رواية مليكة الوحش الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون والسادس وعشرون للكاتبة ياسمين عادل
رواية مليكة الوحش الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون والسادس وعشرون للكاتبة ياسمين عادل
رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الرابع والعشرون
- أنتفضت آسيل من مجلسها بفزع على أثر صوته الصارم الجهوري الذي صدح بأرجاء المكان، ثم توجهت صوب باب الغرفه لتفتحه بحذر. ثم أطلت برأسها لتري ما حدث فلمحته صاعدا على الدرج وبيده عدد من زجاجات الخمر التي قامت بتبديلها لعصائر التفاح، حدقت عيناها ثم أغلقت الباب على الفور ووقفت خلفه واضعه يدها على قلبها خوفا من رد فعله المتهور. ظل يصيح بها لكي تفتح له الباب ولكن دون جدوي، فقام بدفعه بقوة بأستخدام ذراع واحده لترتد هي للخلف. نظر لها بأعين غاضبه مشتعله عاقدا حاجبيه بضيق واضح ثم أردف بنبره حازمه جهوريه قائلا.
جاسر بحده: فين الأزايز الأصليه بتاعتي ياهانم؟
آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: اا ا ما هي دي الأزايز
جاسر بصوت يشبه الزئير: قصدي اللي كان جوه الأزازه، وديتيه فين أنطقي؟
آسيل فاركه كفيها في توتر: اا آ آ ما آنا ا أصلي، اا اتخلصت من كل الخمره اللي. كانت تحت وبدلتها بعصير تفاح
جاسر جاحظا عينيه بقوة: أت أيه ياختي! أتخلصتي منهم. بأي حق وأزاي
آسيل حاككه رأسها: ا ا اصلها مضره.
جاسر بذهول: مضره! وأنتي مالك مضره ولا حتى نافعه. أنتي مبتحرميش يابنتي من الجنان بتاعك، ماأنتي جربتيني قبل كده وعارفه أني أجن منك مليون مرة
آسيل لاويه شفتيها: الخمره حرام أصلا وانا مقبلش أقعد في بيت فيه منكرات.
- جحظت عيناه عقب كلماتها فلم يشعر منها بالندم كما ظن أن يحدث، قبض على شفتيه بتفكير. حتى يدبر لها مغرزا جيدا بينما كان صمته سببا قويا ليدب الخوف بداخلها، وفجأة رأته يتوجه صوب باب الغرفه ويوصده جيدا ثم أقترب منها. خلع عنه سترته ثم قام بفك أزرار قميصه ورفع أكمامه لأعلي. شعرت بالفزع يحتل أوصالها والرعب يملئ قلبها فخطت بقدميها خطوات للوراء بينما أشار لها للتوقف عن الحركه. ثم أمسك زجاجه الخمر المعبأة بالعصائر وقام بفتحها وقدمها لها.
جاسر مشيرا بيده: خليكي في مكانك متتحركيش خطوة واحده
آسيل قابضه على عينيها: أنت بتعمل أيه بالضبط
جاسر ممدا يده بنبره خبيثه: خدي أشربي العصير بتاعك
آسيل محركه رأسها بالنفي: لل لا مش عايزة. ده عشانك انت
جاسر رافعا حاجبيه: مين قالك أني بحب التفاح ولا بشرب عصاير أصلا. ولا العصير فيه سم ولا حاجه وخايفه تشربيه!
آسيل: هااا لا لا خالص
جاسر مضيقا عينيه: طب أتفضلي أطفحي، قصدي أشربي.
- مدت آسيل يدها لتلتقط منه زجاجة العصير بينما جذب ذراعها نحوه لتسقط مستنده بيديها على صدره. ثم أردف بخفوت
جاسر بنبره خافته: أزازة العصير دي تخلص حالا، ودلوقتي
آسيل بأرتجاف: كلها!
جاسر ناظرا لمقلتيها بعمق: أه كلها. أمسكي.
- أبتعد عنها قليلا لكي تلتقط الزجاجه من بين يديه ثم شرعت بأرتشاف قطرات المشروب بسرعه حتى تنتهي من تلك المزحه التي يستمتع هو بها، وما أن أنتهت حتى قام بفتح زجاجه أخري من العصير وقدمها لها لكي ترتشفها كلها هي الأخري. فحدقت عيناها بصدمه ورفضت أرتشاف المزيد فقام ب
جاسر خالعا قميصه: واضح كده أنك مبتجيش غير بالعافيه
آسيل جاحظه عينيها: أ ااا أنت بتعمل أيه يامجنون.
جاسر باأبتسامه ماكره ذات مغزي: الجو حر، بغير هدومي
آسيل مبتلعه ريقها: طب غيرها بره
جاسر بلهجه تحمل التوعد والتحذير: وربي وما أعبد لو الأزازة التانيه متشربتش لأكون ا...
آسيل بفزع: بسسسسس خلاص هشربها أووووف
جاسر مضيقا عينيه: أنجزي
آسيل مرتشفه من الزجاجه الثانيه: مش قادرة
جاسر بنبره حاده: يلااااا
آسيل بتأفف: أوووف بقي، طيب أهو
جاسر واضعا يده بجيب بنطاله: بسرعه وبلاش دلع.
آسيل على مضض: اااااه كفايه كده شربت أزازة ونص مش قادره
جاسر مقتربا: أنا حلفت و...
آسيل ضاربه الأرض بقدميها: يووووووه خلاص
- وضعت آسيل الزجاجه على فمها وبدأت ترتشف سريعا للتخلص من تلك المعضله، فلقد جعلها تندم حقا على ما فعلته رغم أيمانها أنه الصواب. وما أن أنتهت حتى ألقت بجسدها الثقيل على الأريكه وقد أصبحت معدتها غير متقبله لأي شئ أخر
آسيل واضعه يدها على معدتها: ااااه، اديني شربت الأزازتين.
جاسر ممسكا بالزجاجه الثالثه: خدي دي كمان و...
آسيل وقد ردأت العبرات تتجمع بعينيها: لاااااااا حرام عليك والله مش قادره بطني وجعاني اااااة
جاسر مقتربا من أذنها: العند معايا أخرته وحشة يامليكتي، ومحدش قدي في العند
آسيل بتوجس: طيب
جاسر موليها ظهره: بالف هنا عليكي يامليكتي، عقبال المره الجايه.
- أنصرف جاسر من غرفتها وعلى ثغره أبتسامة منتصره، حيث كان الشعور بنشوة الأنتصار يملأه عقب تأكده أنها نالت العقاب الصحيح. بينما كانت آسيل قابعه في مكانها لم تتحرك منه خطوة واحدة، واضعه يدها على معدتها تتحسسها برفق عقب أرتشافها لتلك الكميه الكبيره من مشروب عصير التفاح
آسيل بلهجه مغتاظه: أه يابن ال، بتعرف أزاي تسكتني وتعاقبني صح اووي اااااااه يابطني يامعدتي ياني اااه.
- ظلت تتلوي في فراشها طوال الليل على أمل أن تقوم عصارتها المعديه بهضم ذلك المشروب حتى تتيح لمعدتها الفرصه للتنفس باأريحيه، بينما كان جاسر مترددا ما بين الذهاب إليها ليري ما حالتها الأن وبين أبداء عدم أهتمامه بالموضوع حتى وجد نفسه ظلت قابعه لم تتحرك. فأستسلم لرغبتها ( نفسه ) وظل جالسا بمكانه، في حين أن النوم عرف طريقه لعينيها أخيرا بعد أن شعرت ببعض الراحه تتسلل لمعدتها.
- جلست سهيله بغرفتها حيث أستندت برأسها على مرفقيها وأخذت تفكر بحديث سامر المثير للدهشه، فهل حقا يستطيع التغير من نفسه لأجلها. لا تقوي على أنكار أنه ثمة مشاعر تتحرك بداخلها نحوه لكنها دائما ما تري أنه ليس بأهل لتلك المشاعر المكمونه داخله. ولكن في حال أثباته لها بصدق حديثه من المحتمل أن تغير وجهة نظرها به، ظلت شاردة لبعض الوقت حتى أفاقت على أثر الضجيج الذي أصدره هاتفها الجوال فنهضت من مكانها متجه صوب الطاولة الخشبيه الصغيره القابعه بأحدي زوايا الغرفه وألتقطت هاتفها وقامت بالضغط عليه للأيجاب.
سهيله: أيوة يانورهان. الحمد لله وانتي، ننزل فين؟، بصراحه ماليش مزاج، طب هشوف كده عشان خاطرك، بس مش عايزة أتأخر يانور، شويه هلبس هدومي وابقي أكلمك تاني، تمام.
- أغلقت هاتفها ثم عاودت وضعه على الطاولة مرة أخري فأسقطت القلم الخشبي الذي أعطاها سامر أياها دون قصد ولم تلتفت أليه. توجهت صوب خزانة ملابسها وشرعت بأنتقاء بعض القطع القماشيه التي سترتديها، حيث أنتقت ( بلوزة ) طويله تصل لأعلي ركبتيها من اللون الوردي الزاهي. وبنطال من القماش اللين أسود اللون، نظرت أسفل فراشها لتجد حذائها الاسود الجديد الذي أهدته أياه أختها المفقودة. تنهدت بحراره قبل أن تمد يدها لتلتقطه ثم أرتدته على عجاله، توجهت صوب الهاتف الموضوع على الطاوله سريعا لتهاتف رفيقتها مرة أخري فشعرت أنها قد ضغطت على شيئا ما أسفل قدميها حتى تهشم على أثر كعب حذائها العالي. فنظرت أسفل قدميها بتأفف لتجد القلم قد أصابه شرخ بالطول، أنحنت بجسدها لتلتقطه فوجدت مسحوقا أبيضا ينسدل منه. قطبت جبينها وضيقت عيناها في حيرة خاصة بعد ما أشتمت رائحته التي ليست بغريبه عليها. فقد أشتمت تلك الرائحه من قبل.
سهيله بحيره: أيه الريحه دي مش غريبه عليا، ياتري شميتها فين قبل كده.
Flash back
سهيله بدهشه: أيه الريحه دي يا سولي
آسيل ناظره لمراجعها للدراسيه: خلي بالك، دي عينة هيروين لسه جايباها من المعمل النهارده عشان ندرب عليها أنا وأصحابي
سهيله رافعا حاجبيها بذهول: تدربوا عليها! ليه هو أنتوا ضباط ولا دكاتره؟!
آسيل لاويه شفتيها: وأنتي مالك يالمضه، سيبيني أكمل الحته دي أحسن دماغي قفلت خالص وهموووت وأنام
Back.
سهيله محدقه عينيها بصدمه: ياخبر أسود ومنيل، يي ي يعني دي. هه هيروين يالهووي. طب أعمل أيه ياربي دلوقتي. بقي كده ياسامر هو ده الشغل اللي هتشتغله يانهار أبيض هيروووين ياسامر، طب وبعدين! اااه أمجد. مفيش غير أمجد هو اللي هينقذني من الورطه دي ياااارب يرد عليا.
- كانت يداها ترتعشان من هول الصدمه وقلبها لا يتوقف عن النبض السريع. ترتجف بشده ولا تقوي على التركيز فيما تفعله، حيث أهداها تفكيرها للأتصال بأمجد سريعا فلابد أن لديه الحل. فلم تمهل نفسها الفرصه للتردد بل شرعت بالتنفيذ على الفور، بينما كان أمجد جالسا أمام التلفاز ولكن أعطي لحواسه العنان للتفكير بأي شئ أخر فقطع شروده هاتفه الذي أعلن أتصالا من ( سهيله ) فلم يتردد للأيجاب عليها.
أمجد ببرود: الوو، ايوة ياسهيله
سهيله مبتلعه ريقها بصعوبه: أمجد انا واقعه في ورطه أرجوك تلحقني
أمجد معتدلا في جلسته بخضه: فيه أيه ياسهيله، حصل ايه؟
سهيله بفزع: ا ا آآ انا معايا مخدرات
أمجد محدقا: أيييييييييييه
سهيله بنبره مرتعشه: مش هينفع في التليفون لازم أقابلك وأوريك بعينك
أمجد ناهضا من مكانه: طب أنا جايلك على طول
سهيله بذعر: لالا لا محدش هنا يعرف حاجه، انا هاقبلك بره.
أمجد مكورا قبضته: مش مشكله مش مشكله. هقابلك عند شارع، ونروح اي مكان بعدها نعرف نتكلم فيه
سهيله: ماا ماشي
- أغلقت سهيله هاتفها ثم أعتذرت كثيرا لرفيقتها وأختلقت لها الأعذار حتى لا تقابلها بتلك الليله، كما قدمت العديد لوالدتها من المبررات لخروجها من المنزل عدا أنها ستقوم بمقابلة أمجد. حتى لا تظهر ( لميا ) أعتراضها على الأمر
( بأثينا، عاصمة اليونان بلد الأغريق ).
- كان ثروت يتابع سير العمل بأحدي فروع سلسلة المطاعم الخاصه به، بينما كانت جوان تعد لخطه متهورة للعودة للأراضي المصريه مرة أخري. ظلت تخترع الكثير من الأسباب لكي تتمكن من أقناعه، حتى أن أسبابها بدت مقنعه بالنسبه له، كان كالحيه الرقطاء وأستطاعت الأستحواذ عليه بمكرها الذي لا مثيل له ومن ثم شرعت في التجهيز لكي تهبط بطائرتها الخاصه المملوكه لثروت على الأراضي المصريه وتبدأ تنفيذ مخططها الشيطاني والخبيث.
( داخل أحدي المحال الخاصه بالمشروبات المثلجة جلس أمجد بصحبة سهيله متلهفا ليتعرف على قصة ذلك القلم السحري الذي سقط بيدها )
أمجد بصدمه: أنا شوفت أقلام شبه القلم ده قبل كده، بس مش فاكر فين
سهيله بقلق: لا أفتكر والنبي ياأمجد، أعصر دماغك الله يخليك
أمجد رافعا حاجبه: للدرجه دي الموضوع يهمك؟
سهيله بدون تردد: طبعا يهمني أعرف الحقيقه.
أمجد ناظرا بتمعن للقلم: مش فاكر، بس شكله مألوف عليا ونفس الوقت غريب. مشوفتش في مصر قلم شبهه قبل كده
سهيله حاككه رأسها: ماهو أستيراد مش متصنع هنا و...
أمجد ضاربا مقدمة رأسه: أيووووه أفتكرت، شوفت أقلام شبه دي بالضبط وأنا بظبط شحنه جايه عن طريق المينا والشحنه دي كان متبلغ عنها أنها تبع واحد أسمه الليث وملقيناش حاجه، أتاري أبن ال، مخبيها جوه القلم، يعني زميلك ده يعرف الليث اللي هو خاطف أختك. انا كده مبقاش بيني وبينه غير خطوة
سهيله باأرتجاف: لا لا زميلي أكيد ميعرفش، ده قالي ان القلم ده واخده من أخوه، وأن أخوه جايبه من الشركه اللي شغال فيها.
أمجد بلهفه: كل ده ميهمنيش، اللي يهمني أني خلاص قربت. هعرف فين آسيل وأرجعها تاني لحضني يااااااااه معقوله، ده القدر غريب أوي فعلا
سهيله بتوجس: طب هتعمل أيه دلوقتي؟
أمجد: دلوقتي تتصلي بزميلك ده حااالا، تعرفي منه أخوه شغال أيه وفين. أنا عايز أتأكد من شكوكي
سهيله ممسكه هاتفها: حاضر.
- أنصاعت سهيله لفكرته فليس لها بديل عنها، لابد وأن تتأكد ما أن كان له ( سامر ) يد بخطف أختها أم أنه يجهل الأمر مثلها تماما. أما على الجانب الأخر، فلم يصدق سامر عينيه حينما لمح أسمها يظهر بشاشة هاتفه المحمول. فقفذ من مكانه سريعا وقام بالرد عليها
سامر بلهفه: سهيله! مش مصدق أنك متصله بيا
سهيله بتردد: اا ا ا اصلي عايزه أسئلك على حاجه بخصوص أختي. مش أخوك...
سامر: عيسي!
سهيله: ايوة ايوة عيسي، مش ليه معارف وكده
سامر قابضا على شفتيه: اه صح، بس للأسف معرفش يوصل لحاجه. وكمان هو سافر من كام يوم ومش هقدر أفكره بالموضوع تاني دلوقتي
سهيله ناظره لأمجد: مسافر! اهاا، طب ربنا يجيبه بالسلامه، كنت عايزة أقلام تاني أهديها لأصحابي زي اللي أديتهوني، اا اصل عاجبهم أوي
سامر مصرا على أسنانه: لأسف مفيش تاني، أصل أنا أخدته من عيسي بالعافيه.
سهيله حاككه ذقنها: طب أخوك شغال فين وانا أروح أجيب
سامر بسخريه: ههههه لا أخويا مش شغال في مكتبه، ده شغال في شركة شحن وتفريغ، ومتهيألي ده نوع من الاقلام اللي أستوردتها مجموعه شركات العرب جروب لو تسمعي عنها
سهيله: مجموعة شركات العرب جروب! طب خلاص بقي مش مشكله. شكرا ياسامر سلام
سامر بتعجب: أستني بس هو، ايه ده قفلت!
- أغلقت سهيله الهاتف سريعا دون أنتظار الرد منه وبادلت أمجد نظرات متسائله فيما سيفعله.
أمجد مضيقا عينيه: يعني كل شكوكي كانت صح، وأبن اللعيبه ده المفروض يتعمله تمثال والله ده التمثال شويه عليه، ده بالجبروت والدماغ دي بصراحه أنا أنحنيله
سهيله باأمتغاض: هو ده وقت مدح ياأمجد!
أمجد مصرا على أسنانه: خلاص وقع ولا حدش سمي عليه. بس لازم أجمع أدله أكتر من كده. اللي في أيدي ميدينوش
سهيله بأمل: أنت متأكد أن آسيل هترجع؟
أمجد عاقدا حاجبيه: لو لسه عايشه هترجع، لازم الغلطه دي تتصلح وترجع.
- كان جاسر بغرفة مكتبه يتفحص جهاز الحاسوب الشخصي الخاص به، ثم أغلقه بعد ما أنتهي مما يفعله ونهض عن مكانه ملتقطا مفاتيح سيارته وهاتفه المحمول. توجه صوب الخارج بخطي سريعه ثم توقف عندما رأي آسيل منحنيه بجسدها على زهرة حمراء اللون تشتم عبيرها المميز فأقترب منها جاسر بخطوات حذرة حتى لا تشعر به ثم أنحني بجسده هامسا
جاسر بنبره خافته: طب ما تاخديها طالما عجباكي.
آسيل بأنتفاضه: خضيتني. لا حرام، وردة مفتحه ليه تقطفها وتخطف منها الروح
- شعر جاسر بتلميحها لشئ أخر بكلماتها تلك ولكنه تغاضي عن ذلك وغير مجري الحديث هاتفا
جاسر مشيرا بيده: سيبك من الورد وخلينا في باقي العصير اللي جواه اللي هيتشرب و...
آسيل بفزع: عااااااا لا لا
- وبصورة تلقائيه مفاجئه ألقت بجسدها بين أحضانه خوفا وهي تردف بنبره راجيه.
آسيل: بليز بليز مش هقدر، كفايه اللي حصل امبارح بليززززززز انا اتعذبت عشان اقدر أنام أمبارح
جاسر بذهول: ...
- خفق قلبه بشده لوجودها قريبا منه برغبتها لأول مره وعلى مسافه لا تذكر، وضع كف يده الصلب على ظهرها وتلمسه بخفه ثم أبعد رأسها المستند على صدره وتأمل بريق عينيها وكأنه يقرأ بهما الصدق، ثم تحسس بأطراف أنامله بشرة وجهها الناعمه فأقترب من شفتيها بهدوء وكاد يطبق عليها ملتهما شفاها، إلا أن مودة قطعت لحظتهم الحميمه بصوت نحنحتها الخافته وعلى ثغرها أبتسامه رقيقة
مودة: ااحم أحم، سوري معرفش أنكوا هنا.
آسيل بأحراج: عن أذنكوا انا...
- قطع حديثها مبادرته بمحاوطتة خصرها وجذبها إليه بعد أن أبتعدت عنه، ثم أردف بنبرة رخيمه هاتفا
جاسر: لا، خليكي هنا، ولا يهمك يامودي خير كان في حاجه
مودة: لا ياحبيبي مفيش
جاسر باأبتسامه: طب جهزي نفسك عشان هتسافري اخر الشهر، يعني كمان أسبوع. كل حاجه جاهزة وبمجرد وصولك هيكون صديقي هناك منتظرك وهيكمل باقي الاجراءات
مودة بتصفيق: اووو يييس ربنا يخليك ليا ياحبيبي.
جاسر مربتا على ذراعها: ويخليكي ليا ياحبيبتي، أنا نازل القاهره، ساعات قليلة وأكون عندكوا تاني
مودة: ترجع بالسلامه
جاسر: يسلمك يامودة، تعالي ياآسيل
- جذبها خلفه بخفه دالفا للقصر مرة أخري وما أن دلف حتى ألتفت لها طابعا قبله صغيرة على وجنتيها المتوردتين ثم همس قائلا
جاسر: اتصرفي في العصير اللي جوه ده، ترميه تشربيه ماليش فيه المهم تتخلصي منه لاني مبحبش العصاير ولا التفاح كمان.
- ضربت على صدره بكفها الصغير ثم أنطلقت راكضه نحو درجات الدرج الخشبي وتخطته بسرعة البرق حتى تختفي من أمام أنظاره. أعتلي وجهه أبتسامه هادئه ثم ألتفت ليجد كاثرين ناظره له بتمعن وكأنها تقرأ ما يدور بخلده ثم أبتسمت بهدوء وأتجهت صوب غرفة أعداد الطعام ( المطبخ ) مرة أخري.
بينما توجه، جاسر لخارج القصر متجها نحو سيارته الفارهه الموضوعه أمام باب القصر المعدني ثم أستقلها لينطلق بها نحو مدينة القاهرة. كان طيفها لا يتركه طوال الطريق وكأنه يستشعر وجودها بقربه، ورائحة عبيرها ما زالت بأنفه حتى الأن وكأنها بين أحضانه، كيف لها أن تستحوذ على تفكيره. كيف لها أن تحرك قلبه الجاحد الجامد نحوها، لابد وأنها مميزة بالطبع عن باقي جنس النساء اللاتي عرفهن لكي تستطيع أسر قلبه، فلقد نجح بأسرها وأخضاعها له فهي ما زالت أسيره داخل عرينه. ولكنها أستطاعت أسر قلبه وهذا ليس بهين، خلل أصابع يده داخل خصلات شعره الأسود الغزير ثم دار بسيارته لكي يعبر بوابه القصر الحديديه الضخمه ومن ثم توجه لداخل قصره.
- أما عن أمجد فقد سيطر عليه شعوره بالطاقه الأيجابيه والنشاط. فها هو يمسك بأول طرف للخيط بعد معاناة أيام وليالي، لم يستطع الانتظار حيث كان شعورة بالطاقه مفرطا للغايه ولا يتحمل فكره وجود دليل دون البحث عما وراءه. قرر الذهاب لذلك القصر الفسيح مرة اخري والبحث عن ذلك الغامض العميق العينين، حيث وقف على مسافه ليست ببعيده عن القصر خلف أوراق الشجر الأخضر وخيوط الظلام الليلي التي تغمر المكان ليتأمل مداخل القصر ومخارجه وكل تقسيمه به. وأثناء تأمله وتفكيره إذ لمح سياره فضية اللون تصف أمام بوابه القصر ثم ترجل منها رجلا ليست ملامحه بالغريبه عليه فدقق بصره نحوه يدا محاولا التعرف على هويته حتى حدقت عيناه وأتسعت مقلتيه من هول الصدمه التي رأها أمامه، فأبتلع ريقه بصعوبه وأحس بمرارة تقتحم حلقه الجاف ثم أردف بنبره غير مدركه هاتفها.
أمجد بصدمه: اا ا ال اللواء سس سامي، طب أزاااااي؟!..
رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الخامس والعشرون
- كان جاسر جالسا بحجرة مكتبه بالقصر حينما دلف إليه أحد الحرس لأبلاغه بوجود اللواء سامي بالخارج، عقد حاجبيه بتذمجر فأنه يود لو رفض تلك المقابله ولكنه لن يتخلص منه بتلك الطريقه. فأضطر غاصبا نفسه على قبول ذلك الموعد الغير متوقع. دلف إليه سامي وعلى وجهه أبتسامه ذات مغزي بينما بادله جاسر باأيماءات بارده ووجه عابس
جاسر بوجه مكفهر: اهلا، ايه سبب الزيارة الغير متوقعه دي.
سامي باأبتسامه واسعه: بقالي كتير مشوفتكش، وبينا حساب مخلصش
جاسر بنبره حادة: حتى لو بينا حساب، ده ميخلكش تيجي لحد هنا ومن غير معاد وبدون إي حذر أو أحتراس
سامي قابضا على شفتيه: متقلقش انا مش صغير ياجاسر، ولا دي أول مره أجي هنا
جاسر ناهضا من مكانه: عموما باقي حسابك هتاخده دلوقتي، وبعدها مش عايز أشوفك هنا تاني
سامي قاطبا جبينه: الله الله، ليه كده بس ياليث؟!
جاسر بصرامه: من غير سبب.
- أولاه جاسر ظهره ثم توجه لأحد الأدراج الخاصه بمكتبه وأخرج منه حفنه ليست بقليله من النقود في شكل ( بواكي ) ثم ألقاها على سطح المكتب وأشار له قائلا
جاسر مشيرا بيده: باقي حسابك أهو
سامي باأمتغاض: بس مش ده اللي أتفقنا عليه
جاسر رافعا حاجبيه: ده الموجود ومفيش غيره
سامي بوجه عابس: أتغيرت ياليث وأتنمردت
جاسر بقهقهه عاليه: هههههههههه اه بطل تتعامل معايا تاني بقي
سامي عاقدا حاجبيه: هي كده!؟ ماشي ياليث.
جاسر متجها صوب باب للغرفه: نورت القصر ياسامي
سامي مصرا على أسنانه: شكرا. عن أذنك
جاسر: أذنك معاك.
- دلف سامي خارج القصر والغيظ يم قلبه أتجاه جاسر، حيث كان فظا حاد التعامل معه لأول مرة بهذه الصورة. شعر داخله بريبه تجاهه فقرر على الفور أبلاغ ثروت بهذه التغيرات التي بدت عليه لعله يتعرف على السبب بنفسه، بينما ظل أمجد متسمرا في مكانه منتظر خروج سامي من القصر ليتأكد من هويته. وكان قد أعد هاتفه لألتقاط بعضا من الصور التلقائيه له أثناء دلوفه لخارج القصر وبالفعل نجح بذلك. كانت الصدمه تسيطر عليه كليا، ولكن ماذا يفعل وإلي من سيذهب فلقد فقد الثقه بكل من حوله عقب أكتشافه لخيانة مديره السابق بالعمل، فأهداه تفكيره للجوء لأحد أصدقائه العاملين بالنيابه ( وكيل نيابه ) لعله يستطيع مساعدته أو حتى أستخراج أمرا من سراي النيابه بالقبض عليه بناءا على تلك الصور.
- بعد أن وصلت جوان للأراضي المصريه رفضت أن تقيم بأحد الفنادق بل أستقلت منزلا صغيرا ( شقه ) مجهزة ومعده للأستقبال ( مفروشه ) لكي تمكث بها بضعة أيام فقط. شرعت بتنفيذ مخططها الذي أتت من اليونان خصيصا لتنفيذه، حيث استدعت أحدي رجال جاسر والذي كان يعمل بالأساس تحت أمرة ثروت وأمرته بتنفيذ أوامرها بالحرف. رفض الرجل ذلك خوفا من بطش سيده الذي لا يرحم أحدا قام بخداعه من قبل، ولكنها قامت بتهديده وسممت أذنيه حيث أوهمته أن تلك رغبة الرجل الأكبر ( ثروت ) وأنها ما جاءت هنا ألا لتنفذ أوامره. أضطر الرجل الأنصياع لمخططها الخبيث الذي دبرته لأجل تلك المسكينه بعد أن تلفحت كالحيه السامه المتربصه بفريستها.
- تحدث أمجد لصديقه ومحل أسراره وسرد له ما حدث وما توصل إليه من حقائق غير مصدقه بالنسبه له، أصابت أيمن ( صديقه ) الصاعقه مما علم حتى أنه شعر بالشك يراوده ولكن حديث أمجد وتمسكه برأيه يوحي بغير ذلك
أيمن بصدمه: مش ممكن! سيادة اللواء سامي يعمل كده. طب ليه ده حتى مش محتاج حاجه خصوصا بعد ترقيته للواء
أمجد ممسكا برأسه: أنا هتجنن ياأيمن، مش عارف أتصرف أزاي دبرني.
أيمن حاككا رأسه: ده لازم يتقدم للعداله، مفيش حل إلا كده
أمجد بحيره: طب وبعد ما يتقدم! متنساش أن لازم دليل قوي ده لواء ياأيمن
أيمن ذافرا أنفاسه بقوة: طب وبعدين
أمجد بتوعد: قسما بالله لازم أوقعه في شر أعماله، خطيبتي وصاحب عمري اللي أختفوا من حياتي مش هسيب حقهم
أيمن: بقولك أيه ياعم أمجد، أهدي كده وخلينا نخططله كويس
أمجد حاككا طرف ذقنه: أنا محتاج بس أمر من النيابه وساعتها أقدر أتصرف.
أيمن قابضا على شفتيه: متنساش أنك واخد جزا وملكش حق قانونا تتصرف طول فترة الجزا بتاعتك، ده غير أنك أتنقلت ياحضرت الظابط يعني أستحاله تتابع القضيه بنفسك
أمجد فاغرا شفتيه: هاااا
أيمن: بس متقلقش هتابع الموضوع بنفسي وانت هتشاركني في ده، لكن بدون ما تظهر في الصورة
أمجد بأرتياح: المهم أني عرفت مين هو الليث، جاسر!
- أستيقظت آسيل من نومها مبكرا حيث وجدت أشعة الشمس لم تظهر بعد. فأرتدت ملابسها بعجاله شديده وهبطت للأسفل متوجهه صوب حديقة القصر، كانت رغبتها برؤيه الشروق رغبه قويه للغايه لم تستطع التغلب عليها فذهبت تشبع تلك الرغبه. حيث جلست بأحدي الطاولات الخوصيه التي تتوسط الساحه الخضراء الشاسعه ونظرت بعيناها للسماء منتظره لحظة شروق الشمس. حتى بدت الخيوط الذهبيه تعم المكان وتنعكس على وجهها، فأغمضت عينيها لتستسلم لتلك الخيوط المسلطه عليها حتى شعرت بظلا ضخما يسد عنها تلك الخيوط. فتحت عيناها لتجده ( جاسر ) أمامها.
جاسر عاقدا حاجبيه: أيه اللي مصحيكي بدري كده؟
آسيل بترقب: عادي
جاسر رافعا أحدي حاجبيه: عادي! طيب
آسيل بتردد: اا ا ه هو أنت كنت فين. امبارح
جاسر عاقدا حاجبيه: نعم!
آسيل بتعلثم: اا لا ا ا مش قصدي أقصد ليه مرجعتش. لا برده يعني كنت عايزة أقول...
جاسر بقهقهه عاليه: هههههههههههههههه أنتي مالك مش على بعضك ليه؟
آسيل مصره على أسنانها في حنق: ولا حاجه، عن أذنك.
- نهضت من مكانها بأندفاع وكادت أن تنصرف من أمامه ولكن كانت قبضته أسرع أليها حيث جذبها إليه لتقف قبالته وعلى بعد سنتيمترات قليله. تعمق بالنظر لعينيها بينما شعرت هي بسحر يتخلل كيانها عبر نظراته لها. لم تقوي على مقاومة شعورها ولا التحكم بحواسها التي توقفت عن العمل. فقط أستسلمت له حتى شعرت بقدماها التي لم تعد ملامسه للأرض وعيناها التي أستصدمت رؤيتها بالسماء، فلقد حملها بين ذراعيه وقبض عليها لتقترب من صدره أكثر ثم توجه بها صوب القصر دون أن تتفوه بكلمه حتى وصل لحجرة الطعام. فأنزلها أرضا ثم سحب المقعد الخاص بطاولة الطعام وأجلسها عليه.
جاسر مناديا بنبره عاليه: كااااااثرين
كاثرين من الداخل: نعم سيدي الشاب، لحظات قليله وستجدني أقف قبالتك سيدي
جاسر بثبات: تاكلي أيه؟
آسيل فاركه أصابع يدها في توتر: اة لا مش عايزة. ماليش نفس يعني
جاسر هامسا في أذنها: متخافيش مش هاكلك
- أقشعر جسدها عقب ملامسه أنفاسه الحاره لأذنيها وأثرت الصمت ريثما تأتي كاثرين. بيما هرولت له كاثرين بعد أن وضعت الزي الخاص بها ( مريله )
كاثرين بأبتسامه: صباحك سعيد سيدي.
جاسر مستندا على ظهر المقعد: حضري فطار على زؤك
كاثرين: أمرك سيدي
روكس راكضا نحوهم: هووو هوووو هو
آسيل بقلق: ياساتر أستر
جاسر مشيرا بيده: روكي، تعالي هنا
- توجه الكلب صوب آسيل ثم رفع قدميه الأماميتين مستندا على مقعدها وأخذ ينبح ويصيح بينما خشيت آسيل من فعلته معها وكادت تقفذ من مكانها مبتعده عنه ولكن ثبتها كف جاسر الموضوع على كفها
جاسر بثبات: خليكي مكانك، ده بيسلم عليكي
آسيل محدقه بدهشه: هااا بيسلم عليا!؟
جاسر بخبث: مش قولتلك بتتحبي بسرعه، حطي أيدك عليه
آسيل بفزع: لا يمكن
روكس بنباح: هووو هوو هو
جاسر رافعا حاجبيه: على فكره هيفضل واقف هنا مش هيتحرك غير لما تملسي عليه بأيدك
آسيل قابضه على شفتيها: أوووف
- أمسك جاسر بكفها ووضعه على ظهره وأخذ يحركه داخل فروة الكلب، بينما كانت آسيل تنظر لذلك الحيوان بخيفه وتوجس من ردة فعلته. في حين أن روكس كان مستمتعا للغايه بملامستها لظهره برفق
جاسر: شايفه أنسجم معاكي أزاي؟
آسيل بتعجب: اها
جاسر: ...
- لم تتوقف آسيل بل ظلت تمسد عليه برفق حتى بعد أن نزع جاسر يده، حتى عادت لهم كاثرين مره أخري حامله بيدها بعض الوجبات التي أعددتها لأجلهم. جذبت كاثرين ( روكس ) إليها عن طريق الطعام، حيث أعدت له وجبه خاصه به وأصطحبته لحديقة المنزل ليتناولها، في حين شرع جاسر بتناول طعامه بهدوء وبدون التفوه بأي حديث فقط أكتفي بأختلاس النظر أليها من حين لأخر وهي جواره حتى فرغ من تناول وجبته فنهض عن مكانه هاتفا ب...
جاسر: خلصي كل اللي قدامك قبل ما تقومي
آسيل مومأه برأسها: ...
توجه جاسر لغرفة مكتبه بينما ظلت آسيل قابعه مكانها تستكمل وجبتها الغذائيه حتى أنضمت لها مودة أيضا
- أمسكت جوان بزجاجة صغيره تحوي سائلا مصفر اللون ثم أعطتها لذلك الحارس الذي سيقوم بتنفيذ مخططها وهي تردف بنبره ماكره وصوتا يشبه حفيف الأفعي السامه
جوان بمكر: خد، نفذ اللي قولتلك عليه النهارده.
الحارس مبتلعا رقه بصعوبه: يي ياست هانم، انا وأنتي رقبتنا هطير على أيدك
جوان قاطبا جبينها بحنق: قولتلك أنت تنفذ كلامي وبس، أنا بس اللي عارفه تعمل أيه ومتعملش أيه
الحارس بقلق: الباشا مبيرحمش وكله على يدي
جوان رافعه أحدي حاجبيها وبنظرات ناريه هاتفه: وأنا كمان مبرحمش، وثروت باشا برده مبيرحمش. اعتقد سمعتني كويس
الحارس بتنهيده حاره: أه سمعت، حاضر ياست هانم
جوان لنفسها: أما نشوف بقي هيعمل أيه مع كيد العوالم.
- تركها الحارس ثم توجه لحيث مكان عمله ( بالمزرعه ) حيث وقف بمكان حراسته المعروف والمعتاد وظل منتظرا اللحظه السانحه لتنفيذ مخططه، فكان يعتقد أن جاسر ما زال خارج القصر بعد ترك المزرعة ليلة أمس ولم يره عائدا في الصباح بوقت مبكرا للقصر. بينما ظل جاسر قابعا طوال يومه أعلي القصر بمكانه المفضل ( الروف ) فصعدت إليه آسيل وعلى وجهها الكثير من التساؤلات وعلامات الأستفهام، أستشعر من ملامحها وجود الكثير من الكلمات التي تقف بحلقها ولا تستطيع التفوه بها، فهتف بنبره ثابته رخيمه قائلا.
جاسر بثبات: عايزة تقولي أيه؟ انا سامع
آسيل بتردد: أنا هفضل هنا لحد أمتي، يعني مصيري أيه
جاسر عاقدا حاحبيه: ، سبق وقولتلك مش هتخرجي من هنا
آسيل قابضه على عينيها: أزاي؟ أنا ليا أهل معرفش لحد دلوقتي عاملين أيه من غيري
جاسر بعدم أهتمام: متقلقيش عليهم
آسيل بنبره مختنقه: أنا...
جاسر بتنهيده: أنتي عايزة تسببيني لوحدي! أقصد هتعملي أيه لو رجعتي. أهلك عمرهم ما هيتقبلوا أي حاجه من اللي حصلت، وأنا مينفعش أقع يا، ياآسيل
آسيل بحيره: وأنا مينفعش أفضل هنا طول عمري
جاسر بتهكم: أنتي مينفعش تكوني في مكان غير هنا، متنسيش أنك على زمتي يا، يامدام جاسر ولو بتفكري أني هطلق يبقي متهيألك ومتعرفنيش كويس
آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: طب، طب هشوف أهلي وأطمن عليهم وأرجعلك، على الأقل خليني زوجه طبيعيه.
- جذبها جاسر إليه لتسقط فوق حجره. شعرت بالخجل لوضعيتها تلك وحاولت النهوض ولكنه كان محاوطا خصرها بيداه الصلبتين ثم أردف قائلا
جاسر ناظرا إليها: ياريت كنت أقدر أعتبرك زوجه طبيعيه، حظك رماكي في سكة الليث يامليكتي، وأنا مش أنسان طبيعي عشان مراتي تكون طبيعيه. لكل شئ نهايه، أستني وشوفي النهايه هتكون عامله أزاي
آسيل عاقده حاجبيها: ...
جلسر: متستغربيش، كل اللي اقدر اقوله أنك في حضني، أسمك على أسمي وأنا عمري ما بفرط في أملاكي ولا أي حاجه تخصني
آسيل بنبره معترضه: أملاكك! أنا بقيت أملاك و...
جاسر: بسسس بس مش لسه هتديني محاضره ياأستاذه يابتاعت القانون، روحي نامي دلوقتي
آسيل قابضه على شفتيها: طب سيبني
جاسر باأبتسامه خبيثه: ليه؟
آسيل بخجل: عايزة أقوم
جاسر محررا قبضته عنها: روحي.
- أنطلقت آسيل هابطه للطابق للسفلي ثم عبرت الرواق لكي تدلف خارج غرفتها. وما أن دلفت حتى وجدت من يلثم فمها بقوة ويقبض على ذراعيها لكي يمنعها عن الحركه. في حين نهض حاسر من جلسته وتوجه صوب حافة ( الروف ) ناظرا لكل ما حوله بتفحص، فلمح بعينيه الثاقبتين مكانا شاغرا تركه الحارس الموكل بحراسته. فضيق عينيه بقوة وأشتعلت عيناه غضبا ثم هبط درجات السلم الرخامي لكي يري أين حارس ذلك المكان وأثناء هبوطه من الأعلي أستمع لصوت همهمات وأنينا خافتا يأتي من غرفة آسيل فتوجه بخطوات سريعه نحو الحجره بعد أن ألتقط سلاحه المخبأ خلف ظهره وفتح باب الغرفه على مصرعيه وبدون تردد ليجد حارسه ملثما لفمها وحاكما قبضته عليها وباليد الأخري ممسكا بزجاجه صغيره. أشهر جاسر سلاحه بوجه الحارس والشر يتطاير من عينيه.
الحارس بذعر شديد: اا انا وربنا ياباشا مش انا دد ده اصل، اااااااااااه
آسيل بصراخ: عاااااااااااااااااااااا.
- أطلق جاسر رصاصه هادرة لتصيب يده التي تحاوطها لكي تلثمها ثم أطلق رصاصه أخري على خف قدمه ليمنعه من الهرب او التحرك من أمامه، سقط الحارس أرضا وهو يتلوي ألما وقد أسقط الزجاجه الصغيره التي كان يمسك بها. بينما أبتعدت آسيل وأستقلت زاوية الغرفه وهي ترتجف بشده، نظر بعينيه الثاقبتين لتلك الزجاجه التي سقطت منه ثم أردف بنبره جهوريه صارمه قائلا
جاسر بنبره أجشه صارمه: أيه اللي كان في أيدك ده ياحيوان.
الحارس بأرتجاف: دد ده ده اا سامحني ياباشا والنبي أخر مره وو والله انا
جاسر مقاطعا بنبره صادحه مصوبا سلاحه نحوه: متحلفليش، أنطق أيه اللي كان في أيدك وداخل هنا ليه
الحارس: دد دي نار. قق قصدي مية نار
آسيل بشهقه فزعه: هااااااااااا
- دلفت كاثرين مهروله أليهم عقب سماعها لصوت طلقات ناريه أتيا من الأعلي
كاثرين بفزع: سيدي ما تفعل
جاسر بنظرات غاضبه مشتعله: خديها برا
كاثرين بخوف: لكن...
جاسر بصياح: قولتلك خديها برررررررررررررااا
كاثرين باأنتفاضه: اا ءمرك أمرك
- أصطحبتها لخارج الحجرة وتوجهت بها صوب غرفه مودة والتي لم تكن أقل منها فزعا ولكنها ظلت جليسة غرفتها خوفا من الخروج منها
موده بذعر: كاثرين في أيه بره!
آسيل بأرتجاف: كان في...
كاثرين متحكمه بالموقف: لقد قبض سيدي الشاب على سارق كان يحتل غرفة سيدتي في أغوار الليل، هذا ما حدث
آسيل فاغره شفتيها: ...
موده بقلق: ياساتر يارب.
( على الجهه الأخري )
جاسر بنبره محتقنه من الغيظ: يعني جوان هي اللي قالتلك تعمل كده وفهمتك أن ده أمر ثروت
الحارس بتألم شديد: أه اه ياباشا
جاسر متفحصا للزجاجه بين يديه: وكمان عاندتني ونزلت مصر تاني
الحارس مبتلعا ريقه بصعوبه: وو و ربنا المعبود هو ده اللي حصل
جاسر ممسكا بزجاجة مياه النار: أتصل بالهانم وقولها أنك نفذت أمرها، وأنك رايح عندها عشان تاخد بقيت فلوسك. وحسك عينك تحسسها أن في حاجه مش طبيعيه.
الحارس مومأ رأسه: أمرك ياباشا
- ضغط بيده المرتعشه على أزرار هاتفه الصغير ثم وضعه على أذنه منتظرا الرد
الحارس متحكما بأنفعالاته: الوو، أيوة ياست هانم، كله تم زي ماأنتي عايزة، اا ا صوتي! لأ أبدا بس قلبي واقع في رجلي وخايف ليكتشف الباشا حاجه، حاضر ياهانم، لا لا متقلقيش ده أنا شوهتهالك على الأخر. مسافة السكه.
- أنفرجت أسارير جوان وقفذ قلبها فرحا بعدما سمعت بذلك الخبر وظنت انها قد تخلصت من تلك البائسه، في حين أسند جاسر قدمه أعلي المقعد حيث كان الحارس ملقي على الارضيه امامه وأردف ب...
جاسر عاقدا حاجبيه: جدع، أنت بقي قولتلي هي قالتلك ترش الميا دي كده؟
الحارس بصراخ شديد: عااااااااااااااااااااااااا ااااااااه.
- أردف جاسر كلمته وهو يلقي بعضا من محتوي الزجاجه بوجهه حتى تشوه تماما وبرزت طبقات جلده الداخليه بعد أن سقطت الطبقه الحاميه لوجهه. دلف جاسر خارج الغرفه تاركا حارسه يصرخ ويصيح من الالم وهبط درجات الدرج وهو يصيح بصوته الجهوري مناديا على رجاله حتى أستمعوا له ولبوا ندائه على الفور
الحارس الأول بهلع: أوامرك ياباشا
الحارس الثاني: تحت أمر معاليك يافندم.
جاسر مضيقا عينيه بقوة وبنبره أجشه: اللي مرمي فوق ده تاخدوه على أوضة الكلب وتشوفوله بهيم يعالجه ولما يقف على رجله يترمي في الشارع رمية الكلاب اللي زيه
الحرس بنبره واحده: أمر معاليك.
- صدح صوت صراخه في المكان أثناء حملهم له حيث كانت ألآمه لا تحتمل، أطلت آسيل برأسها خارج الغرفه لتستكشف ما سبب كل هذه الضوضاء فلمحته وهم يحملونه هابطون درجات الدرج الخشبي فشهقت واضعه يدها على وجهها من هول المشهد الذي رأته وأعتراها الفزع الشديد حيث بدأت ترهبه أكثر من السابق ولكنها لم تستطيع الصمت، فتوجهت صوب الغرفه التي تمكث بها بأندفاع بعد أن رأته يدلف للداخل مره أخري. فوجدته يقف أمام خزانة الملابس الخاصه به ينتقي شيئا ما ليرتديه فثارت ثائرتها به هاتفه بنبره صارخه.
آسيل بنبره ثائره ولهجه مندفعه: أنت أزاي تعمل فيه كده، أنت أيه ياأخي معندكش قلب ولا رحمه، وأنا اللي كنت بدأت أقول فيك أمل ولسه جواك حاجه حلوة أنما تعمل فيه كده ليه. ده لو عبد عندك مش هتعمل كده
- ألتفت لها فجأة بعد أن كان موليها عدم أهتمامه وقبض على رسغها بقوة وأدرف بنبره محتقنه وهو يجز على أسنانه بغيظ.
جاسر بغضب أعمي: فووووقي أحنا مش في الجنه ياأستاذه أحنا في غابه بطلي سذاجه وشوفي الناس صح، اللي عملته ده كان هيتعمل فيكي أضعافه. أنتي المقصودة مش أنا، أنا محدش يقدر يمسني. اللي عملته كان رد فعل طبيعي جدا للي كان هيتعمل، أنا بمارس رد الفعل مش الفعل أفتكري كلمتي دي كويس.
- دفعها لترتد إلى الخلف بعد أن تركت أصابعه الصلبه أثرا بذراعها من شدة قبضته عليها، تركها متسمرة بمكانها تتخبط أفكارها بشده ثم توجه للمرحاض لكي يرتدي ملابسه
ماهي إلا بضع دقائق ودلف خارج الرحاض مرتديا حلته السوداء وقميصه الأسود الذي ترك أزراره منفتحه مما أظهرت عضلات صدره السداسيه. ورغم أناقته المعهودة بذلك اللون الاسود إلا أنه يضفي عليه غموضا فوق غموضه.
- لم تعقب آسيل أو تتفوه حرفا بل راقبته بصمت وظلت متتبعه لخطواته بعينيها حتى دلف خارح الغرفه وقد رأت الشر يتقافذ من عينيه فخفق قلبها خوفا عليه وليس منه ككل مره.
- توجه جاسر بأندفاع صوب سيارته وبعد أن أستقلها قادها بأندفاع وسرعه رهيبه متجها لمدينة القاهرة، وبعد ساعة ونصف من القياده السريعه والمتهورة وصل اخيرا اسفل البنايه التي تمكث بها جوان ثم هبط من سيارته وتوجه للأعلي ونيران الانتقام تشعل صدره وتاكل من عقله، طرق بخفه على باب منزلها حتى فتحت له فدفعها للداخل لتسقط أرضا ثم دلف هو ودفع الباب بقوة، وجه لها نظراته المشتعله بعينين محمرتين كجمرتي من نار ثم أردف بنبرته الشبيهه بزئير الأسد المفترس قائلا.
جاسر مقتربا بخطوات بطيئه: حذرتك من الخيانه صح ولا لأ؟
جوان مبتلعه ريقها بصعوبه: . آ آآاآ...
جاسر بصوت صادح: أنطقي
جوان باأنتفاضه: صص صح
جاسر بثبات: قولتلك أني هشيلك من على وش الدنيا لو فكرتي تمسي حاجه تخصني. صح ولا لأ؟
جوان بذعر: اا اه صح
جاسر منحني بجسده عليها: قولتلك أن العند معايا أخرته وحشه، وأنك أكيد خسرانه. صح ولا لأ
جوان مومأ رأسها بتوتر شديد: اااه.
جاسر جاذبا أياها وقد قبض على ذراعها بقسوة: الحاجه اللي تخصني غاليه اوي عليا، ومقبلش أن حد يمسها وآسيل تخصني. مراتي، ومقبلش حد يمسها بسوء
جوان محدقه عينيها: مم م مراتك! وانا؟
جاسر ببرود شديد: أنتي ولا حاجه، واحده عارضه نفسها للمتعه ومقبلش في يوم أسمها يتذكر جمب أسمي ولا حتى صدفه
جوان مبتلعه ريقها بمرارة: ...
جاسر بأبتسامه شيطانيه خبيثه: مش هموتك دلوقتي، أنا هسيبك عايشه بتتمني الموت ومش هتطوليه.
- قذفها بقوة لتسقط على الأريكه بينما أخرج زجاجة مياه النار من جيب سترته وسكبها بالكامل على وجهها وعنقها ونثر باقي قطراتها العالقه بالزجاجه على ذراعها. كانت تصرخ صرخات مدويه عاليه وتفيض عيناها بالدموع الغزيره الساخنه من هول الالم المبرح الذي تشعر به. أقترب منها بحذر ثم أمسك رسغها وقد لمست كفه تلك القطرات التي تناثرت على ذراعها ولكنه لم يبالي من الالم. بل أردف بنبره متشفيه قائلا.
جاسر: مفيش عندك أغلي من جمالك عشان أحرمك منه، والمره الجايه هحرمك من حياتك كلها. وده وعد وجاسر لما بيوعد بيوفي، أظنك جربتي بما فيه الكفايه
جوان بصراخ شديد: عااااااااا
- أنطلق جاسر خارج منزلها وقد شعر ببعض الراحه بعد أن نال حقه منها، لم يتمهل أو يعطي نفسه فرصة الانتظار بل قاد سيارته بسرعه جنونيه متجها بها صوب مزرعته مره أخري.
( باليونان حيث كان ثروت بأحد المراكز التجاريه الشهيره. تلقي أتصالات متعددة من هاتف جوان فأضطر الأنصياع لملاحقاتها له والرد عليها.
ثروت بتأفف: في أيه ياجوي شغاله زن زن، الله الله في أيه بتصرخي ليه كده، أهدي بس وفهميني في ايه، مش فاهم منك حاجه ياجوان أهدي وفهميني الليث جراله حاجه، بت أيه ومرات مين، بتقولي أيه! عايشه!؟ وعلى زمته، أنتي بتخرفي ياجوان، لا لا الكلام معاكي مينفعش على التليفون، أنا نازلك مصر بكره، لا النهارده كمان مش بكره
- أغلق ثروت هاتفه وهو غير مصدق ما سردته عليه جوان.
ثروت في نفسه: خدعتني ياليث، بتضحك عليا وتديني على قفايا، وكمان أتجوزتها طب أزاي، كانت دماغك فين لما عملت كده ودماغي أنا كانت فين لما صدقتك، هندمك وهندمها، مش هعديهالك بالساهل لو ده صح، وزي ما كنت ضهرك جوا وبره هابقي في وشك والضربه مش هتيحي من حد غيري!..
رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل السادس والعشرون
- شعر جاسر ببعض الراحه تجتاح كيانه بعد شعوره أنه أتم أنتقامه الوحشي منها. لم يهتم بالتشوه الذي أصاب كف يده عقب ملامسته لذراعها المشوه. فقد كان عديم الشعور بتلك اللحظه نتيجة ثورته وغضبه.
وصل جاسر لقصره بالمزرعه بعد قيادة سريعه دامت لأكثر من ساعة ونصف ومن ثم عبر بوارة القصر الحديديه وتوجه صوب غرفة المكتب عبر الشرفه فتفاجأ بها جالسه على الأريكه باأنتظاره. وما أن رأته حتى بادرته قائله.
آسيل بتوجس: انت عملت ايه؟
جاسر ببرود: اللي المفروض يتعمل، جيبت حقي
آسيل: يعني أيه؟
جاسر موليها ظهره: ميعنيش حاجه، تقدري تطلعي تنامي وأنا خليت كاثرين تظبط الأوضه ومسابتش فيها أثر لأي حاجه
آسيل مبتلعه ريقها: طط طب، واللي جاي
جاسر قابضا على عينيه: مينفعش تفضلي قاعده هنا لازم تمشي
آسيل وقد أنفرجت أساريرها: هرجع بيتي؟
جاسر بنظرات زائغه: ...
آسيل بتوجس: في ايه، بتبصلي كده ليه؟
جاسر بنبره حازمه: ده بيتك. متفكريش انك هتمشي من هنا يامليكتي
آسيل عاقده حاجبيها بتذمجر: ا ا...
جاسر موليها ظهره: مهما كان اللي هتقوليه، لازم حد فينا يموت عشان التاني يسيبه، سمعتي يامليكتي
آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: ...
جاسر بحده خفيفه: الكلام خلص، ياريت تروحي تنامي. تصبحي على خير
- تركها ودلف للخارج حتى يجبرها على ترك المكان. ثم توجه إلى الأعلي ومكث به حتى اليوم التالي.
- في صباح اليوم التالي وصل ثروت لأرض مطار القاهره الدولي بأسم وجنسيه وشخصيه مختلفه، كما أنه أمر عيسي بالرجوع إلى مصر بأسرع وقت. حيث لم يستطيع للأنتظار للرحله القادمه بل أستقل طائرة خاصه مجهزة ولم يهتم بأى تكلفه، وما أن وصل وأتم الأجراءات توجه صوب العنوان الذي دونه بعد أن أعطته له جوان، وعندما وصل للبنايه وجدها شبه مهجورة من سكانها ولا تحتوي حتى على حارس. لوي شفتيه باأمتغاض ثم توجه صاعدا لأعلي، بينما كانت جوان ملقاه بحوض المياه الكبير ( البانيو ) وأسدلت المياه البارده على أجزاء جسدها الملتهب والمشوه. كانت تكبح دموعها حتى لا تنسدل على وجنتيها فتزيد من لهيب وجهها، وفجأة سمعت صوت طرقات عاليه على باب المنزل فهبت من مكانها على الفور وتوجهت للخارج بعد أن أحاطت جسدها بمنشفه قطنيه قصيره. وعندما فتحت باب المنزل فزع ثروت من هيئتها المشوهه والمخيفه حتى أنه كاد ينصرف من أمامها ولكن أستوقفه سقوطها فاقده للوعي وكأنها كانت منتظره قدومه حتى تستسلم لآلمها. قام ثروت بأحضار أحد الأطباء المعروفين لديه والتي تجمعهم علاقه معرفه، وبعد فحص دقيق من الطبيب أكد على ضرورة أيداعها بمشفي لعلاج ما أصابها قبل أن يتمادي أكثر من ذلك وبالفعل قام ثروت بذلك.
( وبأحد المراكز الخاصه بعمليات التجميل وعلاج الامراض الجلديه )
جوان مبتلعه ريقها: أنت مغلطني كمان ياثروت وانا...
ثروت مقاطعا بنبره حازمه: أنتي عرفتي اللي حصل وخبيتي عني ودي حاجه ما تتغفرش
جوان بدموع: ماانا كنت عايزه احل الموضوع من غير ما تحصل مشاكل بينك أنت وليث
ثروت بنبره جهوريه: تقومي تخدعيني، تكدبي عليا
جوان بنبره هادره: ماليش دعوة ياثروت، أنا عايزة حقي هاتلي حقي من ليث.
ثروت عاقدا حاجبيه بأستنكار: ليث! هو فين ليث ده؟!
جوان: أتجوزها وباعنا، شويه شويه هيقولك أتوب وأبطل شغل معاك
ثروت بحده: خلاااااص كفايه انا مش محتاج تسخين انا سخن لوحدي
جوان بتنهيده مريرة: برده عايزة حقي
ثروت موليها ظهره: الف سلامه. سلام
- توجه ثروت لخارج المشفي ومنها صوب سيارته، أمسك هاتفه وضغط عليه عدة ضغطات ثم وضعه على أذنيه متتظر الرد
ثروت: أنت فين؟
عيسي: لسخه هوصل مطار القاهره بالليا.
ثروت: لو معاك اي حاجه سيبها بأي مكان وتعالالي بسرعه اول ما توصل. انا هكون عند...
عيسي بتأفف: طيب
ثروت: سلام
- لم يتذوق جاسر طعم النوم ولم يصل النعاس لجفنه، حيث ظل يفكر فيما سيفعله بتلك المعضله التي واجهته وأثناء شروده
كاثرين بنبره رخيمه: سيدي، صنعت لك قدحا من القهوة الساخنه ووضعتها داخل حجرة المكتب كما أمرت
جاسر باأقتضاب: طيب روحي أنتي وانا نازل
كاثرين بتردد: اا ا ماذا ستفعل؟
جاسر بنظرات ذات مغزي: مش عارف، كل اللي أعرفه أن آسيل مينفعش تفضل هنا في المزرعه، لازم تسيب مصر كلها وأنتي معاها
كاثرين محدقه: ماذا عن سيدتي مودة؟
جاسر بتنهيده: مودة مسافره بكره الصبح عشان دراستها
كاثرين: وأنت؟
جاسر قابضا على شفتيه: لازم أضبط كل أموري هنا الأول وبعدين أحصلكم
كاثرين: أواعي أنت لما تقول سيدي؟
جاسر بتنهيده حاره: أيوة واعي. انزلي انتي دلوقتي
كاثرين مومأه رأسها: أمرك
- صباح اليوم التالي.
أصطحب جاسر أخته الصغيره للمطار بعد أن ودعت آسيل وداعا حارا لكي تترك أرض مصر متوجهه إلى انجلترا، حيث الجامعه البريطانيه كامبريدج. كان وداعه لها ملئ بالشوق الجارف حيث ضمها لصدره بقوه قبل أن يردد على مسامعها نصائحه الغاليه. ثم تركها برفقة الفوج الطلابي المسافر أيضا للدراسه وبعدها ذهب إلى مقر شركته بوجه عابس مكفهر
جاسر بحده: هاتيلي كل التعاقدات بتاعت السنه دي
السكرتيره: حاضر يافندم.
- ذهبت السكرتيره الخاصه بمكتبه لتنفيذ أمره بينما توجه جاسر لخزانته وبعد أن فتحها ألتقط جواز السفر الخاص به وأخذ يتفحصه عن كثب ثم ذفر أنفاسه المختنقه وألقاه بالخزانه مره أخري وتوجه صوب مقعده الوثير.
قضي لحظات قليله داخل مكتبه ولم يطيق الجلوس أكثر من ذلك، كان شعورة بالخطر يداهمه بشده. فترك الشركه بعد أن أتم مراجعة التعاقدات والتوقيع على تعاقدات جديده، ومن ثم توجه لقصره مره أخري.
كانت آسيل قابعه بحديقه القصر وجانبها روكس عندما وصل جاسر لساحة الحديقه الفسيحه، حيث وجد الأنسجام بين روكس وآسيل بدأ يزيد فعلي ثغره أبتسامه صغيره ثم دلف لشرفة مكتبه للدلوف عبرها وقام بخلع سترته وألقاها على الأريكه. بتلك اللحظه أستمع جاسر لصوت سيارة تصدر أبواقها عاليا فنظر من شرفته مضيقا عينيه ليكتشف هوية تلك السياره حتى لمح طيف ثروت فحدقت عيناه بشده وتوجه للخارج راكضا. بتلك اللخظه ايضا كانت آسيل قد أستعدت لتدلف للداخل ولكن أستوقفها صوت ثروت هاتفا.
ثروت بنبره أجشه: أقفي عندك!
آسيل بدهشه: أنا،؟
جاسر واقفا أمامها ليجعلها خلفه: أهلا ياثروت. نزلت مصر أمتي؟
ثروت ناظرا بحده لأسيل: امبارح. الف مبروك ياعريس، مش كفايه عليك ثلاث شهور عسل ولا أيه؟
جاسر مضيقا عينيه: خير ياثروت؟ جاي ليه
ثروت بنبره محتقنه مغتاظه: جاي أعظل اللي أنت معملتوش، وأنفذ اللي معرفتش تنفذه
آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: ...
جاسر بنبره صارمه: ياربت تتكلم بوضوح.
ثروت: اللي وراك دي أيه اللي معيشها لحد دلوقتي؟
جاسر بلهجه حازمه: دي مراتي ياثروت
ثروت: مستعد أعديلك خداعك ليا وكدبك عليا، لو قتلتها قدامي دلوقتي ونفذت كلامي
آسيل بشهقه قابضه على ذراعه: هااااااا
جاسر بحده: بقولك مراتي، يعني محدش هيمسها بسوء طول ماانا عايش.
- أخرج ثروت سلاحه من جيب بنطاله بينما بادره جاسر وأخرج هو الاخر سلاحه من خلف ظهره وأشهره بوجهه في حين دلف عيسي خارج السياره على أثر مشهدهم ذلك بينما كانت آسيل تنتفض من ذلك الرجل فزعا وأصابتها الرعشه
ثروت بنبره صادحه: أنت بترفع السلاح في وشي ياليث
جاسر بحده: انت اللي أبتديت والبادي أظلم، دي مراتي يعني تخصني. يعني عشان تمسها لازم تدوس على كفني الأول.
عيسي مهرولا: أنتوا بتعملو ايه ياجماعه، هتخسروا بعض عشان...
جاسر بنبره صارمه: أنت تسكت خالص يادلدول، وحسابك معايا بعدين مش دلوقتي والله لأندمك على اليوم اللي خالفت فيه امر من أوامري
ثروت: الاوامر اوامري اناااا ياليث
كاثربن مهروله للداخل على أثر صوتهم: مظ ملذا بحدث، هاااا سيدي ثروت!
جاسر: خديها جوه ياكاثرين
ثروت بغضب مصوبا سلاحه بوجهها: مش هتتحرك من هنا.
جاسر بصوت أجش: لو مستغزي عن حياتك وحيات اللي معاك حاول بس تضرب رصاصه واحده عليها
ثروت بحده ونبره هادره: انت أتجننت ياليث. ازا بتقولي الكلام ده!
عيسي غامزا: ثروت باشا، تعالي نمشي دلوقت ولما جاسر يهدي هنتكلم تاني
جاسر بحده: ولا دلوقتي ولا بعدين، لفوا وارجعوا مكان ما جيتوا
عيسي محدقا: ...
ثروت رافعا حاجبيه: هي كده! طب أفتكر مين بدأ. انا اللي عملتك وزي ما عملتك ههدك والضرب مش هاييجي غير مني انا يا، ليث.
جاسر بثقه: الليث ما بيتهددش. وانا اللي عملت مش انت. انت من غيري ولا حاجه
ثروت باأبتسامه: بكره بينا
- التفت ثروت مندفعا نحو سيارته وخلفه عيسي ومن ثم تحرك بها لخارج المزرعه. بينما كانت آسيل ترتعش وترتجف خوفا من ذلك الرجل، ضمها جاسر أليه بقوه مربتا على ظهرها ثم أردف بنبره رخيمه
جاسر بهدوء: متخافيش، أنتي معايا
آسيل بدموع: عن أذنك
جاسر: آسيل، خلاص روحي، خديها ياكاثرين خليها ترتاح ومتسيبهاش خالص.
كاثرين بنبره قلقه: أمرك، هيا بنا سيدتي
آسيل ناظره إليه: ...
- داخل سيارة ثروت حيث كان يلعن حظه العسير الذي جعله يشتبك مع جاسر ويخسره للأبد، ولكنه لن يتراجع عن تهديداته له، بينما كان عيسي يشعر ببعض الراحه عقب تخلي جاسر عنه خاصه وأن عمله معه كان فرضا عليه من قبل ثروت، قطع ثروت حاجز الصمت قائلا
ثروت بخبث: هي البت دي ملهاش أهل يسألوا عليها ولا أيه؟
عيسي بعدم فهم: أكيد ليها، ده خطيبها كان قالب عليها الدنيا
ثروت باأبتسامه ماكره: يبقي لازم نقدم خدماتنا ونساعدهم يوصلو لبنتهم، أكيد وحشاهم
عيسي باأبتسامه واسعه: ياحلاوتك ياكبير
ثروت بلهجه آمره: عنوان أهلها يجيلي
عيسي غامزا: موجود ياباشا، معايا من ساعة ما كنة بنخطط لخطفها
ثروت بنبره ماكره: حلو أوي، خليهم يلبسوا في بعض. ولو مفلحتش في بدل الخطه عندي ألف
( بمنزل آسيل ).
- أرادت سهيله أن تبث الأمل في نفس والدتها التي فقدت شهيتها للحياه بعد أختفاء أبنتها. فسردت على مسامعهم ما حدث معها حرفا
لميا بلهفه: معقوله الكلام اللي بتقوليه ده ياسهيله، يعني بجد قرب يوصلها
سهيله باأبتسامه: يعتبر كده، ربنا يلم شملنا على خير بقي ياااارب
رؤؤف: طب أمجد مكلمكيش تاني ياسهيله ولا قالك وصل لأيه.
سهيله لاويه شفتيها: لا بصراحه انا كمان مش عايزة أخنقه بأسئلتي الكتير وسيباه يتصرف، اكيد لو في حاجه هيتصل ويقول
لميا فاركه بمكانها: لا ماأنا ميهمنيش كلامك ده، لازم اعرف عمل ايه ووصل لأيه. كلميه دلوقتي خليه يطمنا
سهيله: حاضر ياماما. ثواني أجيب تليفوني
رؤؤف: أهدي يالميا، قولي يارب وربنا مش هيخذلنا أبدا
لميا رافعه يدها للسماء: يااااارب، عارف يارؤؤف لو...
- لم تستكمل كلمتها حيث قاطعها الضجيج الذي سببه جرس الباب، فنهضت لميا بتأفف من مكانها متوجهه صوب الباب لتفتحه على مضض
لميا بضيق: ياربي هو ده وقته. أيوووه
ثروت بثبات ونبره عميقه: مش ده منزل رؤؤف الشاذلي المحامي
لميا عاقده حاجبيها: أيوه هو، مين حضرتك؟!
ثروت مدققا نظره: حضرتك تبقي مين؟!
لميا: أنا مراته، هو في حاجه؟
ثروت محدقا بتفحص: ، لميا!
لميا بذهول: هو حضرتك تعرفني!
ثروت بنظرات غريبه غير مصدقه: مش فكراني، معقول السنين نسيتك مين أنا؟
لميا مضيقه عينيها: ...
ثروت: أنا ثروت، ثروت يالميا
لميا فاغره شفتيها. مبتلعه ريقها بصعوبه: ثث ر ثر ثروت!..
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق