القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عرف صعيدي الفصل الثامن وعشرون والتاسع وعشرون بقلم تسنيم المرشدي

التنقل السريع

    رواية عرف صعيدي الفصل الثامن وعشرون والتاسع وعشرون بقلم تسنيم المرشدي




    رواية عرف صعيدي الفصل الثامن وعشرون والتاسع وعشرون بقلم تسنيم المرشدي




    🌺🌺روايه عرف صعيدي🌺🌺        


       بقلم الكاتبه  ♥ تسنيم المرشدي♥ 


    الفصل الثامن والعشرون

    ( خبر سعيد )

    ______________________________________


    _ وصل مصطفى داعياً ربه بأن تكون الأمور على ما يرام ولم يحدث مكروهاً لها فهو على دراية تامة بسرعة مُهرة الفائقة وإن لم يجيد الفارس قيادتها ستُحدث هوائل


    _ ترجل من سيارته مهروفاً إلى الداخل بخطى غير مستقيمة، إنخلع قلبه حين رأى تجمع العاملين ناهيك عن محاولة سيطرتهم على الجواد الذي يرفض الإستسلام إليهم


    _ بصوت عالٍ صاح فيهم:-

    بعدوا بعدوا


    _ تنحى العمال جانباً لكي يمر مصطفى ويصل إلى زوجته الملقاه أرضاً، صعق حين رآها هامدة لا يصدر منها أي حركة، إنحنى عليها وجلس على ركبيته يتفقد نبضاتها أولاً، أوصد عينيه مع خروج زفيره براحة حين شعر بنبضاتها أسفل أنامله


    _ إنتبه على صوت أحد الرجال وهو يخبره بما فعلوه:-

    إحنا بلغنا المِركز يبعت عربية إسعاف وزمانتها على وصول


    _ اعتدل مصطفى في وقفته وحملها بين ذراعيه مردداً:-

    مهستناش إسعاف أني


    _ ولج بها إلى الخارج فساعده أحد العاملين بفتحه لباب السيارة الخلفي فأسرع مصطفى في وضعها بحذر شديد خشية أن يؤذيها، أغلق الباب وإستقل خلف مقوده وتحرك بالسيارة بأقصى سرعة تمتلكها


    _ كان يترقبها من حين لآخر أثناء تركيزه في القيادة، جذب إنتباهه أنينها الخافت فأوقف السيارة فجاءة وإستدار بجسده نحوها متسائلاً في خوف شديد:-

    ورد، حاسة بإيه؟


    _ بدأ أنينيها في العلو إلى أن تحول إلى صراخ موجوع وهي تهتف بألم:-

    يدي، نار في يدي


    _ تمزق قلبه أشلاء بعد نبرتها الموجوعة تلك، حاول التحلي بالقوة التي خارت تماماً مردداً بعض الكلمات لكي يطمئنها:-

    هنروحوا على المستوصف جوام حاولي تتحملي


    _ حركت رأسها مستنكرة ما يحثها على فعله:-

    ممتحملاش الوجع فوج طاجتي مجدراش


    _ كلماته كانت تقيد مصطفى عن التصرف والتفكير بشكل صحيح، صغى إلى صافرة الإسعاف التي على وشك الإقتراب منه، حمد ربه داخله أن هناك من سيساعده في تلك الورطة التي وقع بها


    _ أوقف السيارة في منتصف الطريق وترجل منها، وقف أمامها وأشار بكلتي يديه جاذباً إنتباه سائق الإسعاف ومن ثم إنتظر مجيئهم إليه، ترجل المسعفين بعدما تأكدوا من هوية مصطفى الذي ساعدهم على وضع ورد على الناقلة الطبية


    _ رافقها في سيارة الإسعاف بعد أن تمم على غلق السيارة، هاتف عسران وأبلغه بتلهف:-

    إيوة يا عسران أني هملت العربية في الحودة اللي على يمين الاسطبل شيع حد ياخدها وياجي على المستوصف جوام


    _ شعر عسران بالقلق حيال نبرته وسأله بتوجس:-

    وااه ايه صوت الإسعاف ديه أنت فيك حاجة؟


    _ أخبره مصطفى بحقيقة الأمر مختصراً حديثه:-

    ديي ورد وجعت من على الحصان


    _ أنهى مصطفى المكالمة بينما طالع عسران المكان من حوله بعينين جاحظة مردداً:-

    يا واجعة سوخة يولاد


    _ أسرع في إبلاغ العمدة ليكن على علم ثم أمر أحد رجاله في إحضار سيارة مصطفى مستعيناً بالمفتاح البديل الذي برفقته


    _ عادت ورد لصراخها متألمة من ذراعها كلما حاولت تحريكه يزداد الألم فيه أضعافاً، طالع مصطفى من هم أمامه وحثهم على فعل شئ بصرامة:-

    إعملوا حاجة منك ليه بدل ما هي عتصرخ أكده


    _ تولي مهمة الرد عليه أحد المسعفين بقوله:-

    كتفها بينه مخلوع وأسلم حل منجايش جنبه


    _ فوجئ مصطفى من تشخصيهم لحالة ورد وتمتم بشفقة:-

    مخلوع!


    _ حاول التحلي بالصبر قدر المستطاع حتى وصلوا إلي المشفي، ترجل برفقة المسعفين وتبعهم للداخل، لم ينجح في الدخول معها في غرفة الطوارئ فقابل رفض تام من قِبل الطبيب، لم يريد خلق مشادة فالوقت ليس مناسباً وفضل المكوث مكانه لحين خروج أحدهم ليطمئنه على وردته..


    _ مرت حوالي عشرة دقائق كأنهم ساعات على مصطفى، وأخيراً ظهر الطبيب من الغرفة وأردف بنبرة عملية أمراً مساعديه:-

    جهزوا العمليات طوالي


    _ صدم مصطفى من ترديده لتلك الكلمة التي خفق لها قلبه رعباً وأسرع في سؤاله بتوجس شديد:-

    واه عمليات ليه يا داكتور ؟


    _ أوضح له الآخر مقصده من الحديث:-

    كتفها مخلوع ولازم لها عملية، بالمناسبة الجنين زين رغم إن حوصل نزيف من أثر الوجعة بس ربنا ستر، فلو سمحت روح عند الاستجبال خلص إجراءات العملية بسرعة عشان ندخلوها جوام


    _ شعر مصطفى لوهلة بأنه أضاع سبيله ولا يعلم طريق العودة، فالأحداث جائت متتالية لم يستوعبها عقله بعد، قطع عليه تشابك أفكاره صوت والده الذي دوى في الأرجاء:-

    مالها ورد يا مصطفى إوعاك تكون عملت لها حاجة


    _ تجهمت تعابير مصطفى فما الذي يمكنه فعله مع وردته لكي يلقى تحذير ساذج كتحذير والده؟!، حرك رأسه مستنكراً فأسرع عسران في توضيح الأمر حين استشف ضيق مصطفى:-

    ديي وجعت من على الحصان يا عمدة


    _ تخطاهم مصطفي معللاً سبب ذهابه:-

    رايح أخلص إجراءات العملية في الاستجبال


    _ أنهى مصطفى جميع الإجراءات اللازمة سريعاً لكي تبدأ ورد في الحين، أنهى جميع المطلوب ثم لم يستطع الجلوس بينما حبيبته في الداخل يُجري لها عملية، أهي تتألم؟ أهي تشعر بما يفعلوه بها؟ أجنينه يتألم؟ متي تكون ذاك؟ لما ليس على علم به؟


    _ أوصد عينيه يلوم أفكاره الساذجة التي ليست في محلها الأن، أنتبه لإهتزاز هاتفه الموضوع على وضعية الصامت، سحبه من جيبه فإذا بها والدة ورد!


    _ تردد في إجابتها لبعض الوقت لكن عليه إبلاغها بما حدث حتماً ستكون قلقة بشأن غيابها الذي طال، أجاب وهو لا يعي كيفية إخبارها بتلك المصيبة الفجعة، إبتلع ريقه وإستمتع إلى إسترسالها:-

    غيتني يا مصطفى ورد بجالها ياجي ساعة مخابراش عنيها حاجة ملجيتهاش في أوضتها ولا في أي حتة حدانا جولت أكلمك يمكن تكون خابر بمكانها


    _ تنهد مصطفى فأثار قلق السيدة سنية وتسائلت بخوف قد سيطر على خلاياها:-

    معناتها إيه التنهيدة ديي يا ولدي طمني


    _ حمحم مصطفى قبل أن يردف:-

    ورد ركبت الحصان ووجعت من عليه وإحنا دلوك في المستوصف


    _ ضربت سنية صدرها بقوة مرددة بذعر:-

    بتي حوصلها حاجة يا مصطفى طمني الله يطمن جلبك


    _ أجابها بقلة حيلة:-

    مخابرش حالتها يا خالة هي في العمليات دلوك لما تخرج هنعرفوا


    _ جحظت عيني سنية بصدمة حلت علي تقاسيمها وبلهفة شديدة سألته:-

    يا مصيبتي هي حصلت عمليات، يا وجع جلبي عليكي يا بتي


    _ صمتت سنية لبرهة ثم تابعت ناهية الحوار:-

    أني جاية حالاً


    _ أسرع مصطفى قبل أن تغلق الهاتف بقوله:-

    خليكي يا خالة وأني هبعت لك عربية تجيبك لهنه


    _ شكرته سنية ثم أغلقت الخط، لم تطيق الإنتظار والمكوث في مكانها وقررت الوقوف في الخارج حتى تستقل في السيارة أسرع فور وصولها بينما أقترب مصطفى من باب الغرفة على أملاٍ أن يحظى برؤية وردته لكنه فشل فكان هناك حاجزاً أمام الباب يمنعه من التملق في شيئ آخر غيره بعدما كلف أحد رجاله بالذهاب إلى والدة ورد ليصطحبها إلى هنا..


    _ إضطر إلى الرجوع للخلف وإنتظار مرور الوقت الذي يكرهه فهو يمر بتمهل شديد ولا يحدث أي جديد، وصلت السيدة سنية بخطى مهرولة، ألقت التحية على الجميع وتوجهت مباشرةً إلى مصطفى متسائلة في قلق:-

    مفيش جديد ياولدي؟


    _ أماء لها مصطفى نافياً قبل أن يجيبها بلهجة قلقة:-

    لاه لساتها جوا


    _ وضعت السيدة سنية يدها أعلى يسار صدرها وتمتمت داعية ربها:-

    ربنا يطمنا عليكي يابتي


    _ فُتح باب الغرفة ما أن أنهت السيدة سنية دعائها، تنحيا جانباً هي ومصطفى لكي يسمحوا للطبيب في المرور، سأله مصطفى متلهفاً لسماع ما يسُر قلبه على ورد:-

    طمني يا داكتور؟


    _ خلع الطبيب كمامته الطبية وأجاب علي سؤاله بعملية:-

    العملية عدت علي خير إطمن


    _ أزفر الجميع أنفاسهم براحة إجتاحت قلوبهم، ظهر طيف حبيبته غافية على الناقلة، إمتعض مصطفى لوجهها المكشوف دون حائل، لم يكن في مقدرته سوى إفراغ غضبه في رجاله أمراً:-

    لفك وشك منك ليه


    _ أولى الرجال ظهورهم إليه سريعاً بينما تعمد مصطفى عدم الإبتعاد عن الناقلة وكانت خطاه على نفس خطى عجلاتها لكي يمنع الأعين المتطفلة من رؤيته وردته، يكفيه ذلك الغبي الذي يتنقل بها متوجهاً إلى إحدى الغرف، كم تمنى لكمة لكن ما يمنعه أنه يتحاشى النظر عن ورد


    _ انسحب الطبيب برفقة التمريض وباتت الغرفة خالية إلا من مصطفى ووالده والسيدة سنية التي ظلت مرافقة لإبنتها رافضة الإبتعاد عنها قبل أن تطمئن عليها


    _ طُرِق الباب عدة طرقات ثم فُتح قبل أن يُسمح له بالدخول، تجمهت تعابير مصطفى وتوجه نحو الباب لكي يشتبك مع الدخيل إلا أنه رأي والدته فتبخر غضبه وإرتخت ملامحه، تنفس الصعداء وعاتبها بلطف:-

    زين أنه أنتِ كنت هتعارك مع اللي دخل أكده من غير لا إحم ولا دستور


    _ إبتسمت له السيدة نادرة وتسائلت عن ورد بحب:-

    كيفها ورد دلوك ياولدي؟


    _ رمش مصطفى بأهدابه ليبث فيها الطمأنينة مجيباً إياها بنبرة رخيمة:-

    زينة العملية عدت على خير بس لساتها مفاجتش


    _ ربتت نادرة على ذراعه تأزره في محنته:-

    ربنا يطمنا عليها يا ولدي


    _ تابعت نادرة خطواتها إلى الأمام ورحبت بالسيدة سنية بحفاوة ثم انضمت إليهم مشاركة إياهم في الحديث حتي قطع أحاديثهم خليل بسؤاله:-

    ألا جولي يا مصطفى أني سمعت الداكتور عيجول الجنين بخير ولا ديه كان تهيئات؟


    _ تذكر مصطفى ما قاله الطبيب ولوهلة ظن أنه يحلم لعدم أخذ تأكيداً من الطبيب على ما أخبره به:-

    والله يا أبوي أني نفسي مخابرش إذا كان اللي سمعته ديه صوح ولا لاه، إتلهيت في العملية ونسيت أسئله


    _ تدخلت نادرة مهللة بسعادة عارمة:-

    يا ألف نهار أبيض على الاخبار الزينة


    _ تذكرت سنية حالة ورد التي عليها منذ فترة وفكرت بصوت عالٍ:-

    ورد بجالها ياما حالتها مش اللي هي أني شكيت بس مردتش أعشمها جبل ما نتوكد لاول


    _ تقوس ثغر مصطفى بإبتسامة عذبة وهو يرسم عدة مشاهدة لذاك المولود الجديد قبل أن ترتخي ملامحه بذهول لحديث والده:-

    بردك أتأكد يا ولدي أصل يطلع ما كيف ما عيسموه حمل كاذب


    _ حملق به مصطفى لثوانٍ ثم رد عليه مستاءً:-

    ليه هي متجوزة جفص جوافة؟


    _ انفجرن السيدتان في الضحك ولم يسيطرن على ضحكهن بسهولة، حرك مصطفى رأسه مستنكراً ما يفعلنه ناهيك عن حديث والده الذي استشاطه غيظاً، إلتزم خليل الصمت فعلر ما يبدوا أنه أخطئ في حق ولده..


    _ انتبهوا جميعاً على أنين ورد الخافت، أسرع مصطفى من الجهة اليُمنى التي كانت أقرب في الوصول إليها كذلك اقتربت منها السيدة سنية من الجهة الأخري


    _ إنحنى عليها مصطفى وسألها باهتمام:-

    عاملة إيه يا ورد؟


    _ بنبرة ثقيلة للغاية تمتمت بدون إستعياب لما تتفوه:-

    فين المانجة يا مصطفى؟


    _ قطب مصطفى جبينه بغرابة وسألها مستفسراً:-

    مانجة إيه عاد يا ورد دلوك؟


    _ بصعوبة أجابته:-

    اللي سرجتها من الدار اللي جار السرايا


    _ اتسعت حدقتي مصطفى على آخرهم مذهولاً من تلك الفضيحة التي تسببت بها، إنحنى ليكون أقرب إلى أذنها وهمس قائلاً:-

    إكتمي فضحتيني يا واكلة ناسك


    _ قهقهت ورد عالياً كما إرتفعت نبرتها وهي تضيف علي ما قالته:-

    بوك كان عيجول مشافش حرامي مانجة مخابرش إن ولده اللي سرجها


    _ تضاعفت ضحكات ورد بثقل مما أثبت للجميع أنها غير واعية لما تقول حتماً أثار المخدر مازال يغيب عقلها، إستدار مصطفى برأسه للخلف فتفاجئ بأعين الجميع يرمقانه بدهشة مرسومة على تعابيرهم..


    _ نهض خليل من مقعده وتوجه نحوهم وبنبرة متحشرجة سألها:-

    وإيه كماني يا ورد جولي في اللي جوفك كلاته


    _ رمقه مصطفى بنظرات مذهولة غير مصدق لما سمعه للتو وردد:-

    واه يا أبوي ديي كانت مرة مفيهش غيرها، كنا بنلعبوا الشايب وحكمت عليا


    _ حرك خليل رأسه مستنكراً حديث ولده:-

    يا عيب الشوم عليك يا ابن الجبلاوي على أخر الزمن بجيت حرامي عشان الشايب!!


    _ شعر مصطفى بالخجل يعصف به من خلف كلمات أبيه الساخرة، عاد بنظره إلى ورد متوعداً لها بعد أن تستعيد وعيها..


    _ نهره خليل بنبرة آمرة:-

    جوم روح اتوكد من حديت الداكتور عن الحمل ولا أنت متعرفيش غير تسرح المانجة من عند الخلج؟


    _ عاتبه مصطفى بغيظ:-

    خلصنا يا أبوي بجا


    _ أسرع خطاه إلى الخارج قبل أن يلقى سخرية أخري من قِبل والده بينما ضحكتن السيدتان على موقف مصطفى أمام أبيه الذي لم يتوقف عن إيلامه..


    ______________________________________


    'لاه ياما محضرش الفرح ديه'

    _ أردفتهم بحنق بينما تلقت الرد من والدتها:-

    ومين ليه نفس يحضر يا مروة بس ديه أخوكي يا حبيبتي ولازمن نحضروا الخلج تاكل وشنا


    _ برفض تام هتفت:-

    ولو ياما ولدك جرح جلب البنية وفضحها جدام الخلج وأني لا يمكن لساني يخاطب لسانه بعد أكده


    _ نهرتها والدتها بعصبية بالغة:-

    وأني اللي فاكراكي مش راضية عن جوازته بالبت ديي، طلع جلبك على اللي ما تتسمي التانية، مش عارفة يارب ألاجيها من الواد ولا البت ربنا يهديكي يا بسمة أنتِ اللي فيهم


    _ انتبهت مروة لنزول طاهر فأنهت المكالمة على الفور:-

    سلام ياما هكلمك بعدين


    _ لحقت بها أميمة قبل أن تغلق معقبة:-

    هتاجي ولا لاه يابت؟


    _ بنبرة سريعة أجابتها:-

    بعدين بعدين


    _ وضعت الهاتف جانباً ثم أقتربت من زوجها مُشكلة إبتسامة رقيقة على محياها مرحبة به:-

    صباح الخير


    _ تفاجئت مروة بالقُبلة التي توسطت جبينها، شعرت برجفة قوية سرت في أوصالها فجاءة، خرجت من حالتها التي إنحشرت بينها على رده لتحيتها:-

    صباح النور، أني بجول تروحي تجضي اليوم من أوله في دار بوكي عشان تروحي وياهم الفرح، أنتِ أكيد خابرة إني ممهوبش دار أخوكي ديي ولو إيه حوصل


    _ تعجبت من حديثه المبهم وأبدت رفضها فيما يحثها على فعله:-

    بس أني مش هروح يا طاهر


    _ عاتبها طاهر بنظراته قبل كلماته فتعجبت هي من إشارات عينيه، أخرج طاهر تنيهدة حارة وبدأ حديثه دون ممطالة ليرضي فضولها:-

    أني سمعت حديتك مع أمك ومعجبنيش اللي إتجال، ديه راح ولا جه أخوكي مينفعش تخسريه عشان حد ديه دمك يا مروة واللي بيني وبينه ملكش صالح بيه واصل ولو فاهمة إني هزعل لو روحتي فأحب أجولك إني هزعل بجد لو مروحتيش


    _ حاولت مروة معارضته:-

    بس....


    _ قاطعها حاسماً الأمر:-

    مبسش يا مروة هتروحي الفرح ويلا إطلعي حضري حالك عشان أوصلك عند أهلك


    _ طالعته لوقت ثم بهدوء مالت على صدره مرددة بنبرة مُتيمة:-

    إنت كيف حلو أكده؟


    _ بدون تفكير ولا زيف في الحديث أجابها:-

    بحاول أتعلم منك


    _ رفعت رأسها للأعلى لتقابل سودتاه ولم تمنع البوح بمشاعرها في تلك اللحظة الثمينة:-

    بحبك جوي يا طاهر


    _ شعور لا يوصف، لا يضاهى بثمن، تأتي أثمن اللحظات في أشد الأوقات ضعفاً لتداوي الجراح وتقوي هشاشة القلب المنكسر


    _ ملس طاهر على وجهها بنعومة وحثها على الإسراع قائلاً:-

    يلا همي جهزي حالك


    _ على الرغم من إنتظارها لتصريحه هو الآخر بحبه لها إلا أنها إكتفت بتصرفاته التي لم تفشل مرة في أسر قلبها، هي متأكدة من أن هناك وقت مُقدر لذاك التصريح العظيم وسنتنظره بفروغ صبر..


    _ ابتعدت عنه لكي تجهز ما ستحتاجه في زفاف شقيقها ثم عادت إلى طاهر من جديد بعدما بدلت ثيابها بأخري، خرج كليهما متشابكين الأيدي وتوجهوا إلى الطريق الذي يصل آخره إلى منزل عائلتها سيراً على الأقدام.


    ______________________________________


    _ مرت ساعة تلو الأخرى والثالثة علي وشك الإنتهاء ولا يحدث جديد لم تستعيد ورد وعيها بعد، حتى هلوسة عقلها لم يعد لها أثراً


    _ قلق مصطفى حيال ذلك وقرر محادثة الطبيب لكي يطمئنه عليها، بالفعل حضر الطبيب وأعاد فحصها ثم وقف بقامة منتصبة وأشار إلى مصطفى أن يسبقه للخارج


    _ لم يطمئن كلاً من الحاضرين من تلك الإشارة المبهمة وتبعوا الطبيب إلى الخارج خلف بعضهم ليعملوا ما بها، صدح سؤال مصطفى في الوسط ما أن خرجوا جميعاً من الغرفة:-

    إيه يا داكتور خير؟


    _ تنهد الطبيب وأخبره على ما استنتجه:-

    مرتك زينة وفايجة بس شكلها خايفة من حاجة، من حد عشان أكده مبتطلعش صوت شوف أنت بجا هي خايفة من إيه وحاول تطمنها منيه، عن أذنكم


    _ غادرهم الطبيب بينما تبادل ثلاثتهم النظرات المذهولة، حسم مصطفى الأمر قبل دخول أحدهم إليها بقوله:-

    أني رايد اكون معاها شوية لوحدينا..


    _ لم ينتظر إجابة أحد ودلف بخطاه للغرفة وهو يهتف بنبرته الرخيمة:-

    لَمَّا رَآنِي فِي هَوَاهُ مُتَيَّماً

    عَرفَ الحَبِيبُ مَقَامَهُ فَتَدَلَّلاَ

    فَلَكَ الدَّلاَلُ وَأنتَ بَدرٌ كَامِلٌ

    وَيَحِقُّ لِلمَحبُوبِ أن يَتَدَلَّلاَ


    _ أنتهت كلمات الغزل فيها مع إنتهاء خطوات وصوله إليها، جلس على طرف الفراش من الجانب الأمن لها حتى لا يسبب لها الألم في ذراعها، بهدوء مختلط بالندم أردف:-

    إصحي يا ورد خابر أنك صاحية، خايفة مني؟

    أني بجيت بخوف للدرجة ديي؟


    _ أبعدت ورد أهدابها المتلاصقة عن بعضهم وحركت رأسها إلي حيث صوت مصطفى، انحنى الآخر عليها معاتباً بلطف:-

    أني أخر واحد تخافي منيه يا ورد، اني حمايتك فاهمة يعني إيه؟


    _ إبتلعت ريقها وحادثته بنبرة خافتة:-

    خوفت تعرف إني فايجة تهملني تاني، خليتني نايمة عشان صوتك ميبعدش عني!


    _ تأثر مصطفى من حديثها ولعن ذاته التي أبعدتها عنه، لكنها لن تفهم أنه رفض قربها حتى لا يمسها أذي غضبه، أوصد عينيه لثوانٍ قبل أن يوضح لها الأمر:-

    أني بعدتك عني عشان ميطلكش غضبي وعصبيتي يا ورد، أني لا يمكن أتخلي عنك واصل، أني أبيع الدنيا كلاتها ومشتريش غيرك، ده أنتِ مكانك في السوادة في نن العيون!!


    _ طالعته متأثرة من حديثه، دقت أساريرها فرحاً بعودة الحبيب وكلمات الغزل التي إشتاقت إليها، مالت برأسها على يده الموضوعة جانبها بحنان فملس بيده الأخرى على وجهها بنعومة معتذراً مراراً عما اقترفه في حقها..


    _ انتبهوا لطرقات الباب، أبتعد عنها مصطفى سامحاً للطارق بالدخول وإذا به الطبيب المتابع لحالتها برفقة طبيبة أخرى يجهل الواقفين هويتها، تبعهم ممرضتان حاملان أحد الأجهزة الكهربية وقاموا بوضعه إلى جانب ورد


    _ نظرت الطبيبة إلى ورد مرحبة بها بلهجة مصرية:-

    حمدالله على سلامتك يا مامي، زوج حضرتك قالنا إن أنتوا مكنتوش تعرفوا بالحمل، قولنا نجيب السونار لغاية هنا تشوفي البيبي بنفسك


    _ تدخل الطبيب معرفاً عن هويتها:-

    داكتورة سمر داكتورة نسا جاية تطمن على وضع الجنين


    _ نظر إلى الطبيبة وأضاف:-

    أني برا يا داكتورة لو احتجتي لايتها حاجة


    _ أجابته ممتنة:-

    متشكرة يا دكتور


    _ وزعت ورد أنظارها بين الجميع بعدم إستعياب، صوبت بصرها على مصطفى متسائلة في فضول:-

    جنين إيه اللي عيتحدتوا عنيه؟


    _ إلتوى ثغر مصطفى بإبتسامة عريضة وأخبرها عن ذلك الخبر السعيد الذي تأكد بنفسه منه:-

    هياجينا هلال الصغير


    _ اتسعت مقلتي ورد غير مصدقة ما قاله، انتبهت لصوت الطبيبة التي تحثها على شيئ:-

    بيني بطنك لو سمحتي


    _ رمقتها ورد لبرهة ثم فعلت ما أمرتها به فتابعت الأخرى عملها، كانت عينيها مصوبتان على شاشة الجهاز أمامها كذلك ورد ومصطفى والسيدة سنية ونادرة لعلهم يحظون برؤية الصغير


    _ هتف مصطفى بحنق لعدم رؤيته أي شيئ:-

    إيه ديه أني مشايفش حاجة


    _ قهقهت الطبيبة وبدأت في شرح ما يجهله بإشارة من سبابتها على نقطة ما على الشاشة:-

    شايف حضرتك النقطة السودة ديي، ده بيكون الجنين


    _ حملق مصطفى في الشاشة وهتف:-

    بس ديه نقطتين أنهي فيهم؟


    _ ابتسمت الطبيبة وبعملية أخبرته:-

    الأتنين


    _ استدارت إلى ورد وتابعت مضيفة:-

    مبروك أنتِ حامل في تؤام!


    _ تفاجئت الطبيبة بزغاريد نادرة السعيدة بينما انتبهت لسؤال مصطفى:-

    جنسهم إيه يا داكتورة؟


    _ نهضت من مقعدها وهي تجيبه:-

    لا لسه بدري علي لما نعرف النوع، هي تمت الشهر الأول إمبارح لسه ٣شهور كمان على لما يظهر النوع


    _ وجهت بصرها على ورد التي مازالت تحت تأثير الصدمة مرددة:-

    لو احتجتي حاجة أنا موجودة، بعد أذنكم


    _ اختفى طيف الطبيبة خلف باب الغرفة بينما تلقت ورد التهنيئات والمباركات من الجميع بما فيهم خليل الذي أخبره مصطفي للتو


    _ كانت تشعر بالغرابة من الأمر، أي جنين يتحدثون عنه، فهي لا تشعر بالتغير، لا حركة لا شعور مختلف عن ذي قبل ، سمحت ليدها بالتسلل أسفل غطائها إلى أن وضعتها أعلى بطنها وتحسستها برفق وأسئلة رأسها لا تتوقف قط


    _ أهنا يكمن أجنتها؟، تحملهم بين أحشائها؟ هنا سيترعرعان بالداخل ويكبران معاً!، ستنتفخ بطنها ويتغير شكلها بالكامل، ستفقد جزءاً من أنوثتها لولاهم، سترزق بإثنين معاً هل هي جديرة بذلك؟


    _ قطع عليها مصطفى حبال أفكارها بسؤاله:-

    مبسوطة يا وردتي؟


    _ تقوس ثغرها ببسمة تلقائية وبعفوية أجابت على سؤاله:-

    جوي جوي


    _ انحنى عليها مصطفى مقبلاً جبينها ثم أنتبه لأحاديث الآخرين الذي شاركهم فيها، كذلك كانت تشاركهم ورد من حين إلى آخر ثم تعود بها أفكارها إلي أطفالها التي تحاول رسم أشكالهم في مخيلتها.


    ______________________________________


    _ أدلف بقرب فراشه وألقى هاتفه بتزمجر شديد مردداً بحنق:-

    أوف ما ترد بجا


    _ إلتفتت إليه وسألته باهتمام:-

    مين ديه اللي مبيردش عليك؟


    _ أخبرها بنبرة لا تسمح بالنقاش:-

    مصطفى أديلي من صباحية ربنا بطلبه على المحمول ومبيردش


    _ حاولت التفكير معه بصوت مسموع:-

    ممم طيب ما تطلب عمي أكيد خابر مكانه


    _ طالعه لوقت واقتراحها يتردد في عقله وفي ثواني قد فعله فلا يوجد غيره، إلتقط هاتفه وهاتف عسران الذي أجاب في الحال:-

    كنت جاي أطخك عيارين على عملتك اللي عملتها ليلة إمبارح بس ممنعنيش غير الشديد الجوي، اللي حوصل جه في مصلحتك يا ضيف أفندي


    _ تأفف ضيف بضجر بائن وأردف بنفاذ صبر:-

    بكفياكم عتاب بجا اللي حوصل حوصل وأهو جه في مصلحتنا في الأخر أبوي ناصب لي صوان برا أوبهة والليلة فرحي علي بت أخوك يعني محدش هيفتح خشمه بعد أكده واصل، رايد إيه أكتر من أكده؟


    _ نهره عسران بصرامة:-

    كان يوحصل أكده بالأصول مش لما البت تتعرض للفضيحة!


    _ أبعد ضيف الهاتف عن أذنه مستاءً من تلك الأصول التي لا يتغاضى عنها قط، أعاد وضع الهاتف على أذنه مغيراً مسار الحوار:-

    جولت اللي حوصل منعك عني إيه اللي حوصل عاد؟


    _ أخبره عسران ما أصاب ورد فصدرت شهقة قوية من صفاء التي تقع إلى جواره تصغي لأحاديث عمها، إلتقطت الهاتف من يد ضيف وسألته بإهتمام مصحوب بالتوجس:-

    حصلها ايه يا عمي؟


    _ أخبرها عما يعرفه بصوته الأجش:-

    أخر حاجة شوفتها وهي خارجة من العمليات، مخابرش عنيها حاجة تانية


    _ أبعدت الهاتف عنها ونظرت إلى ضيف قائلة:-

    رايدة أروح أطمن عليها يا ضيف


    _ قطب جبينه مستاءً من طلبها وأبدى رفضه:-

    تروحي فين يا مخبولة أنتِ النهاردة فرحك ولازمن تتجهزي عشان اليوم ديه، أني هوصل لمصطفى وأخليكي تكلميها تطمني عليها


    _ انتبهت صفاء إلى صوت عمها الصادر من الهاتف مؤيداً حديث ضيف:-

    اسمعي حديت ضيف يا صفاء رغم إني مش طايجه بس أسمعي حديته


    _ ضحكت صفاء على ما قاله بينما قلب ضيف عينيه متذمراً من ذاك العتاب الذي لا ينتهي، أضاف عسران على ما قاله:-

    هطلع أديلهم المحمول تطمنوا عليهم، خليكم معايا


    _ دلف عسران بخطاه بقرب الغرفة القاطن بها الجميع، طرق الباب ثم حمحم بصوت مسموع ظاهراً هويته، أتاه مصطفى بعد قليل متسائلاً:-

    في حاجة يا عسران؟


    _ ناوله الهاتف موضحاً:-

    ضيف معارفش يوصلك وصفاء رايدة تطمن علي مرتك


    _ تناول منه الهاتف وعاد إلى الداخل مجيباً على صديقه مرحباً به بحفاوة:-

    يا هلا بالعريس، سبج وجولنا صباحية مباركة النهاردة نسئلك الجواز حلو؟


    _ نهره ضيف مستاءً:-

    أبو اللي يكلمك تاني، كنت مكلمك ابلغك أن أبوي رضي عني وهيعملي ليلة النهاردة كنت رايدك جاري بس شكلك أكده مهتعرفش تاجي


    _ صمت مصطفى لبرهة قبل أن يجيبه:-

    هشوف أحوالي أكده وأجولك


    _ أسرع ضيف في الإجابة عنه:-

    يا عمنا لاه خليك في اللي أنت فيه، المهم طمني الأخبار عنديك كيف؟


    _ طمأنه مصطفى وهو يحتضن يد ورد:-

    زينة حتى هتبجي عم العيال ما إنك متستهلهاش


    _ هلل ضيف عالياً حين إستوعب ما يرمي إليه مصطفى:-

    جول والله


    _ ضحك مصطفى وهو يطالع وردته ثم أكد لضيف قائلاً:-

    وتوم كماني


    _ تشاركن الضحك ثم بارك له بحب:-

    مبروك يا صاحبي ديي الأخبار اللي تشرح الجلب المهم أني مهتنازلش عن ضيف الصغير


    _ بفتور رد عليه:-

    نجوم السما أبعدلك، بكفايانا مخبول واحد


    _ عاتبه ضيف بحزن مصطنع:-

    بجا ديي أخرتها ماشي يا ولِد خليل


    _ تدخل خليل متسائلاً:-

    ماله خليل عاد يا ضيف؟


    _ اتسعت حدقتي ضيف بذهول وردد معتذراً:-

    سيد الناس يا عمي


    _ ضحك الجميع على انسحابه من الحوار سريعاً، ناول مصطفى الهاتف لوردته حين أخبره ضيف بطلب صفاء على الإطمئنان عليها حيث تسائلت عن أحوالها بإهتمام، باركن لبعضهما البعض على الأخبار السعيدة التي تعود لكلاً منهن كما أعتذرن أيضاً لعدم قدرتهن على مشاركتهن للأحداث الأخيرة.




    #يتبع


    🌺🌺روايه عرف صعيدي🌺🌺        


     بقلم الكاتبه       ♥ تسنيم المرشدي♥ 


    الفصل التاسع والعشرون

    ( عودة حميدة )

    ______________________________________


    _ عاد بعدما أوصل زوجته إلى منزل عائلتها أثناء حضور صديقه الذي أمره بالمجيء فلقد لبي أمره على الفور


    _ يقف محمود في توتر شديد خشية أن يلقى ما يكسر خاطره، إستشف طاهر إرتباكه فهو على علم بتصرفاته إن كان على ما يرام أم أن هناك أمراً آخر


    _ حمحم وحاول تلطيف الأجواء المشحونة بالتوتر:-

    مالك مش على بعضك إكده ليه أومال لو مكنتش عريس إياك!


    _ طالعه محمود بنظرات مذهولة غير مصدق ما سمعته أذنيه، إلتوى ثغره ببسمة إزدادت إتساعاً كلما أدرك الأمر، أقترب بخطاه منه يتأكد من حدسه:-

    جصدك تجول أنها وافجت؟


    _ أماء له طاهر مؤكداً فلم يستطع محمود منع سعادته التي تشكلت في عناق دافئ شاركه مع طاهر، تعجب الآخر من تصرفه وتسائل كثيراً عن كيفية رضاه بشقيقته بعدما قيل عنها أمامه


    _ هل يمكن للحياة أن تبتسم في وجهها وتعوضها عما عاشته طيلة السنوات الماضية؟

    هل ستتغاضي عن أخطائها وكأن شيئاً لم يكن؟

    هل ستحظى ''صباح'' بحياة هنيئة بجوار صديقه لطالما حمد الله علي أخذه لتلك الخطوة حتى يطمئن على شقيقته مع رجل مثله..


    _ ربت طاهر بحب على ظهر صديقه ثم تراجع للخلف محمود وبنبرة ملهوفة هتف:-

    يدوبك نلحج نطلع الباسبور يا صاحبي، خليها تجهز على لما أجيب حاجة من الدار وأفوت أخدكم عشان نخلصوا الإجراءات جوام


    _ وافقه طاهر ومن ثم إنصرف كليهما في الإتجاه المعاكس لكلاً منهما، صعد طاهر متجهاً إلى غرفة "صباح" لكي يحثها على تحضير كل ما ستحتاجه في ذلك المشوار


    _ طرق الباب وهم بالدخول حين سمحت له، بوجه عابس ونبرة حادة حدثها:-

    جهزي حالك عشان هنروحوا مع محمود يطلع لك باسبور


    _ أنهى طاهر جملته وإنتبه على حقيبة سفرها الموضوعة بجانب الخزانة، عقد ما بين حاجبيه متعجباً من وجودها هناك، فمكانها أعلى الخزانة إذاً ماذا تفعل هنا بالأسفل؟


    _ حمحم قبل أن يسألها بفضول:-

    الشنطة ديي بتعمل إيه إهنه؟


    _ رفعت "صباح" بصرها عليه وملامحها مازالت جامدة لا يظهر منها أي مشاعر سوى الجفاء وأردفت بنبرة خالية من الروح:-

    جهزتها عشان مفيش حاجة تعطلني عن السفر وجت ما يجول هنمشوا


    _ حالة من الذهول التام قد سيطرت على خلايا طاهر، حاول هضم ما تفوهته لكنه لم يستطع، قادته قدميه إليها معاتباً إياها بكلماته:-

    للدرجة ديي رايدة تهجي وتهملينا؟


    _ تفاجئت صباح برده العجيب، إلتوى ثغرها للجانب بتهكم شديد مردفة بعض الكلمات المستاءة:-

    لاه وأنت الصادج أني رايدة أهج يمكن ترتاح، وعاري يغور معايا


    _ إتسعت حدقتي طاهر بعدم إستيعاب لما تفوهته للتو ناهيك عن ظنونها السيئة به والتي رفض البتة أن يتقبلها:-

    إوعاكي تكوني مفكرة إني وافجت على محمود عشان أخلص منيكي؟ أنتِ تستاهلي جطع رجابتك صوح بس في الأول والأخر أنتِ خيتي من دمي وأمي وصتني عليكي وأنتِ لو تعرفي خوكي زين هتعرفي أنه عمره ما يجدر يبيعك لأي حد واصل


    _ رمشت بأهدابها مرات متتالية ساخرة من حديثه:-

    إيوة إيوة بأمارة ما وافجت على صاحبك اللي اتجدم ليلة المشكلة ديي صدفة أكيد


    _ إستشاط طاهر غيظاً من سذاجة تفكيرها المحدود وصاح بها منفعلاً:-

    يا بهيمة إفهمي أنتِ مش شروة عشان أبيع وأشتري فيكي أنتِ خيتي وعمري ما كنت هوافج على أي واحد والسلام، بس ديه محمود أني أدرى واحد بأخلاجه ومتوكد أنه عمره ما هيحزنك، أني لو مكنتش متوكدة من نيته مكنتش وافجت عليه


    _ لم تقتنع صباح بما قاله، قلبها بات محبطاً للغاية ولم تعد تثق في أقل الأشياء بساطة، فمن وعد خان ولم يكتفي بذلك بل تزوج من أخرى دون رأفة لمشاعرها حتى وإن كان مجبراً على خطبتها..


    _ أخرجت تنيهدة حزينة وبإستسلام شديد أردفت:-

    أهي جوازة والسلام


    _ إستنكر طاهر ما تردفه ولم يكن في مزاج سوي يسمح له بوضع مبررات ستكون واهية بالنسبة لها، نهض من مكانه وأعاد تكرار ما حثه عليها في البداية:-

    جهزي حالك جوام محمود على وصول


    _ لم تجيبه فتابع خطاه إلى الخارج لكن ضميره قد منعه من مواصلة سيره قبل أن يقنعها بعدم إجبارها على شيئ، إستدار بجسده وطالعها بوقت قبل أن يهتف قائلاً:-

    أني معايزكش تعملي حاجة عشان تهروبي من حاجة أنتِ وحديكي اللي بتفكري فيها، الدار ديي دارك جبل ما تكون داري، يعني مطرحك إهنه وإن كنتي رايداني أجول لمحمود معندناش بنتة للجواز هجوله المهم متبجيش مجبورة على حاجة!


    _ سقطت عبرة تلاها شلال من العبرات التي تعبر عن ما تشعر به من حزن شديد ناهيك عن قلبها المحطم، لا تدري أيهما الأفضل لها ولمستقبلها، لكن ما تجيد علمه أن المستقبل لن يكون في أزهى عصوره في المكان الذي سبق وحضر دنائة الماضي..


    _ عليها المغادرة لتحيا بحياة طيبة إن وجدت من الأساس، تفاجئت صباح بإجبارها على الوقوف والأحر عناقه لها


    _ يا له من شعور رائع، لا يقدر بثمن، لا يمكن للكلمات وصف تلك اللحظة التي داوت الجراح كما إلتأم القلب المكسور من خلفها وشُفيت الروح من أي شقاء، فقط عناق غير مدبر له تسبب في تبخر كل الآلام التي كانت بداخلها، لقد ذهب عنها الغضب التي إكتسبته في صفاتها منذ الصغر!!


    _ أهذا كان الحل طيلة الوقت ولم يوفره لها أحد، أزفرت صباح أنفاسها مطلقة عدة تنهيدات خلف بعضهم قائلة:-

    أه يا أخوي، أني كنت تعبانة جوي


    _ تراجع طاهر للخلف فأسرعت هي بضمه مرة أخرى مرددة بتوسل:-

    خليني إكده هبابة


    _ إبتسم طاهر لطلبها مرحباً به بقوله:-

    غالي والطلب رَخيص


    _ مرت دقائق لم تشعر بمرورها صباح فكانت تزداد تشبثاً به كلما حاول الإبتعاد عنها، أنتبه طاهر لرنين هاتفه فسألها دون تكلف:-

    ديه أكيد محمود، ها جولتي إيه؟ أجوله بلاها جواز؟


    _ إبتعدت هي عنه ونكست رأسها مجيبة إياه بخجل:-

    لاه


    _ سألها مرة أخرى للتأكيد:-

    متوكدة؟


    _ أماءت له برأسها ثم رفعت بصرها عليه معللة سبب موافقتها على زيجتها من محمود:-

    أني رايدة أهمل البلد ديي يا طاهر مليش عين أبص في عيون الخلج بعد اللي حوصل واللي إتجال..


    _ قاطعها طاهر مستاءً من حديثها الساذج، فما دوره هنا إن لم يوفى لها الحماية؟:-

    أني جادر أكتم أي خشم عيتحدت عنيكي عفش يا صباح


    _ أسرعت مؤكدة علمها بشهامته قائلة:-

    خابرة، بس إن كنت بتحبني ورايد مصلحتي صوح سيبني أهمل البلد ديي رايدة أمشي منيها بأي طريجة


    _ لم يستطع طاهر إبداء رفضه بعد أن رأى تمسكها بالسفر ومغادرة البلدة التي لم يروا فيها سوى كل سوء، إنتبهوا على رنين الهاتف للمرة الثانية فحثته صباح على الرد بنبرة لينة:-

    رد عليه على لما أجهز حالي جوام


    _ أماء لها بقبول ثم إنسحب من الغرفة لكي تبدأ هي في تجهيز ما ستحتاجه معها ناهيك عن تبديل ثيابها بينما أجاب طاهر على صديقه الذي أخبره بوقوفه أمام المنزل فانضم له طاهر على الفور في إنتظار كليهما حضور صباح..


    ______________________________________


    _ انسحب الجميع من الغرفة متعمدين ترك لهم المساحة الكافية حتي يتوددوا إلى بعضهم البعض ويزول أي خلاف بينهم..


    _ أزفر مصطفى أنفاسه براحة حين باتت الغرفة خالية إلا من كليهما، إقترب من ورد وابتسامته مرسومة على محياه، جلس مقابلها على الفراش وبلهجة تشع منها الشوق قال:-

    إتوحشتك يا وردة مصطفى


    _ قابلته بملامح جامدة وعاتبته بلطف:-

    كيف جدرت تهملني كل المدة ديي؟


    _ انحني عليها مصطفى وطبع قُبلة حارة على جبينها وأردف معتذراً:-

    حجك عليا يا وردتي، عملت إكده عشان مصلحتك عشان متشليش مني لو إتعصبت عليكي أو رطرطت بالحديت الماسخ، الموضوع كان صعب عليا جوي فوج ما تتخيلي، هلال ديه مكنش أخوي وبس ديه كان ابني كمان موته كان صعب جوي والأصعب أن إحنا معارفينش نجيبوا أبن الفرطوس اللي عمل أكده، جلبي كان عيتوجع على أخوي اللي انجتل غدر كل يوم ويزيد عن اليوم اللي جبليه، ويوم لما أعرف مين الجاني تطلعي كنتي عارفة مكنش سهل عليا واصل


    _ صمت مصطفى من تلقاء نفسه فهو لا يريد أن يطيل في الماضي، يكفيه ما عاشاه في الفترة الأخيرة، وعليهم تبديل أحزانهم إلى أفراح لا تنتهي، عليهم تعويض كل ثانية قد مرت وهما مفترقين


    _ أخرج مصطفى تنيهدة ثم حاول تغير مسار الحوار، إتسعت حدقتيه حين تذكر فضحها لأمره وإسترسل معاتباً بحدة مصطنعة:-

    بجا تفتني عليا وتجولي جدامهم إني سرجت المانجا؟!


    _ ذُهلت ورد مما صغت إليه وتمتمت ما قاله بعدم تصديق:-

    أني جولت أنك سرجت المانجا!


    _ ضاق بعينيه عليها مؤكداً لها ما لا تصدقه:-

    كنتي بتخرفي في البنچ وجولتي على كل حاجة


    _ فغرت فاها ببلاهة وهي تعيد رسم وجوه الحاضرين وهي تخبرهم بسرقته للمانجا، لم تستطع الصمود وإنفجرت ضاحكة مرددة من بين ضحكاتها:-

    بوك جال إيه؟


    _ حرك رأسه مستاءً من إلام والده الذي لم يتوقف منذ علمه بالأمر وأخبرها به:-

    مهملش فرصة إلا واتمجلس عليا


    _ تعالت ضحات ورد فأشعلت بها فتيل غيظه نحوها، أقترب منها وعينيه مصوبة عليها:-

    بجا أخرتها تفضحيني يابت المنشاوي ماشي لينا دار يترد لك اللي عملتيه


    _ نظرت ورد إلى الأعلى متحججة بمرضها بثقة عمياء:-

    يدي تمنعك تعمل أيتها حاجة


    _ قهقه مصطفى عالياً وبتهكم مصحوب بالعجرفة في نبرته تمتم:-

    يتمنعن وهن الراغبات


    _ فغرت ورد فاها ببلاهة مصدرة شهقة قوية فلم تصدق ما أردفه للتو ورددت كلماته بذهول:-

    أني بتمنع وأني اللي رايدة؟


    _ نهض مصطفى عن مقعده وأولاه ظهره وهو يقلد بعض النقاش بصوتها:-

    كيف جدرت تهملني كل المدة ديي

    خوفت تعرف إني فايجة تهملني تاني، خليتني نايمة عشان صوتك ميبعدش عني!


    _ لم يتوقف عن الضحكات الإستفزازية التي نجحت في إخراج ورد عن هدوئها وإنفعلت عليه بحنق:-

    أني أستاهل ضرب البلغة إن لساني خاطب لسانك تاني


    _نكست رأسها وقد احتدت تعابيرها ناهيك عن عقدها لحاجبيها بغضب خُلق من خلف سخريته، توقف مصطفى عن الضحك بصعوبة وأدلف بخطاه منها وعاد إلى وضعه أمامها، سحب نفساً عميق وبهدوء سمح لنفسه في تذوق شهد شفتيها لطالما افتقدها كثيراً


    _ شعر بالسكون يجتاحه حين أطمئن قلبه بوجودها مرة أخري، في الجهة المقابلة لم تتوقع ورد ردة فعله الرقيقة تلك، فأعتقدت أنه سيقدم اعتذار عن سخريته لها لكنه فعل مالم تستطع منعه من فعله، شعرت بعودتها إلى موطنها، إلى ديارها لطالما تمنت أن تحظي بعودته سريعاً..


    _ لم تصمد أمام مشاعرها المتأججة والتي تطالب به وبادلته القُبلة فضاعفت من حرارتها، شعر مصطفى بإنهيار قوته وحتماً سيحدث مالا يحمد عقباه إن طالت القُبلة لأكثر من ذلك


    _ تراجع بهدوء تاركاً شفتيها على مضضٍ، فهو لم يشعر بالرضاء فيها لكن عليه التريث في النهاية هي عادت إليه وسيرضي رغباته عاجلاً..


    _ تحول لون عينيها إلى الإحمرار الشديد، لم تقدر على مواجهة عينيه وأستندت برأسها على صدره فأحاطها هو وباتت هي حبيسة ذراعيه، تنهد مصطفى قبل أن يردف:-

    جومي خليني نهمل المستوصف، الداكتور جال إنك زينة وتخرجي في أيتها وجت تحبيه


    _ حركت رأسها موافقة ثم إبتعدت عنه فساعدها هو على إرتداء وشاحها وكذلك ساعدها على النزول برفق من أعلى الفراش، شعرت ورد بالدوران يعصف برأسها ما أن ن وضعت قدميها على الأرض، أستندت على ذراع مصطفى سريعاً قبل أن تسقط أرضاً فأثارت قلقه عليها وسألها بإهتمام:-

    مالك في إيه؟


    _ ردت عليه بنبرة مرهقة:-

    دايخة جوي


    _ بإهتمام بائن سألها مستفسراً:-

    أخر مرة كلتي فيها كانت ميتي؟


    _ فكرت ورد لبعض الوقت ثم أجابته حين لم تصل إلى إجابة صريحة:-

    مخابراش


    _ طالعها مصطفى مستاءً من إهمالها وعاتبها بدافع الحب:-

    كماني!! يعني النهاردة مأكلتيش حاجة واصل، بتعملي في حالك إكده ليه يا ورد؟


    _ حاول مصطفى كبح غضبه وواصل إسترساله:-

    ملحوجة، أني هعلمك تاخدي بالك من حالك كيف بعد إكده


    _ أنهى جملته ثم تفاجئت ورد بإنحناءه على ركبتيها فأسرعت في سؤاله:-

    هتعمل إيه؟


    _ بسلاسة رد عليها:-

    هشيلك مش بتجولي دايخة


    _ أبدت ورد رفضها لما ينوي على فعله قائلة:-

    لاه أني زينة


    _ لم يكترث لها وبالفعل في أقل من الثانية كانت بين ذراعيه، أعادت ورد تكرار محاولة منعه بخجل مفرط:-

    يا مصطفى هتمشي كيف وسط الخلج إكده نزلني عشان خاطري


    _ برفض تام أردف:-

    عشان خاطرك مهنزلكيش، من إهنه وجاي كل حاجة بحساب خطوتك بحساب ووكلك بحساب حتي نومك بحساب، إسمعي حديتي عشان منتعبش مع بعض لسه جدامنا ٨ شهور


    _ بتعب هتفت:-

    ديه بينه مرار طافح داخلين عليه


    _ لم يهتم لسخافة كلماتها وهتف بلا مبالاة وهو يسير بها إلى الخارج:-

    سميها زي ما تسميها، إستعنا بالله


    _ دفنت ورد رأسها في كتفه ما أن ظهر كليهما للمارة فلن تتحمل رؤية أعينهم المصوبة عليهم يكفيها شعورها بالحياء لهذا الوضع الجرئ


    _ سار مصطفي بخطاه في ذلك المرر ومنه إلى المصعد الكهربي ولم يهتم لأعين الجميع عليه، فوضعهم من القلائل التي تحدث في المكان وبالتالي الأنظار كانت مسلطة عليهم..


    _ وصل إلى السيارة فاضطر إلى إنزالها لكي يفتح السيارة، هرولت ورد إلى مكانها ما أن صغت لصوت السيارة التي يؤكد فتح أبوابها، جلست في المقعد الأمامي سريعاً قبل أن يتدخل مصطفى في تلك المسألة هي الأخري..


    _ إستقل مصطفى في مكانه وقبل أن يتحرك إلتفت إلى ورد وتناول يدها ثم وضع قُبلة رقيقة داخل كفها مرحباً بها بنبرة متيمة:-

    نورتي دنبيتي من جديد


    _ بادلته ورد إبتسامة لم تصل إلى مرآى عينيه بسبب وشاحها، أعتدل مصطفى إلى جلسته ودعس بقدمه على المحرك فتحركت بهم السيارة عائداً بها إلى السرايا التي ستبتهج اليوم بعودة وردته..


    ______________________________________


    _ ولج ضيف إلى غرفته لكي يري إلى درجة وصلت إليها صفاء في التجهيزات، كذلك ليخبرها بحضور عائلته التي إستقبلتهم صفية بحفاوة لحين مجئ إبنتها، تفاجئ بوقوفها أمام المرآة لا تفعل شيئ سوي مطالعة ذاتها في صمت..


    _ قطب ضيف جبينه متعجباً من أمرها، فعلي ما يبدوا أنها شاردة الذهن فلم تلاحظ وجوده، توجه نحوها وحاوط خِصرها بذراعيه وأستند بذقنه على كتفها


    _ إنتفضت صفاء مذعورة بسبب قربه المفاجئ، حاول ضيف طمأنتها بنبرته الحنونة:-

    ششش متخافيشي، الجمر واجف سرحان في إيه؟


    _ إستدارت إليه بوجه عابس لا يبشر بالخير، قطب ضيف جبينه من خلف تجهم تقاسيمها وردد متسائلاً باهتمام:-

    واه مالك يا صفاء إيه الوش ديه؟


    _ لم ترواغه فهي ليست على حالة تسمح لها بذلك، تنهدت وأخبرته عن سبب حزنها بنبرة مستاءة:-

    مفرحناش يا ضيف، حاسة إننا إتسرعنا جوي على خطوة الجواز ديي، محساش كيف أي عروسة في مكاني دلوك


    _ أضاق ضيف عينيه عليها لبرهة من الوقت قبل أن يعاتبها بقوله:-

    أنتِ جاية دلوك تجولي أكده، بعد ما خلاص الفرح اتنصب وأبوي وافج...


    _ قاطعته صفاء بعصبية:-

    بوك موافجش بوك إتجبر يعمل إكده عشان منظركم جدام أهل البلد لكن لو عليه هيعلجنا إحنا التنين من رجابينا!!


    _ طالعها ضيف دون رد، فكان مستاءً من حديثها الذي لن ينكر أنه ألمه، لقد فعل ذلك من أجل حبه لها، لم يطيق الإنتظار حتى تأتي الرياح إما بما تشتيه أنفسهم وإما عكس إرادتهم، لقد إفتعل الكثير من الأخطاء وتعدي الأعراف فقط من أجلها هي!!


    _ ماذا عنها الأن؟ أكلماتها بمثابة تخلي واضح عنه أم ماذا؟ حقاً إنه مشتت للغاية ولا يدري ما عليه التفكير به حتى لا يحمل في قلبه حزناً منها


    _ استشفت صفاء ما يوجد ما خلف هدوئه وتطلعه بها، حاولت ترتيب كلماتها بعناية قبل أن تردفهم لكي لا تحزنه إن لم يكن قد حزن من الأساس:-

    أني خابرة إنك عملت كل ديه عشاني وعشان بتحبني، بس كل ما أفتكر الصراع اللي هنعيشه بسبب رفض أهلك ليا بضايج، أنت خسرت خلج كاتير جوي يا ضيف عشاني، هترجع تجوي علاجتك معاهم تاني ميتي وينفع من أساسه ولا لاه


    _ صمتت لبرهة ووصلت مسترسلة:-

    أني كنت بحلم بحياتي معاك بس حياة هادية مفيهاش مشاكل وصراعات، ونجعدوا نراضي في ديه ونصالح في ديه، وأني لسه الطريج في جامعتي كابير وطويل وهكون محتاچة هدوء أكتر عشان أعرف أنجح وبالمشاكل ديي مش هعرف أركز من أساسه


    _ تفهم ضيف الوضع وحاول تخفيف عبئ التفكير من عليها:-

    مفيهش صراعات طول ما أني موجود، صدجيني ياصفاء كل اللي عملته عشان أوصلك عندي إستعداد اعمل كده أضعاف بس تكوني مرتاحة وناجحة، وأني في ديك الساعة لما مرتي تكون الداكتورة صفاء!!


    _ إقترب منها وحاوط خِصرها بإحدي ذراعيه وبالأخرى ملس على وجهها بنعومة وتابع حديثه:-

    صدجيني كل حاجة خايفة منيها أني جادر أنهيها وبعدها عنك، ولو على أهلي هما بس لو عرفوكي صوح كل الصراعات اللي عتتحدتي فيها ديي هتزول لوحديها


    _ رفع ضيف رأسها بيده الموضوعة على ذقنها لتعيد النظر إليه ثم هتف بحنق زائف:-

    وبعدين للدرجة ديي مش واثقة في چوزك؟ معلوم أنتِ بجرة


    _ تفاجئت صفاء من إهانته المتكررة ثم ضربته بكل ما أوتيت من قوة على صدره مرات متتالية خلف بعضهم فصاح عالياً بألم:-

    أه حرام عليكي وجعتيني


    _ توقفت صفاء عن الضرب متأثرة بحديثه وسألته بلهفة مختلطة بالخوف وهي تتفقد صدره بيده:-

    فين اللي بتتوجع منيه؟ حاسس بإيه إنطج؟


    _ حضن يدها الموضوعة علة صدره بيده ثم شكل بسمة عريضة على محياه وهو يردد:-

    حاسس إني عايز أبوسك


    _ تراجعت للخلف ولكزته في صدره بقوة فأنة هو بألم شديد فعادت إليه متوجسة خيفة خشية أن تكون أصابته بمكروه تلك المرة:-

    أني اسفة..


    _ وقبل أن تواصل بقية حديثها أطبق على خاصتها يلتهمهم بشوق ورغبة شعرت بها من تصرفاته فأسرعت في الإبتعاد عنه محذراه:-

    أمي برا يا ضيف


    _ فغر ضيف فاهه حين تذكر وجود عائلته وأخبرها بنبرة سريعة:-

    وأبوي وأمي وأخواتي كماني برا


    _ شهقت صفاء بصدمة ورددت بتوتر قد سيطر عليها:-

    واه وأني هجابلهم كيف بعد اللي حوصل ديه؟


    _ أوصد ضيف عينيه بضجر فمهما تحدث لا تنظر إلي كلماته قط، أعاد فتح عينيه وقال بتذمر:-

    ما جولنا طول ما أني موجود مفيهش خوف!!


    _ صممت الأخرى ولم تجيبه فحتماً إن أضافت شيئ يعبر عن مدى خوفها ستتعقد الأمور بينهم ففضلت الصمت ..


    _ تابعت إرتدائها للفستان ومن ثم وضعت بعض المساحيق التي برزت ملامحها ثم نظرت إلى ضيف الذي علق علي مظهرها الرائع:-

    أجمل عروسة شوفتها


    _ تقوس ثغرها بإبتسامة خجولة فتابع هو قائلاً:-

    همي نخرج نستجبل الخلج اللي برا ديي وبعدها أروح ألبس أني


    _ أماءت له بقبول ثم تعلقت في ذراعه وسارت معه إلى الخارج وجوفها يرتجف من خلف تلك المقابلة التي حتماً لن تسُر خاطرها، لكن هيهات للقدر الذي يأتي عكس الأماني..


    ______________________________________


    _ ابتسمت ورد تلقائياً حين رأت سرُادِق الزفاف ظهر أمامهم، إلتفتت برأسها إلي اليسار حيث مصطفى، ترددت قبل أن تخبره بمرادها لكن عليها الإسراع فسوف سيتخطون المنزل..


    "مصطفى رايدة أسلم على صفاء جوام وأعاود"

    _ هتفت بهم قبل أن يصلوا إلى منزل العروسين، أجابها مصطفى برفض:-

    أنتِ تعبانة يا ورد والمفروض ترتاحي


    _ أصرت على مرادها متوسلة إياه بلطف:-

    مهطولش كلاتها خمس دجايج أبارك لها وأشوفها وهي عروسة ونمشوا طوالي


    _ رأي مصطفى التوسل في نبرتها فلم يحب أن يبدي رفضه فهما خمس دقائق فقط حتماً لن تشعر بالتعب فيهما، أوقف سيارته أمام المنزل وتصرفه كان خير رد لطلبها..


    _ هللت ورد في سعادة بالغة:-

    ربنا يخليك ليا


    _ التفت حيث تجلس وبهدوء أردف:-

    أي خدمة


    _ كادت ورد أن تترجل إلا أنه منعها معللاً أسبابه:-

    هديله خبر لاول جبل ما تدجي الباب


    _ وافقته الرأي ثم هاتف مصطفى ضيف وتفاجئ بالضجة من حوله فقال ساخراً:-

    وأني اللي جولت إنك...


    _ قاطعه ضيف حين استشف ما يرمي إليه وأسرع في نفي أفكاره السيئة:-

    يابني جولت لاه لاه مش أني اللي أعمل إكده


    _ قهقه مصطفى غير مصدق ما يحاول إقناعه به، توقف عن الضحك وأخبره بوجوده في الخارج فرحب به ضيف ونهض ليخرج له علي الفور..


    _ أعاد مصطفى النظر إلى ورد وحثها علي معرفة ما يريد معرفته:-

    بجولك يا ورد


    _ أجبرت أذنيها على الإصغاء جيداً فتابع ما يريده تحت نظرات ورد المذهولة مما يخبرها به، أنهي حديثه فأبدت هي رفضها التام:-

    لاه طبعاً مش هعمل إكده


    _ رمقها مصطفى بنظرات مستاءة وبعصبية قال:-

    هو أني بجولك هاتي تفاصيل!، يا أه يا لاه


    _ سألته بفضول:-

    ليه يعني؟


    _ أوضح لها قائلاً:-

    صاحبي ورايد أبارك له


    _ ظهر ضيف من خلف باب منزله فالتزمت ورد الصمت، إلتفت إليها مصطفى وحثها على ضرورة معرفة ما يريده فأجابته بفتور:-

    ربنا يسهل


    _ جحظت عيني مصطفى على ردها المبهم وأسرع في التأكيد عليها:-

    مفيهش ربنا يسهل فيه هتعرفي يا ورد


    _ حركت رأسها مستنكرة وترجلت من السيارة، ألقت السلام على ضيف وقبل أن تسأله عن صفاء تفاجئت بيدها تشير من خلف الباب لكي تجذب انتباهها إليها


    _ ولجت نحوها سريعاً وتقابلن بالعناق كما حرصت ورد على التريث في حركتها لكي لا يؤلمها ذراعها المخلوع..


    _ شعرت ورد بحياء حين رأت عائلة ضيف، رحبت بهم مختصرة حديثها معهم ثم استأذنت منهن صفاء وصعدت إلى غرفتها لكي تنفرد بورد قليلاً لربما تستمد منها القوة لطالما لا تتحلى بها سوى في وجودها..


    ______________________________________


    _ أنهى محمود الإجراءات اللازمة لعمل جواز السفر لصباح، أصر علي ضايفتهم لكن طاهر أبدي رفضه وبشده، فما كان في يد محمود سوي شراء العصير الطازج لثلاثتهم..


    _ حمل أكواب العصير وعاد إليهم، ناول طاهر الجالس بجواره أولاً ثم إستدار بجسده للخلف لكي يعطي صباح مشروبها لكنها كانت شاردة الذهن لا تنتبه عليه


    _ أضطر محمود إلى إصدار حمحمة قوية لكي يجذب انتباهها مضيفاً:-

    إتفضلي


    _ انتبهت إليه فأعاد تكرار ما قاله:-

    اتفضلي العصير


    _ تناولته منه فلسمت يده الخشنة، قشعر بدنهم وكأنه حدث صاعق كهربي إهتز كليهما إثره، إبتلعت صباح ريقها وهربت بنظرها بعيداً عنه بينما إعتدل محمود في جلسته بشعور غريب تملك منه..


    _ دعس على المحرك وإبتعد عن المكان قاصداً العودة إلى منزل طاهر، لم يمنع نظريه من التطلع في ملامح صباح من المرآة الخارجية، ظهرت إبتسامة علي محياه فإنه على حافة تحقيق حلمه ..


    _ وصلا بعد عدة دقائق قليلة، ترجل طاهر أولاً وتبعه محمود ثم حان دور صباح التي تفاجئت أن هناك مشكلة في الباب فمحاولاتها على فتحه بائت بالفشل


    _ طرقت على النافذة فإنتبه كليهما لها، توجه نحوها طاهر فأشارت إليه بأن الباب والنافذة معطلان، حاول طاهر فتحه مراراً وكذلك فشل مثلها..


    _ تدخل محمود مطالباً بفرصته في النهاية هي سيارته ويجيد التعامل معها، حاول فتحها بشتي الطرق وعنيه معلقة على صباح التي شعرت بالخجل من نظراته التي لا تُرفع من عليها قط، نظرت أمامها أثناء نجاحه في فتح الباب تلك المرة


    _ تنهد براحة ثم تراجع للخلف تاركاً لها مجالاً للمرور، أولاها ظهره وقد تقوس ثغره للمرة الثانية بإبتسامة عذبة لا تظهر سوى أمامها بينما ترجلت صباح وتابعت سيرها إلى منزل مباشرةً دون أن تلتفت


    _ حمحم محمود ولم يود المغادرة قبل أن يأخذ منه ميعاداً لعقد القِران:-

    نكتبوا الكتاب ميتي يا صحابي؟


    _ طالعه طاهر لوقت لا يعلم سبيل للإجابة عليه، تولي محمود تلك المهمة التي يريد إنهائها في أقرب فرصة بقوله:-

    ياريت يبجي بكرة رايد أخلص كل حاجة جبل أيام السفر عشان بتبجي ملخبطة


    _ فكر طاهر لبعض الوقت ولم يري هناك أي مشكلات ليرفض فأسبق بالقبول متمنياً لهم السعادة:-

    على خير الله


    _ قابله محمود بإبتسامة عريضة تعجب لها طاهر لكنه لم يعقب، دعاه إلى الداخل لكنه رفض وأستأذن للمغادرة وبالفعل غادر بعد أن ودعه، إختلس النظر إلى نافذة غرفتها لعله يلمح طيفها


    _ إرتخت ملامحه بحزن حين لم يراها، أنتبه لقيادته وآلاف الأفكار قد راودته في تلك اللحظة، رسم مواقف عِدة لهما بقرب بعضهما البعض، ظهرت إبتسامته الثالثة اليوم فعلي ما يبدوا أن الأيام القادمة ستضحك في وجهه وتفرد له ذراعيها وتقابله بالقُبلات الحارة..


    ______________________________________


    _ صف مصطفى سيارته أمام باب السرايا فتفاجئوا بإطلاق النيران ترحيباً بعودة ورد إلى السرايا من قِبل رجال الغفر، شكلت إبتسامة سعيدة على محياها وكادت أن تترجل إلا أنه أوقفها بسؤاله:-

    سألتي صفاء ولا لاه؟


    _ إلتفت إليه ورد بوجه خجول، لا تعلم كيفية إخباره فيما لا يخصه ولا يعنيه، تنهدت بقوة مبدية تذمرها من سؤاله فهتف هو مستاءً:-

    جولي آه يا لاه بس إكده أنتِ اللي مصعباها على نفسك


    _ إبتلعت ريقها وألقت بالكلمة سريعاً:-

    أه


    _ ترجلت من السيارة سريعاً لكي تمنع أي أسئلة قد تقابلها منه بينما هلل مصطفى عالياً وهو يصفق بيديه:-

    يا حلاوتك يا ضيف ده أنت مش هتتعتج من تحت يدي


    _ ترجل هو الأخر ورافقها إلى الداخل، قابلتهم هويدا بالزغاريد التي عمت السرايا، أزاحت ورد عن وشاحها فظهرت إبتسامتها التي تغزو شفتيها الوردية، عانقتها هويدا بحب مرحبة بها:-

    السرايا زادت نور وبهجة بطلتك ورد


    _ بادلتها ورد عناقها بحب صافي، تدخلت السيدة نادرة نافية حديث هويدا بقولها:-

    لاه وأنتِ الصادجة ديي كانت مضلمة ومنورتش إلا بعودتها


    _ أقتربت منهن وقبلت ورد من وجنتيها بسعادة غامرة، بادلتها ورد إبتسامة عذبة وردت عليها بحياء معانق للإمتنان:-

    تسلمي يا ست نادرة بس هي كانت منورة بأهلها


    _ أسرعت نادرة بالرد عليها معدلة حديثها:-

    أول هام بطلي كلمة ست نادرة ديي جوليلي ياما كيف ما عتنادي أمك وتاني هام السرايا مكنش ليها طعم كانت ماسخة من غيرك شوفي يا ورد حتي لما كنا بتناجروا جصاد بعضينا كان ليه طعم تاني، حتي ديه كمان اتوحشته


    _ تدخل مصطفى رافضاً لذكر أي خلفات باتت في الماضي:-

    مناجرة إيه بس صلوا علي النبي


    _ تمتمت جميعن في آن واحد:-

    عليه أفضل الصلاة والسلام


    _ تابع مصطفى إسترساله بحثهم على خلق مواقف طيبة قائلاً:-

    مفيهش مناجرة بعد النهاردة، اللي جاي كلاته فرح وبس مرايدنش الحزن يدخل دارنا تاني واصل


    _ وافقته نادرة الرأي حيث أردفت:-

    عنديك حج يا ولدي اللي جاي إن شاء الله كلاته فرح، ربنا يسعدكم ويحلي أيامكم


    _ عقب مصطفى على قولها:-

    يارب، ويخليكي لينا يا سيدة الجصر


    _ تفاجئت ورد بتلقيبه لذاك المُسمي التي سبق ولقبتها به، إتسعت بؤبؤتي عينيها عليه وهي تحثه على عدم البوح بذاك السر، لم يكترث مصطفى لإشارتها الموحية إليه وبسذاجة هتف:-

    إيه يا ورد مش ريداني أخبرها إنك أنتِ اللي طلعتي عليها الاسم ديه؟


    _ صعقت ورد مما تفوهه للتو، لا تصدق أنه أخبر والدته بهذا بعد أن توطدت العلاقة بينهما أخيراً، تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها أهون عليها من نظرات الجميع المسلطة عليها


    _ كم تمنت لكمه وبقوة حتى لا يعيد تكرار فعلته الغبية تلك لكن هل هناك مرات أخرى؟ إنتبهت على صوت نادرة وهي تقول:-

    سيبها تجول ما بادلها ملكش صالح أنت


    _ على الرغم من ردها الذي فاجئ الجميع إلا أن ورد لم لتكن لتفوت تلك الفرصة قبل أن تضع بصمتها وترد له الصاع أضعاف، أنتبه مصطفى لضحكها الذي دوى في المكان من شدته


    _ رفع حاجبيها مستنكراً ضحكاتها وردد بفتور:-

    عجبتك جوي؟


    _ غمزت له ورد بإنتصار وأجابته بثقة:-

    جوي جوي


    _ عاتب مصطفى والدته رافضاً قلب الطاولة عليه:-

    الحج على أمي اللي سابت إبنها وجت في صفك أنتِ


    _ نهرته والدته بعصبية:-

    وهي إيه؟ ماهي بتي كيف ما أنت ولدي تمام


    _ أقتربت منها وأحاطت ورد فباتت الأخرى حبيسة ذراعيها ووصلت ما لم تنهيه:-

    وغلاوتها زادت الضعف بجت تلاتة!!


    _ لم يخفض مصطفى حاجبيه مذهولاً من الصفعات التي يتلقاها من والدته، على الرغم من كونه سعيد بهذا التغير الكبير إلا أنه لم يبديها لهم وتصنع إستيائه من تصرفاتها ليضيف لمسة مرحة للحوار:-

    لو أعرف إن الغلاوة بتزيد كنت حبلت مكانها


    _ إنفجرن ورد وهويدا ضاحكتين على داعبته عكس نادرة التي نهرته بقوة:-

    اتحشم يا ولد أنت راجل متجولش إكده


    _ دني مصطفى بخطاه منهن وهي يصيح عالياً:-

    أيوة أكده عرج الحنفاوة طلع أهاه مش هتتغيري واصل ياما لو علجوا فانوس على راس المعتوس


    _ برفق جذب ورد من بين يديها معتذراً لتصرفه:-

    معلاش بجا رايد أنفرد بمرتي حبيبتي هبابة


    _ بسلاسه وخفة حمل ورد بين ذراعيه وأولاهن ظهره فلحقت به السيدة نادرة بقولها:-

    واد يا مصطفى براحة على البنية


    _ لم يجيبها وأكتفي بالضحك فأعادت تكرار تحذيراتها:-

    بالهدواة يواد


    _ لم يستطع مصطفى التماسك لأكثر وانفجر ضاحكاً بقوة شاركته ورد في ضحكاته، سيطر على قهقهته بصعوبة وحاول طمأنة والدته بقوله مع آخر صعوده للأدراج:-

    متخافيشي ياما اني حنين جوي


    _ وجه بصره على ورد وسألها وهو يغمز إليها بخبث:-

    مش إكده ولا إيه يا ورد؟


    _ لكزته ورد بقوة في صدره فأوة بألم معاتباً إياها:-

    يدك بجت تجيلة جوي


    _ رفعت ورد كفها في وجهه مرددة:-

    الله أكبر كفاية يد واحدة هيبجوا التنين


    _ قهقه وهو يواصل مزاحه:-

    هبجي أتوضي وتاخدي مية وضوي تغتسلي بيها بسيطة يعني


    _ وضعها مصطفى على الفراش بحذر بينما حركت ورد رأسها مستنكرة تعقيبه عليها:-

    إيوة يعني أنت ناوي تحسدني ونقضيها غسيل بمية وضووك


    _ لم يعقب عليها تلك المرة بل خلع جلبابه سريعاً وكانت من نصيب الأريكة في إحتضانها تلك المرة، تابعت ورد ما يفعله بغرابة وقبل أن تسأله عما ينوي على فعله دوي صوته التي يحثها على الإنتباه له:-

    سيبك من الحديت اللي ممنوش فايدة ديه


    _ إعتلى مصطفى الفراش وفرد ذراعيه مرحباً بها في حضنه فلم تتردد ثانية وإقتربت منه حتى باتت بقرب قلبه شاعرة بنبضاته العنيفة أسفل أذنيها..


    _ أحاطها مصطفى بذراعيه حارصاً على عدم الضغط على كتفها لكي لا يسبب لها الألم، أخرج تنيهدة حارة وهتف براحة شعر بها للتو حين هدأت نبضات قلبه مستأنسة بقربها:-

    أأأأه، يا مرحب بيكي في مطرحك يا وردتي!

    عودة حميدة

    #يتبع

     تكملة الرواية من هناااااااا 

    لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كاملة من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

     مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا






    تعليقات