان لتجدهما تضحكان فشعرت بالغيرة لهذا السبب وهتفت بضيق 

_يعني سايبة أمك لوحدها وأنا اللي جاية اطمن عليكي وماشية.


نهضت رهف من مكانها فهي لا تريد إغضاب أمها ولم تدري ما الصواب لفعله في ذلك الموقف


ابتسمت لها أسماء فهي تحمل في قلبها قلبا طيبا ومرحا

_معلش بقا ياسوسن أصل صراحة رهف تتحب وميتشبعش من العقدة معاها ... هسيبكم مع بعض يمكن حابة تكلميها على انفراد وهروح استناكم هناك مع الجماعة عن اذنكم.


لم يرتاح آدم لذهاب أم رهف اليها وخشي أن تسمعها ما يزعجها وما جعله ينهض من مكانه متحركا اليهما هو..ترك أمه لرهف وجلوسها جوار والده ...فهب من مكانه بسرعة متوجها نحو المطبخ.


مدت سوسن يدها لكتف ابنتها لتجلسها 

_اقعدي يابت عايزاكي في كلمتين.


هتف وهي تجلس وتنظر لأمها باهتمام

_نعم يا ماما. 


مالت اليها سوسن وهتف بخفوت هامس

_طمنيني يابت يارهف كل حاجة تمام .


لبراءة رهف لم تفهم ما ترمي اليه أمها فطالعتها باستغراب وكادت لتنطق لتستفهم منها ما قصدها بكلامها 


إلا أن آدم تدخل وهتف مناديا على رهف

_رهف حبيبتي ممكن تعمليلي فنجان قهوة!


_قهوة تاني يا آدم ما انت لسه شارب الصبح 


ابتسم لها آدم بسماجة

_ معلش بقا يا حبيبتي هتعبك معايا .


لتهتف سوسن بجدية

_وماله يا حبيبي... قومي يارهف أعملي لجوزك اللي هوا عايزه 


نهضت من مكانها بسرعة

_حاضر .


اتجهت نحو  خزانة المطبخ لتحضر البن فاتجه اليها آدم ووقف خلفها ومد يده فوق يد رهف وهتف متظاهرا الحب 

_استني أساعدك 

أخفضت رهف يدها بحرج وطالعته باستغراب وابتعدت قليلا لتضع الماء على موقد الغاز ليلحق بها آدم ويكرر فعلته واقفا خلفها ماددا يده حولها متصنعا أنه يساعدا في إعداد قهوته 

_خليني أعلمك القهوة بتتعمل إزاي بصي.


كانت رهف في موقف لا تحسد عليه وحاولت التفلت من إحكام قبضته عليها لكنه همس لها

_شششش 


ما ان رأتهم سوسن هكذا حتى تسحبت للخارج مع طيف ابتسامة عريضة على محياها اطمأن معه قلبها .


ما ان رآها آدم تخرج حتى ابتعد عن رهف وهو يضحك بمكر 


طالعته رهف بضيق تعاتبه

_آدم ممكن أعرف ايه اللي انت عملته قدام ماما ده ..تقول عليا ايه دلوقتي.


ابتسم لها آدم وجلس الى الطاولة التي تتوسط المطبخ بهدوء 

_هتقول كل خير يا رهف .. اطمني .


حركت رهف رأسها بضجر من تصرفاته 

واتجهت الى الخزانة ثانية لتحضر كاسات لتصع بها العصير 

ليهتف هو مستفهما

_بتعملي ايه !


_هجيب لطنط وعمو عصير 

_ ملوش داعي أنا بعمل القهوة دي ليهم  ...إحنا عيلة مدمنة قهوة .


حركت رهف رأسها بتفهم وانهت إعداد فنجاني القهوة وخرجت لتقدمها لأهل زوحها ولحق بها آدم ليتفاجئا أن لا أحد بالخارج .. فالجميع غادر بهدوء .


وضعت رهف الصينية على الطاولة وهتفت بتعجب

_هما راحوا فين ... أكيد زعلوا علشان اتأخرنا عليهم.


انتاب آدم نوبة من الضحك بينما رهف تنظر له بغيظ فهي لا تفهم سر ضحكه هكذا 

ليقول هو 

_خطتي مشت زي ما انا عايز بالظبط .


زفرت بضيق 

_آدم أنا مش فاهمة حاجة


_افهمي .. أهلك كانوا جايين لغرض معين وأنا أوهمتهم باللي هما عايزينه فارتاح بالهم ومشيوا .


رمشت عدة مرات بعدم فهم

_غرض ايه انا مش فاهمة حاجة 


ابتسم لها بتسلية 

_سيبك انتي ..متشغليش بالك 


_مشغلش بالي ازاي وانا مش فاهمة هما مشيوا ليه كدا فجأة وهل هما زعلانين ولا لا.


طالعها متطلعا بضجر 

_ممم انتي الظاهر هتتعبيني معاكي.. محدش زعلان اطمني .


جلست مقابلته على الاريكة وهتف تبرطم بطفولية 

_والله ما أنا فاهمة أي حاجة خالص 


وضع آدم يده خلف رأسه ناظرا لها بتسلية 

_ رهف بقولك ايه انتي مش جعانة!!.. ما تيجي نشوف ماما عاملانا أكل ايه أنا جعت .


نهضت رهف من مكانها ملبية طلبه 

_حاضر.. هروح أصحي أيسل علشان تتغدى معانا كفاية نوم .


وقفت محلها عندما هتف آدم مبتسما

_أيسل مش في أوضتها  .


الفتت اليه بتعجب 

_؟؟

_أكيد ماما أخدتها معاهم شقتهم .

_؟؟

زفر آدم بحنق

_معقول كل ده ولسه مفهمتيش !! 


وقفت رهف في منتصف الردهة كالبلهاء لا تفقه شيئا وآدم يطالعها بتسلية فلم يكن يتخيل أن تكون رهف بمثل هذه البراءة كلها.


رن هاتف آدم فأخره من جيبه لجيب 

_ تمام.. منظرينك .


ياترى مين جاي 🤔

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع