رواية جنون اولاد الجندى الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم الكاتبه فريده الحلوانى
رواية جنون اولاد الجندى الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم الكاتبه فريده الحلوانى
17و18 قبل الاخير
حديث العيون أبلغ و أعمق من كل لغات العالم..خاصه إذا دار بين عاشقين يتلهف كلاً منهما للآخر حد اللعنة ...سنري جنوناً من نوع جديد الآن ....سأسرد لكما حواران...واحد في العلن ....و الآخر في الخفاء و كلاهما في نفس المكان من نفس الأشخاص
أنه حقاً جنون
أرتدت زيّ محتشم للغاية لأول مرة ...رسمت علي وجهها الجديه الشديدة و هي تدلف اليهم و تقول : السلام عليكم
الكل ترك ما بيده و نظرو لها بذهول ...من تلك البتول التي طلت عليهم فجأة...حتي أباها كان ينظر لها بصدمة و يتسأل داخله...أين أبنتي المجنونة التي تأتي بصخب و تعانقني كل صباح
تطلعت لها حبيبه بشك ...إنما هي حاربت ضحكاتها التي كادت أن تنطلق و تفضح مخططها الجديد ...أتجهت نحو مقعدها جانب حبيبها الذي وضع كفه أسفل ذقنه و أخذ يفركه بتمهل
نظرت له ببراءة أعتقدها الجميع إلا هو رأي داخل عيناها تحدي سافر مما جعله يتوعد لها داخله
عشق : بعد إذنك يا عمر ...أنا لازم أروح الجامعة إنهارده و بما إنك لسه جوزي قولت أخد إذنك و أي حد من أخواتي يوصلني
بثقت حبيبه الصغيرة الماء من فمها بعد أن أبتلعته بالخطأ حينما صدمت مما سمعت و نظرت لها بصدمة و هي تقول : مين دي الي بتتكلم يا جدعان
نظر لها عمري بمعني : هاتي ما عندك صغيرتي و لكن أمام الجميع قال : مفيش مشكله أنا هوصلك
هذا ما سمعه الجميع و لكن الحقيقة هي ما كانا يقولاه بأعينهما
ألا و هو
عمر : أنتي الي جبتيه لنفسك و جيتي في ملعبي
عشق : و لا تقدر تعملي حاجة اصلا و لا حتي تلمس شعره مني
عمر : تمام نوصل شقتنا و نشوف
ضحكت عيناها بتحدي و قالت بعيناها : و مين قال إن هروح معاك بتحلم
حينما طال الصمت بينهما أمام الجميع دون أن يدرو بهذا الحوار المخفي
قال مؤمن بطيبه : ربنا يهديكم يا ولاد دا أنتو روحكم في بعض
خلعت حذائها بخفة ثم ملست علي قدمه بأغواء و هي تقول بنبره جديه : كل شيء نصيب يا عمو
نظرت للذي تجهم وجهه بجنون و أكملت : معلش مش هينفع توصلني ...أنا بس بعرفك احتراماً لكلام بابا لما قالي طول ما أنا علي زمتك هو ميقدرش يدخل
هنا ...قرر هاشم التدخل فعلاً بعد أن شعر بريبه في نظراتهم : خلاص يا عشق خليه يوصلك و أتكلمو مع بعض ربنا يهدي
وصل عمر الي ذروة غضبه و رغبته في ذلك الوقت بسبب ما فعلته به بلمساتها المغويه
يعلم الله كم جاهد حاله كي يظهر أمامهم بثبات و هو يقول بغل مكتوم : خلاص بقي هتعمليها حكاية ليه ...أنا زي أي حد من أخواتك خلصنا
هذا ما قيل أمام الجميع
أما بعينه قال : أصبري عليا دا أنا هطلع ميتين أهلك ....العبي براحتك بس مش معايا يا بت دا أنتي تربيتي
وداخل عيناها لمع الأستخفاف و هي تقول : هو أنت عرفت تربي نفسك الأول عشان تربيني ...خيبه
عشششق....هكذا صرخ بعلو صوته فجأة بعد أن أستفزه الرد الذي قرأة داخل عيناها
أنتفضت بخوف مع من حولها بعد تلك الصرخة المرعبة...وجدته يقف من مجلسه و يقول: يلااا
وقفت برعب حقيقي و هي تقول : يلا فين ...حكم ه ....
قطع حديثها بقوة : قولت يلااا....سمعتي
أمل بهدوء : بالراحة يابني عليها أنت رايح توصلها و لا تتخانق معاها
حبيبه بتعقل : روحي معاه يا عشق و اتفاهمو بالعقل الطريق طويل أتكلمو براحتكم
بداخلها: بتسلميني تسليم أهالي...يخليكي ليا يا حاجه ....نظرت لأبيها بي أستنجاد
فوجدته يقول : أسمعي كلام أمك يا عشق
نظر لهما الذي يتطلع لها بشماته و قال بغيظ : و أنت يابن الكلب بالراحة علي البت ...خاصمتها يومين و خلصنا ...مش حكاية هي
أبتسم بجانب فمه ثم قال بسخرية مبطنة جعلتها تبلع لعابها بصعوبة : من عنيه يا خالو ...هي قبل ما تكون مراتي....بتكون بنت خالي الي رباني
إبراهيم بمزاح : و نعم التربية الي محدش شاف منها حاجة ههههه
مؤمن : لا شوفت يا حبيب أخوك ...أنا بس الي شوفت بهدله و قله قيمه من وري التربية السودة دي
هاشم : مالها تربيتي يا زفت أنت وهو ...
أمل بضحك : لاااااا...اسألني أنا...أبني طلع بتاع نسوان من و هو في الكي جي ...دي أقل حاجة أكمل و لا بلاش
حبيبه بضحك : سيديهاته كلها معانا مش محتاجة تتكلمي
لم يلقي إهتماماً لكل ما يقال حوله ...بل أمسك كفها بإحكام و بدأ يتحرك تجاه الخارج بخطوات واسعة كادت أن توقعها بعدما فشلت في مداراته
صرخ هاشم بجنون : بالراحة يا بغل يابن الكلب
رد عمر بهمس : البغل هيعرف بنتك إن الله حق دلوقت يا هاشم
عشق بخوف : هقع يا عمر أنا عملت أيه لكل ده أنا كنت بتكلم بأدب
فتح باب السيارة الأمامي ثم دفعها داخلها و هو يقول بغضب : أيوه أخدت بالي من الادب ده ...أغلق الباب بقوة و أكمل يتوعد: أنا بقي محتاج أزودلك دروس الأدب ده شويه ....معرفتش أربي نفسي عشان أربيكي صح ...اتحملي بقي .....تركها دون إضافه المزيد ثم التف حول السيارة ...صعد خلف المقود ثم أنطلق سريعاً مما جعل الرعب يدب داخل قلبها
ليس هذا ما خططت له ...هي أرادت استفزازه فقط لم تكن تريد الذهاب الي الجامعة و لا الخروج أساساً من المنزل
تعلم جيداً الي أين سيذهب بها ....و ماذا سيحدث هناك
زمت شفتيها بغل و قالت داخلها : منك لله يا عشق ...فاكرة نفسك هتقدري عليه أهو لفك و طبقك و حطك في جيبه الصغير ...أشربي بقي
بالداخل كان هاشم حقاً غاضب و القلق ينهش قلبه ...يعلمه جيداً فهو شبيهه في كل شيء ....يعلم كيف تعذب عمر خلال اليومين المنصرمين....
رغم تظاهره بالجمود أمام الجميع إلا عيناه الحزينة و المشتاقه لمن عشقها منذ الصغر كان تشي بما داخله
و من غير هاشم الجندي يعلم عذاب العاشق في أبتعاد محبوبته ...
زفر بهم و قال : مكنش ينفع أسيبه يخرج معاها و هو في الحالة دي
ردت عليه حبيبته بتعقل : و مكنش ينفع الموضوع يطول أكتر من كده ...أمسكت كفه بحنو ثم طبعت قبله رقيقة فوقه و أكملت : سيبهم يا حبيبي و لا عمر هيقدر يقسي عليها ...و لا عشق هتقدر علي زعله أكتر من كده
هما هيلاقو نقطة صلح ترجعهم تاني لبعض ...و لو ملقوش هيخترعو....دول بيجرو في دم بعض يا أتش
تنهد و قال : عارف ...و الله عارف ...بس خايف علي البت أنا مجرب وجع الراجل لما يكون عاشق و حببته تبعد عنه ....وقت لما يشوفها مش بيحس بنفسه و لا أنه اتغابه عليها
كل الي بيبقي شايفه قدامه ...عذابه في بعدها ...حرب بتقوم جواه ما بين أنه عايز ينتقم لإشتياقه ليها و ما بين قلبه الي هيتجنن عليها
دمعت عيناها و قالت بحنين : يااااه يا هاشم ...بعد السنين دي كلها لسه فاكر
كوب وجهها بتملك ثم نظر لها بعشق و قال: و لا عمري نسيت لحظة يا فراولة ....لسه وجع بعادك عني حاسه كأنه دلوقت ...بخاف أرجع من الشغل ملقاكيش برغم أنه أستحاله ....بخاف تخرجي من غيري و مترحعيش مع إن بردو أستحاله ...بس غصب عني أتولد جوايا الخوف ده و مبقتش قادر اسيطر عليه تعايشت معاه إنما مش قادر أمحيه من جوايا
قربت وجهها لخاصته و قالت بنبرة تقطر عشقاً : دا أنت روحي يا هاشم حد يبعد عن روحه ...لما بعدت زمان ...بعدت بجسمي بس إنما روحي كانت معاك ...صورك مكنتش بتفارقني ليل نهار...أشتياقي ليك كان نار بتاكل في روحي ...مكنش سهل عليا و الله زي ماهو كان صعب عليك
أبتسمت بحنين و هي تكمل : و بعدين ما انت عرفت تجبني لحد عندك يا أتش طلعت مش سهل أبداً
ملس علي وجنتها بحب و قال بعد أن أرتسمت علي محياه أبتسامه حلوة : كنت مراهن علي قلبي معاكي يا فراولة ...من يوم ما عرفتك عمري ما راهنت عليكي و خسرت أبدااا ...ديماً كنتي بتثبتيلي أن قلبي كان له بعشقك
ولادنا طلعو حته مني و منك في كل حاجة ...عشق أبوها أنا مجنون بيها مش عشان بنتي و بس لأ ...عشان نسخة منك في كل حاجة ...جمالك و جنانك و جدعنتك و طيبة قلبك ...حتي دماغك الناشفة...مسبتش منك حاجة يا قلب هاشم و حظه الحلو من الدنيا
قبله رقيقه وضعتها فوق ثغره المبتسم ثم قالت : عشق و حكم دول حصاد عشقنا و مكافأة ربنا لينا علي كل الي أتحملناه ...عشان كده ليهم مكانه لوحدهم غير الدنيا بحالها يا قلب الفراولة ...ربنا يديمك نعمه في حياتي
وصل أخيراً الي شقتهم الخاصه ...أوقف السيارة برعونه جعلتها تصرخ بخوف و لكن بتبجح : أنت أتجننت عايز تموتنا...علي فكره أنا مش طالعة معاك أصلاً مااااشي
نظر لها بغل و قال : لو مش عايزة الشارع كله يتفرج عليكي و أنتي بتجري من شعرك خليكي جوه العربية يا عشق
نظرت له بصدمة لعلمها أنه يتحدث بجدية ثم قالت : تعملها يا عمر
ضرب المقود بجنون و هو يقول بصراخ : اااااه أعملها ....أخلصي
أنتفضت رعباً و لم تجد حلاً إلا الأنصياع لأوامرة ....حقاً هي في قمة رعبها ...لم تراه بتلك الحالة من قبل ....
برقت عيناها بذهول و خوف حينما أغلق الباب بقوة أهتزت لها أرجاء المكان
وجدته يقترب منها بهيئة إجراميه جعلتها توقن الآن فقط حجم خطأها في حقه
بدأت تعود الي الخلف كي تبتعد عنه و هي تقول بصوت مرتعش : في أيه يا عمر ...أنا عمري ما شوفتك بالشكل ده ...أهدي و نتفاهم ط.....ااااااه
قطعت حديثها بصراخ حينما أمسك ذراعها بقوة ثم قال بغضب جحيمي : عشان فاض بيا يا عشق خلااااص جبت أخرى منك و من جنانك
نظرت له بصدمة ثم قالت بعد أن لمعت عيناها بالدموع : أنت زهقت مني يا عمر ...يعني لما قولت هتسبني كان بجد ...أنا مش قادرة أصدق
رغم إشفاق قلبه عليها إلا أنه رد بجمود : لو روحي فيكي مش هسمحلك تدوسي علي كرامتي يا عشق
كام مرة بهدلتيني معاكي قدام الناس ...كام مرة ضربتي واحدة أساساً أول مرة أشوفها ...كام مرة علمتك...كام مرة نبهتك إن طاقتي في تحملك ليها آخر....بس أنتي و لا في دماغك
أتغريتي بحبي ليكي و مدافعة أبوكي عنك ...بس خلاص كفاية لحد كده بجد مبقتش طايق جنانك و لا قادر أتحمله أكتر من كده
رغم دموعها المنهمرة إلا أنها حقاً شعرت بالغضب و الجنون يتحكمون بها بعد تلك الكلمات التي لم تتخيل أبداً أن تسمعها منه
نظرت له بكل ما تحمله له من عشق و غضب ...و جنون ثم ضربته فوق صدره بقوة و هي تقول بصراخ : دلوقتي مش قادر تتحملني....
قولي يا عمر عيبي ااايه غير أني بغير عليك بجنون ااااانطق ....و مين السبب غير إني بعشقك ...مش أنت السبب يا بتاع النسوان
صرخ بها : تاااااني ...تاني يا عشق ...أنا بقالي كام سنه معرفتش واحدة عليكي هااااا
صرخت بقهر : و أنا اتعذبت كام سنة و أنا كل يوم أشوفك مع واحدة شكل هاااااا
خطبتني من ابويا و أنا في الإعدادية عشان تضمن وجودي ....ركنتني في البيت و أنت طايح مع كل واحدة شويه و الحجه اااايه إن أنا صغيرة
حتي بعد ما كبرت و كتبت كتابي فضلت تخوني....لحد ما جتلك لغاية عندك و قولتلك أنا مراتك لو قصرت معاك أبقى أعرف غيري و هيكون وقتها حقك
بكت بقهر و هي تكمل : أنت كنت بتتجنن لو جتلي المدرسة و لقيت واحد واقف قريب مني مش معايا ....كنت بتموته من الضرب إزاي يقف في مكان أنا فيه
ضربته بغل و هي تكمل بإنهيار : يا بجاحتك يا شيخ ...أمال أنا ...أنا كان إحساسي أيه و أنا عارفة إنك نايم مع واحدة غيري ....مش حتي خارج معاها
كنت بمووووت عارف يعني ااايه بموت.....قولي بقي عايزني أعقل إزاى و أنا كل ما أشوف واحدة بتبصلك أقول يمكن نامت معاه في يوم قوووولي
أنفطر قلبه علي إنهيارها ...فليذهب غضبة و قراراته الي الجحيم...صغيرته لم تخلق للحزن و لا للدموع
سحبها بقوة كي يريح رأسها فوق صدره ...ضمها بكل ما أوتي من عشق و هو يقول : ششششش....
أهدى يا حبيبي خلاص...أهدي عشان خاطري
رغم تشبثها به إلا أنها قالت بإنهيار : ملكش خاطر عندي خلاص ...أنا بكرهك
رفعها بقوة ثم قبل رأسها و قال بمزاح : مش أكتر مني يا عشقي ....أعقب قوله بالتوجه نحو الداخل و ما إن وصل الي الفراش ...جلس و هو ما زال محتفظاً بها داخل ضلوعه
ملس علي شعرها بحنان و هو يقول : اهدي بقي يا بت خلينا نتكلم مش بحب أشوفك بتعيطي و أنتي عارفة
لم تبتعد عن صدره و إنما قالت بحزن : أنا موجوعه منك يا عمر ....قلبي واجعني أوووي منك بجد
كلماتها كانت بمثابة خنجر مسموم غرز داخل خافقه ...هو خلق فقط ليكون مصدر سعادتها لا وجعها ...تباً لك عمر بل اللعنة علي كرامتك و كبريائك....فليذهبا الي الجحيم و لا تري دمعه في عين صغيرتك...
أبعدها عنوه ثم أخذ يقبل وجهها بجنون و هو يرتشف دموعها المناسبة ....قال بعشقاً خالص من بين قبلاته: حقك علي قلبي يا عشقي ....أهون عليا أموت و لا أكون سبب وجعك
و الحزينة ترد بلهفة رغماً عنها : بعد الشر عنك أوعي تقول كده تاني
و العاشق يبتسم بهوس...و رغبة و عشق تملك من روحه ...ثم يلقي بكل ما كان ينوي عليه عرض الحائط و.......
ماذا سيحدث يا تري
سنري
روايه عشق و عمر الفصل الثامن عشر
بقلم فريدة الحلواني
جميعنا نخطأ ..لا يوجد بشر معصوم من الخطأ و لكن ما يميز شخصاً عن آخر ...إن أحدهم يعترف و الآخر كبريائه يمنعه من ذلك
ليتنا نعلم أن هذا الأعتراف ينقذ حياتنا من الدمار الذي من الممكن أن تطاله روحنا ...الأذكياء فقط من يعلمون ذلك
وجع آخر شعر به حينما ردت عليه بلهفة ...بعد الشر عنك
جرحها ...خانها ..هو من أجبرها علي الخوف و عدم الثقة فيه بسبب تصرفاته الطائشة و الحجة ...إن ما ما زالت صغيرة
و لكنه أيضاً منذ أن أقترب منها لم ينظر الي غيرها بل كان يتحمل كل تصرفاتها المجنونة و يعتبرها عقوبة لما أقترفه في حقها
تباً للكبرياء ...بل اللعنة علي كل شيء يجعل صغيرتي تبكي أو تشعر بالألم
كوب وجهها بتملك ثم نظر لها بعيون تصرخ بالإعتذار ثم قال : بس أنا من يوم ما لمستك مقربتش لغيرك يا عشقي
عارف إني كنت غلطان و كون إني حبيت بنت صغيرة ده مش مبرر إني أعرف غيرك ...معترف إني كنت أناني قفلت عليكي الف باب و أنا بره عايش حياتي
بس أقسملك بالله إني ندمان علي كل الي عملته و بحاول أكفر عنه بس مش عارف إزاي
مكنتش أعرف إن أكبر عقاب و أنا أستحقه إنك مش بتثقي فيا و ده في حد ذاته موت بالنسبالي
ردت عليه من بين دموعها : لا أنا بثق فيك و عارفة إنك مش بتبص حتي لغيري ...شهقت بقوة و أكملت : أنا مش بثق فيهم هما يا عمر ...بحس إنهم عايزين ياخدوك مني ...و أنا مقدرش اتخيل حياتي من غيرك
و عارفة أنت اتحملتني كتير عشان تكفر عن ذنبك معايا ...أنا فاهمة كويس ده ...و مسمحاك علي فكرة
بس غصب عني بخاف ...بخاف تزهق مني ...بخاف مكنش زي أي واحدة نمت معاها ...بخاف تمل و تحن ليهم تاني من باب التغيير ...
قاطعها سريعاً بيقين عاشق لا يري غيرها : أنا ازهق منك يا عشقي...طب إزاي دا أنا في عز زعلي منك و بتكوني مجنناني بجري عليكي و بنسي أي حاجة مجرد بس ما تلمسيني
ببقي قاعد في الشغل و تفكيري كله فيكي أنتي ...يا إما بستني مصيبه من مصايبك...يا إما ببقي مشتاقلك لدرجة أنه بيبان عليا
يعني في كل الأحوال بتكوني شاغله عقلي و قلبي ...و آخر اليوم بجري عليكي ...يا إما عشان تصالحيني لو زعلان أو بمثل أصلا الزعل ....قلبي مش بيعرف أبدا يزعل منك يا عشقي
يا إما عشان أشوف مراتي حبيبتي و عشقي محضرة ليا مفاجأة أيه إنهاردة...شقاوتك بتولعني ...دلعك بيجنني
و جنانك ده هو الألوان الي برسم بيها حياتي ...تفتكري بعد ده كله ممكن أشوف غيرك ...بإختصار يا حبيبي أنا حياتي بتدور حواليكي ...أنتي محورها
قرب وجهه منها حد التلامس ثم أكمل بعشقاً خالص: أنا مش بتنفس من غيرك يا عشقي ...مش بعيش غير بس جوه حضنك يا عشق عمر
أبتسمت بفرحة و قالت بقلب لهيف : و أنا كمان يا قلب عشقك ...بتجنن و أنت بعيد مش عشان خوفي و بس لا عشان مش بعرف أكون من غيرك
أنا لا كنت و لا هكون إلا بيك أنت و بس يا حبيبي ...أنا مش بعرف أعبر عن الي جوايا زيك بس بحاول...لازم تعرف إن أنت روح عشق و قلبها ...قلبها الي مش بيدق غير بأسمك و حبك و بس
ضمها بحنان ...قبلات كثيرة فوق رأسها من بينهم كلمه آسف التي لا يجد غيرها
و لكن خفقان قلبه الشديد الذي تسمعه بأذنها الموضوعة فوقه ...أخبرها بما عجز عنه لسانه
و لأن الجنان هو أساس عشقهم ...و الوقاحة من أهم سماته...بعد أن شعر بهدوئها
ملس علي شعرها و قال : أنتي مش عارفة توصفي الي جواكي بالكلام يا حبيبي
أبتسمت فوق صدره بعدما فهمت مغزي حديثة
لذا ردت بمكر و دلال : و لا بالفعل يا قلب حبيبك
أبعدها بقوة ثم قال بغيظ و هو يملس علي صدرها بفجور : كل الحاجات دي متعرفش تفعل حاجة ...عيب في حقك و الله
عادت الي شراستها معه بعد أن أعاد لها روحها التي تهيم به عشقاً
أبعدت يده عنها بقوة و هي تقول بعناد : يخربيت أم بجاحتك يا جدع...حارق دمي و مموتني من العياط و في الآخر عايزني أدلعك ...كادت أن تتحرك من أمامه و هي تكمل : كان فيه و خلص أنا ...اااااه
أمسكها سريعاً قبل أن تتركه و ألقاها فوق الفراش مما جعلها تقطع حديثها و تصرخ بفزع
أشرف عليها بجسده المعضل ثم نظر لها بفجور و قال : خلاص يا حبيبي ...أنتي عندك حق ...اقترب بوجهه حتي لامس شفتيها دون تقبيل ثم أكمل بهمس مغوي : سيبي الطلعة دي عليا ....قبلها بجموح ثم أبتعد قليلاً و قال بصوت متحشرج من فرط الرغبة التي تملكت منه : حبيبك هيصالح كل حته فيكي ...مش هيسيب حته زعلانة منه
رغم تأثرها و أشتياقها له إلا أنها ردت بمكر أنثوي بعشقه منها : بس أنا قولت قلبي بس الي زعلان منك ...أنت بتتلكك و لا أيه
نظراته الماجنة ...يده التي بدأت في نزع ثيابها إجباراً يملأها الرضي ...لم يكن كل هذا هو رده الوحيد عليها
بل شفتيه التي كانت تلامس خاصتها بأغواء و هو يقول : مفاتيح قلبك الزعلان معايا يا عشقي ..أنا هعرف أدخله من منين عشان اصالحه
لامس شفتيها بلسانه ثم أكمل : مش هسيبه غير لما يكون راضي عني ...بس أنتي متدخليش بيني و بينه سيبيني أراضيه براحتي
هنا ...قد وهنت بين يديه ...أستسلمت لكل ما يفعله معها ...و لما لا و هي تربت علي يده ...بل حقاً مفاتيحها معه ...يملكها قلباً و قالباً
لم يمتلك قلبها فقط ...بل أصبح مهيمناً علي جسدها الذي أصبح يتلوي أسفله جراء فجور افعاله عليه
لم تكن الأجساد فقط هي من تصرخ أشتياقاً لكل لمسه يحتاجها كلاهما من الآخر...بل القلوب أيضاً كانت تتوسل لهما أن يخرجا جزءاً مما يعتمل داخلهم
عشقه ...حياته ...تربية يده ...لم تقوي علي العناد ...تحولت من أنثي مجنونة متمردة...الي أنثي حالمة...شرسة ...متطلبه بين يديه
بل تحولت من زوجه الي عشيقه تمارس معه كل ما تعلمته منه حتي لا يشتهي غيرها
و هو رجل ...يقدس المرأة الجامحة ما دامت هكذا معه فقط ...لم يترك أنشاً في جسدها إلا و رسم حروف عشقه و جنونه بها فوقه ...و كلما إزداد فجور ....زادت هي من جرأتها حتي أصبح الفراش ساحه حرب ....و لكن الطرفان سيخرجون منها منتصرين
أنتصرو علي الغضب ...علي الشك ...علي الخوف الذي كان كفيل أن يدمر عشقهم
و في الآخير نري أجمل مشهد ...أجمل من العلاقة نفسها ...حينما يحتويها فوقه ...يستر كلا منهما الآخر بجسده ...يقبلها بحب بعيداً عن أي شهوة ...و الجميلة تبادلة بنهم و كأنها تراه الآن فقط بعد غياب دام سنوات
كانت تجلس مع صغارها تساعدهم في واجباتهم المدرسية...
.تفاجأت بحضور زوجها قبل ميعاده المعتاد
نظرت لأطفالها و قالت بهمس : الحمد لله إني خلصت ...كان قلبي حاسس أنه هيرجع بدري
لم يلقي عليهم كلماته السامه مثل كل يوم ...بل لم ينظر إليهم من الأساس ....كان شكله مهموماً للغاية لأول مرة تراه بتلك الهيئة
لم تهتم كثيراً و أرجعت هذا الي خلاف مع أحد الأصدقاء أو....مع إحدي النساء اللائي يقيم علاقة شفهيه معهم ...فهو يعوض نقصه الرجولي في تلك العلاقات
و لكن بعد مرور ثلاثة أيام ظل علي تلك الحاله الغريبة
تحدثت مع ولدها و قالت بحيرة : ولا يا يوسف ...أبوك فيه حاجة
رد عليها بلا مبالاه و إحنا مالنا هو حر من أمتي بنعرف عنه حاجة
علا : لا بس شكله المرة دي في حاجة كبيرة معاه
يوسف : أهم حاجة إننا مرتاحين من كلامة الي زي السم معانا ...أدعي ربنا يفضل كده علي طول
ضحكت بهم ثم قالت : يا زفت عيب ده أبوك
طوح يده في الهواء ثم قال بغيظ مازح : أنتي عمرك ما بتتعلمي ...أنشفي بقي شويه يا لولو قلبك الطيب ده هو الي ضيعك
ضربته فوق رأسة برفق ثم قالت بغضب مفتعل : أتلم يابن الجزمة بدل ما أديلك شبشبين يعدلوك
ضحك و قال بكيد : أنتي الي إيدك هتوجعك يا لولو ...أنا مبقتش أحس بالضرب جتتي نحست
وصل بها أمام باب الجامعة أوقف السيارة ثم نظر لها بحنان و قال : بين المحاضرات طمنيني عليكي ...و أول ما تخلصي هتلاقيني مستنيكي
أبتسمت بهدوء ثم قالت : كده بتعطل نفسك كتير عشاني يا أحمد ...أنا أصلا حاسه بتأنيب الضمير من يوم ما خرجنا سوي
سألها بإهتمام : ليه يا ريمو
ريم : عشان يومها قولت إنك عندك عمليتين كبار و أنا فضلت ارغي معاك و فجأة لقيت اليوم خلص من غير ما أحس بالوقت ...زعلت أوي من نفسي
ضحك بصخب ثم قال : أجمل حاجه فيكي هبلك...نظرت له بغيظ و عدم فهم فأكمل: من الآخر أنا اليوم ده كنت مفضي نفسي ليكي
بس الصراحة اضطريت اقولك كده عشان تاكلي معايا ...نظر لها بجديه ثم أكمل : و عشان حاجة كمان كانت بالنسبالي مهمه جداً
سألتة بإهتمام : حاجة أيه
أبتسم بحب و قال : لا دي مش وقتها لأنك كده أصلا أتأخرتي علي أول محاضرة
شهقت بفزع ثم قالت : هااا كده راحت عليا الدكتور ده مش بيدخل حد بعده أبدا
بينما كانت تقول ذلك لمح أيهم يقف داخل بوابه الكلية و ينظر تجاههم بغل
نظر له بتحدي ثم تطلع لها بحنان و قال : ده دكتور بهاء صح
هزت رأسها بموافقة فأكمل و هو يهبط من السيارة : طب تعالي أنا جاي معاكي
أوقفته بعدما أمسك يدها و تحرك نحو الداخل و هي تقول بعدم فهم : جاي معايا فين يا أحمد هو أنا في الكي جي
أبتسم و قال : ثقي فيا بس و متشغليش بالك
كادت أن ترد عليه إلا أنها رأت ذلك البغيض ينظر لها بغل و وعيد ...داخله كان يغلي ليس لأنه يحبها أو ندم علي ما فعله ...بل حقداً علي تلك الجميلة التي كان يشتهيها...غير أنه صدم حينما علم بخبر زواجها من ابن خالتها ...كان من الممكن أن يعود لها بعد أن يقنعها ببراءته معتمداً علي طيبه قلبها و سذاجتها
شعر أحمد بتخشب يدها داخل كفه ..ضغط عليها برفق ثم تركها و قام بلف ذراعه حول خصرها و قال بقوة : و لا تشغلي بالك و لا حتي تبصيله...يلا يا حببتي
كل ما يحدث الآن معها صدمة ...رأت أيهم ...حركة أحمد الجريئة المتملكه أمام الجميع ...و آخرهم بل أهمهم قول ...حبيبتي الذي أول مره تسمعها منه
و المسكينة لم تفق من كل تلك الصدمات بل وجدت أخري أشد و أقوي
إذا تيبس جسدها الذي ما زال يحاوطه بعدما وجدته يفتح باب قاعة المحاضرات دون استأذان
الطلبه ينظرون تجاهها بصدمة ...و الدكتور كاد أن ينهر من فعل ذلك إلا أنه أبتسم بأتساع و تحرك من مكانه سريعاً تجاه أحمد الذي يبتسم له بود
بهاء بترحاب : دكتور أحمد ...مش مصدق نفسي أنت بنفسك هنا ....
ترك حبيبته ليصافحه برجولة و هو يقول : حبيت افاجأك و لو خبط عارفك مش هترد و لا هتسأل في الي بره
تعالت الهمهمات...و ريم تقف بوجه يصرخ خجلاً ولا تقوي علي النظر لأحدهم
جحظت عيناها حينما لف ذراعه حولها مرة أخري و هو يقول : لينا قاعدة مع بعض آخر اليوم ...نظر للتي تموت خجلا و أكمل بنبرة رجوليه يملأها العشق الظاهر للعلن : أنا جيت بس أستاذنك مراتي تحضر المحاضرة....
عارف إن ممنوع حد يدخل بعدك بس أنا الي أخرتها
أبتسم بهاء و قال بذهول : بتهزر ...ريم الجندي مراتك ...نظر لها و أكمل : مقولتيش ليه يا ريم ...دكتور أحمد ده من أعز صحابي و بعتبره قدوتي
لم تقوي علي الرد خاصه و هي تسمع كلمات الفتيات الولهانه برجوله أحمد و وسامته
و قبل ان يرد عليه أحدهم وجدوه يكمل حديثه بصوت عالي كي يسمعه الجميع : يا شباب ....
حل الصمت علي المكان فأكمل بفخر : دكتور أحمد فوزي ...أصغر و أشطر دكتور في مصر كلها و الدول العربية كمان
رغم سنه الصغير بس قدر يوصل لمكانه غيره حاول سنين و مقدرش يوصلها
كان صاحب أخويا من وهما في ثانوي و دخلو طب سوا ...دكتور أحمد مثلي الأعلي و هو السبب إن أكون هنا بدرس ليكم
نظرات فخر خرجت من عيناها اللامعه رغماً عنها تجاهه ...قلباً يخفق بجنون لأول مرة ...تلك النبضات لم تجربها من قبل ...و عاشق يحتويها بقوة ليقول لها دون حديث. : لا أري غيرك صغيرتي
دلفت الي أبنتها و علي وجهها أبتسامه حلوه ...وجدتها تقرأ أحد الكتب العلميه بتركيز
اقتربت منها و قالت بمزاح : أنا خايفة من الهدوء و العقل الي نزل عليكي فجأة ده يا بنتي ...مالك طمنيني أنتي تعبانه و لا الواد عمر عمل فيكي حاجة
ضحكت بصخب ثم قالت : ليه بس يا فراولة ...هو و لا كده عاجب و لا كده عاجب حيرتوني
حبيبه بشك : لا مش الفكره بس إنك تخرجي بحال و ترجعي واحدة تانيه ده الي محيرني
تنهدت بحب و راحه ثم قالت : أنا سمعت كلامك يا فراولة ...خليت الجنان للبيت و بقيت أحكم عقلي بره ....ده غير إن ارتحت جداً لما قولت كل الي جوايا و الي مخوفني و سبب كل الي بعمله لعمر
لمعت عيناها بعشق و هي تكمل : دواني يا فراولة ...كل وجع قلبي منه دواه...لا ده خلاني أحس إن قلبي متوجعش أصلا
أبتسمت حبيبه بفرحة و قالت : الحمد لله يا حببتي ربنا يرزقك راحة القلب و البال ...الصراحة مفيش أحسن منها يا بنتي...أوعي تشيلي في قلبك منه ...طلعي كل الي جواكي علي طول عشان حبكم يفضل صافي و القلوب متشلش من بعضها لحد ما تخنق عشقكم
تجهم وجهها فجأة و هي تكمل بغلب : أنتي عقلتي و هو اتجنن لا و عايز يحطني في وش المدفع
نظرت لها عشق بعدم فهم و قالت بوجل : في أيه يا ماما هو حصل حاجة أنا معرفهاش
نظرت لها بقلق ثم قالت : .....
ماذا سيحدث يا تري
سنري
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق