رواية خسوف القمر الفصل الثاني عشر 12بقلم نداء علي حصريه
رواية خسوف القمر الفصل الثاني عشر 12بقلم نداء علي حصريه
#رواية خسوف القمر بقلم نداء علي
الفصل الثاني عشر
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
وعدوى الفرح ومشاعر السعادة تنتقل سريعاً الى من يهفو اليها ويشتاقها قلبه، لكن تلك القلوب التي أحاطها أسوار من الخذلان والفقد والخوف الذي لا ينتهي لا تصل اليها تلك العدوى ولا يقوى الفرح على طرق أسوارها بل يبتعد في صمت.
اقتربت قمر بخطوات مثقلة باحثة عن بيت عثمان فمحال أن تترك صديقتها بليلة العمر التي انتظرتها سنوات.
التفتت الى صوت نسمة التي كانت بانتظارها خارجاً تناديها بلهفة قائلة :
قمر، ها أنا يا قمر، اشتقت إليك كثيراً.
أسرعت قمر في خطواتها قليلاً وقد بدأت تستشعر قليلاً من الأمان بوجود نسمة.
احتضنت إحداهما الأخرى بحب صادق لتتساءل قمر :
هل انتهى الحفل؟
نسمة : لا، لم تأتِ علياء بعد من صالون التجميل .
قمر : وأنتِ، كيف تتركينها ؟
نسمة : لم أتركها لقد أتيت منذ قليل فالمكان على مقربة من هنا وعندما علمت بقرب وصولك أتيت إليكِ .
قمر : حبيبتي أنتِ يانسوم، ومتى نزوجك؟
نسمة بتلقائية : بعدما نزوجك يا قمر فأنتِ السابقة وأنا بكِ لاحقة.
تنهدت قمر في خفوت فأدركت نسمة ما قالت، همست إليها معتذرة.
أنا آسفة.
قمر بهدوء : هيا يا فتاة دعينا نستقبل العروس وكفي عن الكأبة فالليلة فرصة لن تعوض وعلينا أن نسعد ونحظى بالقليل من المرح فعلياء وهذا الغليظ العاشق سيجتمعان بعد عناء
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
انتهى هو من ضب حقائبه بعدما سلم الى داوود ما عهد إليه من قبل من أوراق تخص العمل معه.
لقد انتهت الفترة التي حددها وقام بإحضار طبيبة أخرى حديثة التخرج لمعاونة قمر في إدارة العمل.
تحرك بآلية مستعداً للخروج، أغمض عينيه بحزن من أجل والدته التي اتخذت من غرفتها ملاذاً للاختباء بعيداً عنه، تدعي أمامه الثبات وليلاً يستمع الى أنينها الخفيض.
لكن الأمر ليس بيده عليه الوفاء بكلمته،
ربما كانت فرصة له ليبتعد فما يمر به ليس أمراً هيناً.
رجوعه أشبه باختبار لطالب مستقبله بأكمله متوقف على اختياره للإجابة الصحيحة.
اختبار مكون من سؤال واحد وإجابته أن يتخير بين الصواب والخطأ.
التفت على صوت والدته تناديه بترقب وخوف قائلة:
هل أنت مغادر الآن؟
يامن : أجل، السيارة بانتظاري منذ قليل.
نهال : لا تذهب يا بني، تباً لك يا جمال.
اقترب منها يامن واحتضنها باحتواء قائلاً:
لا داع للخوف لن يختلف أي شئ عليكِ التفكير أنني مسافر في واحدة من تلك الرحلات البسيطة التي كنت اتغيب فيها بضع ليال.
نهال : لقد تعبت من الفراق، لقد مللت ولم أعد قادرة على تحمله.
يامن : حبيبتي هوني عليكِ وعلى قلبي، تعلمين أنني مجبر.
نهال بحدة مبتعدة عنه:
لمَ أنت مجبر، إن كان الأمر يخص داوود فيمكنك ترك العمل لديه ووقتها لن يضره جمال في شئ، وأما تلك الفتاة فيكفها أن تؤمن لها عملاً بعيداً عنك فهي لن تجد فرصة تتناسب مع هيئتها.
يامن بتشكك : وما الذي يمنعها من العمل؟
نهال : يا إلهي، ليس الجميع أنقياء مثلك.
لن يتقبل أحد أن يوظف مشوهة مثلها لديه وان كان النقاب قد أخفى وجهها فمؤكد أنه لن يحمها الى الأبد.
يامن : ومن أخبرك أنها مشوهة يا أمي؟!
نهال بتوتر : أنت فعلت...
يامن ساخراً : أنا لم أفعل يا أماه، وما كنت فاعلاً فأنا لا أراها مشوهه.
نهال بحدة : توقف عن هذا الهراء...
لسنا في المدينة الفاضلة حيث الأحلام مسموح بها والجميع سواسية نحن بعالم قاسي لا يقبل الاختلاف ولا يعطه فرصة للعيش.
نظر إليها يامن بخيبة أمل قائلاً:
بالفعل لا نعيش في مدينة فاضلة فها أنتِ تتخلين عن مبادئك وشعاراتك التي طالما غرستها في عقلي، لطالما تحدثت عن النقاء والبعد عن المظاهر الخادعة التي فررت منها منذ سنين، لقد رفضت العيش مع زوجك ولم تلقِ بالاً الى أحد بل اكتفيت بما يمليه عليك ضميرك.
نهال بصدق : كل الموازين تختل إذا ما تعلق الأمر بك، كل البشر تتساوى مكانتهم في لحظة إلا الإبن وأنت كل ما لدي ولن أقف مكتوفة الأيدي وأنا أراك تتبع قلبك وتنحي العقل والمنطق.
يامن مغادراً دون النظر الى والدته :
يبدو أنكِ ووالدي بينكما بعض الأمور المشتركة لكنني لم ألتفت اليها سابقاً.
فزعت نهال بعدما أغلق يامن باب الشقة خلفه بغضب أجفلته هي وعجزت عن اللحاق به فما قاله قد صدمها وجعلها تقف أمام نفسها تواجهها.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
كانت الأعين معلقة بالعروسين وخاصة بعلياء المتلألئة بتميز بين الجميع، ابتسامتها ساطعة ونظراتها لا يمكن التعبير عن مكنونها.
تتنهد بين حين واخر من فرط خجلها وتوترها لكنها سرعان ما تتناسى تلك المشاعر وتتذكر فقط أنها صارت زوجة لعثمان.
عثمان الذي بدا مخموراً من فرط سعادته يتراقص بين أقرانه وعيناه لا تفارق عيناها.
تقدمت قمر من مجلس العروسة احتضنتها بقوة وكأنها تخشى فقدانها وفعلت علياء المثل.
نظرت قمر إليها قائلة :
اعتذر إليك يا لولو لكن ينبغي عليَ العودة اليوم من أجل أمي.
علياء بحزن : محال أن أتركك تعودين.
علياء : تعلمين أن أمي لا تستطيع الاعتناء بنفسها كما انه لا يوجد من يراعاها في غيابي.
أتمنى لك كل السعادة والحب، أرجو من الله أن يهب لكما سعادة لا تفنى وفرح ينسيكما ما فات.
علياء : وكيف أطمئن عليك لقد تأخر الوقت للغاية.
قمر : لا داع للخوف، اتفقت مع سيارة وتنتظرني بالخارج، هيا دعيني احتضنك فسوف اشتاق اليك يا بلهاء
علياء بدموع وشيكة : أنا أحبك كثيراً يا قمر.
قمر : وأنا ليس لي أخت ولا صديقة سواك يا عليا، القاك علي خير حبيبتي واستوصي بعثمان خيراً، أعلم انه متسرع بعض الشئ لكنه يهواكِ.
اومأت إليها علياء في طاعة وغادرت قمر.
كانت عينا عثمان تحيطها فأدرك بعدما غادرت قمر أن معشوقته حزينة ترك صحبه وأسرع للجلوس جوارها محتضناً كفها باحتواء هامساً بمشاكسة :
هل تودين البكاء يا قلب عثمان، أتودين الإساءة الى سمعتي بين الحضور، قد يسيئون الظن ويفكرون أنكِ قد تزوجتني مرغمة حاشا لله.
علياء : قمر حزينة وتدعي السعادة من أجلي، اعلم أن هناك ما يؤلمها.
عثمان : لا تقلقي، عقب العرس بأيام سنذهب إليها ونطمئن على أحوالها.
علياء بسعادة : صدقاً يا عثمان!
عثمان بحب : صدقاً يا نجمة السماء اللامعة، عليك فقط الابتسام هكذا دائما وأنا رهن إشارة منك.
أحنت رأسها خجلاً فتنحنح بخشونة قائلة:
أعتقد ان هذا القدر يكفي، لننهي ذاك الحفل ونذهب الى بيتنا.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
كان القمر مصاحباً لها وله كلاهما له وجهتان مختلفتان هو متوجه الى قصر آل رشدان وهي عائدة الى بيتها المتهالك.
تفكر هي به ولا يفكر هو بسواها وكلاهما يشكو حاله إلى ذاك القمر المضيء
تعاتبه هي في قهر فكم تمنت أن تصير مكانه في السماء بعيدة عن البشر وتقلبهم وعدم تقبلهم لها، ترجوه أن يأخذها عالياً فتنظر الى يامن من هناك دون خوف.
تحيطه بضوئها الذي خفت ويكفها ذلك فهي تود فقط رؤيته فلقياه محال.
ويتابع هو القمر الذي يسابق سيارته وكأنه يتحداه أن يسبقه، يستشعر وجودها قربه.
يعلم انها قمر قد اصابه خسوف قاسي فأخفى روعته عن الأعين لكن أعين العاشق تبصر الجمال أينما كان.
يود لو كان الامر بيده لاختطفها وطار عاليا وقضى معها باقي أيام العمر الذي لم يحلُ الا بظهورها.
يناظر القمر يلومه بعتب قائلاَ:
وآه من ليل لا بنتهِي وقمر كان قدره ظلام لا يصاحبه ضوء الشمس.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
ترجل من سيارته بخفة وتردد لكنه حسم أمره وتوجه بثبات الى داخل القصر.
استقبلته مديرة المنزل قائلة:
مرحباً سيد يامن، كم اشتقنا إليك.
يامن : مرحباً هيلينا، كيف حالك؟
هيلينا : بخير سيدي.
يامن : أين السيد جمال؟
هيلينا : ينتظرك بمكتبه.
أومأ اليها وتوجه الى والده الذي كان جالساً فوق مقعده الفخم الذي يبدو كتحفة أثرية يتناول مشروباً ما وبيده الأخرى سيجاراً تتصاعد أدخنته عالياً.
جلس يامن أمامه قائلاً:
ها أنا ذا يا سيد رشدان، ما هي أوامرك؟
جمال : في الوقت الحالي لا يوجد ولكن بعد يومين ستعلم ما أريد.
يامن : حسناَ، سأخلد للنوم فأنا متعب.
جمال بتردد : لقد سعدت بعودتك.
يامن : اعلم يا أبي، تصبح علي خير .
جمال : وانت بخير.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
حملها عثمان بين يديه صاعداً بها الى شقتهما رغم رفضها لكنه لم يأبه لاعتراضها فقد كان حلماً أن يحملها هكذا يستشعر دقات قلبها تهدر بخجل بين يديه يضمها بتملك لا يخشى اختطافها من أحضانه.
وضعها برفق فاستقامت في وجل تبتعد عنه هم بالاقتراب لكن والده تنحنح في جدية قائلا :
عثمان..... أين أنت يا ولد؟
أجابه عثمان : لبيك يا ابي أنا هنا، همس بخفوت ما الذي أتى به الآن...
ابتسمت علياء قائلة :
أنت مجنون، ابيك وأمك مازالوا بالخارج.
عثمان : ولِمَ، الا يدركون مدى اشتياقي.
وكزته هي بدلال قائلة اذهب سريعا كي لا تغضب عمي .
هرول الى والده.. وتنهدت هي في ارتياح.
تحدث عثمان الى والده بطاعة
ها أنا ذا يا أبي.
أجابته أمه قائلة :
ابناء عمومتك يودون إلقاء التحية قبيل عودتهم الى الصعيد، تعال معي وعد الى عروسك بعد قليل.
عثمان بتأفف : وما شأني فليسافروا صحبتهم السلامة.
الوالد : اذهب يا بائس ولا تخف فإبنة أخي لن تهرب.
هبط مع والدته و أوشك والده على اللحاق بهم لكنه اراد الاطمئنان على ابنة أخيه بعيداً عن عثمان .
استأذن في الدخول إليها فأذنت له مسرعة، دلف عمها الي الداخل قائلاً بحنو:
مبارك يا غالية، مبارك لنا يا علياء
قبلت يد عمها باكية بقوة استنكرها العم قائلاً:
لِمَ تبكين ؟
علياء : أنا احبك يا عمي، اطال الله في عمرك ورفع عنك البلاء .
العم : أنا بخير حال يا حبيبتي، اخبريني هل احزنك عثمان ؟
علياء : لا، عثمان لم يفعل ما يحزنني، بل أنا حزينة من أجلك..
العم : من أجلي أنا!
علياء وقد انهارت قواها : أجل، فأنا ونسمة لم يعد لنا سنداً ولا عوناَ بعد الله سواك،
أخبرني عثمان بكل شئ.
العم بتعجب : لا افهم مقصدك، بما أخبرك عثمان؟
علياء : لقد أخبرني بشأن مرضك.
العم بغضب : ماذا تقولين، يابنيتي أنا بحمد الله في اتم صحة وعافية.
علياء بصدمة : هل تقصد ما تقول ياعمي؟
أم أنك تأبى أن تبوح لي، لا تقلق انا لن أخبر أحداً..
نظر اليها العم قائلاً بترقب:
هيا اخبريني ما قاله لك ذاك الجلف.
قصت عليه علياء ما حدث ليبتسم العم في غموض قائلاً :
لقد أوقعك في الفخ، لكنه معذور ياقلب عمك، أما ترين وجهه وسعادته، أعلم أنه أحمق ولا يستحق العفو، لكن قلبك سيعطي له فرصة ربما لن ينالها الآن، لكنه سينالها وقتما تسمحين.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
استيقظت صباحاً مرغمة على المضي قدماً لا تمتلك رفاهية البقاء في عزلتها، تناولت لقيمات دون تلذذ واعدت لوالدتها ما قد تحتاجه أثناء غيابها وهمت بالانصراف لكن والدتها استوقفتها قائلة:
اجلسي قليلاً ياقمر، أود الحديث إليكِ.
قمر بترقب : ما الخطب يا أمي؟
سميحة بتردد : جاسم..
قمر بنفور : ما به جاسم؟
سميحة : نادم ويود الرجوع.
قمر : وأنا كذلك نادمة وأبغض الرجوع.
سميحة : يا حبيبتي نحن بلا عائل والحياة قاسية أنيابها تمزق أرواح من لا سند لهم.
يوماً ما سأموت وأتركك، رغم أن وجودي لا يفيد بل هو عبئ يثقل كاهلك، لكنني أخشى عليك شبح الوحدة، جاسم فرصة لن تعوض.
قمر : جاسم هو قاتلي يا أماه، قتلني بلا رحمه ولا شفقة دهسني بتجبر، كيف تطلبين اليَ الرجوع اليه، هل تخشين من شبح الوحدة؟!
إن الوحدة هي مبتغاي وغايتي لا أرجو سواها، هل أعود الى رجل تركني اصارع الموت ولم يلتفت اليَ.
اختنق صوتها بقهر وحزن ونفور قائلة:
أعود بعدما تزوج وتملكت أحضانه أخرى سواي بل وأنجبت منه.
لم ولن أفعل ولا تلقِ بالاً لشئ يا أمي فلا نعلم من منا سيموت أولاَ ربما أموت أنا وتنتهي تلك المعاناة.
ضمتها الى صدرها تهدهدها كما تفعل دائما وتشبثت قمر بأمها فهي الأمان الذي لا يخون ولا يتخلى.
جلست بالصيدلية فوق مقعده الذي تركه خلفه كما فعل معها، استأنفت أعمالها منتظرة وصول زميلتها الجديدة ليأتها إشعاراً يعلن عن وصول رسالة الى هاتفها.
امسكت هاتفها بملل تتصفحه لتبتسم بعدم تصديق بعدما قرأت رسالة من مجهول محتواها.
(اشتقت الى قمر اعتدت أن يشاطرني صباحي وها أنا أقضي يومي الأول دونه.
الفصل خلص منتظرة رايكم وتفاعلكم وتوقعاتكم
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق