القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية مليكة الوحش الفصل التاسع والعاشر والحادي عشر للكاتبة ياسمين عادل

 




رواية مليكة الوحش الفصل التاسع والعاشر والحادي عشر للكاتبة ياسمين عادل





رواية مليكة الوحش الفصل التاسع والعاشر والحادي عشر للكاتبة ياسمين عادل



رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل التاسع

- توقفت الكلمات على حافه لسانها، تريد السقوط من فوهه فمها ولكن لا  تستطيع. وعندما أمعنت النظر به وسط صدمتها العارمه وجدته عاري الصدر، شهقت  في فزع ثم ألتفتت مبتعده لتوليه ظهرها. فضيق عينيه ثم نظر لهيئته ليتفهم ما  سبب رد فعلها ثم أشار لكاثرين قائلا

جاسر بلهجه آمره: هاتيلي تيشرت من فوق

كاثرين: أمرك سيدي

جاسر ببرود: مقولتليش كنتي بتزعقي ليه؟

آسيل بقلق بالغ: ...

جاسر رافعا حاجبيه: سلامه لسانك، جالك شلل ولا أيه؟

آسيل بخفوت ونبرات متقطعه: اا ا. اا اأنت مين. وو وايه جابني هنا

جاسر لاويا شفتيه: حظك الأسود هو اللي جابك

آسيل بنظرات زائغه: يي يعني أيه؟

جاسر مقتربا بثبات: يعني أنتي اللي جيتي لحد عندي، ووقعتي نفسك في سكتي يبقي تستحملي

آسيل مضيقه نظرها في تساؤل: هي فزورة.

- دلفت كاثرين راكضه أليه مره أخري وأعطته تيشيرتا من اللون الأزرق الفاتح. فألتقطه منها وأرتداه على الفور ثم أشار أليه بيده قائلا

جاسر مشيرا بيده: أمشي أنتي

كاثرين قابضه على شفتيها: ا اوامرك سيدي

جاسر ملتفتا اليها مره أخري وأردف بلهجه آمره: أقعدي

آسيل مبتعده بخطوات متعثره: شكرا مش عايزة

- أقترب منها بخطوات ثابته وأمسك ذراعها بقوة ثم أجبرها على الجلوس، فسحب أحد الكراسي البلاستيكيه وجلس قبالتها.

آسيل ممسكه بذراعيها: ااااي. أيه الغباوة دي

جاسر بنظرات ناريه غاضبه: أمسكي لسانك بدل ما أقطعهولك يا، ياعصفوره

آسيل رامشه بعينيها: أنت عايز أيه؟ وجايبني ليه هنا

جاسر لاويا شفتيه: أنتي اللي عايزة أيه، بتنخوري ليه ورايا وبتدوري عليا؟!

آسيل محاوله أستيعاب ما يحدث: اانا، اانت انت...

جاسر بأبتسامه واسعه برزت أسنانه: الليث، أنا جاسر الليث

آسيل ناهضه من مكانها بفزع: هاااااا

جاسر معتدلا في جلسته: مفاجأه! مش كده.

آسيل بصدمه: اا ا انت! عايز مني أيه؟

جاسر ناهضا من مكانه واقفا قبالتها: أنتي اللي عايزة أيه؟ بتحفري قبرك بدري ليه؟

- بعد صدمتها القويه والشديده حاولت أستجماع ما أوتيت من قوة لمواجهه ذلك  الوحش الذي طالما سمعت عنه. شعرت بالرهبه تجتاح كيانها، ولكن لابد من أن  تتمسك بالصمود والتظاهر بالقوة حتى لا يشعر فيها بالضعف.

آسيل بنبره قويه واضعه يدها أمام صدرها: هو أنت بقي عم الأسد.

جاسر رافعا أحدا حاجبيه: هما قالولك عني كده، تؤ تؤ أخس عليهم أخس ملهمش حق يوصفوني بالأسد. أنا أستاهل لقب أقوي من كده.

آسيل بنبره حاده: أنت فعلا تستاهل لقب أكبر، على الاقل الأسد حيوان مش  عاقل. بياكل الأضعف منه عشان يعيش، أنما واحد زيك عايش على دم الناس  وأرواحهم مينفعش يتشبه بالحيوانات، لأننا كده بنظلم المخلوقات اللي ربنا  سخرها لينا لخدمتنا أو عشان نعتبر منها. أيه الأفاده اللي عادت عليك من كل  اللي عملته، وأكيد في مصايب كتير محدش دريان بيها، وما خفي كان أعظم.

جاسر مصفقا بيده: بصراحه عجبتني المحاضره، ولا نسميها مرافعه عشان تناسبك

آسيل عاقده حاجبيها: انا عايزة أمشي من هنا فورا، وإلا مش هايحصلك كويس أبدا

جاسر مقتربا بهدوء: هتعمليلي أيه

آسيل متراجعه للوراء بخطوات متعثره: هه اا هعمل كتير، أنا هسجنك

جاسر قابضا على عينيه بسخريه: ياااشيخه قولي كلام غير ده، أنتي خلاص دخلتي هنا، ومش هتخرجي من هنا

آسيل محاوله السيطره على أنفعالاتها: اا ا انا خطيبي هيوديك في داهيه.

جاسر بصوت أجش: أنا اللي هوديه رحله عند ربنا، رحله أبديه مفيش رجوع منها

آسيل بفزع: هاااا ليه حرام عليك كان عملك أيه ده ده طيب و...

جاسر رافعا حاجبيه: طيب!

- ولاها ظهره وأستعد للخروج من الغرفه. ولكنها تقدمت في خطواتها أمامه وأردفت قائله

آسيل: خرجني من هنا، أنا عايزة من هنا

جاسر بعدم أهتمام: وسعي ياعصفوره من سكتي، وشيلي الافكار الغلط اللي في دماغك دي

آسيل بتوتر: اا ا أفكار أيه اللي غلط!

جاسر هامسا بجوار أذنيها بنبره عميقه: مش هتخرجي من هنا، وللابد

آسيل فاغره شفتيها: يي يعني أيه؟ خلاص هابقي أسيره عندك ولا أيه

جاسر وقد لمعت عيناه عقب كلمتها الأخيره: حلو التشبيه ده، أيوه أنتي بقيتي  أسيره عندي. أنتي العصفورة اللي ريشها ملون وفرحانه بيه وعماله تطير في  الهوا وأنا قررت أقص ريشها ده. أنتي بقيتي أسيرتي، ومش أي آسيره. أنتي  دخلتي عرين الأسد وبرغبتك.

- قام بدفعها بهدوء داخل الغرفه وأتجه نحو الباب للخروج منه. وعندما  حاولت الركوض كمحاوله بائسه لا بد منها قبض على ذراعها بقوة وأرجعها للوراء  قائلا

جاسر مقتربا من أذنها وبنبره آمره: متحاوليش! ملكيش مني مفر يا، أسيرتي

- دفعها بقوة لتسقط أعلي الفراش ثم توجه للباب الحديدي ودلف خارجا ولم  يتناسي أوصاد قفله جيدا. وأحكم قبضته على المفتاح الخاص به وصعد للأعلي

( في المشفي ).

- بعد أن علم رؤؤف بأمر أصابته بمرض السكري لم يهتم أو بضع الأمر برأسه،  حيث كان شاغله الأكبر هو أمر أبنته الغاليه التي أختفت عن الانظار. لم  يستطع أحدا الوصول أليها.

رؤؤف بنبره منهكه: لل ل لميا. مفيش أي أخبار عن آسيل

لميا واضعه يدها أسفل ذقنها بحزن: مفيش يارؤؤف، البنت ضاعت مني خلاص

سهيله وقد لمعت عيناها بالدموع: ماما بليز، بلاش اليأس والكلام ده.

لميا لاويه شفتيها: آمال أقول أيه، اللهم سبحانك أني كنت من الظالمين. اللهم سبحانك اني كنت من الظالمين. مليش غير بناتي يارب ردهالي

رؤؤف قابضا على عينيه بتألم: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

- دلف الطبيب للداخل بعد أن طرق الباب عدة طرقات متتاليه

الطبيب واضعا يده في جيب ملابسه الطبيه البيضاء: صباح الخير، أتمني تكون كويس النهارده

رؤؤف بتنهيده: الحمد لله.

الطبيب بأسف: طبعا حضرتك عارف أنك هتتحقن بالأنسولين

رؤؤف محركا رأسه: أيوة عارف

الطبيب مشيرا بيده: أنا مش عايزك تقلق أطلاقا، الموضوع بسيط وناس كتير جدا مريضه بالسكر وعايشين حياتهم الطبيعيه

رؤؤف بأستسلام: الحمد لله

لميا بضيق: والحقن دي أمتي يادكتور؟

الطبيب: على الأقل مره يوميا، وفي مرضي بيستخدموا الانسولين في حالة أنخفاض نسبه السكر في الدم فقط

رؤؤف: طيب.

الطبيب: الافضل لحضرتك لو جيبت قلم خرطوش، الحقن عن طريق القلم بيكون أسهل وأسرع وأضمن كمان

رؤؤف: ربنا يسهل

الطبيب: طب الحمد لله على سلامتك. عن أذنكم

لميا: أتفضل

رؤؤف باحثا بعينيه: فين أمجد

لميا منتفضه بعصبيه: متجيبليش سيره الانسان ده تاني، ولا تسمعني أسمه يارؤؤف. هو السبب في اللي حصل لبنتي كله من تحت رأسه

سهيله بأعتراض: لا ياماما أمجد ملهوش ذنب.

لميا بنظرات غاضبه: أسكتي أنتي متعرفيش حاجه. أول مر ه كانت هتتقتل وربنا سترها ودلوقتي أتخطفت ومنعرفش حتى مين اللي خاطفها

رؤؤف بتنهيده: ده قضاء وقدر يالميا

لميا بتهكم: اه فعلا، بس ربنا قال ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكه، يعني مروحش ارمي نفسي في النار واقول ده قدر

سهيله بحزن بالغ: عن أذنكوا هطلع بره شويه

لميا بتألم: متتأخريش ياسهيله وخلي بالك من نفسك. مش ناقصه أخسر أتنين يابنتي.

سهيله ناظره للأسفل: حاضر ياماما

- أنطلقت لخارج المشفي لا تدري إلى أين تذهب. بل تركت قدماها تقودها إلى  حيث تشاء، حتى أكتشفت أنها قطعت شوطا كبيرا من السير على قدميها دون شعور  ووجدت نفسها أسفل تلك البنايه العاليه التي تمتلك بها أختها العزيزة مكتبا  خاصه بأمور المحاماه والاستشارات القانونيه. تنهدت بحرارة بعد أن نظرت لتلك  اليافطه المعلق عليها أسمها بشكل بارز. ثم ألتفت لتعود من حيث أتت، سيرا  على الأقدام.

- بعد أن قضي جاسر ليله الطويل في التفكير بتلك المتمردة وما هو الأسلوب  الذي عليه متابعته معها، فالقادم ليس بقليل. وفي تلك الغرفه الأخري  المجاورة لغرفته ترك العنان لجسده لكي يسترح بضع ساعات معدودة قبل  الأستيقاظ بالصباح.

-أستيقظ متأخرا من نومه فذفر أنفاسه في ضيق ثم أمسك بالعلبه الذهبيه  التي تحمل ( سجائره ) الفاخره وأشعل واحده منهم بعد أن قام بوضعها بين فكيه  وأخذ ينفث بها بشراهه، ثم نهض من مكانه تاركا سيجارته داخل المطفأة  الجرانيتيه الحمراء ودلف للمرحاض كي يغتسل، بينما كانت كاثرين تعد له وجبه  الافطار المكونه من قهوته الساخنه ذات الرائحة الذكيه وقطع الخبز المخبوز  والطازج بجانب قطعه من الجبن الأبيض الغير مالح، أمسكت بحامل الطعام ودلفت  للخارج فوجدته هابطا للأسفل فأبتسمت بهدوء قائله.

كاثرين باأبتسامه: أعددت لك وجبه الافطار الشهيه، أتمني أن تخذل توقعاتي اليوم وتتناولها كامله

جاسر بأقتضاب: ماليش نفس، بس هاكل عشان أخذل توقعاتك

كاثرين بأبتسامه واسعه: تفضل سيدي الشاب.

- أتجهت لتلك الطاوله الصغيره أمام المقعد الوثير الخاص به ووضعت عليها  حامل الطعام ثم أستأذنته بالأنصراف، بينما أمسك هاتفه وقام بأرسال رساله  نصيه لعيسي. أبلغه فيها بتأخيره لبعض الوقت، ثم شرع في تناول وجبته الخفيفه  بعد أن ترك هاتفه جانبا

( قامت سهيله بمحادثة أحدي زميلاتها المقربات لأبلاغها عدم قدرتها على حضور محاضراتها في تلك المرحلة من الوقت ).

سهيله بنبره جافه: زي ما بقولك كده يانورهان. أحتمال كمان أأجل السنه دي

نورهان بفزع: هااا لا حرام عليكي بعد كل المجهود ده عايزة تأجلي. ده مش فاضلنا إلا الفاينل

سهيله بتنهيده: غصب عني يانورهان، الظروف اللي فيها مش هتهيألي أبدا المذاكره والامتحانات

نورهان قابضه على شفتيها: معلش ياسوسو تعالي على نفسك شويه وحاولي بس بلاش تأجيل

سهيله بأاستسلام: ربنا يسهل. هقفل معاكي دلوقتي مش قادرة أتكلم.

نورهان بتفهم: ماشي ياحبيبتي كان الله في العون

سهيله: سلام

- أغلقت هاتفها وشرعت بالانتحاب والبكاء الشديد، حيث طلبت من الله أن يردها سالمه إليهم

( العرب جروب )

- كان جاسر جالسا على مكتبه الخشبي الزان والفخم يتفحص أحدي الاوراق. حتى دلف إليه عيسي وعلى وجهه أبتسامه واسعه قابلها جاسر بالبرود

عيسي بتهكم: الأبتسامه صدقه

جاسر ناظرا أليه: ...

عيسي: خلاص ياعمنا أنت لسه هتبحلقلي.

جاسر طارقا على سطح مكتبه بقلمه الفضي: عملت أيه في شحنة الوسكي اللي جاي بعد يومين

عيسي ممدا يديه: خد ده الفايل بتاع الشحنه كامل. فيه التصاريح والتراخيص  والمواصفات القياسيه وموافقه اللجنه الرقابيه على الشحنه، يعني الفايل  مستوفي كل حاجه

جاسر ملتقط الملف: طب روح أنت وانا هراجعه بنفسي

عيسي: أوكي يابوص، اا ا. ا يعني كنت عايز أسال يعني هو...

جاسر مقاطعا بدون النظر إليه: الموضوع ده شيل نفسك منه ومتسألش تاني  عنه، كفايه أنك أتصرفت تصرف غبي من ورايا وده اللي ورطني أكتر في الموضوع

عيسي لاويا شفتيه: يابوص ما قولنا أوامر ثروت، وأنا عليا التنفيذ

جاسر ناظرا إليه بحده وصرامه: أكلك شربك لبسك وهندامك عيشتك وحياتك مني  أنا، مرتبك انا اللي بدفعه وحصتك بتاخدها مني. مش من ثروت ياأفندي

عيسي بضيق: ماشي ياعم، ماأنت الخزنه.

جاسر لاويا شفتيه: بالضبط كده، تقدر تمشي عشان أشوف شغلي

عيسي باأقتضاب: أوك، سلام

جاسر: ...

- كان أمجد يقف بأحدي الكمائن للتفتيش على السيارات الدالفه خارج مدينة  الاهرامات ( القاهرة ) حيث أشرف بنفسه على مهمة التفتيش بحثا عن مبتغاه.  ولكن حتى الآن لم يستطع التوصل لأي شئ

مجدي خالعا نظارته الشمسيه: أمجد، أعتقد أنه مش هيخرج بره القاهرة بيها أبدا. على الأقل دلوقتي هو مش غبي للدرجه دي.

أمجد بحده خفيفه: أنا مش هسيب خرم أبره إلا لما أدور فيه عنها وأكيد ربنا عمره ما هيخذلني، لو تعبت أنت روح

مجدي باأشفاق: مقدرش أروح ولا أسيبك ياجدع، عيب عليك

أمجد بنظرات خاليه من الحياه: تسلم يامجدي

أمجد مشيرا بيده لأحدي العساكر الذين تحت أمرته: شوف العربيه النقل اللي جايه دي يابني

العسكري راكضا: تؤمر ياباشا

- تعمد ثروت ترك جاسر لبضعة أيام حتى يهدأ روعه وتسكن ثورته، ثم عاود مهاتفته بعد ذلك.

جاسر باأقتضاب: ألو

ثروت بثبات: أتمني تكون ريحت أعصابك شويه

جاسر لاويا شفتيه بتهكم: أه

ثروت معتدلا في جلسته: عملت أيه؟

جاسر مداعبا أنامله: بقت تحت أيدي

ثروت مضيقا عينيه: عفارم عليك. عارف هتعمل أيه!

جاسر بخبث: أنت عايز تعمل فيها أيه؟

ثروت بنظرات مشتعله: أكيد هتخلص عليها، دي عرفتك يعني مفيش قدامك حل تاني

جاسر بتفكير: هيحصل. بس كله في وقته

ثروت: أستني مني الأشاره وأنا هقولك أمتي

جاسر واضعا قدما على قدم: ماشي.

ثروت بأريحيه: هاقفل أنا وأسيبك تشوف اللي وراك

جاسر: ماشي، سلام

- أغلق هاتفه ونهض عن مقعده الوثير متجها نحو الشرفه المغطاه بالزجاج  الغامق لعكس الرؤيه من الخارج، وقف أمامها واضعا يديه في جيب بنطاله لبضع  لحظات ثم خلل أصابعه بخصلات شعره الأسود الغزير وألتقط سترته ومفاتيح  سيارته وهاتفه وأنطلق خارج مقر الشركه.

- قامت كاثرين بتحضير وجبه غذائيه من أجل آسيل. ولكن لعد أن أعدتها تذكرت أن باب غرفتها موصدا من الخارج فزفرت بضيق قائله

كاثرين بضيق: يا اللهي! ماذا عساي أن أفعل الأن. لقد نسيت أمر ذلك الباب الحديدي الموصد

- بتلك اللحظه دلف احد الحرس الخاص لجاسر قائلا

الحارس مقاطعا لها بنبره عميقه: كاثرين، الناس اللي شغالين في الاوضه اللي فوق خلصوا شغل. مين هياحسبهم.

كاثرين واضعه يدها في جيب الزي الرسمي الخاص بها: لقد أمرني السيد الشاب  بدفع أجورهم بعد أنتهاء العمل، ولكن دعني أنظر إلى حالة الغرفه أولا

الحارس بصوت أجش: أتفضلي

- ذهبت كاثرين بصحبته لغرفة جاسر الذي أبادها وحطمها بالأمس وها هي الأن  تعيد كل شئ كما كان في سابق عهده وبعد أن تأكدت من سلامة الغرفه قامت  بأخراج حفنه كبيره من الورق النقدي وأعطتها أليهم قائله

كاثرين بجديه: تفضلوا.

العامل بعيون لامعه: من يد ما نعدمها أبدا ياست هانم. وأحنا تحت الخدمه

الحارس مشيرا إليهم بالخروج: أتفضلوا معايا

العامل 2: يلا بينا ياعم سيد

العامل 1: يلا

- دلف كلاهما خارج الغرفه بينما ألقت كاثرين نظره صغيره على الغرفه ثم دلفت  للخارج وأحكمت غلق الغرفه خلفها وهبطت للأسفل. فوجدت رب عملها قد وصل للتو  فهرولت إليه قائله

كاثرين بلهفه: سيدي، فلتأذن لي بفتح باب الغرفه السفليه

جاسر مضيقا عينيه بحده: نعم!

كاثرين بتوتر: اا ا أأ أقصد. تلك الغريبه التي بالأسفل يجب عليها تناول الطعام

جاسر بتفهم: اهاا، طيب هاتي الأكل اللي أنتي عايزاه وتعالي معايا

كاثرين بأبتسامه: أوامرك سيدي.

- بينما كانت آسيل في غرفتها ملتزمه فراشها لا تنهض منه. يسيطر عليها  الخوف ويدب الرعب داخلها، فلم تعد تعلم المصير الذي ينتظرها وهي تحت سيطرة  ذلك الكاسر والمتوحش ولكن ما تعلمه يقينا أن النهايه لن تكون سعيده بالنسبه  إليها، وبينما كانت شارده في خيالاتها المرعبه أستمعت لصوت القفل الموصد  ينفتح فأعتدلت في جلستها سريعا ونهضت بسرعه حتى وقفت خلف الباب الحديدي،  وما أن أنفتح الباب ونظر جاسر بعينيه الثاقبتين للداخل فلم يراها. كاد  يلتفت لينظر خلف الباب ولكن كانت أسرع منه حيث قفذت بجسدها الرقيق على ظهرة  وديقت قبضتها على عنقه حتى تحكم حركته. ولكن فارق الطول والجسد بينهما كان  قويا بما يكفي لكي ينتصر عليها. حيث أنحني بجزعه للأسفل وقبض بيديه على  قدميها وجذبهما للأمام حتى تسقط من فوق ظهره على الأرضيه.

آسيل بتألم: ااااااااه اااااي ااااااه

جاسر بقهقهه عاليه: ههههههههااا هههههههههههههههاهههااا

آسيل متألمه بدموع: ااااي ضهري منك لله

جاسر مشيرا بيدها لجسدها: هههههه أنتي. أنتي ياعصفورة عايزة تهربي ههههه  والأدهي أنك فاكره ممكن تنتصري عليا هههههههه شكلك طيبه قوي هههههه

آسيل بغيظ: أنت بتضحك على أيه ياأفندي أنت، أنت اللي خدتني على خوانه

جاسر رافعا أحدي حاجبيه: الحرب خدعه يا أسيرتي.

كاثرين دالفه للداخل حامله بيدها الطعام: مساء الخير. لقد أحضرت الطعام

جاسر ناظرا لآسيل بتشفي: سيبيه هنا للعصفورة

آسيل بحده: مش عايزة حاجه منك

جاسر موليها ظهره: براحتك. يلا ياكاثرين

كاثرين: ااو اوامرك، فتاتي. أن الطعام طيب المذاق والمكونات وليس به ما يضر فالتطمئني وتتناوليه

آسيل واضعه يدها على ظهرها بتألم: ...

- دلف جاسر للخارج ومن خلفه خادمته ثم صغع الباب الحديدة صفعه مدويه  وأغلق القفل الكبير الخاص بها، بينما حاولت آسيل النهوض من مجلسها ولكن  أقتحمتها ألام فقرات ظهرها العظميه بفعل سقطتها القويه على الأرض الصلبه.  فأراحت رأسها على الأرضيه وأنسالت الدموع من مقلتيها كمجري النهر الثائر،  فبرغم من عدم كثرة محاولاتها إلا أنها تفقد الأمل في الهروب من بين يديه.

بينما صعد جاسر لغرفته بجسدا مجهدا وألقي بثقل جسده على الأريكه المريحه  مستندا على ذراعها الكبير. بعد عدة لحظات نهض عن مكانه متوجها للمرحاض لكي  ينفض عن جسده غبار الأرهاق والارق. وبعد أن زينت قطرات المياه البارده  جسده الرياضي وقف أمام المرآه وهو يخلل أصابعه ويمررها بين خصلاته فلمح  خدشا صغيرا برقبته. حدق عينيه في دهشه ثم جز على أسنانه بقوة قائلا.

جاسر بصوت هامس: هي مفيش غيرها بنت ال، لما نطت على ضهري. هووووف

- دلف للخارج بخطوات سريعه ثم أرتدي ملابسه على عجاله وأمسك بحاسوبه الشخصي  وقام بفتحه ليتفحص أي جديد. حيث قام بمراسلة الشركة التركيه من أجل أستلام  بضائعه الغير قانونية خلال أيام قليلة، ثم أغلق الحاسوب وأمسك هاتفه  للأتصال ب...

جاسر: أيوة ياعيسي

عيسي: خير ياجاسر

جاسر بنبره ثابته: عايزك تجهز عشان الشحنه الجديده جايه اليومين الجايين.

عيسي عاقدا حاجبيه: بالسرعه دي؟

جاسر واقفا أمام الشرفه: أيوة بالسرعه دي، في حاجه كنت عايزك فيها بس نسيتها

عيسي مضيقا عينيه: حاجة أيه؟

جاسر حاككا ذقنه: مش فاكر، خلاص خليها بعدين

عيسي: خلاص أوك يابوص

جاسر: سلام

عيسي: سلام

- أغلق عيسي هاتفه فوجد أخيه الأصغر يدلف أليه بأبتسامه خبيثه قائلا

سامر: يامساء الجمال على أبو عيون جمال

عيسي مضيقا عينيه: عايز أيه من الأخر.

سامر بأبتسامه واسعه: عايز مفاتيح شاليه العين السخنه عشان رايح أنا وأصحابي

عيسي ناهضا من مكانه بحده: ده أنت بتحلم، مش كفايه المرة اللي فاتت جايبك  من القسم بعد ما البوليص كبس عليك انت واصحابك وقفشوكوا بالحشيش والخمره  وكمان نسوان

سامر: خلاص ياعيسي ميبقاش قلبك أسود، وبعدين متخافش والله ما هنعمل حاجه المره دي

عيسي مشيرا بأصبعه في وجهه: ده على جثتي، انا مش فايق لمصايبك دلوقتي ياسامر. حل عن دماغي.

سامر لاويا شفتيه: بقي كده! طيب هات فلوس وانا هتصرف

عيسي محاولا تغيير الموضوع: أنت عامل أيه مع بنت أونكل حسين

سامر ملوحا بيده: يييييي ده بت تقيله ورخمه

عيسي رافعا حاجبيه: تقيله ورخمه! سبحان مغير الاحوال. كنت هتموت عشان بس كلمه منها ودلوقتي لما عبرتك بقت تقيله ورخمه

سامر سابحا في خياله: أنا في بالي دلوقتي حاجه تانيه خالص، حتت بت ياعيسي تقول للقمر قوم ياص وأنا أقعد مطرحك

عيسي محدقا: تقول للقمر قوم ياض!

سامر: اها. لو حتى هتجوزها عشان أعرف أوصلها هعملها. هاااااااح ياسهيله

عيسي لاويا شفتيه: نفس البوقين بتوع المره اللي فاتت، أنا مش هتصدرلك في  مواضيع تاني وربنا يستر واونكل حسين ميكلمنيش يهزقني بسبب طيشك

سامر مربتا على كتفه: متقلقش، المهم عايز فلوس

عيسي بخفوت: مبتنساش خالص. الصبح هتلاقيها على المكتب

سامر مقبلا رأسه: تسلملي ياعسل

عيسي بتأفف: أوووف. عسل أسود.

- مر 3 أيام. لم يسترح أمجد لوهله ولم يدخر وسعه في البحث عن اي معلومه  ولو صغيرة للوصول أليها، بينما كان جاسر بمدينة الأسكندريه عروس البحر  المتوسط للأشراف على تلك الشحنه التي ستصل من الاراضي التركيه لميناء  الاسكندريه. وهي عباره عن الكثير من زجاجات الخمور المتنوعة والمختلفه،  وبعد أن تم الاستلام ومراجعة التصاريح والتراخيص تمت تعبئة الشحنة بعربات  النقل الكبيرة أخذ جاسر بعض الصناديق الكرتونيه المغلفه إلى حقيبة سيارته،  وترك لعيسي مهمة الأشراف على وصول تلك الشحنة لمخازنه الخاصه بالقاهرة. ثم  أنطلق بسيارته للعودة إلى القاهرة. وأثناء قيادته لسيارته بالطريق لمح أحد  كمائن الشرطه فضيق عينيه ثم أمسك بحزام الأمان لكي يحاوط به جسده، وأمسك  سيجاره وأشعل بأحداهن النر لكي ينفث بها. وصار بثبات في طريقه إلى أن جاء  دوره.

أمجد مدققا النظر به: أنت جاي منين؟

جاسر منفثا دخان سيجارته في الهواء: جاي من أسكندريه أمجد بعدم أرتياح: هات الرخص وأفتح شنطة العربيه...



رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل العاشر

أمسك جاسر برخصة القيادة التابعه له وقدمها له ثم ضغط على الزر الخاص  بفتح مؤخرة السيارة. وبعد أن تأكد أمجد من سلامة الرخص تقدم بخطوات ثابته  نحو ( شنطة ) السيارة فوجد بها بعض الصناديق الكرتونيه. فأمر أحد رجاله  بأحضار أحدها وحلها من الغلاف الخاص بها ليجد الكثير من زجاجات الخمر  المغلفه، فضيق عينيه وأنطلق نحو جاسر الذي ظل جالسا بسيارته بمنتهي الثبات  والثقه قائلا.

أمجد بنبره حاده: أيه اللي في الشنطه ده؟!

جاسر ببرود: زي ما شوفت كده، خمره

أمجد بجديه: أربع صناديق كل صندوق ب 12 أزازة خمره يعني 48 أزازة خمره. ليه بتاجر فيهم؟

جاسر عاقدا حاجبيه: طالما مفيش حاجه غلط. يبقي براحتي أتاجر اشرب أهادي. زي ماانا عاوز

أمجد قابضا على شفتيه: أتكلم عدل. وبعدين أنت معاك رخصه بالحموله دي كلها من الخمرة.

- أخرج جاسر أصل التراخيص والتصاريح بأستيراد الخمر من الخارج ومدها  أليه. فقام بمراجعتها جيدا من أول حرف بها حتى أخر حرف، ثم لوي شفتيه  بأمتغاض ومد له أوراقه قائلا

أمجد بأقتضاب: فين باقي الكمية المذكورة في التصريح

جاسر ببرود: الشاحنه اللي بتنقل الشحنه سبقتني على القاهرة، أقدر أمشي ولا في أسئله تانيه؟

أمجد بعد أرتياح: أتفضل. أفتح الطريق ياعسكري

العسكري بأنتباه: حاضر يافندم.

- أفسحوا له الطريق فمر وسطهم بكل ثقه وغرور. فلقد نجح بالمرور وسط  مخالب الشرطه التي تتربص به، فأعتلي ثغره أبتسامه واسعه تلاها قهقهه عاليه  سخرية وتهكم على وزارة بأكملها فشلت لسنوات في التعرف حتى على هويته. توجه  لقصره سريعا بعد أن دخل مدينه القاهرة، وعقب دلوفه من بوابة القصر الحديديه  الكبيرة أشار لأحد رجاله لكي يتبعه ركضا خلف السيارة ثم فتح له بابها لكي  يدلف خارجها. فأردف قائلا بنبره عميقه صارمه.

جاسر بحده: هات الصناديق اللي في الشنطه، ولو في حاجه أتكسرت هكسر رقبتك

الحارس ناظرا لأسفل: أمر معاليك

- دلف جاسر للداخل بخطوات ثابته فألتقي كاثرين بطريقه

جاسر ببرود: الأوضه بتاعتي خلصت؟

كاثرين مومأه رأسها: نعم ياسيدي، لقد أصبحت كسابق عهدها بل وأفضل

- نظر جاسر للأعلي بتفكير ثم حك رأسه بتفكير قائلا

جاسر مضيقا عينيه: الاوضه التانيه اللي جمبي جاهزة تستقبل البت اللي تحت دي

كاثرين محدقه: هااه.

جاسر عاقدا حاجبيه: في حاجه ياكاثرين

كاثرين بتوتر: لل ل لاا. أنها على أتم أستعداد سيدي الشاب

جاسر مشيرا بيده: أطلعي أفتحيها وتممي عليها لحد ما أجيب الاستاذه اللي تحت دي

كاثرين: أمرك.

( توجه نحو ذلك الدرج الرخامي الضيق وهبط للاسفل بخطوات بطيئه. بينما  كانت أسيل قابعه على الفراش شارده بمستقبلها المظلم والمجهول المعالم،  وأثناء شرودها شعرت بالأقفال الخاصه بالباب الحديدي تنفتح فوجهت نظرها  للجهه الأخري كمحاوله منها لأبداء البرود واللامبالاه، دلف للداخل مدققا  بها ثم هتف بلهجه آمره وصوت صارم )

جاسر بنبره صارمه: قومي معايا

آسيل بعدم أهتمام: ...

جاسر قاطبا جبينه بقوة وبنبره عاليه: أنتي مبتسمعيش، بقولك قومي معايا

آسيل بتمرد: مش قايمه في حته

جاسر رافعا حاجبيه: مش هتقومي! تمام جدا خليكي قاعده.

- أدخل يده في جيب سترته الداخلي وأخرج منها زجاجه صغيرة مصنوعه من  الفضه الايطاليه وتحتوي على مواد كحوليه مسكره. قام بفتحها ونثر محتواها  على الفراش الراقده عليه آسيل بينما ظلت آسيل تراقبه بتوجس في حين كان يبعث  لها بنظراته الحاده والناريه تهديدا غير مباشر، بعد أن أفرغ محتوي الزجاجه  القاها على الارضيه، فأشعل ( الولاعه )الذهبيه الخاصه به وأعتلي فمه  أبتسامه خبيثه بينما شهقف هي الاخري في فزع وقد دب الرعب أوصالها هاتفه  بصراخ.

آسيل بنبره صارخه: اا أنت يامجنون هتعمل أيه

جاسر ملقيا ب (الولاعه)علي الفراش: هولع في الاوضه وانتي فيها

- أمسكت النيران بالفراش وعلت ألسنة اللهب عاليا بينما كانت تصرخ آسيل بفزع  ورعب من هول المنظر الذي تشاهده، مما أزعجه صوتها الصارخ والمرتفع كثيرا

آسيل بصراخ ونبرات هادره: عاااااااااا لاااااااااا

جاسر بعيون محدقه بغضب: أخرررسي. مش أنتي اللي مش عايزة تخرجي ودخلاها تحدي معايا، يبقي تشربي بقي.

آسيل برعب وقد تجمعت الدموع في مقلتيها: عااااا ياربي أخرتها هموت محروقه عاااااااا

- خطي بقدمه خطوتين للأمام وقبض على ذراعها بقوه، جذبها بشده للخارج ثم هتف بها بصرامه وغضب

جاسر بصرامه وصوت قوي: لما أنتي جبانه بتتحديني ليه

آسيل بتماسك: ااااااي. سيب دراعي هيتخلع في أيدك، منك لله ياشيخ أنت أيه مبتحسش. حيوان بشري على وش الأرض و...

- لم تكمل عبارتها الأخيره حيث لكمها بقبضته المكورة الصلبه في أنفها  حتى فقدت قدرتها على أستيعاب ما يحدث وسقطت بين ذراعيه فألتقطها بذراع  واحده ورفعها على كتفه هاتفا.

جاسر مضيقا عينيه: ده أنتي أيامك الجايه سودا معايا بس أصبري عليا، بقي أنا حيوان يا. ياأسيرتي مااشي.

- كانت كاثرين هابطه للأسفل فرأته يحملها على كتفه. ركضت نحوه بقلق  بينما أشار لها بالصمت والذهاب لحيث تعمل، فلبت رغبته على مضض وذهبت بينما  صعد جاسر بها للغرفه المجاورة له وبعد أن دفع باب الغرفه بقدمه أسندها على  الفراش ثم مدد قدميها عليه وعدل من وضع ملابسه، ذفر في ضيق ثم دلف للخارج  هاتفا بأسم أحد رجاله ليأتي له سريعا.

الحارس: أوامر معاليك ياباشا

جاسر بصرامه: أطلعلي يابني أدم.

الحارس صاعدا الدرج: تحت أمرك ياباشا

جاسر مشيرا للباب وبلهجه آمره: شايف الباب ده، لو عدت منه نمله حسابك عندي هيكون رقبتك

الحارس مبتلعا ريقه بصعوبه: حح ح حاضر معاليك.

- أنطلق جاسر للأسفل وتوجه نحو الصناديق التي أدخلها الحارس الأخر  للداخل وقام بسحب أحدهم وأنطلق للدرج الرخامي الضيق وهبط للأسفل ووضعه على  الارضيه جانبا. ثم نظر بالغرفه ليتأكد أن النيران قد خمدت وسكنت ألسنتها (  حيث أن الجدران مطليه بطلاء عازل للحراره وضد الحرق ) ودلف للأعلي مرة  أخري. في حين أتي عيسي في تلك اللحظه بصحبة أحد رجاله وبحوزتهم بعض الادوات  التي أمرهم جاسر بأحضارها.

عيسي مشيرا بيده: حط الحاجه دي هنا يابني

حامد: حاضر يافندم

جاسر بحده: اخرج انت بره

حامد مطأ طأه رأسه: أمرك ياباشا. عن أذنكم

عيسي حاككا رأسه: عايز أعرف الحاجه اللي طلبت نجيبها من المخزن دي عايزها ليه

جاسر موليه ظهره: هات الحاجه دي وتعالي ورايا

عيسي حاملا الادوات: ماشي.

- أنطلقا للأسغل حيث أحضر جاسر ما يشبه ب ( البوتجاز الصغير المحمول )  ووضع عليه قدحا واسعا والذي أحضره إليه عيسي. ثم أحضر بعض زجاجات الخمر  وسكبها في القدح وأشعل النيران في ( البوتجاز ) لكي يقوم بتسخين القدح،  فحدق عيسي في فزع وعاد بقدمه خطوات للوراء هاتفا بذعر

عيسي بذعر: أنت بتعمل أيه ياليث، أنت عايز تولع فينا ولا أيه ياجدع

جاسر بحده وصرامه: أنشف ياعيسي شويه، انا مش مشغل معايا سوسن ياخويا.

عيسي عاقدا حاجبيه بضيق: أسمي اللي بتعمله ده أيه

جاسر مضيقا عينيه بغيظ: دي مش خمرة. أتهد

عيسي بأريحيه: أديني أتهديت

- نظر عيسي للفراش المحترق الذي أكلته النيران بالكامل ثم لاوي شفتيه قائلا: أيه اللي ولع في السرير ده

جاسر ناظرا للفراش: أنا. سيبك منه وتعالي ركز هنا.

- وقف عيسي جواره وتأمل السائل الذي سكبه جاسر بالقدح وهي يغلي وبدأ في  التبخر والانكماش. حتى كاد يختفي تماما من القدح. ففر عيسي شفتيه في دهشه  وأردف قائلا

عيسي بنظرات مشدوهه: أيه ده؟! ده بيتبخر

جاسر بخبث: اها

عيسي رافعا حاجبيه: طب وأخرتها أيه

أشار جاسر بيده لداخل القدح وأردف قائلا: أخرتها ده

- نظر عيسي داخل القدح بتركيز. فحدق بصدمه بينما قهقه جاسر عاليا من هيئته المضحكه

جاسر: ههههاااههااهااا.

عيسي مضيقا عينيه: هيروين جوه الميا أزاي

جاسر لاويا شفتيه: دي مش ميا، دي حاجه شبه المواد الحافظه اللي بتتحط في  العصاير عشان تحفظها، بس دي بقي بتخفظ الهيروين. وهو ده الشغل وهي دي  الشحنه

- قالها بأفتخار وغرور، فلقد حقق بالمحال الغير شرعي رقما قياسيا في المكر  والخداع بينما أعتلي وجه عيسي أبتسامه ليس لها معني. وأردف قائلا

عيسي: مش هتتغلب أبدا

جاسر بثقه: أبدا.

- بدأت آسيل تفيق من الغيبوبه المؤقته التي دخلت بها وتأوت من الألم  الذي سببه لكمة جاسر القويه لها، فوضعت يديها على أنفها تتحسسها بتألم  وبدأت تدقق بعينيها لتري المكان الذي تتواجد به ولكن قطع شرودها بذلك  المكان رائحه نفاذه أخترقت أنفها، فظلت تحاول تذكر هوية تلك الرائحه إلى أن  توصلت إليها أخيرا. نعم أنها رائحة عطر ذلك الوحش القويه والنفاذه، أنتفضت  من مكانها ونظرت حولها وهيئتها ولكنه لم تجده بالغرفه. فأقتربت من الوسادة  لتشتم رأئحتها فوجدتها غارقه برائحته فقامت بألقائها أرضا بحده وغضب ونهضت  عن مكانها إلى الباب. وما أن قامت بفتحه حتى وجدت رجلا قوي البنيه عريض  المنكبين طويل القامه يقف أمامها، فعادت للوراء خطوة واحده وأردفت قائله.

آسيل بحده: أنا عايزه أمشي من هنا

الحارس بصرامه: ممنوع

آسيل عاقده حاجبيها: يعني أيه ممنوع دي

الحارس بلهجه آمره: ياريت تدخلي ومتفتحيش الباب تاني، عشان مفيش خروج من هنا

آسيل مشيره بيدها: أمشي روح أندهلي اللي مشغلك خليه يرد عليا

الحارس ممسكا بمقبض الباب: لا

آسيل ممسكه بالمقبض من الداخل: أوعي كده أنت بتعمل أيه. أفتح الباب افتتتتتتتتح.

- أستندت آسيل على باب الغرفه وتركت جسدها يسقط رويدا حتى جلست على  الأرضيه الصلبه وأجهشت في البكاء حتى لمحت زجاجا شفافا يتخلله ضوء خافت  فنهضت من مكانها بعد أن مسحت عبراتها الرقيقه عن وجهها، ونظرت منه لتري  حديقه القصر الواسعه والمساحه الزراعيه المزروعه بالأشجار الصغيرة والأزهار  المختلفة الالوان والأشكال. ولكنها أكشفت ان الزجاج مغلقا بأحكام فذفرت  بضيق وتوجهت للفراش مرة أخري وجلست على طرفه تتذكر خطيبها وليلة زفافها  التي من المفترض أنها ليلة العمر لكل فتاه فلقد أصبحت ذكري مشئومه لها.  أرخت ظهرها الذي ما زال يؤلمها على الفراش وظلت مسلطه نظرها للأعلي.

- بعد أن تأكد جاسر من تبخر المادة السائله وظلت المادة البيضاء ( السم  الأبيض ) في أسفل القدح أطمئن على نجاح مخططه. أمر عيسي بالتخلص من ذلك  القدح والزجاجات الفارغه على الفور وأعدامها، وبعد أن قام رجاله بتنظيف  الغرفه كامله قام جاسر بطلب أحضار روكس من غرفته. فأحضره له أحد رجاله.

- جثي على ركبتيه أمام ( كلبه ) ومسد على فروته السوداء القاتمه ثم قرب  من أنفه زجاجه من أحدي الزجاجات لكي يشتمها، ثم تركه للبحث عن الرائحه التي  وراء تلك الزجاجه. ظل روكس يسير يمينا ويسارا وهو يتشمم كل ما يقابله،  ولكنه لم يصل لأي رائحه في أي مكان. فأبتسم جاسر أبتسامه واسعه حيث نجح  مخططه أيضا في مسح أي شئ قد يدل عليه، حتى مجرد الرائحه قضي عليها.

أمر رجاله جميعا بالأنصراف حتى عيسي، ثم أشار لروكس كي يتبعه لغرفة  المكتب، فجلس على الكرسي المتأرجح وبجواره الكلب وظل يمسد عليه برفق بالغ  وعلى ثغره أبتسامه صغيره. فأنه يعشق هذا الكائن الوفي الذي يدعي ( روكس )

( بقاعة الأجتماعات الواسعه - مديرية الأمن )

أجتمع العقيد سامي برجاله لكي يتابع ما التطورات الحديثه في تلك القضيه، وايضا ما يخص قضية البحث عن الضحيه المفقودة.

مجدي بيأس: أكتر من 8 كمائن بمناطق مختلفه وأوقات مختلفه في خلال أسبوع، ومفيش أثر لأي حاجه يافندم

سامي: وأنت ياأمجد. مفيش عندك أي ملحوظات؟

أمجد بنظرات ذابله خاليه من الحياة: معنديش يافندم

سامي مضيقا عينيه: أنا مش عايزكوا تيأسوا يارجاله، خير أن شاء الله

أمجد لاويا شفتيه: ...

مجدي بحده خفيفه: يعني سنين مش عارفين نوصله وتفتكر يافندم دلوقتي هنعرف، ده مش سايب وراه حاجه.

سامي قاطبا جبينه: أنا رجالتي مينفعش ييأسوا، أنتوا سامعين

أمجد بتنهيده: أه سامعين، عن أذنك يافندم

سامي مشيرا بيده: أتفضلوا

- كان جاسر بمكتبه داخل الشركه متفحصا أحد الملفات الهامه أمامه، قطع  تركيزه رنين هاتفه المحمول بنغماته العاليه فترك قلمه الذهبي وأمسك هاتفه  ضاغطا عليه.

جاسر مستندا بظهره على المقعد: أيوه. عملت أيه، يعني عرفت خطيبها يبقي  مين، مين هو، أيه؟، الواد اللي كان في الكمين، الله الله، ماشي، أبقي عدي  على الحسابات خد فلوسك

- أغلق جاسر هاتفه ووضع أحد أصابعه بين أسنانه بتفكير، ثم ضيق عينيه وعلى  ثغره أبتسامه خبيثه ماكره قائلا في نفسه: أنا عايزك تفضل تدور وبردو مش  هتطولها، دي خلاص بقت معايا وتحت أيدي، بقت أسيرتي...



رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الحادي عشر

- كانت لميا جالسه على الاريكة واضعه يدها أسفل وجنتيها ناظره للأمام  بدون أن ترمش. فدلفت سهيله من غرفتها مرتديه ثيابها وممسكه بحقيبتها لتنظر  إلى والدتها بأشفاق، ثم تنهدت بصعوبه وأردفت قائله.

سهيله بخفوت: ماما. قومي أستريحي جوا ياحبيبتي

لميا: مش عايزة

سهيله قاطبه جبينها: مينفعش كده ياحبيبتي، لازم تستريحي.

لميا بتنهيده: عمري ما هستريح وأختك غايبه معرفش عنها حاجه، ولا عارفه بتعمل ايه ولا مين خاطفها ولا ياتري عمل فيها أيه

سهيله بوغزة في قلبها: اا ان شاء الله ميعملش فيها حاجه ياماما

لميا لاويه شفتيها: أمال خاطفها ليه، بيعلمها لعبة الكوتشينه مثلا. ما هو أكيد ناويلها نيه سودا

سهيله قابضه على شفتيها بضيق: ياارب رجعها سليمه يارب وميمسهاش السوء أبدا

لميا بترجي: يااااارب أنت اللي عالم بالحال يارب.

سهيله: أنا هاروح أجيب جدول الأمتحانات بتاعي

لميا محركه رأسها أيجابا: ماشي ياسهيله خلي بالك من نفسك يابنتي

سهيله مقبله رأسها: حاضر ياماما متقلقيش عليا

- ذهبت سهيله لجامعتها وبحثت كثيرا عن صديقتها التي تنتظرها حتى وجدتها.

نورهان محتضناها: اهلا وسهلا ياسولا. وحشاني

سهيله بأابتسامه خفيفه: وأنتي أكتر

نورهان بحزن: قلبي عندك ياحبيبتي، هو مفيش أي أخبار عنها

سهيله بالنفي: لا للأسف.

نورهان مربته على كتفها: ربنا يرجعها بالسلامه أن شاء الله

سهيله: يارب

نورهان: طب تعالي ناخد الجدول عشان بيقولو فاضل أسبوعين على الفاينال

سهيله بخطوات بطيئه: أوكي يلا

- كادت تنصرف ولكن قطع طريقها ذلك الكائن الغير محبب إلى قلبها، فذفرت بضيق ووضعت يديها على جبهتا تتحسسها برفق ثم أردفت قائله

سهيله ببرود: خير يا سامر

سامر باأبتسامه واسعه: أبدا، وحشتيني بس. وأول ما عرفت أنك هنا جيت فوريره.

سهيله قاطبه جبينها: بجد!؟ طيب عن أذنك

سامر واقفا أمامها: أستني بس رايحه فين

نورهان بحده: من فضلك ياأستاذ سامر بقي ميصحش كده، سيبنا نشوف اللي ورانا

سامر ملوحا بيده: روحي أنتي عشان عايز سهيله في حاجه

سهيله بضيق: مفيش بينا حاجه عشان نتكلم فيها

سامر بخبث: أصلي كنت عايز أقدملك خدمه في موضوع أختك المختفيه

سهيله بلهفه: اا اختي، اانت تعرف تعمل حاجه بجد.

سامر بمكر: أكيد، أخويا ليه معارف كتير في الداخليه ويقدر يتصرف

سهيله وقد لمعت عيناها: اا اا ط طب هو يقدر يي يعمل أيه

سامر باأبتسامه واسعه: طب تعالي نشرب حاجه في الكافيتريا ونتكلم بدل الوقفه دي

نورهان بتذمر: سامر أنت بتستغل الظروف لصالحك

سامر عاقدا حاجبيه: أنا! لا أبدا بس الوقفه كده مش حلوة وانا عايز أعرف منها كل اللي حصل عشان أحكي لعيسي أخويا

سهيله بدون تردد: طب أنا موافقه، بس هو المرة دي وبس.

نورهان محدقه: سس سهيله!

سهيله: مقدرش يانور أسيب إي خيط ولو صغير من غير ما أمسك فيه.

- على وجه سامر أبتسامه خبيثه وشعر بنشوة الأنتصار عليها أخيرا، فلقد  سقطت بالفخ الذي صنعه له بأسم أختها المفقودة وأوهمها أن أخيه سوف يقوم  بأعادتها له. أصطحبها إلى المقهي الخاص بالجامعه وجلسا لكي تسرد عليه ما  حدث، بينما رأهم أصدقاء السوء فقاموا بتلثين الكلمات عليهم خاصه وأنهم  يعلمون ما مدي كرهها له، فكيف تبدلت الأوضاع هكذا وقبلت بجلوسهما منفردين.

سهيله بتنهيدة: بس كده ده اللي حصل.

سامر واضعا يده على كفها: طب أهدي يا سوو، وانا هعمل إي حاجه عشان أختك ترجع لحضنك

سهيله ساحبه يدها بسرعه: سامر لو سمحت أنا مش بحب الأسلوب ده و...

سامر مشيرا بيده: بس بس خلاص انا أسف، كل الحكاية اني عايز أطمنك لأني مقدرش أسيبك تشيلي الهموم لوحدك

سهيله مديره رأسها للجهه الاخري: شكرا. لو فعلا هتقدر تعمل حاجه أبقي بلغني، غير كده يبقي متتعبش نفسك

سامر: اكيد هاقدر أوصل لحاجه، بب بس ممكن رقم موبايلك.

سهيله مضيقه عينيها: أفندم!؟

سامر مبررا طلبه: يعني عايز أبلغك بالاخبار ولو عيسي حب يستفسر عن حاجه،  وبعدين الامتحانات بعد اسبوعين ومفيش محاضرات تاني يعني مش هاشوفك

سهيله بتفكير: لا مينفعش

سامر بضيق: أمال هوصلك أزاي

سهيله بخبث: هات رقمك وأنا اللي هابقي أتصل بيك

سامر محدقا: وأيه الفرق

سهيله رافعه أحدي حاجبيها: الفرق أني هاجيب خط جديد وأكلمك منه وبعد كده هاقفله

سامر في نفسه: أه يابنت اللئيمه. ده أنتي داهيه.

سهيله: ها. هاتديني الرقم ولا أمشي

سامر باأبتسامه مصطنعه: اه طبعا. أتفضلي الكارت أهو

( أعطاها كارت ورقي صغير مدون عليه أرقامه والحساب الخاص به على مواقع  التواصل الأجتماعي. فوضعته بحقيبتها الصغيرة وأنصرفت على الفور دون أن تلقي  عليه السلام، مما تسبب في أغاظته وأثارة حنقه )

سامر بخفوت جاززا على اسنانه: أنتي بتصيعي عليا أنا وعامله نفسك بتفهمي أوي، ماشي يا، يا سوو هيجي يوم وتبقي تحت رحمتي أكيد.

- كانت آسيل قابعه في مكانها على الأريكه الكحلية القاتمه المقابله  للشرفه، حيث أسندت رأسها على مرفقها المسند على ظهر الأريكه فشعرت بحركة  المقبض ينفتح، لوت شفتيها بأمتغاض. فدلفت إليها كاثرين ممسكه بحامل الطعام  الذي يحمل العديد من الأطباق الشهيه والمتعددة، ثم وضعتها على الطاوله  وأقتربت منها بهدوء فمسدت على ذراعها برفق هاتفه بنبرة رخيمه

كاثرين: أتمني أن تتناولي طعامك كاملا اليوم.

آسيل باأقتضاب: شكرا مش عاوزه

كاثرين: سيدتي الصغيرة لا يجوز ما تفعلينه بكي، فلقد بدأ وزنك بالنقصان بصورة واضحه

آسيل قاطبه جبينها: أنتي أصلك ايه؟ قصدي منين يعني

كاثرين باأبتسامه عفويه: ترجع أصولي لليونان بلد الأغريق، ولكن قضيت أغلب العمر بأراضي البلاد العربيه. لذلك أتحدث العربيه بطلاقه

آسيل: اها

كاثرين مشيرة بيدها للطعام: هل أحضر لكي طاولة الطعام هنا بالقرب من الشرفه.

آسيل بتهكم لاويه شفتيها: شرفه! هي فين الشرفه دي ما هو اللي منه لله  قافل كل حاجه في وشي ربنا ينتقم منه وأشوفه متعلق في حبل المشنقه و...

كاثرين مقاطعه بضيق: سيدتي الصغيره، أتمني أن تتحكمي بلجام لسانك أكثر من  ذلك، فأن سيدي الشاب حاد الطباع غليظ التعامل وأخشي عليكي من تصرفه ضدك أذا  أستمع تلك الكلمات منكي

آسيل بحده: هيعمل أيه يعني أكتر من اللي عمله، مش كفايه الحبسه اللي أنا فيها هنا.

كاثرين فاركه يدها بقلق: كوني حريصه في تعاملك معه فأن سيدي ي...

( لم تستكمل كاثرين كلمتها حيث قاطعها صوت جاسر الجهوري الصارم هاتفا بأسمها، فهرولت إليه بسرعه ودلفت للخارج لتلبية نداءه المتكرر )

كاثرين: أمرك سيدي

جاسر عاقدا حاجبيه بتزمجر: بتعملي ايه جوه!؟

كاثرين: هذا موعد الغداء، فأعددت وجبة غذائيه لأجلها ودلفت للداخل لكي تتناولها

جاسر واضعا يده في جيب بنطاله: وكلت؟!

كاثرين قابضه على شفتيها: لا ياسيدي.

جاسر بصوت أجش: عنها ما كلت. روحي شوفي شغلك وأنت أقفل الباب ده كويس

الحارس: حاضر ياباشا

كاثرين: ...

- أستمعت آسيل لحديثه عنها فعقدت حاجبيها بضيق وجزت على أسنانها وأردفت قائله: أنسان غبي!

- نظرت بعينيها صوب الطعام الموضوع على الطاولة وألتهمته بعينيها حيث  كانت تتضور جوعا وتتلوي معدتها لأشتهاء الطعام. فلقد كانت أسيل رافضه  الطعام طيلة الأيام الماضية وظلت مكتفيه بعدة لقيمات صغيره حتى لا يظهر  أنها تناولت منه، أتجهت صوب الطعام وظلت تلتقط اللقيمات الصغيرة لتلتهمها  بين فكيها بشراهه ولم تكتف بهذا القدر القليل فأزداد عدد اللقيمات التي  تناولتها عن كل مرة، وفجأة توقف فمها عن مضغ الطعام وعلقت اللقيمه بحلقها  عندما أستمعت لمقبض الباب الفضي ينفتح. حيث دلف جاسر آليها بحده ونظر إليها  بتهكم.

جاسر هاتفا: لما أنتي جعانه بتكابري ليه!؟

آسيل مبتلعه بصعوبه: اا آ آ كح كح كح آ

جاسر مشيرا لها بيده لتتوقف: بس بس متكلميش. كملي اكلك

- قالها ودلف للخارج بخطوات سريعه ثم صفع الباب بقوة أنتفضت على أثرها، فأبتلعت الطعام ثم هتفت قائله

آسيل بحنق شديد: والله ماانا مكمله طغح، كتك الأرف سديت نفسي.

- كان أمجد داخل مكتبه بالأدارة واقفا أمام ذلك الشباك الخشبي الصغير واضعا يده في جيب بنطاله، فألتفت لمجدي وهو يهتف قائلا.

أمجد بتفكير: ما هو مفيش غير سببين يخلو الليث يعمل كده، اول واحد أنه  يكون حس أن آسيل قربت توصل لهويته وساعتها طبعا هتكشفه لينا فاأضطر يخطفها  قبل ما توصل وفي الحاله دي عمره ما هيرجعها بأرادته لانها هتكون كشفته  فعلا. والسبب التاني يكون انتقام مني انا عشان بدور وراه وساعتها برده مش  هيرجعها.

مجدي حاككا رأسه بتفكير: أنا برجح الفكره الأولي، لانه لو عايز ينتقم  كان خلص عليك ومكنش هيفكر حتي. السؤال هنا بقي ياتري أيه اللي وصلتله آسيل  أو عملت أيه يخليه يشك ويقلق منها

أمجد وقد لمعت عيناه فجأه: شركة النور. أنا لازم أروح لصاحب شركة النور هو ده اللي عنده المفتاح

مجدي بنبره جادة: معاك ياصاحبي.

- ألتزم جاسر مقعدة الوثير بغرفة المكتب، أسند رأسه على ظهر مقعده وظل  يطرق طرقات خفيفه بقلمه الفضي على سطح مكتبه الخشبي الزان. حتى أستمع  لطرقات على خافته على باب مكتبه فأعتدل في جلسته مستندا بمرفقيه على سطح  المكتب بينما خطي عيسي بخطوات ثابته صوب المقعد المقابل له

عيسي بنبرة جاده: اول ما طلبتني خلصت شغل وجيتلك

جاسر ممرا بأصابعه بين خصلات شعره الغزير: الرجاله خلصوا شغل في البضاعه اللي جت.

عيسي حاككا رأسه: خلصنا نص الكميه وبعد ما صفيناها اتعبت وأتوزعت في يومها، ناقص النص التاني

- نهض جاسر عن مقعدة وجلس قبالته قائلا

جاسر بجديه: عايز أفتح مصنع ماس

عيسي فاغرا شفتيه: هاا م ماس

جاسر معتدلا في جلسته: آه ماس، انا عملت دراسه للفكره وداخله دماغي أوي. وقررت كمان أن المصنع هيكون في البرازيل

عيسي محدقا بصدمه: ايه ايه ايه، مالك داخل سخن كده ليه. لزومها أيه اصلا نشتغل في الألماظ.

جاسر بثقه: فلوسه تضرب اي فلوس شغل تاني

عيسي لاويا شفتيه: وهو أحنا ناقصين ياليث

جاسر مداعبا أصابع يده: الفكره مش عشان الفلوس بس، الحكايه عجباني

عيسي بتهكم: وأشمعنا البرازيل

جاسر بأبتسامه من زاوية فمه: عشان أرض البرازيل كلها الماظ، يعني من الدول الاولي اللي بتصدره

عيسي بسخريه: وياتري هتعيش في البرازيل على طول

جاسر رافعا حاجبيه: مين قالك اني هسافر! ده أنت اللي هتابع الموضوع تحت أشرافي.

عيسي محملقا بصدمه: اا ا انا! أنت بتهزر

جاسر مضيقا عينيه: من أمتي بهزر في الشغل!؟

عيسي بحده: وانا أستحاله ا...

( قطع حديثه رنين هاتفه بصوت صاخب ليعلن عن أتصال من أخيه الأصغر، فذفر بضيق وضغط للأيجاب باأمتغاض )

عيسي باأقتضاب: خير ياسامر، عمال تتصل من الصبح وانا مش فاضيلك

سامر بمرح: معلش ياعيسوي عايزك في موضوع مهم

عيسي بحده: لم لسانك، وبعدين موضوع أيه ده اللي مش عارف تستني لحد ما أرجع عشان تقوله.

سامر: عايزك في خدمه كده تعملهالي، بس مش هينفع أحكيلك في التليفون

عيسي بغضب: ولما هو مينفعش في التليفون، قارفني من الصبح بأتصالاتك ليه

سامر ببرود: عشان أستعجلك الموضوع ميستناش

عيسي قابضا على شفتيه: ماشي هاجيلك. سلام

- أغلق الهاتف على الفور وهب من مكانه واقفا وهتف قائلا

عيسي بجديه: أسمع ياليث، انا مش هعيش في البرازيل ولا هلخبط حياتي و...

جاسر بحده: مين قالك يابني أدم هتعيش في البرازيل، انت هتسافر تأدي مهمه معينه وترجع

عيسي بعد أهتمام: متفرقش كتير، انا بصراحه مش فايق للمناقشه النهارده. هامشي ونتكلم وقت تاني

جاسر ناهضا من مكانه بتشنج: انا برده شايف، كده أحسن أعصابك فالته منك النهارده ومش عايز احاسبك على ده

عيسي موليه ظهره، وأردف متهكما: كتر خيرك. سلام.

- صعد جاسر للطابق الأعلي، والذي يعلو الطابق الأول بعدة خطوات. جلس  بالشرفه المظلمة التي تكمن بداخل غرفه فارغه، حيث داعبت نسمات الهواء  البارده بشرته القمحية وشعر بالهدوء والسكينه تجتاح كيانه الغامض.

بينما كان الحارس الخاص بغرفة آسيل يرتشف بعض قطرات الشاي الساخن أستمع  لأصوات صارخه مدويه من داخل غرفتها. فأسرع بأدارة مقبض الباب وفتحه على  مصرعيه ليجدها ملقاه أرضا وممسكه معدتها بقبضتي يدها وما زالت تصرخ وتتأوه  من الالم، فأردف الحارس بفزع هاتفا

الحارس بفزع: في أيه مالك ياست أنتي

آسيل بصراخ: اااااااه ااه بطني مش قادرة، معدتي بتتقطع من جوا اااااااه الحقني ابوس ايدك شوفلي دكتور ولا أي حد اااااي.

الحارس مهرولا للخارج: ثواني أشوف الباشا فين ييجي بسرعه يشوفك

آسيل بتألم: اااااه.

- ما أن دلف الحارس للخارج مهرولا حتى نهضت آسيل عن جلستها تلك وأطلت  برأسها خارج الغرفه لتري ما أن كان المكان آمنا لها للهروب من براثن ذلك  الرجل. ثم أنطلقت بخطوات سريعه للأسفل، بينما صعد الحارس سريعا للطابق  الأعلي ليخبر جاسر بما حدث فقطع عليه تلك الخلوة الهادئه التي صنعها لنفسه،  وعندما قص عليه الحارس ضيق عينيه وشعر بريبه في الأمر فأنطلق للأسفل  بخطوات متعجله ودلف للغرفه ولكنه لم يجدها. ثارت ثائرته وجاب الغرفه ذهابا  وأيابا وهو يصيح فيه بأصوات صارخه لأنه ضرب بأوامر سيده عرض الحائط وترك  مكانه.

جاسر بنبرة ثائرة وصوت أجش وهو ممسكا بياقته: هي فين اللي بتصرخ وبتتلوي  من الوجع ياافندي، حتت بت زي دي مفعوصه تديك انت يابو طول وعرض على قفاك

الحارس بنبرة مرتجفه: وو و يي ياباشا وا والله كانت هنا وو و

جاسر دافعا أياه بقوة: غووووور من وشي ياحيوان

- خطي جاسر بقدميه بسرعه هابطا للأسفل عبر الدرج الرخامي وأنطلق نحو مدخل القصر ووقف هاتفا لرجاله، حتى حضروا إليه مهرولين

الحارس 1: أأمر ياباشا.

جاسر بنبره عميقه: البوابه تتقفل حالا وكل مداخل القصر تتأمن، البت دي لو خرجت من القصر فيها رقابيكوا كلكوا

الحارس 2 بقلق: حاضر ياباشا

جاسر ملوحا بيده بحده: غورو من وشي

كاثرين مرتجفه بشده: سس سيدي لا تقلق، لم يمر على أختفائها الكثير

جاسر ملتفتا إليها بحده: روحي شوفيها جوه

كاثرين دالفه للداخل: أمرك.

- دلف جاسر للداخل يعتريه الغضب الشديد وسيطر عليه حالة من العصبيه  المفرطه وظل يجوب ساحة القصر يفكر بنفس طريقه تفكيرها حتى يستطيع معرفه  المكان الذي قد تلجأ إليه هربا منه. حتى لمعت عيناه بفكره وجد أنها هي التي  ستكشف له مكانها

جاسر هاتفا بنبره عميقه: كاااااااثرين. هاتي روكس بسرعه

كاثرين محدقه: رر روكس! أمرك.

- ذهبت كاثرين بخطي سريعه للخارج لأحضار ( روكس ) وعادت به تسحبه خلفها  من لجامه ( سلسلته الفضيه ) وأعطت لجامه لجاسر، ألتقطه جاسر وصعد به  لغرفتها سريعا وظل يبحث بعينيه الثاقبتين حتى وجد ( أيشاربا صغيرا ) من  اللون الوردي ملقي على الأرضيه بجوار الفراش، كانت ترتديه آسيل حول عنقها  عندما قام باأختطافها. فأقترب منه وأمسكه بيده ثم قربه من أنف روكس حتى  يشتم رائحته بعمق، فظل يصيح وينبح فتركه جاسر لينطلق للأسفل، ظل روكس يركض  بساحه القصر ويشتم بأنفه الثاقبه آثر رائحة ( الأيشارب ) حتى خطي بقدمه نحو  أسفل الدرج حيث يوجد بأسفله مكان فارغا أختبئت هي به ظنا منها أنها سوف  تهرب بعد أن يتناسي أمرها، ولكن كشف روكس عن ذلك المكان. وعندما وجدها ظل  ينبح بصوتا عاليا وأمسك طرف تنورتها بأسنانه ليجذبها إليه فصرخت عاليا بصوت  مدوي خوفا من ذلك الكائن المغطي بفراء أسود كاحل، بينما ركض جاسر ناحيته  قبل أن يمسها بسوء رغما عنه وهتف بأسمه مناديا عليه ليتوقف عن جذبها ثم  أتجه صوبها.

جاسر بصوت آجش: رووووكس، تعالي هنا. أنتي بقي عايزة تهربي ياعصفورة

آسيل برعب: لا لل لا. اا إإآ أبعد البتاع ده عني

جاسر ممسكا بلجام روكس: أخرجي من عندك حالا

آسيل بخوف زائد: طب أبعد من هنا أنت والزفت ده

روكس بنباح: هووو هوو هو هوووووو

جاسر قابضا على اللجام: أهدا ياروكس. أطلعي من عندك بقول.

- تقدمت آسيل بتأني زاحفه على الأرضيه الرخاميه وبعد أن أبتعدت عن الدرج  أستندت على ركبتيها لكي تقف قبالته، كادت تتحرك ولكن بادرها جاسر هاتفا  بلهجه آمره

جاسر بتوعد: والله لو أتحركتي من مكانك لأكون مسيب عليكي الكلب يقطعك

آسيل بأنتفاض: لاااا الكلب لا.

- لمعت عيناه عندما أكتشف نقطة ضعف أخري لديها فأشار لأحد رجاله كي  يصطحب روكس لمضجعه بينما أمسك هو بذراعيها بقبضته الصلبه ورفعها من على  الأرض حتى أصبحت لا تلامس قدماها الأرضيه وهتف لها وهو يصر على أسنانه  بقوة.

جاسر بنبره عميقه: أنتي متعرفيش أن أسري بقي أجباري عليكي وهتفضلي فيه لحد ماأنا أقول خلاص

آسيل مرتعده من هيئته المخيفه: اا ا انا انا...

جاسر مضيقا عينيه: أنتي أيه ياأسيرتي؟! فاكره أنك ذكيه!

آسيل مستجمعه رباطة جأشها: أوعي أيدك من عليا، نزلني اااااي

جاسر قتبضا على ذراعها بقوة: لا

آسيل بتلوي: اااه دراعاتي ااااي سيبني بقي

جاسر هاتفا بقوة: كاثرررررررررررين

آسيل بأنتفاضه: هاااااا

جاسر بصوتا خافتا وعيون مترقبه كالصقر: أنا معنديش صبر، وقربت أقفل منك خالص وساعتها متلومنيش على اللي هعمله معاكي

كاثرين: أمرك سيدي؟

جاسر تاركا لذراعها بحده: خدي العصفورة على فوق

كاثرين ممسكه بها: أمرك.

- أصطحبتها كاثرين للأعلي بينما كانت آسيل تلعن حظها العسير ومحاولتها  التي باءت بالفشل للمرة الثانيه، وبعد أن لمحها جاسر وهي تدلف لداخل غرفتها  هتف بأسم أحد حراسه حتى لبي نداءه وحضر على الفور

الحارس: أيوة معاليك

جاسر مشيرا بأصبعه: شايف الباب اللي فوق ده؟ عايزك 24 ساعه قدامه متطلعش منه مخلوق

الحارس مومأ رأسه أيجابا: حاضر معالي الباشا.

جاسر قابضا على شفتيه بقوة: والحيوان اللي كان واقف هنا يسيب الحراسه في قصري حالا، أنقلوه على الجراج

الحارس محركا رأسه: حاضر ياباشا

جاسر ملوحا بيده: أمشي من هنا

- مسد على رأسه بهدوء وتنهد بحرارة وأرتياح بعد أن تأكد من وجودها بحوزته،  دلف لمكتبه وبعد أن جلس على الاريكه الجلديه بجانب المكتب على رنين هاتفه  بنغماته العاليه والصاخبه فنظر لشاشة هاتفه لاويا شفتيه ثم ضغط عليه  للأيجاب

جاسر بتأفف: أيوة.

: ليث. في قوة دلوقتي جايه تفتش البيت عندك

جاسر مضيقا عينيه: أنت بتقول أيه؟!

: بقولك أمشي من عندك فورا وأتصرف في البت اللي معاك حالا عشان في قوة جايه تفتش

جاسر بلهجه متوعده ومتربصه: وماله؟! يشرفوا...


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله  من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع