القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية مليكة الوحش الفصل الثامن عشر والتاسع عشر والعشرون للكاتبة ياسمين عادل

 


رواية مليكة الوحش الفصل الثامن عشر والتاسع عشر والعشرون للكاتبة ياسمين عادل






رواية مليكة الوحش الفصل الثامن عشر والتاسع عشر والعشرون للكاتبة ياسمين عادل



رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثامن عشر


- شهقت بصوتا مكتوما ووضعت يدها على فمها في رعب بينما ظل روكس محدقا بها وكأنه ينتظر رد فعلها. ظل الوضع هكذا لبعض الوقت حتى نظرت آسيل لباب الغرفه وكأنها تحاول الفرار منه فوجدت الكلب قد توجه لباب الغرفه ووقف حارسا عليه وكأنه يعلم خبايا عقلها

مدت يدها بجواها لتمسك بأي شئ تقذفه به فنبح الكلب بصوت عالي مخيف فأرتدت عما تفعله وهي تصرخ فزعا منه

روكس بنباح: هوووو هوو هوو

آسيل منتفضه: عااااا ياماامااا.


روكس: هووووووو هووو

آسيل بشبه بكاء: أهي لاااا أمشي من هنا هششش

روكس ناظرا إليها وكأنه يتفحصها: ...

آسيل بتوتر وأنفاسا لاهثه: أكيد الحيوان اللي زيك هو اللي حاطك هنا جمبي ما هو حيوان

روكس بغضب وكأنه متفهم لعبارتها: هووووووو هووو

آسيل بتألم: ااااه رجلي

- دلف جاسر في هذه اللحظه فأقترب منه الكلب وهو ينبح بهدوء. أنحني بجسده العريض القوي عليه وخلل أصابعه بفرائه الأسود الغزيز ثم أردف قائلا.


جاسر بتهكم: نمتي كويس أكيد!

آسيل باأمتغاض: ...

جاسر باأبتسامه: جدع ياروكس كنت واثق أنك هتم مهمتك كويس اوي

آسيل بنبره حاده: أطلع بره أنت والحيوان بتاعك ده انا بقرف من الكلاب

جاسر عاقدا حاجبيه: لمي لسانك، ده مش مجرد حيوان

آسيل بتهكم: اه عارفه انه كلب

جاسر بصرامه وصوت أجش: هعلمك حاجه، متدخليش تحدي أنتي مش قده ولا تفكري تعاندي معايا، عشان أنا في العند ماليش أخر ومحدش هيقدر عليا.


آسيل بتذمجر: مش عايزة أتعلم منك انت حاجه

جاسر مضيقا عينيه بغضب: الكلام خلص مسمعش كلمه تاني

آسيل عاقده ذراعيها أمام صدرها: مباخدش اوامر من حد

جاسر بنبره عاليه: كااااااثرين

كاثرين مهروله إليه: نعم ياسيدي

جاسر ناظرا لها بتحدي: هاتي علبة الأسعافات عشان المدام تغير على الجرح.


- حدقت عينيها به عقب كلمته الأخيره التي أيقظت بها آلما أعظم وأقوي من مجرد جرح في قدميها سيزول بزوال الزمن. آلما حفر في أغوارها بصمة لن تنساها فأبتلعت ريقها بصعوبه ووجهت نظرها للجهه الأخري بدون إي رد فعل، بينما وقف جاسر قبالة الشرفه واضعا يده في جيب بنطاله منتظرا كاثرين تحضر له صندوق الأسعافات الأوليه البلاستيكي. وما أن أحضرته له حتى ألتقطه منها وأمرها بالأنصراف خارج الغرفه، جلس على حافة الفراش بجوار قدميها بينما نظرت له بترقب تراقب أفعاله ثم أردفت بحده قائله.


آسيل بجديه: أنت بتعمل أيه

جاسر ممسكا بصندوق الأسعافات فاحصا لمحتوياته: ...

آسيل ممسكه بقدميها: لو فاكر أنك هتلمسني ولا تعملي حاجه تبقي غلطان و، أاااااه

- لم ينبث كلمه واحده بل سحب قدمها من بين قبضتها وجذبها إليه بقوة جعلتها تتأوي من الألم فصرخت به هاتفه

آسيل بتألم: اااااي أيه الغباوة دي هو كل حاجه عندك بالعافيه أوعي ياأخي ااااه.


جاسر قابضا على قدمها بغيظ: رجلك في أيدي متخلنيش أتهور عليكي وأنا دماغي جزمه

آسيل عاقدا حاجبيها: كويس أنك عارف، اوعي انا هتصرف مع نفسي

جاسر بعدم أهتمام: ...


- لم يهتم لحديثها الفارغ من وجهة نظره بل شرع في تطهير جرحها بالمواد المطهره بعد أن حل عنه الرباط الطبي. صب كل تركيزه فيما يفعله بينما سلطت آسيل نظرها عليه حيث بادلته نظرات الحنق والكراهيه ثم ذفرت أنفاسها الحارة ووجهت نظرها للجهه الأخري صوب الشرفه، في حين كان يضمد الجرح مره أخري ويحاوطه بقطع الشاش الطبي فهبت صارخه عندما شد الضماضه بقوة على قدمها ضاغطا على جرحها بدون عمد بسحب يده سريعا للخلف ناظرا لها بعدم فهم.


آسيل بصراخ: ااااااااي في حد يلف الشاش كده ياأخي اااااه

جاسر بأمتغاض: أحمدي ربنا أني أتنازلت أصلا وبربطلك رجلك

آسيل لاويه شفتيها: محدش طلب من جلالتك تتنازل وتتكرم وتتعطف وتربطهالي

جاسر ممسكا بقدمها مره أخري: أهو مزاجي كده

- دلفت كاثرين إليه لتبلغه بأتتهائها من وجبة الأفطار في حين كان جاسر قد أغلق الضماضه عبي قدميها جيدا فألتفت لها هاتفا

جاسر: في حاجه ياكاثرين؟


كاثرين: لقيت أنتهيت للتو من التجهيز لوجبة الأفطار ياسيدي

جاسر مومأة رأسه: أنا نازل، وهاتي للأستاذه فطارها هنا عشان مفيش نزول تحت

كاثرين بخطوات للوراء: أمرك سيدي

جاسر ناهضا من مكانه مشيرا لكلبه: روكس هو الحارس بتاعك الجديد ومفيش خطوه هتخطيها إلا وهو معاكي

آسيل واضعه كفيها على وجهها: الكلب! لا لا مبحبش الكلاب شوف اي حد تاني

جاسر مقتربا منها بمكر: تحبي أكون أنا الحارس الخاص بتاع سيادتك؟


آسيل دافعه إياه بحده: أبعد عني، ده على أساس أن في فرق

- ضيق عينيه بغيظ من تلك الكلمات السامه التي تلفيها على مسامعه وقرر عقابها على طريقته الخاصه فنظر لشفتيها باأفتراس قبل أن يطبق عليهما بشفتيه مقبلا أياها بقسوة. ظلت تدفعه عنها وحاولت الفرار منه ولكن كانت يديه أسرع إليها حيث أحكم قبضته عليها فلم تستطع الفرار، أبتعد قليلا وعلى ثغره أبتسامه خبيثه وأردف قائلا.


جاسر باأبتسامه واسعه برزت أسنانه البيضاء الناصعه: المرة الجايه معرفش هتمادي معاكي لحد فين، بس اللي متأكد منه أن التمادي بتاعي مش هيعجبك يا، ياعصفوره

آسيل محدقه بصدمه: ...

جاسر موليها ظهره: الف سلامه. عقبال المره الجايه.


- ظلت محدقه حتى بعد خروجه من الغرفه غير مستوعبه ما فعله معها للتو، أفاقت من ذهولها والغيظ يأكل كل جزء بداخلها، فكيف سترد له الصاع صاعين ولكن ماذا لو تمادي معها كما أفصح منذ قليل. أفكارا وتساؤلات كثيره أحتلت المكانه الأولي في عقلها ولكنها حتما ستجد أجابه

في اليونان حيث أستمر الحديث بين جوان وثروت.


ثروت متسائلا: ومين بقي اللي قالك كده؟ ده حتى ليث عمره ما حب حد يشتغل معاه ولا يشاركه في شغل، وأنا أهو عندك أكبر دليل. المال مالي والشغل يخصني ومع ذلك مش بدخل فيه

جوان بخبث: يابيبي هو أنا قولت تشتغل معاه ولا تتدخل، أنا بقول لازم كل فتره كده تنزل مصر تحسسه بوجودك، بقالك كتير منزلتش مصر يابيبي

ثروت بتأفف: أوووف أنتي عارفه أن الأنتربول مش هايسيبني ياجوي، أنا عليا حكم ب15سنه ولا أنتي ناسيه.


جوان لاويه شفتيها: أكيد مش هتغلب فأنك تعمل بسبور تاني بأسم تاني ياحبيبي

ثروت بتفكير: وأيه اللي جاب الحكاية دي في دماغك!؟

جوان بخبث: أصلي شايفه ليث مسيطر على كل حاجه ومش مديك قيمتك

ثروت عاقدا حاجبيه بغضب: قيمتي محفوظه سواء قعدت هنا أو في مصر. سمعاني ياجوان

جوان بدلال: حبيبي مقصدش كده أكيد قيمتك محفوظه في إي مكان، بس نفسي تنزل مصر معايا المرة الجايه

ثروت قاطبا جبينه: قريب ان شاء الله.


جوان في نفسها بمكر: قريب اوووي ياليث، قريب

بمداخل أحد الجامعات المصريه. كانت تقف سهيله على بوابة أحد المدرجات الدراسيه الواسعه برفقة زميلاتها بعد أداء أمتحان الفصل الدراسي التاني

نورهان بفرحه: yeeeees مش مصدقه أننا خلصنا الأمتحان دي أغلس مادة عدت عليا في حيااااتي اخيرا خلصت منها

سهيله ناظره لورقة الامتحان المطبوعة: متهيألي أكيد هجيب درجة النجاح، ماهو مينفعش أقل من كده.


سلمي بضيق: لا أنا هشيل المادة، الأمتحان كان زفت

سهيله: خلاص ياجماعه ياريت نقفل على الموضوع ده عشان أتخنقت أصلا ياريتني ما دخلت أمتحانات السنه دي

نورهان مربته على كتفها: خير متقلقيش ياسوسو هنعدي كلنا بأذن الله

سامر أتيا من الخلف: أزيكو يابنات، عملتو أيه في الأمتحان

سلمي باابتسامه: كان جميل وسلس

نورهان محدقه: سلس! سبحان مغير الاحوال

سامر موجها نظره صوب سهيله: وانتي يالولو عملتي ايه.


سهيله باأقتضاب: الحمد لله، عن أذنكوا لازم أروح

- تقدمت سهيله خطوات للأمام لكي تنصرف

ولكن لحق بها سامر بخطوات سريعه هاتفا

سامر: سهيله. يااسوو

سهيله ملتفته بغضب: في أيه ياسامر؟! أزاي تنادي عليا كده بعلو صوتك وسط الجامعه

سامر: خلاص متزعليش، أصلي عايزك في حوار كده

سهيله بتذمجر: خير!

سامر بتردد: أصل موضوع أختك للأسف معرفتش أتصرف فيه. عيسي حاول والله بس موصلش لحاجه

سهيله بضيق: ميرسي على تعبك، عن أذنك.


سامر واقفا أمامها: أستني بس أخلص كلامي

سهيله بتنهيده: إيه تاني ياسامر

سامر بعيون لامعه: أنا، أنا بحبك ياسهيله

سهيله بعدم ذهول: بجد! أمممم وبعدين

سامر ماسكا كفها: مش بهزر انا بتكلم جد، بحبك وعايز أتجوزك

سهيله جاذبه يدها وهي محدقه: تتجوزني!؟ وسعت منك المره دي ياسامر، أول وأخر مره تمسك أيدي فيها. سامعني

سامر ببراءه: حاضر، بس أرجوكي تصدقيني وانا هعمل المستحيل عشانك

سهيله مولياه ظهرها: عن أذنك أتاخرت.


سامر: مش هسيبك ياسهيله، حتى لو هتوصل أني أجي لحد بيتك

سهيله بعدم أهتمام: ...

- جلست لميا بغرفتها بعد أن أدت فريضه المغرب تسبح لله ناظره للسماء حيث ملكوته وعلاه فتنهدت بحراره وأخفضت رأسها للأسفل في أسي وهي ترثي حالها وتشكوه للمولي. فدلفت إليها أبنتها بوجه مكفهر عابس هاتفه

سهيله باأختناق: أخو سامر معرفش يتصرف ياماما.


لميا لاويه شفتيها بتهكم: هو خطيبها حضرت الظابط عرف يتصرف لما الغريب هيعرف يابنتي، أنا سلمت أمري لله خلاص. داخلين على شهرين ولا حس ولا خبر

سهيله بترقب: يعني أيه الكلام ده؟

لميا ناهضه من على الأرضيه: ميعنيش حاجه، أنا هاروح أشوف الأكل قبل ما أبوكي يرجع من المكتب

- توجهت بخطوات بطيئه نحو الغرفه الصغيره الخاصه بأعداد الطعام وقفت أمام المدفأه الكهربائيه ( الميكرويف ) تحدث عقلها.


لميا لنفسها: شهربن يابنتي لا حس ولا خبر، ياتري جرالك أيه عايشه ولا ميته سليمه ولا مكسوره، عايزه أعرف بس عشان أستريح ولو ليكي جثه أروح أدفنها وأبكي عليها، طب لو عايشه هتبقي عايشه أزاي تحت رحمة واحد زي ده لاحول ولا قوة إلا بالله يارب ريح قلبي ووصلني للحقيقه، قلبي بيقولي عايشه. بس أكيد أتكسرتي يابنتي.


- وبينما كانت منهمكه في تفكيرها وصل رؤؤف للمنزل بعد غياب يومان لظروف العمل، فذهبت إليه تسأله عن إي جديد يخص أبنتها

لميا بلهفه: رؤؤف حمدالله على سلامتك، طمني وصلت لحاجه؟!

رؤؤف عاقدا حاجبيه: لا يالميا، كلمت الغريب والقريب وخليت ناس تتوسطلي ومحدش برده عرف يوصل لحاجه

لميا بحده: يعني أيه الكلام ده، ليه كل السكك بتتقفل في وشي كده

رؤؤف بهدوء: أهدي يالميا من فضلك، ضغطك هيعلي.


لميا بلهجه مستنكره و مفرطة العصبيه: أهدا! بتقولي أهدا وانا شهرين معرفش حاجه عن بنتي طبعا ماهي لو كانت بنتك مكنتش هتبقي هادي كده و...

رؤؤف مقاطعا بنظرات مشتعله ونبره صارمه: لمياااااااا، أنتي أتجننتي! أياكي أسمع منك الكلام الفارغ ده مره تانيه

لميا بدموع: ...


- أرتدي ملابسه المكونه من قميصا أسود اللون يأخذ شكل الجسم ومبرزا لعضلات ذراعيه المفتولتين وأعلاه ستره من اللون الرصاصي القاتم وبطال من نفس لون الستره حيث أضفت عليه الالوان القاتمه غموضا أكثر من غموضه، مشط شعره الأسود الغزير ثم وضع عطره النفاذ ذات الرائحه الجذابه وتأكد من أكتمال هيئته بالمرآه العاكسه ثم توجه للخارج هابطا للأسفل

كاثرين: سيدي. هل ستعود لمدينة القاهره؟


جاسر ضابطا لوضعية سترته: أيوة، ليه في حاجه!؟

كاثرين: لا شئ، ولكن أخبرني متي ستعود حتى أعد لك وجبة العشاء

جاسر قاطبا جبينه: لامتعمليش حسابي عشان هتأخر النهارده، ومتنسيش الأستاذه اللي جوه تخليها تاكل عشان في علاج بتاخده بعد العشا

كاثرين بخبث: لا تقلق سأعتني بها جيدا

جاسر بعدم أهتمام: ماشي.


- أنصرف جاسر متوجها للخارج وأنطلق بسيارته نحو المدينه، بينما دلفت كاثرين لتطمئن على آسيل فوجدتها جليسة فراشها لا تتحرك خوفا من ذلك الكائن الذي تركه جاسر حارسا لها

آسيل بلهفه: كاثرين، بليز أتصرفي في الكلب ده أنا خايفه أقعد لوحدي

كاثرين بأبتسامه: لاتقلقي سيدتي، روكس حيوان أليف للغايه إذا أحببتيه وأغمرتيه فدفئ أصابعك على ظهره ستنولين أفضل وأوفي صديق

آسيل ناظره للكلب: لل ل لأ برده أبعديه عني.


كاثرين قابضه على شفتيها: لا أستطيع مخالفة أمر سيدي الشاب خاصة بعد فرارك الأخير لقد أوضعتيني في موقفا صعبا معه

آسيل بتنهيده: يعني هفضل مسجونه هنا!

- بينما كانت تتحدث آسيل أخترفت أنفها رائحه نفاذه ليست غريبه عليها فدققت حاسة الشم لديها ثم هتفت قائله

آسيل عاقده حاجبيها: أيه الريحه دي؟ مش غريبه عليا

كاثرين: يبدو أنه عطر سيدي الشاب الجذاب والقوي.


آسيل لاويه شفتيها: جذابه! دي برفن أستغفر الله العظيم يقلب المعده

كاثرين في نفسها بأبتسامه عفويه: يبدو أن عطره جذب أنفك إليه ولكنها المكابره والعناد ياصغيرتي

- كان جاسر يقود سيارته بثبات وسرعه مقبوله منفثا في سجائره يشغل عقله الكثير من الأمور، وبينما هو كذلك أذ بهاتفه يعلن عن أتصال هاتفي من أحدي أفراد الأمن بشركته فأعترته الحيره وقرر الأيجاب لعل أمرا ما قد حدث.


جاسر بنبره صلبه وصوت جهوري: أيوة. خير، أييييه، مين ده اللي مسكتوه في مكتبي، الظابط اللي جه من يومين

( أشتعلت عينيه وتحولت لعيون مفترسه مشتعله، تتشوق للأنقضاض على فريستها. حيث بدأت أنفاسه تشع بالحراره الناجمه عن صدره المشتعل من الغضب وأردف بنبره صارمه ولهجة آمره قائلا، ).


جاسر بعينين كالصقر: خلصوا على إي حد يدخل الشركه بدون أذني أو علمي، أستني أستني محدش يجي جمبه أنا في طريقي ليكوا، وأنا هتصرف معاه بنفسي...


رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل التاسع عشر


- ما أن علم جاسر بوجود أمجد داخل شركته بل والأدهي أنه أستطاع أختراق أفراد الأمن والتواجد داخل مكتبه. حتى غلي الدم بعروقه وبدأ يفقد توازن تفكيره، ولكنه تحكم بأنفعالاته حتى يستطيع التخلص منه بطريقه دبلوماسيه لا تحيطه بالشبوهات. لمعت عيناه وأزادت بريقا عندما خطر بباله فكره شيطانيه ستمكنه من التخلص منه بدون اللجوء لطريق الدماء.


- بينما كان عيسي متواجد مؤخرا بالشركه بعد علمه بدخول أمجد وأقتحامه الشركه سرا.

عيسي شزرا: ما أنتم شوية بهايم وإلا مكنش دخل وأنتوا واقفين كده

أحد أفراد الأمن: ياعيسي بيه محدش شافه ولا حس بيه، ده دخل من البوابه الخلفيه من عند المخازن وعامل المخازن أجازة النهارده

عيسي بحده: ولما عامل المخازن أجازة مفيش حد يسد مكانه ليه.


( وصل جاسر في هذه اللحظه حيث صف سيارته سريعا ودلف للداخل على وجه السرعه متشوقا لهذا اللقاء )

جاسر بلهجه صارمه: فين الباشا!؟

أحد أفراد الأمن ناظرا للأسفل: قفلنا علية مكتب سكرتيرة حضرتك

جاسر مضيقا عينيه بغضب: خلي أتنين واقفين هنا وأتنين يجوا معايا، وأكيد الباشا ( مشيرا لعيسي ) داخل معايا

عيسي لاويا شفتيه: أه.


- دلف جاسر للداخل متوجها صوب غرفة السكرتيرة الخاصه به بصحبة أثنين من رجال الأمن وعيسي ثم أمر أحدهم بفتح الباب، فزجد أمجد جالسها على أحدي المقاعد متفحصا لبعض الأوراق وما أن رأه حتى وجه له بصره دون أدني أهتمام منه مما أثار حنقه فأردف بنبره بارده قائ

جاسر ببرود: حضرتك بتعمل أيه في مكتبي بدون أذني وتفتش في ملفات شغلي وكمان بعد أنصراف الموظفين، ده يأكد أن نيتك مش سليمه.


أمجد تاركا الأوراق: حبيت أتأكد من حاجه، بس شكلك مدقدق ومش سايب وراك فتله واحده

جاسر بأبتسامه واسعه برزت أسنانه: أسيب أيه ومسيبش أيه؟ كلامك شبه الألغاز ملهوش معني. وكل اللي هعمله أني هتخذ ضدك أجراء قانوني ياحضرت الظابط

أمجد عاقدا حاجبيه: تقصد أيه؟!

جاسر مضيقا عينيه: الشرطه زمانها جايه في السكه، أصلي بلغت أن في حرامي أقتحم شركتي وأكيد هما هييجوا يشوفوا شغلهم. مبحبش أضيع وقت أنا و أيه؟


أمجد في نفسه: أاااه يابن ال...

- ما هي إلا دقائق معدودة حتى حضرت قوة من الشرطه لمقر الشركه للبحث في الأمر وبشأن البلاغ الذي قدمه جاسر أثناء طريقه للشركه...

أمجد بعصبيه مفرطه: أنت أتجننت يابني؟ بقولك أنا الرائد أمجد محمود أدارة المكافحه ووريتك الكارنيه

الظابط بتنهيده: متأسف يافندم، عندي أوامر من العقيد سامي بأحضارك فورا

أمجد رافعا حاجبيه: أيه! أنا؟


الظابط قابضا على شفتيه: ياريت تتفضل معانا من غير شوشرة وهناك حضرتك تقدر تتصرف معاهم أنا مجرد بنفذ أوامر.


- نظر أمجد له ( جاسر ) نظرات متوعده ناريه فبادله بنظرات منتصره متشفيه. فلقد سقط بالفخ الذي صنعه له بكل سهوله وبدون عناء، توجه أمجد بصحبتهم دون الأزدياد من المجادله حفاظا على هيبته أمام ذلك الغامض. بينما شدد جاسر في تعليماته على العاملين بشركته بعد أن تم طرد طاقم أفراد الأمن الذي العاملون لديه، وأمر عيسي الأهتمام بأحضار طاقم أخر أكبر وأقوي.


- بعد أن أستقبل العقيد سامي ( أمجد ) بنفسه قام بتوبيخه توبيخا حادا عنيفا لعدم الأنصات لأوامره وتنفيذها

سامي ضاربا على سطح المكتب الخشبي بقوة: أنت أكيد أتجننت ياسيادة الرائد، مش معاك أذن نيابه وكمان تقتحم شركته وهو مش موجود، دي فيها جزا ياأستاذ

أمجد قاطبا جبينه بحنق: يافندم أعذرني أنا واحد خطيبته أختفت وصاحبه ميعرفش راح فين، وكمان طقم شرطه كامل محدش عارف عنهم حاجه كان المفروض سيادتك ت...


سامي مقاطعا بنبره حاده: أنتباه ياحضرت الرائد وتخلي بالك من صوتك وانت واقف قدامي، ومش أنت اللي هتعرفني أيه المفروض. أنا حذرتك كتير ياأمجد لكن أنت منفذتش أوامري وأنا مضطر أتعامل معاك رسميا، أنت متحول للتحقيق ياحضرت الضابط

أمجد فاغرا شفتيه في صدمه: هااااااااا.


- وصل جاسر لقصره الفخم وتعدي بوابات القصر الحديديه ثم دلف للداخل بخطوات سريعه متجها صوب مكتبه بعد أن أحضر زجاجة خمر وكأسا يرتشف به. جلس على مقعد مكتبه الوثير مستندا بقدمه أعلي المكتب وبدأ يرتشف بعد القطرات المسكره بعد أن سكبها في كأسه المدهب، ألتقط هاتفه وقام بالضغط عليه عدة ضغطات ثم وضعه على أذنه منتظرة رد من المتصل به.


جاسر بنبره جديه: أيوة ياكاثرين. أيه الأوضاع عندك؟ طب وهي كويسه، خدت دواها ولا لأ، طب تمام، لا لا أنا مش راجع النهارده، أوكي سلام

- ما أن أغلقت كاثرين الهاتف حتى أنطلقت صاعده الدرج الخشبي لتطمئن عليها. فرغت شفتاها عندما وجدتها تقوم بقص قطع القماش وحياكتها فأردفت قائله

كاثرين محدقه: ماذا تفعلين سيدتي؟

آسيل ممسكه بقطع القماش: بعمل أزدال ومصليه

كاثرين رافعه حاجبيها: ألهذا قمتي بطلب أدوات الحياكه؟!


آسيل بثبات: أيوة

كاثرين باأبتسامه: لعل الله يتقبل عملك سيدتي

آسيل باأمتغاض: أنا عايزة أنزل من هنا

داثرين عاقده حاجبيها: إلى أين؟

آسيل ناظره لروكس: إي مكان غير الأوضه الكئيبه دي وبعيد عن الكائن ده

كاثرين بضحكه خافته: ههههههههه لا أعرف سر بغضك لذلك الكلب الأليف، ولكن دعيني أساعدك أذا في هبوط درجات الدرج الخشبي حتى لا يصيبك مكروه. فما زالت قدماكي مصابه

آسيل وقد أنفرجت أساريرها: موافقه.


- نهضت آسيل من مجلسها بمساعدة كاثرين. فنهض روكس سريعا من مجلسه عندما رأها تتحرك من مكانها فأرتعدت آسيل خوفا منه بينما حاولت كاثرين التهدئه من روعها

كاثرين بنبره رخيمه: أقسم لكي أنه لن يصيبك بمكروه، سيقوم بحراستك فقط

آسيل بتردد: مااشي.


- أنطلقت كاثرين للخارج مستنده عليها آسيل بخطوات ثقيله متباطئه ولحق بهم روكس يسير خلفهم بخطوات بطيئه أيضا، هبطت بها للحديقه الواسعه الفسيحه الملحقه بالقصر وأجلستها على أحدي الطاولات ثم ذهبت تحضر لها مشروبا ساخنا كما طلبت، بينما جلس روكس منبطحا على بطنه أمامها فنظرت له بتوجس ثم نظرت للجهه الأخري بعدم أهتمام. حضرت كاثرين بعد قليل ممسكه ب ( فنجان صغير ) به قهوة ساخنه وقدمته لها، بدأت ترتشف آسيل منه فجذبها مذاقها اللذيذ بينما صرحت لها أن تلك هي قهوة جاسر المفضله فقطبت جبينها بأستنكار ولم تكمل أرتشافها.


- بينما كان جاسر مستقلا أريكته المريحه شعر بثقل رأسه فنهض عن مكانه بترنح متأثرا بالخمر الذي أحتساها، صعد غرفته ثم دلف للمرحاض الخاص به. وقف أسفل صنبور المياه الكبير وما زال مرتديا ملابسه كامله يحاول التخلص من ألم رأسه الذي هاجمه فجأة، فبدأ يستعيد وعيه رويدا رويدا حتى شعر ببرودة المياه على ملابسه المبتله. فدلف خارج حوض المياه الكبير بعد أن أغلق الصنبور، وخلع عنه ملابسه المبتله عنه ثم حاوط خصره بمنشفه قطنيه و دلف خارج المرحاض.


نفض رأسه بقوة حتى يتخلص من تلك القطرات العالقه بفروة رأسه ثم خلل أصابعه داخل شعره الغزير ليعدل من وضعيته، وأستلقي على فراشه بأسترخاء تام. شعر بعدم رغبته في المكوث أطول في ذلك الصرح الكبير ( القصر ) ورغبته في العودة مرة أخري لمزرعته فنهض من مجلسه وشرع في أرتداء ملابسه من جديد للعودة لمزرعته.


- كان الوقت مقاربا للفجر عندما وصل جاسر لمزرعته من جديد، فوجدها جالسه بالحديقه شاردة غير شاعرة بمن حولها حتى أنها لم تشعر بوجوده، فدلف داخل القصر بهدوء بعد أن صف سيارته أمام القصر وتوجه لغرفة مكتبه

كاثرين بأندهاش: سيدي! أعتقدت أنك لن تحضر الليله كما أفصحت لي

جاسر ببرود: عادي خلصت اللي ورايا وجيت

كاثرين باأبتسامه: هل من شئ أقدمه لك

جاسر جالسا على مقعد مكتبه: آه. عايز القهوة بتاعتي و...


( في ذلك الحين. نهضت آسيل عن مكانها وسارت بخطوات ملتويه حيث مازالت أصابه قدميها تاركه أثرا مؤلما بها. توجهت نحو حوض المياه الواسع الكبير ( البسين ) حيث نظرت على أنعكاس صورتها بالمياه وأخذت تتمعن النظر بها، أقتربت أكثر من المياه فخانتها قدميها التي آلمتها بشده عقب التحميل الزائد عليها وفقدت توازنها ساقطه بالحوض. فنبح الكلب عاليا وظل ينبح وينبح حتى وصل نباحه لجاسر الذي هب من مكانه زعرا ووقف أمام الشرفه ينظر ماذا حدث، ففر شفتيه في صدمه وخلع عنه سترته وألقاها أرضا بأداء سريع حيث ركض نحو حوض المياه بخطوات سريعه للغايه، في حين كانت آسيل تحاول الصعود لأعلي المياه ولكنها سقطت بالجزء العميق من الحوض ولم تسعفها قدمها المتألمه وبرودة المياه القارسه على النجاه بنفسها. وصل جاسر للحوض ثم ألقي بجسده داخل المياه وقام بجذبها إليه سريعا وتوجه بها لحافة الحوض، أمسكت بها كاثرين في حين كان يصعد هو للأعلي وقام بأنتشالها سريعا. كانت ترتعش بين يديه وشفتاها تزرقت وتغير لونها من شدة البرد حيث كانت المياة باردة للغايه، فقام جاسر بخلع قميصه المبتل وضمها لصدره العاري محاوطا أياها بقوة حتى تستمد الدفئ من جسده الساخن، كانت كاثرين تتابع الموقف بثبات فهي تعلم أن لا شئ يحدث تحت مسمي الصدفة فا لابد وأن القدر يرسم لهم الطريق الأسهل. كانت اللهفه والخوف باديا عليه بشده، فقد كانت ترتعش ويضمها إليه أكثر وأكثر، فحملها بين ذراعيه بخفه وصعد بها راكضا لغرفته وأمر كاثرين بتحضير مشروبا ساخنا يساعدها على الدفء، دلف غرفته ثم وضعها بهدوء على الفراش وجلس قربها.


بدأت تستكين بين أحضانه ومازالت غير مدركه لما يحدث حولها من هول الصدمه التي تلقتها عقب سقوطها، مسح بيده الصلبه على وجهها مزيلا تلك الخصلات التي تحجب عنه رؤية وجهها بوضوح ثم تمعن النظر إليها. شعر بأنفعالاتها التي ظهرت في شكل إيماءات واضحه على وجهها، فتنهد بحرارة قبل أن يضمها إليه مره أخري ثم أمسك بكفها البارد وبدأ يلامسه بأنفاسه الحارة حتى يدب فيه الدفء مره أخري. دلفت كاثرين في ذلك الحين ممسكه بكوب من الأعشاب الساخنه، لم تعتريها الصدمه مما رأت فهي تشعر بشيئا ما يكنه جاسر داخله أتجاه تلك الأسيرة، فأبتسمت بعفويه قبل أن تردف قائله.


كاثرين: لقد أعددت مزيجا من الأعشاب المفيده لكي تقيها من الأصابه بالبرد

جاسر بهدوء: تعالي ياكاثرين ساعديها تغير هدومها المبلوله دي، وانا هغير هدومي في الأوضه التانيه لحد ما تخلصي

كاثرين بخبث: أأحببتها؟!

جاسر محدقا بذهول: أنتي بتقولي أيه؟! انتي أتجننتي ولا أيه

كاثرين مضيقه عينيها: أعي ما أقول، فلم أعيش معك القليل حتى أعرف خبايا عقلك وما تكنه داخلك

جاسر موليها ظهره: شكلك خرفتي

كاثرين: ولما لا، فليس ا...


جاسر مقاطعا: مينفعش، أنا منفعش ولا أحب ولا أتحب

كاثرين بنبره رخيمه: سيدي. الحب ليس برغبتنا، لقد أوضعه الله بداخلنا دون...

جاسر مقاطعا: كاثرين، قفلي على الكلام الفارغ ده وحتى لو بحبها، هدوس على الحب ده برجلي. متخلقتش لسه اللي هتجيبني الأرض

كاثرين محدقه: ولما تلك الأعتقادات الخاطئه و...

جاسر بتنهيده: يمكن لو الظروف غير كده كان ينفع.


كاثرين بضيق: مازلت تحمل بداخلك روحا حنونه، خبئتها عن الجميع وفضلت أعطائها لواحدة فقط. سيدتي مودة، فلما لا تعطي لقلبك فرصه للنبض من جديد بعيدا عن كل هذا الجبروت

جاسر بحده: قولتلك قفلي على الكلام ده، أنا سايبلك الأوضه كلها وغاير في داهيه أووووووف

كاثرين بضحكه خافته: ههههه نعم أنه الحب إذا.


- جلس جاسر بمكتبه بعد أن بدل ملابسه بأخري، حيث أرتدي بنطالا رياضيا من اللون الازرق القاتم وتيشرت قطني من اللون الأبيض منقوشا عليه عبارات أنجليزيه باللون الأزرق، جلس على مقعده المفضل ( مقعد متأرجح ) وظل يتحرك به بهدوء. وبجانبه روكس منبطحا على بطنه، دلفت إليه كاثرين بخطوات ثابته ثم أردفت قائله.


كاثرين: لقد قمت بتضميد جرحها من جديد، وساعدتها في أرتداء ملابس أخري. كما قمت بتبديل الملأه الخاصه بالفراش حيث أنغمرت بها المياه أيضا

جاسر بدون إلتفات إليها: كويس، خدي روكس خليه يطلع فوق

كاثرين مشيره لروكس: هيا بنا ياعزيزي، هل أقوم بتجهيز غرفتها لكي تمكث بها عوضا عن غرفتك؟

جاسر ممسدا على شعره: لأ. مش لازم

كاثرين منصرفه: كما تحب.


- قضي ليله المظلم شاردا. لم يتركه مشهد وجهها المبتل الذي تغير لونه على أثر البرودة، حاول التخلص من التفكير بها ولكن دون فائده، فلقد علقت برأسه وكأنها أقسمت على عدم تركه هذه الليله. حتى بدأت الشمس تخلل خيوطها الذهبيه على المكان، هنا فقط بدأت الغفوة تعرف طريقها لعينيه.


بينما فتحت آسيل عينيها بتثاقل شديد، حيث شعرت بآلاما تجتاح عظامها فتحاملت على نفسها لكي تضبط من وضعيتها في الجلوس. حاولت تذكر ما حدث قبل ساعات ولكنها لم تتذكر شيئا ولكنها لاحظت تبديل ملابسها مما جعلها ترتعد حيث كانت مخيلاتها واسعه أبعد عن الحقيقه كثيرا فهتفت بصوت مختنق مناديه على كاثرين التي أتت إليها مهروله للأطمئنان عليها

كاثرين بأابتسامه: صباح سعيد سيدتي

آسيل بذعر: مين غيرلي هدومي!؟


كاثرين بتفهم: أنا وليس غيري

آسيل بأرتياح: ليه!؟ أيه اللي حصل

كاثرين مقتربه بخطواتها: لقد سقطي أمس في حوض المياة بالحديقه وأحضرك السيد الشاب إلى هنا

آسيل باأمتغاض: وبعدين!؟

كاثرين: ليس أكثر من ذلك، ألا تتذكرين شيئا على الأطلاق

آسيل محركه رأسها بالسلب: خالص

كاثرين بخبث: لقد كان سيدي قلقا عليكي للغايه حتى أنه أحتواكي بين أحضانه حتى تهدأ برودتك

آسيل محدقه عينيها، فاغره شفتيها: هااا.


كاثرين باأبتسامه: كما سردت لكي

- أستمعت كاثرين لصوت أبواق سيارة ما تقترب من بوابة القصر، فأقتربت من الشرفه سريعا لتكتشف من الزائر. فوجدت مودة تدلف خارج السيارة متوجهه صوب حارس البوابه فشهقت بفزع قبل أن تردف قائله

كاثرين بتوتر: أنها سيدتي الصغيرة مودة، أرجو منكي أن لا تفسدي الأجواء فأن السيده الصغيره تأتي كل أجازة سنوية لتقضيها مع أخيها الأكبر و...

آسيل مقاطعه: بسسسس أسكتي شويه صغيرة مين وأخت مين.


كاثرين بخطوات للوراء: أنها الأخت الصغري للسيد الشاب. أستأذنك بالأنصراف

آسيل في نفسها وقد لمعت عيناها: أخته! أممممممم

- هبطت كاثرين سريعا لغرفة المكتب لتوقظ جاسر من نومه المتقطع

كاثرين: سيدي، سيدي أرجوك أفيق

جاسر بفزع: أنتي في حاجه في دماغك اكيد، في حد يصحي حد كده

كاثرين مبتلعه ريقها بصعوبه: لقد وصلت سيدتي مودة

جاسر باأبتسامه واسعه: مودة. طب وسعي كده خليني أروح أشوفها.


كاثرين بقلق: سيدي، لقد نسيت أمر آسيل القابعه بغرفتك

جاسر قابضا على شفتيه السفلي: نهار أبيض، طب أطلعي فهمي المجنونه اللي فوق أحسن لو كررت اللي عملته مع جوان وربي ما هرحمها

كاثرين مبتلعه ريقها بصعوبه: أمرك.


- صعدت كاثرين للأعلي بينما دلف جاسر خارج مكتبه وتوجه نحو البوابه الحديديه لأستقبال صغيرته التي يعشقها وما أن رأته مودة حتى ركضت إليه ملقيه بجسدها بين أحضانه فضمها إليه بشوق ثم ربت على ظهرها بحنو بالغ هاتفا ب...

جاسر بنبره رخيمه: وحشتيني ياقمورتي

مودة قابضه عليه: أنت واحشني أكتر بكتيرررر، بس زعلانه منك عشان مجيتش تاخدني زي كل سنه.


جاسر ممسكا برأسها بين يديه: معلش ياحبيبتي أعذريني الشغل كان واخد كل وقتي

آسيل مطله برأسها للأمام عبر غرفتها: ياسبحان الله، اللي يشوفه دلوقتي ميشوفهوش وهو عامل فيها شبه الأسود والديابه

كاثرين باأبتسامه خبيثه: تلك هي البقعة البيضاء التي ما زالت تنير قلبه، مازالت حيه وتنتظر أن يحييها أحد

آسيل عاقده حاجبيها: ...

كاثرين: هيا بنا ندلف للداخل سيدتي

آسيل محدقه: لا مش هدخل ؛ ده انا هنزل.


كاثرين بفزع: هاااااا لا لا أنتظري أرجوكي، ياللهي ماذا يدور برأسك؟

- كانت مودة جالسه بجوار جاسر في قاعة القصر الفسيح تتودد معه في الحديث فلمحت آسيل هابطه على الدرج. ضيقت عينيها في حيرة قبل أن تردف قائله

مودة بفضول: مين دي ياجاسر

جاسر موجها نظره للجهه الأخري بحنق: ...

آسيل باأبتسامه مزيفه: صباح الخير

مودة قاطبه جبينها: صباح النور، أنتي مين؟!

آسيل رافعه حاجبيها: معقول جاسر مكلمكيش عني، أنا آسيل.


مودة بذهول: ...

آسيل باأبتسامه واسعه: أبقي مرات أخوكي

مودة فاغره شفتيها: هاااا

جاسر مصرا على أسنانه بغيظ: آه يابنت ال...


رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل العشرون


- فرت مودة شفتيها في صدمه ثم نظرت لجاسر نظرات مذهوله متسائله

مودة بصدمه: أنت أتجوزت ياجاسر؟! أمتي وأزاي متقوليش

جاسر ناظرا لآسيل بحده: كل حاجه جت فجأة يادودي أنا حتى معملتش فرح

آسيل مؤكده: أه فعلا مكنش في فرح

مودة باأبتسامه: مبروك ياجاسر مع أني زعلانه عشان طلعت أخر من يعلم

جاسر محاوطا خصرها بيده: معلش ياحبيبتي، الحكايه جت بسرعه

مودة موجهه بصرها لآسيل: أنتي أسمك أيه بقي

آسيل بنبره عذبه: آسيل.


مودة باأبتسامه واسعه: أسمك جميل أوي، أنتي عندك كام سنه

جاسر جاذبا أياها: مودي، هنتكلم في الشكليات دي بعدين. المهم تعالي معايا عشان...

آسيل جاذبه أياها من معصمعا: لأ. هتيجي معايا أنا، تعالي يامودة

- أستسلمت لها مودة وذهبت بصحبتها إلى حيث تريد، بينما تسمر جاسر بمكانه شاعرا بريبه، وحك رأسه بتفكير قائلا في نفسه

جاسر في نفسه: مش مستريح أنا للحركه دي، ربنا يستر.


- توجهتا الفتاتان إلى حيث الحديقه الواسعه وجلسا على أحدي الطاولات، بينما دلف جاسر لغرفة مكتبه وتابعهم من خلال الشرفه عن كثب مترقبا لتصرفات آسيل بينما دلفت أليه كاثرين هاتفه

كاثرين بتوجس: هل من جديد؟

جاسر مضيقا عينيه: مش مستريح لحركتها دي، أحنا مش حبايب عشان تعامل مودة بالطريقه اللطيفه دي

كاثرين لاويه شفتيها: ...


حاسر ملتفتا إليها: أعملي لمودة الهوت شوكليت بتاعها وشوفي آسيل كمان لو هتعمليلها، وأشتكشفي بنفسك بيتكلموا عن أيه كل ده

كاثرين مومأة رأسها: أمرك

- بالفعل توجهت كاثرين لغرفة أعداد الطعام ( المطبخ ) لتعد مشروب الشيكولاته الساخنه الذي طالما عشقته مودة وخاصه من صنع كاثرين، ثم توجهت لهم بخطي ثابته

مودة باأبتسامه واسعه: يعني أنتي محاميه شاطره بقي

آسيل باأبتسامه حزينه: مش أوي يعني.


مودة بمرح: أنا بقي لسه مخلصه ثانوي وان شاء الله جاسر وعدني يسفرني أكمل تعليمي بره

آسيل: عايزة تسافري فين؟

مودة: يعني لو مدخلتش جامعة كاليفورنيا، يبثي جامعة كامبردج

كاثرين قاطعه حديثهم: سيدتي الصغيره، أعددت لكي مشروب الشيكولاته الساخن

مودة ملتقطه المشروب بلهفه وأبتسامه واسعه: الله عليكي ياكوكي ميرسي

كاثرين باأبتسامه عفويه: تفضلي سيدتي آسيل، مؤكدا سيحوز على أعجابك

آسيل بهدوء: شكرا ياكاثرين.


مودة هاتفه: المهم بقي أني مستنيه ورق مدرستي يخلص ويتمضي عشان أقدم بقي وأسافر

آسيل: ربنا معاكي يادودي

مودة مرتشفه مشروبها: أشربي أشربي، الهوت شوكليت بتاع كوكي لا يعلي عليه، وكلميني عن دراستك عامله أزاي

- دلفت كاثرين لجاسر مرة أخري بينما كان مستمرا في متابعة الموقف فهتفت قائله

كاثرين بهدوء: لا تقلق، أحاديثهم عامه يغمرها الود

جاسر بتفكير: ماشي.


كاثرين مضيقه عينيها بخبث: أري أن تنضم إلى مجلسهم فسيدتي الصغيره تشتاق أليك، كما أن وجودك ضمان لتفادي إي خطأ

جاسر بتفكير: صح، شويه كده وأعمليلي قهوتي وهاتيها بره

كاثرين بأنتصار: أمرك.


- تم التحقيق مع أمجد في أمر أقتحامه لشركة العرب جروب، فتم أيقافه عن العمل لمدة شهرين ونقله لأدارة أخري حيث أنه أخلط أمورة الشخصيه بمهامه العمليه والقانونيه، أغلقت الأبواب بوجهه فكلما عثر على طريقا جديدا يبحث فيه وجده مغلقا بل ويتعقد بوجهه أيضا.


قام بجمع أشيائه من المكتب الخاص به داخل صندوقا خشبيا متوسط الحجم ثم حمله وتوجه خارج الأدارة متجها صوب سيارته ليقودها نحو منزل آسيل. وعندما وصل طرق الباب عدة طرقات خفيفه حتى فتحت له سهيله

سهيله: أهلا ياأمجد أتفضل

أمجد باأقتضاب: عمي موجود

سهيله مومأة برأسها: أيوة موجود، أتفضل أقعد وأنا ثواني هناديله

أمجد: شكرا ياسهيله.


- دلفت سهيله لغرفة مكتب والدها حيث كان منكبا على مكتبه الخشبي يراجع أوراق قضيه هامه سيترافع بها. قطعت سهيله تركيزة قائله

سهيله: بابا. أمجد بره وعايزك

رؤؤف نازعا نظارته الطبيه عن وجهه: طيب ياسهيله روحي شوفيه يشرب أيه وأنا جاي حالا

سهيله: حاضر

- ذهبت سهيله تعد له مشروب عصير البرتقال الطازج بينما دلف رؤؤف للخارج نحو غرفة الأستقبال

رؤؤف: أهلا يابني أتفضل اقعد.


أمجد باأمتغاض وملامح مكفهره: أهلا بحضرتك، عندي ليك خبر كده

رؤؤف مبتلعا ريقه بصعوبه: خير يابني

أمجد بتنهيده: أنا أتوقفت شهرين عن العمل، ده غير أني أتنقلت من الأداره

رؤؤف رافعا حاجبيه: ليه كل ده!؟

أمجد بضيق شديد: عشان كنت بتصرف من دماغي من غير أذن النيابه

رؤؤف ضاربا كف بكف: طب ليه كده يابني، هو أنا اللي هعرفك القانون يعني

أمجد بوجه عابس: عقبال ما أستني أذن النيابه يكون اللي بدور عليه أختفي.


رؤؤف: برده مكانش ينفع تورط نفسك كده

أمجد: أهو اللي حصل، عن أذنك ياعمي

رؤؤف بشفقه على حاله: أستني بس يابني أنت حتى مخدتش واجبك

سهيله ممسكه بالمشروب البارد: أتفضل ياأمجد

أمجد مشيرا بيده: شكرا على تعبك، أنا ماليش نفس

رؤؤف بتنهيده: يابني أقعد ميصحش كده

أمجد: سامحني ياعمي لازم أروح، عن أذنكوا.


- توجه أمجد خارج الغرفه فلمح غرفتها المظلمه، نظر بعينيه على الغرفه متخيلا أنها ستدلف خارج الغرفه متجهه أليه. قبض على عينيه بقوة قبل أن يتوجه لباب المنزل ويدلف خارجه

رؤؤف بحزن: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

( داخل مزرعة جاسر ).


- أنضم جاسر للجلوس معهم، حيث كانت أحاديث مودة الطفوليه تضفي على المكان البهجه والضحك. فلقد أنتست آسيل لوهله أنها مختطفه وآسيرة ذلك الرجل، أبتسمت وعلت ضحكاتها لأول مرة منذ شهرين كاملين. بينما تأملها جاسر عن كثب، فتلك هي المرة الأولي التي يري أبتسامتها المنيره لوجهها.


تركهم دقائق ووقف أمام حوض المياه متحدثا بهاتفه فقررت مودة القيام بحركه جنونيه. حيث توجهت إليه بخطوات حريصه ثم قامت بدفعه ليسقط داخل حوض المياه فقهقهت عاليا من مشهده المثير للضكك، ولكنه أختفي داخل الحوض ولم يظهر. فأعتراها القلق وظلت تجوب بنظرها حتى وجدته يأتي من خلفها ليدفعها هي الأخري، كانت آسيل تتابع المشهد دون أن تتحرك. فقد كانت صدمتها أقوي من وصفها حيث رأت به وجها أخر لم تره من قبل. أختفت هيبته ووقاره أمام تلك الصغيره وبدا بشكل أبوي حنون، أفاقت من شرودها أثر صوت قهقهات مودة العاليه. حيث كان يحملها بين ذراعيه متوجها بها صوب الحوض راكضا فوقعا أثنتاهم بالمياه، قهقهت آسيل على أفعالهم الطفوليه بينما أشار جاسر بعينيه لمودة في أتجاه آسيل لكي تحضرها إليه فلمعت عيناها بأعجاب لفكرته وذهبت تنفذها.


مودة ملتقطه أنفاسها: لولو تعالي ألعبي معانا

آسيل محدقه: لا لا ألعب أيه أنا، يامودى لا أستني اااه حاسبي يابنتي رجلي إاااي.


- لم تستجب لها مودة بل جذبتها بقوة صوب حوض المياه ثم غمزت لجاسر بعينيها قبل أن تقذفها له بالمياه، فألتقاطها جاسر عقب سقوطها وحاوطها بذراعيه الصلبتين حتى تلاشت المسافات بينهم. توقفت عقارب الساعه لوهله حتى أفاقت من شرودها عقب شعورها بالقشعريره تسري بجسدها على أثر تقبيله لوجنتيها قبله صغيره دافئه بث بها كما من الحنو عليها. فحاولت دفعه عنها بقوة ولكن قوتها خارت أمامه فأردف قائلا.


جاسر باأبتسامه ونبره هامسه: أهدي ياآسيرتي، أمممممم متهيألي مبقاش لايق عليكي أسيرتي خلاص هختارلك أسم تاني

آسيل بحده: أوعي أيدك عايزة أطلع

جاسر بتفكير: أمممم أنتي بقي أسمك مليكتي

آسيل عاقده حاجبيها: أفندم!

جاسر باأبتسامه: جايه من أمتلاك، ماأنتي ملكي

آسيل بحنق: والله! شكرا مش عايزة أبعد أيدك دي بردانه وعايزة أغير هدومي

جاسر مقربها إلى صدره أكثر: خلاص هدفيكي انا

آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: اا او اوعي لو سمحت.


جاسر بقهقهه عاليه: هههههههههه ههههه أنتي وشك أحمر كده ليه ههههههه

- شعر بالخجل يتسرب لوجنتيها التي توردت بحمرة الخجل فأراد تهدئه الموقف. فأردف قائلا

جاسر مبتعدا: خدي نفس

آسيل محدقه: ليه!؟

جاسر مضيقا عينيه: هتاخدي نفس ولاااا...

آسيل ملتقطه أنفاسها: هاااااااااا.


- جذبها لأسفل المياه حيث وضع يديها حول عنقه وهبط بها عائما أسفل المياه. شعرت بنفاذ الأكسجين الذي أستنشقته فقبضت على عنقه وكأنها ترسل له رساله ضمنيه. فصعد بها للأعلي سريعا حيث أخذت تلتقط الهواء عبر فمها لتسد حاجتها من التنفس ثم أردفت هاتفه بتذمجر

آسيل: أبعد بقي عايزة أطلع

جاسر لاويا شفتيه: ما تطلعي هو أنا ماسكك

آسيل مشيره بيدها: طب أوعي من سكتي

جاسر: البسين واسع قدامك، ولا هي تلاكيك

آسيل بحده: أووووف.


- توجهت بخطوات بطيئه صوب حافة الحوض وحاولت الصعود بينما عاونتها مودة في ذلك فنظرت لها شزره بسبب فعلتها فبادلتها مودة بضحكه مرحه، بينما توجهت بخطوات ملتويه لداخل القصرفي حين أنتظر جاسر حتى غابت عن ناظريه ثم غاص أسفل المياه باحثا عن هاتفه الذي سقط معه وصعد بعدها أعلي الحوض.


- بينما كانت آسيل تبدل ملابسها المبتله كانت مخيلتها لا تكف عن التفكير فيما حدث، لقد كانت كاثرين محقه فبداخل ذلك الوحش الكاسر، قاسي القلب، حاد الطباع، بقعه بيضاء منيره ما زالت حيه لم تظهر سوي لواحدة فقط يعتبرها قطعه من قلبه. فكرت مليا حتى وصلت لفكرة ليست بسيئه. فلما لا تبحث عن تلك النقطه البيضاء وتحاول أظهارها لربما تنجح في تلك التجربه، ولكن من أين تبدأ فعليها أولا البحث عن ذلك السر الدفين الذي حول ذلك الغامض لرجلا بلا قلب عديم الرحمه، خططت للشروع بخطتها لعلها تستطيع الفرار منه بأرادته وليس مجبرا، بينما كانت غارقه في تفكيرها إذ بكاثرين تدلف عليها بعد أن طرقت عليها الباب هاتفه.


كاثرين بنبره رخيمه: سيدتي، جئت أصطحبك لأعلي حيث أن سيدي سيعد وجبة الغداء بنفسه

آسيل محدقه بذهول: أيييه! ده بجد!

كاثرين باأبتسامه: سيدتي الصغيره مودة تعشق تناول الوجبات المشويه من يدي السيد الشاب فليس له منافس في صنعها

آسيل بتردد: طب، عايزة أسألك عن حاجه؟ هو أيه السر اللي حياة جاسر

كاثرين مضيقه عينيها: لما هذا السؤال؟

آسيل مبتلعه ريقها بتوجس: عادي.


كاثرين بتنهيده: سيدي الشاب بئرا عميقا أنصحك بعدم الأقتراب حتى لا تصابي بالغرق، حتى أنا لا أعرف ما الذي يخبئه عن جميع من حوله ولكني على يقين أنه سرا ليس بالهين عليه الأفصاح عنه

آسيل قابضه على شفتيها: بتصعبيها عليا ليه؟


كاثرين بتفاؤل: على العكس سيدتي، لقد بدأتي تتفهمي ما يحدث حولك جيدا، وأنا على يقين أنكي ستستطيعين مواجهة ما هو قادم. هيا بنا فاسيدي بأنتظارك، ولكن أخبريني أولا لما فعلتي هذا مع سيدتي مودة

آسيل مضيقه عينيها: مفيش حاجه من غير مقابل ياكاثرين

كاثرين بعدم فهم: لا أفهمك؟!

آسيل: مش هتفهميني دلوقتي

كاثرين: فالنذهب إذا

آسيل مشيره برأسها: ...


- صعدت آسيل حيث الطابق الأعلي ( الروف ) فوجدته قد بدأ بأشعال الفحم على الشوايه وأعد عدته لكي يعد الوجبات المشويه، بينما كانت مودة ملازمه له تعاونه بأي شئ حتى وأن كان صغيرا وعندما رأت آسيل أردفت قائله

مودة بمرح: لولو تعالي بسرعه، جاسر هيعمل مشويات أنما أيييييه عجب يابنتي

جاسر باأبتسامه: أقعدوا والأكل هييجي لحد عندكوا.


- جلست آسيل على الطاوله المصنوعه من ( الخوص ) بينما كانت عيناها تراقبه جيدا، في حين كان جاسر يري خيال عدسات عينيها البنيه وهي تتحرك نحوه فاأبتسم بعفويه. ظل يقطع الخضروات ويعد بعض الشطائر المخبوزة ( عيش صاج ) ومازال متابعا لقطع اللحوم الموضوعه على الشوايه ويقوم بالتهويه عليه حتى تنال قسطا أكبر من التسويه السريعه. وبعد الأنتهاء من كل شئ قام بصنع أشهي الشطائر بجانب العديد من ( الصوصات ) وصفهم بالتساوي في الصحون وقام بتقديمها لهم ثم أنضم لهم قائلا بمزاح.


جاسر: أتفضلوا الأوردر جاهز

مودة فاركه يديها بشهيه مفتوحه: وااااوووو ميرسي ياشيف، أقعد بقي

جاسر جالسا بجانب آسيل: يلا يامليكتي، متبصليش كده غسلت أيدي قبل ما أعمل إي حاجه

آسيل باأبتسامه خفيفه: اممممممم

مودة محدقه: جاسر فين المايونيز!

جاسر قابضا على شفتيه السفلي: أوبا، نسيته. خلاص في صوص باربيكيو هيعجبك اوي

آسيل بفزع: هااااااا أنت حاطط شطه في الأكل

جاسر رافعا حاجبيه: هي الكفته تنفع من غير شطه.


آسيل: هااااااح لا لا مبحبش الشطه هااااااح

جاسر ممسكا بكوب المياه: ههههههههه طب خدي أشربي

آسيل دافعه يده بهدوء: لا مش عايزه

جاسر مضيقا عينيه: ممم طب خدي سندوتش الكباب ده، مش هتلاقيه حراق

آسيل بتوجس: متأكد؟

جاسر رافعا حاجبيه: أفندم!

آسيل لاويه شفتيها: خلاص هاته.


- ساد المرح وجو الأسرة على المكان فأضفي عليهم شيئا من الطمأنينه، حتى أنهم تطرقوا لكثير من الأحاديث في مختلف الموضوعات وفجأة أختفت الأبتسامه والمرح ليتبدلا ب...

مودة: أنا رأيي أن المهنه نفسها مش سهله ومرهقه، يعني أيه أدافع عن واحد عشان الدلائل موجوده ويمكن يكون أصلا مجرم وكل الدلائل مش صحيحه

آسيل قاطبه جبينها: أزاي هيكون مجرم ونفس الوقت الدليل في صالحه

مودة: يعني مثلا واحد بيتاجر في الممنوعات و...


- حدق جاسر بعينيه عقب كلامتها الأخيره وشعرت آسيل بالقلق من تطرقها لتلك الاحاديث ووجهت بصرها نحوه لتري حالة من الأنفعال بدأت تسيطر على ملامحه

جاسر بحده: مودة! أيه الكلام الفارغ ده. شوفيلك حاجه تانيه أتكلمي عنها

آسيل رافعه أحدي حاجبيها وموجهه بصرها نحوه: وجهة نظرك صح، أنا أعرف ناس بتعمل مصايب سودة ومفيش عليها دليل واحد يدينها

جاسر بنبره آجشه: آسيل، الكلام خلص في الموضوع ده. متهيألي سمعتيني.


مودة عاقده حاجبيها: خلاص ياجاسر متتعصبش أحنا بنتكلم عادي

جاسر ناهضا من مكانه: أتكلموا في أي حاجه تانيه لحد ما أجيب حاجه من تحت

مودة باأبتسامه: ماشي ياحبيبي

هبط جاسر للأسفل بخطوات ثابته نحو غرفة مكتبه، أمسك بعلبة سجائره الفضيه وأخرج واحده حيث أشعلها وأخذ ينفث بها، ثم ألتقط هاتفه لأجراء أتصال هاتفي بشخص ما

عيسي: أيوة ياكبير

جاسر منفثا سيجارته: أنت فين؟


عيسي مداعبا قلمه: أنا في الشركه شويه كده وماشي، أنت بقي بتختفي كتير فين اليومين دول

جاسر ببرود: مش مهم، المهم عايز أبلغك أنك مسافر البرازيل بعد 3 أيام

عيسي واقفا في مكانه بفزع: أيييييييه، بردو ياجاسر نفذت اللي في دماغك ومن غير ما تعرفني ولا تبلغني قبلها حتي

جاسر بلهجه آمره: من أمتي وانا بقولك حاجه، جهز نفسك عشان السفر

عيسي بتأفف: وهقعد هناك قد أيه أن شاء الله.


جاسر بعدم أهتمام: هتنزل مطار البرازيل هتلاقي رجالتي مستنينك وهما هيفهموك تعمل أيه بالضبط

عيسي بنبره جهوريه: ولما رجالتك هناك انا مسافر ليه

جاسر بضيق ونبره صارمه: مزاجي كده، أنت الفتره الأخيره مش عاجبني. لو مبقتش حابب الشغل معايا تقدر تغور في ستين سلامه وميت راجل يتمني بس ربع مكانك

عيسي بتوجس: يي ياليث مش قصدي كده، بس مش عايز مفاجأت في شغلي.


جاسر بغضب: طول عمرك بتاخد مني اوامر، مفاجأة مش مفاجأة نفذ وخلاص، سامع!

عيسي مصرا على أسنانه: ماشي

جاسر متفثا في سيجارته: بالنسبه للراجل اللي مش عاجبه سعر البضاعه الجديد بلغه أن الليث بطل يتعامل مع عيال، ومش هيطول مني جرام واحد بعد كده ولو عايز يحصل السعيدي ويطلع يشتكيني لربنا، خليه يقل عقله ويفكر بس يعمل شوشره

عيسي جالسا بعصبيه: طب الكميه الزياده دي هنعمل فيها أيه.


جاسر حاككا رأسه: وزعها هديه مني على باقي الرجاله اللي خدوا نصيبهم

عيسي محدقا: أوزع تلاتين كيلو هديه، دول بملايين الفلوس ياجاسر كده هنخسر

جاسر بخبث: وماله، خليه يتحصر لما يعرف أن نصيبه راح لغيره ومن غير فلوس كمان

عيسي بتهكم: وأنا مالي، أنا هنفذ وماليش دعوة

جاسر: بالضبط كده، سلام

عيسي لاويا شفتيه: سلام.


- توجه جاسر صوب خزانة الخمر الصغيره ثم سكب البعض في كأسا مدهب ليرتشفه على مرة واحده، ثم تركه وصعد لأعلي حيث تجلسا الفتاتان. فوجد مودة تصنع لهم مشروبا باردا بينما كانت آسيل تقف على حافة السور تنظر للمزرعه بأكملها من الأعلي شاردة في حديث مودة كما عاتبت نفسها على ما قالته فهي ترغب بالاصلاح ولا تعلم ما دفعها لهذا الحديث، تنهدت بحرارة ثم مدت جسدها للأمام لتري المشهد السفلي بينما توجه لها جاسر بسرعه ليبعد بينها وبين حافة السور قبل أن تسقط فجذبها إليه لتسقط بين أحضانه هاتفت.


جاسر جاذبا أياها: حاااسبي، ده مش البسين هعرف أطلعك منه

آسيل بخضه: طيب

- كانت المسافات تكاد منعدمه حتى أن أنفاسهم تلامست معا. ثبت بصره بعينيها البنيه بينما تعمقت بداخل حدقتيه العميقتين، مر بمخيلته سنوات مضت من حياته ذاق بها طعم الأسي والظلم حتى توقفت ذاكرته عندما ألتقي بأسيرته حتى ذلك الحين، أقورب من جبينها يطبع عليه قبله صغيره حانيه قبل أن يردف قائلا

جاسر بنبره رخيمه دافئه: بحبك يامليكتي!..

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله  من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع