القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية مليكة الوحش الفصل الحادى وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون للكاتبة ياسمين عادل

 


رواية مليكة الوحش الفصل الحادى وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون  للكاتبة ياسمين عادل




رواية مليكة الوحش الفصل الحادى وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون  للكاتبة ياسمين عادل




رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الحادي والعشرون


- آفاق من شروده ليجد أن أعترافه لها مجرد حلم مر أمام مخيلته. فأبتعد عنها قليلا جاذبا أياها للداخل ثم أردف بنبره رخيمه

جاسر بثبات: مش كل مرة هلحقك

آسيل باأضطراب: مطلبتش ده منك

جاسر مضيقا عينيه: أعتبريه فرض عليا، لسه معاد موتك مجاش

مودة بتنحنح: أحممم، عملتلكوا عصير فراوله بالرمان ووووواااااووووو تحفه

جاسر ناظرا لآسيل: بالهنا والشفا يامودي، انا مش عايز

مودة بذهول: طب أنت رايح فين تاني؟!


جاسر موليهم ظهره: هنزل أخلي كاثرين تحضرلك أوضتك عشان تقعدي فيها

مودة باأبتسامه واسعه: يااااااريت، أنا فعلا عايزة أرتاح ومنمتش لما وصلت

جاسر ملتفتا لها وعلى ثغره أبتسامه هادئه: متقلقيش، هتنامي وتستريحي

- هبط جاسر للأسفل بخطوات ثابته ثم هتف مناديا على كاثرين لكي تصعد له، وقف بالرواق منتظرا صعودها وهو يتأمل الغرف. ثم أردف قائلا

جاسر بنبره أجشه: عايزك تجهزي أوضة مودة عشان تنزل ترتاح.


كاثرين حاككه رأسها: إذا أين ستمكث سيدتي آسيل. وأنت أين ستكون

جاسر حاككا ذقنه: آسيل هتفضل في أوضتي زي ما هي، وانا، وانا كمان هفضل في أوضتي

كاثرين محدقه: ماذا! وهل ستكون هي متقبله الأمر هكذا

جاسر وقد لمعت عيناه وأبتسم بخبث: أه هتتقبله. روحي أنتي بس وبلغيني لماتخلصي

كاثرين لاويه شفتيها: كما تري.


- بالفعل. ذهبت كاثرين لتعد غرفة مودة لتكون جاهزة حتى تمكث بها، بينما كانوا منتظرين أنتهاء كاثرين من أعداد الغرف. وعندما أنجزت مهامها قامت بتبلغيهم للتوجه صوب غرفهم

مودة بنعاس: هو أنتو هتناموا فين

جاسر محاوطا آسيل من خصرها ومشيرا صوب الغرفه: أنا وآسيل أوضتنا أهي

آسيل محدقه بصدمه: ...

مودة باأبتسامه عفويه: طيب. تصبحوا على خير

جاسر: وأنتي من أهل الخير ياحبيبتي

آسيل دافعه ذراعه عنها: أوعي أيدك من عليا.


جاسر باأبتسامه واسعه: ودي تيجي يامراتي ياحبيبتي

- جذبها جاسر لداخل الغرفه بهدوء بينما حاولت أن تتملص من بين يديه ولكنها فشلت، دخل بها جاسر ثم أغلق الباب خلفه بقدميه و أوصده بالمفتاح ثم أقترب هاتفا

جاسر بخبث: مش أنتي مراتي برده ولا أيه؟

آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: لل ل لا. بقولك أيه خليك عندك متقربش انا بقولك أهو

جاسر مقتربا: ولا مخلتنيش. هتعملي أيه يعني

آسيل بتوجس: هصوت وهلم عليك كل البيت.


جاسر باأبتسامه واسعه: أنتي عارفه أن محدش هيقدر يقرب حتى من باب الأوضه

- بدأ جاسر يحل أزرار قميصه عنه بينما أرتعدت أوصالها فزعا عندما رأته عاري الصدر أمامها فاأبتعدت وهي مخبئه وجهها أسفل يديها بينما ألقي جاسر بجسده على الفراش بأريحيه

آسيل بتردد: أنت هتقعد هنا بجد؟

جاسر بعدم أهتمام: أها

آسيل عاقده حاجبيها بتذمجر: لا بقي وانا هنام فين

جاسر ناظرا لها بمكر: وانا مالي، لو عايزة تيجي جمبي تعالي. مش هكلك.


آسيل بتهكم: جمبك أنت! طب هات المفتاح أشوف مكان تاني أقعد فيه. ما هو انا مش هنام معاك في أوضه واحده

- ألتقط جاسر المفتاح من جواره ثم مد يده لها به. فأقتربت منه بحسن نيه لتلتقطه من يديه ولكنها جذبها بقوة إليه لتسقط فوق صدره. فأقشعر جسدها وأرتعد بين أحضانه عقب محاوطتها له بذراعيه فاأبتسم أبتسامه واسعه برزت أسنانه البيضاء الناصعه ثم أردف هامسا

جاسر بصوت خافت: مش بالسهل كده يامليكتي.


آسيل بترقب: أوعي أيدك لو سمحت، خلاص مش عايزة المفاتيح

جاسر مضيقا عينيه: تؤ مش هوعي

آسيل بتذمجر: يووة بقي

جاسر بمكر: ياتري أيه المقابل اللي عايزاه مقابل اللي عملتيه النهارده

آسيل بتنهيده: مش عايزة منك انت حاجه

جاسر مضيقا عينيه: ما هو أكيد مش عشان سواد عيوني مثلا

آسيل بتردد: يعني لو قولتلك. هتديني اللي انا عايزاه

جاسر عاقدا حاجبيه: اللي هو أيه؟!

آسيل قابضه على شفتيها: تسيبني أمشي من هنا.


جاسر بقهقهه عاليه: هههههههههههههههههه ههههههههه هههههههههههههههههههههههههههه

آسيل مكفهرة الملامح: انا بزغزغك ولا بقولك نكت؟

جاسر: هههههههه كح كحكح أسيبك تمشي من هنا، وسعت منك دي يامليكتي. انتي خلاص مش هتتنقلي من هنا، تفتكري لو قىيت بعقلي وسيبتك فعلا تمشي، هتروحي لمين وفين. متنسيش حقيقة أنك مراتي وعلى أسمي، ولا دي مخطرتش على بالك

آسيل بوجه عابس: ...

جاسر: سكتي يعني!؟

آسيل بضيق: سيبني أقوم.


- قام جاسر بحركه خفيفه حيث أدارها لتكون أسفله وهو محاوطها بجسده. فتوردت وجنتيها خجلا من تلك الوضعيه ثم غطت وجهها بكفيها حتى تتجنب النظر لعينيه العميقتين اللاتي أسرتها. فاأبتسم بعفويه ثم مد أصبعه ليلامس كفها الناعم، فاأضطربت على أثر لمسته وقامت بدفعه ولكن بنيته الجسديه أقوي من مقاومتها له

جاسر بمكر: عايزة تقومي أدفعي

آسيل رامشه عينيها: اا ا ادفع ازاي يعني

جاسر ناظرا لشفتيها باافتراس: يعني...


آسيل بشهقه واضعه كفها على وجهها: هاااااااا

جاسر مضيقا عينيه: متخافيش، مش انا ده.


- أعتدل في جلسته ثم أراح ظهره للخلف. بينما نهضت آسيل وتوجهت صوب الأريكه سريعا وهي تلتقط أنفاسها بأريحيه ثم ألقت بجسدها أخيرا بعد التخلص من قبضته، بينما حدق جاسر قليلا أعلي الغرفه ثم نظر لها من زاوية عينيه قبل أن يغمض عينيه ليسكن النوم جفنيه. بينما تغلبت آسيل على حالة النعاس التي اجتاحتها ولكنها لم تصمد كثيرا حيث أستسلمت لأرهاقها وتركت جسدها للنوم.


- زحفت خيوط الشمس الصفراء الذهبيه أرجاء الغرفه وتسلطت على عينيه، فقطعت عليه عليه حلما جميلا حيث رأي مليكته ( آسيل ) باأبتسامتها المشرقه وضحكاتها المرحه. فتح عينيه بتأفف ثم نظر حوله ليجدها غافيه على الأريكه بوضعيه غير مريحه فنهض عن مكانه وأقترب منها بثبات. حملها بخفه وتوجه بها صوب الفراش ثم وضعها بهدوء، أقترب من خزانة ملابسه وألتقط منها تيشرت من القطن الناعم وتوجه لخارج الغرفه متوجها لأسفل ليجد صغيرته مودة جالسه ترتشف مشروبها المفضل.


جاسر باأبتسامه: صباح الخير على القمر بتاعي

مودة بمرح: صباح النور ياحبيبي، فين لولو

جاسر ناظرا لأعلي: لسه نايمه

جاسر مناديا على كاثرين: كااااثرين، الفطار بسرعه عشان خارج النهارده

كاثرين من الداخل: دقيقة واحدة فقط.


- أستيقظت من نومها بتثاقل حيث بدأت تتمطع بجسدها بتألم ثم نظرت حولها بفزع عندما وجدت أنها على الفراش ولكنعا شعرت بالهدوء عندما تفحصت الغرفه بعينيها ولم تجده، فنهضت عن مكانها متوجهه صوب المرحاض. لامست وجهها بقطرات المياه الدافئه ثم دلفت للخارج متوجهه للأسفل فوجدتهم بغرفة الطعام

آسيل: صباح الخير

مودة: صباح النور، تعالي أفطري معانا

آسيل: لا ماليش نفس.


جاسر بلهجه آمره: تعالي أفطري عشان العلاج بتاع رجلك اللي بتاخديه بعد الفطار ياعصفورة

آسيل رافعه حاجبيها: ...

مودة بدهشه: صحيح هي رجلك مالها

آسيل بتردد: ...

جاسر ببرود: داست على أزاز مكسور يامودي، بسيطه يعني

مودة: الف سلامه عليكي، تعالي بقي

آسيل جالسه بجوار مودة: الله يسلمك

جاسر مشيرا باأصبعه وبلهجه صلبه: آسيل، تعالي أقعدي هنا. جمبي مش جمب مودة

آسيل مصره على أسنانها: ، طيب.


- جلست بجواره على مضض بينما كان يشعر بالنشوة العارمه لوجودها بجواره. آثارته أيماءاتها وأبتسامتها حتى تناولها للطعام بهدوء وبساطه، أستحوذت على الجزء الأكبر من تفكيره فتنهد بحراره ثم نهض من مكانه بعد أن أنتهي من وجبته الغذائيه

جاسر: كاثرين، أعمليلي القهوة بتاعتي لحد ما ألبس وأنتي يامودة جهزي الملف بتاعك هاخده عشان أبدا في تحويلك لجامعه كامبريدح، متهيألي أحلي من جامعة كاليفورنيا.


مودة بفرحه: حاضر هحضره على طول، تسلملي ياحبيبي

جاسر واضعا يده بجيب بنطاله: انا نازل القاهره. مش عايزين حاجه؟

مودة ناظره لآسيل: متهيألي لا. ولا أيه يالولو

آسيل باأنتباه: هه أه بالضبط

مودة غامزه بعينيها: اللي واخد عقلك يالولتي

آسيل بضحكه مصطنعه: ههههه

جاسر بسخريه: سببيها تفكر يامودي، انا طالع أغير هدومي.


- دلف جاسر لشركته بكامل أناقته المعهودة دائما، حيث كان يرتدي ستره من اللون الرصاصي القاتم وقميصا من اللون الأزرق الكاحل. كما لم يتناسي وضع عطره المميز بغزاره حيث فاحت رائحته الذكيه في المكان. توجه لمكتبه على الفور ثم طلب من السكرتيره الخاصه به إبلاغ عيسي للحضور أليه، فلم ينتظر عيسي على تلبية النداء وتوجه له على الفور، دلف إليه ليجده واقفا أمام اللوح الزجاجي القاتم يتأمل المشهد خارج مقر شركته.


عيسي: صباح الخير ياعيسي

جاسر ملتفتا: صباح النور، السكرتيره بلغتني أن في تعاقدات جديده

عيسي حاككا رأسه: أه فعلا، بس لسه مديتش رأيي في إي حاجه ولا حتى عرفت نوع الشخنات المطلوب نشحنها

جاسر متجها صوب مكتبه: طب شوف الحكايه وأعرضها عليا قبل ما تدي ال أوكي

عيسي جالسا قبالته: ماشي

جاسر ناظرا له بدقه: متنساش أنك مسافر، أبقي خلي السكرتيره تديك التيكت والتأشيرات.


عيسي بوجه عابس: مش ناسي، عايز حاجه قبل ما أروح مكتبي

جاسر: أه في

- ألتقط مفاتيحه وقام بفتح خزانته بعد أن أدخل رقمها السري، أخرج علبه كرتونيه صغيره ثم أعطاها له هاتفا

جاسر بنبره حازمه: العلبه دي تتخلص منها، وأنت عارف أزاي طبعا

عيسي رافعا حاجبيه: أيه ده! هو أنت لسه محتفظ بالاقلام دي

جاسر ممسدا على شعره الغزير: دي أخر علبه عندي، أكيد عارف هتتخلص منها أزاي

عيسي ناهضا من مكانه: اه عارف. اشوفك بعدين.


جاسر: اتفضل

- أستند على ظهر مقعدة الوثير ثم شرد في طيفها الذي لم يتركه، حيث ظلت بمخيلته طوال اليوم.

- دلف عيسي لغرفة مكتبه وما أن وضع علبة الأقلام على سطح المكتب حتى أصدر الهاتف الخاص بمكتبه رنينا صاخبا فذفر بحنق قبل أن يلقي بجسده على المقعد وأمسك بالهاتف قائلا.


عيسي باأمتغاض: الو. أيوة يافندم مجموعة العرب جروب. معاك عيسي المدير التنفيذي بالشركه. طبعا يافزدم بلغنا طلب حضرتك بالتعاقد معانا. تقدر تديني البيانات ونوع الشحنه المطلوب شحنها عشان أعرضها على رئيس مجلس الأداره، ثانيه واحده

- بحث عيسي عن قلما بكتب به البيانات ولكنه لم يجد فاكفهر وجهه بشده واأضطر لسحب قلما خشبيا من العلبه الموضوعه على سطح المكتب ليدون به.


عيسي باأقتضاب: أتفضل قول، أه. ايوه، تمام. هنرد على حضرتك قريب. اهلا بسعادتك. سلام

- صب تركيزه بالأوراق التي دون بها البيانات ثم طواها ووضعها بصحبة القلم الخشبي داخل جيب سترته ثم نهض متوجها لخارج الغرفه

بينما قررت مودة اللهو مع صديقها الجواد ( الجاسر ) فذهبت له تداعبه وتقفذ فوق ظهره فيزداد صهيل الجواد ترحيبا بها ومرحا معها.


أما عن آسيل فخططت لدخول غرفة مكتب جاسر والبحث فيها عن مرادها، ظلت تجوب الغرفه وتعبث بكل أرجائها، ولكن بالفعل سيكون جاسر أعلي منها حرصا وتفكيرا حيث فشلت محاولاتها بأيجاد إي شئ حتى أدراج مكتبه الخشبي موصدة تماما، ذفرت بضيق بالغ ثم توجهت لخزانة الخمر عقب أن لمحتها بعينيها الثاقبتين وقامت بفتحها.


آسيل محدقه بعينيها: هااااا كل دي خمره، أمممم لا ماانا مينفعش أسكت على المنكرات دي. لازم أتخلص منها فورا، ياكاااااثرين.


- نفذت آسيل مخططها وقامت بالتخلص من كافة أنواع الخمور التي كانت تحويها الخزانه بمساعدة الوفيه كاثرين. ثم أمرتها بالأنصراف حيث تدبرت بنفسها وضع زجاجات الخمر وأعادتها مره أخري للخزانه، وعندما جاء دور أخر زجاجة خمر وضعتها شعرت بصوت ما داخل الخزانه وكأن شيئا ما قد تحرك من مكانه. فأزاحت بعض الزجاجات مره أخري لتري ما سبب هذا الصوت، حدقت عينيها عندما وجدت ما يشبه مخبأ صغير بداخل الخزانه فأزاحت كل زجاجات هذا الصف لتري ما الذي يختبئ خلفها.


- وصل جاسر لقصره أخيرا بعد أن قضي طوال نهاره خارج المنزل. فوجد مودة قابعه على ظهر الجواد تمسح بيدها على ظهره. أبتسم بعفويه ثم تركها ودلف للداخل حتى لا يقطع عنها خلوتها بصديقها الجواد، وما أن دلف لساحة القصر حتى لمح أضاءة مكتبه منيره فضيق عينيه بحده وقبض على شفتيه بغيظ قبل أن يدلف للداخل بخطوات شبه راكضه.


. وجدت الكثير من الملفات والاوراق القديمه فبدأت تتفحص أحداهم بعينيها حتى شهقت بفزع عند تطلعها لأحد الأوراق، وكادت أن تكمل عملية البحث والتفحص ولكن قاطعها صوته الجهوري الصارم وهو يهتف بأسمها بلهجه غليظه حادة، فسقطت من يدها كل ما كانت تحمله وأرتعدت أوصالها بشده عندما وجدت عينيه كجمرتي من نار تتقافذ منها ألسنة اللهب. أقترب منها بخطوات سريعه ثم قبض على ذراعيها وهزها بعنف قائلا.


جاسر مصرا على أسنانه بغضب شديد: أنتي أزاي تدخلي هنا ومين أداكي الأذن تفتشي في حاجتي

آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: آ آ اا ك كنت آآ.

جاسر بنبره عاليه وصوت أجش: كنتي أيه أنطقي؟

آسيل بأرتجاف: وو والله اا انا معرفش وو ازاي و كنت اا انا...


جاسر بنظرات قاتله مخيفه ونبرات تشبه الزئير: أياكي في يوم تحاولي تدخلي الاوضه دي تاني أو حتى تتدخلي في أمور متخصكيش، هسيبك بدون حساب المره دي. لكن المره الجايه هيكون حسابك عندي عسير، وعسير أوووي

- دفعها بحده لترتد للوراء ثم أردف قائلا

جاسر بحده: غوري من قدامي الساعه دي أحسن ليكي.


- تراجعت خطوات للوراء ثم ركضت بسرعه وصعدت درجات الدرج الخشبي بسرعه رهيبه وهي تلتقط أنفاسها غير مصدقه أنها فلتت من قبضته تلك المره. دلفت غرفتها وهي بحاله من الفزع والرعب حتى جسدها أصبح مثلجا شاحبا.


بينما أنحني جاسر بجسده ملتقطا كل سقط من يديها وعلى وجهه العبوس والضيق. نظر بأحد الأوراق وتفحص ما بها فقبض على عينيه بقوة ليبعد عن ناظريه مشهدا أليما من الماضي ثم هب من مكانه واقفا ليعيد كل شئ بمكانه الصحيح.


ظل التفكير خليلها، حيث أن الفضول لمعرفة ما حدث يراودها بشدة، وقفت أمام الشرفه عاقده ذراعيها امام صدرها وفجأة. لمحته يجلس على أحدي الطاولات بحديقة القصر ومشعلا بسيجارته، فكرت مليا قبل أتخاذ تلك الخطوة ولكن لا بديل عنها، فدلفت سريعا خارج الغرفه وهبطت درجات الدرج ثم ذهبت بأتجاه حديقة القصر. أقتربت منه بحذر شديد ثم جلست قبالته بهدوء مبتلعه ريقها بصعوبه، لمحها من زاوية عينيه ولكنه لم يبدي لها إي أهتمام ثم تنهد بحرارة قبل أن يردف قائلا.


جاسر بتنهيده: عايزة أيه!

آسيل مستجمعة شجاعتها: عملت إيه يخليك تقضي تسع سنين في الأحداث

- نظر لها بعمق ثم أراح جسده على المقعد الخوصي ونظر لعنان السماء. نفث في سيجارته بشراهه وظل يطرد أثار دخانها من فمه باأختناق، أغمض عينيه بقوة ثم أردف قائلا

جاسر بنبره مختنقه: قتلت أبويا، أيوه أنا قاتل أبويا

آسيل بذعر واضعه يدها على فمها بشهقه: هااااااااا.


جاسر بنظرات ناريه قاتله: كان لازم يموت، قتل أمي، كان لازم يحصلها وميتهناش على عمره لحظه واحده

آسيل محدقه بقوة: ...



رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثاني والعشرون


- شعرت آسيل بوغزة آلمت قلبها عقب تصريحه الخطير لها، في حين صمت جاسر عن باقي حديثه عندما رأي كاثرين تخطو بقدميها نحوهم

كاثرين بهدوء: أعددت لك كوبا من عشب النعناع الطازج وأضفت إليه بعض قطرات الليمون ليثير من مذاقه

جاسر ببرود: ماشي، فين مودة؟

كاثرين مشيره بأصبعها: بغرفتها، أجهدها اللهو مع الجواد ( الجاسر ) طوال اليوم فصعدت غرفتها لتنال قسطا من الراحه

جاسر مستندا برأسه على ظهر مقعده: طيب. روحي أنتي.


كاثرين بخطوات للوراء: أمرك

- سلطت ( آسيل ) بصرها عليه في حين أرتشف قطرات قليلة من مشروبه وتركه كما هو، أعاد أستكمال سرد ما حدث عليها قائلا

جاسر بوجه مكفهر: وأكيد طبعا مش هتسكتي غير لما تعرفي أزاي وليه؟

آسيل محركه رأسها: أهاا.


- قبض جاسر على عينيه وهو يحاول أسترجاع لحظات من الوراء لم ينسها ولم تغيب عن ناظريه طيلة السنوات الطويلة الماضيه، لحظات أليمه حولت حياته لجحيم وقلبتها رأسا على عقب. نفث في سيجارته بشراهه شديده ثم أردف قائلا.


جاسر بنبره حزينه: كان عندي 12 سنه. كنت صغير بس حاسس وفاهم كل اللي حواليا، أمي وأبويا أصلا ولاد خاله. أمي كانت بتشتغل في مصنع معلبات وأبويا كان شغال في نفس المصنع. لكن اما جاله السكر مبقاش قادر يشتغل زي الأول، مدير المصنع رماله مكافأة نهاية الخدمه وأستغني عن خدماته في نفس الوقت اللي أمي أتثبتت فيه ومرتبها علي، أبويا خد القرشين اللي طلع بيهم من المصنع ودخل شريك في محل ملابس مع واحد صاحبه، بس الراجل طلع # خد الفلوس ومشفناش وشه تاني، أبويا بقي عصبي أوي وفكرة أن مراته هي اللي بتشتغل وهو مش لاقي حتى شغل كانت مجنناه بس شويه بشويه بقي عادي بالنسباله، أمي مشتكتش حتى لما كان بياخد نص مرتبها لنفسه ولقعدته على القهوة، لكن الأنسان بطبعه نمرود ومبيعجبهوش حاله، طمع في أكتر من نص المرتب لدرجة أنه كان عايزها تاخد مرتبها من المدير وتديهوله بأيده كامل. فضل الوضع على كده كتيررر كترت الخناقات وكتر الزعل لدرجة وصلت للضرب والسب كمان وفي يوم...


Flash back

الام بتملص من بين يديه: أووووعي أيدك من عليا مش هديك ولا مليم الشهر ده

الأب ضاربا على وجهها: ياولية أنتي متخلنيش أتجنن عليكي وأموتك في أيدي دلوقتي

الأم ببكاء: حرام عليك يامفتري. الفلوس دي هقدم بيها للواد في المدرسه وهجيبله حاجة الدراسة مش كفايه أنك مبلط في البيت والقهوة ويدوب بتيجي على النوم. اتقي الله فيا وفي عيالك.


الأب بصوت أجش: ماليش في كل اللي بتقوليه ده، عن الواد ما اتعلم ولا شاف مدارس، خليه ينزل يتعلمله صنعه تنفعه بدل الهم ده. هاتي الفلوس بدل ما هموتك من الضرب ياولية

الام ضاربه على ذراعه: أوعي أيدك من عليا، على جثتي أديك حاجه وهدخله المدارس وأصرف على تعليمه هو والبت دول اللي حيلتي في الدنيا، أبعد عننا بقرفك بقي وروح شوفلك شغله تصرف بيها على نفسك بدل ماانت قاعدلي زي الولايا.


الأب محدقا: بتقوليلي أنا الكلام ده، ده انتي طلعلك صوت وبتردي عليا الكلمه بكلمتها. ده انتي عايزة تتربي بقي.


- هجم عليها بكل وحشيه وظل يلكمها بقبضه ويطيح على وجهها بكفه ويركلها بقدمه في أنحاء جسدها، لم يهتم بصراخها وأستغاثاتها، في حين كان الصغير يحمل أخته ذات الثلاث أعوام وتدمع عيناه مما يري. فترك الصغيره بالغرفه وأوصد الباب خلفها وذهب يرجو أبيه لكي يترك أمه ويحل قبضته عنها، ولكن قابل الأب رجائه بالعنف. حيث دفعة بقوة ليسقط أرضا ويرتطم بالجدران بقوة، في حين أمسكت الأم بأحدي سكاكين المطبخ الموضوعه على الطاوله وهددته بالقتل أن لم ينصرف عنها وعن ولدها. فقام بضربها مجددا والدماء تغلي بعروقه ويسيطر الشيطان على حواسه فلم يعد يسمع او يري او يشعر بشيئا مما حوله.


الأم ممسكه بالسكين: سيب الواد ملكش دعوة بيه، هقتلك لو مبعدتش عن وعن ولادي

الأب بعينين مشتعلتين: أنتي ماسكالي انا السكينه يابنت ال # ده أنتي نهايتك على أيدي النهارده

الأم بتألم: اااااه سيب ايدي يامفتري. ابعد عني.


- ظل يضرب بقبضته عليها حتى سقطت السكين من يديها فألتقطها بسرعه وسدد لها طنعه عميقه أخترقت صدرها بقوة. تغيرت ملامح وجهها وشحبت كما لم تستطع حتى الصراخ أو أصدار أنينا، فزع الصغير وهب من مكانه فزعا متوجهها لأمه الساقطه على الأرضيه والتي تذرف الكثير من الدماء، أحتضنها بقوة وظل يصرخ بها لكي تنهض ولكن دون جدوي، بينما تسمر الأب بمكانه محدقة بعينيه غير مصدق ما فعله للتو ويداه ملوثتان بدمائها التي أهدرها بلا رحمة. نظر له الصغير نظرات شرسه مفترسه ثم أنقض عليه بكل قوة لتستقط السكين من يده فاألتقطها وسدد له العديد من الطعنات في أنحاء متفرقه من جسده حتى تأكد من أنقطاع أنفاسه، وقف بجسدا مثلجا أمام جثمانه غير مدرك هول الكارثه التي وقعت، أستمع لصوت بكاء أخته الصغيره فتوجه لها بسرعه وحملها بين ذراعيه، أحتضنها بشده وظل يربت على ظهرها ليهدأ بكاؤها المستمر. بينما توجه وهو يحملها لخارج المنزل وقرر الفرار من ذلك المكان فورا، فصادف صديق والده على درج المنزل القديم كما شهث الرجل بفزع عندما رأي أثار الدماء على يديه وملابسه. فصاح به ولكن لم يهتم الصغير له وأنطلق راكضا للأسفل. بينما توجه الرجل سريعا داخل المنزل ليري جثامين الأب والأم فأرتعدت أوصاله وتوجه صوب الشرفه صائحا بنبره عاليه.


الرجل بصياح: ياااااناس، حد يمسك الواد ده. قتل أبوه وأمه حد يمسكه ياناااااااااس.


- ركض خلفه العديد من الرجال حتى أمسكوا به وقاموا بأبلاغ الشرطه التي حضرت في الحال، كانت الجريمتان مثبتتان عليه حيث أن بصمات السكين للصغير وليس غيره، كما شهد صديق الأب بقتله لأبيه وأمه وصرح أنه أبن عاق ليس بارا بأبويه، ودائما مثير الشغب في المنزل. كانت شهادة الرجل هي السبب الأقوي في وضع الصغير بأحدي مؤسسات رعاية الأحداث. فلم يصدق أحدهم بأن الصغير قتل أبيه لقتله أمه، قضوا على زهرة طفولته بأتهامهم له زورا حيث تحول سلوكه للعدوانيه أتجاه الجميع واتجاه المجتمع الظالم بأكمله.


back...

- ترقرقت عبره صغيره من عينيه فمسحها سريعا وأستجمع قواه حتى يعيد رباطة جأشه. تنهد بحراره ثم أردف بنبره ساخره قائلا.


جاسر بتهكم: المؤسسه اللي رموني فيها كانت حاجه زي الفل، شوفت فيها أسووووود أيام حياتي، حتى الأطفال اللي كانوا معايا هناك مكانوش أطفال. كان لازم أبقي أنا اللي مسيطر على الكل عشان أقدر أعيش وسطهم، ضربت عيل هناك عملتله عاهه مستديمه وأخدت شهر تأديب، خرجت من التأديب كله بيعملي حساب. الكبير قبل الصغير كلهم كانوا يتمنوا رضايا، وفيهم اللي كان بيتحامي فيا كمان. كنت البوص الكبير هناك، لحد ما وصلت 21 سنه، خرجت من الأحداث وكان كل همي أدور على أختي اللي خدوها مني ورموها في الملجأ، وفعلا عرفت أوصلها وياريتني ما وصلت. مرضيوش يدوهاني عشان ولا معايا شقه ولا شغل ولا كان معايا حتى ورق يثبت هويتي ليها، هاجرت البلد كلها هجره غير شرعيه وأتنصب عليا في كل الفلوس اللي كانت معايا واللي أصلا كنت سارقها عشان أعرف أسافر. أتمرمط وأشتغلت كل حاجه ممكن تتخيليها، لحد ما أشتغلت عند ثروت في المطعم الكبير بتاعه، كانت عجباه دماغي أوي. الصراحه أن ثروت على قد ما هو أبن # إلا أنه كان أحن عليا من أبويا اللي خلفني. وأنا مأخدتش في أيده غلوة. وكأني مستعد أشتغل في أي حاجه بس أكبر وأمتلك كل حاجه بين أيديا، مفيش سنه واحده إلا وبقيت جاسر الليث اللي عمل للداخليه دوشه في دماغها خصوصا لما نقلت أقامتي لمصر وبقي كل شغلي هنا، خرجت أختي من الملجأ ونقلتها أكبر مدرسه داخليه في مصر، ماأنكرش أن مودة تعبتني عشان تقدر تستوعب أني أخوها وتقدر تتقبلني في حياتها لكني ميأستش وفضلت وراها لحد مابقت شايفاني كل حياتها. عمري ما قسيت عليها ولا فكرت أبينلها غير وش الأخ الكبير الحنين اللي كل همه أخته، كفايه أوي الأيام السودة اللي عاشتها في الملجأ متعرفش مين أهلها وهما فين. مش هكون أنا والزمن عليها، مودة دي الحاجه البيضا اللي عايش بسببها.


- أبتلع ريقه بمراره وتحكم بعبره كادت تنزلق من عينيه فنظر لها ليجد الدموع تنهمر من عيناها كالشلال، فأصابه الندم على مصارحته لها بتلك الحقائق المره التي لطالما كبحها بداخله سنوات طويله ثم أردف قائلا

جاسر عاقدا حاجبيه بضيق: شايف في عينك دموع الشفقه، وأنا مبحبش حد يشفق عليا

- نهض من مكانه ليدلف داخل القصر ولكن كان كفها الناعم الصغير أسبق منه، حيث أمسكت بكفه وقبضت عليه بخفه قبل أن تردف قائله.


آسيل: رايح فين

جاسر بنبره حاده: تقدري تطلعي تنامي فوق براحتك، انا داخل المكتب وهقضي فيه طول الليل

- دلف جاسر للداخل بخطوات ثقيله، فآلام الماضي ليست بقليله. جلس على مقعده الوثير وظل يفكر فيما سيفعل حتى تضل رأسه التفكير بهذا الامر الذي لطالما طارده، فقطع شروده صوت هاتفه الذي علت رناته الصاخبه ليعلن عن متصل ما فأمسك هاتفه على مضض منه وقام بالضغط عليه للايجاب

جاسر باأمتغاض: الو. أيوة ياثروت.


ثروت بهدوء ملحوظ: أزيك ياليث، أيه الأخبار

جاسر مستندا على ظهر مقعده: تمام. كله تمام

ثروت بخبث: كويس، سمعت أنك أجلت العمليه الجايه ياتري ليه!

جاسر قاطبا جبينه: اللي أنا شايفه بعمله، وانا اللي بقول امتي العمليه تتأجل وأمتي تمشي وأظن أنت مجربني

ثروت لاويا فمه: أمممم. طب ولزومه أيه تسفر عيسي في وقت زي ده وأحنا محتاجين كل راجل معانا.


جاسر بتهكم: مضطر أعيد عليك نفس الرد وأقولك اللي انا شايفه بعمله ياثروت، وبدل اللف والدوران هريحك وأقولك إني محتاج أخلص من الجاسوس بتاعك شويه

ثروت بقهقهه عاليه: هههههههههااااا أحب شجاعتك ياليث، انا برده شكيت في كده

جاسر باأقتضاب: لا مش عايزك تشك، أنا عايزك تتأكد من ده

ثروت حاككا رأسه: أنا شايف ان مصنع الماس ده مش وقته. أجله عشان قدامي كام عمليه لو خلصوا هنكسب كويس أوي ياليث.


جاسر مضيقا عينيه بضيق: ليه بتحبني أعيد وأزيد في الكلام، أنت مش ناقصك فلوس ياثروت عشان تتلهف بالشكل ده

ثروت بنبره أجشه: أنا متلهف لشغلك ودماغك، مش للفلوس ياليث، ياريت تكون الرساله وصلت

جاسر قابضا على شفتيه: ...

ثروت: اشوفك قريب، باي

جاسر باأقتضاب: باي.


- ألقي الهاتف من يديه ونهض عن مكانه متوجها صوب الشرفه الخاصه بغرفة مكتبه. فرأها ما زالت قابعه في مكانها لم تتحرك خطوة واحده، فا علم أن تصريحاته لها قد شغلت عقلها وأستخوذت على الجزء الأكبر من تفكيرها وأهتمامها. تنهد بحراره شديده ثم أغمض عينيه لتمر بمخيلته ذكري أغتصابه المميت لها وأعتداءه الوحشي عليها، عاتب نفسه التي أنتهكت روحها ونزعت منها شيئا غاليا لم يعوضه حتى زواجه منها، ذفر أنفاسه بحنق قبل أن يردف بنبره خافته محدثا نفسه.


جاسر بنبره خافته: وجودك في حياتي أكبر غلطه أرتكبتها، وأنا معترف يا، يامليكتي

( وسط ضوء الشمس الذهبي وداخل منزل عيسي بالتحديد داخل غرفة ذلك المتهور والعديم المسؤليه ).


- لم يصل النوم لعينيه ولم يشعر جفنه بطعم النعاس، ظل التفكير يراوده طوال الليل. فكيف سيصل لتلك التي أستحوذت على تفكيره، لا يدري ما سبب هذا الشعور الغريب نحوها. فهو يرغب فقط وجودها دائما بقربه يشعر جوارها بدفء يجعله لا يريد الأبتعاد. طاقه جاذبه أياه نحوها ولكن لا يجب عليه الأستسلام لهروبها المستمر فا عليه أيجاد حلا لتلك الفتاه صعبة التفاهم، وأخيرا نهض عن فراشه وألتقط هاتفه المحمول، ثم ضغط عليه لمهاتفتها على ذلك الرقم الذي أستطاع بنفوذه وحنكته الحصول عليه من داخل مكاتب شئون الطلبه والطالبات بالجامعه. حتى أتي ردها عليه.


سهيله بصوت ناعس: ألوو

سامر باأبتسامه: هو أنا صحيتك من النوم ولا أيه؟

سهيله عاقده حاجبيها: مين معايا!؟

سامر بنبره رخيمه: أنا سامر، أرجوكي متقفليش

- هبت من نومها فزعه ونظرت لشاشة هاتفها جيدا ثم وضعته على أذنها مره أخري لتتأكد مما سمعت

سهيله محدقه عينيها: أنت جيبت رقمي منين، وبتتصل بيا بدري كده ليه؟

سامر بمكر: جيبت رقمك منين دي لعبتي. أما بتصل ليه فالموضوع مهم.


سهيله بلهجه حازمه: موضوع أيه اللي يخليك تجيب رقمي وتكلمني بدري كده

سامر بتعلثم: أا اصل كنت في موضوع وو و

سهيله بحنق: روح رتب كدبك وتعالي كلمني. سلام

سامر بنبره سريعه: لا لا أستني، أصلي عايزك بخصوص أختك المختفيه

سهيله بلهفه: آسيل، أنت عرفت حاجه عنها!

سامر بتردد: أه أه بس لازم أشوفك مينفعش في التليفون

سهيله قاطبه جبينها: أمال ينفع فين!؟

سامر باأبتسامه واسعه: لازم أشوفك ياسهيله، أيه رأيك أعزمك على ال...


سهيله بحدة: ولا تعزمني ولا أعزمك ممكن أشوفك في الجامعه، وكده كده نازله أشوف النتيجه

سامر بحنق: أفندم! جامعة أيه وبتاع أيه شوفي المكان اللي يريحك بره الجامعه عشان، أصلي ضيعت الكارنيه ومش عايز اعمل مشاكل مع بتوع الامن

سهيله بتأفف: أوووف خلاص يبقي هاشوفك على آي كوفي شوب قريب

سامر بسعادة: أنا موافق، أديني العنوان وأنا ساعه وأكون عندك. بس ثواني أشوف قلم أكتب بيه.


سهيله بنفاذ صبر: ياريت بسرعه عشان ننجز الوقت

سامر: فوريره

- قفذ سامر من مكانه سريعا وتوجه صوب غرفة المكتب الخاصه بأخيه باحثا عن قلما وورقه يدون بهم العنوان ولكنه لم يجد مطلقا، وقف حاككا طرف ذقنه بتفكير ثم حدث نفسه بخفوت قائلا

سامر قابضا على شفتيه: طب وبعدين بقي ماهو على طول الأقلام بتكون مرميه مش لاقيه اللي يعبرها، أممم أكيد عيسي شايل قلمه الحبر في جيبه كالعاده، أما أروح أشوف كده.


- توجه سامر صوب غرفة أخيه الأكبر بحرص وخطوات بسيطه حذره. ثم أقترب من ملابسه المعلقه على ذلك العمود الخشبي الخاص بالملابس وأخذ يبحث عن قلما بجيب سترته. حتى وجد قلما خشبيا يظهر من شكله أنه باهظ الثمن كما أنه جذب ناظريه إليه فاألتقطه ودلف خارج الغرفه بهدوء شديد

سامر ممسكا بالقلم متأهبا للكتابه: قولي ياسهيله العنوان، اه، تمام، خلاص عرفته ساعة زمن وأكون عندك. سلام.


- أرتدي ملابسه على وجه السرعه ولم ينسي أن يهتم باأناقته ووضع أهم اللمسات على هيئته لتكتمل. ثم توجه خارج غرفته بعد أن ألتقط أشيائه الخاصه ( هاتفه - مفاتيح سيارته ) ودلف لغرفه أخيه مره أخري ليوقظه

سامر ضاربا على كتفه بهدوء: عيسي عيسي عيسب ياعييييييييييسي

عيسي بفزع: أيييه ايه في أيه اللي حصل

سامر: ده انا متقلقش كده، المهم عايز فلوس.


عيسي بصرامه: الله يحرقك ويحرق اليوم اللي بقيت أخويا فيه. غور خد اللي انت عايزة من المحفظه وسيبني أتخمد عندي سفر بالليل

سامر حاككا رأسه: مسافر! طب متنساش تحطلي رصيد في الفيزا قبل ما تسافر

عيسي بنظرات ناريه: هابقي املاهالك على أخرها عشان أخلص من رزالتك

سامر مداعبا وجنتيه: ربنا يخليك ياعيسوي ياقمر

عيسي دافعا أياه: غووور.


- أنطلق سامر راكضا خارج المنزل ثم أتجه صوب سيارته سريعا والسعادة تملأ قلبه. فسوف يلاقيها أخيرا بعد رحله عذاب سنوات، أستقل سيارته الفارهه وتوجه بها بسرعه رهيبه نحو العنوان الذي سبق ودونه بتلك الورقه الصغيره.


بينما أرتدت سهيله ملابسها بتثاقل، فكان شعورها بعدم الراحه يسيطر عليها ولكن ليس أمامها بديل، لقد أشتاقت عيناها لرؤية أختها العزيزة كم تفتقد الجلوس أليها ومحادثاتها كالسابق. تنهدت بقوة ثم أنطلقت خارج الغرفه لتلتقي بوالدتها

لميا بتفحص: لابسه ورايحه فين ياسهيله؟

سهيله معدله لوضيعة ملابسها: سامر كلمني وقالي أن في جديد بخصوص آسيل

لميا ملتقطه أنفاسها بأرهاق: آسيل! هي فين آسيل دي؟


سهيله: مفيهاش حاجه لما أتأكد ياماما، وربنا يعطرنا فيها يارب

لميا بنبره راجيه: يااارب، متتأخريش ومتقعديش معاه كتير مهما كان واحد غريب عنك

سهيله: حاضر، سلام

لميا باأختناق: سلام يابنتي.


- أستيقظت آسيل من نومها المتقطع والمرهق. ظلت تحك فروة رأسها بأطراف أصابعها الصغيره ثم نهضت عن مكانها بخطوات مترنحه صوب المرحاض. خلعت عنها ملابسها ثم وضعت جسدها المنهك أسفل صنبور المياه الكبير لتزيل عنها أثار التفكير العميق الذي أستغرق منها طوال الليل، ثم نفضت عنها قطرات المياه العالقه بجسدها كما حاوطت جسدها بالمنشفه القطنيه الكبيره قبل أن تدلف خارج المرحاض، جلست على المقعد المقابل لطاولة التجميل ( التسريحه ) نظرت لهيئتها المنعكسه بالمرآه وكأنها تحدثها.


المرآه: أنتي أتجننتي، ده واحد مجرم قاتل عايش على دم الناس

نفسها: ما هو أتظلم كتير والمجتمع عمره ما كان في صفه، ليه أنا كمان أجي عليه وأظلمه

المرآه: تظلميه! نسيتي الأرواح البريئه اللي ضاعت على أيده، نسيتي ضباط الشرطه اللي دفعوا التمن حياتهم مقابل أنهم بيأدو واجبهم

نفسها: لا منسيتش. بس هو مش ملاك ده بشر وكل البشر خطائين.


المرآه: لا مش بشر ده وحش، ذئب بشري حتى لو نسيتي أنه مجرم أزاي هتنسي أنه أغتصبك. أعتدي عليكي بكل قسوة وصراخك مكنش ليه اي قيمه عنده، أستحل قتل روحك بالبطئ. أزاي نسيتي الجريمه الشنيعه اللي ارتكبها في حقك

نفسها: بي ده كان سكران يعني مش بوعيه، وانا كمان كنت عنيده وصممت أقف في وشه رغم أنه حذرني

المرآه: وأمجد نسيتيه. نسيتي فرحك اللي أتخطفتي قبله بساعات و...


- وضعت يديها على أذنيها لتسكت أصواتا دوت بها. رنينا ظل يهتف بأذنيها ويسممها ضده. فصرخت عاليا وهي تهتف

آسيل واضعه يديها على أذنها بصراخ: بسسسسسس كفايه

- كان جالسا بغرفة مودة يتبادلان الاحاديث الخاصه بالتقديم في الجامعة الأجنبيه فأستمع لصرختها الاخيره فهب فزعا من مكانه وقد أنتفض خوفا عليها وتوجه صوب غرفتها بخطوات راكضه وتبعته مودة

جاسر بنبره مرتعشه: آسيل في أيه!

مودة بقلق: مالك يالولو بتعيطي ليه بس؟


آسيل ببكاء شديد: ...

جاسر مبتلعا ريقه بمراره: طيب روحي أنتي يامودي وسيبيني معاها

مودة بتفهم: حاضر

- دلفت مودة خارج الغرفه بينما ظل جاسر ناظرا أليها بتفحص ودقه شديدين، تأمل هيئتها وسلط بصره على عينيها الدامعتين. ثم جثي على ركبتيه أمامها ليساويها بالطول وأردف بنبره دافئه قائلا

جاسر: بتعيطي ليه؟

آسيل بدموع: مفيش، عيني وجعاني

جاسر مضيقا عينيه: مبحبش الكدب.


- نهض عن مكانه ثم جذبها لتقف قبالته، رفع وجهها لتنظر إليه، فما زالت عيناه العميقتين تمتلئ بالغموض. تأمل قسمات وجهها الملائكيه ثم أبتسم بعذوبه قبل أن يردف قائلا

جاسر ماسحا لعبراتها: محبش أشوف دموعك يامليكتي

آسيل: ...

جاسر: مش هتقوليلي كنتي بتعيطي ليه؟

آسيل مشيحه بصرها عنه: مفيش

جاسر عاقدا حاجبيه: عيب تخبي على جوزك على فكره

آسيل بملامح عابسه: جوزي! متضطرنيش أفكرك الجواز اللي بتتكلم عنه جه ازاي و...


- سلط بصره على شفتيها التي تتحرك أثناء حديثها وعروق عنقها النابضه التي تنبض بصورة سريعه نتيجه أنفعالها. فأطبق عليها بشفتيه على شفتيها ليقبلها بشغف فألجمها عن الحديث، حدقت به وحاولت دفعه عنها ولكن كانت قبضته تحاوطها بقوه. فشلت محاولاتها في الهروب من يداه الأسرتين فأستسلمت له وتركت العنان لروحها بين أحضانه. توجه بقبلاته لعنقها، حيث لثمها بقبلاته المحمومه حتى تأكد من أرتخاء جسدها بين يديه، ضمها لصدره بقوة حتى كادت تعتصر بين يديه ثم أردف بنبره هامسه مقتربا من أذنيها.


جاسر بنبره ثابته: كنتي بتقولي أيه بقي يامليكتي؟

آسيل: ...

- فتحت عينيها لتجد أنها محاطه بذراعيه وتستكين بأحضانه فحدقت عيناها بقوة ثم تملصت من قبضته بسهوله وركضت نحو المرحاض تختبئ به. وقفت خلف الباب تلتقط أنفاسها اللاهثه بينما توجه نحو المرحاض وهمس قائلا

جاسر باأبتسامه منتصرة: بلاش تقفي في الحمام كتير، أحسن تتلبسي يامليكتي.


- أنصرف جاسر خارج الغرفه وهلي ثغره أبتسامه واسعه وقد علق برأسه مشهد وجنتيها التي توردت خجلا على آثر فعلته، خفق قلبه لأول مرة وكأنه ينبض من جديد.


- أستيقظ عيسي بتذمجر، حيث أنه لم يهنأ على نومه بعد أزعاج سامر المستمر له، كانت حاله من العصبيه المفرطه تسيطر عليه. توجه نحو ملابسه المعلقه وأمسك بمحفظة نقوده ليتأكد من وجود إي أوراق نقديه باقيه له بعد أن قام سامر بألتقاط الكثير منها. فوجد عدة أوراق نقدية قليلة متبقيه له. صر على أسنانه بغيظ ثم حدق بعينيه بشده عندما تذكر القلم الخشبي الذي وضعه بجيب سترته عن طريق الخطأ، فبحث عنه بتلهف شديد في كافة جيوب سترته وبنطاله فلم يجده، ضرب على رأسه بقوة وشعر بالخطر يهدده.


عيسي بفزع: ياخراب بيتك ياعيسي، روحت في داهيه ياعيسي يااااااااااااالهوووووووووووي...


رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثالث والعشرون


- جن جنون عيسي وكاد عقله ينفجر من كثرة التفكير. ثم تذكر لوهله أن ليس هناك من عبث بملابسه سوي أخيه الأصغر، توجه صوب هاتفه راكضا ثم ضغط عليه لمهاتفته. حاول مرارا وتكرارا ولكن دون فائدة فقد كان هاتف أخيه مغلقا، صاح عاليا وقذف هاتفه بقوة ليرتطم بالحائط.


- بينما كان سامر جالسها على أحدي الطاولات الخشبيه المصنوعه من خشب الأرو. كان ينظر كل نصف دقيقة تقريبا لساعة يده يرجو الوقت أن يمر حتى يلتقي بها، لمح طيفها أتيا من بعيد. فاأبتسم أبتسامه واسعة برزت أسنانه وهب واقفا منتظرا حضورها تشاركه جلسته

سامر ممدا يده: نورتي

سهيله ببرود: ميرسي، ياريت تقولي وصلت لأيه في موضوع آسيل

سامر مشيرا بأصبعه نحو المقعد: طب أقعدي مش هنتكلم على الواقف. تشربي أيه؟


سهيله بتذمجر: بليز ياسامر انا مش جايه أشرب، قولي وصلت لأيه ومش لازم أخد منك الكلام بالعافيه

سامر حاككا طرف ذقنه: ما هو أنا جايبك هنا عشان نوصل لحل سوا

سهيله رافعه حاجبيها بدهشه: نعم! يعني أيه نوصل سوا. قصدك أنك موصلتش لحاجه ونزلتني من بيتي وانت بتكدب عليا و...

سامر قاطبا جبينه: أهدي طيب وأسمعيني، أختك بقالها قد أيه مختفيه

سهيله عاقده ذراعيها أمام صدرها: حوالي 3 شهور.


سامر: ومحدش عارف ليها أثر! يبقي أكيد حصلها حاجه

سهيله بشهقه: هااااا بس متقولش كده، ربنا يرجعها بالسلامه

سامر بعذوبه: يارب، وحشتيني

سهيله بنبره حاده: تصدق أنا غلطانه فعلا أني صدقتك ونزلت

سامر بتنهيده: سهيله أنا بحبك، عايز أبتدي حياتي معاكي بجد

سهيله لاويه شفتيها: مليون بنت قبلي أتقالها نفس الكلمتين دول. عن أذنك لازم أمشي وكفايه قوي كده.


سامر ممسكا بكفها: ليه مش عايزة تصدقي أني ممكن أتغير عشانك، و أنسي إي حاجه كنت بعملها مقابل وجودك في حياتي

سهيله بلهجه حازمه: قولتلك قبل كده متمسكش أيدي بالشكل ده، أحنا يعتبر في الشارع يامحترم

سامر عاقدا حاجبيه: أسف، تقدري تمشي وأنا هثبتلك مين هو سامر. بس قبل ما تمشي ممكن أديكي حاجه

سهيله بعدم أهتمام: حاجه أيه دي؟

- أخرج سامر القلم الخشبي من جيب بنطاله ثم مد يده إليها رادفا.


سامر: خدي القلم ده، أنا عارف أنك بتحبي تحتفظي بالحاجات اللي شكلها مختلف ومش موجود. والقلم ده شكله لفت نظري قولت مش هيكون غير ليكي

سهيله عاقده حاجبيها: قلم رصاص! بس انا ا...

سامر بنبره راجيه: حتى لو مش هتستخدميه، خديه ومتكسفنيش. أنا أخدته من أخويا مخصوص عشانك

سهيله بمضض: أوكي، شكرا

سامر باأبتسامه: مفيش شكر ولا حاجه. تقدري تمشي دلوقت.


- أنصرفت سهيله من أمامه. فظل ناظرا على ظلها حتى أختفت تماما، ثم قرر في قرارة نفسه أن يصنع مستقبلا خاص به ثم يقوم بخطبتها بشكل رسمي حتى يثبت لها صدق نيته، وأثناء تفكيره شعر بأهتزاز هاتفه داخل جيبه ليعلن عن وصول رسالة نصيه. قام بفتحه ليجد العديد من المكالمات الهاتفيه التي لم تصل أليه من أخيه، فقام بالضغط على الهاتف للأتصال به حتى أتاه صوته الصادح صارخا به

عيسي بنبره منفعله: أنت فين يابني أدم!؟


سامر بحنق: أشمعنا؟

عيسي بصياح: أنت هتخوشلي أفيا، تكون مطرح ما تكون ميهمنيش. المهم القلم الخشب اللي منقوش عليه بالفرعوني فين

سامر بتردد: اا ا ا اي قلم ده!

عيسي مضيقا عينيه: قلم رصاص كان في جيب الجاكيت بتاعي

سامر بتفكير: مشوفتوش ياعيسي

عيسي خابطا على رأسه: طيب طيب، سلام

سامر: سلام.


سامر في نفسه: هو أنا كدبت عليه ليه! هوووف بقي ده حتة قلم يعني مفيهاش حاجه لما أقوله أن انا اللي أخدته. أنا أصلا مش عارف أشمعنا القلم ده اللي لفت نظري بس حاجه شدتني ليه، يلا أهو اللي حصل بقي هعمل أيه يعني اااااوف.


- ظلت الحيره مسيطرة عليه، فاأين ذهب ذلك القلم الملعون. قبض على شفتيه بغيظ ثم توجه صوب غرفة مكتبه وأخرج العلبه الكرتونيه الصغيره التي تحوي باقي الأقلام الخشبيه وتوجه للمرحاض، حيث وقف أمام حوض المياه الصغير وقام بكسر كافة الأقلام الخشبيه وأسقط كافة محتوياتها البيضاء ( مخدرات ) أسفل المياه. ثم قام بتنظيف الأقلام المنكسره جيدا وبعدها قام بإيقاد النار بها لتحترق كليا، وبذلك يكون قد تخلص منها نهائيا،.


توجه لغرفته ليستكمل أستعداداته للسفر والحيره تكاد تأكل قطعه من عقله، نفض تلك الأفكار عن رأسه وصب كل تركيزه بتلك الرحله التي أتته فجأة

- ظلت آسيل حبيسة غرفتها لا تستطيع الدلوف خارجها حتى تتجنب مواجهته، فلقد كانت فعلته الجريئه معها سببا قويا للشك في باقي تصرفاته معها ولكنها قررت أخيرا الخروج من جحرها. هبطت درجات الدرج الخشبي بخطوات حذرة وهي تتفحص المكان باحثه عنه بعينيها ولكنها لم تجده.


كاثرين باأبتسامه: صباحك سعيد سيدتي

آسيل بترقب: صباح الخير، اا ا ا هي مودة فين

كاثرين باأبتسامه ذات مغزي: سيدتي مودة منشغله باللهو مع ( الجاسر ) أما سيدي الشاب فقد أنطلق نحو عمله منذ ما يقرب من ساعتين

آسيل لاويه شفتيها: بس أنا مسألتش عنه

كاثرين بمكر: أمر طبيعي أن أذكره لكي

آسيل مسيطره على أنفعالاتها: ااا طب وأيه الجاسر ده؟

كاثرين: أنه جواد سيدي الشاب، فاز به بأحد المسابقات

آسيل متوجهه صوب الخارج: ماشي.


- دلفت آسيل للخارج باحثه عن مودة، حتى وجدتها أعلي الجواد فلوحت لها بيدها ترحيبا ثم جلست على أحدي الطاولات الخوصيه

مودة بنبره عاليه: ما تيجي تركبي شوية

آسيل باأبتسامه: لا خليكي أنتي براحتك. أنا عايزة أقعد هنا

مودة: as you like ( كما تشائين كما تحبين ).


- كان ( جاسر ) قابعا على مكتبه الوثير يقوم بالتوقيع على أحد التعاقدات الجديده الخاصه بشحن بعض البضائع الأتيه من بلاد الهند. فدلف إليه أحد رجاله الذي يرتدي حله رسميه سوداء وتبدو على ملامحه الصرامه والتقاسيم القاسيه، أردف بنبره عميقه قائلا

الحارس الخاص: الأستاذ عيسي طيارته غادرت من ساعة بالضبط ياباشا

جاسر تاركا القلم الفضي من يده: أتأكدت بنفسك أنه طلع الطيارة.


الحارس الخاص: أيوة ياباشا، ومسيبتش المطار إلا لما الطياره طلعت

جاسر طارقا باأصابعه على سطح المكتب: طب جهزت كل حاجه هناك وفهمت رجالتنا هيعملو أيه؟

الحارس مومأ رأسه بالأيجاب: أطمن سعادتك، كله تمام التمام

- أمسك جاسر بمفتاح سيارته وقذفه للحارس الخاص به ثم نهض عن مكانه متجها صوب سترته البنية المعلقه وقام بألتقاطها وهو يردف بنبره أجشه

جاسر: أنزل دور العربيه وخليك فيها لحد ما أنزلك.


الحارس بخطوات للوراء: أوامرك ياباشا.


- أغلق جاسر كافة الملفات الموضوعه على سطح المكتب ثم وضعها بأحد الأدراج الخاصه بالمكتب وتوجه بخطوات ثابته خارج الشركة. أستقل سيارته وتوجه بها صوب مزرعته، مر ما يقرب من ساعتين وهو قائدا لسيارته بسرعه شديده كما أعتاد. كان يحرق صدره بكم هائل من السجائر التي ينفث بها حتى وصل لبوابة مزرعته الحديديه وأصدر بوق سيارته الفارهه لكي تنفتح له الأبواب، دلف بسيارته عبر الممر المزدان بالرخام ثم توقف أمام بوابة القصر. وجد حيوانه المفضل الأليف بأنتظاره، فأنحني بجسده عليه ومسد على فراءه الأسود الغزير ثم صعد درجات السلم الصغيره المؤديه للقصر وقد لمح ظلها ( آسيل ) بشرفة غرفتها، ثم صعد درجات الدرج الخشبي بخطواث سربعه يتبعه ( روكس ).


- دلف داخل غرفتها بهدوء حذر ونظر صوب الشرفه فوجدها شاردة بعنان السماء لم تشعر حتى بوجوده أقترب رويدا رويدا وبصحبته ( روكس ). كانت ( آسيل ) تاركه شعرها الأسود الطويل منسدلا على ظهرها فأقترب هو أكثر حتى أنعدمت المسافات بينهما، أغمض عينيه و أشتم عبيرها، ورائحة النسيم الذي يشع من بين خصلاتها الناعمه. شعرت هي بأنفاسه الحاره تلامس كتفها فأنتفصت فزعا وقبيل أن تلتفت كانت ذراعه تحاوطها حتى تمنعها من الحركه. ثم وضع أصابع كفه على شعرها الحريري ممسدا عليه حتى أنغمست أصابعه بين خصلاتها الناعمه فهتف بنبره هامسه قائلا.


جاسر: بحب الشعر الطويل قوي

آسيل بتوجس: هاا

جاسر بنبره ماكرة: أكيد بتفكري فيا! مش كده يامليكتي؟

آسيل لاويه شفتيها: لا ياشيخ! فعلا بفكر فيك

جاسر مضيقا عينيه: وياتري بتفكري في أيه؟

آسيل ملتفته برأسها: بفكر أزاي أخليك تتغير، تبقي أنسان تاني

جاسر قابضا على شفتيه بضيق: ومين قالك أني عايز أتغير ولا حتى هتغير

آسيل: مش لازم تقول.


جاسر بنصف أبتسامه: بجد! أممممم، وياتري هتقوليلي أسلم نفسي ولا أتبرع بفلوسي للهلال الأحمر وأبتدي من أول السطر

آسيل بتردد: هو اا ا انت المفروض تسلم نفسك للقانون و...

جاسر مقاطعا بنبره حازمه: بلاش كلام فارغ ملهوش معني ولا قيمه، قفلي كلام عن الموضوع ده

آسيل دافعه ذراعه عنها: أنا قولت أيه غلط؟


جاسر ناظرا لعينيها بعمق: يوم ما هتحاسب مش هخلي بشري واحد يحاسبني، كفايه ربنا هيحاسبني مش محتاج إي أنسان يفرض سلطته عليا بأسم القانون اللي أبتدعتوه يابتوع القانون

آسيل: مش صح، المفروض ت...

جاسر موليها ظهره: رووووكس، تعالي سلم على طنطتك آسيل

آسيل بفزع: عااااا لا لا الكلب لا

جاسر مشيرا: تعالي ياريكو

- أمسكت آسيل ذراعه لتحتمي به ثم أردفت بخوف قائله

آسيل: لا بليز أبعده متخليهوش يقرب.


جاسر بخبث: ده روكس طلع مصلحه حلوة أوي

آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: ها اا ا

جاسر مشيرا للكلب بعينيه: سلم ياروكس

- أقترب روكس منها ثم وقف أمامها على قدميه الخلفيتين وأستند بأحدي قدميه الأماميتين عليها والأخري مدها صوبها. كانت ترتعد بداخلها من أقترابه الشديد منها وأستناده عليها، فقبضت بكفها على ذراع ( جاسر ) مستعينه به بينما أردف قائلا

جاسر: مدي أيدك سلمي عليه، متخافيش.


آسيل بذعر: لا لا لا أبعده، ياماااامي بخاف منهم اوي عاااااا

جاسر: قولتلك متخافيش، وبعدين أنا واقف جمبك

آسيل ممدده يدها بحذر شديد: اا ا...


- سلم روكس بقدمه اليمني عليها وكأنه أنسان يشعر ويتفهم ما حوله ثم نبح بصوته القوي ونظر لسيده وكأن يخبره بأنه نفذ أوامره. فأشار له جاسر نحو المنشفه الصغيره الخاصه بالطعام والموضوعه على سطح الطاوله الزجاجيه ليحضرها، فذهب راكضا صوبها ثم ألتقطها بأسنانه وذهب أليه. كانت آسيل بحاله من الذهول وهي تتأمل تصرفات ذلك الكائن الحيواني، رأي جاسر على وجهها تعبيرات الحيره فأردف قائلا.


جاسر ممسدا على فراءه: روكس ده أعز مخلوق عليا، كائن مطيع ووفي ومخلص. هو أصلا كلب بوليصي بس كان هديه من الداخليه ليا في واحده من المناورات اللي كانت بتتعمل عليا

آسيل محدقه: داخليه، يعني مش مشتريه كمان

جاسر: تؤ، حاولي تخدي عليه هتلاقيه حبك وفي وقت قصير قوي

آسيل بنظرات فاحصه: حبني!

جاسر موليها ظهره: أه هيحبك، أصلك سهل تتحبي، تصبحي على خير

آسيل عاقده حاجبيها: ...


- دلف جاسر خارج الغرفه ثم توجه للجزء العلوي والمفضل لديه وبصحبته حيوانه المفضل ( روكس )، ثم تذكر حاجته في أحتساء الخمر فتوجه مرة أخري للأسفل حيث زجاجات الخمر القابعه بخزانته في غرفة المكتب، أمسك بأحدي الزجاجات وكأسا مطلي بالذهب ثم بدأ في سكب المشروب المسكر ورفعه على فمه ليرتشف منه، فبصق ما أرتشفه وحدق عينيه بالزجاجه جيدا ليري ماهيتها.


جاسر محدقة: بببببفففففففففففففففف، أيه ده. عصير تفاح في أزازتي، كااااااااااااااااثررررررررين. أنتي يازفته ياللي ملكيش لازمه هنا كاااااااااااثرين

- أتت كاثرين من غرفتها مهروله إليه عقب سماعها لصوته الجهوري الصارم مناديا عليها

كاثرين بنبره مرتعده: أمرك سيدي ما الأمر

جاسر بنظرات مشتعله غاضبه ونبره تشبه الزئير: مين اللي لعب في الأزايز دي وأزاي ده يحصل وأنتي موجوده هنا ياهانم.


كاثرين مبتلعه ريقها بتوجس: اا اا انها ان...

جاسر بنبره منفعله: ما تنطقي وتخلصيني ولا هسحب الكلام بالقطاره

كاثربن بتوجس: أنها سيدتي آسيل الفاعله...

جاسر مضيقا عينيه ومصرا على أسنانه بغيظ: آسيل، دي ليلتها سوووودا معايا، آسييييييييييييييل

آسيل بأنتفاضه: هاااااااااااا...



تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله  من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع