رواية مليكة الوحش الفصل السادس والسابع والثامن للكاتبة ياسمين عادل
رواية مليكة الوحش الفصل السادس والسابع والثامن للكاتبة ياسمين عادل
6=رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل السادس
- أستيقظت جوان من نومها بتثاقل وأخذت ( تتمطع ) بذراعيها في الهواء، ثم نظرت جوارها على الفراش لتجده غائص بثبات في نوم عميق حيث يعلو صدره ويهبط في دورات تنفسيه منتظمه، فأبتسمت أبتسامه أبرزت أسنانها ولامست بأناملها الملساء وجنته ففتح عينيه على الفور وكأنه لم يكن نائما. حول عينيه البنيه القاتمه إليها وحاول النهوض من مكانه فأمسكت ذراعه بجذب هاتفه
جوان بنعومه: رايح فين!؟
جاسر دون الألتفات أليها: نازل لثروت
جوان بدلع: طب كنت عايزة أطلب منك طلب؟
جاسر ناظرا أليها بتساؤل: طلب أيه ده؟
جوان باابتسامه: خدني معاك مصر المره دي
جاسر بقهقه خفيفه: ههههاههااااا وده ليه! ده أنا عارف أن ثروت مش مأخرلك طلب ولا مخليكي مح...
جوان مقاطعه: أنا مش عايزة أهرب من ثروت ياليث، بس زهقت من الجو هنا. عايزة أنزل مصر شويه
جاسر مفلتا ذراعه من قبضتها: أما أشوف
جوان: هتنزل برده؟!
جاسر عاقدا حاجبيه: أمال هقعد جمبك مثلا!
- لم ينتظر ردها عليه بل أمسك بحقيبته الجلديه الصغيرة و تركها وحيدة غرفتها وهبط للاسفل باحثا عن ثروت. فوجده جالسا بالشرفه الخاصه بمكتبه وأمامه حسابات المطاعم الخاصه به يقوم بمراجعتها. وما أن رأه هابطا من الأعلي حتى أنتصب في جلسته وترك ما بيده. فأشار له للقدوم أليه
ثروت: أتمني تكون نمت كويس أمبارح
جاسر جالسا قبالته: أيوة نمت كويس، المهم عايزك في حاجه جديده.
ثروت قاطبا جبينه: أيه هي الحاجه؟
- أمسك جاسر حقيبته وأخرج منها علبه صغيره من القطيغه الزرقاء ومد يده بها أليه. فألتقطها منه بتعجب وقام بفتحها، فحدق عينيه في ذهول هاتفا.
ثروت بدهشه: أيه ده ياليث!
جاسر واضعا قدم على قدم: زي ما أنت شايف. ألماظ أزرق
ثروت رافعا حاجبيه: عارف أنه ألماظ، بس ليه ومنين
جاسر باأبتسامه خفيفه: منين دي بتاعتي أنا. أما بقي ليه فده هيكون تمن الطلبيه الجديده اللي جايه نص الشهر.
ثروت بحده: ليث! أنت أتجننت. طلبية أيه اللي عايز تجيبها دلوقتي، دي العين مفتوحه ولازم تصبر شويه و...
جاسر بثبات ونبره واثقه: ماهو علشان العين مفتوحه عمر ما حد هيفكر أو يخطر بباله أن في عمليه هتتعمل الفتره دي
ثروت قاطبا جبينه: والماظ ده هيكفي طلبيه؟
جاسر لاويا شفتيه: دي مش كل الكميه اللي معايا، أنا جايبلك دول هديه تذكاريه مني.
جاسر بمكر: دماغي فيها فكره جديده جداا، أحنا هننتج الماظ أصطناعي شبيه باللي في الطبيعة و الحقيقي , وده بواسطة تعريض الغرافيت لضغط بمقدار- 50000 اتموسفيرا ( وحده ضغط جوي ) , بدرجة حراره 1400 درجة مئوية، الطريقة الثانية لانتاج الماظ الاصطناعي أسمها ألترسيب الكيماوي من الحاله الغازيه CVD ( Chemical Vapor Deposition ).
والتي بواسطتها بيتم تحليل خليط من غاز الميثان 4CH وغاز الهيدروجين 2H الى راديكالات مثل H. , CH , CH2 وده هيكون بواسطة تسخين سلك توهج من التونجستن او بواسطة أمواج المايكرو
ثروت بأابتسامه واسعه: دا أنت ناوي على شغل كبير قوي بقي
جاسر بتفكير: قوي قوي ياثروت، الموضوع هايبقي مكلف جدا جدا، بس عائده مش سهل ابدا، هاشوف الموضوع ده وابقي أقولك على الجديد فيه.
ثروت باابتسامه واسعه: أتفقنا، و هديه مقبوله ياليث! بس قولي لحقت تتفق على العمليه دي أمتي؟
جاسر: انا جاي من تركيا على هنا، وهناك تممت كل حاجه في أقل من ساعة زمن
ثروت بقهقه عاليه: ههاههههاااهههاااا قولي أمتي هقدر أتوقع دماغك واللي بيدور فيها
جاسر بخبث: أنا محدش يتوقعني ياثروت.
- ظل التفكير يقاتلها هل تذهب لتلك الشركه التي تدعي العرب جروب أم لا. وهل أن ذهبت بالفعل ستستطيع استخدام مكرها للتوصل لنشاط تلك المجموعه الكبيرة أم لا. وأثناء تفكيرها قاطعها صوت رنين هاتفها ليعلن أتصالا من أمجد فضغطت عليه للايجاب بدون تردد
آسيل: أيوة ياميجو صباح الخير
أمجد بأاقتضاب: صباح النور ياآسيل. كنتي فين أمبارح؟
آسيل بتردد: بصراحه كده، بصراحه يعني كنت في شركة النور.
أمجد بحده: أنتي مجنونه؟! مين قالك تتصرفي من دماغك وبدون ما تاخدي رآيي
آسيل بضيق: أنا معملتش جريمه ياأمجد، أنا حبيت أوصل لحاجه معينه مش أكتر
أمجد بعصبيه: أسمعي ياآسيل مش معني أني لجئت ليكي في حاجه ده معناه أنك هتدخلي في شغلي ولا تعرضي نفسك للخطر من بعيد أو من قريب
آسيل عاقده حاجبيها: خطر! على فكره الموضوع مش مستحق كل الحجم اللي أنت مديهوله ده.
أمجد بنبره عاليه: مش أييه! مش مستحق. ده واحد شغال يقتل في خلق الله. كل اللي بيقف في وشه بيديله أجازة بلانهايه من الدنيا
آسيل: أنا مجيتش جمب اللي أسمه ليث ده في حاجه؟ انا روحت لشركه من ضمن الشركات اللي كانت شحنتها على نفس المركب اللي جه عنها البلاغ
أمجد: أيا كان. مكنش المفروض تتصرفي بدون علمي
آسيل بتنهيده: خلاص ياأمجد متزعلش
أمجد باأقتضاب: سلام ياأسيل، عندي شغل
آسيل برقه: ياميجو بقي ياميجو، متزعلش بليز.
أمجد قابضا على عينيه: هنتكلم بعدين. سلام
آسيل لاويه شفتيها: بقي كده. أوكي ياأمجد سلام.
- أغلق أمجد هاتفه وبداخله غصه تقتحم أساريره. فلقد علم الخطورة التي أوقعها بها دون قصد. فهي شغوفه بتلك الانواع من القضايا وتسعي دائما للوصول لأصولها، فكيف ضاع من باله تلك الفكره. بات الندم يقتحم أغوار عقله ولكنه أقسم على الحفاظ عليها حتى وأن كان ذلك بالقسوة معها، لاحظ صديقه الذي كان جانبه أثناء مكالمته معها شروده والهموم التي تجمعت في عينيه فهتف قائلا.
مجدي بلطف: ياأمجد بأذن الله خير متقلقش عليها، هي ملحقتش تتدخل أوي يعني
أمجد قابضا على شفتيه: كان المفروض أفكر أكتر من كده قبل ما أدخلها في متاهات زي دي وأعرضها للخطر
مجدي بقلق: متقلقش وسيبها على الله، المهم أنك تقدر تقنعها متتدخلش تاني
أمجد بتفكير: أقنعها! هو فعلا مفيش حل غير كده. أنا بس لو أعرف أخد الأجازة بتاعتي عشان أتجوز وأخلص كنت عملتها، بقولك أيه يامجدي، شوفلي حكاية الأجازة دي.
مجدي محركا رأسه: حاضر هشوف الموضوع ده تاني. لعل وعسي المرة دي يتوافق عليها
أمجد برجاء: ياااااارب
( داخل منزل آسيل )
- حاولت آسيل الاستفسار من والدتها كيف علم أمجد بتواجدها خارج المنزل أمس، فبادرتها قائله
لميا بهدوء: أيوة عرف من رؤؤف، عشان أتصل بأبوكي يسأل عنه بعد ما كان ضغطه عالي أمبارح
آسيل بضيق: بقي كده!
لميا ناظره أليها: أنتي كنتي فين ياأسيل؟
آسيل بتوتر: هه، مفيش أصله زعلان عشان مقولتش أني خارجه.
لميا مضيقه عينيها: خرجتي فين؟
آسيل محاوله كبح توترها: كنت في مشوار تبع الشغل ياماما، وانتي عارفه مش بتكلم على حاجه بخصوص الشغل
لميا لاويا شفتيها: طب ياريت مفيش تأخير بره البيت مره تانيه
آسيل بتنحنح: أحم. هو بابا فين عشان أطمن عليه
لميا قابضه على شفتيها: مأانتي عارفه أبوكي وعنده، مرضيش يقعد يريح النهارده
آسيل: أنا هابقي أعدي عليه وانا راجعه من المكتب
لميا بتنهيده: ماشي ياآسيل.
آسيل مقبله جبينها: خلاص بقي يالولو متزعليش
لميا بأابتسامه: ماشي ياسولي على طول وكلاني بالكلام
آسيل بمرح: أه أه طبعا طبعا. ده أنا سولي مش أي حد
- ظلت تمزح مع والدتها، حتى أحاطتها بجو من المرح والفكاهه لكي تنزع عنها غطاء الحزن وتزرع بداخلها البسمه. وبالفعل نجحت في ذلك
- تلقي جاسر العديد من المكالمات الهاتفيه من رئيس شركة النور ( لطيف ) ولكنه قابل مكالمته بالرفض أو التجاهل.
- هاتفيا.
جاسر بتأفف: يعني أيه ياعيسي الكلام ده، طالما طلبيته وصلتله بيتصل بيا من الصبح وقارفني ليه
عيسي: معرفش! رد عليه وأخلص ده راجل زنان ومش هايسيبك
جاسر قاطبا جبينه: أتصل أنت بيه شوفه عايز أيه، انا مش فايق لوجع الدماغ ده
عيسي لاويا شفتيه: حاضر ياعم هاشوفه عايز أيه
جاسر ناظرا لهاتفه: أهو جه على waiting ( الانتظار ) تاني
عيسي بخبث: خلاص انا هقفل وانت رد بسرعه عشان تخلص منه. سلام.
جاسر ضاغطا على هاتفه وهو يجز على أسنانه: ألوو، خير ياأستاذ لطيف
لطيف: مساء الخير ياأستاذ جاسر، أوعي أكون معطلك ولا حاجه
جاسر بتهكم: لا خالص متقولش كده، انا كان عندي ( meeting )ميتنج مهم
لطيف بأابتسامه واسعه: معلش ياأستاذ جاسر مكنتش أعرف أتمني تكون وصلت لشغل كويس مع الزبونه اللي بعتهالك وأنا بقي مش هتنازل عن الخصم اللي هتعملهولي في الطلبيه الجايه
جاسر بأانتباه: زبونه! زبونه ايه.
لطيف عاقدا حاجبيه: الزبونه اللي هتتعاقد مع شركتك لشحن بضاعتها
جاسر مضيقا عينيه: أنا مش فاهم أنت بتتكلم عن أيه
لطيف بنيه صافيه: في واحده جت هنا عندي وطلبت مقابلتي شخصيا، وسألتني عن شركتك ونظامها والتعاقد فيها، وسألتني اسئله شخصيه عن استاذ سلامه وعنك و...
جاسر عاقدا حاجبيه: أسمها أيه وتبع أي شركه؟
لطيف ضاربا على جبهته: أخ، تصدق نسيت أسألها خالص.
جاسر بحده: أنت أتجننت ياراجل أنت، متصل تقولي واحده سئلت وزبونه وعايز خصم وانت اصلا متعرفش أسمها ولا حتى أسم شركتها
لطيف بتفكير: لا لا أسمها آسيل. خدوا البطاقه بتاعتها بره عشان يتأكدو من هويتها قبل ما تدخلي
جاسر مضيقا عينيه: والبطاقه دي خدتها ولا لأ؟
لطيف: لا نسيتها عندي ولسه السكرتاريه هنا هيكلموها و...
جاسر مقاطعا: عيسي هيعدي عليك كمان ساعه بالضبط ياخد منك البطاقه وهيرجعها لصاحبتها بنفسه.
لطيف بتردد: أيوه بس هي أكيد هتسأل و...
جاسر مقاطعا بحده ونبره عميقه: أنا قولت عيسي هيعدي عليك بعد ساعه، يبقي الكلام خلص ياأستاذ لطيف. سلام
- أنهي جاسر مكالمته مع لطيف على وجه السرعه وحك رأسه بتفكير حيث يحتاج الأجابه عن كل سؤال بعقله، وما آن أفاق من شروده حتى أتصل على عيسي ليأمره بتلك المهمه السريعه.
جاسر بنبره قويه: أيوة ياعيسي. أسمعني وركز معايا كويس اووووووووي.
- جلست آسيل بمكتبها بعد أنهاء عمل المقابلات الخاصه بعملائها وتصفحت أحدي المواقع الالكترونيه محاوله البحث أكثر عن العرب جروب ومدي نشاط المجموعه والكيان الكبير الذي أقيم بوقت قصير، فقاطع تركيزها دلوف السكرتيرة الخاصه بها.
السكرتيره: العملاء كلهم مشيوا يافندم، تؤمري بأي حاجه تانيه
آسيل بأنتباه: لا شكرا، تقدري أنتي تروحي
السكرتيره: ميرسي يافندم. عن أذنك
آسيل: أتفضلي.
آسيل في نفسها: اممم طب وأنا هقعد ليه؟ أبقي أكمل في البيت بقي عشان عايزة اعدي على بابا الاول قبل ما اروح
( وأثناء شرودها. شعرت بحركة أقدام في الخارج فضيقت عينيها بترقب وخرجت بخطوات متباطئه لتعرف ماذا في الخارج. حتى وجدته أمامه فحدقت به قائله )
آسيل بنظرات محدقه: مين حضرتك!
- لم يتفوه بكلمه بل ظل مثبتا نظره عليها من الاعلي والاسفل متفحصا أياها بدقه وتركيز، حتى قاطع تفحصه لها هتفاتها الحاده له.
آسيل بحده: في أيه ياأستاذ، حضرتك جاي هنا محتاج حاجه؟
عيسي بثبات: حضرتك آسيل الشناوي؟
آسيل مضيقه عينيها: أيوة أنا، خير
عيسي بترقب: حضرتك اللي عايزة مني مش انا اللي عايز
آسيل مضيقه عينيها: أيه الألغاز دي؟ ماتقول حضرتك
عيسي بجديه: بطاقه حضرتك نسيتيها في شركة النور عندنا
آسيل بشهقه: هاااا بطاقتي، طب هي فين؟
عيسي ممسكا بها: أتفضلي
آسيل ناظره للبطاقه بعد التقاطها: اه هي، ميرسي لحضرتك بس انت مين وجيبتها ازاي.
عيسي موليها ظهره بأانصراف: أنا بني أدم. سلام
آسيل بغيظ في نفسها: ماانا عارفه أنك أنسان. أمال عفريت يعني، أيه الناس اللي بتتحدف عليا دي ياربي
- بعد أن أنصرف عيسي ألتقطت آسيل أشيائها وأغلقت الباب الكبير الخاص بالمكتب، فأتجهت بعدها لمكتب والدها وجدته كاد ينصرف فأصطحبته للمنزل بعد يوم من العمل الطويل قضاه وسط قضاياه. حيث فرح بشده لزيارتها له بعد انشغالها بمكتبها الخاص.
أما عن جاسر فظل منتظرا بترقب لمعرفه هويه تلك الشخصيه ولما تبحث وراءه حتى قاطعه رنين هاتفه ليعلن عن أتصالا من عيسي فضغط للرد عليه سريعا
جاسر: ألووو، عملت أيه. وهي طلعت مين؟
ضابط! ضابط مين، هو اللي هجم على أخر عمليه، الله الله وهو بقي مصدرلي خطيبته ليه؟، ولا يكونش ماشي بنظام ما يجيبها الا ستاتها، طب أقفل وسيبني أقولك هتعمل أيه بالضبط معاها، طب وهي شكلها عامل أزاي، طب كويس اقفل انت واستني تعليمات مني، سلام
( أنهي جاسر مكالمته وهو بحاله من الغضب الشديد والعصبيه المفرطه فألتفت ليجد جوان خلفه )
جاسر بتهكم: هما بيطلعوا أمتي؟
جوان قاطبه جبينها: في أي وقت، مين دي اللي كنت بتتكلم عنها
جاسر بحده مشيرا بيده: أسمعي ياجوان، انا حذرتك قبل كده وبحذرك تاني، شغلي ملكيش علاقه بيه ولا تتدخلي فيه أصلا
جوان بضيق: أيوة بس أنا...
جاسر بنبرة قويه: بلا بس بلا بتاع، عن أذنك
جاسر مناديا بصوت عالي: كاثرين، كاااثرين
كاثرين مهروله إليه من الداخل: أمرك سيدي
جاسر: حضري نفسك راجعين مصر بكره
كاثرين مومأه برأسها: أمرك سيدي، سوف أعد العدة في أقل وقت.
ثروت دالفا للاسفل: ليه كده ياليث، لسه بدري
جاسر بأاقتضاب: معلش ياثروت عندي شغل، هنبقي نتكلم بعدين
ثروت محركا رأسه بأيجاب: اللي يريحك ياجاسر
جاسر في نفسه: واضح كده ان اللي جاي مش لطيف.
- أشرقت شمس يوم جديد بخيوطه الذهبيه حيث أستعدت آسيل للذهاب لجلسه قضائيه هامه لديها ودلفت خارج المنزل مبكرا قبل أستيقاظ الجميع حيث أبلغت والدتها في السابق بذلك. وبعد الانتهاء من تلك القضيه التي أستغرقت وقتا طويلا وجهدا منها أستطاعت الحصول على براءة المتهمه بقضيه السرقه. تلك السيده الفقيره التي أتعسها وجودها بالدنيا، فلجأت أليها لمساعدتها لضعف قدرتها الماديه على دفع الكثير من الاموال لحضور محامي يتولي القضيه عنها. وأستطاعت بالفعل الحصول على حكم قضائي بالسرقه لضعف وسيلة الضبط واجراءات القبض عليها.
- توجهت لمكتبها بعد الانتهاء من تلك الجلسه، فوجدت أمجد بأنتظارها داخل غرفتها الخاصه وجالسا على مكتبها الخاص، وعندما رأها وضع نظارتها على عينيه وأردف بمزاح
أمجد ناظرا من أسفل نظارته: خير يافندم، ممكن تحكيلي مشكلتك
آسيل باأبتسامه: لا بالطريقه دي أنا جايه مكتب أخصائي أجتماعي مش محامي هههههه
أمجد ناهضا من مكانه: هههههه أتريقي أتريقي، ماشي ياسولي. يلا عشان عندنا غداء عمل.
آسيل لاويا شفتيها وواضعه يدها أمام صدرها: غداء عمل وأنت مزعلني!
أمجد مداعبه وجنتها: مقدرش أزعل سولي أبدا
آسيل بأابتسامه: حيث كده بقي لازم بعد الغدا تجيباي ذره مشويه
أمجد: طبعااا مقدرش أنسي الدرة اللي بدأت أشك أنك بتحبيها أكتر مني أساسا
آسيل باأبتسامه: أساسا؟
أمجد بحنو: أساسا.
- أنطلقا سويا لقضاء أكثر قدر من الوقت الممتع بصحبة بعضهم البعض، حيث تمر أحلي الاوقات وأجملها بسرعه رهيبه، ثم أحضر لها الذرة المشوي التي تحبها وأنطلقا سيرا على الاقدام. حتى وجدا أحدي المعارض الخاصه ببيع الاثاث المنزلي العصري والحديث فوقفا سويا يتبادلا الاراء.
آسيل: لا لا يا ميجو والله التاني ده شكله أحلي
أمجد محدقا: لا مبحبش اللون النبيتي أنا.
آسيل مشيرة بيدها: لا لا لو سمحت أوعي تغلط في اللون النبيتي انت عارف انه عشقي
أمجد لاويا شفتيه: ناقص تقوليلي انه حد من افراد العائله الكريمه
آسيل: هههههههه لا مش للدرجه دي، بس ده الاناقه كلها
أمجد باحثا بعينيه: طب أيه رأيك في الصالون ده، مش أشيك بزمتك؟
آسيل بتفحص: جميل، بس النبيتي ده أحلي برده.
- أثناء حديثهم سويا دوي في أذنيه صوتا ليس بغريب عليه، فدقق سمعه وبصره أكثر حتى وجد أن حواسه بالفعل ظنت الصحيح فأنه صوت ( تعمير سلاح ) فحدق بعينيه
ووقع نظره على أحدي المتربصين بهما. فأنتبهت أسيل لتغيره المفاجئ ونظرت بعينيها حيث ينظر فشهقت في ذعر حتى دفعها أمجد بقوة لتسقط أرضا، وأخرج سلاحه من خلف ظهره موجها أياه ألي ذلك الغامض
أمجد دافعا أياها بقوة: آآآآسييييييييل.
أسيل بفزع ورعب: اااااااااااه لااااااااااااا.
7--رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل السابع
- دوي صوت العديد من الطلقات الناريه المتتاليه بينما تجمع الناس حول امجد الذي سقط وسط دمائه، فنهضت آسيل من مكانها على وجه السرعه وأتجهت آسيل نحوه مذعورة من مشهد الدماء الذي لوث قميصه الابيض. أمسكت به بين ذراعيها بدموع وهي تصرخ بأسمه
آسيل بصراخ: أمجدددددد قوووم ارجوك أوعي تسيبني. أمجددد قوووم بقي
أمجد بتألم: أأأأأأااااااه، دراعي. اااااه
آسيل ملامسه وجنتيه: قوم ياحبيبي قوم والنبي.
شخص ما: ماعرفناش نمسك اللي عملها
شخص أخر: لحق يهرب أبن ال #
آسيل بدموع: أرجوكوا أسعاف. حد يطلب الاسعاف بسرررعه
شخص أخر: أنا هروح المستشفي اللي أخر الشارع أجيب منها عربية أسعاف
أمجد بصراخ: اااااااه، اااه
آسيل ببكاء مرير: أرجوك تصمد شويه ياحبيبي.
بعد دقائق معدودة من الذعر والخوف وتجمع الحشيه من الناس أمامهم أتت سيارة الأسعاف مهروله أليهم، حيث كانت المشفي على مقربه منهم، فحملته السيارة وأقلته ومعه آسيل للمشفي. وأدخلوه لغرفة العمليات فورا وسط بكاء آسيل وخوفها عليه حتى أنها أنتست أمر أخبار عائلته أو أحد أفراد أسرتها بما حدث.
خرج الطبيب بعد ما قضي ما يقرب من ساعه ونصف داخل الغرفه وعلى ثغره أبتسامه مبشرة بالامل.
آسيل بلهفه: أرجوك تطمني أيه اللي حصل يعني هو كويس. ولا جراله حاجه والنبي متخبيش عليا لو ينفع ننقله مستشفي تانيه ممكن ننقله و...
الطبيب مهدئا من روعها: أهدي بس ياأنسه وسيبيلي فرصه أتكلم
آسيل بتوتر بالغ: أه أه أتفضل قول.
الطبيب: الحمد لله الاصابه سطحيه، الاستاذ كان لابس قميص واقي من الرصاص وده اللي حماه بعد ربنا طبعا، هو بس مصاب برصاصه في دراعه اليمين ورصاصه تانيه مجرد بس لمست كف الايد وعملت جرح طفيف يعني مفيش خطوره ولا أي حاجه.
- تنفست آسيل الصعداء وشعرت بأن قدماها لا تستطيع حملها من على الارض الصلبه. حيث فرت منها أعصابها إلى حيث لا تعرف وتجمدت الدماء في عروقا فزعا عليه. فتقدمت ببطئ متكئه على الدرابزين الملتصق بالحائط وجلست على أقرب مقعد واضعه رأسها بين كفيها وتركت العنان لدموعها الساخنه لتنسال على وجنتيها.
الطبيب مقتربا: صدقيني هو كويس متقلقيش عليه
آسيل محاوله كبح أنفعالاتها: شكرا لحضرتك. ينفع أدخله.
الطبيب بأابتسامه هادئه: أتفضلي طبعا. اول غرفه على أيدك اليمين في الدور التاني
آسيل ناهضه من مكانها بتثاقل: شكرا لحضرتك. عن أذنك
توجهت آسيل للغرفه المنشودة بخطوات ثقيله ودلفت أليه وقد أغرورقت عيناها بالدموع. توجهت أليه وجلست قبالته على المقعد البلاستيكي هاتفه
آسيل بنبره خافته: أمجد. سامعني ياحبيبي
أمجد محاولا فتح عينيه: اا ا اه
آسيل مربته على يده: بسسسس متتكلمش ياميجو أستريح.
أمجد بنبرة خافته: أوعي يكون حصلك حاجه
آسيل محركه رأسها بالسلب: أنا كويسه ياحبيبي، المهم أنت
أمجد قابضا على كفها: كويس طالما أنتي كويسه
- على صوت هاتفه الذي كان بحوزتها فنظرت أليه وأردفت قائله
آسيل: ده مجدي
أمجد مبتلعا ريقه بصعوبه: ردي عليه. أحكيله اللي حصل وخليه يجيلي
آسيل ضاغطه على الهاتف: حاضر، ألوو أيوه ياأستاذ مجدي...
( قصت عليه آسيل ما حدث معهم بالطريق وهرب المجرم الفاعل وعدم العثور عليه. فزع مجدي مما ألقي على مسامعه وأستنجد برئيسه في الاداره حيث أبلغه بما حدث لزميله فقررا الذهاب أليه معا )
( داخل قصر جاسر )
- أستشاط جاسر غضبا وأمتلأت عينيه بالشر الدفين، وعلت أصواته العاليه أرجاء مكتبه الفخم.
جاسر بنبره عميقه قويه: أنت أيه مبتفهمش، أتجننت ياعيسي ولا أيه. ازاي تتصرف من دماغك يابني أدم من غير ما ترجعلي.
عيسي بحده: ما تهدي ياجاسر في أيه، ياعم سيبني أقولك الاول حمدالله على السلامه ده انت لسه راجع من سفر
جاسر بجديه ونظرات مخيفه: ولا تقولي ولا زفت، مين قالك تعرضلهم حد ولا تبعت اللي يخلص عليهم
عيسي لاويا فمه: انا مش بتصرف من دماغي، كل ده ترتيب ثروت
جاسر قاطبا جبينه بثبات: وطبعا أنت ياغبي اللي روحت قولتله صح!
عيسي: هو اللي أتصل وسألني عن سبب نزولك مصر فجأه.
جاسر ضاربا بقبضته على كتفه: أنت شغال تحت طوعي أنا، أنا جاسر الليث. مش تحت طوع حد تاني ياحيوان
عيسي قاطبا جبينه: خلاص ياليث خلصنا، أهو الواد عرف يهرب بس قالي أنه وقع الضابط بس، والبت اللي معاه سليمه
جاسر موليه ظهره: أخفي من قدامي في أقل من نص دقيقه
عيسي قابضا على شفتيه: ماشي ياجاسر
- أمسك جاسر هاتفه وضغط عليه عدة ضغطات ثم رفعه على أذنيه منتظر رد المتصل به. حتى جاءه الرد.
جاسر بصوت عميق: أسمعني كويس ونفذ اللي هقولك عليه بالحرف
( داخل المشفي بحجرة أمجد )
لميا بضيق: بقي كده ياآسيل متكلميناش في ساعتها يابنتي
آسيل بأاقتضاب: معلش يالولو دماغي أتشغلت عن كل حاجه وأول ما بدأت أستوعب كلمتكوا على طول
رؤؤف بصوت رخيم: بس مين اللي ممكن يعمل كده ياأمجد
أمجد مضيقا عينيه: أعدائي كتير ياعمي بس ربك بيسترها
آسيل ناظره أليه بتفهم: أه فعلا، أعداءه كتير جدا.
مجدي طارقا على الباب: مساء الخير، معايا العقيد سامي ياأمجد
أمجد محاولا الانتصاب في جلسته: اااه. خليه يتفضل طبعا
سامي بخطوات ثابته وصوت آجش: مساء الخير. الف الف سلامه عليك ياأمجد
أمجد باأبتسامه: الله يسلم سعتك يافندم. أتفضل
سامي جالسا: مين اللي عمل كده ياأمجد؟
أمجد بنظرات غاضبه: هو في غيره يافندم
سامي مضيقا عينيه: ليث؟!
أمجد بنبره حادة: أه هو
مجدي عاقدا جابينه: طب ليه شاكك فيه هو بالذات.
أمجد ناظرا لآسيل: عشان هو مفيش غيره
آسيل ناظره للأسفل: ...
سامي محركا رأسه: طيب يابطل، أبقي خدلك كام يوم أجازة عشان الاصابه وبعدين هانبقي...
أمجد فاغرا شفتيه: أجازة! لا لا مش عايز أجازة. أنا عايز أتجوز بقي
آسيل محدقه عينيها بحرج: أمجد!
سامي بضحكة عاليه: ههههههه أنت مستعجل أوي على القفص ليه ياعريس
أمجد قابضا على شفتيه: عايز أعيش يومين قبل ما يجرالي حاجه.
رؤؤف: يابني بعد الشر عليك، قوم بالسلامه الاول وبعدين ربنا يسهلها
سامي: طيب ياسيادة الرائد، أبقي نسق حكاية الأجازة دي وشوف عايزها أمتي وأنا هامضيلك عليها. والف مبروك مقدما
أمجد وقد أنفرجت أساريره: الله يبارك في سعادتك يافندم
سامي ناهضا من مكانه: عن أذنكم
رؤؤف، أمجد، مجدي: أتفضل
رؤؤف بسعادة: مبروك ياسولي، أخيرا هنفرح بيكي بقي
لميا باأبتسامه: ربنا يتمم على خير المره دي وميحصلش أي حاجه.
أمجد بتفكير: أيه رأيك في الأسبوع الجاي ياعمي
آسيل فاغره شفتيها: هااا
رؤؤف رافعا حاجبيه: ليه السرعه دي ياأمجد
أمجد محدقا: سرعه! سرعة أيه بس ياعمي ده الفرح أتاجل 3 مرات قبل كده الشقه جاهزة والعريس جاهز والعروسه جاهزة. مش ناقص غير بدله سودا وفستان أبيض
لميا: وفيها أيه يارؤؤف، أحسن يجيلو شغل تاني ولا يطلع مأموريات تانيه
رؤؤف حاككا طرف ذقنه: طيب خليها أول الاسبوع اللي بعده
آسيل بسرعه: اه اه، حلو المعاد ده.
أمجد قابضا على شفتيه: اه طبعا عايزة تأخري الجوازه بأي شكل، بس ده بعينك ياسولي
رؤؤف: هههههههه ربنا يتمم على خير ياولاد
( هاتف جاسر ثروت بدون تردد، وأشتدا معا في الحوار. حيث صب عليه جاسر جام غضبه وبادله ثروت تلك الشحنات الناريه والغاضبه ).
جاسر بصوت أشبه بزئير الاسد الجائع الذي يكاد يلتهم كل من هو أمامه: أنا جاسر الليث، الليث ياثروت انا اللي عارف أصول شغلي وانا بعمل ايه ومعملش أيه، أنت عارف كويس اني مباخدش برأي حد وماشي بدماغي، يعني بتحطني قدام الامر الواقع ياثروت، قتل ايه وبتاع أيه، انت عارف وانا عارف انها مش هتوصل لحاجه مهما دورت، انا هعرف ازاي اتصرف معاها ومعاه.
- أغلق الهاتف وألقاه جواره، ثم وقف أمام شرفته واضعا يده في جيبه. يسيطر التفكير على أغوار عقله بالكامل حتى ضيق عينيه بخبث ولمعت برأسه فكره شيطانيه فأعتلي وجهه أبتسامه واسعه برزت أسنانه وخلل أنامله في شعر رأسه الاسود الغزير. وأنطلق للاعلي حيث غرفته
- ما أن أستمعت سهيله بخبر زواج أختها العزيزة، حتى قفذت من مكانها فرحة لها، وأخذت تعلو و تهبط بقفذاتها المرحه أعلي فراشها وهي تهتف.
سهيله بمرح: هييييييه أخيرا سولي هتتجوز وانا هاخد الاوضه الجميله دي والمكتب والدولاب واوووووو
آسيل محدقه عينيها: أنتي فرحانه عشان هسيبلك الاوضه مش عشان هتجوز
سهيله: لا عشان الاوضه ياسولي، أنتي عارفه قد أيه كان نفسي من زمان اخد أوضتك الرقيقه دي
آسيل قاذفه وسادتها عليها: طب خدي بقي ياندله
سهيله: ههه هههههه ليه بس ياسولي ده انا هعملك هيصه وزمبليطه وهروقك
آسيل لاويا شفتيها: تروقيني! يابيئه.
سهيله عاقده حاجبيه: بقي كده، طب خلاص مش مروقاكي متستهليش اصلا
آسيل: هههههه خلاص متلويش بوزك
سهيله محتضناها: ربنا يتمم ليكي بخير ياسولي يارب
آسيل مربته على ظهرها: هقبالك يالولي وافرح بيكي بقي
- قام أمجد بالتجهيز لعرسه بدقه شديده، حيث طبع الدعوات لدعوة المدعوين وقام بالحجز بقاعه رقيقه بأحدي الانديه الهادئه، وأهتم بتصميم بعض المفاجأت السارة لحبيبته آسيل.
بينما كانت آسيل تعد حقائبها الكبيره لنقلها لمسكنها الزوجي الجديد، وأهتمت بشراء فستان الفرح الابيض. الحلم الذي طال أنتظارها له مثلها كمثل باقي بنات حواء. وبالفعل حرصت على أنتقاء فستان رقيق هادئ ينم عن زوق من أختارته حيث كان ذات فتحة صدر ضيقه لا تبرز أي من مفاتنها حيث كان يكشف عن ذراعيها البيضاوتين.
وعنقها المشدود. كما كان منتفخ للغايه ( منفوش ) تنسدل خيوطه اللامعه والنبيذيه للاسفل. ومزدان من ناحية الصدر بالفصوص الماسيه اللامعه البيضاء والنبيذيه.
بينما انتقي أمجد حلة سوداء لامعه، وقميصا من الابيض الزاهي وجرافت من اللون النبيذي والتي قد أهدته أياها آسيل لأرتدائها في ذلك اليوم كي تتماشي مع فستانها الذي أختلطت ألوانه بين الابيض والنبيذي.
( في شركة. جاسر ).
- كان منكبا على بعض الاوراق الخاصه بأستيراد شحنة من الخمور المستورده. فهتف رنين هاتفه معلنا أتصالا ما بينما ضغط عليه للرد
جاسر تاركا قلمه: الوو، أمتي الفرح ده، تمام، فين البيوتي سنتر؟، خلاص سيبني اتصرف، فلوسك هتتحط في حسابك في البنك، لالا مبحبش شغل المجاملات ده وخيري مغرقك ومش مغرقك ده بيزنس، يلا اقفل سلام.
جاسر في نفسه: ياتري هعمل معامي ايه يابنت الشناوي، للاسف حظك المهبب رماكي في سكتي، وانتي اللي جيتي لحد عندي برجلك، قدرك كده بقي.
- بعد العديد من الايام ( اليوم المنتظر )
- كانت آسيل غائصه في نوم عميق قبل أن تدخل في يوم عميق ومتعب. فأاستيقظت بفزع على صوت عالي وصراخ وأتجهت لغرفة والدتها والتي أتي منها الصوت لتجد.
لميا بفزع ووجه مصفر: اااه بنتي اااه اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اللهم أجعله خير يارب بنتي.
رؤؤف بقلق منيرا أضواء الغرفه: بسم الله الرحمن الرحيم، في أيه يالميا
لميا لاهثه: بنتي، بنتي يارؤؤف. قاعدة في الكوشه لوحدهاو بتعيط
آسيل طارقه على الباب بقلق: ماما. انتي كويسه ياماما
رؤؤف مشييرا بعينيه للميا: أيوة كويسه ياآسيل متقلقيش
آسيل مقتربه: أمال مالها مش قادرة تاخد نفسها ليه
لميا مسيطره على أنفعالاتها: مفيش ياحبيبتي، ده كابوس متشغليش بالك روحي كملي نومك ياعروسه.
آسيل بقلق: لا خلاص نوم أيه، مش هعرف أنام تاني
رؤؤف: طب روحي استريحي ياحبيبتي، لسه الساعه 9 الصبح
آسيل باأبتسامه: ماشي ياأستاذي العزيز. عن أذنكو.
رؤؤف ناظرا للميا: لميا أهدي شويه
لميا واضعه يدها على قلبها: قلبي واجعني يارؤؤف، حاسه ان هيحصل حاجه لبنتي
رؤؤف قابضا على شفتيه: اللهم أجعله خير يارب، اللهم أجعله خير
- أستيقظ جاسر من نومه مبكرا دلف للمرحاض الخاص به فأغتسل سريعا ودلف للخارج مرتديا منشفته القطنيه، وكأنه بأنتظار هذا اليوم الهام، أمسك هاتفه سريعا وهو ينفض المياه عن رأسه وقام بالاتصال على عيسي
جاسر: أيوة ياعيسي، تعالالي فورا.
عيسي بصوت ناعس: ايه ياجاسر، اجي فين دلوقتي كده
جاسر بصوت حاد وقوي: بقولك تعالي فورا في ورانا مشوار مهم
عيسي بخضه: طب متزعقش طيب، هقوم البس واجيلك
جاسر بصوت أجش: حالا ياعيسي، ساعه وتكون عندي.
- أغلق جاسر هاتفه دون انتظار الرد وشرع في أرتداء ملابسه والذي تعمد أن تكون مريحه في الحركه. وهبط للاسفل متجها للمكان الخاص به ( البار ) وبدأ في أحتساء الخمر كأس يليه الأخر. ثم نهض عن مكانه متجها لمكتبه، أحضر مفاتيح سيارته ودلف للخارج حيث وصل عيسي أليه وكاد يدلف للداخل ولكن وجده أمامه يكاد يفترسه من الغيظ
جاسر بغيظ: ساعتين في طريق مياخدش أكتر من نص ساعه.
عيسي موليه ظهره: أنا رأيي نشوف المهمه اللي جايبني
عشانها عز الصبح
جاسر متقدما بخطواته: تعالي بعربيتك ورايا
عيسي بتأفف: ماشي
- نهضت لميا من مكانها بعد ان نفضت عن نفسها غبار الحزن والضيق حيث الليله عرس طفلتها الغاليه فقامت بتحضير وجبة الافطار كي يأكلا أبنتاها قبل ذهابهم للمركز الخاص بالتجميل
آسيل بشهيه مفتوحه: الله، تسلم أيدك يالولو
سهيله فاركه عينيها: أيه ده ياماما، مش عامله أومليت.
لميا: لا ياحبيبتي هدخل اعملك
سهيله: لا خلاص هدخل انا أعمل
آسيل: ماما. هو بابا مش ها...
- قطع حديث آسيل أستماعها لاصوات غريبه تأتي من غرفتها وكأن شخصا ما بداخلها، فدب الرعب بداخلها وشعرت بالقلق الشديد فقررت الدلوف للداخل لتري ماذا هناك
لميا عاقدا حاحبيها: مالك ياآسيل سكتي ليه
آسيل باأنتباه: هه. مفيش ياماما أفتكرت حاجه هدخل أجيبها من جوه.
- دلفت للداخل بخطوات حريصه ومتباطئه وفتحت الباب بسرعه، فلم تجد أي شئ فدهشت في نفسها ولكنها بثت الطمأنينه داخلها حتى لا تشعر بقلق
سهيله مربته على كتفها: مالك واقفه كده ليه ياسولي
آسيل بأنتباه: هاا لا مفيش حاجه. يلا نكمل فطار عشان ننزل.
دلفت آسيل مرة أخري لغرفة الطعام وأكملت وجبتها الغذائيه على وجه السرعه ودلفت لداخل غرفتها كي ترتدي ثيابها حتى تذهب لمركز التجميل، وبعد أن أرتدت ثيابها فتحت خزانة ملابسها لأحضار الفستان الخاص بها وأثناء مراجعتها عليه شهقت فزعا عندما وجدت
آسيل فاغره شفتيها: هااااا نهار أبيض، أيه اللي قطع طرحتي كده
سهيله دالفه للداخل: يلا ياسولي انا خلصت لبس
آسيل محدقه عينيها بفزع: ألحقيني ياسهيله، طرحة الفستان أتقطعت.
سهيله رافعه حاجبيها: أيه! أتقطعت ازاي
آسيل بقلق: مش عارفه. بصي أنا لازم أروح الاتيليه أخليها تتصرف ياأما تصلحها او تشوفلي طرحه غيرها
سهيله: هاا دلوقتي، طب ماما و...
آسيل بسرعه: لا لا ماما وأمجد مش هيعرفو حاجه، انا هبدل الطرحه او أصلحها وأجيلك على السنتر على طول
سهيله بتفكير: بس،!
آسيل قابضه على عضدها: مفيش وقت ياسهيله انا هنزل بسرعه بالفستان وأنت أسبقيني على السنتر
سهيله قابضه على شفتيها: حاضر.
- توجها الفتاتان معا حيث ذهبت سهيله للمركز الخاص بالتجميل بينما توجهت آسيل لل ( Beuty center) لكي تجد حلا لتلك ال ( الطرحه ) التي فسدت بعد قطعها
آسيل في نفسها: ازاي ده حصل، الطرحه دي أتقصت بالمقص. أيوة بالمقص دي مش قصة أيد أبدا بس مين وامتي وازاي، مش عارفه قلبي مقبوض ليه يارب استرها يارب.
- صفت أسيل سيارتها الصغيرة أسفل البنايه الموجود بها المركز ودلفت خارجها ثم أمسكت بفستانها المغلف وأنطلقت للاعلي بعد أن أغلقت سيارتها.
- أستقلت آسيل المصعد ولم تنتبه لوجود شخص ما داخل المصعد حيث أن حملها للفستان أشغلها عن الانتباه لما يدور حولها. وفجأة تعطل المصعد ووقف ما بين الدور الثاني والثالث ففزعت آسيل وحاولت طلب النجده ولكن يد ما أسرعت نحوها لتلثم فمها عن التفوه فشعرت بالرعب يسري يجسدها وكادت تصرخ وتستغيث، ولكن سكنت حركتها للغايه بعد أن شعرت بوغزة في عنقها نتيجة حقنها بمخدر أفقدها قدرتها على الحركه. حتى سكنت تماما.
- مرت ساعتين. حاولت سهيله الاتصال بآسيل ولكن كان هاتفها خارج نطاق الخدمه فشعرت بالقلق الشديد عليها، وما أثار قلقها وتوترها أكثر هو أتصال أمجد عليها أكثر من مرة فأضطرت للرد عليه
سهيله بتوتر: اا ااالووو
امجد بعصبيه: أديني آسيل ياسهيله
سهيله مبتلعه ريقها بصعوبه: اا اا اصلها...
أمجد بحده: في أيه ياسهيله، فين آسيل
سهيله بقلق: آسيل راحت للاتيليه عشان تغير طرحة الفستان
أمجد فاغرا شفتيه: هاا.
سهيله قابضه على شفتيها: أصل الطرحه أتقطعت و...
أمجد بتوتر: بقالها قد أيه ياسهيله
سهيله بخوف: حوالي ساعتين ونص
أمجد محدقا: أيه!
- كانت لميا داخل المطبخ تصنع لها فنجان من لقهوة الساخنه، وبعد أن أعدتها أمسكت بها ودلفت خارج المطبخ. وما أن وصلت أمام غرفة أبنتها حتى سقطت القهوة من يديها أرضا، وشعرت بقبضه قويه في قلبها فهتفت بصراخ
لميا بذعر: بنتي! بنتي جرالها حاجه...
8-رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثامن
#flash back.
- وزع جاسر المهام على رجاله حيث أمر أحدهم بمحاولة أقتحام غرفة آسيل تحديدا وقطع الطرحه الخاصه بها، وآخر يسهل له وجوده داخل المصعد ومنع أحدهم من الصعود به، وآخر يقوم بقطع الكهرباء عن المصعد ما بين الطابق الثاني والثالث، وبالفعل نفذ كل منهم مهمته. حيث وقف جاسر داخل المصعد ولم تشعر هي بوجوده نتيجة ألهائها بذلك الفستان الكبير الحجم وحجبه رؤيتها، وما أن أنقطع تيار الكهرباء لثم فمها بقبضته القويه وغرز بوريد عنقها أبره طبيه محشوه بالمواد المخدره لافقادها السيطره على نفسها، ومن ثم نزع من يديها حقيبتها الشخصيه وفستانها وحملها بين ذراعيه بعد أن أعطي الاشارة لرجالة لتشغيل المصعد. ثم حملها للخارج حيث كان عيسي بأنتظاره أمام البنايه، ففتح له سيارته حتى يتركها بالخلف وأستقل هو سيارته أمام المقود وأنطلق سريعا وخلفه سيارة أخري كبيره تحمل رجاله.
#back
عيسي ناظرا للخلف: هتعمل معاها أيه دي، وجايبنها على فين أصلا
جاسر ناظرا أليها من المرآه: مش لازم تعرف، المهم أنها تحت أيدي
عيسي بقلق: خطيبها مش هيسكت وهيهيج الدنيا علينا واحنا مش ناقصين ياليث
جاسر مضيقا عينيه بغضب: أعلي ما في خيله يركبه
عيسي حاككا طرف ذقنه: ربنا يستر
جاسر بأاقتضاب: انا هوصلك بيتك وبعدين انا همشي
عيسي رافعا حاجبيه: طب وليه مجيش معاك مكان ماأنت واخدها.
جاسر بحده: عشان مبحبش التطفل والتحشر في كل حاجه
عيسي بتأفف: هوووف اللي يريحك ياعم ليث.
- هاتفت لميا زوجها برعب لكي تبلغه بما تشعر به واتصالاتها المتكرره على أبنتها والتي جائت بالفشل، أما أمجد فلم ينتظر لثانيه واحده. بل توجه لذلك المركز الخاص ببيع فساتين الزفاف والسهره وما أن رأي سيارتها الصغيره تصطف في الأسفل شعر بأرتياح وريبه بنفس الوقت فأنطلق للداخل وأستقل المصعد للصعود لأعلي، فأعترته الصدمه عندما وجد حقيبتها الشخصيه والغلاف الكبير الذي يحمي فستانها ملقي أرضا. دب الذعر بداخله وهو يلتقط أشيائها من الأرض فوجد بينهما قطعه من الرخام منقوش عليها بالحفر أسم ( الليث ).
تتطاير الشر من عينيه وكادت يعتصر قلبه تألما على ما قد يلحق بحبيبته وبتلك الليله التي طالما أنتظراها. أمسك بأشيائها وأنطلق راكضا للخارج. أستقل سيارته وأندفع بها بأقصي سرعه متجها للادارة.
- بينما انتحبت سهيله وظلت تبكي مرارا وتكرارا وتنسال قطراتها اللؤلؤيه على وجنتيها في يأس، حتى أتصلت بوالدها لتبلغه ما حدث لعله يفعل شيئا.
( هاتفيا )
سهيله ببكاء: والله يابابا ده اللي حصل.
رؤؤف بعصبيه: أزاي ياسهيله تسيبيها لوحدها أنتي أتجننتي
سهيله بدموع: والله قالتلي مش هتتأخر يابابا، معرفش راحت فين
رؤؤف بتزمجر: أقفلي ياسهيله اقفلي، خليني اروح أشوف أمجد عمل ايه
- أغلق الهاتف على وجه السرعه وأنطلق لخارج مكتبه وهو يحاول الأتصال على أمجد لعله توصل لشئ مؤخرا ولكنه لم يجيبه. بينما ثارت ثائرته وهو يحاول الوصول أليها وقام بأبلاغ أدارته وفريق العمل الخاص والمكلف بقضية الليث.
سامي عاقدا حاجبيه: أزاي ده حصل وأمتي
أمجد قاطبا جبينه بضيق شديد: ازاي معرفش. حصل من حوالي 3 ساعات
سامي ناهضا من مكانه: طب حاولت تتصل على تليفونها يمكن نقدر نحدد مكانها
أمجد بصوت عميق: الكائن الحيواني ده مش غبي يافندم. ساب شنطتها بكل اللي فيها حتى التليفون في الأسانسير
مجدي قابضا على شفتيه: طب والعمل ياسيادة العقيد
سامي حاككا رأسه بتفكير: لازم يكون في خيط يوصلنا ليه على الأقل، مش معقول مفيش غلطه.
أمجد مكورا قبضته: عن أذنك يافندم
سامي: رايح فين ياأمجد. أمجد!
مجدي محدقا: معلش يافندم بس أصل أعصابه متوترة دلوقتي
سامي بحده: أزاي أنادي عليه وميردش عليا
مجدي بتردد: اا ا ا يافندم معلش أرجوك تعذره، هو مش في وعيه
سامي ضاربا على سطح مكتبه: ماشي ياأمجد
- ظلت لميا تبكي بمراره ويزداد صراخها، أخذت تضرب على فخذيها وهي تردد
لميا ببكاء: بنتي، أنا عايزة بنتي يارؤؤف. هاتولي بنتي.
رؤؤف قابضا على عينيه: أهدي يالميا، أمجد زمانه جاي وياارب يمون وصل لحاجه
لميا ضاربه على فخذيها: انا كنت حاسه، أحساسي ميكدبش عليا بنتي جرالها حاجه
رؤؤف واضعا رأسه بين كفيه: لا حول ولا قوة ألا بالله، يارب هون ويسر يارب، يارب عطرنا فيها يارب
لميا بصراخ: اااااه اااه يابنتي اه
- في هذه اللحظه هتف جرس الباب بأاصواته العاليه فنهض رؤؤف ولميا سريعا راكضين نحو باب المنزل
لميا بلهفه: أمجد، طمني يابني بنتي فين.
رؤؤف بنبره عاليه: ما تنطق ياأمجد وتفهمنا يابني
أمجد واضعا يده على رأسه: آآ آ آسيل أ اا أتخطفت ياعمي
لميا بصراخ: يالهوووي بنتي
رؤؤف واضعا يده على رأسه: اا آسيل
- أرتفع ضغط الدم لدي رؤؤف وأحمر وجهه بشده، أغرورقت عيناه وأصبح لونها بالاحمر الملتهب وزادت سخونة رأسه وتشوشت رؤية عيناه، فلم يشعر بنفسه آلا وسقط أرضا فتوجه أليه أمجد بسرعه وحول أفاقته ولكنه فشل. فأقله إلى المشفي بسرعه.
- بعد أن قام جاسر بتوصيل عيسي لمنزله توجه لقصره الفخم وبعد أن مر بوابة قصره الكبير توجه نحو باب القصر الكبير وقام بفتحه ثم توجه لسيارته مرة أخري وحملها بكل خفه و صفع باب السيارة بقدمه ثم توجه بها للأمام. رأته خادمته كاثربن فشهقت بفزع وحدقت باآسيل بعينيها
جاسر بنظرات ناريه: كاثرين! مش عايز أسمع منك حرف
كاثرين برعب: اا أوامرك سيدي الشاب.
- توجه بها جاسر لمخبأه تحت الأرض بعد أن قام بتجهيزة لأستضافتها لأيام او اسابيع أو أشهر، لا يعرف ما ينتوي فعله معها. ولكنه يري أن ما فعله هو الصواب لمنع بحثها الطويل وراءه، دلف لداخل الغرفه المظلمه وتركها على فراش صغير قام بوضعه خصيصا لها. كما وضع بالغرفه مبرد صغير به بضع زجاجات المياه البارده. نظر أليها بعدم أهتمام ثم ترك الغرفه وأنصرف بعد أن أحكم أغلاقها عليها.
جاسر هاتفا: كاثرين.
كاثرين مهروله: أمرك سيدي الشاب
جاسر موليها ظهره وواضعا يده في جيبه: حضريلي الغدا
كاثرين مومأه رأسها بالايجاب: أوامرك سيدي
- توجه جاسر نحو مكانه المحبب إليه وأخذ يسكب أنواع عديده من الخمور في كأس واحد كبير. ثم ألتقطه وأتجه نحو غرفة المكتب الخاص به وأخذ يرتشف منه بهدوء وهو يفكر بشأن ما سيفعله، حتى قاطع شروده رنين هاتفه ليعلن
عن أتصال من جوان فضغط عليه بتذمر.
جاسر باأقتضاب: ايوه.
جوان بدلع: أزيك باجاسر، وحشتني
جاسر بسخريه: هو انا لحقت
جوان بضحكه عاليه: انت بتوحشني دايما يابيبي
جاسر بعدم اهتمام: ماشي ياجوان
جوان وقد تبدلت ملامحها: جاسر، هو انت عملت أيه مع البت دي. خطيبة الضابط
جاسر معتدلا في جلسته: واضح أن ليث مش بيخبي حاجه عنك
جوان لاويه شفتيها: ويخبي ليه!؟
جاسر عاقدا حاجبيه: على الأقل دي أسرار شغل
جوان بصوت مرتفع قليلا: أنا حقي فيك أكبر من أسرار الشغل بتاعتك دي.
جاسر بحده: واضح أنك هتبدأي تغلطي غلطة عمرك، وتفكري مجرد تفكير أنك تعلي صوتك عليا
جوان بصوت هادئ وناعم: ياحبيبي بغير عليك الله بقي
جاسر بحده: مش عايزك تغيري، غيري على حاجه ملكك. انما حاجه مش بتاعتك يبقي مش من حقك
جوان بضيق: جاسر أنت حقي
جاسر ببرود: مكنتش ولا هكون، باي باي ياجوان
جوان: ...
- لم ينتظر جاسر ردها عليه، بل أغلق الهاتف سريعا ثم أغلق الجهاز المحمول بالكامل وألقاه على سطح المكتب وبدأ يرتشف مشروبه الخمري مره أخري.
( في المشفي )
- بعد أن قاموا بنقل رؤؤف للمشفي وأدخاله قسم الطوارئ، قام الطبيب المتخصص بالكشف عليه لمعرفة ما هي علته ثم قبض على شفتيه وهو يهتف لهم
الطبيب: للأسف الاستاذ أتصاب بمرض السكر، نتيجة العصبيه والضغط العصبي الزائد.
أمجد ممسدا على شعره بتنهيده: طب والحل أيه يادكتور
الطبيب عاقدا حاجبيه: حقن بالانسولين، لان البنكرياس توقف عن أفراز مادة الانسولين تماما
أمجد محركا رأسه: طيب اللي تشوفه حضرتك
-نظر أمجد للجهه الاخري ليجد لميا تجلس على أحدي المقاعد الرخاميه وقد أبرز الحزن تجاعيد وجهها وخيم اليأس عليها فأنسدلت قطرات عابره من مقلتيها، فتوجه إليها بخطوات بطيئه وجلس في وضع القرفصاء ممسكا بكف يديها وأردف قائلا.
أمجد بنبره رخيمه: والله هعمل اللي في وسعي عشان أرجعها، وأكتر من اللي في وسعي كمان
لميا بنظرات معاتبه: ...
أمجد قاطبا جبينه في ضيق بالغ: والله ما زنبي اا انا، انا والله ما كنت اعرف اي حاجه من اللي هتحصل و. و
لميا مقاطعه: عن أذنك هدخل أشوف جوزي، تعالي معايا ياسهيله
سهيله بدموع: حاضر.
- سحبت لميا يدها بهدوء ونهضت من مكانها متوجهه لغرفة زوجها المريض الذي أصيب بمرض السكري لعدم قدرته على تحمل الصدمه لكي تطمئن عليه، بينما وقف أمجد في مكانه نادما، محملا نفسة مسؤليه ما حدث لحبيبته مسؤليه كامله. فقرر ترك المشفي والانصراف سريعا لتحاشي المواجهه الصعبه بينه وبين أسرتها.
- بعد أن أحتسي جاسر شرابه الخمري المسكر، لعبت الخمر برأسه وأفقدته توازنه، فتراجع عن رغبته في تناول وجبة الغداء وصعد لغرفته مترنحا يمينا ويسارا حتى وصل لفراشه. فألقي بجسده الثقيل على الفراش وترك العنان لعينيه كي تغوص في نوم عميق.
بينما في الغرفة المظلمه. بدأت آسيل تفتح عينيها الثقيلتين ببطئ شديد، حيث تشعر وكأن شخصا ما واضع كف يده على عينيها لكي لا تستطيع فتحهما. ظلت تفرك مقلتيها بيدها محاوله أستيعاب ما يجري حولها ولكنها لم تستطع، حيث كان المخدر أقوي من سيطرتها على نفسها. وبعد ما يقرب من 20 دقيقه بدأت تتذكر ما حدث لها وهجوم شخص ما مجهول الهويه عليها، فأنتفضت في مكانها بفزع وحاولت النظر لحالها لكن المكان معتم للغايه، فتحسست جدسها وملابسها حتى تتأكد من سلامتها وان لم يمسها سوء. وما أن أطمئنت على سلامتها تنهدت بصعوبه بالغه وكأن شيئا ما عالقا بحلقها، ثم نهضت عن مكانها بترنح شديد وأخذن تلامس الجدران بحثا عن أي زر لأضاءة الغرفه ولكنها لم تجد، وأثناء بحثها أصتدمت بالمبرد الصغير بقامت بفتحه لينير لها بضوءه الخافت ذلك المكان المجهول وتري الأسر الذي وقعت به. أستطاعت رؤيه الباب الحديدي الموصد عليها فتوجهت إليه وظلت تقرع عليه بكل ما أوتيت من قوة. حتى أن ذراعاها آلمتاها بشده من قوة ملمسه وحدته، وعندما فقدت الأمل في أن يستمع أليها أحد سالت عبراتها الساخنه على وجنتيها وجلست على طرف الفراش تنتحب حظها العسير الذي أوقع بها في أسر ذلك المجهول الذي لا تعرفه.
بينما كان جاسر غائصا بنوم عميق فرأي خلف جفنه
( يركض بطريق أشبه بالصحراء حيث يلاحقة أحد ما لا يعرف هويته، يلهث ويتنفس بصعوبه بالغه وينظر خلفه من حين لأخر ليتعرف على المسافات بينه وبين مطاردة، حتى سقط بحفرة عاليه عميقه لا نهايه لها. ).
أنتفض من نومه فزعا فألتقط أنفاسه الاهثه بصعوبه وبمعدل سريع ثم صاح بأعلي صوته غاضبا ثورا هائجا وذئبا شرسا وظل يطيح بكل ما أمامه على الارضيه الرخاميه ليسقط كل شئ قطعا صغيره. أستمع كل من في القصر لأصواته وأصوات الاشياء التي تسقط متهشمه حتى أن حراسته الخاصه أتت من الخارج للداخل مهروله من هول الضجه التي أحدثها. فخرجت كاثرين من غرفتها سريعا حتى أنها لم تتأكد من ملابسها التي ترتديها.
الحارس 1 بفزع: كاثرين في أيه
الحارس 2: هو الباشا جراله حاجه
كاثرين قابضه على شفتيها: لا أعرف ما الذي أصابه، لقد كان غائصا بنومه العميق لا أدري ما حدث
الحارس 1 بتوتر: يلا بينا أحنا على أماكنا عشان لو جه لقانا واقفين والله فيها رفد
الحارس 3: بينا يارجاله
كاثرين في نفسها بضيق: لا أدري ما الحل في تلك المعضله التي تواجهها يوما بعد يوم سيدي الشاب.
( بينما على الجهه الاخري كانت آسيل تبكي بمراره إلى أن شعرت بجفاف حلقها وعطشها الزائد، فلقد مرت عليها ساعات دون أرتشاق قطرة ماء واحده. فجرت قدميها بخيبة أمل نحو المبرد، وبعد أن جذبته أليها لفتحه أمسكت بأحدي الزجاجات التي تحتوي على المياه المعدنيه وتأكدت أنها مازالت مغلفه بذلك الورق البلاستيكي الشفاف. حتى تضمن سلامه المياه التي سوف ترتشف منها لتروي عطشها وتلجم ظمأها. وما أن وضعتها على فمها ومع أول قطرة مياه أستمعت لصوته الذي أخترق الجدران من قوته، فأنتفضت فزعا حتى سقطت منها زجاجة المياه أرضا و أخرجت كل ما تحويه من مياه. بينما ركضت أسيل إلى ذلك الركن الصغير من الغرفه وجلست به ترتعش من ثورة ذلك الثور الهائج.
بينما دلف جاسر من غرفته وعلى وجهه عبارات الضيق والغضب الشديد، هبط للأسفل بخطوات متعجله ثم توجه بخطواته خارج القصر متجها نحو حوض المياه الجرانيتي الكبير ( البسين ) وألقي بكل جسده بداخله. ظل ما يقرب من دقيقتان ونصف دقيقه أسفل المياه البارده لعلها تطفئ ناره وتهدئ من روعه. بينما رأته كاثرين فصعدت غرفته سريعا وأحضرت منشفته القطنيه وذهبت أليه.
صعد برأسه أعلي المياه بعد أن تأكد من أنقطاع أنفاسه وظل يلتقط الاكسجين من الهواء في دورات تنفسيه غير منتظمه ثم توجه سابحا إلى طرف الحوض ليجد خادمته الخاصه بأنتظاره وبيدها منشفته. صعد أعلي الحوض وخلع عن جسده التيشرت القطني الذي كان يرتديه وألقاه أرضا ثم ألتقط منها المنشفه بحده وجلس على أحدي المقاعد البلاستيكيه المغطاه بطبقه من الجلد، وأرخي جسده عليها دقائق.
هدأت آسيل من فزعها وحاولت تدعيم تلك القوة المكمونه بداخلها حتى تستطيع مواجهه المجهول. فنهضت من مكانها وسارت بأتجاه الباب وظلت تقرع عليه بقوة أكبر مما مضي وتهتف بصوتها عاليا
آسيل بصراخ ونبره قويه: ياناس ياللي هنا. حد يفتحلي. مين جابني هنا حد يرد عليااااااا يانااااااس. يانااس ياللي برااا.
- بعد أن شعر بالهدوء وسكون ثورته نهض عن مكانه ممسكا بمنشفته القطنيه ثم ألقاها لتلتقطها كاثرين من الهواء. ثم سارت خلفه بخطوات هادئه، صار بجسده العاري وعضلاته البارزه وما أن وصل للدرج حتى هتف قائلا
جاسر بصوت جهوري آجش: بكره تشوفيلي صرفه في الاوضه بتاعتي ياكاثرين
كاثرين مومأة برأسها: أوامرك مطاعه ياسيدي
جاسر ملتفتا أليها: وعايزك كمان ت...
( توقف جاسر عن الكلام لوهله ثم ضيق عينيه بتفكير ودقق حاسة السمع لديه. حتى أخترق صوتها العالي وصرخاتها المتتاليه أذنيه، فعقد حاجبيه بأنزعاج وآردف قائلا )
جاسر بنبره عميقه: أيه الصوت ده
كاثرين بتوتر: اا ا ان انها تلك الغريبه التي أ اأحضرتها في الصباح
جاسر ممررا أصابعه على شعره: أووووف. هي لحقت تصحي وتقرفني
كاثرين محاوله أنقاذ الموقف: اا سأتوجه أليها وأنت تستطيع الصعود للغرفه الاخري ياسيدي.
جاسر متجها إليها بنظرات مخيفه: خلاص انا هتصرف.
- حاولت كاثرين أن تتصرف هي نيابه عنه لكي تنقذ تلك الفتاه من براثنه. ولكن باءت محاولتها بالفشل فصارت خلفه بخطوات متعجله، حتى هبط للاسفل حيث تلك الغرفه المظلمه تحت الارض. ثم فتح الباب بعد أن حرره من القفل الموصد به، بينما أستعمت آسيل لصوت الباب ينفتح فأرتجعت خطوات للوراء وظلت منتظره بخوف ودقات قلب مضطربه. حتى وجدت ظلا كبيرا يقف أمامها فخطت بقدميها الثقيلتين للوراء، بينما وضع جاسر يده اليسري على الجدار فأنفتح الضوء لتجد رجلا بملامح صارمه عاقدا حاجبيه قابضا على شفتيه بقوه من الغضب، وناظرا أليها نظرات توحي بالشر الذي يدخره لأجلها. وبعد أن رأها وتفحصها جيدا من أعلي لأسفل أردف بنبره جهوريه صارمه قائلا.
جاسر: صوتك عالي ليه ياأستاذه!؟
آسيل بصدمه: اا. آآ أا...
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق