رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل الخاتمه السادسة بقلم اسماء عبدالهادي
رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل الخاتمه السادسة بقلم اسماء عبدالهادي
السادس
ليتك كنت سندي
ظلت تركض بدون أي وجهة تكاد لا ترى من فرط دموعها وما إن شعرت أنها ابتعدت وقد تضل الطريق فعادت أدراجها لتجلس إلى مقعد على الطريق في مقالبة المشفى ..تركت لأعينها العنان لتطلق دمعات بائسة على حالها الذى كلما حاول أن يتحسن فسرعان ما يأتي شىء يعكر صفوه وهدوءه ولا تدرك أنها هكذا هي الحياة لا تأتي على هوى أحد منا ولابد ان نعيشها بحلوها ومرها ومع الصبر يبدلنا الله المر بجميل فضله وكرمه
أخذت تتسائل وتعاتبه في نفسها
_ليه يا آدم ليه عملت فيا كدا ... ليه خلتني أحبك واتعلق بيك بالشكل ده ... وليه اتجوزتني من أصله ما انا كنت قاعدة وقافلة على قلبي وعمري ما فقتحته لراجل قبلك يبقى ليه تخليني أفتحه وتتربع انتى وبس على عرشه طالما انك عايز في الآخر تتجوزني لمجرد شفقة وعطف ... لو كنت طلبت مني أربي أيسل مش هتأخر عنها أبدا بس مكنتش عملت اللي عملته ده أبدا... طب هعمل ايه وهخرجك من قلبي ازاي وانت خلاص شغلت قلبي وكياني وتفكيري .. ليه كدا بس يا آدم حرام عليك.. انا مستاهلش منك كل ده
بكت وبكت إلى أن تعبت من البكاء وجفت دمووعها لا تدري كم الوقت مر عليها وهي على تلك الحال ولم تفق إلا على اتصال آدم بها .. انتبهت لصوت رنين هاتفها فامسكته لتجده هو ... نظرت إلى اسمه المزين لشاشتها بعتاب وكأنها تؤنبه على ما فعله بقلبها وأنها لا تستحق كل هذا منه .. ترددت قليلا قبل أن تجيب لكنها بالاخير أجابت بعد أن قررت ألا تبين له أي شىء لكن هناك ندبة في قلبها لن تندمل أبدا وستجعل نظرتها ومعاملتها له تختلف كليا
أجابت بخفوت وسط شقهاتها
_ألو
ليأتيها صوته القلق
_رهف انتي فين .. قلبت المستشفى عليكي مش موجودة.. روحتي فين ؟
_أنا برا المستشفى يا آدم
_ايه!! وليه خرجتي من غير ما تعرفيني علشان مقلقش عليكي .. وصوتك فيه ايه انتي كويسة!!!
_لا يا آدم تعبانة فجأة اتخنقت فجيت أغير جو برا
_يا حبيبتي طب انتي فين أنا جايلك حالا
_برا قدام المستشفى ياريت تيجي علشان تروحني مش قادرة
وبسرعة البرق كان آدم آمام رهف وما ان رأها على تلك الحال وأعينها المنتفختان حتى ران قلبه لحالها وضمها إلى صدره بحب وخوف
_رهف ... مالك بس يا حبيبتي ألف سلامة عليكي
تنهدت رهف بغصة وقفت في حلقها كانت تتمنى ان كان ذاك العناق الحاني حقيقيا وليس مجرد رأفة وشفقة على حالها.. تتمنى لو كان يبادلها نفس الحب ونفس الشعور ... صحيح أنه يعاملها معاملة حسنة لكنها كانت تطمع في المزيد تطبع بالحب أسمى علاقة في الوجود
أغمضت أعينها بتعب
لتجده يحملها ليدلف بها ثانية للمشفى ليطمأن عليها
لتصرخ هي بتعب فلقد كرهت ان تعود لؤلائك النسوة ثانية او ان تراهم
_لا يا آدم مش عايزة المستشفى رجعني البيت ارجوك
_حبيبتي هطمن عليكي .. هشوف الضغط عامل ايه وبعدين نرجع البيت
_لا لا مش عايزة روحني ارجوك
_حاضر زي ما تحبي.
أجلسها برفق بداخل السيارة والتفت ليجلس جوارها
أسند رأسها على كتفه وأحاطها بذراعه والذراع الاخرى كان يقود السيارة
هتف بقلق
_ممكن أعرف ايه اللي حصل وليه تعبتي بالشكل المفاجىء ده
هتفت وهي تتحاشي النظر اليه
_ارجوك يا آدم أنا مش قادرة اتكلم دلوقتي
تفهم آدم أنها متعبة فتركها ترتاح
وصل إلى شقته فحملها وأدخلها بنفسه لفراشها ودثرها به جيدا ... كانت ترى تلك المعاملة الحانية وتكاد تتمزق من الداخل كلما تدرك أنها ليست إلا إحسان منه وفضل حاولت ألا تبكي أمامه حتى لا يلحظ ويكثر اسئلته التي لن تجيب على أي منها
تركها مغادرا الغرفة قاصدا لغرفة مكتبه
_هروح أجيب جهاز الضغط من اوضة المكتب
ما ان غادر حتى سمحت لتلك الدمعة الحارة لتسقط على وجنتها لترثي حالها البائس
قدم اليها ليلحظ أنها كانت تبكي ليتأكد أنه ثمة شىء حدث لا يعرفه وهي لا تريد أن تخبره بها الآن فتركها ولم يسأل لعل ما ان ترتاح تحكي وحدها
فحص الضغط ليجده جيدا ومن ثم مد يده نحو ناصيتها ليتفقد حرارتها ليجدها جيده فطبع قبلة على جبينها بحنان بالغ فكيف لا وهو آدم ذلك الرجل صاحب القلب الطيب والحاني
_الحمد لله انتي كويسة ... ارتاحي يا روحي ولما تصحي نتكلم ونشوف ايه اللي حصل بالظبط... هروح أنادي على سها تقعد معاكي لإني لازم أرجع المستشفى تاني
هتفت وهي مغمضة أعينها
_أنا هنام مش محتاجة حد معايا . ..سيب سها أكيد مشغولة مع أيسل
_لا مش هينفع اسيبك لوحدك بالحالة دي .. أنا هخليها تطمن عليكي من فترة للتانية
لم تجادله رهف ولم تجد القدرة على ذلك ليمسد هو بأسف على حالها ويذهب ليتابع عمله على أمل أن يعود ليجدها أفضل حالا.
أما هي فأجهشت في البكاء مرة أخرى تبكي على أطلال حبها الذي ضاع هباءا ولم يجد مقابلا له سوى الشفقة والإحسان
جاءت سها للاطمئنان عليها فادعت رهف النوم وغطت وجهها بالملاءة حتى لا ترى دمعاتها تلك
وما ان ترحل سها بعد ان تظن أن رهف نائمة حتى تبدأ رهف في البكاء من جديد.. لأول مرة تجرب إحساس الحب ولأول مرة تذوق لوعته وحرقته.
____
أسماء عبد الهادي
دلف إلى الداخل يحمل ملفا يريد أن يعرضه على مديره .. ألقى السلام دون أن ينظر أمامه بل كان بصره معلقا على الملف في يده توجه مباشرة تجاة مكتب المدير ليطرقه ويدلف فهو تحديدا مخول له ان يدخل للمدير بدون إذن مسبق
_السلام عليكم
ليجد الجواب
_وعليكم السلام .. ازي حضرتك يا باشمهندس
استغرب صوتها فهو صوت مألوف لديه ..لكن كيف أهي عادت من سفرها التفت برأسه ليرى صاحبه الصوت فوجدها هي ليبتسم تلقائيا وهو يرد بقلب منشرح
_ملك !! اا قصدي أنسة ملك معقول جيتي من السفر !!
ابتسمت ابتسامة هادئة لترد على دهشته
_اه جيت تاني يوم علطول
_غريبة أنا قلت هتطولي هناك لما لقيت السكرتيرة الجديدة
_ انا كنت متفقة مع أستاذة حكمت علشان تحل مكاني اليوم ده علشان أحمد بيه شغله ميتعطلش
_جميل اوي .. حمدا لله على السلامة
_الله يسلمك يا باشمهندش
ليضحك هو بسعادة لا يدري مصدرها
_انتي متأكدة انك ملك!! قصدي أنسة ملك ...يعني متعود منك على التكشيرة والردود المقتضبة
لتعبس هي بوجهها ..ليهتف مسرعا
_لااا ..كنا ماشين كويس الأول انا فكرتك ولا ايه ؟
لتشير هي له بيدها لكي يدلف للمدير قائلة بجدية
_اتفضل يا باشمهندس شوف شغلك
ليهتف مبتسما
_تمام وحمدا لله على السلامة ..نورتي مكتبك
_شكرا
التفت أحمد مرة أخرى ليطرق الباب ويدلف للداخل .. لكن كان بداخله شعور غريب لا يدري من أين منبعه ... شعور لم يتولد إلا عندما رآها .. ظل بعده طوال اليوم مرحا متفائلا
__
أسماء عبد الهادي
عاد من عمله ليجد أخته قد أنهت إعداد الطعام وتجلس في ردهة البيت تلاعب الصغيرة أيسل فاقترب منهما ملاطفا إياهم، ومستقبلا صغيرته بقبلات متفرقة في أنحاء وجهها
ومن ثم سأل سها عن أخبار رهف
_ها يا سها رهف عاملة ايه دلوقتي
_مش عارفة يا آدم ...أنت من وقت ما مشيت وهيه نايمة كل لما ادخل اطمن عليها ألاقيها نايمة فبطلع وأسيبها ترتاح.
شعر آدم بالقلق حيال الأمر لكنه ابتسم لأخته
_هدخل أشوفها دلوقتي متقلقيش .
نهضت هي لتصعد لشقتها بالأعلى
_تمام .. هطلع أنا أجهز لماهر الغدا ده معاد رجوعه من الجيم .. انا حضرت لكم كمان الأكل عارفة أن رهف من هتقدر تعمله النهاردة .. بالهنا والشفا على قلبكم يا آدم
أمسك أدم رأسه مقبلا إياها
_متحرمش منك يا سها .. تعابينك معانا
ضحكت هي بمرح
_تعب ايه بس ده انت اخويا وهيه أختي يبقى تعب ازاي قولي
_حبيبة قلبي ربنا يخليكي لينا كلنا
فجأة شعرت سها بالدوار ورغبة عارمة في التقيؤ فابتعدت عن أخيها على الفور وركضت سريعا إلى المرحاض لتخرج ما بجوفها
كل ذلك وسط دهشة آدم وتعجبه من الامر وما ان رآها تخرج من المرحاض وتحاول أن تتحكم في اتزانها مستندة على الحائط حتى اسرع اليها وأسندها بيده وهو يسألها بقلق
_مالك يا سها... ايه حكايتكم النهاردة .. حاسة بإية يا حبيبتي
أمسكت سها ببطنها وهتفت بتعب
_مش عارفة يا آدم أنا كنت كويسة فجأة حسيت نفسي غامة عليا والدنيا بتلف بيا ... هطلع شقتي ارتاح وهبقى كويسة بإذن الله
بدون تردد حملها أخيها كي يصعد بها لأعلى
_خليني أساعدك
شعرت هي بالحرج فلم يحملها أخيها منذ فترة طويلة
_نزلني يا آدم .. متتعبش نفسك أنا هقدر اطلع
ضحك هو قائلا بمرح
_محروجة من اخوكي !! بقا كدا طب محدش هيطلعك شقتك غيري
ابتسمت له بامتنان
_مش عايزة اتعبك انت لسه راجع من شغلك واكيد مرهق
ليتجاهل آدم حديثها ويقول لابنته
_أيسل حبيبتي استني هنا هطلع اودي عمتو فوق وارجعلك
أجابته الصغيرة بضحكة بينما تشير بدميتها نحو عمها
_ عمتو صغيرة بابا شيلها
ضحك آدم هو الآخر
_اه شوفتي !..خليكي هنا اوعي تخرجي اتفقنا !!
_اتفقنا
ما ان فتح آدم الباب ليطل منه حاملا أخته حتى رآه ماهر الذي عاد للتو ويهم بالصعود لشقته وما ان رأى آدم يحمل سها حتى شحب وجهه بقلق
_سها !! في ايه يا آدم سها مالها!!
_مفيش حاجة متخافش ..انزل انت بس هاتلها اختبار من الصيدلية وتعالى
هتف ماهر بعدم فهم
_ها، اختبار ايه ده
ليرمقه آدم باستياء
_بقولك ايه شيل مراتك كدا .. هنزل أنا أجيبه انت لسه هتقف تسأل
ليتلقف ماهر زوجته بين يديه وهو ما زال على جهالته بأمرها
_أنا مش فاهم حاجة هو فيه إيه
_اطلع يا ماهر .. وأنا جاي وراك علطول
أوصد آدم باب شقته من الخارج جيدا لحتى لا تخرج أيسل ثم هبط سريعا للصيدلية
____
قفز ماهر من السعادة عند سماع الخبر
_انا مش مصدق نفسي أخيرا هبقى أب .. ياااه قد ايه إحساس جميل...مبروووك يا أحلى سها في الدنيا دي كلها
قالها وهو يقبل ناصيتها بحب وتأثر
أما ذلك الواقف التي تدمع أعينه فرحة، فأخيرا أخته الوحيدة وابنته التي رباها على يده ستكون أما وسيكون هو خالا.. ياله من شعور لا يوصف
لاحظت سها ذلك فانسلت من بين يدي زوجها واقتربت منه بتأثر
_آدم !!
ليتبسم لها آدم معانقا اياها
_ دي دموع الفرحة .. الف مبروك يا حبيبتي..ربنا يتمملك على خير.. هسيبكم وانزل أنا اطمن على رهف ..خدي بالك من نفسك
قالها وهو يوجه حديثه لماهر
_ماهر خد بالك منها وخليها تتغذى كويس واسبوع كمان وهاتها المركز تتابع مع دكتورة تفيدة ..هترجع من اجازتها بعد اسبوع
_تمام يا آدم ..متحرمش منك .. بس فيها رهف مش باينة مكانش هتفوت حدث زي ده
_رهف تعبانة شوية ممكن تحصل سها هيه كمان
اتسعت ابتسامة ماهر
_بجد ده احلى خبر سمعته..ربنا يقومهم بالسلامة .. هنزلها بالليل وحشتنى اوي بقالي كم يوم مشفتهاش.
____
بالأسفل دلف آدم شقته ليجد ابنته ما زالت تلهو بدميتها فسألها
_إيسو ماما رهف لسه نايمة!!
فهزت رأسها بالإيجاب ليتوجه هو مباشرة نحو غرفتهما
ليجدها بالفعل ما زالت نائمة .في الحقيقة كانت غافلة فلقد تعبت من كثرة البكاء فنامت بارهاق
قرر هو أن يوقظها فهي نامت لفترة طويلة كما انه يريد أن يطمأن عليها ويجعلها تتناول الغداء معهما مد يده ليربت على كتفها بهدوء
_رهف حبيبتي.. اصحي كل ده نوم... يلا يا روح قلبي ... رهف
تململت رهف في الفراش لتستيقظ على صوت آدم يناديها ففتحت أعينها دون ان تنظر اليه .. تفاجىء آدم بأعينها منتفختان للغاية فضمها اليه بلهفة
_مالك بس يا رهف فيه ايه ممكن تحكيلي ليه كنتي بتعيطي!! .. أنا زعلتك في حاجة!! .. كلامي ليكي في المستشفى زعلك!!
هزت راسها يمنة ويسرة بمعنى لا وحاولت ان تبعد رأسها عنه لتقول بخفوت
_مش زعلانة من حاجة يا آدم.. انا بس كنت تعبانة فكان البكا أنسب حل علشان أفك مش أكتر
_رهف انا فحصتك وكنتي كويسة ممكن أعرف ايه سر التعب المفاجىء المصحوب ببكا ده
_مش عارفة يا آدم اتخنقت فجأة .. عادي .. ارجوك كفاية أسئلة
قبل ناصيتها مبتسما
_حاضر .. تعالي نتغدى سها جهزت الأكل من بدري .
ترددت قبل أن تجيبه
_مم.. معلش يا آدم بالهنا انت، أنا مليش نفس
حملها آدم عنوة وهو يقول بإصرار
_لا أنا معنديش الكلام ده .. هتأكلي معايا يعني هتأكلي .. ثم مين اللي هيأكل أيسل .. انتي بتحبي تأكليها بنفسك.
تذكرت رهف قول الممرضات أنه آدم تزوجها لتربية وخدمة ابنته .. فابتلعت غصة مريرة في حلقها هي تحب أيسل كابنتها وترعاها بطيب خاطر منها لكنها لم تتوقع أبدا ان يتزوجها آدم فقط من أجل ابنته .. أجل هم معهم كل الحق .. كيف يترك آدم الطبيبات وينظر لها إلا وله مصلحة من ذلك .. لخدمة الصغيرة فالطبيبات ستكون مشغولات بعملهن ...يالا الأسف يا رهف ألن تجدي من يحبك بقلبه وكيانه يوما ..هل ستظلين تعانين للأبد .. كانت تلك العثرات تبعثر تفكيرها وتصيبها بالتعب والارهاق والحزن
انتبهت لنفسها لتجدها تجلس جوار آدم على المائدة والصغيرة أيسل في المنتصف بينهما
ليقول آدم بمرح
_بعد الأكل هقولك خبر هيفرحك جدا
انتبه آدم الذي كان يضع الطعام في طبق رهف أنها شاردة وليست معهم فحاول تجاهل الأمر وها هو معه الاختبار وسيتأكد من الأمر ربما كل ما تمر به هو شىء طبيعي في مثل تلك الأشهر الأولى من الحمل
لذا ابتسم لها
_يالا يا حبيبتي كلي بالهنا والشفا
طالعته بنرة خالية بائسة ثم تلقائيا بدأت تطعم الصغيرة أيسل دون أن تتناول هي أي شىء بجوفها
ليهتف آدم
_رهف سيبيلي أنا أيسل هأكلها كلي انتي يا حبيبتي .
لكن الحالة التي عليها رهف الآن لم تسمح لها بوضع قطعة طعام واحدة بفمها فاكتفت باطعام الصغيرة دون ان تنظر لآدم ولا أن ترد على كلماته
أنهى آدم طعامه سريعا وانتظرها لأن تنهي اطعام أيسل فلربما تأكل بعدها لكنها لم تفعل وبدأت في إعادة الاطباق الى المطبخ
منعها معترضا طريقها
_سيبيها أنا هدخلها دلوقتي .. بس ممكن اتكلم معاكي الأول
لتحاول هي التهرب من أسئلته
_أنا تعبانة دلوقتي يا آدم .. ممكن ادخل اوضتي!!
أمسكها من يدها وأجلسها جوارها على الاريكة وقال مبتسما
_تعرفي ان سها كانت تعبانة زيك كدا النهاردة واكتشفنا أنها حامل ...سها حامل يا رهف
قائلها بمرح وسعادة معتقدا ان ما تمر به رهف الان ما هي إلا أعراض حمل هي الأخرى
لكنه لم يجد من رهف رد الفعل المتوقع فهو يعرف العلاقة التي تجمعها بأخته ما كانت ستبقى ساكنة هكذا عندما تسمع الخبر كانت لتقفز من الفرحة فور سماعها
لكن ما فعلته رهف ألجم آدم كليا
اكتفت ببسمة صغيرة بالكاد شقت شفتيها
_ماشاء الله الف مبروك ... هطلع أباركلها كمان شوية .
أمسك آدم يدها مصرا لأن يعلم الأمر
_رهف ممكن أعرف مالك .. انتي مش في حالتك الطبيعية أبدا .. طب تعملي الاختبار يمكن كل ده اعراض حمل؟
حركت رهف رأسها بالنفي ونهضت من مكانها
_أنا هروح ارتاح في أوضة أيسل عن إذنك
شيعها بنظراته المحتارة في أمرها وما أكد له أنه ثمة شىء ما أزعجها وآرق قلبها أنها لم تدلف غرفتهما وانما اتجهت لغرفة أيسل ليستنج أنه هنالك ثمة أمر متعلق به يزعجها لحد كبير .. لكن كيف يجعلها تتحدث وهي تغلق على نفسها هكذا
ذهب خلفها فلم يشأ أن يتركها على هذا الحال وحدها أبدا فهي زوجته وحبيبته كيف يتركها حزينة ولا يدري ما بها
جلس على طرف الفراش متحدثا بنبرة لو كانت رهف في حالتها الطبيعية لتأكدت يقينا أنه يحبها بدرجة كبيرة لكنها الآن مغيبة بسبب حزنها فأضفى سحابة سوداء غلفت تفكيرها بالكامل
_رهف أنا مش هقدر أسيبك وانتي في الحالة دي من غير ما أعرف فيكي ايه ..لو زعلانة مني اشكيلي عاتبيني لكن بلاش أشوفك كدا
طالعته بنظرة معاتبة فقلبها يعاتبه ما فعله به لكن خرج صوتها جاد بارد
_مفيش حاجة يا آدم انت ليه مقتنع اني متضايقة قلتلك تعبانة شوية ايه مش من حقي اتعب!!!
تعجب من النبرة التي تحدثه بها ولأمرة مرة لكنه تجاهلها وقال بجدية هو الآخر
_انا بس مش مقتنع انك متضايقة انا متأكد مليون في الماية كمان ان في حاجة حصلت وانتي مخبية عني ... رهف انتي بقيتي قدامي كتاب مفتوح أقدر أعرف انتي امتا زعلانة وإمتا فرحانة ومتحمسة وأنا شايفك دلوقتي منطفية ومتأكد ان في سبب قوي لتصرفك ده .. ممكن أعرفه حتى لو كنت أنا سببه .. هراضيكي صدقيني يا رهف بس مش هقدر أشوفك كدا
_مش عايزة حد يراضيني من فضلك سيبني لوحدي يا آدم
_اهو يعني فعلا متضايقة مني أنا .. طب صارحيني أنا عملت ايه زعلك بالشكل ده ... عامة انا آسف يا ستى حقك عليا أنا متزعليش
قالها وهو يقبل ناصيتها لتبعده بضيق
_لو سمحت أنا محتاجة اقعد لوحدي من فضلك
ابتأس من إصرارها على اختلاق المشكلات رغم انه ابدى استعداده لها بأنه مستعد أن ينهي اي خلاف في التو حتى ولو لم يكن يعرف ما الذي اقترفه لكنه لايريد أن يراها حزينة لكن على ما يبدو انها مصرة على أن تبيت ليلتها بتلك الحالة فرضخ لرغبتها ونهض مبتعدا مغادرا الغرفة لحتى يتركها على حريتها
_ماشي يا رهف هسيبك لما تهدي وبكرة نتكلم.. تصبحي على خير يا حبيبتي ❤️
_____
في اليوم التالي
كان الوضع كما هو عليه مع رهف وآدم لم يعد يعرف ماذا يفعل لها لكن لابد لها ان تتحدث لا أن تصمت هكذا ..لذا فضل أن يذهب إلى عمله وما ان يعود سيتحدث معها بجدية بهذا الشأن فإنه ان تركها على هذا الحال فستسوء صحتها لا محالة
___
لم يكن يريد مديره في شىء لكن رغبة ملحة جعلته يود ان يتوجه الى مكتبها ..وكأن هناك طيف خفي يجره اليها جرا دون ادنى ارداة منه
أخذ يفكر في حجة مناسبة طوال الطريق الى أن وصل الى مكتبها وتسمر واقفا لا يدري ما يقوله
لاحظته يقف عند مدخل المكتب فابتسمت برسمية
_أهلا ياباشمهندس اتفضل .. يادوب تلحق تقابل. المدير لانه عنده معاد مهم برا كمان نص ساعة
وقف أحمد يبتسم كالابلة .. ماذا عساه ان يقول فهو لا يود مقابلة المدير
لذا تنحنح بحرج وهتف مدعيا الجدية
_احم.... طب خلاص هجيله وقت تاني من عايز اعطله
_تمام زي ما حضرتك تحب
_السلام عليكم
_وعليكم السلام
قالها واستدار مغادرا لمكتبه معاتبا نفسه على سخافته
_انت غبي يا احمد كنت رايح تعمل ايه انت هتخيب ولا ايه ..فوق .
أما هي فانكبت هلى عملها بجدية واهتمام مغفلة قلبها بقفل من فولاز لحتى لا ينفتح لأحدهم يوما ما، هي ليست حمل لأي وجع مرة أخرى
____
كان يتناول طعامه بنفس بائسة حزينا على ما يحدث لأخته ولا يدري ما بها
علمت هي الأخرى سر بؤسه فهي أيضا حزينة على ما تمر به صديقتها لكنها متأكدة أن الامر لا يتعلق بآدم فهي تعرفه جيدا قلبه رؤوف لم يؤذي أحدا قط فكيف بزوجته .. لذا تنهدت بقلة حيلة متمنية أن تتحسن حالة رهف وتعود لطبيعتها
__
عاد من عمله ليجد البيت هادئا جدا وكأن لا سكان فيه ... علم ان ابنته بالأعلى مع اخته وأن رهف مازال الوضع معها كما هو عليه
توجه مباشرة نحو الغرفة ليجدها تحتضن قدميها وفي وجهها هم كبير
تنهد مغتاظا من فعلتها وها هو طعامها موضوع على الطاولة لم تقربه ولم تتناول شيئا منذ البارحة
لذا وجب عليه أن يضع حدا حازما لما يحدث
اتجه صوبها مباشرة وجلس على طرف الفراش متحدثا بنبرة حازمة
_وبعدهالك يا رهف .. انتي مبسوطة باللي بتعمليه ده
لم يجد ردا منها ليردف هو حديثه بنبرة لانت بعض الشىء
_ ممكن حبيبتي تقولي فيه ايه بقا ممكن أساعدك .. ولو زعلانة مني قوليلي عاتبيني يارهف بس بطلي سكوتك ده ... إحنا مش اتفقنا على ده وقفلنا الكلام فيه من زمان ..هتعيديه تاني يارهف
رمقته بنظرة باردة منطفئة ومن ثم عاودت النظر امامها مرة أخرى
ليتحدث هو ثانية
_رهف انتي قبل ما يكون في أي علاقة بينا مكنتيش بتخبي عليا أنا حاجة .. سرك الكبير قولتهولي أنا وبس .. جاية دلوقتي بعد ما بقيت اقرب حد ليكي تخبي عليا ؟؟...
طب يا ستي لو زعلانة من زوجك بلاش تحكيلي ... اعتبريني الطبيب المعالج ليكي وفضفضي يارهف مش هينفع كدا
رمقته رهف بنظرات ولكن هذه المرة ترقرقت العبرات بها
ليحثها آدم على أن تتحدث ممسكا يدها
لتهتف هي بتأثر وحزن شديد
_ياريتك ما اتجوزتني يا آدم ...يا ريتك فضلت الدكتور آدم الدكتور النفسي بتاعي ... أنا مش محتاجة لشفقتك ولا عطفك اللي اتجوزتني علشانهم .. ليه يا آدم تعمل فيا كدا حرام عليك
أجفل آدم مكانه لا يصدق ما يسمعه أي حديث هذا الذي تهزي به زوجته
طالعته ببصرها غاضبة ظنا منها أنه تفاجىء بمعرفتها الحقيقة التي يخفيها عنها
لتهتف بغيظ
_متفاجىء اني عرفت الحقيقة مش كدا
ضحك هو بسخافة على سذاجة تفكيرها وهتف ساخرا
_اه وعرفتي الحقيقة دي لوحدك ولا حد لعب في دماغك .؟
ردت هي متسرعة غاضبة
_سمعت الممرضات بتحكي في المستشفى والحمد لله انهم فتحوا عيني على الحقيقة اللي أنا مش واخدة بالي منها ... ليه تعمل فيا كدا أنا قلبي متفتحش لغيرك انت وبس ليه توجعه بالشكل ده .. لو كنت عايز تساعدني ليه مفضلتش زي ما انت تساعدني بحكمك الطبيب بتاعي .. مش مبرر أبدا اللي عملته ...ما انا كنت قاعدة في بيت أهلي كويسة ليه تفتح عيني وقلبي على حاجات بتوجع اوي كدا
ليرد آدم بحنق
_رهف انت بتستهبلي !! انتي بجد مقتنعة انتي اتجوزتك علشان مشفق عليكي وعلى اللي حصلك وبس ... ما تقولي بالمرة اني اتجوزتك علشان تربي بنتي
حركت نفسها بتأكيد ما قاله
_دي للأسف الحقيقة اللي انت متقدرش تنكرها
ليهتف هو مغتاظا
_اه وعلشان كدا بقالك يومين هتموتي نفسك من البكا ومانعة نفسك من الأكل بالطريقة دي وقافلة على نفسك وكل لما أسالك سواء انا او سها او ماهر في ايه تردي ان مفيش حاجة ... بتعيدي السناريو تاني يا رهف ... تاني هتقفلي على حزنك في قلبك ومش هتشاركيه مع حد لحد ما تدمري نفسيا ونعيده من تاني!!! ...
أخفضت رهف رأسها وسمحت لعبراتها بأن تسيل على وجنتها باندفاع
ليهتف آدم بغضب ولأول مرة
_ليه مجتيش تقوليلي عن اللي حصل وتواجهيني باللي سمعتيه علطول ليه اخترتي طريق الحزن والألم
طالعته رهف من بين عبراتها ليهتف بها آدم هادرا بحدة
_انتي مش بتحرمي .. مش هتتعلمي أبدا .
ازدردت رهف ريقها خوفا من تغير ملامحه وحدته التي تراها لأول مرة
لتهتف هي بصوت مختنق
_ آدم أنا عايزة اروح بيتنا ... محتاجة اقعد عند ماما فترة بعد إذنك
لينهض آدم حانقا ..مشيحا بيده بلا مبالاة وموليا ظهره نائيا عنها
_اعملي اللي يريحك ... اجهزي وأنا هوصلك بنفسي لحد الباب
دلف هو المرحاض بعد أن أخذ ملابسه من الخزانة ليبدل ملابس العمل ويرتدي أخرى نظيفة
ليخرج ... ليجدها قد استعدت هي الآخرى فهتف سابقا إياها خارج الغرفة قائلا بجمود شديد
_اتفضلي ..
سارت هي أيضا خلفه بقلب حزين ودون ان تتحدث
ليسيرا معا جنبا إلى جنب في طريقهم لبيت أهلها ولكنهما بعيدين كل البعد عن بعضيهما وكأن يفصل قلوبهما مسافات طويلة و حواجز كثيرة وضعتها رهف في طريق سعادتهما بحماقتها
اوصلها لباب المنزل وقرع الجرس ثم غادر من فوره
لتفتح أمها الباب فتتفاجىء برهف تلقي بنفسها بين ذراعيها وتبكي
فتهتف بقلق
_بنتي حبيبتي فيكي ايه نور عيني
لم ترد عليها رهف وانما استمرت في البكاء فأدخلتها أمها للداخل بعد ان تلفتت يمنة ويسرة تبحث عن آدم فلم تجده معها فأغلقت الباب خلفهما
همت امها لتجلسها على الاريكة لكن رهف أبت وهتفت بخفوت
_ماما أنا محتاجة ادخل أوضتي من فضلك ومش هقدر اتكلم في أي حاجة دلوقتي معلش
أيقنت أمها أنه ثمة مشكلة بينها وبين آدم فأدخلت ابنتها لغرفتها وقررت أن تقص على والدها الأمر ليتدخل بالإصلاح بينهما
يتبع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق