رواية جنون اولاد الجندى الفصل التاسع عشر والاخير بقلم الكاتبه فريده الحلوانى
رواية جنون اولاد الجندى الفصل التاسع عشر والاخير بقلم الكاتبه فريده الحلوانى
19والخاتمه
أسبوعاً مر بسلام علي الجميع الا العاشق الذي فقد صوابه...عمر ...كان يغلي كالمرجل بسبب أم عشقه التي رفضت طلبه و لكنه لن يكل و لن يمل حتي يصل الي ما يريد
أما علا تلك المسكينة القوية حالها تبدل ...طوال تلك الفترة رحمت من العذاب الذي كانت تعيش فيه هي و صغيريها....و لكنها في حيره من أمرها
وقفت مع دينا صباحاً أمام الباب و قالت بحيرة : معرفش في أيه يا أم أحمد و الله ...بقالو أكتر من أسبوع حاله اتبدل...وشه مسود و مش بيتكلم مع حد فينا و لا بيعمل أي حاجة غير أنه قافل علي نفسه
دينا : يا أختي بركه ربنا يكفيكم شره أهو ريحك عشان تشوفي شغلك براحتك
علا : أنا فعلاً مرتاحه أنا و العيال بس برضو قلقانه حاسه إن في حاجة كبيره و مش عايز يقولها ...خايفه يفاجأني بمصيبه من مصايبه و أنا مش ناقصة
دينا : طب ما تسأليه يمكن يقولك أصل أنتي كده هتتعبي من التفكير يا بنتي ولادك محتاجنلك و أنتي الله أكبر عليكي ربنا كرمك من وسع مش عايزاكي تقصري في شغلك بسببه
علا : لا طبعاً يا أم أحمد أستحاله أقصر فيه دا أنا ما صدقت ربنا جبرني و رضاني عشان خاطر عيالي بس الفضول مموتني عايزه أعرف ايه الي قلب حاله كده
دينا : يبقي ريحي دماغك و اسأليه لو قالك تمام مقالش يبقي براحته و أنتي أنتبهي لمصلحتك
علا : عندك حق أنا فعلاً هعمل كده أما أشوف أخرتها معاه
وقف أيهم يغلي أمام صديقه بعدما رأي ريم تخرج من الجامعة مع أحمد الذي أصبح معها دائماً ذهاباً و إياباً....و ما جعله يشعر بالغل هو مظهرها الذي تضح عليه السعادة
وائل : يابني مالك بتاكل في نفسك كده ليه كل ما تشوفها ...
أيهم بغل : بنت الكلب و لا كأنها كانت تعرفني دي مش بتبصلي أصلا
وائل : الصراحة حقها يا صاحبي يعني بعد الي حصل ده كله لو كانت بتموت فيك هتكرهك
أيهم : أنا هتجنن من يومها إزاي محستش بنفسي و مين الي بلغ عني ...و لا ##### الي اتحسبت عليا و اضطريت اتجوزها عشان متسجنش
وائل : دي بقي ضاربه قاضيه ليك الكل بيتكلم من وراك علي فكرة ...أنا لو منك أطلقها إنهاردة قبل بكره و أحاول أرجع لريم ...المفروض تكون اتعلمت الدرس يا أيهم الي حصلك مش سهل
رد بمنتهي الغل و الغضب : أبويا حلف عليا يتبري مني و يحرمني من الميراث لو طلقتها قبل ست شهور ....و ريم ...مقدرش حتي أقرب منها
وائل بعدم فهم : طب أبوك و قاصد يعمل كده عشان يربيك....إنما ريم ليه متقدرش تكلمها لو عشان خاطيبها بيوصلها ممكن بين المحاضرات تحاول معاها البنت كانت بتحبك بجد
زفر بغضب ثم قال : هاشم الجندي هدد أبويا لو فكرت أقرب منها هيوقع أسهمنا في البورصه...هو أصلا كان هيعمل كده بعد الي حصل بس أبويا راحلو الشركة و اعتذرله كتير فكان ده رده
وائل : أحمد ربنا إنها جت علي قد كده حد غيرهم مكنش سكت
أيهم بجنون : لا مجتش علي كده و بس يا صاحبي
نظر له وائل بعدم فهم فأكمل : ابن الكلب عمر ...بعد ما طلعت من القسم بيوم كنت لسه في البيت ...جالي هو و باقي شباب العيله فقعوني علقه بنت كلب قدام أبويا و أمي الي وقفو يتفرجو و محدش قدر ينطق بكلمه
خصوصاً ابن الكلب أحمد فرمني و عمر قالها صريحه في قلب بيتنا ....فكر بس تبص لأختي و أنا أخليك تبقي سوسن ده بعد ما أحصر أبوك علي شقي عمره
وائل بصدمه : يا نهااار أسود كل ده حصل و أنا معرفش ...يبقي نصيحة مني أبعد عن أي طريق البت دي تكون فيه ....من الآخر محدش في البلد يقدر يقف في وش عيله الجندي ...دول ناس نابها أزرق ....ولاد سوق مش ولاد زوات زي باقي الطبقه بتاعتنا ...نظر له بإشفاق ثم أكمل : للأمانه البت دي عمرك ما هتعرف تعوضها رغم إنك كنت ناوي تلعب بيها ...بس ربنا بيحبها و نجدها منك ...يا ريتك كنت نويت جد معاها يا أيهم
نظر له بغضب ...لم يهتم و أكمل بجديه : الي حصلك ده فوقني يا أيهم ...خلاني أكتشفت قد أيه كنا أوساخ و زباله ...مكنش ينفع نتحسب علي الرجاله لأننا مكناش منهم ...يا ريت أنت كمان تفوق و تتعلم
نظر له أيهم بذهول ثم قال : يعني أيه كنا ## #
وائل بشجاعة : الصراحة ااااه..أنا نصحتك و خلاص أنت حر في حياتك
رد عليه بسخرية : أنت نويت تبقي شيخ جامع و لا أيه
وائل : برغم إنك بتتريق بس ماشي هقولك الي نويته...نويت استرجل و أنزل مع أبويا الشركة ...أذاكر و اخلص من السنة الي بقالي فيها أربع سنين....و أهم حاجة أني اتقي ربنا في بنات الناس عشان ميترضش لأختي ...نظر له بشفقه ثم أكمل : و لا أقع في واحده ....لم يكمل الجمله بل تركه و غادر بعدما أخبره أن حياته تبدلت و أخذ عبره مما حدث لصديقة
و صديقه رغم أن الحديث هزه من الداخل ...إلا أن شيطانه كان أقوى من أن يجعله يتأثر بتلك الكلمات
هز رأسه بسخريه و قال : أما نشوف هتعمل فيها راجل قد أيه يا وائل غور دا أنت ابن#####
و التي كان الحديث يدور حولها دون علم ...كانت تجلس جانب زوجها داخل السيارة و ضحكاتها الحلوة تملأ الدنيا بما فيها
منذ أن بدأ يقترب منها و لم تكف عن الضحك و السعادة ....يا له من طبيب ماهر استطاع أن يشفي جرحها و يعيد ثقتها في نفسها في وقت أقل بقليل مما كان يتخيله
قطعت ضحكاتها الصاخبه حينما تفاجأت به يمسك يدها ليرفعها و يقبلها بعشق
أحمر وجهها خجلاً مما جعله يصف السيارة جانب الطريق ليحادثها و هو يري تأثير كلماته عليها
نظرت له بغرابة و قالت : وقفت ليه
ملس علي كفها الذي ما زال محتفظاً به و قال : أنتي زعلتي عشان بوست إيدك
أحمر وجهها بشده ...ردت عليه بتلجلج: اااا...ليه بتقول كده
تنهد بحيرة ثم قال : عشان كنا بنضحك و لما عملتها سكتي فجأة
تنهدت هي الأخري و قالت بخجل : لا ...بس اتكسفت
هنا ...تنفس الصعداء بعدما كان يحبس أنفاسه خوفاً من ردها
قرب جسده تجاهها قليلاً ثم أمسك كفها الآخر و سألها بلهفة يشوبها التعقل قليلاً : ريم ...أنتي مبسوطه معايا....يعني الفترة الي فاتت و إننا قربنا من بعض شويه ...فرقت معاكي ...حاسه بحاجة جواكي. ...أو حاسه إنك حابه تكملي معايا
صمتت قليلاً تقاوم خجلها ...هو يستحق أن تحادثه بصراحة ...ما فعله معها جعل قلبها يتحرك رغماً عنها تجاهه ...و حتي إن لم تستطع الأعتراف بهذا صراحة له ...ستخبره عن مدي سعادتها في وجوده معها ...هو يستحق ذلك
نظرت له بهدوء ثم قالت : أنا مبسوطة جداً معاك ...بعد ما كنت متخيله إن بعد الي حصل هعيش اسوء أيام حياتي و هكتئب
لقيتك بتعيشني أيام عمري ما عيشتها....رجعتلي ثقتي في نفسي من قبل ما تضيع حتي
كنت خايفه و مهزوزة...مش قادرة أواجه الجامعة و لا الحيوان ده ...طمنتني و حسستني بالأمان لا دا أنا بقيت ماشيه في وسط الكل حاسه أني ملكه و الكل بيحسدني عليك
تنهدت بحب ثم أكملت : و الأهم من ده كله إنك أحتوتني....و لا لومتني و لا فهمتني غلط ...للأمانة كنت أتمنى إن علاقتنا تكون في ظروف أحسن من كده ...أكيد كان هيبقي ف.....
هل تعتقدون أنه سيتركها تكمل ...هل أحد يشعر كم الضغط النفسي و العصبي الذي كان يعيشه في تلك الدقائق حتي يتمالك حاله و لا ينقض عليها من أول ما بدأت تتحدث
كفي صغيرتي ...كفي لن أستطع التحمل أكثر من ذلك و لا كتمان عشقي لك الذي كان بمثابة وحش ينهش احشائي طوال تلك السنوات حينما كنت عاجز عن الأعتراف به
لم تكن قبله ...بل كان التهام ...يصرخ لها بين شفتيها التي أنصاعت له باعتراف طالما تمناه
يصرح لها بالفعل قبل القول إنها له الحياة ...الفرحة التي تمناها طيله حياته
يحاول الآن أن يفصل قبلته الهمجيه كي يطلق للسانة العنان ليسمعها أجمل الكلمات و اصدقها ...و لكنه حقاً فشل في ذلك
و بدلاً من أن يبتعد وجد حاله يعمق قبلاته أكثر ...و لكن أيضاً القلب يصرخ داخله ...تحدث أيها الغبي ...ها قد جائت لحظة الأعتراف ….و الغبي لا يقوي علي الأبتعاد
كل ما استطاع فعله أن يترك ثغر تلك المصدومه و يقوم بإمطار وجهها بقبلات عميقه و هو يقول من بينهما : أخيرا ...أنا تعبت ....سنين و أنا بتعذب...نفسي أقولك بحبك. ..لا بعشقك ...مكنتش قادر
أبتعد قليلاً ثم كوب وجهها ...طالع عيونها التي امتلأت بالدموع بعيون تصرخ عشقاً ثم أكمل : حبيت بنت ناس أعتبرتهم أهلي و ليهم فضل كبير عليا ...مكنتش هقدر أدخل بيتهم و ابص لحرمته
حبيت أخت صاحبي الوحيد و عشان محسش أني خونت ثقته قولتله ...أنا بحب أختك
قالي بس هي رافضه الأرتباط غير بعد ما تخلص جامعة
قولتله عارف و هصبر لحد ما تخلص أنا بس حبيت أقولك عشان تبقي عارف
دبحتيني لما شوفتك معاه ...بس قلبي قالي لا ريم مش كده أوعي تظلمها...قولت لنفسي يابن الكلب دا أنت شايفها بعينك
و قلبي يقولي كدبها و صدقني أنا ...و هو الي طلع صح ...طلعت حببتي قد ثقتنا كلنا فيها ....مش عيب إنك اتخدعتي في شخص..العيب إنك تتمادي معاه و يكون بينكم علاقة لمجرد أنه وعدك بالحب
يااااه يا ريم ...متتصوريش أنا فرحان قد أيه كأنك اعترفتيلي بحبك ...بس أنا راضي و الله راضي با اللي قولتيه و عندي بالدنيا و ما فيها
سألته بصدمة من بين دموعها المنهمرة : كل ده جواك و أنا معرفش ...طب إزاي ...أنا آسفه بجد إن محستش بيك ...ااااا
مال عليها ليلتهم ثغرها بعشق ثم أبتعد سريعاً و قال بوقاحة جديدة عليه جعلتها تكاد تموت خجلاً : و لا تقولي أي حاجة يا حببتي لأن أنا حالياً عايز أقطع شفايفك و كل ما بتتكلمي بتجنن ...أنا مكتفي با الي سمعته منك إنهاردة
ضحك بصخب حينما رأي الصدمة ملأت ملامحها ...أعتدل لينطلق بسيارته مرة أخرى و هو يقول بمزاح وقح : أبو جمال أمك يا شيخة في كل حالاتك قمر ...بتعيطي قمر ...زعلانة قمرين...مصدومة ...عايزه تتاكلي أكل
عندي سرطان ....تلك الكلمات خرجت من فم رؤوف بصعوبة و دموعه المنهمرة تؤكدها
صدمت علا و لم تقوي علي النطق لبضع لحظات ...فقد دلفت له منذ قليل و قالت بهدوء : مالك يا رؤوف بقالك أسبوع شكلك مش طبيعي...و حينما رفض التحدث و أخبرها أنه بخير أكملت : يا رؤوف أنت ملكش غيري أنا و ولادك لا ليك علاقة بأهلك و لا بأخواتك...لو في حاجة معاك قولي
و كان اعترافه بذلك المرض اللعين هو الرد الذي لم تتخيله أبدا
نظرت له بشفقه و قد نسيت في تلك اللحظة كل ما فعله معها و قالت : عرفت إزاي و أنت في أي مرحلة
رد عليها بكسره: عرفت من أسبوع و عملت أشعه و تحاليل
مش عايز حد يعرف سامعة
علا : هو أنا بكلم حد أصلا ...طب الدكتور قالك أيه ادالك علاج و لا كيماوي
رغم أنه بالفعل سيخضع لتلك الجلسات المؤلمة إلا أنه رفض الأعتراف بذلك و لأنه حقير يعتقد أن الجميع مثله
رد عليها بتكبر : أعوذ بالله أنتي عايزة تخلصي مني كيماوي أيه و زفت إيه
نظرت له بغل و قالت : أعوذ بالله منك أنت يا أخي أنت فاكرني هشمت فيك ...أنت مهما كان أبو ولادي و ربنا يعلم إن في نيتي إن أطمن عليك
رؤوف : أنا زي الفل حتي الدكتور طمني و قالي دي بؤرة صغيرة في الطحال و هيديني علاج يحجمها
وقفت من مجلسها و قالت : ربنا يشفيك ...و فقط تركته و غادرت دون إضافه المزيد ...لن يتغير حتي و هو يواجه الموت سيظل حقير
أنتفض الجميع برعب و ترقب بعدما نطق عمر تلك الكلمات ببساطة : هاشم ...أنا عايز أعمل فرحي آخر الشهر مش هستني سنتين كمان
أنتفض هاشم من مجلسه بجنون ...لطمت عشق وجنتيها برعب ...حبيبه وضعت كفيها فوق رأسها و هي تقول بهمس : منك لله يا مجنون قولتلك أصبر ...الدنيا هتولع دلوقت
هاشم بهدوء خطر : أنت أهبل ياااض و لا بتستهبل فرح أيه ده الي كمان شهر
عمر بثبات : فرحي علي عشقي يا هاشم ...كفايه كده ...جوازها مش هيعطلها عن التعليم الي هي فاشله فيه أساساً و بتنجح كل سنة بمقبول
هاشم بجنون : إن شالله تاخد السنة في سنتين أنت مال أهلك ...إحنا أتفقنا لما تخلص و أنت وافقت يبقي متفتحش الموضوع ده نهائي لحد ما البت تتخرج
تدخل إبراهيم و قال بتعقل : ملوش لازمه يا هاشم التأجيل...كده كده هيتجوزو خلينا نفرح بيهم بقي
صرخ هاشم بجنون : أنت عايزة ياخد بنتي مني علي جثتي
هل يصمت ذلك العاشق المتبجح لا و الله
صرخ هو الآخر بفجور : هتعمل الفرح بمزاجك و لا أدخل عليها و أخلص و أبقى أعمله بقي مع سبوع النونو
شهقات مرتفعة من النساء و سباب خرج من مؤمن لأول مرة أما هاشم ... Is..
ماذا سيحدث يا تري
سنري
روايه عشق و عمر
الفصل العشرون والاخير
بقلم فريدة الحلواني
إبراهيم ..مؤمن و حكم معه عمار الأربعه يمسكون بهاشم الثائر في محاولة منهم لمنعه أن يضرب هذا الفاجر الذي برغم كل هذا لا يصمت
و إنما يقول بتبجح : عايز تضربني يا هاشم بلاش أنانيه يا جدع ما أنت حبيبتك كل يوم بتنام في حضنك أشمعني أنا
و هاشم يصرخ بجنون : أنت عايز تحتضنها يا ابن الكلب يا #####
عمر : أحضنهااااا بس ...ليه نايمة مع سوسن
عشق بصراخ : باااااس الله يخربيتك و بيت اليوم الي حبيتك فيه أيه الي بتقوله ده
لم يهتم بكم السباب الذي يطلقه هاشم نحوه و إنما رد ببرود : بقول الحق يعني هتتبسطي لما أخونك يعني
شهقت بصدمة و حزن و أبيها يقول : و تخونها ليه يا ### روح أتجوز غيرها و سيبلي بنتي
رد بجدية منافيه لما كان يحدث وسط صمت الجميع بصدمة : حد يسيب روحه يا هاشم ...بنتك بتجري في دمي ...نفسي أشوف عشق تانية منها تبقي ليا عشق أبوها زيك ...د أنت الي علمتني أحبها إزاي يا هاشم ليه عايز تحرمني منها ...كام سنة و أنا متحمل و صابر و مراعي أرتباطك بيها عشان عارف إنها بالنسبالك مش مجرد بنتك و بس
بس أنا بردو غصب عني ...دي حببتي و دنيتي ...قدامي و مش قادر أطولها ...يرضي مين ده يا ناس
حقاً ...لم يجد أحد رد يناسب تلك الكلمات التي هزتهم جميعاً من الداخل
إلا ثمرة الفراولة خاصه هذا الهاشم الذي بمجرد أن ذكره بما تعني له عشق أبيها ...تذكر تلك الأيام التي لا تغيب عنه ذكراها....تقدمت منه بهدوء
ثم وقفت قبالته بعدما تركه الرجال
ربتت علي صدره بحنو و قالت بحكمه يشوبها الرجاء : جمعهم يا حبيبي ...أنت قلبت الدنيا عشان ترجعني ليك و أكون معاك و في حضنك...بس وضعك كان أهون منه علي الأقل أنا كنت بعيد
إنما هو حبيبته قصاده و مش قادر يكون معاها عشانك ...طالت و لا قصرت هيتجوزو يبقي خليها عليك و خلينا نفرح بولادهم....عشان خاطري يا أتش...و حياتي عندك متكسفنيش
و الأتش لا يقوي علي رفض رجائها...تنهد بهم و حيره أستشفتها سريعاً فأكملت : و حيات الفراولة عندك خلينا نفرح بيهم بقي
نظر لها بغل و قال : عارفة أني مش هقدر أقولك لا صح
قبل حتي أن تبتسم بفرحة ...و قبل أن يستوعب أحد موافقته الضمنيه ...كان عمر يتقدم منهم ثم يسحبه سريعاً
عانق هاشم عنوه و هو يقول بفرحة عارمه : يخليك للشعب يا هاشم ...ربنا يخليك لينا
و هاشم يدفعه بقوة و هو حقاً لا يطيق قربه منه و لكن الآخر أحكم عليه بقوة و هو يقول بمزاح : متحاولش مش هبعد عنك
هاشم بغل : أبعد عني أنا مش طايق الي جابوك بدل ما أرجع في كلامي
يوسف: أنا مش فاهم يا ماما ...يعني هو تعبان و لا بيشتغلنا و لا أيه ...
علا بهم : و الله يا ابني ما عارفة لما عيط و قالي أنه تعبان صدقته بس بعد كده زي ما أنت شايف رجع زي ما كان ...و لا لاقيه علاج بياخده و لا أعرف بيتعالج فين ...حتي دورت علي ورق التحاليل و الإشاعات الي المفروض قال عملها مش لاقيتها
يوسف بلامبالاه : يبقي كبري دماغك يا ماما ...أنتي عملتي الي عليكي هو بقي عايز يفضل لوحده أو فاكر إننا هنشمت فيه يبقي براحته
علا : طب هنفضل كده يا ابني و بعدين أنا مضمنش أبوك ممكن يكون مرتب لأيه أنا عارفة أنه و لا ريحنا و هو عايش و لا هيسبنا نرتاح لو جراله حاجة
مر شهر بعد آخر ما حدث ...كانت عائلة الجندي بأكملها تتجهز لهذا الحفل الأسطوري الذي خطط له عمر كي يسعد عشقه و يجعله يوماً لا ينسي
رغم محاولات هاشم العديدة لخلق شجار معه و علي أثره يقوم بإلغاء الحفل ...إلا أن عمر مارس أقصى درجات ضبط النفس حتي يفوت عليه الفرصة لفعل ما يريد
أما علا ...فقد تدهورت حاله رؤوف فجأة مماأضطره أن يحتجز داخل المشفي الخاص بعائلة الجندي بعد أن ساعدها أحمد في ذلك
هل يتعظ هذا الشيطان ...لا و الله فقد أذاقها الأمرين أثناء مرافقتها له ...فقد كان داخله يشعر بالغل و الحقد ...لما أنا أموت و هي تنعم بالحياة
و رغم ذلك تحملت كي تأخذ ثوابها كاملاً ...و حينما كانت تشتكي أفعاله لصديقتها قالت لها بغيظ : أنا لو منك تسيبيه يولع إيه الراجل ده ...ده بينه و بين الموت خطوة طب يعمل حاجة عدله في آخر أيامه
و الأصيلة ترد عليها بطيبه : أنا بعمل بأصلي يا سمر ...و بعمل عشان خاطر ربنا الي بيعملو دلوقت مش هيكون قد الي عمله فيا طول عمري ...راح و لا جه أسمه أبو ولادي
أجمل طله من الممكن أن تراها يوماً ...كانت تقف بها عشق أمام أبيها
تتزين بالثوب الأبيض الرائع و أبيها لم يستطع منع دموعه من الهطول حينما رآها بتلك الهيئة الملائكيه
كوب وجهها ثم قال بصوت مختنق : عشق أبوكي ...هياخدك مني ابن الكلب
حاربت دموعها كي لا تهطل و تفسد زينتها ...كوبت وجهه هي الأخري و قالت بأختناق : محدش في الدنيا يقدر ياخدني منك يا أتش...دا أنت أبويا و صاحبي و حبيبي ...أنا شوفت منك و معاك الي مفيش بنت في الدنيا عاشته مع أبوها
دموعك غاليه يا أتش...الغي الفرح اعمل اي حاجة بس متزعلش
رد عليها بدموع : لا يا حبيبي ...أنا فرحان و الله فرحان أنا إنهاردة اطمنت عليكي عشان سلمتك لراجل هيشيلك جوه قلبه و عنيه
أكمل بمزاح كي يهون عليها : هو صحيح ابن ستين كلب و مش طايقه بس بصراحة هو ده الي أئتمنه عليكي
أمل بمزاح من بين دموعها الذي هبطت تأثراً بما يحدث أمامها : يابني أرحم الراجل بقي حرام عليك ...من يوم ما أبني خطب بنتك و أنت مبطلتش شتيمه فيه الرحمة حلوة مش كده
و العاشق يقف أسفل الدرج يغلي كالمرجل ...حاول إخوته تهدئته إلا أنه حقاً غاضب
حكم : يابني ما تهمد بقي يعني هو هيخطفها تلاقيها لسه مخلصتش
عمر بغل : لا خلصت من نص ساعة أنا مكلمها...هو متعمد اااا....
قطع حديثة فجأة و هو ينظر بعيون تصرخ عشقاً للتي ظهرت أعلي الدرج متأبطه ذراع أبيها و الأبتسامه تملأ وجهها عكس أبيها الذي ينظر له بتجهم
كاد أن يتحرك للأعلي كي يأخذها إلا أن أحمد أمسكه سريعاً و قال بحكمة: أثبت ...لو فكرت تطلع سلمه هيرجع بيها فوق و أبقى قابلني لو طولتها
رد عليه بغل: أنت مش شايف نازل علي أقل من مهله إزااااي
حقاً كان المشهد مستفز للجميع ...هاشم يهبط درجة ثم يقف لبضع لحظات و عشق أبيها لا تقوي علي الأعتراض
و لكن ما صدم الجميع حقاً هو حينما وصل أمام ذلك المتلهف...بمجرد أن مد يده كي يأخذها منه
تجاهله ...بل تجاهل الجميع الذين شهقو بذهول حينما تحرك بها نحو المكان المخصص للرقص دون أن يعير هذا الذي جن جنونه أدنى إهتمام
نظر عمر نحوه بغل و غضب ثم قام بخلع جاكت حلته و القاة فوق الأرض بجنون
أمسكه أحمد و إخوته حتي أبيه وقف يتوسله: أهدى يابني عشان خاطري ...هو هيرقص معاها و بعدين خدها معلش راعي مشاعرة
هنا لمعت داخل عقله فكرة شيطانية ....نظر تجاه حبيبه التي تقف بغيظ ثم قال : خليه يرقص معاها ...حقه
أعقب قوله بالأتجاة نحو حبيبه ثم سحبها معه دون أن يتفوه بحرف ....و هي قالت له بوجل : أنا مش هقدر أكلمه يا عمر تاخدني فين يابني
وصل جانب هاشم الذي جحظت عيناه حينما فهم ما سيفعله ذلك الخبيث
لم يهتم عمر بل نظر له بكيد و قال لحبيبه : أنا مش عايزك تكلميه....أنا هرقص معاكي
ضحكت بغلب بعدما فهمت خطته الخبيثة ...هو يعلم غيره هاشم الشديدة عليها حتي من أولادة الذكور ...إذا سيترك عشق كي يمنعه من لمس ثمره الفراولة خاصته
و هذا ما حدث ...أوقف تلك الرقصه الكارثية ثم قال له بغل : بتعمل أيه يابن الكلب
رد عليه ببرود : و لا حاجة ...هرقص مع حماتي لحد ما أنت تخلص رقص مع ....مراتي
جز هاشم علي أسنانه بجنون فأكمل عمر : خلاص يا خالو متزعلش
خد بتاعتك ....أمسك يد عشق و أكمل و هو يسحبها : و هات بتاعتي
لف هاشم ذراعه حول خصر حبيبه بتملك ...ثم ضغط علي كف عشق بقوة و هو يقول : الأتنين بتوعي ...محدش هياخد واحدة منهم مني
رد عليه عمر بتعقل و حب حقيقي يكنه له : مقدرش أخدها منك يا هاشم و أنا عارف إنها عشق أبوها...بس هي عشقي ...أنت حببتك في حضنك أهي ...أرجوك سيبلي حببتي
تنهد هاشم بندم ثم ترك يدها و قال برجاء أب : خد بالك منها يابني ...دي عشق أبوها و نور عينه ...أنا حاسس إنك يتقطع من لحمي ...ربنا يهنيكم
عانق عمر هاشم بقوة و هو يقول بأعتراف : متخافش يا هاشم. ...جوه قلبي قبل عنيه ...مش عشان هي عشقي و روحي و بس...أبتعد و أكمل : عشان حته من هاشم الجندي الي رباني و علمني و بقيت عنده ابنه البكري و صاحب عمره ...الي عمل أسم عمر الجندي في السوق و بقي الكل بيعملي الف حساب...أنت أبويا يا هاشم مجرؤش أزعلك لو علي موتي
احتضنه هاشم بحب و قال : أنت فعلاً ابني البكري ...ربنا يسعدكم و أفرح بولادكم يا رب ...أبتعد و أكمل بمزاح حزين: خدها بقي قبل ما أرجع في كلامي
هل ينتظر. ...لا و الله ...قبل حتي أن ينهي آخر كلمة ...كان يلف ذراعيه حول خصرها ثم يرفعها و يدور بها وسط المكان و هو يصرخ بجنون : أخدتك من بوق الأسد....بعشقك يا عشقي بعشقك
و علي بعد مسافة قليلة ...كان هناك عاشقان ينظران الي ما يحدث بتمني أن يكونا مكانهما
أحمد و ريم ...قد تطورت علاقتهما كثيراً بعدما أعترف لها بعشقه...و رغم أقترابهم من بعضهما البعض إلا إنها كانت تخجل أن تصرح له بمشاعرها نحوه
و لكن الآن ...و بعدما رأت نظرات التمني تملأ عينه قررت أن تسعده كما جاهد هو من قبل
ضغطت علي كف يده كي ينتبه إليها ...نظر لها بإهتمام و قال : أيه يا حببتي محتاجة حاجة
لمعت عيناها بعشق و فخر ...نعم تفتخر أن هذا الرجل حبيبها
أبتسمت بهدوء و قالت : بحبك
زوي بين حاجبيه بصدمة ثم قال بعدم فهم : نعم ...مش فاهم
ضحكت بسعادة و قالت بمشاكسه : بحبك يا دكتور أيه الي مش مفهوم في كده
صدمة ...فرحة ...جنون ...كل هذا كان يشعر به و الأدهي أن قلبه كاد أن يتوقف من شدة خفقانه
أعطاها كامل إهتمامه و هو يقول بعدم تصديق : أنتي بجد ....بجد قولتيها و حساها جواكي. ...ريحيني أبوس إيدك هتجنن مش مصدق
ريم بجديه يملأها العشق : و ليه مش مصدق يا حبيبي ...أنت تستاهل تتعشق فوق العشق عشقين و الله ....أنا من رحمه ربنا بيا أنه جعلك من نصيبي ....أنا بحبك بجد يا أحمد مش بقولها كده و خلاص
كاد أن يرد عليها إلا أنها قالت له بتعقل : حبيبي رد عالفون مش مبطل رن من وقت ما أتكلمنا
لم يهتم و قال : بالله ده وقته دا أنا هولع في الفون و لا أني اسيب اللحظة دي
ضحكت بهدوء و قالت : رد يا دكتور لتكون حاله مستعجلة ...أكملت بنزق مازح: دي ضريبه الي تحب دكتور
هز رأسه بيأس ثم أخرج الهاتف و نظر به ...وجدها علا
رد سريعاً وجدها تقول ببكاء : الحقني يا دكتور الله يخليك أنا آسفه عارفه إنك في فرح
احمد : أهدى بس و قوليلي في أيه
علا : رؤوف تعبان جداً و الدكتور الي مسؤول عن حالته مش موجود و لا عارفين نوصله ...و أنا خايفة ...أنا لوحدي
أحمد بجديه : متخافيش أنا جايلك حالاً ...أغلق معها و نظر لريم بأسف و حيره
ربتت علي يده و قالت : روح يا حبيبي أكيد حاله خطيرة...أنا هفهم عمر و عشق متقلقش
نظر لها بعشقاً خالص ثم قال بجنون : هو أنا لو قطعتك بوس دلوقتي هيحصل حاجة
ضحكت بخجل ثم قالت : يلا يا مجنون شوف شغلك ...تمالكت حالها و قالت بجرأة لأول مرة : تتعوض لما تخلص شغل
بمجرد أن وصل المشفي ...وجد تلك المسكينة منهارة من البكاء ...أقترب منها و بمجرد أن رأته قالت : مات ....رؤوف مات يا دكتور
أحمد : البقاء لله ...علي فكره ربنا رحمه لأن حالته كانت خطيرة و مؤلمة شدي حيلك
جائتها صديقتها و قامت بأحتوائها في عناق دافيء و هي تقول : أهدى يا حببتي خلاص...الله يرحمه متجوزش عليه غير الرحمة
أبتعدت قليلاً و قالت بأستغراب : أنتي زعلانة عليه للدرجه دي يا علا ...أنا مش فهماكي أيه الأنهيار الي أنتي فيه ده ...ده لسه مبهدلك و حارق دمك قدام الناس كلها الصبح...فوقي يا حببتي ولادك محتاجنلك
هنا ...لم تتحمل أنفجرت ببكاء و قهر : أنا حزينه علي عمري الي راح يا سمر ...حزينة علي ولادي الي أتيتمو برغم إنهم كانو يتاما الأب و هو عايش ...حزينة إني مش قادرة أحزن عليه غصب عني من اللي شوفته طول حياتي معاه...و الله أنا ما غبيه و لا قلبي جاحد بس هو معملش حاجة تخليني أحس بحزن عليه و ده واجعني فهماني
سمر بأشفاق : فهماكي و حاسة بيكي يا قلب أختك ...متزعليش مني ربنا لو كان طول في مرضه كان يبقي بيخلص منه ذنوبه في الدنيا ...بس هو رحيم و عدل خلاه يحس بالضعف الي كان بيحسسه ليكم طول عمره ....و عجل بأجله عشان يقتص منه في الأخرة
أعملي الي عليكي للآخر يا بنت الأصول وصليه للي خلقه هو هيتصرف معاه و بعدها فوقي لنفسك و لأولادك عشان محتاجنلك ....و الأيام كفيله أنها تداوي جرحك ...ربنا يعوضك و يراضيكي علي كل الصبر الي صبرتيه
و في اللحظة التي كانت تنتهي حياة أحدهم ...كانت تبدأ حياة آخر
آخر عاشق بل يذوب عشقاً في من ولدت علي يده ...رباها...دللها ...عشقها ...جرحها و داواها
و اليوم...يغلق عليهم باب أمام الجميع ليس سرقة رغم إنها ملكه و حقه ....و لكن اليوم له مذاق آخر
الجميع رآها معه بل تمنو لهم السعادة ...الآن سيملك كل أنش فيها بل سيزرع داخلها عشقه و يتمني أن يأتي بثمارة
عناق ساحق حتي كادت ضلوعها أن تنكسر بين يديه ...قبلات مجنونه لدرجة أن دمائها سالت ليبتلعها بنهم
و هي لم تكن أقل منه لهفة و رغبة ...حبيبها الذي لم تري رجلاً غيره ...طالما كان حلم لها رغم وجوده معها ....إلا أن الآن فقط ...أصبح الحلم حقيقة
لا تعلم متي القي ثوبها فوق الأرض...و لا كيف مزق ملابسها الداخلية
و لا كيف أتتها الجرأة و القوة أن تساعدة في التخلص من ثيابه رغم أرتعاش جسدها بأكملة ليس يديها فقط
جنون ...عاشا معاً طوال حياتهم في جنون و صخب....لكن الآن ...يعيشان جنون من نوع آخر لا يجيده غيرهما
و حينما أقتربت اللحظة التي كانا يحلمو بها معاً ....رفع رأسة قليلاً ثم ثبت عيناه المشتعله بجمر العشق و الرغبة داخل عيناها المتوهجة و قال بصوت لاهث : هتبقي ملكي بجد يا عشقي ...هختمك بختمي
و عشقه ترد بيقين : أنا أصلاً ملكك من غير حاجة يا قلب عشقك
صرخة خرجت منها فا ألتهمها داخل فمه ....ثبات يعذبه رغم المتعه التي لم يتخيلها ....ثم تمهل كي لا يؤلمها ...ثم جنون مع كلمات خرجت من أعماق قلبه الملعون بعشقها
و الجميلة تتحامل علي ألمها و تسمعه أعذب الكلمات التي أملتها عليها روحها الهائمة به
و أخيراً قبلات رقيقة ممتنه تتناثر علي وجهها المتعرق أثر المجهود المضني الذي بذلته مع هذا الثائر الجامح
و ....مبارك عليكي يا عشق عمر ..أخيراااا
و عشقه ترد بوله : يبارك لي في عمرك و قلبك و روحك يا قلب عشقك الي بتموت فيك
تمت
لمتابعة الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق