رواية دلال والشيخ الفصل التاسع وعشرون 29بقلم شيماء سعيد
رواية دلال والشيخ الفصل التاسع وعشرون 29بقلم شيماء سعيد
#دلال_والشيخ
الحلقة التاسعة والعشرون
...... ..
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️
الحزن الصامت ينهش في القلب حتى يقضي عليه. من الممكن أن يبكي كل شيء فيك إلا عينيك ترفض البكاء. من لا يشعر بك وأنت صامت، لا يقدر أن يفهم حديثك. إنك لا تستطيع أن تمنع طيور الحزن من أن تحلق فوق رأسك ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش في شعرك
...............
رفضت أسماء محاولات تقرب شفيق إليها وصراحته بكل جرأة إنها تكرهه .
ولمعت عينيها بالدموع وهى تحدثه وتوبخه ثم أشارت إلى بطنها واستطردت بحزن يأكل جوارحها ويـ.شق قلبها:
_ولولا اللى فى بطنى كنت
خلعتك يا شفيق لإنى فعلا مش طايقة أشوفك وبقرف منك .
طالعها شفيق بإندهاش مصدوما: أنتِ حامل يا أسماء؟
أسماء بغصة مريرة: اه تصور .!!
مكنتش أتخيل إنى أخلف منك يا عرة الرجالة، وابنى حد يتريق عليه فى يوم من الأيام ويقوله يا ابن شفيق .
فنظر لها شفيق بإنكسار وقال بمرارة: يااه مكنتش أعرف انك قلبك قاسى كده يا أسماء وإنك بتكرهينى للدرجاتى مع إنى عمرى ما حبيت حد قدك ولا ضعفت قدام حد زيك .
وطول عمرى راجل بين الناس وكلمتى بتمشى على الكل من كبير لصغير .
حتى لما أمى اتشلت بسببك مكلمتش ولا عاتبتك عشان متزعليش تقومى فى الأخر تعملى كده وخايفة على ابنى منك كمان يتعاير ليه ؟.
أنا عملت إيه لده كله؟
أنا مش وحش لدرجة دى يا أسماء ولو كنت وحش كنتِ شوفتى منى وش تانى .
بس أنا هديكِ فرصة يا أسماء تراجعى نفسك وتراضينى إلا وكتاب الله لو متعدلتيش لأجبلك ضرة أقعدها معاكِ هنا .
فضحكت أسماء وضيقت عينيها بمكر وقالت بتهكم:
تجوز عليه منين يا خفيف، أنت ناسى أن كل حاجة بإسمى دلوقتى .
شفيق: بس أنا معايا توكيل وهرجع كل حاجة ليه من تانى يا أسماء .
فضحكت أسماء ضحكة رنانة وتابعت: بله واشرب ميته عشان أنا لغيته تانى يوم .
فتملك الغضب من شفيق واندفع إليها يريد الفتك بها صارخا: تصورى أنتِ طالعتى فاجرة زى ما أمى كانت بتقول عليكِ وضحكتى عليه وخدتى شقى عمرى .
والله أعلم كمان اللى فى بطنك ده ابن مين ؟
مهو يمكن يكون ابن أحمد اللى خدعتينى وعطيتيه قال إيه ورثه وهو ولا أخويا ولا أعرفه.
لتخرج حمم بركٖانية من عيني أسماء ولا تعرف كيف جاءتها تلك القوة فدفعت يده عنه وضربته فى صدره بقوة فاجبرته عن الإبتعاد عنها بل و ايضا إلتقطت سكـ.ينا كان بطبق الفاكهة لتهدده به صارخة: إخرص يا كٖلب وأنت فكرنى نجـ.سة زيك .
ده إبنك يا حقير وأقولك حاجة عشان ترتاح وتشيل دماغك منى خالص ،أنا معنديش مانع تجوز عشان تتحمل قرفك هى وبالمرة الأقى حد يخدمنى عشان تعبانة من الحمل .
ومتقلقش هديك مصروف جيبك كل يوم عشان تعرف بس إنى ست أصيلة .
ولو فكرت تهوب ناحيتى تانى يا شفيق ودينى لأخلص عليك ومش هاخد فيك يوم حتى عشان هيكون دفاع عن. النفس .
أنت فاهم .!!
ثم ذهبت وفتحت الدرج وأخرجت منه بعضا من المال لتلقيه فى وجه قائلة: خد شبرق نفسك .
مع إنه خسارة فيك بس عشان ابنى لما يجى ميلقيش ابنه شحات وجعان، الوجهة حلوة برده .
شعر شفيق بالخزى والإنكسار أمامها ولكنه لم يستطيع فعل أى شىء بعد تهديدها الصريح له لذا إنحنى وأخذ المال وخرج من شقته ليتوجه إلى شقة والدته .
التى لمعت عينيها لرؤيته ولكنها لا تتكلم بل أشارات بيديها له ليسرع إليها، فاحتضتنه ليبكى كالطفل على صدرها .
قائلا: كان عندك حق ياما، ياريتنى ما حبتها ولا اتجوزتها .
أنا بقيت ضايع ياما ومحلتيش حاجة خالص وبقيت زى العيل الصغير باخد منها مصروف .
فحركت والدته رأسها بغضب ثم أشارات إلى رقبتها بحركة معناها أن يذ.بحها .
فانتفض شفيق وقام قائلا بذعر: أد.بح مين ياما أنتِ فكراها أشجان، ده ولية مفترية تدبـ.حنى أنا وعشرة زييى .
أنا مخنوق اوى ياما ،ومعلش هسيبك دلوقتى وأطلع أسهر بره .
ليعود شفيق لما كان عليه من السهر فى النوادى الليلية مجددا وفعل المحرمات مع فتيات الليل .
لتأخذه أحدهما إلى شقتها"سارة" ليقضى معها ليلة كاملة مقابل مبلغ من المال التى كانت تعطيه له أسماء .
وعندما انقضت الليلة وأراد المغادرة فودعته سارة بقبلة على الباب قبل أن يفتحه .
ليستمع شفيق لصوت خارج الباب يعلمه جيدا فنظر سريعا من العين السحرية ليجده نعم هو .
أحمد أخوه هو بعينه والصدمة الكبرى التى جعلت مقلتى شفيق تكاد تخرج من عينيه هو رؤية من تودعه على باب الشقة .
أيعقل هذا الفتاة التى يبحث عنها ذلك المجهول أمامه ومع من أخيه ..؟
فأخذ شفيق يفرك فى عينيه ويرمش بأهدابه عدة مرات ليتأكد أنه ليس فى حلم بل واقع .
ثم تسائل بدهشة ما هو الذى جمع الشيخ بالراقصة ..!!
_ ازاى ده إيه اللى جمع الشامى على المغربى .
وعامل نفسه شيخ وبتاع ربنا وهو مقضيها مع راقصة .
بقا كده يا شيخ أحمد ماشى والله لأخلى فضيحتك بجلاجل قدام الناس عشان يعرفوك على حقيقتك .
والله جتلك الفرصة يا شفيق عشان تشمت فيه بجد وتصغره قدام الناس وتحرق قلب ست أشجان .
مش كانت مضايقة منى زمان عشان بعرف ستات ، اهو حتى الشيخ عملها، يعنى مفيش أحسن من حد .
ليقطع شروده صوت "سارة": مالك يا شفيق واقف مسهم كده ليه وبتبص على ايه يا راجل .
أوعى كده ورينى .
ليتنحى شفيق لترى سارة الشيخ أحمد يودع دلال قائلا: دلال مش كده إدخلى واقفلى ومتقفيش كده على الباب حد يشوفك يا حبيبى.
دلال: مين بس هيشوفنى يا حبيبى، مفيش حد قصادنا غير الست سارة ودى ست وحدانية عايشة لوحدها ومفيش غيرها فى الدور .
احمد: برده متقفيش تانى على الباب غير بحجابك، إفرضى حد طلع على السلم فجأة برده .
ادخلى يلا واقفلى سلام .
دلال: حبيبى يا مولانا، أموت أنا فى الغيور حبيب القلب والروح .
سلام يا روحى ليغادر أحمد وأغلقت دلال الباب .
لتشير سارة إلى شفيق بقولها: ايه يا راجل يا دون بتبصبص للست اللى قدمنا وانا واقفة كده معاك .
انفعل شفيق: فيه إيه يا سارة..!!
هو أنتِ مراتى ولا حاجة لا مؤاخذة ما أنتِ مقضياها كل يوم مع واحد.
وصراحة كده جارتك دى دخلة دماغى اوى، وعايزها متبعتلها وليكى الحلاوة ولا اروحلها أنا بعد الزبون اللى كان معاها مشى .
فضحكت سارة وقالت يتهكم: تروحلها وزبون .
ايه الكلام اللى بتقوله ده..!
هو أنت فاكر كل الناس زيى وزيك، لا يا شفيق .
دول ناس محترمين وهو مش زبون ولا حاجة، ده جوزها .
يعنى انساها يا حبيبى ومتفكرش غير فى سارة وبس .
ظهرت الصدمة على ملامح شفيق للمرة الثانية بل كانت أشد وطأة عليه تلك المرة من المرة الأولى .
فأخذ يردد بعدم تصديق: جوزها إزاى، معقول ده ..!!
لا مش ممكن دى كانت وهو يعنى .
لا إزاى مينفعش .
ثم أخذ يضحك وقال شامتا: نفسى أشوف وشك يا أشجان لما تعرفى ان جوزك الشيخ يا بت الحسب والنسب مجوز عليكِ رقاصة .
دى هتبقى قنـ.بلة الموسم ولما أشوف وشى عمى كمان اللى كل لما يشوف خلقتى يكشر وعنده أحمد هو بس البريمو .
ولا كمان سفيان اللى عامل نفسه هو كبير العيلة وهو حتة عيل مفعوص .
ياه أخيرا هفرح فيهم العيلة الواطية دى ولا أمى هتفرح اوى، دى يمكن من فرحتها تقوم تمشى على رجليها .
بس ماشى يا أحمد ولا وقعت وأنت واقف واخدت بت ملهاش حل صا.روخ صار.وخ يعنى .
وعشان أنا أخوك لازم ناكل مع بعض يا حبيبى، مهو اللى ياكل لوحده يزور .
وهى داخلة دماغى من زمان ولازم أوصلها، قبل ما عمنا يوصلها هو كمان وتطير من إيد أحمد خالص يا عين أمك يا اخويا .
نهرته سارة بغضب: أنت بتربطم بتقول ايه يا شفيق؟
شفيق: مبقولش حاجة يا اختى، أنا ماشى عشان ترتاحى وأنا ارتاح كمان من زنك .
سلام يا سرسورة .
فأغلقت سارة من ورائه الباب وهى تلعنه: يخربيتك راجل مؤرف، ربنا يتوب علينا من الشغلانة السودة دى .
ألاقى راجل محترم زى الشيخ أحمد كده اللى وشنا يعاملنى كأميرة ويحبنى زى ما بيعامل مراته .
يا بختك يا بت يا دلال .
...
غادر شفيق يفكر فيما يفعله هل يخبر الرجل أنه رآها بالفعل ويدلى بعنونها ليصل اتباعه إليها ويرسولوها له يفعل بها كيف يشاء .
أم يصبر قليلا ليستمتع بها هو فى بادىء الأمر .
ليقرر أن يفعل الإثنين مع بعض المكر مع الأول ليعطيه ما مكافأته التى وعده بها إن عثر عليها .
فاتصل به قائلا: لقتها يا متولى ، لقتها .
برق متولى عينيه بفرحة وقال: بجد .!
وفين وامتى؟
أوصفلى مكانها بالظبط وكانت فين كل المدة اللى فاتت دى كلها وبتعمل إيه وعايشة إزاى ؟
شفيق: ايه براحة كل ده ..!
أنا لسه معرفش حاجة، أنا يدوبك لمحتها بالعربية كده داخل شارع المعز .
وعقبال ما نزلت من العربية كانت اختفت معرفتش أنهى عمارة بالظبط.
بس متقلقش أنا هربط فى الشارع لغاية ما أشوفها مرة تانية واطقس وأعرف كل التفاصيل وأقولك .
أنا كنت ببشرك بس .
ضيق متولى عينيه بمكر وقال: ماشى يا شفيق على العموم عشان البشرة الحلوة دى هديك نص المكافأة اللى وعدتك بيها زى ما اتفقنا .
والنص التانى لما تعرف التفاصيل كلها وأتلم عليها، دى بنت الغالية مراتى ربنا يرحمها .
فضحك شفيق: أنت هتقولى هى من جهة غالية فهى غالية عندنا كلنا يا متولى .
ويبختك لما توصلك عشان صراحة إحلوت وأدورت اوى كمان عن الأول وممكن تفتحتلك طاقة القدر عندك لأنهم بيحبوا اوى الجمال المصرى والرقص الشرقى كمان .
أثارت كلمات شفيق الرغبة عند متولى وهمس: امتى أتلايم عليكِ يا دلال وساعتها مش هرحمك .
وأطلع عليكِ القديم والجديد واخد بتارى منك، مش كنت عايزة تقـ.تلينى .
أنا بقا هخليكِ تتمنى الموت هنا على ايدى ومش هطوليه .
عشان مش متولى اللى يسيب تاره ابدا .
....
نعود للماضى عشان نعرف إزاى متولى طلع عايش والمفروض أنه إتـ.قتل على ايد أم دلال واتسجنت وما.تت فى السجن .
لما جت الإسعاف عشان تشيل متولى كان نبضه ضعيف جدا بسبب النزيف وافتكر المسعف انه مات لكن لما إتعرض على دكتور الطب الشرعى فى المشرحة عرف إنه لسه عايش فدخله عمليات بسرعة عشان يسيطر على النزيف ونقل ليه دم ولما فاق متولى الدكتور دخل عليه وقال:
_ حمد لله على السلامة أنت نجيت من الموت بأعجوبة واتكتبلك عمر جديد يا متولى .
متولى بضعف: الحمد لله، ومنها لله اللى كانت السبب .
الدكتور: هى فى السجن حاليا .
همس متولى: زمانك فرحانة دلوقتى يا دلال إنى اتكلت على الله وارتاحتى منى، بس أنا لسه عايش على وش الدنيا وهقفلك زى اللقمة فى الزور .
وهسيبك بس تشمى نفسك شوية وأسافر أنا أشوف حالى عشان زهقت من أم البلد دى وأول ما استقر واترستق كده هجيبك ولو من تحت الأرض ولى مقدرتش اعمله هنا هعمله هناك على كيفى .
لذا أخفض صوته قليلا محدثا الطبيب: ياريت خدمة يا دكتور ، أنا عايزك متقولش لحد انى لسه عايش وتأكد إنى أتكلت على الله وليك عندى مية ألف جنيه وفوقيهم بوسة .
غير انك هتكسب ثواب عشان هتحمينى من بنتها لو عرفت انى لسه عايش ممكن تفكر تقـ.تلنى هى كمان .
فلمعت عين الطبيب بلذة الطمع فاستطرد: اعتبر شهادة وفاتك طلعت من دلوقتى.
فضحك متولى ضحكته الشيطانيةثم طلب تليفون ليحدث أحد أتباعه لييسر سفره إلى أحد البلاد الأوربية.
أما شفيق فلم تبرح عن مخيلته صورة دلال فقد فتنته بجمالها من زمن والأن تجدد شغفه حبها وأقسم أن ينالها قبل متولى .
فعاد بأدراجه سريعا إليها وطرق الباب، فظنت دلال أن أحمد قد نسى شيئا فعاد إليها مجددا فابتسمت وذهبت مسرعة لفتح الباب ولكنها تفاجئت بشخص ليس وجهه بالغريب وشعرت إنها قد رأته قبل ذلك .
فطالعته لدقائق بإندهاش ولاحظ شفيق نظراتها فابتسم قائلا بمكر: افتكرتينى ولا لسه يا دولى ؟
فارتبكت دلال وقالت بجمود: حضرتك مين وعايز ايه ؟
طالعها شفيق برغبة وهو يناظرها من مخمص قدميها إلى رأسها ثم قال: عايزك يا دولى .
أنا من أول يوم شوفتك فيه فى الكباريه وأنتِ بترقصى وبتتحركى زى الفراشة كده وأنا هموت عليكِ.
شعرت دلال بدوار مفاجىء من الصدمة، فلم تكن تتوقع أن تقابل أحدا ممن يذكرها بماضيها التى تود أن تفقد الذاكرة بسببه .
تحاملت دلال على نفسها لتثبت أمامه قليلا ونهرته بقولها: أنت شخص قليل الأدب وشكلك كده مجنون ولو ممشتش من قدامى دلوقتى هبلغ عنك وأقول جى يتعدى عليه .
ثم همت بإغلاق الباب فى وجهه ولكنه حال بيده بينه وبين البال وقال بتهديد: حيلك حيلك يا قطة مكنتش أعرف إنك بتخربشى كده .
بس يكون فى علمك أنا عارف عنك كل حاجة وعارف أنتِ متجوزة مين وبإشارة منى لأى كلب من اتباعى يخلص عليه
ده غير الفضيحة اللى عملها لما روحه تطلع وأعرف كل الناس إن الإنسان اللى عامل نفسه شيخ ومحترم كان متجوز رقاصة وكنت مقضياها مع نص رجالة مصر .
فارت الدمٖاء فى أوردتها فرفعت يدها وهوت به على وجهه وصرخت: أخرس يا جبان أنا اشرف منك يا كلب .
ولو فكرت تمس شعرة من أحمد هيكون آخر يوم فى عمرك .
وضع شفيق يده موضع صفعتها وأخرجت عينيه برا.كين الغضب وصاح: هدفعك تمن القلم ده غالى يا دلال .
وهتشوفى منى الويل أنتِ ومولانا اللى مش هخليه يمشى رافع رأسه تانى ابدا .
عشان يفضل طول عمره ندمان أنه اتجوز وحدة زيك .
وبقولهالك تانى يا دلال: هستناكِ زى دلوقتى بكرة فى فندق السعادة اللى فى مدينة نصر.
ولو اتأخرتى عليه عشان أنا مليش خلق انتظر متندميش على اللى اعمله، ويلا سلام يا حلوة .
ثم غادر شفيق تحت أنظار دلال الساخطة التى أغلقت الباب من ورائه بقوة تدل على مدى إنفعالها وعصبيتها التى لم تشهدها من قبل، ثم أطلقت لعينيها العبرات التى هبطت على وجنتيها كبركان من نار يحرقها .
وأخذت تهمس بغصة مريرة: يا ويلك يا دلال
هتعملى ايه دلوقتى فى المصيبة دى، وهترضى إن أحمد اللى قدملك قلبه وعطاكِ اسمه يتفضح بسببك .
ياريتنى ما كنت عرفتك يا أحمد عشان ولا كنت اتأذى بحبك ولا تتأذى بسببى .
وصح دلوقتى آمنت أن مينفعش شيخ يتجوز راقصة لأن لو هو رضا وهى تابت الناس مش هتسبهم فى حالها .
استغفر الله العظيم يارب، أعمل إيه.
ده أنا كنت خلاص قربت انسى اللى حصل فى حياتى ومفتكرش غير أحمد وحياتى معاه بس يقوم فى لحظة يطلعلى العفريت ده ويهد كل اللى بينته وكمان عايزنى أبيع نفسى .
ده انا معملتهاش وأنا راقصة هعملها دلوقتى وانا مرات الشيخ، لا وألف لا .
ثم لمعت عينيها بالشر وقالت بصوت يشبه هسيس الأفعى: مش هخليك تلمس شعرة وحدة منى يا كلٖب يا شفيق ومش هخليك برده تمس سمعة أحمد ولا تلمس شعرة منه .
أحمد هيفضل نضيف طول عمره وأنا هفديه بنفسى .
........
عاد شفيق إلى منزلهم وعندما صعد السلم متوجها إلى طابقه سمع صوت أنوثى جميل تخلل إلى أذنيه يتسلل من شقة والدته .
فهمس بإعجاب : ايه الصوت الجميل والرقيق ده ؟
مسمعتهوش قبل كده ولا من أشجان النكدية ولا حتى من أسماء المفترية لما أعدى على أمى وأشوف المهلبية دى .
فأخرج مفتاح شقة والدته وتسلل للداخل، ليجد فتاة جميلة بالقرب من والدته تعطيها داوئها .
أعجب شفيق بها على الفور فتقدم قائلا: دستور .
فأحكمت الفتاة حجابها وقالت بحرج: اتفضل .
فولج شفيق للداخل ففرحت زينب برؤيته وأصدرت همهات صوت، فحدث شفيق نفسه: اكتمى ياما دلوقتى خلينى أسمع صوت المهلبية دى.
فقال بإعجاب: أنتِ مين يا قمر؟
جنا بحرج: أنا الممرضة اللى بتابع الحجة من طرف الأستاذ شاهين .
فهمس شفيق: أول مرة يستتضف شاهين يعنى، بس خير ما عمل .
شفيق: أهلا بيكِ يا جنا، أنتِ نورتينا وخلى بالك من الحجة، دى أمى الغالية .
جنا: متقلقش يا بيه دى فى عينيه الإتنين .
فهمس شفيق: ده أنتِ يا قمر اللى عايزة تشالى فى العين والننى يا قمر .
فغضبت جنا من جرئته الزائدة وقالت: إيه الكلام ده يا بيه، ميصحش كده .
شفيق: أنتِ زعلتى ولا ايه يا جنا، أنا مقصدش حاجة وعلى العموم هسيبك تشوفى شغلك
ليغادر شفيق وحدث نفسه: أموت أنا فى القطط اللى بتخربش دى.
فحدثت نفسها جنا: راجل سمج وعينيه زايغة وقال ايه أمه الغالية وهو مبصلهاش أصلا ولا سلم عليها .
..........
كعادة أحمد يوميا أن يذهب الى الفيلا ليطمئن على والدته التى تحسنت كثيرا فى الأونة الأخيرة بفضل الله ثم طبيب يتابع حالتها وبدئت تنطق كلمات أخرى غير إسم أحمد وتشير إلى الشىء الذى تحتاجه وتحاول نطقه بتلعثم .
فرح أحمد كثيرا بهذا التقدم فى حالتها وحمد الله كثيرا ثم تابع بشغف أولاد أشجان وتقرب منهم وأحضر لهم كل احتياجاتهم فتعلقوا به كثيرا واحبوه أكثر من والدهم الذى لا يكلف نفسه بالسؤال عنهم ولو بالهاتف .
عمتو بإمتنان: ربنا يكرمك يا أحمد يا ابنى بحق الأيام المفترجة عشان حنيتك على العيال دى.
أحمد: كله بفضل الله يا عمتو .
امال فين أشجان مش قاعدة معاكم يعنى ؟
عفاف: مش عارفه يا ابنى نايمة ولا ايه ؟
بس غريبة يعنى مش متعودة تتأخر فى النوم كده .
إطلع يا ابنى اطمن عليها وطمنى .
احمد بحرج: بس يعنى .
عفاف بجدية: يعنى ايه بس يا أحمد، دى مراتك يا ابنى.
وهى يا حبة عينى زى ما تكون حاسه إن فى حياتك حد وعماله تدبل وتخس وعلى طول سرحانة ولو حد جاب سيرتك عينيها تدمع .
فاتقى الله يا ابنى واطلع على الأقل أطمن عليها عشان تحس ولو لحظة انك مهتم بيها .
تنهد أحمد بغصة مريرة واستغفر الله: استغفر الله العظيم، أعمل إيه فى ذنبك يا أشجان .
أنا فعلا اللى غلطان أن رضيت أتجوزك من الأول وأنا عارف نفسى مش هقدر اعتبرك زوجة بجد .
بس على رأى عمتو لازم حتى أسئل، فهطلع وأمرى لله .
فصعد احمد السلم ومع كل درجة شعر أن أنفاسه تنسحب منه وكأنه على وشك الاختناق .
حتى وصل عند غرفتها وطرق الباب ولكنه لم يأتيه منها رد ، فشعر بالقلق عليها ففتح الباب ودعى الله ان تكون مستورة حتى لا يشعر بالحرج منها .
فولج للداخل ووجدها على فراشها ترتجف ووجهها قد تحول للون الأحمر بسبب سخونة اجتاحت جسدها وأخذت تهمس دون وعى بإسمه: أحمد ليه عملت كده وأنا بحبك
ليه تبعد عنى وأنا كنت بدعى ربنا تكون ليه فى كل لحظة .
أحمد ، أحمد .
فتأثر أحمد بكلماتها التى مزقت قلبه وحوقل: لا حول ولا قوه الا بالله.
زدتى تعبى يا بنت الناس وسامحينى صدقينى مش قادر .
ثم تحسس جبتها فوجد ملمسها ساخن .
_ دى سخنة اوى ومش فى وعيها، أنا لازم أجبلها دكتور حالا .
فأخرج هاتفه واتصل بالطبيب الذى أخبره أنه سيأتى فى أقرب وقت .
فنزل احمد لعمته ليخبرها بالأمر لتكون معها عندما يأتى الطبيب .
عفاف: لا حول ولا قوه الا بالله ، ألف سلامة عليها.
هطلع لها حالا وربنا يطمنا عليها .
ليأتى الطبيب وبالكشف تبين أنها محمومة وكتب لها علاج ومحاليل لضعفها الظاهر عليها .
.....
فى مكان أخر عند والدة آدم حين ولج إليها بعد عمله، فسمع أنينها وشم رائحة كريهة .
فأسرع إليها بذعر قائل: مالك يا حبيبتي؟
بكت والدته وقالت: أنا بتمنى أموت يا ابنى عشان تعبت من احتياجى للناس والبنت اللى جبتها بتفضل بالساعة و الساعتين تكلم فى التليفون وتسبنى محتاجة أغير ومش عارفه أصلى بسبب ريحتى .
يارب رحمتك .
فغضب آدم وقال بإنفعال: اه يا بنت **والله لأبهدلها ومش هخلى حد يتعامل معاها تانى ومش هديها باقى حسابها القذرة دى ومتبكيش تانى يا أمى ولا تقولى كده .
صدقينى أنا محتاجك اكتر ما أنتِ محتاجنى.
والدة آدم: ربنا يحفظك يا ضنايا، وعايزة أقولك حاجة .
ما تشوف دلال يا ابنى دى كانت أحن وحدة عليه وقلبى حاسس إنها مظلومة لأن مفيش وحدة بالحنية والأخلاق دى تعمل كده .
تبدلت تعابير آدم للغضب وصاح بقوله: أرجوكِ يا امى متجبليش سيرتها تانى ويعنى اللى خلق دلال مخلقش غيرها .
إن شاء الله هشوفلك بنت تانى كويسة .
لتأتيه رسالة على هاتفه لم يكن يتوقعها ....
يا ترى رسالة ايه ومن مين ؟
وايه هيحصل لدلال من شفيق ومتولى ؟
يارب تفاعل اكتر عشان اقدر استمر فى النشر ..
.........
نختم بـ أجمل الأدعية التي تريح القلب❤️
ربي إنا نسألك بنور وجهك أن تجعلنا وأهلنا في حرزك وحفظك حتى نلقاك وأن تغفر لنا وأنت راض عنا. اللهم أنَت ربِّي، لا يخفى عليك ما في قلبي، فاللهم طمأنينة منك.. يارب أعوذ بك من ضيقة القلب، وشعور لا يُشكى ولا يفهم
شيماء سعيد ❤️ ام فاطمة
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله1 اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق